السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ
وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ }
رواه البخاري ومسلم*












المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ
وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ }
رواه البخاري ومسلم*
التفريغ:
أما بعدُ أيُّها المسلمون فإننا في شهر شعبان وسنتكلمُ حوله في نقاطٍ ست؛ لنُبيِّنَ فيها ما يجب علينا بيانه، ونسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم علمًا نافعًا وعملاً صالحًا.
الأول؛ بل النقطة الأولى:
صيام شعبان:
فهل يتميز شعبان بصيامٍ عن غيره من الشهور؟
الجواب: نعم؛ فلقد كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يُكثر من الصيام فيه حتى كان يصومه إلا قليلاً؛ وعلى هذا فمن السُنَّة أن يُكثر الإنسان الصيام في شهر شعبان إقتداءً برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
النقطة الثانية:
صيام نصفه؛ أي: صيام يوم النصف بخصوصه؛
فهذا قد وردت فيه أحاديث ضعيفه لا تصح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا يُعمل بها؛ لأن كل شيء لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإنه لا يجوز للإنسان أن يتعبد به لله؛ وعلى هذا فلا يُصام يوم النصف من شعبان بخصوصه؛ لأن ذلك لم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ ومالم يرد فإنه بدعة.
النقطة الثالثة:
فضل ليلة النصف منه.
وهذا أيضًا فيه أحاديث ضعيفة لا تصح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وعلى هذا فليلة النصف من شعبان كليلة النصف من رجب أو من ربيع أو من جمادى أو من غيرهن من الشهور لا تمتاز هذه الليلة – أعني ليلة النصف من شعبان- بشيء؛ بل هي كغيرها من الليالي؛ لأن الأحاديث الواردة في هذا ضعيفة.
النقطة الرابعة:
تخصيصها بقيام؛ وهذا أيضًا بدعة؛ أنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه كان يخصص تلك الليلة بقيام؛ بل هي كغيرها من الليالي إن كان الإنسان قد اعتاد أن يقوم الليل؛ فليقم تلك الليلة أسوةً بغيرها من الليالي، وإن كان ليس من عادته أنه يقوم الليل؛ فإنه لا يخصص ليلة النصف من شعبان بقيام؛ لأن ذلك لم يرد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وأبعد من ذلك أن بعض الناس يخصصها بقيام ركعات معدودة لم ترد عن عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ إذًا لا نخصص ليليتها بقيام.
النقطة الخامسة:
هل يكون تقدير القضاء في هذه الليلة؛ بمعنى: هل يُقدّر في تلك الليلة بما يكون في تلك السنة؟
والجواب: لا؛ ليست ليلة القدر؛ ليلة القدر في رمضان؛ قال الله تعالى: [إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ]؛
أي: القرآن، [ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) ] القدر: [1- 3]
وقال الله تعالى: [شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ] [البقرة: 185]
وعلى هذا فتكون ليلة القدر في رمضان؛ لأنها الليلة التي أنزل الله فيها القرآن، والقرآن نزل في شهر رمضان؛ فيتيعين أن تكون ليلة القدر في رمضان لا في غيره من الشهور، ومن ذلك: ليلة النصف من شعبان؛ فإنها ليست ليلة القدر، ولا يقدر فيها شيءٌ مما يكون في تلك السنة؛ بل هي كغيرها من الليالي.
النقطة السادسة:
صنع الطعام يوم النصف؛ فإن بعض الناس يصنع طعامًا في يوم النصف من شعبان؛ ليوزعه على الفقراء ويقول: هذا عشا الأم، هذا عشا الأب، أو هذا عشا الوالدين؛ وهذا أيضًا بدعة؛ لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا عن الصحابة رضي الله عنهم.
فهذه ست نقاط أحصيتها؛ ولعل هناك أشياء أخرى لا أدري عنها، ووجب عليّ أن أُبيِّنَها لكم، وأسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم ممن ينشرون السنة وينذرون عن البدعة، وأن يجعلنا وإياكم هداةً مهتدين، وأن يحعلنا وإياكم ممن يقتدون ويهتدون بهدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
** ** ** ** ** **
نقلا من موقع فتاوى العلماء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقدماً أُبارك لكم الشهر الفضيل جعلنا الله و إياكم من صُوامه وقُوامه وعُتقائه..
رمضان فرصة لا تتكرر إلا مرة في السنة .. و لا يُدركه إلا ذو حظٍ عظيمـ..!!
لا يخفاكم أن من أعظم العبادات في هذا الشهر الفضيل هي قراءة القرآن
هذه طريقة سهلة جداً لختم القرآن كاملاً في رمضان :
عدد صفحات القرآن = تقريباً 600 صفحة
600 صفحة ÷ 30 يوم = 20 صفحة يومياً
20 صفحة يومياً ÷ 5 صلوات = 4 صفحات بعد كل صلاة فقط أربع صفحات بعد كل صلاة
والنتيجة : ختم القرآن الكريم..!! ، ، ،
و من أراد ختم القرآن مرتين في الشهر أيضاً الطريقة سهلة جداً
يقرأ 4 صفحات قبل كل صلاة و 4 صفحات بعد كل صلاة و النتيجة : ختمتين للقرآن في الشهر الفضيل..!!ما أعظمه من أجر..!
وعملية حسابية دقيقة وان اضفة صفحة او نصف صفحة كل مرة تجد نفسك متشوق دوما للاتمام
شكرا اختي سارة دوما حريصة على فعل الخير
بوركت يا صاره
مشكوره
قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون﴾ [البقرة:183]
إنَّ من حكمةِ الله تعالى أنْ شرع لعباده الأحكام والعبادات والقربات ليعود بالنُّفوس إلى ما فُطرت عليه، وليتحقَّق فيها تقوى الله جلَّ وعلا، ولذلك من تأمَّل سورة البقرة على سبيل المثال ـ وهي أكبر السُّور وأكثرها ذكرًا للأحكام الشَّرعيَّة ـ يجد أنَّ الله تعالى لا يذكر فيها حكمًا من الأحكام الشَّرعية إلَّا ويقرنه بذكر التَّقوى، ممَّا يشعر بأنَّ من حِكَم تشريع تلك الأحكام تحقيقُ تقوى الله تعالى.
وإنَّ من أعظم العبادات والقُربات المحقِّقة لتقوى الله عزَّ وجلَّ الصِّيامَ، فبيَّن الله تعالى في هذه الآية الكريمة أنَّه لم يَشْرَع هذا الصِّيام لعباده ليجوعوا وليعطشوا، وإنَّما شرعه لهم لغاية عظيمة ألا وهي تحقيق تقوى الله عزَّ وجلَّ.
قال شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ: «والصَّوم إنِّما شرع لتحصيل التَّقوى…»([1]).
وقد جاء في سنَّة المصطفى صلى الله عليه وسلم ما يؤكِّد هذا المعنى، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ للهِ حَاجَة فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ»([2]).
وعنه رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الجُوعُ وَالعَطَشُ، وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ»([3]).
قال شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ: «بيَّن صلى الله عليه وسلم أنَّ الله تعالى لم يحرِّم على الصَّائم الأكل لحاجته إلى ترك الطَّعام والشَّراب، كما يحرِّم السَّيِّد على عبيده بعض ماله، بل المقصود محبَّة الله تعالى، وهو حصول التَّقوى، فإذا لم يأت به فقد أتى بما ليس فيه محبَّة ورضا، فلا يثاب عليه»([4]) اهـ.
وقد أدرك سلفنا الصَّالح هذه الحقيقة التي شرع لأجلها الصِّيام فكانوا يصونون صيامهم عن جميع ما يخدش فيه وينقص أجره وثوابه، فعن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه قال: «إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمأثم، ودع أذى الخادم، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك، ولا تجعل يوم فطرك ويوم صومك سواء»([5]).
وعن أبي ذرٍّ رضي الله عنه قال: «إذا صمت فتحفَّظ ما استطعت»([6]).
وعن أبي المتوكّل أنَّ أبا هريرة رضي الله عنه وأصحابه كانوا إذا صاموا جلسوا في المساجد، وقالوا: نطهِّر صيامنا([7]).
قلت: لأنَّ مخالطة النَّاس ومعافستهم قد تكون سببًا في خدش الصَّوم، فما أحوجنا إلى إحياء هذا الهدي في أيَّام الصَّوم.
وعن كعب قال: «الصَّائم في عبادة ما لم يغتب»([8]).
وعن حفصة بنت سيرين ـ رحمها الله ـ قالت: «الصِّيام جنَّة ما لم يخرقها صاحبها، وخرقها الغيبة»([9]).
وعن أبي العالية ـ رحمه الله ـ قال: «الصَّائم في عبادة ما لم يغتب أحدًا، وإن كان نائمًا على فراشه»([10]).
ثمَّ إنَّ من رحمة الله تعالى بعباده في هذا الشَّهر الكريم أن يسَّر لهم أسباب التَّقوى وسهَّل لهم سبلها، وذلك من وجوه عدَّة أذكر منها ما يلي:
الوجه الأوَّل: أنَّ الشَّياطين من أعظم ما يعيق عن تقوى الله عزَّ وجلَّ وهي في هذا الشَّهر مسلسلة مصفَّدة.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ ـ وفي رواية: أَبْوَابُ الجَنَّةِ ـ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ»([11]).
الوجه الثَّاني: أنَّ من أعظم ما يخدش في التَّقوى الذُّنوبَ والمعاصي، والصَّائمُ من أشدِّ النَّاس حرصًا على اجتنابها، ومتى قارف شيئًا منها فهي بالصِّيام والقيام مكفَّرة ـ إنْ شاء الله ـ ، ففي «الصَّحيحين» عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ قَامَ لَيْلَة القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، وَمَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».
وفيهما أيضًا عنه رضي الله عنه مرفوعًا: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».
الوجه الثَّالث: أنَّ هذا الشَّهر هو شهر الكفِّ عن الشَّهوات ، ولذلك جاء في الحديث القدسي أنَّ الله تعالى يقول: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ مِنْ أَجْلِي»([12]) الحديث.
الوجه الرَّابع: أنَّ شهر رمضان هو شهر القرآن، قال تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ [البقرة:185].
والقرآن الكريم هو هدى للمتَّقين، قال تعالى: ﴿الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِين﴾ [البقرة:1-2].
فمن واظب على قراءة كتاب الله في هذا الشَّهر وتدبَّره وعمل بما فيه كان له النَّصيب الأوفر من تحقيق تقوى الله عزَّ وجلَّ.
الوجه الخامس: أنَّ الله تعالى قد قرن في كتابه بين الصَّبر والتَّقوى في عدَّة مواضع، فمن تسلَّح بسلاح الصَّبر حقَّق تقوى الله جلَّ وعلا؛ لأنَّ شهر رمضان هو شهر الصَّبر، فقد روى أحمد وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ وَثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ صَوْمُ الدَهر »([13])
وهذا الشَّهر تجتمع فيه أنواع الصَّبر الثَّلاثة: ففيه صبر على فعل الطَّاعة، وصبر على ترك المعصية، وصبر على ألم الجوع والعطش.
الوجه السَّادس: أنَّ من أعظم الطَّاعات الَّتي بها تتحقَّق التَّقوى الصَّلاةَ، وشهر رمضان هو شهر الصَّلاة والتَّراويح وقيام اللَّيل.
