التصنيفات
القران الكريم

مناهج المفسرين للشيخ صالح ال الشيخ

مناهج المفسرين
لمعالي الشيخ صالح ال الشيخ حفظه الله

الحمد لله الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا وهو القائل {ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا}.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

أما بعد:

فهذه الدّورة متخصصة في التفسير وعلوم القرآن وإنّ من مباحث هذه الدورة الكلام على مناهج المفسرين والكلام على مناهج المفسرين مهم لأنّ التفاسيرلكتاب الله جلّ وعلا كثرت جدّا حتى بلغت أكثر من مائة من التفاسير الموجودة بين أيدينا اليوم،ـ والتفاسير المفقودة كثيرة والتي لم تطبع أيضا كثيرة وهكذا فلابدّ لطالب العلم الذي يحرص على معرفة معاني كلام الله جلّ وعلا أن يعلم مناهج أولئك المفسرين وطرائقهم حتى إذا راجع تفسيرا لأحد أولئك يعلم مع ما يتميز به ذلك التفسير ويعلم منهج المؤلف حتى لا يضيع بين كثرة التفاسير.

منهج أو مناهج المفسرين المقصود بها الطرائق والخصائص التي يتميز بها التفسير والمناهج جمع منهج والمنهج والنّهج هو الطريق الملتزم يعني أنّ مناهج المفسرين هي الطرق والشروط التي اتبعوها في تفاسيرهم وهذه المناهج متنوعة متعددة والمفسرون منهم من يذكر شرطه في تفسيره ومنهم من لا يذكر ذلك فإذا كانت المناهج هي الطرق التي سلكها المفسر في تفسيره فأصبحت قواعد له في التفسير أو أصبحت مميزات وخصائص له في تفسيره.

هذه المناهج كيف نعلمها؟ كيف نعلم منهج ابن جرير مثلا في تفسيره؟ أو منهج القرطبي في تفسيره.؟ أو منهج ابن كثير في تفسيره؟ إلى آخر تلك التفاسير.

لمعرفة المنهج أحد طريقين:

الطريق الأول: أن ينص المفسر على شرطه في التفسير في أول تفسيره أو أن ينص عليه في مواضع متفرقة من تفسيره مع خطبة الكتاب فإذا نص على شرطه كما نص ابن كثير رحمه الله على شرطه وطريقته في أول التفسير وكما نص القرطبي على ذلك بوضوح حيث قال: وشرطي فيه أني كذا وكذا وكما نص عليه أبو حيان الأندلسي في كتابه البحر المحيط وهكذا في عدة من التفاسير ينص المفسر على شرطه في تفسيره فإذا نص المفسر على شرطه في تفسيره صارت تلك الشروط المنصوصة منهجا له فنقول منهجه في التفسير كذا وكذا بناء على شرطه الذي نص عليه في تفسيره.

الطريق الثانية: أن يعلم شرطه في التفسير ويعلم المنهج عن طريق الاستقراء والاستقراء كما هو معلوم قسمان:

– استقراء تام أو أغلبي والنوع الثاني استقراء ناقص والاستقراء حجة إذا كان تاما أو أغلبيا لأنه يكون دالا على صحة ما بحث بالاستقراء فإذا استقرأ أحد أهل العلم تفسيرا من التفاسير وقسم طريقه ذلك المفسر في العقيدة يسلك هذا الطريق وفي الحديث والأثر يسلك هذا الطريق وفي النحو يسلك هذا الطريق وفي الإسرائيليات يسلك هذا الطريق واستقرأ ذلك استقراء تاما بتتبع التفسير من أوله إلى آخره أو استقرأه استقراء أغلبيا فتقول هنا منهجه في التفسير كذا وكذا أما إذا كان الاستقراء ناقصا فتش في التفسير صفحة أو صفحتين أو ثلاثة أو مجلد أو مجلدين ولم يستقرأ التفسير بتمامه فلا يجوز أن يعتمد على ذلك الاستقراء الناقص ويقال طريقة فلان في التفسير كذا أو طريقة التفسير الفلاني كذا إذ لابدّ لكون الاستقراء حجة أن يكون استقراء تاما أو أغلبيا كما هو مقرر في موضعه من علم أصول الفقه وهذا وهذا وجد شروط ومناهج للمفسرين عرفنا تلك المناهج عن طريق شرط المؤلف أو عن طريق الاستقراء التام أو الأغلبي وإذا لم يمكن الاستقراء ولم يوجد الشرط فنستعمل عبارة أخرىغير منهج المفسر في تفسيره كذا وكذا نقول تميز التفسير الفلاني بكذا وكذا من خصائص التفسير الفلاني كذا وكذا تميز تفسير فلان بكذا وكذا مثلا من خصائص الدر المنثور كذا وكذا تميز الدّر المنثور بكيت وكيت من الطريقة فإذن نعدل عن استعمال لفظ المنهج إلى لفظ المميزات والخصائص والمميزات إذا لم يكن مشروطا أو إذا لم يكن مستقرأ استقراء تاما أو أغلبيا والنبي صلى الله عليه وسلم أنزل عليه القرآن على سبعة أحرف فثبت عنه بالتواتر عليه الصلاة والسلام أنّه قال: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)) ونزوله على سبعة أحرف يستفاد منه في التفسير فوائد كثيرة والنبي صلى الله عليه وسلم لم ينقل عنه من التفسير الشيء الكثير وإنما نقل عنه تفسير كثير من الآيات ولكنه ليس بالأكثر والصحابة رضوان الله عليهم نقل عنهم من التفسير أكثر مما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم فالنبي صلى الله عليه وسلم فسر آيات كثير بحسب الحاجة ففسر مثلا قوله جلّ وعلا {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} بأنّ الزيادة هي النظر لوجه الله الكريم جلّ وعلا وفسر قوله تعالى {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} بأن المغضوب عليهم هم اليهود والضالون هم النصارى وكذلك فسر صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: {وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوة} بأنّ القوة الرمي ففي الصحيح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: ((ألا إنّ القوة الرمي ألا إنّ القوة الرمي)) وهكذا في أشياء من هذا القبيل كما فسر الخيط الأبيض والخيط الأسود في قوله جلّ وعلا {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر} بأنّ الخيط الأبيض والخيط الأسود هما سواد الليل وبياض الصبح أول ما ينفجر.

الصحابة كانوا يهابون أن يسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التفسير وكانوا يعلمون أكثر معاني كلام الله جلّ وعلا وذلك لأنّهم رضي الله عنهم شهدوا التنزيل ومشاهدة التنزيل ومعرفة أسباب النزول تورث العلم بمعاني الآيات كما هي القاعدة عند أهل العلم أنّ معرفة السبب يورث العلم بالمسبب.

ثانيا: الصحابة رضوان الله عليهم في عهده عليه الصلاة والسلام كانوا يرتحلون معه يغزون معه يجاهدون معه ويسمعون كلامه عليه الصلاة والسلام من جهة السنة فالسنة مفسرة للقرآن كذلك ما يعلمونه من تنوع الأحرف وأنّ هذه الآية أتى تفسير لها في الحرف الآخر من القرآن، أو أتى تفسيرها في موضع آخر من القرآن كما نقول مثلا في قوله جلّ وعلا {ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهنّ حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله} في أولها قال: {ولا تقربوهنّ حتى يطهرن} هنا هل يكتفى في جواز إتيان المرأة الحائض أن تطهر أم لابدّ أن تغتسل لا بد لهذا من تفسير في القراءة الأخرى {ولا تقربوهنّ حتى يطّهرن فإذا تطهرن فاتوهنّ من حيث أمركم الله} في شواهد كثيرة لذلك يعني أن القرآن يفسر بعضه بعضا والقرآن منه الأحرف السبعة التي أنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم ومن الأحرف السبعة القراءات السبع المعروفة والعشرة التي بقيت في الأمة من مجموع الأحرف السبعة فإذن القرآن يفسر بعضه بعضا والصحابة رضوان الله عليهم كانوا يرجعون الآية التي يحتاجون إلى تفسيرها إلى موضع آخر أو إلى قراءة أخرى فيتضح المعنى لهم وهم أهل تدبر للقرآن لأنهم امتثلوا قول الله جلّ وعلا: {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} بعد عهده عليه الصلاة والسلام كثر التابعون واحتاج الناس إلى أن يفسر لهم القرآن وسبب زيادة التفسير في عهد الصحابة عن عهد النبي صلى الله عليه وسلم أنّ الحاجة إليه دعت وذلك أنّ الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يشهدون التنزيل ويعلمون كثيرا من السنة ويعلمون القرآن والأحرف وذلك بخلاف زمن التابعين فإنهم كانوا أقل في ذلك من الصحابء رضوان الله عليهم فلذلك احتاج من بعدهم إلى أن يفسر الصحابة لهم ذلك.

أيضا من المهمّات في التفسير التي تميز بها الصحابة رضوان الله عليهم في عهده عليه الصلاة والسلام وبعد عهده العلم بلغة العرب لأنّ القرآن، أنزل بلسان عربي مبين ومن سبل فهم هذا القرآن أن يكون المتدبر له على علم بلغة العرب فلغة العرب سبيل فهم القرآن لأنّ القرآن جاء بلسان العرب قال جلّ وعلا: {وما أرسلنا من رسول إلاّ بلسان قومه ليبين لهم} فاللسان يبين المعنى معنى الكتاب معنى ما أنزل الله جلّ جلاله ولهذا يحتاج الصحابة إلى معرفة موارد الكلمة في القرآن، في لغة العرب فيفسرونها بما دلت عليه في اللغة وعمر رضي الله عنه على سبيل المثال في ذلك لما كان يتلو سورة النحل في يوم الجمعة على المنبر وقف مرّة عند قوله جلّ وعلا: {أو يأخذهم على تخوف فإنّ ربكم لرؤوف رحيم} فقال عمر: ما التخوف؟ كأنّه أشكل عليه معنى التخوف في هذه الآية فقام: رجل من المسلمين فقال له يا أمير المؤمنين التخوف في لغتنا التنقص قال شاعرنا أبو كبير الهذلي:

تخوف الرحل منها تامكا فردا

كما تَخَوَّف عودُ النّبعة السَّفِنُ

وابن عباس رضي الله عنه يقول: كنت لا أعلم معنى {فاطر السموات والأرض} حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر فقال أحدهما: أنا فطرتها يعني ابتدأتها قبله ففهم منها معنى فاطر السموات والأرض يعني ابتدأهما على غير مثال سابق لهما وابن عباس له في الاحتجاج بالشعر وباللغة الميدان الواسع وبمطالعة قصته مع نافع بن الأزرق وصاحبه وأسئلة ذينك الرجلين لابن عباس يتضح هذا فإنهما رأيا ابن عباس رضي الله عنهما يعني عن ابن عباس وعن أبيه يفسر القرآن ولا يسأل عن آية حتى يفسرها وهو في ذلك حري لدعاء النبي صلى الله عليه وسلم له بذلك فقال نافع لصاحبه قم بنا إلى هذا الذي يجترئ على تفسير القرآن نسأله عن مَصَادِقِهِ من لغة العرب فأتيا ابن عباس فقالا له يا ابن عباس إنّا سائلوك عن آيٍ من القرآن لتخبرنا بمعناها على أن تبين لنا مصادق كلامك من كلام العرب فقال: اسألا عما بدا لكما؛ قالا: ما معنى قول الله جلّ وعلا: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة} ما الوسيلة هنا فقال ابن عباس الوسيلة الحاجة؛ فقالا له: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم ألم تسمعا إلى قول عنترة:

إنّ الرجال لهم إليك وسيلة أن يأخذوك تكحلي وتخضبي

قالا: فما معنى قول الله جلّ وعلا {عن اليمين وعن الشمال عزين} ما العزون؟ فقال ابن عباس: العزون الجماعات في تفرقة، جماعة هنا وجماعة هنا وجماعة هنا؛ فقالا له وهل تعرف العرب ذلك؟ -وهما يسألانه ليس للاستفادة من ابن عباس ولكن ليحرجاه- قال: نعم ألم تسمعا إلى قول الشاعر:

فجاءوا يهرعون إليه حتى يكونوا حول منبره عزينا

واحتجاج الصحابة في التفسير بلغة العرب كثير في ذلك فإذن يكون عندنا هنا أنّ مصادر الصحابة رضوان الله عليهم في التفسير عدة فمن مصادرهم في التفسير القرآن بأحرفه السبعة وبالقراءات لأنّ القرآن يفسر بعضه بعضا لأنه مثاني.

ومن مصادر الصحابة في التفسير السنة فإنّ النبي صلى الله عليه وسلم فسر لهم آيا تنصيصا وسنته تفسر لهم آيات كثيرة من القرآن لا على وجه التنصيص.

كذلك من مصادر التفسير عند الصحابة أسباب النزول ولهذا قال ابن مسعود رضي الله عنه ما من آية أنزلت إلا وأنا أعلم متى أنزلت وأين أنزلت والله لو أنّ أحدا على ظهر الأرض عنده علم بالقرآن، ليس عندي تبلغه المطي لرحلت إليه، وابن مسعود كان من أعلم الصحابة بأسباب النزول وهكذا غيره.

فمن مصادر التفسير عند الصحابة أنهم كانوا يعلمون أسباب النزول كذلك معرفتهم بلغة العرب فإنهم كانوا أهل علم باللسان العربي كما ذكرنا لكم شواهد ذلك كذلك من مصادر التفسير عند الصحابة رضوان الله عليهم العلم بأحوال العرب لأنّ القرآن نزل يفصل أحوال الناس ففيه حديث عن العرب فيه حديث عن مشركي العرب فيه حديث عن أهل الكتاب فيه حديث عن أنكحة العرب فيه حديث عن بيوع العرب منه حديث عن علاقات القبائل بعضها ببعض وهكذا في أشياء شتى فالعلم بأحوال العرب، العلم بتاريخ العرب بقصص العرب هذا يورث العلم بمعاني القرآن مثلا في قوله تعالى: {وأتوا البيوت من أبوابها} أمر بإتيان البيوت من الأبواب وترك الإتيان للبيوت من ظهرها بمعرفة تاريخ العرب وحال العرب في ذلك نعلم معنى هذه الآية، كذلك فيما يتعلق بالأنكحة كذلك فيما يتعلق بأحوال البيوعات والتجارات التي كانت عند العرب وهكذا في أنحاء شتى فمن مصادر التفسير عند الصحابة يعني من مراجع الصحابة في التفسير العلم بأحوال العرب التي كانوا عليها فإنّ من لم يعلم أحوال العرب كانوا عليها في عقائدهم وفي دياناتهم وفي تعبداتهم وفي علاقاتهم الاجتماعية وفي تجاراتهم إلى آخر هذه الأحوال فإنّه لن يحسن التفسير لأنه سيجعل التفسير يناسب قوما آخرين غير الأوائل والقرآن نزل للأولين والآخرين (ومعرفة السبب يورث العلم بالمسبب) (والعبرة كما هو معلوم بعموم اللفظ لا بخصوص السبب) ولكن لابدّ من معرفة ما تشتمل عليه الآية أولاً ويدخل فيها من جهة المعنى من باب الأولية كذلك من مصادر التفسير عند الصحابة سؤال بعضهم بعضا فإنّ ابن عباس سأل عمر رضي الله عنه عن المرأتين اللتين تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في قول الله جلّ وعلا: {إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإنّ الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين} فقال عمر: عائشة وحفصة فالصحابة يسأل بعضهم بعضا عن التفسير فيسأل الصغير الكبير ويسأل من لا علم عنده من عنده علم فصار عندهم احتجاج في التفسير بالقرآن وبالسنة وباللغة وكذلك بأقوال الصحابة إلى تفاصيل في ذلك يضيق المقام عن بسطها.

