التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

التحذير والنكير عن بدعة التغني والترتيل في قنوت رمضان والنوازل

تعليمية تعليمية

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد فأحببت أنقل موضوع الشيخ ماهر القحطاني من باب الدلالة على الخير والفائدة وما نقلته إلا بعدما قال الشيخ حفظه الله :
من كان له قدرة من إخواننا على إرسال رسالتنا هذه لشبكات أخرى فليفعل فالدال على الخير له مثل أجر فاعله
فلم اجد أحدا نقله فقلت أبادر بذلك وانقله اسال الله ان يستفيد منه من يقرأه
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد
فقد إنتشرت بدعة منكرة بين أئمة المساجد في مختلف بقاع العالم المسلم ربي عليها الصغير وهرم عليها الكبير واتخذها الناس سنة سرقها بعضهم عن بعض بلا دليل وإذا غيرت قالوا ربما غيرت السنة وهي أن أحدهم إذا دعا في قنوت وتر رمضان أو في قنوت النوازل رتل دعاءه كما يرتل القرآن وتغنى به وطرب حتى لو سمعه أعجمي ظن أنه يقرأ قرآنا وماهو من القرآن وهذا العمل بدعة عقلية محدثة منكرة لادليل عليه0 برهان ذلك من عدة أوجه :
الوجه الأول / أن الأصل في العبادات المنع لقوله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم من حد يث عائشة رضي الله عنها عنه من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد وفي رواية من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد وليس ذلك المنع في أصل العبادة فقط بل حتى في صفاتها وأسبابها وأو قاتها وأعدادها وأزمنتها وهيئاتها إذا ولو ثبت أصلها فدعاء القنوت في رمضان والنوازل عبادة مسنونة والأصل في صفاتها وأسبابها وهيئاتها0000 وما ذكرنا المنع فصفة الترتيل له في قنوت رمضان والنوازل ممنوع شرعا حتى يأتي دليل ولا دليل ولو كان خيرا لسبقونا إليه ولو سبقونا لكان مما تتوفر الدواعي لنقله فلما لم ينقل ترتيله في ذينك الموقفين علم أنه من محدثات الدين وقد قال رسول الله شر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة 0
الوجه الثاني / أن صفة التغني والترتيل خاصة بالقرآن لما رواه البخاري في صحيحه قال حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ وَزَادَ غَيْرُهُ يَجْهَرُ بِهِ
ولم يقل بالدعاء حتى التغني بالإستعاذة عند بدء القراءة فلم يرد عليها دليل فهي بدعة ولو كان التغني بالدعاء وتطريبه مأمور به أمر وجوب أو إستحباب لنقل ولكن لم يؤمر إلا بترتيل القرآن وكل خير في إتباع من سلف وكل شر في إبتداع من خلف0
الوجه الثالث / أنه قد جاء الذم في القرآن لفريق يلون ألسنتهم بالكتاب ليظن أنه من الكتاب وماهو من الكتاب كما أفادني من سمع ذلك الإستدلال من العلامة ابن عثيمين يذكر ذلك في دروس رمضان في الحرم المكي عندما سئل عن ذلك[1 ]وأقول إن طريقة الإستدلال عند الشيخ بهذه الأية لنهي هؤلاء عن ترتيل الدعاء ربما هي أن يقال إن هذا عندما يرتل الدعاء
قد يظن ظان أنه من الكتاب وما هو كذلك وإن كان لايقصد من ذلك الفعل التلبيس ولكن لما نهي عن التشبه في صورة العمل للكفار ولو لم يكن بقصد كما منع الشارع من الصلاة عند غروب الشمس ولو كانت نافلة مطلقة لأنها صلاة الكفار ولكن يحرم علينا فعلها ولو بغير قصد عبادة الشمس لأن التشبه في الظاهر يؤدي إلى التشبه في الباطن0

الوجه الرابع / أنه قد جاء في مد الدعاء مارواه النسائي في سننه قال أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ زُبَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُوتِرُ بِثَلَاثِ رَكَعَاتٍ كَانَ يَقْرَأُ فِي الْأُولَى بِسَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَفِي الثَّانِيَةِ بِقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ وَفِي الثَّالِثَةِ بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَيَقْنُتُ قَبْلَ الرُّكُوعِ فَإِذَا فَرَغَ قَالَ عِنْدَ فَرَاغِهِ سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ يُطِيلُ فِي آخِرِهِنَّ
فقوله يطيل في آخرهن يدل على مده لها ولو كان يفعله في غيرها من دعاءه لنقل فنبقى على مامد ونترك مالم يمد قال شيخ الإسلام فالترك الراتب من النبي صلى الله عليه وسلم سنة كما أن الفعل الراتب منه سنة قلت وقد ترك التغني في الدعاء تركا راتبا فكان ذلك الترتيل والتغني فيه سنة تركية العمل بها بدعة0
الوجه الخامس / ماذكره شيخ الإسلام من أن التلحين أثناء الدعاء في الصلاة أو قال مطلقا طريقة النصارى ومن تشبه بقوم فهو منهم0
الوجه السادس / ما أفادنا به الشيخ ربيع حفظه الله أن ترتيل الدعاء والتطريب فيه طريقة الشيعة وصدق فانظر إليهم في الحج وهم مجتمعون يرتلونه ويتغنون به ويطربون وكذلك بجوار البقيع عند قبور آل البيت زعموا ومن تشبه بقوم فهو منهم0
الوجه السابع / أنك لوسألت الذي يتغنى بالدعاء في القنوتين جماعة لو أنك دعوت في خطبة الجمعة أو عند قنوتك منفردا أو عند نزول كرب ألم بك هل ترتل أم يكون خطابا مؤدبا غير متكلف فيه فإن قال لك لاأفعل فقل له مالفرق فالشريعة كما قال شيخ الإسلام جاءت بالمتماثلات فلم تفرق بين متماثلين ألا يقال إن ذلك الذي على المنبر يسمى دعاء وهذا الذي في قنوت رمضان والنوازل كذلك فلماذا رتلت هنا وتغنيت وأعرضت هناك وقد ذكرت هذه الحجة لبعضهم وحجج أخرى فرجع والحمدلله عن ذلك التكلف المشين 0وإذا قال لك المناسبة العقلية تدل على الفرق فقل دين الله لايثبت بالمناسبات العقلية أو الأعمال التجريبية فدين الله إنما يثبت بالنقل الصحيح قال الإمام مالك من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة يراها برأيه فقد زعم أن النبي قد خان الرسالة إقرأوا قول الله تعالى اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا فمالم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا قال الشافعي من حسن فقد شرع وأحسن من هذا قول الله تعالى أم لم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به الله وقوله قل ءالله أذن لكم أم على الله تفترون0فالعقل ليس بحجة في التشريع وتقييد العبادات وتحسينها بلادليل0فقد قال علي رضي الله عنه لو كان الدين بالرأي لكان المسح على باطن الخفين أولى من الظاهر0

الوجه الثامن / قولهم إن العرب كانوا يرتلون والدعاء يقرأ بلغة العرب فنقول أثبتوا ذلك عن العرب أولا ثم أن هذه الصفة لو كانت تفعل في الدعاء خصوصا لنقلت كما نقل ماكان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم عند الفراغ من وتره كما تقد عندما يقول ثلاثا سبحان الملك القدوس فمد الأخيرة ولم يمد ماقبلها فهل يسن لنا مدها كلها بزعم أن العرب كانوا يصنعون ذلك 0
الوجه التاسع / أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن أقواما سيعتدون في الدعاء كما روا أبوداود في سننه حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَعِيلَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ عَنْ أَبِي نَعَامَةَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُغَفَّلٍ سَمِعَ ابْنَهُ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْقَصْرَ الْأَبْيَضَ عَنْ يَمِينِ الْجَنَّةِ إِذَا دَخَلْتُهَا فَقَالَ أَيْ بُنَيَّ سَلْ اللَّهَ الْجَنَّةَ وَتَعَوَّذْ بِهِ مِنْ النَّارِ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّهُ سَيَكُونُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ قَوْمٌ يَعْتَدُونَ فِي الطَّهُورِ وَالدُّعَاءِ
ولم يخبرنا كيف يكون التعدي فكل دعاء خرج على غير الصفة المشروعة المعروفة في السنة وماوسع فيه السلف فهو تعدي لأن التعدي في الدعاء مجاوزة الحد المشروع فيه وهذه صفة محدثة فصاحبها متعد في الدعاء وخاصة مانسمعه من التفنن المحدث والتطريب المتكلف المسجوع فيه والصعود تارة والنزول تارة أخرى فكيف لايسمى مثل هذا النمط في الدعاء تعدي 0فإن النص إذا أحتمل دخلت فيه جميع المعاني المحتملة إلا بقرينة فإذا سألت عن التعدي هل هو دعاء الله بالمستحيل أم بما هوتفصيل لما يمكن إجماله كما جاء في السنن عن رجل أنه قال اللهم إني أعوذ بك من النار وزقزمها وسلاسلها والآخر يقول اللهم ارزقني البيت اأو القصر الذي على يمين باب الجنة 000فأنكر عليهم من قبل الصحابة وذكر أحدهم حديث النهي عن التعدي في الدعاء أم هو الإبتداع في صفته وأداءه لكان الجواب أنها أوجه محتملة لاتخصيص فيها لوجه دون وجه إلا بدليل وليس عندنا دليل يخصص الصفة فكل تعدي منهي عنه لأنه عام يشمل الصفة والأداء وغير ذلك والله أعلم 0
الوجه العاشر / أنهم لو قالوا نفعل مثل ذلك لترقيق القلوب وقد سمعت الشيخ عبدالرحمن السديس إذا جاء موضع ذكر فلسطين أثناء قنوته في رمضان يغير اللحن فيجعله تطريبا ولحنا حزينا يبكي الناس ويحزن القلوب لقيل لهم إن أولى الناس بهذا الخير الذي تريدونه النبي وأصحابه فقد قال ما من خير يقربكم من الله ويباعدكم من النار إلا دللتكم عليه أو كما ققال كما في مسند الشافعي فأين تطريبه وترتله في الدعاء عموما والقنوت خصوصا وكذلك الخلفاء الراشدين من بعده 0 فلو كان يفعله لما كتم ذلك الأمناء على وحيه من صحابته الصادقون رضي الله عنهم ويلحق بذلك بدعة ترتيل التلبية في الحج0
الوجه الحادي عشر / سألت قبل حوالي خمسة عشر الشيخ السبيل
والشيخ السديس يسمع قبل الصلاة وهم في الصف الأول وبجانبهم وقتئذ الشيخ عبدالباري الثبيتي هل كان من هدي النبي هذا الترتيل في الدعاء أو التغني فيه أو كما قلت فأجابني والشيخ السديس يسمع قال ماودنا يفعلون هذا يطلعون وينزلون( أي نحن لانريهم يصنعون مثل هذا التكلف) 000وكان وقتئذ رئيسا للحرمين فجزاه الله خيرا على الصدع بكلمة الحق فالساكت عن الحق شيطان أخرس 0
الوجه الثاني عشر / أنه ليس كل من فعل بدعة مبتدع كما قرر شيخ الإسلام في رسالته المعارج لإحتمال التأويل والإعتماد على حديث يظن صحته وهو ضعيف وغير ذلك من أوجه العذرإذا عرف العالم بالسنة والدفاع عنها فراجع رسالته فإنها عظيمة النفع0
الوجه الثالث عشر / أن الحكم على عمل علم أن لاأصل له بأنه بدعة لايحتاج إلى سبق إمام لأن البدع كما قال العلامة المحدث الفقيه الألباني تتجدد وقد قال النووي رحمه الله عن المسح على الرقبة أنه بدعة ولم يذكر أحدا سبقه بالرغم من تصحيح الروياني لحديث رواه في مسنده وهو المسح على الرقبة أمان من الغل يوم القيامة 0 وقد نقل لي الأخ علي الهوساوي أمام مسجد الخلفاء الراشدين بالطائف أنه سمع الشيخ عبدالعزيز ابن باز ينكر هذا العمل في المذياع في نور على الدرب وقد كان يقول الحق في صدور أهل العلم أعظم من آراء الناس واجتهاداتهم فرحمه الله من إمام سنة00
الوجه الرابع عشر / إذا علم أن الدعاء خطاب طلب من الله فهل يليق أن يطرب ويتغنى بذلك الطلب أم هو سوء أدب مع الله فهل يقبل هؤلاء أن يتغنون ويطربون إذا طلبوا من ملك من ملوك الدنيا حاجة من الحاجات فكيف تقبل فطرهم تطريبهم وتغنيهم أثناء الطلب من ملك الملوك وإننا نخشى على هذا الذي يضاهي الدعاء بالقرآن فيتغنى به بل ويطرب أن يرد دعاءه 0
الوجه الخامس عشر / لايشترط عند الحكم على عمل لم يعمله الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه
من بعده أن يجمع العلماء على انه بدعة فيستدل بإختلافهم على التساهل في فعلها بل إذا اختلفوا في إنكار بدعة فالحق مع النافي حتى يأتي المثبت بدليل يسوغ له العمل بها لأن الأصل في العبادات المنع قال شيخ الإسلام ابن تيمية إذا اختلف العلماء فلا يجعل قول عالم حجة على عالم إلا بالأدلة الشرعية وقال ابن عبدالبر لايحتج بالخلاف إلا جاهل وأحسن من هذا قول ربنا تعالى فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ذلك خير وأحسن تأو يلا وقد قال الشافعي رحمه الله وأجمعت الأمة من لدن رسول الله أن من تبينت له سنة فليس له أن يدعها لقول أحد كائنا من كان وليس في الأجماع الذي نقله رحمه الله فرق بين السنة التركية والعملية فالسنة التركية تقدم على من خالفها من العلماء فأفتى متأولا بجوازها فكلام العلماء يحتج له ولا يحتج به وقد سمعت بعض المنتسبين للعلم يسلكون العمل بالبدع لإختلاف العلماء فيها وبذلك سلكوا بدعة التمثيليات الإسلامية وغيرها وعلى قوله فيلزمه تجويز بدعة المولد لأن بعض العلماء كالسخاوي قال بجوازها ولا قائل بذلك إن كان سلفيا 0
الوجه السادس عشر / أن إنتشار البدعة بين الناس لايعني أن يكون لها أصل في الشرع قال تعالى إن تطع أكثر من في الأرض يضلوك000الآية ولأن الناس ليسوا مشرعين إنما المشرع هوالله والزمن الذي يكون الإقرار فيه حجة هو زمن رسول الله وأصحابه 0 قال مسلم في صحيحه حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ وَابْنُ أَبِي عُمَرَ جَمِيعًا عَنْ مَرْوَانَ الْفَزَارِيِّ قَالَ ابْنُ عَبَّادٍ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ كَيْسَانَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ0
ألم ترى أنهم إذا صعدوا في هذا العصر على الصفا والمروة يرفعون إيدهم ثلاث مرات يشيرون إلى القبلة وهي بدعة منكرة كما أفاده العلامة بن عثيمين0ويشترطون لإكمال طوافهم الدوس على الخط الأسود يخشون أنهم إذا جاوزوه دون أن يشيروا أن يفوتهم الطواف إلى الحجر ظنا أن الشوط سيفوتهم إذا لم يصنعوا ذلك وهذا الشرط بدعة وقد قالت عائشة عن رسول الله أي شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط بل المشروع أن يشير إذا حاذى بلا تكلف كما جاء عن أنس أنه إذا حاذى الحجر الأسود إلتفت إليه وأشار كما في المصنف من غير إعتبار علامة وهذا منتشر بينهم ولا أصل له وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف0
الوجه السابع عشر / أن ترتيل دعاء القنوتين رمضان والنوازل تكلف وقد جاء النهي عن التكلف عاما كما روى البخاري في صحيحه قال حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ فَقَالَ نُهِينَا عَنْ التَّكَلُّفِ
وفي سنن الدارمي قال حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ فَأَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ مَنْ عَلِمَ مِنْكُمْ عِلْمًا فَلْيَقُلْ بِهِ وَمَنْ لَمْ يَعْلَمْ فَلْيَقُلْ لِمَا لَا يَعْلَمُ اللَّهُ أَعْلَمُ فَإِنَّ الْعَالِمَ إِذَا سُئِلَ عَمَّا لَا يَعْلَمُ قَالَ اللَّهُ أَعْلَمُ وَقَدْ قَالَ اللَّهُ لِرَسُولِهِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُتَكَلِّفِين َقَالَ نُهِينَا عَنْ التَّكَلُّفِ 0

