التصنيفات
العربية والعرب,صرف,نحو,إملاء...إلخ

قواعد كتابة الهمزة

قواعد في كتابة الهمزة

الهمزة التي في ابتداء الكلمة تنقسم إلى قسمين : همزة وصل ، وهمزة قطع.

– همزة الوصل:

تكتب وتنطق إذا وقعت في أول الكلام .

وإذا وقعت في أثناء الكلام فإنها تكتب ولا تنطق .

وهمزة الوصل تكون في : ماضي وأمر ومصدر الفعل الخماسي والسداسي ،

فمثال الخماسي : الماضي اعتَرَفَ ، الأمر منه : اعتَرِفْ ، والمصدر منه : اعتراف ،

ومثال السداسي : الماضي : استغفَرَ ، الأمر منه : استغفِرْ ، والمصدر منه : استغفار .

وتأتي همزة الوصل في الأمر من الثلاثي مثاله : اضربْ ، اشربْ .

وأما الأسماء فهمزة الوصل تأتي في مفرد ومثنى الأسماء الآتية ( اسم ، است ، ابن ، ابنم ، ابنة ، امرئ ، امرأة ، اثنين ، اثنتين ، ايم ، ايمن ) و ( ال ) التعريف .

وهنا ملاحظة : فإن ( ابن ) عندما تكون بين علمين الثاني منهما أب للأول مثل :

سعد بن إبراهيم ، فإن الهمزة لا تلفظ ولا تكتب . أما إن فصل بين العلمين بفاصل أو كان أحدهما في سطر والآخر في سطر ، فإن الهمزة تكتب ولا تنطق .

همزة القطع:

تكتب وتنطق سواء كانت في ابتداء الكلام أم في أثنائه .

وتأتي همزة القطع في الفعل الرباعي ماضيه وأمره ومصدره ،

مثاله : أقام ، الأمر منه : أقم ، ومصدره : إقامة ،

وكذا ألف المضارعة من الرباعي مثل : أُكرِمُ ، أُحجمُ .

الهمزة المتوسطة في أثناء الكلمة :

لكتابة الهمزة المتوسطة نلاحظ حركتها وحركة الحرف الذي قبلها ، فتكتب على حرف الحركة الأقوى .

أقوى الحركات الكسرة وتناسبها النبرة ( ـئـ ) ، وتليها الضمة وتناسبها الواو (ؤ) ، ثم الفتحة وتناسبها الألف (أ) ، وأضعفها السكون ولا حرف له .

الأمثلة : ( بِئْر ) ، فالهمزة ساكنة ، وما قبلها مكسور ، والكسرة أقوى من السكون ولذا جعلت الهمزة على نبرة .

لُؤْلُؤْ ، الهمزة ساكنة ، وما قبلها مضموم ، والضمة أقوى من السكون ، ولذا كتبت الهمزة على الواو لمناسبتها لحركة الضمة .

سماؤُنا ، ما قبل الهمزة حرف ساكن ، وهي مضمومة فكتبت على الواو .

بُؤَساء ، فالهمزة مفتوحة ، وما قبلها مضموم ، والضمة أقوى من الفتحة ، ولذا كتبت على الحرف المناسب للضمة وهو الواو .

مختبِئُون ، فالهمزة مضمومة ، وما قبلها مكسور ، والكسرة أقوى من الضمة ولذا كتبت على ما يناسب الكسرة وهي النبرة .

رَئِيف ، فالهمزة مكسورة ، وما قبلها مفتوح ، فكتبت على النبرة لمناسبتها للحرف الأقوى الكسرة .

وقس على هذا ما عداه .

ملاحظات :

تشذ عن القاعدة السابقة الحالات التالية :

1- إذا كانت الهمزة المتوسطة مفتوحة وما قبلها ألف ساكنه فإنها تكتب مفردة ( على السطر ) مثاله : رأيت سماءَنا ، فالهمزة مفتوحة ، وما قبلها ساكن ، ومع هذا لم أكتبها على الألف لمناسبة الفتحة بل على السطر ، فهذا شذوذ عن القاعدة .

2- إذا كانت الهمزة المتوسطة مفتوحة أو مضمومة وما قبلها ياء ساكنة ، فإنها تكتب على نبره . مثاله : هيْئَة ، فالهمزة مفتوحة ، وما قبلها ساكن ، والفتحة أقوى من السكون فالقاعدة أن تكتب على الألف ، ولكن لكون الحرف الذي قبلها ياء ساكنة ، فقد خالفت القاعدة وكتبت على نبره . ومثلها : يضيْئُنا .

3- إذا كانت الهمزة المتوسطة مفتوحة أو مضمومة وما قبلها واو ساكنة ، فإنها تكتب مفردة ( أي على السطر ) . مثاله : السموْءَل ، مروءة موْءُودة .

الهمزة المتطرفة التي تأتي في آخر الكلمة :

1- تكتب الهمزة المتطرفة بحسب حركة ما قبلها دون النظر إلى حركتها ، فإن كان ما قبلها مكسوراً كتبت على الياء (ئ) ، وإن كان ما قبلها مضموماً كتبت على الواو (ؤ) ، وإن كان ما قبلها مفتوحاً كتبت على الألف (أ) ، وإن كان ما قبلها ساكناً كتبت مفردة على السطر (ء) .

2- إذا لحقت الهمزةُ المتطرفة المفردة ( التي تكتب على السطر ) ألفَ تنوين الفتح ، وكان ما قبلها قابلاً للاتصال بما بعدها كتبت على نبرة ، مثاله : عبئاً ، دخل تنوين الفتح على الهمزة ، ولو حذفنا الهمزة لأمكن أن يتصل الباء – الحرف الذي قبل الهمزة – بالألف الذي بعدها ( با )، ولذا كتبت على نبرة .

وإن كان ما قبلها لا يقبل الاتصال بما بعدها فإنها تكتب على السطر ، مثاله : بدءاً ، فالدال التي قبل الهمزة لا يمكن أن تتصل بالألف ؛ لأن الدال لا يقبل الاتصال بل يكتب مفرداً ، ولذا كتبنا الهمزة على السطر . وفي هذه الحال تلحق ألفُ التنوين الهمزةَ .

3-إذا سبق الهمزة المتطرفة واو مشددة فإنها تكتب على السطر مثاله : تَبَوَّء .

4- الهمزة المتطرفة المسبوقة بألف ساكنة لا تلحقها ألف التنوين حال الفتح ، مثل : ( ماءً ) فلا أكتبها ( ماءاً ) .




بارك الله فيك على هذا الموضوع القيم والمفيد وجزاك الله عنه خير الجزاء




بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

مشكور على الموضوع ودمت للمنتدى مفيدا ومستفيدا




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرا اخي مبارك ونانو على المرور الطيب




بارك الله فيك أخي على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق




التصنيفات
العربية والعرب,صرف,نحو,إملاء...إلخ

الخَبـَر

تعليمية تعليمية
الخبــــر

عرفنا أن الجملة الإسمية تتكون من جزأين لتعطي دلالة تمكن السامع من القبول المنطقي بها ، وقد سمى النحاة الجزء الأول من هذه الجملة المبتدأ ، لأنه هو الجزء الذي يبدأ به المتكلم الجملة المطروحة ، ويسمى الجزء الثاني الخبر ، لأنه يخبر عن حال المبتدأ ، وبه تتم الفائدة .
وغالبا ما يكون الخبر اسما ، وهذا الاسم ينبغي أن يكون صفة مشتقة ، والصفات المشتقة هي " اسم الفاعل ، واسم المفعول ، والصفة المشبهة ، واسم التفضيل " نحو : محمد فاضل ، وعلي محبوب .
17 ـ ومنه قوله تعالى : ( الله مولاكم )1 .
وأنت حسن الوجه ، وأحمد أكرم من أخيه .
ومنه قوله تعالى : ( والله بما تعلمون بصير )2 .
وقوله تعالى : ( ربكم أعلم بما في نفوسكم ) 3 .
ومنه قول الشاعر :
وذاك أحزمهم رأيا إذا نبأ من الحوادث عادى الناس أو طرقا
أحكام الخبر :
للخبر أحكام تدل عليه ، وقد جمعها النحويون في سبعة أحكام نذكرها على النحو التالي :
1 ـ يجب فيه الرفع . والعامل في الخبر الرفع هو المبتدأ ، وليس الابتداء ، ولا بالمبتدأ والابتداء ، ولا بتبادل العمل بين المبتدأ والخبر كما يذكر الكوفيون .
ـــــــــــــ
1 ـ 150 آل عمران .
2 ـ 156 آل عمران . 3 ـ 25 الإسراء .

نحو : أنت كريم . فكريم خبر مرفوع وعامل الرفع فيه هو المبتدأ فقط .
ومنه قوله تعالى : ( والصلح خير )1 .
وقوله تعالى : ( وأنت على كل شيء شهيد )2 .
ومنه قول الفرزدق :
هو المُبتنِي بالسيف والمال ما غلا إذا قام في يوم الحَبان نخيلها
2 ـ الأصل فيه أن يكون نكرة مشتقة كما ذكرنا سابقا .
نحو : محمد فاضل .
ومنه قوله تعالى ( والله على كل شيء قدير )3 .
ومنه قول الفرزدق :
جبلي أعز إذا الحروب تكشفت مما بنى لك والداك وأفضل
وقوله أيضا :
الضاربون إذا الكتيبة أحجمت والنازلون غداة كل نزال
وقد يأتي الخبر جامدا غير مؤول بالمشتق . نحو : هذه شجرة .
وهذا كرسي . وذاك حجر .
والخبر الجامد لا يرفع الضمير المستتر لأنه فارغ منه ، ولا الضمير البارز ، ولا الاسم الظاهر الواقع بعده ، وكذلك الخبر الذي لم يكن وصفا مشتقا كما
أوضحنا سابقا ، أو كان مشتقا وغير وصف كأسماء الزمان ، أو المكان .
نحو : السفر مطلع الفجر . مكة مهبط الوحي .
ومنه قول الشاعر بلا نسبة :
ترتع ما رتعتْ حتى إذا ادَّكرتْ فإنما هي إقبال وإدبار
فالشاهد قوله " إقبال ، وإدبار ، وهما كلمتان مشتقتان وقع كل منهما خبرا ، غير
ـــــــــــــ
1 ـ 138 النساء . 2 ـ 117 المائدة .
3 ـ 120 المائدة .

أنهما ليسا من الصفات المشتقة التي تعمل عمل فعلها ، وإنما هما اسما مكان لذلك لم يعملا في الضمير المستتر فيهما .
وقد يأتي جامدا مؤولا بالمشتق .
نحو : القائد أسد . أي شجاع .
ومحمد فلسطيني . أي منتسب إلى فلسطين .
3 ـ أن يكون مطابقا للمبتدأ في إفراده وتثنيته وجمعه .
نحو : الطالب متفوق . الطالبان متفوقان . الطلاب متفوقون .
18 ـ ومنه قوله تعالى : ( ذلك الكتاب لا ريب فيه ) 1 .
ومنه قوله تعالى : ( أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ) 2 .
وتذكيره وتأنيثه .
ونحو : الولد مؤدب . والفتاة مؤدبة .
ومنه قوله تعالى : ( تلك الجنة أزلفت للمتقين )3 .
4 ـ جواز حذفه إن دل عليه دليل ، وسنذكر ذلك بالتفصيل في موضعه .
5 ـ وجوب حذفه ، وسنذكره في موضعه أيضا .
6 ـ جواز تعدده ، والمبتدأ واحد .
نحو : محمد ذكي فطن .
ونحو : أحمد شاعر خطيب كاتب .
19 ـ ومنه قوله تعالى : ( هو الغفور الودود ذو العرش المجيد فعال لما يريد )4.
وقوله تعالى : ( كلا إنها لظى نزاعة للشوى ) 5 .
وقوله تعالى : ( والله عزيز ذو انتقام )6 .
ــــــــــــــ
1 ـ 2 البقرة . 2 ـ 82 البقرة .
3 ـ 13 التكوير . 4 ـ 14 البروج .
5 ـ 15 ، 16 المعارج . 6 ـ 95 المائدة .

وقوله تعالى : ( هو الله الخالق البارئ المصور )1 .
ومنه قول زهير :
وصاحبي وردة نهد مراكلها جرداء لا فَحَج فيها ولا صكك
7 ـ الأصل فيه التقديم على المبتدأ ، ولكن قد يتقدم عليه جوازا ، أو وجوبا ، وسنفصل القول في موضعه .

أنواع الخبر :
ينقسم الخبر إلى ثلاثة أنواع هي :
أولا ـ الخبر المفرد . وهو ما ليس جملة ولا شبه جملة ، وإنما يكون كلمة واحدة سواء دلت على واحد ، أو اثنان ، أو جمع . بمعنى أن يكون الخبر مطابقا للمبتدأ في التذكير والتأنيث ، والإفراد والتثنية والجمع ، كما بينا سابقا في أحكام الخبر .
نحو : القمر منير . والطالبة مؤدبة .
فيلاحظ من المثال الأول أن المبتدأ مفرد مذكر ، وكذلك الخبر جاء مفردا مذكرا أيضا . نحو قوله تعالى : ( كل شيء هالك ) 2 .
5 ـ ومنه قول لبيد :
وهم ربيع للمجاور فيهم والمرملات إذا تطاول عامها
وهم : مبتدأ مفرد مذكر . وربيع : خبر مفرد مذكر .
وفي المثال الثاني جاء كلاهما مفردا مؤنثا .
ومنه قوله تعالى : ( تلك آيات القرآن ) 3 .
ومنه قوله تعالى ( والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك ) 4 .
ونحو : محمد قادم . واللاعبان ماهران . والمعلمون مخلصون .
ــــــــــــ
1 ـ 24 الحشر . 2 ـ 88 القصص .
3 ـ 1 النمل . 4 ـ 3 النور .

ونلاحظ من الأمثلة الثلاثة السابقة التطابق بين المبتدأ والخبر من حيث الإفراد كما في المثال الأول ، والتثنية كما في المثال الثاني ، والجمع كما في المثال الثالث .
نحو قوله تعالى : ( ولله المشرق والمغرب ) 1 .
وقوله تعالى : ( وهذا ذكر مبارك ) 2 .
6 ـ ومنه قول طرفة :
أنا الرجل الضرب الذي تعرفونه خشاشٌ كرأس الحية المتوقد
أنا الرجل : مبتدأ وخبر مفرد .
ومع المثنى قوله تعالى : ( هذان خصمان ) 3 .
ومنه قول الفرزدق :
هما جبلا الله اللذان ذراهما مع النجم في أعلى السماء المُحَلِّق
ومثال الجمع قوله تعالى : ( وأولئك هم المفلحون ) 4 .
ومنه قول الفرزدق :
هم الأكرمون الأكثرون ولم يزل لهم مُنكِرُ النكراءِ للحق عارف
ويجب في الخبر المفرد المشتق أن يتحمل ضميرا مستترا وجوبا يعود على المبتدأ ليربط بينهما ارتباطا معنويا .
نحو : الشمس محجوبة ، والجو بارد ، والسماء ملبدة بالغيوم .
نجد أن كلا من الأخبار السابقة وهي : محجوبة ، وبارد ، وملبدة ، جاءت أخبارا مفردة ، وهي أوصاف مشتقة ، وكل منها اشتمل على ضمير مستتر يعود على المبتدأ ليربطه بالخبر ربطا معنويا إذ التقدير فيها : محجوبة هي ، وبارد هو ، وملبدة هي .
ــــــــــــــ
1 ـ 115 البقرة . 2 ـ 50 الأنبياء .
3 ـ 19 الحج . 4 ـ 104 آل عمران .

كما يعمل الخبر المشتق في الضمير البارز ، أو الاسم الظاهر بعده .
نحو : محمد مسافر هو إلى القاهرة .
ونحو : الوردة عطرة رائحتها . ووالدي رحيم قلبه .
فنجد أن الأخبار السابقة وهي على التوالي : مسافر ، وعطرة ، ورحيم ، بعضها رفع ضميرا بارزا كما في مسافر ، وبعضها رفع اسما ظاهرا كما في عطرة ، ورحيم .
ويرى النحاة أن الخبر المشتق إذا جرى على غير ما هو له ، وأمن اللبس جاز استتارة الضمير فيه كما يجوز إظهاره ، وهذا ما عبروا عنه بقولهم : الخبر الجاري على غير صاحبه .
الشاب الشيخ مساعده هو .
ونحو : الطفل الأم مرضعته هي .
فالشاب مبتدأ أول ، والشيخ مبتدأ ثان ، ومساعد خبر المبتدأ الثاني ، مع أن معنى هذا الخبر وهو المساعدة واقع على المبتدأ الأول ، لأن الشاب هو المساعد ، أي المنسوب له المساعد دون المبتدأ الثاني .
وإن لم يؤمن اللبس وجب إبراز الضمير ، وهو ما عبروا عنه بقولهم : إذا كان الوصف الواقع خبرا يصلح أن يكون جاريا على من هو له ، وعلى غير من هو له ، فيقع اللبس في المراد ، مع عدم توافر القرينة الدالة على أحدهما ، أي على المبتدأ الأول ، أو على المبتدأ الثاني ، وجب إبراز الضمير .
نحو : المعلم الطالب مكرمه .
فالمعلم مبتدأ أول ، والطالب مبتدأ ثان ، ومكرم خبر المبتدأ الثاني ، وفيه ضمير مستتر جوازا تقديره : هو ، والجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ الأول .
فإذا أردنا أن نحكم على الطالب بأنه مكرم المعلم ، فسيكون الخبر جاريا على من هو له ، وإذا أردنا الحكم على أن المعلم هو المكرم للطالب فسيكون الخبر جاريا على غير من هو له .
ولكوننا لم نستطع الحكم على أي المبتدأين يعود الخبر لعدم وجود القرينة الدالة على أحدهما ، وهذا ما يعرف بحالة اللبس ، وجب استثارة الضمير ، ليكون عدم ظهوره دليلا عودة الخبر المفرد على من هو له ، وهو المبتدأ الثاني ، أي أن يكون مكرم عائدا على الطالب .
أما إذا عاد الخبر المفرد على المبتدأ الأول ، أي على المعلم ، وهو جريانه على غير من هو له وجب إبراز الضمير فنقول : المعلم الطالب مكرمه هو .
فالضمير " هو " عائد على المعلم . لوجود اللبس ، وكذلك الحال إذا أمن اللبس .
نحو : طفل فاطمة مرضعته هي .
غير أن الكوفيين يجيزون الأمرين ، أي : إظهار الضمير وإخفائه إن أمن اللبس ،
نحو : المعلم عائشة مكرمها هو . بإبراز الضمير " هو " .
أو : المعلم عائشة مكرمها . بدون إظهار الضمير " هو " .
ويوجبون إظهاره عند اللبس فقط .
نحو : المعلم الطالب مكرمه هو .
وعند عدم اللبس لا يبرزونه
7 ـ كقول الشاعر بلا نسبة :
قومي ذرا المجد بانوها وقد علمت بكنه ذلك عدنان وقحطان
الشاهد فيه قوله " قومي ذرا المجد بانوها " حيث جاء بخبر المبتدأ مشتقا وهو قوله : " بانوها " ولم يبرز الضمير ، مع أن الخبر المشتق غير جار على من هو له في المعنى ، ولو أراد إبراز الضمير لقال : بانوها هم .
وعدم إبراز الضمير هنا عائد لعدم وجود اللبس .

ثانيا ـ الخبر الجملة :
يأتي خبر المبتدأ جملة ، إما اسمية ، وإما فعليه .
1 ـ الاسمية نحو : الثوب لونه ناصع ، والحديقة أشجارها خضراء .
فالثوب مبتدأ أول ، ولون مبتدأ ثان ، وهو مضاف ، والضمير المتصل به في محل جر مضاف إليه ، وناصع خبر المبتدأ الثاني ، والجملة من المبتدأ الثاني ، وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول ، والرابط الضمير المتصل بالمبتدأ الثاني ، أي الضمير المتصل بكلمة " لونه " ، وهو ضمير بارز .
20 ـ ومنه قوله تعالى : ( أولئك مأواهم جهنم )1 .
وقوله تعالى : ( وألوا الأرحام بعضهم أولى ببعض )2 .
وقوله تعالى : ( الله لا إله إلا هو )3 .
وقوله تعالى : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض )4 .
8 ـ ومنه قول عبيد بن الأبرص :
عيناك دمعهما سَروب كأن شأنيهما شَعِيب
عيناك : مبتدأ أول مرفوع بالألف ، دمعهما : مبتدأ ثان ، والضمير المتصل به في محل جر مضاف إليه ، وهو الرابط . سروب : خبر المبتدأ الثاني ، والجملة من المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول .
ومنه قول زهير :
وجار البيت والرجل المنادي أمام الحي عَقدُهُما سواءُ
2 ـ الفعلية نحو : العمل الطيب يرفع قدر صاحبه .
والأطفال يلعبون في الحديقة .
ــــــــــــ
1 ـ 121 النساء . 2 ـ 75 الأنفال .
3 ـ 255 البقرة . 4 ـ 71 التوبة .

العمل مبتدأ ، والطيب صفة ، ويرفع فعل مضارع ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو ، وقدر مفعول به ، وصاحبه مضاف إليه ، وصاحب مضاف والضمير المتصل بصاحبه في محل جر مضاف إليه ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ ، والرابط الضمير المستتر هو .
21 ـ ومنه قوله تعالى : ( أولئك ينالهم نصيب من الكتاب )1 .
وقوله تعالى : ( الله يبسط الرزق لمن يشاء )2 .
وقوله تعالى : ( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم )3 .
وقوله تعالى : ( كلتا الجنتين آتت أكلها )4 . 9 ـ
9 ـ ومنه قول لبيد :
إن يفزعوا تُلق المغافر عندهم والسن يلمع كالكواكب لامها
والسن : الواو للحال ، والسن مبتدأ . ويلمع فعل مضارع والجملة الفعلية في محل رفع خبر .
10 ـ ومنه قول عنترة :
والخيل تقتحم الغبار عوابسا من بين شيظمة وأجرد شيظم
الخيل : مبتدأ . تقتحم : فعل مضارع والجملة الفعلية في محل رفع خبر .

الرابط في الجملة الواقعة خبرا :
ولا بد في الجملة الواقعة خبرا أن تشتمل على رابط يربط بينها وبين المبتدأ الأول حتى يستساغ التعبير ، ولا يكون الكلام مفككا ، ويكون الرابط واحدا مما يأتي :
ــــــــــــ
1 ـ 37 الأعراف 2 ـ 26 الرعد .
3 ـ 78 النحل . 4 ـ 33 الكهف .

1 ـ الضمير :
وهو إما بارز كما في أمثلة الجملة الاسمية ، أو مستتر كما في أمثلة الجملة الفعلية التي سبق ذكرها ، وقد يكون مقدرا .
نحو : التمر الكيلة بدينار . والقمح الكيس بخمسين ريالا .
22 ـ ومنه قوله تعالى ( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى )1 .
والتقدير : هي مأواه .
التمر مبتدأ ، والكيلة مبتدأ ثان ، وبدينار جار ومجرور في محل رفع خبر المبتدأ الثاني ، وجملة المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول ، والرابط هو الضمير المحذوف ، وتقديره : التمر الكيلة منه بدينار .
2 ـ قد يكون الرابط اسم إشارة .
نحو : عملك هذا مشرّف .
عملك مبتدأ أول ، ومضاف إليه ، هذا مبتدأ ثان ، ومشرف خبر المبتدأ الثاني ، والجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ الأول ، والرابط اسم الإشارة .
ومنه قوله تعالى : ( ولباس التقوى ذلك خير )2 . في قراءة الرفع للباس .
وقوله تعالى : ( والذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها أولئك أصحاب النار )3 .
3 ـ وقد يكون بإعادة المبتدأ بلفظه ومعناه بقصد التفخيم ، أو التهويل ، أو التحقير . نحو : الأمانة ما الأمانة . والإخلاص ما الإخلاص .
23ـ وبغرض التفخيم قوله تعالى : ( فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة ) 4 . ومنه بغرض التهويل قوله تعالى : ( القارعة ما القارعة )5 .
ــــــــــــ
1 ـ 29 النازعات . 2 ـ 26 الأعراف .
3 ـ 40 الأعراف . 4 ـ 8 الواقعة .
5 ـ 1 القارعة .

وقوله تعالى : ( الحاقة ما الحاقة )1 .
ونحو : الكاذب من الكاذب .
ومنه بغرض التحقير قوله تعالى : ( وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة ) 2 .
وقد تكون الإعادة بالمعنى فقط .
نحو : السيف ما المهند . والأسد ما الغضنفر .
4 ـ أو بإعادة المبتدأ بلفظ أعم منه .
نحو : الأمانة نعم العمل . والخيانة بئس الرذيلة .
فالعمل يعم الأمانة وغيرها ، فالأمانة داخلة في عموم العمل ، والعموم واضح من " أل " الدالة على الجنس .
ومنه قول ابن ميادة :
ألا ليت شعري هل إلى أم جحدر سبيل ؟ فأما الصبر عنها فلا صبر
الشاهد فيه قوله : " فأما الصبر فلا صبر " فالرابط بين جملة الخبر والمبتدأ قد يكون عموم الخبر بحيث يصدق على المبتدأ وغيره .
5 ـ أن يقع بعد جملة الخبر الخالية من الرابط جملة أخرى معطوفة عليها
بالواو ، أو بالفاء ، أو بثم ، مع اشتمال الجملة المعطوفة على ضمير يعود على المبتدأ الأول ، فيكتفى في الجملتين بالضمير الرابط الذي في الجملة الثانية .
فمثال الجملة المعطوفة بالواو : الأولاد بدأت الدراسة واستعدوا لها .
ونحو : العمال بدأ العمل وأنجزوه .
ومثال المعطوفة بالفاء : الطالب تهيأت أسباب الدراسة فأقبل بكل حماس .
ومثال المعطوفة بثم : الحفل بدأت التلاوة ثم توالت فقراته .
ــــــــــــ
1 ـ 1 الحاقة . 2 ـ 9 الواقعة .

6 ـ أن يقع بعد الجملة الواقعة خبرا ، والخالية من الرابط أداة شرط حذف جوابه لدلالة الخبر عليه ، وبقي فعل الشرط مشتملا على ضمير يعود على المبتدأ .
نحو : المدير يقف الطلاب إن حضر .
ونحو : المدرب يتهيأ اللاعبون متى يصل .
فإن كانت الجملة الواقعة خبرا هي نفس المبتدأ في المعنى فلا تحتاج إلى رابط ، لأنها ليست أجنبية عنه كي تحتاج إلى ما يربطها به .
نحو : هم رجال مجاهدون . ونحو : نطقي الله حسبي .
هم : ضمير الشأن في محل رفع مبتدأ أول ، ورجال مبتدأ ثان ، ومجاهدون خبر المبتدأ الثاني ، والجملة من المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول ، ولا حاجة إلى رابط ، لأن الجملة المنطوق بها هي عين المبتدأ الأول .
ومنه قوله تعالى : ( قل هو الله أحد )1 .
24 ـ وقوله تعالى : ( فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا )2 .
وبالإضافة إلى توافر شرط الرابط في الجملة الواقعة خبرا ، أجمع النحاة على توافر شرطين آخرين هما :
1 ـ ألاّ تكون الجملة ندائية . فلا يجوز أن نقول : خالد يا أكرم الناس .
على أن تكون جملة يا أكرم الناس خبرا عن خالد .
2 ـ ألاّ تكون الجملة الواقعة خبرا مبدوءة بأحد الأحرف التالية :
لكن ، وبل ، وحتى .
وأضاف تعلب شرطا رابعا ، هو : ألاّ تكون الجملة الخبرية جملة قسمية .
وأضاف ابن الأنباري شرطا خامسا ، هو : ألاّ تكون إنشائة .
والمجمع عليه عند جمهور النحويين صحة وقوع القسمية خبرا عن المبتدأ .
ـــــــــــ
1 ـ 1 الإخلاص . 2 ـ 97 الأنبياء .

نحو : علي والله إن زرته ليكرمنك .
كما أن الصحيح عندهم أيضا جواز وقوع الإنشائية خبرا للمبتدأ .
نحو : محمد أكرمه . واللص احبسه .

ثالثا ـ الخبر شبه الجملة :
هو ما ليس بمفرد ولا جملة . وإنما هو جار ومجرور أو ظرف بنوعيه .
1 ـ الخبر الجار والمجرور .
نحو : الكتاب في الحقيبة ، والعلم في الصدور ، والماء في الإبريق .
25 ـ ومنه قوله تعالى : (الحمد لله رب العالمين )1 .
وقوله تعالى : ( ولله المشرق والمغرب )2 .
وقوله تعالى : ( ذلك الفضل من الله )3 .
11 ـ ومنه قول عنترة :
عهدي به مَدَّ النهار كأنما خُضب البَنان ورأسه بالعِظْلِم
عهدي : مبتدأ . به : جار ومجرور في محل رفع خبر .
2 ـ الخبر الظرف وينقسم إلى نوعين :
خبر طرف المكان . نحو : الجنة تحت أقدام الأمهات .
والطائر فوق الغصن . والقائد بين جنوده .
26 ـ ومنه قوله تعالى : ( وعنده مفاتح الغيب )4 .
ومنه قوله تعالى : ( والله عنده حسن التواب )5 .
ومنه قول عبدة بن الأبرص :
واهية أو معين ممعن من هضبة دونها لُهُوب
ـــــــــــــ
1 ـ 2 الفاتحة . 2 ـ 115 البقرة .
3 ـ 70 النساء . 4 ـ 59 الأنعام . 5 ـ 195 آل عمران .

دونها : ظرف مكان متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، والضمير المتصل به في محل جر مضاف إليه . لهوب : مبتدأ مؤخر .
12 ـ وقول الحارث بن حلزة :
ومع الجون جونِ آل بني الأو سِ عنودٌ كأنها دفواء
مع الجون : مع ظرف مكان متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، والجون مضاف إليه . عنود : مبتدأ مؤخر .
ومنه قول زهير :
وخلفها سائق يحدو إذا خشيت منه اللحاق تمُدُّ الصُّلبَ والعنقا
وخبر ظرف زمان . نحو : الرحلة يومَ الخميس .
والصيام غدا . والسفر بعد أسبوع .
ومنه قول الفرزدق .
ويوماك يومٌ ما تُوازى نُجوُمُهُ كريهٌ ويوم ماطر من عطائكا
ويوماك : مبتدأ مرفوع بالألف لأنه مثنى ، ويوم خبر مرفوع بالضمة .
ويخبر بظرف المكان عن أسماء المعاني ، وأسماء الذوات ، أي عن الأسماء المحسوسة . مثال النوع الأول : الصدق فوق كل اعتبار .
والأمانة فضيلة .
ومثال النوع الثاني : الطائر فوق الشجرة .
ونحو : الجنة تحت ظلال السيوف .
27 ـ ومنه قوله تعالى : ( الركب أسفل منكم )1 .
وقوله تعالى : ( ومن عنده علم الكتاب ) 2 .
ومنه قول الفرزدق :
بَجِيلةُ عند الشمس أو هي فوقها وإذ هي كالشمس المضيئة يُطرِقُ
ــــــــــــ
1 ـ 42 الأنفال . 2 ـ 43 الرعد .
بجيلة : اسم قبيلة ، مبتدأ مرفوع بالضمة بدون تنوين لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث ، عند الشمس : ظرف مكان متعلق بمحذوف في محل رفع خبر ، وهو مضاف ، والشمس مضاف غليه .
أما ظرف الزمان فلا يخبر به إلا عن أسماء المعاني .
نحو : العطلة يومَ الجمعة . والسفر بعدَ أسبوع .
وإذا حصلت الفائدة بالإخبار بها عن أسماء الذوات فيجوز ذلك .
نحو : الليلةَ الهلال . واليومَ أمر . وغدا خمر .
ويشترط في الخبر شبه الجملة جارا ومجرورا ، أو ظرفا بنوعيه أن يكون تاما بمعنى أن يحصل بالإخبار به فائدة بمجرد ذكره ، ويكمل به المعنى المطلوب مع غير إخفاء ولا لبس كما في جميع الأمثلة السابقة .
ولا يصلح للخبر شبه الجملة ما كان ناقصا .
نحو : الرجل غدا . ومحمدا الليلة . وأحمد بك ، أو لك ، وما شابه ذلك ، لنه لم تتم به الفائدة التي يحسن السكوت عليها كما جاء في تعريف حد الخبر .

وجوب تقديم الخبر :
يجب تقديم الخبر على المبتدأ في المواضع التالية :
1 ـ إذا كان المبتدأ نكرة محضة غير مفيدة وأخبر عنها بالجار والمجرور ، أو الظرف . نحو : في المدرسة معلمون .
ونحو : عندنا ضيف . ويوم الخميس رحلة .
28 ـ ومنه قوله تعالى : ( وعلى أبصارهم غشاوة ) 1 .
وقوله تعالى : ( ولكم في القصاص حياة ) 2 .
ـــــــــــ
1 ـ 7 البقرة . 2 ـ 179 البقرة .

وقوله تعالى : ( لهم في الدنيا خزي ) 1 .
13 ـ ومنه قول الشاعر :
وفي الناس إن رثت حبالك واصل وفي الأرض عن دار القلى متحول
29 ـ ونحو قوله تعالى : ( ولدينا مزيد ) 2 .
وقوله تعالى : ( وفوق كل ذي علم عليم ) 3 .
وقوله تعالى : ( بينهما برزخ ) 4 .
ومنه قول الشاعر :
عندي اصطبار وشكوى عند فاتنتي فهل بأعجب من هذا امرؤ سمعا
والعلة في وجوب تقديم الخبر في هذا الموضع لأن تأخيره يوهم أنه صفة ، وأن الخبر منتظر .
وإن كانت النكرة مفيدة جاز التقديم والتأخير .
نحو : صديق قديم عندنا . فعندما وصفت النكرة اتضح أن الظرف هو الخبر .
ومنه قوله تعالى ( وأجل مسمى عنده ) 5 .
2 ـ إذا كان الخبر استفهام ، أو مضافا إلى استفهام ، لأن الاستفهام مما له الصدارة في الكلام . نحو : كيف حالك . وابن من هذا . وأي ساعة السفر .
30 ـ ومنه قوله تعالى : ( أين شركائي ) 6 .
وقوله تعالى : ( أسحر هذا ) 7 .
وقوله تعالى : ( متى هذا الوعد ) 8 .
ـــــــــــــ
1 ـ 41 المائدة .2 ـ 35 ق .
3 ـ 76 يوسف . 4 ـ 20 الرحمن .
5 ـ 5 الأنعام . 6 ـ 62 القصص .
7 ـ 77 يونس . 8 ـ 51 الإسراء .

3 ـ إذا اتصل بالمبتدأ ضمير يعود على شيء من الخبر .
نحو : في المدرسة طلابها . وفي الحديقة أطفالها .
31 ـ ومنه قوله تعالى : ( أم على قلوب أقفالها ) 1 .
14 ـ وقول الشاعر :
أهابك إجلالا وما بك قدرة عليّ ولكن ملء عين حبيبها
ووجب تقديم الخبر هنا ، لأنه لو تأخر لعاد الضمير على متأخر لفظا ورتبة .
4 ـ أن يحصر الخبر في المبتدأ بما وإلا ، أو بإنما .
نحو : ما فائز إلا محمد . وإنما فائز محمد .
32 ـ ومنه قوله تعالى : ( ما على الرسول إلا البلاغ )2 .
وقوله تعالى : ( فإنما على رسولنا البلاغ المبين ) 3 .
ومعنى الحصر هنا أن الفوز في المثالين منحصر في محمد ، وليست صفة الفوز إلا له . وكذلك في الآية فالخبر وهو خالق منحصر في الله .

ومن المواضع التي يجب فيها تأخير الخبر الآتي :
1 ـ ما ورد مسموعا . نحو : راكب الناقة طَلِيحان . بمعنى متعبان . (4)
وأصله راكب الناقة ، والناقة طليحان .
وهو كل مبتدأ مضاف ، أخبر عنه بخبر مطابق في التثنية أو الجمع للمضاف مع المضاف إليه من غير عطف شيء ظاهر على المبتدأ . أي : من غير ظهور عاطف ولا معطوف .
ومنه : منسق الحديقة جميلان . أي : منسق الحديقة والحديقة جميلان .
فالمعطوف على المبتدأ محذوف لوضوح المعنى ، والخبر واجب التأخير .
ــــــــــــــ
1 ـ 24 محمد . 2 ـ 99 المائدة .
3 ـ 12 التغابن . 4 ـ النحو الوافي ج1 ص 497 وما بعدها بتصرف .