الصحابة رضوان الله عليهم توسعوا في التفسير وكان من مشاهدهم في التفسير عبد الله بن عباس رضي الله عنهما وكانت ولادته في شعب أبي طالب قبل الهجرة بثلاث سنين ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم عدة مرات بأن يعلمه الله التأويل وأن يعلمه الفقه فقال: اللهم فقهه في الدين اللهم علمه الحكمة اللهم علمه التأويل فبرز ابن عباس في التفسير كثيرا وكذلك عبد الله بن مسعود وكذلك عائشة وكذلك عمر رضي الله عنه وكذلك علي رضي الله عنه فهؤلاء الخمسة يكثر النقل عنهم في التفسير ابن عباس وابن مسعود وعائشة وعمر وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين.

تميزت تفاسير الصحابة بأنّها اشتملت على الألفاظ القليلة والمعاني الكثيرة ولهذا من أتى بعدهم إنما يحوم حول كلام الصحابة ولهذا قال ابن رجب في كتابه فضل علم السلف على علم الخلف قال: كلام السلف قليل كثير الفائدة وكلام الخلف كثير قليل الفائدة، فمما يظهر لك في تفاسير الصحابة أنّها كلمات قليلة ولكن تحتها المعاني الكثيرة.

تميزت تفاسير الصحابة بأنها سليمة من البدع سليمة من الضلال في الاعتقاد لأنهم أئمة المتقين وأئمة السلف وإليهم المرجع في التوحيد والعقيدة فتفاسيرهم مضمونة لا غلط فيها ولا إشكال فيها فمن أخذها فهو يأخذ مطمئن فأما تفاسير من بعدهم فحصل فيها الانحراف بقدر ما عند من بعدهم.

تفاسير الصحابة تميزت بأنها يكثر فيها اختلاف تنوع ويقل فيها اختلاف التضاد، واختلاف التنوع معناه أن يكون يعبر عن تفسير الآية الله هو من مفرداتها لا بشيء كلي يشمل جميع المعاني لكن ببعض مفرداتها كما فسروا مثلا الصراط المستقيم فسره بعضهم بالقرآن، وفسره بعضهم بالسنة وفسره بعضهم بالإسلام وهذه من اختلافات التنوع لأنّ القرآن والسنة والإسلام بعضها يدل على بعض ولا يتصور قرآن بلا سنة أو سنة بلا إسلام هذا يسمى من اختلاف التنوع في مباحث هذا العلم اختلاف التنوع واختلاف التضاد فصلها الشيخ تقي الدين ابن تيمية في رسالته في أصول التفسير بعد زمن الصحابة تكونت مدارس لا شك أنّ كل صحابي له تلامذة أخذوا عنه ابن مسعود في الكوفة له تلامذة أخذوا عنه التفسير وابن عباس في مكة له تلامذة أخذوا عنه التفسير فمثلا من تلامذة ابن مسعود عبيدة السلماني والربيع بن خثيم في غيره من علماء التابعين في التفسير من تلامذة ابن مسعود في التفسير سعيد ابن جبير وعكرمة وطاوس وغيره أولئك فإذن الصحابة الذين فسروا القرآن كذلك على في المدينة كل منهم صار له تلامذة أخذوا عنه التفسير من أبرز تلامذة ابن عباس في التفسير مجاهد بن جبر أبو الحجاج وقد عرض التفسير على ابن عباس ثلاث مرات عرض القرآن من أوله إلى آخره يسأل ابن عباس عن التفسير يجيبه ابن عباس عن التفسير ولهذا قال عدد من أئمة السلف إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به لأنّ مجاهدا رحمه الله عرض التفسير على ابن عباس ثلاث مرات كما ذكرت هذه المدارس صار فيها نوع اختلاف مدرسة ابن مسعود فيها اختلاف عن مدرسة ابن عباس من أوجه الاختلاف مثلا أن ابن مسعود كان ينحى كثيرا في التفسير منحى التفسير بأسباب النزول وبالقراءات ابن عباس كان ينحى في التفسير بالسنة وباللغة العربية بالاجتهاد فهنا توسع صارت هناك مدرسة ومدرسة كل مدرسة لها خصائصها التي تميزها عن غيرها.

بعد التابعين أتى تبع التابعين فتوسعوا أيضا في التفسير ومن ثمّ بدأ تدوين التفسير بدأت كتابة التفسير كان التفسير ينقل حفظا ينقله الصحابة عن الصحابة ينقله التابعون عن الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم نقله تبع التابعين عن التابعين عن الصحابة ثم ابتدأ تدوين التفسير بدأ هناك من يصنف في التفسير كما صنف السدي تفسيره أعني به إسماعيل بن عبد الرحمن الكبير وصنف أيضا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم تفسيره وهكذا كغيرهم هذه الكتابات في التفسير انتقلت على شكل كتب ثم توسعت الكتابة في التفسير إلى أن وصلنا إلى تفاسير جمعت المأثور عن الصحابة وعن التابعين عن تب التابعين في التفسير مثل تفسير عبد بن حميد وتفسير عبد الرزاق مطبوع وتفسير عبد بن حميد لم يطبع ومثل تفسير الإمام أحمد ومثل تفسير ابن أبي حاتم ومثل تفسير ابن جرير الطبري هذه التفاسير دونت تفاسير الصحابة بالأسانيد هذه المدرسة تسمى مدرسة التفسير بالأثر، يعني المدرسة التي يفسر فيها المفسر بناء على ما ينقله من كلام السلف على الآية فينقل بإسناده عن الصحابة وينقل بإسناده عن التابعين في تفسير الآيات ولا تجد في تلك التفاسير الكثير التفسير الخارج عن تفاسير السلف، هناك في خضم هذه الفترة يعني نهاية القرن الثالث تقريبا بدأت كتابات مختلفة فيها تفسير القرآن بالنحو لأنّه نشأت مدارس نحوية نشأت مدرسة نحاة البصرة سيبويه ومن معه نشأت مدرسة نحاة الكوفه ثم بعد ذلك نحاة بغداد وإلى آخره والنحو معتمد على القرآن والمدرسة النحوية يؤثر نظرها النحوي في التفسير فصار هناك رأي في التفسير من جهة النحو ورأى في التفسير من جهة اللغة فصنفت عدة مصنفات كمعاني القرآن للأخفش الأوسط سعيد بن مسعدة وكذلك مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى في كتب على هذا النحو، أتى هذا ابن جرير وهو إمام المفسرين فصنف كتابه جامع البيان وهو أعظم كتاب ألف في تفسير القرآن بالإجماع وبه عُدّ ابن جرير إمام الأئمة في التفسير وهو محمد بن جرير رحمه الله تعالى المولود سنة 224هـ والمتوفى سنة 310هـ صنف التفسير وجمع فيه ما تكلم عليه العلماء قبله في التفسير غلب عليه الأثر ولكنه اعتنى بالتفسير بالنحو والتفسير باللغة يعني أنّ تفسيره صار فيه عليه لمدرسة التفسير بالأثر ولكن المدرسة الأخرى التي حدثت هي مدرسة التفسير بالرأي ومدرسة التفسير بالأثر كانت قبل ابن جرير وبعده فمن تفاسير العلماء التي تنتمي إلى مدرسة التفسير بالأثر كما ذكرت لك ثم البغوي وابن كثير والدر المنثور إلى غير ذلك.

مدرسة التفسير بالرأي حدثت واختلف في تعريف الرأي فيها ما معنى التفسير بالرأي؟

ويجمعها أن يقال التفسير بالرأي معناه التفسير بالاجتهاد والاستنباط والاجتهاد الذي عمله أصحاب هذه المدرسة اجتهاد محمود واجتهاد مذموم مردود على صاحبه وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في غير ما حديث حسنها بعض أهل العلم وضعفها آخرون أنّه قال: ((من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار)) وفي لفظ قال: ((من فسر القرآن برأيه فقد أخطأ ولو أصاب)) ففيه ذم التفسير بالرأي لأنّ في الأول أنّه إن فسر القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار وفي الثاني أنه إن فسر القرآن برأيه فقد أخطأ ولو أصاب قال العلماء: هذا محمول على المعنى التالي وهو أنّ التفسير بالرأي إذا كان عن هوى وعن انحراف فإنّه يكون تفسيرا برأي يتبوأ صاحبه مقعده من النار فحملوا قوله عليه الصلاة والسلام: ((من قال في القرآن برأيه فليتبوّأ مقعده من النّار)) بمن قال في القرآن برأيه الذي نشأ عن هوى لا عن أدلة صحيحة كما قدمنا لأنّ الصحابة اجتهدوا في التفسير وقالوا في التفسير بأشياء لم ينقلوها عن النبي صلى الله عليه وسلم فإذا قلنا إنه يذم جميع أنواع التفسير بالرأي بالاجتهاد والاستنباط يلزم من ذلك ذم الصحابة على باجتهادهم في التفسير وهذا باطل طبعا.

فإذن يكون قوله عليه الصلاة والسلام: ((من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار)) يكون محمول على من فسره عن هوى كقول أهل الفرق المنحرفة كقول المرجئة والقدرية في القرآن وكقول الخوارج وقول المعتزلة وقول الأشاعرة وأشباه هذه الأقوال في القرآن فمن قال في القرآن برأيه وحمل معاني القرآن على رأي حادث خارج عن الإجماع بعد زمن النبوة بمائة سنة أو أكثر فإنّه متوعد بأن يتبوأ مقعده من النار وأما قوله عليه الصلاة والسلام من قال في القرآن برأيه فقد أخطأ وإن أصاب، قال العلماء معناه من قال في القرآن برأيه وكان رأيه عن جهل لا عن علم فوافق الصواب اتفاقا ولم يأتي للصواب عن علم ويقين للآية عن علم وبينة مثلا واحد يفسر القرآن هكذا بمزاجه بما يطرأ في ذهنه يظهر له معنى للآية فيفسر فهذا وإن أصاب المعنى الصحيح لكنه أخطأ ومتوعد لأنه تجرأ على القرآن ففسره بغير علم.

إذن مدرسة التفسير بالرأي لها اتجاهان:

القسم الأول: الذين فسروا القرآن بالرأي الناشئ عن هوى كما فسرت المعتزلة بآرائهم وأهوائهم وكما فسرت الخوارج والإباضية والرافضة وكما فسر الأشاعرة والماتريدية القرآن بآرائهم وأهوائهم وتركوا تفاسير السلف إلى تفاسير محدثة فهؤلاء مذمومون لأنهم فسروا القرآن برأي لا دليل عليه ولا حجة فيه وإنما نشأ ذلك التفسير عن هوى منهم في ذلك التفسير فهذا رأي مذموم ومردود على صاحبه.

وتمثله عدة تفاسير من التفاسير المعروفة التي ينتمي أصحابها إلى شيء من الفرق التي ذكرت لكم بعضها.

القسم الثاني: من مدرسة التفسير بالرأي الذين فسروا القرآن بالاجتهاد والاستنباط وكان اجتهادهم واستنباطهم صحيحا وهذا إنما يسوغ إذا كمل المفسر شروط جواز التفسير بالاجتهاد والاستنباط وقد تجمع الشروط التي بها يجوز للمفسر أن يفسر القرآن بالاجتهاد والاستنباط فيما يلي:

الشرط الأول: أن يكون عالما بعقيدة السلف عالما بالتوحيد بأقسامه الثلاثة بذلك أن يؤمن المفسر من أن يفسر القرآن عن هوى أو على نحو من أراء الجهمية والخوارج والمعتزلة والقدرية والمرجئة إلى آخر تلك الفرق.

الشرط الثاني: أن يكون عالما بالقرآن حافظا له يمكنه أن يفسر القرآن بالقرآن أو يستطيع أن يرد إلى المتشابه في موضع وإلى المحكم في موضع وحبذا لو كان عنده علم بالقراءات.

الشرط الثالث: أن يكون عالما بالسنة حتى يجتهد في آية والتفسير فيها منقول عن النبي صلى الله عليه وسلم.

الشرط الرابع: أن يكون عالما بأقوال الصحابة حتى لا يفترع تفسيرا ويظهر تفسيرا الصحابة على خلافه وباليقين أنّ التفسير الذي أحدث والصحابة على خلافه نقطع ببطلانه وابن جرير رحمه الله من المهتمين بهذا فمثلا عند قوله جلّ وعلا في سورة الأعراف: {فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما} نقل عن الصحابة والتابعين أنّ المراد هنا بالضمير هنا في الآية آدم وحواء ونقل عن الحسن أنّه قال المراد بهم اليهود والنصارى من جهة ال*** قال ابن جرير وهذا القول باطل وإنما حكمنا ببطلانه لإجماع الحجة من الصحابة على خلافه فيكون القول به محدثا على خلاف أقوال الصحابة فمن المهم للمفسر أن يرعَ أقوال الصحابة حتى لا يحدث قولا بخلاف أقوال الصحابة لأننا نجزم أنّه لا يمكن أن يكون ثمّ تفسير يغيب عن الصحابة البتة ويكون عند من بعدهم لأنّ الصحابة هم أولى بإدراك الصواب فإذا كان تفسير الآية لا يعرف عند الصحابة والصحابة يفسرون بخلاف هذا التفسير الذي اجتهد فيه صاحبه أو استنبطه فإن نجزم بأنّ هذا التفسير غلط فالحق لابدّ أن يكون محفوظا في الصحابة لأنّهم أهل العلم بالقرآن وأولى من يعلم القرآن.

الشرط الخامس: أن يكون عالما بأحوال العرب كما ذكرنا حتى لا ينزل آيات القرآن، على غير تنزيلها.

الشرط السادس: أن يكون عالما باللغة العربية في نحوها وفي مفردتها وفي صرفها وفي علم المعاني من علوم البلاغة وهذا العلم الأفضل أن يكون بالقوة الذاتية بالعلم الذاتي في نفسه وأما إن كان بالقوة القريبة يعني بالمراجعة والكتب فلا بأس إذا استقامت له أصوله وهناك شروط أخر ذكرها طائفة من أهل العلم.

المقصود من هذا أن لا يجترئ من يظن نفسه يحسن التفسير على التفسير بالاجتهاد والاستنباط ولم تكتمل عنده آلاته لأنّ القول في التفسير شديد ولهذا حرّم جماعة من السلف القول في القرآن بالاجتهاد وقالوا لا نفسر القرآن إلا بالنقل عن الصحابة وبعد الصحابة ليس لأحد حق من أن يفسر القرآن وهو مذهب جماعة قليلة من التابعين.