الوجه السَّابع: أنَّ من أعظم ما يحقِّق التَّقوى نفع العباد بالبذل والإحسان والصَّدقات، وشهر رمضان هو شهر البذل والعطاء والمسارعة إلى الإنفاق، فقد روى البخاري في «صحيحه» عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود النَّاس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل»([14]) الحديث.
الوجه الثَّامن: أنَّ ذكر الله تعالى هو زاد المتَّقين الَّذي يتزوَّدون به في سَيْرهم إلى الله جلَّ وعلا، وهو حياة القلوب، وروح الأبدان، قال شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ: «الذِّكر للقلب مثل الماء للسَّمك، فكيف يكون حال السَّمك إذا فارق الماء»([15]).
وشهر رمضان هو شهر ذكرِ الله تعالى، تجد فيه النُّفوس من اللَّذَّة بذكره ما لا تجده في سائر الشُّهور.
والحاصل أنَّ هذا الشَّهر اجتمع فيه من عبادة الصِّيام والصَّلاة والذِّكر ما لم يجتمع في غيره من الشُّهور، وهذه العبادات كما قال شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ هي أصول العبادات الدِّينيَّة([16])، ولذلك جاءت مجموعة في بعض النُّصوص كقوله صلى الله عليه وسلم في الخوارج: «يَحْقِرُ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِ، وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِ، وَقِرَاءَتَهُ مَعَ قِرَاءَتِهِ»([17])الحديث.
فهذه أخي القارئ بعض أوجه تيسير الله تعالى لأسباب التَّقوى في هذا الشَّهر المبارك.
فمن لم يحقِّق التَّقوى في هذا الشَّهر فلا يلومنَّ إلَّا نفسه.
ولذلك دعا جبريل ـ عليه السَّلام ـ بالإبعاد على من ضيَّع فرصة تكفير السَّيِّئات في هذا الشَّهر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي فَقَالَ: مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ وَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ»([18]) الحديث.
وفَّق الله الجميع لاغتنام هذا الشَّهر للتَّزوُّد بالخيرات للدَّار الآخرة، والحمد لله ربِّ العالمين.
([2]) رواه البخاري (1903).
([3]) رواه أحمد (2/373)، وانظر: «صحيح الجامع» (3488).
([4]) «منهاج السُّنَّة النَّبويَّة» (5/196 ـ 198).
([5]) رواه ابن أبي شَيْبَة (8880)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (3/317).
([6]) رواه ابن أبي شيبة (8878).
([7]) رواه ابن أبي شيبة (8881)، وابن حزم في «المحلى» (6/179) ، والجملة الأخيرة له.
([8]) أخرجه عبد الرَّزَّاق (4/307).
([9]) أخرجه عبد الرَّزَّاق (4/307).
([10]) أخرجه عبد الرَّزَّاق (4/307).
([11]) رواه البخاري (1899)، ومسلم (1079).
([12]) رواه البخاري ومسلم وغيرهما، واللَّفظ لابن خزيمة في «صحيحه» (3/197).
([13]) «المسند» (2/263)، وانظر: «صحيح الجامع» (3803).
([14]) رواه البخاري (1902).
([15]) حكاه عنه تلميذه ابن القيِّم في «الوابل الصَّيِّب»، انظر: «صحيح الوابل الصَّيِّب» (ص84).
([16]) انظر: «مجموع الفتاوى» (10/391 ـ 392).
([17]) انظر: «صحيح مسلم» (10066).
([18]) رواه ابن حبَّان (3/188) وغيره بسند حسن وله شواهد يصحُّ بها.
تقبل مروري
اختكم المعلمة هناء
جزاك الله خيرا اخي الكريم ونفع بك
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضلّ له، ومَن يُضللِ فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومَن تبعهم بإحسان، وسلَّم تسليمًا .
أما بعد:
أيها الناس، فلقد كنتم ترتقبون مجيء شهر رمضان فجاء شهر رمضان ثم خلّفتموه وراء ظهوركم، وهكذا كل مستقبلٍ لكم ترتقبونه ثم يَمُرُّ بكم وتُخلّفونه وراء ظهوركم حتى يأتيكم الموت، لقد حَلَّ بكم شهر رمضان ضيفًا كريمًا فأودعتموه ما شاء الله من الأعمال ثم فارَقَكم شاهدًا لكم أو عليكم بِما أودعتموه، لقد فرح قوم بفراقهِ؛ لأنهم تخلَّصوا منه، تخلّصوا من الصيام والعبادات التي كانت ثقيلةً عليهم، وفرح قوم بتمامه؛ لأنهم تخلّصوا به من الذنوب والآثام بِما قاموا به من أعمال صالحة استحقوا بها وعدَ الله بالمغفرةِ والرحمة، والفرق بين الفرحين عظيمٌ جدًّا .
إن علامة الفرحين بفراقه: أن يعاودوا المعاصي بعده فيتهاونوا بالواجبات ويتجرَّؤوا على المحرمات، وتظهر آثار ذلك بالمجتمع، فيقِلُّ المصلّون في المساجد وينقصون نقصًا ملحوظًا، ومَن ضيّعَ صلاته فهو لِمَا سواها أضيع؛ لأن الصلاة هي التي تنهى عن الفحشاء والمنكر .
إن المعاصي بعد الطاعات ربما تُحيط بثوابها فلا يكون للعامل سوى التعب، قال بعضهم: «ثواب الحسنة الحسنة بعدها، فمَن عمل حسنة ثم أتبعها بحسنه كان ذلك علامةً على قبول الحسنة الأولى، كما أن مَن عمل حسنة ثم أتبعها بسيئة كانَ ذلك علامةً على ردّ الحسنة وعدم قبولها»(م1) .
أيها الناس، إن عمل المؤمن لا ينقضي بانقضاء مواسم العمل، إن عمل المؤمن عملٌ دائم لا ينقضي إلا بالموت، واتْلوا قول ربكم تبارك وتعالى: ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾[الحجر:99]، وقال الله سبحانه: ﴿يَا أيها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾[آل عمران: 102]، فلئن انقضى شهر الصيام وهو موسم عمل؛ فإن زمن العمل لم ينقطع، ولئن انقضى صيام رمضان؛ فإن الصيام لا يزال مشروعًا ولله الحمد، «فمَن صام رمضان وأتبعه بستة أيام من شوال كان كصيام الدهر»(1)، وقد سَنَّ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – صيام يوم الإثنين والخميس وقال: «إن الأعمال تُعرض فيهما على الله فأحبُ أن يعرضَ عملي وأنا صائم»(2)، وأوصى ثلاثةً من أصحابه: أبا هريرة، وأبا ذر، وأبا الدرداء، «أوصاهم بصيام ثلاثة أيام من كل شهر»(3)، وقال: «صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله»(4)، وحَث على العمل الصالح في عشر ذي الحجة ومنه الصيام، وروي عنه صلى الله عليه وسلم «أنه كان لا يدعُ صيامها»(5)، وقال في صوم يوم عرفة: «يكفّر سنةً ماضية ومستقبلة»(6)؛ يعني: لغير الحاج، فأما الحاج فلا يصوم بعرفة، وقال صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم»(7)، وقال في صوم يوم العاشر منه: «يكفّر سنةً ماضية»(8)، وقالت عائشة رضي الله عنها: «ما كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يصوم في شهرٍ- تعني: صومَ تطوّع -ما كان يصوم في شعبان كان يصومه إلا قليلاً بل كان يصومه كله»(9).
ولئن انقضى قيامُ رمضانَ فإن القيام لا يزال مشروعًا كلَ ليلة من ليالي السنة حثّ عليه النبي – صلى الله عليه وسلم – ورغّب فيه وقال: «أفضل الصلاة بعد المكتوبة الصلاة في جوف الليل»(10)، وصحَّ عنه صلى الله عليه وسلم: «أنَّ الله تعالى يَنزِلُ كلّ ليلةٍ إلى السماءِ الدنيا حين يبقَى ثُلثُ الليلِ الآخِر فيقول: مَن يَدعُوني فأَستجيبَ له ؟ مَن يَسْألُني فأُعْطِيَهُ ؟ مَن يَسْتَغْفِرُني فَأَغْفِرَ لَهُ ؟»(11).
فاتّقوا الله – عباد الله – وبادروا أعماركم بأعمالكم، وحقِّقوا أقوالكم بأفعالكم؛ فإن حقيقة عمر الإنسان ما أمضاه في طاعة الله، و«إن الكيّس مَن دانَ نفسه – أي: حاسبها – وعملَ لِما بعد الموت والعاجزُ مَن اتْبَعَ نفسه هواها وتمنى على الله الأماني»(12) .
أيها المسلمون، لقد يسّر الله لكم سبلَ الخيرات وفتح أبوابها، ودعاكم لدخولها وبيَّن لكم ثوابها، «فهذه الصلوات الخمس آكدُ أركان الإسلام بعد الشهادتين هي خمس بالفعل وخمسون في الميزان»(13)، «مَن أقامها كانت كفارةً له ونجاةً يوم القيامة»(14)، شرعها الله لكم و«أكملها بالرواتب التابعة لها، والرواتب التابعة لها اثنتا عشر ركعة، أربع ركعات قبل الظهر بسلامين، وركعتان بعدها، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء، وركعتان قبل الفجر، مَن صَلاَّهُنَّ بنى الله له بيتًا في الجنة»(15)، و«هذا الوتر سنّةُ مؤكدة، سَنَّهُ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بقولهِ وفعله، وقال: مَن خاف أن لا يقوم من آخر الليل فلْيُوتر أوله، ومَن طمع أن يقوم آخره فلْيوتر آخر الليل؛ فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل»(16)، فالوتر سنّةٌ مؤكدة لا ينبغي للإنسان أن يدعه حتى قال بعض العلماء: إن الوتر واجب يأثمُ بتركه، وقال الإمام أحمد: مَن ترك الوتر فهو رجلٌ سوء لا ينبغي أن تُقبلَ له شهادة(م2)،«وأقل الوتر ركعة بعد صلاة العشاء وسنّتها، أقلهُ ركعة وأكثره إحدى عشرة ركعة»(17) «ووقته من صلاة العشاء الآخرة إلى طلوع الفجر»(18)،«فمَن أوتر بركعةٍ كفَتْه، ومَن أوتر بثلاث فإن شاء سردها جميعًا بتشهّد واحد وإن شاء سلّمَ من ركعتين وأوتر بثالثة، ومَن أوتر بخمس سردها جميعًا ولم يتشهّد إلا في آخرها، ومَن أوتر بسبع سردها جميعًا ولم يتشهّد إلا في آخرها، ومَن أوتر بتسع سردها جميعًا وتشهّدَ بعد الثامنة ثم قام بدون سلام وصلى التاسعة وتشهّد وسلّم»(19)،«ومَن أوتر بإحدى عشرة ركعة سلّم من كل ركعتين وأوتر بواحدة»(20)، وفي صحيح مسلم عن عائشة – رضي الله عنها – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – «كان إذا غلبه نومٌ أو وجعٌ عن قيامِ الليل صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة»(21)؛ وعلى هذا: فإذا فاتك الوتر في الليل فأنت تقضيه في النهار ولكنك لا تقضِهِ وترًا بل تقضِهِ شِفعًا، إذا كان من عادتك أن توتر بثلاث وفاتتك في الليل فصلِّ في النهار أربع ركعات، وإذا كان من عادتك أن توتر بخمس فصلِّ في النهار ست ركعات، وهكذا كما كان – النبي صلى الله عليه وسلم – يفعلهُ فيما إذا غلبه النوم يصلي من النهار ثنتي عشرة ركعة .
