التصنيفات
اسلاميات عامة

التقوى وبيان حدها وفوائدها

التقوى وبيان حدها وفوائدها

الحمد لله المتفرد بعظمته وكبريائه ومجده ، المدبر للأمور بمشيئته وحكمته وحمده ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ألوهيته وربوبيته وفضله ورفده ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، خير داع إلى هداه ورشده ، اللهم صل وسلم وبارك على محمد ، وعلى آله وأصحابه وأتباعه وجنده . أما بعد : أيها الناس ، اتقوا الله تعالى ، فإن تقوى الله خير لباس وزاد ، وأفضل وسيلة إلى رضى رب العباد ، قال تعالى : { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا }{ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ } فوعد المتقي بالفرج والخروج من كل هم وضيق ، وبالرزق الواسع المتيسر من كل طريق ، وقال تعالى : { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا } ، { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا } فوعد من اتقاه أن ييسره لليسرى في كل الأمور ، وأن يكفر عنه السيئات ويعظم له الأجور ، وقال تعالى : { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } فبشر


المؤمنين إذا اتقوه بالفرقان ؛ وهو العلم النافع ، المفرق بين الحلال والحرام ، وبتكفير السيئات ومغفرة الآثام ، وبالفضل العظيم من الملك العلام . فإن سألتم عن تفسير التقوى التي هذه آثارها ، وهذه ثمراتها وفوائدها ، فإن أساسها التوبة النصوح من جميع الذنوب ، ثم الإنابة منكم كل وقت إلى علام الغيوب ، وذلك بالقصد الجازم إلى أداء الفرائض والواجبات ، وترك جميع المناهي والمحرمات ، وهو القيام بحقوق الله ، وحقوق المخلوقين . والتقرب بذلك إلى رب العالمين .


علامة المتقي أن يكون قائما بأصول الإيمان ، متمِّمًا لشرائع الإسلام وحقائق الإحسان ، محافظا على الصلوات في أوقاتها ، مؤديا الزكاة لمستحقيها وجهاتها ، قائما بالحج والصيام ، بارا بوالديه واصلا للأرحام ، محسنا إلى الجيران والمساكين ، صادقا في معاملته مع جميع المعامَلين ، سليم القلب من الكبر والغل والحقد والحسد ، مملوءا من النصيحة ومحبة الخير لكل أحد ، لا يسأل إلا الله ، ولا يستعين إلا بالله ، ولا يرجو ولا يخشى أحدا سواه . وقد وصف الله المتقي وبين ثوابه ، في قوله تعالى : { وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ } إلى قوله : { وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ } .
من الله علي وعليكم بتحقيق التقوى ، وجعلنا وإياكم ممن استمسك بالعروة الوثقى ، وبارك لي ولكم في القرآن العظيم .

الفواكه الشهية في الخطب المنبرية
للشيخ السعدي رحمه الله




جزاكم الله خيرا على النقل الطيب

قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه :((التقوى هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والرضا بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل)).

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله تعال عنه: أن (( تقوى الله أن يطاع فلا يعصى وأن يذكر فلا ينسى وأن يشكر فلا يكفر)).

وسأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه أبي بن كعب عن التقوى فقال له: (( أما سلكت طريقاً ذا شوك، قال:بلى فقال:فما عملت ؟ قال:اجتهدت وشمرت قال: فذلك التقوى)).

وقد عرف التقوى طلق بن حبيب فقال (( إذا جاءت الفتنة فادرؤها بالتقوى فقيل له:وما التقوى؟ قال: أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله وأن ترك ما حرم الله على نور من الله تخاف عقاب الله)).

قال ابن القيم رحمه الله تعليقاً على هذا التعريف ((وهذا أحسن جد قيل في معنى التقوى))، وقال الذهبي كذلك تعليقاً على هذا التعريف ((أبدع وأوجز)).