هذه المدرسة مدرسة التفسير بالرأي بقسيمها (الرأي المحمود والرأي المذموم) يمكن أن نجمل التفاسير التي تنتمي لهذه المدرسة إلى أربع مدارس كبرى وذلك لأنّ التفسير بالرأي أكثر بكثير جدا من التفسير بالأثر التفاسير المنقولة بالأثر قليلة بالنسبة للتفاسير المبنية على الآراء فالتفسير بالرأي له عدة مدارس:

المدرسة الأولى: فسرت القرآن بالنظر إلى العقائد وهذه متنوعة فكل أصحاب عقيدة خاضوا في تفسير القرآن على حسب اعتقادهم فالرافضة لهم تفاسير في القرآن تفسير الطبرسي وتفسير الطوسي وهلمّ جرا.

– المعتزلة فسروا القرآن يريدون بذلك أن يبثوا عقائدهم في تفسير القرآن في أغراض معلومة من طالع أوائل كتب التفاسير التي تفسر على هذا النحو علم ذلك.

– الخوارج لهم تفاسير على هذا النحو الأشاعرة لهم تفاسير كثيرة على هذا النحو مثل القرطبي ومثل تفسير أبي السعود ومثل تفسير الرازي وأشباه هذه التفاسير.

– الماتوريدية أيضا لهم تفاسير مثل تفسير النسفي وتفسير الآلوسي روح المعاني وغير هذه التفاسير هذا قسم فسروا القرآن من جهة العقيدة وقد يكون لهم اعتناء بأشياء أخر مثل الاعتناء بالفقه لهم اعتناء باللغة الخ.

لكن لهم اعتناء بالعقيدة بثوا العقائد في التفسير وكان لهم هم أن يقرروا عقائدهم في كتب التفسير.

المدرسة الثانية: المنتمية إلى مدرسة التفسير بالرأي مدرسة التفسير الموسوعي ونعني به الذي لم يشترط صاحبه في تفسيره على نفسه نوعا من أنواع علوم بل تجده يطرق كلّ علم من علوم التفسير فهو يفسر القرآن بالأثر ويفسره بأسباب النزول ويفسره باللغة ويفسره بالأحكام الفقهية ويفسره بالأحوال العامة بالعلوم المختلفة (بالتاريخ بالفلك بالرياضيات إلى آخره) كل علم عنده يدخله في التفسير هذا يسمى التفسير الموسوعي ومن أشهر التفاسير التي تنتمي إلى هذه المدرسة (تفسير مفاتيح الغيب) لفخر الدين الرازي وتفسير الآلوسي روح المعاني فإنهم جمعوا فيها كل شيء حتى قيل عن تفسير الرازي فيه كل شيء إلا التفسير وهذه المدرسة تمتاز بكبر تفاسيرها فتفسير الرازي اثنين وثلاثين جزء وتفسير الآلوسي ثلاثين جزء كبير.

المدرسة الثالثة: التفاسير اللغوية وهذه يعتني أصحابها بالنحو بالإعراب باللغة بالاستقاء مثل تفسير أبي حيان الأندلسي (البحر المحيط) ومثل (إعراب القرآن) للنّحاس وأشباه هذه الكتب.

القسم الرابع: والأخير التفاسير الفقهية وهي الموسومة بتفاسير أحكام القرآن لأنهم جعلوا همهم في التفسير أن يقرروا أحكام القرآن وذلك في الغالب يكونون فقهاء والفقيه يعتني بعلمه فإذا فسر القرآن يأتي علمه الذي برز فيه في التفسير فتجده يطيل ويعتني بآيات الأحكام أو الآيات التي فيها أحكام فقهية أو قواعد فقهية أو أصولية.

وهذه المدرسة متنوعة بحسب المذاهب فالحنفية لهم تفاسير والشافعية لهم تفاسير فقهية يذكرون فيها أحكام القرآن على طريقتهم يعني على طريقة مذهبهم الفقهي فالحنابلة كذلك والمالكية كذلك فمثلا من تفاسير الحنفية في ذلك "أحكام القرآن" للجصاص ومن تفاسير الشافعية "أحكام القرآن" لإلكيا وللمالكية "أحكام القرآن" لابن العربي "وأحكام القرآن" للقرطبي وللحنابلة "أحكام القرآن" لعبد الرزاق الرسعني وأحكام القرآن لابن عادل الحنبلي فكل مذهب اعتنى بالأحكام الفقهية على مذهبه وجعلها تفسيرا للقرآن هذه مجموع مدارس التفسير بالرأي كل تفسير من هذه التفاسير له منهج وطريقة اعتمدها في تفسيره.

لو عرضنا لتفسير واحد من هذه التفاسير سواء في مدرسة التفسير بالأثر أو مدرسة التفسير بالرأي لنبين شروطه وطريقته لاحتاج إلى درس خاص في ساعة أو ساعتين نبين شروط فلان في تفسيره، تفسير ابن جرير نحتاج فيه إلى درسين أو ثلاثة تفسير ابن كثير نحتاج فيه أيضا لبيان منهجه وكذا أحكام القرآن للقرطبي نحتاج إلى وقت فيها لكن المقصود الإشارات التي بها يمكن أن تدخل هذا العلم الواسع (علم مناهج المفسرين) هذه المدارس استمرّت على هذا المنوال وفي خضمها ظهر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وابن القيم فشيخ الإسلام كان يفسر القرآن لكنه لم يؤلف تفسيرا والذي كتبه ووجدت في مجلدة مستقلة أنه كان يعتني رحمه الله بتفسير آيات أشكلت على المفسرين (كثر فيها الخلاف بين المفسرين ولم يتضح الراجح فيها) فيجتهد ابن تيمية رحمه الله في حلّ ما أشكل عليهم في تفسيرها.

وقد ندم شيخ الإسلام رحمه الله آخر عمره على أنه لم يجعل النصيب الأوفر في عمره للتفسير لأنّه بالتفسير يستطيع المصلح والمجدد ويستطيع الإمام والعالم أن يقرر ما يريد يقرر مناهج السلف يقرر التوحيد يقرر العبادات يقرب الناس إلى ربهم يذكر بالآخرة يعظ بالتفسير يستطيع أن يصل الناس في جميع مشاربهم شيخ الإسلام وابن القيم لم يفسرا كل القرآن وإنما فسرا واعتنيا بآيات إن أشكلت وبما يهم تفسيره من آيات أو سور في التوحيد مثل تفسير سورة الإخلاص تفسير سورة سبح اسم ربك الأعلى تفسير المعوذتين وأشباه ذلك آية الكرسي أو آيات أشكل تفسيرها.

إذن شيخ الإسلام وابن القيم تميزت تفاسيرهم بشيئين:

أولا: أنهم اعتنوا بتفسير سور فيها التوحيد والعقيدة بعامة.

ثانيا: اعتنوا بتفسير آيات أشكل تفسيرها على العلماء من قبل.

هذه المدارس ظلّت مستمرّة والخلف يقلدون من قبلهم فيها وهكذا إلى أن وصلنا إلى مشارف العصر الحديث أنا سرت بكم تاريخيا مرورا بمدارس التفسير حتى يكون عندكم تصور إجمالي للتفاسير واتجاهاتها منذ نشأة التفسير في زمن النبي صلى الله عليه وسلم إلى وقتنا الحاضر.

فلمعرفة العصر الحديث نحتاج: إلى ضابط فبالنظر إلى اختلاف وجهة التفسير يمكن أن نقول إنّ العصر الحديث للتفسير يبدأ ببداية القرن الرابع عشر (من ألف وثلاثمائة هجرية فما بعد) وذلك لأنّ التفاسير فيما قبل هذا التاريخ سارت على نمط التفاسير قبل ذلك فمثلا في القرن الثاني عشر أو في القرن الثالث عشر الهجري ظهر تفسير الآلوسي قد سار على نحو ما قبله وظهر تفسير الخطيب الشربيني على نحو ما قبله وظهر تفسير صديق حسن خان على طريقة ما قبله وظهر تفسير الشوكاني "فتح القدير" على طريقة ما قبله يعني أنه منذ ابتداء تميز التفاسير في مدرسة التفسير بالرأي على نحو ما ذكرنا لم يظهر اختلاف كثير في مدارس التفسير حتى ابتدأنا في العصر الحديث.

العصر الحديث ظهرت تفاسير مختلفة ومتنوعة المشارب واجتهادات كثيرة في التفسير وكان لذلك سبب ولابد من معرفة السبب حتى يتصور لمَ ظهرت تلك التفاسير؟

لمّا جاءت الحملة الاستعمارية على البلاد الإسلامية وبخاصة حملة نابليون على مصر وصار فيها ما صار من ضرب لأصول العلوم الإسلامية نشأت ناشئة طلب منهم أن يذهبوا إلى فرنسا ليدرسوا فيها العلوم (الأدب أو علوم حديثة) ما شابه ذلك وكان الأزهر إذ ذاك يمانع أن يرسل أحد من أبناء المسلمين إلى أوربا فصار هناك اقتراح أن يذهب مع كل طائفة عالم من علماء الأزهر حتى يشرف على أولئك الطلبة وحتى يعلمهم ويحجزهم من الانحراف إن كان فذهب في مقدمات من ذهب بعض علماء الأزهر (من غير تسمية) وهؤلاء لما رجعوا مع التلامذة تأثروا بما عند الغرب (صار عندهم شيء من الإحراج) في ذلك الوقت الغرب عنده تقدم في الحضارة وبلاد المسلمين في تأخر وعدم تطور مدني فصاروا في إحراج من جهة أنّ بعض الجهلة من ذوي الثقافة الغربية عزوا التأخر في ذلك الوقت إلى الدين واتباع الناس للكتب القديمة وللتفاسير القديمة والناس ظلّوا على ذلك المنحى وهي التي أخرتهم عن التطور فظهرت هناك أقوال كثيرة تشكك في الإسلام وتشكك في القرآن وتشكك في السنّة إلى غير ذلك حتى صار ذلك شائعا في الناس بعض ضعاف النفوس في ضوء ذلك ظهرت فئات كثيرة من المسلمين تشككت في الدين في القرآن في السنة وبسبب تلك البعثات وخروج مدارس اللغات الاعتناء باللغات الأجنبية والاعتناء بالآداب الغربية والاهتمام ببحوث المستشرقين إلى غير ذلك.

فمن العلماء من نظر إلى هذا الداء فوجد أنّ سبيل ارجاع المسلمين إلى دينهم أن يعتني بتفسير القرآن بتفسير عقلي يعظم القرآن في نفوس الناس حتى لا يبعدوا عن الدين وظهرت في هذا مدرسة محمد عبده أحد مشايخ الأزهر الكبار وأحد الذين اعتنوا بتفسير القرآن ومن امتداد مدرسته محمد رشيد رضا الذي كتب (تفسير المنار) معتمدا في كثير منه على تفاسير شيخه محمد عبده، هذا الوصف الذي ذكرنا نتج منه ضعافا في نفس بعض العلماء جعلهم يحملون القرآن على ما عند الغرب من العلوم فمثلا الآيات التي فيها ذكر لبعض المعلومات الفلكية ينزلونها على المكتشفات الحديثة وبالتالي يجعلونها دليلا على صحة القرآن وأن القرآن سبق الغرب لذلك وكذلك المعلومات الطبية أو المعلومات الغيبية وهكذا…ففسروا القرآن بتفسير عقلي خرجوا فيه عن التفاسير السابقة وعن تفاسير السلف وعما يجوز لأجل أن لا يتشكك الناس في القرآن وأن يقبل الناس القرآن وأن يعظموا القرآن ففسروا الآيات التي فيها بعض الكلام على الأجنّة في ما عند الغرب في ذلك وبعض الآيات الغيبية في الطب مثلا أو في الفلك أو في حال المطر أو ما أشبه ذلك أو في العيون في الأرض أو الأشجار أو النبات أو الجبال إلى غير ذلك…بتفسيرات توافق ما عند الغرب من العلوم وانهال الناس على محمد عبده ويحضرون تفسيره لأنه جعل تفسيره فيه الإصلاح وجعل فيه جدة على ما كان عليه المفسرون من قبل وضم إليه تلك التفاسير وانحرف في كثير منها إذ جعل القرآن تبع لمكتشفات الغرب ومن المعلوم أنّ تلك المكتشفات أو تلك النظريات تصلح في وقت وربما أتى ما هو أفضل منها فأبطل تلك النظرية أو ما هو أعمق بحثا واستقراء فصارت الأولى غير صحيحة فحمل القرآن على النظريات العلمية وتفسير القرآن بالنظريات العلمية هذا لا يسوغ لأنه حمل للقرآن الذي هو حق ثابت لا يتغير بشيء قد يتغير، نعم إنّ القطعي لا يناقض قطعيا واليقيني لا يناقض اليقيني فالعلم اليقيني لا يمكن أن يأتي في القرآن شيء بخلافه وكذلك العلم القطعي لا يمكن أن يأتي في القرآن بخلافه لكن تلك النظريات حملت عليها آيات من القرآن لضعف في نفوس أصحاب هذه المدرسة فنشأت أولى مدارس التفسير في العصر الحديث وهي تفسير القرآن بطريقة عقلانية يجمع فيها ما بين مكتشفات الغرب والمكتشفات العصرية وما بين المتقدمين فجعلوا خليطا واهتموا بالأشياء الحديثة وظهر لذلك تفسير طنطاوي جوهري وتفسير كما ذكرنا محمد عبده وفي خضم ذلك أنكرت بعض الغيبيات وفسر القرآن بتفاسير باطلة وأنكرت أشياء ظاهرة وكان في ذلك شيء من الانحراف في التفسير هذا نوع من مدارس التفسير التي ظهرت في العصر الحديث وقد ذكرنا سبب ظهور هذا النوع من التفاسير.

المدرسة الثانية: هي مدرسة تفسير القرآن على هامش المصحف وكان هذا ممنوعا في الزمن الأول أن يجعل القرآن في هامش المصحف لأنّ القرآن يجب أن يبقى كما هو وألاّ يدخل عليه ولكن لما توسع العصر وصار الناس بحاجة إلي شيء يبين لهم معاني القرآن مع آي القرآن فجعلوا تلك التفسيرات في هامش المصحف فصارت هناك تفاسير مختصرة طبعت مع المصحف وهذا نوع انتشر فصار هناك من اختصر مثلا تفسير الطبري وجعله في هامش المصحف في السنوات الأخيرة ومنهم من ألف تفسيرا لنفسه وجعله على هامش المصحف ومنهم من اختصر أو طول إلى آخره بهذا الشكل وهذا شيء جديد لم يسبق له مثيل في الزمن الأول.

المدرسة الثالثة: مدرسة: التفاسير الدعوية وكان لظهورها سبب وهو أنه في هذا العصر ونعني به ما بعد سنة ألف وثلاثمائة هجرية مع ظهور الفساد وبعد الناس عن الدين وتسلط الاستعمار والغزو الثقافي الذي حصل للمسلمين وإبعادهم عن دينهم وعن القناعة بشرع الله جلّ وعلا ظهرت هناك جماعات مختلفة في العالم الإسلامي العربي وغير العربي فيها الدعوة لإرجاع الناس إلى الدين ولا شك أنّ الداعية يحتاج إلى أن يكون اعتماده على القرآن لهذا احتاجت تلك الدعوات إلى أن يفسر بعض منهم القرآن فاعتنى كبار بعض أصحاب تلك الدعوات بتفسير القرآن وتلك التفاسير كان المفسر يفسر فيها مراعيا أسباب الدعوة التي ينتمي إليها فمثلا فسر بعضهم تفسيرا موافقا لأصول جماعة التبليغ وبعضهم فسر القرآن على طريقة الإخوان المسلمين وبعضهم على طريقة جماعة النور في تركيا وبعضهم فسر على طريقة العلماء (جمعية العلماء أو رابطة العلماء في الجزائر) وهكذا في الباكستان والهند ظهرت مدارس كتفاسير الجماعة الإسلامية تفسير المودودي وغير ذلك هذه التفاسير فيها تفسير بالرأي يعني (الواقعي) نظروا في التفسير من جهة التأثير الدعوي في الناس ففسروا القرآن وهم ينظرون إلى الواقع لكي يؤثروا على الناس من طريق القرآن.

