التصنيفات
القران الكريم

من فوائد قصة الخضر

قال الإمام البخاري رحمه الله : حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا سفيان قال حدثنا عمرو قال أخبرني سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس إن نوفا البكالي يزعم أن موسى ليس بموسى بني إسرائيل إنما هو موسى آخر ؟ فقال كذب عدو الله حدثنا ابن أبي كعب عن النبي صلى الله عليه و سلم:
قَامَ مُوسَى النَّبِيُّ خَطِيبًا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ, فَسُئِلَ أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ؟ فَقَالَ: أَنَا أَعْلَمُ. فَعَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ إِذْ لَمْ يَرُدَّ الْعِلْمَ إِلَيْهِ. فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي بِمَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ!
قَالَ: يَا رَبِّ وَكَيْفَ بِهِ؟ فَقِيلَ لَهُ: احْمِلْ حُوتًا فِي مِكْتَلٍ, فَإِذَا فَقَدْتَهُ فَهُوَ ثَمَّ.
فَانْطَلَقَ وَانْطَلَقَ بِفَتَاهُ يُوشَعَ بْنِ نُونٍ وَحَمَلَا حُوتًا فِي مِكْتَلٍ, حَتَّى كَانَا عِنْدَ الصَّخْرَةِ وَضَعَا رُءُوسَهُمَا وَنَامَا, فَانْسَلَّ الْحُوتُ مِنْ الْمِكْتَلِ{فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا}.
وَكَانَ لِمُوسَى وَفَتَاهُ عَجَبًا فَانْطَلَقَا بَقِيَّةَ لَيْلَتِهِمَا وَيَوْمَهُمَا, فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ:{آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا}, وَلَمْ يَجِدْ مُوسَى مَسًّا مِنْ النَّصَبِ, حَتَّى جَاوَزَ الْمَكَانَ الَّذِي أُمِرَ بِهِ فَقَالَ لَهُ فَتَاهُ: {أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ}.
قَالَ مُوسَى:{ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِي فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا}, فَلَمَّا انْتَهَيَا إِلَى الصَّخْرَةِ إِذَا رَجُلٌ مُسَجًّى بِثَوْبٍ أَوْ قَالَ: تَسَجَّى بِثَوْبِهِ, فَسَلَّمَ مُوسَى فَقَالَ الْخَضِرُ: وَأَنَّى بِأَرْضِكَ السَّلَامُ!
فَقَالَ: أَنَا مُوسَى فَقَالَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ قَالَ: نَعَمْ قَالَ:{هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رَشَدًا}, قَالَ{إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا}.
يَا مُوسَى: إِنِّي عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَلَّمَنِيهِ لَا تَعْلَمُهُ أَنْتَ وَأَنْتَ عَلَى عِلْمٍ عَلَّمَكَهُ لَا أَعْلَمُهُ {قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا}.
فَانْطَلَقَا يَمْشِيَانِ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ لَيْسَ لَهُمَا سَفِينَةٌ, فَمَرَّتْ بِهِمَا سَفِينَةٌ فَكَلَّمُوهُمْ أَنْ يَحْمِلُوهُمَا فَعُرِفَ الْخَضِرُ فَحَمَلُوهُمَا بِغَيْرِ نَوْلٍ فَجَاءَ عُصْفُورٌ فَوَقَعَ عَلَى حَرْفِ السَّفِينَةِ فَنَقَرَ نَقْرَةً أَوْ نَقْرَتَيْنِ فِي الْبَحْرِ فَقَالَ الْخَضِرُ: يَا مُوسَى مَا نَقَصَ عِلْمِي وَعِلْمُكَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ إِلَّا كَنَقْرَةِ هَذَا الْعُصْفُورِ فِي الْبَحْرِ, فَعَمَدَ الْخَضِرُ إِلَى لَوْحٍ مِنْ أَلْوَاحِ السَّفِينَةِ فَنَزَعَهُ.
فَقَالَ مُوسَى: قَوْمٌ حَمَلُونَا بِغَيْرِ نَوْلٍ عَمَدْتَ إِلَى سَفِينَتِهِمْ فَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا: {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ}, فَكَانَتْ الْأُولَى مِنْ مُوسَى نِسْيَانًا.
فَانْطَلَقَا فَإِذَا غُلَامٌ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ, فَأَخَذَ الْخَضِرُ بِرَأْسِهِ مِنْ أَعْلَاهُ فَاقْتَلَعَ رَأْسَهُ بِيَدِهِ فَقَالَ مُوسَى:{أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ}, {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا}.
ذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ}.
قَالَ الْخَضِرُ بِيَدِهِ فَأَقَامَهُ فَقَالَ لَهُ مُوسَى: {لَوْ شِئْتَ
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: وَهَذَا أَوْكَدُ: {فَانْطَلَقَا حَتَّى إِ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ}.
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَرْحَمُ اللَّهُ مُوسَى لَوَدِدْنَا لَوْ صَبَرَ حَتَّى يُقَصَّ عَلَيْنَا مِنْ أَمْرِهِمَا ".
وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني – رحمه الله – في شرحه لهذا لحديث في فتح الباري:
قَوْله : ( إِنَّ مُوسَى )
أَيْ : صَاحِب الْخَضِر ، وَصَرَّحَ بِهِ الْمُصَنِّف فِي التَّفْسِير .
قَوْله : (إِنَّمَا هُوَ مُوسَى آخَر )
كَذَا فِي رِوَايَتنَا بِغَيْرِ تَنْوِين فِيهِمَا ، وَهُوَ عَلَم عَلَى شَخْص مُعَيَّن قَالُوا إِنَّهُ مُوسَى بْن مِيشَا بِكَسْرِ الْمِيم وَبِالشِّينِ الْمُعْجَمَة ، وَجَزَمَ بَعْضهمْ أَنَّهُ مُنَوَّن مَصْرُوف لِأَنَّهُ نَكِرَة ، وَنُقِلَ عَنْ اِبْن مَالِك أَنَّهُ جَعَلَهُ مِثَالًا لِلْعَلَمِ إِذَا نُكِّرَ تَخْفِيفًا ، قَالَ : وَفِيهِ بَحْث .
قَوْله : (كَذَبَ عَدُوّ اللَّه )
قَالَ اِبْن التِّين : لَمْ يُرِدْ اِبْن عَبَّاس إِخْرَاج نَوْف عَنْ وِلَايَة اللَّه ، وَلَكِنَّ قُلُوب الْعُلَمَاء تَنْفِر إِذَا سَمِعَتْ غَيْر الْحَقّ ، فَيُطْلِقُونَ أَمْثَال هَذَا الْكَلَام لِقَصْدِ الزَّجْر وَالتَّحْذِير مِنْهُ وَحَقِيقَته غَيْر مُرَادَة . قُلْت : وَيَجُوز أَنْ يَكُون اِبْن عَبَّاس اِتَّهَمَ نَوْفًا فِي صِحَّة إِسْلَامه ، فَلِهَذَا لَمْ يَقُلْ فِي حَقّ الْحُرّ بْن قَيْس هَذِهِ الْمَقَالَة مَعَ تَوَارُدهمَا عَلَيْهَا . وَأَمَّا تَكْذِيبه فَيُسْتَفَاد مِنْهُ أَنَّ لِلْعَالِمِ إِذَا كَانَ عِنْده عِلْم بِشَيْءٍ فَسَمِعَ غَيْره يَذْكُر فِيهِ شَيْئًا بِغَيْرِ عِلْم أَنْ يُكَذِّبهُ ، وَنَظِيره قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " كَذَبَ أَبُو السَّنَابِل " أَيْ : أَخْبَرَ بِمَا هُوَ بَاطِل فِي نَفْس الْأَمْر .