ويقول الألباني رحمه الله ((هذا الأثر صحيح لطلق بن حبيب التابعي العابد الجليل)).




بارك الله فيك




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عبيد الله تعليمية
جزاكم الله خيرا على النقل الطيب

وجزاك الله بالمثل وبارك الله فيك على تلك الدرر
نسال الله ان يجعلنا من عباده المتقين




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بوطيغان سلمى تعليمية
بارك الله فيك

وفيك بارك الله




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

حقيقة التقوى، وشهادة أنْ لا إله إلاَّ الله

بسم الله الرحمن الرحيمإِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَى اللهُ وَسَلَمَ وَبَارَكَ عَلَيهِ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصَحَابِهِ أَجْمَعِين. أَمَّا بَعْدُ:

أيُّها الإخوة في الله، تكلَّمنا بالأمس عن ظاهرة: الضيق والقلق والحالات النفسية والاضطرابات التي تُصيب الناس، وبيَّنَّا أسبابها من ضعف الصلة بالله -جلَّ وعلا-، وضعف الإيمان، والتعلق بغير الله -سبحانه وتعالى-، وما إلى ذلك من أسباب.

ثم بيَّنَّا الأسباب التي ينبغي أن تُفْعَلَ في مثل هذه الأحوال؛ من توثيق الصلة بالله –جلَّ وعلا-، والمُواظَبةُ على العبادات بما فيها الفرائض والنوافل, ونحو ذلك من الأسباب التي ينبغي أن يلجأ إليها المسلمُ بعد الله -سبحانه وتعالى-، مع التحذيرِ من التسويف والإعراض عن ذكر الله- جلَّ وعلا-, وأشَرْنا إلى أن من الأسباب: المُواظبة على ذكر الله -سبحانه وتعالى-، سواء في ذلك أذكار الصباح، أو أذكار المساء، أو أذكار النوم، أو أذكار السفر، أو أذكار الخروج من المنزل والدخول إليه، وأذكار الملابس الجديدة؛ بل حتى وأذكار الخلاء؛ أي: عند دخول الخلاء وعند الخروج منه، وكذلك أذكارٌ حتى في حال إرادة رجل مضاجعة أهله؛ فإنَّ هذه الأذكار حصونٌ عظيمٌ لمن وفَّقه الله -سبحانه وتعالى-، وسار على نهج النبي صلى الله عليه وسلّم وصحبه الكرام في ذلك, ووعدتُكم بالكلام على أمر عظيم؛ ألا وهو: "الدعاء" واللجوء إلى الله -تبارك وتعالى-، والتعلق به، وتعليق قضاء الحوائج به -سبحانه وتعالى-.
والدعاء سنتكلَّمُ عليه في العناصر الآتية:
أولاً: ما هو الدعاء، وما هي أقسامُه؟
ثانيًا: شروط قبول الدعاء.
وثالثًا: فوائد الدعاء، وآدابه.
فأقول بالله توفيقًا: إنََّ الدعاء في اللغة هو: الطلب, دعاه؛ أي: ناداه وطلبه، دعا فُلانٌ فُلاناً؛ أي: ناداهُ وطلبه.
وفي الشرع؛ ينقسم إلى قسمين: دعاء عبادة ودعاء مسألة.
فأما دعاء العبادة؛ فهو شاملٌ لجميع أنواع العبادة التي يتقربُ بها العبدُ المسلمُ إلى ربه, وقد جاء إطْلاقُ الدعاء على العبادة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة؛ قال الله -سبحانه وتعالى-: ﴿قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ﴾ [الفرقان: ٧٧]؛ أي: لولا عبادتكم.
وقال -تعالى-: ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾ [الجن: ١٨]؛ أي: فلا تعبدوا.
وقال -جلَّ وعلا-: ﴿وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ﴾ [المؤمنون: ١١٧].وقال -جلَّ وعلا-: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: ٦٠]
وكل عبادةٍ دعاءٌ، كل عبادة يتقرب المرءُ إلى ربه؛ هي الدعاء؛ ولذلك الصلاة تُسمى: دعاءً، وكذلك الذبح والنذر، وسائر ما يتقربُ به إلى الله -سبحانه وتعالى-؛ لأنك عندما تُقدِّم هذه القربى؛ إنما تطلب من الله تعالى أن يتقبل منك، وأن يُثيبك عليها؛ تفعل ذلك من أجل رضاه سبحانه، والبُعدِ عن سخطه؛ ﴿وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا﴾ [الأنبياء: ٩٠].
والقسم الثاني: دعاء المسألة؛ وهو التوجهُ إلى الله -سبحانه وتعالى- بطلب جلب خيرٍ، أو دفع ضرٍ؛ وهو أخص أنواع العبادة؛ بل هو العبادة ذاتُها, وقد ذكرنا الدعاء الذي بمعنى العبادة؛ دلتْ عليه الآيات والأحاديث, ومن الأحاديث: قول النبي صلى الله عليه وسلّم: ((الدعاء هو العبادة))، وهذه الرواية صحيحة، وفي روايةٍ أخرى فيها كلامٌ: ((الدعاء مخُ العبادة))؛ والمعنى واحدٌ؛ أي: إنَّ الدعاء كلهُ هو عبادةُ الله.
وأخطر المسائل التي زلَّتْ فيها الأقدام، وزاغتْ فيها العقول والأفهام، وكثرتْ فيها الأوهام؛ إنما هو الدعاء؛ فالبعض من الناس يلجأ إلى ميّتٍ في قبره، وهو ينتسبُ إلى الإسلام, يلجأ إلى ميّتٍ في قبره؛ فيسأله قضاء الحاجات، وكشف الكُربات، وإزالة الملمات. انتبهت –يا عبد الله–؟
ولِذلك فإن الدعاء العظيم له شروطٌ حتى يكون مُستجابًا؛ لأن الكثير من الناس؛ يقول: "أنا دعوتُ ودعوتُ ودعوتُ؛ فلم يُستجبْ لي"، وهذا مما يُـخل بالشروط؛ الاستبطاء واليأس ونحو ذلك. وأول شروط الدعاء:
الإخلاص لله -سبحانه وتعالى-؛ بأن لا يدعو غير الله، ولا يسأل إلّا الله، وأن لا يذبح إلّا لله، وأن لا ينذر إلّا لله، وأن لا يستغيث إلّا باللهِ، وأن لا يُعلِّق جميع حوائجه إلّا بالله -سبحانه وتعالى-، ولا يلجأ إلى أحد سواه، ومَنْ توكل على الله كفاه.