وهذه الطريقة خطأها أضعاف أضعاف صوابها لمَ؟

لأنّها أولا: مبنية على رأي مجرد من الأثر بل قد يكون مخالفا للأثر.

ثانيا: يخضعون نصوص القرآن للواقع فيجعلون الواقع هو الحاكم على القرآ، يجعلون الآيات تبعا لأحداث وتطورات الواقع.

ثالثا: بعض أصحاب هذه الطريقة يحكم على أمور لم تنجلّ بعد ويكون مبناها على أمور مستقبلية متكهنة.

رابعا: تأثر بعضها بعقائد منحرفة تصدع بالعقيدة السلفية.

ظهر من خلال هذه التفاسير وغرس الجوانب الدعوية في تلك الجماعات المختلفة في تفاسير أصحابها.

هذه المدرسة ومن أمثلة تفاسير هذه المدرسة تفسير المودودي "ترجمان القرآن" وتفسير في ظلال القرآن لسيد قطب، وأشباه هذه التفاسير وتفسير "الأساس في التفسير" لسعيد حوى وأشباه تلك التفاسير.

من التفاسير أيضا التي ظهرت في العصر الحديث تفاسير المعاني للغات أخر وهي المسماة ترجمات القرآن وهي تراجم لمعاني القرآن فظهر في أغلب اللغات الحية في العالم تفسير والبعض يسمّيه تفسير القرآن وهذا غلط لأن القرآن الذي نزل بلسان عربي مبين لا يمكن لأحد أن يترجمه لأي لغة كانت ولكن الصواب أنها تراجم لتفسير القرآن فيأتي هذا الذي ترجم بنظر إلى الآية ويفهم تفسيرها بمراجعة كتب التفسير ثم يترجم مافهمه من التفسير وإلا فإنّ القرآن لا يمكن أن يترجم إلى أي لغة كانت لأنّ لغة العرب شريفة وفوق كلّ اللغات فمثلا في قول الله جلّ وعلا في سورة البقرة {هنّ لباس لكم وأنتم لباس لهنّ} فاللباس كيف يفسر باللغات الأخر؟ اللغة العربية فيها سعة لأصول الكلمات وكليات المعاني ولهذا إذا أتت الترجمة فلا بدّ أنّ المترجم يترجم بالنظر إلى تفسير الآية فكل ترجمة للقرآن تعد بمثابة تفسير ولهذا ظهرت في التراجم المختلفة تأثر تلك الترجمة بمذهب صاحبها إذا كان صاحبها قاديانيا أثر في ترجمته وهناك ملاحظات على بعض الترجمات من جهة مذهب صاحبها فإذا أتى لنعيم الجنة وجحيم النار فسرها على مشربه إذا أتى إلى الرقم تسعة عشر عظم ذلك وإذا أتى لبعض الغيبيات فسرها على طريقته ونحلته وبعضها تراجم لمعاني القرآن سلفية طيبة لبعض اللغات الحية وبعضها تفاسير أشعرية وبعضها تفاسير ماتوريدية وبعضها تفاسير دعوية إذن تراجم معاني القرآن التي تراها هي شيء محدث في هذا العصر وتنتمي إلى مدرسة التفسير بالرأي ويمكن للناظر فيه أن يجعله تفسيرا وأن يدرجه ضمن أي مدرسة من مدارس التفسير التي ذكرنا حسب عقيدة ومنهج وطريقة المترجم.

وامتدادا للمدارس التي ذكرناها نهج من وجد من المفسرين المعاصرين كل واحد سلك مدرسة من تلك المدارس ولكل قوم وارث فمثلا التفسير:

بالنظر إلى الأحكام الفقهية وهذا ظهرت له عدة تفاسير مثل تفسير أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن فإنّه اعتنى بالفقهيات جدا وتفسير القرآن باللغويات بالبلاغة أو بالنحو له عدّة تفاسير مثل تفسير التحرير والتنوير للطّاهر بن عاشور والتفاسير الأثرية التي اعتمد فيها صاحبها على الأثر مثل تفسير الشيخ عبد الرحمن بن سعدي وغيره ومنها تفاسير اعتمد أصحابها عقائد في فرقهم الباطلة كتفاسير الرافضة وتفاسير الإباضية تفاسير الخوارج إلى غير ذلك يعني أنّ كل التفاسير القديمة جاءتنا من جديد.

وبناء على ما ذكرنا: ينبغي على طالب العلم المهتم بالقرآن إذا أراد أن يراجع تفسيرا أو أن يجعل في بيته تفسيرا لكتاب الله جلّ وعلا عليه أن يحرص أتمّ الحرص على أن يسأل أهل العلم هل هذا التفسير تفسير مأمون أم لا؟ لأنّ من التفاسير ما لا يحمد وربما أضل من ينظر فيه فلا بد أن تسأل حتى لا تأخذ تفسيرا منحرفا في العقيدة تفسير للمعتزلة أو تفسير للأشاعرة مثل تفسير الفخر الرازي وتنظر فيه ربما هذا حصلت عند شبه كثيرة في التفسير، التفاسير كما رأيت كثيرة جدا تبلغ مئات من التفاسير أعداد كبيرة هذا من جهة التفاسير التي فسرت القرآن كاملا، أما من فسر سورة من القرآن فسر جزء من القرآن فهذا ليس حديثنا فيه مع أنه يمكن أن يدرج ضمن مدرسة من المدارس التي ذكرنا.

إذا تبين فما من شك أن الراجح والمفضل من التفاسير المختلفة التي كثرت في الأمة جدا التفاسير التي تعتمد على أقوال السلف وعلى أقوال الصحابة والتابعين (التفاسير المنتمية إلى مدرسة التفسير بالأثر) ومدرسة التفسير بالرأي مفيدة لأنّ فيها استنباط وفيها لغويات وفيها نكت ولطائف والنكت هي الفوائد المهمة لكن لا تؤمن لأنّ أكثر من تعاطى التفسير بالاجتهاد والاستنباط (التفسير بالرأي) عنده انحراف في العقيدة أو عنده انحراف في السنة ولهذا لابد من الانتقاء وأقل التفاسير في الاجتهاد والاستنباط بالرأي خطأ حتى تكون أخطاؤه معدودة تفسير الشوكاني (فتح القدير) الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير الرواية يعني بها التفسير بالأثر والدراية يعني بها التفسير باللغة والنّحو والاستنباط وبتفسير القرآن بالقرآن وبتفسير القرآن بأصول الففه إلى غير ذلك من المباحث فمن احتاج إذن إلى أن ينظر في تفسير من التفاسير بالرأي فليكن تفسير الشوكاني فتح القدير يتلوه وهو أصعب منه تفسير أبي حيان الأندلسي (البحر المحيط) فإنه في العقيدة يغلب عليه السلامة وأما غيرها فيها انحرافات كثيرة مع كثرة الفوائد التي فيها لكن لا تصلح إلا لطالب علم متمكن يميز التفسير الصحيح من الباطل.

هذا عرض موجز مختصر يمكن أن تعتبره مدخلا لمعرفة مناهج المفسرين على جهة التفصيل ولا شك أنّ هذا العلم علم مهم وواسع ولا يمكن طرقه في محاضرة أو درس أو اثنين أو عشرة أو عشرين لابد له من سعة في الوقت وأيضا استعدادات عند المتلقين لأننا إذا دخلنا في التفاسير وذكرنا مميزاتها ومناهجها لابن من التفصيل ولأن‎ّ من التعرض لعلوم متنوعة تلحظ مما ذكر أنه عرض مختصر من بداية نشأة التفسير إلى وقتك الحاضر.

أسأل الله جلّ وعلا أن ينفعك وإياي بما ذكرت وأن يجعلنا من المتبصرين في العلم الجادين فيه وأن ينعم علينا بالإقبال على القرآن وأن يتفضل علينا بفهم تفسيره وتدبر آياته وأسأل الله جلّ وعلا لي ولكم العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدنيا والآخرة وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.

منقول للفائدة




شكرا لك على الموضوع القيم والمفيد

نفع الله بكم وباعمالكم ونسال الله ان يجعلها في ميزان حسناتكم

تقبلوا مرور اختكم وزميلتكم أسماء




شكرا لمرورك

اللهم يسر لكل المسمين والمسلمات




شكرا لك

وننتظر المزيد لنستفيد ودمتما في خدمة العلم




بارك الله فيكم

شكرا على الطرح اللميز




جزاك الله كل خير ع الطرح الموضوع القيم




التصنيفات
اسلاميات عامة

منهج الشيخ الألباني في الرد على المخالف بالشدة

تعليمية تعليمية

قال العلامة ناصر الدين الألباني طيب الله ثراه:

وفي ختام هذه المقدمة لا بد لي من كلمة أوجهها إلى كل مخلص من قرائنا، حبيباً كانَ أم بغيضاً، فأقول:

كَثيراً ما يسألني بعضهم عن سبب الشدة التي تبدو أحياناً في بعض كتاباتي في الرد على بعض الكاتبين ضدي؟ و جواباً عليه أقول:
فليعلم هؤلاء القراء أنني بحمد اللّه لا أبتدئ أحداً يرد علي ردّاً علميّاً لا تَهَجُّمَ فيه، بل أنا له من الشاكرين، وإذا وُجِدَ شيءٌ من تلك الشدة في مكان ما من كتبي. فذلك يعود إلى حالة من حالتين:
الأولى: أن تكون ردّاً على مَن رد علي ابتداء، واشتط فيه وأساء إلي بهتاً وافتراءً. كمثل أبي غدة، و الأعظمي الذي تستر باسم أرشد السلفي!
والغماري، والبوطي، وغيرهم؛ كالشيخ إسماعيل الأنصاري غير ما مرة، وما العهد عنه ببعيد!
ومثل هؤلاء الظلمة لا يفيد فيهم- في اعتقادي- الصفح واللين، بل إنه قد يضرهم، ويشجعهم على الاستمرار في بغيهم وعدوانهم. كما قال الشاعر:
إِذا أَنْتَ أَكْرَمْتَ الكَرِيمَ مَلَكْتَهُ *** وإنْ أَنْتْ أَكْرَمْ اللَّئيمَ تَمَرَّدَا
وَوَضْعُ النَّدَى في مَوْضِع السَّيْفِ بالعُلَى *** مُضِر كَوَضْعِ السَّيْفِ في مَوْضِعِ النَّدَى
بل إن تحمُلَ ظلم مثل هؤلاء المتصدرين لِإرشاد الناس وتعليمهم، قد يكون أحياناً فوق الطاقة البشرية، ولذلك جاءت الشريعة الِإسلامية مراعية لهذه الطاقة، فلم تقل- والحمد للّه- كما في الِإنجيل المزعوم اليوم: "مَن ضربك على خدك الأيمن. فأدِرْ له الخد الأيسر، ومن طلب منك رداءك؛ فأعطه كساءك "! بل قال تعالى: "فمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فاعْتَدُوا عليهِ بِمِثْلِ ما اعْتَدَى علَيْكُمْ" هو، وقال: "وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها"، وأنا ذاكر بفضل اللّه تعالى أن تمام هذه الآية الثانية: " فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ . وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ . إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ . وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُور " ، ولكني أعتقد أن الصفح المشكور، والصبر المأجور. إنما هو فيمن غلب على الظن أن ذلك ينفع الظالم ولا يضره، ويعزُّ الصابر ولا يذله. كما يدل على ذلك سيرته – صلى الله عليه وسلم – العمليَّة مع أعدائه، وقوله – صلى الله عليه وسلم -: "أشد الناس عذاباً يوم القيامة رجل قتل نبيّاً أو قتله نبي ". انظر " الصحيحة" (281) .

وأقل ما يؤخَذُ من لهذه الآيات ونحوها أنها تسمح للمظلوم بالانتصار لنفسه بالحق دون تعذّ وظلم. كقوله تعالى: "لَا يُحِبُّ اللّهُ الجَهْرَ بالسُّوء مِنَ القَوْلِ إِلا مَنْ ظُلِمَ "، والسنة تؤكد ذلك وتوضحه. كمثل قوله – صلى الله عليه وسلم – لعائشة حين اعتدت إحدى ضرَّاتِها عليها: "دونَكِ فانْتَصري ".
قالت: فأقبلت عليها حتى رأيتها قد يبس ريقها في فيها، ما ترد علي شيئاً، فرأيت النبي – صلى الله عليه وسلم – يتهلل وجهه.
رواه البخاري في "الأدب المفرد"، وغيره؛ بسند صحيح، وهو مخرج في المجلد الرابع من "الصحيحة" (1862) .
فأرجو من أولئك القراء أن لا يبادروا بالِإنكار، فإني مظلوم من كثير ممَّن يدَّعون العلم، وقد يكون بعضهم ممَّن يُظَنُّ أنه معنا على منهج السلف، ولكنه- إن كان كذلك- فهو ممن أكل البغضُ والحسدُ كبدَه؛ كما جاء في الحديث:
"دبَّ إليكم داءُ الأمم قبلَكم: الحسد، والبغضاء، هي الحالقة. حالقة الدين، لا حالقة الشعر". وهو حديث حسن بمجموع طريقيه عن ابن الزبير وأبي هريرة.
فأرجو من أولئك المتسائلين أن يكونوا واقعيين، لا خياليين، وأن يرضوا مني أن أقف في ردِّي على الظالمين مع قول رب العالمين: "وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ المُعْتَدينَ "؟؛غير متجاوب مع ذلك الجاهلي القديم:

ألا لَا يَجْهَلَنْ أحدٌ عَلَيْنا *** فَنَجْهَلَ فَوْقَ جَهْل الجَاهِلِيْنا
عياذاً باللّه أن أكون من الجاهلين.
والحالة الأخرى أن يكون هناك خطأ فاحش في حديث ما، صدر من بعض من عُرِف بقلة التحقيق، فقد أقسو على مثله في الكلام عليه، غيرةً مني على حديث رسول اللّه – صلى الله عليه وسلم -، كقولي الآتي تحت الحديث (142) :
"لم يخجل السيوطي- عفا اللّه عنا وعنه- أن يستشهد بهذا الِإسناد الباطل. فإن (أبو الدنيا) هذا أفاك كذاب، لا يخفى حاله على
السيوطي… ".-
فإن الباعث على هذه الشدة إنما هو الغيرة على حديثه – صلى الله عليه وسلم – ، أن يُنْسَبَ إِليه ما لم يقله، وسلفنا في ذلك بعض الحفاظ المعروفين بالدين والتقوى، فانظر مثلاً إِلى قول الذهبي رحمه اللّه في الحاكم. وقد صحح الحديث الآتي في فضل علي رضي اللّه عنه برقم (757) :
"قلت: بل واللّه موضوع، وأحمد الحراني كذاب، فما أجهلك على سعة معرفتك؟! ".
فليتأمل القارئ الفرق بين الحاكم والسيوطي من جهة، وبين عبارة الذهبي في الحاكم، وعبارتي في السيوطي من جهة أخرى.
ثم وقفتُ على رسالة جديدة للشيخ الأنصاري- وهذه المقدِّمة تحت الطَّبع- تؤكِّدُ لكل مَن يقرؤها أنَّه ماضٍ في بغضهِ وحسده وافتراءاتِه، وهي بعنوان: "نقد تعليقات الألباني على شرح الطَّحاويَّة"! وهو فيه- كعادته في ردوده عليَّ- لا يحسِنُ إلا التهجُّمَ، والتَّحامل عليَّ بشتَّى الأساليب، والغمز، واللمز؛ كقوله في أول حديث انتقدني فيه بغير حق:
"فباعتبار الألباني نفسه محدِّثاً لا فقيهاً (!) … ".
ونحو هذا من الِإفك الذي لا يصدُرُ من كاتب مخلصٍ يبتغي وجه الحق، وينفع فيه اللِّين والأسلوب الهيِّن في الردِّ عليه. لأنه مكابرٌ شديدُ المكابَرة والتمحُّل لتسليك أخطاءِ غير الألباني مع ظهورها، بقدر ِما يتكلَّف في توهيمِه وتجهيلهِ- ولو ببتر كلام العلماء، وتضليل القرَّاء- ليستقيمَ ردُّهُ عليهِ!!
وهو في بعض ما أخذهُ عليَّ ظلما في "نقده " هذا قد سبقهُ إليه الكوثري الصغير أبو غدَّة الحلبي، الذي كنتُ رددتُ عليه في مقدِّمة تخريج "شرح الطحاوية"، فالتقاؤهُ معه في ذلك ممَّا يدلُّ على أنَّه لا يتحرَّجُ في أن يتعاوَنَ مع بعضِ أهلِ الأهواء في الردِّ على أهل السنَّة! فلا أدري واللّه كيف يكون مثلُه باحثاً في دارِ الِإفتاء؛ وفيها كبارُ العلماء الذين لا يمكن أن يخفى عليهِم حال هذا الباحث في انحرافِهِ في الرَّدِّ عن الأسلوب العلميِّ النَّزيه، إلى طريقتِه المبتَدَعة في اتِّهامه لمَن خالفه من أهل السنَّة بالبهت، والافتراء، والتدليس، وتحريف الكلم عن مواضعه، وتتبُّع العَثرات؟!
ومَن أراد أن يتحقَّق من هذا الذي أجملتُه مِن أخلاقِ الرجل، بقلمٍ غير قلمي، وأسلوب ناعمٍ غير أسلوبي؟ فليقرأ ردَّ الأخ الفاضل سمير بن أمين الزُّهيري المنصوري: "فتح الباري في الذَبِّ عن الألباني والرَّد على إسماعيل الأنصاريّ "، أرسلهُ إليَّ جزاه اللّه خيراً وأنا زائر في (جُدة) أواخر شعبان هذه السنة (1410 هـ) ، وهو في المطبعة لمَّا يُنْشَرْ بعد، وما يصل هذا المجلَّد إلى أيدي النَّاس. إلا ويكون قد تداولته الأيدي.
وهو ردٌ علميٌّ هادئٌ جدّاً، نزيهٌ ، لا يقولُ إلا ما وصَلَ إليهِ علمُه، لا يُداري ولا يُماري منطلقاً وراء الحجة والبرهان، وهو مع سعة صدره في الردِّ على الأنصاري، فإنَّه لم يتمالك أن يصرِّح ببعضِ ما سبق وَصْفُه به، فهو يصرِّح (ص 66 و77) :
أنَّه غير منصفٍ في النَّقد، ولا أمين في النقل!
وهو يتعجَّب (ص 82 و86) من مكابرة الأنصاريِّ وادِّعائهِ على الألبانيِّ خلافَ الواقع!
ولقد ضاقَ صدرُه من كثرةِ مكابرته وتدليسه على القرَّاء، فقال (ص 87) :
"أكَرِّر هنا أنَني أسأم من توجيهِ النَّصيحة للشيخ الأنصاري حفظه اللّه: بأنَّه إذا فاته الِإنصاف في النقد، فليحرص على أن لا تَفوتَه الأمانة في النقل ".
ثم كشف عن تدليسه المشار إليه، ثم قال (ص 88) :
"ألا فَلْيَتَّقِ اللّه الشيخُ الأنصاري، فمهما حاول، فلنْ ينالَ من منزلة الشيخ الألباني حفظه اللّه…

من سلسلة الأحاديث الصحيحة، المجلد الأول

منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




اتعجب اليوم من اناس يلمزون هذا الجبل ويتكلمون في فقهه رحمه الله
و عقيدته والله ما الالباني هو المقصود هنا انماسنة نبينا صلى الله مليه وسلم ومنهج
المنهج السلفي كما قال بعض العلماء اضنه الرحيلي الذين يتكلمون في الالباني كالفئران
تحفر في جبل شكرا لتطرقك لمثل هذا الموصوع




شكرا لتطرقك لمثل هذا الموصوع بارك الله فيك
جزاك الله خيرا وكثر حسناتك




التصنيفات
اسلاميات عامة

طريق استرداد المسجد الأقصى : : الشيخ صالح السحيمي

طريق استرداد المسجد الأقصى

للشيخ صالح بن سعد السحيمي حفظه الله

تعليمية

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى))
ذلك أن الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، والصلاة في المسجد النبوي خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، والصلاة في المسجد الأقصى -رزقنا الله وإياكم فيه صلاة قبل الموت، بعد أن يطهره الله من الأدناس والأرجاس والأنجاس- الصلاة فيه بخمسمائة صلاة، وليس المقصود ما يسمى بقبة الصخرة، هذه لا قيمة لها كغيرها من القباب؛ لكن المقصود المسجد الأقصى بذاته، المسجد الأقصى الذي أضعناه لما ضَعُفَ إيماننا، وتسلط علينا شرار الخلق، وأراذل الناس، وإخوان القردة والخنازير.
ولن يعود، ولن يعود، ولن يعود إلا أن نعود إلى الله -عزَّ وجل-، لن يَصْلُحَ آخر هذه الأمة إلا بما صَلُحَ به أولها.
لا يعود بشعارات الرفض وبشعارات العلمنة، وبشعارات الولاءات المختلفة للشرق أو الغرب، أبدًا، لن يعود بالشعارات التي تطلقها كثيرٌ من المنظمات، أبدًا والله لن يعود، لله في خلقه سنن لا تحول ولا تزول، لن يَصْلُحَ آخر هذه الأمة إلا بما صَلُحَ به أولها، لن يعود بإقامة الحفلات والتباكي والصياح والاستغاثة بصلاح الدين، صلاح الدين -رحمه الله- أدَّى ما عليه، لكنه لا يغيثك بعد موته، لن يعود بعمل الحفلات وتمجيد البطولات، والاحتفالات بالبطولات المزعومة، وإنما يعود بالعودة إلى الله قولاً وعملاً واعتقادًا.
فإذا عدنا إلى الله قولاً وعملاً واعتقادًا عندها سترفع راية الجهاد -بإذن الله- الذي يكون جهادًا حقًا، جهادًا صحيحًا، ليس مغامرات، وليس تفجيرات بالأحزمة الناسفة، وليس ولاءات للجهة الفلانية، والجهة الفلانية؛ وإنما عندما يكون خالصًا لوجه الله؛ لتكون كلمة الله هي العليا، وعندما تُرفع راية التوحيد السالم من كل شبهة، ليس هناك تعلقٌ بالقبور ولا بأصحاب القبور، ليس هناك شعارات زائفة بتمجيد بعض الموتى والأحياء، لا، وإنما هناك كلمة الله، من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله.
وأما الذين يُذَبِّحون المسلمين في بلاد المسلمين ويسمون هذا جهادًا؛ فهؤلاء أتباع إبليس، وخُدَّامُ اليهود والنصارى تمامًا، لم يخدموا إلا اليهود والنصارى بهذه التفجيرات التي يزعمون أنها جهاد، وفي ماذا؟ في بلاد المسلمين، وبتكفير المسلمين، فلن يكون النصر على أيدي هؤلاء السَّفاحين السَّفاكين، أتباع بعض المفتين المفترين في الكهوف والظلمات، لا، لا يا عبد الله؛ لأن ديننا دينٌ واضح دينٌ أبلج، دينٌ في وضح النهار، ليس دين (الوهاد) والخلوات والفلوات والتجمعات والاستراحات، لا، هذا ليس دينًا، وإنما هو من تلبيس إبليس؛ يقول سفيان الثوري -رحمه الله-: "إذا رأيت الذين يتناجون في دينهم دون العامة فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة".
الدين ليس في الكهوف ولا في الظلمات، ولا في [الوهاد]، ولا في قتل المسلمين، ولا في نسف المنشآت في بلاد المسلمين، ولا في التخريب هنا وهناك، هذا ليس دينًا؛ إنما هو دين إبليس الذي سول لهم وأملى لهم {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف: 103-104]
فانتبه يا عبد الله، ليس الدين بالجعجعة ولا بالشعارات، ولا بالهتافات، ولا بيعيش فلان ويسقط فلان، ولا بالذين يطلبون المناصب ويريدون أن يتربعوا على الكراسي؛ إنما يتطلب أن يكون العبد مخلصًا لله -عز وجل-، وأن يكون عمله موافقًا لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لن ننتصر بعُبَّادِ القبور، ولا بمن يقول مدد يافلان وفلانة، ولا بمن يقول مدد يا برعي، مدد يا نقشبندي، مدد يا شاذلي، مدد يا مرغني، مدد يا حسين، مدد يا بدوي، مدد يا مرسي، مدد يا تيجاني، مدد يا مرغني، مدد يا عيدروس، لا، هؤلاء مشركون، الذين يطلقون هؤلاء الكلمات مشركون، عُبَّادُ القبور، لا يقبل الله منهم صرفًا ولا عدلاً، فانتبه يا عبد الله لن ننتصر بعُبَّادِ القبور، لن ننتصر بعُبَّادِ الأضرحة، لن ننتصر بعُبَّادِ المشاهد، لن ننتصر بعُبَّادِ الأشخاص، لن ننتصر بمن يعبد بني آدم من دون الله، لن ننتصر بمن يقول: أغثنا يا فلان ويا علان، لن نتصر بمن يقول: إذا كنت في هم وغم فنادني؛ إنما الذي ينادى عند الهم والغم هو الله وحده، فانتبه يا عبد الله، لن ننتصر بالذين يعكفون عند القبور ويقدمون لها الذبائح والنذور، ويدعونها من دون الله -تبارك وتعالى- العزيز الغفور، لن ننتصر بهؤلاء؛ بل هؤلاء أكبر معاول الخذلان والهزيمة.
نعم؛ حتى نرفع شعار التوحيد خاليًا صافيًا مصفى من أي خدش، لن ننتصر بعُبَّادِ العلمنة وأتباع الغرب المتفرنجين، ولا باتباع المتزمتين الخوارج، كلا الطرفين زائغون عن الحق، وضالون عن سواء السبيل، أهل الشهوات وأهل الشبهات، وهما أعظم تيارين تتعرض له أمتنا في هذا الزمان.
تيار الشهوات، تيار عُبَّاد الفروج، تيار عُبَّاد الشهوات، تيار أصحاب التمثيليات حتى التي يسمونها تمثيليات إسلامية، فإنها دجلٌ وسفه، تيار أرباب الشهوات، تيار المقلدين للغرب، تيار الذين يتنكرون للدين ويرون أن الحضارة في تقليد الغرب والمتفرنجين، وغزونا بشتى قنواتهم الفضائية الخبيثة، باسم التقدم تارة، وباسم الحرية تارة، وباسم الحضارة تارةً أخرى، وباسم العولمة تارةً أخرى، وباسم حرية الرأي تارةً أخرى، وباسم حقوق الإنسان تارة، وباسم حقوق المرأة -التي جُعِلت قميص عثمان- تارةً أخرى.

كذلك لن ننتصر بالخوارج الذين يستحلون دماء المسلمين، التكفيريين أدعياء الجهاد، الذين يقتلون المسلمين والمعاهدين والمستأمنين، ويستحلون ذلك ويسمونه جهادًا في سبيل الله، وحاشا لله؛ إنه جهادٌ في سبيل إبليس، ومن أجل إبليس، ومن أجل أعوان إبليس من الشرق والغرب، {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف: 103-104]
{ أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا} [فاطر: 8]
فانتبه لهذا يا عبد الله، انتبه لن ننتصر بهؤلاء الذين يتعلقون بالسفهاء حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام القابعين في الكهوف، والذين فرقوا الأمة وجعلوها شذر ومذر، وأعطوا بعض الشباب المُغرَّرِ بهم -بزعمهم- مفاتيح الجنة، وأنه ليس بينهم وبين الجنة إلا أن يقتلوا فلانًا وفلانًا ولو كان من طلاب العلم! ولو كان ممن يسهر على حراسة وحماية المسلمين ليل نهار!
نعم، أبدًا هؤلاء قتلة علي وقتلة عثمان -رضي الله عنهما-؛ فإياكم وإياهم، إياكم وإياهم، إنهم مجرمون إنهم أخطر على الأمة من أصحاب الشهوات؛ لأن الشهوات يَمُجُّهَا كل ذي فطرة سليمة، وكل ذي عقل سليم، كل واحد يعرف أن الزنا حرام وأنه قذر، وأن الخمر مضر، لاشك أنها بريد الكفر، المعاصي بريد الكفر؛ لكن أي عاقل حتى ولو لم يكن [كافرًا]، الآن في بلاد الكفار يمنعون المخدرات والتدخين، ليش؟ هل قصدهم التحريم؟ لا، قصدهم الضرر الصحي، فالعاقل يعرف أن هذه الأشياء مضرة، وأنها أسباب لكثير من الأمراض الفتَّاكة، لكن المصيبة على المسلمين من يتشدقون باسم الدين، والدين من كثير منهم براء.
فانتبهوا واحذروا من هذه الفئة الضالة بأطرافها المتعددة الكثيرة التي لا حصر لها في هذه الأزمنة، والزموا هدي النبي صلى الله عليه وسلم قولاً وعملاً واعتقادًا؛ فإن هذا هو طريق الخلاص، وهو طريق استرداد المسجد الأقصى إذا أردنا استرداده حقًا.
************
انتهى تفريغ المقطع
ملاحظة:
الكلمة التي باللون الأخضر: [كافرًا]
أحسب مقصود الشيخ -حفظه الله-: "مسلمًا" إذ هو الأنسب والمتفق مع السياق.