قَوْله : (حَدَّثَنِي أُبَيّ بْن كَعْب )
فِي اِسْتِدْلَاله بِذَلِكَ دَلِيل عَلَى قُوَّة خَبَر الْوَاحِد الْمُتْقِن عِنْده حَيْثُ يُطْلِق مِثْل هَذَا الْكَلَام فِي حَقّ مَنْ خَالَفَهُ ، وَفِي الْإِسْنَاد رِوَايَة تَابِعِيّ عَنْ تَابِعِيّ وَهُمَا عَمْرو وَسَعِيد ، وَصَحَابِيّ عَنْ صَحَابِيّ وَهُمَا اِبْن عَبَّاس وَأُبَيّ.
قَوْله : (فَقَالَ أَنَا أَعْلَم )
فِي جَوَاب أَيّ النَّاس أَعْلَم ، قِيلَ : إِنَّهُ مُخَالِف لِقَوْلِهِ فِي الرِّوَايَة السَّابِقَة فِي بَاب الْخُرُوج فِي طَلَب الْعِلْم قَالَ : هَلْ تَعْلَم أَحَدًا أَعْلَم مِنْك ؟ وَعِنْدِي لَا مُخَالَفَة بَيْنهمَا ؛ لِأَنَّ قَوْله هُنَا " أَنَا أَعْلَم " أَيْ : فِيمَا أَعْلَم ، فَيُطَابِق قَوْله " لَا " فِي جَوَاب مَنْ قَالَ لَهُ : هَلْ تَعْلَم أَحَدًا أَعْلَم مِنْك ؟ فِي إِسْنَاد ذَلِكَ إِلَى عِلْمه لَا إِلَى مَا فِي نَفْس الْأَمْر . وَعِنْد النَّسَائِيِّ مِنْ طَرِيق عَبْد اللَّه بْن عُبَيْد عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر بِهَذَا السَّنَد " قَامَ مُوسَى خَطِيبًا فَعَرَضَ فِي نَفْسه أَنَّ أَحَدًا لَمْ يُؤْتَ مِنْ الْعِلْم مَا أُوتِيَ ، وَعَلِمَ اللَّه بِمَا حَدَّثَ بِهِ نَفْسه فَقَالَ : يَا مُوسَى ، إِنَّ مِنْ عِبَادِي مَنْ آتَيْته مِنْ الْعِلْم مَا لَمْ أُوتِك " وَعِنْد عَبْد الرَّزَّاق عَنْ مَعْمَر عَنْ أَبِي إِسْحَاق عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر " فَقَالَ : مَا أَجِد أَحَدًا أَعْلَم بِاَللَّهِ وَأَمْره مِنِّي " . وَهُوَ عِنْد مُسْلِم مِنْ وَجْه آخَر عَنْ أَبِي إِسْحَاق بِلَفْظِ " مَا أَعْلَم فِي الْأَرْض رَجُلًا خَيْرًا أَوْ أَعْلَم مِنِّي ".
قَالَ اِبْن الْمُنِير : ظَنَّ اِبْن بَطَّال أَنَّ تَرْك مُوسَى الْجَوَاب عَنْ هَذِهِ الْمَسْأَلَة كَانَ أَوْلَى . قَالَ : وَعِنْدِي أَنَّهُ لَيْسَ كَذَلِكَ ، بَلْ رَدّ الْعِلْم إِلَى اللَّه تَعَالَى مُتَعَيِّن أَجَابَ أَوْ لَمْ يُجِبْ ، فَلَوْ قَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام : " أَنَا وَاَللَّه أَعْلَم " لَمْ تَحْصُل الْمُعَاتَبَة ، وَإِنَّمَا عُوتِبَ عَلَى اِقْتِصَاره عَلَى ذَلِكَ ، أَيْ : لِأَنَّ الْجَزْم يُوهِم أَنَّهُ كَذَلِكَ فِي نَفْس الْأَمْر ، وَإِنَّمَا مُرَاده الْإِخْبَار بِمَا فِي عِلْمه كَمَا قَدَّمْنَاهُ ، وَالْعَتْب مِنْ اللَّه تَعَالَى مَحْمُول عَلَى مَا يَلِيق بِهِ لَا عَلَى مَعْنَاهُ الْعُرْفِيّ فِي الْآدَمِيِّينَ كَنَظَائِرِهِ .
قَوْله : ( هُوَ أَعْلَم مِنْك )
ظَاهِر فِي أَنَّ الْخَضِر نَبِيّ ، بَلْ نَبِيّ مُرْسَل ، إِذْ لَوْ لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ لَلَزِمَ تَفْضِيل الْعَالِي عَلَى الْأَعْلَى وَهُوَ بَاطِل مِنْ الْقَوْل ، وَلِهَذَا أَوْرَدَ الزَّمَخْشَرِيّ سُؤَالًا وَهُوَ : دَلَّتْ حَاجَة مُوسَى إِلَى التَّعْلِيم مِنْ غَيْره أَنَّهُ مُوسَى بْن مِيشَا كَمَا قِيلَ ، إِذْ النَّبِيّ يَجِب أَنْ يَكُون أَعْلَم أَهْل زَمَانه ، وَأَجَابَ عَنْهُ بِأَنَّهُ لَا نَقْص بِالنَّبِيِّ فِي أَخْذ الْعِلْم مِنْ نَبِيّ مِثْله .
قُلْت : وَفِي الْجَوَاب نَظَر ؛ لِأَنَّهُ يَسْتَلْزِم نَفْي مَا أَوْجَبَ ، وَالْحَقّ أَنَّ الْمُرَاد بِهَذَا الْإِطْلَاق تَقْيِيد الْأَعْلَمِيَّة بِأَمْرٍ مَخْصُوص ، لِقَوْلِهِ بَعْد ذَلِكَ " إِنِّي عَلَى عِلْم مِنْ عِلْم اللَّه عَلَّمَنِيهِ لَا تَعْلَمهُ أَنْتَ ، وَأَنْتَ عَلَى عِلْم عَلَّمَكَهُ اللَّه لَا أَعْلَمهُ " وَالْمُرَاد بِكَوْنِ النَّبِيّ أَعْلَم أَهْل زَمَانه أَيْ مِمَّنْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ ، وَلَمْ يَكُنْ مُوسَى مُرْسَلًا إِلَى الْخَضِر ، وَإِذًا فَلَا نَقْص بِهِ إِذَا كَانَ الْخَضِر أَعْلَم مِنْهُ إِنْ قُلْنَا إِنَّهُ نَبِيّ مُرْسَل ، أَوْ أَعْلَم مِنْهُ فِي أَمْر مَخْصُوص إِنْ قُلْنَا إِنَّهُ نَبِيّ أَوْ وَلِيّ ، وَيَنْحَلّ بِهَذَا التَّقْرِير إِشْكَالَات كَثِيرَة .
وَمِنْ أَوْضَح مَا يُسْتَدَلّ بِهِ عَلَى نُبُوَّة الْخَضِر قَوْله : ( وَمَا فَعَلْته عَنْ أَمْرِي ) وَيَنْبَغِي اِعْتِقَاد كَوْنه نَبِيًّا لِئَلَّا يَتَذَرَّع بِذَلِكَ أَهْل الْبَاطِل فِي دَعْوَاهُمْ أَنَّ الْوَلِيّ أَفْضَل مِنْ النَّبِيّ ، حَاشَا وَكَلَّا .
وَتَعَقَّبَ اِبْن الْمُنِير عَلَى اِبْن بَطَّال إِيرَاده فِي هَذَا الْمَوْضِع كَثِيرًا مِنْ أَقْوَال السَّلَف فِي التَّحْذِير مِنْ الدَّعْوَى فِي الْعِلْم ، وَالْحَثّ عَلَى قَوْل الْعَالِم لَا أَدْرِي ، بِأَنَّ سِيَاق مِثْل ذَلِكَ فِي هَذَا الْمَوْضِع غَيْر لَائِق ، وَهُوَ كَمَا قَالَ رَحِمَهُ اللَّه . قَالَ : وَلَيْسَ قَوْل مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام أَنَا أَعْلَم كَقَوْلِ آحَاد النَّاس مِثْل ذَلِكَ ، وَلَا نَتِيجَة قَوْله كَنَتِيجَةِ قَوْلهمْ فَإِنَّ نَتِيجَة قَوْلهمْ الْعُجْب وَالْكِبْر وَنَتِيجَة قَوْله الْمَزِيد مِنْ الْعِلْم وَالْحَثّ عَلَى التَّوَاضُع وَالْحِرْص عَلَى طَلَب الْعِلْم . وَاسْتِدْلَاله بِهِ أَيْضًا عَلَى أَنَّهُ لَا يَجُوز الِاعْتِرَاض بِالْعَقْلِ عَلَى الشَّرْع خَطَأ ؛ لِأَنَّ مُوسَى إِنَّمَا اِعْتَرَضَ بِظَاهِرِ الشَّرْع لَا بِالْعَقْلِ الْمُجَرَّد ، فَفِيهِ حُجَّة عَلَى صِحَّة الِاعْتِرَاض بِالشَّرْعِ عَلَى مَا لَا يَسُوغ فِيهِ وَلَوْ كَانَ مُسْتَقِيمًا فِي بَاطِن الْأَمْر .