والإخلاص يناقِضُه الشرك، والتعلق بغير الله؛ كدعاء الأموات والأحياء، والجمادات أو النباتات، أو الشجر والحجر، أو التُراب والمدر، أو الملائكة والنبيين، أو نحو ذلك؛ فإن هذا الأمر –أعني: الدعاء- من أعظم أنواع العبادة التي لابُد فيها مِنَ الإخلاص لله -تبارك وتعالى, وقد يستغرب، وقد يتساءل مُتسائل: هل هناك مَنْ يدعو غير الله؟ هل يُتصوَّر أن مسلمًا يدَّعي الإسلام يدعو غير الله؟ نعم –يا عبد الله- يُوجد، كثير من الناس يشهدون لا إله إلّا اللهُ وأن محمد رسول الله، ويُقيمون الصلاة، ويُؤتون الزكاة، ويصومون رمضان، يحجّون البيت، ومع ذلك يدعون غير الله! فلذلك لا يقبل الله مِنْ أحدهم صرفًا ولا عدلاً؛ وإنما أتعب نفسه فقط؛ فيتوجه إلى ميّتٍ في قبره؛ فيُعلِّق حوائجَهُ به؛ بل تسمع مَنْ يقول: مدد يا فُلان! أغثني يا فلان! أنا في حماك يا فلان! ألتجئُ إليك يا فُلان! خذ بيدي يا فُلان! مِنَ المخلوقين أحياءً كانواْ أوْ أمواتًا.