وهذه الأذكار خلف الصلوات المفروضة كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – «إذا سلّمَ من صلاته استغفر ثلاثًا وقال: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام»(22)، «ومَن سبّحَ الله دبرّ كل صلاة ثلاثًا وثلاثين، وحمد ثلاثًا وثلاثين، وكبَّر ثلاثًا وثلاثين، فتلك تسعة وتسعون، وقال تمامَ المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، غُفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر»(23).
والوضوء:«مَن توضأ فأسبغ الوضوء ثم قال: أَشْهَدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوّابين واجعلني من المتطهّرين، فُتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخلُ من أيها شاء»(24) .
وهذه النفقات المالية من الزكوات والصدقات والمصروفات على الأهل والأولاد حتى على نفسك أيها الإنسان، «ما من مؤمن ينفق نفقة يبتغي بها وجه الله إلا أُثيب عليها»(25) «وإن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمدهُ عليها، ويشرب الشربة فيحمدهُ عليها»(26)، «والساعي على الأرملة والمساكين كالمجاهد في سبيل الله أو كالصائم لا يفطر والقائم لا يفتر»(27)، والساعي عليهم هو الذي يسعى بطلب رزقهم ويقوم بحاجتهم، والعائلةُ الصغار والضعفاء الذين لا يستطيعون القيام بأنفسهم هم من المساكين، فالسعي عليهم كالجهاد في سبيل الله أو كالصيام الدائم والقيام المستمر .
فيا عباد الله، إن طرق الخير كثيرة فأين السالكون ؟ وإن أبوابها لمفتوحة فأين الداخلون ؟ وإن الحق لواضحٌ لا يزيغُ عنه إلا الهالكون، فخذوا – عباد الله – من كل طاعةٍ بنصيب؛ فإن الله يقول: ﴿يَا أيها الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾[الحج: 77]، واعلموا أنكم مفتقرون لعبادةِ الله في كل وقت، ليست العبادة في رمضان فقط؛ لأنكم تعبدون الله وهو حيٌ لا يموت، وليست العبادة في وقت محدد من أعماركم؛ لأنكم في حاجة لها على الدوام، وسيأتي اليوم الذي يتمنى الواحدُ منَّا زيادة ركعة أو تسبيحة في حسناته، ويتمنى نقص سيئة أو خطيئة من سيئاته، يقول الله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فيمَا تَرَكْتُ كَلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾[المؤمنون: 99-100] .
اللهم وفِّقنا جميعًا لاغتنام الأوقات، اللهم وفّقنا جميعًا لاغتنام الأوقات وعمارتها بالأعمال الصالحات، وارزقنا اجتناب الخطايا والسيئات، وطهّرنا من هذه الموبقات؛ إنك قريب مجيبُ الدعوات .
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولكافةِ المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية
الحمدُ لله حمدًا كثيرًا كما أمر، وأشكره وقد تأذن بالزيادة لِمَن شكر، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولو كَرِهَ ذلك مَن أشركَ به وكفر، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله سيّد البشر، الشافع المشفع في المحشر، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه خير صحب ومعشر، وعلى التابعين لهم بإحسان ما ظهرَ الفجر وأنَور، وسلَّمَ تسليمًا .
أما بعد:
أيها الناس، اتَّقوا الله تعالى واشكروا نعمة الله عليكم بإتمام رمضانَ صيامًا وقيامًا، واسألوا الله تعالى أن يتقبّل ذلك منكم؛ فإن المعوّل على القبول، وإن المرء قد يعمل العمل فيأتيه ما يُحبطه إما مِنْ مَنٍّ به على الله يَمُنُّ به على ربه ويعتقد أن له فضلاً على الله بطاعته، وإما أن يكون مفتخرًا بعلمه على غيره فيرى أنه أكمل من غيره بسبب ما عمل، وقد أخبر النبي – صلى الله عليه وسلم – «أن رجلاً كان عابدًا يَمُرُّ برجلٍ عاصٍ فينهاه عن معصيته، ولكن هذا العاصي لا يزال يعصي الله عزَّ وجل، فمرَّ به ذات يوم فقال: واللهِ لا يغفرُ اللهُ لفلان، قال ذلك استبعادًا لرحمة الله – عزَّ وجل – في هذا الشخص العاصي وإعجابًا بنفسه وعمله الذي كان يَمُنُّ به على ربه، فقال الله عزَّ وجل: مَن ذا الذي يتألَّى عليَّ ألا أغفر لفلان، قد غفرتُ لفلان وأحبطت عملَك»(28)، فهذا الرجل تكلمَ بكلمة واحدة أوبَقَت دنياه وآخرته، فعلى المرء أن يكون خائفًا أن يُردَ عَمله ولا يُقبل، وعليه أن يكون راجيًا يرجو رحمة الله؛ حيث تقرّب إلى الله تعالى بِما أمره به من طاعة، والنبي – صلى الله عليه وسلم – يقول: «مَن صامَ رمضان إيمانًا واحتسابًا غفرَ الله له ما تقدّم من ذنبه، ومَن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفرَ الله له ما تقدّم من ذنبه»(29)،«ومَن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفرَ الله ما تقدَّم من ذنبه»(30).
فأنت – أيها المؤمن – بعد أن كنت من هؤلاء البررة ينبغي لك ألا ترجعَ إلى معصية الله، ألا تدنِّس ثيابك بعد نظافتها، ألا تسوّد قلبك بعد إيقاظه؛ فإن الله تعالى قد يبتلي العبد بالمعصيةِ بعد الطاعة وتكون هذه المعصية محبطةً للعمل؛ لأن وزرها يكونُ بقدر أجر الطاعة وحينئذٍ يتقابلان فيسقطُ أحدهما بالآخر، واعلموا أنه قد ثبت عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أن «مَن صام رمضان ثم أتبعه بستة أيام من شوال كان كصيام الدهر»(31) ولا فرقَ بين أن يصوم الإنسان هذه الأيام الستة بعد العيدِ مباشرة أو يؤخّرها بعدَ ذلك، ولا فرق بين أن يصومها تباعًا أو يفرّقها، لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – أطلق ذلك ولم يقيّده، ولكن لا بدّ أن تكون بعد انتهاء كل رمضان، فمَن عليه قضاءٌ من رمضان فإنه لا ينفعه أن يصومَ الأيام الستة قبل أن يقضي رمضان كلّه؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول: «مَن صام رمضان ثم أتبعه» فلا بدّ من صيام رمضان أولاً ثم إتباعه بستةِ أيام من شوال؛ وعلى هذا فمَن عليه قضاء من رمضان فلْيبدأ به ثم إن شاء فلْيصم ستة أيام من شوال .
ولقد كان بعض الناس يجعلون اليوم الثامن من هذا الشهر يجعلونه عيدًا يطبخون فيه الطعام ويفرّقونه على الجيران والأقارب ويسمّون هذا اليوم الثامن عيدَ الأبرار، وهذه التسمية خطأ؛ فإن هذا اليوم الثامن ليس عيدًا للأبرار ولا غيرهم، وكذلك أيضًا لا ينبغي أن يُظهر فيه شيءٌ يختص به من إطعام طعامٍ أو نفقات؛ لأن هذا من الأمور البدعية؛ فإنه لا يجوز لأحدٍ أن يُخصص يومًا من الأيام بزيادة عمل صالح إلا ما جاءت به السنّة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعظمُ من ذلك أن بعض الناس يظن أن صوم اليوم الثامن من هذا الشهر صومٌ محرّم؛ لأنه يوم عيد وهذا خطأ؛ فإن هذا اليوم كغيره من الأيام يجوز صومه وليس عيدًا للأبرار ولا غيرهم كما ذكرنا .
فاتّقوا الله – أيها المسلمون – واعرفوا حدود ما أنزل الله على رسوله، وتعبّدوا لله تعالى بالهدى لا بالهوى؛ فإن مَن تعبّد لله بهواه ضَلَّ سواء السبيل، ومَن تعبَّد لله بالهدى أصابَ الحق وهُدِيَ إلى صراطٍ مستقيم .
واعلموا أن خير الحديث كتابُ الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ في دين الله بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
واعلموا أن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه فقال جلَّ من قائل عليمًا: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أيها الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ [الأحزاب: 56] .
اللهم صلِّ وسلّم على عبدك ونبيّك محمد، اللهم ارزقنا محبتَه واتّباعه ظاهرًا وباطنًا، اللهم توفَّنا على ملّته، اللهم احشرنا في زمرته، اللهم أسْقنا من حوضه، اللهم أدخلنا في شفاعته، اللهم اجمعنا به في جنّات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين، والصديقين، والشهداء والصالحين .
اللهم ارضَ عن خلفائه الراشدين: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي وعلى سائر الصحابة أجمعين، اللهم ارضَ عن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم ارضَ عنّا معهم وأصْلح أحوالنا كما أصلحت أحوالهم يا رب العالمين، ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾[الحشر: 10]،﴿رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾[آل عمران: 201] .
عباد الله، ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾[النحل:90-91]،واذكروا الله العظيم الجليلَ يذكركم، واشكروه على نِعَمِهِ يزيدكم، ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾[العنكبوت: 45] .
———————-
(1) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، من حديث أبي أيوب الأنصاري -رضي الله تعالى عنه- في كتاب [الصوم] باب: استحباب صيام ستة أيام من شوال اتباعًا لرمضان، رقم [1984] ت ط ع .
(2) أخرجه الإمام الترمذي -رحمه الله تعالى- في سننه، من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- في كتاب [الصوم] باب: ما جاء في صوم يوم الإثنين والخميس، رقم [678]، وأخرجه ابن ماجة -رحمه الله تعالى- في سننه، من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- في كتاب [الصيام] باب: صيام يوم الإثنين والخميس، رقم [1730] ت ط ع .
(3) أخرجه الإمام الترمذي -رحمه الله تعالى- في سننه، من حديث أبي ذر -رضي الله تعالى عنه- في كتاب [الصوم] باب: في صوم ثلاثة أيام من شهر، رقم [692]، وأخرجه النسائي -رحمه الله تعالى- في سننه، من حديث أبي ذر -رضي الله تعالى عنه- في كتاب [الصوم] رقم [2381] ت ط ع .
(4) أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله تعالى عنهما- في كتاب [الصوم] باب: حق الجسم في الصوم، رقم [1839]، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله تعالى عنهما- في كتاب [الصيام] باب: النهي عن صيام الدهر لِمَن تضرر به أو فوت به حقًا أو لم يفطر العيدين والتشريق وبيان تفضيل صيام يوم وإفطار يوم، رقم [1962] ت ط ع .
(5) أخرجه الإمام النسائي -رحمه الله تعالى- في سننه، من حديث هُنيدة بن خالد عن امرأته -رضي الله تعالى عنهما- في كتاب [الصيام]، عن بعض زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن وأرضاهن، رقم [2332] ت ط ع .