قَوْله : (فِي مِكْتَل )
بِكَسْرِ الْمِيم وَفَتْح الْمُثَنَّاة مِنْ فَوْق .
قَوْله : ( فَانْطَلَقَا بَقِيَّة لَيْلَتهمَا )
بِالْجَرِّ عَلَى الْإِضَافَة وَيَوْمهمَا بِالنَّصْبِ عَلَى إِرَادَة سَيْر جَمِيعه ، وَنَبَّهَ بَعْض الْحُذَّاق عَلَى أَنَّهُ مَقْلُوب . وَأَنَّ الصَّوَاب بَقِيَّة يَوْمهمَا وَلَيْلَتهمَا لِقَوْلِهِ بَعْده " فَلَمَّا أَصْبَحَ " لِأَنَّهُ لَا يُصْبِح إِلَّا عَنْ لَيْل اِنْتَهَى . وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون الْمُرَاد بِقَوْلِهِ : " فَلَمَّا أَصْبَحَ " أَيْ مِنْ اللَّيْلَة الَّتِي تَلِي الْيَوْم الَّذِي سَارَا جَمِيعه . وَاَللَّه أَعْلَم .
قَوْله : (أَنَّى )
أَيْ : كَيْف " بِأَرْضِك السَّلَام " . وَيُؤَيِّدهُ مَا فِي التَّفْسِير " هَلْ بِأَرْضِي مِنْ سَلَام " أَوْ مِنْ أَيْنَ كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى : ( أَنَّى لَك هَذَا ) وَالْمَعْنَى مِنْ أَيْنَ السَّلَام فِي هَذِهِ الْأَرْض الَّتِي لَا يُعْرَف فِيهَا ؟ وَكَأَنَّهَا كَانَتْ بِلَاد كُفْر ، أَوْ كَانَتْ تَحِيَّتهمْ بِغَيْرِ السَّلَام ، وَفِيهِ دَلِيل عَلَى أَنَّ الْأَنْبِيَاء وَمَنْ دُونهمْ لَا يَعْلَمُونَ مِنْ الْغَيْب إِلَّا مَا عَلَّمَهُمْ اللَّه ، إِذْ لَوْ كَانَ الْخَضِر يَعْلَم كُلّ غَيْب لَعَرَفَ مُوسَى قَبْل أَنْ يَسْأَلهُ .
قَوْله : (فَانْطَلَقَا يَمْشِيَانِ )
أَيْ : مُوسَى وَالْخَضِر ، وَلَمْ يَذْكُر فَتَى مُوسَى – وَهُوَ يُوشَع – لِأَنَّهُ تَابِع غَيْر مَقْصُود بِالْأَصَالَةِ .
قَوْله : (فَكَلَّمُوهُمْ )
ضَمَّ يُوشَع مَعَهُمَا فِي الْكَلَام لِأَهْلِ السَّفِينَة لِأَنَّ الْمَقَام يَقْتَضِي كَلَام التَّابِع .
قَوْله : (فَحَمَلُوهُمَا )
يُقَال فِيهِ مَا قِيلَ فِي يَمْشِيَانِ ، وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون يُوشَع لَمْ يَرْكَب مَعَهُمَا لِأَنَّهُ لَمْ يَقَع لَهُ ذِكْر بَعْد ذَلِكَ.
قَوْله : ( فَجَاءَ عُصْفُور )
بِضَمِّ أَوَّله ، قِيلَ هُوَ الصُّرَد بِضَمِّ الْمُهْمَلَة وَفَتْح الرَّاء ، وَفِي الرِّحْلَة لِلْخَطِيبِ أَنَّهُ الْخُطَّاف .
قَوْله : ( مَا نَقَصَ عِلْمِي وَعِلْمك مِنْ عِلْم اللَّه )
لَفْظ النَّقْص لَيْسَ عَلَى ظَاهِره ؛ لِأَنَّ عِلْم اللَّه لَا يَدْخُلهُ النَّقْص ، فَقِيلَ مَعْنَاهُ لَمْ يَأْخُذ ، وَهَذَا تَوْجِيه حَسَن . وَيَكُون التَّشْبِيه وَاقِعًا عَلَى الْأَخْذ لَا عَلَى الْمَأْخُوذ مِنْهُ ، وَأَحْسَن مِنْهُ أَنَّ الْمُرَاد بِالْعِلْمِ الْمُرَاد بِدَلِيلِ دُخُول حَرْف التَّبْعِيض ؛ لِأَنَّ الْعِلْم الْقَائِم بِذَاتِ اللَّه تَعَالَى صِفَة قَدِيمَة لَا تَتَبَعَّض وَالْمَعْلُوم هُوَ الَّذِي يَتَبَعَّض ، وَقَالَ الْإِسْمَاعِيلِيّ : الْمُرَاد أَنَّ نَقْص الْعُصْفُور لَا يَنْقُص الْبَحْر بِهَذَا الْمَعْنَى ، وَهُوَ كَمَا قِيلَ :
وَلَا عَيْب فِيهِمْ غَيْر أَنَّ سُيُوفهمْ بِهِنَّ فُلُول مِنْ قِرَاع الْكَتَائِب
أَيْ : لَيْسَ فِيهِمْ عَيْب ، وَحَاصِله أَنَّ نَفْي النَّقْص أُطْلِقَ عَلَى سَبِيل الْمُبَالَغَة . وَقِيلَ " إِلَّا " بِمَعْنَى وَلَا أَيْ : وَلَا كَنَقْرَةِ هَذَا الْعُصْفُور .
وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ : مَنْ أَطْلَقَ اللَّفْظ هُنَا تَجَوَّزَ لِقَصْدِهِ التَّمَسُّك وَالتَّعْظِيم ، إِذْ لَا نَقْص فِي عِلْم اللَّه وَلَا نِهَايَة لِمَعْلُومَاتِهِ . وَقَدْ وَقَعَ فِي رِوَايَة اِبْن جُرَيْجٍ بِلَفْظٍ أَحْسَن سِيَاقًا مِنْ هَذَا وَأَبْعَد إِشْكَالًا فَقَالَ : " مَا عِلْمِي وَعِلْمك فِي جَنْب عِلْم اللَّه إِلَّا كَمَا أَخَذَ هَذَا الْعُصْفُور بِمِنْقَارِهِ مِنْ الْبَحْر " وَهُوَ تَفْسِير لِلَّفْظِ الَّذِي وَقَعَ هُنَا ، قَالَ : وَفِي قِصَّة مُوسَى وَالْخَضِر مِنْ الْفَوَائِد أَنَّ اللَّه يَفْعَل فِي مُلْكه مَا يُرِيد ، وَيَحْكُم فِي خَلْقه بِمَا يَشَاء مِمَّا يَنْفَع أَوْ يَضُرّ ، فَلَا مَدْخَل لِلْعَقْلِ فِي أَفْعَاله وَلَا مُعَارَضَة لِأَحْكَامِهِ ، بَلْ يَجِب عَلَى الْخَلْق الرِّضَا وَالتَّسْلِيم ، فَإِنَّ إِدْرَاك الْعُقُول لِأَسْرَارِ الرُّبُوبِيَّة قَاصِر فَلَا يَتَوَجَّه عَلَى حُكْمه لِمَ وَلَا كَيْفَ ، كَمَا لَا يَتَوَجَّه عَلَيْهِ فِي وُجُوده أَيْنَ وَحَيْثُ وَأَنَّ الْعَقْل لَا يُحَسِّن وَلَا يُقَبِّح وَأَنَّ ذَلِكَ رَاجِع إِلَى الشَّرْع : فَمَا حَسَّنَهُ بِالثَّنَاءِ عَلَيْهِ فَهُوَ حَسَن ، وَمَا قَبَّحَهُ بِالذَّمِّ فَهُوَ قَبِيح([1]) .
وَأَنَّ لِلَّهِ تَعَالَى فِيمَا يَقْضِيه حُكْمًا وَأَسْرَارًا فِي مَصَالِح خَفِيَّة اِعْتَبَرَهَا كُلّ ذَلِكَ بِمَشِيئَتِهِ وَإِرَادَته مِنْ غَيْر وُجُوب عَلَيْهِ وَلَا حُكْم عَقْل يَتَوَجَّه إِلَيْهِ ، بَلْ بِحَسَبِ مَا سَبَقَ فِي عِلْمه وَنَافِذ حُكْمه ، فَمَا أَطْلَعَ الْخَلْق عَلَيْهِ مِنْ تِلْكَ الْأَسْرَار عُرِفَ ، وَإِلَّا فَالْعَقْل عِنْده وَاقِف . فَلْيَحْذَرْ الْمَرْء مِنْ الِاعْتِرَاض فَإِنَّ مَآل ذَلِكَ إِلَى الْخَيْبَة . قَالَ : وَلْنُنَبِّهْ هُنَا عَلَى مُغَلَّطَتَيْنِ؛