نعم، هذا هو الواقع أنه يُوجد أُناس يُعلّقون أمورهم بغير الله، وهم يفعلون جميع الطاعات لكنهم ينقضونها؛ كالتي نقضت غزلها بعد قوةٍ أنكاثًا تمامًا؛ فيدعو ميّتًا في قبره لا حراك به، لا ينفعه ولا يضره؛ بل يضره في كونه يدعوه من دون الله -سبحانه وتعالى-, ويسأله المدد والولد، ويسأله ما لا يُسأل إلّا من الله -تبارك وتعالى-؛ قال اللهُ -جلَّ وعلا- رادًا على هذا الصنف: ﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ* وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ ﴾ [الأحقاف: ٥–٦].
وقال -جل وعلا-: ﴿وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ﴾ [فاطر: ١٣–١٤].
تأملْ –يا عبد الله!– كيف نفى اللهُ عن هذه المعبودات التي تُدعى وتُعْبدُ من دون الله عدة الأمور: الأمر الأول: أنهم لا يملكون لك شيئًا؛ إذْ أنهم هم بحاجةٍ إلى دعاء إخوانهم إن كانواْ مسلمين, فكيف يُطلب ممن هو مُحتاجٌ إلى الدعاء؛ كيف يُلْجَأُ إليه ويُدْعَا من دون الله -سبحانه وتعالى-؟! فالمقصود أنهُ لا يملك شيئًا، وقد نفى ذلك بعدة مُؤكدات: بلا النافية، وبمن المؤكدة -أيًا كان-، وبتنكير الشيء الذي ذُكِرْ وهو قطمير؛ ثلاثة مُؤكدات؛ ثُمَّ أكد بقوله: ﴿إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ﴾.
أولاً: لا يملكون شيئًا من دون الله،

وثانيًا: لو دعوتهم مِنْ هنا وإلى يوم القيامة؛ فإنهم لا يسمعون، وما أنت بمُسْمِعٍ مَنْ في القبور, مهما دعوت فإنهم لا يسمعون دُعائك، ولا يدرون عنك ماذا تقول؛ ثم قال: ﴿وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ﴾
هذا افتراض, فلو أن قُدِّرَ أنهم سمعوا الدعاء؛ فإنهم غير قادرين على الإجابة, إذْ أنَّ فَاقَدَ شيء لا يُعطيه، والذي لا يقدر على شيء لا يُطلب منهُ، وإنما يُلجئ إلى الله -عزَّ وجل-؛ لأنه لا يُعجزُ شيءٌ، وهو على كل شيءٍ قدير: ((يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قامواْ على صعيد واحد فسْألوني فأعطيتُ كلَّ واحد مسألته؛ ما نقص ذلك من ملكي شيئًا إلّا كما ينقص المخيط إذْ أُدْخِلَ البحر))؛ ثم نفى أمرًا رابعًا: ﴿وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ﴾ فإنهم يتبرءون ممن يعبدهم يوم القيامة؛ ويقولون: ربنا ما كانواْ إيانا يعبدون، فإذا كانتْ كل هذه منفيةً عن العبد؛ فكيف يدعو غير الله -سبحانه وتعالى-؟! ويتضرع إلى غير الله -جل وعلا-؟!
إذنْ الشرط الأول: الإخلاص, والإخلاص يُضادُ الشرك والرياء, والشرك الخفي؛ فاحْذروا من ذلك.
الشرط الثاني: البُعد عن أكل الأموال المحرمة؛ فإنَّ أكْلَ أموال المحرمةِ من أعظم موانع إجابة الدعاء, لا يُستجابُ له؛ لأن أَكْلَه حرامٌ، ولأنهُ غُذِّيَ بالحرام, سأل سعد بن أبي وقاص –رضي الله عنه– سأل النبي صلى الله عليه وسلّم؛ وقال: "يا رسول الله ادعوا اللهَ أن يجعلني مستجاباً الدعوة" فماذا قال له؟ ((أطب مطعمك تكون مستجاب، ومشربك تكون مستجاب الدعوة))، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلّم: ((أن رجلاً أشعث أغبر الذي يمد يديه إلى السماء، ومطعمه حرامٌ وملبسه حرامٌ وغُذِّيَ بالحرام؛ فأنى يُستجابُ لذلك؟!)) كيف يُستجابُ، وقد نبت لحمُه من السُّحت؟!