(6) أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب [الصيام] باب: استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر وصوم يوم عرفه وعاشوراء والإثنين والخميس، من حديث أبي قتادة الأنصاري رضي الله تعالى عنه، رقم [1977]، وأخرجه الإمام أحمد -رحمه الله تعالى- في مسنده في باقي مسند الأنصار، من حديث أبي قتادة الأنصاري رضي الله تعالى عنه، رقم [21496- 21598] واللفظ له، ت ط ع .
(7) أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- في كتاب [الصيام] باب: فضل صوم المحرم، رقم [1982] ت ط ع .
(8) سبق تخريجه في حديث رقم [6] .
(9) أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث عائشة أم المؤمنين -رضي الله تعالى عنها- في كتاب [الصوم] باب: صوم شعبان، رقم [1834]، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث عائشة أم المؤمنين -رضي الله تعالى عنها- في كتاب [الصيام] باب: صيام النبي -صلى الله عليه وسلم- في غير رمضان واستحباب ألا يخُلِيَ شهرًا عن صوم، رقم [1957] ت ط ع .
(10) أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب [الصيام] باب: فضل صوم المحرم، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، رقم [1983]، وأخرجه أيضًا في كتاب [صلاة المسافرين وقصرها] باب: الترغيب في الدعاء والذكْر في آخر الليل والإجابة فيه، رقم [1261] ت ط ع .
(11) أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- في كتاب [الجمعة] باب: الدعاء في الصلاة من آخر الليل، قال الله تعالى: ﴿كَانُوا قَلِيلا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾[الذاريات: 17-18]، ما يهجعون أي ما ينامون، رقم [1077]، أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- في كتاب [صلاة المسافرين وقصرها] باب: الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل والإجابة فيه، رقم [1261] ت ط ع .
(12) أخرجه الإمام الترمذي -رحمه الله تعالى- في سننه، من حديث شداد بن أوس -رضي الله تعالى عنه- في كتاب [صفة القيامة والرقائق والورَع] باب: ما جاء في صفة أواني الحوض، باب منه، رقم [2383]، وأخرجه ابن ماجة -رحمه الله تعالى- في سننه، من حديث شداد بن أوس -رضي الله تعالى عنه- في كتاب [الزهد] باب: ذكر الموت والاستعداد له، رقم [4250] ت ط ع .
(13) أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب [التوحيد] باب قوله تعالى: ﴿وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا﴾ [النساء: 164]، رقم [6963]، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب [الإيمان] باب: الإسراء برسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى السماوات وفرض الصلوات، من حديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنهما، رقم [234] ت ط ع .
(14) أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث أم المؤمنين حبيبة -رضي الله تعالى عنها- زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- في كتاب [صلاة المسافرين وقصرها] باب: فضل السنن الراتبة قبل الفرائض وبعدهن وبيان عددهن، رقم [1199]، وأخرجه الإمام الترمذي -رحمه الله تعالى- في سننه، من حديث أم حبيبة -رضي الله تعالى عنها- زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- في كتاب [الصلاة] باب: ما جاء فيمَن صلى في يوم وليلة ثنتي عشرة ركعة من السنّة وما له فيه من الفضل، رقم [380] ت ط ع .
(15) أخرجه الإمام الحبر أحمد بن حنبل -رحمه الله تعالى- في مسنده في مسند المكثرين من الصحابة، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما، رقم [6288]، وأخرجه الإمام الدارمي -رحمه الله تعالى- في سننه، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله تعالى عنهما- في كتاب [الرقاق] باب: في المحافظة على الصلاة، رقم [2605] ت ط ع .
(16) أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث جابر بن عبد الله -رضي الله تعالى عنهما- في كتاب [صلاة المسافرين وقصرها] باب: مَن خاف ألا يقوم من آخر الليل فلْيوتر أوله، رقم [1255] ت ط ع .
(17) أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث عائشة -رضي الله تعالى عنها- في كتاب [صلاة المسافرين وقصرها] باب: صلاة الليل وعدد ركعات النبي -صلى الله عليه وسلم- في الليل وأن الوتر ركعة وأن الركعة صلاة صحيحة من الحديث، رقم [1215 – 1232] ت ط ع .
(18) أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث عائشة -رضي الله تعالى عنها- في كتاب [صلاة المسافرين وقصرها] باب: صلاة الليل وعدد ركعات النبي -صلى الله عليه وسلم- في الليل وأن الوتر ركعة وأن الركعة صلاة صحيحة، رقم [1216] ت ط ع .
(19) أخرجه الإمام النسائي -رحمه الله تعالى- في سننه، من حديث أبي أيوب الأنصاري وعائشة -رضي الله تعالى عنهما- في كتاب [قيام الليل وتطوع النهار] باب: ذكر الاختلاف على الزهري، من حديث أبي أيوب في الوتر، رقم [1691]، وباب: الوتر بتسع، رقم [1701] ت ط ع .
(20) سبق تخريجه في الحديث رقم [18] .
(21) أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث أم المؤمنين أم عبد الله الصديقة بنت الصديق -رضي الله تعالى عنهما- زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- في كتاب [صلاة المسافرين وقصرها] باب: جامع صلاة الليل مَن نام عنه أو مرض، رقم [1233] .
(22) أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث ثوبان -رضي الله تعالى عنه- في كتاب [المساجد ومواضع الصلاة] باب: استحباب الذكر بعد الصلاة وبيان صفته، رقم [931] ت ط ع .
(23) أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- في كتاب [المساجد ومواضع الصلاة] باب: استحباب الذكر بعد الصلاة وبيان صفته، رقم [939] ت ط ع .
(24) أخرجه الإمام الترمذي -رحمه الله تعالى- في سننه، من حديث أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه- في كتاب [الطهارة] باب: فيما يقال بعد الوضوء، رقم [50]، وأخرجه غيره من أصحاب السنن، ت ط ع .
(25) أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث سعد بن أبي وقاص -رضي الله تعالى عنه- في كتاب [الإيمان] باب: ما جاء أن الأعمال بالنيَّة – الباب، رقم [54]، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث سعد بن أبي وقاص -رضي الله تعالى عنه- في كتاب [الوصية] باب: الوصية بالثلث، رقم [3076] ت ط ع .
(26) أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث أنس بن مالك -رضي الله تعالى عنهما- في كتاب [الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار] رقم [4915] ت ط ع .
(27) أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- في كتاب [الأدب] باب: الساعي على المساكين، رقم [5548]، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- في كتاب [الزهد والرقائق] باب: الإحسان إلى الأرملة والمساكين واليتيم، رقم [5295] ت ط ع .
(28) أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث جندب -رضي الله تعالى عنه- في كتاب [البر والصلة والأدب] باب: النهي عن تقنيط الإنسان من رحمة الله تعالى، رقم [4753] ت ط ع .
(29) أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- في كتاب [الصوم] باب: مَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا ونِيَّةً، وقالت عائشة -رضي الله تعالى عنها- عن النبي صلى الله عليه وسلم: «يبعثون على نيَّاتهم»، رقم [1768]، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- في كتاب [صلاة المسافرين وقصرها] باب: الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح، رقم [1268]، وأخرجه الإمام أحمد -رحمه الله تعالى- في مسنده، من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- في باقي مسند المكثرين من الصحابة، رقم [10133] ت ط ع .
(30) أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- في كتاب [الإيمان] باب: تطوع قيام رمضان من الإيمان، رقم [36]، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- في كتاب [صلاة المسافرين وقصرها] باب: الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح، رقم [1266] ت ط ع .
(31) أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث أبي أيوب الأنصاري -رضي الله تعالى عنه- في كتاب [الصيام] باب: استحباب صوم ستة أيام من شوال اتباعًا لرمضان، رقم [1984] ت ط ع .
(م1) انظر إلى هذه المقولة التي ذكرها صاحب كتاب [لطائف المعارف] الجزء [1] الصفحة [244] .
(م2) انظر إلى هذه المقولة ذكرها صاحب كتاب [المغني] في فقه الإمام أحمد -رحمه الله تعالى- لابن قدامه المقدسي -رحمه الله تعالى- في الجزء [1] الصفحة [827] ت م ش .
سؤال: هل يجوز للمرأة أن تحرم في أي الثياب شاءت ؟
الجواب: نعم، تحرم فيما شاءت، ليس لها ملابس مخصوصة في الإحرام، كما يظن بعض العامة، لكن الأفضل أن يكون إحرامها في ملابس غير جميلة وغير لافتة للنظر، لأنها تختلط بالناس، فينبغي أن تكون ملابسها غير لافتة للنظر وغير جميلة، بل عادية ليس فيها فتنة، ولو أحرمت في ملابس جميلة صح إحرامها، لكنها تركت الأفضل.
أما الرجل فالأفضل أن يحرم في ثوبين أبيضين – إزار ورداء – وإن أحرم في غير أبيضين فلا بأس، وقد ثبت عن الرسول ، أنه لبس العمامة السوداء عليه الصلاة والسلام، فالحاصل أنه لا بأس أن يحرم في ثوب غير أبيض.
سؤال: امرأة أحرمت للعمرة ثم جاءها الحيض فخلعت إحرامها وألغت العمرة وسافرت فما هو الحكم ؟
الجواب: هذه المرأة لم تزل في حكم الإحرام وخلعها ملابسها التي أحرمت فيها لا يخرجها عن حكم الإحرام، وعليها أن تعود إلى مكة فتكمل عمرتها وليس عليها كفارة عن خلعها ملابسها وعودتها إلى بلادها إذا كانت جاهلة، لكنه إن كان لها زوج فوطأها قبل عودتها إلى أداء مناسك العمرة فإنها بذلك تفسد عمرتها، ولكن يجب عليها أن تؤدي مناسك العمرة وإن كانت فاسدة، ثم تقضيها بعد ذلك بعمرة أخرى، وعليها مع ذلك فدية وهي سُبع بدنة أو سُبع بقرة أو رأس من الغنم جذع ضأن أو ثني معز، يذبح في الحرم المكي، ويوزع بين الفقراء في الحرم عن فساد عمرتها بالوطء. وللمرأة أن تحرم فيما شاءت من الملابس وليس لها ملابس خاصة بالإحرام كما يظن بعض العامة، لكن الأفضل لها أن تكون ملابس الإحرام غير جميلة حتى لا تحصل فيها الفتنة، والله أعلم.
سؤال: هل حل ضفائر شعر المرأة أثناء إحرامها يعتبر محظوراً عليها أو إستعمالها الحناء في يدها أو قدميها ؟
الجواب: ليس فيه بأس، حل الضفائر ليس فيه شيء ولا تتعمد قطع الشعر، أما أن تنقض ضفائرها للغسل أو غير ذلك من الأسباب فلا بأس، المحرَّم قطع الشعر حتى تحل من إحرامها، أما كونها تحل الضفائر أو تغسل الرأس بشيء أو تختضب بالحناء أو ما أشبه ذلك فلا يضر، فليس فيه محظور، ولكن إذا خضبت يديها أو رجليها تسترها عن الناس، تكون ساترة لهما بالثياب أو الملابس هذه فتنة.
فلو خلط الحناء بما يشبة الطيب؟
لا. الطيب لا. ممنوع، لكن الحناء ليس معها شيء فلا بأس، لكن تكون اليد مستورة؛ مستورة اليد والرجل عند الطواف والسعي والوجود بين الرجال.
