التصنيفات
العقيدة الاسلامية

مناظرة بين سلفي ومعتزلي :: للشيخ المصلح المجدد عبد الحميد ابن باديس

تعليمية تعليمية
مناظرة بين سلفي ومعتزلي :: للشيخ المصلح المجدد عبد الحميد ابن باديس – رحمه الله –

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هذه قصة فريدة ذكرها الشيخ المصلح المجدد عبد الحميد بن باديس
ضمن آثاره (الجزء الثالث،ص155-158 )من مطبوعات وزارة الشؤون الدينية بالجزائر
سنة 1405هـ/1984م، نترككم مع القصة
ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ ﯴ
ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ [الحج]

أنبه إخواني أنني نقلتها من الكتاب كما هي ولم أتصرف في النص إلا في أمور يسيرة جدا لا تؤثر في المضمون،
بل أحيانا تزيده وضوحا، وهذا يتمثل في الهمزة، إذ إن في الأصل كل الهمزات مرسومة على أنها همزة وصل،
فأصلحتها بما رأيته صوابا، والله الهادي إلى سواء السبيل.
مناظرة بين سلفي ومعتزلي
في مجلس الواثق

إن اختلاف الأفكار والطباع، مع اختلاط الأمم في الزمن الطويل- أدى الفرق الإسلامية إلى كثير من الاختلاف، وكان من بين ذلك-لا محالة- بدع دينية في الاعتقادات والأعمال، وكل ذي بدعة-لابد- معتقد فيها صوابا، وملتمس لها دليلا.
ولا يقف بالجميع عند حد واحد، إلا دليل واحد، وهو التزام الصحيح الصريح مما كان عليه النبي r وكان عليه أصحابه، فكل قول يراد به إثبات معنى ديني لم نجده في كلام أهل ذلك العصر نكون في سعة من رده وطرحه وإماتته وإعدامه، كما وسعهم عدمه، ولا وسع الله على من لم يسعه ما وسعهم، وكذلك كل فعل ديني لم نجده عندهم وكذلك كل عقيدة، فلا نقول في ديننا إلا ما قالوا، ولا نعتقد فيه إلا ما اعتقدوا ولا نعمل فيه إلا ما عملوا، ونسكت عما سكتوا، فهم-كما قال الشافعي في رسالته البغدادية-: ((أدوا إلينا سنن رسول الله r وشاهدوه والوحي ينزل عليه فعلموا ما أراد رسول الله r عاما وخاصا وعزما وإرشادا وعرفوا من سنته ما عرفنا وجهلنا وهم فوقنا في كل علم واجتهاد وورع وعقل وأمر استدرك به علم واستنبط به وآراؤهم لنا أحمد وأولى بنا من رأينا عند أنفسنا)).
ونرى كل فتنة بين الفرق الإسلامية ناشئة عن مخالفة هذا الأصل، ومنها فتنة القول بخلق القرآن التي نقلها في المناظرة عليها القصة التالية عن كتاب ((الاعتصام)) للإمام الشاطبي، وقد كان الفلج فيها لمن التزم هذا الأصل على من خالفه.
ذكر أبو إسحق الشاطبي أن هذه القصة حكاها المسعودي، وحكاها الآجري -في كتاب الشريعة- بأبسط مما ذكره المسعودي، ونقلها هو عن المسعودي-قال- مع إصلاح بعض الألفاظ، قال:

((ذكر صالح بن علي الهاشمي قال: حضرت يوما من الأيام جلوس المهتدي للمظالم، فرأيت من سهولة الوصول ونفوذ الكتب عنه إلى النواحي فيما يتظلم به إليه ما استحسنته، فأقبلت أرمقه ببصري إذا نظر في القصص، فإذا رفع طرفه إلي أطرقت، فكأنه علم ما في نفسي.
فقال لي: يا صالح أحسب أن في نفسك شيئا تحب أن تذكره-قال- فقلت: نعم يا أمير المؤمنين، فأمسك، فلما فرغ من جلوسه أمر أن لا أبرح، ونهض فجلست جلوسا طويلا، فقمت إليه وهو على حصير الصلاة فقال لي: يا صالح أتحدثني بما في نفسك؟ أم أحدثك؟ فقلت: بل هو من أمير المؤمنين أحسن.
فقال: كأنني بك وقد استحسنت من مجلسنا، فقلت: أي خليفة خليفتنا! إن لم يكن يقول بقول أبيه من القول بخلق القرآن، فقال(المهتدي): قد كنت على ذلك برهة من الدهر، حتى أقدم علي الواثق شيخا من أهل الفقه والحديث من ((اذنه)) من الثغر الشامي، مقيدا طوالا، حسن الشيبة، فسلم غير هائب، ودعا فأوجز، فرأيت الحياء منه في حماليق عيني الواثق والرحمة عليه.