والشرط الثالث: أن لا يستبطئ الإجابة، وأن لا يندم على الدعاء؛ فيقول: سألتُ وسألتُ وسألتُ؛ فلم يُستجبْ لي. فأولاً: تفقد نفسك لعلك قد وقعتَ في بعض الشروط في ارتكاب بعض ما يُخالِفُ الدعاء؛ فكيف ذلك؟
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما من عبد يدعو بدعاءٍ ليس فيه اعتداءٌ)) وهذا يجرنا
للشرط الرابع: ((ليس فيه اعتداءٌ و قطيعة رحم إلّا وأُعطي إحدى الثلاث إما أن يستجابُ دعائهُ، وإما أن ترفع له بها الحسنة، وإما تُحط عنه بها السيئة))
لكن بشرط أن لا تكون فيها قطيعة رحمٍ أو اعتداء، فإذا لم تكن فيها قطيعة رحمٍ ولا اعتداء؛ فإنها ستُحْفَظُ لك على أحد هذه الوجوه الثلاثة؛ فإياك أن تقول: "أنا دعوتُ ودعوتُ ودعوتُ" اجتهد في الدعاء لا تستبطئ الإجابة، ودعْ الإجابة عند الله -عزَّ وجل-؛ ولذلك يروى عن بعض السلف أنه كان يقول: "إنني لا أحمل همُّ الإجابة؛ وإنما أحمل همُّ الدعاء"؛ فعلى المسلم أن يجتهد في توافر هذه الشروط، وأن لا يتقاعس عن تطبيقها إذا أراد إجابةَ الدعاء, وقطيعة الرحم؛ مثل مَنْ يدعو على أهله وأقاربه, والاعتداء كأن يطلب أمراً مُخالفًا لسنن الله الكونية؛ يعني لو أن شخص بني آدم؛ قال: "اللهم اجعلني جناحين, أطير بهما كالطائر"؛ هذا اعتداءٌ, لو قال: "اللهم امكني مِنْ مال فُلان" هذا اعتداءٌ, ولو قال: "اللهم اجعلني مثلاً كذا وكذا" أي شيء مِنَ الأمور التي تُخالف سننَ الله الكونية؛ فإنَّ هذا الأمر في غاية الخطورة، فانتبه –يا عبد الله!– والجأ إلى الدعاء, اسألِ اللهَ كلَّ شيءٍ, اسأل ما شئتَ مِنْ خيري الدنيا والآخرة, قُمْ آخر الليل وتوضأ فأحسن وُضوئك ثُمَّ توجه إلى ربك -سبحانه وتعالى- عندما يُنادي عبادَه: ((من يدعوني فأستجيب له من يستغفرني فأغفر له, من يسألني فأعطيه))، فهذا سهام الليل، يُسمّيه العلماء سهام الليل؛ فعليك به –يا عبد الله!– واجتهد في تطبيقه؛ حتى تكون مُستجاب الدعوة، وحتى يجعل اللهُ لك من كل همٍّ فرجًا، ومِنْ كلِّ ضيقٍ مخرجًا.
واعلم أنك متى لجأتَ إلى الله -جلَّ وعلا-؛ فإنَّ الله -عزَّ وجل- يحفظك ويرعاك، ويُشْتَرط في هذا أن تبتعد عن المعاصي أيضًا، وأن تبتعد عن مُخالفةِ أمر الله -جلَّ وعلا، وتُقْبِلُ على الله -سبحانه وتعالى- تسأله وتدعوه.
أسأل اللهَ الكريم رب العرش العظيم بأسمائه الحسنى والصفات العلى أن يُوفِّقني وإياكم لما يحبه ويرضاه، وأن يجعلنا ممن يستمع القول فيتبعُ أحسنه, وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين, وصلى الله عليه وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصبحه أجمعين.