سؤال: ماذا تفعل المرأة المحرمة إذا سقطت من رأسها شعرة رغماً عنها ؟
الجواب: إذا سقطت من رأس المحرم – ذكراً أو أنثى – شعرات عند مسحه في الوضوء أو عند غسله لم يضره ذلك، وهكذا من لحية الرجل أو من شاربه أو من أظفاره شيء لا يضره إذا لم يتعمد ذلك، إنما المحظور أن يتعمد قطع شيء، أما شيء يسقط من غير تعمد فهذه شعرات ميتة تسقط عند الحركة فلا يضر والله أعلم.
سؤال: هل يجوز للحائض قراءة كتب الأدعية يوم عرفة على الرغم من أن بها آيات قرآنية ؟
الجواب: لا حرج أن تقرأ الحائض والنفساء الأدعية المكتوبة في مناسك الحج، ولا بأس أن تقرأ القرآن على الصحيح أيضاً، لأنه لم يرد نص صحيح صريح يمنع الحائض والنفساء من قراءة القرآن، إنما ورد في الجُنب خاصة بأن لا يقرأ القرآن وهو جنب، لحديث علي رضي الله عنه وأرضاه؛ أما الحائض والنفساء فورد فيهما حديث ابن عمر : ( لاتقرأ الحائض ولا الجنب شيئاً من القرآن ) ولكنه ضعيف؛ لأن الحديث من رواية إسماعيل بن عياش عن الحجازيين، وهو ضعيف في روايته عنهم .
ولكنها تقرأ بدون مس المصحف عن ظهر قلب، أما الجنب فلا يجوز له أن يقرأ القرآن لا عن ظهر قلب ولا من المصحف حتى يغتسل، والفرق بينهما أن الجنب وقته يسير وفي إمكانه أن يغتسل في الحال من حين يفرغ من إتيان أهله فمدته لا تطول والأمر في يده متى شاء اغتسل، وإن عجز عن الماء تيمم وصلى وقرأ، أما الحائض والنفساء فليس بيدهما وإنما هو بيد الله عز وجل فمتى طهرت من حيضها أو نفاسها اغتسلت، والحيض يحتاج إلى أيام والنفاس كذلك، ولهذا أبيح لهما قراءة القرآن لئلا تنسيانه، ولئلا يفوتها فضل القراءة، وتعلم الأحكام الشرعية من كتاب الله، فمن باب أولى أن تقرأ الكتب التي فيها الأدعية المخلوطة من الأحاديث والآيات إلى غير ذلك. هذا هو الصواب، وهو أصح قولي العلماء رحمهم الله في ذلك.
سؤال: هل من المباح للمرأة أن تأخذ حبوباً تؤجل بها الدورة الشهرية حتى تؤدي فريضة الحج؟ وهل لها مخرج آخر ؟
الجواب: لا حرج أن تأخذ المرأة حبوب منع الحيض تمنع الدورة الشهرية أيام رمضان حتى تصوم مع الناس، وفي أيام الحج حتى تطوف مع الناس ولا تتعطل عن أعمال الحج، وإن وجد غير الحبوب يمنع من الدورة فلا بأس إذا لم يكن فيه محذور شرعاً أو مضرة.
سؤال: كيف تصلي الحائض ركعتي الإحرام ؟ وهل يجوز للمرأة ترديد آي الذكر الحكيم في سرها ؟
الجواب: أ ) الحائض لا تصلي ركعتي الإحرام، تحرم من غير صلاة، وركعتا الإحرام سنة عند الجمهور، وبعض أهل العلم لا يستحبها، لأنه لم يرد فيها شيء مخصوص، والجمهور استحبوها لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال له عن الله عز وجل:( صلِّ في هذا الوادي المبارك وقل عمرة في حجة ) رواه البخاري في الصحيح، أي: في وادي العقيق في حجة الوداع، وجاء عن الصحابة أنه صلى ثم أحرم، فاستحب الجمهور أن يكون الإحرام بعد صلاة، إما فريضة وإما نافلة يتوضأ ويصلي ركعتين.
والحائض والنفساء ليستا من أهل الصلاة، فتحرمان من دون الصلاة، ولا يشرع لهما قضاء هاتين الركعتين.
ب) يجوز للمرأة الحائض أن تردد القرآن لفظاً على الصحيح، إما في قلبها فهذا عند الجميع، إنما الخلاف هل تتلفظ به أم لا؟
بعض أهل العلم حرم ذلك وجعل من أحكام الحيض والنفاس تحريم قراءة القرآن ومس المصحف، والصحيح جواز قراءتها للقرآن عن ظهر قلب لا من المصحف، لأنهما لم يرد فيهما نص صحيح يمنع ذلك بخلاف الجنب، فإنه ممنوع حتى يغتسل أو يتيمم عند عدم القدرة على الغسل كما تقدم.
سؤال: لا شك أن الإفاضة ركن من أركان الحج، فإذا تركته الحائض لضيق الوقت ولم يتسع الوقت لانتظار الطهر فما الحكم ؟
الجواب: الواجب عليها وعلى وليها الانتظار حتى تطهر وتتطهر وتطوف طواف الإفاضة لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لما قيل له إن صفية قد حاضت: ( أحابستنا هي؟ ) فلما أُخبر أنها قد أفاضت، قال: ( انفروا ) لكن إذا لم يمكنها الانتظار وأمكنها العودة لأداء الطواف، جاز لها أن تسافر ثم تعود بعد الطهر لأداء الطواف، فإن لم يمكنها العودة أو خافت أن لا يمكنها ذلك كسكان البلاد البعيدة عن مكة المكرمة كأهل المغرب وأندونيسيا وأشباه ذلك جاز لها على الصحيح أن تتحفظ وتطوف بنية الحج، وأجزأها ذلك عند جمع من أهل العلم منهم شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم – رحمة الله عليهما – وآخرون من أهل العلم.
سؤال: سافرت امرأة إلى الحج، وجاءت العادة الشهرية منذ خمسة أيام من تاريخ سفرها وبعد وصولها الميقات اغتسلت وعقدت الإحرام وهي لم تطهر من العادة، وحين وصولها إلى مكة المكرمة ظلت خارج الحرم ولم تفعل شيئاً من شعائر الحج أو العمرة، ومكثت يومين في منى ثم طهرت واغتسلت وأدت جميع مناسك العمرة وهي طاهرة، ثم عاد الدم إليها وهي في طواف الإفاضة للحج، إلا أنها استحت وأكملت مناسك الحج، ولم تخبر وليها إلا بعد وصولها إلى بلدهم، فما حكم ذلك ؟
الجواب: إذا كان الواقع هو ما ذكره السائل فعلى المرأة المذكورة أن تتوجه إلى مكة وتطوف بالبيت العتيق سبعة أشواط بنية الطواف عن حجها بدلاً من الطواف الذي حاضت فيه، وتصلي بعد الطواف ركعتين خلف المقام أو في أي مكان من الحرم وبذلك يتم حجها. وعليها دم يذبح في مكة لفقرائها إن كان لها زوج قد جامعها بعد الحج؛ لأن المحرمة لا يحل لزوجها جماعها إلا بعد طواف الإفاضة ورمي الجمرة يوم العيد والتقصير من رأسها، وعليها السعي بين الصفا والمروة إن كانت لم تسع إذا كانت متمتعة بعمرة قبل الحج، أما إذا كانت قارنة أو مفردة للحج فليس عليها سعي ثان إذا كانت قد سعت مع طواف القدوم. وعليها التوبة إلى الله سبحانه وتعالى مما فعلت من طوافها حين الحيض ومن خروجها من مكة قبل الطواف، ومن تأخيرها الطواف هذه المدة الطويلة، نسأل الله أن يتوب عليها.
سؤال: امرأة حجت مع زوجها وفي يوم عرفة فوجئت بالحيض، والمعلوم أنها تفعل ما يفعله الحاج إلا الطواف بالبيت، وشاهد ذلك حديث عائشة، ولكن هل تبقى في مكة حتى تطوف طواف الإفاضة أم ماذا تفعل؟ وماذا يلزمها في حالة بقائها إذا كان من معها قد ذهبوا من مكة ؟
الجواب: الواجب على من نزل بها الحيض أو النفاس قبل أن تطوف طواف الإفاضة البقاء في مكة حتى تكمل حجها لقوله صلى الله عليه وسلم، لما أُخبر عن صفية يوم النحر أنها حائض، قال:( أحابستنا هي؟ ) فقالوا: يا رسول الله قد أفاضت فقال: ( انفروا ) متفق عليه، لكن ذكر أهل العلم أن من لم يستطع البقاء إلى أن تطهر جاز لها النفير ثم الرجوع إلى مكة لتكمل حجها لقول الله سبحانه: { فاتقوا الله ما استطعتم } وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم ) متفق عليه. وليس لزوجها إن كانت ذات زوج أن يقربها حتى تعود إلى مكة وتكمل حجها. أما طواف الوداع فيسقط عن الحائض والنفساء، لما ثبت في "الصحيحين" عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ( أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت إلا أنه خفف عن المرأة الحائض ) والله ولي التوفيق.
سؤال: إذا حاضت المرأة قبل أن تطوف طواف الإفاضة فما حكمها؟ علماً بأنها فعلت كل بقية المناسك، واستمر حيضها حتى بعد أيام التشريق ؟
الجواب: إذا حاضت المرأة قبل طواف الحج أو نفست، أنه يبقى عليها الطواف حتى تطهر فإذا طهرت تغتسل وتطوف لحجها ولو بعد الحج بأيام ولو في المحرم ولو في صفر حسب التيسير، وليس له وقت محدود، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أنه لا يجوز تأخيره عن ذي الحجة، ولكنه قول لا دليل عليه، بل الصواب جواز تأخيره، ولكن المبادرة به أولى مع القدرة، فإن أخره عن ذي الحجة أجزأه ذلك ولا دم عليه، والحائض والنفساء معذورتان فلا حرج عليهما، لأنه لا حيلة لهما في ذلك، فإذا طهرتا طافتا سواء كان ذلك في ذي الحجة أو في المحرم.
سؤال: إذا طاف الحاج طواف الإفاضة فهل يحل له النساء مدة أيام التشريق ؟
الجواب: إذا طاف الحاج طواف الإفاضة لم يحل له إتيان النساء إلا إذا كان قد استوفى الأمور الأخرى كرمي الجمرة والحلق أو التقصير وعند ذلك يباح له النساء وإلا فلا.
والطواف وحده لا يكفي بل لا بد من رمي الجمرة يوم العيد، ولا بد من حلق أو تقصير، ولابد من الطواف والسعي إن كان عليه سعي، وبهذا يحل له مباشرة النساء أما بدون ذلك فلا، ولكن إذا فعل اثنين من ثلاثة بأن رمى وحلق أو قصر، فإنه يباح له اللبس والطيب ونحو ذلك ما عدا النكاح، وهكذا لو رمى وطاف أو حلق فإنه يحل له الطيب واللباس المخيط ومثله الصيد وقص الظفر وما أشبه ذلك، لكن لا يحل له جماع النساء إلا باجتماع الثلاثة: أن يرمي جمرة العقبة، ويحلق أو يقصر، ويطوف طواف الإفاضة، ويسعي إن كان عليه سعي كالمتمتع، بعد هذا كله تحل له النساء. والله أعلم.