2 ـ أن يكون الخبر مقرونا بالفاء .
نحو : من يساعدني فمخلص . فإن تقدم الخبر وجب حذف الفاء .
3 ـ أن يكون الخبر مقرونا بالباء الزائدة .
نحو : ما كسول بناجح . وما شريف بخائن .
4 ـ أن يكون الخبر طلبا . نحو : الضعيف ساعده ، والمحتاج أعطه .
5 ـ أن يكون الأخبار عن مذ ومنذ بجعلهما مبتدأين معرفتين في المعنى .
نحو : ما رأيتك مذ أسبوعان . وما سافرت منذ عامان .
أي زمن انقطاع الرؤية أسبوعان .
6 ـ الخبر عن ضمير الشأن الواقع مبتدأ .
33 ـ نحو قوله تعالى : ( قل هو الله أحد )1 .
7 ـ خبر المبتدأ إذا كان هذا الخبر جملة هي عين المبدأ في المعنى .
نحو : قولي : حسبي الله . وحديثي : العلم مفيد .
8 ـ خبر اسم الإشارة المبدوء بها التنبيه بشرط ألا يفصل بين الهاء واسم الإشارة فاصل . نحو : هذا كتبك . وهذه حقيبتك . وفيه خلاف بين النحويين بأنه لا يجب تأخير الخبر ، وإنما يستحب تقديم المبتدأ في مثل هذه الحالة .
9 ـ خبر المبتدأ الذي للدعاء وقد أشرنا له في موضعه عند الابتداء بالنكرة .
نحو قوله تعالى : ( سلام على آل ياسين ) 2 .
وقوله تعالى : ( ويل للمطففين )3 .
10 ـ الخبر المتعدد لمبتدأ واحد ويؤدي تعدده معنى واحدا .
نحو : الليمون حامض حلو . أي : متوسط بينهما .
والرجل طويل قصير . أي : متوسط بين الأمرين .
ـــــــــــــ
1 ـ 1 الإخلاص . 2 ـ 130 الصافات .
3 ـ 1 المطففين .

11 ـ خبر المبتدأ التالي " أمّا " الشرطية التفصيلية .
نحو : أمّا محمد فشاعر . وأمّا أحمد فكاتب .
12 ـ خبر المبتدأ المفصول عن خبره بضمير الفصل .
نحو : الأسطورة هي حكاية شعبية . وكاتم الشهادة هو شيطان أخرس .
13 ـ خبر المبتدأ إذا كان المبتدأ ضمير المتكلم ، أو المخاطب ، وأخبر عنه باسم الموصول ، مع وقوعه بعد الضمير مباشرة مطابقا له في الخطاب ، أو التكلم .
نحو : أنا الذي فعلت كذا ، وأنتما اللذان رفعتما شعار الحرية .
ونحن الذين نقوم ببناء الوطن .
ومنه قول المتنبي :
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من به صمم
14 ـ ويجب تقديم الخبر في باب ما يسمى : " الإخبار عن الذي " .
نحو : الذي فاز بالجائزة محمد . والذي تفوق في السباق إبراهيم .
15 ـ خبر المبتدأ إذا كان المبتدأ ضمير المخاطب ، أو المتكلم ، وخبره معرف بـ " أل " التعريف ، وبعدها ضمير مطابق للمبتدأ في الخطاب والتكلم .
نحو : أنت العالم تنير طريق الهدى . وأنا المتعلم أبحث عن سبل العلم .
16 ـ إذا كان الخبر جملة فعلية ماضوية ، والمبتدأ ما التعجبية .
نحو : ما أعظم القائدَ أن يتقدم الصفوف . وما أجمل القمر يبدد ظلمة الليل .

جواز التقديم والتأخير :
1 ـ يجوز تقديم المبتدأ وتأخير الخبر بعد أمّا الشرطية التفصيلية التوكيدية .
15 ـ نحو قول الشاعر بلا نسبة :
عندي اصطبار وأمّا أنني جزع يوم النوى فلوجد كاد يبريني
فقد قدم المبتدأ وهو المصدر المؤول من أن ومعموليها " أنني جزع " على الخبر الذي هو الجار والمجرور " فلوجد " بعد أمّا الشرطية ، وجاز هذا التقديم لأمن اللبس بين أن المفتوحة الهمزة ، وإن المكسورة الهمزة لفظا ، ولأمن اللبس بين أن المفتوحة الهمزة المؤكدة والتي بمعنى لعل معنى .
وحصل أمن اللبس لأن " أمّا " الشرطية لا يقع بعدها " إن " المكسورة الهمزة ، ولا " أن " المفتوحة التي بمعنى لعل ، فإذا ما وقع بعدها " أن " المفتوحة الهمزة فهي أنَّ المؤكدة الناصبة للاسم .
2 ـ ويجوز تقديم أو تأخير أحدهما على الآخر في مخصوص نعن ، أو بئس .
نحو : نعم الرجل محمد . وبئس العمل الخيانة .
فمحمد كما ذكرنا سابقا يجوز فيها أن تكون مبتدأ مؤخرا ، والجملة الفعلية قبلها خبر مقدم ، ويجوز أن يكون المبتدأ محذوفا ، ومحمد خبره .
فإن تقدم المخصوص على الفعل أعرب مبتدأ ، والجملة خبرا مؤخرا ، لذا جاز التقديم والتأخير فيهما .

حذف الخبر :
أولا ـ جواز الحذف :
يجوز حذف الخبر إن دل عليه دليل وذلك في موضعين :
1 ـ بعد إذا الفجائية : نحو : وصلت فإذا المطر . وخرجت فإذا الأسد .
والتقدير : فإذا المطر منهمر . وإذا الأسد حاضر .
2 ـ إذا دل عليه دليل ملحوظ ، وذلك بعد السؤال . تقول : من غائب ؟ فيقال في الجواب : عليّ . والتقدير : عليّ غائب .
وقد يكون الدليل غير ملحوظ ، وإنما يدرك من السياق
16 ـ نحو قول الشاعر :
نحن بما عندنا وأنت بما عندك راض والرأي مختلف
فنحن : مبتدأ ، والخبر محذوف تقديره : راضون . أي : نحن بما عندنا راضون .
3 ـ إذا عطفت جملة اسمية على جملة أخرى خبرها غير محذوف .
نحو : محمد مجتهد وأحمد .
والتقدير : وأحمد مجتهد . فحف الخبر لدلالة ما قبله عليه .
34 ـ ومنه قوله تعالى : ( أكلها دائم وظلها )1 .
والتقدير : وظلها كذلك .

ثانيا ـ وجوب الحذف :
يجب حذف الخبر في المواضع التالية :
‍1 ـ إذا كان المبتدأ اسما صريحا في القسم .
نحو : أيمن الله لأفعلن الخير . والتقدير : أيمن الله قسمي .
ونحو : لعمرك لأشهدن الحق . والتقدير : لعمرك قسمي .
35 ـ ومنه قوله تعالى : ( لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون ) 2 .
17 ـ ومنه قول معن بن أوس :
لَعَمْرُكَ ما أدري وإني لأوجل على أيِّنا تعدو المنية أولُ
ومنه قول زهير :
لَعَمْرُكَ والخطوبُ مُغيِّراتٌ وفي طول المعاشرة التّقالي
ومنه قول امريء القيس :
لعمرك ما أمري عليّ بغُمّةٍ نهاري ولا ليلي عليّ بسرمد
فكلمة " لعمرك " في الأبيات الثلاثة السابقة مبتدآت حذفت أخبارها . والتقدير :
لعمرك قسمي .
فإن كان المبتدأ غير صريح في القسم ، بمعنى أنه يستعمل للقسم ولغيره ،
جاز حذف الخبر وإثباته . نحو : عهد الله لتصدقن بما عندي .
ونحو : عهد الله عليّ لأتصدقن بما عندي .
ففي المثال الأول حذف الخبر ، وفي الثاني أثبته وهو : عليّ الجار والمجرور .
ـــــــــــــ
1 ـ 3 الرعد . 2 ـ 72 الحجر .

2 ـ أن يدل الخبر على صفة مطلقة . بمعنى أن تكون الصفة دالة على وجود أو
" كون " عام فتقدر بمعنى كائن أو موجود ، أو مستقر أو حاصل .
وذلك في موضعين :
أ ـ أن يتعلق بها جار ومجرور ، أو ظرف .
نحو : الماء في الإبريق . والكتاب فوق المكتب .
ومنه قوله تعالى : ( الحمد لله ) 1 .
ومنه قول جرير :
لنا قيس عليك وأيَ يوم إذا ما احمرَ أجنحة العُقاب
وقوله أيضا :
منا عتيبةُ فانظر من تُعِدّ له والحارثان ومنّا الردفُ عتّابُ
وقوله تعالى : ( وعنده مفاتح الغيب ) 2 .
ومنه قول المتنبي :
وبين الفرع والقدمين نورٌ يقود بلا أزِمَّتها النياقا
ب ـ أن يقع المبتدأ بعد لولا ، أو لوما .
نحو : لولا الله لصدمت السيارة الطفل .
ونحو : لوما خالد لما حضرت .
36 ـ ومنه قوله تعالى : ( ولولا نعمة ربك لكنت من المحضرين ) 3 .
18 ـ ومنه قول جرير :
لولا الحياء لهاجني استعبار ولزرت قبرك والحبيب يزار
ـــــــــــ
1 ـ 2 الفاتحة . 2 ـ 59 الأنعام .
3 ـ 57 الصافات .

ومنه قول زهير :
ولولا عَسْبُهُ لرددتموه وشر مَنِيحَة عَسْبٌ مُعار
فإن كانت الصفة مقيدة أي دالة على كون خاص ، كالمشي والركوب والقعود والأكل والشرب
ونحوها ، وجب ذكر الخبر إن لم يدل عليه دليل .
نحو : لولا العدو سالمنا ما سلم . ونحو : والطالب يعمل واجباته في منزله .
ونحو : الطيور مغردة فوق الأغصان .
فإن دل عليه دليل جاز حذفه وذكره .
نحو : لولا مساعدوه لفشل . أو لولا مساعدوه قدموا له العون لفشل .
ونحو : الأطفال في المدرسة . أو الأطفال موجودون في المدرسة .
3 ـ أن يكون المبتدأ مصدرا ، أو اسم تفضيل مضافا إلى مصدر ، وبعدهما حال لا تصلح أن تكون خبرا ، وإنما تصلح أن تسد مسد الخبر في الدلالة عليه .
مثال النوع الأول : تشجيعي الطالب متفوقا .
والتقدير : تشجيعي الطالب حاصل عند تفوقه .
ومنه قوله تعالى : ( إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم ) 1 .
كلمته : مبتدأ ، وألقاها حال سدت مسد الخبر ، والعامل فيها معنى : كلمته .
والتقدير : كأنه قال : منشؤه ومبتدعه . ويجوز أن يكون العامل فيها " إذا كان "
المحذوفتين ، فإذا ظرف للكلمة ، وكان تامة ، و" ألقاها " حال من فاعل كان . وهو مثل قولهم : ضربي زيدا قائما . ومثال الثاني : أفضل صلاة العبد خاشعا .
والتقدير : أفضل صلاة العبد عند خشوعه .
ولا فرق أن يكون اسم التفضيل مضافا إلى مصدر صريح ، كما في الأمثلة السابقة ، أو مؤول .
نحو : أفضل ما تساعد المحتاج مستترا .
ـــــــــــ
1 ـ 171 النساء .

والتقدير : أفضل مساعدتك المحتاج عند الاستتارة .
كذلك لا فرق بين الحال المفردة كما ذكرنا ، والحال الجملة .
نحو : أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد .
ومنه قول الشاعر وقد اجتمعت فيه الحال بنوعيها :
خير اقترابي من المولى حليف رضاً وشر بعدي عنه وهو غضبان
فالحال في جميع الأمثلة السابقة دالة على الخبر المحذوف وهو حاصل ، وقد سدت مسده ، ولكنها لم تصلح لأن تكون خبرا مباشرا لمباينتها للمبتدأ ، لأنه لا تتم بها الفائدة لو جعلناها خبرا . نحو قولنا : تشجيعي الطالب متفوقٌ .
أمّا إن صح الإخبار بها لعدم مباينتها للمبتدأ وجب رفعها .
نحو : تشجيعك المتفوق واجب . وعقابك المهمل شديد .
4 ـ أن يقع الخبر بعد واو تعين أن تكون بمعنى " مع " .
نحو : كل رجل وعمله . وكل طالب وزميله .
والتقدير ، متلازمان ، أو مقرونان .
37 ـ ومنه قوله تعالى : ( فإنكم وما تعبدون ما أنتم عيه بقانتين ) 1 .
قال الزمخشري : يجوز أن تكون " الواو" بمعنى " مع " مثلها في قولهم :
كل رجل وضيعته . فلما جاز السكوت على " كل رجل وضيعته " جاز أن يسكت على قوله : " إنكم وما تعبدون " ، لن قوله " وما تعبدون " ساد مسد الخبر ، لأن معناه : إنكم مع ما تعبدون .
ويقول العكبري : " وما تعبدون " الواو عاطفة ، ويضعف أن تكون بمعنى " مع "
إذ لا فعل هنا .
وفي الكشاف يجوز أن تكون الواو بمعنى " مع " مثلها قولهم : كل رجل وضيعته .
فإن لم يتعين كون الواو بمعنى " مع " جاز إثبات الخبر .
ــــــــــــ
1 ـ 161 ، 162 الصافات .

كقول الشاعر :
تمنوا لي الموت الذي يشعب الفتى وكل امرئ والموت يلتقيان

فوائد وتنبيهات :

1 ـ يأتي المبتدأ معرفة وهو الأصل والخبر نكرة .
نحو : محمد فاضل .
وقد يأتي المبتدأ معرفة ، والخبر معرفة أيضا .
نحو : الله ربنا ، ومحمد نبينا .
الله : مبتدأ ، وربنا خبر ، وهو معرف بالإضافة .
ومنه قوله تعالى : ( والسابقون السابقون )1 .
السابقون : مبتدأ ، والسابقون الثانية خبره نحو قولهم : أنت أنت . ويجوز أن تكون الثانية توكيدا للأولى ، ولكن يدعم الوجه الأول قول أبي النجم العجلي :
" أنا أبو النجم وشعري شعري "
وهو رأي سيبويه أيضا على تعظيم الأمر وتفخيمه . (2)
2 ـ ويجوز تقديم المبتدأ إذا كان مصدرا مرفوعا .
نحو : سلام عليكم .
ومنه قوله تعالى : ( وويل للكافرين من عذاب شديد ) 3 .
وقوله تعالى : ( فقال سلام عليكم ) 4 .
ــــــــــ
1 ـ 56 الواقعة .
2 ـ انظر البحر المحيط لأبي حيان ج8 ، ص 205 ،
وانظر إملاء ما من به الرحمن للعكبري ج2 ، ص 133 .
3 ـ 2 إبراهيم . 4 ـ 51 النحل .

وقوله تعالى : ( فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ) 1 .

3 ـ تعدد الخبر :
الأصل في خبر المبتدأ أن يكون واحدا ، ولكنه قد يتعدد في بعض الأحيان فيكون للمبتدأ الواحدة أكثر من خبر .
نحو : محمد شاعر كاتب قاص .
محمد : مبتدأ . وشاعر وكاتب وقاص ، كل منها جاء خبرا للمبتدأ .
ومنه قوله تعالى : ( هو الغفور الودود ذو العرش المجيد ) 2 .
هو : مبتدأ ، والغفور ، والودود ، وذو العرش كلها أخبار للمبتدأ " هو "
ومنه قوله تعالى : ( ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا غله إلا هو ) 3 .
ومنه قوله تعالى : ( ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم ) 4 .
ومنه قول الأعشى :
غراء فرعاء مصقول عوارضها تمشي الهوينى كما يمشي الوجي الوحِل
غراء ، وفرعاء ، ومصقول كلها أخبار لمبتدأ محذوف تقديره : هي .
ومنه قول الآخر بلا نسبة :
من يك ذا بت فهذا بتي مُقيِّظ مصيِّف مشتِّي
19 ـ وقول حميد بن ثور الهلالي :
ينام بإحدى مقلتيه ويتقي بأخرى المنايا فهو يقظان نائم .
وكما يتعدد الخبر المفرد يتعدد الخبر الجملة وشبه الجملة ، وقد يكون مختلطا . فتعدد المفرد انظره فيما سبق .
وتعدد الجملة نحو : الصيف نهاره طويل ليله قصير .
وتعدد شبه الجملة نحو : الكتاب أمامك قربك .
ـــــــــــ
1 ـ 79 البقرة . 2 ـ 14 البروج .
3 ـ 62 غافر . 4 ـ 6 السجدة .

ومثال المختلط : هذا طائر يغرد . فطائر خبر أول مفرد ، ويغرد خبر ثان جملة فعليه .
4 ـ يصح الإخبار عن النكرة بالمعرفة .
نحو قوله تعالى : ( وإن تعجب فعجب قولهم )1 .
فعجب خبر مقدم ، ولا بد فيه من تقدير صفة ، لأنه لا يتمكن المعنى فلا بد من تقييده ، والتقدير : فعجب غريب ، وإذا قدرنا أن " عجب " موصوف جاز أن يعرب مبتدأ ، لأنه نكرة وسوغ الابتداء بها الوصف المقدر ، وقولهم خبر معرف بالإضافة .
ومنه قوله تعالى : ( أم من هذا الذي هو جند لكم )2 .
5 ـ يكثر حذف الخبر إذا كان معادلا .
38 ـ نحو قوله تعالى : ( فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا ) 3 .
وقوله تعالى : ( أم من هو قانت أناء الليل ساجدا وقائما ) 4 .
فمن في الآية الأول مبتدأ ، والخبر محذوف تقديره : أشد .
وفي الثانية : مقابله محذوف لفهم المعنى والتقدير : أهذا القانت خير أم الكافر .
6 ـ اقتران الخبر بالفاء
إذا تضمن المبتدأ معنى الشرط جاز دخول الفاء على خبره ، وذلك بالشروط التالية :
1 ـ أن يكون المبتدأ دالا على الإبهام والعموم كالأسماء الموصولة ، أو النكرة .
أن يكون الخبر مترتبا على هذه الجملة لكي يشبه جواب الشرط المترتب على فعل
الشرط .
ــــــــــــ
1 ـ 5 الرعد . 2 ـ 20 الملك .
3 ـ 11 الصافات . 4 ـ 9 الزمر .

ويكون الاقتران واجبا إذا وقع المبتدأ بعد أما الشرطية :
نحو : أمّا خالد فمؤدب . وأمّا علي فمجتهد .
ويكون الاقتران جائزا إذا دل المبتدأ على إبهام ، أو عموم كاسم الموصول ، والنكرة الموصوفة .
أ ـ الاسم الموصول إذا كانت الصلة فعلا ، أو ظرفا .
نحو : الذي يعمل بإخلاص فله مكافأة .
ونحو : من في الملعب فعليه جزاء .
ومنه قوله تعالى : ( الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم )1 .
ب ـ النكرة الموصوفة إذا كانت الصفة فعلا ، أو ظرفا أيضا .
نحو : طالب يجتهد فناجح .
ونحو : ما تقرؤون من علم فللفائدة .
ونحو : ما بنا من قصور فمن أنفسنا .
ومنه قوله تعالى : ( وما بكم من نعمة فمن الله )2 .
7 ـ مراعاة مطابقة الخبر للمبتدأ .
ذكرنا أن من أحكام الخبر أن يكون مطابقا للمبتدأ ، ولكن وردت بعض الآيات القرآنية قد توهم بعض الدارسين أنها مخالفة لهذا الحكم ، أعني عدم المطابقة ، غير أنه إذا ما أمعنا فيها النظر نجد المطابقة قائمة بين المبتدأ وخبره .
1 ـ من حيث الإفراد والتثنية والجمع :
أ ـ إفراد المبتدأ لفظا وجمع الخبر :
نحو قوله تعالى : ( تلك أمانيهم )3 .
ــــــــــــ
1 ـ 274 البقرة . 2 ـ 53 النحل .
3 ـ 111 البقرة .

فتلك مبتدأ مفرد ، وأمانيهم خبر جمع تكسير مفرده أمنية .
والتخريج على النحو التالي : أفرد المبتدأ لفظا ، لأنه كناية عن المقالة ، والمقالة مصدر يصلح للقليل والكثير ، فأريد بها الكثير باعتبار القائلين ، ولذلك جمع الخبر ، فتمت المطابقة من حيث المعنى في الجمع .
ب ـ جمع المبتدأ وإفراد الخبر على المعنى :
نحو قوله تعالى : ( هن أم الكتاب )1 .
هن : ضمير جماعة النسوة مبتدأ ، وأم خبر مفرد .
التخريج : أن جميع الآيات بمنزلة آية واحدة ، فأفرد الخبر على المعنى .
ويجوز أن يكون المعنى : كل منهن أم الكتاب ، نحو قوله تعالى :
( فاجلدوهم ثمانين جلدة )2 .
أي : فاجلدوا كل واحد منهم .
2 ـ من حيث التذكير والتأنيث :
يجب مطابقة الخبر للمبتدأ من حيث التذكير والتأنيث ، ولكن قد نرى في بعض الآيات مخالفة ، وهذه المخالفة لها تخريج لتتم المطابقة .
نحو قوله تعالى : ( فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي )3 .
هذا : اسم إشارة للمفرد المذكر في محل رفع مبتدأ .
ربي : خبر مفرد مذكر .
غير أن " هذا " عائد على الشمس ، والشمس مؤنث مجازي ، وهنا عدم المطابقة بين المبتدأ العائد على مؤنث ن وبين الخبر المذكر .
التخريج : جاء المبتدأ مذكرا مع أنه عائد على مؤنث على اعتبار وجود حذف ،
والتقدير : هذا المرئي .
ـــــــــــ
1 ـ 7 آل عمران . 2 ـ 4 النور .
3 ـ 78 الأنعام .

وقيل أن الشمس هنا بمعنى الضياء ، والضياء مذكر فتمت المطابقة .
وقيل جعل المبتدأ مثل الخبر ـ أي متطابقان في التذكير ـ لكونهما عبارة عن شيء واحد نحو قولنا : ما جاءت حاجتك .
وكان اختيار هذه الطريقة لصيانة الرب عن شبهة التأنيث ، فقالوا في صفة الله : علام الغيوب ، ولم يقولوا علامة ، وإن كان علامة أبلغ ، وذلك احترازا من علامة التأنيث .
ومنه قوله تعالى : ( فذانك برهانان من ربك )1 .
فذانك : مبتدأ ، وهو اسم إشارة للمثنى المذكر ، ولكنه جاء هنا إشارة إلى العصا واليد وهما مؤنثان .
والتخريج : أن تذكيره جاء ليطابق تذكير الخبر .
8 ـ إذا كان ظرف الزمان نكرة ، وأخبر به عن المصدر فإنه يجوز فيه الرفع ، والنصب ، سواء كان الحدث مستغرقا للزمان ، أو غير مستغرق . (2)
نحو قوله تعالى : ( الحج أشهر معلومات )3 .
فالحج مبتدأ ، وأشهر خبر ، وفي أحدهما محذوف مقدر ، فإن قدرت في المبتدأ
قلت اشهر الحج ، وإن قدرت في الخبر قلت : حج أشهر .
9 ـ الخبر الجار والمجرور ، والخبر الظرف بنوعيه ، في الحقيقة ليس هو الخبر ، وإنما هو متعلق بمحذوف في محل رفع خبر ، وتقدير المحذوف :
كائن ، أو مستقر ، والضمير المستتر فيه انتقل إلى الجار والمجرور ، أو الظرف .
كقول جميل بثينة :
فإن يك جثماني بأرض سواكم فإن فؤادي عندك الدهرَ أجمعُ
الشاهد فيه قوله : " أجمع " بالرفع ، وهو من ألفاظ التوكيد المعنوي ، ولكنه لا يصلح أن
ـــــــــــــ
1 ـ 32 القصص . 2 ـ دراسات لأسلوب القرآن الكريم للسيخ عبد الخالق عظيمة القسم الثالث ج1 ص245 .
3 ـ 197 البقرة .
يكون توكيدا لأي من فؤادي ، أو عندك ، أو الدهر لأن كل واحد منها منصوب ، والمرفوع لا يصلح أن يكون توكيدا للمنصوب ، ولا يصلح أن يكون توكيدا لمحذوف ، لأن التوكيد ينافي الحذف ، فلم يبق إلا أن يكون توكيدا لضمير مستكن في الظرف الواقع متعلقه خبرا ، لأن هذا الضمير مرفوع على الفاعلية ، فدل ذلك على أن الضمير الذي كان مستكنا في المتعلق الواقع خبرا قد انتقل من هذا المتعلق إلى الظرف فاستكن فيه .
10 ـ ذكرنا في موضعه أن ظرف الزمان يصلح أن يقع خبرا عن المبتدأ المعنى فقط ، ونضيف أن يكون ذلك مشروطا ، وهذا الشرط هو تحقيق الإفادة ، بمعنى أن يكون الزمن خاصا .
نحو : الحفل ليلة الخميس . والسفر يوم الجمعة . والعطلة بعد ظهر الأربعاء .
وألا يكون الزمن عامَّا لعدم الإفادة . نحو : السفر حينا . والرحلة دهرا .
كما أن ظرف الزمان لا يصلح أن يكون خبرا عن الذات " الشيء المحسوس " إلا قليلا ، وذلك حين تتم الفائدة ، ولتمام الفائدة شروط هي :
أ ـ أن يتخصص ظرف الزمان بنعت .
نحو : نحن في يوم شديد الحرارة .
أو يتخصص بعلمية . نحو : نحن في رمضان .
أو بإضافة . نحو : نحن في يوم الجمعة .
وفي هذه الصور يجب جر ظرف الزمان بحرف الجر " في " .
ولا يعرب في حالة رفعه ، أو جره ظرفا ، ولا يسمى ظرفا اصطلاحا ، لأن هذه التسمية الاصطلاحية مقصورة على الظرف عندما يكون منصوبا على الظرفية فقط .
ب ـ أن يكون المبتدأ الذات مما يتجدد ، بمعنى أن يظهر في بحض الأحيان دون بعضها ، فيكون شبيها بالمبتدأ المعنى ، وفي هذه الحالة يجوز نصب الظرف ، أو جره بفي ، وفي حالة الجر لا يعتبر ظرفا كما ذكرنا سابقا .
نحو : العنب شهور الصيف ، أو في شهور الصيف .
ونحو : والبلح شهور الشتاء ، أو في شهور الشتاء .
ج ـ أن يكون المبتدأ الذات صالحا لتقدير مضاف قبله تدل عليه القرائن ، بحيث يكون ذلك المضاف أمرا معنويا مناسبا .
نحو : المدرسة صباحا . والبيت عصرا .
والتقدير : عمل المدرسة صباحا ، وملازمة البيت عصرا .
11 ـ حالات إعراب ظرف الزمان الواقع خبرا :
أ ـ إن وقع ظرف الزمان خبرا عن معنى ليس للزمان جاز رفعه ونصبه وجره بفي ، ويكون المرفوع هو الخبر مباشرة ، ويكون المنصوب ، أو المجرور مع حرف الجر الأصلي في محل رفع خبر .
نحو : العطلة أسبوعٌ ، أو أسبوعاً ، أو في أسبوع . والتقدير : زمن العطلة . . .
والأحسن الرفع مباشرة إن كان الزمان نكرة والمبتدأ معنى . نحو : السفر يومٌ .
ب ـ إن كان ظرف الزمان من أسماء الشهور ووقع خبرا عن مبتدأ هو معنى وزمان ، تعين رفع الخبر .
نحو : شهر الصوم رمضان . وأول العام الهجري المحرم .
ج ـ وإن لم يكن الخبر الظرف من أسماء الشهور ، ولكن لفظ المبتدأ يتضمن ـ في معناه عملا ـ جاز الرفع والنصب .
نحو : العيد اليوم . والجمعة اليوم . والسبت اليوم .
وذلك لتضمنها معنى العود والجمع والقطع .
ومنه قولنا : اليوم يومك . لتضمنه معنى : شأنك الذي تذكر به .
د ـ وإن كان الظرف للمكان ووقع خبرا عن ذات ، أو معنى ، وكان متصرفا ، ـ والظرف المتصرف هو ما يترك النصب على الظرفية إلى الحالات الإعرابية الأخرى غير الجر بالحرف كالرفع مبتدأ ، أو فاعلا ، أو نائب فاعل ، أو مفعولا به ـ جاز رفعه ونصبه .
نحو : الرجال جانب ، أو جانبا . والنساء جانب ، أو جانبا .
برفع جانبا ونصبها .
ونحو : المسجد أمامك . والحديقة خلفك . برفع أمامك ، أو خلفك ، أو نصبهما .
ومثال وقوعه عن معنى : العلم ناحيتك ، والعمل ناحيتك .
برفع ، أو نصب ناحية .
12 ـ إذا كان الخبر جملة معناها هو معنى المبتدأ نحو : قولي : السلام عليكم .
ونحو : حديثي : احذروا العملاء .
يجوز في إعراب الخبر الجملة إعرابان :
الأول : أن نعرب الجملة مفصلة ، فنقول : السلام مبتدأ ثان ، وعليكم متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ الثاني ، والجملة الاسمية في محل رفع الخبر الأول .
والثاني : أن نعرب الجملة أعرابا مجملا ، أي كأنها كلمة واحد دون أن نغير من ضبطها ، ونقول هي خبر مرفوع بضمة مقدرة على آخره لأجل الحكاية ، ويكون الخبر في هذه الحالة من قبيل الخبر المفرد . (1)
وهذا ما يعرف بالجملة المحكية .
وقد تكون الحكاية في المبتدأ فيكون جملة والخبر مفردا يتضمن معناها .
كأن يسأل سائل دلني على آية قرآنية فتجيب :
( قل هو الله أحد ) آية قرآنية .
فالآية كلها من مطلعها إلى منتهاها مبدأ مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها حركة الحكاية ، وكلمة " آية " خبر المبتدأ .
وقد مر معنا مثل هذا الإعراب في إعراب العلم المركب تركيبا إسناديا : كتأبط
شرا ، وشاب قرناها ، وسر من رأى فتدبره .
ــــــــــــ
1 ـ النحو الوافي ج1 ص472 .

نحو : تأبط شرا شاعر جاهلي .
ونحو : سر من رأى مدينة عراقية .
12 ـ يصح عطف الخبر المفرد على الخبر الجار والمجرور .
نحو قوله تعالى : ( فهي كالحجارة أو اشد قسوة ) 1 .
13 ـ يصح أن تقع جملة القسم خبرا .
نحو قوله تعالى : ( فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ) 2 .
لأكفرن جواب القسم المحذوف ، والقسم وجوابه خبر عن المبتدأ " الذين " .
ومنه قوله تعالى : ( ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغى عليه لينصرنه الله )3 .
ومنه قول الشاعر :
جشأت فقلت الذي خشيت ليأتين وإذا أتاك فلات حين مناص
وفي ذلك رد على ثعلب الذي زعم أن الجملة القسمية لا تكون خبرا .
14 ـ تقع جملة التشبيه خبرا .
نحو قوله تعالى : ( الذين كذبوا شعيبا كأن لم يغنوا فيها ) 4 .
الذين مبتدأ ، وجملة التشبيه " كأن لم .. " في محل رفع خبر .
وأجاز العكبري أن تكون جملة التشبيه في محل نصب حال ن والخبر جملة
كذبوا ، وإذا كان الأمر كذلك فأين صلة الموصول ؟
وإن كانت جملة كذبوا هي صلة الموصول لا محل لها من الإعراب ن فكيف تكون في نفس الوقت في محل رفع خبر ؟
والذي أراه أن جملة التشبيه تأتي صلة في الوقت الذي لا يكون فيه اسم الموصول مبتدأ .
ــــــــــــــ
1 ـ 74 البقرة . 2 ـ 195 آل عمران .
3 ـ 60 الحج . 4 ـ 92 الأعراف .

كما في قول الشاعر :
ألا أيهذا المنزل الدارس الذي كأنك لم يعهد بك الحي عاهد
فجملة التشبيه " كان وما بعدها " جاءت صلة لاسم الموصول لا محل لها من الإعراب ، واسم الموصول في محل رفع صفة لمنزل .
أما في الآية السابقة فلا يكون الذي إلا مبتدأ والجملة الفعلية بعدة صلة لا محل لها ، وجملة التشبيه هي الخبر والله أعلم .
15 ـ ويصح وقوع الجملة الإنشائية خبرا للمبتدأ . نحو قوله تعالى :
( والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة حبطت أعمالهم ، هل يجزون إلا ما كانوا يعملون ) 1 .
الذين : مبتدأ ، وكذبوا صلته ، وحبطت أعمالهم في محل رفع خبر .
ويجوز أن يكون الخبر هل يجزون ، وحبط أعمالهم كما يذكر العكبري (2) .
ومنه قوله تعالى : ( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم )3.
الذين : مبتدأ وهو اسم موصول تضمن معنى الشرط لذلك دخلت الفاء على خبر : " فبشرهم " .
16 ـ عرفنا فيما سبق أنواع الرابط في الخبر الجملة ، وأن هذا الرابط من شروطه أن يكون موجودا في الجملة . غير أنه قد يحذف في بعض الأحيان .
نحو قوله تعالى :

( أمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله ) 4 .
فقد أجاز أبو حيان والعكبري : أن يكون " المؤمنون " مبتدأ أول ، كل مبتدأ ثان ، وأمن بالله خبر
ـــــــــــــ
1 ـ 147 الأعراف .
2 ـ إعراب ما من به الرحمن ج1 ص 158 .
3 ـ 34 التوبة . 4 ـ 285 البقرة .

المبتدأ الثاني ، والجملة من المبتدأ وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول ، والرابط محذوف .
التقدير : كل منهم . كقولهم : السمن منوان بدرهم . (1)
ومنه قوله تعالى : ( والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها ) 2 .
فالذين مبتدأ أول ، وجزاء مبتدأ ثان ، وبمثلها خبر المبتدأ الثاني ، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ الأول ، والرابط محذوف تقديره : منهم . ومنه قوله تعالى :
( والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وآمنوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم ) 3 .
الخبر : عن ربك لغفور رحيم ، والرابط محذوف تقديره : لهم .
17 ـ يمكن الفصل بين المبتدأ والخبر .
كما في قوله تعالى : ( وهم بالآخرة هم يوقنون ) 4 .
هم : مبتدأ ، وخبره : يوقنون ، وبالآخرة متعلق به ، ولما فصل بين المبتدأ والخبر بمتعلق الخبر أعيد المبتدأ ثانيا ليتصل بخبره في الصورة .
ومنه قوله تعالى : ( وهم في الآخرة هم الأخسرون ) 5 . ومنه قوله تعالى :
( والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم ) 6 .
الذين مبتدأ ، وقيل خبره " ما لهم من الله من عاصم " وقد فصل بينهما بجملتين ،
والصحيح جوازه ، ومنعوا الاعتراض بثلاث جمل أو بأربع .
ــــــــــــــ
1 ـ البحر المحيط ج2 ص364 ، والعكبري ج1 ص68 .
2 ـ 17 ـ الإسراء . 3 ـ 153 الأعراف .
4 ـ 4 ـ لقمان . 5 ـ 5 النمل .
6 ـ 27 ـ يونس .

18 ـ قد يجر المبتدأ بحر جر زائد " الباء ومن " ، أو شبه الزائد " رب " ، فيكون المبتدأ مجرورا لفظا مرفوعا محلا .
نحو : بحسبك لقمة تقيم أودك .
39 ـ ونحو قوله تعالى : ( وهل من خالق غير الله ) 1 .
ومنه قول الشاعر :
بحسبك في القوم أن يعلموا بأنك فيهم غني مُضِر
وتزاد من مع المبتدأ بشرطين :
أ ـ أن يتقدمها نفي ، أو استفهام بهل .
2 ـ أن يكون مدخولها نكرة .
20 ـ فمثال النفي قول النابغة الذبياني :
وقفت فيها أصيلا كي أسائلها عيّت جوابا وما بالربع من أحد
الشاهد قوله : من أحد . من حرف جر زائد ، وأحد مبتدأ مؤخر مرفوع محلا مجرور لفظا .
ومنه قوله تعالى : ( هل لنا من شفعاء ) 2 .
أما الكوفيون والأخفش فيقولون بزيادة " من " دون شروط .
وتدخل " ربَّ " على المبتدأ إذا كان نكرة موصوفة ، وهذا الوصف قد يكون مفردا ، وقد يكون جملة اسمية ، أو فعلية ، وقد يكون مذكورا ، وقد يكون مقدرا معنويا .
مثال دخولها على المبتدأ الموصوف بمفرد قول امريء القيس :
ألا رب يوم صالح لك منهما ولا سيما يوم بدارة جلجل
ومثال دخولها على المبتدأ الموصوف بجملة فعليه قول سويد اليشكري :
رب من أنضجت غيظا قلبه قد تمني لي موتا لم يُطَع
ــــــــــ
1 ـ 3 فاطر . 2 ـ 53 الأعراف .