فقال (الواثق): يا شيخ أجب أبا عبد الله أحمد بن دؤاد عما يسألك عنه، فقال: يا أمير المؤمنين أحمد يصغر ويضعف ويقل عند المناظرة، فرأيت الواثق وقد صار مكان الرحمة غضبا عليه، فقال: أبو عبد الله يصغر ويضعف ويقل عند مناظرتك؟ فقال: هون عليك يا أمير المؤمنين، أتأذن لي في كلامه؟ فقال له الواثق: قد أذنت لك.
فأقبل الشيخ على أحمد فقال: يا أحمد إلى مَ دعوت الناس؟ فقال أحمد: إلى القول بخلق القرآن، فقال له الشيخ: مقالتك (1) هذه التي دعوت الناس إليها من القول بخلق القرآن أداخلة في الدين فلا يكون الدين تاما إلا بالقول بها؟ قال: نعم، قال الشيخ: فرسول الله r دعا الناس إليها أم تركهم؟ قال: لا، قال له: يعلمها أم لم يعلمها؟ قال: علمها، قال: فلم دعوت الناس إلى ما لم يدعهم إليه رسول الله r وتركهم منه؟ فأمسك، فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين هذه واحدة.
ثم قال له: أخبرني يا أحمد، قال الله تعالى في كتابه العزيز:ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ[المائدة: ٣] الآية. فقلت أنت: الدين لا يكون تاما إلا بمقالتك بخلق القرآن، فالله تعالى Uصدق في تمامه وكماله أم أنت في نقصانك؟ فأمسك، فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين! وهذه ثانية.
ثم قال بعد ساعة: أخبرني يا أحمد، قال الله Uﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ[المائدة: ٦٧] فمقالتك هذه التي دعوت الناس إليها، فيما بلغه رسول الله rإلى الأمة أم لا؟ فأمسك، فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين! وهذه ثالثة.
ثم قال بعد ساعة: أخبرني يا أحمد! لما علم رسول الله r مقالتك هذه التي دعوت الناس إليها: أتسع له من أن أمسك عنهم أم لا؟ قال أحمد: بل اتسع له ذلك، فقال الشيخ: وكذلك لأبي بكر؟ وكذلك لعمر؟ وكذلك لعثمان؟ وكذلك لعلي؟ رحمة الله عليهم، قال: نعم، فصرف (الشيخ) وجهه إلى الواثق وقال: يا أمير المؤمنين! إذا لم يتسع لنا ما اتسع لرسول الله r ولأصحابه فلا وسع الله علينا، فقال الواثق: نعم! لا وسع الله علينا إذا لم يتسع لنا ما اتسع لرسول الله r ولأصحابه فلا وسع الله علينا.
ثم قال الواثق: اقطعوا قيوده، فلما فكت جاذب (2) عليها فقال الواثق: دعوه، ثم قال: يا شيخ لم جاذبت عليها؟ قال لأني عقدت في نيتي أن أجاذب عليها، فإذا أخذتها أوصيت أن تجعل بين يدي (3) وكفني، ثم أقول: يا ربي! سل عبدك: لم قيدني ظلما وارتاع (4) بي أهلي؟ فبكى الواثق والشيخ وكل من حضر، ثم قال له: يا شيخ! اجعلني في حل، فقال: يا أمير المؤمنين! ما خرجت من منزلي حتى جعلتك في حل إعظاما لرسول الله r، ولقرابتك منه، فتهلل وجه الواثق وسر، ثم قال له: أقم عندي آنس بك، فقال له: مكاني في ذلك الثغر أنفع، وأنا شيخ كبير، ولي حاجة، قال: سل ما بدا لك، قال: يأذن أمير المؤمنين في رجوعي إلى الموضع الذي أخرجني منه هذا الظالم (5)، قال: قد أذنت لك، وأمر له بجائزة فلم يقبلها (6) : فرجعت من ذلك الوقت عن تلك المقالة، وأحسب أيضا أن الواثق رجع عنها.
قال أبو إسحق الشاطبي بعد نقل ما تقدم:
((فتأملوا هذه الحكاية ففيها عبرة لأولي الألباب، وانظروا كيف مأخذ الخصوم (7) في إحجامهم لخصومهم بالرد عليهم بكتاب الله وسنة نبيه r(8).
ــــــــــــــــــ
1 ((ش)):كلام الشيخ على مقالة ابن أبي دؤاد ينطبق على كل مقالة لم يدع إليها النبي r، وقام لها من بعده دعاة.
2- ((ش)): أبي أن يتركها. قلت (أبو مالك): كذا بالأصل وأظنها: أبى.
3- كذا بالأصل والظاهر بين بدني وكفني.
4- الصواب أراع أو روع.
5- يعني ابن أبي دؤاد.
6- هذا قول المهتدي بعد تمام الحكاية.
7- كذا بالأصل والظاهر افخامهم. قلت (أبو مالك): كذا بالأصل والظاهر إفحامهم.
8- ش: ج 11، م5، غرة رجب 1348 هـ ديسمبر 1929 م.

