التصنيفات
القران الكريم

كيف يجب أن نفسر القرآن للمحدث العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله

تعليمية تعليمية

كيف يجب أن نفسر القرآن للمحدث العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله

كيف يجب أن نفسر القرآن

للمحدثالعلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله-

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحد لا شريك له، وأشهد آن محمدا عبده ورسوله.
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }
{ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا }

{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا(70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}
أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
وبعد:
فإنه بمناسبة بعض المؤلفات التي ظهرت لا تقيم وزنا للسنة، على أنها مبينة للقرآن، أردت أن أقدم إليكم ما عندي من علم قليل حول هذه المسألة الهامة، من باب: {وتعاونوا على البر والتقوىٍ}.
كلنا يعلم ما هو معلوم من الدين بالضرورة: أن الإسلام دستوره القرآن الذي أنزله الله تبارك وتعالى على قلب محمد عليه الصلاة والسلام، وأن هذا القرآن كثير من الناس قد استقلوا في فهمه بناء على معرفتهم بشيء من اللغة العربية، بعد تحكيمهم عقولهم، إن لم نقل:
بعد تحكيمهم أهواءهم في تفسير كتاب الله تبارك وتعالى في كثير من آياته الكريمة؟ لذلك كان لزاما على كل من كان عنده شئ من العلم يبطل هذا النهج الذي ظهر، أو أظهر قرنه في هذا العصر الحاضر، بعد أن سمعنا منذ نحو نصف قرن من الزمان عن جماعة ينتسبون إلى القرآن، ويسمون أنفسهم بالقرآنيين حيث أنهم أكتفوا بادعاء أن الإسلام إنما هو القرآن فقط.
والآن فقد ظهرت دعوة جديدة تتشابه مع تلك الدعوة السابقة، وإن كانت لا تتظاهر بالاقتصار على القرآن وحده كما كانت تلك الفئة تصارح الناس بذلك، وتدعى أن الإسلام لاشيء منه سوى القرآن الكريم، ولسنا بحاجة إلى أن نثبت بطلان دعوى هؤلاء الذين يصرحون بأن الإسلام إنما هو

فقط القرآن الكريم، ولكننا نريد أن نبين أن بعض الناس ممن يتظاهرون بأنهم يدعون إلى الإسلام- كتابا وسنة- قد انحرفت بهم أهواؤهم أو عقولهم عن السنة، ووقعوا في نحو ما وقع فيه أولئك الناس من الاعتماد على القرآن فقط.
لذلك أريد أن أبين لكم خطر هذا المنهج الذي سلكه أصحاب هذه الدعوة فنحن نعلم جميعا قول ربنا تبارك وتعالى مخاطبا نبينا صلوات الله وسلامه عليه بقوله { وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم } والآيات الكثيرة التي يلهج دائما بها خطباء السنة في الأمر بالرجوع إلى الكتاب والسنة، هي أشهر من أن تذكر فلا أطيل الآن بذكرها، وإنما أدندن حول هذه الآية الكريمة التي فيها كما سمعتم قوله تبارك وتعالى { وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم }.
ففي هذه الآية الكريمة نصر صريح أن النبي صلى الله عليه وسلم انزل عليه القرآن وكلف بوظيفة البيان لهذا القرآن، هذا البيان المذكور في هذه الآية الكريمة: هو السنة المطهرة.
فمعنى هذا أن الله عز وجل لم يكل أمر فهم القرآن إلى الناس، حتى ولو كانوا عربا أقحاحا ، فكيف بهم إذا صاروا عربا أعاجم؟ فكيف بهم إذا كانوا أعاجم تعربوا؟
فهم لاشك بحاجة- لا يستغنون عنها- إلى بيان النبي صلى الله عليه وسلم لأن هذا البيان هو الوحي الثاني الذي أنزله الله تبارك وتعالى على قلب النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن حكمة الله تبارك وتعالى اقتضت أن يكون هناك وحي متلو متعبد بتلاوته ألا وهو: ا لقرآن الكريم. ووحي ليس متلوا كالقرآن، ولكنه يجب حفظه، لأنه لا سبيل إلى فهم المبين ألا وهو القرآن إلا بالمبين، أو البيان الذي كلف به عليه الصلاة والسلام.
وقد يستغرب البعض حين نقول: إنه لا يستطيع أحد أن ينفرد أو أن يستقل بفهم القرآن، ولو كان أعرب العرب، وأفهمهم، وألسنهم، وأكثرهم بيانا، ومن يكون أعرب وأفهم للغة العربية من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، الذين انزل القرآن بلغتهم؟
ومع ذلك فقد أشكلت عليهم بعض الآيات فتوجهوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسألونه عنها.
من ذلك ما أخرجه الإمام البخاري في " صحيحه " والإمام أحمد في " مسنده " عن عبدا لله بن مسعود رضي الله عنه؟ أن النبي صلى الله عليه وسلم لما تلا على أصحابه قوله تبارك وتعالى { والذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وأولئك هم المهتدون } شقت هذه الآية على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله! وآينا لم يظلم؟
وآينا لم يظلم: يعنون بذلك، أنهم فهموا الظلم في هذه الآية الكريمة أنها تعني أي ظلم كان سواء كان ظلم العبد لنفسه، أوكأن ظلم العبد
لصاحبه، أو لأهله أو نحو ذلك، فبين لهم صلى الله عليه وسلم أن الأمر ليس كما تبادر لأذهانهم، وأن

الظلم هنا: إنما هو الظلم الأكبر، وهو الإشراك بالله عز وجل. وذكرهم بقول العبد الصالح لقمان (إذ قال لابنه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ).
فهؤلاء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهم العرب الأقحاح أشكل عليهم هذا اللفظ من هذه الآية الكريمة، ولم يزل الإشكال عنهم إلا ببيان النبي صلى الله عليه وسلم .

وهذا هو الذي أشار إليه الله عز وجل في الآية السابقة (وأنزلنا إليك الذكر لتبتن للناس ما نزل إليهم ) ولذلك فيجب أن يستقر في أذهاننا، وأن نعتقد في عقائدنا أنه لا مجال لأحد أن يستقل بفهم القرآن دون الاستعانة بحديث الرسول عليه الصلاة والسلام.
فلا جرم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( تركت فيكم أمرين أو شيئين، لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما: كتاب الله، وسنتي " وفي رواية " وعترتي، ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض )[سلسلة الأحاديث الصحيحة (4/ 330)] تركت فيكم أمرين ليس أمرا واحدا، وحيين ليس وحيا واحدا، لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي.
ومفهوم هذا الحديث: أن كل طائفة تمسكوا بأحد الأمرين، فإنما هم ضالون، خارجون عن الكتاب والسنة معا، فالذي يتمسك بالقرآن فقط دون السنة شأنه شأن من يتمسك بالسنة فقط دون القرآن، كلاهما على ضلال مبين، والهدى والنور أن يتمسك بالنورين، بكتاب الله تبارك وتعالى، وبسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد بشرنا عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث الصحيح، أننا لن نضل أبدأ ما تمسكنا بكتاب ربنا، وبسنة نبينا صلى الله عليه وسلم .
ولذلك كان من أصول التفسير وقواعد علم التفسير، أنه يجب تفسير القرآن بالقرآن والسنة، وأكرر مؤكدا: يجب تفسير القرآن بالقرآن والسنة، ولا أقول كما قد تقرءون في بعض الكتب يجب تفسير القرآن بالقرآن أولاً ثم بالسنة ثانياً.
هذا خطأ شائع مع الأسف الشديد لأن السنة كما عرفتم تبين القرآن تفصل مجمله وتخصص عامه وتقيد مطلقه إلى غير ذلك من البيانات التي لا مجال للمسلم أن يستغني عن شئ منها إطلاقأ، ولذلك فلا يجوز تفسير القرآن بالقرآن فقط وإنما يجب تفسير القرآن بالقرآن والسنة معاً. فلا جرم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث السابق: ( ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ).
لذلك يجب على كل مفسر يريد أن يفسر آية من القرآن، وبخاصة إذا كانت هذه الآية تتعلق بالعقيدة، أو بالأحكام، أو بالأخلاق والسلوك ، فلا بد له من أن يجمع بين القرآن والسنة.
لماذا؟ لأنه قد تكون أية في القرآن بحاجة إلى بيان من رسول الله عليه الصلاة والسلام.
وإتماماً لهذا الموضوع لابد من التذكير بحديث معروف عند طلاب العلم ، وبخاصة الذين درس عليهم علم أصول الفقه، حيث يذكر هناك في مناسبة التحدث عن القياس وعن الاجتهاد- يذكر هناك-