المصدر




بارك الله فيك على هذا الموضوع القييم
وحفظ الله الشيخ ونفعنا بعلمه
قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد : 7 )
اما نحن الان تركنا ديننا واتبعنا شهوات الدنيا فسلط علينا اعدؤنا وصرنا نعيش في ذل وهوان لاننا لم نعمل بما وصانا به الني المصطفى (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ) فلما ضيعناها ضيعنا الله
لاحولة ور قوة الا بالله
نسال الله ان يرفع عنا هذا الذل ويهدي امة محمد صلى الله عليه وسلم الى الدين الحق والنهج القويم




تعليمية
بآآركــ اللهــ فيكــ غاليتيــ أمــ عبيد اللهــ ع الجلبـ الطيبــ
ودي..~~
تعليمية




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك اختاه

وجزاك الله خيرا

والله موضوع قيم وجيد




التصنيفات
اسلاميات عامة

مناظرة الشيخ الألباني مع من يدعي جواز الإحتفال بالمولد النبوي

تعليمية


بسم الله والصلاة على رسول الله وعلى أله وصحبة أجمعين ومن إهتدى بهداهم إلي يوم الدين

أما بعد:

أترككم مع المناظرة

الشيخ الألباني :
الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هل هو خير أم شر ؟
محاور الشيخ :
خير .
الشيخ الألباني : حسناً ، هذا الخير هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يجهلونه ؟
محاور الشيخ :
لا .
الشيخ الألباني :
أنا لا أقنع منك الآن أن تقول لا بل يجب أن تبادر وتقول : هذا مستحيل أن يخفى هذا الخير إن كان خيراً أو غيره على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ونحن لم نعرف الإسلام والإيمان إلا عن طريق محمد صلى الله عليه وسلم ؛ فكيف نعرف خيراً هو لم يعرفه ! هذا مستحيل .
محاور الشيخ :
إقامة المولد النبوي هو إحياء لذكره صلى الله عليه وسلم وفي ذلك تكريم له .
الشيخ الألباني :
هذه فلسفة نحن نعرفها ، نسمعها من كثير من الناس وقرأناها في كتبهم ؛ لكن الرسول صلى الله عليه وسلم حينما دعا الناس هل دعاهم إلى الإسلام كله أم دعاهم إلى التوحيد ؟
محاور الشيخ :
التوحيد .
الشيخ الألباني :

أول ما دعاهم للتوحيد ، بعد ذلك فُرضت الصلوات ، بعد ذلك فُرض الصيام ، بعد ذل فُرض الحج ، وهكذا ؛ ولذلك امشِ أنت على هذه السنة الشرعية خطوة خطوة .
نحن الآن اتفقنا أنه من المستحيل أن يكون عندنا خيرٌ ولا يعرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فالخير كله عرفناه من طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه لا يختلف فيها اثنان ولا ينتطح فيها كبشان ، وأنا أعتقد أن من شك في هذا فليس مسلماً .
ومن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تؤيد هذا الكلام : 1. قوله صلى الله عليه وسلم : (( ما تركتُ شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به )) .
فإذا كان المولد خيراً وكان مما يقربنا إلى الله زُلفى فينبغي أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دلنا عليه .
صحيح أم لا ؟ أنا لا أريد منك أن توافق دون أن تقتنع بكل حرف مما أقوله ، ولك كامل الحرية في أن تقول : أرجوك ، هذه النقطة ما اقتنعت بها .
فهل توقفت في شيء مما قلتهُ حتى الآن أم أنت ماشٍ معي تماماً ؟
محاور الشيخ :
معك تماماً .
الشيخ الألباني :
جزاك الله خيراً .
إذاً (( ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به ))
نحن نقول لجميع من يقول بجواز إقامة هذا المولد :
هذا المولد خيرٌ – في زعمكم – ؛ فإما أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دلنا عليه وإما أن يكون لم يدلنا عليه .
فإن قالوا : قد دلنا عليه .
قلنا لهم : ( هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) . ولن يستطيعوا إلى ذلك سبيلاً أبداً .
ونحن قرأنا كتابات العلوي [1] وغير العلوي في هذا الصدد وهم لايستدلون بدليل سوى أن هذه بدعة حسنة !! بدعة حسنة !!
فالجميع سواء المحتفلون بالمولد أو الذين ينكرون هذا الاحتفال متفقون على أن هذا المولد لم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة الكرام ولا في عهد الأئمة الأعلام .
لكن المجيزون لهذا الاحتفال بالمولد يقولون : وماذا في المولد ؟ إنه ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصلاة عليه ونحو ذلك .
ونحن نقول : لو كان خيراً لسبقونا إليه .
أنت تعرف حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )) وهو في الصحيحين . وقرنه صلى الله عليه وسلم هو الذي عاش فيه وأصحابه ،ثم الذين يلونهم التابعون ، ثم الذين يلونهم أتباع التابعين . وهذه أيضاً لا خلاف فيها .
فهل تتصور أن يكون هناك خير نحن نسبقهم إليه علماً وعملاً ؟ هل يمكن هذا ؟
محاور الشيخ :
من ناحية العلم لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمن كان معه في زمانه إن الأرض تدور
الشيخ الألباني :
عفواً ، أرجوا عدم الحيدة ، فأنا سألتك عن شيئين علم وعمل ، والواقع أن حيدتك هذه أفادتني ، فأنا أعني بطبيعة الحال بالعلم العلم الشرعي لا الطب مثلاً ؛ فأنا أقول إن الدكتور هنا أعلم من ابن سينا زمانه لأنه جاء بعد قرون طويلة وتجارب عديدة وعديدة جداً لكن هذا لا يزكيه عند الله ولا يقدمه على القرون المشهود لها ؛ لكن يزكيه في العلم الذي يعلمه ، ونحن نتكلم في العلم الشرعي بارك الله فيك . فيجب أن تنتبه لهذا ؛ فعندما أقول لك : هل تعتقد أننا يمكن أن نكون أعلم ؛ فإنما نعني بها العلم الشرعي لا العلم التجربي كالجغرافيا والفلك والكيمياء والفيزياء . وافترض مثلاُ في هذا الزمان إنسان كافر بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم لكن هو أعلم الناس بعلم من هذه العلوم هل يقربه ذلك إلى الله زُلفى ؟
محاور الشيخ :
لا .
الشيخ الألباني :
إذاً نحن لانتكلم الآن في مجال ذلك العلم بل نتكلم في العلم الذي نريد أن نتقرب به إلى الله تبارك وتعالى ، وكنا قبل قليل نتكلم في الاحتفال بالمولد ؛ فيعود السؤال الآن وأرجو أن أحضى بالجواب بوضوح بدون حيدة ثانية .
فأقول هل تعتقد بما أوتيت من عقل وفهم أنه يمكننا ونحن في آخر الزمان أن نكون أعلم من الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين في العلم الشرعي وأن نكون أسرع إلى العمل بالخير والتقرب إلى الله من هؤلاء السلف الصالح ؟
محاور الشيخ :
هل تقصد بالعلم الشرعي تفسير القرآن ؟
الشيخ الألباني :
هم أعلم منا بتفسير القرآن ، وهم أعلم منا بتفسير حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، هم في النهاية أعلم منا بشريعة الإسلام .
محاور الشيخ :
بالنسبة لتفسير القرآن ربما الآن أكثر من زمان الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ فمثلاً الآية القرآنية ((وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ)) (النمل:88) فلو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأحد في زمانه إن الأرض تدور هل كان سيصدقه أحد ؟! ما كان صدقه أحد .
الشيخ الألباني :
إذاً أنت تريدنا – ولا مؤاخذة – أن نسجل عليك حيدةً ثانية . يا أخي أنا أسأل عن الكل لا عن الجزء ، نحن نسأل سؤالاً عاماً :
الإسلام ككل من هو أعلم به ؟
محاور الشيخ :
طبعاُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته .
الشيخ الألباني :
هذا الذي نريده منك بارك الله فيك .
ثم التفسير الذي أنت تدندن حوله ليس له علاقة بالعمل ، له علاقة بالفكر والفهم . ثم قد تكلمنا معك حول الآية السابقة وأثبتنا لك أن الذين ينقلون الآية للاستدلال بها على أن الأرض تدور مخطؤون لأن الآية تتعلق بيوم القيامة (( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) .
لسنا على كل حال في هذا الصدد .
وأنا أسلِّم معك جدلاً أنه قد يكون رجلاً من المتأخرين يعلم حقيقة علمية أو كونية أكثر من صحابي أو تابعي الخ ؛ لكن هذا لا علاقة له بالعمل الصالح ؛ فاليوم مثلاً العلوم الفلكية ونحوها الكفار أعلم منا فيها لكن مالذي يستفيدونه من ذلك ؟ لاشيء . فنحن الآن لا نريد أن نخوض في هذا اللاشيء ، نريد أن نتكلم في كل شيء يقربنا إلى الله زلفى ؛ فنحن الآن نريد أن نتكلم في المولد النبوي الشريف .
وقد اتفقنا أنه لو كان خيراً لكان سلفنا الصالح وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم به منا وأسرع إلى العمل به منا ؛ فهل في هذا شك ؟
محاور الشيخ :
لا ، لا شك فيه .
الشيخ الألباني :
فلا تحد عن هذا إلى أمور من العلم التجريبي لا علاقة لها بالتقرب إلى الله تعالى بعمل صالح .
الآن ، هذا المولد ما كان في زمان النبي صلى الله عليه وسلم – باتفاق الكل – إذاً هذا الخير ماكان في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين ،
كيف خفي هذا الخير عليهم ؟!
لابد أن نقول أحد شيئين :
علموا هذا الخير كما علمناه – وهم أعلم منا – ، أو لم يعلموه ؛ فكيف علمناه نحن ؟!
؛ فإن قلنا : علموه ؛ – وهذا هو القول الأقرب والأفضل بالنسبة للقائلين بمشروعية الاحتفال بالمولد – فلماذا لم يعملوا به ؟! هل نحن أقرب إلى الله زلفى ؟! –
لماذا لم يُخطيء واحدٌ منهم مرة صحابي أو تابعي أو عالم منهم أو عابد منهم فيعمل بهذا الخير ؟!
هل يدخل في عقلك أن هذا الخير لا يعمل به أحدٌ أبداً ؟! وهم بالملايين ، وهم أعلم منا وأصلح منا وأقرب إلى الله زُلفى ؟!
أنت تعرف قول الرسول صلى الله عليه وسلم _ فيما أظن _ :
(( لا تسبوا أصحابي ؛ فوالذي نفس محمد بيده لو أنفق أحدكم مثل جبل أُحدٍ ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نَصيفَهُ )) .
أرأيت مدى الفرق بيننا وبينهم ؟!
لأنهم جاهدوا في سبيل الله تعالى ، ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتلقوا العلم منه غضاً طرياً بدون هذه الوسائط الكثيرة التي بيننا وبينه صلى الله عليه وسلم ، كما أشار صلى الله عليه وسلم إلى مثل هذا المعنى في الحديث الصحيح :
(( من أحب أن يقرأ القرآن غضاً طرياً فليقرأهُ على قراءة ابن أم عبد )) يعني عبد الله بن مسعود .
" غضاً طرياً " يعنى طازج ، جديد .
هؤلاء السلف الصالح وعلى رأسهم الصحابة رضي الله عنهم لايمكننا أن نتصور أنهم جهلوا خيراً يُقربهم إلى الله زلفى وعرفناه نحن وإذا قلنا إنهم عرفوا كما عرفنا ؛ فإننا لا نستطيع أن نتصور أبداً أنهم أهملوا هذا الخير .
لعلها وضحت لك هذه النقطة التي أُدندنُ حولها إن شاء الله ؟
محاور الشيخ :
الحمد لله .
الشيخ الألباني :
جزاك الله خيراً .
هناك شيء آخر ، هناك آيات وأحاديث كثيرة تبين أن الإسلام قد كَمُلَ _ وأظن هذه حقيقة أنت متنبه لها ومؤمن بها ولا فرق بين عالم وطالب علم وعامِّي في معرفة هذه الحقيقة وهي : أن الإسلام كَمُلَ ، وأنه ليس كدين اليهود والنصارى في كل يوم في تغيير وتبديل .
وأذكرك بمثل قول الله تعالى : ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً))
الآن يأتي سؤال : وهي طريقة أخرى لبيان أن الاحتفال بالمولد ليس خيراً غير الطريقة السابقة وهي أنه لو كان خيراً لسبقونا إليه وهم – أي السلف الصالح – أعلم منا وأعبد .
هذا المولد النبوي إن كان خيراً فهو من الإسلام ؛ فنقول : هل نحن جميعاً من منكرين لإقامة المولد ومقرِّين له هل نحن متفقون – كالاتفاق السابق أن هذا المولد ماكان في زمان الرسول صلى الله عليه وسلم – هل نحن متفقون الآن على أن هذا المولد إن كان خيراً فهو من الإسلام وإن لم يكن خيراً فليس من الإسلام ؟
ويوم أُنزلت هذه الآية : ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ)) لم يكن هناك احتفال بالمولد النبوي ؛ فهل يكون ديناً فيما ترى ؟
أرجو أن تكون معي صريحاً ، ولا تظن أني من المشائخ الذين يُسكِّتون الطلاب ، بل عامة الناس : اسكت أنت ما تعلم أنت ما تعرف ، لا خذ حريتك تماماً كأنما تتكلم مع إنسان مثلك ودونك سناً وعلماً . إذا لم تقتنع قل : لم أقتنع .
فالآن إذا كان المولد من الخير فهو من الإسلام وإذا لم يكن من الخير فليس من الإسلام وإذا اتفقنا أن هذا الاحتفال بالمولد لم يكن حين أُنزلت الآية السابقة ؛ فبديهي جداً أنه ليس من الإسلام .
وأوكد هذا الذي أقوله بأحرف عن إمام دار الهجرة مالك بن أنس : قال :
" من ابتدع في الإسلام بدعة – لاحظ يقول بدعة واحدة وليس بدعاً كثيرة – يراها حسنة فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم خان الرسالة " .
وهذا شيء خطير جدا ً ، ما الدليل يا إمام ؟
قال الإمام مالك : اقرؤا إن شئتم قول الله تعالى :
((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً))
فما لم يكن يومئذٍ ديناً لا يكون اليوم ديناً . انتهى كلامه .
متى قال الإمام مالك هذا الكلام ؟ في القرن الثاني من الهجرة ، أحد القرون المشهود لها بالخيرية !
فما بالك بالقرن الرابع عشر ؟!
هذا كلامٌ يُكتب بماء الذهب ؛ لكننا غافلون عن كتاب الله تعالى ، وعن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعن أقوال الأئمة الذين نزعم نحن أننا نقتدي بهم وهيهات هيهات ، بيننا وبينهم في القدوة بُعد المشرقين .
هذا إمام دار الهجرة يقول بلسانٍ عربيٍ مبين : "فمالم يكن يومئذٍ ديناً ؛ فلا يكون اليوم ديناً".
اليوم الاحتفال بالمولد النبوي دين ، ولولا ذلك ما قامت هذه الخصومة بين علماء يتمسكون بالسنة وعلماء يدافعون عن البدعة .
كيف يكون هذا من الدين ولم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة ولا في عهد التابعين ولا في عهد أتباع التابعين ؟!
الإمام مالك من أتباع التابعين ، وهو من الذين يشملهم حديث :
(( خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )) .
يقول الإمام مالك : " ما لم يكن حينئذٍ ديناً لا يكون اليوم ديناً ، ولا يَصلُح آخر هذه الأمة إلا بما صَلُح به أولها " .
بماذا صلح أولها ؟ بإحداث أمور في الدين والُتقرب إلى الله تعالى بأشياء ما تقرب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!
والرسول صلى الله عليه وسلم هو القائل :
(( ما تركتُ شيئاً يُقربكم إلى الى الله إلى وأمرتكم به )) .
لماذا لم يأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحتفل بمولده ؟! هذا سؤال وله جواب :
هناك احتفال بالمولد النبوي مشروع ضد هذا الاحتفال غير المشروع , هذا الاحتفال المشروع كان موجوداً في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعكس غير المشروع ،مع بَون شاسع بين الاحتفالين :
أول ذلك : أن الاحتفال المشروع عبادة متفق عليها بين المسلمين جميعاً .
ثانياً : أن الاحتفال المشروع يتكرر في كل أسبوع مرة واحتفالهم غير المشروع في السنة مرة .
هاتان فارقتان بين الاحتفالين : أن الأول عبادة ويتكرر في كل أسبوع بعكس الثاني غير المشروع فلا هو عبادة ولا يتكرر في كل أسبوع .
وأنا لا أقول كلاماً هكذا ما أنزل الله به من سلطان ، وإنما أنقل لكم حديثاً من صحيح مسلم رحمه الله تعالى عن أبي قتادة الأنصاري قال :
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
يا رسول الله : ما تقول في صوم يوم الإثنين ؟
قال (( ذاك يومٌ وُلِدتُ فيه ، وأُنزل القرآن عليَّ فيه .))
ما معنى هذا الكلام ؟
كأنه يقول : كيف تسألني فيه والله قد أخرجني إلى الحياة فيه ، وأنزل عليَّ الوحي فيه ؟!
أي ينبغي أن تصوموا يوم الاثنين شكراً لله تعالى على خلقه لي فيه وإنزاله الوحي عليَّ فيهِ .
وهذا على وزان صوم اليهود يوم عاشوراء ، ولعلكم تعلمون أن صوم عاشوراء قبل فرض صيام شهر رمضان كان هو المفروض على المسلمين .
وجاء في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء ؛ فسألهم عن ذلك ؛ فقالوا هذا يوم نجى الله فيه موسى وقومه من فرعون وجنده فصمناه شكراً لله ؛ فقال صلى الله عليه وسلم : (( نحن أحق بموسى منكم )) فصامه وأمر بصومه فصار فرضاً إلى أن نزل قوله تعالى :
((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه)) .
فصار صوم عاشوراء سنة ونسخ الوجوب فيه .
الشاهد من هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم شارك اليهود في صوم عاشوراء شكراً لله تعالى أن نجى موسى من فرعون ؛ فنحن أيضاً فَتَح لنا باب الشكر بصيام يوم الاثنين لأنه اليوم الذي وُلد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم واليوم الذي أُوحي إليه فيه .
الآن أنا أسألك : هولاء الذين يحتفلون بالمولد الذي عرفنا أنه ليس إلى الخير بسبيل أعرف ان كثيراً منهم يصومون يوم الاثنين كما يصومون يوم الخميس ؛ لكن تُرى أكثر المسلمين يصومون يوم الاثنين ؟
لا ، لا يصومون يوم الاثنين ، لكن أكثر المسلمين يحتفلون بالمولد النيوي في كل عام مرة ! أليس هذا قلباً للحقائق ؟!
هؤلاء يصدق عليهم قول الله تعالى لليهود :
((أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ))
هذا هو الخير : صيام متفق عليه بين المسلمين جميعاً وهو صيام الاثنين ومع ذلك فجمهور المسلمين لا يصومونه !!
نأتي لمن يصومه وهم قلة قليلة : هل يعلمون السر في صيامه ؟ لا لا يعلمون .
فأين العلماء الذين يدافعون عن المولد لماذا لا يبينون للناس أن صيام الاثنين هو احتفال مشروع بالمولد ويحثونهم عليه بدلاً من الدفاع عن الاحتفال الذي لم يُشرع ؟!!
وصدق الله تعالى ((أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ))
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال :
(( للتتبعنَّ سَنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ))
وفي رواية أخرى خطيرة (( حتى لو كان فيهم من يأتي أمه على قارعة الطريق لكان فيكم من يفعل ذلك )) .
فنحن اتبعنا سنن اليهود ؛ فاستبدلنا الذي هو أدنى بالذي هو خير ، كاستبدالنا المولد النبوي الذي هو كل سنة وهو لا أصل له بالذي هو خير وهو الاحتفال في كل يوم اثنين وهو احتفال مشروع بأن تصومه مع ملاحظة السر في ذلك وهو أنك تصومه شكراً لله تعالى على أن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ، وأنزل الوحي فيه .
وأختم كلامي بذكر قوله صلى الله عليه وسلم :
(( أبى الله أن يقبل توبة مبتدع )) .
والله تعالى يقول : ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ))
وقد جاء في صحيح مسلم أن أحد التابعين جاء إلى السيدة عائشة
محاور الشيخ :
قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أليس تكريماً له ؟
الشيخ الألباني :
نعم
محاور الشيخ :
فيه ثواب هذا الخير من الله ؟
الشيخ الألباني :
كل الخير . ما تستفيد شيئاً من هذا السؤال ؛ ولذلك أقاطعك بسؤال : هل أحد يمنعك من قراءة سيرته ؟
أنا أسألك الآن سؤالاً : إذا كان هناك عبادة مشروعة ، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم ما وضع لها زمناً معيناً ، ولا جعل لها كيفية معينة ؛ فهل يجوز لنا أن نحدد لها من عندنا زمناً معيناً ، أو كيفية معينة ؟ هل عندك جواب ؟
محاور الشيخ :
لا، لا جواب عندي .
الشيخ الألباني :
قال الله تعالى : ((أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ))
وكذلك يقول الله تعالى :
((اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)) التوبة:31
(( لما سمع عدي بن حاتم رضي الله عنه هذه الآية – وقد كان قبل إسلامه نصرانياً – أشكلت عليه فقال: إنا لسنا نعبدهم قال: ( أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلّون ما حرم الله، فتحلونه؟) ، فقال: بلى. قال : ( فتلك عبادتهم))).
وهذا يبيِّن خطورة الابتداع في دين الله تعالى .

