التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

تنبيه الأنام إلى ألفاظ خاطئة تتعلق بحجِّ البيت الحرام

هذه مجموعة أخرى من العبارات الشَّائعة الخاطئة تتعلَّق بحجِّ البيت الحرام، أَزُفُّها إلى قرَّاء مجَّلة الإصلاح الَّتي انتشر عَرْفُها وفاح، وسطع نورُها وَلاَحَ، أُبَيِّنُ ما فيها من خطإٍ وَزَلَلٍ، وأوضِّح ما عليها من هفوة وخَطَل، واللهُ الموفِّقُ للسَّداد، الهادي إلى سبيل الرَّشاد.

1 ـ نَغْسَلْ عْظَامِي:
هناك طائفة من النَّاس إذا عَزَمُوا على الحجِّ قالوا:" نْرُوحُو نَغَسْلُو عْظَامْنَا"… يعني من الذُّنوب، وهذا خطأٌ في التَّعبير، وكان المفروض أن يقولوا: «نَغَسْلُو قلوبنا وذنوبنا».

إنَّ الحجَّ عبادةٌ عظيمة وشعيرةٌ جليلة مقصودها الأعظم توحيدُ الله وتعظيمُه وعبادته، ومرادها الأكبر مغفرةُ ذنب العبد وتطهير قلبه ورفع درجته، قال الله تعالى: ﴿وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لاَّ تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُود﴾ [الحج:26]، وقال: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ﴾[البقرة:197]، وقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَجَّ للهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ»ِ ، يعني رجع من الذُّنوب طاهرًا كما ولدته أمُّه من الخطايا عاريًا.

فالعبادات ـ ومنها الحجُّ ـ تطهِّر القلوب، وتغسل الذُّنوب، وتنقِّي من العيوب، لذا قال صلى الله عليه وسلم: «..رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ»، وقال كذلك: «تَابِعُوا بَيْنَ الحَجِّ وَالعُمْرَةِ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالفِضَّةِ، وَلَيْسَ لِلْحَجَّةِ الْمَبْرُورَةِ ثَوَابٌ إِلاَّ الجَنَّة»، ينفيان أي: يزيلان ويَمْحُوَان.

وكان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يقول في دعاء الاستفتاح: «اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنْ خَطَايَايَ كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأًَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي مِنْ خَطَايَايَ بِالثَّلْجِ وَالْمَاءِ وَالبَرَد».

وعن ابن عبَّاس رضي الله عنها قال: كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يدعو يقول: «… رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتِي… »، والحوبة: الإثم.

2 ـ اخْسَرتْ كذا وكذا في الحجّ:

إذا ذكر بعضُ النَّاس ما دفعه مِنْ مالٍ ونفقةٍ في الحجِّ، قال: «اخْسَرْت كذا وكذا»، وهذا لا يليق استعماله في الحجِّ والعبادات؛ لأنَّ الخسارة هي الإضاعة والهلاك والغَبْن وضِدُّها الرِّبح والكسب، والحجُّ نفقةٌ وجهادٌ، وتجارة مع ربِّ العباد فيها رِبْحٌ عظيم وكسب كريمٌ، قال الله تعالى: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ﴾ [البقرة:197].

وهذه المنافع كثيرة ومتعدِّدة، منها ما هو ديني وأخروي، ومنها ما هو دنيوي، أعظمها توحيد الله وذكره والنَّفقة في سبيله واتِّباع رسوله صلى الله عليه وسلم، ونيل مغفرته ورحمته وذكر السَّفر إلى الآخرة، ومنها: الزِّيادة من العلم النَّافع والتَّعارف بين المسلمين، ومنها: التِّجارة وتبادل المنافع الدُّنيويَّة…

ـ ونفقة الحجِّ من أعظم أبواب الإنفاق في سبيل الله، لذا لَمَّا طلبت امرأة من زوجها جملاً للحجِّ عليه، وقال: ذاك حَبيسٌ في سبيل الله ، قال له النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَمَا إِنَّكَ لَوْ أَحْجَجْتَهَا عَلَيْهِ كَانَ فِي سَبِيلِ اللهِ».

ـ والحجُّ مفتاحٌ مِنْ مفاتيح الرِّزق ووسيلة من وسائل الغِنَى؛ للحديث السَّابق: «تَابِعُوا بَيْنَ الحَجِّ وَالعُمْرَةِ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الفَقْرَ وَالذُّنُوبَ…».

والخسارة والهلاك في البُخل والإمساك وترك الحجِّ والنَّفقة في سبيل الله، قال: ﴿وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين﴾ [البقرة:195]، وقال: ﴿وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلاَ أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِين﴾ [المنافقون:10]، قال النَّووي رحمه الله: «ينبغي أنْ يُقال في المال المخرج في طاعة الله تعالى: أنفقت وشبهه… ولا يقول ما يقوله كثير من العوام: غرمت في ضيافتي وخسرت في حجتي وضيعت في سفري، وحاصله أنَّ «أنفقت» وشبهه يكون في الطَّاعات، وخسرت وغرمت وضيَّعت ونحوها يكون في المعاصي والمكروهات ولا تستعمل في الطَّاعات».

وذكر ابن القيِّم -رحمه الله -ألفاظًا مكروهة منها: «أن يقول لما ينفقه في طاعة الله: غرمت أو خسرت كذا وكذا».

وسئل الشَّيخ العُثَيْمِين عن مثل هذه العبارة فقال: «هذه العبارات غيرُ صحيحة؛ لأنَّ ما بُذِل في طاعة الله ليس بخسارة، بل هو الرِّبح الحقيقي، وإنَّما الخسارة ما صُرف في معصيته أو فيما لا فائدة فيه، وأمَّا ما فيه فائدة دينيَّة أو دنيويَّة فإنَّه ليس بخسارة».

3 ـ الحجّ هْنَا:
تُقال هذه العبارة لَوْمًا للمكثرين من الحجِّ والعمرة، وقد يُقال لبعض النَّاس لمَ لَمْ تَحُجَّ؟ فيجيبُ بقوله: «الحجّ هْنَا».

والمقصود أنَّ التَّصدُّق بالمال وفعل الخير والإحسان إلى الفقراء والمساكين بمنزلة الحجِّ أو أفضل منه، فلا داعي للسَّفر إلى مكَّة.

وهذا كلامٌ متهافت مُعْوَجٌّ، فإن كان المقصود به حجَّ الفريضة فهو جهل وضلال؛ لأنَّ الحجَّ ركنٌ من أركان الإسلام يجب في العمر مرَّة واحدة، ولا تقوم الأعمال الأخرى مقامه ولا تَسُدُّ مَسَدَّهُ، ومتى تحقَّقت الشُّروط وانتفت الموانع وجب المبادرة به ولا يجوز صرف نفقته على الفقراء ولا في وجوه البرِّ الأخرى، قال الله تعالى: ﴿وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً﴾ [آل عمران:97]، وقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ».

وقال صلى الله عليه وسلم: «تَعَجَّلُوا إِلَى الحَجِّ ـ يعني الفريضة ـ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لاَ يَدْرِي مَا يَعْرِضُ لَهُ».

وأمَّا إن كان المقصود به حجَّ التَّطوُّع ففيه تفصيل:

فإذا كانت الحاجة ماسَّة إلى النَّفقه على المساجد والفقراء ووجوه البرِّ، وتعيَّنت على مريد الحجِّ ولم يمكن الجمع بينهما، فالأفضل ههنا النَّفقة.

وأمَّا إذا لم تكن الحاجة ماسَّة ولم تتعيَّن النَّفقة أو أمكن الجمع بينهما؛ فالحجُّ والعمرة حينئذ أفضل من الصَّدقة بنفقتهما.

ثمَّ إنَّ هناك أحوالاً إيمانيَّة ومنافع دينيَّة لا يتوصَّل إليها إلاَّ بالحجِّ، سُئِل طاوس ابن كيسان، هل الحجُّ بعد الفريضة أفضل أم الصَّدقة؟ فقال: أين الحلُّ والرَّحيل والسَّهر والنَّصب، والطَّواف بالبيت والصَّلاة عنده والوقوف بعرفة وجمع ورمي الجمار؟» يعني أنَّ الحجَّ أفضل.

وفي جميع الأحوال: إنَّ عبارة: «الحجّ هْنَا» لا معنى لها إلاَّ التَّنقُّص من أهمِّيَّة هذه الشَّعيرة والتَّقليل من شأنها.

وليُعلم أنَّ الحجَّ شيءٌ، والصَّدقة شيء آخر، ولكلٍّ فضله وأجره ومكانه وزمانه، وأهميَّته ونفعه.

ملاحظة: يتأكَّد الحجُّ في حقِّ المستطيع الموسِر كلَّ خمسةِ أعوام؛ لقول النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: «قَالَ اللهُ: إِنَّ عَبْدًا صَحَّحْتُ لَهُ جِسْمَهُ، وَوَسَّعْتُ عَلَيْهِ فِي الْمَعِيشَةِ، يَمْضِي عَلَيْهِ خَمْسَةُ أَعْوَامٍ، لاَ يَفِدُ إِلَيَّ لَمْحَرُومٌ».

4 ـ بَلِّغْ السَّلامَ للرَّسولِ صلى الله عليه وسلم:
يطلب بعض النَّاس من القاصد المسجد النَّبوي تبليغ سلامه للرَّسول صلى الله عليه وسلم كما يُبَلّغ الحيّ الغائب.

وهذا الأمر لا حاجة إليه، ولا طائل تحته، لذا لم يفعله الصَّحابة والسَّلف رضي الله عنهم، فهو معدود من البدع.

وصلاة العبد وسلامه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ حيث كان ـ تعرض عليه وتبلغه؛ لقوله عليه الصَّلاة والسَّلام: «لاَ تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا، وَصَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ»، وقال الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب للَّذي رآه عند القبر الشَّريف: «ما أنتم ومن بالأندلس إلاَّ سواء».

وقال عليه الصَّلاة والسَّلام: «مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْم الجُمُعَةِ… فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلاَةِ فِيهِ؛ فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ»، قالوا: يا رسول الله! كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت ـ يعني: وقد بليت ـ، فقال: «إِنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الأَنْبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ».

والله ـ جلَّ وعلا ـ أمر المؤمنين بالصَّلاة والسَّلام عليه فقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب:56] وهذا خطابٌ لجميع المؤمنين حيثما كانوا ومتى وُجدوا، فيصلَّى عليه في الصَّلاة وبعد الأذان وعند سماع اسمه وفي مواضع أخرى معروفة ولا يحتاج إلى قطع المسافات.ويُعرض عليه ذلك عن طريق ملائكة سَيَّاحين، قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ للهِ مَلاَئِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الأَرْضِ يُبَلِّغُونِي مِنْ أُمَّتِي السَّلاَمَ».

كما أنَّ الله يردُّ عليه روحه ـ عند السَّلام عليه ـ ليردَّ على الْمُسَلِّم، قال صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ إِلاَّ رَدَّ اللهُ رُوحِي عَلَيَّ حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلاَمَ».

5 ـ إطلاق لقب «الحاج» على من حجَّ:
جرت العادة أن يلقَّب مَنْ حجَّ البيت ب "الحاج فلان".