حديث مروي في بعض " السنن " عن معاذ ابن جبل رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له لما أرسله إلى اليمن ( بم تحكم؟ قال بكتاب الله، قال: فإن لم تجد؟ قال : فبسنة رسول الله، قال: فإن لم تجد؟ قال أجتهد رأيي ولا آلو. قال – في الحديث-: الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يحب رسول الله صلى الله عليه و سلم.
فيجب أن نعلم أن هذا الحديث لا يصح من حيث إسناده عند علماء الحديث تنصيصا وتفريعا، وأعني بالتنصيص: أن كثيرا من علماء الحديث قد نصوا على ضعف إسناد هذا الحديث، كالإمام البخاري إمام المحدثين وغيره، وقد جاوز عددهم العشرة من أئمة الحديث قديما وحديثا، من أقدمهم الإمام البخاري فيما أذكر، ومن آخرهم الإمام ابن حجر العسقلاني، وما بينهما أئمة آخرون، كنت ذكرت أقوالهم في كتابي " سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السئ في الأمة " فمن أراد البسط والتفصيل رجع إليه ، الشاهد أن هذا الحديث لا يصح بتنصيص الأئمة على ذلك، وأيضا كما تدل على ذلك قواعدهم، حيث أن هذا الحديث مداره على رجل معروف بالجهالة، أي: ليس معروفا بالرواية، فضلا عن أن يكون معروفا بالصدق، فضلا عن أن يكون معروفا بالحفظ، كل ذلك مجهول عنه، فكان مجهول العين، كما نص على جهالته الإمام النقاد الحافظ الذهبي الدمشقي في كتابه العظيم المعروف " بميزان الاعتدال في نقد الرجال "
فهذا الحديث إذا عرفتم أنه ضعيف عند علماء الحديث تنصيصاً وتفريعاً كما ذكرنا، فيجب بهذه المناسبة أن نذكر لكم أنه منكر أيضاً من حيث متنه، وذلك يفهم من بياني السابق، لكن الأمر أوضح في هذا الحديث بطلاناً مما سبق بيانه، من وجوب الرجوع إلى السنة مع القرآن الكريم معاً.
ذلك لأنه صنف السنة بعد القرآن، وبعد السنة الرأي، فنزل منزلة السنة إلى القرآن، ومنزلة الرأي إلى السنة.
فمتى يرجع الباحث أو الفقيه إلى الرأي؟
إذا لم يجد السنة.
ومتى يرجع إلى السنة؟
إذا لم يجد القرآن.
هذا لا يستقيم إسلامياُ أبداً، ولا أحد من أئمة الحديث والفقه يجري على هذا التصنيف الذي تضمنه هذا الحديث. "بم تحكم؟ قال: بكتاب الله فان لم تجد؟ قال: فبسنة رسول الله.
وينبغي أن نقرب نكارة متن هذا الحديث ببعض الأمثلة ولو كان مثالاً واحداً حتى لا نطيل.
كلنا يعلم قول الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم (حرمت عليكم الميتة والدم ) الآية لو أن سائلاً سأل فقيهاً يمشي على التصنيف المذكور في حديث معاذ عن ميتة البحر، نظر في القرآن فوجد الجواب في

هذه الآية الصريحة(حرمت عليكم الميتة والدم ) فسيكون جوابه إذا ما اعتمد على هذه الآية: أنه يحرم أكل ميتة السمك، كذلك إذا سئل عن الكبد والطحال؟ سيقول أيضاً: حرام " لأنه معطوف على الميتة ( حرمت عليكم الميتة والدم) فالكبد والطحال دم، فإذاً سيكون حكمه بناء على اعتماده على هذه الآية الكريمة وحدها غير إسلامي؟ ذلك لأن الإسلام كما ذكرت آنفاً ليس هو القرآن فقط بل القرآن والبيان، القرآن والسنة. فماذا كان بيان الرسول عليه السلام فيما يتعلق بهذه الآية الكريمة؟
لقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد فيه كلام، ولكنه صح عن ابن عمر موقوفاً ، وكما يقول علماء الحديث: هو في حكم المرفوع؟ لأن لفظه ( اُحلت لنا ميتتان ودمان: الحوت والجراد، والكبد والطحال ) [سلسلة الأحاديث الصحيحة (1118)] كذلك بالإضافة إلى هذا الحديث ، وفيه التصريح بإباحة بعض الميتة وبعض الدم ، يوجد هناك حديث آخر صحيح رواه الإمام مسلم في " صحيحه " "أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل سرية، وأمر عليها أبا عبيدة بن الجراح، وساروا مع ساحل البحر، وكان قوتهم التمر حتى كاد أن ينفد، ولما قل التمر، كان يوزع على كل فرد تمرة تمرة، ثم بدا له من بعيد شئ عظيم على ساحل البحر، فذهبوا إليه، فإذا هو حوت ضخم عظيم جداً، فأخذوا يأكلون منه، ويتزودون منه، وكان من ضخامته أنهم نصبوا قوساً من أقواس ظهره على الأرض فمر الراكبُ من تحته وهو على جمله؟ من عظمة هذا الحوت، ألقاه البحر بقدرة الله عز وجل، وبتسييره للبحر لإطعام أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، ولما عادوا إلى النبي، سألهم هل معكم شئ منه تطعموني إياه؟
فهذا الحديث يدل على بعض ما دل عليه حديث ابن عمر الأول: أن ميتة البحر حلال.
فما موقف القرآني الذي لا يعتمد علي السنة، أو من تأثر بشبهات القرآنيين إذا ما سئل عن ميتة البحر، عن هذا الحوت وأمثاله؟ إذا اعتمد على القرآن، فسيقول: قال الله عز وجل: (حرمت عليكم الميتة ) وهذه ميتة، لكنه إذا ما رجع إلى ما في القرآن الكريم من الآيات التي تثبت أن طاعة الرسول عليه الصلاة والسلام كطاعة الله تبارك وتعالى، حينئذ يجد لزاماً عليه أن يعود أيضاً إلى السنة وأن يضمها إلى القرآن الكريم، وأن لا يفرق المسألة المتعلقة بهذه الآية الكريمة (حرمت عليكم الميتة) إلا ميتة البحر والدم، إلا الكبد والطحال، من أين أخذنا هذا الاستثناء؟ من بيان الرسول عليه الصلاة والسلام فهذا أمر مهم جداً، فالشريعة كلها قامت على ضم السنة إلى القرآن، ولذلك جاء عن الإمام الشافعي رحمه الله أنه قال:
" السنة كلها هو مما أفهمه الله تبارك وتعالى نبيه عليه الصلاة والسلام ". يعني الإمام الشافعي أن السنة الصحيحة ينطوي القرآن عليها، وأن الله عز وجل ألهم نبيه عليه الصلاة والسلام ببيان ما كان المسلمون بحاجة إلى بيانه، من الآيات الكريمة. وهذا مثال واحد وفيه كفاية إن شاء الله. فالقاعدة في

تفسير القرآن إنما هي بالرجوع إلى القرآن والسنة، ولا ينبغي أن نقول: بالرجوع إلى القرآن ثم السنة؟ لأن هذا فيه تصريح بأنها في المرتبة الثانية.
نعم. السنة من حيث ورودها هي بالمنزلة الثانية بالنسبة للقرآن الذي جاءنا متواتراً، ولكن من حيث العمل السنة كالقرآن، لا يجوز أن نفرق
بين كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ، والتفريق الذي يلاحظه بعض العلماء المتخصصين في علم الحديث هذا تفريق يتعلق بعلم الرواية، أما ما يتعلق بعلم الدراية والفقه والفهم للكتاب، فلا فرق بين كتاب الله وبين حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وهذا يجرنا إلى بحث آخر طالما تطرق له بعض المشككين في سنة النبي صلى الله عليه وسلم لجهلهم بها، وبأصولها، وتراجم رواتها، ألا وهو ما يسمى بحديث الآحاد وحديث التواتر، حديث الآحاد لا يستفيد منه إلا الأفراد والآحاد من علماء الأمة ألا وهم المتخصصون في علم الحديث والسنة، أما عامة المسلمين فلا يتسفيدون من هذا التفصيل شيئاً يذكر، بل يكون ذلك مدعاة وسبباً لتشكيكهم فيما جاءهم عن نبتهم صلى الله عليه وسلم من الأحاديث التي قد لا تتسع عقول بعض الشكاكين والربيين للإيمان بها.
الحديث: هو ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم بأي طريق يعرفه علماء الحديث، أما التفصيل فليس عامة المسلمين بحاجة إليه.
تقسيم الحديث إلى: حسن. وصحيح. حسن لذاته. حسن لغيره. صحيح لذاته. صحيح لغيره. صحيح غريب. صحيح مستفيض. صحيح مشهور. صحيح متواتر، هذا كله لأهل العلم، أما لعامة المسلمين، فحسبهم أن يعلموا من أهل العلم أن الحديث صحيح، فوجب الإيمان والتصديق به.
أما الذين يتشبثون بهذه التفاصيل التي هي تليق بأهل العلم، وليس بعامة المسلمين، فهم يتشبثون بها لحمل جماهير المسلمين على عدم الإيمان بكثير من الأحاديث الصحيحة، لماذا؟ لأنها أحاديث آحاد، ومعنى أحاديث آحاد باختصار: أنها لم تبلغ درجة التواتر.
ويعنون بالتواتر على ذلك، أن الحديث الآحاد غير متواتر لا يجوز الأخذ به فيما يتعلق بالغيبيات، وهم يعبرون عنها بالعقائد، فكل حديث يتعلق بغير الأحكام، وإنما يتعلق بالغيب إذا لم يكن متواتراً فلا يؤخذ به، هكذا زعم الذين تشبثوا بالتفصيل المذكور آنفاً، وهو تفصيل يصادف الواقع، لكن من الذي يكتشفه؟
لا يكتشفه إلا أفراد قليلون جداً في كل عصر من علماء الحديث المتخصصين.
لنضرب مثلاً من المتفق عليه عند علماء الحديث جميعاً.
إن أوضح مثال للحديث المتواتر قوله عليه الصلاة والسلام "من كذب علي متعمداً، فليبتوا مقعده من