سؤال: هل يجوز الاستنابة في رمي الجمار للعاجز عن مباشرة الرمي لمرض ونحوه ؟
الجواب: نعم يجوز الاستنابة في رمي الجمار للعاجز عن مباشرة الرمي، وذلك لمرض أو كبر سن أو صغر، وكذا لمن يخشى على غيره كالحامل وذات الطفل التي لا تجد من يحفظ طفلها حتى ترجع، لما عليهما من الخطر والضرر في مزاحمة الناس وقت الرمي، وقد نص أهل العلم على هذه المسألة واحتجوا عليها بما رواه أحمد و ابن ماجه عن جابر قال: حججنا مع رسول الله، معنا النساء والصبيان، فلبينا عن الصبيان، ورمينا عنهم، ومن الحُجَّة على ذلك أيضاً قوله تعالى: { فاتقوا الله ما استطعتم } وقوله تعالى: { ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة } (البقرة:195) وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ) وقوله عليه الصلاة والسلام: ( لا ضرر ولا ضرار ) .
سؤال: ألبس في الإحرام الجوارب السوداء حتى تستر قدمي، وأطوف بهن وقيل إن هذا يبطل الإحرام وعليك دم، أرجو من سماحتكم إفادتي عن حكم لبسي لهن في الإحرام والطواف والصلاة ؟ جزاكم الله خيراً .
الجواب: هذا عمل طيب تشكرين عليه لما فيه من ستر العورة والبعد عن أسباب الفتنة، والذي قال لك إن عليك دماً في ذلك قد أخطأ وغلط، وإنما الممنوع في حق المحرمة لبس القفازين خاصة، أما لبس الجوربين في القدمين فلا بأس به في حق المرأة بل لابد منه في الطواف والصلاة، ولا مانع أن تحتاط عن ذلك بالملابس الضافية التي تستر قدميها في الطواف والصلاة، ولا يشترط أن تكون الجوارب سوداء بل لا مانع من لبس غير السود مع مراعاة أن تكون ساترة للقدمين، وفق الله الجميع لإصابة الحق إنه سميع مجيب.
سؤال: المرأة النفساء إذا بدأ نفاسها يوم التروية، وأكملت أركان الحج عدا الطواف والسعي إلا أنها لاحظت أنها طهرت مبدئياً بعد عشرة أيام فهل تتطهر وتغتسل وتؤدي الركن الباقي الذي هو طواف الحج ؟
الجواب: نعم إذا نفست في اليوم الثامن مثلاً فلها أن تحج وتقف مع الناس في عرفات ومزدلفة، ولها أن تعمل ما يعمل الناس من رمي الجمار والتقصير ونحر الهدي وغير ذلك، ويبقى عليها الطواف والسعي تؤجلهما حتى تطهر، فإذا طهرت بعد عشرة أيام أو أكثر أو أقل، اغتسلت وصلت وصامت وطافت وسعت.
وليس لأقل النفاس حد محدود فقد تطهر في عشرة أيام أو أقل من ذلك أو أكثر لكن نهايته أربعون يوماً فإذا تمت الأربعون ولم ينقطع الدم فإنها تعتبر نفسها في حكم الطاهرات، تغتسل وتصلي وتصوم وتعتبر الدم الذي بقي معها على الصحيح – دم فساد – تصلي معه وتصوم وتحل لزوجها، لكنها تجتهد في التحفظ منه بقطن ونحوه وتتوضأ لوقت كل صلاة، ولا بأس أن تجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء كما أوصى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، حمنة بنت جحش بذلك.
سؤال: امرأة تسأل وتقول: كان عليها العذر أي حائض، وأراد أهلها الذهاب للعمرة حيث لا يبقى عندها أحد فيما لو تأخرت عنهم، وذهبت معهم للعمرة وأكملت كل شروط العمرة من طواف وسعي كأن لم يكن عليها عذر وذلك جهلاً وخجلاً من أن تعلم وليها بذلك لا سيما أنها أمية لا تعرف القراءة والكتابة. ماذا يجب عليها ؟
الجواب: إذا كانت أحرمت معهم بالعمرة فعليها أن تعيد الطواف بعد الغسل وتعيد التقصير من الرأس، أما السعي فيجزئها في أصح قولي العلماء، وإن أعادت السعي بعد الطواف فهو أحسن وأحوط، وعليها التوبة إلى الله سبحانه من طوافها وصلاتها ركعتي الطواف وهي حائض.
وإن كان لها زوج، لم يحل له وطئها حتى تكمل عمرتها، فإن كان قد وطئها قبل أن تكمل عمرتها فسدت العمرة وعليها دم، وهو رأس من الغنم، جذع ضأن أو ثني معز يذبح في مكة للفقراء، وعليها أن تكمل عمرتها كما ذكرنا آنفاً، وعليها أن تأتي بعمرة أخرى من الميقات الذي أحمرت منه بالعمرة الأولى بدلاً من عمرتها الفاسدة، أما إن كانت طافت معهم وسعت مجاملة وحياء وهي لم تحرم بالعمرة من الميقات، فليس عليها سوى التوبة إلى الله سبحانه؛ لأن العمرة والحج لا يصحان بدون إحرام، والإحرام هو نية العمرة أو الحج أو نيتها جميعاً.
أولاً: الأشهر الحرم.
وهي شهر ذي القعدة, وشهر ذي الحجة, وشهر الله المحرم, وشهر رجب.
قال تعالى:( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ).
ومن الأحكام الشرعية المتعلقة بها حرمة القتال فيها.
وكان أهل الجاهليةِ يحترمونها فإذا رأى ولي المقتول قاتله لم يقتله إلا بعد انتهاء الأشهر الحرم.
ومن الحكمة من تحريمها تأمين طريق الحج والعمرة.
فالحج يكون في شهر ذي الحجة فكان من حكمة الله أن يُحَرِّم شهراً قبله وشهراً بعده لتأمين طريق الحاج في الذهاب والإياب.
وكانت العرب لا تعتمر في أشهر الحج, وإنما تعتمر في رجب.
فحرم الله ذلك الشهر لتأمين طريق المعتمرين ولم تكن العرب ملتزمة بحرمة شهر رجب إلا مُضَر فقد كانوا يحترمونه لذلك يسمى"رجب مُضَر".
ولا زالت حرمة الظلم في هذه الأشهر أعظم من الظلم في غيرها.
ولم يعد لتخصيص شهر رجب بالعمرة أي فضل ومزيَّة بل صارت العمرة مشروعة وطريقها محترمة في جميع أوقات السنة.
ثانياً: أشهر الحج.
اتفق العلماء على أن أشهر الحج تبدأ من غروب شمس آخر يوم من رمضان حيث تكون تلك أول ليله من شهر شوال وهو أول أشهر الحج , واتفقوا على أن شهر شوال وشهر ذي القعدة والعشر الأولى من ذي الحجة أنها من أشهر الحج.
واختلفوا في أيام التشريق إلى ما بعدها من أيام شهر ذي الحجة هل هي من أشهر الحج أم لا؟ و الأظهر أنها منها.
ومن الأحكام المتعلقة بأشهر الحج أنها تَصِحُّ فيها عمرة التمتع فمن اعتمر في شوال من غير حاضري المسجد الحرام وبقي في مكة إلى الحج فهو متمتع.
ومن اعتمر في رمضان وبقي في مكة إلى الحج فأنه يكون مفرداً, لأنه اعتمر قبل أشهر الحج. وهذا على القول الصحيح من قَوْلَيْ العلماء.
فينبغي على المسلم أن يتعلم أحكام دينه, وأن يعرف الفرق بين الأشهر الحرم, وأشهر الحج, ويعمل بما تقتضيه تلك المعرفة.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين…
كتبه: أبو عمر أسامة من عطايا العتيبي.
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله ومبلغ الناس شرعه وصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وسلام تسليما كثيرا
أما بعد: أيها المؤمنون عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله فإن من اتقى الله وقاه وأرشده إلى خير أمور دينه ودنياه وتقوى الله جل وعلا هي خير زاد يبلِّغ إلى رضوان الله جعلني الله وإياكم من عباد المتقين
عباد الله إن الله عز وجل ذو حكمة بالغة في خلقه يخلق ما يشاء ويختار يصطفي من خلقه ما يشاء ويفضل بعضهم على بعض عن حكمة بالغة وحجة سابغة فالخلق خلق الله والأمر أمره جلّ وعلا عباد الله فضل سبحانه وتعالى من الأشخاص محمد صلى الله عليه وسلم فهو سيد ولد آدم وفضل الرسل على الأنبياء وفضل الأنبياء على سائر البشر وفضل في الأمكنة مكة المكرمة ثم المدينة النبوية المنورة وفضل في الأوقات أوقاتاً عديدة وأزمة فاضلة ففي الشهور عباد الله فضل جل وعلا شهر رمضان وفي الليالي فضّل الليالي الأخيرة من شهر رمضان وليلة القدر خير من ألف شهر وفي الأيام عباد الله يوم عرفة خير الأيام وسيدها.
عباد الله وإن من الأيام العظيمة الفاضلة يوم عاشوراء اليوم العاشر من شهر الله المحرم عباد الله إنه يوم صالح عظيم جاء في فضله أحاديث عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وحثّ صلى الله عليه وسلم على صيامه ورغب في ذلك وصامه عليه الصلاة والسلام وصامه صحابته الأخيار جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله ) عباد الله إن يوم عاشوراء يوم عظيم حدث للناس فيه نعمة عظيمة ومنة جسيمة جليلة ألا وهي عباد الله أن الله تبارك وتعالى في هذا اليوم العظيم أنجى موسى ومن معه وأغرق فرعون ومن معه لما قدم النبي عليه الصلاة والسلام المدينة رأى اليهود يصومون يوم عاشوراء فقال ما هذا؟ قالوا هذا يوم صالح وفي رواية قالوا هذا يوم عظيم نجا الله فيه موسى ومن معه وأغرق فيه فرعون ومن معه فصامه موسى شكرا لله عز وجل فنحن نصومه لذلك فقال صلوات وسلامه عليه (نحن أحقّ وأولى بموسى منكم) فصامه عليه الصلاة والسلام وأمر الصحابة الكرام بصيامه
ثم إن صيام يوم عاشوراء كان في بداية الإسلام فرضا لازما وواجبا محتما ثم إنه لما نزلت فريضة الصيام صيام شهر رمضان أصبح صيامه أمرا مستحبا فقال عليه الصلاة والسلام (يوم عاشوراء يوم من أيام الله فمن شاء منكم صام ومن شاء أفطر) أو كما قال عليه الصلاة والسلام فصيام هذا اليوم يوم عاشوراء مستحب للمسلمين ـ عبادَ الله ـ شكرا لله جل وعلا على تلك النعمة العظيمة والمنة الجسيمة وطلبا لعظيم موعوده سبحانه الذي أعده للصائمين لهذا اليوم حيث قال عليه الصلاة والسلام (أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله) ثم إن الصيام عباد الله طاعة عظيمة وعبادة جليلة ثوابها عند الله عظيم وقد ثبت في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (من صام يوما في سبيل الله باعد به وجهه عن النار سبعين خريفا) عباد الله والسنة في صيام عاشوراء أن يصوم المسلم يوما قبله لأنه ثبت في الحديث الصّحيح أن الصحابة رضي الله عنهم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم إن اليهود يصومون هذا اليوم ويتخذونه عيدا ويعظمونه فقال عليه الصلاة والسلام (لئن بقيت إلى العام المقبل لأصومن التاسع ) أي (مضافا ومضموما إلى العاشر ) .