للامانة الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




شكرا وبارك الله فيك
جزاك الله كل خير

تحية طيبة




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

الحث على شكر نعمة الله

الحث على شكر نعمة الله – عزَّ وجل – باللباس وبيان أنواعها وأحكام الألبسة – التحذير والوعيد الشديد من لبس ما فيه تصاوير وما يكتب عليها فإنه محرم

خطبة لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين

للاستماع للخطبة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومَن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، عبدٌ لا يعبد ورسول لا يكذب، أدى عبادة ربه وبلَّغ رسالته ونصح أمته وجاهد في الله حق جهاده، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد:
فقد قال الله عزَّ وجل: +يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ" [الأعراف: 26] .
نعم، إن ذلك من آيات الله أن جعل جسد بني آدم عارياً لم يكسَ بوبرٍ ولا شعر ولا صوف ولا ريش ليعلم الإنسان أنه عارٍ إلا من لباس؛ حتى يتذكر بذلك أنه محتاج إلى اللباس الحسي والمعنوي، محتاج إلى اللباس الحسي ليواري سوءته، محتاج إلى اللباس المعنوي لتكفير خطيئته، وفي هذه الآية الكريمة بيَّن الله – تعالى – ما منَّ به على عباده حيث أنزل عليهم ثلاثة أنواع من الألبسة: نوعان حسيان ونوع معنوي، فأما النوعان الحسيان فهما: لباس ضروري يواري الإنسان به عورته، يكسو به بدنه لا بد له منه، واللباس الثاني: ريش ويقال: رياش، وهو: لباس الجمال والزينة الزائد عن اللباس الضروري، وأما النوع المعنوي فهو: لباس التقوى: تقوى الله – عزَّ وجل – بامتثال أمره واجتناب نهيه وهذا اللباس خير من النوعين الحسيين؛ وذلك لأنه يواري سوءة الإنسان في الدنيا والآخرة، قال الله عزَّ وجل: +وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ" [الطلاق: 2-3]، وقال الله تعالى: +وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (4) ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا" [الطلاق: 4-5]، وقال الله تعالى: +يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ" [الأنفال: 29]؛ ولأن هذا اللباس المعنوي يختص به المؤمن الذي يتقي الله عزَّ وجل، أما اللباس الحسي بنوعيه فإنه يشترك فيه المؤمن والكافر، والبر والفاجر، والفاسق والمطيع، بل قد يعطى الكافر والفاجر والفاسق ما لا يعطاه المؤمن من ذلك .
أيها المسلمون، إن هذا اللباس هو الزينة التي أخرج الله لعباده وأحلَّها لهم وأنكر على من يحرمونها بدون برهان ولا دليل، قال الله تعالى: +قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ" [الأعراف: 32].
أيها المسلمون، إن في إضافة هذه الزينة إلى الله ووصفها بأنه الذي أخرجها لهم لأكبر برهان على أنه ليس من حقنا أن نتحكم فيها بتحليل أو تحريم وإنما حكمها إلى الله وحده؛ لأنه الذي أخرجها لعباده وحده وليس من حقنا أيضاً أن نستعمل هذه الزينة كما نشاء وإنما نستعملها على الوجه الذي حدد الله لنا بدون تعدٍّ، قال الله تعالى: +تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ" [البقرة: 229].
لقد حدَّد الله هذا اللباس وحدَّد لنا استعماله نوعاً وكيفاً، حلاً وحرمة؛ لئلا نتجاوز به إلى حد لا يليق بنا، أما الحلال فإن الحلال من هذا اللباس هو الأصل؛ لأن الله يقول: +هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعا" [البقرة: 29]، فأي إنسان يحرم شيئاً من اللباس فإننا نقول له: هاتِ الدليل على ذلك وإلا فإنه مما خلق الله لنا وهو حلٌّ لنا حتى يقوم دليل على التحريم؛ ولهذا كان الحلال من اللباس أكثر بكثير من المحرم والمحرم قليل بالنسبة إليه؛ لأن عطاء الله أوسع من منعه ولا يمنع الله شيئاً إلا لحكمة بالغة اقتضت المنع.