النار" هذا حديث متواتر فعلاً، لماذا؟ لأنه وجد له من الرواة من الصحابة أكثر من مائة وهكذا دواليك [كلمة تستعمل تعيراً عن المواصلة والاستمرار] وأنت نازل، لكن من منكم الآن حصل هذه الطرق حتى يصبح الحديث عنده متواتراً؟ إذا أنا قلت لكم هذا الحديث متواتر، فقد انقطع التواتر عنكم من عندي، فيجب عليكم أن تتبعوا الأحاديث كما فعلت، وفعل غيري من قبلي، حتى يصبح الحديث عندكم متواتراً، ماذا يهمكم مثل هذا التفصيل الذي هو أشبه بالفلسفة التي لا تنفع عامة المسلمين إطلاقاً؟ فاشتراط التواتر في الحديث، هو تعطيل للحديث النبوي، ولذلك وجدنا كثيراً من الناس اليوم بعضهم متحزبون، وبعضهم قد يكونوا غير متحزبين، يردون أحاديث صحيحة بحجة أن هذا ليس في الأحكام، وإنما هو في أمور الغيب أو في العقائد، فهي أحاديث آحاد، فينبذونه نبذ النواة.
لنرجع الآن إلى العهد الأول عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، لنرى كيف كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ينقلون أحاديث الرسول إلى من بعدهم، سواء كانوا من المعاصرين للنبي صلى الله عليه وسلم ولكنهم لم يتشرفوا بصحبة النبي صلى الله عليه وسلم كاليمانيين الذين كانوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في اليمن ولم يتيسر لهم أن يفدوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأرسل إليهم معاذاً، وأرسل إليهم علياً، وأرسل إليهم أبا موسى الأشعري بفترات متفاوتة.
ماذا قال لمعاذ ابن جبل رضي الله عنه حينما أرسله داعية إلى الإسلام قال كما جاء في "الصحيحين " قال له عليه الصلاة والسلام: ( ليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله ، فإذا هم أجابوك فمرهم بالصلاة،…. إلى آخر الحديث.
الشاهد الصلاة حكم من الأحكام، ومع ذلك فقد جاء قبل ذلك أمره عليه السلام لمعاذ بأن يدعوهم إلى التوحيد، التوحيد هو أس الإسلام وهو أصل كل عقيدة في الإسلام، ترى معاذ بن جبل إذا بلغهم هذا الأمر عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا الخبر خبر متواتر أم خبر آحاد؟
لا يشك كل ذي لب وعقل أنه خبر آحاد، خبر فرد، ترى أقامت حجة الله، ثم حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم على اليمانيين الذين أرسل إليهم معاذ بدعوة التوحيد أم لم تقم؟
الذين أدخلوا فلسفة حديث الآحاد لا تثبت به عقيدة معنى كلامهم: لا تقوم حجة الله ورسوله بإرسال الرسول لصاحبه معاذ بن جبل وحده، بل كان عليه أن يرسل عدد التواتر، ولذلك فأنا قلت لبعضهم مرة- ممن يدعي أن خبر الآحاد لا تؤخذ به عقيدة- قد يذهب أحدكم- أخاطب من لا يحتج بحديث الآحاد- قد يذهب أحدكم إلى بلاد من بلاد الكفر يدعوهم إلى الإسلام، ومما لاشك فيه أنه سيدعوهم أول ما يدعوهم إلى العقيدة، وأول عقيدة في الإسلام: هي شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله. لكن هذا الحزب الذي أشير إليه قد وضع له رئيسه فصلاً في كتاب له يسمى هذا الفصل " بطريق الإيمان " وهذا الطريق هو الذي يسلكونه في الدعوة، دعوة المسلمين في بلاد

الإسلام، ودعوة الكفار في بلاد الكفر والطغيان.
قلت: فإذا ذهب أحدكم يقرر عليهم طريق الإيمان، وفي هذا الطريق يأتي في آخره: حديث الآحاد لا تثبت به عقيدة، وكان الناس مجتمعين يسمعون المحاضرة تلو المحاضرة، إلى أن انتهى من بيان طريق الإيمان،
ومنه: أن حديث الآحاد لا تثبت به عقيدة، فقام أحد الذين تتبعوا محاضرات الرجل.
فقال له: يا أستاذ. يا فضيلة الشيخ. أنت الآن تعلمنا عقيدة الإسلام، وتذكر فيما ذكرت أن العقيدة لا تثبت بخبر الآحاد، فأنت واحد من هؤلاء المسلمين الذين جئت من عندهم، لتعرفنا بعقيدة الإسلام، هذا على منهجك الذي علمتنا إياه، لا تقوم حجة الله علينا لأنك فرد واحد ، فعليك أن تعود إلى بلادك، وأن تجلب عدد التواتر ليشهدوا معك علي أن هذا هو الإسلام، فهل هذا هو الإسلام؟
وأين أنتم من حديث الرسول عليه السلام الذي ذكرناه آنفاً حينما أرسل معاذاً، وأرسل علياً، وأرسل أبا موسى، أفراداً يعلمون الناس الإسلام ، فمن هنا تعلمون أن هذه العقيدة دخيلة في الإسلام، لا يعرفها السلف الصالح؟ تقسيم الحديث إلى متواتر وآحاد.
حسبكم أن يصلكم الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم صحيحاً بشهادة أهل التصحيح، وليس بشهادة العقول المأفونة، العقول التي لم تتطهر بفقه الكتاب والسنة معاً.
إذاً يجب تفسير القرآن بسنة الرسول عليه الصلاة والسلام، ولو كانت ليست متواترة، وإنما هي آحاد هذا هو الطريق الذي يجب علينا أن نسلكه دائماً في تفسيرنا لكتاب الله تبارك وتعالى، إيماناً بقوله عز وجل (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً) هذا هو المنهج الذي يجب أن نسلكه في تفسير القرآن.
ولكن من الملاحظ أن هناك بعض الآيات لا نجد فيها حديثاً يفسر لنا القرآن الكريم، فما هو الطريق المكمل للمنهج الأول؟
الجواب: كما هو معروف عند أهل العلم، أنه يجب إذا لم نجد في السنة ما يفسر القرآن، نعود بعد ذلك إلى تفسير سلفنا الصالح، وعلى رأسهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي مقدمتهم: عبدا لله بن مسعود رضي الله عنه، لقدم صحبته للنبي صلى الله عليه وسلم من جهة، ولعنايته بسؤاله عن القرآن، وفهمه وتفسيره من جهة أخرى، ثم: عبدا لله بن عباس رضي الله عنه، فقد قال ابن مسعود فيه " إنه ترجمان القرآن " وهذه شهادة من ابن مسعود لابن عباس، بأنه: ترجمان القرآن.
على هذا إذا لم نجد بياناً في السنة للكتاب، نزلنا درجة إلى الأصحاب، وأولهم ابن مسعود، وثانيهم ابن عباس، ثم من بعدهم أي صحابي ثبت عنه تفسير آية، ولم يكن هناك خلاف بين الصحابة، نتلقى

حين ذلك التفسير بالرضى والتسليم والقبول، وإن لم يوجد وجب علينا أن نأخذ عن التابعين الذين عنوا بتلقي التفسير من أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام، كسعيد بن جبير، وطاووس، ونحوهم ممن اشتهروا بتلقي تفسير القرآن عن بعض أصحاب الرسول عليه السلام، وبخاصة ابن عباس كما ذكرنا.
هناك بعض الآيات تفسر بالرأي، ولم يأت في ذلك بيان عن النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة، فيستقل بعض المتأخرين في تفسيرها تطبيقاً للآية على المذهب ، وهذه مسألة خطيرة جداً، حيث تفسر الآيات تأييداً للمذهب وعلماء التفسير فسروها على غير ما فسرها أهل ذلك، المذهب يمكن أن نستحضر على ذلك مثالاً:
قوله تبارك وتعالى في سورة المزمل (فاقرءوا ما تيسر من القرآن ) فسرته بعض المذاهب بالتلاوة نفسها: أي الواجب من القرآن في كل الصلوات ، إنما هو آية طويلة أو ثلاث آيات قصيرة، قالوا هذا مع ورود الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب " وفي الحديث الآخر "من لم يقرأ بفاتحة الكتاب، فصلاته خداج، فصلاته خداج، فصلاته خداج، غير تمام " ردت دلالة هذين الحديثين بالتفسير للآية، السابقة بدعوى أنها أطلقت القراءة، فقالت الآية (فاقرءوا ما تيسر من القرآن ) فقال بعض المتأخرين من المذهبيين لا يجوز تفسير القرآن إلا بالسنة المتواترة، أي لا يجوز تفسير المتواتر إلا بالمتواتر، فردوا الحديثين السابقين اعتمادا منهم على فهمهم للآية على ما يبدو للقارئ لها أول وهلة ( فاقرءوا ما تيسر من القرآن ) لكن العلماء بينوا- كل علماء التفسير لا فرق بين من تقدم منهم ومن تأخر- أن المقصود بالآية الكريمة (فاقرءوا أي: فصلوا ما تيسر لكم من صلاة الليل؟ لأن الله عز وجل ذكر هذه الآية بمناسبة قوله تبارك وتعالى في سورة المزمل ( إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك و الله يقدر الليل والنهار) إلى أن قال (فاقرءوا ما تيسر من القرآن ) أي: فصلوا ما تيسر لكم من صلاة الليل، فليست الآية متعلقة بما يجب أن يقرأ الإنسان في صلاة الليل بخاصة، وإنما يسر الله عز وجل للمسلمين أن يصلوا ما تيسر لهم من صلاة الليل، فلا يجب عليهم أن يصلوا ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي كما تعلمون إحدى عشرة ركعة.
هذا هو معنى الآية، وهذا في الأسلوب العربي من إطلاق الجزء وإرادة الكل، فاقرءوا: أي فصلوا، الصلاة: هي الكل، والقراءة: هو الجزء.
ويقول أهل العلم باللغة العربية: إن هذا الأسلوب العربي إذا أطلق الجزء وأراد الكل، فهذا من باب بيان أهمية هذا الجزء في ذلك الكل، وذلك كقوله تبارك وتعالى في الآية الأخرى (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر) وقرآن الفجر أقم أيضاً، قرآن الفجر: أي صلاة الفجر، فأطلق