جزاكم الله خير الجزاء على هذا الموضوع الطيب

نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه

و حفظ الله الشيخ صالح السحيمي و نفعنا بعلمه




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عبيد الله تعليمية
جزاكم الله خير الجزاء على هذا الموضوع الطيب

نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه

و حفظ الله الشيخ صالح السحيمي و نفعنا بعلمه

وجزاك الله بالمثل
اللهم آمين




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

الصِّيام والتقوى

الصِّيام والتقوى







قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون [البقرة:183]

إنَّ من حكمةِ الله تعالى أنْ شرع لعباده الأحكام والعبادات والقربات ليعود بالنُّفوس إلى ما فُطرت عليه، وليتحقَّق فيها تقوى الله جلَّ وعلا، ولذلك من تأمَّل سورة البقرة على سبيل المثال ـ وهي أكبر السُّور وأكثرها ذكرًا للأحكام الشَّرعيَّة ـ يجد أنَّ الله تعالى لا يذكر فيها حكمًا من الأحكام الشَّرعية إلَّا ويقرنه بذكر التَّقوى، ممَّا يشعر بأنَّ من حِكَم تشريع تلك الأحكام تحقيقُ تقوى الله تعالى.

وإنَّ من أعظم العبادات والقُربات المحقِّقة لتقوى الله عزَّ وجلَّ الصِّيامَ، فبيَّن الله تعالى في هذه الآية الكريمة أنَّه لم يَشْرَع هذا الصِّيام لعباده ليجوعوا وليعطشوا، وإنَّما شرعه لهم لغاية عظيمة ألا وهي تحقيق تقوى الله عزَّ وجلَّ.

قال شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ: «والصَّوم إنِّما شرع لتحصيل التَّقوى…»([1]).

وقد جاء في سنَّة المصطفى صلى الله عليه وسلم ما يؤكِّد هذا المعنى، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ للهِ حَاجَة فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ»([2]).

وعنه رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الجُوعُ وَالعَطَشُ، وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ»([3]).

قال شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ: «بيَّن صلى الله عليه وسلم أنَّ الله تعالى لم يحرِّم على الصَّائم الأكل لحاجته إلى ترك الطَّعام والشَّراب، كما يحرِّم السَّيِّد على عبيده بعض ماله، بل المقصود محبَّة الله تعالى، وهو حصول التَّقوى، فإذا لم يأت به فقد أتى بما ليس فيه محبَّة ورضا، فلا يثاب عليه»([4]) اهـ.

وقد أدرك سلفنا الصَّالح هذه الحقيقة التي شرع لأجلها الصِّيام فكانوا يصونون صيامهم عن جميع ما يخدش فيه وينقص أجره وثوابه، فعن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه قال: «إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمأثم، ودع أذى الخادم، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك، ولا تجعل يوم فطرك ويوم صومك سواء»([5]).

وعن أبي ذرٍّ رضي الله عنه قال: «إذا صمت فتحفَّظ ما استطعت»([6]).

وعن أبي المتوكّل أنَّ أبا هريرة رضي الله عنه وأصحابه كانوا إذا صاموا جلسوا في المساجد، وقالوا: نطهِّر صيامنا([7]).