ومثال دخولها على المبتدأ الموصوف بجملة اسمية قول لبيد :
" يا رب هيجا هي خير من دمعة "
ومثال دخولها على المبتدأ النكرة التي حذفت صفتها قول هند بنت عتبة :
يا ربّ قائلة غدا يا لهف أم معاويهْ
يا ربّ باكية غدا في الباكيات وباكه
19 ـ إذا جاء الاسم المفضل الواقع بعد لا سيما مرفوعا فهو خبر لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره : هو . نحو : أحب قراءة الكتب ولا سيما كتبُ الأدب .
والتقدير : ولا مثل التي هي كتب الأدب .
20 ـ بعض المبتدآت تتضمن معنى الشرط فيقترن خبرها بالفاء ، وتعرف هذه الفاء بالفاء الفصيحة وهي زائدة ، وذلك إذا كان المبتدأ نكرة عامة . (1)
نحو : كل خير يصيبنا فمن الله ، وكل شر يصيبنا فمن أنفسنا .
وكذلك كان المبتدأ نكرة موصوفة ، أو اسما موصولا صلته جملة فعلية ، أو ظرف ، أو اسما موصوفا بالاسم الموصول ، أو بالجملة الفعلية ، أو الظرف ، أو الجار والمجرور فإنه يجوز زيادة الفاء في خبره .
فالموصول الذي صلة جملة فعليه نحو قوله تعالى :
( وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله ) 2 .
وقوله تعالى ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ) 3 .
ومثال الموصوف بالجار والمجرور فقوله تعالى : ( وما بكم من نعمة فمن الله )4.
ومثال الموصوف بالاسم الموصول قوله تعالى :
( والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح )5 .
ــــــــــــــ
1 ـ راجعها في باب أدوات الشرط الجازمة لفعلين ، وقلنا : تسمى بالفصيحة ، لأنها تفسح عن شرط مقدر .
2 ـ 166 آل عمران . 3 ـ 134 البقرة .
4 ـ 53 النحل . 5 ـ 60 النور .

ومما تجدر الإشارة إليه أن كل مبتدأ تضمن معنى الشرط ، أو لمح في معناه ولو إشارة بعيدة إلى معنى الشرط جاز في خبره الاقتران بالفاء .
نحو قول زينب بنت الطرية :
يسرّك مظلوما ويرضيك ظالما وكل الذي حمَّلتَه فهو ظالم .
وقد زيدت الفاء في كل أخبار المبتدآت التي فيها معنى الشرط .
نقوله تعالى : ( الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار وسرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ) 1 .
وقوله تعالى : ( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما ) 2 .
ولا تحذف الفاء الزائدة من أخبار تلك المبتدآت إلا إذا دخل عليها أحد النواسخ ، ما عدا " إنَّ وأن ، ولكن " فتبقى الفاء في أخبارها .
نحو قوله تعالى : إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ) 3 .
ومنه قول الشاعر :
فو الله ما فارقتكم قاليا لكم ولكنَّ ما يُقضي فسوف يكون
21 ـ يكون المبتدأ في أول الجمل التالية :
الجملة الابتدائية . نحو : العلم نور .
الجملة الحالية . نحو : وصلت وصديقي ينتظر .
الجملة النعتية . نحو : رأيت لاعبا قدمه لا تخطئ الهدف .
قدمه : مبتدأ ، والجملة بعده في محل رفع خبر ، وجملة المبتدأ وخبره في محل نصب صفة لرجلا .
الجملة الخبرية . نحو : الظلم مرتعه وخيم .
جملة صلة الموصول . نحو : التقيت بالذي أبوه فاضل .
ــــــــــــ
1 ـ 274 . 2 ـ 38 المائدة .
3 ـ 38 البقرة .

نماذج من الإعراب

17 ـ قال تعالى : ( الله مولاكم ) .
الله : لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع بالضمة .
مولاكم : خبر مرفوع بالضمة ، ومولى مضاف ، والضمير المتصل في محل جر
مضاف إليه .

18 ـ قال تعالى : ( الم ذلك الكتاب لا ريب فيه ) 1 .
الم : كلمة أريد لفظها دون معناها في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره : هذه الم . وقال العكبير في موضعها ثلاثة أوجه :
1 ـ الجر على القسم ، وحرف القسم محذوف ، وبقي عمله .
2 ـ النصب ، وفيه وجهان : أ ـ وذلك على تقدير حذف القسم نحو قولك : الله لأفعلن ، والتقدير : التزمت الله .
ب ـ مفعول به لفعل محذوف تقديره : أتل الم .
3 ـ الرفع على أنها مبتدأ وما بعدها خبر (1) .
ذلك " ذا اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ، واللام للبعد والكاف حرف حطاب مبني على الفتح .
الكتاب : خبر لاسم الإشارة ، وهو أولى من جعله بدلا منها ، لأنه قصد به الإخبار بأنه الكتاب المقدس المستحق الاسم تدعيما للتحدي ن والجملة ابتدائية لا محل لها من الإعراب ، على أنه يجوز جعل الكتاب بدلا من اسم الإشارة ، فتكون جملة لا ريب فيه خبرا لاسم الإشارة .
ــــــــــــ
1 ـ إملاء ما من به الرحمن ج1 ص 10 ، وانظر مشكل إعراب القرآن لمكي القيسي .

لا ريب فيه : لا نافية للجنس ، وريب اسمها مبني على الفتح في محل نصب ، وفيه : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لا .
وجملة لا ريب فيه في محل رفع خبر ذلك على الوجه الثاني ، أو في محل نصب حال من الكتاب على الوجه الأول .

19 ـ قال تعالى : ( وهو الغفور الودود ذو العرش المجيد فعال لما يريد ) .
وهو : الواو حرف عطف ن وهو ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ .
الغفور : خبر مرفوع بالضمة ، وما بعدها أخبار أيضا .

5 ـ ومنه قول لبيد :
وهُمُ ربيع للمجاور فيهُمُ والمرملات إذا تطاول عامها
وهم : الواو حرف عطف ، وهم ضمير منفصل مبني على السكون ، في محل رفع مبتدأ ، وحرك بالضم لضرورة الشعر .
ربيع : خبر مرفوع بالضمة . والجملة الاسمية عطف على ما قبلها في البيت السابق لا محل لها من الإعراب مثلها .
للمجاور : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع صفة لربيع .
فيهم : جار ومجرور متعلقان بمجاور ، والميم علامة الجمع وحركت بالضم لضرورة الشعر .
والمرملات : الواو حرف عطف ، والمرملات عطف على المجاور مجرور مثله .
إذا : ظرف متعلق بالمرملات مبني على السكون في محل نصب .
تطاول : فعل ماض مبني على الفتح .
عامها : فاعل مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . والجملة الفعلية في محل جر بإضافة إذا إليها .
6 ـ ومنه قول طرفة :
أنا الرجل الضرب الذي تعرفونه خشاشٌ كرأس الحية المتوقد
أنا : ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
الرجل : الرجل خير مرفوع بالضمة .
الضرب ك صفة للرجل مرفوعة بالضمة .
الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع صفة ثانية .
تعرفونه : تعرفون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله ، والهاء ضمير الغائب المتصل في محل نصب مفعول به .
وجملة تعرفونه لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
خشاش : مبتدأ ثان للضمير أنا . كرأس : جار ومجرور متعلقان بخشاش ، لنه بمعنى سريع ، أو متعلقان بمحذوف صفة لخشاش ، ورأس مضاف ، الحية : مضاف إليه مجرور بالكسرة .
المتوقد : صفة مجرورة لرأس .

7 ـ كقول الشاعر بلا نسبة :
قومي ذرا المجد بانوها وقد علمت بكنه ذلك عدنان وقحطان
قومي : مبدأ أول مرفوع بالضمة المقدرة قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ، وقوم مضاف ن وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه .
ذرا المجد : ذرا مبتدأ ثان مرفوع بالضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر ، وذرا
مضاف ، والمجد مضاف إليه مجرور بالكسرة .
بانوها : بانو خبر المبتدأ الثاني ، وبانو مضاف ن والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . وجملة المبتدأ والخبر في محل رفع خبر المبتدأ الأول .
وقد : الواو واو الحال ، وقد حرف تحقيق مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
علمت : علم فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء للتأنيث .
بكنه : جار ومجرور متعلقان بعلمت ، وكنه مضاف ،
ذلك : ذا اسم إشارة مبني على السكون ، في محل جر مضاف إليه ، واللام للبعد ، والكاف للخطاب .
عدنان : فاعل علمت مرفوع بالضمة . وقحطان معطوف عليه .

20 ـ قال تعالى : ( أولئك مأواهم جهنم ) .
أولئك : اسم إشارة في محل رفع مبتدأ .
مأواهم : مبتدأ ثان ن ومأوى مضاف والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .
جهنم : خبر المبتدأ الثاني مرفوع بالضمة .
والجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ الأول ، والرابط الضمير .

8 ـ ومنه قول عبيد بن الأبرص :
عيناك دمعهما سَروب كأن شأنيهما شَعِيب
عيناك : مبتدأ أول مرفوع بالألف ، وهو مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه .
دمعهما : دمع مبتدأ ثان مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .
سرب : خبر المبتدأ الثاني مرفوع بالضمة .
وجملة المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول .
وجملة عيناك وما في حيزها مستأنفة لا محل لها من الإعراب .
كأن : حرف ناسخ من أخوات إن يفيد التشبيه مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .
شأنيهما : اسم كأن منصوب بالياء لنه مثنى ، وحذفت النون للإضافة ، وشأني مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه ، والميم والألف دلالة على التثنية .
شعيب : خبر كأن مرفوع بالضمة .
وجملة كأن واسمها وخبرها في محل رفع خبر ثان للمبتدأ الأول .

21 ـ قال تعالى : ( أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب ) .
أولئك : اسم إشارة في محل رفع مبتدأ .
ينالهم : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به . وجملة ينالهم في محل رفع خبر .
نصيبهم : فاعل مرفوع بالضمة ، ونصيب مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
من العذاب : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خال من نصيب .

9 ـ ومنه قول لبيد :
إن يفزعوا تُلق المغافر عندهم والسن يلمع كالكواكب لامها
إن يفزعوا : إن حرف شرط جازم ، يفزعوا فعل مضارع مجزوم بإن وعلامة جزمه حذف النون ، والواو في محل رفع فاعل .
والجملة لا محل لها من الإعراب ابتدائية ، وقيل لأنها جملة شرط غير ظرفي .
تلق : بالبناء للمجهول أو للمعلوم فعل مضارع جواب الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة .
المغافر : نائب فاعل مرفوع بالضمة على اعتبار الفعل مبني للمجهول كما هي رواية البيت عندنا ، أو مفعول به على رواية البناء للمعلوم ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنت .
عندهم : ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بالفعل تلق ، وهو مضاف ، والضمير المتصل به في محل جر مضاف إليه .
وجملة تلق وما في حيزها لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط لفم يقترن بالفاء ، ولا بإذا الفجائية .
والسن : الواو حرف عطف ، السن معطوف على المغافر ، فيجوز في الرفع والنصب مثله .
يلمع : فعل مضارع مرفوع بالضمة .
كالكواكب : جار ومجرور متعلقان بيلمع .
لامها : فاعل يلمع مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . وجملة يلمع ، وما في حيزها في محل نصب حال من واو الجماعة في يفزعوا والرابط الضمير العائد بدوره على الواو ، والتقدير لام جماعتها .
ويجوز أن تكون الجملة حالا من السن ، والعائد هو الضمير أيضا ، ويكون عائدا عليها للملابسة .

10 ـ ومنه قول عنترة :
والخيل تقتحم الخَبار عوابسا من بين شيظمة وأجرد شيظم
والخيل : الواو للاستئناف ، الخيل مبتدأ مرفوع بالضمة .
تقتحم : فعل مضارع مرفوع بالضمة ن والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هي يعود على الخيل .
الغبار : مفعول به منصوب بالفتحة .
والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ ز
وجملة المبتدأ وخبره لا محل لها من الإعراب استئنافية .
عوابسا : حال منصوب بالفتحة ونون لضرورة الشعر لأنه في الأصل ممنوع من الصرف .
من بين : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من فاعل تقتحم المستتر ، ومن هنا تفسيرية وتوضيحية له ، وبين مضاف ،
شيظمة : مضاف إليه مجرور بالكسرة ، وهو صفة لموصوف مجرور .
وأجرد : معطوف على شيظمة مجرور ، وعلامة جره الفتحة لأنه ممنوع من الصرف صفة على وزن أفعل ن وهو وصف لموصوف محذوف أيضا .
شيظم : صفة ثانية لموصوف محذوف .

22 ـ قال تعالى ( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى )1 .
وأما : الواو حرف عطف ، والجملة معطوفة على ما قبلها ، أما حرف تفصيل وجوابها مقترن بالفاء وجوبا .
اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
خاف : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره :
هو . مقام : مفعول به منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، وربه مضاف إليه ،
ورب ، مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
وجملة أمّا معطوفة على ما قبلها .
ونهى النفس عن الهوى : عطف على ما قبلها .
فإن : الفاء واقعة في جواب أمّأ ، وإن حرف توكيد ونصب .
الجنة : اسم إن منصوب بالفتحة .
هي : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ .
المأوى : خبر المبتدأ هي ، والجملة الاسمية في محل رفع خبر إن ، والرابط الضمير المستتر ، والتقدير : هي المأوى . وقيل : هي مأواه ، والألف واللام عوض عن المحذوف (1)

23ـ قال تعالى : ( فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة ) .
فأصحاب : الفاء عاطفة تفريعية للشروع في تفصيل وشرح أحوال الأزواج
الثلاثة ، وأصحاب مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والميمنة مضاف إليه مجرور بالكسرة .
ما : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ثان ، والمقصود بالاستفهام التعظيم .
ــــــــــ
1 ـ مشكل إعراب القرآن ج2 ص 799 .

وجملة فأصحاب معطوفة على ما قبلها .
أصحاب الميمنة : أصحاب خبر المبتدأ الثاني ، وهو مضاف ، والميمنة مضاف إليه مجرور .
وجملة المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول ، والرابط هو التكرار الذي أغنى عن الضمير .

24 ـ قال تعالى : ( فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا ) .
فإذا : الفاء رابطة ، وإذا فجائية ، ودخلت الفاء عليها لتقويتها على وصل الجواب بالشرط بغرض التوكيد .
هي : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ .
شاخصة أبصار : شاخصة خبر هي ، وأبصار فاعل لاسم الفاعل شاخصة ، وأبصار مضاف ، والذين اسم موصول مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه .
كفروا : فعل وفاعل ن والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

25 ـ قال تعالى : ( الحمد لله رب العالمين ) .
الحمد : مبتدأ مرفوع بالضمة .
لله : جار ومجرور بحرف جر زائد وهو اللام ، لأن الأصل " الله " بلامين ، ثم دخلت لام الملك ، وتسمى أيضا لام التحقيق ، بمعنى استق الله الحمد ، والثانية دخلت مع الألف واللام للتعريف ، والثالثة لام سنخية كما يذكر ابن خالويه ، لأن الأصل " لاه " (1) ،وكون اللام حرف جر زائد فالله مجرور لفظا مرفوع محلا على الخبرية .
رب : صفة لله ، أو بدل منه ، ورب مضاف ،
العالمين : مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم .
وذكر مكي القيسي أنه يجوز في " رب العالمين " النصب على النداء ، والتقدير : يا رب العالمين ، ويجوز رفعه على الخبرية ، والتقدير : هو رب العالمين (2) .
وأجاز العكبري في " رب " النصب على المفعولية بفعل محذوف تقديره : أعني ،
وعندي الجر على البدلية أو الوصفية هو خير الوجوه المذكورة وأقواها ، وأقربها إلى المعنى والمنطق وقد أكد هذا الإعراب ابن خالويه وغيره من المعربين (3) .

11 ـ ومنه قول عنترة :
عهدي به مَدَّ النهار كأنما خُضب البَنان ورأسه بالعِظْلِم
عهدي : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة وياء المتكلم ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، من إضافة المصدر لفاعله .
به : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ .
وجوز بعض المعربين أن شبه الجملة متعلق بالمصدر عهدي على أنهما في موضع
ــــــــــــ
1 ـ إعراب ثلاثين سورة ص 21 .
2 ـ مشكل إعراب القرآن ج1 ص 68 .
3 ـ إعراب ثلاثين سورة من القرآن ص 21 .

المفعول به ، وخبر المبتدأ محذوف لسد الجملة الآتية الواقعة حالا مسده (1) .
مد النهار : مد ظرف زمان بدل من شبه الجملة " به " كما حكى التبريزي ، ولم يعلقه بالمصدر لئلا يفصل بينه وبين متعلقه بأجنبي وهو الخبر ، على نحو قوله تعالى : ( إنه على رجعه لقادر يوم تبلى السرائر ) حيث لم يعلق الظرف بالمصدر السابق . ويرى بعض المعربين المعاصرين أن " مد " متعلق بالمصدر . ومد مضاف ، والنهار مضاف إليه .
كأنما : كافة ومكفوفة .
خضب : فعل ماض مبني للمجهول . البنان : نائب فاعل مرفوع بالضمة .
ورأسه : الواو عاطفة ، ورأس عطف على البنان ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
بالعظلم : جار ومجرور متعلقان بالفعل خضب .
وجملة كأنما خصب في محل نصب حال من الضمير المجرور محلا بالباء ، والعامل فيه المصدر ، والرابط الضمير فقط ، وهذه الحال سادة مسد الخبر كما ذكرنا سابقا .
والجملة الاسمية : عهدي وما في حيزها لا محل لها من الإعراب استئنافية ، وذلك بالإعراض عما قبل البيت .

26 ـ قال تعالى : ( وعنده مفاتح الغيب ) .
وعنده : الواو حرف استئناف ، وعنده ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم / وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف غليه . مفاتح الغيب : مفاتح مبتدأ مؤخر ، وهو مضاف ، والغيب مضاف إليه مجرور . والجملة لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
ــــــــــــ
1 ـ انظر فتح الكبير المتعال إعراب المعلقات العشر الطوال معلقة عنترة ص 98 .

12 ـ وقول الحارث بن حلزة :
ومع الجَوْن جَوْنِ آل بني الأو سِ عنودٌ كأنها دفواء
ومع الجون : الواو حرف استئناف ، ومع ظرف مكان متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، ومع مضاف ، والجون مضاف إليه مجرور بالكسرة .
جون آل : جون بدل من الجون الأولى مجرورة وعلامة جرها الكسرة ، وهو بدل كل من كل ، وجون مضاف ، وآل مضاف إليه مجرور بالكسرة ، وآل مضاف ،
بني الأوس : بني مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ، وهو مضاف ، والأوس مضاف إليه مجرور بالكسرة .
عنود : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة .
والجملة الاسمية من الخبر المقدم والمبتدأ المؤخر لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
كأنها : كأم حرف مشبه بالفعل من أخوات كان يفيد التشبه ن والضمير المتصل في محل نصب اسمها .
دفواء : خبر :كأن مرفوع بالضمة .
والجملة الاسمية في محل رفع صفة لعنود .

27 ـ ومنه قوله تعالى : ( والركب أسفل منكم ) .
والركب : الواو واو الحال ، والركب مبتدأ مرفوع بالضمة .
أسفلَ : ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر تقديره : استقر ، أو
مستقر ، وقال ابن هشام في المغني لا يترجح تقدير اسما ولا فعلا ، ولكن بحسب المعنى ، وقال ابن مالك متعلق بكائن ، أو استقر . .
منكم : جار ومجرور متعلقان بأسفل لأنه في الأصل أسم تفضيل استعمل صفة لمكان محذوف أقيم مقامه . والجملة الاسمية في محل نصب خال .

28 ـ قال تعالى : ( وعلى أبصارهم غشاوة ) .
وعلى أبصارهم : الواو حرف استئناف ، على أبصارهم جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، وأبصار مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه ,
غشاوة : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة .

13 ـ ومنه قول الشاعر :
وفي الناس إن رثت حبالك واصل وفي الأرض عن دار القلى متحول
وفي الناس : الواو حسب ما قبلها ، في الناس جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .
إن رثت : حرف شرط جازم لفعلين ، رثت فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء للتأنيث ، وهو في محل جزم فعل الشرط .
حبالك : حبال فاعل مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
واصل : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة .
وجواب الشرط محذوف دل عليه قوله : في الناس واصل إن رثت حبالك .
وفي الأرض : الواو حرف عطف ، في الأرض جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .
عن دار القلى : جار ومجرور متعلقان بمتحول الآتي ، ودار مضاف ، والقلى مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة منع من ظهورها التعذر .
متحول : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة .
والجملة الاسمية عطف على ما قبلها .

29 ـ قال تعالى : ( ولدينا مزيد ) .
ولدينا : الواو حرف عطف ، لدينا ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
مزيد مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة . والجملة عطف على ما قبلها .

30 ـ ومنه قوله تعالى : ( أين شركائي ) .
أين : اسم استفهام في محل نصب على الظرفية المكانية متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .
شركائي : مبتدأ مؤخر ، وشركاء مضاف ، وياء المتكلم في محل جر مضاف
إليه .

31 ـ قال تعالى : ( أم على قلوب أقفالها ) .
أم : منقطعة بمعنى بل ، والهمزة للتسجيل عليهم بأن قلوبهم مغلقة .
على قلوب : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .
أقفالها : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة ، وأقفال مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف
إليه .

14 ـ وقول الشاعر :
أهابك إجلالا وما بك قدرة عليّ ولكن ملء عينٍ حبيبها
أهابك : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره :
أنا ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به .
إجلالا : مفعول لأجله منصوب بالفتحة .
وما بك : الواو للحال ، وما نافية تميمية لا عمل لها ، وبك جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .
قدرة : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة .
عليّ : جار ومجرور متعلقان بقدرة ، أو بمحذوف نعت لها .
ولكن : الواو للاستئناف ، ولكن حرف استدراك مبني على السكون لا عمل له .
ملء عينٍ : ملء خبر مقدم مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، وعين مضاف إليه .
حبيبها : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .
وجملة لكن وما في حيزها لا محل لها من الإعراب استئنافية .

32 ـ قال تعالى : ( ما على الرسول إلا البلاغ ) .
ما : نافية لا عمل لها .
على الرسول : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .
إلا : أداة حصر ل لا عمل لها .
البلاغ : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة .

33 ـ قال تعالى : ( قل هو الله أحد ) .
قل : فعل أمر وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنت ، يعود على محمد .
وفي إعراب : " هو الله أحد " وجوه نذكرها :
1 ـ هو : ضمير الشأن مبتدأ ، لأنه موضع تعظيم ، كأنه قيل الشأن هو وهو أن الله واحد لا ثاني له ، والله مبتدأ ثان ، وأحد خبره ، والجملة في محل رفع خبر هو مفسرة له ولا رابط فيها لأن حكمها حكم المفرد (1) .
2 ـ هو : ضمير عائد على ما يفهم من السياق ، والله مبتدأ ، وأحد خبره .
3 ـ وهو في محل رفع مبتدأ ، والله خبره .
أحد : بدل من لفظ الجلالة . ويجوز أن يكون بدلا من قوله : هو الله ، ويجوز أن يكون خبرا ثانيا للضمير هو .
وقال أبن خالويه : هو في محل رفع مبتدأ ، والله خبره ، وأحد بدل من الله (2)
وقال صاحب مشكل إعراب القرآن :
هو : ابتداء ، وهو إضمار الحديث أو الخبر أو الأمر .
الله : مبتدأ ثان . أحد : خبر المبتدأ الثاني ، والجملة خبر عن المبتدأ هو ،
والتقدير : قل يا محمد : الحديث الحق الله أحد (3) .

15 ـ نحو قول الشاعر بلا نسبة :
عندي اصطبار وأمّا أنني جزع يوم النوى فلوجد كاد يبريني
عندي : ظرف متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
اصطبار : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة .
وأمّا : الواو للاستئناف ، وأمّا حرف شرط وتفصيل وتوكيد .
أنني : أنني أن حرف توكيد ونص ، والنون للوقاية ، والياء ضمير متصل في محل نصب اسمها .
جزع : خبر أن مرفوع بالضمة .
والمصدر المؤول من أن ومعموليها في محل رفع مبتدأ .
وجملة أمّا وما في حيزها لا محل لها من الإعراب استئنافية .
يوم النوى : يوم ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بجزع ، وهو مضاف ، والنوى مضاف إليه مجرور بالكسرة .
ــــــــــ
1 ـ إملاء ما من به الرحمن ج2 ص 297 .
2 ـ إعراب ثلاثين سورة من القرآن ص 228 .
3 ـ مشكل أعراب القرآن ج2 ص 852 .

فلوجد : الفاء واقعة في جواب الشرط ، ولوجد جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ المؤول من أن ومعموليها .
كاد : فعل ماض ناقص ، واسمه ضمير مستتر جوازا تقديره هو .
يبريني : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل ، والنون حرف وقاية ، وياء المتكلم ضمير متصل في محل نصب مفعول به ، والجملة الفعلية في محل نصب خبر كاد .
وجملة كاد في محل جر صفة لوجد .

16 ـ نحو قول الشاعر :
نحن بما عندنا وأنت بما عندك راض والرأي مختلف
نحن : ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ ن وخبره محذوف دل عليه ما بعده ، والتقدير : نحن راضون .
بما : جار ومجرور متعلقان بالخبر المحذوف .
عندنا : عند ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف صلة ما الموصولة المجرورة محلا بالباء ، وعند مضاف والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .
وأنت : الواو حرف عطف ن وأنت ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ .
بما : جار ومجرور متعلقان براض الآتي .
عندك : عند ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف صلة ما الموصولة ، وعند مضاف والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه .
راض : خبر أنت مرفوع بالضمة المقدرة على آخرة منع من ظهورها تنوين العوض ، والجملة عطف على ما قبلها .
والرأي مختلف : الواو للاستئناف ، والرأي مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة ، ومختلف خبره مرفوع بالضمة ، والجملة لا محل لها من الإعراب استئنافية .

34 ـ قال تعالى : ( أكلها دائم وظلها ) .
أكلها : مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .
دائم : خبر مرفوع بالضمة .
وظلها : الو حرف عطف ، وظل مبتدأ ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه ، والخبر محذوف دل عليه ما قبله أي : دائم .

35 ـ قال تعالى : ( لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون ) .
لعمرك : اللام لام الابتداء ، وعمر مبتدأ مرفوع بالضمة حذف خبرة وجوبا ، تقديره قسمي ، والكاف في محل جر مضاف إليه .
إنهم : إن واسمها في محل نصب .
لفي سكرتهم : اللام المزحلقة ، في حرف جر ، وسكرتهم اسم مجرور ، والجار والمجرور متعلقان بيعمهون ، وسكرة مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
يعمهون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، والواو في محل رفع فاعل ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر إن .
وجملة إنهم وما في حيزها لا محل لها من الإعراب جواب القسم .
وجملة لعمرك وما في حيزها لا محل لها من الإعراب اعتراضية .

17 ـ ومنه قول معن بن أوس :
لَعَمْرُكَ ما أدري وإني لأوجل على أيِّنا تعدو المنية أولُ
لعمرك : اللام لام الابتداء ، وعمر مبتدأ مرفوع بالضمة ، وخبره محذوف وجوبا تقديره : قسمي ، وهو مضاف ، والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه .
ما أدري : ما نافية لا عمل لها ، وأدري فعل وضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا .
وإني : الواو واو الحال ، وإن واسمها في محل نصب .
لأوجل : اللام هي المزحلقة ، وأوجل فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر إن .
على أيّنا : على حرف جر ، وأي اسم مجرور بعلى والجار والمجرور متعلقان بتعدو الآتي ، وأي مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
تعدو : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة منع من ظهورها الثقل .
المنية : فاعل تعدو مرفوع بالضمة ، والجملة في محل نصب مفعول به لأدري .
أولُ : ظرف زمان مبني على الضم في محل نصب ، وعامله تعدو .

36 ـ قال تعالى : ( ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين ) .
ولولا : الواو حرف عطف ، ولولا حرف امتناع لوجود .
نعمة ربي : نعمة مبتدأ مرفوع ، وهو مضاف ، وربي مضاف إليه مجرور .
والخبر محذوف وجوبا بعد لولا ، والتقدير : موجودة .
لكنت : اللام واقعة في جواب لولا ، وكنت : كان الناسخة ، واسمها ضمير متصل في محل رفع .
من المحضرين : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر كان .

18 ـ ومنه قول جرير :
لولا الحياء لهاجني استعبار ولزرت قبرك والحبيب يزار
لولا : حرف شرط غير جازم يفيد امتناع الجواب لوجود الشرط .
الحياء : مبتدأ مرفوع بالضمة ، وخبره محذوف وجوبا تقديره : موجود .
والجملة ابتدائية لا محل لها من الإعراب .
لهاجني : اللام واقعة في جواب الشرط ، هاج فعل ماض مبني على الفتح ، والنون للوقاية : والياء ضمير متصل في محل نصب مفعول به .
استعبار : فاعل مرفوع بالضمة .
وجملة هاجني استعبار لا محل لها من الإعراب جواب شرط غير جازم .
ولزرت : الواو حرف عطف ، ولزرت اللام مؤكدة لللام الواقعة في جواب الشرط وزرت فعل وفاعل ، والجملة عطف على ما قبلها .
قبرك : مفعول به منصوب بالفتحة ، وقبر مضاف ، والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف
إليه .
والحبيب يزار : الواو للاستئناف ، والحبيب مبتدأ مرفوع بالضمة .
يزار : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة ، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، والجملة الفعلي’ في محل رفع خبر المبتدأ .
وجملة الحبيب يزار لا محل لها من الإعراب استئنافية .

37 ـ قال تعالى : ( فإنكم وما تعبدون ما أنتم عيه بقانتين ) .
فإنكم : الفاء تعليلية ، وإن واسمها ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .
وما تعبدون : الواو واو المعية ، وما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول معه ن وقد سدت مسد خبر إن : والمعنى : إنكم وآلهتكم قرناء لا تزالون تعبدونها .
تعبدون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، والواو في محل رفع فاعل .
ما أنتم : ما نافية حجازية تعمل عمل ليس ، وأنتم ضمير منفصل في محل رفع اسمها .
عليه : جار ومجرور متعلقان بقانتين .
بقانتين : الباء حرف جر زائد ن وقانتين خبر ما مجرور لفظا منصوب محلا .
ورجح الزمخشري والبيضاوي أن تكون ما معطوفة على اسم إن ، وجملة ما أنتم في محل رفع خبر إن .

19 ـ وقول حميد بن ثور الهلالي :
ينام بإحدى مقلتيه ويتقي بأخرى المنايا فهو يقظان نائم .
ينام : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره :
هو . بإحدى : جار ومجرور متعلقان بينام ، وإحدى مضاف ،
مقلتيه : مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى ، ومقلتي مضاف ، والضمير المتصل في محل جرمضاف إليه ، وحذفت النون للإضافة .
ويتقي : الواو حرف عطف ، يتقي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها التعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو .
والجملة معطوفة على جملة ينام .
بأخرى : جار ومجرور متعلقان بيتقي وعلامة حرها كسرة مقدرة على الألف .
المنايا : مفعول به ليتقي منصوبة بالفتحة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر .
فهو : الفاء إما زائدة ، أو للاستئناف ، وهو ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ .
يقظان : خبر مرفوع بالضمة ، ونائم ، أو هاجع ـ كما هو في بعض الروايات ، لأن القصيدة التي منها البيت عينية ـ خبر ثان .

38 ـ قال تعالى : ( فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا ) .
فاستفتهم : يجوز أن تكون الفاء هي الفصيحة ن ويجوز أن تكون عاطفة المعقبة ،
واستفتهم فعل أمر مبني على حذف حرف العلة ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنت .
أهم : الهمزة للاستفهام ، وهم ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ .
أشد : خبر مرفوع بالضمة .
خلقا : تمييز منصوب بالفتحة .
أم من : أم حرف عطف مبني على السكون ، ومن اسم موصول مبني على السكون في محل رفع عطفا على هم .
خلقنا : فعل وفاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

39 ـ قال تعالى : ( هل من خالق غير الله ) .
هل : حرف استفهام مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
من خالق : من حرف جر زائد ، وخالق مبتدأ ، مجرور لفظا مرفوع محلا .
غير الله : غير صفة لخالق على اللفظ أو على المحل ، أو منصوب على الاستثناء ، وخبر خالق محذوف : والتقدير : لكم ، ويجوز أن تكون جملة يرزقكم في محل رفع خبر لخالق ، كما يجوز أن تكون منصوبة على الحال ، أو صفة لخالق على اللفظ أو المحل .

20 ـ فمثال النفي قول النابغة الذبياني :
وقفت فيها أصيلا كي أسائلها عيّت جوابا وما بالربع من أحد
وقفت : فعل وفاعل . فيها : جار ومجرور متعلقان بوقفت .
أصيلا : ظرف زمان منصوب بالفتحة ، والعامل فيه وقفت .
كي أسائلها : كي : حرف مصدري ونصب ، وأسائلها فعل مضارع منصوب بكي وعلامة نصبه الفتحة ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنا ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به .
عيّت : عيّ فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء للتأنيث ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هي .
جوابا : مفعول مطلق لفعل محذوف ، والتقدير ن عيت عن أن تجيب جوابا .
وما : الواو للحال ، وما نافية لا عمل لها .
بالربع : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .
من أحد : من حرف جر زائد ، وأحد مبتدأ مؤخر مجرور لفظا مرفوع محلا .
وجملة المبتدأ المؤخر ، وخبره المقدم في محل نصب حال .

المصــــدر


تعليمية تعليمية




بارك الله فيك اخي بإنتظار المزيد من ابداعاتك




بارك الله فيك




التصنيفات
العربية والعرب,صرف,نحو,إملاء...إلخ

بحث : الكلمات العربية في الدارجة الجزائرية

الكلمات العربية في الدارجة الجزائرية

الحمد لله ربّ العالمين و الصّلاة و السّلام على أشرف الأنبياء و المرسلين و على آله و صحبه أجمعين و بعد :

فلا شك أن اللسان عند أي حضارة أو أي دولة هو معيار من معايير قوّتها، و لهذا سعت الأمم على نشر لسانها وتوسيع رقعة المتكلمين به؛ومفهوم اللسان هو (اللغة) وهي وسيلة التواصل بين الناس، ولهذا أطلقت العرب كلمة اللسان على النطق و الكتابة وهما مهيعان قديمان في التبليغ والتفهيم.
و لقد عانت الأمة الإسلامية من الاحتلال الاستدماري الذي جر معه الرطانة والعجمة غارسا جذورها ومستحكما غرسها في أرض العرب منهم خاصة، وسعى الغاشم جاهدا للقضاء على الشخصية الإسلامية العربية ، قاطعا أشجار لغتها وهاشما كلأ نسبها ومفسدا – ولا يزال – لتربة دينها.
مع كل هذا فقد رضي الكثير بثقافة أولئك، حتى فقدت اللغة مكانتها في قلوب هؤلاء قبل أن تفقدها في ألسنتهم، وأصبح الواحد منهم يستحي أن يتكلم بالعربية إن كان يعرف منها شيئا ،(ولا تزال الجزائر تتخبط في بحران من الاضطراب بين الحرف العربي والحرف اللاتيني بل بين العربية نفسها والفرنسية التي لا تزال تأوي إلى أنصار كبار وكثار من أبناء المسلمين الذين يرفضون العودة إلى لغة القرآن في الجزائر والمغرب ويتشبثون بتلابيب اللغة الغازية على اعتبار أنها بنظرهم الأداة الوحيدة لاستمرار اتصالهم بالحضارة) ( 1)، ورب متكلم بلغة القرآن بينهم قد ضحكوا عليه واستهزؤوا به ونسبوه إلى الرجعية والتأخر و إلى الله المشتكى.
لقد تكالب المستعمرون على أرض الجزائر منذ قديم الزمان لما حباها الله تعالى من النعم و الخيرات إلى جانب كونها مرتعا للإسلام، فسعى كل مدمر إلى تعزيز لغته وتقرير عقيدته، فأنتج هذا السفاح اللساني لغة ممزوجة تدرجت شيئا فشيئا إلى ما هو مسموع في زماننا الحاضر.
ولهذا كان لسان المواطن الجزائري يحمل من الكلمات ما يوافق لغة مستعمره من الايطالي والاسباني والتركي والفرنساوي ولكن (العربية في القطر الجزائري ليست غريبة ولا دخيلة ، بل هي دارها، وبين حماتها وأنصارها، وهي ممتدة الجذور مع الماضي لأنها دخلت هذا الوطن مع الإسلام على ألسنة الفاتحين) ( 2)وهي لا تزال تجري على ألسنة الناس من حيث لا يشعرون.
والذي جرني إلى الكتابة في هذا الموضوع أني قابلت يوما رجلا من أهل المشرق فذكر لي مدى صعوبة فهمه الدارجة الجزائرية التي ظن أنها مستمدة من اللهجات البربرية ، فأخبرته بخلاف ما كان يعتقد وبينت له أن الكثير من كلمات الدارجة الجزائرية هي لسان العرب الأقحاح، وقمت أضرب له الأمثلة وأبين له مدى ترابطها بالمعاني المستعملة، حتى راودتني فكرة محاولة جمع أكثر هذه الكلمات فكانت شرارة البدء فاستعنت بالله تعالى.
وكانت الخطة جمع الكلمات والنظر في المدلول اللغوي لدى البعض منها وإلا هناك ما لا يحتاج إلى بحث فهي واضحة لكل عربي.
رجعت إلى الكتب المعتمدة بشرط التطابق بين المعنيين الدارج واللغوي واكتفيت بذكر كتاب واحد نص على المعنى المستعمل عندنا.
وختاما أساله سبحانه أن يردنا إلى ديننا ردا جميلا و يوفقنا على الحفاظ على مقوماتنا وشخصيتنا إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين
آل شطارة الجزائري
المدينة النبوية.