أيضاً هنا الجزء وأراد الكل، هذا أسلوب في اللغة العربية معروف، ولذلك فهذه الآية بعد أن ظهر تفسيرها من علماء التفسير دون خلاف بين سلفهم وخلفهم، لم يجز رد الحديث الأول والثاني بدعوى أنه حديث آحاد، لا يجوز تفسير القرآن بحديث الآحاد
؟ لأن الآية المذكورة فسرت بأقوال العلماء العارفين بلغة القرآن أولاً. ولأن حديث النبي صلى الله عليه وسلم لا يخالف القرآن، بل يفسره ويوضحه كما ذكرنا في مطلع هذه الكلمة، فكيف والآية ليس لها علاقة بموضوع ما يجب أن يقرأه المسلم في الصلاة، سواء كانت فريضة أو نافلة؟
أما الحديثان المذكوران آنفاً فموضوعهما صريح بأن صلاة المصلي لا تصح إلا بقراءة الفاتحة "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب " "من لم يقرأ بفاتحة الكتاب فصلاته خداج، فصلاته خداج، فصلاته خداج، غير تمام " أي هي ناقصة، ومن انصرف من صلاته وهي ناقصة فما صلى، وتكون صلاته حينئذ باطلة كما هو ظاهر الحديث الأول " لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ".
إذا تبينت لنا هذه الحقيقة حينئذ نطمئن إلى الأحاديث التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم مروية في كتب السنة أولاً، ثم بالأسانيد الصحيحة ثانياً، ولا نشك ولا نرتاب فيها بفلسفة الأحاديث التي نسمعها في هذا العصر الحاضر، وهي التي تقول: لا نعبأ بأحاديث الآحاد مادامت لم ترد في الأحكام، وإنما هي في العقائد، والعقائد لا تقوم على أحاديث الآحاد. هكذا زعموا، فقد عرفتم أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل معاذاً يدعوهم إلى عقيدة أولى ألا وهي التوحيد، وهو شخص واحد.
وبهذا القدر كفاية في هذه الكلمة التي أردت بيانها، وهي تتعلق بكيف يجب علينا أن نفسر القرآن الكريم؟.

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




بارك الله فيك




جزيت خيرا وبارك الله فيك




جزاك الله كل خير ع الطرح الموضوع القيم




التصنيفات
القران الكريم

[منهجية] كلام الشيخ العلامة عبيد الجابري عن تفسير أبي بكر الجزائري. ||-ال

تعليمية تعليمية

[منهجية] كلام الشيخ العلامة عبيد الجابري -حفظه الله- عن تفسير أبي بكر الجزائري.

كلام الشيخ العلامة عبيد الجابري -حفظه الله- عن تفسير أبي بكر الجزائري.

السؤال:
نشر في سحاب سؤال: ما هو حال تفسير الشيخ أبو بكر الجزائري:

جواب الشيخ عبيد الجابري صباح اليوم:

بسم الله، والحمد لله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
أما بعد:

فإني من أعرف الناس بالشيخ أبي بكر الجزائري، فقد باشرته كثيرا وتتلمذت عليه في دار الحديث بالمدينة وقتا من الزمن، وفي الدراسات العليا في الجامعة الإسلامية، ومن خلال معاشرتي للرجل وتتلمذتي عليه وتتبع أخباره، ظهر لي من حال الرجل ما يلي:

أولا: أن الرجل جيد في إنشاء العبارات، أشبه بزخرف القول، فهو قادر على الكلام بالساعات، لآنه ينشئ الكلام إنشاء، والظاهر أنه يحفظ القرآن، ويحفظ شيئا من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.

ثانيا: حدثنا الشيخ عبد الصمد بن محمد الكاتب شفاه الله:
أن أبا بكر الجزائري قدم من بلده إلى المدينة وكان صحفيا،
وأقول: هذا تنبيه بل دليل على أن الرجل ليس مؤصلا في العلم الشرعي.

ثالثا: حدثنا أستاذنا الشيخ حميِد الحازمي حفظه الله: أن الشيخ الجزائري زامله في كلية الشريعة منتسبا إلى تلك الكلية، وأنه أي الشيخ حميد الحازمي، كان يبعث إليه بالمذكرات الدراسية.

رابعا: وقفت له على شريط مسجل في قطر، يتضمن لقاء أجراه في غالب ظني معجب الدوسري، فلما سأله عن الأشاعرة والماتريدية، هل هم من أهل السنة والجماعة؟
أجاب الجزائري قائلا:
بل هم في الحقيقة "أهل السنة والجماعة"!ا.ه.
وهذا حكم جائر، مفاده أن الأشاعرة والماتريدية هم أفضل من غيرهم، حتى من عرفوا بأنهم خلص في السنة، فهل يصدر هذا الحكم من عالم راسخ في السنة؟

خامسا: صدرت عنه قبل سنوات، فتوى خطية، فيها ثناء على جماعة التبليغ، وأنها أفضل جماعة على وجه الأرض، وقد رد عليه العلامة الشيخ أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله، ردا قويا يروي الغليل، ويشفي العليل.

سادسا: لما ذكر حديث سحرة فرعون الذين آمنوا بالله وبرسوله موسى صلى الله عليه وسلم، لما ظهر لهم من الآيات، دليل صدقه، مستنبطا أحكاما من تلك القصة، قال:
"مشروعية ترقية الموظف"!ا.ه.
فسبحان الله العظيم! هل يخفى على من لديه مسحة من العلم فضلا عن الراسخين، أن هذه القصة سيقت في القرآن مساق الذم والتوبيخ والتشنيع على عدو الله فرعون لعنه الله. ولم تذكر على سبيل الإقرار والثناء.
وقد حدثني بعض الأخوة أنه وجد في تفسيره الجبر وتخليطات أخرى، أفبعد هذا كله يشاد بالرجل وبتفسيره الذي كثر فيه التخليط العجيب؟
أفبعد هذا كله يرفع من شأن الرجل ويقال أنه عمدة أو مرجعا في العلم الشرعي؟
بل أقول متيقنا أن الرجل لا يصلح واعظا، وقد أوقف عن التدريس في المسجد النبوي مرات، جراء فتاوى شاذة صدرت عنه.

فنصيحتي لكل مسلم ومسلمة، ألا يعول على هذا الرجل، وما صدر عنه، نعم لمن أوتوا علما وفقها، وكان عندهم من الأهلية ما يميزون به بين الغث والسمين، والصحيح والسقيم، فلهم النظر في كتبه. أما العوام ومن كان فقههم قليلا، فإني لا أنصحهم بقراءة كتبه، والله أعلم.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أملاه عبيد بن عبدالله بن سليمان الجابري
المدرس بالجامعة الإسلامية سابقا
وكان الإملاء صباح الخميس: العشرين من صفر عام واحد وثلاثين وأربعمائة وألف
الموافق للرابع من فبراير عام عشرة وألفين.

http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=10809 5

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

مجموع رسائل العلامة الجامي في العقيدة والسنة

تعليمية تعليمية
مجموع رسائل العلامة الجامي في العقيدة والسنة(مصور).

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه ومن والآه


أما بعد:أقدم لأخواني أهل السنة هدية ثمينة وهي كتاب لأحد علمائنا المعاصرين وهو الشيخ العلامة محمد بن علي الجامي-رحمه الله-


مجموع رسائل الجامي في العقيدة والسنة


والله أسأل أن ينفع به الجميع إنه سميع مجيب


والحمد لله رب العالمين


الرابط





للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[فتاوى] فتوى العلامة زيد بن محمد المدخلي في مسألة العذر بالجهل

تعليمية تعليمية
[فتاوى] فتوى العلامة زيد بن محمد المدخلي في مسألة العذر بالجهل

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله ومصطفاه، وبعد:
فهذه فتوى العلامة زيد بن محمد المدخلي حفظه الله لمن سأله في قضية العذر بالجهل من كتاب "العقد المنضد الجديد في الإجابة عن مسائل في الفقه والمناهج والتوحيد" الجزء الثالث: ص 50 – السؤال 24

س24: سائل من المغرب يقول: ممكن تأصيل لمسألة العذر بالجهل وهل نأكل ذبائح بعض الجزَّارين الذين يعتقدون في أصحاب القبور وقد يكون عندهم جهل بأمور العقيدة ؟