الْأُولَى : وَقَعَ لِبَعْضِ الْجَهَلَة أَنَّ الْخَضِر أَفْضَل مِنْ مُوسَى تَمَسُّكًا بِهَذِهِ الْقِصَّة وَبِمَا اِشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ ، وَهَذَا إِنَّمَا يَصْدُر مِمَّنْ قَصَرَ نَظَرَهُ عَلَى هَذِهِ الْقِصَّة وَلَمْ يَنْظُر فِيمَا خَصَّ اللَّه بِهِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام مِنْ الرِّسَالَة وَسَمَاع كَلَام اللَّه وَإِعْطَائِهِ التَّوْرَاة فِيهَا عِلْم كُلّ شَيْء ، وَأَنَّ أَنْبِيَاء بَنِي إِسْرَائِيل كُلّهمْ دَاخِلُونَ تَحْت شَرِيعَته وَيُخَاطِبُونَ بِحُكْمِ نُبُوَّته حَتَّى عِيسَى ، وَأَدِلَّة ذَلِكَ فِي الْقُرْآن كَثِيرَة ، وَيَكْفِي مِنْ ذَلِكَ قَوْله تَعَالَى : ( يَا مُوسَى إِنِّي اِصْطَفَيْتُك عَلَى النَّاس بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي ) وَسَيَأْتِي فِي أَحَادِيث الْأَنْبِيَاء مِنْ فَضَائِل مُوسَى مَا فِيهِ كِفَايَة . قَالَ : وَالْخَضِر وَإِنْ كَانَ نَبِيًّا فَلَيْسَ بِرَسُولٍ بِاتِّفَاقٍ ، وَالرَّسُول أَفْضَل مِنْ نَبِيّ لَيْسَ بِرَسُولٍ ، وَلَوْ تَنَزَّلْنَا عَلَى أَنَّهُ رَسُول فَرِسَالَة مُوسَى أَعْظَم وَأُمَّته أَكْثَر فَهُوَ أَفْضَل ، وَغَايَة الْخَضِر أَنْ يَكُون كَوَاحِدٍ مِنْ أَنْبِيَاء بَنِي إِسْرَائِيل وَمُوسَى أَفْضَلهمْ . وَإِنْ قُلْنَا : إِنَّ الْخَضِر لَيْسَ بِنَبِيٍّ بَلْ وَلِيّ فَالنَّبِيّ أَفْضَل مِنْ الْوَلِيّ ، وَهُوَ أَمْر مَقْطُوع بِهِ عَقْلًا وَنَقْلًا ، وَالصَّائِر إِلَى خِلَافه كَافِر لِأَنَّهُ أَمْر مَعْلُوم مِنْ الشَّرْع بِالضَّرُورَةِ . قَالَ : وَإِنَّمَا كَانَتْ قِصَّة الْخَضِر مَعَ مُوسَى اِمْتِحَانًا لِمُوسَى لِيَعْتَبِر .
الثَّانِيَة : ذَهَبَ قَوْم مِنْ الزَّنَادِقَة إِلَى سُلُوك طَرِيقَة تَسْتَلْزِم هَدْم أَحْكَام الشَّرِيعَة فَقَالُوا : إِنَّهُ يُسْتَفَاد مِنْ قِصَّة مُوسَى وَالْخَضِر أَنَّ الْأَحْكَام الشَّرْعِيَّة الْعَامَّة تَخْتَصّ بِالْعَامَّةِ وَالْأَغْبِيَاء ، وَأَمَّا الْأَوْلِيَاء وَالْخَوَاصّ فَلَا حَاجَة بِهِمْ إِلَى تِلْكَ النُّصُوص ، بَلْ إِنَّمَا يُرَاد مِنْهُمْ مَا يَقَع فِي قُلُوبهمْ ، وَيُحْكَم عَلَيْهِمْ بِمَا يَغْلِب عَلَى خَوَاطِرهمْ ، لِصَفَاءِ قُلُوبهمْ عَنْ الْأَكْدَار وَخُلُوّهَا عَنْ الْأَغْيَار . فَتَنْجَلِي لَهُمْ الْعُلُوم الْإِلَهِيَّة وَالْحَقَائِق الرَّبَّانِيَّة ، فَيَقِفُونَ عَلَى أَسْرَار الْكَائِنَات وَيَعْلَمُونَ الْأَحْكَام الْجُزْئِيَّات فَيَسْتَغْنُونَ بِهَا عَنْ أَحْكَام الشَّرَائِع الْكُلِّيَّات ، كَمَا اِتَّفَقَ لِلْخَضِرِ ، فَإِنَّهُ اِسْتَغْنَى بِمَا يَنْجَلِي لَهُ مِنْ تِلْكَ الْعُلُوم عَمَّا كَانَ عِنْد مُوسَى ، وَيُؤَيِّدهُ الْحَدِيث الْمَشْهُور : " اِسْتَفْتِ قَلْبك وَإِنْ أَفْتَوْك ".
قَالَ الْقُرْطُبِيّ : وَهَذَا الْقَوْل زَنْدَقَة وَكُفْر ؛ لِأَنَّهُ إِنْكَار لِمَا عُلِمَ مِنْ الشَّرَائِع ، فَإِنَّ اللَّه قَدْ أَجْرَى سُنَّته وَأَنْفَذَ كَلِمَته بِأَنَّ أَحْكَامه لَا تُعْلَم إِلَّا بِوَاسِطَةِ رُسُله السُّفَرَاء بَيْنه وَبَيْن خَلْقه الْمُبَيِّنِينَ لِشَرَائِعِهِ وَأَحْكَامه ، كَمَا قَالَ اللَّه تَعَالَى : ( اللَّه يَصْطَفِي مِنْ الْمَلَائِكَة رُسُلًا وَمِنْ النَّاس ) وَقَالَ : ( اللَّه أَعْلَم حَيْثُ يَجْعَل رِسَالَاته ) وَأَمَرَ بِطَاعَتِهِمْ فِي كُلّ مَا جَاءُوا بِهِ ، وَحَثَّ عَلَى طَاعَتهمْ وَالتَّمَسُّك بِمَا أَمَرُوا بِهِ فَإِنَّ فِيهِ الْهُدَى .
وَقَدْ حَصَلَ الْعِلْم الْيَقِين وَإِجْمَاع السَّلَف عَلَى ذَلِكَ ، فَمَنْ اِدَّعَى أَنَّ هُنَاكَ طَرِيقًا أُخْرَى يَعْرِف بِهَا أَمْرَهُ وَنَهْيه غَيْر الطُّرُق الَّتِي جَاءَتْ بِهَا الرُّسُل يَسْتَغْنِي بِهَا عَنْ الرَّسُول فَهُوَ كَافِر يُقْتَل وَلَا يُسْتَتَاب .
قَالَ : وَهِيَ دَعْوَى تَسْتَلْزِم إِثْبَات نُبُوَّة بَعْد نَبِيّنَا ؛ لِأَنَّ مَنْ قَالَ إِنَّهُ يَأْخُذ عَنْ قَلْبه لِأَنَّ الَّذِي يَقَع فِيهِ هُوَ حُكْم اللَّه وَأَنَّهُ يَعْمَل بِمُقْتَضَاهُ مِنْ غَيْر حَاجَة مِنْهُ إِلَى كِتَاب وَلَا سُنَّة فَقَدْ أَثْبَتَ لِنَفْسِهِ خَاصَّة النُّبُوَّة كَمَا قَالَ نَبِيّنَا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ رُوح الْقُدُس نَفَثَ فِي رُوعِي" .
قَالَ : وَقَدْ بَلَغَنَا عَنْ بَعْضهمْ أَنَّهُ قَالَ : أَنَا لَا آخُذ عَنْ الْمَوْتَى ، وَإِنَّمَا آخُذ عَنْ الْحَيّ الَّذِي لَا يَمُوت . وَكَذَا قَالَ آخَر : أَنَا آخُذ عَنْ قَلْبِي عَنْ رَبِّي .
وَكُلّ ذَلِكَ كُفْر بِاتِّفَاقِ أَهْل الشَّرَائِع ، وَنَسْأَل اللَّه الْهِدَايَة وَالتَّوْفِيق .
وَقَالَ غَيْره : مَنْ اِسْتَدَلَّ بِقِصَّةِ الْخَضِر عَلَى أَنَّ الْوَلِيّ يَجُوز أَنْ يَطَّلِع مِنْ خَفَايَا الْأُمُور عَلَى مَا يُخَالِف الشَّرِيعَة وَيَجُوز لَهُ فِعْله فَقَدْ ضَلَّ ، وَلَيْسَ مَا تَمَسَّكَ بِهِ صَحِيحًا ، فَإِنَّ الَّذِي فَعَلَهُ الْخَضِر لَيْسَ فِي شَيْء مِنْهُ مَا يُنَاقِض الشَّرْع ، فَإِنَّ نَقْض لَوْح مِنْ أَلْوَاح السَّفِينَة لِدَفْعِ الظَّالِم عَنْ غَصْبهَا ثُمَّ إِذَا تَرَكَهَا أُعِيدَ اللَّوْح جَائِز شَرْعًا وَعَقْلًا ؛ وَلَكِنَّ مُبَادَرَة مُوسَى بِالْإِنْكَارِ بِحَسَبِ الظَّاهِر . وَقَدْ وَقَعَ ذَلِكَ وَاضِحًا فِي رِوَايَة أَبِي إِسْحَاق الَّتِي أَخْرَجَهَا مُسْلِم وَلَفْظه : فَإِذَا جَاءَ الَّذِي يُسَخِّرهَا فَوَجَدَهَا مُنْخَرِقَة تَجَاوَزَهَا فَأُصْلِحهَا . فَيُسْتَفَاد مِنْهُ وُجُوب التَّأَنِّي عَنْ الْإِنْكَار فِي الْمُحْتَمَلَات . وَأَمَّا قَتْله الْغُلَام فَلَعَلَّهُ كَانَ فِي تِلْكَ الشَّرِيعَة . وَأَمَّا إِقَامَة الْجِدَار فَمِنْ بَاب مُقَابَلَة الْإِسَاءَة بِالْإِحْسَانِ . وَاَللَّه أَعْلَم .
قَوْله : ( فَعَمَدَ )
بِفَتْحِ الْمُهْمَلَة وَالْمِيم ، وَكَذَا قَوْله عَمَدْت . وَنَوْل بِفَتْحِ النُّون أَيْ : أُجْرَة .
قَوْله : (فَانْطَلَقَا )
أَيْ فَخَرَجَا مِنْ السَّفِينَة فَانْطَلَقَا كَمَا صَرَّحَ بِهِ أَيْضًا فِي التَّفْسِير .
قَوْله : ( قَالَ الْخَضِر بِيَدِهِ )

