التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

افضل ساعتين في رمضان

الســَلآمَ عليــِكم ورحــْـمَة اللهِ وبركـََـَاته

الساعة الاولى

(آخر ساعة من النهار _قبل الغروب)

هذه الساعة الثمينة تفوت على المؤمن الصائم غالباً بالانشغال بإعداد الإفطار والتهيء له وهذا لاينبغي لمن حرص على تحصيل الأجر فهي لحظات ثمينة ودقائق غالية .. هي من أفضل الأوقات للدعاء وسؤال الله تعالى _ فهي من أوقات الاستجابة
كما جاء في الحديث ( ثلاث مستجابات :دعوة الصائم ،ودعوة المظلوم ، ودعوة المسافر )رواه الترمذي

وكان السلف الصالح لأخر النهار أشد تعظيماً من أوله لأنه خاتمة اليوم والموفق من وفقه الله لاستغلال هذه الساعة في دعاء الله

الساعة الثانية

( وقت السحر)

السحر هو الوقت الذي يكون قبيل الفجر قال تعالى (والمستغفرين بالأسحار )
فاحرص أخي الصائم على هذا الوقت الثمين بكثرة الدعاء والاستغفار حتى يؤذن الفجر ، وخاصة أننا في شهر رمضان فلنستغل هذه الدقائق الروحانية فيما يقوي صلتنا بالله تعالى
قال تعالى حاثاً على اغتنام هذه الساعات الثمينة بالتسبيح واتهليل
( وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها
وقال تعالى : (وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن الليل فسبحه وأدبار السجود )
قال الحسن البصري رحمه الله : ( الدنيا ثلاثة أيام أما أمس فقد ذهب بما فيه ، وأما غداً فلعلك لاتدركه ، وأمااليوم فلك فاعمل)

ربي يحفظكم جميعاً




بارك الله فيك سارة

جزاك الله خيرااا و جعله في ميزان حسناتك




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

هل يستحب صيام شعبان كاملا ؟

تعليمية

تعليمية




جزاكــــــ ـم الله خيـرا




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

كلمة بمناسبة دخول شهر رمضان

كلمة بمناسبة دخول شهر رمضان

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين، المبعوث رحمة للعالمين، وقدوة للعاملين، وحجة على العباد أجمعين.
أما بعد. فإن الله بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بأكمل الأديان وأقومها بمصالح العباد، وأنفعها لهم في المعاش والمعاد، كما قال سبحانه وتعالى: {ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلأِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ ٱضْطُرَّ فِى مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } وقال تعالى: {إِنَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْءَانَ يِهْدِى لِلَّتِى هِىَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلصَّـٰلِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا * وأَنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلأَْخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا}.
ومن ثم ختم الله به الأديان، وجعله صالحاً لكل زمان ومكان، ومصلحاً لشؤون الناس الدينية والدنيوية، المجتمعية والفردية.
وكانت الأركان التي بني عليها الدين الإسلامي متنوعة التكليف، فمنها الأعمال البدنية المحضة، ومنها الأعمال المالية المحضة، ومنها الأعمال الجامعة بين البدنية والمالية، ومنها ما يكون المطلوب فيها فعلاً، ومنها ما يكون المطلوب فيها كفًّا عن محبوب. نوعت هذا التنويع ليشمل الدين جميع أنواع العمل والتكليف، فيتم فيه التعبد لله تعالى من كل وجه، وتهذيب النفوس وتعويدها على طاعة الله من كل ناحية.
وكان من دعائم الإسلام وأركانه صيام شهر رمضان، كما في الصحيحين من حديث ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان» هذا لفظ البخاري، وفي لفظ لمسلم: «وصيام رمضان والحج» فقال رجل: الحج وصيام رمضان، فقال ابن عمر: لا، صيام رمضان، والحج، هكذا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد دل على فرضية صوم شهر رمضان، كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإجماع المسلمين، قال الله تعالى: {يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَّعْدُودَٰتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِىۤ أُنزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَـٰتٍ مِّنَ ٱلْهُدَىٰ وَٱلْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ ٱلْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.
ففي هذه الاۤيات الكريمات يخبر الله عباده المؤمنين بأنه فرض عليهم الصيام كما فرضه على الأمم السابقة، وفي إخباره تعالى بفرضه على من كان قبلنا من الأمم دليل على أهمية الصيام وعظم منزلته عند الله، ودليل على فضل هذه الأمة بما شرعه لها من استكمال الفضائل الحاصلة لمن سبقها، فلله الحمد والمنة.
وفي قوله: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } دليل على المقصود الأعظم بالصيام، وهو تقوى الله تعالى بالصوم، فإن ترك الإنسان ما تطلبه نفسه من ملاذ الطعام والشراب والنكاح رغبة في ثواب الله، وخوفاً من عقابه، لهو تقوى لله تعالى، خصوصاً أنه يترك ذلك في موضع لا يطلع عليه إلا الله تبارك وتعالى، لا يخشى بذلك سوى ربه، فهذا هو التقوى الحقيقية.
ثم إن ثمرة الصيام والحكمة منه أن يكون حافزاً للصائم على تقوى الله بفعل أوامره واجتناب نواهيه، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه». وقول الزور كل قول محرم، والعمل بالزور كل فعل محرم، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «الصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابَّه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم، إني صائم» متفق عليه.
وللصوم فوائد كثيرة دينية، وجسمية، واجتماعية، وأخلاقية ونفسية، ولست بصدد الكلام على ذلك، فإن فوائد الأمور تعرف بميزانها وشدة العناية، وكون الصيام مفروضاً على جميع الأمم أكبر دليل على ما له من فضائل وفوائد.
وإنما خص الله الصوم بشهر رمضان في هذه الملة؛ لأنه الشهر الذي نزل فيه القرآن، الذي هو أعظم كتاب سماوي نزل لهداية البشر، وإصلاح دينهم ودنياهم، وسيرهم إلى ربهم، ومعاملتهم فيما بينهم، وهو الكتاب الذي لا يصلح الخلق إلا التمشي على خططه والتمسك به.
وصيام رمضان يجب بواحد من أمرين: إما رؤية هلال رمضان، وإما إكمال شعبان ثلاثين يوماً؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غُبّي عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين».
فإذا ثبت دخول الشهر، أو خروجه وأعلن من الجهات المسؤولة وجب العمل بذلك، ولو كان إعلانه بطريق الإذاعة من ولاة أمرك، إذ الإذاعة يحصل بها اليقين، أو غلبة الظن القريب من اليقين في مثل هذه الأمور الهامة.
والصوم مفروض على كل مسلم، بالغ، عاقل، قادر، مقيم، خال من الموانع.
فالكافر لا يؤمر بالصوم، ولا يصح منه الصوم حتى يسلم، لأن الكفر مانع من قبول الأعمال، قال الله تعالى: {وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَـٰتُهُمْ إِلاّۤ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ ٱلصَّلَوٰةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَىٰ وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَـٰرِهُونَ }.
والصغير لا يلزمه الصوم حتى يبلغ، ولكن يؤمر به متى أطاقه ليتمرن عليه ويعتاده، فيسهل عليه بعد البلوغ، وقد كان الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ وهم خير هذه الأمة يصوِّمون أولادهم وهم صغار.
والمجنون لا يجب عليه الصوم، سواء كان جنونه دائماً، أو متقطعاً، فإذا صادفه رمضان وهو في حال الجنون فلا صيام عليه، ولو شفاه الله فيما بعد.
وكذلك من وصل إلى حد الهرم وكان لا يميز فليس عليه الصيام، لأنه لا عقل له، فهو كالصبي الذي دون التمييز، وليس عليه كفارة أيضاً بدل الصيام.
والعاجز عن الصوم لا يجب عليه الصوم، ولكن العجز على نوعين:
أحدهما: أن يكون عجزاً طارئاً يرجى زواله: كالمريض الذي يرجو البرء، فهذا لا يجب عليه الصوم أداء في رمضان مادام يشق عليه، ولكن ينتظر حتى يعافيه الله فيصوم، لقوله تعالى: {وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ ٱلْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } فلو مات قبل أن يعافيه الله سقط عنه الصوم.