قلت: لأنَّ مخالطة النَّاس ومعافستهم قد تكون سببًا في خدش الصَّوم، فما أحوجنا إلى إحياء هذا الهدي في أيَّام الصَّوم.

وعن كعب قال: «الصَّائم في عبادة ما لم يغتب»([8]).

وعن حفصة بنت سيرين ـ رحمها الله ـ قالت: «الصِّيام جنَّة ما لم يخرقها صاحبها، وخرقها الغيبة»([9]).

وعن أبي العالية ـ رحمه الله ـ قال: «الصَّائم في عبادة ما لم يغتب أحدًا، وإن كان نائمًا على فراشه»([10]).

ثمَّ إنَّ من رحمة الله تعالى بعباده في هذا الشَّهر الكريم أن يسَّر لهم أسباب التَّقوى وسهَّل لهم سبلها، وذلك من وجوه عدَّة أذكر منها ما يلي:

الوجه الأوَّل: أنَّ الشَّياطين من أعظم ما يعيق عن تقوى الله عزَّ وجلَّ وهي في هذا الشَّهر مسلسلة مصفَّدة.

فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ ـ وفي رواية: أَبْوَابُ الجَنَّةِ ـ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ»([11]).


الوجه الثَّاني: أنَّ من أعظم ما يخدش في التَّقوى الذُّنوبَ والمعاصي، والصَّائمُ من أشدِّ النَّاس حرصًا على اجتنابها، ومتى قارف شيئًا منها فهي بالصِّيام والقيام مكفَّرة ـ إنْ شاء الله ـ ، ففي «الصَّحيحين» عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ قَامَ لَيْلَة القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، وَمَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».

وفيهما أيضًا عنه رضي الله عنه مرفوعًا: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».

الوجه الثَّالث: أنَّ هذا الشَّهر هو شهر الكفِّ عن الشَّهوات ، ولذلك جاء في الحديث القدسي أنَّ الله تعالى يقول: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ مِنْ أَجْلِي»([12]) الحديث.


الوجه الرَّابع: أنَّ شهر رمضان هو شهر القرآن، قال تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ [البقرة:185].

والقرآن الكريم هو هدى للمتَّقين، قال تعالى:
﴿الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِين [البقرة:1-2].
فمن واظب على قراءة كتاب الله في هذا الشَّهر وتدبَّره وعمل بما فيه كان له النَّصيب الأوفر من تحقيق تقوى الله عزَّ وجلَّ.



الوجه الخامس: أنَّ الله تعالى قد قرن في كتابه بين الصَّبر والتَّقوى في عدَّة مواضع، فمن تسلَّح بسلاح الصَّبر حقَّق تقوى الله جلَّ وعلا؛ لأنَّ شهر رمضان هو شهر الصَّبر، فقد روى أحمد وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ وَثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ صَوْمُ الدَهر
»([13])
وهذا الشَّهر تجتمع فيه أنواع الصَّبر الثَّلاثة: ففيه صبر على فعل الطَّاعة، وصبر على ترك المعصية، وصبر على ألم الجوع والعطش.

الوجه السَّادس: أنَّ من أعظم الطَّاعات الَّتي بها تتحقَّق التَّقوى الصَّلاةَ، وشهر رمضان هو شهر الصَّلاة والتَّراويح وقيام اللَّيل.

الوجه السَّابع:
أنَّ من أعظم ما يحقِّق التَّقوى نفع العباد بالبذل والإحسان والصَّدقات، وشهر رمضان هو شهر البذل والعطاء والمسارعة إلى الإنفاق، فقد روى البخاري في «صحيحه» عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود النَّاس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل»([14]) الحديث.
الوجه الثَّامن:
أنَّ ذكر الله تعالى هو زاد المتَّقين الَّذي يتزوَّدون به في سَيْرهم إلى الله جلَّ وعلا، وهو حياة القلوب، وروح الأبدان، قال شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ: «الذِّكر للقلب مثل الماء للسَّمك، فكيف يكون حال السَّمك إذا فارق الماء»([15]).
وشهر رمضان هو شهر ذكرِ الله تعالى، تجد فيه النُّفوس من اللَّذَّة بذكره ما لا تجده في سائر الشُّهور.

والحاصل أنَّ هذا الشَّهر اجتمع فيه من عبادة الصِّيام والصَّلاة والذِّكر ما لم يجتمع في غيره من الشُّهور، وهذه العبادات كما قال شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ هي أصول العبادات الدِّينيَّة([16])، ولذلك جاءت مجموعة في بعض النُّصوص كقوله صلى الله عليه وسلم في الخوارج: «يَحْقِرُ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِ، وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِ، وَقِرَاءَتَهُ مَعَ قِرَاءَتِهِ»([17])الحديث.

فهذه أخي القارئ بعض أوجه تيسير الله تعالى لأسباب التَّقوى في هذا الشَّهر المبارك.

فمن لم يحقِّق التَّقوى في هذا الشَّهر فلا يلومنَّ إلَّا نفسه.

ولذلك دعا جبريل ـ عليه السَّلام ـ بالإبعاد على من ضيَّع فرصة تكفير السَّيِّئات في هذا الشَّهر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي فَقَالَ: مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ وَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ»([18]) الحديث.

وفَّق الله الجميع لاغتنام هذا الشَّهر للتَّزوُّد بالخيرات للدَّار الآخرة، والحمد لله ربِّ العالمين.

لفضيلة الشيخ عمر حمرون حفظه الله

([1]) «منهاج السُّنَّة النَّبويَّة» (5/196 ـ 198).

([2]) رواه البخاري (1903).

([3]) رواه أحمد (2/373)، وانظر: «صحيح الجامع» (3488).

([4]) «منهاج السُّنَّة النَّبويَّة» (5/196 ـ 198).

([5]) رواه ابن أبي شَيْبَة (8880)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (3/317).

([6]) رواه ابن أبي شيبة (8878).

([7]) رواه ابن أبي شيبة (8881)، وابن حزم في «المحلى» (6/179) ، والجملة الأخيرة له.

([8]) أخرجه عبد الرَّزَّاق (4/307).

([9]) أخرجه عبد الرَّزَّاق (4/307).

([10]) أخرجه عبد الرَّزَّاق (4/307).

([11]) رواه البخاري (1899)، ومسلم (1079).

([12]) رواه البخاري ومسلم وغيرهما، واللَّفظ لابن خزيمة في «صحيحه» (3/197).

([13]) «المسند» (2/263)، وانظر: «صحيح الجامع» (3803).

([14]) رواه البخاري (1902).

([15]) حكاه عنه تلميذه ابن القيِّم في «الوابل الصَّيِّب»، انظر: «صحيح الوابل الصَّيِّب» (ص84).

([16]) انظر: «مجموع الفتاوى» (10/391 ـ 392).

([17]) انظر: «صحيح مسلم» (10066).

([18]) رواه ابن حبَّان (3/188) وغيره بسند حسن وله شواهد يصحُّ بها.




بارك الله فيك




بارك الله فيكم ونسال الله العلي العظيم ان يجعل عملكم هذا ميزان حسناتكم

تقبل مروري

اختكم المعلمة هناء




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معنى ايمانا واحتسابا كما ذكر الامام إبن حجر رحمه الله في شرحه لصحيح البخاري هو : والمراد بالإيمان الاعتقاد بحق فرضية صومه، وبالاحتساب طلب الثواب من الله تعالى. وقال الخطابي: احتسابا أي عزيمة، وهو أن يصومه على معنى الرغبة في ثوابه طيبة نفسه بذلك غير مستثقل لصيامه ولا مستطيل لأيامه

جزاك الله خيرا اخي الكريم ونفع بك