ج24:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن آمن به واتبع هداه.
أما بعد:
فإن الأدلة من الكتاب والسنة تمنع من الحكم بالكفر الأكبر والشرك الأكبر على المكلَّفين إلا أن يكونوا قد بلغهم القرآن الكريم أو بيان معناه من دعاة الإسلام الموثوقين وبلغة المدعوين أنفسهم لقول الله تعالى: ﴿وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ﴾[الأنعام:19].وقوله تعالى :﴿وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا﴾ [الإسراء:15].
وإذ كان الأمر كذلك فمن بلغته الدعوة الإسلامية من غير المسلمين على هذا الأساس وأصرّ على كفره حتى مات عليه فهو من أهل النار كما تقدم في الآيتين الكريمتين، ولِمَا صحَّ من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار"[1]

أما الذين لم تبلغهم الدعوة الإسلامية على وجه تقوم به الحجة عليهم فأمرهم إلى الله، والأصح من أقوال أهل العلم فيهم أنهم يمتحنون يوم القيامة، فمن أطاع الأوامر دخل الجنة، ومن عصا دخل النار.
وقد أورد ابن القيم : في كتابه طريق الهجرتين تحت عنوان (طبقات المكلفين) ما يدل على ذلك؛ إذ أورد ما رواه الإمام أحمد بسنده عن الأسود بن سريع- رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أربعة يحتجون يوم القيامة: رجل أصم لا يسمع، ورجل هرم، ورجل أحمق، ورجل مات في الفترة، أما الأصم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وأنا ما أسمع شيئًا، وأما الأحمق فيقول: رب لقد جاء الإسلام والصبيان يحذفونني بالبعر، وأما الهرم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وما أعقل، وأما الذي في الفترة فيقول: رب ما أتاني رسول ويأخذ مواثيقهم ليطيعنَّه فيرسل إليهم رسولًا أن ادخلوا النار، فوالذي نفسي بيده لو دخلوها لكانت عليهم بردًا وسلامًا"([2]). ولهذا الحديث شواهد يعضد بعضها بعضًا فتصلح للاحتجاج على صحة امتحان من ذكروا فيها.
إذا فُهم هذا فلنعلم أنه يختلف الحكم على الإنسان بأنه يعذر بالجهل في مسائل الدين أو لا يعذر باختلاف البلاغ وعدمه، وباختلاف المسألة نفسها وضوحًا وخفاءً، وتفاوت مدارك الناس قوةً وضعفًا، فمن أقيمت عليه الحجة الرسالية بالبيان فإما أن يرضى ويسلم فينجو، وإما أن يصرَّ بعد البيان على الشرك والكفر فيعامل معاملة الكافرين في الدنيا، ويستحقُّ العذاب الأليم في الآخرة إن مات على كفره وشركه؛ لأنه قد وصله البلاغ، وقامت عليه الحجة، فاستحبَّ الضلالة على الهدى، والكفر على الإيمان.
وأما من عاش في بلاد يسمع فيها الدعوة إلى الإسلام، ثم لا يؤمن ولا يطلب الحق من أهله فهو في حكم من بلغته الدعوة الإسلامية فأعرض عنها وأصرَّ على الكفر كما في حديث أبي هريرة الذي سبق ذكره.
وأما ما ذكرت أيها السائل من أن بعض الجزَّارين من عُبَّاد القبور -أي: يستغيثون بالموتى، ويذبحون لأصحاب الأضرحة- وهم في بلد إسلامي فيه علماء أصحاب سنة وفيه أهل بدع وضلال، فهل يجوز لنا أن نأكل ذبائحهم بعد أن تأكدنا من شركهم وضلالهم؟
والجواب: يجب أن تقام عليهم الحجة من أهل العلم الشرعي والمعتقد الصحيح، فإن انتهوا وأقاموا الصلاة والتزموا بأحكام الإسلام فتؤكل ذبائحهم في المستقبل، وإن أصرُّوا على شركهم وضلالهم بعدما بُين لهم الحق فلا يجوز لمسلم صادق في إسلامه أن يأكل ذبائحهم أو يعتبرهم من المسلمين، والله أعلم وبالله التوفيق.
ــــــــــــــــــ
([1]) أخرجه مسلم (153).
([2]) أخرجه ابن حبان في صحيحه (16/356)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (881).

مشاركة الأخ علي أبي معاذ الجزائري أثابه الله في سحاب

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العربية والعرب,صرف,نحو,إملاء...إلخ

قواعد في الإملاء لفضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

هذه قواعدُ في الإملاء

(( القاعدة الأولى : في كتابة الألف ))

للألف موضعان :

أحدهما : أن تكون في وسط الكلمة : فتكتب بصورة الألف بكل حال ، مثل : قال ، وباع .

الثاني : أن تكون في آخر الكلمة : فتارة تكتب بصورة الألف ، وتارة بصورة الياء .

فتكتب بصورة الألف في خمسة مواضع :

1- أن تكون الكلمة حرفاً مثل : كلا ، ولولا .

ويستثنى من ذلك : بلى ، وإلى ، وعلى ، وحتى ما لم تتصل بما الاستفهامية .

فإن اتصلت بها كتبت بصورة الألف مع حذف ألف ما مثل : إلام ، علام ، حتام .

2- أن تكون الكلمة اسماً مبنياً ، مثل : قمنا ، ذا .

ويستثنى من ذلك : أن ، ومتى ، وأولى اسم إشارة ، والألى اسم موصول فتكتب بالياء .
3- أن تكون الكلمة اسماً أعجمياً ، مثل : أمريكا .

ويستثنى من ذلك : موسى ، وعيسى ، وكسرى ، وبخارى ، فتكتب بالياء .

4- أن تكون الكلمة ثلاثية وأصل الألف الواو ، مثل : دعا ، العصا .
5- أن تكون الألف مسبوقة بالياء ، مثل : دنيا سجايا .

ويستثنى من ذلك : الأعلام فتكتب على ياء ، مثل : يحيى .

وتكتب الألف بصورة الياء في ثلاثة مواضع :

1- ما استثني مما سبق في التي تكتب بصورة الألف .

2- إذا كانت في الأفعال أو الأسماء المعربة رابعة فأكثر ، مثل : أعطى ، اصطفى ، المعطى ، المصطفى .

3- إذا كانت في فعل أو في اسم معرب ثالثة منقلبة عن ياء ، مثل : الفتى ، سعى .(( القاعدة الثانية : في كتابة الهمزة ))

للهمزة ثلاثة مواضع : أول الكلمة ، وآخرها ، ووسطها .

1- فإن كانت في أولها : كتبت بصورة الألف بكل حال ، مثل : أكرِمْ أبوك إكراماً .

2- وإن كانت في آخرها : فتارة تكتب مفردة ، وتارة على حرف مجانس لحركة ما قبلها .

فتكتب مفردة إذا كان قبلها واو مضمومة مشددة ، مثل : التبوّء .

وإذا وقعت بعد ساكن ، مثل : دفء ، قروء ، دعاء ، ملئ .

ويستثنى من ذلك : إذا كانت منصوبة منونة بعد ساكن يمكن اتصالها به فإنها تكتب على ياء ، مثل : ( خطئاً كبيراً ) ( شيئاً مذكوراً ) .

وتكتب بحرف مجانس لحركة ما قبلها إذا كان ما قبلها متحركاً غير واو مضمومة مشددة فتكتب على واو ، مثل : التواطؤ ، وعلى ألف في مثل : قرأ ، وعلي ياء في مثل : قرئ .

3- وإن كانت الهمزة في وسط الكلمة : فتارة تكتب ألفاً ، وتارة واواً ، وتارة ياء ، وتارة مفردة

فتكتب ألفاً : إذا كانت ساكنة بعد فتح ، مثل : رأس .

أو مفتوحة بعد فتح أو بعد حرف صحيح ساكن ، مثل : سأل ، يسأل .
وتكتب واواً : إذا كانت مفتوحة أو ساكنة بعد ضم ، مثل : مؤلف ، لؤلؤ .

أو كانت مضمومة بعد ضم أو فتح أو سكون ، مثل : شؤون ، يؤم ، مرؤوس .

وبعضهم يكتب الهمزة في نحو مرءوس مفردة .

وتكتب ياء : إذا كانت مكسورة بكل حال ، مثل : سئم ، سئل ، مئين ، أسئلة ، مسائل ، مسيئين .
وإذا كانت مفتوحة أو مضمومة أو ساكنة بعد كسر أو ياء ساكنة ، مثل : مائة ، فتون ، بئر ، مسيئان ، مسيئون ، ولا تكون ساكنة بعد الياء .

وتكتب مفردة : إذا كانت مفتوحة بعد حرف مد غير الياء ، مثل : تساءل ، مروءة ، سموءل .

أو كان بعدها ألف اثنين ولم يمكن اتصالها بما قبلها ، مثل : جزءان ، فإن أمكن اتصالها بما قبلها فعلى ياء ، مثل : خطئان .

(([color="Red"] القاعدة الثالثة [/COLOR]: في كتابة تاء التأنيث ))

تكتب تاء التأنيث تارة مفتوحة ، وتارة مربوطة .
فتكتب مربوطة : في جمع التكسير ، مثل : قضاة ، وفي المفردة المؤنثة ، مثل : شجرة .

ويستثنى من ذلك : بنت ، وأخت ، فإنها مفتوحة فيهما .

وتكتب مفتوحة : إذا اتصلت بالفعل ، مثل : قامت ، أو بجمع المؤنث السالم ، مثل : مسلمات ، أو بالحروف ، مثل : ثمت ، ربت ، لعلت ، لات .
(( القاعدة الرابعة : فيما يكتب ولا ينطق به ))

الذي يكتب ولا ينطق به :

1- همزة الوصل في صلة الكلام .