1- الخَرَّاطُ : الكَذَّابُ وَقَدْ خَرَطَ خَرْطاً وهُو مَجَازٌ (تاج العروس مادة خرط ).
2- القُماقِمُ : القُماقِمُ من الرجال السيّد الكثير الخير الواسع الفضل ويقال سيد قُماقِمٌ بالضم لكثرة خيره (لسان العرب مادة قمم ) .
3- الزَّنَقةُ : السِّكَّة الضيّقة . ( لسان العرب مادة زنق )
4- القُفّة : من الخوص قال الأَزهري ورأَيت الأَعراب يقولون القُفعة (القُفّة) ويجعلون لها معاليق يُعَلّقونها بها من آخرة الرحل يلقي الراكب فيها زاده وتمره وهي مُدوَّرة . ( لسان العرب مادة قفف )
5- القُرعة : الجرابُ الصغير، وجمعها قُرَعٌ بضمٍّ ففَتحٍ ( تهذيب اللغة للأزهري )
ولعلها والله أعلم أطلقت على القروع كصَبُورٍ : الرَّكِيَّة ُ(بفتح أوله وكسر ثانيه، جمع ركايا وركي، البئر ذات الماء ) القليلةُ الماء قاله الفَرّاء أي التي يَقْرَعُ قَعْرَها الدَّلْوُ لفَناءِ مائِها وقيل : هي التي تُحفَرُ في الجبلِ من أعلاها إلى أسفلِها.( تاج العروس مادة قرع ) .
أو لأنه يسمع صوت عندما تُقرع .
6- قرفع : تَقَرْعَفَ الرجلُ واقْرَعَفَّ وتَقَرْفَعَ تَقَبَّضَ (لسان العرب مادة قرفع ) .
وتستعمل هذه اللفظة في الدارجة دليلا على شدة الضربة يقال : فلان (قرفعو ) أي ضربه ضربة شديدة ولعل العلاقة بين المعنى العامي واللغوي أن شدة الضربة جعلته ينقبض من الوجع أو نحو ذلك.
7- الهبل : الهَبَل : الثُّكل هَبِلَته أُمُّه : ثكِلَتْه… وفي حديث أُمِّ حارثة بن سراقة كما في البخاري أنها أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ هَلَكَ حَارِثَةُ يَوْمَ بَدْرٍ أَصَابَهُ غَرْبُ سَهْمٍ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ عَلِمْتَ مَوْقِعَ حَارِثَةَ مِنْ قَلْبِي فَإِنْ كَانَ فِي الْجَنَّةِ لَمْ أَبْكِ عَلَيْهِ وَإِلَّا سَوْفَ تَرَى مَا أَصْنَعُ فَقَالَ لَهَا هَبِلْتِ أَجَنَّةٌ وَاحِدَةٌ هِيَ إِنَّهَا جِنَانٌ كَثِيرَةٌ وَإِنَّهُ فِي الْفِرْدَوْسِ الْأَعْلَى . "هو بفتح الهاء وكسر الباء وقد استعاره ههنا لفَقْد المَيْز والعَقْل مما أَصابها من الثَّكَل بولدِها كأَنه قال : أَفَقدْت عَقْلك بفقد ابنك حتى جعلت الجِنان جنَّة واحدة" ( لسان العرب مادة هبل ) .
الأهبل فاقد التمييز والجمع هبل ومصدره الهبالة ( تاج العروس فصل الهاء مع اللام ) .
8- الهرج : ويطلق الناس عندنا اسم الهراج ويقصدون به الاختلاط مع الصخب و الضجيج و هو موافق للمعنى المذكور في كون الهرج" الاختلاط يقال هَرَجَ الناس يَهْرِجُون بالكسر هَرْجاً من الاختلاط أَي اختلطوا"( اللسان مادة هرج ),
9- الفتات : الفُتاتُ ما تَفَتَّت وفُتاتُ الشيء ما تكسر منه ( لسان العرب مادة فتة )
10- قح : القُحُّ الخالص من اللُّؤْم والكَرَم ومن كل شيء يقال لَئيم قُحٌّ إِذا كان مغرقا في اللؤم وأَعرابي قُحٌّ وقُحاحٌ أَي مَحْضُ خالص0 ( لسان العرب مادة قحح )
11- بهل : وتطلق عندنا لمن يهمل حاجته ويضيع مصالحه لأن " البهل هو الشيء الحقير اليسير و البهل هو الضَّلال من بهلَلِ، مأخوذ من الإبهال: وهو الإهمال ". ( تهذيب اللغة للأزهري مادة بهل )
12- زيّر : بتشديد الياء وهو شد الشيء وإحكام شده يقال "زَيَّرَ الدابةَ جعل الزِّيارَ في حَنكِها و الزِّيارُ شيء يجعل في فم الدابة إِذا استصعبت لَتَنْقادَ وتَذِلَّ ( لسان العرب مادة زير ) .
13- فريتها : أو فراها وهي تطلق عندنا إذا عمل الرجل عملا فأتمه وأصل اشتقاقها من فرى يفري "والعرب تقول تركته يَفْرِي الفَرِيَّ إِذا عَمِلَ العَمل أَو السَّقْي فأَجاد "(لسان العرب مادة فرا)
14- ادّنّا : بتشديد الدال والنون والمراد عندنا اقترب وهي عربية حرفت عند النطق فقط و إلا أصلها ادنه من الدنو و هو الاقتراب.
15- روح : ورايح و المراد بها اذهب من الذهاب .
16- ميضأة : وتنطق عندنا الميضاه ويريدون بذلك بيت الوضوء أو محل الوضوء ولها وجهة من معناها اللغوي الذي هو : مِطْهَرةٌ وهي التي يُتَوَضَّأُ منها أَو فيها (لسان العرب مادة وضأ) وانظر صحيح الإمام مسلم (681).
17- لا باس :بتسهيل الهمز ومعناها إذا سئل كيف حالك يقول لا باس .
18- باين : بتسهيل الهمز، ومعناها ظاهر.
19- يستاهل :بتسهيل الهمز قال الأزهري وخطَّأَ بعضُهم قولَ من يقول فلان يَسْتأْهِل أَن يُكْرَم أَو يُهان بمعنى يَسْتحق قال ولا يكون الاستِئهال إِلاَّ من الإِهالة قال وأَما أَنا فلا أُنكره ولا أُخَطِّئُ من قاله لأَني سمعت أَعرابيّاً فَصِيحاً من بني أَسد يقول لرجل شكر. عنده يَداً أُولِيَها تَسْتَأْهِل يا أَبا حازم ما أُولِيتَ وحضر ذلك جماعة من الأَعراب فما أَنكروا قوله ( لسان العرب مادة أهل ).
20- ملهوف : وتطلق عندنا ومرادهم النهم في الأكل مع أن الملهوف في اللغة من لهف لهفا فهو لهفان وقد لُهف فهو ملهوف أي حزين قد ذهب له مال أو فجع بحميم… وملهوف أيضا معناه محترق القلب (تهذيب اللغة مادة لهف) والمعنى الأخير و الله اعلم هو المراد عندنا حيث إن الآكل قد احترق قلبه للأكل فصار يبتلعه بنهمة وشَرَه.
21- طاح : ويطيح وتطلق عندنا والمراد السقوط يقال : طاح الكأس أي سقط وهو احد معانيها يقال : طاحَ يَطُوحُ ويَطِيحُ طَوْحاً أَشرف على الهلاك وقيل هلك وسقط (لسان العرب مادة طوح)
22- فجّر : يقال عندنا تفجّر وفجّره ، ومرادهم الشجّ أي ما كان من الجروح في الرأس وهو خروج الدم وسيلانه وهذا أحد معاني الكلمة في اللغة يقال : انْفَجَر الماءُ والدمُ ونحوهما من السيّال وتَفَجَّرَ انبعث سائلاً ( لسان العرب مادة فجر).
23- تمسخر : وهي من السخرية يقال فلان تمسخر به أي سخر.
24- دوّر : من دار الشيء يدور دورا ودورانا ( لسان العرب مادة دور).
25- ولّي : يقال عندنا مثلا ولّي للدار أي ارجع للدار وهي من ولّى يولّي يقال ولّى الشيء إذا أدبر ( لسان العرب مادة ولي).
26- حاشا : وهو نفس المعنى اللغوي المراد بها الاستثناء يقال عندنا حاشا الصالحين أي ما عداهم.
27- بالاك : يقال عندنا بالاك أي انتبه وهي من البال حتى يعود الغافل إلى باله وهي نفسها بالك.
28- الحبس : والمراد السجن والمراد بالحبس ضد التخلية ( لسان العرب مادة حبس).
29- عفس : يقال اعفس عليه وهي كلمة عربية المراد بها الدوس بالرجل (لسان العرب مادة عفس).
30- عفسة : ويقال عندنا إذا أراد الواحد أن يأتي بشيء أو استصعب أمر "عندي عفسه " ولعل المراد و الله تعالى أعلم أنه يعالج الشيء فيحل ما استصعب منه لأن العين والفاء والسين أصل صحيح يدلُّ على ممارسَة ومعالَجة. يقولون: هو يعافس الشّيء إذا عالَجَه
( معجم مقاييس اللغة لابن فارس مادة عفس ).
31- الفورنُ : وهو ما يطبخ فيه وهو متصحف من فرن هو التنور.
32- الموس : وهو ما يقطع به وهي الموسى قال الليث المَوْس تأْسيس اسم المُوسَى الذي يحلق به ( لسان العرب مادة موس).
33- الحفّاف : وهو الحلاق وقال الليث: احتفت المرأة إذا أمرت من يحف شعر وجهها نتفاً بخيطين. وحفت المرأة وجهها تحفه حفاً وحفافاً (تهذيب اللغة للأزهري مادة حف).
34- الدروج : وهو مصحف من دَرَج البناء وهو ما يرتقى به.
35- القصعة : وهي الجفنة وهي الصحفة وكل هذا في اللسان الجزائري وهو معروف.
36- المواعن : وهي مصحف من الماعون وهي ما يعار من أمور البيت التي تعارف الناس على إعارتها وقد ذكر في تفسير قوله تعالى "ويمنعون الماعون" عدة أشياء منهم من قال: الماعون المعروف كله، حتى ذكر القصعة والقِدْر والفأس ( تهذيب اللغة مادة منع).
37- لعقوبة : يقال عندنا لعقوبة ليك إذا حصل لأحدهم خير، والمراد و لك مثله ولعقوبة هي العاقبة.
38- يهدر : والمراد الكلام و كثرته يقال يهدر بزاف أي يتكلم كثيرا ولها معنا في اللغة روى أبو تراب للأصمعي: هدر الغلام وهدل: إذا صوت ( تهذيب اللغة مادة هدر).
39- ايليق : يقال مثلا هذا ايليق بك أي يناسبك و أنت أهل له وهي من لاق يليق يقال: ما يليق هذا الأمر بفلان أي ليس أهلاً أن ينسب إليه وهو من ذلك (لسان العرب مادة ليق).
40- جيت : والمراد الإتيان من المجيء جئت تجيء جاء .
41- نحي : يقال نحي الغطاء أي باعده وهي من العربية يقال: نَحَيْت عنى الشيء ونَحَوْته إذا نحَّيْته وأُنشد:
فلم يبق إلا أن ترى في مَحَلّةٍ … رماداً نحتْ عنه السيول جنادِلُُه ( تهذيب اللغة مادة نحا).
42- واعر :يقال هذا الولد واعر الوُعُورَةِ ضدّ السَّهْل والمراد أنه ليس بالسهل يقال : جبل وعْر بالتسكين وواعر ( لسان العرب مادة وعر).
43- عيان : وهو التعب من عَيَّ بالأَمرِ عَيّاً وعَيِيَ وتَعايا واسْتَعْيا هذه عن الزجَّاجي وهو عَيٌّ وعَييٌ وعَيَّانُ عجز عنه ولم يُطِقْ إحْكامه؛ وعن أبي حاتم عن الأصمعي: عيي فلان – بياءين – بالأمر إذا عجز عنه، وتكلَّمت حتى عَيِيت عِيّا. وإذا " أراد العرب علاج شيء فعجزوا يقال: عيِيت ( لسان العرب مادة عيا) و ( تهذيب اللغة مادة عي).
44- مليح : ويقال كلام مليح ولعل والله تعالى أعلم كأن كلامه كالملح في الطعام لوقوعه في مكانه والعرب تقول: أَملحْتَ يافلانُ أي جئت بكلمةٍ مليحةٍ وكذلك مما له علاقة مما يقال عندنا عند التخاصم مثلا: لولا الملح الذي بيننا لكان كذا، ومرادهم أي اجتماعهما على طعام واحد والعرب تقول بين فلان وفلان ملح أي حرمة لاجتماعها في الرضاعة ولعل المراد عندنا أن الحرمة بينهما منعت من وقوع ما لا يحمد و الله أعلم ( تهذيب اللغة مادة ملح).
45- كاين : من الكون وهو الوجود أي هل الشيء موجود أي كائن.




46_شاف : يقول عندنا إذا أراد ان يريك شيئا شوف ولعلها والله أعلم من التشوف أي الاطلاع، يقال اشتاف الرجل أي تطاول ونظر، و النساء يتشوفن من السطوح، أي ينظرن ويتطاولن، تقول: شُفْتُه أشوفُهُ شَوفاً ( الصحاح في اللغة مادة شوف).
47_هابط : يقال مثلا وين راك هابط أي أين نازل، والهبوط نقِيضُ الصُّعُود هبطَ يهْبِط ويهبُطُ هُبُوطاً إِذا انْهَبط في هَبُوط من صَعُود وهَبَطَ هُبوطاً نزل، ومنه ما أخرجه الإمام مسلم من حديث ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أتى على واد فقال أي واد هذا فقالوا وادي الأزرق قال كأني أنظر إلى موسى وهو هابط في هذه الثنية له جؤار بالتلبية (لسان العرب مادة هبط).
48_طفي : يقال عندنا طفي النار، أي أطفئها ويقال عندنا طفيت النار وهي تسهيل لهمزة طَفِئَت.
49_مخلوع : يقال عندنا مخلوع يعني مفزوع وهو نفس المعنى اللغوي يقال : ورجل مَخْلوعُ الفُؤَاد إِذا كان فَزِعاً وفي الحديث من شَرِّ ما أُعْطِيَ الرجلُ شُحٌّ هالِعٌ وجُبْنٌ خالعٌ أَي شديد كأَنه يَخْلَعُ فؤادَه من شدَّة خَوْفه قال ابن الأَثير وهو مجاز في الخَلْعِ والمراد به ما يَعْرِضُ من نَوازِع الأَفكار وضَعْفِ القلب عند الخَوْف والخَوْلَعُ داءٌ يأْخذ الفِصال والمُخَلَّع الذي كأَنَّ به هَبْتةً أَو مَسًّا وفي التهذيب المُخَلَّع من الناس فَخصَّص ورجل مُخَلَّعٌ وخَيْلَعٌ ضَعِيف وفيه خُلْعةٌ أَي ضَعْفٌ
( حاشية اليازجي على اللسان مادة خلع).
50_وجعني : إذا ضرب أو أصابه شيء في بدنه يقال وجعني، وهي من الوجع وهو اسم جامِعٌ لكل مَرَضٍ مُؤْلِمٍ ( لسان العرب مادة وجع)

.ــــــــــــــــــــ
( 1) مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة العدد (33) مقال بعنوان: رسالة الجامعة السعودية نحو اللغة العربية والثقافية والإسلامية لفضيلة الشيخ محمد مصطفى المجذوب.
( 2) آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي (3/206) مقال بعنوان :" اللغة العربية في الجزائر عقيلة حرة، ليس لها ضرة".

منقول




موضوع رائع جدا

شكرا اختي على الموضوع




تعليمية




موضوع قيم ومفيد
جزاكي الله كل الخير
تحياتي




بارك الله فيكم على المرور الطيب




ما شاء الله موضوع رائع بوركت




التصنيفات
العربية والعرب,صرف,نحو,إملاء...إلخ

المفعول المُطلق

تعليمية تعليمية
المفعول المُطلق

تعريفه :

اسم مشتق من لفظ الفعل يدل على حدث غير مقترن بزمن ، ويعمل فيه فعله ، أو شبهه ، على أن يذكر معه .

نحو : أقدر الأصدقاء تقديرا عظيما .

فتقديرا : مفعول مطلق منصوب ، العامل فيه فعله وهو : أقدر .

وسوف نتعرض لعامله بالتفصيل في موضعه عن شاء الله .

ويتنوع المفعول المطلق فيكون نكرة كما في المثال السابق ، وقد يكون معرفا بأل نحو 59 ـ قوله تعالى : { فيعذبه الله العذاب الأكبر }1 .

60 ـ أو بالإضافة . نحو قوله تعالى : { وقد مكروا مكرَهم } 2 .

وقوله تعالى : { ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها }3 .

ويأتي المفعول المطلق لإحدى غايات ثلاث توضح أنواعه ، ويكون منصوبا دائما .

أنواعه :

1 ـ يأتي المصدر لتوكيد فعله .

نحو : قفز النمر قفزا . وأجللت الأمير إجلالا .

61 ـ ومنه قوله تعالى : { وكلم الله موسى تكليما }4 .

فالكلمات : قفزا ، وإجلالا ، وتكليما مفاعيل مطلقة ، وهي مصادر لكل من الأفعال قفز ، وأجلّ ، وكلم ، وقد جاءت مؤكدة حدوثها .

ومنه قوله تعالى : { إذا رجت الأرض رجا وبست الجبال بسا }5 .

وقوله تعالى : { كلا إذا دكت الأرض دكا دكا }6 .

ــــــــــ

1 ـ 24 الغاشية . 2 ـ 46 إبراهيم .

3 ـ 19 الإسراء . 4 ـ 164 النساء .

5 ـ 4 ، 5 الواقعة . 6 ـ 21 الفجر .

28 ـ ومنه قول الشاعر :

أحبك حبا لو تحبين مثله أصابك من وجد عليّ جنون

2 ـ لبيان نوعه .

نحو : تفوق المتسابق تفوقا كبيرا .

ونحو : انطلقت السيارة انطلاق السهم .

فكلمة تفوقا جاءت مفعولا مطلقا مبينا لنوع فعله ، لأنه موصوف بكلمة " كبيرا " ، وكذلك كلمة انطلاق جاءت مفعولا مطلقا مبينا لنوع فعله ، لأنه مضاف لما بعده ، وهو كلمة " السهم " وهكذا كل مصدر جاء موصوفا ، أو مضافا يكون مبينا لنوع فعله .

62 ـ ومنه قوله تعالى : { ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما }1 .

ومنه قوله تعالى : { إنا فتحنا لك فتحا مبينا }2 .

وقوله تعالى : { يرونهم مثليهم رأي العين }3 .

وقوله تعالى : { ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى }4 .

29 ـ ومنه قول المتنبي :

لا تكثر الأمواتُ كثرةَ قلة إلا إذا شقيت بك الأحياءُ

3 ـ أو لبيان عدده .

نحو : ركعت ركعة . وسجدت سجدتين .

" فركعة ، وسجدتين " كل منهما وقع مفعولا مطلقا مبينا لعدد مرات حدوث الفعل .

فركعة بينت وقوع الفعل مرة واحدة ، وسجدتين بينت وقوع الفعل مرتين ، وكلاهما مصدر أسم مرة .

63 ـ ومنه قوله تعالى : { وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة }5 .

ــــــــــ
1 ـ 71 الأحزاب . 2 ـ 1 الفتح .

3 ـ 13 آل عمران . 4 ـ 33 الأحزاب .

5 ـ 14 الحاقة .

* تثنية المفعول المطلق وجمعه :

1 ـ المفعول المطلق المؤكد لفعله لا يثنى ولا يجمع ، فلا نقول :

انطلقت انطلاقا : انطلقت انطلاقين ، ولا انطلقت انطلاقات .

2 ـ المفعول المطلق المبين للنوع يجوز تثنية وجمعه على قلة .

نحو : وقفت وقوفي محمد وأحمد .

بمعنى أنك وقفت مرة وقوف محمد ، ومرة أخرى وقفت وقوف أحمد .

3 ـ المفعول المبين للعد فإنه يثنى ويجمع على الإطلاق ، لأن هذه هي طبيعته .

نقول : جلدت اللص جلدة . وجلدت اللص جلدتين ، وجلدته جلدات .

* عامل المفعول المطلق :

يعمل في المفعول المطلق كل من الأتي :

1 ـ الفعل وهو الأصل . نحو : احترم أصدقائي احتراما عظيما .

وقد مر معنا عمل الفعل في مصدره من خلال جميع الأمثلة السابقة .

2 ـ المصدر . 64 ـ نحو قوله تعالى : { إن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا }1 .

فجزاء مفعول مطلق مبين لنوع العامل فيه وهو المصدر : جزاؤكم .

3 ـ اسم الفاعل . 65 ـ نحو قوله تعالى : { والصافات صفا }2 .

صفا : مفعول مطلق مؤكد لعامله وهو اسم الفاعل : الصافات .

4 ـ الصفة المشبهة . نحو : هذا قبيح قبحا شديدا .

قبحا : مفعول مطلق مبين لنوع عامله وهو الصفة المشبهة : قبيح .

5 ـ اسم التفضيل . نحو : عليّ أشجعهم شجاعة . ومحمد أكرمهم كرما .

فشجاعة ، وكرما كل منهما مفعول مطلق جاء مؤكدا لعامله وهو اسم التفضيل :

أشجعهم في المثال الأول ، وأكرمهم في الثاني .

ـــــــــــ

1 ـ 63 الإسراء . 2 ـ 1 الصافات .

ما ينوب عن المفعول المطلق

وردت بعض الألفاظ التي تذكر بعد الفعل لتؤكده ، أو لتبين نوعه ، أو مرادفه ، أو صفته ، أو عدده ، وغيرها من الأنواع الأخرى ، ولكنها غير مشتقة من لفظه ، لذلك عدها علماء النحو مما ينوب عن المفعول المطلق ، ولها أحكامه ، فهي منصوبة مثله . وسنتحدث عنها بالتفصيل :

1 ـ مرادف المفعول المطلق .

نحو : فرحت جذلا . ووقفت نهوضا .

فجذلا جاء نائبا عن المفعول المطلق ، وهو مرادف لمصدر الفعل فرح : فرحا .

الذي لم يذكر في الجملة ، وذكر مرادفه عنه .

وكذلك المصدر نهوضا جاء مرادفا لمصدر الفعل وقف وهو : وقوفا .

ونحو : سرت مشيا ، وجريت ركضا ، وأكرهه بغضا . وقعدت جلوسا .

غير أن بعض النحاة لا يجعل الجلوس مرادفا للقعود بل هو مقارب له ، لأن القعود يكون من قيام ،

أما الجلوس فيكون من اتكاء . (1) .

66 ـ ومنه قوله تعالى : { فمهل الكافرين أمهلهم رويدا }2 .

2 ـ ينوب عنه أسم المصدر .

واسم المصدر ما دل على معنى المصدر الأصلي ، وكان أقل منه أحرفا نحو : أعنته عونا .

فعونا نائبا عن المفعول المطلق ، وليس مفعولا مطلقا ، لأنه ليس مشتقا من الفعل

أعان المذكور في الجملة ، والذي مصدره : إعانة ، وإنما هي مصدر الفعل : عان .

ومنه : اغتسلت غسلا ، وأعنته عونا ، وأعطيته عطاء ، وكلمته كلاما .

67 ـ ومنه قوله تعالى : { فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا }3 .

وقوله تعالى : { والله أنبتكم من الأرض نباتا }4 .

ــــــــــــ

1 ـ الواضح في النحو والصرف ص239 لمحمد خير الحلواني .

2 ـ 17 الطارق . 3 ـ 37 آل عمران . 4 ـ 17 نوح .

4 ـ ملاقيه في الاشتقاق . وهذا يختلف عن اسم المصدر ، لأنه قد يكون أكثر أحرفا من المصدر الأصلي .

68 ـ نحو قوله تعالى : { وتبتل إليه تبتيلا}1 .

فالفعل " تبتَّل " مصدره تبتُّل ، لذلك كان المصدر " تبتيلا " في الآية السابقة ملاقيا للمصدر بالاشتقاق .

30 ـ ومنه قول امرئ القيس :

فصرنا إلى الحسنى ورق كلامنا ورضْت فذلتْ صعبة أيَّ إذلالِ

4 ـ صفة المصدر المحذوف .

نحو : ضحكت كثيرا .

فكثيرا : نائب عن المفعول المطلق المحذوف ، وهو في الأصل صفة له ، كما لو قلت : ضحكت ضحكا كثيرا .

ومنه : صرخت عاليا ، وسرت سريعا ، وهاجمته عنيفا ، ومشيت حثيثا .

69 ـ ومنه قوله تعالى : { واذكروا الله كثيرا }2 .

وقوله تعالى : { واذكر ربك كثيرا }3 .

5 ـ لبيان نوعه .

نحو : رجع العدو القهقرى .

فالقهقرى : نائب عن المفعول المطلق جاء لبيان نوع الفعل .

والأصل : رجع العدو رجوع القهقرى .

ومنه : جلست القرفصاء ، وسرت الهوينى .

6 ـ لبيان عدده .

نحو : صليت ركعتين .

ركعتين : نائب عن المفعول المطلق مبينة لعدده ، وليس مفعولا مطلقا ، لأنه غير مشتق من لفظ الفعل المذكور في الجملة وهو : صلى .

ـــــــــ

1 ـ 8 المزمل . 2 ـ 10 الجمعة .

3 ـ 41 آل عمران .

ومنه : قرعت الجرس ست مرات . يدور عقرب الساعة ستين دورة في الدقيقة .

فستين : نائب عن المفعول المطلق مبين لعدده ، ودورة : تمييز منصوب .

70 ـ ومنه قوله تعالى : { فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة }1 .

7 ـ ما يدل على آلته .

نحو : ضربت المهمل عصا . عصا نائب عن المفعول المطلق ، وهي الآلة التي ضربت بها المهمل . والأصل : ضربت المهمل ضربة عصا .

ومنه : ركلت الكرة رجلا . وضربت الكرة رأسا . ورشقنا العدو قنبلة .

8 ـ الإشارة إليه .

نحو : أقدره هذا التقدير .

هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب نائب عن المفعول المطلق .

التقدير : بدل منصوب من اسم الإشارة ، وهو في الأصل المفعول المطلق .

ومنه : غضبت ذلك الغضب . وقاوم المجاهدون تلك المقاومة البطولية .

9 ـ كل وبعض مضافة إلي المفعول المطلق .

نحو : أحترمه كل الاحترام .

كل : أضيفت إلى المفعول المطلق ، فصارت نائبة عنه ، وأخذت حكمة وهو النصب .

ونحو : أسفت بعض الأسف . وقصرت بعض التقصير .

وفي كلا المثالين أضيفت أي إلى المفعول المطلق ونابت عنه .

71 ـ ومنه قوله تعالى : { فلا تميلوا كل الميل }2 .

وقوله تعالى : { ولا تبسطها كل البسط }3 .

31 ـ ومنه قول الشاعر :

وقد يجمع الله الشتيتين بعدما يظنان كل الظن ألا تلاقيا

ــــــــــــ

1 ـ 3 النور . 2 ـ 129 النساء .

3 ـ 29 الإسراء .

10 ـ الضمير المتصل العائد إلى المفعول المطلق .

نحو : كافأت المتفوق مكافأة لم أكافئها لطالب من قبل .

فالضمير المتصل في " أكافئها " يعود على المفعول المطلق " مكافأة " .

والأصل : لم أكافئ المكافأة ، فالضمير المذكور نائب عن المفعول المطلق ، وليس مفعولا به . ومنه : سأجتهد في عملي اجتهادا لم يجتهده غيري .

72 ـ ومنه قوله تعالى : { فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين }1 .

11 ـ بعض الألفاظ المضافة إلى المفعول المطلق .

وهي : أفضل ، أجود ، أحسن ، أتم … إلخ .

نقول : اجتهدت أفضل الاجتهاد . واجتهدت أجود الاجتهاد .

واجتهدت أحسن الاجتهاد . واجتهدت أتم الاجتهاد ، أو تمام الاجتهاد .

فكل من كلمة : أفضل ، وأجود ، وأحسن ، وأتم ، وتمام ، جاءت نائبة عن المفعول المطلق ، لكونها أضيفت إليه .

12 ـ ينوب عن المفعول المطلق ما ، وأي الاستفهاميتان .

نحو : ما كافأت الفائز ؟ وما كتبت ؟ وأي شراب تناولت ؟ ونحو : أي عمل تعملُ ؟

73 ـ ومنه قوله تعالى : { وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون }2 .

13 ـ وينوب عنه ما ومهما وأي الشرطيات .

نحو : ما تفعل أفعل . ومهما تقرأ أقرأ . وأي رياضة تمارس تفدك .

14 ـ وينوب عنه أي الكمالية مضافة إلى المصدر .

نحو : اجتهد أي اجتهاد . والتقدير : اجتهدت اجتهادا أي اجتهاد .

وأصل " أي " صفة للمصدر .

ــــــــــــ

2 ـ 115 المائدة . 3 ـ 227 الشعراء .

حذف عامل المفعول المطلق :

يحذف عامل المفعول المطلق جوازا ووجوبا وذلك على النحو التالي :

أولا : حذف العامل جوازا :

1 ـ يجوز حذف عامل المفعول المطلق المبين للنوع ، والمبين للعدد ، وذلك في الجواب عن السؤال . كأن يقال لك : كيف سبحت ؟ فتقول : سباحة جيدة .

أي : سبحت سباحة جيدة .

ونحو : كيف قرأت ؟ فتقول : قراءة متأنية . أي : قرأت قراءة متأنية .

وكأن يقال لك : كم سافرت ؟ فتقول : سفرتين . أي : سافرت سفرتين .

ونحو : كم قفزت ؟ فتجيب : قفزتين ، أو ثلاث . أي : قفزت قفزتين ، أو ثلاث .

2 ـ يجوز حذفه أيضا في المواقف التي يوحي بها .

كأن تقول لمن قدم من الحج : حجا مبرورا ، وسعيا مشكورا .

وأنت تريد : حججت حجا مبرورا ، وسعيت سعيا مشكورا .

غير أن المقام يوحي بمحذوف مقدر في الجملة .

أما عامل المفعول المطلق المؤكد فلا يجوز حذفه ، لأنه في حاجة إلى توكيد ، والذي يكون في حاجة إلى توكيد كيف يمكن حذفه ؟

ثانيا ـ حذف العامل وجوبا :

يجب حذف عامل المفعول المطلق ، ولا يجوز ذكره في المواضع التالية :

1 ـ إذا جاء المفعول المطلق مفصلا لمجمل قبله .

نحو : سأجاهد في سبيل الله فإما فوزا ، وإما شهادة .

ففوزا وشهادة كل منهما وقع مفعولا مطلقا لفعل محذوف وجوبا .

والتقدير : فإما تفوز فوزا ، وإما تستشهد شهادة .

2 ـ إذا ذكر المفعول المطلق وكان عامله خبرا لمبتدأ اسم عين ( شخص ) .

نحو : محمدٌ قياما قياما .

فقياما الأولى : مفعول مطلق . وقياما الثانية : توكيد لفظي .

وفعل المفعول المطلق محذوف تقديره : يقوم . والفعل يقوم وفاعله المستتر في محل رفع خبر المبتدأ : محمد . ونصب المصدر قياما لنه لا يصلح أن يكون خبرا للمبتدأ إلا على سبيل المجاز ، فلا يقال على وجه الحقيقة محمد قيامٌ قيامٌ . لأن محمد ليس السير نفسه ، بل هو صاحبه . أما إذا أريدت المبالغة في الإخبار قيل : محمدٌ قيامٌ .

32 ـ ومنه قول الخنساء :

ترتع ما ترتعت حتى إذا ادّكرت فإنما هي إقبال وإدبار

3 ـ ويحذف عامل المفعول المطلق وجوبا في الحصر بما وإلا .

نحو : ما يوسف إلا اتكالا .

والتقدير : إلا يتكل اتكالا .

وكما ذكرنا سابقا فإن المصدر " اتكالا " لا يصلح ان يكون خبرا للمبتدأ " يوسف " إلا على سبيل المجاز ، إذ لا يقال على وحه الحقيقة ما يوسف إلا اتكالٌ ، لأن يوسف ليس الاتكال ، وإنما هو صاحبه .

4 ـ ويحذف إذا كان المفعول المطلق مؤكدا لمضمون الجملة .

نحو : هذا صديقي حقا . ولم أفعله البتة . وهذا عملي فعلا . وله عليّ ألف عرفا .

وأحمد صديقي قطعا .

والتقدير : أحق حقا ، وأبت البتة ، وأفعل فعلا ، وأعرف عرفا ، وأقطع قطعا .

وقد حذف الفعل من النماذج السابقة وجوبا ، وكل من المفاعيل المطلقة الواردة آنفا يؤكد المعنى الذي تقوم عليه الجملة .

5 ـ إذا جاء المفعول المطلق فعلا علاجيا بعد جملة قائمة على التشبيه ، وفيها فاعله من حيث المعنى .

ومعنى الفعل العلاجي أن يكون الحدث عملا حسيا ظاهرا ، وأن يكون طارئا غير ثابت كالضرب ، والبكاء ، والصياح ، والشتم . ويقابله المعنوي الذي ليس بظاهر .

نحو : لعليٍّ عملٌ عملَ الأبطال .

لعليٍّ : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .

عملٌ : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة .

عملَ : مفعول مطلق منصوب ، وهو مضاف ، والأبطال مضاف إليه .

فجاء المفعول المطلق " عملَ " بعد جملة المبتدأ والخبر القائمة على التشبيه ، والتي فيها فاعل المفعول المطلق من حيث المعنى وهو : عليّ .

ومنه : لخالدٍ قولٌ قولَ العقلاء . ولمحمدٍ تفكيرٌ تفكيرَ العلماء .

ومنه : مررت به فإذا له بكاءٌ بكاءَ ثكلى .

6 ـ يحذف عامل المفعول المطلق مع بعض المفاعيل المطلقة التي كثر جريانها على الألسنة ، وصارت كالأمثال .

نحو : صبرا على المكاره . وشكرا لله وحمدا . وسمعا وطاعة ، وعفوا .

والتقدير : أصبر صبرا ، وأشكر الله شكرا ، وأحمده حمدا ، وأسمعك سمعا ، وأطيعك طاعة .

7 ـ ويحذف مع بعض المصادر التي تبقى دائما على حالها ، ولا تستعمل إلا مفاعيل مطلقة .

نحو : سبحان ، ومعاذ ، ولبيك ، وسعديك ، وحنانيك ، ودواليك .

المصدر النائب عن فعله :

مصدر ينوب عن فعله ، ويؤدي معناه ، ولا يجوز أن يجتمع مع فعله ما دام ينوب عنه ويؤدي ما يؤديه .

وهو يختلف عن المفعول المطلق بأنه يكون طلبيا ، أو مُشبها الطلبي ، ويختلف عنه أيضا بأنه يعمل عمل فعله فيأخذ فاعلا من الفعل اللازم ، وفاعلا ومفعولا من الفعل المتعدي . وهو على النحو التالي :

1 ـ مصدر يقع موقع الأمر والنهي .

مثال الأمر : انقضاضا على العدو .

انقضاضا : مصدر نائب عن فعله منصوب بالفتحة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت ، أو أنتم . وقد ناب عن فعله انقض ، ولا يجوز أن تحضره فتقول :

انقض انقضاضا ، وإلا فإن المصدر هنا يتحول إلى مفعول مطلق مؤكد لفعله ، وقد أفاد المصدر هنا الأمر ، كما أفاد فعله .

ومنه : استعدادا للمسابقة ، وتكريما للفائزين ، وتخليدا للشهداء ، واعتزازا بالمناضلين .

74 ـ ومنه قوله تعالى : { فسحقا لأصحاب السعير }1 .

33 ـ ومنه قول قطري بن الفجاءة :

فصبرا في مجال الموت صبرا فما نيل الخلود بمستطاع

ومثال النهي : حلاّ لا ارتحالا .

خلاّ : مصدر منصوب ناب عن فعله ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت .

لا : حرف نهي .

ارتحالا : مصدر منصوب ناب عن فعله ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت .

ومنه : قياما لا قعودا ، وفعلا لا قولا ، واجتهادا لا كسلا ، وجدا لا لهوا .

2 ـ مصدر يقع بعد استفهام يفيد التوبيخ .

نحو : أتلاعبا وقد وثق فيك الناس .

أتلاعبا : الهمزة للاستفهام . وتلاعبا : مصدر منصوب ناب عن فعله ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت .

ومنه : أتهاونا وقد وضعنا فيك الثقة . وأتوانيا وقد علاك الشيب .

34 ـ ومنه قول الشاعر :

أذلا إذا شب العدو نار حربهم وزهوا إذا ما يجنحون إلى السلم

وقد يراد به التعجب . نحو : أبؤسا وضعفَ جسد .

أبؤسا : مصدر منصوب ناب عن فعله ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت.

وقد يراد به التوجع . 35 ـ كقول سحيم عبد بني الحسحاس :

أشوقا ولما يمض لي غيرُ ليلة فكيف إذا خف المطيُّ بنا عشرا

فوائد وتنبيهات :

1 ـ المفعول المطلق نوعان : مبهم وهو المؤكِّد ، ومختص وهو المبين للنوع والمبين للعدد . فلأول نحو : قفز قفزا . والثاني ما كان مختصا بوصف أو إضافة .

نحو : زحف الطفل زحفا سريعا ، وانطلقت السيارة انطلاق السهم .

أما المبين للعدد فنحو : سجدت سجدتين .

2 ـ بله : مصدر متروك الفعل ، وهو منصوب على المصدرية بفعله المهمل ، أو بفعل من معناه تقديره : دع ، وهو إما أن يستعمل مضافا ، أو منونا .

نحو : بلهَ الكسلِ . وبلهاً الكسلَ .

3 ـ سمعا وطاعة : كل منهما مفعول مطلق لفعل محذوف ، فإذا قلت : سمعٌ وطاعةٌ رفعت على أنهما مبتدأ والخبر محذوف ، أو بالعكس ، أي : خبر والمبتدأ محذوف ، وقدر المحذوف على ما تراه مناسبا .

4 ـ قد يتقدم المفعول المطلق على عامله مع أن الأصل التأخير . فيكون التقدم وجوبا إذا كان المفعول المطلق استفهاما ، أو شرطا كما ذكرنا سابقا .

وقد يكون التقدم جوازا . نحو : رؤية بعيني رأيت اللص يجلد .

ونحو : سمعا بأذني سمعت محمدا يلقي شعره .

5 ـ عندما نقول : سافر عليّ بغتة . وحضر المدير فجأة .

فإن المعربون يعربون " بغتة ، أو فجأة " مفعولا مطلقا بناء على أن المضاف الذي هو في الأصل " المفعول المطلق " محذوف ، فأقيم المضاف إليه مقامه وهو " بغتة " .

والتقدير : سافر عليّ سفر بغتة ، وحضر المدير حضور فجأة .

6 ـ في قولهم : له بكاءٌ بكاءَ الثكلى . نعرب بكاءَ الثانية مفعولا مطلقا ، لأن تقدير الكلام : إنه يبكي بكاء الثكلى . شريطة أن يكون المصدر المنصوب واقعا بعد مصدر مشعر بالحدوث ، يحوي معنى المصدر المنصوب .

ومنه : مررت به فإذا له خوارٌ خوارَ الثور .

والعامل في كل من المصدرين السابقين النصب هو المصدر المذكور في الجملة لصلاحيته للعمل ، لا بمحذوف .

والتقدير : فإذا هو يخور خوارا مثل خوار الثور .

أما مثل التي ذكرت في التقدير فإنها تعرب حالا ، والتقدير : مشبها خوار الثور .

7 ـ المصدر المتصرف ، والمصدر غير المتصرف :

المتصرف ما يكون منصوبا على المصدرية ، وأن ينصرف عنها إلى وقوعه فاعلا .

نحو : يكثر الرعي في المناطق المعشبة . فالرعي : مصدر رعى ، وقد وقع فاعلا .

أو نائب فاعل . نحو : تستثمر الزراعة في كثير من البلاد .

فالزراعة مصدر زرع ، وقد وقع نائبا للفاعل .

أو مفعولا به ، أو اسم كان وأخواتها ، أو اسم إن وأخواتها ، وغيرها من المواقع الإعرابية الأخرى غير المفعول المطلق .

أما المصدر غير المتصرف ، فهو المصدر الملازم النصب على المفعولية المطلقة ، ولا ينصرف عنها إلى غيرها من مواقع الإعراب التي ذكرنا آنفا ، ومن هذه المصادر :

سبحان ، ومعاذ ، ولبيك ، وسعديك ، وحنانيك ، ودواليك ، وحذاريك .

8 ـ مر معنا " أي " الكمالية ، وقد سميت بهذا الاسم لأنها تدل على معنى الكمال ، وهي إذا وقعت بعد النكرة كانت صفة لها .

نحو : شوقي شاعر أي شاعر . أي : هو كامل في صفات الشعراء .

وإذا وقعت بعد المعرفة كانت حالا منها .

نحو : مررت بمحمد أيَّ رجل .

ولا تستعمل أي الكمالية إلا مضافة ، وتطابق موصوفها في التذكير والتأنيث ، تشبيها لها بالصفات المشتقات ، ولا تطابقه في غيرها .

9 ـ من المصادر المؤكدة لمضمون الجملة قولهم : لا أفعله بتَّا وبتاتا وبتَّة والبتة .

المصــــدر


تعليمية تعليمية




بارك الله فيك اخي بإنتظار المزيد من ابداعاتك




بارك الله فيك وأكثر من أمثالك.




جعلها الله في ميزان حسناتك مشكورا على كل الجهود المبذولة واصل
ننتظر منك المزيد




بارك الله فيك




التصنيفات
العربية والعرب,صرف,نحو,إملاء...إلخ

كيف تكتب مقالاً أدبيا ؟

تعليمية
تحية طتحية طتحية طتحية ط

كيف تكتب مقالاً أدبيا ؟

كنت متردداً في بداية مقالي هذا .. هل أكون مباشراً في الطرح ، وألقي فكرة المقال بلا مقدمة ، أو أن استجيب لانتفاضة القلب عندما أتحدث عن (الأدب) ، أو أكتب ؟ !

نعم ! يهتز القلب ، وتأخذ النفس من النشوة راحةً طارفة ؛ فبيني وبينه -الأدب – شجون وأطوار وساعات أنس خلت من ضواغط الحياة المزعجة .. فمهلاً بني قومي ؛ فمهلاً بني قومي !
ففي تلك الساعات تأرجح القلب في اللاشعور التي تجلل القلب الهدؤ، وتسيِّر معاني الجمال في فؤادي كمشية الحسناء من بيت جارتها (مر السحابة لا ريث و لا عجل ) …!
الأدب : كالنجوم ؛ كلمات الليل الناعسة التي تصل العاشقين، وتورق السرور، والأنس في عيون المنادمين..! كأنه زهور بجانب الغدير مصطفة حول معين استشعار الجمال المنشود ..! تتطاير منه أحزان العمر، والأتراح السالفة ، ويجتمع شتات القلب، وتصبح الحياة أروع من بيضة ناصعة في روضة خضراء غناء …!.
* أريد في البداية أن نورد وصف المقال الذي أجمله أستاذنا الكبير د. حسين بن علي بن محمد . قال: (ولعلنا نستطيع أن نجمل وصف المقالة فيما يلي :
1- قطعة نثرية محدودة الطول .
2- ينبغي أن تكون متسمة بالأصالة ، بمعنى التعبير عن الذات .
3- تقدم فكرة ، أو موضوعا ، أو قضية جديرة بالمناقشة .
4- يبرز فيها الانفعال الوجداني .
5- تحمل الإقناع ، والإمتاع .
6- عباراتها واضحة ، منتقاة .
7- فيها دقة الملاحظة ، و خفة الروح ) [1]
اختيار العنوان
* كيف تختار عنوان مقالاتك ؟
* أما اختيار العنوان ، وطريقة استجلابه ؛ فهو من العوامل التي لها التقدمة في سبيل نجاح المقال .
فعنوان المقال الأدبي تأخذه من تلك المواقف المؤثرة ،أو المناظرالتي وضعت فيك رغبة للتعبيرعن اعتلاجات نفسك ، وتداعياتها تجاه ما رأيت .
فمثلاً: كنتَ متكأً على كثيب من الرمل ،تحت صفاء السماء ، والنفس هادئة؛ فقد ابتعدت عن كدر الحياة الممل ، تحس بأنك سعيد ، ونفسك مطمئنة.. ثم رأيت سحابة تسير لوحدها في علياء السماء تظهر السكينة ، والهدؤ كما النفس التي بين جوانحك . .
بيضاء ممردة .. كقلبك الغض الذي بتر علائق الحزن ، وأصبحت سلافة الضيق، والضنك فيه خائرةً أمام الطبيعة الوارفة ؛ فأخذت نفَسَك تساؤلاتٌ شتى : ما وجه الشبه بيني ، وبين هذه السحابة ؟ وهل كان لقاؤنا صدفة من غير موعد مضروب، أو حكمة إلاهية أرادت اجتماعنا في مثل هذه الساعة ؟! يا ترى هل تحس هذه السحابة بمثل ما أحس به اللحظة… ؟!
وبعد الكم من الأسئلة المتلاحقة ؛ ستجد نفسك مجبراً على رقم مشاعرك ،و اعتلاجات نفسك بمداد أسود ، على ورق أبيض ، وتحت نور القمر ! لتظل ذكرى خالدة ، وتستعيد من خلالها ذكرياتك المؤنسة .
ونهايةً أقول: الفكرة الأدبية ، وعنوانها ؛ لا تتكلف ، ولا تصطنع ، ولكن هي هاجس الأديب في الخلوة، والجلوة ، وشغله وقت فراغه ، وقضيته حين يتأمل ، ويتفكر . . وزاده الطبيعة الخلابة والنظرة المتأملة . . وهكذا يخرج الأديب بالفكرة الأدبية، والعنوان الأدبي المتميز .
صياغة العنوان
بعد أن تحيط علماً بفكرة مقالك، وسر التأثير الذي دفعك لحكاية أحاديث النفس تجاه ما رأيت من طبيعة أخاذة ، وتطلعات مرضية ؛ تأتي الخطوة التي بعدها :
كيف تصيغ عنواناً لمقالك ؟
أقول :
* بعد أن فهمت فكرتك جيداً ضع أقرب العناوين التي تفرضها نفسك عليك ؛ لكي لا تتكلف العنوان
فتفسد على نفسك ، وتضيق على عقول المتأملين فيه؛ فإذا أردنا أن نعمل لهذا مثالاً؛ فلنقترح عنواناً لمنظر (السحابة) السابق ؛ فنقول مثلاً :
(أنا والسحابة، أو قلب كالسحابة ،أو في معزل عن أعين الرقباء، أو أيتها السحابة …) أو مايمليه ذوق الأديب ، ونظرته المتأملة، المهم : أن لا تتكلف العنوان ، وتكد خاطرك من أجله ويحكي في نفس الوقت فكرة المقال الأساسية ؛ لأنه سيكون بعد ذلك بدايةً لوضع أفكار مقالك ونقاطه ؛ فلا بد من العناية بفكرته ، وصياغته .
ما علاقة العنوان بفقرات المقال ؟ !
أقول :
* العلاقة وثيقة متأكدة ؛ فلن يشار إلى مقالك أنه متسلسل الأفكار ، وواضح في مقصده ، وفحواه وبنيته محكمة متماسكة ؛ إلا إذا ارتبطت فقرات المقال بعنوانه ، ووضعت الأفكار من خلال إعادة النظر ، والتأمل فيه .
وابتكار الأفكار مما يمليه – العنوان – على الأديب ؛ نختار من العناوين – السابقة – (قلب كالسحابة) .. اختار الكاتب- مثلاً- هذا العنوان ، وبدأ بعد ذلك يتدبر فيه ويتفكر ، ويدير خاطره فيه ؛ فيقول :
* يا ترى ما وجه الشبه بين خلوة قلبي ، وهدؤ نفسي في تلك الساعة ، وتلك السحابة الطارفة ؟ ! ثم إلى أين تسير تلك السحابة ، وكيف نهايتها ،وهل القلب سائر على خطاها : في مسيرتها ونهايتها ؟! وهل ممكن أن تكون الصدفة هي التي جمعت القلب بهذه السحابة، أو أن هذه حال المخلوقات التي تشابهت ظروفها لا بد لها أن تلتقي ؟!
ونهايةً :
* هل سينسى القلب بعد الفراق هذه السحابة ، ويا ترى هل من الممكن أن يكون لقاء آخر في المستقبل المنتظر … أو يكون هذا أول لقاء ، وآخر لقاء…؟!. وبعد هذا بإمكان الأديب من خلال هذه الأفكار أن ينطلق من ذلك العنوان إلى نهايته بلا مشقة ، ولا عنت .
بداية المقالة
إن من أهم ما يقال تحت هذه النقطة ؛ ما يلي :
* أن تكون البداية ممهدة للفكرة ، وما يريده الكاتب ؛ فلا يصح دخول الكاتب مباشرة إلى صلب الفكرة ؛ ومن المقدمات التي تورد تحت هذه الفقرة المهمة ؛ مقدمة
* (المنفلوطي) في مقالته (مناجاة القمر)[2]:
(أيها الكوكب المطل من علياء سمائه ، أأنت عروس حسناء تشرف من نافذة قصرها، وهذه النجوم المبعثرة حواليك قلائد جمان ؟ أم ملك عظيم جالس فوق عرشه ؟ وهذه النيرات حور وولدان ؟ أم فص من ماس يتلألأ ؟ وهذا الأفق المحيط بك خاتم من الأنوار ؟ أم مرآة صافية ؟ وهذه الهالة الدائرة بك إطار ؟ أم عين ثرة ثجاجة ؟ وهذه الأشعة جداول تتدفق ؟ أو تنور مسجور ؟ وهذه الكواكب شرر يتألق ؟!) لا حظ – أخي القارئ – أن مقدمته هذه ممهدة ، ولم يدخل في صلب الفكرة بعد ، والمتأمل في المقالة سيعرف ذلك جيداً .
– واعلم- أخي القارئ – أن مما يزيد المقدمة أهمية :
* أن المتكلمين عن المقدمات في المقالات الأدبية ، أو الخطب ، أو ما أُعِدَّ للإلقاء ، أو غيره ؛ يقولون :
* إن المقدمة هي أصعب ما يواجه المعبر ، أو الكاتب ، أو الملقي عندما يريد أن يؤدي رسالته .
* المقدمة الممهدة للفكرة هي التي تصنع لمسة الجمال ، والتأثير في المقال الأدبي ؛ ولن تصل إلى إجادتها ، أو غيرها من عناصر المقالة إلا بالدربة ، وكثرة المراس .[3]
.




بارك الله فيك اخي حمودي على الموضوع القيم والدرس الرائع والمهم




بوركت أخي حمودي على الدرس المفيد

الله يعطيك العافية




بارك الله فيك أخي على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق




بارك الله فيك اخي بإنتظار المزيد من ابداعاتك
لك ودي




بسم الله الرحمن الرحيم بارك الله فيك اخي العزيز




شكرا جزيلا لك .




التصنيفات
العربية والعرب,صرف,نحو,إملاء...إلخ

:: موسوعة النحو والإعراب ::

تعليمية تعليمية
تعليمية
تحية ط

🙁أقـــدم موقع هـــام ورائع لزوارنا الكرام 🙁

خــاص بالنحــو العربي

تعليمية تعليمية

اللغة العربية

أهلاً وسهلاً بكم في موقعكم المفضل لغة القرآن




بسم الله الرحمان الرحيم

ماشاء الله نعم الاختيار ………….

موضوعات رائعة تدرب الطالب على الإعراب الظاهري والمحلي

وتأخذ بيده إلى كيفية إعراب القرآن واولها أنا

بارك الله فيك…..تحياتي

تعليمية




بسم الله الرحمن الرحيم

مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




تعليمية




بارك الله فيك أخي على الموقع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق




بارك الله فيك على الموضوع الرائع والقيم




بارك الله فيك




التصنيفات
العربية والعرب,صرف,نحو,إملاء...إلخ

كوكبة من علماء اللغة / لا تتوانى في مطالعتها

بسم الله الرحمن الرحيم

علماء اللغة

تعليمية خليل بن أحمد البصري
صاحب كتاب العين في اللغة، أستاذ سيبويه
وهو أول من استخرج العروض وأخرجه إلى الوجود، وحصر الأشعار بها في خمس دوائر، يستخرج منها خمسة عشر بحرا؛ ثم زاد فيه الأخفش بحرا واحد، وسماه الخبب؛ وله معرفة بالإيقاع والنغم، وتلك المعرفة أحدثت له علم العروض، فإنهما متقاربان في المآخذ‏.‏ وكان دعا بمكة أن يرزقه الله تعالى علما لم يسبق إليه ولا يؤخذ إلا عنه، فرجع من حجه وفتح، عليه بالعروض‏.‏
وكان من الزهاد في الدنيا، والمنقطعين إلى العلم‏.‏
قال تلميذه نضر بن شميل‏:‏ أقام الخليل في خُصٍّ بالبصرة لا يقدر على ‏(‏3/ 5‏)‏ فلسين، وتلامذته يكتسبون بعلمه الأموال؛ وكان الناس يقولون‏:‏ لم يكن في العرب بعد الصحابة أذكى منه‏.‏
وكان يحج سنة، ويفرد سنة، وأبوه‏:‏ أول من سُمِّي أحمد بعد النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏
وكان يقول‏:‏ أكمل ما يكون الإنسان عقلا وذهنا إذا بلغ أربعين سنة، وهي السن التي بعث الله فيها محمدا صلى الله عليه وآله وسلم، ثم يتغير وينقص إذا بلغ ثلاثا وستين سنة، وهي السن التي قبض فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وأصفى ما يكون ذهن الإنسان في وقت السحر‏.‏
ومن شعره‏:‏
لو كنت تعلم ما أقول عذرتني ** أو كنت تعلم ما تقول عذلتكا
لكن جهلت مقالتي فعذلتني ** وعلمت أنك جاهل فعذرتكا
وأنشد‏:‏
يقولون لي‏:‏ دار الأحبة قد دنت ** وأنت كئيب إن ذا لعجيب
فقلت‏:‏ وما تغني الديار وقربها ** إذا لم يكن بين القلوب قريب‏؟‏
ذكر له ابن خلكان ترجمة حافلة في وفيات الأعيان‏.‏
توفي الخليل سنة خمس وستين أو سبعين ومائة، وله أربع وسبعون‏.‏
وسبب موته أنه قال‏:‏ أريد أن أعمل نوعا من الحساب، تمضي به الجارية إلى البقال، فلا يمكن أن يظلمها؛ فدخل المسجد وهو يعمل فكره، فصدمته سارية وهو غافل، فانصدع ومات؛ و رُئي في النوم فقيل له‏:‏ ما صنع الله بك‏؟‏ فقال‏:‏ أرأيت ما كنا فيه، لم يكن شيئا، أو ما وجدت أفضل من‏:‏ سبحان الله، والحمد الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر‏.‏
تعليمية علي بن حسن الهناني المعروف بكُراع النمل
بضم الكاف، أبو الحسن النحوي اللغوي، قال ياقوت‏:‏ هو من أهل مصر، أخذ عن البصريين، وكان نحويا كوفيا، كتب المنضد في لغة المجرد سنة سبع وثلاثمائة‏.‏ ‏(‏3/ 6‏)‏
تعليمية أحمد بن فارس بن زكريا
أبو الحسين اللغوي الرازي القزويني، كان نحويا على طريقة الكوفي، سمع أباه، وعليَّ بن إبراهيم بن سلمة، وقرأ عليه الأديب الهمذاني؛ وكان إماما في علوم شتى، خصوصا باللغة، فإنه أتقنها، وألف كتابه المجمل في اللغة، وهو على اختصاره جمع شيئا كثيرا، وله مسائل في اللغة؛ وكان مقيما بهمذان، فحمل منها إلى الري ليقرأ عليه أبو طالب بن فخر الدولة فسكنها؛ وعليه اشتغل بديع الزمان صاحب المقامات، وكان شافعيا فتحول مالكيا وقال‏:‏ أخذتني الحمية لهذا الإمام أن يخلو مثل هذا البلد عن مذهبه، وكان الصاحب بن عباد تلمذ له ويقول‏:‏ شيخنا ممن رزق حسن التصنيف؛ وكان كريما جودا، ربما سئل فيهب ثيابه وفرش بيته‏.‏

قال الذهبي‏:‏ مات سنة 395 وهو أصح ما قيل في وفاته‏.‏
ومن شعره‏:‏
مرت بنا هيفاء مجدولة * تركية تنمي لتركي
ترنو بطرف فاتر فاتن * أضعف من حجة نحوي
تعليمية إسحاق بن إبراهيم الفارابي
أبو إبراهيم، صاحب ديوان الأدب في اللغة، خال أبي نصر الجوهري، ترامى به الاغتراب إلى أرض اليمن، وسكن زبيد، وبها صنف كتاب المجمل، ومات قبل أن يروى عنه قريبا من سنة 350، وقيل‏:‏ في حدود السبعين‏.‏
وقال ياقوت‏:‏ رأيت نسخة من هذا الكتاب بخط الجوهري، وقد ذكر فيها‏:‏ أنه قرأه إلى إبراهيم بقاراب‏.‏
وله رحمه الله تعالى أيضا‏:‏ شرح أدب الكتاب وبيان الأعراب‏.‏
تعليمية أحمد بن أبان بن سيد اللغوي الأندلسي
صاحب المعلم في اللغة، أخذ عن أبي علي القالي وغيره، وكان عالما إماما في اللغة والعربية، حاذقا أديبا سريع الكتابة‏.‏
روى عنه الأفليطي، صنف المعلم مائة مجلد، مرتبا على الأجناس، بدأ فيه بالفلك وختم بالذرة، وشرح كتاب الأخفش وغير ذلك‏.‏
مات سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة‏.‏ ‏(‏3/ 7‏)‏
تعليمية محمد بن أحمد بن الأزهر
طلحة بن نوح الهروي اللغوي الشافعي، أبو منصور الأزهري، ولد سنة 282‏.‏
وأخذ عن ربيع بن سليمان، ونفطويه، وابن السراج، وأدرك ابن دريد، ولم يرو عنه، وورد بغداد، وأسرته القرامطة، فبقي فيهم دهرا طويلا، وكان رأسا في اللغة واشتهر بها‏.‏
أخذ عنه الهروي صاحب الغريبين، وكان قد رحل وطاف في أرض العرب في طلب اللغة، وكان جامعا لشتات اللغة، مطلعا على أسرارها ودقائقها، وصنف في اللغة كتاب التهذيب، وهو من الكتب المختارة يكون أكثر من عشر مجلدات، وله تصنيف في غريب الألفاظ التي استعملها الفقهاء في مجلد واحد، وهو عمدة الفقهاء في تفسير ما يشكل عليهم من اللغة المتعلقة بالفقه، وكان عارفا بالحديث، عالي الإسناد، ثخين الورع‏.‏
ولد في سنة 282، ومات في ربيع الآخر سنة 370، وقيل سنة 371 بمدينة هراة، وله أيضا تفسير ألفاظ مختصر المزني، والتقريب في التفسير وغير ذلك؛ ورأى ببغداد أبا إسحاق الزجاج، وأبا بكر بن الأنباري، ولم ينقل أنه رحمه الله تعالى أخذ عنهما شيئا‏.‏
تعليمية علي بن إسماعيل بن سيِّده
اللغوي النحوي المرسي الأندلسي، أبو الحسن الضرير، صاحب المحكم في اللغة، وله كتاب المخصص في اللغة أيضا، قيل‏:‏ اسم أبيه‏:‏ محمد، وقيل‏:‏ إسماعيل، وكان أبوه ضريرا أيضا، قيّما بعلم اللغة؛ اشتغل ولده، كان حافظا، لم يكن في زمانه أعلم منه بالنحو واللغة والأشعار وأيام العرب وما يتعلق بها، متوفرا على علوم الحكمة‏.‏
روى عن أبيه وأبي العلاء صاعد بن الحسن البغدادي، وله شرح إصلاح المنطق، و شرح الحماسة، وشرح كتاب الأخفش‏.‏
مات سنة 358، عن نحو ستين سنة ‏(‏3/ 8‏)‏ أو نحوها، وكان له في الشعر حظ وتصرف‏.‏
تعليمية إسماعيل بن حماد الإمام أبو نصر الفارابي الجوهري
صاحب الصحاح‏.‏
قال ياقوت‏:‏ كان من أعاجيب الزمان ذكاء وفطنة وعلما، أصله من فاراب الترك، وكان إماما في اللغة والأدب، وخطه يضرب به المثل، وكان يؤثر السفر على الحضر، ويطوف الآفاق لأجل العلم، صنف كتابا في العروض، ومقدمة في النحو، قبل تغير عقله في آخر عمره، فعمل لنفسه جناحين، فصعد مكانا عليا، فأراد أن يطير فوقع ميتا، وبقي الصحاح في المسودة فبيّضه تلميذه إبراهيم بن صلاح الوراق، فغلط فيه في مواضع‏.‏
قال ياقوت‏:‏ وقد رأيت كتاب الصحاح بخطه عند الملك الأعظم، وقد كتبه في سنة 392‏.‏
قال ابن فضل الله في المسالك‏:‏ مات سنة 396‏.‏
تعليمية عبد الله بن بري
ابن عبد الجبار، أبو محمد المقدسي المصري النحوي اللغوي، علق نكتا مفيدة على صحاح الجوهري، وشاع ذكره واشتهر، ولم يكن في الديار المصرية مثله، كان قيما في النحو واللغة والشواهد‏.‏
صنف اللباب للرد على ابن الخشاب، في رده على درة الغواص للحريري‏.‏
قال الصفدي‏:‏ لم يكمل هو حواشي الصحاح، وإنما وصل إلى وقس، وهو ربع الكتاب، فأكملها الشيخ عبد الله بن محمد البطي‏.‏
مات ابن بري سنة 582، وللصحاح تكملة وحواش للصغاني رحمه الله تعالى، وجمع بينها وبين الصحاح مجمع البحرين‏.‏
تعليمية محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم الشيرازي الفيروزآبادي
صاحب المعلم العجاب الجامع بين المحكم والعباب، والقاموس المحيط، والقاموس الوسيط، الجامع لما ذهب من لغة العرب شماطيط، والعباب، وقد بلغ تمامه ستين مجلدة، والقاموس معظم البحر‏.‏ ‏(‏3/ 9‏)‏
والقابوس الرجل الجميل الحسن الوجه، الحسن اللون، يقال‏:‏ رجل وسيط فيهم أي‏:‏ أوسطهم نسبا، وأرفعهم محلا، ويقال‏:‏ قوم شماطيط أي‏:‏ متفرقة، و جاءت الخيل شماطيط أي‏:‏ أرسالا‏.‏
وهو العلامة مجد الدين أبو الطاهر، إمام عصره في اللغة‏.‏
قال الحافظ ابن حجر‏:‏ كان يُرفع نسبه إلى الشيخ أبي إسحاق الشيرازي صاحب التنبيه، ثم ارتقى وادعى بعد أن ولي قضاء اليمن أنه من ذرية أبي بكر الصديق، وكتب بخطه الصديقي، ولد سنة 729 بكازرون، وتفقه ببلاده وسمع بها، من محمد بن يوسف الزرندي المدني، ونظر في اللغة إلى أن مهر وفاق، واشتهر اسمه وهو شاب في الآفاق، وطلب الحديث، وسمع من الشيوخ منهم‏:‏ الحافظ الإمام الواحد المتكلم الحجة ابن القيم، تلميذ شيخ الإسلام أحمد بن تيمية الحراني رحمهم الله تعالى؛ وسمع بالشام من الشيخ تقي الدين أبي الحسن السبكي الكبير، وولده أبي النصر تاج الدين السبكي الصغير، وابن نباتة، وابن جماعة وغيرهم؛ وجال في البلاد الشمالية والشرقية، ولقي جماعة من الفضلاء، وأخذ عنهم وأخذوا عنه، وظهرت فضائله، وكتب الناس تصانيفه، ودخل الهند ثم زبيد، فتلقاه ملكها الأشرف إسماعيل بالقبول، وقرره في قضائها، وبالغ في إكرامه، ولم يدخل بلدة إلا وكرمه متوليها؛ وكان معظما عند الملوك، أعطاه تيمورلنك خمسة آلاف دينار؛ ودخل الروم فأكرمه ملكها ابن عثمان، وحصل له مال جزيل، ومع ذلك فإنه كان قليل المال لسعة نفقاته، وكان يدفعه إلى من يمحقه بالإسراف، ولا يسافر إلا وصحبته عدة أجمال من الكتب، يخرج أكثرها في منزل ينظر إليه، ويعيده إذا رحل، وكان إذا أملق باعها‏!‏ وكان سريع الحفظ‏.‏
يحكى عنه أنه كان يقول‏:‏ ما كنت أنام حتى أحفظ مائتي سطر، ومصنفاته كثيرة، وقد عُدَّ منها بضع وأربعون مصنفا من اللغة والتفسير والحديث‏.‏
توفي بزبيد سنة ست أو سبع عشرة وثمانمائة، وهو متمتع بحواسه، ودفن بتربة الشيخ ‏(‏3/ 10‏)‏ إسماعيل الجبرتي‏.‏
قلت‏:‏ ومن مؤلفاته‏:‏ كتاب سفر السعادة، وهو بالعربية وبالفارسية، وما أجمعه وأصحه، وأوعاه لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، وما أليقه للعمل لمريد السنة‏!‏
تعليمية محمد بن مكرم بن علي
– وقيل‏:‏ رضوان – بن أحمد بن أبي القاسم بن حنفية بن منظور
الأنصاري الأفريقي المصري، جمال الدين أبو الفضل، صاحب كتاب لسان العرب في اللغة، الذي جمع فيه بين التهذيب، والمحكم، والصحاح وحواشيه، والجمهرة، والنهاية‏.‏
ولد في محرم سنة 63، وسمع من أبي المعز وغيره، وجمع وعمر وحدث، واختصر كثيرا من كتب الأدب المطولة كالأغاني، والعقد، والذخيرة، ومفردات ابن البيطان‏.‏
يقال‏:‏ أن مختصراته خمسمائة مجلد، وخدم في ديوان الإنشاء مدة عمره، وولي قضاء طرابلس، وكان صدرا رئيسا فاضلا في الأدب، مليح الإنشاء‏.‏
روى عنه السبكي والذهبي، تفرد بالعوالي، وكان عارفا بالنحو واللغة والتاريخ والكتابة، واختصر تاريخ دمشق في نحو ربعه، وعنده تشيع بلا رفض‏.‏
مات في شعبان سنة إحدى عشر وسبعمائة‏.‏
تعليمية أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم الميداني
النيسابوري، أبو الفضل الأديب النحوي اللغوي، صاحب كتاب السامي في الأسامي‏.‏
قال ياقوت‏:‏ قرأ على الواحدي صاحب التفسير وغيره، وأتقن اللغة والعربية، و صنف كتاب الأمثال، ولم يعلم مثله في بابه، والأنموذج في النحو والمصادر، ونزهة الطرف في علم الصرف، وكان قد سمع الحديث ورواه، وكان ينشد كثيرا وأظنهما له‏:‏
تنفس صبح الشيب في ليل عارضي ** فقلت‏:‏ عساه يكتفي بعذاري
فلما فشا عاتبته فأجابني ** ألا هل ترى صبحا بغير نهار
وقرأ عليه ابنه‏.‏
مات في رمضان سنة 518‏.‏ والميداني‏:‏ نسبة إلى ميدان زياد ‏(‏3/ 11‏)‏ بن عبد الرحمن، وهي محلة بنيسابور؛ قلت‏:‏ وقد طبع كتابه الأمثال بمصر القاهرة لهذا العهد، وابنه أبو سعد سعيد بن أحمد كان أيضا فاضلا دينا، وله كتاب الأسماء في الأسماء، وتوفي رحمه الله سنة تسع وثلاثين وخمسمائة‏.‏
تعليمية ناصر بن عبد السيد بن علي بن المطرزي الحنفي
أبو الفتح النحوي الأديب، من أهل خوارزم، قرأ على الزمخشري والموفق، وبرع في النحو واللغة والشعر وأنواع الأدب والفقه على مذهب الحنفية، ويقال‏:‏ أنه كان خليفة الزمخشري، وكان معتزليا، تام المعرفة بفنه، رأسا في الاعتزال داعيا إليه، ينتحل مذهب الإمام أبي حنيفة في الفروع، فصيحا فاضلا في الفقه، صنف شرح المقامات للحريري، وهو على وجازته مفيد محصل للمقصود، وله كتاب المغرب، تكلم فيه على الألفاظ التي يستعملها الفقهاء من الغريب، وهو للحنفية بمثابة كتاب الأزهري للشافعية، وما قصّر فيه فإنه أتى جامعا للمقاصد، وله مختصر الإقناع في اللغة، والمصباح في النحو، ومختصر الإصلاح لابن السكيت وغير ذلك، وانتفع الناس بكتبه؛ ودخل بغداد حاجا سنة 601، وكان سائرَ الذكر، مشهورَ السمعة، بعيد الصيت، له شعر كثير يستعمل فيه التجانس‏.‏
والمطرزي‏:‏ نسبة إلى من يطرز الثياب ويرقمها، ولا أعلم هل كان يتعاطى ذلك بنفسه، أم كان في آبائه من يتعاطى ذلك فنسب إليه‏؟‏ قاله ابن خلكان‏.‏
ولد في رجب سنة 38 هـ، ومات بخوارزم في يوم الثلاثاء حادي عشر جمادى الأولى سنة 610، ورُثي بأكثر من ثلاثمائة قصيدة‏.‏
تعليمية عمر بن محمد بن أحمد
ابن إسماعيل، أبو حفص نجم الدين، الإمام الزاهد، قال السمعاني‏:‏ كان إماما فاضلا مبرزا متقنا لغويا‏.‏
سمع أبا مجد محمد التنوخي، وأبا الحسين محمد البزدوي وغيرهما‏.‏
وصنف في كل نوع من العلم في التفسير والحديث واللغة والشروط، صنف قريبا من مائة مصنف ‏(‏3/ 12‏)‏‏.‏
ولد بنسف في شهور سنة اثنتين وستين وأربعمائة، وتوفي سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة، وفي هذه السنة توفي أيضا الزمخشري صاحب الكشاف‏.‏
مبارك بن محمد بن محمد، مجد الدين أبو السعادات الجزري الإرملي، المشهور بابن الأثير‏.‏
أشهر العلماء ذكرا، وأكبر النبلاء قدرا، أحد الأفاضل المشار إليهم، وفرد الأماثل المعتمد في الأمور عليهم، كان نائب المملكة، ولد سنة 544 هـ بالجزيرة، وانتقل إلى الموصل، وأخذ النحو عن ابن دهان، ويحيى بن سعدون القرطبي، وسمع الحديث متأخرا، وتنقل في الولايات، وكتب في الإنشاء‏.‏
وله النهاية في غريب الحديث، وجامع الأصول في أحاديث الرسول، والبديع في النحو، وكتاب الإنصاف في الجمع بين الكشف والكشاف في التفسير، وكتاب المصطفى والمختار في الأدعية والأذكار، وكتاب في صفة الكتابة، صنف هذه الكتب وكان عنده جماعة يعينونه عليها في الاختيار والكتابة، وله شعر يسير‏.‏
مات سنة 606 رحمه الله تعالى‏.‏
أبو الفيض محمد مرتضى بن محمد الحسيني، صاحب تاج العروس شرح القاموس
السيد الواسطي البلجرامي، نزيل مصر، شريف النجار، عظيم المقدار، كريم الشمائل، غزير الفواضل والفضائل‏.‏
أخذ العلوم النقلية والعقلية في مدينة زبيد، على جماعة أعلام منهم‏:‏ السيد العلامة أحمد بن محمد مقبول الأهدل، ومَن في طبقته‏:‏ كالشيخ عبد الخالق ابن أبي بكر المزجاجي، والشيخ محمد بن علاء الدين المزجاجي‏.‏
قال في النفس اليماني والروح الريحاني‏:‏ وأخذ عمن أُخذ عنهم‏:‏ كشيخنا الوالد رحمه الله، ثم توجه إلى ‏(‏3/ 13‏)‏ إقليم مصر، واستكمل فيها العلوم النقلية والعقلية، وبرع في جميع العلوم سيما علمي الحديث واللغة، وأدرك شيوخنا من أهل الأسانيد العالية، وألف التآليف النافعة الواسعة، واستجاز لي منه شيخنا الوالد وأجاز، وكذلك استجاز لي منه السيد العلامة عبد الله السعدي مقبول الأهدل، وأجاز واستجاز منه لنفسه ولأولاد شيخنا الوالد القاضي العلامة محمد بن إسماعيل الربعي‏.‏
وأجاز وكتب هذه الإجازة‏:‏
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي أجاز على العمل الصحيح المقبول أحسن إجازة، ووعد بوجادة ذلك يوم مناولة الكتاب باليمين وعدا لا يخلف سبحانه إنجازه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة يسندها عن القلب اللسان، ويرفع إسنادها على متن مسندها راية روايتها التي هي علم الإيمان، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المرفوع قدره على كل نبي مرسل، المطهر نسبه الزكي المسلسل، وعلى آله وصحبه الذين قامت لهم بمتابعته شواهد التفضيل، وأضحى مدرجا في إجمال ما شهد به كل تفصيل‏.‏
وبعد، فلما أشرق سبحانه على من أسعده شمس العناية، وجلى قلبه بنور التوفيق بكمال الرعاية، ووالى عليه طول إمداده عند بزوغ هلاله، ولم يزل يعرج في منازل العز إلى أن بلغ أوج كماله، كان من أصدق ما صدقت عليه هذه العبارة، وأحرى مَن تنصرف إليه هذه الإشارة، السالك بمقتضى التوفيق، أبهج المسالك النبوية، الراقي بهمته ذرى التحقيق، فظفر منه بالغاية المقبولة المرضية، وتحلى بالفضائل ما أوضح شاهده الدليل، حيث صرف أوقاته النفيسة في التحصيل، وأرق فكره في التفريع والتأصيل، إلى أن اكتال من المعارف بالصاع الأوفى، وروي من منهلها الأعذب الأصفى، وتفيأ بظلال رياض العلوم بالمدد، وروى حديث الفضل عالي السند، وجاء مجليا في حلبة الفواضل، محرزا قصب السبق بأطراف الأنامل، ألا وهو النجيب الكامل، صفي الإسلام أبو الإمداد محمد، نجل شيخنا الإمام العلامة قاضي القضاة عماد الإسلام إسماعيل ابن ‏(‏3/ 14‏)‏ الشهاب أحمد بن المرحوم إبراهيم بن عمر بن عبد القادر الربعي الأشعري، وهو زاكي الحسب، عريق في النسب، إذ أُمُّ جده إبراهيم هي‏:‏ آمنة ابنة الفقيه العلامة محمد بن إبراهيم بن إسماعيل العلوي، وقد تولى القضاء من أسلافهم جماعة في مور والمهجم، وبعضهم عند البدر الأهدل مترجم، نفعنا الله ببركات السلف الصالح، وأعز جناب هذا الخلف الفالح، وأدام النفع به، ووصل أسباب الخيرات بسببه، آمين‏.‏
وقد دعاه حسن الظن بي أن كتب إلي كتابا يستدعي فيه الإجازة مني، حرصا على الانتظام في سلك من تحلى بما خُصّت به هذه الأمة من الإسناد، والتمسك بسلسلته الموصلة لأشرف الرسل إلى العباد، ولقد ذكرني – حفظه الله – بشيء كاد أن يكون نسيا منسيا، ورَعْيا له فقد شوقني لما كان أمرا ظاهرا فعاد خفيا، فقد كان فيما عبر من الزمان، يرحل إلى الإسناد العالي إلى شاسع البلدان، وتطلب الإجازة من بعيد تلك الديار، وأطراف تلك الأقطار، أما الآن فقد زال ذلك الانضباط، وطوي ذلك البساط، وتقاعدت الهمم عن طلبه، وركّت عن السعي في تحصيل رتبه، وذهب المسدون الخلة، ومن كانت تزدهي بوجودهم الملة، كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفاء أنيس، ولم يسمر بمكة سامر، ولكن بقي من آثارهم بقايا، في زوايا الزمان ممن تحمل عنهم خبايا، والعبد بحمد الله ممن تردد إلى مشائخ علم الحديث والإسناد قديما، وصبغ بالتحمل عنهم في ساحته أديما، وقد قرت عيني به الآن، وابتهج خاطري بوجود طالب هذا الشان، فلله الحمد على ذلك، والشكر له على سلوك ‏(‏3/ 15‏)‏ هذه المسالك، فإنه الموفق لما هنالك، المعطي المانع الملك المالك، وقد أجبت لسيدنا المشار إليه إلى مطلوبه، وسعفته بتحصيل مرغوبه، وأجزته أن يروي عني جميع ما تجوز لي وعني روايته من مقروء، ومسموع، ومجاز، ومناولة، ووجادة، وكتابة، ووصية، ومراسلة، وفروع، وأصول، ومعقول، ومنقول، ومنثور، منظوم، وتأليف، وتخريج، وكلام، وتصوف، ولغة، ونحو، وتصريف، ومعاني، وبيان، وبديع، وتاريخ، ودواوين، وما ألفته، وخرجته، ونظمته، ونثرته بشرطه الذي عليه عند أرباب هذا الشأن يعتمد، وقرنت ذلك الاقتصار من الطرق التي رويت بها أعلى السند، وكذلك أجزت بكل ما ذكر أولاد شيخنا الإمام العلامة نفيس الإسلام سليمان بن يحيى بن عمر – حفظه الله -، وحاطهم بحسن رعايته، ولطيف كلاءته، ذكورا وإناثا، وأنا أسأل من فضله أن لا ينساني من خالص دعواته، في خلواته وجلواته، وأتوسل إلى الله تعالى بخاتم أنبيائه عليه أفضل الصلاة والسلام، أن يرزقني وإياهم وجميع المسلمين حسن الختام، آمين‏.‏
فأقول‏:‏ أخبرني ما بين قراءة، وسماع، وإجازة خاصة وعامة، مشائخنا الأئمة الأعلام‏:‏ السيد نجم الدين أبو حفص عمر بن أحمد بن عقيل الحسيني؛ والشهابان‏:‏ أحمد بن عبد الفتاح بن يوسف بن عمر المجري الملوي، وأحمد بن حسن بن عبد الكريم بن محمد بن يوسف الخالدي؛ وعبد الله بن محمد الشبراوي؛ والسيد عبد الحي بن الحسن بن زين العابدين البهنسي؛ خمستهم عن‏:‏ مسند الحجاز عطاء بن سالم البصري؛ والشهاب أحمد بن محمد النخلي؛ وشيخنا‏:‏ النجم أبو المكارم محمد بن سالم بن أحمد الحنفي، عن المسند عبد العزيز بن إبراهيم الزيادي؛ وشيخنا المتفنن‏:‏ أحمد بن عبد المنعم بن صيام الدمنهوري، عن الشمس محمد بن منصور الأطفيحي؛ وشيخنا‏:‏ أبو المعالي الحسن بن علي المدابغي، عن عبد الجواد بن القاسم المحلي؛ وشيخنا المعمر‏:‏ السيد محمد بن محمد التليدي ‏(‏3/ 16‏)‏ عن أبي عبد الله محمد بن عبد الباقي الزرقاني؛ وشيخنا‏:‏ الشهاب أحمد بن شعبان بن غرام الرعيلي، الشهير بالسابق، قال‏:‏ هو وهو أعلى بدرجة؛ والزرقاني؛ والمحلي؛ والأطفيحي؛ والزيادي؛ والنخلي؛ والبصري‏.‏
أخبرنا الحافظ شمس الدين محمد بن علاء الدين البابلي، وزاد الزرقاني والأطفيحي والزيادي، فقالوا‏:‏ وأبو الضياء علي بن علي الشَبْرَامَلَّسي‏.‏
وأخبرنا شيخنا عبد الله بن محمد بن أحمد العشماوي، عن أبي العز محمد العجمي، عن أبيه محدث القاهرة الشهاب أحمد بن محمد العجمي قال‏:‏ هو والبابلي، أخبرنا المسند نور الدين علي بن يحيى الزيادي، عن كل من السندين‏:‏ يوسف بن زكريا، ويوسف بن عبد الله الأرميوني، كلاهما، عن الحافظ شمس الدين أبي الخير محمد بن عبد الرحمن السخاوي، وبرواية البابلي والشبراملسي، عن الشهاب أحمد بن خليل السبكي، وبرواية البابلي خاصة، عن خاله سليمان ابن عبد الدائم البابلي، وأبي النجا سالم بن محمد السنهوري، وعبد الرؤوف بن تاج العارفين المناوي، والشهاب أحمد بن محمد بن يونس الحنفي، والمعمر محمد بن محمد بن عبد الله القلقشندي الواعظ، خمستهم‏:‏ عن نجم السنة محمد بن أحمد بن علي الغيطي، عن شيخ الإسلام زكريا بن محمد الأنصاري، وبرواية السنهوري، عن الشهاب أحمد بن محمد بن علي بن حجر المكي، عن شيخ الإسلام، وعن عبد الحق بن محمد السنباطي، وبرواية الواعظ أيضا، عن أحمد بن محمد السبكي، عن الجمال إبراهيم بن أحمد ابن إسماعيل القلقشندي، وبرواية شيخ مشائخنا البصري، عن علي بن عبد القادر الطبري، عن عبد الواحد بن إبراهيم الخطيب، عن الشمس محمد بن إبراهيم العمري، هو والجمال القلقشندي والسنباطي وشيخ الإسلام والسخاوي، عن حافظ الأمة شهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي بن محمد العسقلاني، الشهير بابن حجر – قدس الله سره – بأسانيده المتفرعة إلى أئمة الكتب الستة وغيرهم، مما أوردها في كتاب المعجم ‏(‏3/ 17‏)‏ المفهرس، وهو في جزء حافل، وبرواية عبد الواحد الخطيب أيضا، عن الجلال عبد الرحيم بن عبد الرحمن العباسي، هو والأرميوني وأبو زكريا أيضا، عن الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي بأسانيده المذكورة في معجمه‏.‏
ومن مشائخي‏:‏ الإمامان الفقيهان‏:‏ محمد بن عيسى ابن يوسف الدنجاوي، ومصطفى بن عبد السلام المنزلي، أخذت عنهما بثغر دمياط، وهما يرويان عن الإمام أبي حامد بن محمد البديري، عن الشيخ إبراهيم الكوراني، وقريش بنت عبد القادر الطبري، ومحمد بن عمر الشوبري، ومحمد بن داود العناني، والمقري‏:‏ محمد بن قاسم البقري، وأحمد بن عبد اللطيف البشيشي بأسانيدهم‏.‏
ومن مشائخي‏:‏ سالم بن أحمد النفراوي، وسليمان ابن مصطفى المنصوري، وأبو السعود محمد بن علي الحسني، وعبد الله بن عبد الرزاق الحريري، ومحمد بن الطيب الفاسي، ومحمد بن عبد الله بن أيوب التلمساني، الشهير بالمنور، وعلي بن العربي السقاط، وعمر بن يحيى الطحلاوي وغيرهم‏.‏
وممن كتب بالإجازة إلي جماعة أجلهم‏:‏ الشهاب أحمد بن علي الميني الحنفي من دمشق، وعلي بن محمد السلمي من صالحيتها؛ وأبو المواهب محمد صالح بن رجب القادري، ومحمد بن إبراهيم الطرابلسي النقيب، ومحمد بن طه العقاد، وأحمد بن محمد الحلوي، أربعتهم من حلب؛ والمسند أبو عبد الله محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي من نابلس، وأحمد بن عبد الله السنوسي، ومحمد بن علي بن خليفة الفريابي، كلاهما من تونس‏.‏
و لي غيرهم من الشيوخ ذي الرسوخ، الموصوفين بالصلاح، المنتظمين في سلك ذوي الفلاح، تغمدهم الله بعفوه، وزادهم من سلسبيل الجنة بصفوه، وأسانيدهم مشهورة، وفي صحف السماعات مسطورة، أوزعنا الله وإياهم شكر نعمته، وجمع بيننا وبينهم في مستقر رحمته، على بساط أنسه، وحضرة قدسه‏.‏ ‏(‏3/ 18‏)‏
ومما نسب إليه من التأليف والتخريج‏:‏ فشرح القاموس، المسمى بتاج العروس، في عشرة أسفار كبار، أتممته في أربع عشرة سنة‏.‏
وشرح إحياء علوم الدين، أعانني الله على إكماله، وقد وصلت فيه إلى كتاب الصلاة‏.‏
وتكملة القاموس، مما فاته من اللغة، لم يكمل‏.‏
وشرح حديث أم زرع، أحد عشر مجلسا‏.‏
ورفع الكلل عن العلل‏.‏
وتخريج حديث‏:‏ شيبتني هود‏.‏
وتخريج حديث‏:‏ نعم الإدام الخل‏.‏
والمواهب الجلية فيما يتعلق بحديث الأولية‏.‏
والمرقاة العملية في شرح الحديث المسلسل بالأولية‏.‏
والعروس المجلية في طرق حديث الأولية‏.‏
وشرح الحزب الكبير للشاذلي، المسمى‏:‏ بتنبيه المعارف البصير، على أسرار الحزب الكبير، وإنالة المنى في سر الكنى‏.‏
والقول المبتوت في تحقيق لفظ التابوت‏.‏
وحسن المحاضرة في آداب البحث والمناظرة‏.‏
ورسالة في أصول الحديث‏.‏
ورسالة في أصول المعمى‏.‏
وكشف الغطا عن الصلاة الوسطى‏.‏
والاحتفال بصوم الست من شوال‏.‏
وإيضاح المدارك عن نسب العواتك‏.‏
وإقرار العين بذكر من نسب إلى الحسن والحسين، والابتهاج بذكر أمر الحاج‏.‏ ‏(‏3/ 19‏)‏
والفيوضات العلية بما في سورة الرحمن من أسرار الصيغة الإلهية‏.‏
والتعريف بضروري علم التصريف‏.‏
والعقد الثمين في طرق الإلباس والتلقين‏.‏
وإتحاف الأصفياء بسلاسل الأولياء‏.‏
وإتحاف بني الزمن في حكم قهوة اليمن‏.‏
وإتحاف الإخوان في حكم الدخان‏.‏
والمقاعد العندية في المشاهد النقشبندية، مائة وخمسون بيتا‏.‏
والدرة المضيئة في الوصية المرضية، مائتان وعشرون بيتا‏.‏
وإرشاد الإخوان إلى الأخلاق الحسان، مائة وعشرون بيتا‏.‏
وألفية السند، في ألف وخمسمائة بيت، وشرحها في عشرة كراريس‏.‏
وشرح صيغة ابن مشيش‏.‏
وشرح صيغة السيد البدوي‏.‏
وشرح ثلاث صيغ لأبي الحسن البكري‏.‏
وشرح سبع صيغ، المسمى‏:‏ بدلائل القرب، للسيد مصطفى البري‏.‏
والأزهار المتناثرة في الأحاديث المتواترة‏.‏
وتحفة العيد، في كراس‏.‏
وتفسير سورة يونس على لسان القوم‏.‏
ولقطة العجلان في ليس في الإمكان أبدع مما كان‏.‏
والقول الصحيح في مراتب التعديل والتجريح‏.‏
والتحبير في الحديث المسلسل بالتكبير‏.‏
والأمالي الحنفية، في مجلد‏.‏
والأمالي الشيخونية، في مجلدين‏.‏
وقد بلغت أربعمائة مجلس، إلى وقت تاريخ الكتابة، إلى غير ذلك من رسائل منظومة ومنثورة، مما لست أحصي أسماءها الآن‏.‏ ‏(‏3/ 20‏)‏
وقد أجزت السيد المشار إليه ومن ذكر معه بكل ما ذكر إجمالا وتفصيلا إجازة عامة وخاصة، قاله بفمه، ورقمه بقلمه‏:‏ الفقير لمولاه، الشاكر لما أولاه، أبو الفيض محمد مرتضى بن محمد الحسيني، نزيل مصر، وخادم علم الحديث بها، غفر الله زلَلَه، وأصلح خلله، وتقبل عمله، وبلغه أمله، في مجلس واحد من ليلة خروج المحمل الشريف، وهي ليلة الاثنين تاسع شهر شوال سنة 1195، أحسن الله تمامها، وأسعد عامها، والحمد الله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم، وحسبنا الله ونعم الوكيل‏.‏
ووصل من السيد المذكور إلى شيخنا الوالد هذا الكتاب المشتمل على شرح بعض أحواله، ومن أدركه من أهل الأسانيد العالية وصورته‏.‏
بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم، أستخدم نسائم الكمائم في إبلاغ تحياتي إلى جناب ذي الفضائل، من مناهل المعارف من ندى مسائله‏.‏
وأستودع لمعان البوارق أمام الغوادي تسليماتي على حمّال أهل الفواضل، الناهض بأعباء علوم الشريعة على كاهله‏.‏
من قد كَوْكَبَ فضله وأشرق‏.‏
وماس غصن شمائله فأورق‏.‏
وتساوى في الثناء عليه يومه والأمس‏.‏
وأضاءت به أفلاك المكارم – ولا بدع – فإنه الشمس‏.‏
مستوطن سنام المجد الباذخ‏.‏
مقتعد صهوة الشرف الشامخ‏.‏
مشكاة العلوم إذا أظلمت سيل الجهالة‏.‏
ضياء العلوم إذا دارت على بدرها المنير هالة‏.‏
السيد الشريف، الجهيد العلامة العفيف، شيخنا وأستاذنا‏:‏ السيد سليمان بن يحيى‏.‏ ‏(‏3/ 21‏)‏
لازالت ربوع المكارم بحسن أنظاره تحيى‏.‏ آمين‏.‏
أما بعد، فقد وصل كتابكم أولا وثانيا، وكانا مع الفرح توأمين، وقرأناهما فقرت بمضمونها العين وزال الغين، وماذا أصف‏؟‏ وحسبي أن أقف، فالطوامير، بالنسبة إلى شكره قصاصات عصفت بها الرياح، والمناشير، ولو كانت طلاع ما بين الثرى والأثير، نبذت في جوانب فيافي البطاح، وأشواقي إلى مشاهدة تلك الربوع الأنيسة، ومشاهدة جماله الباهي فيها، مع الاستئناس بحضرة الأحباب الكرام، في تلك المشاهد الزكية المأهولة، لا قدرة على إبراز مجملها، فضلا عن مفصلها، كيف وقد ترادفت جيوشها، وتلاطمت أمواجها، ولمعت بوارقها، ولكني أسأل الواهب المنان، كثير الجود والإحسان، أن يقدر لي الوصول إلى تلك الديار، لأجدد عهدي و أنسي بأولئك السادة الأبرار، فإن هذا القدر الذي وصلت إليه، إنما هو من بركات ملاحظاتهم، وأسرار مشاهداتهم‏.‏
وقد اتفق أني حررت الجواب الذي ورد علينا سابقا مع الكتاب المرسل إلى حضرة شيخنا المرحوم قطب المكارم السيد الوجيه العيدروس، وأرسلناهما وفيه بيان بعض الأخبار، وإفشاء نبذ من الأسرار، ثم أُخبرت فيما بعد أن جواب مكتوبي لم يصل إلى حضرتكم، قال ذلك بعض طلبة العلم‏:‏ الشيخ علي العديني، فقلت‏:‏ لعله خير، وإنما يمنعني من إرسال المكاتيب كثرة أشغالي، وتضاعيف الهموم والأحزان بالقلب البالي، والتي لا يخلو الإنسان منها ولو كان في أجل النعم، ثم الذي أخبركم مما منَّ الله تعالى به علي‏:‏ أني حين وصولي إلى مصر، افترصت المدة، وانتهزت القعدة، فأكببت على تحصيل العلوم، وتكميل منطوقها والمفهوم، وتشرفت بالسماع والصحيح على مسنديها الموجودين‏.‏
فمن الطبقة الأولى – وهم الذين أدركوا البصري، والنخلي، والبنا، والبقري، والعجيمي، – جماعة وهم‏:‏ الشيخ أحمد بن عبد الفتاح بن يوسف المجري الملوي، ‏(‏3/ 22‏)‏ ورفيقه في الأخذ‏:‏ الشهاب أحمد ابن حسن بن عبد الكريم الخالدي الجوهري، وعبد الله بن محمد بن عامر الشبراوي، والشمس محمد بن أحمد بن حجازي العشماوي، والشهاب بن عبد المنعم صائم الدمنهوري، وسابق بن رمضان بن غرام الرعيلي، الشافعيون، والأخير‏:‏ أدرك الحافظ البابلي وأجازه، لأنه ولد سنة 1068، والبابلي وفاته سنة 1078، وتوفي شيخنا المذكور في سنة 1083، بعد وفاة شيخنا الشبراوي، فهذا الرجل أعلى من وجدته سندا بالديار المصرية، وكان له درس لطيف بالجامع الأزهر، يحضر عليه الإفراد، ولم يتنبه لعلوّ سنده إلا القليل، لاشتغالهم بأحوالهم‏.‏
ثم أدركت الطبقة الثانية، وهي مضاهية للأولى ومشاركة لهم، فمنهم‏:‏ الشيخ سليمان بن مصطفى المنصوري الحنفي، والشيخ حسن بن علي المدابغي الشافعي، والسيد محمد بن محمد التليدي الحسيني المالكي، وعمر بن علي بن يحيى الطحلاوي المالكي، والقطب عبد الوهاب بن عبد السلام المرزوقي العفيفي المالكي، وعبد الحي بن الحسن الحسني البهنسي المالكي، وعلي بن موسى الحسني المقدسي الحنفي، ومحمد بن سالم الحنفي‏.‏
ثم أدركت بعد هؤلاء طبقة أخرى مشاركة لهم، وهم كثيرون، ورحلت إلى بيت المقدس، فحطت بها جماعة مسندين، وفي الرملة، وثغريا، ودمياط، ورسد، والحلة، وسهنود، والمنصورة، وأبو صير، و دمنهور، وعدة من قرى مصر؛ سمعت بها الحديث، كما هو مذكور في المعجم الكبير الذي ذكرت فيه تفصيل ذلك‏.‏
ورحلت إلى أسيوط، وجرجان، وفرشوط، وسمعت في كل منها، وأجازني من مدينة حلب جماعة، ومن مدينة فاس، وتونس، وسولا، وتلمسان جماعة، وأدركت من شيوخ المغاربة جماعة مسندين بمصر وغيرها‏.‏
وممن كتب إليه أستجيز منه لي ولحضرتكم ولأخيكم السيد أبكر ومحبنا ‏(‏3/ 23‏)‏ العلامة عثمان الجبيلي، خاتمةُ المحدثين بمدينة نابلس من الشام‏:‏ الشمس محمد ابن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي، وذلك في سنة تسع وسبعين ومائة وألف، فوصلت منه الإجازة وفيها أساميكم مسطرة على التفصيل، في نحو كراس، أخذها مني الشيخ عبد القادر بن خليل المدني وصل إليكم من مدة ثلاث سنوات، وفي ظني الغالب أنه اجتمع بكم وأراكم هذه الإجازة، ثم إن المذكور ورد علينا من اليمن، وتوجه إلى نابلس وتوفي هناك، وبقيت الإجازة في جملة كتبه، فإن اطلعتم عليها وكتبتم منها نسخة فيها، وإن لم تطلعوا عليها فإن أسانيد الشيخ المشار إليه المجيز لكم محفوظة عندي، فإن سمحت نفسكم بالعمل بهذه الإجازة، وطلبتم شيوخه أرسلت لكم ذلك‏.‏
ومما منَّ الله تعالى علي‏:‏ أني كتبتُ على القاموس شرحا غريبا، في عشر مجلدات كوامل، جُملتها خمسمائة كراس، مكثت مشتغلا به أربعة عشر عاما وشهرين، واشتهر أمره جدا، حتى استكتبه ملك الروم نسخة، وسلطان دافور نسخة، وملك الغرب نسخة، ونسخة منها موجودة في وقف أمير اللوا محمد بيك بمصر، بذل في تحصيله ألف ريال، وإلى الآن الطلب من ملوك الأطراف غير متناه، واتفق أنه جاءني كتاب من السيد العلامة فخر السادة الملوك الأشراف مولانا السيد عبد القادر الكوكباني، صحبة فخر السادة الأشراف السيد علي الفتاوي، يطلب نسخة من الكتاب، فحصلت له الجزء الأخير منه، وهو مشتمل على شرح الواو والياء المسمى‏:‏ بالإعياء، إلى آخر الكتاب، وهذا العام قد توجه به السيد المذكور إلى بلاد اليمن، فإن سمح خاطركم بإرسال مكتوب إلى السيد عبد القادر المشار إليه بتحصيله بالاستكتاب فلا بأس، وإن قدر الله الإرسال إليكم بشيء من أوله فعلت، وسأفعل إن شاء الله تعالى‏.‏ ‏(‏3/ 24‏)‏
ثم أذن لي بالقاهرة في درس الحديث، فشرعت في إقراء صحيح البخاري في مسجد شيخون بالصليبية، مع إملاء حديث عقب الدرس على طريقة الحفاظ بسنده، والكلام عليه بمقتضى الصناعة الحديثة، فحررت تلك الأمالي إلى الآن، فبلغت نحو أربعمائة مجلس، في كل جمعة يومان فقط‏:‏ الاثنين والخميس، وقد جمع ذلك في مجلدات، ونقلها الناس، وأنا إلى الآن مستمر على هذه الطريقة؛ ودرس آخر في الشمائل للترمذي، في مقام القطب شمس الدين أبي محمود الحنفي – قدس الله سره -‏.‏
ولما وصلت إلى حديث أم زرع، أمليت عليه نحو سبعة كراريس وأكثر، في أربعة عشر مجلسا، ونقلته الطلبة واشتهر بينهم، وكتبت إجازة إلى غزة، ودمشق، وحلب، وعين ناب، وأذربيجان، وتونس، وحرار، ونادلا، وديار بكر، وسناد، ودارفور، ومدراس، وغيرها من البلدان، على يد جماعة من أهلها الذين وفدوا علي، وسمعوا مني، واستجازوا لمن هناك من أفاضل العلماء، فأرسلت إليهم مطلوبهم؛ وتلك الأسانيد غالبها ما استفدنا منكم ومن حضرة شيخنا‏:‏ المرحوم عبد الخالق بن أبي بكر المزجاجي، ولقد حصلت الأسانيد شهرة في الديار المصرية والشامية والرومية والمغربية وأطرافها، مما لا أحصي بيانه، والحمد لله الذي وفقني لإحياء مراسم أشياخي، وإنعاش ذكرهم على ممر الزمان؛ ولم أزل في مجالسي أحييها بذكركم، وأشوق الناس إلى زكي محاسنكم، وكتبت في هذه المدة عدة رسائل، ما بين مختصر ومطول‏.‏
فمن ذلك‏:‏
جزء في تخريج حديث‏:‏ شيبتني هود‏.‏
وجزء في تخريج حديث‏:‏ نعم الإدام الخل‏.‏
وجزء في تحقيق الصلاة الوسطى‏.‏
وجزء في تخريج هذا العلم من كل خلف عدوله‏.‏
والأربعين المنتقى من العلل، للدارقطني، والكلام معه بمقتضى الصناعة‏.‏ ‏(‏3/ 25‏)‏
ومعارف الأبرار فيما للكنى والألقاب من الأسرار‏.‏
وجزء في تخريج حديث‏:‏ اسمح يسمح لك‏.‏
والعقد المنظم في أمهات النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏
والعقد الثمين في رجال الخرقة والذكر والتلقين‏.‏
والفوائد الجليلة على مسلسلات ابن عقيلة، عشرة كراريس‏.‏
والمرقاة العلية في شرح المسلسل بالأولية، وضعتها على ترتيب‏:‏ منتهى الآمال في حديث إنما الأعمال، للحافظ السيوطي، وغير ذلك مما لم يحضرني حال تسطير الأحرف، وهي كثيرة‏.‏
ومن أعظم ذلك‏:‏ أني شرعت في شرح كتاب الإحياء للغزالي، وأمليته درسا، فأتممت شرح كتاب العلم وحده في نحو سبعين كراسا، والعام الماضي جاءني كتاب من عالم مكة وصالحها‏:‏ مولانا الشيخ إبراهيم الزمزمي يطلب ما تيسر منه، فنقل له من المسودة نحو عشرين كراسا، وأرسلت إليه هذا العام، ولكن بعد إرسال ذلك إليه حين التبييض زدت فيه من فوائده المغلقة به شيئا كثيرا، حتى إن الكتاب مغائر له؛ وقد عزمت في هذه السنة على إرسال ما بيضته وزدت عليه، ليكون الاعتماد على النسخة الأخيرة، فإذا أرسلتم إلى مكة من يستكتب لكم منه نسخة، فإنه قريب الحصول، ومع ذلك فإني نويت على إرسال شرح كتاب العلم منه إلى حضرتكم السعيدة، مع شيء من شرح القاموس، فإن ساعدت الأقدار بحصول أمنيتي فعلت ذلك، وسأفعله إن شاء الله تعالى؛ وهذا الشرح يا مولانا غريب الشكل والوصف، فإنه قد حضرت لي المواد المتعلقة به مالا أحصيها، لكثرة وغرابة، وهي مذكورة في أوله، ثم إنه شرح ممزوج متكفل لبيان رموزه ونسخه وإشاراته ومآخذه، ونرجو من علو همتكم أن لا تنسوا تلميذكم من صالح الأدعية، وبالتوفيق والرضا والتيسير للعمل الصالح، خصوصا إتمام هذا الشرح على الوتيرة المرضية؛ وساعة تاريخ الجواب كنت أشرح الرسالة القدسية، وهو ثاني كتاب بعد كتاب العلم، وقد بقي منه شيء قليل، وسنشرع في كتاب ‏(‏3/ 26‏)‏ أسرار الطهارة إن شاء الله تعالى، كل ذلك ببركة نفسكم الطاهر، ودعائكم الفاخر، فالبعد الظاهر لا عبرة به عند أرباب القلوب، والله علام الغيوب‏.‏
ونخبر شيخنا – أدام الله فضله علينا -‏:‏ أن في جواب الكتاب السابق الذي لم يصل إليكم، كنت أرسلت أستجيز منكم لي على سبيل التجديد، ثم الجماعة من خواص أحبابي الذي يترددون علي للتلقي، ولهم بنا صحبة ومحبة، واشتياقهم لحضرتكم شديد، وإنما منعهم من الوصول إليكم بعد الديار وكثرة الأخطار، وأرجو من فضلكم إرسال إجازة لي منكم، ولمن يسمى بعد في هذه المحلة، وإذا كتبتم الإجازة في كراريس، فليكتب عليها كذلك من بقي الآن بمدينة زبيد – حرسها الله – من المسندين المعمرين، كل ذلك بهمتكم، ويكون إرسالها على يد من يعتمد عليه من الثقات، لا زلتم أهلا لإنجاح الحاجات‏.‏
وهذه أسامي المجازين بعد كاتبه الفقير‏:‏
معيد دروسنا‏:‏ السيد الفاضل أبو الصلاح الحسين بن عبد الرحمن الحسيني الشيخوني‏.‏
وأبو العدل موسى بن داود بن سليمان الحنفي، خطيب المسجد الذي أنا أقرأ فيه‏.‏
والشيخ الصالح‏:‏ أبو البر أحمد بن يوسف الحسيني الشنواني‏.‏
وأبو الصلاح يوسف بن نور الدين الطحلاوي المالكي، خطيب جامع توضون‏.‏
ورضوان بن عبد الله الدفراوي مولى نعم، ولأولاده‏:‏ أبو البقاء، وعثمان، ومحمد، وأحمد، وسلمان، ونفيسة‏.‏
وأبو العرفان عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الحلواني الحنفي، ولوالده المذكور، وفتايَ‏:‏ بلال الحبشي، وزوجي‏:‏ زبيدة بنت المرحوم ذو العفار الدمياطي‏!‏ وفتياتي‏:‏ سعادة، ورحمة الحبشيتان، كل ذلك بتصريح أساميهم تفصيلا، مع ذكر ما ينبغي ذكره من اللطائف الإسنادية، والغرائب الحديثة، وذكر بعض الكتب من أسانيد والدكم المرحوم، ومشائخكم الذي أخذتم عنهم، والله ‏(‏3/ 27‏)‏ يجزيكم عنا كل خير، ويمد في حياتكم وعمركم، ويجعلكم ملجأ الوافدين‏.‏
ثم المسؤول إبلاغ شريف سلامي وتحياتي، إلى حضرة سلالة المشائخ الكرام‏:‏ العارف بالله سيدنا الوجيه عبد الرحمن المشرع، وقد كنت حررت له جوابا في طي جوابكم، ولم يتفق وصوله، وإلى حضرة أخيكم وصنوكم‏:‏ السيد أبي بكر، ومحبنا الفقيه العلامة عثمان الجبيلي، ثم إلى حضرة شيخنا العلامة عبد الله الجوهري، ثم إلى حضرة سيدنا الإمام العلامة القاضي إسماعيل الربعي، ثم إلى أولاد شيخنا المرحوم عبد الخالق بن أبي بكر، وإلى أولاد شيخنا المرحوم محمد بن علاء الدين، ثم كل من يسأل عنا ويحويه مجلسكم السعيد، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏ انتهى ما في ‏(‏النفس اليماني والروح الريحاني‏)‏‏.‏وأقول‏:‏ أن السيد أصله من السادة الواسطية، من قصبة بلكرام، وهي على خمس فراسخ من بلدتنا قنوج، ما وراء نهر كنك‏.‏
قال السيد العلامة مير غلام علي آزاد البلجرامي – قدس سره السامي – في مآثر الكرام تاريخ بلجرام، تحت ترجمة السيد قادري ما تعريبه‏:‏
ومن نيائره‏:‏ السيد محمد مرتضى بن السيد محمد بن السيد قادري، حصل الكتب العربية، ووفق في حداثة السن لمزيارة الحرمين الشريفين، في سنة أربع وستين ومائة وألف الهجرية، واكتسب علم الحديث الشريف في أماكن متبركة، وهو نزيل زبيد اليمن في هذه الأيام، يستند فن الحديث عند الشيخ عبد الخالق الزبيدي – بارك الله في عمره وأولاده – الترقيات الدينية‏.‏ انتهى‏.‏
قلت‏:‏ وقد أقام رحمه الله بزبيد، حتى قيل له‏:‏ الزبيدي، واشتهر بذلك، واختفى على كثير من الناس، كونه من الهند ومن بلجرامها، وقد ذكر في برنامجه الذي كتبه للسيد باسط علي بن السيد علي بن السيد محمد بن السيد قادري بمصر نحوا من ثلاثمائة شيخ له، الذين أخذ عنهم العلم، وسمّى منهم من علماء الهند ومشائخها‏:‏ الشيخ المحدث العلامة محمد فاخر بن محمد يحيى الإله آبادي، ‏(‏3/ 28‏)‏ المتخلص بالزائر؛ ومسند الوقت‏:‏ الشيخ ولي الله المحدث الدهلوي، صاحب كتاب حجة الله البالغة، قال‏:‏ وحضرت بمنزله في دهلي‏.‏
وقد أجاز له مشائخ المذاهب الأربعة، وعلماء البلاد الشاسعة، ولقي الشيخ أبا الحسن بن محمد صادق السندي المدني، صاحب الشروح على الصحاح الستة، والمولوي خير الدين السورتي بن محمد زاهد، وغيرهما‏.‏
ومؤلفاته المذكورة في البرنامج تزيد على مائة كتاب، وذكر مشائخه وكتبه فيه على ترتيب حروف الأعجام، وقد طبع كتابه‏:‏ تاج العروس شرح القاموس لهذا العهد بمصر القاهرة، لكن خمس مجلدات منه فقط، وهو شاع في الأمصار، وبلغ إلى الأقطار، يُتضح من النظر فيه علو كعبه في علم اللغة، وكونه إماما فيه، وشرحه هذا يغني عن حمل جملة الدفاتر المؤلفة في فن اللغة‏.‏
وقد وقع تأليفه في علم الفقه، والحديث، وأصولهما، والتصوف، والسير، وكلها نافعة مفيدة على اختصار في أكثرها، وعندي منها نحو سبع عشرة رسالة، واستجاز منه الملك الأعظم أبو الفتح نظام الدين عبد الحميد خان سلطان الروم لكتب الحديث، فكتب له الإجازة، وسند الحديث المسلسل المأثور المشهور‏:‏ ‏(‏الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى‏)‏ مع غيره من الإجازات، أولها‏:‏ الحمد الله الذي رفع مقام أهل الحديث مكانا عليا‏.‏‏.‏‏.‏ الخ، وكان ذلك في سنة 1193، وأتحف معها إلى السلطان قصيدة نظمها في مدحه، أولها‏:‏
سقى الله ربعا كان لي فيه مربعا ** ومغنى به غصن الشبيبة أينعا
وحيّا مقاما كان لي فيه جيرة ** بهم كان كأسي بالفضائل مترعا
ألا و رعا دهرا تقضىّ بأنسهم ** ولولا الهوى ما قلت يوما له‏:‏ رعا
خليلي ما لي كلما لاح بارق ** تكاد حصاة القلب أن تتصدعا
وإن نسمت ريح الصبا من ديارهم ** بكت أعيني دمعا يساجل أدمعا
إلى آخر الأبيات‏.‏
وكتب إجازة أخرى أيضا للدستور الأعظم أبي المظفر ‏(‏3/ 29‏)‏ محمد باشا صدر الوزارة ونظام الملك، أولها‏:‏ الحمد لله الذي دل على الخيرات، والبرنامج المشار إليه عليه خطه بقلمه الشريف مؤرخة لسنة 1300، وكان وفاته رحمه الله بعد تلك السنة‏.‏
ولي منه رحمه الله قرابة قريبة من جهة الأخوات، يصل نسبنا إلى سيد الساجدين الإمام زين العابدين علي بن حسين بن علي السبط رضي الله عنه، وينتهي نسبه إلى زيد الشهيد بن الإمام زين العابدين السبط، فهو شبل ذاك الأسد، ونخبة أهل هذا البيت المجد‏.‏
وإنما أطلت الكلام في ترجمته هذه، لجهل أكثر أهل العلم عن حاله ومآله، وقد أفنى – رحمه الله – عمره في اشتغال العلم والتدريس بمصر، والعلم عند الله سبحانه وتعالى‏.‏
أبو عبد الله محمد بن زياد المعروف بابن الأعرابي
الكوفي، صاحب اللغة، وهو من موالي بني هاشم، كان أحد العالمين باللغة، المشهورين بمعرفتها‏.‏
أخذ الأدب عن الكسائي وغيره‏.‏
وأخذ عنه ثعلب وابن السكيت وغيرهما، وناقش العلماء واستدرك عليهم، وخطَّأ كثيرا من نقلة اللغة، وكان رأسا في الكلام الغريب، وكان يزعم أن أبا عبيدة والأصمعي لا يحسنان شيئا، وكان يقول‏:‏ جائز في كلام العرب أن يعاقبوا بين الضاد والظاء، فلا ُيخطَّأ من يجعل هذه في موضع هذه، وينشد‏:‏
إلى الله أشكو من خليل أوده ** ثلاث خلال كلها لي غائض بالضاد
ويقول‏:‏ هكذا سمعته من فصحاء العرب‏.‏
وكان يحضر مجلسه خلق كثير من المستفيدين، ويملي عليهم‏.‏
ولد في الليلة التي مات فيها الإمام أبو حنيفة – رحمه الله – وذلك في رجب سنة 150، وتوفي سنة 231 بسر من رأى‏.‏
والأعرابي‏:‏ نسبة إلى الأعراب، يقال‏:‏ رجل أعرابي إذا كان بدويا، وإن لم يكن ‏(‏3/ 30‏)‏ من العرب‏.‏ ورجل عربي‏:‏ منسوب إلى العرب، وإن لم يكن بدويا، ورجل أعجم، وأعجمي‏:‏ إذا كان في لسانه عجمة، وإن كان من العرب، ورجل عجمي‏:‏ منسوب إلى العجم، وإن كان فصيحا‏.‏
تعليمية أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد
الأزدي اللغوي البصري، إمام عصره في اللغة والأدب والشعر الفائق، أورد أشياء في اللغة، لم توجد في كتب المتقدمين‏.‏
له كتاب الجمهرة، وهو من الكتب المعتبرة في اللغة، وله كتاب الاشتقاق، وكتاب اللغات‏.‏
وكان يقال‏:‏ هو أعلم الشعراء، وأشعر العلماء‏.‏
ولد بالبصرة سنة 223، وتعلم فيها، أخذ عن أبي حاتم السجستاني، والرياشي، والأصمعي، ثم سكن عمان، ثم خرج إلى نواحي فارس، ثم انتقل إلى فارس؛ ذكر له ابن خلكان ترجمة حافلة، توفي رحمه الله سنة 321 ببغداد‏.‏
تعليمية أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد الخوارزمي الزمخشري
صاحب الكشاف، الذي لم يصنف قبله مثله‏.‏
كان إماما في اللغة والنحو وعلم البيان من غير مدافع، تشد إليه الرحال في فنونه‏.‏
له الفائق في غريب الحديث، وأساس البلاغة في اللغة، وربيع الأبرار، وضالة الناشد، والرائض في الفرائض، والمفصل في النحو، وشقائق النعمان في حقائق النعمان، وشافي العي من كلام الشافعي – رحمه الله -، والقسطاس في العروض، ومعجم الحدود، والمنهاج في الأصول، ومقدمة الأدب، وغير ذلك‏.‏
وكان قد سافر إلى مكة – حرسها الله تعالى – وجاور بها زمانا، فصار يقال له‏:‏ جار الله لذلك، وكان هذا الاسم علما عليه‏.‏
قال ابن خلكان‏:‏ وسمعت من بعض المشائخ‏:‏ أن إحدى رجليه كانت ساقطة، وأنه كان يمشي في جارن خشب، ثم ذكر لذلك قصة، وكان معتزلي الاعتقاد، ‏(‏3/ 31‏)‏ متظاهرا به، ولد سنة 467 بزمخشر‏:‏ قرية كبيرة من قرى خوارزم، وتوفي سنة 538 بجرجانية‏:‏ وهي قصبة خوارزم، وهي على شاطئ جيحون – رحمه الله تعالى‏.‏-
تعليمية أبو عبيدة معمر بن المثنى
البصري اللغوي النحوي العلامة، قال الجاحظ‏:‏ لم يكن في الأرض خارجي ولا جماعي أعلم بجميع العلوم منه، وكان يبغض العرب، وألف في مثالبها كتبا، وكان يرى رأي الخوارج، وكان أبو نواس يتعلم منه ويصفه، ويسب الأصمعي ويهجوه، وكان إذا أنشد بيتا لا يقيم وزنه، وإذا تحدث أو قرأ ألحن، ويقول‏:‏ النحو محدود، ولم يزل يصنف حتى مات، وتصانيفه تقارب مائتي مصنف، ذُكر منها عدد وافر في ابن خلكان، وقال‏:‏ ولولا خوف الإطالة لذكرت جميعها‏.‏
وكان الأصمعي إذا أراد الدخول إلى المسجد قال‏:‏ انظروا لا يكون فيه ذاك، يعني أبا عبيدة، خوفا من لسانه، فلما مات لم يحضر جنازته أحد، لأنه لم يكن يسلم من لسانه أحد، لا شريف ولا غيره، وكان وسخا، ألثغ، مدخول النسب، مدخول الدين، وأخباره كثيرة، ذكر جملة صالحة منها في وفيات الأعيان، ولد في سنة 110 في الليلة التي توفي بها الحسن البصري، وتوفي في سنة 209‏.‏
تعليمية أبو يوسف يعقوب بن إسحاق، المعروف بابن السكيت
صاحب كتاب إصلاح المنطق، وغيره، ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق، وكان يؤدب أولاد المتوكل‏.‏
روى عن الأصمعي، وأبي عبيدة، والفراء، وكتبه جيدة صحيحة، ولم يكن له نفاذ في علم النحو، وكان يميل في رأيه واعتقاده إلى مذهب من يرى تقديم علي بن أبي طالب‏.‏
قال ثعلب‏:‏ كان ابن السكيت يتصرف في أنواع العلوم، وكان من أصحاب الكسائي، حسن المعرفة بالعربية، ولم يكن بعد ابن الأعرابي أعلم باللغة منه، وله شعر حسن، وكتب كثيرة، ذكر جملة منها ابن خلكان‏.‏
قال بعض العلماء‏:‏ ما عبر على جسر بغداد كتاب في اللغة مثل إصلاح المنطق، ‏(‏3/ 32‏)‏ ولا شك أنه من الكتب النافعة، الممتعة الجامعة، لكثير من اللغة؛ ولا نعرف في حجمه مثله في بابه‏.‏
قتل بأمر المتوكل في سنة 244، وبلغ عمره ثمانيا وخمسين سنة، لأن المتوكل كان كثير التحامل على علي بن أبي طالب وابنيه، وكان ابن السكيت من المغالين في محبتهم والتوالي لهم، فقال‏:‏ والله إن قنبرا خادم علي رضي الله عنه خير منك ومن ابنيك، فقالالمتوكل : نحوا

رأسه ، فمات رحمه الله .




بارك الله فيك اختي على الكوكبة والموسوعة القيمية لهؤلاء الادباء

موفقة ان شاء الله

ودمتي في خدمة الادب والعلم ان شاء الله




دائــما استاذتنا تفيدنا بوركت على الطرح القيم

لا تحرمينا من جديدك المميز




التصنيفات
العربية والعرب,صرف,نحو,إملاء...إلخ

خطبة خالية من حرف الراء

تعليمية تعليمية
ولد أبو حذيفة واصل بن عطاء بمدينة رسول الله (صلى الله عليه و سلم) لثمانين سنة خلت من الهجرة وتوفى فى السنة الحادية والثلاتين من المائة للهجرة .. وكان واصل على ما وهبه الله من فطانة وفصاحة وحسن تصرف فى القول صاحب عاهة فى النطق وهى لثغة شنيعة تقع له فى حرف الراء .

مناسبة الخطبة :
أقام فى زمن ولايته حفلا جامعا حضره سادة خطباء فى ذلك الزمان فتناوب القول على المنبر خالد ين صفوان وشبيب بن شيبة والفضل بن عيسى ثم صعد واصل المنبر فهدر صوته وحضرت بديهته ومرق الكلام من فيه مروق السهم فارتجل خطبته ارتجالا.

قيمة الخطبة :
وللخطبة قيمة فنية وتاريخية عظيمة .. فهى خطبة مرتجلة اقتدر صاحبها على الاستغناء فيها عن حرف من أكثر الحروف دورانا فى الكلام .

نص الخطبة :
الحمد لله القديم بلاغاية والباقى بلا نهاية .. الذى علا فى ذنوه ودنا فى علوه فلا يحوية زمان ولا يحيط به مكان ولا يؤوده حفظ ما خلق ولم يخلقه على مثال سبق بل أنشأه ابتداعا وعد له اصطناعا .. فأحسن كل شىء خلقه وتمم مشيئته وأوضح حكمته فدل على ألوهيته .. فسبحانه لا معقب لحكمه ولا دافع لقضائه تواضع كل شىء لعظمته وذل كل شىء لسلطانه ووسع كل شىء فضله لا يعزب عنه مثقال حبة وهو السميع العليم وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا مثيل له .. إلها تقدست أسماؤه وعظمت آلاؤه .. علا عن صفات كل مخلوق وتنزه عن شبه كل مصنوع فلا تبلغه الأوهام ولا يحيط به العقول ولا الأفهام .. يعصى فيحلم ويدعى فيسمع ويقبل التوبة من عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما يفعلون وأشهد شهادة حق وقول صدق بإخلاص نية وصدق طوية أن محمد بن عبد الله عبده ونبيه وخالصته وصفيه وابعثته إلى خلقه بالبينات والهدى ودين الحق .. فبلغ مالكته ونصح لأمته وجاهد فى سبيله .. لا تأخده فى الله لومة لائم ولا يصده عنه زعم زاعم ..ماضيا على سنته موفيا على قصده حتى أتاه اليقين .. فصلى الله على محمد وعلى آل محمد أفضل وأزكى وأتم وأنمى وأجل وأعلى صلاة صلاها على صفوة أنبيائه وخالصة ملائكته وأضعاف ذلك إنه حميد مجيد..

أوصيكم عباد الله مع نفسى بتقوى الله والعمل على طاعته والمجانبة لمعصيته فأحضكم على ما يدنيكم منه ويزلفكم لديه فإن تقوى الله أفضل زاد وأحسن عاقبة فى معاد .. ولا تلهينكم الحياة الدنيا بزينتها وخدعها وفواتن لذتها وشهوات آمالها فإنها متاع قليل ومدة إلى حين وكل شىء منها يزول فكم عاينتم من أعاجيبها وكم نصبت لكم من حبائلها وأهلكت ممن جنح إليها واعتمد عليها .. إذا قتهم حلوا ومزجت لهم سما .. أين الملوك الذين بنوا المدائن وشيدوا المصانع وأوتقوا الأبواب وكاتفوا الحجاب وأعدوا الجياد وملكوا البلاد واستخدموا التلاد .. قبضتهم بمخلبها وطحنتهم بكلكلها وعضتهم بأنيابها وعاضتهم من السعة ضيقا ومن العز ذلا ومن الحيلة فناء فسكنوا اللحود وأكلهم الدود وأصبحوا لا تعاين إلا مساكنهم ولا تجد إلا معالمهم ولا تحس منهم أحدا ولا تسمع لهم نبسا.

فتزودوا عافاكم الله فإن أفضل الزاد النقوى واتقوا الله يا أولى الألباب لعلكم تفلحون وجعلنا الله وإياكم ممن ينتفع بمواعظه ويعمل لحظة وسعادته وممن يستمع القول فيتبع أحسنه وأؤلئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب .

إن أحسن قصص المؤمنين وأبلغ مواعظ المتقين كتاب الله والزكية آياته والواضحة بيناته فإذا تلى عليكم فاستمعوا له وانصتوا لعلكم تهتدون أعوذ بالله القوى من الشيطان الغوى إن الله هو السميع العليم بسم الله الله الفتاح المنان . قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد
نفعنا الله وإياكم بالكتاب الحكيم وبالآيات والوحى المبين وأعاذنا وإياكم من العذاب الأليم وأدخلنا جنات النعيم وأقول ما أعظكم به وأستعيب الله لى ولكم

تعليمية تعليمية




بارك الله فيك أخي عبد الكريم على الجلب الرائع




شكرا لك اخ عبد الكريم




اللهم أغفر له ولوالديه ما تقدم من ذنب وما تأخر
وقهم عذاب القبر وعذاب النار

وأدخلهم الفردوس الأعلى مع الأنبياء والشهداء والصالحين
واجعل دعاءهم مستجاب في الدنيا والآخرة
اللهم آمين




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لكم مني خالص الشكر والتقدير




التصنيفات
العربية والعرب,صرف,نحو,إملاء...إلخ

طرائف ونوادر مضحكة

تعليمية

تحية طتحية طتحية طتحية ط
أصناف النساء

سأل المغيرة بن شعبة وهو والي الكوفة أعرابياً رآه في الطريق فقال له : ماذا تعرف عن النساء ؟

قال الأعرابي : النساء أربع مربع ، وجمع يجمع ، وشيطان سمعمع ، وغل لا يخلع !!

قال المغيرة : فسرها لي ..

قال : أما أربع المربع : إذا نظرت إليك سرتك ، وإذا أقسمت عليك برَّتك ، وأما التي جمع يجمع : فالمرأة تتزوجها ولا نسب لك فتجمع نسبك إلى نسبها ، وأما الشيطان السمعمع : النائحة في وجهك إذا دخلت ، والمولولة في أثرك إذا خرجت ، وأما الغل الذي لا يخلع : فالزوجة الخرقاء الذميمة التي قد نثرت بطنها وولدت لك ، فإن طلقتها ضاع ولدك ، وإن أمسكتها فعلى جذع أنفك ..!

فقال له المغيرة : بل أنفك أنت !

========================= ====

له النار ولي الدار

مات أحد المجوس وكان عليه دينٌ كثير، فقال بعض غرمائه لولده : لو بعت دارك ووفيت بها دين والدك ..

فقال الولد: إذا أنا بعت داري وقضيت بها عن أبي دينه فهل يدخل الجنة ؟

فقالوا : لا ..

قال الولد : فدعه في النار وأنا في الدار !

========================= =
بين حانة ومانة

تزوج رجل بامرأتين إحداهما اسمها حانة والثانية اسمها مانة ، وكانت حانة صغيرة في السن عمرها لا يتجاوز العشرين بخلاف مانة التي كان يزيد عمرها على الخمسين والشيب لعب برأسها ، فكان كلما دخل إلى حجرة حانة تنظر إلى لحيته وتنـزع منها كل شعرة بيضاء وتقول : يصعب عليَّ عندما أرى الشعر الشائب يلعب بهذه اللحية الجميلة وأنت مازلت شاباً ، فيذهب الرجل إلى حجرة مانة فتمسك لحيته هي الأخرى وتنـزع منها الشعر الأسود وهي تقول له : يُكدِّرني أن أرى شعراً أسود بلحيتك وأنت رجل كبير السن جليل القدر ، ودام حال الرجل على هذا المنوال إلى أن نظر في المرآة يومًا فرأى بها نقصًا عظيمًا ، فمسك لحيته بعنف وقال : بين حانة ومانة ضاعت لحانا !!

========================= =

لا تقطعوا اللطم عليه

ضاع لرجل ولد فناحوا ولطموا عليه وبقوا على ذلك أياماً ، وصعد أبوه لغرفته فرآه جالساً في زاوية من زواياها ، فقال : يا بني أنت بالحياة ، أما ترى ما نحن فيه ؟

قال الولد : قد علمتُ .. ولكن ها هنا بيض وقد قعدتُ مثل الدجاجة عليه ولن أبرح حتى تطلع الكتاكيت منها ، فرجع أبوه إلى أهله وقال : لقد وجدت ابني حياً ، ولكن لا تقطعوا اللطم عليه !!

========================= =
" سلام يا متغدي "

مر رجل على آخر يطبخ غداءه فقال : " سلام يا متغدي " ..

فقال ذاك : " عليك السلام يا متعدي " (أي لا تقف) ..

قال : إن نفسي إلى طعامك ترهف !

قال : هذه العجراء إن كنت تعرف ..

قال : أبوي وأبوك أصحاب ..

قال : رحم الله ذلك الشباب !
========================= ==
دجاج يشبه آل فرعون

جلس أشعب عند رجل ليتناول الطعام معه ، ولكن الرجل لم يكن يريد ذلك .. فقال إن الدجاج المعدّ للطعام بارد ويجب أن يسخن ؛ فقام وسخنه .. وتركه فترة فقام وسخنه .. وتركه فترة فبرد فقام مرة أخرى وسخّنه … وكرر هذا العمل عدة مرات لعل أشعب يملّ ويترك البيت !!

فقال له أشعب :

أرى دجاجك وكأنه آل فرعون ؛ يعرضون على النار غدوا وعشيا
========================= ====

* الابن الأحمق !

كان لبعض الأدباء ابن أحمق ، ومع ذلك كثير الكلام
فقال له أبوه ذات يومٍ : يا بنيّ لو اختصرت كلامك ،
إذا كنتَ لا تأتي بالصواب .
قال : نعم .
فأتاه يوماً فقال : من أين أقبلت يا بني ؟
قال : من سوق .
قال : لا تختصرها ها هنا،زِد الألف و الام .
قال : في سوقال !
قال : قدّم الألف و اللام،
قال : ألف لام سوق !!
قال : ما عليك لو قلت : من السوق ، فوالله ما أردت
في اختصارك إلا تطويلاً !

و قال هذا الولد يوماً لأبيه : يا أبتِ، اقطع لي جبّاعة.
قال : وما جبّاعة في الثياب .
قال: أَلستَ قلت لي اختصر كلامك ، يعني جُبّة و دُرّاعة

========================= ===

الوالد وولده

* قيل أن رجلاً قال لولده الذي في الكُتّاب (أي مكان حفظ القرآن) ..: في أيّ سورة أنت ؟
فقال الولد : لا أقسم بهذا البلد ، ووالدي بلا ولد .
فقال الأب : لعمري من كنتَ ولده فهو بلا ولد .
========================= ==

تفااااااااااااااااااااااا اائل

* دخل أحد المغفّلين على مريضٍ يعوده ، فلما خرج من عنده التفت إلى أهله وقال : لا تفعلوا بنا كما فعلتم في فلان ، مات وما أعلمتمونا ، إذا مات هذا فأعلمونا حتّى نصلّي عليه.
========================= ==

سفاهة الأب والابن

* جاء رجل إلى أحد القضاة يشكو ابنه الذي يعاقر الخمر ولا يصلي، فأنكر الابن ذلك!
فقال الرجل: أصلح الله القاضي، أتكون صلاة بلا قراءة؟
قال القاضي: يا غلام، تقرأ شيئاً من القرءان؟

قال: نعم وأجيد القراءة..
قال: فاقرأ .
قال: بسم الله الرحمن الرحيم
علق القلب ربابا بعد ما شابت وشابا
إن دين الله حق لا أرى فــيــه ارتيابا
فصاح أبوه: والله أيها القاضي ما تعلم هاتين الآيتين إلا البارحة، لأنه سرق مصحفاً من بعض جيراننا !

========================

ابن الجصّاص ومكره

*دخل ابن الجصّاص* على ابن له قد مات ولده ، فبكى !
وقال: كفالك الله يا بنيّ محنة هاروت وماروت.
فقيل له: وما هاروت وماروت ؟
فقال: لعن الله النسيان ، إنما أردت يأجوج ومأجوج !
قيل: وما يأجوج ومأجوج ؟
قال: فطالوت وجالوت !
قيل له: لعلك تريد منكراً ونكيرا ؟
قال: والله ما أردت غيرهما….
========================= =

ما شبعت

* اشترى أحد المغفلين يوماً سمكاً ..
وقال لأهله: اطبخوه ! ثم نام .

فأكل عياله السمك ولطّخوا يده بزيته.
فلما صحا من نومه ..
قال: قدّموا إليّ السمك.
قالوا: قد أكلت.
قال: لا.
قالوا: شُمّ يدك ! ففعل..
فقال: صدقتم .. ولكنني ما شبعت.




بسم الله الرحمن الرحيم
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




لا شكر على واجب اخي مبارك




شكــرا لك ياصديقي لقد أمتعتنا فعلا بهذه الباقة المسلية
سلمت يداك … يعطيـــك الصحــــة

تعليمية




لا شكر على واجب اخي صقر اهلا و سهلا بك مشكوور على مرورك و تعطير هذه الصفحة و لك مني اجمل تحية اخي صقر




تعليمية




شكرا جزيلا اهلا و سهلا بكم




التصنيفات
العربية والعرب,صرف,نحو,إملاء...إلخ

قصص رائعة

تمهيد : هذه القصة لم أسمع بها من قبل وقد ذكر راويها أنه قد سمع بها من صديق ولست أدري هل تعتبر من القصص الشعبية الموغلة في القدم أم أنه قصة قديمة أم هي قصة قريبة العهد !

القصة طريفة وفيها الكثير من الحكم وتظهر جانب من جوانب الطمع والجشع كما تدعو للتحفظ عن ما لديك من أسرار وثروة !

هناك مقطع في القصة يذكرنا ببعض قصص ألف ليلة وليلة أو قصص بعض الأقدمين وهو : (( فأخذه الحطاب إلى زوجته وجرباه فوجداه صحيحا فقال لامرأته : هات لنا ماعوناً من عند الجيران نضع فيه الذهب حتى أنزل إلى السوق واشتري مواعين ، فذهبت إلى جارتها وقالت لها : أعطيني ماعونا وسأعيده بك فأعطتها ماعونا وألصقت في قاعته من الداخل بعضاً من الغراء لترى ماذا سيضعون في الماعون ، ولما أعادت لها جارتها الماعون رأت في قاعته جنيه من الذهب لم تنتبه لوجوده الجاره فأخذته وذهبت إلى جارتها وقالت : لقد لقيت هذا في الماعون وهو من مالكم ، قالت لها أمرأة الحطاب : خذيه يا أختي وكبشت لها من الذهب كبشة وقالت لها : وهذا زيادة والحمد لله خير ربي كثير )) .

وهذا المقطع يظهر أنه حيله متعارفة عند الأقدمين وإن ذكر الراوي أنها ألصقت القرى والمتعارف أن ما يوضع في الوعاء هو ( عسل ) أو ( زيت ) أو مايشبهه …

*****

قال الراوي عفا الله عنه :

(( قيل لي أن حطاباً كان يسكن بإحدى البلدان وفي كل صباح يغدو إلى الغابة بفأسه فيتحطب نقلة من الحطب يحملها إلى سوق المدينة فيبيعها ويطعم بقيمتها زوجته وأولاده ، وفي صباح يوم ذهب إلى الغابة على جاري عادته ولما وضع فأسه في غصن من أغصان شجرة من أشجار الغابة جاءه شخص وقال له : يا أخي أزعجتنا بهذا الصوت فكف عن قطع هذا الخشب ، قال الحطاب : ومن أين نأكل أنا وزوجتي وأولادي ، قال : أنا أعوضك عن الحطب ، قال الحطاب : وبماذا تعوضني قال ، رجل الغابة : أعطيك هذه الشاه التي ديس منها يجلب العسل وديس يجلب لبن قال الحطاب : انا موافق إذا كان كلامك صحيحاً .

فأعطاه الشاه وانصرف بها ولما وصل الحطاب إلى بيته أخبر زوجته بالقصة وأمرها بحلب الشاه فحلبتها فوجدت كلام الرجل صحيحاً وفي الصباح أخذ الحطاب الشاه وأعطاها الراعي ليرعاها مع أغنام أهل البلد وقال له : لا تطمع في الشاه وتأخذها لأن شقاً منها يجلب عسلاً وشقاً يجلب لبناً فقال الراعي : معاذ الله أن أفعل ذلك ، ولما حلبها وجد كلامه صحيحاً فطمع فيها وأخفاها وأتى له بشاه أخرى شبيهة لها ولما أتت امرأة الحطاب تحلب الشاه وجدتها شاه عادية فأخبرت زوجها فذهب للراعي وطالبه بشاته الأصلية قال له الراعي : هذه هيا شاتك الأصلية . وفي الصباح ذهب واشتكاه الحطاب لدى القاضي فحضر الراعي للقاضي وقال له : هذا مجنون فهل سمعتم يا فضيلة القاضي بشاه تحلب لبناً وعسلاً فحكم القاضي على الحطاب وانصرف .

وفي اليوم التالي ذهب الحطاب إلى الغابة وأخذ يضرب بالفأس في أصول الشجر فأتاه الرجل وقال له ألم نتفق على أن لا تعود هنا قال : لقد نهبت الشاه التي أعطيتني إياها وعدت إلى صنعتي قال الرجل : : خذ هذا المكيال وإذا احتجت قل امتلئ ذهباً فيمتلئ ذهباً وأحرص أن تفرط فيه .

فأخذه الحطاب إلى زوجته وجرباه فوجداه صحيحا فقال لامرأته : هات لنا ماعوناً من عند الجيران نضع فيه الذهب حتى أنزل إلى السوق واشتري مواعين ، فذهبت إلى جارتها وقالت لها : أعطيني ماعونا وسأعيده بك فأعطتها ماعونا وألصقت في قاعته من الداخل بعضاً من الغراء لترى ماذا سيضعون في الماعون ، ولما أعادت لها جارتها الماعون رأت في قاعته جنيه من الذهب لم تنتبه لوجوده الجاره فأخذته وذهبت إلى جارتها وقالت : لقد لقيت هذا في الماعون وهو من مالكم ، قالت لها أمرأة الحطاب : خذيه يا أختي وكبشت لها من الذهب كبشة وقالت لها : وهذا زيادة والحمد لله خير ربي كثير ، قالت لها جارتها : ومن أين لكم هذا ، فأخبرتها بالقصة .

وفي الصباح من اليوم التالي جاءت تستعير منها المكيال فأعطته لها وقالت : كيلوا به ولا تطلبوا منه ذهباً ، قالت : سنكيل به فقط ونعيده لكم في الحال ، ولما جربته هي وزوجها وجدا كلامها صحيحاً فطمعا فيه أعادت لها مكيالاً مشابهاً له فلما طلب منه الحطاب وزوجته لم يحصلا منه على شيء وعرفا أن جارتهم وزوجها بدلاه ولكن ما جدوى الشكوى .

وفي صباح اليوم التالي عاد إلى غابته وبدا يضرب غب الأغصان بفأسه فأتا الرجل ولامه وأعطاه سفره وقال له أي طعام تشتهيه فاطلبه من هذه السفره وستجده بها في الحال فذهب إلى بيته وطلبا من السفره ما أردا فحضر لهم في الحال وتسرب أمر السفره حتى وصل إلى والي البلد فانتزعها منه وقال له : هذه السفره تصلح للملوك وليست للصعاليك .

وفي الصباح عاد إلى غابته فقابله الرجل وقال له : لقد تعبت معك ولكن خذ هذا السوق واقفل على نفسك في حجرة وقل له املأ الحجرة ذهباً ولا تدع أحداً يفتح باب الحجرة مهما حدث من أصوات حتى يملاً هذا السوط الحجرة بالذهب فشكره الحطاب ومضى فقفل على نفسه في الحجرة وحذر زوجته وأولاده من فتح الحجرة مهما سمعوا من أصوات وثال : يا سوط أملأ الحجرة ذهباً فتحول السوط إلى مارد كالنخلة السحوق وأخذ يضرب الحطاب حتى غشي عليه من شدة الضرب وعاد الوسط إلى حالته ولما أفاق الحطاب من غشيته طرق باب الحجرة من الداخل ففتحت له زوجته الباب وهي تبحث في الحجرة عن الذهب ولما فاق الحطاب تماماً أخبر زوجته بما حدث له وقال : سأرمي بهذا السوط اللعين ، فقالت له زوجته : كلا فهذا السوط هو الذي سيرد بإذن الله حقوقنا ، لكن نام الآن وفي الصباح رباح .

وفي الصباح قالت له : أذهب إلى الراعي وأعطه هذا السوط وقل له هش به على غنمك ولا تقل له أعطني ذهباً فيعطيك الذهب ولا تطمع فيه كما طمعت في الشاه .
فأخذ الحطاب السوط وذهب إلى الراعي وقال له ما قالته زوجته فقال الراعي : لا تخف يا صديقي وأخذ السوط وهو فرحان وعندما عاد إلى بيته قفل الباب على نفسه وأوصى زوجته ألا تفتح الباب مهما جرى وقال للسوط : أملأ الحجرة ذهباً فخرج له المارد فضرب فيه حتى دوخه وقال له أرجع شاة الحطاب المسكين له فحلف الراعي له ألف يمين أن يعيدها من صباح رب العالمين وبالفعل طرق باب الصياد مع النجمة وسلمه شاته وسوطه .

فعمل الحطاب ذلك مع جارته فأعادت المكيال ، وصنع ذلك مع الوالي وأعاد الوالي السفره بعد علقة ساخنة وقال الحطاب لزوجته : يا فلانة اليوم سلمت كل مدخراتنا وفي غد لا ندري ماذا يكون فلنرحل من هنا فرحلوا هم وأولادهم في ليلة ما لها قمر وانتقلوا إلى بلاد أخرى بعيدة وعاشوا في رغد ويسر من العيش بفضل الله ثم بفضل هذه الكنوز الغالية أما السوط فقد وضعه في دولاب وقفل عليه وأخفى مفتاحه في جيبه وقال له نم هنا يا صديقي في وقت الحاجة ))

ويوجد هذه

قصة الرجل الفقير وزوجته جرادة

تمهيد : هذه القصة إن قرأتها تأكد لك تشابهها مع بعض قصص ألف ليلة وليلة فهي تعتمد على المصادفات العجيب الغريبة غير المنطقية كما أن ذكر السلطان واللصوص وخزينة السلطان كلها تذكرنا بقصص ألف ليلة وليلة .
وأظرف ما في الأمر اسم زوجة صاحب القصة ( جرادة ) ولا أجد من سبب لتسميتها بهذا الاسم إلا لوضع هذا الموقف مع السلطان ووزيره ، وربما يؤكد التقاط السلطان للجرادة تواجد الجراد وانتشاره في تلك الفترة 🙂

****
قال الراوي :
(( يحكي أن رجلاً فقيراً عاش في أحدى البلدان وله زوجة إسمها جرادة ولهم جار سافر فطال السفر حتى أن زوجته شكت أنه قد تزوج عليها وأنه لن يعود وشكت لجارتها حالها وقالت ألا يوجد شيخ يقرأ عليه ليعود فقالت جرادة لجارتها وأين أنت من أبي فلان وتعني زوجها قالت الجارة : وهل يعرف رجلك مثل هذه العلوم ، قالت جرادة : نعم ولكنه يخفي ذلك .

ولما جاء زوجها أخبرته بما دار بينها وبين جارتها فقال لها : أنت تعرفين أنني لا أعرف مثل هذا الكلام ، قالت له زوجته : يقول المثل العازه لزازه فأعمل أي شيء عسى ربنا يأخذ باليد ، فتناول ورقة نتيجة من ورق التقويم وقال : ضعي هذه في قطعة من الجلد وأخرزيه عليها وقولي لها تضعه تحت وسادة نومها وإن شاء الله يرجع زوجها .

فأعطته لها وأوصتها بذلك وبعد يومين أتتها جارتها وهي تحمل لها نقودا وأرزاقاً وأخبرتها أن زوجها قد عاد .

ومرة كان الزوج يصلي بالمسجد وعند خروجه من المسجد صادف وجود السلطان ووزيره عند المسجد فقال السلطان هذا العالم الشيخ الذي يتحدث عنه الناس فقال الوزير : هذا كذاب دجال فاختبره الآن فإذا كان صادقاً يظهر صدقه الآن ، وكان يحوم في الجو بعض الجراد فالتقط السلطان جرادة وخبأها في كفه وزهم الوزير الرجل الفقير وقال له إذا كنت عالماً حقيقياً فأخبرنا بما خبأ مولانا السلطان في كفه ، فأخذ الرجل يفكر في هذا الامتحان وأسبابه من زوجته جرادة فهي التي ورطته في هذه المشكلة فقال يخاطب نفسه كل هذا منك يا جرادة ، يعني زوجته ، فأطلق السلطان الجرادة من كفه وقال لوزير هل صدقت الآن ولكن الوزير لم يصدق وقال للسلطان إعمل له خبيئة أخرى كآخر امتحان .

فدفن الملك ووزيره ثلاث زبادي تحت الأرض في الأولى عسل وفي الثانية خل وفي الثالثة يقول الراوي في غير وجه السامعين زفت وأحضراه وقال له الوزير أخبر مولانا السلطان عما خبأه ففكر الرجل الفقير في حاله ومآل إليه أمره وتذكر قصته الأولى مع زوج جارتهم والقصة الثانية مع الملك والوزير في قصة الجرادة وأخيراً في هذه الواقعة التي لا يدري كيف تنتهي فقال : الأولى عسل ويعني قصة جاره التي انتهت على خير والثانية خل يعني قصة الجرادة التي انتهت بإظهار الجرادة المخبأة صدفة لاتفاقها مع اسم زوجته والثالثة ويعني المشكلة التي هو متورط فيها الآن زفت ، فقال السلطان للوزير : والآن هل بقيت لديك أي ذرة من الشك فسكت الوزير على مضض .

وكان هناك لصوص يسطون على البلد ويسرقون أهلها وفي ليلة سرق اللصوص خزينة السلطان فقال الوزير للسلطان هذا وقت الامتحان الحقيقي فإذا كان صاحبنا عالماً حقيقياً فليكشف سر اللصوص فطاوعه السلطان على ذلك وبعثا إليه رسولاً فحضر وأخبره الوزير بالموضوع وطلب منه عن أمر السلطان الكشف عن سر اللصوص وإعادة المسروقات فاستعد بذلك وطلب مهلة لمدة ثلاثة أيام فأعطي المهلة ورجع لزوجته وهو كاسف البال وقال لزوجته : كل هذه المصائب أتت منك ومن أين أجيء بهؤلاء اللصوص ولكن أنا طلبت مهلة ثلاثة أيام فنهرب من البلد في آخر هذه الملهى ولكن قبل ذلك عندنا ثلاثة ديكه فلو حملناها معنا صاحت وكشفت سفرنا فدعينا نذبح في كل يوم ديكاً ونتعشى عليه وبعدها يحلها حلال فقالت زوجته : هذا هو الرأي الصواب وعزما على تنفيذ هذه الخطة .

وفي أول يوم ذبحوا الديك الصغير ووضعوه في العشاء وكان اللصوص ثلاثة أخوه أكبر وأوسط وأصغر وقد لج الناس بما حدث وقالوا أن الشيخ فلاناً سيكشفهم للناس وانتقل الخبر إلى اللصوص فخافوا من العاقبة خاصة بعد التجارب التي أجراها معه السلطان والوزير وكانت جميعاً ناجحة .

وبعد أن صلى الفقير المغرب عاد إلى بيته وأحضرت زوجته العشاء ولما حضر العشاء قال الفقير : هذا الأصغر وسنتخلص منه وكان اللصوص قد أرسلوا الأخ الأصغر إلى بيت الفقير ليقف بجانب النافذة ويستكشف الخبر ولما سمع هذه العبارة ذهب إلى أخوته جرياً وهو يحلف الإيمان المقلظه بأنه سمعه وهو يقول هذه العبارة .

وفي اليوم الثاني عاد الفقير إلى بيته بعد صلاة العشاء ولما وضع العشاء قال هذا الأوسط سنتخلص منه وكان الأخوة اللصوص قد أرسلوا الأخ الأوسط ليجس النبض فوقف بجانب النافذة وسمع العبارة فذهب لأخوته جرياً وذكر لهم ما سمع فزاد خوفهم وفي اليوم الثالث عاد الرجل إلى بيته بعد صلاة العشاء ولما حضر العشاء قال والآن نتخلص من الثلاثة وكان الأخوة اللصوص الثلاثة قد حضروا فلما سمعوا هذه الكلمات دخلوا وأخذوا يقبلون رأسه ويديه ورجليه ويعترفون له بجميع السرقات ويرجونه آلا يفضحهم بين الناس وهو يتظاهر بقوة المعرفة ويهددهم بإزالتهم من الأرض .

وأخيراً اتفق معهم على أن يحضروا في هذه الليلة جميع ما سرقوه للناس وللسلطان ويضعوه في حوش بيته وألا يسرقوا مرة أخرى وأن يخرجوا من البلد من ليلتهم وقال لهم بأنهم لو أخلوا بهذه الشروط فإنه قادر بإذن الله على إحضارهم قسراً عنهم وقد أحضروا كل المسروقات .
وفي الصباح وبعد صلاة الفجر ذهب إلى قصر السلطان وأخبر السلطان والوزير بالعثور على اللصوص والمسروقات فأمر السلطان بمن ينادي في البلد بأن كل من سرق له شيء يحضر إلى منزل الشيخ فلان ويذكر أمارية ما سرق له ويأخذه وقد تم القبض على اللصوص ورد المسروقات بفض الله ثم بجهد الشيخ العالم فلان بن فلاني الفلاني وقال الملك للشيخ وأين اللصوص قال لقد عفوت عنهم لوجه الله قال السلطان : اخشى أن يعودا لسرقتهم قال الرجل الفقير : وأين يذهبون مني .

قال الراوي وحضر الناس وأخذوا مفقوداتهم بعد أن ذكروا علاماتها وأخذ السلطان المال الذي سرق من الخزينة وآعاده فيها وأعطى الرجل الفقير والشيخ المزعوم مبلغاً كبير من المال وعرض عليه وضيفة شيخ البلاط السلطاني ولكنه اعتذر عن قبولها وقال أنا في خدمة مولانا السلطان دائماً دون التقيد بوظيفة وعاد الرجل الفقير لزوجته باموال طائلة وقال لها : يا ستي جرادة ما كل مرة تسلم الجرة فلنهرب في ليلة ما لها قمر وفعلاً غادرا البلد إلى جهة مجهولة وقال العامة الشيخ انكشف سره للناس فاختفى ..
قال الراوي وكما يقول إخواننا من الرواة المعاصرين وسافرت معهم وأعطوني مبلغاً مجزيا من المال ))

اقتباس:
قصة الرجل الفقير وزوجته جرادة

تمهيد : هذه القصة إن قرأتها تأكد لك تشابهها مع بعض قصص ألف ليلة وليلة فهي تعتمد على المصادفات العجيب الغريبة غير المنطقية كما أن ذكر السلطان واللصوص وخزينة السلطان كلها تذكرنا بقصص ألف ليلة وليلة .
وأظرف ما في الأمر اسم زوجة صاحب القصة ( جرادة ) ولا أجد من سبب لتسميتها بهذا الاسم إلا لوضع هذا الموقف مع السلطان ووزيره ، وربما يؤكد التقاط السلطان للجرادة تواجد الجراد وانتشاره في تلك الفترة 🙂

****
قال الراوي :
(( يحكي أن رجلاً فقيراً عاش في أحدى البلدان وله زوجة إسمها جرادة ولهم جار سافر فطال السفر حتى أن زوجته شكت أنه قد تزوج عليها وأنه لن يعود وشكت لجارتها حالها وقالت ألا يوجد شيخ يقرأ عليه ليعود فقالت جرادة لجارتها وأين أنت من أبي فلان وتعني زوجها قالت الجارة : وهل يعرف رجلك مثل هذه العلوم ، قالت جرادة : نعم ولكنه يخفي ذلك .

ولما جاء زوجها أخبرته بما دار بينها وبين جارتها فقال لها : أنت تعرفين أنني لا أعرف مثل هذا الكلام ، قالت له زوجته : يقول المثل العازه لزازه فأعمل أي شيء عسى ربنا يأخذ باليد ، فتناول ورقة نتيجة من ورق التقويم وقال : ضعي هذه في قطعة من الجلد وأخرزيه عليها وقولي لها تضعه تحت وسادة نومها وإن شاء الله يرجع زوجها .

فأعطته لها وأوصتها بذلك وبعد يومين أتتها جارتها وهي تحمل لها نقودا وأرزاقاً وأخبرتها أن زوجها قد عاد .

ومرة كان الزوج يصلي بالمسجد وعند خروجه من المسجد صادف وجود السلطان ووزيره عند المسجد فقال السلطان هذا العالم الشيخ الذي يتحدث عنه الناس فقال الوزير : هذا كذاب دجال فاختبره الآن فإذا كان صادقاً يظهر صدقه الآن ، وكان يحوم في الجو بعض الجراد فالتقط السلطان جرادة وخبأها في كفه وزهم الوزير الرجل الفقير وقال له إذا كنت عالماً حقيقياً فأخبرنا بما خبأ مولانا السلطان في كفه ، فأخذ الرجل يفكر في هذا الامتحان وأسبابه من زوجته جرادة فهي التي ورطته في هذه المشكلة فقال يخاطب نفسه كل هذا منك يا جرادة ، يعني زوجته ، فأطلق السلطان الجرادة من كفه وقال لوزير هل صدقت الآن ولكن الوزير لم يصدق وقال للسلطان إعمل له خبيئة أخرى كآخر امتحان .

فدفن الملك ووزيره ثلاث زبادي تحت الأرض في الأولى عسل وفي الثانية خل وفي الثالثة يقول الراوي في غير وجه السامعين زفت وأحضراه وقال له الوزير أخبر مولانا السلطان عما خبأه ففكر الرجل الفقير في حاله ومآل إليه أمره وتذكر قصته الأولى مع زوج جارتهم والقصة الثانية مع الملك والوزير في قصة الجرادة وأخيراً في هذه الواقعة التي لا يدري كيف تنتهي فقال : الأولى عسل ويعني قصة جاره التي انتهت على خير والثانية خل يعني قصة الجرادة التي انتهت بإظهار الجرادة المخبأة صدفة لاتفاقها مع اسم زوجته والثالثة ويعني المشكلة التي هو متورط فيها الآن زفت ، فقال السلطان للوزير : والآن هل بقيت لديك أي ذرة من الشك فسكت الوزير على مضض .

وكان هناك لصوص يسطون على البلد ويسرقون أهلها وفي ليلة سرق اللصوص خزينة السلطان فقال الوزير للسلطان هذا وقت الامتحان الحقيقي فإذا كان صاحبنا عالماً حقيقياً فليكشف سر اللصوص فطاوعه السلطان على ذلك وبعثا إليه رسولاً فحضر وأخبره الوزير بالموضوع وطلب منه عن أمر السلطان الكشف عن سر اللصوص وإعادة المسروقات فاستعد بذلك وطلب مهلة لمدة ثلاثة أيام فأعطي المهلة ورجع لزوجته وهو كاسف البال وقال لزوجته : كل هذه المصائب أتت منك ومن أين أجيء بهؤلاء اللصوص ولكن أنا طلبت مهلة ثلاثة أيام فنهرب من البلد في آخر هذه الملهى ولكن قبل ذلك عندنا ثلاثة ديكه فلو حملناها معنا صاحت وكشفت سفرنا فدعينا نذبح في كل يوم ديكاً ونتعشى عليه وبعدها يحلها حلال فقالت زوجته : هذا هو الرأي الصواب وعزما على تنفيذ هذه الخطة .

وفي أول يوم ذبحوا الديك الصغير ووضعوه في العشاء وكان اللصوص ثلاثة أخوه أكبر وأوسط وأصغر وقد لج الناس بما حدث وقالوا أن الشيخ فلاناً سيكشفهم للناس وانتقل الخبر إلى اللصوص فخافوا من العاقبة خاصة بعد التجارب التي أجراها معه السلطان والوزير وكانت جميعاً ناجحة .

وبعد أن صلى الفقير المغرب عاد إلى بيته وأحضرت زوجته العشاء ولما حضر العشاء قال الفقير : هذا الأصغر وسنتخلص منه وكان اللصوص قد أرسلوا الأخ الأصغر إلى بيت الفقير ليقف بجانب النافذة ويستكشف الخبر ولما سمع هذه العبارة ذهب إلى أخوته جرياً وهو يحلف الإيمان المقلظه بأنه سمعه وهو يقول هذه العبارة .

وفي اليوم الثاني عاد الفقير إلى بيته بعد صلاة العشاء ولما وضع العشاء قال هذا الأوسط سنتخلص منه وكان الأخوة اللصوص قد أرسلوا الأخ الأوسط ليجس النبض فوقف بجانب النافذة وسمع العبارة فذهب لأخوته جرياً وذكر لهم ما سمع فزاد خوفهم وفي اليوم الثالث عاد الرجل إلى بيته بعد صلاة العشاء ولما حضر العشاء قال والآن نتخلص من الثلاثة وكان الأخوة اللصوص الثلاثة قد حضروا فلما سمعوا هذه الكلمات دخلوا وأخذوا يقبلون رأسه ويديه ورجليه ويعترفون له بجميع السرقات ويرجونه آلا يفضحهم بين الناس وهو يتظاهر بقوة المعرفة ويهددهم بإزالتهم من الأرض .

وأخيراً اتفق معهم على أن يحضروا في هذه الليلة جميع ما سرقوه للناس وللسلطان ويضعوه في حوش بيته وألا يسرقوا مرة أخرى وأن يخرجوا من البلد من ليلتهم وقال لهم بأنهم لو أخلوا بهذه الشروط فإنه قادر بإذن الله على إحضارهم قسراً عنهم وقد أحضروا كل المسروقات .
وفي الصباح وبعد صلاة الفجر ذهب إلى قصر السلطان وأخبر السلطان والوزير بالعثور على اللصوص والمسروقات فأمر السلطان بمن ينادي في البلد بأن كل من سرق له شيء يحضر إلى منزل الشيخ فلان ويذكر أمارية ما سرق له ويأخذه وقد تم القبض على اللصوص ورد المسروقات بفض الله ثم بجهد الشيخ العالم فلان بن فلاني الفلاني وقال الملك للشيخ وأين اللصوص قال لقد عفوت عنهم لوجه الله قال السلطان : اخشى أن يعودا لسرقتهم قال الرجل الفقير : وأين يذهبون مني .

قال الراوي وحضر الناس وأخذوا مفقوداتهم بعد أن ذكروا علاماتها وأخذ السلطان المال الذي سرق من الخزينة وآعاده فيها وأعطى الرجل الفقير والشيخ المزعوم مبلغاً كبير من المال وعرض عليه وضيفة شيخ البلاط السلطاني ولكنه اعتذر عن قبولها وقال أنا في خدمة مولانا السلطان دائماً دون التقيد بوظيفة وعاد الرجل الفقير لزوجته باموال طائلة وقال لها : يا ستي جرادة ما كل مرة تسلم الجرة فلنهرب في ليلة ما لها قمر وفعلاً غادرا البلد إلى جهة مجهولة وقال العامة الشيخ انكشف سره للناس فاختفى ..
قال الراوي وكما يقول إخواننا من الرواة المعاصرين وسافرت معهم وأعطوني مبلغاً مجزيا من المال ))

اقتباس:
قصة الرجل الفقير وزوجته جرادة

تمهيد : هذه القصة إن قرأتها تأكد لك تشابهها مع بعض قصص ألف ليلة وليلة فهي تعتمد على المصادفات العجيب الغريبة غير المنطقية كما أن ذكر السلطان واللصوص وخزينة السلطان كلها تذكرنا بقصص ألف ليلة وليلة .
وأظرف ما في الأمر اسم زوجة صاحب القصة ( جرادة ) ولا أجد من سبب لتسميتها بهذا الاسم إلا لوضع هذا الموقف مع السلطان ووزيره ، وربما يؤكد التقاط السلطان للجرادة تواجد الجراد وانتشاره في تلك الفترة 🙂

****
قال الراوي :
(( يحكي أن رجلاً فقيراً عاش في أحدى البلدان وله زوجة إسمها جرادة ولهم جار سافر فطال السفر حتى أن زوجته شكت أنه قد تزوج عليها وأنه لن يعود وشكت لجارتها حالها وقالت ألا يوجد شيخ يقرأ عليه ليعود فقالت جرادة لجارتها وأين أنت من أبي فلان وتعني زوجها قالت الجارة : وهل يعرف رجلك مثل هذه العلوم ، قالت جرادة : نعم ولكنه يخفي ذلك .

ولما جاء زوجها أخبرته بما دار بينها وبين جارتها فقال لها : أنت تعرفين أنني لا أعرف مثل هذا الكلام ، قالت له زوجته : يقول المثل العازه لزازه فأعمل أي شيء عسى ربنا يأخذ باليد ، فتناول ورقة نتيجة من ورق التقويم وقال : ضعي هذه في قطعة من الجلد وأخرزيه عليها وقولي لها تضعه تحت وسادة نومها وإن شاء الله يرجع زوجها .

فأعطته لها وأوصتها بذلك وبعد يومين أتتها جارتها وهي تحمل لها نقودا وأرزاقاً وأخبرتها أن زوجها قد عاد .

ومرة كان الزوج يصلي بالمسجد وعند خروجه من المسجد صادف وجود السلطان ووزيره عند المسجد فقال السلطان هذا العالم الشيخ الذي يتحدث عنه الناس فقال الوزير : هذا كذاب دجال فاختبره الآن فإذا كان صادقاً يظهر صدقه الآن ، وكان يحوم في الجو بعض الجراد فالتقط السلطان جرادة وخبأها في كفه وزهم الوزير الرجل الفقير وقال له إذا كنت عالماً حقيقياً فأخبرنا بما خبأ مولانا السلطان في كفه ، فأخذ الرجل يفكر في هذا الامتحان وأسبابه من زوجته جرادة فهي التي ورطته في هذه المشكلة فقال يخاطب نفسه كل هذا منك يا جرادة ، يعني زوجته ، فأطلق السلطان الجرادة من كفه وقال لوزير هل صدقت الآن ولكن الوزير لم يصدق وقال للسلطان إعمل له خبيئة أخرى كآخر امتحان .

فدفن الملك ووزيره ثلاث زبادي تحت الأرض في الأولى عسل وفي الثانية خل وفي الثالثة يقول الراوي في غير وجه السامعين زفت وأحضراه وقال له الوزير أخبر مولانا السلطان عما خبأه ففكر الرجل الفقير في حاله ومآل إليه أمره وتذكر قصته الأولى مع زوج جارتهم والقصة الثانية مع الملك والوزير في قصة الجرادة وأخيراً في هذه الواقعة التي لا يدري كيف تنتهي فقال : الأولى عسل ويعني قصة جاره التي انتهت على خير والثانية خل يعني قصة الجرادة التي انتهت بإظهار الجرادة المخبأة صدفة لاتفاقها مع اسم زوجته والثالثة ويعني المشكلة التي هو متورط فيها الآن زفت ، فقال السلطان للوزير : والآن هل بقيت لديك أي ذرة من الشك فسكت الوزير على مضض .

وكان هناك لصوص يسطون على البلد ويسرقون أهلها وفي ليلة سرق اللصوص خزينة السلطان فقال الوزير للسلطان هذا وقت الامتحان الحقيقي فإذا كان صاحبنا عالماً حقيقياً فليكشف سر اللصوص فطاوعه السلطان على ذلك وبعثا إليه رسولاً فحضر وأخبره الوزير بالموضوع وطلب منه عن أمر السلطان الكشف عن سر اللصوص وإعادة المسروقات فاستعد بذلك وطلب مهلة لمدة ثلاثة أيام فأعطي المهلة ورجع لزوجته وهو كاسف البال وقال لزوجته : كل هذه المصائب أتت منك ومن أين أجيء بهؤلاء اللصوص ولكن أنا طلبت مهلة ثلاثة أيام فنهرب من البلد في آخر هذه الملهى ولكن قبل ذلك عندنا ثلاثة ديكه فلو حملناها معنا صاحت وكشفت سفرنا فدعينا نذبح في كل يوم ديكاً ونتعشى عليه وبعدها يحلها حلال فقالت زوجته : هذا هو الرأي الصواب وعزما على تنفيذ هذه الخطة .

وفي أول يوم ذبحوا الديك الصغير ووضعوه في العشاء وكان اللصوص ثلاثة أخوه أكبر وأوسط وأصغر وقد لج الناس بما حدث وقالوا أن الشيخ فلاناً سيكشفهم للناس وانتقل الخبر إلى اللصوص فخافوا من العاقبة خاصة بعد التجارب التي أجراها معه السلطان والوزير وكانت جميعاً ناجحة .

وبعد أن صلى الفقير المغرب عاد إلى بيته وأحضرت زوجته العشاء ولما حضر العشاء قال الفقير : هذا الأصغر وسنتخلص منه وكان اللصوص قد أرسلوا الأخ الأصغر إلى بيت الفقير ليقف بجانب النافذة ويستكشف الخبر ولما سمع هذه العبارة ذهب إلى أخوته جرياً وهو يحلف الإيمان المقلظه بأنه سمعه وهو يقول هذه العبارة .

وفي اليوم الثاني عاد الفقير إلى بيته بعد صلاة العشاء ولما وضع العشاء قال هذا الأوسط سنتخلص منه وكان الأخوة اللصوص قد أرسلوا الأخ الأوسط ليجس النبض فوقف بجانب النافذة وسمع العبارة فذهب لأخوته جرياً وذكر لهم ما سمع فزاد خوفهم وفي اليوم الثالث عاد الرجل إلى بيته بعد صلاة العشاء ولما حضر العشاء قال والآن نتخلص من الثلاثة وكان الأخوة اللصوص الثلاثة قد حضروا فلما سمعوا هذه الكلمات دخلوا وأخذوا يقبلون رأسه ويديه ورجليه ويعترفون له بجميع السرقات ويرجونه آلا يفضحهم بين الناس وهو يتظاهر بقوة المعرفة ويهددهم بإزالتهم من الأرض .

وأخيراً اتفق معهم على أن يحضروا في هذه الليلة جميع ما سرقوه للناس وللسلطان ويضعوه في حوش بيته وألا يسرقوا مرة أخرى وأن يخرجوا من البلد من ليلتهم وقال لهم بأنهم لو أخلوا بهذه الشروط فإنه قادر بإذن الله على إحضارهم قسراً عنهم وقد أحضروا كل المسروقات .
وفي الصباح وبعد صلاة الفجر ذهب إلى قصر السلطان وأخبر السلطان والوزير بالعثور على اللصوص والمسروقات فأمر السلطان بمن ينادي في البلد بأن كل من سرق له شيء يحضر إلى منزل الشيخ فلان ويذكر أمارية ما سرق له ويأخذه وقد تم القبض على اللصوص ورد المسروقات بفض الله ثم بجهد الشيخ العالم فلان بن فلاني الفلاني وقال الملك للشيخ وأين اللصوص قال لقد عفوت عنهم لوجه الله قال السلطان : اخشى أن يعودا لسرقتهم قال الرجل الفقير : وأين يذهبون مني .

قال الراوي وحضر الناس وأخذوا مفقوداتهم بعد أن ذكروا علاماتها وأخذ السلطان المال الذي سرق من الخزينة وآعاده فيها وأعطى الرجل الفقير والشيخ المزعوم مبلغاً كبير من المال وعرض عليه وضيفة شيخ البلاط السلطاني ولكنه اعتذر عن قبولها وقال أنا في خدمة مولانا السلطان دائماً دون التقيد بوظيفة وعاد الرجل الفقير لزوجته باموال طائلة وقال لها : يا ستي جرادة ما كل مرة تسلم الجرة فلنهرب في ليلة ما لها قمر وفعلاً غادرا البلد إلى جهة مجهولة وقال العامة الشيخ انكشف سره للناس فاختفى ..
قال الراوي وكما يقول إخواننا من الرواة المعاصرين وسافرت معهم وأعطوني مبلغاً مجزيا من المال ))

وشكرا لا تنس الدعاء
تمهيد : هذه القصة جميل وتظهر تعاطف الأقدمين مع المرأة ودورها في المنزل وتأثيرها على الرجل وتصدق القول الذي يقول (( وراء كل رجل عظيم امرأة )) ..

وفي قصة الامتحان من مارد البئر والرد عليها بقول بطلها : ((حبيبك اللي تحب ولو كان دب )) يظهر لي أنها كلمة مشهورة قديماً وإن كنت أذكر أني شاهدت مسرحية مصرية لسعيد صالح تذكر مثل هذا الموقف وهذا الرد مع المارد مما يدل على اشتهار هذه القصة أو قل هذا المقطع على الأقل وامتداده الجغرافي وإن اختلفت تفاصيلها ..

وبالمثل في قوله : (( وقال له إذا أردت أن تخرج فقل : الثور الأسود غلب الثور الأبيض وأحذر أن تغلط وذهب هو والمرأتان .

وبعد ما انتهى الفتى من سقي القافلة رفع الدلو وبه الرمان وقال لكبير القافلة ضع الرمان مع باقي متاعي وعندما أراد أن يخرج نسى من شدة الفرح فقال : الثور الأبيض غلب الثور الأسود ولم يشعر إلا ومارد ويحمله ويرميه في آخر الدنيا )) قد ذكر الراوي أيضا في قصة أخرة أسماها (( قصة الشاب والنسر والبنتان )) ما يشبه هذا المقطع بالتمام وإن كان خطأه قد خسف به إلى أسفل الأرض ! والآن إلى القصة ..

****
قال الراوي :
(( قالت الوالدة رحمها الله حدثت أن أحد السلاطين عاش في بحبوبة ورغد من العيش وكانت له ابنة جميلة وعاقلة وكان كلما ذكر لها فعلاً حسناً لشخص قالت من امرأته وإذا ذكر لها فعلاً سيئاً من شخص قالت من امرأته وكأنها تقول إن نجاح وفشل الرجل يعود إلى نوعية المرآة التي تشاركه حياته أو كأنه تطبق مدلول القول الذي يقول ( وراء كل رجل عظيم امرأة ) فاغتاظ منها والدها وأراد أن يجازيها أو يمتحنها ليرى مدى صحة قولها ورأى فتى مع أمه يقيمان تحت ظل جبل ولا فراش لهما سوى الأرض ولا غطاء سوء السماء وليس من الأثاث والمتاع سوى القدر الذي يطبخان فيه والصحن الذي يأكلان فيه والماعون الذي يشربان به والفتى كسول تضع الطعام في فمه فبالكاد يأكل وإذا لحقت به الشمس تسحبه أمه من الشمس إلى الظل فقال هذا الامتحان الصحيح والمحك الحقيقي وأتى بابنته إليهما وقال زوجت ابنك هذا ابنتي هذه فقال الفتى رضيت وقالت الفتاه رضيت وعقد له عليها وتركها عندهم وانصرف .

وقالت الفتاة للأم من أين تأكلون قالت من حزمة حطب أنقلها فوق ظهري من الغابة قالت وهل الحطب متوفر بالغابة قالت : بكثرة قالت : لننم الآن .
وفي الصباح أيقظت الفتاة الفتى وأمه وقالت لنذهب كلنا إلى الغابة ونحتطب وكان الفتى قد كسل عن القيام ولكنها ضغطت عليه بالقوة فذهبوا إلى الغابة وأتوا بثلاث حزم من الحطب وقالت له : بع الحطب واشتر لنا بقيمة حزمة طعاماً نأكله وبقيمة حزمه حريراً ملونا وقصباً وأتني بقيمة الحزمة الثالثة فعمل ما طلبته منه وأكلوا وشربوا ووضعت لهم صندوق توفير تضع به ما توفره أما الحرير والغصب فصنعت منه مناديل جيب وقال له أذهب به السوق وبعه فتسابق الناس إلى شراء المناديل وأصبحوا يدفعون له عربوناً ويتعاقدون معه لشراء هذه المناديل .

واستمروا على هذه الحال ولما توفر لها بعض المال بنت بيتاً صغيراً لهم من اللبن وفرشته وأثثته وسمعت بأن قافلة تريد أن تسافر لطلب التجارة فأمرته بالذهاب معها قال لها أنا لا أملك مالاً مثلهم قالت : أنت أخدم كل واحد من التجار بما يطلبه منك وخذ أجرا مقابل ذلك فسافر مع القافلة وصار يخدم الجميع ويتلقى منهم ما تجود به أيديهم وأحبه كبير القافلة وقال له طعامك وشرابك على وأنا أحفظ لك كل ما تحصل عليه حتى تعود إلى أهلك فوافق على ذلك .

وأصبح يخدمه ويخدم تجار القافلة وما حصل عليه يضعه عند كبير القافلة وذات يوم انقطع الماء عند أهل القافلة ورأوا بئراً فعرجوا عليه ليستقوا منه وأنزلوا أدليتهم ولكن كل هذه الأدلية حجزت بالبئر ونزل شخص ليرى السبب فلم يعد ثم نزل شخص آخر ولم يعد أيضاً فقال الفتى لكبير القافلة : أنا أنزل لأرى ما القصة فقال له يا ابني النزول خطر ولكنه صمم ونزل فرأى رجلاً جالساً بحجلاة بداخل البئر وبجانبه امرأتان واحدة في غاية الجمال والأخرى في منتهى الدمامة وسأل الرجل الفتى أي المرأتين أجمل فنظر الفتى إلى هذه ثم هذه وقال : حبيبك اللي تحب ولو كان دب وأشار إلى الدميمة وقال هذه أحسن قال الرجل أحسنت فاسق لقوك وأطلب جنيهاً ذهباً على الدلو الواحد فكلمهم بذلك فصار كل من أراد دلواً أو دلوين أو ثلاثة يدفع القيمة لوكيل الفتى وهو كبير القافلة حتى استقوا جميعاً وأعطاه الرجل خمس رمانات هدية من عنده وقال له إذا أردت أن تخرج فقل : الثور الأسود غلب الثور الأبيض وأحذر أن تغلط وذهب هو والمرأتان .

وبعد ما انتهى الفتى من سقي القافلة رفع الدلو وبه الرمان وقال لكبير القافلة ضع الرمان مع باقي متاعي وعندما أراد أن يخرج نسى من شدة الفرح فقال : الثور الأبيض غلب الثور الأسود ولم يشعر إلا ومارد ويحمله ويرميه في آخر الدنيا .

وانتظر أهل القافلة طلوع الفتى دون جدوى ونادوا عليه في البئر ولكن ما من مجيب وأخيراً قطعوا الأمل من عودته وسافروا وأتموا الرحلة وعندما عادت القافلة إلى مقرها ذهب كبير القافلة إلى أم الفتى وزوجته وأخبرهما عن فقده وأعطاهما محصوله فأخذت الفتاة المال ورمت الرمانات الخمس في طاقة إحدى الحجر .

أما الفتى فقد أخذ يهيم على وجه الدنيا حتى وصل إلى مدينته ودخل على أمه وزوجته ففرحتا به غاية الفرح ومره سأل زوجته أين الرمان هدية رجل البئر قالت في الطاقة قال هاتي واحدة لنأكلها فلما كسرها ليأكلها وجدها متروسة بالجواهر التي تساوي كل واحدة منها خزنة مال ولا يوجد عند السلاطين مثلها ثم كسروا الرمانات الأربع الباقية فوجدوها متروسة بمثل ذلك فأخذ حفنة الجواهر وباعها عند الجواهرجية بثروة طائلة وقالت له زوجته : ابن لنا بيتاً كبيراً محاذياً لبيت أبي وزينه وأثثه وافرشه حتى يكون أحسن من بيت أبي في جميع أنحائه وأغرس بجانبه حدائق بساتين تفوق حدائق وبساتين أبي في جميع جوانبها ولما عمل كل ذلك سكن هو وزوجته وأم زوجته وولداه وقد رزق بولدين كأنهما لؤلؤتان بهذا البيت .

ومرة كان السلطان والوزير يمشيان بجانب بيت السلطان ورأى السلطان هذا البيت الذي يفوق بيته شكلا ومضموناً فقال لوزيره لمن هذا البيت الضخم الفخم قال الوزير هذا البيت لتاجر نزل حديثاً ولا ندري من أين أتى فقال أما كان الواجب أن نتعرف عليه ونعرفه ونهدي له هدية لنكسب وده قال الوزير إن الوقت لم يفت بعد قال السلطان : أذهب إليه عن أمري وأعزمه بعد أن تأخذ له هدية سنية قال الوزير سمعاً وطاعة وذهب ليقوم باللازم فأخذ هدية فاخرة ولما طرق الباب رأى من الخدم والحشم والزينة والفرس والأثاث والحدائق والبساتين ما خلب لبه وجعله يستصغر هديته ، ثم قدم الهدية للفتى وعزمه عن أمر السلطان فاستجاب لأمر العزيمة وقالت له زوجته بنت السلطان خذ لهم هدية تليق بالمقام وعزمهم فذهب للعزيمة وقدم الهدية وهي تفوق هدية السلطان بأضعاف الأضعاف ثم عزم السلطان وحاشيته وعند دخول السلطان لبته أخذه الذهول من حسن وفخامة ما رأى ولما مدت الموائد التي لم يملك مثلها السلاطين وأكلوا وشربوا ولذوا وطربوا .

وبعد ذلك أعطت بنت السلطان لولديها الصغيرين فنجان القهوة وقال لهما قولا له اشرب القهوة يا جدنا الذي رمي أمنا فدخل الطفلان وقدما الفنجان وقالا له العبارة ودخلت أمهما ورمت بنفسها بين أحضان والدها وبكت وبكى وقالت : هل صدقت في قولي كل شيء من امرأته قال : صدقت يا ابنتي .. )

هذه صغيرة عن الاخرى

قصة الرجل وصاحبه وامرأته الخائنة

تمهيد : هذه القصة عن الخيانة الزوجية ، ذكر الملعقة هنا وقد اشتهر أكل الملعقة منذ زمن قديم عند العرب وذكرت الكتب الأدبية ما يثبت ذلك لذلك فذكر الملعقة هنا ليس بالغريب !
وقصة الدولاب ذكرني بأحد قصص ألف ليلة وليلة عن مكر بعض النساء وهي زوجة أحد التجار عندما اعتقل عشيقها فأرادت أخراجه وتعرضت للسلطان وللوالي والوزير والقاضي ووعدوها بزيارتها فجاءوها جميعاً معاً فأدخلتهم في خزينة واحد بعد أن صنعتها في قصة طويلة راجعها إن أردت ..

وذكره للبر وأن الأرض شربت والموسم موسم أمطار يحكي ويمثل حياة المنطقة التي تروى بها القصة وقد يشمل هذا كثير من مناطق جزيرتنا العربية ..

وفي نهاية القصة يقول الزوج لزوجته ((جاء مطر كثر السمن الي كتيتوه وفيه برد كبر البيض اللي فقعتوه ولو ما تلحفنا بالخسفه اللي كبر القرص اللي سويتوه كان متنا مثل الديك اللي ذبحتوه )) وهذه المقطع يظهر لي أنه محفوظ ومتداول في أصل القصة فقد تختلف الرواية في سردها للقصة ولكن المقطع هنا يجب أن يحفظ ويسجل هكذا كما في كثير من بعض المقاطع في القصص التي روينها من قبل وكمثال قول البقيرة (( قرني ساطع قلبي حديده )) وأمثاله …

****

قال الراوي :

(( من القصص القديمة أن رجلاً كانت له زوجة تأكل معه دائماً برأس الملعقة وعندما يسألها تقول أنا أقل شيء يكفيني ولكن المهم أن تتغذى أنت الرجل الذي يشقى ويتعب فأخبر صاحبه بذلك مادحاً له وطرباً لحبها وإخلاصها فقال له صديقه : إن زوجتك مصاحبه يعني لها صاحب فقال وكيف قال أنت إدع السفر وسترى صحة ما أقول .

واتفقا على أن يذكر لزوجته أنه سيذهب إلى البر حيث سمع أن له بلاداً شربت والموسم موسم أمطار فقد تنزل عليها أمطار أخرى ويدخله صاحبه في دولاب من الخشب يرى منه ما يجري أمامه على أن يمهد لذلك قبل سفره وهكذا حبكت القصة وفي الصباح اليوم الثاني قال لزوجته : أنا أريد السفر لأرى بلادنا الفلانية من اليوم وربما أقعد هناك يومين أو ثلاثة فجهزي لي الزاد وملابس شتويه فقد تنزل أمطار أخرى ، وعلى فكرة سيأتي صاحبي فلان بدولاب لحفظه عندنا ووضعه في مكان يكون دائماً تحت نظرك والأحسن أن يكون في المطبخ قالت له : مرحباً وعلى عيني وراسي ثم ودعها .

وذهب إلى دار صاحبه وصنعا الدولاب وأدخله فيه وحمله وجاء للبيت فنادي : يا فلان باسم صاحبه فقالت له : زوجي سافر قال : أنا وعدته إنني أحفظ عنده دولاباً لي لمدة يوم واحد قالت لقد أوصانا فأدخله في المطبخ فأدخله وخرج وبعد قليل سمع طرقاً على الباب وخرجت وفتحت الباب وجاءت ومعها رجل ويده في يدها قالت : أبشر فزوجي قد سافر قال : إلى أين قالت : إلى بلاد له بالبر وسيعود بعد يومين أو ثلاثة ، قال : عساه ما يعود ، قالت : أمين يارب العالمين ومن فمك لباب السماء ، ثم قالت : اجلس لنعمل لنا غذاء ونتهنى بالأكل ثم مسكت ديكا من الدجاج وأمرته بذبحه فذبحه وطبخته على النار وأحضرت بعض البيض وقلته بالسمن البلدي وعملت قرصاً من خبز الحنطة على جمر النار ووضعا كل ذلك وأخذا يأكلان بشهية ونهم وبعدما تغذيا وانبسطا خرج على أن يعود لها في صباح اليوم التالي .

وبعد المغرب جاء الصاحب وطرق الباب فقال : من الطارق قال : أنا فلان جئت أسترد الأمانة فقالت : أدخل وخذ أمانتك وسألها ألم يعد فلان قالت : لا لم يعد . ولما وصلا إلى بيت الصاحب سأله عما رأى قال : كل ما توقعته رأيته حقيقة وفي الصباح عاد الزوج إلى بيته فحيت به وأظهرت الفرح بقدومه وسألته هل جاءكم مطر قال : جاء مطر كثر السمن الي كتيتوه وفيه برد كبر البيض اللي فقعتوه ولو ما تلحفنا بالخسفه اللي كبر القرص اللي سويتوه كان متنا مثل الديك اللي ذبحتوه أخرجي من بيتي فأنت طالق ، وصدقت توقعات صديقه المخلص . ))
لاتنسو الدعاء لاخواننا الشهداء في غزة




شكرا وبارك الله فيك
جزاك الله كل خير