والله أسأل أن يهدي إخواننا للسنة والعمل بها وتحكيمها في جميع شؤون حياتهم كلها دقيقها وجليلها وقد قيل للحسن إن الناس لايرضون قولك هذا أي الذي ذكره بدليله من السنة فقال ومتى كان الناس حكاما على السنة فالسنةحكم عليهم0 أو كما قال رحمه الله
كتبه / أبو عبدالله ماهر بن ظافر القحطاني0
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
[1] فشجعني هذا الكلام أن أنظر في تفسير الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في تفسير هذه الآية كما في سورة آل عمران آية 78 وهو قوله تعالى ( وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب … ) الآية فقال الشيخ رحمه الله اللي معناه : العطف ومنه لي الحبل فمعنى يلوون ألسنتهم أي يعطفونها واللي هنا يشمل اللي اللفظي واللي المعنوي واللي اللفظي تارة يأتون بكلام من عندهم ويقرأونه قراءة الكتاب المنزل فيتوهم من يسمعه من الناس أنه من الكتاب المنزل يعني يلحن الكلام كما يلحن القرآن فيظنه السامع أنه من عند الله هذا نوع . وذكر الشيخ رحمه الله أن اللي ثلاث أقسام الأول : لي باللفظ لكنه لا يتعلق بنفس الكتاب المنزل إنما يأتي بكلام من عنده فيأتي به يتغنى به كما يتغنى بالكتاب المنزل فيظن السامع أنه من عند الله . وذكر الشيخ رحمه الله من الفوائد على هذه الآية : 5 – الحذر ممن اتصف بصفاتهم من هذه الأمة فصاروا يلوون ألسنتهم بالكتاب وإنما قلنا ذلك لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لتركبن سنن من كان قبلكم فإذا كان في أهل الكتاب من يلوون ألسنتهم بالكتاب فسيوجد في هذه الأمة أيضا من يلوي لسانه بالكتاب . ج 1 ص 477 ، 448 ، 457 ،458 . فليرجع له وإنما نقلت الشاهد على الكلام .
وأحب أن ينقل الأخوة ما سمعوه من كلام أهل العلم على مسألة ترتيل الدعاء كي تعم الفائدة للجميع وجزاكم الله خيرا .

منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

كيف تكسب ليله القدر؟

تعليمية

تعليمية

كيف تكسب ليلة القدر؟

تعليمية
د. لطيفة بنت عبد الله الجلعود

الحمد لله الذي فرض صيام هذا الشهر وسنَّ لنا قيامه، والصلاة على خيرة خلقه محمد صلى الله عليه وسلم والذي لم يترك خيراً إلا ودل أمته عليه، فروى عنه أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه- أنه صلى الله عليه وسلم قال:"من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه"(1)وروي عنه أيضاً أنه قال:"من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه"(2)وإن من الحرمان أن نرى كثيراً من المسلمين يقضون هذه اللحظات والفرص النادرة فيما لا ينفعهم، فإذا جاء وقت القيام كانت أحوالهم ما بين:
(أ) نائمون.
(ب) يتسامرون ويقعون في غيبة إخوانهم المسلمين.
(ج) يقضون أوقاتهم في المعاصي من مشاهدة القنوات الفضائية الهابطة، ومشاهدة الأفلام والمسلسلات الرمضانية – كما يسمونها- وحاشا رمضان أن يكون له أفلام، أو مسلسلات مع ما فيها من اختلاط النساء بالرجال، والموسيقى، وما هو أشنع من ذلك.

لذلك لا بد من تجديد التوبة في هذا الشهر، فهذه فرصتنا للأسباب التالية:
أ. لأن مردة الشياطين تصفد، كما روى أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه- مرفوعاً "أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم"(3).
ب. الإقبال النفسي على فعل الخيرات في هذا الشهر ما لا تستطيعه في الأشهر الأخرى.
ج. أن الصوم في نهار رمضان يمنع من القيام بكثير من المعاصي.
ولو كان أمام أعيننا أنه قد يكون آخر رمضان نصومه لسهلت علينا التوبة، فكم من شخص مات قبل أن يبلغه، أما نحن فقد بلغناه الله عز وجل فلندعوه أن يعيننا على صيامه وقيامه.
مقارنة بين أعمارنا وأعمار الأمم السابقة:
قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه أبو هريرة رضي الله تعالى عنه:"أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم من يجوز ذلك"(4).
كان أعمار السابقين مئات السنين، فهذا نوح -عليه السلام- لبث في قومه يدعوهم ألف سنة إلا خمسين عاماً، وعن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال صلى الله عليه وسلم نحن الآخرون السابقون يوم القيامة".
فكيف يكون لنا السبق، ونحن أقل أعماراً؟! يكون ذلك باستغلال الفرص والتسابق عليها كما يتسابق الناس على الوظائف، والتسجيل في الجامعات، وعلى التخفيضات أيضاً.
ومن أعظم هذه الفرص، الحرص على ليالي العشر الأواخر من رمضان، فإن لم يكن، فعلى الأقل ليلة 21، 23، 25، 27، 29 لأن ليلة القدر لن تتعدى إحدى هذه الليالي كما قال صلى الله عليه وسلم:"تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان".
إلا إذا كان هناك اختلاف بين دول العالم الإسلامي في دخول رمضان، فإن الأحوط العمل كل ليالي العشر.
قال سبحانه وتعالى:"ليلة القدر خير من ألف شهر".
منذ أن يؤذن المغرب إلى أن يؤذن الفجر في الغالب لا يتجاوز 12 ساعة.
فكم سنة تعدل ليلة القدر؟ أكثر من ثلاث وثمانين سنة!! فلو حرصت كل الحرص على هذه الليلة فلا تفوتك، وذلك بقيام كل ليالي العشر الأخيرة، واستغلال كل ليلة منها كأحسن ما يكون الاستغلال كقدوتنا وحبيبنا محمد -صلى الله عليه وسلم- كما روت عنه عائشة رضي الله عنها:"أنه إذا دخل العشر شد المئزر وأحيا ليله وأيقظ أهله".
ولنحسب عمر واحد منا حرص على القيام في ليالي الوتر لمدة عشر سنوات، إن هذا يساوي أكثر من 830 سنة بإذن الله، ولو عشت عشرين سنة بعد بلوغك، وكنت ممن يستغل كل ليالي العشر بالعبادة، لكان خير من 1660 سنة بإذن الله، وبهذا نحقق السبق يوم القيامة، وذلك باستغلال فرص لم تكن للأمم السابقة من اليهود والنصارى.
لذلك منذ أن يدخل شهر رمضان ادع الله أن يعينك ويوفقك لقيام ليلة القدر، فمن أعانه الله فهو المعان، ومن خذله فهو المخذول.