الثاني: أن يكون عجزه عن الصوم دائماً لا يرجى زواله: كالكبير، وأصحاب الأمراض الممتدة التي لا يرجى زوالها، فهؤلاء لا صيام عليهم، ولكن يجب عليهم أن يطعموا عن كل يوم مسكيناً: إما مدّ بُرّ أو نصف صاع من تمر، أي حوالي ثلثي كيلو من البر، أو كيلو وسدس من التمر.
والمسافر لا يجب عليه الصوم أداء، بل يجوز له أن يصوم في السفر، ويجوز أن يفطر ويقضي الأيام التي أفطرها إذا انتهى سفره. واختلف العلماء: أيهما أفضل للمسافر الفطر أم الصيام إذا لم يكن عليه مشقة؟
والأرجح أن الأفضل الصيام، لأنه فعل النبي صلى الله عليه وسلم فإنه كان يصوم في سفره، قال أبو الدرداء ـ رضي الله عنه ـ: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان في حر شديد، وما فينا صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبدالله بن رواحة، متفق عليه. وفي حديث جابر ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى مكة عام الفتح فصام حتى بلغ كراع الغميم وصام الناس معه، فقيل له: إن الناس قد شق عليهم الصيام، وإن الناس ينظرون فيما فعلت، فدعا بقدح من ماء بعد العصر فشرب والناس ينظرون إليه، الحديث رواه مسلم، ولأن الصيام في نفس الشهر أسهل من القضاء غالباً.
أما إن كان على المسافر مشقة في الصوم فإن الصوم يكون مكروهاً في حقه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم حين رأى رجلاً قد ظلل عليه في السفر وازدحم الناس عليه، وقالوا: إنه صائم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ليس من البر الصيام في السفر».
وإذا خرج المسافر من بلده صائماً فله أن يفطر بقية يومه، ويقضيه بعد رجوعه مع الأيام التي أفطرها فيما بعد.
وإذا قدم المسافر إلى بلده وهو مفطر لم يلزمه الإمساك بقية ذلك اليوم، لأنه لا يستفيد بهذا الإمساك شيئاً، والفطر مباح له في أول النهار ظاهراً وباطناً، فكانا مباحاً له في آخره، ولذلك يروى عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أنه قال: «من أكل أول النهار فليأكل آخره»، ذكره في المغني ولم يتعقبه، وهذا مذهب مالك والشافعي ـ رحمهما الله ـ وإحدى الروايتين عن الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ والرواية الثانية عن أحمد: يلزمه الإمساك، وإن كان لا يستفيد به شيئاً من حيث سقوط القضاء عنه.
والمرأة إذا كانت حائضاً، أو نفساء لم يجب عليها أداء الصيام، بل ولا يجوز لها أن تصوم حتى تطهر.
فإذا صامت ثم طرأ عليه الحيض أفطرت وقضت يوماً مكانه، كما تقضي بقية أيام الحيض، وإذا كانت حائضاً ثم طهرت قبل الفجر ولو بزمن قليل في رمضان، فإنه يجب عليها صيام ذلك اليوم، وإن لم تغتسل إلا بعد طلوع الفجر، وصومها صحيح.
أما إذا كان طهرها بعد طلوع الفجر ولو بيسير فإن صومها ذلك اليوم لا يصح، ولكن هل يجب عليها الإمساك؟ فيه القولان السابقان في المسافر إذا قدم مفطراً.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

كتبه محمد الصالح العثيمين في 22/8/0931هـ.

مجموع مقلات وفتاوى إبن عثيمين




كل الشكر والتقدير والإمتنان لك أخي الفاضل على هذه الكلمة الطيبة واهتمامك بعرضها علينا ليستفيد منها الجميع وأيضاً لنقول (( رحم الله شيخنا محمد بن عثيمين رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته )) آمين .. ومبارك عليك الشهر أخي وكل عام وأنت بخير .




مبارك علينا الشهر

وكل عام وانتم بخير




بارك الله لنا ولكم في هذا الشهر المبارك وأعاننا على صيامه وقيامه




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

بركة السحور

السؤال

كثيرا ما نسمع عن السحور في شهر رمضان المبارك، ونسمع في الأحاديث التي تلقى في المساجد أن السحور بركة، لكننا أحيانا لا نشتهي الفطور بسبب العشاء المتأخر ونترك هذه البركة، هل علينا إثم في ذلك أم لا؟


الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعـد:
فلا ريب أن السحور سنة وقربة؛ لأن الرسول أمر بذلك -عليه الصلاة والسلام- قال: (تسحروا فإن في السحور بركة)، وقال -عليه الصلاة والسلام-: (فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر)، وكان يتسحر -عليه الصلاة والسلام-، فالسنة السحور ولكن ليس بواجب، من لم يتسحر فلا إثم عليه، لكن تَرَك السنة، فينبغي أن يتسحر ولو بقليل، ليس من اللازم أن يكون كثيراً، يتسحر بما تيسر ولو تمرات، أو ما تيسر من أنواع الطعام في آخر الليل، فإن لم يتيسر فإن لم يتيسر أو لم يشتهي الطعام فشيء من اللبن، وعلى الأقل الماء، يحس من الماء ما تيسر، ولا يدع السحور، فأكلة السحر فيها بركة وفيها خير كثير، وهي عون للصائم على أعماله في النهار، فينبغي للصائم أن لا يدع السحور ولو قليلاً، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (تسحروا فإن في السحور بركة)، هكذا يقول -عليه الصلاة والسلام-، وهذه البركة لا ينبغي أن تضيع، بل ينبغي للمؤمن أن يحرص عليها ولو بشيءٍ قليل من الطعام، أو من التمرات، أو من اللبن، يستعين بذلك على أعمال النهار الدينية والدنيوية.

لفضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله




بارك الله فيك وهذا حديث اخر للفائدة

تعليمية




جزيت خير الجزاء واسال الله باسمه الاعظم ان يغفر لك ولوالديك ويكتب لك الاجر بعدد من سجد له ويحط عنك الخطايا بعدد من شهد بالوهيته
ويوفقك الى مايحب ويرضى ويجعلك من احبائه واوليائه ومن حفظة كتابه وينير قلبك بنور الايمان..
واساله بوجهه الكريم الفردوس الاعلى لك ولوالديك ومن تحب وجميع المسلمين تقبل شكري وتقديري ومروري المتواضع..




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رامي الصياد الصغير تعليمية
بارك الله فيك وهذا حديث اخر للفائدة
وفيك بارك الله وجزاك خيراً على الاضافة




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الغزالة تعليمية
جزيت خير الجزاء واسال الله باسمه الاعظم ان يغفر لك ولوالديك ويكتب لك الاجر بعدد من سجد له ويحط عنك الخطايا بعدد من شهد بالوهيته
ويوفقك الى مايحب ويرضى ويجعلك من احبائه واوليائه ومن حفظة كتابه وينير قلبك بنور الايمان..
واساله بوجهه الكريم الفردوس الاعلى لك ولوالديك ومن تحب وجميع المسلمين تقبل شكري وتقديري ومروري المتواضع..