فالسنة عباد الله أن يصوم المسلم يوم عاشوراء طلبا لهذا الأجر العظيم وأن يصوم معه اليوم التاسع مخالفة لليهود واقتداء بنبينا الكريم عليه الصلاة والسلام.
عباد الله حدث في هذا اليوم كما تقدم حدث عظيم جليل فيه عبرة بالغة وحجة ظاهرة وآية باهرة تدل على كمال قدرة الله وعظيم انتقامه وشدة بطشه جل وعلا في هذا اليوم أغرقَ الله جل وعلا فرعون وقومه وقد ذكر عز وجل قصة فرعون مفصّلة في مواضع عديدة من القرآن وأخبر جل وعلا أن فرعون علا في الأرض واشتد بطشه وزاد إسرافه وإفساده وتعاليه على عباد الله ثم إن الله عز وجل أذن وأمر موسى ومن معه أن يسري بقومه إلى حيث جهة البحر الأحمر فانطلق موسى بقومه من بني إسرائيل إلى جهة البحر الأحمر ليلا ثم إن الله عز وجل أخرج موسى ومن معه لحكمة يريدها وأمرٍ عظيم يريده جل وعلا فلما خرج موسى وعلم فرعونُ بخروجه أرسل في المدائن حاشرين يجمعون له جنوده ويجيشون له جيوشه وتأمّل هذا السياق الكريم حيث يبين لنا جل وعلا هذا الحدث العظيم يقول جل وعلا: ﴿وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي إنكم متبعون فأرسل فرعون في المدائن حاشرين إن هؤلاء لشرذمة قليلون وإنهم لنا لغائظون وإنا لجميع حاذرون فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم كذلك وأورثناها بني إسرائيل فأتبعوهم مشرقين فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون قال كلا إن معيَ ربي سيهدين فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكام كل فرق كالطود العظيم وأزلفنا ثَمَّ الآخرين وأنجينا موسى ومن معه أجمعين ثم أغرقنا الآخرين إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم﴾ الشعراء: ٥٢ – ٦٨
وقال جنوده قد بلغنا فإن وقفنا أهلكنا فقال موسى بإيمان ثابت وقلبا مطمئن وثقة بالله العظيم كلا أي أنهم لن يدركوننا ﴿قال كلا إن معيَ ربي سيهدين﴾ الشعراء: ٦٢
فأذن الله عز وجل وأوحى إلى كليمه موسى عليه السلام أن يضرب بعصاه البحر فضرب بعصاه البحر فانفلق البحر قطعا عديدة اثنا عشر قطعة كل قطعة منها أصبحت كالطود العظيم أي كالجبل الكبير تأمل رعاك الله تأمل قدرة الله جل وعلا الماء السيَّال وقف وقوفا الجبال إنها حجة بالغة وآية ظاهرة على كمال قدرة الله جل وعلا الماء السيال وقف وقوفا الجبال ثم إن الأرض التي كان عليها الماء وهي أرض وحل وزلق أذن الله عز وجل لها فيبست ﴿فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى﴾ طه: ٧٧ تفتحت الطرق وجاء الفرج حيث حصلت شدة الكرب ومضى موسى ومن معه بأمان مسرعين مع هذه الفجاج التي يسرها الله لهم من خلال البحر ومن بين المياه فمضوا والمياه إلى جنبتيهم قائمة على أرض يابسة فما أعظمها من آية ولما وصل فرعون وجنوده إلى البحر وخرج موسى ومن معه إلى الطرف الآخر أراد موسى عليه السلام أن يضرب بعصاه البحر لأن لا يدخل فرعون فيصل إليه فقال الله عز وجل: ﴿واترك البحر رَهْوًا إنهم جند مغرقون﴾ الدخان: ٢٤ لما وصل فرعون البحر ازداد في كبريائه وعتوه وتعاليه والتفت إلى قومه وقال لهم بكبرياء وتعاظم إنني أنا الذي أمسكت الماء لأدرك هذه الشرذمة القليلة والفئة الخارجة فأضل قومه فاتبعوه فدخل البحر وتبعه قومه معه وقد ذكر في كتب التاريخ أن عدد الخيل التي كانت معهم تصل إلى مائة ألف فدخلوا أجمعين داخل البحر فلما تكاملوا دخولا من أولهم إلى آخرهم ارتطم عليهم الماء فغرقوا أجمعين من أولهم إلى آخرهم بما فيهم عدو الله فرعون وكان هذا المنظر على مرأى من قوم موسى ليكون ذلك أقر لأعينهم وأشفى لصدورهم ثم إن فرعون لما عاين الموت قال: ﴿وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعَدْوًا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين﴾ يونس: ٩٠ فقال الله جل وعلا: ﴿ءآلآن وقد عصيت قبلُ وكنتَ من المفسدين فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون﴾ يونس: ٩١ – ٩٢ آمن حيث لا ينفع الإيمان يقول الله تعالى: ﴿وليس التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبتُ الآن﴾ النساء: ١٨ ويقول صلى الله عليه وسلم (يقبل الله توبة أحدكم ما لم يغرغر). آمن حيث لا ينفع الإيمان ثم إن الله عز وجل نجى بدنه فأخرجه لبني إسرائيل ليروا هذه الآية العظيمة الدالة على كمال الله وعظيم قدرته سبحانه إن موسى عليه السلام صام هذا اليوم يوم عاشوراء شكرا لله على هذه النعمة العظيمة ونحن أمّةَ الإسلام نصوم هذا اليوم شكرا لله عز وجل على نعمته العظيمة ونسأله جل وعلا المزيد من فضله نسأله جل وعلا المزيد من فضله ونسأله سبحانه نصره وعونه وتوفيقه فالأمور بيدي الله ومقاليد السماوات والأرض بيده يقلبها كيف يشاء ويقضي فيها بما يريد لا رادّ لحكمه ولا معقب لقضائه أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم
الحمد لله عظيم الإحسان واسع الفضل و الجود والامتنان وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وسلم تسليما كثيرا
أما بعد: عباد الله اتقوا الله تعالى عباد الله لقد عرفنا من خلال ما سبق ما يشرع للمسلمين فعله في يوم عاشوراء وأن السنة في هذا اليوم صيامه شكرا لله وتحريا لعظيم موعوده للصائمين وأعظم الناس أجرا في الصيام أكثرهم فيه ذكرا لله عز وجل هذه هي السنة في يوم عاشوراء.
عباد الله وقد شاء الله جل وعلا أن يقع في هذا اليوم حدث عظيم وذلك في سنة واحد وستين للهجرة حيث إنه في هذا اليوم قتل الحسين بن علي رضي الله عنه قتل رضي الله عنه ظلما وجَوْرا وعدوانا وإن قتله يعده أهل الإيمان مصيبة عظيمة ورزية كبيرة ولكن المسلم مأمور بالمصاب أيَّ مصاب كان أن يصبر ويحتسب وأن يسترجع وأن يفوّض أمره إلى الله قال الله عز وجل: ﴿وبشِّر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون﴾ البقرة: ١٥٥ – ١٥٦ وقد قتل قبل الحسين من هم أفضل منه قتل والده علي بن أبي طالب وقتل عثمان بن عفان وقتل عمر بن الخطاب وقتل من هو أفضل من هؤلاء فقتل أنبياء لله عز وجل وليس يُطلب من الناس في المصائب سوى الاسترجاع والصبر على المصاب ورجاء موعود الله جل وعلا للصابرين إلا أنه حصل أن وجد مذهبان منحرفان على إثر هذا الحدث المذهب الأول اتخذ يوم مقتل الحسين مأتما يظهرون فيه الحزن والبكاء والنياحة ولطم الخدود وشق الجيوب وكل هذه الأعمال ليست من أعمال الإسلام وليست من دين الله بل جاء دين الله بالتحذير منها جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونها الفخر في الأحساب والطعن في الأنساب والاستسقاء بالنجوم والنياحة على الميت) والنائحة إذا لم تتب تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب وجاء في الحديث الآخر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ليس منا من لطم الخدود وشقَّ الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية ) وثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم (أنا بريء من السالقة والحالقة والشاقة) والسالقة عباد الله التي ترفع صوتها بالبكاء والنحيب عند المصيبة والحالقة التي تحلق شعرها وتقطع شعرها عند المصيبة والشاقة التي تشق ثوبها عند المصيبة والحكم يتناول الرجال و النساء ولكن ذكر عليه الصلاة والسلام النساء لأن هذا هو الغالب فيهن
وأما المذهب الآخر فهو مذهب على النقيض لهذا المذهب وهو مذهب من يناصبون آل البيت العداء فاتخذوا هذا اليوم يوم فرح وسرور ويوم عيد وحبور يوسعون فيه على الأولاد ويتبادلون فيه الهدايا ويصنعون فيه أنواعا من الأطعمة المخصوصة ويجعلونه يوم فرح وسرور وذاك المذهب باطل وهذا المذهب باطل ودين الله وسط بين الغلو والجفاء والإفراط والتفريط والواجب عباد الله أن نعرف لآل البيت حقهم ولكن دون غلو وجفاء ودون إفراط وتفريط رحم الله الحسين ورضي عنه وأسكنه الجنة وهو وأخوه الحسن سيدا شباب الجنة كما جاء ذلك في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ونسأل الله جل وعلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجمعنا وإياكم وإياه في جنات نعيم مع الأنبياء والصحابة وآل البيت والتابعين وأن يهدينا وإياكم سواء السبيل وأن يرزقنا التمسك بالسنة والسير على وفقها وأن يجنبنا البدع وأن يعيذنا منها
وصلوا رعاكم الله على محمد بن عبد الله كما أمركم الله بذلك في كتابه: ﴿إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما﴾ الأحزاب: ٥٦ وقال صلى الله عليه وسلم (من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا) اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وارض اللهم على الخلفاء الراشدين الأئمة المهدين أبي بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان ذي النورين وأبي السبطين علي وارض اللهم عن الصحابة أجمعين وعن التابعين ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بمنك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين اللهم احم حوزة الدين يا رب العالمين اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين اللهم انصر من نصر الدين اللهم انصر إخواننا المجاهدين في كل مكان اللهم انصرهم في فلسطين وفي كل مكان اللهم انصرهم نصر مؤزرا اللهم أيدهم بتأيدك واحفظهم بحفظك يا ذا الجليل والإكرام اللهم وعليك بأعداء الدين فإنهم لا يعجزونك اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم اللهم اكفنا إياهم بما تشاء فلا لا حول لنا ولا قوة إلا بك اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى وأعنه على البر والتقوى وسدده في أقواله وأعماله وألبسه ثوب الصحة والعافية وارزقه البطانة الصالحة الناصحة اللهم وفق جميع ولاة أمر المسلمين اللهم وفقهم لما تحب وترضى اللهم سددهم في أقوالهم وأعمالهم اللهم ألهمهم الهداية والسداد والصواب يا ذا الجلال والإكرام اللهم آتي نفوسنا تقواها زكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم أصلح ذات بيننا وألف بين قلوبنا واهدنا سبل السلام وأخرجنا من الظلمات إلى النور وبارك لنا في أعمالنا وأموالنا وأزواجنا وذرياتنا وأوقاتنا واجعلنا مباركين أينما كنا اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجلّه أوله وآخره سره وعلنه اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أنت أعلم به منا أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين ونفس كرب المكروبين واقض الدين عن المدينين واشف مرضانا ومرضى المسلمين واغفر وارحم لموتى المسلمين يا ذا الجلال والإكرام ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار .
عباد الله اذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
بارك الله فيك اخي ابو سليمان على التوضيح
ارجو ان يستفيد الجميع من خبرة اخي الكريم
جزاك الله خيرا أخي على الطرح الرائع
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله و أصحابه والتابعين لهم بإحسان وسلم تسليما أما بعد أيها الناس فإننا في هذه الأيام نستقبل عاماً جديداً إسلامياً هجرياً ابتداء عهد سنواته من أجل مناسبة في الإسلام ألا وهي هجرة النبي صلى الله عليه وسلم التي ابتدأ بها تكوين أول دولة إسلامية في أول بلد إسلامي مستقل يحكمه المسلمون ولم يكن التاريخ السنوي معمولاً به في أول الإسلام حتى كانت خلافة عمر رضي الله عنه واتسعت رقعة الإسلام واحتاج الناس إلى التاريخ في أعطياتهم وغيرها وفي السنة الثالثة أو الرابعة من خلافة عمر رضي الله عنه كتب إليه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه أنه يأتينا منك كتب ليس لها تاريخ فجمع عمر رضي الله عنه الصحابة رضي الله عنهم فاستشارهم فيقال إن بعضهم قال أرخوا كما تؤرخ الفرس بملوكها كلما هلك ملك أرخوا بولاية من بعده ولكن جمهور الصحابة كرهوا ذلك وقال آخرون أرخوا بتأريخ الروم ولكن الجمهور أيضاً كرهوا ذلك فقال بعضهم أرخوا من مولد النبي صلى الله عليه وسلم وقال آخرون أرخوا من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وقال آخرون من هجرته فقال عمر رضي الله عنه الهجرة فرقت بين الحق والباطل فأرخوا بها فأرخوا من الهجرة واتفقوا على ذلك ثم تشاورا من أي شهر يكون ابتداء السنة فقال بعضهم يكون ابتداء السنة من رمضان لأنه الشهر الذي أنزل الله فيه القرآن وقال بعضهم يكون ابتداء السنة من ربيع الأول لأنه الشهر الذي قدم فيه النبي صلى الله عليه وسلم المدينة مهاجراً واختار عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أن يكون ابتداء السنة من المحرم لأنه شهر حرام يلي شهر ذي الحجة الذي يؤدي المسلمون فيه حجهم الذي به تمام أركان دينهم وكانت فيه بيعة الأنصار للنبي صلى الله عليه وسلم والعزيمة على الهجرة فكان ابتداء السنة الإسلامية الهجرية من الشهر المحرم الحرام وفي هذه الأيام ودع المسلمون أحد القرون الهجرية ودعوه على ما فيه من خير وشر وسرور وأحزان وخوف وأمان وسعة في العيش وضيق واستقبلوا قرناً جديداً لا يعلم أحداً مستقبل المسلمين فيه سوى الله عز وجل لكن الأحوال مخيفة تنذر بنتائج مدمرة فإن سنة الله في خلقه واحدة (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا) (محمد:10) إن المسلمين اليوم في حال يرثى لها إضاعة للصلوات واتباع للشهوات ومنع للزكوات وانتهاك للحرمات وتفريط في الواجبات وقطع للأقارب وتهاجر فيما بينهم و تساب وتشاحن لا على مستوى الحكومات فقط ولكن حتى على مستوى الأفراد فبأي حبر يستمسكون به ولأي هدف يسيرون كثير من المسلمين اليوم أضاع أوقاته في اللهو والإضاعة والتسكع في البلاد بدون فائدة كأنهم حيارى لا يريدون إلا أن يقتلوا الوقت بضياعه هنا وهناك كثير من الناس اليوم نسوا آخرتهم بما انشغلوا به من أمور ديناهم فآثروا ما أثر ما خلق لهم على ما خلقوا له أثروا الحياة الدنيا على الآخرة كأنهم لا يسمعون في كل جمعة غالباً لا يسمعون قول الله عز وجل (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا* وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى) (الأعلى:17) كأنهم لا يقرءون قول الله عز وجل (فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى) (النازعـات:39) تجد كثيراً من الناس مشغولين بالمضاربات التجارية من بيع وشراء وتأجير وبناء جعلوا هذا أكبر همهم حتى إذا حضروا إلى العبادة والصلاة فإن غالبهم حاضر الجسم غائب القلب كثير من المسلمين اليوم من انتهكوا أم الخبائث مفتاح كل شر من شربوا الخمر إما علانية وإما خفاء وإننا لنسمع أن الخمر يباع في بلاد بعض المسلمين كما يباع الشراب الحلال الطيب يباع علناً في الأسواق يباع علناً في كل مكان ويشرب في الأسواق من غير نكير له يستحلونه كما يستحلون أطيب الشراب فبالله عليكم أهذه حال المسلمين أهذه حال يرجى من ورائها أن ينصر المسلمون أو يجتمعوا على الحق لا والله لا يمكن ذلك حتى يكونوا أمة صالحة متفقة على تحكيم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإن من المسلمين اليوم من المسلمين اليوم من قام بمحادة الله ورسوله يدعون إلى ضد ما دعى الله ورسوله إليه يدعوا الله ورسوله إلى الأخلاق والفاضلة والبعد عن الفحشاء والمنكر وهم يدعون إلى أسباب الفحش والفجور و الفساد ومما يدعون إليه اختلاط النساء بالرجال وإلغاء الفوارق بين النساء والرجال يدعون إلى ذلك إما بصريح القول وإما بالتخطيط الماكر البعيد والعمل من وراء الستار وهذا عين المحادة لشريعة الله وهذا هو فتح باب الشر والفساد فلقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعزل النساء عن الرجال حتى في أماكن العبادة ويقول خير صفوف النساء أخرها وشرها أولها لأن أخرها أبعد من الرجال فكان خيرها وأولها أقرب إلى الرجال فكان شرها ولقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن المشتبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال لماذا لأجل أن يكون كل جنس من هذا وهذا متميزا عن الآخر مفترقاً عنه حتى في اللباس وغيره وهؤلاء الذين يدعون إلى اختلاط النساء بالرجال ويدعون إلى مشاركتهنّ لهن في العمل في الأماكن وفي الأسواق وغيرها هؤلاء محادون لله ورسوله وهم حرب على الإسلام وإن كانوا من أبناء الإسلام فنسأل الله أن يقينا شرهم وشر أعداء المسلمين المتظاهرين بالشر ولو تأملت حال المسلمين اليوم ولا يمكننا أن نحصر الضلالات التي وقع فيها كثير من المسلمين لا يمكننا أن نحصرها في هذا المقام لأنها تستدعي كلاماً طويلاً ولكن لو تأملات حالهم اليوم حال المسلمين لرأيت أمراً مروعاً محزناًُ لكل مؤمن غيور على دينه لكل مؤمن خائفاً من عقوبة ربه ولهذا ظهرت بوادر العقوبات ظهرت بوادر العقوبات فكثرت الحوادث الكونية من الزلازل والفيضانات والدهور والغلاء وكثرت الفتن الدينة والدموية وحاط ببعض الناس ما ذكره الله تعالى بقوله (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ) (الأنعام:65) فمن العذاب من فوق هذه الفيضانات التي ينهمر بها ماء السماء ومن العذاب من تحت هذه الزلازل التي تدمر القرى والمدن ومن لبس الشيع هذه الفتن والحروب التي تجري بين الناس اليوم أيها المسلمون إننا في طالع هذا القرن على الرغم مما عليه حال المسلمين لنرى في المسلمين طليعة خير وإقبال على الإسلام لنا في المسلمين طليعة خير و إقبال على الإسلام وتجديدً لما اندثر منه وتقدم للمسلمين إلي ما كان عليه نبيهم صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون نرى هذا الطليعة تقبل على العلم وتقبل على العبادة نراءهم شباباً يرجى أن يجدد الله على أيديهم ما أندثر من دينهم إننا نجد هؤلاء الشباب شباباً ليسوا في العربية السعودية فحسب ولكن فيها وفي سائر بلاد المسلمين كما نسمع شباب يدينون بالنصيحة لله تعالى ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم شباب يدعون إلى سبيل ربهم بالحكمة والموعظة الحسنة ويجادلون بالتي هي أحسن من يجادل وهذا مفتاح قول النبي صلى الله عليه وسلم ( لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك ) رواه البخاري وإننا لنسأل الله تعالى أن يأخذ بأيديهم إلى ما فيه خير الأمة وصلاح الدين وأن يعم شعوب المسلمين بالصلاح والفلاح والنصر العزيز والفتح المبين إن هذه الأمة وهذه الطليعة التي أشرنا إليها هي في بلادنا وغير بلادنا وإنها في بلادنا ولله الحمد لا تجد معارضة من ولاة الأمور بل إن ولاة الأمور وفقهم الله يساعدون بقدر ما يستطيعون على ما فيه نصر الإسلام وصلاح المسلمين كما نسمعه في الإذاعات مما ينشر فيها من المواعظ الحسنة والأحاديث الطيبة لذلك نرى أنه ينبغي لهؤلاء الطليعة الذين يؤمل فيهم الخير أن يصبروا ويصابروا على تلقي العلم وعلى العمل الذي يكون فائدة لهم ولشعوبهم ما بين أئمة وعامة أننا نرى أيها المؤمنون إننا وإن كنا على ما كنا عليه من هذا الضعف وهذا التأخر وهذه الفتن العظيمة فيجب علينا أن لا نيئس إنه لا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون يجب علينا أن نعقد الآمال والعزم على الصلاح والإصلاح فإن الله تعالى لا يضيع أجر المصلحين إن علينا أن لا نيئس وعلينا أن نترقب اليوم الذي يصلح فيه المسلمون في جميع أقطار الأرض حتى تكون الأمة الإسلامية أمة ظاهرة قاهرة فإن وعد الله لا يخلف (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (التوبة:33) والله لو قام المسلمون بهذا الدين لظهروا على من سواهم من سائر الأمم مهما كانت قوة الأمم سواهم لأن هذا الدين لا بد أن يظهر ولكن لما تأخر المسلمون عن دينهم وفرطوا في كثير من واجباتهم أذيلت عليهم الدولة وصارت الزلة عليهم إلا من شاء الله فاتقوا الله عباد الله واستقبلوا عامكم الجديد بالعقيدة والعزم والحكمة واستعينوا بذلك على أن تعبدوا الله على بصيرة اسأل الله تعالى أن يعمنا جميعاً بلطفه وأن يتداركنا بعفوه وأن يعفوا عنا ما جنينا على أنفسنا ويصلح منا ما فسد منا إنه جواد كريم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الحمد لله حمداً كثيراً كما أمر وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولو كره ذلك من أشرك به وكفر وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد البشر الشافع المشفع في المحشر صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه خير صحب و معشر وعلى التابعين لهم بإحسان ما بدأ الفجر وأنور وسلم تسليماأما بعد
خطبة جمعة لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
ترويض النفس