ويستثنى من ذلك : همزة ابن وابنة بين علمين في سطر واحد فتحذف ، مثل : عمر بن الخطاب ، فاطمة بنة محمد .

2- ألف مائة ومائتان .

3- الألف بعد واو الجماعة المتطرفة في الفعل كقالوا .

4- الواو في : أولئك ، وأولو ، وأولي ، وأولات .

5- واو عمرو علماً غير منصوب منون ، مثل : عمرو بن العاص فرقاً بينه وبين عمر ، فإن كان منصوباً منوناً حذفت الواو ، مثل : رأيت عمراً .

6- حروف العلة إذا وليها ساكن ، مثل : سعى ، الفتى ، يدعو الله .

(( القاعدة الخامسة : فيما ينطق به ولا يكتب ))

1- الألف في الكلمات التالية : الله ، إله ، لكن ، ثلثمائة ، ذا مع لام البعد ، مثل : ذلك ، فإن كانت بدون اللام كتبت ، مثل : ذاك ، ها التنبيه إذا اتصلت باسم الإشارة غير مبدوء بالتاء ، مثل: هذا ، فإن بدئ بالتاء كتبت ، مثل : هاتيك ، هاتان .

2- إحدى الواوين في طاوس ، و داود .

3- ( ال ) الواقعة بين لامين ، مثل : لِلّذين ، لليل ، للهو ، للتين .

4- لام اسم الموصول المفرد أو جمع المذكر ، مثل : الذي ، والذين ، بخلاف المثنى ، مثل : اللذان ، أو جمع المؤنث ، مثل : اللات فتكتب اللام .

والله أعلم والحمد لله رب العالمين .

كتبه : محمد بن صالح العثيمين .




هذه هي لغتنا الجميلة ، بحرٌ لا يجفّ
بوركت يا طويلبة وجزاك الله خيرا




جزاك الله خير اخي على المرور




شكرا وبارك الله فيك
جزاك الله كل خير




شكرا وبارك الله فيك
جزاك الله كل خير




التصنيفات
القران الكريم

نور الله لفضيلة العلامة عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ

تعليمية تعليمية

نور الله لفضيلة العلامة عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ


تعليمية

قال تعالى {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}
للعلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز ـ رحمه الله ـ


س/ أريد من سماحتكم تفسير قوله تعالى{اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}(1) ؟.
ج/ معنى الآية الكريمة عند العلماء: أن الله سبحانه منورها، فجميع النور الذي في السماوات والأرض ويوم القيامة كان من نوره سبحانه.
والنور نوران:

نور مخلوق: وهو ما يوجد في الدنيا والآخرة، وفي الجنة وبين الناس الآن من نور القمر والشمس والنجوم وهكذا نور الكهرباء والنار كله مخلوق وهو من خلقه سبحانه وتعالى.
أما النور الثاني: فهو غير مخلوق، بل هو من صفاته سبحانه وتعالى . والله سبحانه وبحمده بجميع صفاته هو الخالق، وما سواه مخلوق، فنور وجهه عز وجل ونور ذاته سبحانه وتعالى، كلاهما غير مخلوق، بل هما صفه من صفاته جل وعلا.
وهذا النور العظيم له سبحانه ، وليس مخلوقا بل هو صفة من صفاته ، كسمعه وبصره ويده وقدمه وغير ذلك من صفاته العظيمة سبحانه وتعالى.
وهذا هو الحق الذي درج عليه أهل السنة والجماعة.

المصدر مجموع فتاوى ومقالات ابن باز
الجزء الرابع والعشرون
ص 259

ــــــــــــــ
(1) سورة النور الآية 35.

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




تعليمية




تعليمية

شكرا وبارك الله فيك
جزاك الله كل خير




التصنيفات
القران الكريم

[تحقيق] هام جدا للمهتمين بعلم التفسير . عن تعليق كُتب على تفسير العلامة السعدى!؟ ||

تعليمية تعليمية

[تحقيق] هام جدا للمهتمين بعلم التفسير … عن تعليق كُتب على تفسير العلامة السعدى!؟

هذا موضوع قرأته على شبكة البيضاء العلميه -حفظها الله وحفظكم-
لأخ نقله أيضاً على الشبكة ذاتها وكان نقله ليقوم أحد بالتعليق أو التعديل

ولهذا نقلته هنا ليقوم أحد أهل العلم هنا -حفظهم الله- بالتوضيح وبيان صحة التعليق الذى علقه الكاتب على تفسير العلامة السعدى -رحمه الله-

وهذا نص الموضوع:

كتبها فضيلة الشيخ / محمد بن جميل زينو
– المدرس بدار الحديث الخيرية بمكة المكرمة حرسها الله –

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ، أما بعد:
فهذه بعض التنبيهات على تفسير الإمام العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي-رحمه الله-نصحاً لدين الله تعالى ورداً لبعض حق هذا الإمام السلفي الجليل وتنزيهاً لكتاب الله تعالى أن يفسر ببعض الأكاذيب والإسرائيليات الواهية الموضوعة المخالفة لما علم من دين الله بالضرورة كعصمة نبينا وإخوانه الأنبياء صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين, وتصفية لكتابه المسمى:(تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان) أن يقع فيه مثل هذا, ولقد ذكر كثير من المفسرين تلك الإسرائيليات – التي علم كذبها بطرق كثيرة- في تفاسيرهم وأحيانا تجدها هي العمدة في تفسير الآية عندهم(؟) فهذه التنبيهات تتجه إليهم كذلك نسأل الله الكريم المنان أن يمن علينا ببركة في الأوقات فنبين ما فيها من الزلل والخطأ نصيحة لديه وكتابه تبارك وتعالى,لقوله-صلى الله عليه وسلم-:(الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله؟قال:لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)-رواه مسلم-.
و لقول جرير بن عبد الله-رضي الله عنه-:"بايعت النبي-صلى الله عليه وسلم-على السمع والطاعة والنصح لكل مسلم"رواه مسلم.
وتخصيص هذا الكتاب المبارك للإمام السعدي- عليه من الله الرحمات – بالتنبيهات قبل غيره لأمور عدة منها:
1- لأنه تفسير معروف جرى فيه مؤلفه على طريقة السلف في التفسير-إلا ما ند من قلمه أو لم ينتبه – رحمه الله – إلى الرواية المشهورة في الآية من كتب التفسير هي من الإسرائيليات المخالفة لشرع الله تعالى – فلما كان الكتاب بهذه المنزلة العالية المذكورة كان توجيه التصويب والتنبيه إليه – قبل غيره – أولى وأولى فالأقربون أولى بالمعروف.
2- لما وضع الله جل وعلا له من القبول في الأرض فلا أعلم في الدنيا تفسيراً مختصرا ًميسراً أكثر انتشاراً من هذا التفسير العجاب.
3- لأنه تأتينا من هذا السفر القيم مجموعات بين الحين والآخر لتوزيعها على طلبة العلم وأئمة المساجد فهم يأتوننا من شتى أنحاء العالم فوجب البيان.
هذا والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.

""""""""""""""""""""""""" """"""""""""""""""""" """" """""
– في تفسير قوله تعالى:
1-{ردوها عليَّ فطفق مسحا بالسوق والأعناق(33)}[سورة ص]
قال-رحمه الله-:" أي جعل يعقرها بسيفه في سوقها وأعناقها ".اهـ.

قلت:هذا التفسير من الإسرائيليات(!) و الصحيح ما ثبت في صحيح البخاري عن ابن عباس- رضي الله عنه -:"أي يمسح سوقها وأعناقها حباً لها".

2-{ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه,جسداً ثم أناب}[سورة ص-34] قال الشيخ السعدي-رحمه الله-:" أي ابتليناه واختبرناه بذهاب ملكه وانفصاله عنه بسبب خلل اقتضته الطبيعة البشرية!!
{وألقينا على كرسيه, جسداً}:أي شيطاناً قضى الله وقدر أن يجلس على كرسي ملكه ويتصرف في الملك في مدة فتنة سليمان".اهـ كلامه(!!).

قلت:وهذه من الإسرائيليات المكذوبة(!) بل ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة-رضي الله عنه-عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-قال:(قال سليمان بن داود-عليهما السلام-:لأطوفن الليلة على مائة امرأة أو تسع وتسعين كلهن يأتي بفارس يجاهد في سبيل الله فقال له صاحبه قل إن شاء الله فلم يقل إن شاء الله فلم يحمل منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق رجل والذي نفس محمد بيده لو قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرساناً أجمعون).
وهو واضح أن الله – جل وعلا – ابتلاه بشق الولد وهو الجسد المذكور في الآية الكريمة وإلى هذا ذهب جمع من المفسرين أخذاً بالحديث وطرحاً للروايات المكذوبة.

3-{إن هذا أخي له,تسع وتسعون نعجةً ولى نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب(23)}[سورة ص].
قال الشيخ السعدي-رحمه الله-:"نعجة: أي زوجة.."!!

قلت:الصحيح أنها على ظاهرها نعاج من الغنم, وما ورد من ذكر النساء في فتنة داود – عليه السلام – مما يتنافى مع عصمة الأنبياء-صلوات الله عليهم جميعاً-كله من أكاذيب اليهود.

4-{ولقد همت به, وهم بها لولا أن رءا برهن ربه, كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين(24)}[يوسف]
-قال الشيخ السعدي-رحمه الله-:"..لأنه قد هم فيها هماً(!!)تركه لله وقدم مراد الله على مراد النفس الأمارة بالسوء(!!!)…".اهـ

قلت:الصحيح من أقوال المفسرين أنه-عليه السلام-لم يهم بها أصلاً, فلولا أنه – صلى الله عليه وسلم- رأى برهان ربه لهم بها وهذا الموافق لعصمة الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين,كيف وقد ذكره ربه تبارك وتعالى مادحاً له ومثنياً عليه بأعلى صفات النفوس التقية النقية المطمئنة فقال سبحانه:{إنه من عبادنا المخلصين}وقد ذكره خاتم الأنبياء – صلى الله عليه وسلم- بذكرٍ عطرٍ فواحٍ مادحاً له مثنياُ عليه بأعلى صفات النفوس المطمئنة فقال:(إن الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام) -رواه البخاري(3210)-
وإذا كانت نفوس أفضل الخلق الأصفياء الخيار أمارة بالسوء – ولو في وقتٍ دون وقت!!- فأي محل للعصمة بقي؟!! وهل أحد بعدهم- صلوات الله وسلامه عليهم جميعاً – تكون نفسه مطمئنة؟؟!! والله أعلم.
-وانظر لزاماً:(الإسرائيليات في كتب التفسير) لأبي شهبة فإنه قد أجاد وأفاد-.

5-{ولما جآء موسى لميقتنا وكلمه, ربه, قال رب أرنى أنظر إليك قال لن ترنى ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه, فسوف ترنى فلما تجلى ربه, للجبل جعله, دكاً وخر موسى صعقاً فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين(143)}[الأعراف]
-قال الشيخ السعدي-رحمه الله-:{سبحانك تبت إليك}:من جميع الذنوب وسوء الأدب معك!!

قلت:عفا الله عن الشيخ – رحمه الله – والعبارة غير صحيحة, بل هي عظيمة(!)لا تخفى على ذي عينين.
قلت:والشيخ نفسه يقر بأن موسى- صلى الله عليه وسلم- كان لا يعلم حكم طلبه الرؤيا من الله تعالى فقال مفسراً آخر الآية{وأنا أول المؤمنين}:"أي جدد عليه الصلاة والسلام إيمانه بما كمل الله مما كان يجهله قبل ذلك فلما منعه الله من رؤيته بعدما كان متشوقاً إليها أعطاه الله خيراً كثيراً ".اهـ كلام الشيخ.
قلت:فأي سوء للأدب في طلب ما كان لا يعلم – صلى الله عليه وسلم- أنه لا يمكن أن يراه[الله تعالى وتقدس] في هذه الحياة الدنيا؟!أي سوء أدب في هذا؟؟! إنما كان الأنبياء – صلوات ربي وسلامه عليهم – يتعوذون بالله أن يسألوه ما ليس لهم به علم وهذا من عظم حسن أدبهم وأخلاقهم مع ربهم – جل وعلا – كما ورد في قصة نبي الله نوح – صلى الله عليه وسلم – مع ابنه حيث قال الله له:
{فلا تسألن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين}[هود46]فأجاب نوح – عليه السلام – ربه جل وعلا – كما فعل موسى – عليه السلام – بأدب رفيع:{قال رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم و إلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين}[هود47]
وما أحسن ما فسر به الإمام السعدي – رحمه الله – هذه الآيات من سورة هود فقال:"…فبالمغفرة والرحمة ينجو العبد من أن يكون من الخاسرين, ودل هذا على أن نوحاً – عليه السلام – لم يكن عنده علم بأن سؤاله لربه في نجاة ابنه محرم…"اهـ.
قلت:سبحان من أدبهم فأحسن تأديبهم, فلهذه الحكمة البالغة والسر العظيم قال كليم الله موسى- عليه السلام -:{سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين}:أنظر إلى هذا الأدب العالي الرفيع: تنزيه لله وتقديس لربنا تبارك وتعالى ثم إعلان لتوبته مما بدر منه من طلب الرؤيا وإعلان لإيمانه وأنه أول المؤمنين- والله أعلم -.

6-{هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً ثم استوى إلى السماء فسوهن سبع سموت وهو بكل شيء عليم(29)}[البقرة]
-قال الشيخ السعدي-رحمه الله-:"..أي لما خلق تعالى الأرض قصد(!) إلى خلق السموات..".اهـ

قلت:جاء في صحيح البخاري في تفسير هذه الآية بعينها عن مجاهد وأبي العالية من التابعين:"استوى"أي"علا وارتفع", وهو القول الموافق لتفسير السلف لمعنى الاستواء في سائر آي الكتاب الكريم كلها- والله أعلم -.

7-{وقالت اليهود والنصرى نحن أبنؤا الله وأحبؤه, قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ولله ملك السموات والأرض وما بينهما وإليه المصير(18)}[المائدة]
– قال الشيخ السعدي-رحمه الله-:"والابن في لغتهم هو الحبيب ولم يريدوا البنوة الحقيقية فإن هذا لي من مذهبهم(!) إلا مذهب النصارى في المسيح".اهـ

قلت:1- لو قلنا هذا المعنى لأصبحت الآية هكذا:نحن أحباء الله وأحباؤه! ولا يخفى ما فيها من التكرار!
2- ثم استثناؤه – رحمه الله – لمذهب النصارى دون اليهود-والاستثناء دليل التناول- والله تعالى يقول:{وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قتلهم الله أنى يؤفكون(20)}[التوبة].

8-{فنادته الملائكة وهو قائم يصلى في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمةٍ من الله وسيداً و حصوراً ونبياً من الصلحين(39)}[آل عمران]
– قال الشيخ السعدي – رحمه الله – :"أي ممنوعاً من إتيان النساء فليس في قلبه لهن شهوة اشتغالاً بخدمة ربه وطاعته..اهـ-هذا التفسير ورد في الطبعة التي حققها الأستاذ اللويحق[المجلد الواحد]
– أما الطبعة التي حققها الأستاذ النجار[الخمس مجلدات]وكذا طبعة دار ابن الجوزي ففيها تفسير معارض لهذا وأحسن منه(!!)- والسؤال المطروح:أي التفسيرين للآية قاله الإمام السعدي-رحمه الله-؟!
قلت:والذي يليق بجناب كمال الأنبياء وتنزيههم من النقائص وبدرجة الشيخ السعدي – رحمه الله – في العلم العالية ومكانته الرفيعة الغالية هو التفسير الذي نقله المحقق النجار وكذا دار ابن الجوزي ففيه ذكر للأقوال ثم الترجيح الأولى بالقبول./ والله أعلم بالصواب.

9- {وجاءه, قومه, يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات قال يـقوم هـؤلاء بناتي هن أطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي أليس منكم رجل رشيد(78)}[هود]
قال الشيخ السعدي – رحمه الله – في قول لوط – عليه السلام -:{يـقوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم}:"من أضيافي[وهذا كما عرض لسليمان – عليه السلام – على المرأتين أن يشق الولد المختصم فيه لاستخراج الحق ولعلمه أن بناته ممتنع منالهن ولا حق لهم فيهن والمقصود الأعظم دفع هذه الفاحشة الكبرى ]اهـ.
وقال الشيخ في الموضع الآخر من[سورة الحجر]:"قال لهم لوط من شدة الأمر الذي أصابه:{قال هـؤلاء بناتي إن كنتم فـعلين(71)}فلم يبالوا بقوله…".اهـ

قلت: والصحيح في تفسيرها أنه دعاهم للنكاح الحلال والزواج الشرعي وهو اللائق بمقام الأتقياء فضلاَ عن الأنبياء صفوة الأتقياء.

10-{فوجدا عبداً من عبادنا ءاتينـه رحمةً من عندنا وعلمنـه من لدنا علماً(65)}[الكهف]
في تفسير هذه الآية ينفي الشيخ – رحمه الله – نبوة الخضر- عليه السلام – (!!) متبعاً في ذلك بعض المفسرين الذين ذهبوا باجتهادهم إلى المذهب- رحم الله الجميع -.
والصحيح أنه نبي والأدلة على ذلك كثيرة نبسطها في موضع آخر- إن شاء الله- إنما أردت التنبيه فقط.

11-الحروف المقطعة في أوائل السور مثل:
{الـم(1)[البقرة]}, {كـهيعص(1)[مريم]}, {طـه(1)[طـه]}…
– قال الشيخ – رحمه الله – :"الأسلم فيها السكوت عن التعرض لمعناها[من غير مسند شرعي]مع الجزم بأن الله تعالى لم ينزلها عبثاً بل لحكمة لا نعلمها ".اهـ[تفسيره لبداية سورة البقرة].