وهذا شيءٌ لم يكن معروفًا عند السَّابقين الأوَّلين، ولو كان خيرًا لسبقونا إليه، فَيُلْحَقُ بالبدع؛ لأنَّ الأمر عبادة وقربة، وكلمة الحاجِّ المذكورة في قوله تعالى: ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ﴾ [التوبة 19] بمعنى المتلبِّس بأعمال الحجِّ، مثل المصلِّي، والصَّائم والذَّاكر، والعجم يقولون: «حاجِّي».

وهذا التَّلقيب فيه مفاسد، منها:

ـ أنَّ لقب الحاجّ صار يُطلق على من حجَّ وعلى من لم يحجَّ، ويزعم أنَّ ذلك من باب الاحترام أو التَّفاؤل.

ـ لُقِّبَ به كلُّ مَنْ هبَّ ودبَّ ممَّن ليس في العير ولا في النَّفير، حتَّى لقِّب به تارك الصَّلاة والفاجر والمغنِّي والمغنِّية والمتبرِّجة، والله المستعان.

ـ هناك من يغضب إذا لم يُنادَ بـ «يا الحاج».

إلى غير ذلك من المفاسد التي ذهبت بِهَيْبَة الحجِّ وأضاعت منزلته إلاَّ عند الموحِّدين المخلصين.

ثمَّ لماذا لا يلقَّب المصلِّي بالمصلِّي، والصَّائم بالصَّائم..؟ قد يُقال: إنَّ أغلب النَّاس يصلُّون ويصومون بخلاف الحجِّ؛ فإنَّه لا يجب إلاَّ مرَّة واحدة في العمر مع كونه سفرًا ومفارقة للأهل والأحباب والبلاد.

وهذا ـ مع كونه ضعيفًا ـ يُستأنس به لَمَّا كان الحجُّ عزيزًا، أمَّا اليوم فقد أصبح ـ والحمد لله ـ الكثيرُ من النَّاس يحجُّون ويعتمرون ويعودون ويكرِّرون، فلا معنى لمناداة جميع النَّاس بهذا اللَّقب، نسأل الله لنا ولهم الإخلاص والمتابعة والقَبول.

6 ـ تَشْقَى لَقْبَرْ النَّبِي صلى الله عليه وسلم:
إذا أُعطي بعض النَّاس شيئًا أو قُبِّلَ وهو جالس، أو قُصِد بالزِّيارة، قال للفاعل: تشقى لقبر النَّبي صلى الله عليه وسلم.

يعني: كما أتعبت نفسك لإعطائي وتقبيلي، وتجشَّمت الصِّعاب لزيارتي أدعو لك أن تسافر إلى قبر النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وتتحمَّل في سبيل ذلك المشاق.

وهذه العبارة يُشَمُّ منها رائحة الصُّوفيَّة الَّذين لا يفرِّقون بين الزِّيارة الشَّرعيَّة للقبور والزِّيارة البدعيَّة أو الشِّركيَّة.

إنَّ القبر لا يجوز قصده بالسَّفر، وإنَّما يقصد بذلك المسجد النَّبوي وإليه تشدُّ الرِّحال، وإذا وصل المسلم إليه وصلَّى فيه وقف عند قبره ـ عليه الصَّلاة والسَّلام ـ وسَلَّمَ عليه.

قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ؛ الْمَسْجِدِ الحَرَامِ، وَمَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَمَسْجِدِ الأَقْصَى».

سُئِل الإمامُ مالك ـ رحمه الله ـ عن رجلٍ نذر أنْ يأتي قبر النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم؟ فقال: «إنْ أراد القبرَ فلا يَأْتِه، وإنْ أراد المسجد فليأتِه، ثمَّ ذكر هذا الحديث».

وقال كذلك: «من قال: للهِ عَلَيَّ أن آتي المدينة أو بيت المقدس أو المشي إلى المدينة أو المشي إلى بيت المقدس، فلا شيء عليه، إلاَّ أن يكون نوى بقوله ذلك: أنْ يصلِّي في مسجد المدينة أو في مسجد بيت المقدس؛ فإنْ كانت تلك نيَّته، وجب عليه الذَّهاب إلى المدينة أو إلى بيت المقدس راكبًا، ولا يجب عليه المشي وإن كان حلف بالمشي، ولا دَمَ عليه».

واتَّفق الأئمَّة على أنَّه لو نذر أن يُسافر إلى قبره ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ أو قبر غيره من الأنبياء والصَّالحين لم يكن عليه أن يوفِّي بنذره، بل يُنهى عن ذلك، وأحاديث زيارة قبره صلى الله عليه وسلم لا يثبت منها شيء.

وكَرِهَ مالك ـ رحمه الله ـ أن يقول: زرت قبر النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، واستعظم ذلك.

7 ـ اللِّي مَا شَافْشْ الكَعْبَة تَبْكِي عْلِيهْ، واللِّي شَافْهَا يَبْكِي عْلِيهَا:
يراد بهذه العبارة: أنَّ مَنْ لَمْ يحجَّ فالكعبة تشتاق إليه وتتمنَّى أن يطوف بها، ومَنْ وُفِّقَ لزيارتها والطَّواف بها يزداد لها شوقُه ويشتدُّ حنينُه، وهذا حقٌّ؛ فكلَّما تكرَّرت للبيت الحرام الزِّياراتُ ازدادتْ له الأشواقُ والنَّفحات، لكن أين الدَّليل على أنَّ الكعبة تبكي على من لم يَرَها وتشتاق إليه؟! فهذا كلامٌ ليس عليه أَثَارَةٌ مِنْ علم.

والحقيقة أنَّ قلوب المؤمنين المحبِّين هي الَّتي تهوي إليها وتَحِنُّ، جاء في دعاء إبراهيم: ﴿فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ﴾ [إبراهيم37]، وقال تعالى: ﴿وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً﴾ [البقرة 125] مثابة: أي ملجأً ومرجعًا، قال ابن عبَّاس رضي الله عنه: «يثوبون إليه ثمَّ يرجعون»، وقال سعيد بن جبير رحمه الله: «يحجُّون ثمَّ يحجُّون ولا يقضون منه وَطرًا».

8 ـ تْحَجْ فِيَّ:
إنَّ النَّاس يحبُّون الحجَّ ويعظِّمون أمره ويجلُّون شأنه، ويستعمل بعضُهم هذه العبارة، فإذا طلب من غيره أنْ يسدِي له معروفًا تَرَجَّاهُ بقوله: «تحجّ فيَّ»، ترغيبًا في فعله وتحريضًا على تحقيقه.

والمقصود أنَّ هذا العمل المطلوب إسداؤه بمنزلة الحجِّ وثوابه، وهذا خطأ؛ لأنَّه إنَّما يعرف عن طريق الشَّرع.

نعم هناك أعمال لها أجرُ الحجِّ والعمرة، دلَّت عليها النُّصوص؛ من ذلك ما جاء في حديث أبي أمامة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ مُتَطَهِّرًا إِلَى صَلاَةٍ مَكْتُوبَةٍِ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الحَاجِّ الْمُحْرِمِ، وَمَنْ خَرَجَ إِلَى تَسْبِيحِ الضُّحَى لاَ يَنْصِبُه إِلاَّ إِيَّاهُ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْمُعْتَمِرِ، وَصَلاَةٌ عَلَى أَثَرِ صَلاَةٍ لاَ لَغْوَ بَيْنَهُمَا كِتَابٌ فِي عِلِّيِّينَ».

والعلم عند الله تعالى، والحمد لله ربِّ العالمين.

للشيخ عمر الحاج مسعود حفظه الله




صحيح أخي شاعت مثل هذه العبارات الخاطئة
و معانيها غير ما يقصدون تماما على حسب ما أرى
أتمنى أن يفيد الجميع و يصححون المفاهيم الخاطئة
بارك الله فيك و جزاك الدرجات العليا في الجنة

تحياتي أخي أبو سليمان
أخـــــــــــــ في الله ــــــتـــــــــــكـــ




بارك الله فيك اخي وجعله في ميزان حسناتك شكرا




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأميرة تعليمية
صحيح أخي شاعت مثل هذه العبارات الخاطئة
و معانيها غير ما يقصدون تماما على حسب ما أرى
أتمنى أن يفيد الجميع و يصححون المفاهيم الخاطئة
بارك الله فيك و جزاك الدرجات العليا في الجنة

تحياتي أخي أبو سليمان
أخـــــــــــــ في الله ــــــتـــــــــــكـــ

نعم بارك الله فيك فالكثير من من يتلفضون بها جاهلون لمعناها
لكننا مطالبوب بتصحيح ألفاضنا لاننا مآخذون بما نقول كما ورد في الحديث أن معاذا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال : وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال : على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم
وللزيادة في هذا الامر هذه الفتوى للشيخ فركوس حفظه الله
في أهمية تقويم اللسان وتصحيح اللفظ




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

الى زوار المدينة النبوية.أداب و أحكام

الى زوار المدينة النبوية.أداب و أحكام
للشيخ علي بن يحيى الحدادي حفظه الله


الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم النبيين، وسيد ولد آدم أجمعين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:

فلزيارة المدينة النبوية حرسها الله أحكام وآداب كثيرة، وإليك أخي القارئ جملة منها في هذه الرسالة المختصرة سائلاً المولى عز وجل أن يتقبلها وأن ينفع بها إنه جواد كريم.

1- حكم زيارة المدينة:


زيارة المدينة سنة، حيث رغب النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة في مسجده الشريف ‏عن ‏‏أبي هريرة ‏رضي الله عنه أن النبي ‏صلى الله عليه وسلم‏ ‏قال‏‏:" صلاة في ‏‏ مسجدي ‏هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا ‏المسجد الحرام" متفق عليه.
وأخبر بأنه لا يشد الرحل _ أي لا يسافر _ لموضع في الأرض تقرباً إلى الله إلا إلى ثلاثة مساجد ومنها مسجده النبوي الشريف وهو خبر بمعنى النهي عن شد الرحال إلا لهذه الثلاثة مساجد ‏عن ‏‏أبي هريرة ‏رضي الله عنه عن النبي‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد ‏المسجد الحرام ‏ ‏ومسجد الرسول ‏صلى الله عليه وسلم‏ ‏ومسجد الأقصى" متفق عليه.
وليس بين زيارة المدينة والحج تلازم فمن حج ولم يزر المدينة فحجه صحيح، ولا ينقص من أجر الحاج شيئ إذا لم يزرها، وإنما جرت عادة الفقهاء بذكر زيارة المدينة في كتب المناسك لأن الناس كان يشق عليهم تخصيص المدينة بسفر لمشقة الأسفار وخطورتها فيما سبق فكانوا يجمعون بين الحج وزيارة المدينة لذلك ناسب أن يجمعوا بينهما.

2- ماذا يفعل من قدم المدينة:


يسن لمن قدم المدينة أن يبدأ بالمسجد فيصلي فيه ركعتين، ‏عن‏ ‏كعب بن مالك رضي الله عنه: "‏أن رسول الله‏ ‏صلى الله عليه وسلم كان‏ ‏لا يقدَمُ من سفر إلا نهاراً في الضحى فإذا قدِم بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين ثم جلس فيه" متفق عليه واللفظ لمسلم.
وإذا تيسر أن يصلي في الروضة فهو حسن، لما ثبت عن أبي هريرة ‏رضي الله عنه أنه ‏قال‏:قال رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم :‏( ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على حوضي ) متفق عليه. وكلما حرص المسلم أن يصلي في المسجد فهو أفضل لأن الصلاة فيه مضاعفة للحديث المتقدم ذكره.

3- كيفية السلام على النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه:


قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله: فإذا صلى وأراد زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيقف أمامه بأدب ووقار وليقل:
السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. أشهد أنك رسول الله حقاً، وأنك قد بلغت الرسالة، وأديت الأمانة، ونصحت الأمة، وجاهدت في الله حق جهاده، فجزاك الله عن أمتك أفضل ما جزى نبيا عن أمته.ثم يأخذ ذات اليمين قليلاً فيسلم على أبي بكر الصديق ويترضى عنه. ثم يأخذ ذات اليمين قليلاً أيضاً فيسلم على عمر بن الخطاب ويترضى عنه، وإن دعا له ولأبي بكر رضي الله عنهما بدعاء مناسب فحسن

4- المواضع التي تشرع زيارتها في المدينة غير المسجد النبوي:


أ- زيارة مسجد قباء:

والأفضل أن يتطهر في بيته ثم يأتيه راكباً أو ماشياً إن تيسر فيصلي فيه ركعتين، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يأتيه كل سبت كما في الصحيحين، ورغب في إتيانه وجاءت عنه أحاديث بأن من جاءه فصلى فيه كتب له أجر عمرة. عن سهل بن حنيف رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة كان له أجر عمرة " أخرجه أحمد والنسائي وابن ماجة واللفظ له وصححه الحاكم والعراقي والألباني .
وقال أسيد بن ظهير الأنصاري رضي الله عنه يرفعه أي إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال(صلاة في مسجد قباء كعمرة ) رواه الترمذي وابن ماجه وقال الترمذي حسن
غريب ولا نعرف شيئاً يصح لأسيد بن ظهير غير هذا الحديث.

ب- زيارة مقبرة البقيع:


وهي المقبرة المجاورة للمسجد النبوي من جهة الشرق، وبها قبور جمع من أهل بيته وأصحابه رضوان الله عليهم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يأتيهم ويدعو لهم ‏فعن ‏عائشة ‏رضي الله عنها ‏أنها قالت ‏كان رسول الله‏ ‏صلى الله عليه وسلم‏ ‏كلما كان ليلتها من رسول الله‏ ‏صلى الله عليه وسلم‏ ‏يخرج من آخرالليل إلى‏‏ البقيع‏ ‏فيقول:‏
السلام عليكم دار قوم مؤمنين وأتاكم ما توعدون غداً مؤجلون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون اللهم اغفر لأهل ‏بقيع الغرقد رواه مسلم.

ج- زيارة شهداء أحد:


كان النبي صلى الله عليه وسلم ربما أتاهم وسلم عليهم ودعا لهم.
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتلى أحد بعد ثماني سنين كالمودع للأحياء والأموات ثم طلع المنبر فقال إني بين أيديكم فرط وأنا عليكم شهيد وإن موعدكم الحوض وإني لأنظر إليه من مقامي هذا رواه البخاري
وعن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد قبور الشهداء حتى إذا أشرفنا على حرة واقم فلما تدلينا منها وإذا قبور بمحنية قال قلنا يا رسول الله أقبور إخواننا هذه؟ قال قبور أصحابنا. فلما جئنا قبور الشهداء قال هذه قبور إخواننا رواه أبو داود وقال ابن عبد البر هذا حديث صحيح الإسناد.
قلت: قد وردت أحاديث في الأمر بزيارة شهداء أحد لكن لا يثبت منها شيء.

5- مواضع لا تشرع زيارتها:


اشتهر عند كثير من الناس زيارة بعض المواقع في المدينة
يرون أن لها فضلاً، وأن في زيارتها خيراً وأجراً، والأمر على خلاف ذلك فزيارتها غير مشروعة لعدم الدليل على مشروعية زيارتها، فمنها: المساجد السبعة، ومسجد القبلتين، ومسجد الجمعة، ومسجد جبل أحد وبئر عثمان رضي الله عنه.
فهذه المواطن وأمثالها
يحرص بعض زوار المدينة على زيارتها باعتبار زيارتها قربة إلى الله وهذا باطل.
وقد قالت اللجنة الدائمة عن المساجد السبعة ومسجد في جبل أحد(هذه مساجد لا أصل لها في الشرع المطهر
ولا يجوز قصدها لعبادة ولا لغيرها بل هو بدعة ظاهرة) فتوى رقم( 19729)
إن كثيراً من الشرور الاعتقادية دخلت على الأمة بسبب تعظيم البقاع والغلو فيها بما لم يرد به الشرع المطهر وهو مما هلكت به الأمم السابقة ولذا نهينا عن التشبه بهم حتى لا نرد موارد الهلكة التي وردوها وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية هل يجوز تعظيم مكان فيه خلوق وزعفران لكون النبي -صلى الله عليه وسلم- رئي عنده؟: فقال بل تعظيم مثل هذه الأمكنة واتخاذها مساجد ومزارات لأجل ذلك هو من أعمال أهل الكتاب الذين نهينا عن التشبه بهم فيهااهـ

6- تنبيهات حول زيارة القبور:


أولاً: تحريم السفر لزيارة القبور:


اعلم أخي المسلم أنه لا يحل أن تسافر من أجل زيارة قبر أحد من الخلق، لا قبر النبي صلوات الله وسلامه عليه، ولا قبر غيره، لقوله صلى الله عليه وسلم (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد..) الحديث. فإذا عزمت على السفر إلى المدينة عبادة فليكن
قصدك زيارة المسجد،وأما زيارة القبر فتأتي تبعاً لا قصداً.
ومن سافر بقصد زيارة القبر أصلاً فقد وقع في بدعة محدثة والبدع كلها شر وضلالة قال صلى الله عليه وسلم (وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) رواه الحاكم وقال: صحيح ليس له علة.

ثانياً: الحكمة من زيارة القبور في الشريعة الإسلامية

المقصود بزيارة القبور تذكر الموت والآخرة والزهد في الدنيا والإحسان إلى الموتى بالدعاء والاستعفار لهم يقول صلى الله عليه وسلم (زوروا القبور فإنها تذكركم الموت) رواه مسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتى المقابر سلم على أهلها ودعا واستغفر لهم. فهذه هي الزيارة الشرعية.

ثالثاً: تحريم عبادة الله عند القبور:


من البدع إتيان القبور بقصد عبادة الله عندها كمن يزورها لقراءة القرآن عندها والصلاة فيها والذكر والتسبيح ونحو ذلك فالمقابر ليست محلاً لهذا عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً : "إن من شرار الناس الذين تدركهم الساعة وهم أحياء، والذين يتخذون القبور مساجد" رواه أحمد وابن حبان في صحيحه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : وَكَذَلِكَ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْصِدُ الدُّعَاءَ عِنْدَ قَبْرِ أَحَدٍ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ ؛ لَا قَبْرِ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا قَبْرِ الْخَلِيلِ وَلَا غَيْرِهِمَا . وَلِهَذَا ذَكَرَ الْأَئِمَّةُ كَمَالِكِ وَغَيْرِهِ أَنَّ هَذَا بِدْعَةٌ " بَلْ كَانُوا إذَا أَتَوْا إلَى قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ وَيُصَلُّونَ عَلَيْهِ كَمَا ذَكَرَ مَالِكٌ فِي الْمُوَطَّأِ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ إذَا أَتَى قَبْرَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَيْهِ وَعَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ . وَفِي رِوَايَةٍ عَنْهُ : كَانَ يَقُولُ : السَّلامُ عَلَيْك يَا رَسُولَ اللَّهِ : السَّلامُ عَلَيْك يَا أَبَا بَكْرٍ السَّلامُ عَلَيْك يَا أَبَتْ – ثُمَّ يَنْصَرِفُ. انتهى كلامه رحمه الله.
فإذا أراد المسلم الدعاء لنفسه ولإخوانه بعد أن يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه فليتنح وليستقبل القبلة وليدع بما شاء، فإن الكعبة هي قبلة الدعاء، ولا يجوز استقبال القبر للدعاء فهذا خلاف المشروع وهو من الغلو المنهي عنه.

رابعاً: دعاء أصحاب القبور شرك مخرج من ملة الإسلام:


من الشرك الأكبر المخرج من الملة الإسلامية الحنيفية صرف شيء من العبادة لأصحاب القبور كمن يدعو الرسول صلى الله عليه وسلم أو يستغيث به، فيطلب منه المدد وتفريج الكربات وإجابة الدعوات وهكذا من يفعل مثل هذا مع غيره صلى الله عليه وسلم، والذبح والنذر لهم، والطواف بقبورهم تقرباً إليهم هذا كله شرك أكبر مخرج من ملة الإسلام والعياذ بالله، فالعبادة كلها حق خالص لله لا يجوز صرف شيء منها لغير الله تعالى قال تعالى (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً) وقال سبحانه (إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار).

خامساً: التمسح والتبرك بالقبور والأسطوانات وغيرها:


مما ابتلي به كثير من الناس التمسح بجدار الحجرة والأسطوانات وهي الأعمدة والقبور وكذا التبرك بمسح أجساد الصالحين وثيابهم وهذا من المحرمات الشنيعة فليس على وجه الأرض ما يشرع استلامه إلا الحجر الأسود والركن اليماني من الكعبة المشرفة، واستلامها ليس تبركاً بها وإنما هو اتباع واقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ولو لم يفعله لم نفعله.
وهذا التبرك قد يكون بدعة وقد يكون شركاً مخرجاً من الملة فإن تمسح بها تقرباً لله واعتقاداً أن الله ينفع بها من يتمسح بها فهذه بدعة وضلالة، وإن كان يعتقد أنها تنفع بنفسها وتبارك مستلمها بنفسها كما هو حال أكثر الناس اليوم فهذا شرك أكبر يخرج صاحبه من الملة والعياذ بالله حيث جعل لله شريكاً ونداً ينفع ويضر مع الله تعالى وتقدس عن ذلك علواً كبيراً قال تعالى (أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى) فاللات قبر والعزى شجرة كان المشركون يعظمونها فأنكر الله عليهم ذلك.
وعن أبي واقد الليثي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج إلى حنين مر بشجرة للمشركين يقال لها ذات أنواط يعلقون عليها أسلحتهم فقالوا يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال النبي صلى الله عليه وسلم سبحان الله هذا كما قال قوم موسى أجعل لنا إلها كما لهم آلهة والذي نفسي بيده لتركبن سنة من كان قبلكم رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن صحيح.
ولما بلغ عمر بن الخطاب أن قوماً يأتون الشجرة التي بويع تحتها النبي صلى الله عليه وسلم أمر بها فقطعت. أخرجه ابن وضاح في كتاب البدع والنهي عنها.

سادساً: تحريم زيارة النساء للمقابر:


زيارة النساء للمقابر حرام على الصحيح لقوله صلى الله عليه وسلم:"لعن الله زوّارات القبور" حديث صحيح،أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجة. وفي لفظ (زائرات القبور).
وهذا يشمل قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبري صاحبيه، وقبور البقيع وشهداء أحد وغيرها من المقابر، لكن لو مرت المرأة بمقبرة من غير قصد زيارتها فلا حرج ويشرع لها عند ذلك أن تدعو بالدعاء المأثور في زيارة المقابر. والمرأة تصلى وتسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كانت في المسجد أو في بيتها أو في بلدها ويكفيها ذلك.

سابعاً: تكرار زيارة القبر

من الناس من يكرر زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه مدة إقامته بالمدينة حتى إن بعضهم يقف عليه بعد كل فريضة ولم يكن هذا من هدي السلف الصالح إنما كان ابن عمر إذا قدم من سفر سلم على القبور الثلاثة وانصرف.

قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ : والمقصود أن الصحابة رضي الله عنهم لم يكونوا يعتادون الصلاة والسلام عليه عند قبره كما يفعله من بعدهم من الخلوف وإنما كان بعضهم يأتي من خارج فيسلم عليه إذا قدم من سفر. اهـ
وتكرار زيارة القبر صورة من صور اتخاذه عيداً وهو مما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله (لا تجعلوا قبري عيداً) قال المناوي: "وقيل العيد ما يعاد إليه أي لا تجعلوا قبري عيداً تعودون إليه متى أردتم أن تصلوا علي..".

ثامناً:الإرسال بالسلام مع زوار المدينة:


من الناس من يوصي من يودعه إلى المدينة بقوله سلم لي على رسول الله صلى الله عليه وسلم أي
إذا وصلت إلى قبره، وهذا غلط فإن الله تكفل بتبليغ نبيه صلى الله عليه وسلم سلام أمته عليه فعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا تجعلوا بيوتكم قبوراً ولا تجعلوا قبري عيداً وصلوا على فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم) رواه أبو داود.
وعن علي بن الحسين رحمه الله أنه رأى رجلاً يجيء إلى فرجة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيدخل فيها فيدعو فنهاه وقال ألا أحدثكم حديثاً سمعته من أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تتخذوا قبري عيداً، ولا بيوتكم قبوراً، وصلوا علي فإن تسليمكم يبلغني أين كنتم" رواه الضياء في المختارة.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام" رواه النسائي وابن حبان في صحيحه.

7- من آداب المسجد النبوي و خاصة وآداب المدينة عامة:


المسجد النبوي كغيره من المساجد تدخله برجلك اليمنى وتدعو بالدعاء المأثور، عن أبي حميد أو أبي أسيد رضي الله عنهما: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وليقل اللهم افتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج فليقل اللهم إني أسألك من فضلك" رواه مسلم وأبو داود واللفظ لأبي داود .
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا دخل المسجد قال: أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم – قال فإذا قال ذلك قال الشيطان حفظ مني سائر اليوم خرجه أبو داود بإسناد حسن .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وليقل اللهم افتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وليقل اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم أخرجه ابن ماجة بإسناد صحيح
ولا تجلس حتى تصلي ركعتين، والصلاة في الصف الأول أفضل من الصلاة في الروضة، لعموم الأحاديث الواردة في فضل الصف الأول، وحين وسع عثمان المسجد صار الناس يصفون وراء الإمام ولا يتأخرون لأجل الصلاة في الروضة.
ولا ينبغي فيه رفع الصوت عن السائب بن يزيد قال كنت قائماً في المسجد فحصبني رجل فنظرت فإذا عمر بن الخطاب فقال اذهب فأتني بهذين فجئته بهما قال من أنتما أو من أين أنتما؟ قالا: من أهل الطائف. قال: " لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله" رواه البخاري. أي لو كنتما من أهل المدينة لجلدتكما وإنما عذرهما لكونهما غرباء ومثل هذا الحكم قد يخفى عليهما فعذرهما بالجهل.
والمدينة حرم ما بين الحرتين شرقاً وغرباً، وما بين عير إلى ثور شمالاً وجنوباً، لا يصاد صيدها ولا يقطع عضاهها عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن إبراهيم حرم مكة وإني حرمت المدينة ما بين لابتيها لا يقطع عضاهها ولا يصاد صيدها) رواه مسلم. العضاه كل شجر له شوك.
والإحداث فيها وإيواء المحدثين وترويع أهلها من المحرمات العظيمة في الصحيحين من حديث علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (المدينة حرم ما بين عور إلى ثور فمن أحدث فيها حدثاًَ أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل) متفق عليه
وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أراد هذه البلدة بسوء يعني المدينة أذابه الله كما يذوب الملح في الماء) رواه مسلم.
وإذا كان الحلف بالله كذباً إثماً عظيماً فهو عند منبر النبي صلى الله عليه وسلم أعظم إثماً عن جابر بن عبد الله الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "من حلف على منبري آثما تبوأ مقعده من النار" رواه مالك في الموطأ.

وختاماً:

أوصي إخواني زوار المدينة النبوية أن يستغلوا بقاءهم فيها بالصلاة في المسجد النبوي، والاشتغال بالطاعات، والحرص على مجالس علماء السنة والاستفادة منهم، كما أوصي أخواتي المؤمنات بلزوم الحجاب الشرعي وهو تغطية وجهها وسائر بدنها عن الرجال الأجانب، و البعد عن أسباب الفتنة من التبرج والسفور ومزاحمة الرجال في الأسواق، وإذا خرجت إلى المسجد أو إلى السوق فلتلبس لباس الحشمة والوقار والحياء. كما عليها أن تجتنب زيارة القبور كما تقدم التنبيه عليه.
وعلى العاملين في تزوير الغرباء أن يتقوا الله تعالى وأن يتفقهوا في الدين وأن يلزموا السنة النبوية في أقوالهم وأفعالهم وأن يبتعدوا عن البدع والمحدثات فإن العوام والجهلة يثقون فيهم ويتابعونهم على ما يقولون وما يفعلون فالمسوؤولية عظيمة فإن من دعا إلى ضلالة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئاً.

أخي زائر المدينة النبوية:


من لا يشكر الناس لا يشكر الله كما ثبت في الحديث ، ومن هذا المنطلق فإذا شاهدت ما عليه المسجد النبوي من حسن العمارة والنظافة والرعاية وما عليه مدينة الرسول عليه الصلاة والسلام من العناية وتوفر الخدمات والأمن والرغد فاشكر الله على ذلك ، ثم اشكر حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله على ماتوليه من عناية فائقة بشؤون الحرمين الشريفين وسهر على راحة قاصديها من مشارق الأرض ومغاربها فهذه من أعظم مناقبها زادها الله شرفاً ورفعة وتوفيقاً.
والحمد لله رب العالمين.

كتبه
علي بن يحيى الحدادي
الرياض




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

لم يثبت في الحضِّ على صيام رجب شيءٌ مُطلاقًا



لم يثبت في الحضِّ على صيام رجب شيءٌ مُطلاقًا

فضيلة الشيخ: محمد بن ناصر الدين الألبانيُّ -رحمه الله-

المصدر : الانتقاء من درر فتاوى العلماء


السؤال:

هناك أحاديث تتعلَّق بفضل صيام شهر رجب، ما مدى صحتها؛ مثل: (من صام اليوم الأول من رجب؛ فله كفارة ذنوب عن ثلاث سنوات) إلى آخره. ثمَّ إذا كان هناك أحاديث صحيحة فما هي؟

الجواب:

"الأحاديث الواردة في صيام رجب تدور بين ضعيفٍ وموضوع، ومن قسم الموضوع هذا الحديث المسئول عنه، فلا يوجد حديثٌ ثابتٌ إطلاقًا في الحضِّ على الصِّيام في رجب.
وهناك عبارة متداولة عند المتأخرين يقولون: "قال الحافظ ابن رجب: لا يصحُّ شيءٌ في رجب".
الحافظ ابن رجب من كبار علماء الحنابلة في القرن الثاني، وهو من المشتغلين بالحديث وله باعٌ طويل واطلاع كثير في طرق الأحاديث وأسانيده، فهو ذكر في كتاب له في وظائف الأيام والليالي هذه الحقيقة أنَّه لا يصحُّ شيءٌ في فضل رجب، وفي الصِّيام فيه.
كلُّ ما في الأمر أنَّ شهر رجب هو من الأشهُر الحُرُم، فإذا كان للمسلم نظام أو عادة أقامها على السُّنَّة؛ كأنْ يصوم مثلاً من كلِّ أسبوع يوم الاثنين ويوم الخميس، أو يصوم يومًا ويفطر يومًا؛ صيام داود -عليه الصلاة والسلام- فلما دخل رجب يستمرُّ على هذا النظام، ويستمرُّ على هذه العبادة؛ لأنه لم يتقصَّد بها شهر رجب هذا.
أمَّا أنْ يستمر الإنسان على إهمال هذه الطَّاعات وهذه الفضائل، فإذا ما دخل شهر رجب تنشَّط وتفرَّغ للصِّيام فيه يومًا أو أكثر؛ فهذا مما يدخل في الصِّيام المبتَدَع غير المشروع لا يُثاب عليه صاحبه؛ بل تردُّ عليه بدعته، كما تعلمون ذلك في الأحاديث الواردة في المسألة.
فإذن يصوم الإنسان عادته من الصِّيام في شهر رجب، ولا يخصُّه بشيء من الصِّيام والطَّاعة والعبادة". ا.هـ.


الرابط الصوتي




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك و جزاك خير الجزاء أختي




بارك الله فيك واسال الله ان يجعل هذا العمل في ميزان حسناتك




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

جمع للمواضيع المتعلقة بشهر الله المحرم

التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

التراويح والقيام والإطالة في العشر الأواخر

الفرق بين التراويح والقيام والإطالة في العشر الأواخر

هل هناك فرق بين التراويح والقيام؟ وهل من دليل على تخصيص العشر الأواخر بطول القيام والركوع والسجود؟



الصلاة في رمضان كلها تسمى قياما كما قال صلى الله عليه وسلم: ((من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)) [1] فإذا قام ما تيسر منه مع الإمام سمي قياما ولكن في العشر الأخيرة يستحب الإطالة لأنه يشرع إحياؤها بالصلاة والقراءة والدعاء لأن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يحيي الليل كله في العشر الأخيرة، ولهذا شرعت الإطالة فيها كما أطال النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه قرأ في بعض الليالي بالبقرة والنساء وآل عمران في ركعة واحدة، فالمقصود أنه عليه الصلاة والسلام كان يطيل في العشر الأخيرة ويحييها فلهذا شرع للناس إحياؤها والإطالة فيها حتى يتأسوا به صلى الله عليه وسلم، بخلاف العشرين الأول فإنه ما كان النبي عليه الصلاة والسلام يحييها كان يقوم وينام عليه الصلاة والسلام كما جاء ذلك في الأحاديث، أما في العشر الأخيرة فكان عليه الصلاة والسلام يحيي الليل كله ويوقظ أهله ويشد المئزر عليه الصلاة والسلام ولأن فيها ليلة مباركة، ليلة القدر.

مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الحادي عشر

[1] رواه الإمام أحمد في (باقي مسند المكثرين) برقم (7729) والبخاري في (الإيمان) برقم (37).





جزاك الله خيرا




بارك الله فيك




يرفع للفائدة ،،
وفقكم الله




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

بعض آداب العيد وحكم صلاة العيد على الرجال


حكم صلاة العيد على الرجال

* للعلماء فيها ثلاثة أقوال:
قال بعض العلماء: إنها سنة. واستدلوا بأن النبي صلى الله عليه وسلم لما علم الأعرابي فرائض الإسلام ومنها الصلوات الخمس. قال الأعرابي: هل عليّ غيرهن؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «لا، إلا أن تطوع». وهذا عام، فإن كل صلاة غير الصلوات الخمس داخلة في هذا ومنها صلاة العيد.
القول الثاني: أنها فرض كفاية؛ لأنها عبادة ظاهرة من شعائر الإسلام، وشعائر الإسلام الظاهرة يقصد بها حصول هذه الشعيرة بقطع النظر عن الفاعل.
وحينئذ تكون فرض كفاية؛ لأن المقصود إظهار هذه الشعيرة، وخروج الناس إلى المصلى حتى يتبين أنهم في عيد.
القول الثالث: أنها فرض عين؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالخروج إليها حتى الحيض وحتى العواتق وذوات الخدور.
وشيء يأمر به النساء فالرجال من باب أولى وهذا الأخير هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.
يقول رحمه الله: إن صلاة العيد فرض عين، وإن من تأخر عنها فهو آثم، ولو كانت الكفاية تحصل بغيره، ولكن إذا فاتت الإنسان فإنها لا تقضى على رأي شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ قال: لأنها صلاة اجتماع فهي كصلاة الجمعة.
وصلاة الجمعة إذا فاتت الإنسان لا يقضيها لكن يصلي الظهر، لأنها فرض الوقت لا أنها بدل عن الجمعة.
والجمعة لما فات الاجتماع ولم يدركها الإنسان سقطت ولا يمكن أن يأتي بها.
لكن لما كان الظهر فرض الوقت وجب عليه أن يصلي.
فصلاة العيد إذا قلنا إنها فرض عين ولم يدركها الإنسان فهل لوقتها صلاة مفروضة؟ لا.
وحينئذ تسقط ولا يجب عليه شيء، لأنها فاتته، ولا شك أن ما ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ أقوى الأقوال، وأن صلاة العيد فرض عين على كل ذكر.
وإن من لم يحضرها فهو آثم.
ولكن إذا فاتته فإنه لا يقضيها؛ لأنها صلاة اجتماع، لا انفراد.
ومما يفعل في هذا العيد تهنئة الناس بعضهم بعضاً، بالتخلص برمضان من الذنوب، وفرق بين قولنا: التخلص من رمضان، والتخلص برمضان من الذنوب، فرق بين أن نقول: استرحنا بالصلاة، واسترحنا من الصلاة. والمحمود استرحنا بالصلاة، والمذموم استرحنا منها.
وفي التخلص من رمضان كلمة مذمومة.
كل المؤمنين يحبون أن يكون شهر رمضان كل السنة والتخلص برمضان كلمة محمودة؛ «لأن من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه»، و«من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه»، و«من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه».
ثلاثة أمور كلها أسباب لمغفرة الذنوب إذا فاتت الإنسان فهو خاسر، إذا كان صومه لا يكفر ذنوبه فقد خسر، وإذاكان قيامه لا يكفر ذنوبه فقد خسر، وإذا كان قيام ليلة القدر لا يكفر ذنوبه فقد خسر.
فتهنئة الناس بعضهم بعضاً هي من باب العادة، وإن كان نقل عن بعض الصحابة أنهم كانوا يهنىء بعضهم بعضاً بذلك، لكن هي من باب العادة، ولكن يفعل بعض الناس في هذه العادة ما لا يجوز شرعاً، يهنىء ابن العم بنت العم وهي كاشفة وجهها، فهذا حرام، ولا يجوز أن يهنىء ابن العم بنت العم وهي كاشفة وجهها؛ لأنها أجنبية منه وليست من محارمه، وبعض الناس أيضاً يهنىء أي امرأة من أقاربه وهي كاشفة وجهها، وإن لم تكن ابنة عمه وهذا أيضاً حرام.
فإذا لم تكن من محارمه فيحرم عليه أن يهنىء وهي كاشفة وجهها.
وبعض الناس أيضاً يهنىء النساء من أقاربه اللاتي لسن من محارمه فيصافحهن وهذا حرام، لا يجوز للرجل أن يصافح امرأة من غير محارمه، حتى وإن قال أنا أصافحها من وراء حجاب؛ لأن الإنسان قد يغويه الشيطان، فإذا صافحها بيدها ضغط عليها وحصل ما حصل، لذلك لا يجوز أن يصافح الإنسان امرأة من غير محارمه، لا من وراء حجاب ولا مباشرة.
ويجوز أن يصافح امرأة من محارمه، فيجوز أن يصافح أخته، وعمته، وابنة أخيه، وابنة أخته. أما تقبيله للمحارم فهذا لا ينبغي أن يقبِّل المحارم؛ لأن التقبيل أقرب إلى الفتنة من المصافحة إلا إذا كانت ابنته أو أمه، فإن هذا لا بأس به، أو إذا كانت امرأة كبيرة كالعمة والخالة يقبلها على الرأس تكريماً لها واحتراماً لها؛ لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، فربما يلقي في قلبه شراًّ عند تقبيل هذه المرأة التي ليست من أصوله ولا من فروعه، ومن الفروع البنات، وإن نزلن، والأصول الأمهات وإن علون.
ويفعل في هذا العيد أيضاً أن الناس يتبادلون الهدايا يعني يصنعون الطعام ويدعو بعضهم بعضاً، ويجتمعون ويفرحون، وهذه عادة لا بأس بها؛ لأنها أيام عيد، حتى إن أبا بكر ـ رضي الله عنه ـ لما دخل على بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده جاريتان تغنيان في أيام العيد انتهرهما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «دعهما» ولم يقل: إنهما جاريتان قال: «دعهما فإنها أيام عيد».
وفي هذا دليل على أن الشرع ولله الحمد من تيسيره وتسهيله على العباد أن فتح لهم شيئاً من الفرح والسرور في أيام العيد.
وأما ما يذكر عن بعض العباد والزهاد أنه مر بقوم يفرحون في أيام العيد فقال: «هؤلاء أخطئوا سواء تقبل منهم أم لم يتقبل، فإن كان لم يتقبل منهم الشهر فليس هذا فعل الخائفين، وإن كان قد تقبل منهم فليس هذا فعل الشاكرين»، فهذا لا شك أنه بخلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم؛ هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه فتح لأمته في أيام الفرح من الانطلاق، والانشراح الذي لا يخل بالدين ولا بالشرع، كما أنه أباح للإنسان عند الحزن أن يحد ثلاثة أيام، يعني يترك الزينة والطيب وما أشبه ذلك، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الاۤخر أن تحد على ميت فوق ثلاث ليالٍ إلا على زوج أربعة أشهر وعشراً».
وهذا من باب معاملة النفوس بما تقتضيه الأحوال، ومعلوم أن أيام العيد تقتضي الفرح والسرور فليجعل للنفس حظًّا من الانطلاق والفرح والسرور في هذه الأيام، لكن بشرط أن لا يفضي إلى شيء محرم، فلو جاء إنسان وقال: أنا أرغب الموسيقى وأغاني فلانة وفلان في أيام العيد.
نقول له: هذا حرام؛ لأن الفرح إذا وصل إلى حد ممنوع شرعاً يجب أن يوقف؛ لأنه يكون انطلاقاً مشيناً، حرية على حساب رق؛ لأن الحرية المخالفة للشرع هي في الحقيقة رق. والذي استرق الشيطان.
ولهذا قال ابن القيم رحمه الله في النونية:
هربوا من الرق الذي خُلقوا له وبُلوا برق النفس والشيطان
فالرق الذي خلقنا له الرق لله عز وجل، فنحن عبيد الله كما قال سبحانه: {وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ }.
(وبلوا برق النفس والشيطان) استعبدتهم نفوسهم وشياطينهم، حتى تركوا الهدى، واتبعوا الشيطان، فمثلاً إذا وصل حد الفرح إلى حد ممنوع شرعاً، وجب إيقافه، أما الحدود الشرعية فإنه لا ينبغي لنا أن نضيق على عباد الله عز وجل ما وسعه الله لهم، فنحن جميعاً نتعبد لله بشرع الله، ولسنا الذين نحكم على عباد الله، وإنما الذي يحكم على العباد هو الله عز وجل {وَمَا ٱخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَىْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى ٱللَّهِ ذَلِكُمُ ٱللَّهُ رَبِّى عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ }.
فالله هو الحاكم بين عباده، فليس للإنسان أن يحرم ما أحل الله، ولا أن يحلل ما حرم الله.
فإذا قال قائل: إن يوم العيد هذا العام يوم الخميس وصيام يوم الخميس مشروع، وأنا رجل أحب العبادة، فأحب أن أتعبد لله عز وجل بصوم هذا اليوم؟
نقول له: نحن لا ننكر صيام يوم الخميس، وإنما ننكر صيام يوم العيد؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم (نهى عن صيام يوم العيدين)، فلا يجوز للإنسان أن يتطوع، أو أن يصوم يوم العيد ولو في فرض، حتى لو فرض أن عليه أياماً من رمضان، وقال: أريد أن أصوم هذا اليوم عن القضاء. قلنا له: أنت آثم وصيامك غير مقبول.
إذن شرع الله للعباد في يوم عيد الفطر ثلاث سنن:
1 ـ التكبير.
2 ـ صدقة الفطر.

3 ـ صلاة العيد.
وأباح للعباد ما تتطلبه المناسبة من مناسبة الفرح من شيء من العادات، أو من اللهو الذي يكون مباحاً في حدود الشريعة.
وهناك أيضاً بحث متعلق بصلاة العيد وهو أن صلاة العيد فيها تكبيرات زوائد، فهذه التكبيرات حكمها سنة، وإذا فاتت الإنسان فإنه لا يقضيها في الركعة الواحدة.
ومثلاً: لو جئت والإمام قد كبر ثلاث تكبيرات وبقي عليه أربع، فأنت تكبر للإحرام، وتتابعه فيما بقي من التكبير، لأن الإمام إذا انتهى يقرأ بفاتحة الكتاب، فلا تكبر والإمام يقرأ، بل أنصت له؛ لأنه لا قراءة مع الإمام لا بتكبير، ولا بقراءة القرآن، إلا بفاتحة الكتاب.
ولو فاتتك ركعة كاملة ثم سلم الإمام وقمت تقضي هذه الركعة فصلها كما صلاها الإمام، تكبر خمساً بعد تكبيرة الإمام؛ لأن هذه قضاء عما سبق.
وإذا أتيت إلى صلاة العيد من طريق، فالسنة أن ترجع من طريق آخر، يعني فإذا كان لك طريقان إلى المسجد فأت من طريق وارجع من الطريق الاۤخر، اقتداء بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ لأنه ثبت عنه أنه كان إذا أتى من طريق، رجع من طريق آخر، فإذا كان طريقك إلى المسجد واحداً يعني ليس هناك طريق ثان، فلا حرج.
وفي عيد الفطر سنة أيضاً وهي أن الإنسان قبل أن يأتي إلى المسجد يأكل تمرات وتراً ـ يعني ثلاث ـ ولا يأكل واحدة، لأن أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: كان النبي صلى الله عليه وسلم «يأكل تمرات» والتمرات جمع وأقلها ثلاث. ولاسيما إذا كانت وتراً فلا بد من الثلاث.
إذن أقلها ثلاث، وإن زاد فخمس، أو سبع، أو تسع، أو إحدى عشر، أو إحدى وعشرون.
والمهم أن نقطعها على وتر.
وهل كلما أكل الإنسان تمراً في غير هذه المناسبة يقطعها على وتر؟ نقول: لا.
وهل الإنسان يقطع كل شيء على وتر؟
فإذا أكل نقول له: اقطع ثلاث لقمات، فهذا غير مشروع.
وعندما يحب أن يزيد من الطيب فيقول أوتر ولكن هذا لا أصل له.
فأنا لا أعلم أن الإنسان مطلوب منه أن يوتر في مثل هذه الأمور، فأما قول الرسول صلى الله عليه وسلم «إن الله وتر يحب الوتر»، فليس هذا على عمومه، لكنه عز وجل وتر يحكم شرعاً أو قدراً بوتر، فمثلاً الصلاة وتر في الليل نختمه بوتر التطوع، وفي النهار نختمه بوتر المغرب، وأيام الأسبوع وتر، السموات وتر، والأرض وتر، فيخلق الله عز وجل ما يشاء على وتر، ويحكم بما يشاء على وتر، وليس المراد بالحديث أن كل وتر فإنه محبوب إلى الله عز وجل.
وإلا لقلنا احسب خطواتك من بيتك إلى المسجد لتقطعها على وتر، احسب التمر الذي تأكله على وتر، احسب الشاي الذي تشربه لتقطعه على وتر، وكل شيء احسبه على وتر.
فهذا لا أعلم أنه مشروع.
فأكل تمرات وتراً من السنن التي تفعل في عيد الفطر خاصة أن لا تأتي المسجد حتى تأكل تمرات وتراً.
فبعض الناس ولاسيما العامة ينقلون التمر ليأكلوه في مصلى العيد، ولا يأكلونه حتى تطلع الشمس فيقيدون هذا الأكل بزمان، ومكان.
فالزمن بعد طلوع الشمس، والمكان مصلى العيد.
وقد قلنا: إن كل إنسان يخصص عبادة بزمان ومكان لم يرد به الشرع، فإنها بدعة غير موافقة للشرع.
والله الموفق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

مجالس شهر رمضان لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله




تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال




بارك الله فيك




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

حكم قول رمضان كريم

سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

حينما يقع الصائم في معصية من المعاصي وينهى عنها يقول: «رمضان كريم» فما حكم هذه الكلمة؟ وما حكم هذا التصرف؟

فأجاب فضيلته بقوله: حكم ذلك أن هذه الكلمة «رمضان كريم» غير صحيحة، وإنما يقال: «رمضان مبارك» وما أشبه ذلك، لأن رمضان ليس هو الذي يعطي حتى يكون كريماً، وإنما الله تعالى هو الذي وضع فيه الفضل، وجعله شهراً فاضلاً، ووقتاً لأداء ركن من أركان الإسلام، وكأن هذا القائل يظن أنه لشرف الزمان يجوز فيه فعل المعاصي، وهذا خلاف ما قاله أهل العلم بأن السيئات تعظم في الزمان والمكان الفاضل، عكس ما يتصوره هذا القائل، وقالوا: يجب على الإنسان أن يتقي الله عز وجل في كل وقت وفي كل مكان، لاسيما في الأوقات الفاضلة والأماكن الفاضلة، وقد قال الله عز وجل: {يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } فالحكمة من فرض الصوم تقوى الله عز وجل بفعل أوامره واجتناب نواهيه، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من لم يدع قول الزور، والعمل به، والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه» فالصيام عبادة لله، وتربية للنفس وصيانة لها عن محارم الله، وليس كما قال هذا الجاهل: إن هذا الشهر لشرفه وبركته يسوغ فيه فعل المعاصي.

مجموع رسائل وفتاوي ابن عثيمين




بارك الله فيك اخي وجزاك الخير المديد




وفيك بارك الله وجزاك بالمثل




شكرا لك اخي الفاضل على تعبك ومجهوداتك

بارك الله فيك وجعلك من اهل الجنة ان شاء الله.




يُرْفَعُ للفَائِدَة ،،




بارك الله فيكم




جزاكم الله خير

للرفع بمناسبة قدوم شهر رمضان 2022

اعاده الله علينا بالاجر والثواب




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

سلوكيات بعد أداء فريضة الحج

شرع الله العبادات والطاعات لحكم عظيمة وغايات جليلة فهي تقُوِّي الإيمان ، وتُزكِّي النفوس ، وتقوم السلوك ، وتهذب الأخلاق ، وما لم تكن هذه العبادات طريقاً لتحقيق هذه الغايات ، فلن يفيد منها المسلم الإفادة المرجوة ، بل ربما تحولت العبادة إلى رسوم ومظاهر يؤديها الإنسان ، دون أن يكون لها أثر على واقعه وسلوكه .

وعبادة الحج لا تخرج عن هذا الإطار، فإذا قام بها المؤمن خير قيام، وأدرك مقاصدها، واستشعر معانيها كان لها أعظم الأثر في حياته وبعد مماته.

وإذا كان الأمر كذلك، فإن عليك – أخي الحاج – وقد أكرمك الله بزيارة بيته ، ووفقك لأداء فريضته ، أن تقف مع نفسك وقفات ، تتأمل حالك ، وتراجع قلبك ، وتصحح سيرك .

وأول شيء يجب أن تدركه عظم نعمة الله عليك، بأن وفقك لأداء هذه الفريضة العظيمة مما يستوجب شكر الله جل وعلا على هذه النعمة، كيف لا وقد حُرِمَها غيرُك وهو يهفو إليها . ومِنْ شُكْرها أن تحفظها من الضياع، وأن تلازم طاعة ربك وتستقيم على دينه وشرعه.

ثم اعلم أن من أهم القضايا التي ينبغي أن تحرص عليها بعد حجك قضية الثبات ، والمحافظة على هذا العمل من المحبطات والآفات ، وأن تسأل الله في كل حال أن يحفظ عليك دينك ، وأن يوفقك لطاعته ، ويجنبك معصيته ، لتكون مع { الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا } ( النساء:69 ).

وقد ضرب الله عز وجل الأمثال للناس على هذه القضية، محذراً عباده من أن يبطلوا أعمالهم ، ويمحقوا طاعتهم ، فلا يجدونها في وقت هم أشد ما يكونون حاجة إليها وذلك في قوله جل وعلا : { أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون } ( البقرة 266 ) ، وهو مثل ضربه الله جل وعلا لمن حسن عملُه ، ثم انقلب على عقبه بعد ذلك ، وبدل الحسنات بالسيئات عياذاً بالله من ذلك ، قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير الآية : " ضُربت لرجل غني يعمل بطاعة الله ، ثم بعث الله له الشيطان، فعمل بالمعاصي حتى أغرق أعماله " رواه البخاري .

ثم تذكَّر – أخي الحاج – أن للحج المبرور علامات ، ومن أظهر هذه العلامات دوام الاستقامة على طاعة الله بعد أداء النسك ، وأن يكون حالك مع الله بعده أفضل مما كنت عليه قبلُ ، وقد قيل للحسن البصري : الحج المبرور جزاؤه الجنة ، قال : " آية ذلك أن يرجع زاهداً في الدنيا راغباً في الآخرة .

وظني بك – أخي الحاج- وقد أنهيت حجك أنك قد أدركت أن من أهم حِكَمِ الحج ومقاصده تربية المسلم على عبودية الله وحده ، والتزام أوامره واجتناب نواهيه ، واتباع سنة نبيك – صلى الله عليه وسلم- ، وهذه الأمور لا تتحدد بموسم أو شهر أو عام بل يستصحبها المسلم طيلة عمره ومدة حياته ، ما دام فيه قلب ينبض ونفس يتردد {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين }( الحجر 99) .

وليكن حالك بعد العمل كحال الذي وصفهم الله جل وعلا بقوله : { والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون } ( المؤمنون 60 ) ، فهم وإن كانوا يتقربون إلى الله بصنوف العبادات وألوان القربات ، إلا أنهم مع ذلك خائفون وجِلُون أن تُرَدَّ عليهم أعمالهم ، كان علي رضي الله عنه يقول : " كونوا لِقَبول العمل أشدَّ اهتماماً منكم بالعمل ، ألم تسمعوا الله عز وجل يقول: {إنما يتقبل الله من المتقين } ( المائدة 27 ).

ومن أجل ذلك أَمَرَ الله حجَّاج بيته بأن يستغفروه عَقِبَ إفاضتهم من عرفة ومزدلفة ، بعد أن وقفوا في أجلِّ المواقف وأعظمها فقال : { ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم } ( البقرة 199 ) .

وأخيراً أخي الحاج : يا من وقفت بِعرفات ، وسكبت العبرات ، وأظهرت الندم على ما فات ، يا من أعتقه مولاه من النار ، إياك أن تعود إلى ربقة الأوزار بعد أن تاب الله عليك منها ، إياك أن تقترب من النار بعد أن أعتقك الله منها .

اعقد النية وجدد العزم واحرص على أن يكون حجك نقطة تحول في حياتك ، وحاسب نفسك ، وانظر ما هي آثار الحج على قلبك وسلوكك وأقوالك وأفعالك ، داوم على العمل الصالح ولو كان قليلا ، فإن القليلَ الدائم خيرٌ من الكثير المنقطع ، واعلم أن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلَّ ، وافتح صفحة جديدة من حياتك مع مولاك .

نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يجعل حجك مبروراً ، وذنبك مغفوراً ، وسعيك مشكوراً ، وأن يتقبل منا ومنك صالح الأعمال ، ويرزقنا الثبات والاستقامة حتى الممات .

2 / 4




تسلمي يا اخت الموضوع رائع




تعليمية




جزاك الله خيرا ..




بارك الله فيك




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاك الله كل خير هذا ما اتمناه في هذه السنة انشاء الله




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

برنامجك في رمضان

تعليمية




ماذا أفعل قبل أن يأتي رمضان؟

1- أحاول أن أضع أمامي الهدف من الصيام ، وهو الآية الكريمة "يا أيُّها الذينَ آمَنوا كُتِبَ عليكُمُ الصيامُ كما كُتِبَ على الذين مِن قبلكم لعلَّكُم تتَّقون "
أي أن المقصود من الصيام هو أن أصبح تقياً… أي أن أخشى الله عز وجل وأجعل بيني وبين غضبه وقاية، بأن أُخلص نيتي لله عز وجل ثم أتَّبع أوامر الله تعالى ، وأجتنب نواهيه .

لذا يجب أن أعلق هذه الآية في مكان يراه أهل البيت جميعاً، مع ملاحظة وضع خط تحت الكلمتين " لعلكم تتقون" أو كتابتهما بخط كبير واضح .
2- أبدأ الاستعداد وتمرين نفسي من الآن ، كي أكون في رمضان من المتقين الفائزين برضوان الله وجناته .
3- أحاول تغيير عادة سيئة من عاداتي واستبدالها بعادة حميدة ….فإذا كنت أعتاد السهر إلى وقت متأخر حتى تضيع مني صلاة الفجر مثلاً ، فيجب أن أعوِّد نفسي – بالتدريج ، مع الاستعانة بالله والدعاء – على النوم المبكر من أجل الاستيقاظ قبل الفجر لقيام الليل وصلاة الفجر.
4- أحاول تحسين أخلاقي ، بالابتعاد عن خُلُق سيء كنت أفعله، وأستبدله بخُلُق حَسَن …. فإذا كنت فضولي مثلاً ، فيمكنني أن أستبدل هذا الخُلُق بالسؤال عن أماكن سكن اليتامى والأرامل ، والبحث عنها لأدل عليهم الآخرين من أقاربي ومعارفي لكي يحاولوا رعايتهم وكفالتهم ، فأنال بذلك أجر كفالة اليتامي ….لأن الدال على الخير كفاعله .
ولنا أن نتخيل : إذا كان حُسن الخُلُق من أثقل الأعمال في الميزان، فما بالنا إذا اقترن حُسن الخُلُق بالصيام والقيام ؟!!
5- أَرفِق بنفسي في عبادتي لله ، فأقوم بعمل خطة تدريجية لقيام الليل مثلاً، فأبدأ بركعتين قبل أذان الفجر ولو بخمس دقائق- و لا أنسى أن الدعاء مستجاب يقيناً في هذا الوقت –
وبعد أن أعتادها أجعل قراءتي في القيام بسور أطول ، وفي المرحلة التالية أستيقظ قبل الفجر بربع ساعة ، ليكون لدي وقت للتسبيح والاستغفار حتى أذان الفجر، فإذا تبقى لي وقت قبل أذان الفجر قمت بتلاوة بعض آيات القرآن من المصحف بعد التسبيح والاستغفار ، فإذا شعرت بحلاوة قيام الليل وصارت نفسي تهفو إليه إستيقظتُ قبل الفجر بنصف ساعة وصليت عدداً أكبر من الركعات.
6- إذا كانت هناك شحناء أو بغضاء نحو أحد فيجب أن أستعين بالله لكي يطهِّر قلبي منها وأبادر إلى مصالحته وأنا أذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم " و خيرُهُما الذي يبدأُ بالسلام " ، ثم الدعاء له بالمغفرة ، حتى أدخل شهر رمضان نقي الصدر ، سليم القلب ، فتكون المغفرة أقرب ، ولأن هذه هي الطهارة الداخلية .
7-أعوِّد نفسي – بالتدريج – على (الطهارة الخارجية ) بأن أتوضأ في غير أوقات الصلاة ، مثل: قبل النوم ، وقبل الذهاب لدرس علم ديني ، وقبل الخروج من المنزل ، و لا أنسى أن أصلي ركعتي سُنَّة الوضوء ، فقد كان سيدنا بلال كلما أحدث توضأ وصلى ركعتين ، فكانت النتيجة أن سمع النبي صلى الله عليه وسلم خشخشة (صوت )نعلية في الجنة !!!!
كما كان البخاري يغتسل و يصلي قبل أن يكتب الأحاديث النبوية !!!
8- إذا كان لديَّ أمانات ، كشريط مثلاً أو كتاب… أو أي شيء أقترضته ونسيت أن أرده ، فيجب أن أبادر بردها لأصحابها على الفور .
9- أطلب من أصحاب الحقوق عليَّ أن يسامحوني ، سواء كنت اغتَبتُهم أو ظلمتهم ،أو غير ذلك … فإن لم يتيسر لي ذلك ، قمتُ بالدعاء لهم : " اللهم اغفر لي ولوالدّيَّ ولِمَن كان له ُحقٌ عليَّ "
10- أحاول أصِل أرحامي ، وجيراني ، وإخوتي في الله ، وأهدي كل منهم –قدر الإمكان – طبقاً من التمر ليفطروا عليه وأنال ثواب صيامهم جميعا .
11- أحاول أن أدعو أهل بيتي وجيراني وأقاربي للاستعداد لرمضان حتى يكونوا من عتقاء الله من النار في هذا الشهر الكريم، سواء بنسخ هذه الورقة وإهدائها لهم، أو بشريط ، أو مطوية ، أو عن طريق الحديث إليهم مباشرة …… وذلك حتى أتفرغ للعبادة في رمضان .
12-أحاول أن أُدخل السرور على قلوب المكروبين ، أو المستضعفين ، ولو بكلمة طيبة ، أو ابتسامة حانية، كما أُبَشِّرهم بكرم الله وعطاءه في رمضان ليبتهجوا ، و أذكِِّرهم بأن السعادة الحقيقية هي الفوز برضوان الله والجنة ، والنجاة من النار، كما لا أنسى إهدائهم دعاء الكرب كما ورد في القرآن الكريم :
" لا إله إلا أنتَ سُبحانك إنِّي كُنتُ من الظالمين"
" حسبي اللهُ لا إلهَ إلا هو عليهِ توكَّلتُ وهوَ ربُّ العرش العظيم " ،
" وأفوَّضُ أمري إلى الله إنَّ اللهَ بصيرٌُ بالعِباد" ،
"إنَّما أشكو بَثِّي وحُزني إلى الله "
وكما ورد في سُنَّة الحبيب صلى الله عليه وسلم: " اللهم إنِّي أعوذُ بك مِن الهَمِّ والحَزَن ، وأعوذُ بكَ من العَجز والكسَل، وأعوذُ بِكَ من الجُبن والبُخل، وأعوذُ بك من غَلَبَةِ الدَّينِ وقهرِ الرِّجال " .
" لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، سبحان رب السماوات السَّبع ورب العرش العظيم، الحمد لله رب العالَمين "
كما أذكِّرهم بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم:" مَن لَزِمَ الاستغفار جعل الله له من هَمٍّ فرجا ، ومن كل ضيقٍ مَخرَجا ، ورزقه من حيث لا يحتسب "
13- أحاول –من خلال الدعاء والاستعانة بالله تعالى – أن أُصلِح بين المتخاصمين من أقاربي وجيراني حتى يهل عليهم رمضان ونفوسهم صافية وقلوبهم راضية، وأنال ثواب إصلاح ذات البَين الذي قال عنه الله تعالى في سورة الحجرات : : {وإنْ طائِفتان من المؤمنين اقْتَتَلُوا فأصلحوا بينَهما فإنْ بَغَتْ إحداهما على الأُخرى فقاتِلوا الَّتي تَبْغي حتَّى تَفِيء إلى أمر الله فإنْ فاءَتْ فأصلحوا بينَهما بالعدلِ وأقْسِطُوا إنَّ الله يحبُّ المُقْسطين(9) إنَّما المؤمنونَ إخوةٌ فأصلحوا بين أخوَيْكم واتَّقوا الله لعلَّكم تُرحمون(10)}
وقال عنه صلى الله عليه وسلم : " «ألا أُخبركم بأفضل من درجة الصِّيام والصَّلاة والصَّدقة؟ قالوا: بلى يارسول الله! قال: إصلاح ذات البين» (رواه البخاري ومسلم).
كما أكون بذلك قد أنقذتهم من عدم رفع أعمالهم إلى الله تعالى بسبب الخصام ، فيفوزون في رمضان وأفوز معهم بفضل الله .
14- أترك ما في يدي حين يؤذَّن للصلاة ، وأنتبه لما يقوله المؤذِّن ، ثم أردِّد معه …حتى أنال حسنات بعدد من استمع لهذ الأذان ، ويرتبط قلبي بخالقي وبالصلاة ، فيكون ذلك عوناً لي على الخشوع في الصلاة ، فأُصبح من المُفلحين في رمضان وغير رمضان !!!!
15- أقوم بتحويل حياتي كلها إلى عبادة من خلال النية ، فإذا أكلت كانت نيتي هي أن أقوِّي جسمي لأقوم بالصلاة على أكمل وجه ممكن ، وإذا نمت مبكراً كانت نيتي هي أن أستيقظ لقيام الليل، ثم صلاة الفجر، وإذا مارست الرياضة البدنية كانت نيتي هي أن أكون مؤمناً قويَّاً ، صحيح البدن، وإذا لبست ثياباً نظيفة وأنيقة كانت نيتي هي أن يرى الناس كم هو المسلم نظيف وأنيق ، وإذا قامت ربة البيت بإعداد الطعام ، كانت نيتها هي إطعام الطعام ، و تفطير الصائمين لتنال بذلك أجرا ًعظيماً، وإذا عاملت ُالناس بِخُلُقٍ حَسَن كانت نيتي هي أن التأسِّي برسول الله صلى الله عليه وسلم وأن أكون من أقرب الناس منه مجلسا ًيوم القيامة ، وأن أكون مُسلما ً قُدوة ، وأن تكون أخلاقي دعاية حسنة متحركة للإسلام …وهكذا .
16-أتوجه إلى الله تعالى بالدعاء " اللهم بارك لي في شعبان وبَلِّغني رمضان، وارزقني فيه من الصالحات ما يُرضيك عِّي، واجعلني فيه من عُتَقائك من النار، اللهم إني أسألك برحمتك التي وَسِعَت كَُّل شيء أن تغفر لي وتتوب علي وتُحسن خاتمتي "
17- أدرِّب نفسي على الصيام بأن أصوم ما أستطيع من شعبان ، بِنية التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم، وبنية أن أدرِّب نفسي على الصيام ،حتى لا أصاب بصداع أو إرهاق حين يأتي رمضان فأضيع بداية الشهر دون طاعات كثيرة .
18- أدرِّب نفسي على تلاوة القرآن الكريم ، فأتلو منه ولو صفحة يومياً ، وأنا أشعر أن هذا هو المنهج الذي أرسله لي الله سبحانه ويسر لي-بفضل منه – تلاوته …حتى أستنير به في حياتي وأصل – إن سِرت على نهجه – إلى السعادة والنجاح في الدنيا والآخرة ، وحتى أتمكن في رمضان من أن أتلو عدداً أكبر من الآيات …. ويا حبذا لو كانت التلاوة من مصحف بهامشه تفسير ميسَّر حتى تكون التلاوة بفهم فتكون الفائدة مضاعفة .
19- أحاول أن أدَّخِر ما يتيسر من المال بحيث أستطيع إنفاقه في رمضان ، فأنفق في كل يوم من أيامه المباركة ، ولو جنيه… أو أقل ، لأنال ثواب المنفقين في رمضان ، وأستفيد من فرصة مضاعفة الحسنات فيه .
20- أحاول تقليل طعامي-قدر المستطاع – وأمارس التمرينات الرياضية المنزلية الخفيفة ، حتى أكون نشيطاً في رمضان لصلاة التراويح ، وخدمة العباد ، وتفطير الصائمين ، ولا أنى أن أدعو الله سبحانه : " اللهم يا قويُّ ، قَوِّ روحي وبدَني على طاعتِك …وأَعِنِّي على ذِكرِكَ ، وشُكرِك، و حُسن عبادتك" " اللهم حبِّب إليَّ الإيمان وزيِّنه في قلبي وكَرِّه إليَّ الكُفرَ والفُسوق والعِصيان "
21-أتذكر ذنوبي واحداً واحداً وأستغفر الله تعالى منه وأتوب ، حتى يمحوه لي، ف"التائب من الذَّنب كمَن لا ذنبَ له"، و" االتائب حبيبُ الرحمن" كما قال صلى الله عليه وسلم وحتى أدخل شهر رمضان بصحيفة بيضاء أقوم – بإذن الله تعالى- بملئها بالحسنات .
22- أنوي أن أكون في رمضان عبداً خالصاً لله تعالى: أتحرك لإرضاءه ،وأسكُن لإرضاءه، وأتكلم لإرضاءه ، وأصمُت لإرضاءه .
23- أستعين به تعالى على نَفسي وأهوائها بعد أن سلسَل لي كِبار الشياطين ، ورزقني بدعاء الملائكة واستغفارها لي ليل نهار ، وضاعف لي الحسنة بسبعين ضعف …فإن لم استطع تنفيذ ذلك أو لم يكن أدائي في رمضان كما كنت أتمنى، حصلتُ على الثواب بالنِّية !!!!!
24- لا أنسى العُصاة والغافلين من أرحامي وجيراني ومعارفي ، و غيرهم من المسلمين في كل أنحاء الأرض، فأدعو الله تعالى لهم بالهداية والتوفيق إلى طاعته ، وأستغفر الله لهم … عساه أن يغفر لي معهم ، وأن يعطيني الأجر عن كل واحد منهم، ويمن عليهم بالهداية فتقر عيني بذلك ، و أكون سبباً في نجاتهم من النار ، بعد فضل الله تعالى




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

اشعار رمضان

تعليمية تعليمية

تعليمية

تعليمية تعليمية
تعليمية
تعليميةتعليميةتعليمية

منتديات خنشلة التعليمية تقدم :
اشعار رمضانية
تعليمية

تعليمية تعليمية

تعليمية تعليمية
الله أكبر لاح وجه المشرق= بهلاله وجبينه المتألق

رمضان أقبل بالبشائر والهدى= وبسلسل من بره المتدفق

قدس من الصلوات في نفحاته=ما شاء كل منهم أن يستقي

حفوا بة وقد استحف نفوسهم= فيض الجلال به وحسن الرونق

شهر به غدر الليالي أشرقت= في الدهر بالأمل السني الشيق

مرحى هلال الصوم عدت بطلعه= وضاء سنا جبين مشرق

والله أودع فيك من أسراره= روحا بغير البر لم يتخلق

هو ذلك الشهر تحدثت= عن السماء بسرها المتغلق

سطعت بنور الله فيك حقيقة= تهدي لسعي في الزمان موفق

تعليمية تعليمية

تعليمية تعليمية
جئت والجرح غائر في فؤادي *** وحكايا بطولتي كالرماد

وأنا واقف ألملم أشتاتي *** وأرنو إلى وجوه العباد

أتقي الشمس باليدين وأحيا *** في زمان ينوء بالأصفاد

أيُّ شيء لم يقتلوه جهاراً *** أو يبيعوه جملة في المزاد؟

حملوا جثَّة الضمير إلى القبر *** وعادوا في خشعة الزُّهاد!

أخمدتني ضراوة الغزو حتى *** بتُّ أغزو من شقوتي أولادي

وعلى وقع خُطوتي نبتَ الإثم *** وضجَّت في مخلبي أحقادي

عصرنا يا شقيقي عصر صيدٍ *** كم هتفنا لجرأة الصيَّاد

جئت يا شهرنا العظيم فإني ***خجلٌ منك من خُطاي وزادي

جئت بالسيف والجواد ولكن *** أين من أدمنوا ظُهور الجياد

ها هو السيفُ قد تكفَّن بالصمت ***توارى في عتمة الأغماد

أكلته السُّنون.. بال عليه الدهر *** أضحى ألعوبة للقراد

فَقَدَ الشهوة الحميمة للضرب *** توارى عن مسرح الأمجاد

وعلى بابنا يموء جوادُ *** لم أجد فيه (ملمحاً) للجواد

لم تفجِّره عاصفات الليالي *** لا ولا هزَّهُ الأسى في بلادي

إيه يا شهرنا العظيم فإني *** سَقَطت أصبعي وضاع زنادي!

منذ قرن وفي فمي أغنيات *** لم تحرِّك شرارة في الرَّماد

لطمتْ وجهي الأعاصير هانت *** في عروقي عراقةُ الأجداد

بين كأسٍ وقينة بتُّ أحيا *** مستهاماً بقدِّها الميَّاد

نحن يا شهرنا العظيم غدونا *** أرنبات تفرُّ من صيَّاد

وغدت خيمةُ الأخوة في الريح *** بلا أعمدٍ ولا أوتاد

كتبتنا الأيام في هامش السَّطر *** روتنا من غير منا إسناد

كم بترنا يد الأثيم فصرنا *** نلثُمُ اليوم خنجر الجلاَّد

سيِّداً واحداً عَبَدنا وها نحن *** نعاني من تخمة الأسياد

عفو طهر الأنفاس منك فإني *** قد فقدت النجيب من أولادي

ملعبٌ للنجوم أنت وفوق النَّجم *** شعَّت فيما مضى أعيادي

فيك غنَّت بمسمع الدهر "بدر" *** وحداً موكبَ الرجالِ الحادي

وتلونا الأوراد فيك فراح *** النصرُ يجري على خطا الأوراد

وهدمنا منابر الشرك حتى *** فَقَدَ الشركُ ظلَّه في بلادي

منحتنا الآياتُ وجهاً فكنَّا *** وانبلاج السَّنَى ظلَّه في بلادي

ايه يا شهرنا العظيم شموخاً *** قد تنسَّمتُ من شميم الوادي

ضُمَّنا.. ضُمَّنا إليك فإنَّا *** لم نزل من بنيك والأحفاد

أطلق الرُّوح من عقال التوابيت *** وزيِّن أيامنا بالجهاد

تعليمية تعليمية

تعليمية تعليمية

ياليلة القدر هل فى العمر من باقى *** و هـل أعـود إلى الدنيا بإشراقى

أحسـو شراب سنينٍ بعدما فـرغت***كل الدنـان فما أبقت لبـــــراق

مالى و للشعـر و الذكرى و مدرجتى***و ما برى جسـدى فى سهـد عشاق

كأننى وبنات الفكر تدفعنى***إلى بحارٍ لها فى موج دفاق

و لا أعوم فما بالبحر تجربتى***و ليس لى من قوي الجـسم عتاقى

يا ليلة الـقدر ما زالـت تؤرقـنى***ذكرى سنينٍ مضت فى ركض سراق

أبـكى شباب هـوى كم كان ممتلئــاً***جِدّاً , نشاطاً بأحلامٍ و أشواق

إذا تفرّق من خلين يجمعنــا***شوق الأحبة فى نومٍ لأحداق

يا ليلة القـدر هل عـاد الشباب لنـا***أحـكيـه مما تـلى حزنى و إحراقى

أحكـيه أن ريـاض الشعـر مجدبتى***و أننى لقصير الكف و الساق

مرَّ الشباب فعودى بعدهُ يَبَـس***و لن يجافيَ موتٌ جِد لحاق

فما يـفيد بـكاء النفـس فى و جلى***و لا تفيد محاذيرى و إشفاقى

عد يا شبـاب لعل الشعـر يسعـفنى***و أن أرتب أفكارى و أوراقى

وأن أنــــمــق معنى كنت أوثره***و كـنت أفـشل فـى ترديد أعماقى

ياليلة القدر بى آمال أمتنــا***فـهل نصرت لنـا من ظلم غراق؟

تعليمية تعليمية

تعليمية تعليمية

تعليمية تعليمية

تعليمية تعليمية
تعليمية تعليمية

تعليمية تعليمية
رمـضانُ أقـبلَ يا أُولي الألبابِ = فاستَـقْـبلوه بعدَ طولِ غيـابِ

عـامٌ مضى من عمْرِنا في غفْلةٍ = فَتَـنَبَّهـوا فالعمرُ ظـلُّ سَحابِ

وتَهـيّؤوا لِـتَصَـبُّرٍ ومـشـقَّةٍ = فأجـورُ من صَبَروا بغير حسابِ

اللهُ يَجزي الصائـميـنَ لأنـهم = مِنْ أَجلِـهِ سَخِـروا بكلِّ صعابِ

لا يَدخـلُ الـريَّـانَ إلا صائـمٌ = أَكْرِمْ بـبابِ الصْـومِ في الأبوابِ

وَوَقـاهـم المَولى بحرِّ نَهـارِهم =ريـحَ السَّمـومِ وشرَّ كلِّ عـذابِ

وسُقوا رحيـقَ السَّلْسبيـلِ مزاجُهُ = مِنْ زنجبـيـلٍ فاقَ كلَّ شَـرابِ

هـذا جـزاءُ الصائـمينَ لربِّهم = سـَعِدوا بخيـرِ كرامةٍ وجَـنابِ

الصومُ جُنَّـةُ صائـمٍ مـن مَأْثَمٍ =يَنْـهى عن الفحشـاء والأوشابِ

الصـومُ تصفيـدُ الغرائزِ جملةً = وتـحـررٌ من رِبْـقـةٍ بـرقابِ

ما صامَ مَنْ لم يَرْعَ حـقَّ مجاورٍ = وأُخُـوَّةٍ وقـرابـةٍ وصـحـابِ

ما صـامَ مَنْ أكَلَ اللحومَ بِغيـبَةٍ = أو قـالَ شـراً أو سَعَى لخـرابِ

ما صـامَ مَـنْ أدّى شهادةَ كاذبٍ = وأَخَـلَّ بـالأَخــلاقِ والآدابِ

الصومُ مـدرسةُ التعفُّـف ِوالتُّقى = وتـقـاربِ البُعَداءِ والأغـرابِ

الصومُ رابـطةُ الإخـاءِ قويـةً = وحبالُ وُدِّ الأهْـلِ والأصحـابِ

الصومُ درسٌ في التسـاوي حافلٌ = بالجودِ والإيثـارِ والـتَّـرحْابِ

شهـرُ العـزيمة والتصبُّرِ والإبا = وصفاءِ روحٍ واحتمالِ صعـابِ

كَمْ مِـنْ صيامٍ ما جَـنَى أصَحابُه = غيرَ الظَّما والجوعِ والأتـعـابِ

ما كلُّ مَنْ تَرَك الطـعامَ بـصائمٍ = وكذاك تاركُ شـهـوةٍ وشـرابِ

الصومُ أسـمى غايـةٍ لم يَرْتَـقِ = لعُلاهُ مثلُ الرسْـلِ والأصحـابِ

صامَ الـنبيُّ وصـحْبُهُ فـتبرّؤوا = عَنْ أن يَشيبوا صومَهـم بالعـابِ

قـومٌ هـمُ الأملاكُ أو أشباهُـها = تَمشي وتـأْكلُ دُثِّرَتْ بثـيـابِ

صَقَـلَ الصـيامُ نفوسَهم وقلوبَهم = فَغَـدَوا حديـثَ الدَّهرِ والأحقابِ

صامـوا عـن الدنيا وإغْراءاتِها= صاموا عن الشَّـهَواتِ والآرابِ

سـارَ الغزاةُ إلى الأعادي صُوَّماً = فَتَحوا بشهْرِ الصْومِ كُلَّ رحـابِ

مَلكوا ولكن ما سَهَوا عن صومِهم = وقيامِـهـم لـتلاوةٍ وكـتـابِ

هم في الضُّحى آسادُ هـيجاءٍ لهم = قَصْفُ الرعودِ و بارقاتُ حرابِ

لكـنَّهـم عند الدُّجى رهـبانُـه = يَبكونَ يَنْتَحِبونَ في المـحـرابِ

أكـرمْ بهمْ في الصائمينَ ومرحباً = بقدومِ شهرِ الصِّيدِ و الأنـجـاب

تعليمية تعليمية

تعليمية تعليمية




اشعار مميزة اخ فارس بارك الله فيك ورمضانك مبارك




شكرا لك اختي سارة ورمضانك مبارك انت ايضا