مفرغ مع بعض الاختصار من أحد اشرطة سلسلة الهدى والنور للشيخ الألباني رحمه الله تعالى . رقم الشريط 94/1




السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

شكرا لك أختي أم عبيد الله الأثرية على الموضوعك الرائع والقيم
موضوعك راقي لايمكن المجادلة فيه وخصوصا لأنك قدمت فتوى الشيخ الألباني

(موضوع يستحق التقيم)




السلام عليكم و رحمة الله و بركآته
باركـ الله فيكـ أختي أم عبيد و جزاكـ خيرا على النقل الطيب و الهاام




و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

بوركتِ أخيتي على مروركِ الطيب العطر

بالفعل إنها مناظرة قيمة، فالمسألة واضحة جلية إن شاء الله، و أظن أن ما أجاد به الشيخ الألباني رحمه الله و أفاد كاف شافٍ لمن ألق السمع وهو شهيد


وفقكِ الله أختي و نفع بكِ




شكرا رحمة الله على الشيخ الالباني

موضوع مهم ومفيد شكرا ام عبيد




بارك الله فيك أخيتي أم عبيد الله و نفع بك




سلمت يداك رائع جدا




التصنيفات
اسلاميات عامة

سلسلة علمني ديني لفضيلة الشيخ محمد بن عمر بازمول حفظه الله

  • علمني ديني :أننا عندما نكبر تكثر همومنا، ويتركز همنا الأكبر في شيء واحد …. هو أكبر همنا …. فمن الناس من يكبر ويكبر همه في الدنيا … في التجارة … في أي شأن يراه من أمور الحياة. ومن الناس من يكبر ويكبر همه في الاستعداد للآخرة … والعمل لها … . فالأول مبلغ علمه الدنيا … وأكبر همه الدنيا والثاني مبلغ علمه الآخره، وأكبر همه الآخرة والاستعداد لها . وهكذا ينبغي أن نكون … أخرج الترمذي وحسنه الألباني عن ابن عمر رضي الله عنه قال: "قَلَّمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُومُ مِنْ مَجْلِسٍ حَتَّى يَدْعُوَ بِهَؤُلاَءِ الدَّعَوَاتِ لأَصْحَابِهِ: اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ، وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ، وَمِنَ اليَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مُصِيبَاتِ الدُّنْيَا، وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا، وَاجْعَلْهُ الوَارِثَ مِنَّا، وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا، وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا، وَلاَ تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا، وَلاَ تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا وَلاَ مَبْلَغَ عِلْمِنَا، وَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لاَ يَرْحَمُنَا"."
  • علمني ديني :أن الرؤيا جزء من ست وأربعين جزءاً من النبوة، وأن من يفسرها لي قد يصيب ويخطيء، فيضطرب في ذلك، كأنها على جناح طائر، إذا عبرت التعبير الصحيح وقعت بمعنى أنه يرى تأويلها. عَنْ وَكِيعِ بْنِ عُدُسٍ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الرُّؤْيَا عَلَى رِجْلِ طَائِرٍ، مَا لَمْ تُعَبَّرْ فَإِذَا عُبِّرَتْ وَقَعَتْ»قَالَ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ: «وَلَا تَقُصَّهَا إِلَّا عَلَى وَادٍّ، أَوْ ذِي رَأْيٍ»أخرجه أحمد أبوداود والترمذي وصححه ابن حبان وغيره. وأخرج الشيخان عن ابْن عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ فِي المَنَامِ ظُلَّةً تَنْطُفُ السَّمْنَ وَالعَسَلَ، فَأَرَى النَّاسَ يَتَكَفَّفُونَ مِنْهَا، فَالْمُسْتَكْثِرُ وَالمُسْتَقِلُّ، وَإِذَا سَبَبٌ وَاصِلٌ مِنَ الأَرْضِ إِلَى السَّمَاءِ، فَأَرَاكَ أَخَذْتَ بِهِ فَعَلَوْتَ، ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَعَلاَ بِهِ، ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَعَلاَ بِهِ، ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَانْقَطَعَ ثُمَّ وُصِلَ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ، وَاللَّهِ لَتَدَعَنِّي فَأَعْبُرَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «اعْبُرْهَا» قَالَ: أَمَّا الظُّلَّةُ فَالإِسْلاَمُ. وَأَمَّا الَّذِي يَنْطُفُ مِنَ العَسَلِ وَالسَّمْنِ فَالقُرْآنُ؛ حَلاَوَتُهُ تَنْطُفُ، فَالْمُسْتَكْثِرُ مِنَ القُرْآنِ وَالمُسْتَقِلُّ. وَأَمَّا السَّبَبُ الوَاصِلُ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ فَالحَقُّ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ، تَأْخُذُ بِهِ فَيُعْلِيكَ اللَّهُ، ثُمَّ يَأْخُذُ بِهِ رَجُلٌ مِنْ بَعْدِكَ فَيَعْلُو بِهِ، ثُمَّ يَأْخُذُ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَيَعْلُو بِهِ، ثُمَّ يَأْخُذُهُ رَجُلٌ آخَرُ فَيَنْقَطِعُ بِهِ، ثُمَّ يُوَصَّلُ لَهُ فَيَعْلُو بِهِ. فَأَخْبِرْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ، أَصَبْتُ أَمْ أَخْطَأْتُ؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَصَبْتَ بَعْضًا وَأَخْطَأْتَ بَعْضًا» قَالَ: فَوَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَتُحَدِّثَنِّي بِالَّذِي أَخْطَأْتُ، قَالَ: «لاَ تُقْسِمْ». فهذا الحديث نص في أن تعبير الرؤيا منه ما هو صواب ومنه ما هو غير ذلك. فلو كان المعنى أن الرؤيا تقع كما يفسرها من يفسرها لما كان هناك فائدة لقوله صلى الله عليه وسلم: "أصبت بعضا وأخطات بعضا". ثم ما فائدة أن يرجع إلى مفسري الرؤيا إذا كانت الرؤيا تقع كما يغسرها من يعبرها؟!"
  • علمني ديني : أن اجتهد في استخراج تسعة وتسعين اسماً لله عزوجل من القرآن الكريم والسنة المطهرة، عسى أن تكون سبباً في دخولي الجنة. فقد قال صلى الله عليه وسلم: "إن لله تسعاً وتسعين امساً من أحصاها دخل الجنة" . ومعلوم أن أسماء الله كثيرة، كما في حديث عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلَا حَزَنٌ، فَقَالَ: اللهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، ابْنُ عَبْدِكَ، ابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجِلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي، إِلَّا أَذْهَبَ اللهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ، وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَحًا " ، قَالَ: فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا نَتَعَلَّمُهَا ؟ فَقَالَ: " بَلَى، يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا"حديث حسن لغيره، انظر مسند أحمد (الرسالة 6/246، حديث رقم 3712). وعليه فإن المقصود أن على المسلم أن يجتهد في استخراج هذه الأسماء التسع والتسعين، لينال هذا الفضل الجزيل : "من أحصاها دخل الجنة"."
كتبه:
محمد بن عمر بازمول.




التصنيفات
القران الكريم

نصيحة لمن يهجر القرآن بعد رمضان الشيخ: محمد بن صالح العثيمين

نصيحة لمن يهجر القرآن بعد رمضان
الشيخ: محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-

السؤال:

بارك الله فيكم، ونحن نتحدث عن كتاب الله في هذه الحلقة -عن- أقول: في رمضان يكثر القُرَّاء لكتاب الله -عزَّ وجلَّ- وهذا طيب وأجره كبير وعظيم، ولكن بعد رمضان قد يهجر هذا القرآن حتى يأتي رمضان الآخر ويبقى على الرفوف! فماذا تنصحوننا وتنصحون المسلمين في هذا؟

الجواب:

ننصح إخواننا المسلمين -ولا سيما حفظة القرآن- أن يتعهدوا القرآن بالتلاوة؛ لينالوا الأجر ويكونوا بارتباط بكلام الله -عزَّ وجلَّ-، وأن لا يدعوا وقتًا من أوقاتهم إلا ولهم فيه خير من قولٍ أو عمل، وأحثُّ أخواني حُفَّاظ القرآن على تعهده؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بذلك؛ فقال: ((تعهدوا القرآن والذي نفسي بيده لهو أشد تفلتًا من الإبل في عقولها)).
فينبغي لحفظة القرآن أن لا يهملوه؛ لأن إهماله والإعراض عنه حتى يُنسى قد يكون فيه إثمٌ كبير.
وهنا مسألة أحب أن أُنبِّه عليها؛ وهي أن بعض الشباب يتهيَّب من حفظ القرآن ويقول: [أنا لا أحفظه أخشى أن أنساه فأكون على إثم]! وهذا لا شك من وساوس الشيطان وتثبيطه عن الخير! فأنت -يا أخي!- ما دمت في زمن الشباب فاحفظ القرآن وتعهد، واستعن بالله عليه واحرص على ثباته في قلبك، وإذا نسيت آيةً مع الاجتهاد؛ فلا إثم عليك إطلاقًا؛ فقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه صلى ذات يوم بل صلى ذات ليلة وقرأ ونسي آيةً من القرآن فذكره بها أبي بن كعبٍ بعد الصلاة فقال: ((هلا كنت ذكرتنيها))، ومر برجلٍ يقرأ القرآن؛ فقال: ((يرحم الله فلانًا فقد ذكرني آيةً كنت نسيتها)).
فالحاصل أنَّ الإنسان إذا اجتهد وحفظ القرآن وتعاهده ثم نسي منه ما نسي فلا إثم عليه بلاشك.
فعليك -أيها الشاب!- أن تتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وأن تستعين بالله -عزَّ وجلَّ- على حفظ كتابه -سبحانه وتعالى- وأن تبدأ بحفظ القرآن، وأن تحفظ أوقاتك من إضاعتها بلا فائدة وفي بلادنا -ولله الحمد- حلقات كثيرة من حلق تعليم القرآن حفظًا ونظرًا؛ فنسأل الله -تعالى- أنْ يعمَّ بها جميع بلاد الإسلام وأن يحفظ بها عباده المؤمنين.