جزاك الله خيرا على الدعاء
اللهم آمين ولك بالمثل




تعليميةألفتعليمية شكرتعليمية وياركتعليمية اللهتعليمية فيكتعليمية




جـزاك الله كل خير
اللهم تقبل صيامنا و قيامنا و أعتقنا من النار




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

أقوال وفتاوى العلماء والأئمة في حكم التهنئة بالعيد والمعانقة


أقوال وفتاوى العلماء والأئمة في حكم التهنئة بالعيد والمعانقة


التهنئة بالعيد: كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا رجعوا ـ أي من صلاة العيد ـ يقول بعضهم لبعض : ( تقبل الله منا ومنكم ) ، قال : أحمد بن حنبل : إسناده جيد . اهـ الجوهر النقي حاشية البيهقي ( 3/ 320 – 321 ) وفي الفروع لابن مفلح (2/150 ) قال : ولا بأس قوله لغيره : تقبل الله منا منكم ، نقله الجماعة كالجواب ، وقال : لا أبتدئ بها ، وعنه : الكل حسن ، وعنه : يكره ، وقيل له في رواية حنبل : ترى له أن يبتدئ ؟ قال : لا ونقل علي بن سعيد : ما أحسنه إلا أن يخاف الشهرة ، وفي النصحية : أنه فِعل الصحابة ، وأنه قول العلماء . اهـ .
وجاء في الفتح ( 2/446) : وروينا في المحامليات بإسناد حسن عن جبير بن نفير قال : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض : تقبل الله منا ومنكم . وسئل مالك رحمه الله : أيكره للرجل أن يقول لأخيه إذا انصرف من العيد : تقبل الله منا ومنك ، وغفر الله لنا ولك ، ويرد عليه أخوه مثل ذلك ؟ قال : لايكره . اهـ من المنتقى (1/322)
وفي الحاوي للسيوطي (1/82) قال : وأخرج ابن حبان في الثقات عن علي بن ثابت قال سألت مالكاً عن قول الناس في العيد : تقبل الله منا منك ، فقال : مازال الأمر عندنا كذلك . اهـ .
وفي سؤالات أبي داود ( ص 61 ) قال أبو داود : سمعت أحمد سئل عن قوم قيل لهم يوم العيد : تقبل الله منا ومنكم ، قال أرجو أن لايكون به بأس . اهـ .
وسئل العلامة ابن باز رحمه الله ::
س: الأخ: ص.م.م. من واشنطن ، يقول في سؤاله: يقول الناس في تهنئة بعضهم البعض يوم العيد ( تقبل الله منا ومنكم الأعمال الصالحة ) أليس من الأفضل يا سماحة الوالد أن يدعو الإنسان بتقبل جميع الأعمال ، وهل هناك دعاء مشروع في مثل هذه المناسبة؟


ج: لا حرج أن يقول المسلم لأخيه في يوم العيد أو غيره تقبل الله منا ومنك أعمالنا الصالحة ، ولا أعلم في هذا شيئا منصوصا ، وإنما يدعو المؤمن لأخيه بالدعوات الطيبة؛ لأدلة كثيرة وردت في ذلك. والله الموفق .

الفتاوى ابن باز المجلد 13 .



وسئـل فضيلة الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ: ما حكـم التهنئة بالعيد؟ وهل لها صيغة ميعنة؟

فأجاب فضيلته بقوله: التهنئة بالعيد جائزة، وليس لها تهنئة مخصوصة، بل ما اعتاده الناس فهو جائز ما لم يكن إثماً.
9131 سئـل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: هل هناك صيغة محفوظة عن السلف في التهنئة بالعيد؟ وما هو الثابت في خطبة العيد الجلوس بعد الخطبة الأولى ثم خطبة ثانية أو عدم الجلوس؟

فأجاب فضيلته بقوله: التهنئة بالعيد قد وقعت من بعض الصحابة رضي الله عنهم، وعلى فرض أنها لم تقع فإنها الاۤن من الأمور العادية التي اعتادها الناس، يهنىء بعضهم بعضاً ببلوغ العيد واستكمال الصوم والقيام.
لكن الذي قد يؤذي ولا داعي له هو مسألة التقبيل، فإن بعض الناس إذا هنأ بالعيد يقبل، وهذا لا وجه له، ولا حاجة إليه فتكفي المصافحة والتهنئة.
وأما سؤاله عن خطبة العيد فإن العلماء اختلفوا في ذلك: فمنهم من قال: إن العيد له خطبتان يجلس بينهما. ومنهم من قال: ليس له إلا خطبة واحدة، ولكن إذا كان النساء لا يسمعن الخطيب فإنه يخصص لهن خطبة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما خطب الناس يوم العيد نزل إلى النساء فوعظهن وذكرهن، وهذا التخصيص في وقتنا الحاضر لا نحتاج إليه.

فتاوى ابن عثيمين المجلد16 .


وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (24/253) : هل التهنئة في العيد ما يجري على ألسنة الناس : عيدك مبارك ، وما أشبهه ، هل له أصل في الشريعة أم لا ؟ وإذا كان له أصل في الشريعة ، فما الذي يقال ، أفتونا مأجورين ؟
فأجاب : أما التهنئة يوم العيد يقول بعضهم لبعض إذا لقيه بعد صلاة العيد : تقبل الله منا ومنكم ، وأحاله الله عليك ، ونحو ذلك فهذا قد روي عن طائفة من الصحابة أنهم كانوا يفعلونه ، ورخص فيه الأئمة كأحمد وغيره ، لكن قال أحمد : أنا لا ابتدئ أحداً ، فإن ابتدرني أحد اجبته ، وذلك ؛ لأنه جواب التحية واجب ، وأما الابتداء بالتهنئة فليس سنة مأمور بها ، ولا هو أيضاً مما نُهي عنه ، فمن فعله فله قدوة ، ومن تركه فله قدوة ، والله أعلم . اهـ .

قال الشيخ الألباني ـ رحمه الله تعالى ـ في سلسلته الصحيحة المجلد الأوّل ـ تحت حديث رقم (160 ) ـ : ( ..فالحقُّ أنّ الحديث نصٌّ صريح على عدم مشروعية (التقبيل ) عند اللقاء ، ولا يدخل في ذلك تقبيل الأولاد والزوجات ؛ كما هو ظاهر .. وأمّا الأحاديث التي فيها أنّ النبيّ صلي الله عليه وسلم قبّل بعض الصحابة في وقائع مختلفة ؛ مثل تقبيله واعتناقه لزيد بن حارثة عند قدومه المدينة ، واعتناقه لأبي الهيثم بن التيهان ، وغيرهما ؛ فالجوّاب عنها من وجوه :

(الأول ) : أنها أحاديث معلولة لا تقوم بها حجة ، ولعلنا نتفرغ للكلام عليها ، وبيان عللها إنْ شاء الله تعالى .
( الثاني ) : أنه لو صحّ شيء منها ؛ لم يجز أن يعارض بها هذا الحديث الصحيح ؛ لأنها فعل من النبيّ صلي الله عليه وسلم يحتمل الخصوصيّة أو غيرها من الاحتمالات التي توهن الاحتجاج بها ، على خلاف هذا الحديث ؛ لأنه حديث قوليّ وخطاب عام موجّه إلى الأمة ؛ فهو حجة عليها ؛ لما تقرر في علم الأُصول أنّ القول مقدّم على الفعل عند التعارض ، والحاظر مقدمٌ على المبيح ، وهذا الحديث قولٌ وحاظرٌ ، فهو المقدّم على الأحاديث المذكورة لو صحّت . ## وأمّــا ( الالتزام ) .. و ( المعانـقة ) ؛ فما دام أنّه لم يثبت النهي عنه في الحديث كما تقدم ؛ فالواجب حينئذٍ البقاء على الأصل ، وهو الإباحة ، وبخاصّة أنه ببعض الأحاديث والآثار ، فقال أنس رضي الله عنه : " كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا تلاقوا ؛ تصافحوا ، فإذا قدموا من سفرٍ ؛ تعانقوا " . رواه الطبراني في الأوسط ،ورجاله رجال الصحيح ، كما قال المنذري (3/270) ،والهيثمي (8/36) . وروى البيهقي (7/100) بسند صحيح عن الشعبي : " كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إذا التقوا ؛ صافحوا ، فإذا قدموا من سفر ؛ عانق بعضهم بعضاً ". وروى البخاري في الأدب المفرد (970) ، وأحمد (3/495) عن جابر بن عبد الله قال : " بلغني حديث عن رجلٍ سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاشتريت بعيراً ، ثمّ شددتُ عليه رحلي ، فسرتُ إليه شهراً حتى قدمتُ عليه الشام ، فإذا عبد الله بن أنيس ، فقلت للبـواب : قل له : جابر على الباب . فقال : ابن عبد الله ؟ قلتُ : نعم . فخرج يطأ ثوبه فاعتنقني واعتنقته " الحديث . وإسناده حسن كما قال الحافظ ( 1/ 195) ، وعلّقه البخاري . وصحّ التزام ابن التَّيِّهان للنبي صلي الله عليه وسلم حين جاءه صلي الله عليه وسلم إلى حديقته ؛ كما في مختصر الشمائل (113) . ## وأمّــا ( تقبيل اليـد ) …فـفي الباب أحاديث وأثار كثيرة يدلُّ مجموعها على ثبوت ذلك عن رسول الله صلي الله عليه وسلم والسلف ، فنرى جــواز (تقبيل يد العـالم ) إذا توفّرت الشـروط الآتية :
1 _ أنْ لا يتخذ عادةً بحيث يتطبع العالم على مدّ يده إلى تلامذته ، ويتطبّع هؤلاء على التبرك بذلك ، فإنّ النبي صلي الله عليه وسلم وإنْ قُبلت يده ؛ فإنما كان ذلك على الندرة ، وما كان كذلك ؛ فلا يجوز أن يُجعل سنة مستمرة ؛ كما هو معلوم من القواعد الفقهية .