هُوَ مِنْ إِطْلَاق الْقَوْل عَلَى الْفِعْل ، وَسَنَذْكُرُ بَاقِي مَبَاحِث هَذَا الْحَدِيث فِي كِتَاب التَّفْسِير إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى .

——————————————————————

([1]) هذه عقيدة الأشاعرة, والصواب: أن العقل يحسِّن ويُقبّح, لكن الثواب والعقاب متوقّفٌ على بلوغ الشّرع والحجّة, لا بمجرّد العقل, كما تقول المعتزلة, وانظر: مفتاح دار السّعادة لابن القيم, فقد أجاد وأفاد في المسألة وبيّن وجه الصّواب, والمذهب الحقّ, وفنّد حجج المخالفين

منقول من موقع البصيرة




تعليمية




موضوع مميز
جزاك الله خيرا




بارك الله فيكم اخوتي على المرور وجزاكم الله خيرا




التصنيفات
القران الكريم

قران كريم استمع بصوت عدة قراء

تعليمية تعليمية

تعليمية

تحية طتحية طتحية طتحية ط

تعليمية

المُقرئِ : أحمــد العجمـ ـي .. *,

تعليمية

المُقرئِ : مشــاري العفـاسـ ـي .. *,

تعليمية

المُقرئِ : عبداللـه خيـاط – رحمه الله .. *,

تعليمية

المُقرئِ : عبدالبارئ الثبيتـ ـي .. *,

تعليمية

المُقرئِ : علـي الحذيفـ ـي .. *,

تعليمية

المُقرئِ : سعـود الشريـ ـم .. *,

تعليمية

المُقرئِ : ماهـر المعيقلـ ـي .. *

تعليمية

المُقرئِ : سـعد الغامـ ـدي .. *,

تعليمية

المُقرئِ : صـلاح البديـ ـر .. *,
[ .. إضغــط على الصورة
( القرآن الكريم كاملاً بصوت المقرئ الذي تختاره ) .. ]

تعليمية

تعليمية تعليمية




تعليمية




جزاك الله خيراا و جعله في ميزان حسناتك …………..




اميييين يا رب و سترك اختي رنين و جعلك من الفائزين بارك الله في مرورك الكريم




الله يوفقك يا اخي بورك فيك




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شهد العسل تعليمية
تعليمية

وزاده الله في حسناتك




التصنيفات
القران الكريم

فأحذر أشد الحذر من الشعي

طبع الجميع يعرف الشعي ومامنهم من تحريف فى الدين وتطليل وأكاذيب يعلمها الله لكن البعض لا يعرفهم للذك عندم يسمع منهم أى شئ عن الدين من أفكارهم الخطأ يصدقه ويتبعها دون أن يعرف أنها حرام وهؤلاء الشعى سوف يرونا العذب من الله أن شاء لولم يوب الى الله عنها فأحذر أشد الحذر منهم أن كنت لم تعرفهم




السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بارك الله فيك على هذا الموضوع

جزيت خيرا… وكفيت شرا




جزاك الله كل خير ع الطرح الموضوع القيم




التصنيفات
القران الكريم

فضل سورة الفاتحة

تعليمية تعليمية
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

فضل سورة الفاتحة
الفاتحة هي الصلاة قسمها الله بينه وبين عبده. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه عن رب العزة : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل " فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله حمدني عبدي فإذا قال الرحمن الرحيم قال أثنى علي عبدي فإذا قال مالك يوم الدين قال مجدني عبدي وإذا قال إياك نعبد وإياك نستعين قال هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل فإذا قال اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال هذا لعبدي ولعبدي ما سأل " صحيح مسلم.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "والذي نفسي بيده ما أنزلت في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها وأنها سبعٌ من المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته" رواه الترمذي وقال حسن صحيح
والفاتحة نور ، فتح لها باب من السماء لم يفتح قبل ونزل بها ملك لم ينزل قط ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع النبي نقيضا من فوقه ( أي صوتاً مثل صوت الباب إذا فتح ) ، فرفع رأسه فقال هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم فنزل منه ملك فقال هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم فسلم وقال أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك ، فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ بحرف منها إلا أعطيته " رواه مسلم.

تعليمية تعليمية




بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
احبتي الكرام لا اتصور ان يمر موضوع بهذا القيمة
ولا يستفيد منه احد

اقرأه قبل يمر عليك الوقت
ارجوا الاستفادة




احبتي الكرام لا اتصور ان يدرج موضوع
بهذه القيمة ولا يستفيد منه احد
املي ان تستفيدوا قبل فوات الاوان
موفقين




بوركت وأحسنت………مع تقديري الخالص……….نعم فإن في كل آية وسورة شفاء وعلاج ….سبحانه تعالى ……….




حفظك الله ورعاك اخي الفاضل
املي انك استفدت وافدت
وفقك الله الى خدمة الصالح العام




شكرا لك بارك الله فيك

وننتظر المزيد لنستفيد ودمتما في خدمة العلم




جزاك الله كل خير ع الطرح الموضوع القيم




التصنيفات
القران الكريم

نور الله لفضيلة العلامة عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ

تعليمية تعليمية

نور الله لفضيلة العلامة عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ


تعليمية

قال تعالى {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}
للعلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز ـ رحمه الله ـ


س/ أريد من سماحتكم تفسير قوله تعالى{اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}(1) ؟.
ج/ معنى الآية الكريمة عند العلماء: أن الله سبحانه منورها، فجميع النور الذي في السماوات والأرض ويوم القيامة كان من نوره سبحانه.
والنور نوران:

نور مخلوق: وهو ما يوجد في الدنيا والآخرة، وفي الجنة وبين الناس الآن من نور القمر والشمس والنجوم وهكذا نور الكهرباء والنار كله مخلوق وهو من خلقه سبحانه وتعالى.
أما النور الثاني: فهو غير مخلوق، بل هو من صفاته سبحانه وتعالى . والله سبحانه وبحمده بجميع صفاته هو الخالق، وما سواه مخلوق، فنور وجهه عز وجل ونور ذاته سبحانه وتعالى، كلاهما غير مخلوق، بل هما صفه من صفاته جل وعلا.
وهذا النور العظيم له سبحانه ، وليس مخلوقا بل هو صفة من صفاته ، كسمعه وبصره ويده وقدمه وغير ذلك من صفاته العظيمة سبحانه وتعالى.
وهذا هو الحق الذي درج عليه أهل السنة والجماعة.

المصدر مجموع فتاوى ومقالات ابن باز
الجزء الرابع والعشرون
ص 259

ــــــــــــــ
(1) سورة النور الآية 35.

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




تعليمية




تعليمية

شكرا وبارك الله فيك
جزاك الله كل خير




التصنيفات
القران الكريم

تفسير قول الله "رب المشرق و المغرب"وقوله"رب المشرقين ورب المغربين"

تعليمية

قال الله تعالى في كتابه العزيز (رب المشرق والمغرب) وقال في موضعٍ آخر (رب المشرقين ورب المغربين) وقال (فلا أقسم برب المشارق والمغارب) فما معنى هذه الآيات؟؟؟

الشيخ العثيمين – رحمه الله –

هذه الآيات كما سمعنا جميعاً ذُكر بعضها بالإفراد وبعضها بالتثنية وبعضها بالجمع وقد يَفهم الإنسان بادئ ذي بدء أن هناك تعارضاً بين هذه الآيات وأقول إنه لا تعارض في القرآن الكريم أبداً فالقرآن الكريم لا يتعارض بعضه مع بعض ولا يتعارض مع ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم فإذا وجدت شيئاً متعارضاً فاطلب وجه الجمع بين هذه التي تظن أنها متعارضة فإن اهتديت إلى ذلك فذلك المطلوب وإن لم تهتدِ إليه فالواجب عليك أن تقول كما يقول الراسخون في العلم آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا"واعلم أنه إنما يظهر التعارض بين القرآن أو بينه وبين ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم إنما يتوهم التعارض من كان قاصراً في العلم أو مقصراً في التدبر وإلا فإن الله يقول:أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا"وإنما قدمت هذه المقدمة لأجل أن تعم الفائدة.

أما الجواب على السؤال فنقول إن الإفراد في قوله تعالى" رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ "يراد به الجنس وما أريد به الجنس فإنه لا ينافي التعدد وأما قوله تعالى:" رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ " فإن المراد بالمشرقين ما يكون في الصيف وفي الشتاء يعني آخر مشرق للشمس في أيام الصيف وآخر مشرق للشمس في أيام الشتاء يعني معناه مدار الشمس أو انتقال الشمس من مدار الجدي إلى مدار السرطان تكون في آخر هذا في أيام الصيف وفي آخر هذا في أيام الشتاء هذا أكبر دليل على قدرة الله عز وجل حيث ينقل هذا الجرم العظيم وهذه الشمس العظيمة ينقلها من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال وبالعكس وهذا من تمام قدرة الله عز وجل أن تنتقل من الشمال إلى الجنوب فهذا معنى المشرقين أي مشرقا الصيف والشتاء وأما قوله:" الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ "بالجمع فقيل إن المراد مشرق الشمس ومغربها كل يوم فإن لها في كل يوم مشرقاً ومغرباً غير المشرق والمغرب في اليوم الذي قبله أو اليوم الذي يليه والله تعالى على كل شيء قدير وقيل المراد بالمشارق والمغارب: مشارق الشمس والنجوم والقمر فإنها تختلف فيكون الجمع هنا باعتبار ما في السماء من الشمس والقمر والنجوم وعلى كل حال فالله تعالى رب هذا كله وهو المدبر سبحانه وتعالى والمتصرف فيه كما تقتضي حكمته.

للأمانة الموضوع منقول للفائدة




رحمة الله على الشيخ الفقيه الشيخ العثيمين ولتنويره لنا دوما في امور الدين بالعلم النافع

شكرا لك على الافادة والمعلومات اختي ام عبيد




الله يبارك في عمرك اختي ام عبيد الله
الشكر كل الشكر لايوفك حقك

سلمت اناملك ودمت عطاءاً للمنتدى

بـــارك اللــــــــه في جهـــــــودكــــ

ننتظر جديدك فلا تحرمينا منه

تقبلي مروري المتوااااضع
اخوكي ضياء القمر




بارك الله فيكم وسدد خطاكم وجعلكم من اهل الجنة ومن الطيبن يارب العالمين

تقبلوا مروري المتواضع

المعلمة هنــاء




بارك الله فيك اختي ام عبيد الله ودمت لنا اختا كريمة




بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك
تميز+تالق+ابداع
+++++




بارك الله فيك

تعليمية




التصنيفات
القران الكريم

وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ


وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (90) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (91) وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (92) مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ (93) فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (94) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (95) قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ (96) تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (97) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (98) وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ (99) فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ (100) وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ (101) فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (102) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (103)
(الشعراء)


وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ } أي قربت { لِلْمُتَّقِينَ } ربهم الذين امتثلوا أوامره واجتنبوا زواجره واتقوا سخطه وعقابه
{ وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ } أي برزت واستعدت بجميع ما فيها من العذاب { لِلْغَاوِينَ } الذين أوضعوا في معاصي الله وتجرأوا على محارمه وكذبوا رسله وردوا ما جاءوهم به من الحق { وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ * مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ } بأنفسهم أي فلم يكن من ذلك من شيء وظهر كذبهم وخزيهم ولاحت خسارتهم وفضيحتهم وبان ندمهم وضل سعيهم
{ فَكُبْكِبُوا فِيهَا } أي ألقوا في النار { هُمْ } أي ما كانوا يعبدون { وَالْغَاوُونَ } العابدون لها
{ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ } من الإنس والجن الذين أزَّهم إلى المعاصي أزًّا وتسلط عليهم بشركهم وعدم إيمانهم فصاروا من دعاته والساعين في مرضاته وهم ما بين داع لطاعته ومجيب لهم ومقلد لهم على شركهم
{ قَالُوا } أي جنود إبليس الغاوون لأصنامهم وأوثانهم التي عبدوها { تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ } في العبادة والمحبة والخوف والرجاء وندعوكم كما ندعوه فتبين لهم حينئذ ضلالهم وأقروا بعدل الله في عقوبتهم وأنها في محلها وهم لم يسووهم برب العالمين إلا في العبادة لا في الخلق بدليل قولهم { برب العالمين } إنهم مقرون أن الله رب العالمين كلهم الذين من جملتهم أصنامهم وأوثانهم
{ وَمَا أَضَلَّنَا } عن طريق الهدى والرشد ودعانا إلى طريق الغي [ ص 594 ] والفسق { إِلا الْمُجْرِمُونَ } وهم الأئمة الذين يدعون إلى النار
{ فَمَا لَنَا } حينئذ { مِنْ شَافِعِينَ } يشفعون لنا لينقذونا من عذابه
{ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ } أي قريب مصاف ينفعنا بأدنى نفع كما جرت العادة بذلك في الدنيا فأيسوا من كل خير وأبلسوا بما كسبوا وتمنوا العودة إلى الدنيا ليعملوا صالحا
{ فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً } أي رجعة إلى الدنيا وإعادة إليها { فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } لنسلم من العقاب ونستحق الثواب هيهات هيهات قد حيل بينهم وبين ما يشتهون وقد غلقت منهم الرهون
{ إِنَّ فِي ذَلِكَ } الذي ذكرنا لكم ووصفنا { لآيَةً } لكم { وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ } مع نزول الآيات {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ }




شكرا وبارك الله فيكأخي أبو سليمان
جزاك الله خيرا




لاشكر على واجب اخي يحيى
وفيك بارك الله وجلني واياكم من اهل الجنة




التصنيفات
القران الكريم

مصحف قالون عن نافع النسخة النادرة ||||

تعليمية تعليمية

مصحف قالون عن نافع (فلاش) النسخة النادرة

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
النسخة النادرة القرآن الكريم برواية قالون عن نافع بصيغة الفلاش وهي نسخة جميلة من حيث المنظر وقد وضعتها في اسطوانة ISO لحفظها من التلف

تعليمية
تعليمية
تعليمية


ملاحظة قال صلى الله عليه وسلم بلغوا عني ولو آية


الدال على الخير كفالعه



الرجاء نشر هذه النسخة للفائدة


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وهذا رابط لبرنامج تشغيل المصحف
http://rapidshare.com/files/36867471…eDrive5440.exe

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




جزاك الله كل خير وبارك فيك وجعلها في ميزان حسناتك

تقبلي مروري




التصنيفات
القران الكريم

آيتان من أعظم ما يكون موعظة لمن تبصَّر

آيتان من أعظم ما يكون موعظة لمن تبصَّر

السؤال:
فضيلة الشيخ! تعلمون ما انفتح على الناس في هٰذا الزمان من حب الدنيا والاستغراق في الملاهي والشهوات، وما يخطِّط له أعداء الإسلام، نريد كلمة لمن يسمع هٰذا الكلام أو يقرأه، أو نصيحة في الرجوع إلى الله -سبحانه وتعالىٰ- وعودة إلىٰ كتاب الله -سبحانه وتعالى-.

الجواب:
أظنُّ أنه لا شيء أشدَّ تأثيرًا من المواعظ في القرآن الكريم، والله تعالى أجمل ذٰلك بقوله: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ * إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾ [فاطر:7-6].
هاتان الآيتان من أعظم ما يكون موعظة لمن تبَّصر! وعد الله حق سواءٌ كان للذي وعد به أجرًا وثوابًا للصالحين، أو عقوبة ونكالاً للعاصين، هو حق، صدق، ثابت، لابدَّ أن يقع.
ثم قال: ﴿فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا﴾ فتصدَّكم عما أمر الله به أو تُوقِعكم فيما نهى الله عنه، والحياة الدنيا في الحقيقة تغرُّ الإنسان الأبله السَّفيه، أما الإنسان العاقل الكيِّس فإنها لا تغرُّه، وكيف تغر الدنيا إنسانًا وهي في الحقيقة مشحونة ومملوءة بالهم والغم والتنغيص والكدر، وكما قال الشاعر الأول:

«لا طيب للعيش ما دامت منغصة .. لذاته في أدكار الموت والهرم»

أنت ترى الإنسان في يومك علىٰ ظهر الأرض، وفي غدك في باطن الأرض، والذي مرَّ عليه أفلا يجوز أن يمر عليك؟
الجواب: بلى، يمكن أن تكون اليوم في عالم الدنيا وغدًا في عالم الآخرة، فكيف تغتر بدار لا يدري الإنسان متىٰ يرتحل عنها، بدار الارتحال عنها ليس بيدك، بدار لا يدري ربما يبقى ما هو فيه من الرفاهية وربما يزول؟!
فالحاصل: أن الإنسان يجب ألا تغرَّه الدنيا، وأن يتبصَّر في أمره، وأن يعلم أنَّه في الدنيا عابر إلىٰ مقر آخر، حتىٰ مقر القبور ليس مقرًا بل هو زيارة، كما قال تعالى: ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾ [التكاثر:1-2] والمقَر هو إما الجنة وإما النار، أسأل الله أن يجعلني وإياكم من أهل الجنة، فلا ينبغي للإنسان العاقل أن تغرَّه الدنيا.
﴿وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ﴾ [فاطر:5] الشيطان وأولياء الشيطان، فالغرور اسم جنس ليس خاصًا بالشيطان؛ بل هو عام للشيطان وأوليائه، فما أكثر شياطين الإنس الذين يغرون الإنسان، ويسفهونه، ويوقعونه فيما يندم عليه، وهم جلساء السوء الذين حذَّر منهم النبي عليه الصلاة والسلام حيث قال: ((إن مثل الجليس السوء كنافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه رائحة كريهة)).

ثم بيَّن الله -عزَّ وجلَّ- أن الإنسان لا يغتر بالدنيا إلا من عدوٍ له وهو الشيطان؛ فقال: ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا﴾ وصدق الله، والآية هنا فيها خبر وطلب، الخبر قوله: ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ﴾ والطلب: ﴿فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا﴾ أمرنا الله أن نتخذه عدوًا.
فإذا قال قائل: كيف أعلم أن هٰذا من الشيطان أو من الرحمٰن؟
قلنا:
إذا كان الذي وقع في قلبك حبًا للمعاصي وكراهة للطاعات فهو من الشيطان، ومعلوم أنَّه إذا كان حبًا للطاعات وكرهًا للمعاصي فهو من الرحمٰن -عزَّ وجلَّ-، هٰذه العلامة؛ قال الله تعالىٰ: ﴿الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ﴾ [البقرة:268]، وقال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾ [فاطر:6] لـٰكنهم جُهَّال لا يدعون السفهاء، يظنون أن هٰذا هو الخير، أو يملي لهم الشيطان ويقول: افعل ثم تب، ثم يفعل ولا يتوب. نسأل الله أن يقينا شرور أنفسنا وشر أعدائنا.

الشيخ: محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-

لقاء الباب المفتوح (86/ 16).




بارك الله فيك و جزاك الجنة أخي و جعلك من المدخلين الى جناته يا رب
موضوع قيم لكل مسلم أخي فعلا أفدتنا




السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


بارك الله فيكم على الموعظة القيمة




التصنيفات
القران الكريم

من فضائل آية الكرسي

تعليمية تعليمية

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
اليكم احبتي الكرام بعضا من فضائل آية الكرسي
:_here:

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ، ونشهد أن لا إله إلا الله شهادة حق نسأله أن يثبتنا عليها في الحياة وعند الممات ، ونشهد أن محمدا عبده ورسوله بعثه رحمة لجميع الكائنات ، وأرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على سائر الديانات ، وأنزل عليه آيات بينات ، وبراهين نيرات ، عصمة ونجاة ، ودستورا للحياة ، من سار على دربه فاز بالجنات ومن أعرض عنه مُـني بالحسرات وطرح في الدركات 0

وبعد فالقرآن الكريم هو الحجة البالغة والمعجزة الخالدة معين لا ينضب وعطاء متجدد ونهر فياض وبحر لا ساحل له ، لا عزة ولا كرامة ولا رشد ولا استقامة إلا لمن استمسك به قال تعإلى ]فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ
إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {43} وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ {44}[سورة الزخرف
شرف للعرب لأنه نزل بلسانهم وعلموه لغيرهم ، وشرف لكل من عمل به ودعا إليه 0
كتاب عزيز : عزيز لأنه نزل من عند العزيز ، عزيز لأنه سبيل العزة لكل من آمن به ، عزيز لا مثيل له ولا شبيه فهو كتاب فريد 0
عزيز : بعيد عن أيدي العابثين التي امتدت إلى الكتب السابقة بالتحريف والتبديل ، بعيد عن أي تناقض أو اضطراب قال تعإلى ] وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ {41} لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ {42} [ سورة فصلت
وقال جل وعلا ]أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا {82} [ وقال سبحانه ] إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ {9}[سورة الحجر
وهذه الرسالة الوجيزة حول أية كريمة هي أعظم آي القرآن ، جمعت من الأحاديث النبوية ما يدل على فضلها وفوائدها .
والله أسأل أن يرزقنا القبول وأن يهدينا إلى سواء السبيل
وأن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وأن يرزقنا به الثواب الجزيل
السلااااام



آية الكرسي حصن منيع لقارئها

1- روى البخاري في صحيحه بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال وكلني رسول اللهe بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آت، فجعل يحثو من الطعام، فأخذته وقلت: والله لأرفعنك إلى رسول الله eقال: إني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة، قال: فخليت عنه، فأصبحت فقال النبي e (يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة). قال: قلت: يا رسول الله، شكا حاجة شديدة، وعيالا فرحمته فخليت سبيله، قال: (أما إنه قد كذبك، وسيعود). فعرفت أنه سيعود، لقول رسول الله e (إنه سيعود). فرصدته، فجاء يحثو من الطعام، فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله eقال: دعني فإني محتاج وعلي عيال، لا أعود، فرحمته فخليت سبيله، فأصبحت فقال لي رسول اللهe: (يا أبا هريرة ما فعل أسيرك). قلت: يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا، فرحمته فخليت سبيله، قال: (أما إنه كذبك، وسيعود). فرصدته الثالثة، فجاء

يحثو من الطعام، فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله، وهذا آخر ثلاث مرات تزعم لا تعود، ثم تعود، قال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها، قلت ما هو؟ قال: إذا أويت إلى فراشك، فاقرأ آية الكرسي: } الله لا إله إلا هو الحي القيوم{. حتى تختم الآية، فإنك لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربنك شيطان حتى تصبح، فخليت سبيله فأصبحت، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما فعل أسيرك البارحة). قلت: يا رسول الله، زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله، قال: (ما هي). قلت: قال لي: إذا أويت إلى فراشك، فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}. وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح وكانوا أحرص شيء على الخير فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أما إنه قد صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة). قال: لا، قال: ( ذاك شيطان ) .

2 – ووقع مثل ذلك لمعاذ بن جبل t ، روى هذا الحديث الطبراني في المعجم الكبير ونصه [عن بريدة قال بلغني أن معاذ بن جبل أخذ الشيطان على عهد رسول الله r فأتيته فقلت بلغني أنك أخذت الشيطان على عهد رسول الله r قال نعم ضم إلى رسول الله r تمر الصدقة فجعلته في غرفة لي فكنت أجد فيه كل يوم نقصانا فشكوت ذلك إلى رسول الله r فقال لي هو عمل الشيطان فرصدته ليلا فلما ذهب هون من الليل أقبل على صورة الفيل فلما انتهى إلى الباب دخل من خلل الباب على غير صورته فدنا من التمر فجعل يلتقمه فشددت على ثيابي فتوسطته فقلت أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله يا عدو الله ، وثبتَ إلى تمر الصدقة فأخذتَه وكانوا أحق به منك لأرفعنّك إلى رسول الله r فيفضحك فعاهدَني أن لا يعود فغدوت إلى رسول الله r فقال ما فعل أسيرك ؟ فقلت عاهدني أن لا يعود قال إنه عائد فارصده فرصدته الليلة الثانية فصنع مثل ذلك وصنعت مثل ذلك وعاهدني على ألا يعود فخليت سبيله ثم غدوت إلى رسول الله r لأخبره فإذا مناديه ينادي أين معاذ فقال لي
يا معاذ ما فعل أسيرك ؟ فأخبرته فقال لي إنه عائد فارصده فرصدته الليلة الثالثة فصنع مثل ذلك وصنعت مثل ذلك فقلت يا عدو الله عاهدتني مرتين وهذه الثالثة لأرفعنك إلى رسول الله r فيفضحك فقال إني شيطان ذو عيال وما أتيتك إلا من نصيبين ولو أصبت شيئا دونه ما أتيتك ولقد كنا في مدينتكم هذه حتى بعث صاحبكم فلما نزلت عليه آيتان أنفرتنا منها فوقعنا بنصيبين ولا يقرآن في بيت إلا لم يلج فيه الشيطان ثلاثا فإن خليت سبيلي علمتكهما قلت نعم قال آية الكرسي وخاتمة سورة البقرة (آمن الرسول ) إلى آخرها فخليت سبيله ثم غدوت إلى رسول الله r لأخبره فإذا مناديه ينادي أين معاذ بن جبل فلما دخلت عليه قال لي ما فعل أسيرك ؟ قلت عاهدني أن لا يعود وأخبرته بما قال فقال رسول الله r صدق الخبيث وهو كذوب قال فكنت أقرؤهما عليه بعد ذلك فلا أجد فيه نقصانا . [1]
– ووقع مثل ذلك لأبي أسيد الساعدي كما في المعجم الكبير للطبراني ونصه [ رواه الطبراني عن شيخه يحي بن عثمان بن صالح وهو صدوق إن شاء الله كما قال الذهبي ، قال ابن أبي حاتم : وقد تكلموا فيه ، وبقية رجاله وثقوا 0 وعن مالك بن حمزة بن أبي أسيد عن أبيه عن جده أبي أسيد الساعدي الخزرجي وله بئر بالمدينة يقال لها بئر بضاعة وقد بصق فيها النبي r فهي يبشَّر بها ويتيمن بها قال فلما قطع أبو أسيد تمر حائطه جعله في غرفة فكانت الغول تخالفه إلى مشرَّته فتسرق تمره وتفسده عليه فشكا ذلك إلى رسول الله r فقال تلك الغول يا أبا أسيد فاستمع عليها فقالت الغول يا أبا أسيد اعفني أن تكلفني أن أذهب إلى رسول الله r وأعطيك موثقا من الله أن لا أخالفك إلى بيتك ولا أسرق تمرك وأدلك على آية تقرؤها في بيتك فلا تخالف إلى أهلك وتقرؤها على إناثك فلا تكشف غطاءه فأعطته الموثق الذي ضبى به
3 منها فقالت الآية التي أدلك عليها هي آية الكرسي ثم حكت أسنانها تضرّط فأتى النبي r فقص عليه القصة حيث ولت فقال النبي r صدقت وهي كذوب [1].
4- ووقع مثل ذلك أيضا لأبى بن كعب رضى الله عنه :
روى ابن حبان في صحيحه بسنده عن ابن أبى بن كعب أن أباه رضي الله عنه أخبره : * أنه كان له جرن من تمر فكان ينقص فحرسه ذات ليلة فإذا هو بدابة شبه الغلام المحتلم فسلم عليه فرد عليه السلام فقال ما أنت ؟ جنى أم إنسى؟ قال : جنى قال : فناولنى يدك ، فناوله يده فإذا يده يد كلب وشعره شعر كلب قال هذا خلق الجن قال قد علمت الجن أن ما فيهم رجل أشد منى ، قال فما جاء بك؟ قال بلغنا أنك تحب الصدقة ، فجئنا نصيبُ من طعامك قال فما ينجينا منكم ؟ قال هذه الآية التي في سورة (البقرة ) { الله لا إله إلا هو الحى القيوم } من قالها حين يمسى أجير منا حتى يصبح ومن قالها حين يصبح أجير منا حتى يمسى ، فلما أصبح أتى رسول الله r فذكر ذلك له فقال (صدق الخبيث )
5 – وروى الإمام الترمذى في السنن عن أبى أيوب الأنصارى رضى الله عنه أنه كانت له سهوة فيها تمر ، وكانت تجئ الغول فتأخذ منه ، فشكا ذلك إلى النبى r فقال : اذهب فإذا رأيتها فقل : باسم الله أجيبى رسول الله 0 قال : فأخذها فحلفت أن لا تعود فأرسلها 0 فجاء إلى رسول الله r فقال :ما فعل أسيرك ؟ قال : حلفتْ أن لا تعود 0 قال : كذبتْ وهي معاودة للكذب 0 قال : فأخذها مرة أخرى ، فحلفت أن لا تعود ، فأرسلها 0 فجاء إلى النبي r فقال : ما فعل أسيرك ؟ قال : حلفت أن لا تعود ، فقال : كذبت وهى معاودة للكذب فأخذها فقال : ما أنا بتارككِ حتى أذهب بكِ إلى النبي r ، فقالت : إني ذاكرة لك شيئا ، آية الكرسي اقرأها في بيتك فلا يقربك شيطان ولا غيره 0 فجاء إلى النبي r فقال : ما فعل أسيرك ؟ قال : فأخبره بما قالت ، قال : صدقت وهي كذوب 0 [1]
ومن جملة هذه الأحاديث السابقة يتبين لنا جانب من جوانب عظمة هذه الآية الكريمة ، فهي لقارئها حصن منيع وهي حرز أمان للبيت الذي تقرأ فيه فلا يلجه شيطان ، فعلى كل مسلم أن يداوم على قراءتها في الصباح وفي المساء وحين يأوي إلى فراشه حتى يوكل الله عز وجل له من يحفظه في صباحه ومسائه وفي يقظته ومنامه 0


آية الكرسي أعظم آية في كتاب الله :

6- وروى الإمام مسلم في صحيحه بسنده عن أبى بن كعب رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا المنذر: أتدرى أى آية من كتاب الله أعظم؟ قال : قلت : الله ورسوله أعلم ، قال يا أبا المنذر أتدرى أى آية من كتاب الله معك أعظم ؟ قال قلت (الله لا إله إلا هو الحى القيوم ) ؟ قال فضرب بصدرى وقال والله ليهنك العلم أبا المنذر

اشتمال آية الكرسي على اسم الله الأعظم

7- روى الإمام أحمد في مسنده بسنده عن أسماء بنت يزيد رضى الله عنها قالت سمعت رســول الله r يقول في هاتين الآيتين } الماللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَالْحَيُّ الْقَيُّوم { و }اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَالْحَيُّ الْقَيُّوم {إن فيهما اسم الله الأعظم
8 – وروى الإمام الحاكم في مستدركه بسنده عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبى أمامة t عن النبى r قال ( إن اسم الله الأعظم لفي ثلاث سور : سورة البقرة وآل عمران وطه ) قال القاسم فالتمستها فوجدت في سورة البقرة آية الكرسي } اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُو الْحَيُّ الْقَيُّوم { وفي سورة آل عمران } الم اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُو الْحَيُّ الْقَيُّوم { وفي سورة طه } وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا { الآية 111. [1]


آية الكرسي سيدة آي القرآن

9- عن أبي هريرة t قال قال رسول الله r ( لكل شيئ سنام وسنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن ، هي آية الكرسي )

قارئها دبر كل صلاة في ذمة الله :

10 – وروى الطبراني في المعجم الكبير وفي كتاب الدعاء بسنده عن عبد بن حسن بن حسن بن علي عن أبيه عن جده قال قال رسول الله r من قرأ آية الكرسي في دبر الصلاة المكتوبة كان في ذمة الله U حتى الصلاة الأخرى 01 [1]

قارئها دبر كل صلاة من أهل الجنة :

وروى الطبرانى والنسائى وابن حبان وابن السنى وغيرهم عن أبى أمامة t قال قال رسول الله r (من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت )

نسأل الله العظيم أن يرزقنا حسن الخاتمة ، فهو تعالى الموفق والهادي إلى سواء السبيل 0

:منقول:
بغية تعميم الفائدة

تعليمية تعليمية




تعليمية تعليمية
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

السلام عليكم احبتي الاعضاء الزوار
كيف يعقل اخواني ان يدرج موضوع بهذا الحجم
من الاهمية
ولا يستفيد منه احد

املنا الاطلاع والاستفادة وان كان فلا باس من رد بسيط
لو سمحتم
اخوكم : مبارك

تعليمية تعليمية




جزاك الله كل خير أخي مبارك على هذا الموضوع
جعله الله في ميزان حسناتكم




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

ممكن تغير حجم الخط




شكرا اخ مبارك على الموضوع الاكثر من مميز
بارك الله فيك

4040404040404040 type=”text/40404040404040404040″>doPoem(0)4040404040404040404040




جزآآآآآآآآآآآآآآآآكـ الله خيرا يا اخي




جزاك الله خيرا و جعله في ميزان حسناتك