ماذا تفعل في هذه الليلة؟
– الاستعداد لها منذ الفجر، فبعد صلاة الفجر تحرص على أذكار الصباح كلها، ومن بينها احرص على قول:"لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" مئة مرة، لماذا؟ لما رواه أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مئة مرة كان له عدل عشر رقاب، وكتبت له مئة حسنة، ومحيت عنه مئة سيئة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك"(5).
الشاهد: "كانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي" حتى لا يدخل عليك الشيطان فيصرفك عن الطاعة.
– احرص على أن تفطر صائماً، إما بدعوته، أو بإرسال إفطاره، أو بدفع مال لتفطيره، وأنت بهذا العمل تكون حصلت على أجر صيام شهر رمضان مرتين لو فطرت كل يوم منذ أن يدخل الشهر إلى آخره صائماً لما رواه زيد بن خالد الجهني عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:"من فطر صائماً كتب له مثل أجره لا ينقص من أجره شيء"(6).
– عند غروب الشمس ادع أيضاً أن يعينك ويوفقك لقيام ليلة القدر.
– جهز صدقتك لهذه الليلة من ليالي العشر، وليكن لك ادخار طوال السنة لتخريجه في هذه الليالي الفاضلة فلا تفوتك ليلة من ليالي الوتر إلا وتخرج صدقتها، فالريال إذا تقبله الله في ليلة القدر قد يساوي أكثر من ثلاثين ألف ريال، و 100 ريال تساوي أكثر من 300 ألف ريال وهكذا، وقد روى أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب، وإن الله يتقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبه كما يربي أحدكم فلوه(7)، حتى تكون مثل الجبل"(8) وروى أبو هريرة أيضاً قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أي الصدقة أعظم أجراً؟ قال:" أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر، وتأمل الغنى ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا، ولفلان كذا، وقد كان لفلان"(9).
فإن أخفيتها كان أعظم لأجرك فتدخل بإذن الله ضمن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، لما رواه أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله.. ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه" (10).
– منذ أن تغرب الشمس احرص على القيام بالفرائض والسنن، فمثلاً منذ أن يؤذن ردد مع المؤذن ثم قل: وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً، فمن قال ذلك غُفر له ذنبه كما روي عنه صلى الله عليه وسلم مرفوعاً(11) ثم قل: اللهم رب هذه الدعوة التامة… إلخ، لما رواه جابر بن عبد الله أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة"(12).
– ثم بكر بالفطور احتساباً، وعند تقريبك لفطورك ليكن رطباً محتسباً أيضاً، ولا تنس الدعاء في هذه اللحظات، وليكن من ضمن دعائك: اللهم أعني ووفقني لقيام ليلة القدر، ثم توضأ وضوء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم بادر بالنافلة بين الأذان والإقامة؛ لما رواه أنس -رضي الله تعالى عنه- أنه قال: كان المؤذن إذا أذن قام ناس من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يبتدرون السواري حتى يخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- وهم كذلك يصلون الركعتين قبل المغرب، ولم يكن بين الأذان والإقامة شيء"(13). ثم صل صلاة مودع(14)كلها خشوع واطمئنان، ثم اذكر أذكار الصلاة، ثم صل السنة الراتبة، ثم اذكر أذكار المساء -إن لم تكن قلتها عصراً- ومنها "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" مئة مرة؛ لتكون في حرز من الشيطان ليلتك هذه حتى تصبح، كما سبق أن ذكرنا، ثم نوِّع في العبادة:
– لا يفتر لسانك من دعائك بـ "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني".
– إن كان لك والدان فبرهما وتقرب منهما، واقض حوائجهما وافطر معهما.
– ثم بادر بالذهاب إلى المسجد قبل الأذان، لتصلي سنة دخول المسجد، ولتتهيأ بانقطاعك عن الدنيا ومشاغلها علك تخشع في صلاتك، ثم إذا أذن ردد معه وقل أذكار الأذان ثم صل النافلة، ثم اذكر الله حتى تقام الصلاة، أو اقرأ في المصحف، واعلم أنك ما دمت في انتظار الصلاة فأنت في صلاة كما روى ذلك أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:"إن أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه، والملائكة تقول اللهم اغفر له وارحمه، ما لم يقم من صلاته أو يحدث"(15).
– ثم إذا أقيمت الصلاة صل بخشوع، فكلما قرأ الإمام آية استشعر قراءته، وكن مع كلام ربك حتى ينصرف الإمام.
– ثم عد إلى بيتك، ولا يكن هذا هو آخر العهد بالعبادة حتى صلاة القيام، بل ليكن في بيتك أوفر الحظ والنصيب من العبادة سواء بالصلاة أو بغيرها.
– ولا تنس -قبل خروجك من المسجد- أن تضع صدقة هذه الليلة، وإذا كان يصعب عليك إخراج صدقة كل ليلة من هذه الليالي فمن الممكن أن تعطي كل صدقتك قبل رمضان أو قبل العشر الأواخر جهة خيرية توكلها بإخراج جزء منها كل ليلة من ليالي العشر.
– ولا تنس وأنت في طريقك من وإلى المسجد أن يكون لسانك رطباً من ذكر الله، ولا تنس سيد الاستغفار هذه الليلة:"اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. قال صلى الله عليه وسلم:"من قاله فمات من يومه أو ليلته دخل الجنة"(16)، وما بين تهليل وتسبيح وتحميد وتكبير وحوقلة؛ لما رواه أبو سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" استكثروا من الباقيات الصالحات، قيل وما هن يا رسول الله؟ قال: التكبير والتهليل والتسبيح والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله"(17)وما بين صلاة على رسولنا محمد -صلى الله عليه وسلم- ثم الدعاء بخيري الدنيا والآخرة، فإذا دخلت بيتك تلمَّس حاجة من هم في البيت، سواء والداك أو زوجتك أو إخوانك أو أطفالك، فقم بخدمة الجميع بانشراح الصدر واحتساب واستغل القيام بحوائجهم بقراءة القرآن عن ظهر قلب، فقل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن في الأجر، كما روى أبو الدرداء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:"أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن؟ قال:"وكيف يقرأ ثلث القرآن؟ قال: قل هو الله أحد ثلث القرآن"(18). فإذا قرأتها ثلاث مرات حصلت على أجر قراءة القرآن كاملاً، ولكن ليس معنى هذا هجر القرآن، ولكن هذا له أوقات وهذا له أوقات، وقل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرآن في الأجر(19)، وآية الكرسي أعظم آية في كتاب الله، أخرجه سعيد بن منصور في سننه، كما قاله عبد الله موقوفاً، ثم قل:" لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" مئة مرة؛ ليكون لك عدل عشر رقاب، ولتكتب لك مئة حسنة، وتمحى عنك مئة سيئة، ولتكن حرزاً لك من الشيطان حتى تصبح ولم يأت بأفضل مما جئت به إلا أحد عمل أكثر من ذلك، واحرص على كل ما ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- من الأذكار ذات الأجور العظيمة، كما قال صلى الله عليه وسلم لعمه:"ألا أدلك على ما هو أكثر من ذكرك الله الليل مع النهار تقول: الحمد لله عدد ما خلق، الحمد لله ملء ما خلق، الحمد لله عدد ما في السموات والأرض، الحمد لله عدد ما أحصى كتابه، الحمد لله ملء ما أحصى كتابه، الحمد لله عدد كل شيء والحمد لله ملء كل شيء وتسبح مثلهن، ثم قال: تعلمهن وعلمهن عقبك من بعدك"(20) وقال صلى الله عليه وسلم:"من قال سبحان الله وبحمده مئة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر"(21)وعن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال -صلى الله عليه وسلم-: "من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مئة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه"(22)وفي بعض الروايات "سبحان الله العظيم وبحمده مئة مرة" (23)وكلما ذُكرت الكفارة أو الغفران – غفران الذنوب- وحط الخطايا، فالمقصود بها الصغائر، أما الكبائر فلا بد من التوبة، أما إن كانت هذه الكبيرة متعلقة بحقوق الآدميين فلا بد من الاستحلال مع التوبة أو المقاصة يوم القيامة؛ لما رواه أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه-:"من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه"(24)ولا يغرك في الغيبة ما يردده البعض أن كفارة من اغتبته أن تستغفر له، فهذا حديث أقل أحواله أنه شديد الضعف، وهو يعارض الحديث السابق الصحيح، ومن أعظم حقوق الآدميين: الغيبة والنميمة والسخرية، والاستهزاء والسب، والشتم وشهادة الزور، قال صلى الله عليه وسلم:"الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر" (25).
فإذا فرغت من خدمة الجميع والأعمال البدنية، ليكن لك جلسة مع كتاب ربك فتقرأه، وليكن لك قراءتان في شهر رمضان إحداهما سريعة "الحدر" والأخرى بتأمل مع التفسير إذا أشكل عليك آية، قال ابن عباس رضي الله تعالى عنه:"لأن أقرأ سورة أرتلها أحب إلي من أن أقرأ القرآن كله.
فإذا أنهك جسدك فألقه على السرير وأنت تذكر ربك بالتهليل والتسبيح والتحميد والحوقلة والتكبير والاستغفار والصلاة والسلام على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
– فإن نمت فأنت مأجور -بإذن الله- ثم استيقظ لصلاة قيام الليل في المسجد، وليكن لك ساعة خلوة مع ربك ساعة السحر فتفكر في عظمة خالقك، ونعمه التي لا تحصى عليك مهما كنت فيه من حال أو شدة فأنت أحسن حالاً ممن هو أشد منك كما قال صلى الله عليه وسلم:"انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلا من هو فوقكم، فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله"(26).
– وتذكر هادم اللذات علها تدمع عينك فتكون من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله كما قال صلى الله عليه وسلم:"ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه.." (27).
– وتذكر ما رواه جابر بن سمرة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:"أتاني جبريل، فقال: يا محمد من أدرك شهر رمضان فمات فلم يغفر له فأدخل النار فأبعده الله، قل آمين. فقلت: آمين…" (28) الحديث. فهذه العشر هي والله الغنيمة الباردة، وفي هذا الشهر فرص ومواسم من لم يستغلها تذهب ولا ترجع..
– أخيراً وقبيل الفجر لا بد من السحور ولو بماء، مع احتساب العمل بالسنة؛ لما رواه أنس رضي الله تعالى عنه، قال: قال صلى الله عليه وسلم:"تسحروا فإن في السحور بركة"(29) ثم تسوك وتوضأ واستعد لصلاة الفجر وأنت إما في ذكر أو دعاء أو قراءة قرآن.

– ولا بد من التنبيه على بعض الأخطاء، ومنها:
1- أن البعض قد يشيع في ليلة 23 أو 25 أن فلاناً رأى رؤياً، وأن تعبيرها أن ليلة القدر مثلاً ليلة 21 أو 23. فماذا يفعل البطالون؟ يتوقفون عن العمل باقي ليالي العشر، حتى أن البعض قد يكون في مكة فيعود، لماذا؟ انقضت ليلة القدر في نظره. وفي هذا من الأخطاء ما فيها، ومنها: أن هذا قد يكون حلماً وليس رؤياً. أن المعبر حتى وإن عبرها بأنها ليلة 21 أو 23 أو غيرها ليس بشرط أن يكون أصاب، فهذا أبو بكر الصديق -رضي الله تعالى عنه- عبر رؤيا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له: أصبت بعضاً وأخطأت بعضاً"(30) فإذا كان أبو بكر وهو خير الخلق بعد الأنبياء يصيب ويخطئ، فما بالك بغيره. والذي يظهر لي أن هذا من تلبيس إبليس، ليصد المؤمنين عن العمل باقي ليالي العشر. والله أعلم.
وأخيراً.. الأيام معدودة، والعمر قصير، ولا تعلم متى يأتيك الأجل، ولا تدري لعلك لا تبلغ رمضان، وإن بلغته لعلك لا تكمله، وإن أكملته لعله يكون آخر رمضان في حياتنا.
فهذا يخرج من بيته سليماً معافى فينعى إلى أهله، وهذا يلبس ملابسه ولا يدري هل سينزعها أم ستنزع منه؟
لذلك كله علينا أن نستحضر هذه النعمة العظيمة أن بلغنا رمضان ووفقنا لصيامه وقيامه وصالح الأعمال، فكم من شخص مات قبل أن يبلغه، وكم من مريض مر عليه رمضان كغيره من الشهور، وكم من عاص لله ضال عن الطريق المستقيم ما ازداد في رمضان إلا بعداً وخساراً، وأنت يوفقك الله للصيام والقيام، فاحمد الله على هذه النعمة الجليلة، واستغلها أيما استغلال.

🙂 مــــنـــقـــول 🙂

:(تحياتي للجميع:(

:eek:اللهم بلغنا ليله القدر:eek:




جــزاك الله خيراا و جعله في ميزان حسناتك
مؤمنة تقبلي مروري




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

علامات تساعد على معرفة ليلة القدر !

تعليمية تعليمية
تعليمية


فضيلة العلامة محمد ناصر الدين الألباني :

ذلك أمر وجداني يشعر به كل من أنعم الله – تبارك وتعالى – عليه برؤية ليلة القدر ؛ لأن الإنسان في هذه الليلة يكون مقبلاً على عبادة الله – عز وجل – ، وعلى ذكره والصلاة له ، فيتجلى الله – عز وجل – على بعض عباده بشعور ليس يعتاده حتى الصالحون ، لا يعتادونه في سائر أوقاتهم ، فهذا الشعور هو الذي يمكن الاعتماد عليه ؛ بأن صاحبه يرى ليلة القدر .

والسيدة عائشة – رضي الله عنها – قد سألت الرسول – عليه الصلاة والسلام – سؤالاً ينبئ عن إمكان شعور الإنسان برؤيته لليلة القدر ، حينما توجهت بسؤالها للنبي – عليه الصلاة والسلام – بقولها : ( يا رسول الله ! إذا أنا رأيت ليلة القدر ماذا أقول !؟ قال : قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ) . ففي هذا الحديث فائدتان :

– الفائدة الأولى : أن المسلم يمكن أن يشعر شعورًا ذاتيًا شخصيًا بملاقاته لليلة القدر .

– والفائدة الثانية : أنه إن شعر بذلك فخير ما يدعو به هو هذا الدعاء : ( اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ) .

وقد جاء في هذه المناسبة في كتابنا هذا " الترغيب " في بعض الدروس المتأخرة : أن خير ما يسأل الإنسان ربه – تبارك وتعالى – هو العفو والعافية في الدنيا والآخرة .

نعم . هناك لليلة القدر بعض الأمارات والعلامات المادية ، لكن هذا قد لا يمكن أن يرى ذلك كله من يرى ويعلم ليلة القدر ، إلا أن هذه العلامات بعضها يتعلق بالجو العام الخارجي ، كأن تكون – مثلاً – الليلة ليست بقارة ولا حارة ، فهي معتدلة ليست باردة ولا هي حارة ، فقد يكون الإنسان في جو لا يمكنه من أن يشعر بالجو الطبيعي في البلدة ، كذلك هناك علامة لكن هي بعد فوات وقت ليلة القدر ، تلك العلامة تكون في صبح تلك الليلة حين تطلع الشمس ، حيث أخبر – عليه الصلاة والسلام – بأنها تطلع صبيحة ليلة القدر كالطست – كالقمر – ليس له شعاع ، هكذا تطلع الشمس في صبيحة ليلة القدر ، وقد رُئي هذا من بعض الناس الصالحين ممن كان يهمهم رؤية أو ملاحظة ذلك في كثير من ليالي القدر .

ليس المهم بالنسبة للمتعبد التمسك بمثل هذه الظواهر ؛ لأن هذا الظواهر هي عامة ، هذه طبيعة الجو ، لكن لا يستوي كل من عاش في ذلك الجو ليرى ليلة القدر ، ومن عاش في صفاء النفس في لحظة من تلك اللحظات في تلك الليلة المباركة ، بحيث أن الله – عز وجل – يتجلى عليه برحمته وفضله ، فيلهمه ويؤيده بما سبق وبغيره .

والعلامات المادية هي علامات لا تدل على أن كل من شاهدها أو لمسها قد رأى ليلة القدر ، وهذا أمر واقعي ، ولكن الناحية التي يجدها الإنسان في نفسه من الصفاء الروحي ، والشعور برؤيته لليلة القدر ، وتوجهه إلى الله بسؤاله بما شرع ، هذه هي الناحية التي ينبغي أن ندندن حولها ونهتم بها ؛ لعل الله – عز وجل – أن يتفضل بها علينا .

انتهى

تعليمية تعليمية




وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك اختي الكريمه

أنه إن شعر بذلك فخير ما يدعو به هو هذا الدعاء : ( اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ) .




نشكرك اختي على هذه معلومة
بارك لله فيك




الف شكر لكي اختي على المعلومات
تحياتي لكي




بوركتم على المرور الطيب

أسأل الله تعالى أن يبلغنا رمضان و يوفقنا لصيامه و قيامه و يرزقنا الإخلاص و القبول




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

تحري ليلة القدر رؤية و علانات

تحري ليلة القدر .. رؤية و علانات

فضيلة العلامة محمد ناصر الدين الألباني :

ذلك أمر وجداني يشعر به كل من أنعم الله – تبارك وتعالى – عليه برؤية ليلة القدر ؛ لأن الإنسان في هذه الليلة يكون مقبلاً على عبادة الله – عز وجل – ، وعلى ذكره والصلاة له ، فيتجلى الله – عز وجل – على بعض عباده بشعور ليس يعتاده حتى الصالحون ، لا يعتادونه في سائر أوقاتهم ، فهذا الشعور هو الذي يمكن الاعتماد عليه ؛ بأن صاحبه يرى ليلة القدر .

والسيدة عائشة – رضي الله عنها – قد سألت الرسول – عليه الصلاة والسلام – سؤالاً ينبئ عن إمكان شعور الإنسان برؤيته لليلة القدر ، حينما توجهت بسؤالها للنبي – عليه الصلاة والسلام – بقولها : ( يا رسول الله ! إذا أنا رأيت ليلة القدر ماذا أقول !؟ قال : قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ) . ففي هذا الحديث فائدتان :

– الفائدة الأولى : أن المسلم يمكن أن يشعر شعورًا ذاتيًا شخصيًا بملاقاته لليلة القدر .

– والفائدة الثانية : أنه إن شعر بذلك فخير ما يدعو به هو هذا الدعاء : ( اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ) .

وقد جاء في هذه المناسبة في كتابنا هذا " الترغيب " في بعض الدروس المتأخرة : أن خير ما يسأل الإنسان ربه – تبارك وتعالى – هو العفو والعافية في الدنيا والآخرة .

نعم . هناك لليلة القدر بعض الأمارات والعلامات المادية ، لكن هذا قد لا يمكن أن يرى ذلك كله من يرى ويعلم ليلة القدر ، إلا أن هذه العلامات بعضها يتعلق بالجو العام الخارجي ، كأن تكون – مثلاً – الليلة ليست بقارة ولا حارة ، فهي معتدلة ليست باردة ولا هي حارة ، فقد يكون الإنسان في جو لا يمكنه من أن يشعر بالجو الطبيعي في البلدة ، كذلك هناك علامة لكن هي بعد فوات وقت ليلة القدر ، تلك العلامة تكون في صبح تلك الليلة حين تطلع الشمس ، حيث أخبر – عليه الصلاة والسلام – بأنها تطلع صبيحة ليلة القدر كالطست – كالقمر – ليس له شعاع ، هكذا تطلع الشمس في صبيحة ليلة القدر ، وقد رُئي هذا من بعض الناس الصالحين ممن كان يهمهم رؤية أو ملاحظة ذلك في كثير من ليالي القدر .

ليس المهم بالنسبة للمتعبد التمسك بمثل هذه الظواهر ؛ لأن هذا الظواهر هي عامة ، هذه طبيعة الجو ، لكن لا يستوي كل من عاش في ذلك الجو ليرى ليلة القدر ، ومن عاش في صفاء النفس في لحظة من تلك اللحظات في تلك الليلة المباركة ، بحيث أن الله – عز وجل – يتجلى عليه برحمته وفضله ، فيلهمه ويؤيده بما سبق وبغيره .

والعلامات المادية هي علامات لا تدل على أن كل من شاهدها أو لمسها قد رأى ليلة القدر ، وهذا أمر واقعي ، ولكن الناحية التي يجدها الإنسان في نفسه من الصفاء الروحي ، والشعور برؤيته لليلة القدر ، وتوجهه إلى الله بسؤاله بما شرع ، هذه هي الناحية التي ينبغي أن ندندن حولها ونهتم بها ؛ لعل الله – عز وجل – أن يتفضل بها علينا .




بارك الله فيكم وجزاكم خير الجزاء




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

صلاة العشاء خلف من يصلي التراويح

تعليمية

تعليمية

صلاة العشاء خلف من يصلي التراويح

وسئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء : ما هو العمل عندما يأتي الفرد بعد صلاة العشاء وقد انتهت ، وقام الإمام يصلي التراويح ، فهل يأتم بالإمام وينوي العشاء ؟ أم يقيم ويصلي منفردا أو مع جماعة إن وجدت ؟
فأجابوا: “يجوز أن يصلي العشاء جماعة مع من يصلي التروايح ، فإذا سلم الإمام من ركعتين قام من يصلي العشاء وراءه وصلى ركعتين ، إتماما لصلاة العشاء” .
“فتاوى اللجنة الدائمة” .
وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله : إذا جاء المسلم إلى المسجد ووجد الجماعة يصلون التراويح وهو لم يصل العشاء فهل يصلي معهم بنية العشاء ؟
فأجاب : “لا حرج أن يصلي معهم بنية العشاء في أصح قولي العلماء ، وإذا سلم الإمام قام فأكمل صلاته” “مجموع فتاوى الشيخ ابن باز” .




صلاة العشاء خلف من يصلي التراويح


تعليمية

السؤال:

فاتتني صلاة العشاء مع الجماعة في شهر رمضان، ودخلت المسجد والإمام يصلي التراويح، فدخلت معه على نية صلاة العشاء، ولما سلم الإمام وقفت للركعة الثالثة وقد وقف الإمام للصلاة؛ فأكملت معه الركعتين التاليتين من صلاة التراويح، فأصبحت في حقي أربع ركعات، هل يجوز ذلك


الجواب:


كان الذي ينبغي لك لما سلم تقوم تكمل صلاتك، إذا سلم من الثنتين تقوم أنت وتكمل صلاتك وحدك، كالذي يصلي مع إنسان فاته بعضها فيقوم بعد سلام إمامه ويكمل، والصواب أن الصلاة صحيحة، وأن صلاة المفترض خلف المتنفل صحيحة، هذا هو الأرجح من قولي العلماء أنه يجوز للمفترض أن يصلي خلف المتنفل، كما كان معاذ – رضي الله عنه- يصلي بأصحابه العشاء وهو قد صلاها مع النبي – صلى الله عليه وسلم – – فيصلي بهم متنفلاً وهم مفترضون، أما هذه الحالة التي سلم إمامك ثم قمت وتابعته في الركعتين الأخريين حتى كملت أربعاً في صحتها نظر، والأقرب والله أعلم أنها صحيحة إن شاء الله ليس عليك إعادة هذا هو الأقرب إن شاء الله ولكن في المستقبل إذا كان مثل هذا فالأحوط لك إذا سلم أن تقضي وحدك ما بقي عليك.

الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله




تعليميةألفتعليمية شكرتعليمية وياركتعليمية اللهتعليمية فيكتعليمية




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم على الفوائد القيمة




شكرا لكي اختاه وبارك الله فيكي




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

اداب العيد




بارك الله فيكم واحسن اليكم

مطوية قيمة




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

الحج فضله وفوائده

الحج فضله وفوائده

بقلم الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد – المدرس في كلية الشريعة بالجامعة


الحج عبادة من العبادات افترضها الله وجعلها إحدى الدعامات الخمس التي يرتكز عليها الدين الإسلامي والتي بينها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله في الحديث الصحيح: (
بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام ).

وقد حج بالناس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في السنة العاشرة من الهجرة حجته التي رسم لأمته فيها عملياً كيفية أداء هذه الفريضة وحث على تلقي ما يصدر منه قول وفعل فقال صلى الله عليه وسلم: (
خذوا عني مناسككم فلعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا). فسميت حجته -صلى الله عليه وسلم- "حجة الوداع" وقد رغّب صلى الله عليه وسلم أمته في الحج وبَيَّن فضله وما أعد الله لمن حج وأحسن حجه من الثواب الجزيل فقال -صلى الله عليه وسلم-: (من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه) رواه البخاري ومسلم، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلاّ الجنة) متفق عليهمن حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وفي الصحيحين -أيضاً- عنه رضي الله عنه. قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل؟ قال: ( إيمان بالله ورسوله)، قيل: ثم ماذا ؟ قال: (الجهاد في سبيل الله)، قيل ثم ماذا ؟ قال: (حج مبرور).
وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمرو بن العاص رضي الله عنه عند إسلامه: (أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها وأن الحج يهدم ما كان قبله…). وروى البخاري في صحيحه عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد ؟ قال لا ولكن أفضل الجهاد حج مبرور). ويتضح من هذه الأحاديث وغيرها فضل الحج وعظم الأجر الذي أعده الله للحجاج ويتضح أن هذا الثواب العظيم إنما هو لمن كان حجه مبروراً. فما هو بر الحج الذي رتب الله عليه ذلك الثواب العظيم ؟.

إن برّ الحج أن يأتي المسلم بحجه على التمام والكمال خالصاً لوجه الله وعلى وفق سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وأن يحافظ فيه على امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه، وامتثال الأوامر واجتناب النواهي لازم للمسلم. دائماً وأبداً ولكنه يتأكد في الأزمنة والأمكنة الفاضلة؛ لأن الله خلق الخلق لعبادته؛ وهي: طاعته بامتثال أوامره واجتناب نواهيه. قال الله تعالى:{
الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً..} وقال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ }.

فيكون المسلم ملازماً للطاعة وبعيداً عن المعصية حين حجه وقبله وبعده؛ ليوافيه الأجل المحتوم وهو على حالة حسنة؛ فتكون نهايته طيبةً وعاقبته حميدةً كما قال تعالى: {
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } وقال تعالى:{ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ } وقال -صلى الله عليه وسلم-:(وإنما الأعمال بالخواتيم).

ومن البر في الحج أن يحرص أثناءه على التأمل في أسراره وعبره، والوقوف على ما فيه من فوائد عاجلة وآجلة، وهي كثيرة أجملها الله تعالى في قوله:{
لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ } وفيما يلي إشارة إلى بعض هذه الفوائدوالأسرار التي تضمنتها هذه الجملة من الآية:

أولاً:
إن صلة المسلم ببيت الله الحرام صلة وثيقة تنشأ هذه الصلة منذ بدء انتمائه لدين الإسلام وتستمر معه ما بقيت روحه في جسده. فالصبي الذي يولد في الإسلام أول ما يطرق سمعه من فرائض الإسلام أركانه الخمسة التي أحدها حج بيت الله الحرام. والكافر إذا شهد شهادة الحق لله بالوحدانية ولنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- بالرسالة الشهادة التي كان بها من عداد المسلمين، أول ما يوجه إليه من فرائض الإسلام بقية أركانه بعد الشهادتين وهي إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام. وأول أركان الإسلام بعد الشهادتين الصلوات الخمس التي افترضها الله على المسلمين في كل يوم وليلة وجعل استقبال بيت الله الحرام شرطاً من شروطها، فصلة المسلم ببيت الله الحرام مستمرة في كل يوم وليلة يستقبله مع القدرة في كل صلاة يصليها فريضة كانت أو نافلة. كما يستقبله في الدعاء.


وهذه الصلة الوثيقة التي حصل بها الارتباط بين قلب المسلم وبيت ربه بصفة مستمرة تدفع بالمسلم -ولا بد- إلى الرغبة الملحة في التوجه إلى ذلك البيت العتيق ليتمتع بصره بالنظر إليه ولأداء الحج الذي افترضه الله على من استطاع السبيل إليه. فالمسلم متى استطاع الحج بادر إليه؛ أداء للفريضة ورغبة في مشاهدة البيت الذي يستقبله في جميع صلواته وليشهد المنافع التي نوه الله بشأنها في قوله:{ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ }. فإذا وصل المسلم إلى بيت ربه رأى بعيني رأسه أشرف بيت وأقدس بقعة على وجه الأرض الكعبة المشرفة ملتقى وجهات المسلمين في صلاتهم في مشارق الأرض ومغاربها ورأى المسلمين مستديرين حول هذا البيت في صلواتهم وأصغر دائرة هي التي تلي الكعبة ثم التي تليها وهكذا حتى تكون أكبر دائرة في أطراف الأرض فالمسلمون في صلواتهم مستقبلين بيت ربهم يشكلون نقاط محيطات لدوائر صغيرة وكبيرة مركزها جميعاً الكعبة المشرفة.

ثانياً:
إذا يسر الله للمسلم التوجه إلى بيت ربه ووصل إلى الميقات الذي وقته -رسول الله صلى الله عليه وسلم- للإحرام تجرد من ثيابه ولبس أزاراً على نصفه الأسفل ورداء على نصفه الأعلى مما دون رأسه وفي هذه الهيئة من اللباس يستوي الحجاج لا فرق بين الغني والفقير والرئيس والمرؤوس وتساويهم في ذلك يذكر بتساويهم في لباس الأكفان بعد الموت. فإن الكل يجردون من ملابسهم ويلفون بلفائف لا فرق فيها بين الغني والفقير. فإذا تجرد الحاج من لباسه ولبس الإحرام تذكر الموت الذي به تنتهي الحياة الدنيوية وتبتدئ الحياة الأخروية فاستعد لما بعده بالأعمال الصالحة والابتعاد عن المعاصي وهذا الاستعداد هو الزاد الذي لا بد منه في سفره إلى الآخرة وهو الزاد الذي نوه الله بذكره في قوله:{
وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}؛ ولهذا لما سأل رجل النبي -صلى الله عليه وسلم- قائلاً متى الساعة ؟ قال صلى الله عليه وسلم له: (وماذا أعددت لها ؟…) منبهاً بذلك -صلوات الله وسلامه عليه- إلى أن أهم شيء للمسلم أن يكون معيناً بما بعد الموت مستعداً له في جميع أحواله بفعل المأمورات واجتناب المنهيات..

ثالثاً:
إذا دخل المسلم في النسك لَبَّى بالتوحيد قائلاً -كما قال صلى الله عليه وسلم في تلبيته-: (
لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك). يقولها وهو مستشعر لما دلت عليه من إفراد الله بالعبادة وأنه وحده الذي يخص بها دون ما سواه، فكما أنه سبحانه وتعالى المتفرد بالخلق والإيجاد فهو الذي يجب أن تفرد له العبادة دون غيره كائناً من كان، وصرف شيء منها لغير الله هو أظلم الظلم وأبطل الباطل. وهذه الكلمة يقولها المسلم إجابة لدعوة الله عباده لحج بيته الحرام.. فيستشعر المسلم عظمة الداعي، وعظم أهمية المدعو إليه فيسعى في الإتيان بما دعى إليه على الوجه الذي يرضي ربه تعالى مع استيقانه بأن المدار في هذه العبادة وغيرها من العبادات على الإخلاص لله كما دلت عليه كلمة التوحيد التي تضمنتها هذه التلبية وعلى المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم كما أرشد إلى ذلك -صلى الله عليه وسلم- في حجته حيث قال: (خذوا عني مناسككم).

رابعاً:
وإذا وصل المسلم إلى الكعبة المشرفة يشاهد عبادة الطواف حولها وهي عبادة لا تجوز في الشريعة الإسلامية إلا في المكان، وكل طواف في غير ذلك المكان إنما هو من تشريع الشيطان ويدخل فاعله في جملة من عناهم الله بقوله:{
أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ }.


ويشاهد أيضاً تقبيل الحجر الأسود واستلامه واستلام الركن اليماني، ولم تأت الشريعة بتقبيل أو استلام شيء من الأحجار والبنيان إلاّ في هذين الموضعين، ولما قبل عمر بن الخطاب رضي الله عنه الحجر الأسود بيّن أنه فعل ذلك متبعاً للرسول صلى الله عليه وسلم في تقبيله إياه وقال: (
ولو لا أني رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقبلك ما قبلتك).
خامساً:
ويشهد الحاج في حجه أعظم تجمع إسلامي وذلك في يوم عرفة، في عرفة إذ يقف الحجاج جميعاً فيها ملبين مبتهلين إلى الله يسألونه من خير الدنيا والآخرة.


وهذا الاجتماع الكبير يذكر المسلم بالموقف الأكبر يوم القيامة الذي يلتقي فيه الأولون والآخرون ينتظرون فصل القضاء؛ ليصيروا إلى منازلهم حسب أعمالهم، إن خيراً فخير وإن شراً فشر. فيشفع لهم جميعاً إلى الله عبده ورسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- ليقضي بينهم فيشفعه الله. وذلك هو المقام المحمود الذي يحمده عليه الأولون والآخرون، وهي الشفاعة العظمى التي يختص بها رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يشاركه فيها ملك مقرب ولا نبي مرسل.


وفي هذا التجمع الإسلامي الكبير في عرفة -وكذا في بقية المشاعر- يلتقي المسلمون في مشارق الأرض بالمسلمين في مغاربها؛ فيتعارفون ويتناصحون، ويتعرف بعضهم على أحوال بعض؛ فيتشاركون في الأفراح والمسرات كما يشارك بعضهم بعضاً في آلامه ويرشده إلى ما ينبغي له فعله ويتعاونون جميعاً على البر والتقوى كما أمرهم الله سبحانه بذلك..

سادساً:

ويشهد الحاج مظهراً عجيباً من مظاهر التعاون؛ إذ يرى أرض منى كلها مغطاة بالخيام فلا يكاد يمضي يوم النفر الأول إلا وقد عادت كما كانت تقريبا،ً وذلك لقيام كل بما يخصه فإذا أقام كل مسلم بما يقدر عليه في خدمة الإسلام وتعاونوا على ذلك فإن المجهودات الفردية وإن قلت تكون كثيرة بضم بعضها إلى بعض.
وهذه الفوائد القليلة التي أشرت إليها إشارة هي من جملة المنافع الكثيرة التي أجمل ذكرها في قوله تعالى: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ}. وإن أعظم فائدة للمسلم بعد إنهاء حجه أن يكون حجه مقبولاً وأن يكون بعده خيراً منه قبله وأن يحدث ذلك تحولاً في سلوكه وأعماله فيتحول من السيئ إلى الحسن ومن الحسن إلى الأحسن.

والله المسؤول أن يوفق المسلمين جميعاً للفقه في دينه والثبات عليه وأن يمكن لهم في الأرض وينصرهم على عدوه وعدوهم إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه.




جزاكم الله خيرا على الموضوع المهم




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

صلاة الرجال والنساء مختلطين في المسجد الحرام – ما حكم صلاة الرجال والنساء مختلطين في

– ما حكم صلاة الرجال والنساء مختلطين في المسجد الحرام وما حكم السترة فيه؟. ( 00:38:16 )

السائل: ما حكم الصلاه في المسجد الحرام مع التصاق الرجال والنساء وحكم السترة فيه ؟.

الشيخ: لا شك أن هذه من الأمور التي يتساهل فيها بعض الناس، سواء كانوا رجالا أو نساء والغالب أن الخطأ من النساء وليس من الرجال لأنهن يتقدمن ويختلطن مع الرجال، ومن المعلوم أن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – كان يقول: «خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها»؛ ففي هذا الحديث حض النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – النساء على أن يتأخرنَّ عن الرجال مهما وسعهم الأمر واتسعت بهن أرض المسجد. فإذا ما تعدت النساء صفوفهن وتقدمن إلى صفوف الرجال وكما قيل قديماً -اختلط الحابل بالنابل- حينئذ فالمسئولية إنما تقع على المعتدي فإذا كان المعتدي إنما هي المرأة كما هو الغالب، فالإثم عليها وإذا كان المعتدي هو الرجل؛ بمعنى هو الذي خالط صف النساء أو صفوفهن فيكون الإثم عليه.
أما الصلاة ففي كل من الحالتين أي سواء كان المعتدي المرأة أو الرجل فالصلاة صحيحة؛ لأنه لا يوجد في السنة فضلاً عن الكتاب، بل ولا في الآثار السلفية التي نستنير بها في فهم الكتاب والسنة -كما نذكر دائماً أبداً- لا يوجد في شيء من ذلك ما يدل على بطلان صلاة من حاذ المرأة أو من حاذتة المرأة، لا شيء من ذلك سوى مخالفة نظام تسوية الصفوف؛ هذا النظام الذي سمعتموه آنفاً في حديث: «خير صفوف الرجال أولها؛ وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها؛ وشرها أولها»، هذه المخالفة تستلزم الإثم والمعصية ولا تستلزم بطلان الصلاة، لأن البطلان حكم مستقل لابد له من دليل خاص، وهذا فيما علمنا مما لا وجود له نقول هذا ذاكرين أن هناك في بعض المذاهب المعروفة اليوم من مذاهب أهل السنة أن المرأة إذا وقفت حتى لو كانت هي المعتدية لو حاذت الرجل بطلت صلاة الرجل!، لكن هذا إنما هو الرأي ولا دليل عليه في الشرع فحسبنا إذن أن نذكر الرجال والنساء معاً ألا يقعن في الإثم وفي مخالفة حديث الرسول – عليه السلام – وبخاصة وهم جميعاً قد خرجوا للحج إلى بيت الله الحرام هذا الحج الذي لا يستفيد منه إلا من التزم أحكام الشرع كما قال تعالى في القرآن الكريم: ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ﴾[البقرة : 197]، وقال عليه الصلاة والسلام بياناً لمن إلتزم هذا النهج القرآني فلا رفث، ولا فسوق، ولا جدال في الحج، قال – عليه الصلاة والسلام مبينا فضيلة هذا الذي التزم هذا النهج بقوله – صلى الله عليه وآله وسلم -: «من حج فلم يرفث، ولم يفسق، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه»؛ فالمقصود من كل الحجاج رجالا ونساءً، كبارا وصغارا، إذا قصدوا الحج أن يكون غايتهم من وراء ذلك أن يعودوا إلى بلادهم كما ولدتهم أمهاتهم؛ أتقياء أنقياء من كل الذنوب والآثام، لا أن يعود أحدهم إلى بلده مفتخراً بأنه حج إلى بيت الله الحرام، واكتسب لقب الحاج فصار الناس ينادونه بالحاج فلان.

إن من يبتغي الحصول بسبب الحج على هذا اللقب فهذا يخشى عليه أن يعود من حجته بخفي حنين أو كما قال ذلك الأعرابى لزميله يوم رجع من حجته وما حججتَ ولكن حجتِ الإبل، فالمقصود من الحج أن يعود المسلم تقيا نقيا كما ذكرنا وليس متشرفا بلقب الحاج فهذا مما يبطل العمل لأن الله – عز وجل – يقول: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴾[البينة : 5].

السائل: بالنسبة للسترة في المسجد الحرام.

الشيخ: بقي السترة، أما السترة فقضية السترة أصبحت في اليوم نسياً منسياً في بلاد الإسلام كلها إلا القليل جداً منها أما في المسجد الحرام فقد كُسيت ثوبا لا يليق بها؛ لأن هذا الثوب قضى على شرعيتها لقد جاءت عن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – أحاديث عدة فيها الأمر باتخاذ المصلي السترة في أي مكان كان على الإطلاق، سواء كان في الصحراء؛ أو كان في البنيان أو كان في مسجد أو في مسجد جامع ولو كان المسجد الحرام، فقد جاءت أولاً الأحاديث مطلقة أو عامة يقول -عليه الصلاة والسلام- في بعضها: «إذا صلى أحدكم فليصلِّ إلى سترة لا يقطع الشيطان عليه صلاته»، آنفاً حينما خرجت من خيمتي إلى الصلاة رأيت بعضهم يصلي لا إلى سترة، والسترة هي أي عمود بل لو كان هناك شخص جالس فيمكن للمصلي أن يتخذه سترة يصلي إلى هذا الشخص، فقوله – عليه السلام -: « إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة »، لماذا؟، يأتي الجواب مباشرة خشية أن يقطع الشيطان عليه صلاته, لا يقطع الشيطان عليه صلاته أي خشية أن يقطع الشيطان عليه صلاته، ومعنى هذا أن هناك وسائل شرعية لا يمكن للعقل البشري أن يدرك تأثيرها, هذه الوسائل تحول بين المصلي وبين أن يتعرض الشيطان للإخلال بصلاته على الأقل أو لإبطالها من أصلها، فنحن نسمع رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – يقول في هذا الحديث آمراً لكل مصلٍّ أن يصلي إلى سترة، وهنا أدب آخر جاء بيانه في رواية أخرى فينبغي التنبه لها ألا وهو قوله – صلى الله عليه وآله وسلم -: « إذا صلى أحدكم فليدن من سترته »، الحديث الأول أو الرواية الأولى كانت فليصلِّ إلى سترة, لكن قد يسأل الإنسان إذا صليت أنا هنا والسترة هناك فهل هذه سترة؟، الجواب في الرواية الثانية :« إذا صلى أحدكم فليدن من سترته »، فلابد أن يكون قريباً منها؛ وهذا القرب جاء بيانه أيضاً في السنة، وهكذا السنة يكمل بعضها بعضا، فهل يقترب المصلي من السترة بحيث أنه يكاد أن يمس برأسه السترة التي بين يديه أم لابد أن يكون بين رأسه وبين سترته فسحة وفراغ؟, الجواب: نعم؛ لابد أن يكون بين موضع سجود المصلي وبين السترة ممر شاة, جاء في الحديث: "أن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – كان بين مصلاه؛ -أي: موضع سجوده- وبين السترة ممر شاة", فإذاً لا يبتعد عنها ولا يدن منها بحيث يكاد ينطحه برأسه؛ لا .. وإنما يجعل بينه وبينها ممر شاه تقريباً شبراً أو قريباً من شبر.
إن من أهمية هذه السترة كما سيظهر لكم تظهر هذه الأهمية في المسجد الحرام لكثرة ابتلاء المصلين بالمارة بين أيديهم وبخاصة مرور النساء فقد قال عليه الصلاة والسلام: « يقطع صلاة أحدكم إذا لم يكن بين يديه مثل مؤخرة الرحل : المرأة والحمار والكلب الأسود »، فإذاً للسترة هذه وظيفتان الوظيفة الأولى عامة، وهي أنها تحول بين الشيطان وبين أن يعرض صلاة هذا المصلي وراء السترة لشيء من النقصان .
والأهمية الأخرى هي أن هذه السترة تحول بين المصلي وبين بطلان صلاته إذا مر بين يديه واحد من الأمور الثلاثة المرأة أو الحمار أوالكلب الأسود؛ أما إذا كان يصلي إلى سترة فلا يضره بعد ذلك ما مر بين يديه سواء كان جنسا من هذه الأجناس الثلاثة أو كان شيئا آخر أما الذي يصلي إلى لا سترة ولو في المسجد الحرام فصلاته معرضة للنقصان أو للبطلان على حسب الجنس الذي يمر بين يدى المصلي.
هذا ما ينبغي أن نذكره بمناسبة السترة وأنها واجبة في كل مسجد حتى المسجد الحرام، ولذلك كان بعض السلف إذا صلى في المسجد الحرام وضع بين يديه سترة ومنهم عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما كنت ذكرت ذلك ونحوه في كتابي تحذير الساجد من إتخاذ القبور مساجد . نعم .

من مادة الشريط 385 مفرغة للعلامة الألباني -رحمه الله-


من هنا المصدر




شكرا وبارك الله فيك
جزاك الله خير الجزاء




تعليمية




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

أفضــل أيــام الدنيــا

أفضــل أيــام الدنيــا
للشيخ محمد سعيد رسلان حفظه الله

الحمد لله رب العالمين والصلاة السلام على أشرف المرسلين

فهذا شريط عنوانه أفضل أيام الدنيا مفرغ للشيخ محمد رسلان حفظه الله
فيه أشياء تحث على العمل في هذه الأيام التي هي على الأبواب وهي العشر الأول من شهر ذي الحجة فنسأ ل الله أن يتقبل منا ومنكم وأن
يبارك في كل من فرغها او ساعد في تفريغها أو نشرها وكذلك لا ننسى أن ندعوا لشيخنا الشيخ محمد رسلان بالتوفيق والسداد في الاقوال والاعمال وهذه الخطبة ألقاها الشيخ حفظه الله في الجمعة 30 من ذي القعدة 1443هـ الموافق ل 28 نوفمبر 2022

بسم الله الرحمان الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات اعمالنا
من يهده الله فلا مظل له ومن يظلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} (102) سورة آل عمران
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (1) سورة النساء
{}يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا{يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} (71) سورة الأحزاب (70)
أما بعد :
فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير والهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم

وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
أما بعد :
فقد أخرج البزار من رواية جابر رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم
قال : أفضل أيام الدنيا أيام العشر وأخرج الحديث إبن حبان وصححه الألباني وفي الحديث أن أيام العشر هي أفضل أيام الدنيا
بلا استثناء وأن البخاري في صحيحه من رواية عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الايام يعني : أيام العشر قيل ولا الجهاد في سبيل الله يا رسول الله.قال : ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيئ وفي هذا الحديث أيضا ذلك المعنى الذي هو في حديث جابر رضي الله عنه لأنه إذا كانت الأعمال في الأيام العشر أحب إلى الله تبارك وتعالى و أفضل في ميزان الشريعة من نظائرها في غير أيام العشر فلا شك أن هذا الزمان محبوب عند الله تبارك وتعالى مفضل والله جلت قدرته فاضل بين الأزمان فجعل ليلة القدر خير الليالي وجعل يوم النحر أفضل الأيام عند الله جل وعلا وقيل هو يوم عرفة لأنه مارؤيا الشيطان أذل ولا أدحر منه في ذلك اليوم وإن الله جل وعلى ليدنو عشية عرفة يباهي بأهل الموقف الملائكة يقول ما أراد هؤلاء.
ولكن الذي إليه المصير عند أهل العلم أن يوم النحر أفضل أيام العام لأن الحديث الذي ورد فيه سالم من المعارضة وفضل الله رب العاملين العشر الأول من شهر ذي الحجة على سائر أيام العام وفضل الله رب العالمين بعض الأمكنة على بعض فجعل الصلاة في المسجد الحرام بمئة ألف صلاة فضلا وأجرا وجعل الصلاة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بألف صلاة . فاضل الله رب العالمين بين الأماكن , وفاضل الله رب العالمين بين الأزمان وفاضل الله رب العالمين بين الملائكة فجبريل فهو مقدم الملائكة وهو الأمين صاحب الوحي إلى الأنبياء والمرسلين من لدن رب العاملين وفاضل الله رب العالمين بين الأنبياء والمرسلين فجعل أشرفهم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهو خير الرسل وأفضلهم وهو الذي صلى بهم صلى الله عليه وعلى آله وسلم في ليلة المعراج فهو صلى الله عليه وعلى آله وسلم إمامهم ومقدمهم وهو صاحب الشفاعة العظمى صلى الله عليه وعلى آله وسلم, وفاضل الله رب العالمين بين الناس فجعل أكرمهم عنده اتقاهم وميزهم بالتقوى والطاعة والإنابة لوجهه الكريم بعضهم على بعض وفضل الله رب العالمين الكتب المنزلة من لدنه سبحانه بعضها على بعض فالقرآن العظيم هو أشرف ما أنزل الله رب العالمين من الكتب لأن الله رب العالمين أوحى بهذا القرآن العظيم إلى نبيه الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم لخير أمة أخرجت للناس فقد فاضل الله رب العالمين بين الأمم فجعل أمة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم آخر الأمم زمانا وأولها وأعلاها مقاما فالحمد لله الذي جعلنا من أمة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما في حديث المسند وغيره وهو ثابت صحيح قال: ( والذي نفسي بيده لو كان موسى حيا ما وسعه إلا أن يتبعني ) فلو كان من امة محمد صلى الله عليه وسلم زمانا ووجودا ما وسعه إلا أن يتبع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ففضل الله رب العالمين هذه الأيام العشر على سائر أيام العام ,النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ( أفضل أيام الدنيا أيام العشر) ويقول صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله تعالى من هذه الأيام يعني العشر الأول من شهر ذي الحجة ) فقال الصحابة رضي الله عنهم وقد استشكلوا ذلك بعض الاستشكال فأرادوا أن يعلموا مقصد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله يعني لو ان عمل دون الجهاد وقع في هذه الأيام هو خير من الجهاد في غير هذه الأيام يا رسول الله فهذا وجه عند شراح الحديث ووجه آخر وهو أن الجهاد في هذه الأيام يفوت الحج والجهاد في غيرها لا يفوته فضن الصحابة رضوان الله عليهم أن الجهاد في غير هذه الأيام يكون أفضل من الجهاد في هذه الأيام إذ يفوت الحج على المجاهد فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (ولا الجهاد في سبيل الله ) ثم بين النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حالة هي خارج المقارنة قال : ( إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيئ ) و في رواية( إلا من عقر جواده وأهريق دمه) وهي بمعنى في الرواية الأولى( ثم لم يرجع من ذلك بشيئ ) فبين النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عظم العمل الصالح في الأيام العشر الأول من شهر ذي الحجة وبين النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنها لا يضارعها أمثالها تقع في غيرها بحال , والعلماء قد وقعوا في مسألة المقارنة بين العشر الأول من شهر ذي الحجة والعشر الأواخر من شهر رمضان لوقوع ليلة القدر فيهن وتوسط العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى فقال : إن أيام العشر الأول من شهر ذي الحجة أفضل من أيام العشر الأواخر من شهر رمضان وليالي العشر الأواخر من شهر رمضان خير من ليالي العشر الأول من شهر ذي الحجة والمحققون من العلماء على غير ذلك لأنهم يقولون أن الأيام إذا أطلقت دخلت فيها الليالي والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : ( ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله تعالى من هذه الأيام ) فأطلق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم, فدخلت الليالي تبعا وموطن المقارنة, أن العشر الأول من ذي الحجة فيها يوم التروية, وهو اليوم الثامن من هذا الشهر, حيث يتروى الحجيج قبل ذهابهم إلى منى أو كما قال بعض أهل العلم إنما سمي بيوم التروية لأنهم كانوا يأتون فيه بالماء على ظهور الروايا جمع راوية وهي النوق يؤتى بالماء على ظهورها محمولا في القرب من الأبار وحيث هو, فكانوا يتزودون بالماء قبل أن يذهبوا إلى منى في هذا اليوم وهو اليوم الثامن من شهر ذي الحجة فسمي بيوم التروية ويذهب فيه الحجيج إلى منى يصلون الظهر والعصر قصرا من غير جمع ويصلون المغرب والعشاء قصرا للعشاء من غير جمع ثم يبيتون بمنى ثم إذا ما طلعت الشمس وقد صلوا الفجر توجهوا إلى عرفات في اليوم التاسع وهو يوم عظيم فضله كبير أجر من صامه لله جل وعلى حيث بين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك كما في حديث أبي قتادة الذي أخرجه مسلم في صحيحه و أخرجه غيره أن النبي صلى الله عليه وعلى آله مسلم أخبر (أن صيام يوم عرفة يكفر سنة ماضية وسنة باقية) و أن النبي صلى الله عليه وسلم كما في الرواية الأخرى( يحتسب على الله تبارك وتعالى أن من صام يوم عرفة كفر الله رب العالمين عنه ذنوب سنة مضت وذنوب سنة بقيت) وفي هذا اليوم كما أخبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وروت ذلك عنه عائشة رضي الله عنها وأخرجه مسلم في صحيحه قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( ما في يوم أكثر من أن يعتق فيه الله عبدا من النار من يوم عرفة) فهذا هو أكبر موسم يعتق الله رب العالمين فيه اهل الطاعة وهؤلاء الذين هم مذكورون في هذا الحديث من أولئك الذين تركوا ديارهم وخلفوا اهليهم و أحبابهم وراءهم وخرجوا لله رب العالمين ملبين وتجمعوا في صعيد عرفات يدعون الله تبارك وتعالى مخلصين .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( وإنه سبحانه ليدنو عشية عرفة يباهي بهم الملائكة يقول ما اراد هؤلاء) , وصفة الدنو حق على حقيقتها على الكيفية التي تليق بالله جل وعلى وإن الله تبارك وتعالى يعتق في هذا اليوم العظيم من خلقه المؤمنين الموحدين المسلمين المنيبين المخبتين ما لا يقع مثله في أيام العام كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم, ففي العشر الأول من شهر ذي الحجة يوم التروية وفيها يوم عرفة فهم يوم عظيم جليل القدر جدا وفيها يوم النحر وهو اليوم العاشر وفيه ينحر الحجيج بعد ان يدفعوا من المشعر الحرام إلى منى بعد أن تسفر الشمس يضلون في الدعاء لله رب العلمين حتى إذا ما دنى الإسفار جدا دفعوا إلى منى لرمي الجمرة جمرة العقبة الكبرى وعندها تنقطع التلبية, وفي هذا اليوم العظيم اعمال للحج هي معظم ما في الحج من أعمال, فالذين نظروا إلى الأيام قالوا إن ذلك إنما يقع في الأيام العشر الأول من شهر ذي الحجة وأما في العشر الأواخر من شهر رمضان ففيها ليلة لا تقاوم في فضلها هي خير من الف شهر لمن قامها لله رب العالمين إمانا واحتسابا متبتلا منيبا خاشعا وقد نص على فضلها القرآن العظيم ,((ليلة القدر خير من ألف شهر )), ولذلك وقع التفاضل بين العشر الأول من شهر ذي الحجة والعشر الاواخر من شهر رمضان والذي في الحديث , النبي صلى الله عليه وسلم إطلاق لا تقييد فيه, فدخلت الليالي في الأيام تبعا, فهذا موسم عظيم جدا بل هو أكبر مواسم الطاعات في العام, وهو العشر الأول من شهر ذي الحجة, وسعيد بن جبير الذي روى عن ابن عباس رضي الله عنهما كان إذا دخل العشر, اجتهد في العبادة بما لا يستطيع أن يزيد عليه, وهذا من فقهه للحديث الذي رواه وتلقاه عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم والعمل الصالح يدخل فيه الصلاة والصدقة والصيام والدعاء والذر وتلاوة القرآن والعطف على المساكين والايتام وصلة الأرحام ومذاكرت العلم وبثه …إلى غير ذلك وكل ذلك يدخل في العمل الصالح فكل ما هو محبوب عند الله تبارك وتعالى مشروع إذا أتى به العبد وقد توفر فيه شرطا قبول العمل عند الله تبارك وتعالى إذا ما وقع ذلك على هذه الصفة وهو أحب العمل إلى الله تبارك وتعالى كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم والعمل لا يتقبل عند الله جل وعلى إلا إذا كان لله خالصا فلم تخالطه سمعة ولا شهوة بإراءة الناس العمل واطلاعهم عليه وهو الرياء وكذلك التسميع حيث يسمع من يسمع بما أتى من عمل صالح فالتسميع للسمع والرياء للرؤيا فإذا جاء العمل خالصا لله رب العالمين ليس لغير الله فيه شيئ وتوفر فيه الشرط الثاني وهو متابعة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان مقبولا عند الله رب العالمين فهذه الفرصة اللائحة إذا مرت قد لا تعود لأن الإنسان لا يدري ما يكون في غد ولا يعلم أحد عمره الذي قدره الله رب العالمين له مضروبا عليه بالأجل الحتم اللازم الذي لا بد منه فإذا آتى الله رب العالمين مسلما هذه الفرصة فعليه أن يجتهد في اقتناصها واهتبالها وعليه أن يكون حثيث السعي لتحصيلها وعدم تفويتها فعليه أن يقبل على رب العالمين بالتوبة والإنابة وينخلع وينسلخ من المعاصي والذنوب و أن يرد المظالم إلى أربابها وأن يسترضي الخصوم وأن يجتهد في أن يكون مخلصا لله رب العالمين متبعا لنبيه الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم دلنا على أمر من الأمور التي يغفل عنها كثير من الناس من المسلمين الطيبين, فالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد رغب في الأضحية وحث عليها بقوله وفعله وإقراره صلى الله عليه وعلى آله وسلم والأظهر عند أهل العلم انها واجبة على القادر عليها أن الأضحية واجبة وهذا مذهب الثوري والأوزاعي وهو مذهب أبي حنيفة وإليه مال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى أن الأضحية و الإضحية وكذلك الضحية والأضحات ففيها أربع لغات أن الأضحية واجبة على القادر والجمهور على أنها سنة مأكدة لمن كان قادرا والصواب أنها واجبة على القادر عليها ورغب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيها وأتى بها فعلا وحث عليها قولا وأقرها إقرارا صلى الله عليه وعلى آله وسلم فثبتت مشروعيتها في الكتاب والسنة وثبتت مشرعيتها في بالسنة بجميع صورها قولا وفعلا وإقرارا بإجماع الأمة وحض النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على أمر يغفل عنه الناس يتعلق بهذه الشعيرة الظاهرة من شعائر الإسلام العظيم (( ذلك ومن يعظم شعائر الله )) ومن شعائر الله الظاهرة ومن سنن الله رب العالمين التي سنها لنا نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم سنة شرعية في دين الله جل وعلى تتبع وهي واجبة هذه الأضحية النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أخبر كما في حديث أم سلمة الذي أخرجه مسلم في صحيحه أنه إذا أهل هلال الحجة وكان لأحدكم ذبح فلا يأخذ من شعره ولا من ظفره شيئ حتى يضحي والأظهر أن هذا النهي للتحريم وان الإنسان إذا كان مضحيا فعليه ان يجتنب الأخذ إذا أهل هلال الحجة ودخل الشهر ان لا يأخذ من ظفره ولا من شعره شيْء ما دام مضحيا حتى يضحي فالنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن هذا الامر وأظهر الاقوال عند أهل العلم أن النهي للتحريم واختلفوا هل يلزم ذلك من كان مضحيا ومن كان مضحا عنه ام أن ذلك يلزم المضحية وحده قولان وعند كثير من أهل العلم أن من كان مضحيا وأن من يضحى عنه عليهم جميعا أن يمسكوا عن الاخذ من الأشعار والأبشار والأظفار حتى يضحي المضحي والأضحية إنما تبدأ من بعد صلاة العيد في الأمصار عند صلاة العيد أو بمرور زمن يوازي ذلك في الأماكن التي لا يصلى فيها العيد كأهل البوادي وغيرهم فلا بد من مراعات الوقت لأن الذي يذبح قبل الوقت إنما قدم لأهله لحما كما قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فمن ذبح قبل الصلاة فإنما هو لحم قدمه لأهله وأمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما انصرف أمر من كان قد ذبح قبل الصلاة أن يعيد غيرها مكانها فبين النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الزمن الذي تقع فيها هذه الشعيرة العظيمة من شعائر الله رب العالمين وأن ذلك يبدأ بعد صلاة العيد والخطبة لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان إذا ما فرغ قدم أضحيته صلى الله عليه وسلم و كان يأتي بها مذبوحة هنالك عند المصلى ويبدأ الناس في الذبح بعد فالعلماء على أن الأفضل أن ينتظر إلى ما بعد الخطبة إلى بعد ذبح الإمام إن كان ذابحا مضحيا عند المصلى ثم يضحي الناس بعد ويمتد أوان الذبح إلى غروب الشمس من اليوم الثالث من أيام التشريق وهو اليوم الرابع فإن اليوم الأول هو الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر وقبل ذلك اليوم العاشر وهو يوم العيد فزمان النحر أربعة أيام من بعد صلاة العيد إلى غروب الشمس من آخر أيام التشريق وهو رابع أيام العيد في عرف المعاصرين وهو اليوم الثالث من أيام التشريق كانت تذبح ضحى وهذا هو الأفضل وأن يقع الذبح في يوم النحر ضحى ومنه اشتق اسمها فهي الأضحية وهي الأضحات والضحية والإضحية وكل ذلك إنما اشتق من وقت الضحى وأن الملابسات كان العرب يأخذون منها تسمية كما سمو الدفع إلى المزدلفة وما يكون هنالك من الجمع سموها جمعا لأن الحجيج عندما يفيضون من عرفات إلى المشعر الحرام يجتمعون هنالك في المزدلفة فسميت جمعا وهي المزدلفة والمشعر الحرام, فإذن هذه تذبح ضحى.
النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم دلنا على ان من كان مضحيا وأهل هلال الحجة ودخل الشهر أن يمسك عن أظفاره وشعره حتى يضحي فإذا وقعت أضحيته فإنه حين إذ يأخذ ما شاء من أظفاره ويأخذ ما شاء من شعره على حسب ما سنه له رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم, العمل الصالح في الأيام العشر الأول من ذي الحجة كثير ومتنوع وأعلى ذلك وأجلاه أن يطهر المرء اعتقاده لله من درن الشرك والكفران وأن يحصل التوحيد الحق مقبلا على الله رب العالمين بإخلاص وأن يعلم ان الله رب العالمين أسس الملة على هذا الأصل العظيم وهو توحيد رب العالمين فلا يصح عمل ولا يقبل عند الله تبارك وتعالى لم يكن مؤسسا على هذا الأصل الأصيل الذي لأجله خلق الله رب العالمين الخلق فإن الله رب العالمين خلق الخلق لتوحيده بعبادته وصرف العبادة له وحده جل وعلى, فأعظم ما يأتي به العبد في كل حين وحال ويتأكد ذلك في هذه الأيام إذ هي أفضل أيام الدنيا كما قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأفضل ذلك أن الإنسان يجتهد في تحرير إعتقاده لله رب العالمين وحده وأن يجتهد في تعلم التوحيد, يقبل عليه ويحصله وفي معرفة الشرك ليبتعد عنه وليجتنبه وليحذر وينفر منه لان الإنسان إذا أقبل على الله رب العالمين بالعمل الصالح من غير توحيد فهذا بنا على غير أساس وهذا كالذي يقيم بناءه على شفى جرف هار أو كالذي يبني لا على متحرك الرمال بل إنه يبني على الماء وهذا لايمكن أن يأتي من عمله خير لأن العمل لا يكون صالحا متقبلا عند الله رب العالمين إلا إذا توفر فيه الشرطان أن يكون خالصا مبنيا على التوحيد لله رب العالمين وحده بريئا من الشرك ومن الرياء ومن السمعة ومن ملاحظة الخلق بعين البصيرة وإنما يكون خالصا لله رب العالمين ويكون العبد فيه متبعا فيه لنبيه الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم فعلى الإنسان أن يحرر هذا بدأ لكي يبني على أساس متين لأنه إن بنا على غير هذا الأساس فلا قيمة لعمله بالمرة بل إنه ربما كان معاقبا عليه مؤاخذا به والله رب العاملين إنما خلقنا لتحقيق هذا الأصل الكبير وهو إفراد الله رب العالمين بالعبادة وإخلاص العبادة لله رب العالمين وحده وتوحيد الله رب العالمين فالملة مؤسسة على هذين الأصلين : ألا يعبد إلا الله وألا يعبد الله إلا بما شرع ، ألا يعبد إلا الله: أشهد أن لا إله إلا الله ـ وأن لا يعبد إلا بما شرع : أشهد أن محمداً رسول الله، فهذا هو دين الإسلام العظيم يقوم على هذين الأصلين ؛ على التوحيد و الإتباع وعلى العبد أن يجتهد في تحقيق هذا الأصل ثم فلْيبْن بعد ذلك عليه ما شاء من عملٍ صالح على قانون محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم متبعاً فيه هدي نبيه ،غير مبتدعٍ في شيء من أموره ،وإنما يسير خلف الرسول صلى الله عليه وسلم يقتفي أثره ، ولا يمكن أن يكون العمل خالصا لله رب العالمين وقد خالطه الرياء وداخلته السمعة ، ولا يمكن أن يكون العمل صالحاً وقد مازجته البدعة ، ومن أجل أن يكون العمل على قانون الاتباع ؛ ينبغي أن تتوفر فيه ستة شروط :
وهي أن يكون خالصا في
سببه
وجنسه
وزمانه
ومكانه
وكمه
وكيفه
؛ فلا بد أن يكون في جنسه مشروعاً فلا يتعبد عبد بالرهبانية ويقول إني أتقرب بها إلى الله فجنس العمل لا بد أن يكون مشروعاً ، ولابد أن يكون مما شرعه الله رب العالمين على لسان رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، لو أن إنسانا أراد أن يضحي بفرس نقول له ابتدعت وما أحسنت ولا يجزئ عنك ، والجنس الذي حدده الله رب العالمين هو بهيمة الأنعام من الإبل والبقر والغنم من المعز والضأن على حسب السن والخلوّ من العيوب التي لا تجزئ الأضحية إذا ما تلبست بها أو بأحدها فلابد أن يأتي بالجنس الذي شرعه الله رب العالمين ، فإذا تجاز ما شرعه الله رب العالمين إلى غير ما شرعه الله فقد ابتدع في دين الله رب العالمين وعمله مردود عليه لأنه لم يحقق فيه شرط الاتباع لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا بد أن يكون السبب الدافع للعمل الشرعي مشروعاً في أصله ،مشروعاً في فصله ، وأن يكون مشروعا في جنسه وكمه وكيفه وزمانه ومكانه ، فإذا اختل واحد من هذه الستة لا يكون العبد الذي يأتي بالعمل متبعاً لرسول الله بل يكون متبعاً لهواه ويكن مبتدعاً في دين الله ، فلو أن إنسانا دعاه شيطانه إلى أن يتعبد لله رب العالمين في مناسبة يقول هذه مناسبة فاضلة : سأصوم يوم التحرير سأقوم ليلة عيد النصر أو يقول في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب سوف أقوم وأذكر وأتلو وأركع وأسجد ؛ هذا سبب غير شرعي فلابد أن يكون السببُ مشروعاً كما الجنسُ سواءً بسواءٍ فيكون مشروعاً في جنسه مشروعاُ في سببه مشروعاُ في كمّه : فلو صلى الظهر ستَّ ركعاتٍ لم يصحّ ، ولو صلى الظهر ركعةً لم تصحّ ، وكذلك في سائر الأعمال التي نُصَّ فيها على المقدار لا يجوز أن يقع المرء دونه ولا أن يتجاوزه بحال ، وكذلك ما يتعلق بالكيف فلو قدم في الصلاة السجود على الركوع أو أتى بالتشهد قائما أو أتى بالفاتحة في موطن التشهد إذا ما أخل بأمثال هذه المسائل كمَّا وكيفاً كان مبتدعاً لا متبعاً لا متبعا ، وكذلك إذا لم يراع الزمان فذهب إلى عرفات في اليوم الثامن فوقف بعرفات قبل الزحام فهذا كما ترى قد أخل ـ وإن أخذ بشرط المكان ـ أخل بشرط الزمان وكذلك إذا ما وقف بالمزدلفة في اليوم التاسع في يوم عرفة أو وقف خارج حدود عرفات فخالف في المكان وخالف في الزمان فإنه حينئذ يكون مبتدعا لا متبعاً فمن أجل أن تكون متبعاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم فينبغي عليك حينئذ أن تراعي هذه الشروط وهي الجنس والسبب والكم والكيف والزمان والمكان وفقك الله إلى ما يحبه ويرضاه .
الإنسان ينبغي عليه أن ينتهز هذه الفرصة و هي هذه الأيام التي هي أفضل أيام الدنيا كما قال رسول الله ، وهي الأيام التي لا يضارعها أيام في وقوع العمل الصالح فيها ، فالعمل الصالح فيها أحب إلى الله رب العالمين فيها من سائر أيام العام ولياليه وعلى الإنسان أن يجتهد في تحصيل هذا الأمر لأنه حياته الباقية (وإن الدار الخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون ) فعليه أن يقدم لنفسه وعليه أن يقبل على شأنه وعليه أن يفتش ضميره وأن يراجع قلبه وأن ينظر في أطواء فؤاده وأن يتأمل في أخلاقه وأن يفحص في حقيقة عقيدته وتوحيده وأن ينظر في أصل اتباعه وأن يتأمل في مسيرة حياته وأن يتلبث قليلاً متروياًّ من أجل أن ينظر ما فات كيف فات وهذه السنون المتطاولات لا يحصل منها المرء اليوم إلا خيالاً عابراً أو طيفاً حائلاً أو برقاً خُلًّباً فقد مضت ، فإن قست ما بقى وهو قليل بالنسبة إلى ما مضى والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : " أعمار أمتي بين الستين والسبعين وقليل من يجاوز " فإذا تأمل المرء ما مضى وقد مضى بما فيه من لذةٍ وعذاب ، وسرورٍ واكتئاب ، مرَّ بما فيه من معاناة وتمتع ، مرّ بما فيه مما يؤلم القلب ويضني الفؤاد ، ويلذع الكبد ويأتي بالسهاد ، مرّ هذا كله ثم صار إلى ماذا؟ إلى المساءلة والمحاسبة ، لأن الله رب العالمين أمر الحفظة بكتابة كل شيء فذلك مقيد(( أحصاه الله ونسوه)) ، فعلى المرء أن يقف وقفة متأنية وأن يتأمل في مكسبه ماهو؟ وكيف هو؟ أمن حلالٍ هو ؟يحصِّل من طريق صحيح هذا المال أم من طريق فيه شبهة؟ لا أقول من طريق حرام فهذا معلوم يتورع عنه ما كان لله رب العالمين متقيا ومن عذاب النار متقيا ومن لهيبها خائفا ، وإنما يتوقف ناظرا: هذا الذي أحصله من كسب هذه الحياة ما فيه؟ أفيه شبهة؟ فضلا عن أن يكون من حرام ، فعليه أن يتحرى مطعمه وعليه أن يتحرى إنفاق لحظات حياته وثوانيها وأن يتأمل في أطوائها وخفاياها وأن ينظر في دوافعه وبواعثه وعليه أن يجتهد في أن يركز في قلبه وضميره وخاطره ونفسه حقيقة اللائحة لا يعشُ عن سناها إلا من طمس الله على بصيرته ولا يعمى عن حقيقتها إلا من كان خائباً خاسرًا فاشلا ًهذه الحقيقة هي أن أغمض ما تعالجه وأصعب ما تزاوله وأعتى وأعنف وأقسى ما تعالجه في الحياة نيّتُك كما قال الصالحون : ما عالجت شيئا هو أشق عليّ من نيتي ، وكان الواحد منهم إذا ما أراد أن يخرج إلى عمل من الأعمال الصالحة يتلبث حتى يحرر النية يسأل نفسه لم تذهب؟ كما يسأل نفسه لم لا تذهب؟ ويسأل نفسه لم تتكلم؟ كما يسأل نفسه لم لا تتكلم؟ وفتش في ضميره وينقب عن حقيقة دوافعه فإن الدوافع معقدة ولأن الأحداث متراكبة ولأن خطى الحياة متسارعة ولأن الوقائع في الحياة متداخلة متشابكة ولأن الناس في أمر مريج والله رب العالمين بعد محاسب كل أحد على ما قدم وأخر ؛ على ما قدمه أمامه من عمل وما أخره وراءه مما يتبعه الناس فيه من بدعة ابتدعها أو أصل منحرف أصّله فما تزال أوزار القوم وآثامهم منصبة عليه حتى ينقطع ذلك لا ينقص ذلك من أوزارهم شيء كما قال رسول الله ، ما قدم وما أخر ، فهذه فرصة قد لا تعود إن مضت قد لا تعود والعبد دائما على وجلٍ من غده لا يدري أتشرق عليه شمسه أو تأتي وهو في ظلام رمسه ، والله عز وجل أسأل أن يرحمنا برحمته وأن يتغمدنا برحمته التي وسعت كل شيء وهو على شيء قدير وصلى الله وسلم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .

الخطبة الثانية :

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له هو يتولى الصالحين وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلاة وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين
أما بعد:
فلا شك أن الصيام من العمل الصالح والرسول صلى الله عليه وسلم رغّب في العمل الصالح في العشر الأُوَل من شهر ذي الحجة والصيام من أعلى العبادات ومن أجلها قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم :" عليك بالصوم فإنه لا عِدْل له " وبمعنى ذلك في الحديث الآخر "عليك بالصوم فإنه لا مِثل له " لا مِثل له : لا عِدل له ، فالصيام لله تبارك وتعالى وحده يجزي عليه بلا حساب ويؤتي ربنا تبارك وتعالى الصائمين أجورهم موفورة لا يُقادَر قدرها ولا تحصى عدتها وهو ذو الفضل والمنة وهو على كل شيء قدير ، فالصيام في العشر الأول تغليباً إذا ورد لأن اليوم العاشر يحرم صيامه بإجماع فإنه يحرم صوم يوم العيد أضحى وفِطراً فهذا لا خلاف عليه والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم دل على فضيلة العمل الصالح في العشر الأُول يدخل فيه الصلاة والذكر تهليلاً وتحميداً وتسبيحاً وتكبيراً ويدخل فيه تلاوة القرآن ويدخل فيه طلب العلم وبثه وإذاعته بين الناس ، ويدخل فيه الصيام والزكاة والصدقة وبر الوالدين والعطف على الأيتام والمساكين وصلة الرحم وحسن الجوار وما أشبه من الأعمال الصالحات فيدخل الصيام ، غير أن مسلماً رحمه الله تعالى أخرج في صحيحه من رواية عائشة رضي الله عنها قالت " ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم صائما العشر قط" وفي رواية " ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم صائماً في العشر قط" فأخبرت رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم ما رأته هي " ما رأيت النبي" فالمنفيُّ رؤيتُها " ما رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم صائماً في العشر قط " أو " العشرَ قط" ، تمسك بعض الناس بهذا الحديث وقالوا : صيام العشر وهو تغليب كما هو في اللغة الشريفة التي أنزل الله بها كتابه ونطق بها النبي صلى الله عليه وسلم بيانه وهو تغليب للتِّسع منحّاةً مع إظهار العشر وإنما ينصب ذلك على التسع لأن العاشر لا يصام بيقين فمحرمٌ صيامه إجماعاً ، فالنبي صلى الله عليه وسلم أخبرت عائشة عن عدم رؤيتها له صائما في هذه الأيام التسع الأول من شهر ذي الحجة فتمسك بعض الناس بذلك وقالوا صيام هذه الأيام مكروه ، وكثير من الناس عندما ينظرون إلى الحقيقة ينظرون إليها من قفاها فلا يبصرون منها شيئا ذا طائل وإنما ما هنالك من قفا الحقيقة وأما وجهُها فبمَبعَدة وكثير ممن تطفل على هذا العلم الشريف الذي خط لنا ربنا تبارك وتعالى سبيله ووضّح لنا منهاجه كثيرٌ ممن تطفل على هذا العلم لم يدخله من بابه ولم يتسور عليه محرابه وإنما بعضهم يتلصص مسترقاً للسمع يوشك أن يلحقه شهاب راسد ، وبعضهم يحفر تحت الأرض خندقاً ليفاجئ أهل البيت إلى غير ذلك من وسائل لا تُرضي ولاتُرضَى , وأما أهل العلم الذين ينظرون في حقائق الشرع فإنهم يجمعون الأدلة في المسألة الواحدة وينظرون فيها نظر المحققين إن كانوا بتلك المثابة وإلا فيكل المرء الأمرَ إلى أهله ويسأل عنه عالماً لكي يخرج من التَّبِعة ،أما أن يتهجم على ما لا يحسنه ! والعلم يا صاحبي في هذا العصر يتيم يلطمه كل من آتاه الله قدرة على تحريك كفه ، صار لطيمة في هذا العصر يتكلم فيه كل من ملك لساناً فصار كلأً مستباحاً ، ولم يفرق المسلمون بين الثقافة الدينية يحصّلها الرجل والعلم على أسسه وأصوله وقواعده ، فظل كل من عرف شيئا في دين الله عالماً ومفتياً فوقع الناس في أمر عظيم ، إلى الله المشتكى ، ناسُ يوعظون فيظنون الوعظَ العلمَ ! هذا خطأ مبين ، والوعاظ طائفة معروفة يرققون القلوب ويسيلون المدامع ويقربون الناس إلى الجادة وللعلماء عملهم ، أما أن يصير الواعظ عالما يؤخذ منه ويحصل ما عنده ويُستفتى فهذا فتق في ثوب الشرع لا يُرتق ،هذه عظيمة من العظائم التي فُتقت في الديانة ، كما جلس بعض سلفنا الصالحين من الأئمة الكبار ناحيةً يبكي فقيل ما يبكيك ، قال : استُفتي اليوم من لا علم عنده ووقع في دين الله أمر عظيم . الذين يجمعون الأدلة ويحصّلون أقول أهل العلم وينظرون نظر المحققين والرجل قد يكون ناطقا بالعربية وهو أعجمي القلب والفهم ولا يدري سر العربية ولا ينفذ إلى حقيقة ألفاظها وعباراتها وتراكيبها فتجد الواحد منهم أضل من حمار أهله عندما يتكلم في مسائل الشرع يخبِط ههنا وهناك لا يدري من أمر نفسه شيئا وكأنما مسّته من الجِنة ما يجعله متلذذا على أحر من الجمر والعاطفة الدينية بالحماسة الشرعية وحدها لا تكفي بل هي تكون أحيانا أضرّ على دين الله وأضلّ لأهلها من غيرها ,,لو وقعت منضبطة بقواعد الشريعة المكينة المتينة . على كل حال تمسك من تمسك بحديث مسلم من رواية عائشة ، عند أحمد وأصحاب السنن بلفظ وقع فيه اختلاف: عن حفصة رضي الله عنها" أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم العشر" ووقع التعارض ظاهراً ، وعند النسائي عن أم سلمة رضي الله عنها " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم العشر الأُوَل " تعني من شهر ذي الحجة ، وفي رواية لها في ذات الموضع "أنه كان يصوم التسع" وقد صحح الروايتين الشيخ ناصر رحمه الله تعالى وغيره ، فلما نظر الأئمة لهذا التعارض كانت لهم مسالك : منها أن الإمام أحمد قال: إن حديث عائشة قد ورد متصلاً ومرسلاً فكأنما طعن فيه ،قد يقول قائل من الظرفاء : الإمام أحمد ضعف حديثا رواه مسلم يعني أن الإمام أحمد رحمه الله أخذ صحيح مسلم فنظر فيه فضعّف الحديث ! هل كان هنالك مسلم بصحيحه عند أحمد ؟! لا بأس هذا يقع ، هذا يقع بلا خلاف ومنه كثير ، على كل حال الإمام أحمد لما نظر في هذا الحديث قال إن هذا الحديث فيه شيء وقد ورد موصولا مرفوعا وورد مرسلا ولكنّه ثابت صحيح ، هو ثابتُ صحيح .
هنالك مسلك آخر قالوا: إن المثبِت مقدم على النافي ، ومن عنده مزيد علم مقدم على من لا علم عنده ، وحديث حفصة وحديثا أم سلمة فيهما مزيد علم على ما ذكرته عائشة رضي الله عنها من نفي علمها ورؤيتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم صائما في العشر ، فلعلها لم تر ذلك منه صلى الله عليه وسلم لعارض عرض له فأفطر أو لسفر كان فيه أو لأنها لم تعلم ذلك ، وعلى كل حال فالمثبت مقدم على النافي ولذلك لما بوّب بعض أهل العلم لهذا الحديث جعلوه تحت فضل صيام العشر الأول من شهر ذي الحجة وقالوا تحت هذا العنوان فيما بوّبوه" عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام فجعلوا هذا الحديث كما صنع النووي رحمه الله وقال :هي مستحبة استحباباً شديداً وكان لاحظاً ملاحظاً للخلاف فقال : ولا كراهة فيها فهو يعلم أن هناك من يقول بالكراهة وهو شارح لصحيح مسلم وحديث عائشة فيه وفي الموضع نفسه عند شرحه ينص على أنه لا كراهة فيها وغيره من أهل العلم الكبار الأفذاذ .
إذا توقفت عند حديث عائشة رضي الله عنها فما تعديت ولكن لا تجبر الناس على ما اخترت وما وقف عنده علمك ، تماما كما ستسمع أن صوم يوم السبت في غير الفرض حرام حرام حرام! وحديث عبد الله بن بُسر عن أخته الصماء وقع فيه اضطراب كما هو معلوم بل إن المتن نفسه مراجع فيه لان فيه : لو لم يجد أحدكم إلا لحاء كرمة ـ أي عنبة ـ في معنى ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم فليفطر عليه : فليمضغه ، والصائم إذا أراد الإفطار لا يحتاج إلى هذا ، فنظروا في المتن فتكلموا فيه ، قالوا يكفي أن يفسخ ذلك عقداً ونيةً ليصير مفطراً وهذا معلوم لا ينازع فيه أحد من أهل العلم يكفي لفسخ الصوم أن تذهب نيتك بالصوم فإذا أنت مفطر وإن لم تأكل ولم تشرب ، فنظروا في المتن فلحظوا هذا وأما الإسناد فوقع فيه الاضطراب فمرةً يروي عبد الله بن بسر عن أخته الصماء ومرة عن أبيه أوعن عمه ، وقع اضطراب في الرواية ، في هذه الرواية اضطراب كبير حتى أن أبا داوود قال: هذا منسوخ وقال مالك : هذا كذب، وليس كذلك في الحقيقة بل الحديث ثابت ولكن أهل العلم يجمعون الأدلة ، النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما مر على إحدى أمهات المؤمنين وجدها صائمة في يوم الجمعة فقال لها " أصمتِ الأمس ؟" قالت : لا ، قال :"تصومين غدا ؟" قالت: لا ، قال :"إذن فأفطري" . والغد هو السبت أم تراه غيره ، لا شك أنه السبت قال " أتصومين غدا" قالت:لا ، قال: "فأفطري" . قال النبي صلى الله عليه وسلم : "أحب الصيام إلى الله صيام داوود يصوم يوما ويفطر يوما" ولم يرد مطلقا أنه : إلا في يوم السبت ، فإذا جاء، فأنت تصوم يوما وتفطر يوم فإذا جاء يوم سبت إياك أن تفطر لم يرد هذا قط . فجمع الأئمة رحمة الله عليهم الأحاديث ونظروا وقالوا إنما الكراهة منصبة على من أفرد السبت بالصيام من غير أن يصوم يوماَ قبله ولا يوماً بعده ؛ أن يفرده وحده ثم قالوا إن المرء إذا فعل ذلك فقد كان هذا الفعل تعظيما لهذا اليوم وهو يوم تعظّمه اليهود ولا بد من مخالفتهم فيه فلا يجوز أن يصوم أحد السبت في غير فرض كما قالوا، وأما أهل العلم لما جمعوا قالوا : إنما المكروه هو التخصيص والإفراد فإذا وقع في صيام أحدكم كأن يصوم يوماً ويفطر يوماً فلا حرج عليه ، وكذلك لو أنه صام قبله يوما كما قال رسول الله لأم المؤمنين " أتصومين غدا " وكانت قد أنشأت الصوم في يوم الجمعة فلما قالت لا قال :" إذن أفطري " ولا تفردي الجمعة بصيام كما النهي عن إفراد ليلها بقيام ، العلماء لما نظروا والحديث لم نجده نحن ولم يقع في أيدي أسلافنا من المحدثين وإلا فكيف جاء لقد مر على قوافل المحدثين منذ الصحابة إلى يوم الناس هذا وتكلموا في الحديث بما تكلموا فيه وأعلم أن الحبر الكبير والعلامة الخطير الشيخ الألباني رحمة الله عليه صححه كما في الإرواء وجمع طرقه وقال بحرمة صيامه في غير الفرض أعلم ، ولكن ما الحرج من أن يصير المرء إلى الصواب لا شيء، أعلم أنه فعل ذلك وهو من هو رحمة الله عليه وتابعه بعض إخواننا من تلامذته وصنف في ذلك مصنفاً وهو محسن في ما جمع غير مسيء فقد أحسن من توقف عند حدود ما علم ، وعليه فإذا ترجح عندك ما قاله العلامة الشيخ ناصر فلا حرج عليك أن تتبعه فقد قال يحرم صومه في غير الفرض ولو وافق بقدر الله يوم عرفة فعليك أن تفطر في يوم عرفة إذا كان موافقا ليوم السبت وأجرك محفوظ لاتباعك لرسول الله ؛ كلامه رحمه الله تعالى . فمن صح عنده الحديث فلا حرج ، أما تُحمل الأمة في غير ما فرض الله عليها على قول واحد فلم يكن ولن يكون ، إنما أدى إلى الاختلاف بين الشبيبة المسلمة وطلاب العلم التحجر على بعض الأمور من غير نظر ومعلوم أن من تتبع رخص أهل العلم احتمع فيه الشر كله ، ولكن لا بد من النظر في كلام أهل العلم سلفاً وخلفاً ، هذا مالك يقول : حديث كذب ، وليس كذلك رحمه الله تعالى ، أفيسعنا أن نخالف مالكاً في رميه للحديث بالتكذيب ولا يسعنا أن نخالف الشيخ الألباني رحمه الله في قوله بحرمة صيامه في غير الفرض ! هذا أمر كبير ، ومقامه رحمة الله عليه محفظ فهو المحدث الجليل والعلامة الخطير ، ومن بعث الله على يديه السنة في هذا العصر أسأل الله أن يرحمه رحمة واسعة . ولكن اخرجوا من المضائق رحمكم الله وكفوا عن التهريج والتهويش وأقبلوا على العلم الصحيح ولا يتحجرن أحد على شيء فقد خالف ما ذهب إليه الشيخ عبد العزيز من القبض على الصدر بعد الرفع من الركوع وقال بدعةٌ ضلالةٌ أو بدعةُ ضلالةٍ على الإضافة ، لا حرج وأما الشيخ عبد العزيز فيقول : وأخونا الشيخ ناصر رحمه الله لا نعلم تحت أديم السماء أحدا هو أعلم بحديث رسول الله منه ولكنه أخطأ في هذا القول ، فكان ماذا؟ لا شيء ، ثم قال: لا ينبغي أن يقع عقد الولاء والبراء على أمثال هذه الأمور فمن ترجح عنده القبض فليقبض ، ومن ترجح عنده الإرسال بعد الرفع من الركوع فليرسل وأما التثريب والتبديع في مثل هذه الأمور فشيء كبير إدٌّ لا يقع فيه إلا المغفلون الذين يحاربون
الدين ويعاندون مسيرة المسلمين وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ، والشافعي رحمه الله أخبر أن الأمة لن تجتمع في الفروع على قول واحد أبداً ، ومالكٌ قال لمن أراد أن يحمل الناس على الموطأ حملاً : إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تفرقوا في الأمصار وعند كلٍٍّ علم ،فنحّى حب النفس جانبا ولم يقبل حمل الناس بحدّ السيف ووقع السوط على الموطأ الذي قال فيه الشافعي قبل البخاري ومسلم: ما تحت أديم السماء كتاب هو أصح بعد كتاب الله من موطأ مالك ، فالأمر يسير ما دمت لا تتبع الهوى وإنما على قواعد العلم الصحيح تسير والله المستعان وعليه التكلان وصلى الله وسلم على نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
رابط المادة

المصدر




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

رسالة قيام رمضان

رسالة قيام رمضان

فضله وكيفية أدائه ومشروعية الجماعة فيه

ومعه بحث قيم عن الاعتكاف



تأليف / الشيخ محمد ناصر الدين الألباني


طبعة المكتبة الإسلامية


الطبعة السادسة 1413 هـ


دعوة لاخيك بظهر الغيب مستجابة …………….فلا تحرمونا منها فهي لا تكلف الكثير


الملفات المرفقة
نوع الملف: zip رسالة قيام رمضان.zip‏ (30.0 كيلوبايت, المشاهدات 92)


رسالة قيمة جزاكم الله خيرا على النقل
وبالخصوص المرفق الخاص بالاعتكاف هاته السنة التي أندثرت وأصبحنا ،قرأ عنها في كتب الفقه ولا نشاهد من يفعلها
نسأل الله أن يوفقنا الى قيام رمضان وأغتنام أوقاته في طاعة الله


الملفات المرفقة
نوع الملف: zip رسالة قيام رمضان.zip‏ (30.0 كيلوبايت, المشاهدات 92)


بارك الله فيك جاري التحميل


الملفات المرفقة
نوع الملف: zip رسالة قيام رمضان.zip‏ (30.0 كيلوبايت, المشاهدات 92)


مشكور على الموضوع يا مبدع


الملفات المرفقة
نوع الملف: zip رسالة قيام رمضان.zip‏ (30.0 كيلوبايت, المشاهدات 92)


بارك الله فيكِ … يُرْفَعُ و يُثّبَّتُ للفَائِدَة ،،


الملفات المرفقة
نوع الملف: zip رسالة قيام رمضان.zip‏ (30.0 كيلوبايت, المشاهدات 92)