2 _ أنْ لا يدعو ذلك إلى تكبر العالم على غيره ورؤيته لنفسه ؛ كمــا هو الواقع مع بعض المشايخ اليوم .

3 _ أنْ لايؤدي ذلك إلى تعطيل سنة معلومة ؛ كسنة المصافحة ؛ فإنها مشروعة بفعله صلي الله عليه وسلم وقوله ، وهي سببٌ شرعيّ لتساقط ذنوب المتصافحين ؛ كما روي في غير ما حديث واحد ؛ فلا يجوز إلغاؤها من أجل أمر أحسن أحواله أنـه جائـز . ) أ.هـ [ سلسة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها ( 1/ 300 ـ 302 تحت حديث رقم 160 )





جمع وترتيب الشيخ / محمد بن أحمد الفيفي . عضو الدعوة والارشاد بوزارة الشؤون الاسلامية




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

حكم صنع مجسمات فنية للحرمين الشريفين



حكم صنع مجسمات فنية للحرمين الشريفين





س: أرجو التكرم بإعلامي عن حكم الدين في إنتاج مجسمات فنية للحرمين الشريفين بما في ذلك الكعبة المشرفة بغرض بيعها على الحجاج وغيرهم من المسلمين الذين يرغبون في اقتنائها على سبيل التذكار.


ج: لا يجوز إنتاج المجسمات الفنية للحرمين الشريفين؛ لما قد تشتمل عليه من صور لمن بالحرم المكي من الطائفين والمصلين ولمن بالمسجد النبوي والقراء وغيرهم، ولخروج صورة القبة الخضراء مع صورة المسجد النبوي مما يدفع بعض الناس إلى الاعتقاد في القباب وأهلها، وهذا يفضي إلى الشرك الأكبر، ولما يفضي إليه ذلك من مفاسد أخرى أعاذنا الله منها.



وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبد الله بن قعود، عبد الله بن غديان، عبد الرزاق عفيفي، عبد العزيز بن عبد الله بن باز








التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

حَمِّل: مطويات دليل الحاج و المعتمر

تعليمية تعليمية
تعليمية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله :

هذا كتيب صغير يحمله الحاج معه لما فيه من الفوائد التي تهم كل حاج

دليل الحاج والمعتمر

تعليميةتعليميةتعليميةتعليميةتعليميةتعليميةتعليمية

نبذة :

دليل يعتبر كتيب صغير للجيب به شرح لمناسك الحج والعمرة مصورة ومفصلة يصدر عن وزارة الأوقاف السعودية…

لتحميل المطوية مصورة :


تعليمية


pdf/12.6 MB

تعليمية

مناسك الحج ..خطوة..خطوة

تعليميةتعليميةتعليميةتعليميةتعليميةتعليميةتعليمية

نبذة :

مطوية شاملة مفصلة وملونة تصحبها رسومات توضيحية صادرة عن وزارة الأوقاف السعودية …

لتحميل المطوية مصورة :


تعليمية

pdf/2.3 MB


تعليمية

دليل حج المتمتع

نبذة :

دليل للحاج لإداء مناسك الحج

لتحميل المطوية مصورة :


تعليمية

rar/15.2 KB


تعليمية

الذكر والدعاء في الحج

نبذة :

أدعية وأذكار للحاج

لتحميل المطوية مصورة :

تعليمية

rar/140.4 KB

المصدر

تعليمية تعليمية




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

فضل الأضحية

فضل الأضحية


إن الحمد لله أحمده وأشكره وأتوب أليه وأستغفره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد

فإن الله تعالى شرع بحكمته ورحمته شرع لعباده الذين لم يحجوا أن يتقربوا إليه بذبح الأضاحي عنهم وعن أهليهم فضحى النبي صلى الله عليه وسلم ضحى بأضحيتين إحداهما عنه وعن أهله والثانية عن أمته ومن أراد أن يضحي فدخل العشر فإنه لا يأخذ من شعره ولا من بشرته ولا من ظفره شيئا حتى يضحي وهذه الأضاحي إنما تشرع للناس في بلادهم ليعظموا شعائر الله في بلادهم كما عظم الحجاج شعائر الله عند المسجد الحرام قال الله عز وجل)وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا) وقال تعالى (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ) وقال تعالى ( فصلي لربك وانحر ) وقال تعالى (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِين َ) وبين النبي صلى الله عليه وسلم أن الأضحية شيء واللحم شيء آخر فقال (من صلى صلاتنا ونسك نسكنا فقد أصاب النسك ومن نسك قبل الصلاة فتلك شاة لحم) فقال رجل يا رسول الله نسكت قبل أن اخرج إلى الصلاة فقال النبي صلى الله عليه وسلم (شاتك شاة لحم) وفي هذه النصوص القرآنية والسنة النبوية دليل واضح على أنه ليس المقصود من الأضاحي مجرد الانتفاع باللحم ولكن المقصود الأعظم شيء وراء ذلك وهو تعظيم شعائر الله والتقرب إليه بالذبح وذكر اسم الله تعالى عليها وهذا لا يحصل إلا إذا أقيمت هذه الشعيرة في البلاد ورآها الصغير والكبير وذكر اسم الله عليها وبهذا نعلم أن الأولى والأكمل والأفضل والأقوم لشعائر الله أن يضحي الناس في بلادهم وأن لا يخرجوا أضاحيهم عن بلادهم وبيوتهم لأن إخراجها عن البلاد يفوت به مصالح كثيرة ويحصل به شيء من المفاسد فمن ما يفوت به من المصالح إظهار شعيرة من شعائر الله في البلاد لأنه إذا لم يضحى في البلاد فإن البيوت تتعطل أو بعضها أو كثير منها عن هذه الشعيرة ولاسيما إذا تتابع الناس فيها فتتايعوا ومما يفوت به مباشرة ذبح المضحي لأضحيته فالسنة أن يذبح الإنسان أضحيته بنفسه ويسمي الله عليها ويكبره تأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم وامتثالا لقوله تعالى ( فصلي لربك وانحر ) وقوله ( فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا ) قال العلماء وإذا كان المضحي لا يحسن الذبح وكل مسلما وحضرها ومما يفوت به من المصالح شعور الإنسان بالتعبد لله تعالى بالذبح نفسه فإن الذبح لله من أجل العبادات وأفضلها ولهذا قرن الله الذبح بالصلاة في قوله ( فصلي لربك وانحر ) واسأل من بعث بقيمة أضحيته خارج البلاد هل يشعر بهذه العبادة العظيمة هل يشعر بالتقرب إلى الله بها بالذبح إنه لن يشعر بذلك أبدا لأنه لم يذبحها ولم تذبح أمامه ومما يفوت به ذكر الله تعالى على الذبيحة وتكبيره وقد أمر الله تعالى بذكر اسمه عليها فقال جل وعلا (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ ) وقال تعالى (كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ ) وفي هذا دليل على أن ذبح الأضحية وذكر اسم الله عليها عبادة مقصودة لذلك ومن المعلوم أن نقلها إلى خارج البلد يفوت به هذا المقصود العظيم بل هذا المقصود الأعظم فإن ذلك أعني التقرب إلى الله تعالى بذبحها وذكر اسم الله عليها اعظم من مجرد الانتفاع بلحمها والتصدق به لقوله تعالى ( لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ ) ومما يفوت به الأكل من الأضحية فإن المضحي مأمور بالأكل من أضحيته إما وجوبا أو استحبابا على خلاف في ذلك بين العلماء بل إن الله قدم الأمر بالأكل منها على إطعام الفقير فقال تعالى ( فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ) فأكل المضحي من أضحيته عبادة يتقرب بها إلى الله عز وجل ويثاب عليها لامتثاله لأمر الله ومن المعلوم أن بعثها إلى خارج البلاد يمنع الأكل منها لأنه لا يمكنه فيكون بذلك مفرطا في أمر الله عز وجل وآثما على قول بعض العلماء لما يفوت به من المصالح أن الإنسان يبقى معلقا هل يقص شاربه و يقلم أظفاره لأنه أذبحت أضحيته أم لا وهل ذبحت يوم العيد أو في الأيام التي تليه وقد ذكر بعض العلماء أنه يستحب للمضحي أن يأخذ من ذلك بعد ذبح أضحيته لحديث ورد في ذلك وفيه مقال فهذه ست مصالح تفوت بنقل الأضاحي إلى بلاد أخري ومن المعلوم أن المؤمن يطلب المصالح أينما كانت أما المفاسد فمنها أن الناس ينظرون إلى الأضحية وهي هذه العبادة العظيمة نظرة اقتصادية مالية محضة وهي مصلحة الفقير دون أن يشعروا بأنها عبادة يتقربون بها إلى الله وربما يشعر أن فيها الإحسان إلى الفقراء وهذا خير وعبادة لأن الله يحب المحسنين ولكنه دون شعور العبد بالتقرب إلى الله بالذبح فإن في الذبح من تعظيم الله ما تربو مصلحته على مجرد الإحسان إلى الفقراء ثم إن الفقراء يمكن أن ننفعهم بإرسال الدراهم أو الأطعمة أو الفرش أو الملابس أو غيرها دون أن نقتطع لهم جزء من عباداتنا المهمة ومن المفاسد تعطيل شعائر الله تعالى أو تقليلها في البلاد التي نقلت منها ومن المفاسد تفويت مقاصد الموصين الأموات إذا كانت الأضاحي وصايا لأن الظاهر من حال الموصين أنهم يريدون مع التقرب إلى الله منفعة ذويهم وتمتعهم بهذه الأضاحي ولم يكن يخطر ببالهم أن تنقل إلى بلاد أخرى قريبة أو بعيدة فيكون في نقلها مخالفة لما يظهر من مقصود الموصين ثم إننا أيها الإخوة لا ندري من الذي يتولى ذبحها في البلاد الأخرى هل هو على علم بأوصاف الأضحية المطلوبة أم سيذبح ما حصل بيده على أي حال كانت ولا ندري هل سيتمكن من ذبح هذه الأضاحي في وقتها أو لا يتمكن قد تكون الأضاحي التي دفعت قيمتها كثيرة جدا فيعوز الحصول عليها في أيام الذبح فتؤخر إلى ما بعد أيام الذبح لأن أيام الذبح محصورة أربعة أيام فقط ثم أننا لا ندري أيضا هل ستذبح كل أضحية باسم صاحبها أو ستجمع الكمية فيقال مثلا هذه مائة رأس عن مائة شخص بدون أن يعين الشخص وفي إجزاء ذلك نظر . أيها الإخوة إننا أطلنا في هذه المسألة لدعاء الحاجة بل الضرورة إليها لأن من الناس من ينساب وراء العاطفة دون بصيرة من الأمر وهذا لاشك لاشك أنه من الجهل فلا تضيعوا هذه الشعيرة بإرسال قيمتها إلى خارج البلاد لتذبح هناك وانفعوا إخوانكم بما شاء الله من دراهم أو ألبسة أو فرش أو أطعمة أو غيرها أما الأضحية فإنها عبادة لا تفرطوا فيها اذبحوا ضحاياكم على مشهد من أهليكم وأولادكم حتى يعرفوا تلك الشعيرة العظيمة أسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعا ممن يعبد الله على بصيرة وأن يهيئ لنا من أمرنا رشدا وأن يرزقنا البر والتقوى وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

لفظيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله




جزاك الله خيرا على الحكمة المتوجبة

و بارك الله فيك على الجلب الطيب

و نطلب الله ان يبارك لنا في اضحيات عيدنا




موضوع قيم اخي

اللهم تقبل مني اعمالنا

ان شاء الله تعم الفائدة للجميع




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

رمضان توبة وإنابة

رمضان توبة وإنابة
للشيخ سلطان العيد حفظه الله

إنَّ الحمدَ لله نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل لله ومن يضلل فلا هادي له، واشهد أن لا اله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .‏ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وانتم مسلمون)آل عمران 102. ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تسآءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ) النساء :1. ( يا أيها الذي آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) الأحزاب : 70-71. أما بعدُ([1]) : فإنَّ أحسنَ الكلامِ كلامُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار .

فإ ن الله حكيم عليم يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد لا معقب لحكمه وهو القوي العزيز, فضل الأيام والليالي والشهور على بعض, فجعل ليلة القدر خير من ألف شهر, وأقسم بذي العشر"عشر ذي الحجة", وجعل صوم عرفة مكفرة للذنوب والخطيئات ومامن هذه المواسم الفاضلة وموسم إلا ولله فيه نفحات يصيب بها من يشاء بفضله ورحمته, والسعيد من إغتنم الشهور والأيام والساعات وتعرض لنفحات الله جل وعلا, خرج الطبراني وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه(( ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أطلبوا الخير دهركم وتعرضوا لنفحات ربكم فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من عباده )) قال مالك بن دينار: كان عيسى عليه السلام يقول: إن الليل والنهار خزانتان فأنظروا ما تضعوا فيها, وكان عمر بن ذر يقول: اعملوا رحمكم الله في هذا الليل وسواده فإن المغبون من غبن خير الليل والنهار والمحروم من حرم خيرهما فأحيوا أنفسكم بذكر الله, وإنما تحيا القلوب بذكر الله عزوجل

عباد الله من عرف الجنة ونعيمها رغب فيها وزهد في الدنيا ومتاعها الزائل عباد الله هلموا إلى دار لا يموت سكانها ولا يخرب بنيانها ولا يهرم شبابها ولا يتغير حسنها, هوائها النسيم وماؤها التسنيم, يتقلب أهلها في رحمة أرحم الراحمين, ويتمتعون بالنظر إلى وجهه الكريم دعواهم سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمدلله رب العالمين ياأمة محمد صلى الله عليه وسلم, ياعباد الله أبشروا برحمة الله وفضله وجوده وإحسانه ها هو شهر رمضان قد أقبل, شهر الرحمة والغفران والعتق من النيران, ذكر أبوبكر ابن أبا مريم عن أشياخه أنهم كانوا يقولون: إذا حضر رمضان فابسطوا فيه بالنفقة إن النفقة فيه مضاعفة, قال الحافظ ابن رجب غفر الله له: الصائم في ليله ونهاره في عباده ويستجاب دعاؤه في صيامه وعند فطره, فهو في صيامه صائم صابر, وفي ليله طاعم شاكر,( قل بفضل الله ورحمته فليفرحوا هو خير مما يجمعون ), في رمضان تقبل القلوب إلى بارئها جل وعلا, وفي الصيام تذل النفوس إلى ربها وتسهل عليها الطاعات والقربات, كان بعض السلف صائم فوضع فطوره بين يديه فسمع سائل يقول من يقرض المري الوفي الغني جل جلاله فقال ذاك الصائم: أنا أنا العبد المعدم من الحسنات فقام فأخذ الإناء, فخرج به إلى السائل وبات وهو جائعا, سلام من الله ورحمات على تلك النفوس المؤمنة المخبته. الصيام يشفع عند ربه فيقول: يارب منعته عن شهواته فشفعني فيه, وهذا لمن حفظ صومه وخاف ربه, وأما من ضيع صومه ولم يمنعه مما حرمه الله عليه, فجدير أن يضرب به وجه صاحبه ويقول له: ضيعك الله كما ضيعتني.

أبشروا معاشر المؤمنين المخبتين فهذه أبواب الجنة الثمانية في هذا الشهر لأجلكم قد فتحت ونسماتها على قلوب المؤمنين قد نفحت, وأبواب الجحيم كلها لأجلكم مغلقة, وأقدام أبليس وذريته من أجلكم موثقة, في هذا الشهر يفك الله من أسره أبليس, قال الحسن البصري غفر الله له: قال أبليس: أهلكت أمة محمد بالمعاصي فقطعوا ظهري بالإستغفار فأنيبوا إلى ربكم واستغفروا.

عباد الله استقبلوا هذا الشهر بالتوبة والندم والإنكسار والأستغفار حاسبوا أنفسكم وتفكروا في حالكم ومآلكم, اكثروا من ذكر هاذم اللذات الموت, كان السلف يجتهدون في إتمام العمل وإتقانه, ثم يهتمون بعد ذلك بقبوله يخافون أن يرد هؤلاء هم الذين يأتون ما آتوا وقلوبهم وجله, قال علي رضي الله عنه: كونوا لقبول العمل أشد اهتمامآ من منكم بالعمل, ألم تسمعوا قول الله عزوجل(( إنما يتقبل الله من المتقين )), قال عبدالعزيز بن أبي داود: أدركتهم يجتهدون بالعمل الصالح, إذا فعلوه وقع عليهم الهم أيقبل منهم أم لا.

ياأرباب الذنوب العظيمة التوبة التوبة في هذه الأيام الكريمة, فما من واعظ ولا لها من قيمة من يعتق فيها من النار فقد فاز فوزآ عظيما,. ينبغي لمن يرجو العتق في شهر رمضان من نار جهنم بأن ياتي بأسباب توجب العتق من النيران, وهي ميسرة في هذا الشهر ولله الحمد والمنه, وفيها التوبة والإستغفار, قال الحسن البصري: اكثروا من الإستغفار فإنكم لا تدرون متى تنزل الرحمة, وقال لقمان لإبنه: يابني عود لسانك بالإستغفار فإن لله ساعات لا يرد فيه سائل, قال عمر بن عبدالعزيز: قولوا كما قال أبوكم آدم:(( ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين )), وقولوا كما قال نوح عليه السلام:(( وإن لاتغفرلي وترحمني أكن من الخاسرين )), وقولوا كما قال موسى: (( ربي إني ظلمت نفسي فاغفرلي )), وقولوا كما قال ذو نون: (( سبحانك إني كنت من الظالمين )). كان بعض السلف إذا صلى صلاة كان يستغفر من تقصير فيها كما يستغفر المذنب من ذنبه.

عباد الله انفع الإستغفار ما قارنته التوبة, فمن استغفر بلسانه وعزمه أن يرجع إلى المعاصي بعد هذا الشهر المبارك, فصومه عليه مردود وباب التوبة عنه مسدود إلا أن يشاء ربي شيئا, قال كعب: من صام رمضان وهو يحدث نفسه أن فرغ من رمضان أنه لا يعود إلى العصيان دخل الجنة بغير مسألة.

عباد الله لا تتعلق قلوبكم بشئ من المعاصي واعلموا أن من ترك شيئآ لله عوضه خير منه (( أن يعلم الله في قلوبكم خيرآ يؤتكم خيرآ مما أخذ منكم ويغفر لكم )). فواأسفاه في زمان ضاع في غير طاعة الله واحسرتاه على تفريط في جنب الله عزوجل, الله أكبر يقال لأهل الصيام والقيام يوم القيامة(( كلوا واشربوا هنيئآ بما اسلفتم في الأيام الخالية )) طالما تعبت أبدانهم من الجوع والقيام بين يدي الله جل جلاله, كفوا جوارحهم عن معصيته, ورتلوا كتابه ترتيلا, واستعدوا لما أمامهم(( كانوا قليلآ من الليل ما يهجعون وبالإسحار هم يستغفرون )), صيام بالنهار وقيام بالليل وتصبر على طاعة الله في أيام قلائل, فإذا هم أمنوا مما كانوا يخافون, وبحور الحسان في خيام اللؤلؤ يتنعمون, كانوا يفرحون بالليل إذا أقبل ليفوزوا بمناجاة الملك العلام, وبالنهار إذا جاء لأن الصيام لله وهو الذي يجزي به وللصائم فرحتان, فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه, ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.

فاايها الغافل المفرط ربح القوم وخسرت, وساروا إلى الله مسرعين وماسرت, وقاموا بالأوامر وضيعت ما به أمرت, تذكر قول ربنا عزوجل:(( ياعبادي لا خوف عليكم ولا انتم تحزنون الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وانتم فيه خالدون )), إذا اشتد خوف جميع الخلائق يوم القيامة نودوا بهذه الآية فيرفعوا الناس رؤوسهم فيقوموا الذين آمنوا وكانوا مسلمين, وينكس الكفار رؤوسهم ثم يقال للمؤمنين ادخلوا الجنة انتم وأزواجكم تحبرون. اللهم أجعلنا منهم ياأرحم الراحمين, وعظ كعب عمر بن الخطاب فقال: والذي نفسي بيده أن لجهنم يوم القيامة زفرة ولزفرتها لايبقى ملك مقرب ولانبي مرسل إلا خر جاثيآ على ركبتيه يقول نفسي نفسي لا أملك إلا نفسي.

عباد الله ابشروا وأملوا خيرا, جدوا واجتهدوا في طاعة الله في هذا الشهر الكريم, واعلموا أن ربنا رؤوف رحيم يقبل توبة المذنبين ويعظم الأجر للمحسنين, يفرح بتوبة عبده إذا أناب إليه, سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة, البشائر في هذا الموسم العظيم كثيرة.

فابشروا عباد الله بمغفرة الذنوب إن من صام رمضان إيمانآ واحتسابآ غفر له ماتقدم من ذنبه, أبشروا العتق من النيران فإن لله عتقاء من النار في رمضان, فنسأله أن يعتق رقابنا من النيران, أبشروا بالأجر العظيم من الرب الكريم, فإن القيام من الصبر والله عزوجل يقول:(( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )), أبشروا فإن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (( من ختم له بصيام يوم دخل الجنة )) ابشروا بففضل وأجر القيام في رمضان يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:(( من قام رمضان إيمانآ واحتسابآ غفر له ما تقدم من ذنبه )) وابشروا بليلة خير من ألف شهر, يقول الخليل المصطفى صلى الله عليه وسلم:(( من قام ليلة القدر إيمانآ واحتسابآ غفر له ماتقدم من ذنبه )) ابشروا من فطر صائمآ فله مثل أجره وعمرة في رمضان تعدل حجة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم, فأملوا خيرآ واجتهدوا في طاعة الله عزوجل (( وأنيبوا إلى ربكم واسلموا له )) واغتنموا الليل والنهار قبل حلول الأجل ومفارقة دار العمل (( وانفقوا مما رزقناقكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول ربي لولا أخرتني إلى أجل قريب فاصدق وأكن من الصالحين ولن يؤخر الله نفسآ إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون )) ومع هذا الفضل العظيم من الكريم المنان فليحذر العبد من أن يكون من المبعدين المطرودين عن رحمة الله في ذلك الشهر الكريم, أناس جل بهم سخط ربنا جل وعلا, ألم تسمعوا قول رسول الله صلى عليه وسلم:(( رغم أنف رجلآ أدرك رمضان ولم يغفر له )) آها أنت في شهر رمضان ماتبت ولا أنبت, ولا ندمت ولا استغفرت ولا تعرضت لنفحات الله جل وعلا, ذنوبك هي هي بل قد زادت في شهر العتق من النيران , فإين الحياء والخوف من الله عند ذاك الذي يسمع ماحرمه ربه عليه في شهر رمضان إو يطلق بصره في اللذات المستقذرة أو يلبس ويبيع الحرام في شهر رمضان, أقوام لا خافت ولا وجلة قلوبهم يمني أحدهم نفسه بالعصيان بعد انقضاء رمضان, يصوم أحدهم عما أحل الله من المآكل والمشارب ثم يقدم على حرمات الله فأي تناقض هذا!! والله ماشرع الصيام إلا لحكم عظيمة منها ما ذكره الله عزوجل:(( كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ))

اعلموا أخيه أنك ميت وتنتقل من هذه الدنيا الفانية إلى حفرة موحشة لا ينجيك من أهوالها إلا(رحمة الله) والعمل الصالح والإقبال على طاعة الله جل وعلا, أترضى أن تكون من جثاة جهنم من قال الله فيهم(( تلفحوا وجوههم النار وهم فيها كالحون )) أترضى أن تكون جبارآ عنيدآ مبازرآ لله بالعصيان (( واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد من ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد يتجرعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وماهو بميت ومن ورائه عذاب غليظ )) أن كنت لا ترضى وهذا الظن بك لا تمكن الهوى ولا تمكن عدو الله أبليس من نفسك وحاسب نفسك وتخيل موقف بين يدي الله جل وعلا وحيدآ فريدآ عريانآ حافيآ فتنظر عن يمينك فلا ترى إلا ماقدمت وتنظر أشئم فلا ترى إلا ما قدمت وتنظر بين يديك فإذا جهنم تحطم بعضها بعضا وفي هذه اللحظات المفزعة, طرق سمعك صوت الجبار جل جلاله, وسألك عما قدمت يداك (( يومئذ يتذكر الإنسان وانى له الذكرى يقول ياليتني قدمت لحياتي فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد )) فإلى متى الغفلة إلى متى إلى أن يحضر الأجل وعندها تقول (( ربي ارجعون لعلي اعمل صالحآ فيما تركت )) في هذه اللحظة لا تقبل التوبة وأنى لك الأوبه (( أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير ))

فيا أمة محمد صلى الله عليه وسلم أن باب التوبة مفتوح من تاب, تاب الله عليه وقربه, ومن تبع هواه فلا يلومن إلا نفسه يقول الله جل وعلا: (( ومن اعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال ربي لم حشرتني أعمى وكنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى ))

فحيا على جنات عدن فإيها منازلنا وفيها المخيم وحيا على السوق الذي فيه يلتقوا المحبون ذاك السوق لقوم يعلموا فالله مافي حشوها من مسرة وأصناف لذات فيها يتنعموا ولله أفراح المحبين عندما يخاطبهم من فوقهم ويسلموا ولله أبصار ترى الله جهرتآ ترى الضيم يخشاها ولا هي تسأموا فصم ليومك الأدنى لعلك في غدآ تفوز بعيد الفطر والناس صوم وإن ضاقت عليك الدنيا باسرها ولم يكن فيها منزل لك يعلموا فحيا على جنات عدن فإنها منازلنا الأولى وفيها المخيم

وكان أبوذر رضي الله عنه يقول: أيها الناس أني لكم ناصح وأني عليكم شفيق صلوا في ظلمة الليل لوحشة القبور وصوموا في الدنيا لحشر يوم النشور, تصدقوا مخافة يوم العسير ),,,,,, وكان الأسود بن يزيد يكثر الصوم حتى ذهبت أحدى عينيه من ذلك, فإذا قيل له لما تعذب جسدك كان يقول إنما أريد راحته, ,,,,, لما حضر الموت عامر بن عبدقيس جعل يبكي فقيل مايبكيك قال ماأبكي جزع من الموت ولا حرصآ على الدنيا ولكن أبكي على ظمأ الهواجر وعلى قيام الليل في الشتاء,,,,,, وحضرت الوفاة أحد الصالحين فجزع جزعآ شديدآ وبكى بكاء شديدآ, فقيل له في ذلك فقال: ماابكي إلا على أن يصوم الصائمين لله ولست فيهم, ويصلي المصلون لله ولست فيهم , ويذكره الذاكرون ولست فيهم فذالك الذي أبكاني, ,,,,,,, ودعا قوم رجل إلى طعام فقال إني صائم فقالوا: أفطر اليوم وصم غدا فقال: من يضمن لي أن أدرك غدا,,,,,,,, كان علي رضي الله عنه يقول ألا أن الصيام ليس من الطعام والشراب ولكن من الكذب واللغو الباطل, ,,,,, وقال جابر بن عبدالله: ( إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك من الكذب والمحارم, ودعا ذى الخادم وليكن عليك وقار سكينة يوم صيامك ,,,,,, ولقد روي الإمام أحمد في مسنده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع وكم من قائم ليس له من قيامه إلا السهر)),,,,,, خرجه البخاري من حديث أبوهريرة رضي الله عنه مرفوعآ(( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه )),,,,

معاشر المؤمنين يستحب للصائم الإكثار من العبادات في هذا الشهر الكريم, فإنه موسم فاضل, ,,, قال ابن القيم غفر الله له: ( وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان الإكثار من أنواع العبادات, فكان جبريل يدارسه القرآن في رمضان, وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخيل المرسلة, وكان أجود الناس وأجود مايكون في رمضان يكثر فيه من الصدقة والإحسان وتلاوة القرآن والصلاة والذكر والإعتكاف, صلوات الله عليه وسلامه عليه ماتعاقب الليل والنهار,,,,, اللهم نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل, ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولسائر المؤمنين من كل ذنب فاستغفروه أنه هو الغفور الرحيم

الخطبة الثانية:

الحمدلله رب العالمين ولا عدوان إلا على الضالمين واشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له واشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه أجمعين أما بعد: لقد جاءت النصوص في فضل الصيام وعظم أجر أهله فمن ذلك,,,, أن الله خص الصائمين باب من أبواب الجنة لا يدخل منه غيرهم, ولقد خرج الشيخان في صحيحهما من حديث سهل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( أن في الجنة باب يقال له الريان يدخل فيه الصائمون يوم القيامة, لايدخل منه أحد غيرهم, يقال أين الصائمون فيقومون فلا يدخله أحد غيرهم فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد)),,,,, وزاد النسلئي في آخره (( ومن دخل فيه شرب ومن شرب لم يضمأ أبدا )),,,, ومن فضائل أن الصوم جنة من الشهوات لقول النبي صلى الله عليه وسلم:(( من استطاع منكم الباء فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء )) متفق عليه,,,, ومنها أن الصوم جنة من النار لقوله صلى الله عليه وسلم: (( قال ربنا عزوجل الصيام جنة يستجن بها العبد من النار وهو لي وانا أجزي به ))قال المنذري رواه أحمد بإسناد حسن ,,,,,, وقال صلى الله عليه وسلم: (( من صام يومآ في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفآ )) خرجاه في الصحيحين,,,,, ومنها أن الصوم سبيل إلى الجنة لحديث جابر رضي الله عنه:(( أن رجلآ سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: رأيت إذا صليت الصلوات المكتوبات وصمت رمضان وأحللت الحلال وحرمت الحرام ولم أزد على ذلك أأدخل الجنة, قال: نعم, فقال فوالله لا أزد على ذلك شيئآ )) خرجه مسلم,,,, ومنها أن الصوم يشفع لصاحبه يوم القيامة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (( الصيام والقرآن يشفعان عن العبد يوم القيامة , يقول الصيام أي ربي منعته الطعام والشهوات في النهار فشفعني فيه ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان )) خرجه الإمام أحمد,,,,,,, ومنها أن أجر الصائم بغير حساب وخلوف فمه أطيب عند الله من ريح المسك لقوله صلى الله عليه وسلم: (( قال الله عزوجل كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به والصيام جنة وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يسخط فإن سابه أحد أو قاتله فليقل أني أمرئ صائم والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك للصائم فرحتان يفرحهما, إذا أفطر فرح وإذا لقي ربه فرح بصومه )) متفق عليه,,,, ومنها أن الصوم كفارة للذنوب لقوله صلى الله عليه وسلم: (( فتنة الرجل في أهله وماله وجاره يكفرها الصلاة والصيام والصدقة )) متفق عليه,,,, وفي صحيح مسلم مرفوعآ:(( الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر)),,,, فالله الحمد والمنة.

أما شهر رمضان فله فضائل كثيرة ولله الحمد,,,, منها أنه شهر القرآن فإنه أنزل فيه كما قال ربنا جل وعلا:(( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان )),,,,, ومنه فتح أبواب الجنان وغلق أبواب النيران وتصفيد الشياطين كل ذلك في هذا الشهر المبارك, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إذا دخل رمضان فتحت أبواب السماء وفي رواية(فتحت أبواب الجنة) وفي أخرى(أبواب الرحمة) وغلقت أبواب جهنم وسلسلة الشياطين )) خرجه الإمام مسلم,,,,,, وعند الترمذي وينادي منادي ياباغي الخير أقبل وياباغي الشر أقصر )) ,,,,, ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة,,,, ومنها أن فيه هي ليلة خير من ألف شهر يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:(( أتاكم شهر رمضان مبارك, فرض الله عليكم صيامه, تفتح أبواب السماء وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين, فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها قد حرم )) خرجه الإمام أحمد في مسندة,,,,,, ومنها غفران الذنوب لقوله صلى الله عليه وسلم:(( من صام رمضان إيمانآ واحتسابآ غفر له ما تقدم من ذنبه )) متفق عليه,,,,,, وقال صلى الله عليه وسلم:(( رغم أنف رجل ذكرت عنده ولم يصلي علي, ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم إنسلخ قبل أن يغفر له )) خرجه الإمام الترمذي,,,,,, ومن فضائله العتق من النيران أجارنا الله منها لقوله صلى الله عليه وسلم:(( إن لله عند كل فطر عتقاء, وذلك في كل ليلة )) رواه ابن ماجه,,,,,,,

ياأمة محمد صلى الله عليه وسلم أن من الذنوب العظام الفطر في رمضان بدون عذر فإنه من كبائر الذنوب وصاحبه متوعد بالعذاب الأليم قال أبو أمامه رضي الله عنه:( سمعت رسول الله عليه وسلم يقول:(( بينما أنا نائم أتاني رجلان فأخذا بضبعي(أي عضدي) فأتا بي جبل وعر فقالا إصعد حتى إذا كنت في سواء الجبل فإذا بي بصوت شديد فقلت: ماهذه الأصوات قالوا هذا عواء أهل النار ثم انطلقا بي فإذا بقوم معلقين بعراقيبهم مششقت اشداقهم(الشدق جانب الفم) تسيل اشداقهم دمآ قلت من هؤلاء قيل هؤلاء الذين يفطرون قبل تحلت صومهم )) رواه النسائي في الكبرى والحاكم وهو في الصحيح المسند للعلامة مقبل الوادعي.

اللهم ياحي ياقيوم ياذي الجلال والإكرام, اللهم إنا نسألك بأنك أنته الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوآ أحد,,, اللهم بلغنا شهر رمضان وأعنا على صيامه وقيامه إيمانآ واحتسابآ,,, اللهم بلغنا شهر رمضان وأعنا على صيامه وقيامه إيمانآ واحتسابآ,,, ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار,,,, اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين واجعل هذا البلد آمنآ مطمأنآ وسائر بلاد المسلمين,,,, اللهم آمنا في دورنا وأصلح ولاة أمورنا واجعل ولا يتنا في من خافك واتقاك واتبع رضاك يارب العالمين,,,, ربنا اغفر لنا ولوالدينا يوم يقوم الحساب,,, ربنا اغفر لنا ولإخوانا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلآ للذين آمنوا,,,, ربنا إنك رؤوف رحيم,,,, اللهم صلي وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين




بارك الله فيك




بارك الله فيكم

للرفع




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

نصيحة بمناسبة استقبال شهر رمضان

تعليمية

من برنامج نور على الدرب ………

اسئله يجيب عليها فضيله الشيخ العلامه بن باز رحمه الله عليه

نصيحة بمناسبة استقبال شهر رمضان

سماحة الشيخ ما نصيحتكم للمسلمين ونحن نستقبل هذا الشهر الفضيل؟

نصيحتي للمسلمين جميعاً أن يتقوا الله جل وعلا، وأن يستقبلوا شهرهم العظيم بتوبة صادقة من جميع الذنوب، وان يتفقهوا في دينهم وأن يتعلموا أحكام صومهم وأحكام قيامهم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين))[1]، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وسلسلت الشياطين))[2] ولقوله صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان أول ليلة من رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم وصفدت الشياطين ويناد منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة))[3].
وكان يقول صلى الله عليه وسلم للصحابة: ((أتاكم شهر رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب الدعاء فأروا الله من أنفسكم خيراً فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله))[4].
ومعنى: ((أروا الله من أنفسكم خيراً)): يعني سارعوا إلى الخيرات وبادروا إلى الطاعات وابتعدوا عن السيئات.
ويقول صلى الله عليه وسلم: ((من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه))[5].
ويقول صلى الله عليه وسلم: يقول الله جل وعلا: ((كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، ترك شهوته وطعامه وشرابه من اجلي للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك))[6].
ويقول صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم))[7].
ويقول صلى الله عليه وسلم: ((من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه))[8] رواه البخاري في الصحيح.
فالوصية لجميع المسلمين أن يتقوا الله وان يحفظوا صومهم وأن يصونوه من جميع المعاصي، ويشرع لهم الاجتهاد في الخيرات والمسابقة إلى الطاعات من الصدقات والإكثار من قراءة القرآن والتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير والاستغفار؛ لأن هذا شهر القرآن: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ[9].
فيشرع للمؤمنين الاجتهاد في قراءة القرآن، فيستحب للرجال والنساء الإكثار من قراءة القرآن ليلاً ونهاراً، وكل حرف بحسنة والحسنة بعشر أمثالها كما جاء ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، مع الحذر من جميع السيئات والمعاصي، مع التواصي بالحق والتناصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فهو شهر عظيم تضاعف فيه الأعمال، وتعظم فيه السيئات، فالواجب على المؤمن أن يجتهد في أداء ما فرض الله عليه وأن يحذر ما حرم الله عليه، وأن تكون عنايته في رمضان أكثر واعظم، كما يشرع له الاجتهاد في أعمال الخير من الصدقات وعيادة المريض واتباع الجنائز وصلة الرحم، وكثرة القراءة وكثرة الذكر والتسبيح والتهليل والاستغفار والدعاء، إلى غير هذا من وجوه الخير، يرجو ثواب الله ويخشى عقابه، نسأل الله أن يوفق المسلمين لما يرضيه، ونسأل الله أن يبلغنا وجميع المسلمين صيامه وقيامه إيماناً واحتساباً، نسأل الله أن يمنحنا وجميع المسلمين في كل مكان الفقه في الدين والاستقامة عليه، والسلامة من أسباب غضب الله وعقابه، كما أسأله سبحانه أن يوفق جميع ولاة أمر المسلمين وجميع أمراء المسلمين، وأن يهديهم وأن يصلح أحوالهم، وأن يوفقهم لتحكيم شريعة الله في جميع أمورهم، في عبادتهم وأعمالهم وجميع شئونهم، نسأل الله أن يوفقهم لذلك، عملاً بقوله جل وعلا: وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ[10]، وعملاً بقوله جل وعلا: أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ[11]، وعملاً بقوله سبحانه: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً[12]، وعملاً بقوله سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً[13]، وعملاً بقول الله سبحانه: قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ[14]، وقوله سبحانه: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا[15].
هذا هو الواجب على جميع المسلمين وعلى أمرائهم، يجب على أمراء المسلمين وعلى علمائهم وعلى عامتهم أن يتقوا الله وأن ينقادوا لشرع الله، وأن يحكموا شرع الله فيما بينهم ؛ لأنه الشرع الذي به الصلاح والهداية والعاقبة الحميدة وبه رضا الله وبه الوصول إلى الحق الذي شرعه الله وبه الحذر من الظلم.
نسأل الله للجميع التوفيق والهداية وصلاح النية والعمل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه.




اللهم بلغنا شهر رمضان
جزاك الله خيرا اخي على الموضوع القيم وبارك سعيك
تحياتي




نصيحتي للمسلمين جميعاً أن يتقوا الله جل وعلا، وأن يستقبلوا شهرهم العظيم بتوبة صادقة من جميع الذنوب، وان يتفقهوا في دينهم وأن يتعلموا أحكام صومهم وأحكام قيامهم

جزاكم الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك





بارك الله فيكم ونفع بكم الامة نصيحة قيمة ومفيدة