قلت: والصحيح أنها الإعجاز والتحدي, فقد تحدى الله تعالى جميع الخلق أن يأتوا بمثل هذا القرآن ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا وأعجزهم بأقل من ذلك: بعشر سور, بسورة, بحديث مثله – وأقله آية – فلم يستطيعوا ولن يستطيعوا إلى ذلك سبيلاً(!!) و أبلغ من ذلك في التحدي والإعجاز أن الله جل وعلا يصف لهم – في بداية كثير من السور- الحروف العربية السهلة التي يتألف منها الكتاب العزيز المبارك وأنه مكون من مثل: أ- ل- م – ص – ر- ك – هـ-ي -ع- ص- ط- س-ح- ق- ن-…فهذه حروفه أمامكم ولن تستطيعوا أن تأتوا بحديث مثله!!هل هناك أعظم من هذا التحدي وذاك الإعجاز؟؟! وقد جمعها بعضهم في جملة:[نص حكيم قاطع له سر]!!
– قال الإمام ابن كثير- رحمه الله – في تفسيره[لأول سورة البقرة]- بعد ما ذكر الأقوال المختلفة في هذه المسألة – :"وقال آخرون بل إنما ذكرت هذه الحروف قي أوائل السور التي ذكرت فيها بيانا لإعجاز القرآن وأن الخلق عاجزون عن معارضته بمثله,هذا مع أنه مركب من هذه الحروف المقطعة التي يتخاطبون بها وقد حكى هذا المذهب الرازي في تفسيره عن المبرد وجمع من المحققين وحكى القرطبي عن القراء وقطرب نحو هذا وقرره الزمخشري في كشافه ونصره أتم نصر وإليه ذهب الشيخ الإمام العلامة أبو العباس ابن تيمية وشيخنا الحافظ المجتهد أبو الحجاج المزي وحكاه لي عن ابن تيميه.قال الزمخشري ولم ترد كلها مجموعة في أول القرآن وإنما كررت ليكون أبلغ في التحدي والتبكيت كما كررت قصص كثيرة وكرر التحدي بالصريح في أماكن قال وجاء منها على حرف واحد كقوله:-ص ن ق-وحرفين مثل"حم"وثلاثة مثل"الم"وأربعة مثل"المر"و"المص"وخمسة مثل " كهيعص- و- حمعسق- "لأن أساليب كلامهم على هذا من الكلمات ما هو على حرف وعلى حرفين وعلى ثلاثة وعلى أربعة وعلى خمسة لا أكثر من ذلك"قلت"ولهذا كل سورة افتتحت بالحروف فلا بد أن يذكر فيها الانتصار للقرآن وبيان إعجازه وعظمته وهذا معلوم بالاستقراء وهو الواقع في تسع وعشرين سورة ولهذا يقول تعالى"الم ذلك الكتاب لا ريب فيه""الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه""المص كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه""الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم""الم تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين""حم تنزيل من الرحمن الرحيم""حم عسق كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم"وغير ذلك من الآيات الدالة على صحة ما ذهب إليه هؤلاء لمن أمعن النظر والله أعلم".اهـ كلامه بحروفه- رحمه الله تعالى-.

هذا ما من الله علينا في هذه العجالة وهناك ملاحظات أخرى لعلها تخرج في طبعة جديدة للكتاب أو في رسالة خاصة – إن شاء الله تعالى-.وأسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجزي القائمين على تحقيق وطبع وتوزيع هذا الكتاب العجاب خير الجزاء في الدنيا والآخرة,وأخص بالذكر فضيلة الشيخ عبد الرحمن اللويحق- جزاه ربي كل خير- على الجهد الذي بذله لإخراج هذه الطبعة العجيبة في مثل هذه الحلة القشيبة كما أسأله جل وعلا أن يجعل أعمالنا وأعمالهم خالصة لوجهه الكريم وموافقة لسنة نبيه-صلى الله عليه وسلم-,وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

كتبه:راجي عفو ربه:(المبايع على السمع والطاعة والنصح لكل مسلم)
محمد بن زينو- المدرس بدار الحديث الخيرية- مكة حرسها الله-25/10/1423هـ.

أصل الموضوع

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




تعليمية
تعليمية




بارك الله فيك




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

(ما معنى العدل؟) العلامة المحدث ربيع بن هادى المدخلي حفظه الله تعالى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

(ما معنى العدل؟؟ )

قال ابن فارس في كتابه : (مجمل اللغة) في مادة عَدَلَ

العدل : خلاف الجور
قال الأزهري في مادة : عَدَلَ

والعدل هو : الحكم بالحق، يقال : هو يقضي بالحق ويعدل، وهو حكم عادل، ومعدلة في حكمه

فالعدل ـ كما ترى ـ خلاف الجور، وهو الحكم بالحق .
فإذا جرح العالم الناقد من يستحق الجرح
ببدعة، وحذر من بدعته؛ فهذا من أهل العدل
والنصح للإسلام والمسلمين، وليس بظالم، بل
هو مؤدٍ لواجب .
فإن سكت عمن يستحق الجرح والتحذير منه

فإنه يكون خائناً، غاشاً لدين الله وللمسلمين.

فإن ذهب ذاهب إلى أبعد عن السكوت، من
الذب والمحاماة عن البدع وأهلها فقد أهلك
نفسه، وجَرَّ من يسمع له إلى هوة سحيقة،
وأمعن بهم في نصر الباطل ورد الحق .
وهذه من خصائص وأخلاق اليهود، الذين
يصدون عن سبيل الله وهم يعلمون .فمن انتقد
مبتدعاً، أو كتاباً فيه بدع، أو جرح من يستحق الجرح، وقَدَحَ فيمن يستحق القدح؛ من راوٍ،
وشاهد زور، وظالم، وفاسق معلن فسقه؛
فليس بظالم، لأنه وضع الأمور في نصابها
ومواضعها .
والظالم المعتدي من يتصدى للطعن فيه،
والتأليب عليه، وهو في الواقع الذي يضع
الشيء في غير موضعه، حيث يزكي
المجروحين الدعاة إلى أبواب الجحيم، ويطعن
في الناصحين للمسلمين، الداعين إلى سلوك
الصراط المستقيم، وأتباع السلف الصالحين،
ومنه :
النقد والتحذير من المبتدعين
.
بل من يدافع عنهم، ويجادل بالباطل عنهم؛ من أحق الناس بقول الله ـ تعالى
:
(ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خواناً أثيماً * يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطاً ها انتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلاً )

انتهى

منقول

من كتاب المحجة البيضاء في حماية السنة الغراء للعلامة المجاهد المحدث ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[كتاب مصور] فتح الملك الوهّاب في ردّ شبه المرتاب: تأليف العلامة عبداللطيف بن عبدالرحم

تعليمية تعليمية
[كتاب مصور] فتح الملك الوهّاب في ردّ شبه المرتاب: تأليف العلامة عبداللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ رحمه الله

تعليمية

موضوع الرٍّسالة: شرح كلمة التّوحيد وبيان معناها الصّحيح وفق عقيدة أهل السُّنّة، وردّ على رسالة رجل فارسيّ تكلّم في معنى لا إله إلاّ الله بكلام جانب فيه الصّواب.
حمل من المرفقات

الملفات المرفقة

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
القران الكريم

أسهل طريقة لحفظ القرآن العلامة ابن باز رحمه الله

[center]

تعليمية


ما هي الطريقة الصحيحة لحفظ القرآن الكريم؛ حتى لا ينساه المسلم، وخاصة المسلمة عندما تتركه لفترة عذرها؟

الطريقة التي يحفظ بها كتاب الله هي العناية بقراءته، وعدم الغفلة بحيث يجعل الرجل والمرأة وقتاً مناسباً يقرأ فيه كتاب الله، ويكرر فيه المحفوظ حتى لا ينساه في الليل أو في النهار في الوقت المناسب، فهذا هو السبب الذي يعينه الله على حفظه، أما إذا أعرض وغفل هذا من أسباب النسيان، لكن يجب على المرء أن يحرص على أسباب السعادة التي شرعها الله وأوجبها عليه، وهذا من أسباب توفيق الله له في حفظ القرآن وغيره، إذا حرص على أداء الواجبات التي فرضها الله عليها، وحرص على ترك المحارم ثم تحرى بعد ذلك ما يعينه على حفظ القرآن وما يعينه على الاستكثار من النوافل، وما يعينه على قضاء حقوقه وحقوق أهله فإن الله يعينه في ذلك؛ لأنه قدم حقه وأتى بحقه سبحانه وأداء الفرائض وترك المحارم، إذا رتب جزءً من الوقت ليحفظ كتاب الله، وليدرسه كثيراً فإن الله يعينه بذلك على حفظ كتابه جل وعلا، فهو سبحانه وتعالى قد رتب المسببات على أسبابها وإنما يؤتى العبد من غفلته وإعراضه وتساهله، فإذا جد في الطلب واجتهد فيما يسبب الفلاح من تكرار الدراسة وحفظ الوقت، وعدم الإعراض والغفلة فإن الله يعينه على ذلك مع الضراعة إلى الله وسؤاله أن يعينه وأن يوفقه لحفظ كتابه، وأن يكفيه شر العوراض، يعني يجتهد في الدعاء، يسأل ربه أنه يوفقه ويعينه، وأن الله يقيه شر أسباب عدم الحفظ.


ما هي الأوقات المناسبة لحفظ شيء من القرآن بارك الله فيكم؟

هذا شيء يختلف بحسب أحوال الشخص، فالشخص يتحرى الأوقات المناسبة له، فالوقت الذي يكون في قلبه أفرغ للدراسة والحفظ، وأقل للشواغل يتخذه سواء بعد صلاة الفجر، أو بعد صلاة العشاء، أو بين العشاءين، أو بعد الظهر، أو في أثناء الليل ينظر ما هو أقرب إلى اجتماع قلبه وحضور قلبه وقلة شواغله والناس في هذا يختلفون ليسوا على حدٍ سواء، فكل إنسان يختار لنفسه الوقت المناسب.

من موقع الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله




بارك الله فيك
ورحم الله الشيخ ابن باز ونفعنا بعلمه