المصدر: برنامج نور على الدرب

الرابط من موقع الشيخ -رحمه الله-




بارك الله فيك و أثابك الجنة




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خير الجزاء وجعلكم من اهلا لجنة الطيبين




يرفع للفائدة




بارك الله فيك اخي موضوع مفيد ومشجع




بارك الله فيكِ أختي الفاضلة

اللهم أجعلنا من حفظة القرأن الكريم.




جزاك الله كل خير




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

حديث خلق الله آدم علي صورته – الشيخ الفاضل سالم الطويل حفظه الله

تعليمية تعليمية
حديث خلق الله آدم علي صورته – الشيخ الفاضل سالم الطويل حفظه الله


من درر الشيخ الفاضل سالم الطويل يحفظه الله يشرح فيها حديث أن الله خلق آدم علي صورته وأليكم الرابط حفظكم المولي

من هنا

للامانة الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




تعليمية




باركـ الله فيكـ و جزاكـ خيرا على النقل الطيب




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

ماهو الإخلاص ؟ ومن هو المخلص ؟ بقلم الشيخ العلامة السلفي العربي بن بلقاسم التبسي

تعليمية تعليمية

" ماهو الإخلاص ؟ ومنْ هو المخلص ؟"
بقلم : الشيخ العربي بن بلقاسم التبسي – رحمه الله –

نشرت هذه المقالة في أحد مجلات والتي كانت تصدرها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين برئاسة الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله

– " أقول : الإخلاص : مصدر أخلص ، ومعناه تصفية الشيئ مما يمكن أن يدخله من الشوائب ، والمصادر من قسم

الألفاظ المطلقة كما هو مقرر في علم الأصول ، فيكون الإخلاص يطلق على الشيئ المصفى من غيره سواء

كان الشيئ خيرا أم شرا .

فيقال ُ لغة : أخلصَ المُرا ئي في ريا ئه ، كما تقول : أخلص المؤمن في عمله لربه ، هذا أصل الإخلاص لغة،

ثمّ أنّ العرْفَ الديني ، والاستعمالات الشرعية قيدت هذا المطلق ، وقصرته على تصفية العمل الشرعي من الشوائب

المفسدة كالريا ء ، والمقاصد الفاسدة ، والغرور .

ويقابل الإخلاص بالمعنى الشرعي : الرياء ، والمخلص دينا على القاعدة الاشتقاقية هو العامل المصفي لعمله

من كل ما يضر ّ بالعمل دينا .

وإذا تبيّن لنا معنى الإخلاص لغة وعرفا فأ نا أقفي كلامي هذا بكلمات لعلماء الدين في الإخلاص والمخلصين

تصحيحا لكلامي، ليعلم المخلصون أنّ الغارة الشعواء التي وقعت هذه الأيام على حقيقة الإخلاص الديني

وعلى لفظه من بعض رواد الأغراض الذاتية ، هي غارة ظالمة ، ودعوة عاطلة ، يُرادُ منها تضليل الرأي العام

وذر الرماد في العيون ، وصرف الناس عن فهم حقيقة صاحب هذه الغارة التي هي رياء لا تغطيه التضليلات ،

ولا تستره عن الأنظار العلمية المخادعات ، وصاحبها باسم المُرائي أولى : وعمله بالرياء أحق .

وأظنُّ أنّ الحوادث التي مرتْ بالجزائر في بحر السنوات القريبة مما سأشير إلى قليل منها ، تنادي بأفصح بيان

أنَّ عمل َ مخلص الإخلاص رياء ، وأنّ لسان تقلباته ينشد الناس :

* يوما يمان إذا لقيت ذا يُمْن *** وإذا لقيت معديا فيمان *

ولعمر الحق ، أنّ من يريد أنْ يُرضي الناس َ، ويُوافق كلّ الخصوم لهوَ المُرائي الذي لا يختلف فيه عاقلان ،

وليعلم القرّا ء أني لستُ بمفلت لهذا الموضوع حتى أسرد لهم كلام الأئمة الذين تصدوا للكلام على الإخلاص

والمخلصين ليعلم المُراءون أنّ في السويداء ِ رجالا ، وأنّ عصر التضليل ومخادعة الأمة ذهب غير ما سوف عليه

ولم يبق إلا عصر تعرض فيه الرجال على كير التمحيص ليُعرف الخبيث من الطيب .

" فأمّا الزبدُ فيذهبُ جفاء ، وأمّا ما ينفعُ النّاسَ فيمْكُثُ في الأرضِ ِ " / الرعد : 17

قال السوسي "1" رحمه الله معرّفا للإخلاص : الإخلاص فقد رؤية الإخلاص ، فإنّ منْ شاهد في إخلاصه الإخلاص

فقد احتاج في اخلاصه إلى اخلاص . انتهى.

وقال أبو عثمان "2" : الإ‘خلاص نسين رؤية الخلق بدوام النظر إلى الخالق فقط. انتهى .

وقال المحاسبي "3" : الإخلاص هو إخراج الخلق من معاملة الرب .انتهى .

وقال الجنيد : الإخلاص : تصفية العمل من الكدورات .

-والإخلاص الجديد لا حظ له في صدق اجميع هذه التعاريف على إخلاصه ، وكلها تخرجه عن أن يسمى بهذا الاسم

أو يصدق على صاحبه لفظ مخلص ، ذلك أنّ صاحب الإخلاص والمخلص الجديد إنما ينطق لخدمة نفسه

وإرضاء شهوته ، واكتساب الشهرة ،واغتصاب الإخلاص ، وها هو تتغير مواقفه -كشأن كل مراء –

باقبال الناس وإد بارهم عنه ، واحتياجهم إليه ، واستغنائهم عنه ، وهو ما يفتأ يكتب إلى الناس في فضائل

الإخلاص والمخلصين ، ويحاول أن يجذب إليه القارئ لإخلاصه ، ليملأ صدره ، ويحشو مخه بأن هذا الزعيم الجديد

هو المخلص ، ولا أدري كيف ظنّ أنّ الناس سيسمون رياءه اخلاصا وبين أيديهم كتب دين التي قتلت هذه الحقيقة

بحثا ، فأخذ يغرر بالناس ، ويسفه عقولهم ، ويكتب الفصول تلو الفصول مادحا للإخلاص الذي يصح لكل أحد أن يدعيه

توهما أنّ الناس في غفلة عنه وعن مواقفه التي تنادي بالرياء ، وها أنا أسمعُ القرّاء قليلا من كثير من علماء الدين

في الكلام على الإخلاص والمخلصين ليهلك من هلك عن بيّنة…."

*******************
1- أبو العباس السوسي المتوفى سنة 396- تاريخ الأدب العربي –

2- بروكلمان ج 4 ص/80 ، ا

3- من غير الميسور الاهتداء إلى الكتاب الذي ورد فيه التعريف لكون كتب المحاسبي بين مخطوطة ومفقودة ماعدا

القليل منها .

– يُتبـــــع بإذن الله –

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[بيان] رسالة توضيحية من الشيخ عبد الله رمضان موسى _ وفقه الله _ ينفي فيها موافقته للأ

تعليمية تعليمية
[بيان] رسالة توضيحية من الشيخ عبد الله رمضان موسى _ وفقه الله _ ينفي فيها موافقته للأشاعرة في التحسين والتقبيح العقليين


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

أما بعد :

وصلتني رسالة هذا نصها :" الأخ الحبيب عبد الله الخليفي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الشيخ عبد الله رمضان موسى يطلب منك التكرم بحذف موضوعك الذي فيه الزعم بأن الشيخ يوافق الأشاعرة في التحسين والتقبيح
فهناك سوء فهم والتباس وبيانه كما يلي:
1 – الشيخ له كتاب يرد فيه على الأشاعرة، لكنه لم يطبع بَعْد، فهو يخالفم ويهاجمهم
2 – الشيخ يقرر أن أهل السنة يرون التحسين والتقبيح بالعقل ممكن لكن الثواب والعقاب لا يُعلم إلا بالشرع
فالشيخ يقرر نفس الذي قرره الإمامان ابن تيمية وابن القيم

3 – أخ اسمه صالح العميريني من بريدة راسل الشيخ يستكشل كلامه عن التحسين والتقبيح، فرد عليه الشيخ بأنه لم يقصد ما فهمه الأخ وان هناك سهو وقع من الشيخ أدى إلى هذا الالتباس، ثم ذكر الشيخ كلام ابن تيمية وأرسله للأخ في رسالته
كان هذا بتاريخ 15 مايو 2022م، يعني قبل أن تكتب أنت – اخي الكريم – موضوعك
وبناءًا عليه قام الشيخ بتعديل صفحة 353 من كتابه (هدم أصول أهل البدع) لتدارك هذا السهو
وتم تصوير الصفحتين بعد التعديل وسيضعهما الناشر في كل نُسخة من الكتاب

وستجد أخي الكريم صورة الصفحتين ورسالة الإيميل مذكورة هنا في ملتقى أهل الحديث، فيمكنك تنزيل الصفحتين وطباعتهما وإرفاقهما بنسختك من الكتاب

ثم وضع رابطاً لملتقى أهل الحديث ما أحب وضعه

ولم أستطع كتابة موضوع هنا ، غير مسموح لي بالكتابة، لا أعرف السبب

الخلاصة:
موضوعك أخي الحبيب فيه تشهير بالشيخ وينسب إليه ما هو بريء منه، والله سائلك يوم القيامة،

أنت جزاك الله خيرا على اهتمامك ببيان الحق، وقد ظهر لك أنه هناك سهوا وأن الشيخ يوافق أهل السنة

فالشيخ يطلب منك حذف موضوعك هذا من المواقع التي كتبته فيها:
الآجري – الورقات – بيان السلفية – البيضاء – الفيسبوك – تويتر –

ولا ينفع أن تترك الموضوع ثم تكتب مشاركة ببيان الحق؛ لا ينفع ذلك؛ لأن ممكن قارئ يقرأ الموضوع ولا يهتم بقراءة التعليقات

فلابد من حذف الموضوع أخي الحبيب

والشيخ يعاتبك على أنك لم تراسله على الإيميل كما فعل الأخ صالح العميريني

لقد حصل تشهير بالشيخ ، حيث اتصل إخوة بالناشر يخبرونه بموضوعك ، فاتصل الناشر بالشيخ

أرجو حذف الموضوع من كل هذه المواقع
بارك الله فيكم"

وأعلق بقولي يسعدني جداً استدراك الشيخ عبد الله وتنبيهه على ما وقع

وسبب النشر أن الكتاب منشور ، ورد الشيخ على الأشاعرة أعرفه وبينته في المقال ، والشيخ عبد الله بوب بقوله ( أهل السنة يرون كذا ) ثم نقل كلام الأشاعرة ومن وافقهم كابن عقيل الذي انتقده شيخ الإسلام الصريح في أن العقل لا يحسن ولا يقبح وأغفل المقام من كلام شيخ الإسلام وابن القيم فما عساي أن أفهم ويفهم غيري ، بدليل أنه هو نفسه استدرك ، والأخ صالح أيضاً استشكل الكلام

وإلا لا يجوز أن تقول ( أهل السنة يرون كذا ) ثم تنقل كلام الأشاعرة ومن تأثر بهم

وإلا فكلام الشيخ إلى الآن يحتاج إلى تحرير فقوله ( التحسين بالعقل ممكن ) ليس واضحاً بل أهل السنة يعتقدون أنه واقع وليس ممكناً فقط
وكلام الصفي الهندي في ذلك غاية في الصراحة فهو يقول (ذهب أصحابنا وأهل الحق من كل مِلَّة إلى أن العقل لا يحكم بحسن فِعل ولا بقبحه .. بمعنى كونه متعلق الثناء والذم عاجلا، والثواب والعقاب آجلا .. إنما يَثْبُت الحسن والقبح – بالمعنى المذكور – بالشرع لا غير )

فنص على التسوية بين الحكم الدنيوي والأخروي في أن العقل لا يحسن ولا يقبح

وإلا فالرد على أهل البدع كالغماري وعلي جمعة و القرضاي والجديع يثلج الصدور وندعو إليه ونفرح به

وسعيد جداً بأن الشيخ عبد الله لا يوافق الأشاعرة في هذه المسألة

والحمد لله على التوفيق

وهذا التوضيح سينشر في تويتر والفيس بوك عن طريق موقعنا وفقكم الله ، وسأنشره في المنتديات الأخرى وما فعلنا اولاً وأخيراً إلا حسناً فالمنشور يرد عليه بمنشور والمراد لا يدفع الإيراد والحمد لله الطبعة القادمة إن شاء الله من كتاب الشيخ عبد الله ستحظى بتوضيح زائد في هذه المسألة

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[صوتية] العلامة اللحيدان : أجزم أن الشيخ ربيع مدخلي رجل زكي في دينه

تعليمية تعليمية
[صوتية] العلامة اللحيدان : أجزم أن الشيخ ربيع مدخلي رجل زكي في دينه


العلامة اللحيدان : أجزم أن الشيخ ربيع مدخلي رجل زكي في دينه
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على رسوله الكريم ، أما بعد :
فقد سأل أحد الأخوة الليبيين الشيخ العلامة صالح اللحيدان ( عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية ) حفظه الله عن أحد الأشخاص في ليبيا و ذكر له السائل بعض المشائخ الذين تكلموا في هذا الشخص ، و ذكر منهم العلامة الشيخ الربيع حفظه الله ، و سأل الأخُ الشيخ اللحيدان عن هؤلاء المشائخ و هل يؤخذ قولُهم في هذا الشخص المتكلم فيه ؟ فأجاب الشيخ – حفظه الله – قائلا : أجزم أن الشيخ ربيع مدخلي رجل زكي في دينه .
فحفظ الله الشيخ ربيعا و أطال في عمره على طاعته و جميع علمائنا و مشائخنا .
و إليكم الرابط الصوتي :
http://www.4shared.com/music/A9Qu40s1/__________.html
وصلى الله و سلم على نبينا محمد و الحمد لله رب العالمين .
كتبه الفقير إلى عفو ربه
أبو عبدالله فوزي الإدريسي

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية