التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

فضل عاشوراء وشهر الله المحرم

تعليمية

فضل عاشوراء وشهر الله المحرم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فإن من نعم الله على عباده أن يوالي مواسم الخيرات عليهم على مدار الأيام والشهور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله، فما أن انقضى موسم الحج المبارك إلا وتبعه شهر كريم هو شهر الله المحرم .
قال تعالى { إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ } (التوبة : 36 )

عن أبي بكرة رضي الله عنه عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال : « السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حُرُم : ثلاثة متواليات ذو القعدةِ وذو الحجة والمحرم ورجب مُضر الذي بين جمادى وشعبان » (رواه البخاري) والمحرم سمي بذلك لكونه شهراً محرماً وتأكيداً لتحريمه.


• قال الحسن البصري رحمه الله تعالى: إن الله افتتح السنة بشهر حرام واختتمها بشهر حرام، فليس شهر في السنة بعد شهر رمضان أعظم عند الله من شده تحريمه.


قال عثمان النهدي: كانوا يعظمون (أي السلف) ثلاث عشرات: العشر الأخير من رمضان والعشر الأول من ذي الحجة والعشر الأول من محرم. لطائف المعارف لابن رجب

• معنى عاشوراء أي اليوم العاشر من المحرم
الله يصطفي ما يشاء من الزمان والمكان



قال العِزُّ بن عبدِ السَّلام رحمه الله : وتفضيل الأماكن والأزمان ضربان : أحدهما : دُنْيويٌّ .. والضرب الثاني : تفضيل ديني راجعٌ إلى أن الله يجود على عباده فيها بتفضيل أجر العاملين كتفضيل صوم رمضان على صوم سائر الشهور وكذلك يوم عاشوراء .. ففضلها راجعٌ إلى جود الله وإحسانه إلى عباده فيها . بتصرف من قواعد الأحكام في مصالح الأنام


فوائد حول عاشوراء

• أفضل الصيام: عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة قيام الليل » صحيح مسلم

• سبب صيامه: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : « قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال :ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح هذا يوم نجَّى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى، قال : فأنا أحقُّ بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه » رواه البخاري
• فضل صيامه: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : « ما رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم يتحرّى صيام يوم فضله على غيره إلاَّ هذا اليوم يومَ عاشوراء وهذا الشهر يعني شهر رمضان » رواه البخاري
ومعنى "يتحرى" أي : يقصد صومه لتحصيل ثوابه والرغبة فيه.

قال النبي صلى الله عليه وسلم : « صيام يوم عاشوراء إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله » رواه مسلم ، وهذا من فضل الله علينا أن أعطانا بصيام يوم واحد تكفير ذنوب سنة كاملة والله ذو الفضل العظيم .
• مخالفة اليهود بصيام يوم قبله: عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع » رواه مسلم
يستحب صوم التاسع والعاشر جميعاً لأن النبي صلى الله عليه وسلم صام العاشر ونوى صيام التاسع. وهو قول الشافعي وأصحابه وأحمد وإسحاق وآخرون

وعلى هذا فصيام عاشوراء على مراتب :
أدناها أن يصام وحده وفوقه أن يصام التاسع معه وكلّما كثر الصيام في محرم كان أفضل وأطيب


حكم إفراد عاشوراء بالصيام :

قال شيخ الإسلام : صيام يوم عاشوراء كفّارة سنة ولا يكره إفراده بالصوم . الفتاوى الكبرى ج5
قال ابن حجـر الهيتمي: وعاشوراء لا بأس بإفراده . تحفة المحتاج ج3 باب صوم التطوع


صيام عاشوراء وعليه قضاء من رمضان :

اختلف الفقهاء في حكم التطوع بالصّوم قبل قضاء رمضان فذهب الحنفية إلى جواز التطوّع بالصّوم قبل قضاء رمضان من غير كراهة لكون القضاء لا يجب على الفور، وذهب المالكيّة والشّافعيّة إلى الجواز مع الكراهة لما يلزم من تأخير الواجب ، قال الدسوقي: يكره التّطوع بالصوم لمن عليه صوم واجب كالمنذور والقضاء والكفارة سواء كان صوم التّطوع الذي قدّمه على الصوم الواجب غير مؤكد أو كان مؤكّداً كعاشوراء وتاسع ذي الحجة على الراجح، وذهب الحنابلة إلى حرمة التطوع بالصّوم قبل قضاء رمضان وعدم صحة التطوع حينئذ ولو اتّسع الوقت للقضاء ولابد من أن يبدأ بالفرض حتى يقضيه .

الموسوعة الفقهية ج28: صوم التطوع

أيهما أفضل ؟؟ يوم عرفة أم يوم عاشوراء :

قال ابن حجر في فتح الباري: إن يوم يوم عاشوراء يكفر سنة وإن صيام يوم عرفة يكفر سنتين. رواه مسلم من حديث أبي قتادة مرفوعا

وظاهره أن صيام يوم عرفة أفضل من صيام يوم عاشوراء، وقد قيل في الحكمة في ذلك: إن يوم عاشوراء منسوب إلى موسى عليه السلام ويوم عرفة منسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلذلك كان أفضل. اهـ.

قال ابن القيم في بدائع الفوائد: فإن قيل لم كان عاشوراء يكفر سنة ويوم عرفة يكفر سنتين؟ قيل فيه وجهان:

أحدهما: أن يوم عرفة في شهر حرام وقبله شهر حرام وبعده شهر حرام بخلاف عاشوراء.

الثاني: أن صوم يوم عرفة من خصائص شرعنا بخلاف عاشوراء فضوعف ببركات المصطفى صلى الله عليه وسلم.



هل يكفر صوم يوم عاشوراء الكبائر ؟

فجوابه أن الصلاة وصيام رمضان أعظم من صيام عاشوراء ومع هذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «الصلوات الخمس و الجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر» رواه مسلم والترمذي


قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : وتكفير الطهارة والصلاة وصيام رمضان وعرفة وعاشوراء للصغائر فقط وكذا الحج لأن الصلاة ورمضان أعظم منه. الكبرى م4ص 428 والاختيارات ص

65

قال الإمام النووي رحمه الله : يكفر كل الذنوب الصغائر وتقديره يغفر ذنوبه كلها إلا الكبائر… ثم قال رحمه الله : صوم يوم عرفة كفّارة سنتين ويوم عاشوراء كفارة سنة وإذا وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه فالجواب ما أجاب به العلماء أن كل واحد من هذه المذكورات صالح للتكفير، فإن وجد ما يكفره من الصغائر كفَّره وإن لم يصادف صغيرة ولا كبيرة كتبت به حسنات ورفعت له به درجات وذلك كصلوات الأنبياء والصالحين والصبيان وصيامهم ووضوئهم وغير ذلك من العبادات وإن صادف كبيرة أو كبائر ولم يصادف صغائر رجونا أن تخفف من الكبائر. المجموع شرح المهذب ج6ختاماً


وهذا من فضل الله علينا أن أعطانا بصيام يوم واحد تكفير ذنوب سنة كاملة والله ذو الفضل العظيم

فبادر أخي باغتنام هذا الفضل وابدء عامك الجديد بالطاعة والمسابقة إلى الخيرات فـإن الحسنات يذهبن السيئات

نسأل الله أن يجعلنا من أهل سنة نبيه الكريم وأن يحيينا على الإسلام ويميتنا على الإيمان وأن يوفقنا لما يحب ويرضى.
ونسأله أن يُعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته وأن يتقبل منا ويجعلنا من المتقين
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين




كلمة قيمة لـ ( فضيلة العلامة : اللحيدان ) في الحث على صيام ( يوم عاشوراء ) !

وجه فضيلة رئيس " مجلس القضاء الأعلى سابقا وعضو هيئة كبار العلماء " الشيخ صالح بن محمد اللحيدان كلمة عن يوم عاشوراء ، وفضل الصيام في شهر الله المحرم فيما يلي نصها :

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصحابته والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين ، وبعد :

فإن المسلمين في هذه الأيام بين يدي موسم كريم من مواسم الخير المتكررة ، موسم يتكرر – ولله الحمد – كل عام ، فيفوز فيه قوم بالمتاجرة مع الله الكريم المنان ، فتربح تجارتهم ، وتعلوا أسهمهم ، وتتضاعف مرات ومرات كثيرة ، إن ذلك موسم شهر الله المحرم ، فيه يوم أعلى الله قدر موسى – عليه السلام – وقومه ، وأغرق الجبار العاتي فرعون وجنده .

إنه يوم عاشوراء الذي يصادف هذا العام يوم الاربعاء، حيث إن دخول شهر المحرم هذا العام في يوم الثلاثاء الموافق : 15من شهر ديسمبر عام 2022 م وذلك بالبينة الشرعية العادلة ، فيكون يوم الاربعاء التاسع من شهر المحرم ، ويوم الخميس الموافق 15من شهر ديسمبر هو العاشر من شهر المحرم .

وبهذه المناسبة الكريمة أقدم هذه النصيحة التي أرجو نفعها لي ولإخواني المسلمين ، وهي عن يوم عاشوراء الذي حصل فيه انتصار الحق على الباطل ، فيبادر لصيامه والإكثار من التضرع إلى الله ، واللهج بالدعاء رجاء أن ينصرنا ربنا ، ويتفضل علينا بتفريج كرباتنا ، وإنا لمنتظرون من الله كشف كل غمة ودحر كل عدو .

إن نعم الله على عباده لا تحصى في أمور دينهم ودنياهم ، وقد يسر الله سبحانه أسباب المغفرة والرحمة ، وأمر عباده بالأخد بها ، وتفضل عليهم بالوعد بقبول التوبة ، ودعاهم لما يحييهم ، دعاهم إلى المتاجرة معه في مواسم الخيرات ليتدارك من زلت قدمه ، أو أخذته غفلة عن السعي والجد في مسابقة المشمرين لنيل كريم المطالب وأعالي المراتب .

إخوة الإسلام إن هذا الموسم الذي أظلنا موسم عظيم ، أرشد إلى فضله نبينا المبعوث رحمة للعالمين ، الذي ما من خير إلا دل الأمة عليه وحثها على الأخذ منه بأوفر نصيب ، ولا شر إلا حذرها منه وبين مغبته ونتائج ارتكابه ، فقد أمر – صلى الله عليه وسلم – بصيام عاشوراء ، وذكر ثواب ذلك وعظيم أثره على النفس والأسرة ، والصيام سبب عظيم من أسباب مغفرة الذنوب وتفريج الكرب .

يوم عاشوراء جعله الله يومًا مباركًا من أيام الله المعدودة ، ومن مواسم النصر المشهودة ، هو يوم كان له شأن عظيم في السابق ، ويرجى من الله أن يعيد ذلك على الأمة الإسلامية في هذه الأيام التي نعيش فيها أنواعًا من الآلام والأسقام ، وصنوفا من العدوان والظلم .

وله فضائل كثيرة : ومن فضائله ما قاله النبي – صلى الله عليه وسلم – حيث قال 🙁 أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم ، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل ) . رواه مسلم وغيره من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – .

كما قد ثبت عن أبي قتادة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – سئل عن صيام يوم عاشوراء فقال : ( يكفر السنة الماضية ) . رواه مسلم وغيره .

وكان له شأن عند الأمة العربية قبل الإسلام ، إذ كان يوم عاشوراء محل عناية السابقين ، وكانت العرب تصومه في الجاهلية ، ففي الصحيحين وغيرهما من حديث عائشة – رضي الله عنها – قالت : ( كانت قريش تصوم يوم عاشوراء في الجاهلية ، وكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يصومه ، فلما هاجر إلى المدينة صامه وأمر بصومه ، فلما فرض صوم شهر رمضان قال – صلى الله عليه وسلم – 🙁 من شاء صامه ومن شاء تركه ) .

وفي رواية : ( وكان يومًا تستر فيه الكعبة ) تعني في الجاهلية .

وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – : ( أن أهل الجاهلية كانوا يصومون عاشوراء ، وصامه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، والمسلمون قبل أن يفرض رمضان ) .

وفي الصحيحين أيضًا من حديث ابن عباس – رضي الله عنهما – : ( أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قدم المدينة فوجد اليهود صيامًا يوم عاشوراء ، فقال لهم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ما هذا اليوم الذي تصومونه ؟ فقالوا : هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه ، وأغرق فرعون وقومه ، فصامه موسى شكرًا لله ، فنحن نصومه تعظيمًا له ، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : فنحن أحق بموسى منكم ، فصامه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، وأمر بصيامه ) .

وقد أمر – صلى الله عليه وسلم – بمخالفة اليهود في صيام عاشوراء بأن يصام يوم آخر مع اليوم العاشر ، فروى مسلم في صحيحه عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال 🙁 لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع ) . يعني والعاشر .

وروى الإمام أحمد وغيره من حديث ابن عباس – رضي الله عنهما – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : ( صوموا يوم عاشوراء ، وخالفوا فيه اليهود ، صوموا يومًا قبله ، أو يومًا بعده ) .

وفي حديث آخر أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : ( صوموا يومًا قبله ، أو يومًا بعده ) .

فيا أخي المسلم : تأمل هذه الأحاديث التي ذكرتها لك عن فضل صيام يوم عاشوراء ، واغتنم مواسم الأرباح ، واحرص على مخالفة اليهود ، وذلك بصيام يوم قبل يوم عاشوراء ، أو يوم بعده ، أو صم ثلاثة أيام يوم عاشوراء ، والذي قبله ، والذي بعده .

ولأن دخول شهر المحرم هذا العام 1443 هـ ثبت في يوم الثلاثاء ، فإن التاسع : الأربعاء ، وعاشوراء : يوم الخميس .

إنني أدعوك أخي المسلم لاغتنام الفرص واقتناص المناسبات الكريمة بالتضرع إلى الله والإلحاح عليه ليغفر ذنوبك ، وليكشف عن المسلمين كل غمة ، ويدفع عنهم كل بلية وكربة ، وأن يرد كيد الأعداء في نحورهم ، وأن يهلك كل من أراد الإسلام والمسلمين بسوء كما أهلك فرعون وقومه في يوم عاشوراء .

وينبغي لك ملاحظة ساعات الإجابة عن الإفطار ، وعند السحر ، وفي حال السجود الذي هو أقرب ما يكون العبد فيه من ربه .

إنك يا أخي لا تدري هل تدرك موسمًا آخر بعد هذا الموسم ، فبادر لنيل المكاسب ، وتعرض لساعات الهبات من الكريم الأكرم ، ثم إني أوصي كل مؤمن بالدعاء الصادق في كل الأوقات الفاضلة ، ولا سيما في جوف الليل الآخر ، وفي آخر ساعة من يوم الجمعة عسى الله أن يصرف عن بلاد الإسلام كل جور وظلم وعدوان ، وأن يعاجل الأعداء بأنواع البلايا والنكبات ، وأن يقي المسلمين شر كل ذي شر .

يا أخي المسلم : ألح على الله في الطلب وأكثر من ذلك ، فإن الله يحب اللحوح من عباده .

كرر سؤال الله بأن يوفق الله المسلمين لتعظيم شعائر دينه وصيانة حرماته .

أن يحرصوا على نصرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قولاً وعملاً .

وأخيرًا وليس آخرًا – إن شاء الله – أوصيكم بتقوى الله سبحانه ، والإخلاص في العمل ، وتذكر الحاجات ، وإنزالها بساحة عفو الله وجليل عطائه وكريم تجاوزه ، فإنه لا يخيب سائله ، ولا يخذل من استجار به ، واحرصوا على الإحسان إلى المسلمين والرفق بهم وبذل المعروف لهم فبذلك يرجى تفريج الكرب .

ونحن في هذه الأيام نعيش ساعات قحط وشدة حاجة للمطر ، فاطلبوا من ربكم غيثًا عاجلاً عامًا للبلاد ، كما نحن في حاجة عظيمة لكشف ظلام القلوب ، ومغفرة الذنوب ، ولا كاشف لذلك إلا الله فافزعوا إليه سبحانه .

هذه تذكرة وتذكيرًا أرجو الله أن نكون من التائبين المنيبين إليه ، فإنه لا يتذكر إلا من ينيب .

وأسأل الله بأسمائه وصفاته أن يكون كاتب هذه الكلمة وقارئها وسامعها من الذين تنفعهم الذكرى ، ومن المتعاونين على البر والتقوى .

والله المستعان ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

http://www.alriyadh.com/2008/01/14/article309095.html




صيام يوم عاشوراء للعلامة بن باز رحمه الله

صوم التاسع مع العاشر أفضل من صوم الحادي عشر مع العاشر

ما حكم صيام يوم عاشوراء، وهل الأفضل صيام اليوم الذي قبله أم اليوم الذي بعده أم يصومها جميعاً أم يصوم يوم عاشوراء فقط؟ نرجو توضيح ذلك جزاكم الله خيراً.

صيام يوم عاشوراء سنة؛ لما ثبت في الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدلالة على ذلك، وأنه كان يوماً تصومه اليهود لأن الله نجى فيه موسى وقومه وأهلك فرعون وقومه، فصامه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم شكراً لله، وأمر بصيامه وشرع لنا أن نصوم يوماً قبله أو يوماً بعده، وصوم التاسع مع العاشر أفضل، وإن صام العاشر مع الحادي عشر كفى ذلك، لمخالفة اليهود، وإن صامهما جميعاً مع العاشر فلا بأس؛ لما جاء في بعض الروايات: ((صوموا يوما قبله ويوماً بعده))[1]. أما صومه وحده فيكره، والله ولي التوفيق. ——————

[ 1] ذكره العيني في عمدة القاري في الصوم باب صيام يوم عاشوراء ج11 ص 116 ، وذكره صاحب الفتح الكبير في حرف الصاد باب صوم يوم عاشوراء برقم 7293.

نشر في كتاب فتاوى إسلامية جمع وترتيب فضيلة الشيخ محمد المسند ج2 ص 170 – مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر

http://www.binbaz.org.sa/mat/617




إذا كان دائما يصوم يوم عرفة، فصامه وصام يوم عاشوراء، فكيف يقع تكفير ثلاث سنين كل سنة؟ يجيك ابن القيم رحمه الله

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد
فهذا كلام للعلامة ابن القيم رحمه الله من كتابه " الوابل الصيب" ص 18 – 20.

قال رحمه الله تعالى:

وبهاتين القاعدتين تزول إشكالاتٌ كثيرة، وهما:

تفاضلُ الأعمال بتفاضل ما في القلوب من حقائق الإيمان، وتكفيرُ العمل للسيئات بحسب كماله ونقصانه.

وبهذا يزول الاشكال الذي يورده من نقص حظه من هذا الباب على الحديث الذي فيه :" أن صوم يوم عرفة يكفر سنتين ويوم عاشوراء يكفر سنة".

قالوا: فإذا كان دأبه دائما أنه يصوم يوم عرفة، فصامه وصام يوم عاشوراء، فكيف يقع تكفير ثلاث سنين كل سنة؟

وأجاب بعضهم عن هذا بأن ما فضل عن التكفير ينال به الدرجات.

ويالله العجب! فليت العبد إذا أتى بهذه المُكَفِّرات كلها أن تكفر عنه سيئاته باجتماع بعضها إلى بعض.

والتكفير بهذه مَشْرُوطٌ بشروطٍ، موقوفٌ على انتفاء موانع في العمل وخارجه؛ فإنْ عَلِم العبد أنه جاء بالشروط كلها، وانتفت عنه الموانع كلُّها، فحينئذ يقع التكفير، وأما عَمَلٌ شَمِلَتْه الغفلة أو لأكثره، وَفَقَدَ الإخلاص الذي هو روحه ولُبُّه ولم يُوَّفِ حَقّه، ولم يقدّره حق قدره فأي شيء يكفر هذا العمل ؟

فإن وثق العبد من عمله بأنه وفّاه حقَّه الذي ينبغي له ظاهرًا وباطنًا، ولم يعرض له مانع يمنع تفكيره، ولا مُبْطِل يُحْبِطه ـ من عُجْبٍ أو رؤيةِ نفسه فيه، أو مَنٍّ به، أو يستشرف بقلبه لمن يُعظِّمه عليه، أو يعادي من لا يعظمه عليه، ويرى أنه قد بَخَسَه حقّه وأنه قد استهان بحرمته ـ فهذا أي شيء يكفر؟

ومحبطاتُ الأعمال ومفسداتُها أكثر من أن تحصر، وليس الشأن في العمل إنما الشأن في حفظ العمل مما يفسده ويحبطه.
فالرياء -وإن دق- محبطٌ للعمل، وهو أبواب كثيرة لا تحصر.

وكونُ العمل غير مُقَيَّد باتباع السنة أيضًا موجبٌ لكونه باطلًا، والمَنُّ به على الله تعالى بقلبه مُفْسِدٌ له، وكذلك المَنُّ بالصدقة والمعروف، والبر والاحسان والصِّلَةِ مُفْسِدٌ لها كما قال سبحانه وتعالى :
{ يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى }

وأكثر الناس ما عندهم خَبَرٌ من السيئات التي تحبط الحسنات، وقد قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون }

فحذر المؤمنين من حبوط أعمالهم بالجهر لرسول الله صلى الله عليه وسلم كما يجهر بعضهم لبعض، وليس هذا بردة، بل معصيةٌ يحبط بها العمل وصاحبها لا يشعر بها.

فما الظَّنُّ بِمَنْ قَدَّم على قول الرسول صلى الله عليه و سلم وهدية وطريقه قولَ غيره وهديَه وطريقَه ؟!

أليس هذا قد حبط عمله وهو لا يشعر ؟!

من كتاب الوابل الصيب ص 18 – 20 ،، منقول من مكتبة المسجد النبوي




بارك الله فيك




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

متى يبدأ صيام شهر المحرم أو صيام عاشوراء، يجيب الشيخ ابن باز

متى يبدأ صيام شهر المحرم أو صيام عاشورا، هل يبدأ في أول المحرم، أو في وسطه، أو في آخره، وكم عدد صيامه؟ لأني سمعت أن صيام عاشورا يبدأ من واحد محرم إلى عشرة محرم. وفقكم الله



يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم) وهو عاشوراء، والمعنى أنه يصومه كله من أوله إلى أخره، من أول يوم منه إلى نهايته، هذا معنى الحديث، ولكن يخص منه يوم التاسع والعاشر، أو العاشر والحادي عشر لمن لم يصمه كله، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصوم عاشوراء في الجاهلية، وكانت تصومه قريش أيضاً، فلم قدم المدينة -عليه الصلاة والسلام- وجد اليهود يصومونه، فسألهم عن ذلك فقالوا: إنه يومٌ نجى الله فيه موسى وقومه، وأهلك فرعون وقومه، فصامه شكراً لله صامه موسى شكراً لله ونحن نصومه، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (نحن أحق وأولى بموسى منكم) وصامه وأمر بصيامه، فالسنة أن يصام هذا اليوم يوم عاشوراء، والسنة أن يصام قبله يوم أو بعده يوم، لما روي عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (صوموا يوماً قبله ويوماً بعده)، وفي لفظ: (يوماً قبله أو يوماً بعده) وفي حديث آخر: (لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع يعني مع العاشر)، فهذا هو الأفضل، أن يصام العاشر لأنه يوم عظيم حصل فيه خيرٌ عظيم لموسى والمسلمين، وصامه نبينا محمد -عليه الصلاة والسلام-، فنحن نصوم التاسع بنينا -عليه الصلاة والسلام-، وعملاً بما شرع -عليه الصلاة والسلام-، ونصوم مع يوماً قبله أو يوماً بعده مخالفة لليهود، والأفضل التاسع مع العاشر لحديث (لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع) فإن صام العاشر والحادي عشرة أو صام الثلاث فكله حسن يعني صام التاسع والعاشر والحادي عشر كله طيب، وفيه مخالفة لليهود، فإن صام الشهر كله فهو أفضل له.

منقول من موقع الشيخ ابن باز رحمه الله




جزاكم الله خيرا ورحم الله الشيخ ونفعنا بعلمه




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو سليمان تعليمية
جزاكم الله خيرا ورحم الله الشيخ ونفعنا بعلمه

و اياك، بارك الله فيك، رحم الله الشيخ رحمة واسعة.




جزاكم الله كل خير أخي الفاضل وجعله بميزان حسناتك

رحم الله مشائخنا الأفاضل وحفظ الأحياء منهم




بارك الله فيك




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

جمع للمواضيع المتعلقة بشهر الله المحرم