أيها المسلمون، إن من اللباس المحرم ما اشتهر الآن وانتشر وهو اللباس الذي فيه صورة أو اللباس المصنوع على صورة؛ «لأن عائشة – رضي الله عنها – اشترت نمرقة – والنمرقة: الوسادة أو المخدّة – وكان فيها تصاوير فجاء النبي – صلى الله عليه وسلم – فلما رآها قام على الباب ولم يدخل، قالت: فعرفت في وجهه الكراهية فقلت: يا رسول الله، أتوب إلى الله وإلى رسوله ماذا أذنبت ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بال هذه النمرقة ؟ فقلت: اشتريتها لك لتقعد عليها وتوسدها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة فيقال لهم أحيوا ما خلقتم، ثم قال: إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة»(1)رواه البخاري ومسلم.
أيها المسلمون، إن هذا الحديث لمِن أصح الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولقد سمعتم أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قام على الباب ولم يدخل؛ لأن في البيت مخدة فيها صورة وظهرت كراهية ذلك على ملامح وجهه – صلوات الله وسلامه عليه – حتى أعلنت أم المؤمنين عائشة التوبة من أجل ما رأت في وجهه.
أيها المسلمون، وإذا كان هذا في المخدة وهي منفصلة عن الإنسان فما بالكم في الصور التي تكون على الملابس ؟ وما بالكم في هذه الصور إذا كانت صورة لأحد أئمة الكفر، أو لأحد أئمة الفجور، أو لأحد من الفساق أو لأحد من الكافرين ؟ وإن لم يكونوا أئمة ما ظنكم إذا كانت هذه الصور على ملابسنا وملابس أهلينا وأولادنا.
أيها المسلمون، إنني لأعجب أن تموت غيرة المسلمين إلى هذا الحد حتى لا يفرقون بين الضار والنافع وبين المحرم والمباح، إنني أتعجب كيف انحدرنا إلى هذا الانحدار في هذا الزمن القليل ونحن – ولله الحمد – عندنا كتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم – وفينا من العلماء من يكفوننا ذلك ويبيِّنون لنا حكم الله ورسوله في هذا !
إنني أقول لكم أيها المسلمون، إن الواجب علينا أن نقاطع هذه الألبسة، أن نقاطعها مقاطعة تامة وألا نشتري منها شيئاً؛ لأن شراءها حرام ولباسها حرام واقتناءها حرام وتأجير الدكاكين على من يبيعها حرام؛ لأن الله – سبحانه وتعالى – يقول: +وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ"و[المائدة: 2]، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله إذا حرَّم شيئاً حرَّم ثمنه»(2).
أيها المسلمون، إن أعداء الإسلام يغزوننا بمثل هذه الأمور: لقد أتونا بالغزو من كل فج ورمونا من كل ناحية، وضعوا هذه الصور في الملابس فكان في بعض الأقمشة صور الحيوانات الكبيرة، صور الحيوانات الصغيرة، بالتلوين تارة وبوضع القصاصات أو المطاط على صورة حيوان تارة، وبصناعة الحلي على صورة فراشة أو سمكة أو أسد أو ثعبان أو غير ذلك من صور الحيوان أو من صور الرجال أو من صور النساء، كل هذا يلبسه البعض منا حتى يختار أن تفارق الملائكة بيته أن تفارق صحبته أكثروا علينا أعداؤنا من ذلك ليهون علينا أمر الله ورسوله ولننسى أمر الله ورسوله ولنتهاون في أمر الله ورسوله، وإنني أقول وأكرر: إن لباس هذه المصورات أو ما فيه صور إنه محرم وإن بيعها حرام وشراءها حرام؛ لأنه إعانة على الإثم والعدوان وقد قال الله عزَّ وجل: +وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" [المائدة: 2]، وكما لا يجوز للمسلم أن يلبس الصورة أو ما فيه صورة فإنه لا يجوز له أن يلبسها صبيه الصغير ذكراً كان أم أنثًى، وقد قال العلماء – رحمهم الله – ومنهم علماء الحنابلة: إنه يحرم إلباس صبي ما يحرم على بالغ، والخلاص من هذا كله أيها المسلمون، إذا كان عند الإنسان الآن شيء من هذه الألبسة أو من الحلي الذي على صورة حيوان أن يقطع رأسها، أما إن كانت في قماش فإن كانت ملصقة إلصاقا قلعها أو قلع رأسها، وإن كانت مرسومة باللون وضع على الرأس لوناً يطمسه، وفي صحيح مسلم عن أبي الهياج الأسدي أن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – قال له: «ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ألا تدع تمثالاً إلا طمسته ولا صورة إلا طمستها ولا قبراً مشرفاً إلا سويته»(3) هذا بالنسبة لما اشتريناه وكان عندنا، أما ما لم نشتره فإن العلاج من ذلك: أن نقاطعه مقاطعة تامة وألا نشتريه وأن نحذر أقاربنا وإخواننا وأصحابنا من شرائه حتى إذا علم الكفار الذين يوردونه إلينا أو من كان جاهلاً من المسلمين إذا علموا أن هذا قد قاطعه المسلمون الذين يخافون الله ويتَّقونه فإنهم لن يُوردُوه بعد ذلك أولا يوردوا منه إلا كمية قليلة حتى ينتهي أمره، نسأل الله أن يقينا وإياكم شرور خلقه.
ولكن قد تقولون: إن هذه الثياب قد ملأت أسواقنا فماذا نصنع ؟ فالجواب عن ذلك بل الجواب على ذلك أن نقول: إنها كما امتلأت الأسواق بالثياب الجاهزة فقد امتلأت – ولله الحمد – بالثياب غير الجاهزة: من الممكن أن يشتري الإنسان ما يريد من القطع من القماش ثم يعطيها من يخيطها وما أكثر الخياطين عندنا.
أيها المسلمون، «إن الله لم ينزل داءً إلا وأنزل له دواءً»(4) ولكن الشأن كل الشأن في صدق العزيمة، وفي صدق النية، وفي قوة الإيمان، وفي الشجاعة، وفي غلبة النفس الأمارة بالسوء فمن غلبت نفسه المطمئنة نفسه الأمارة بالسوء فقد نجا، ومن غلبت نفسه الأمارة بالسوء نفسه المطمئنة فقد هلك، واستمعوا إلى قول الله عزَّ وجل: +يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي" [الفجر: 27-30]، هل تريدون أن تكونوا ممن يخاطب بهذا الخطاب أم تريدون أن تكونوا ممن يخاطب بغير بذلك ؟ لا أخالكم لا أخالكم تريدون إلا أن تكون نفوسكم تخاطب بهذا الخطاب +يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً" [الفجر: 27-28].
أيها المسلمون، وإن من اللباس المحرم ما يحرم على الرجال خاصة وهو: لبس ما نزل عن الكعبين من سراويل، أو قميص، أو مشلح، أو غيرها لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار، ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار»(5) رواه البخاري، وقال ابن عمر رضي الله عنهما: «ما قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في الإزار فهو في القميص»(6)، فلا يحل للرجل أن ينزل شيئاً من ثيابه أسفل من الكعبين؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – توعد على ذلك بالنار ولا وعيد بالنار إلا على فعل محرم بل لا وعيد بالنار إلا على شيء من الكبائر، ولقد ظن بعض الناس أن هذا الحديث فيمن نزل ثيابه خيلاء، والخيلاء: أن يتخيل الشخص لنفسه منزلة عالية فيتعاظم في نفسه ويعجب بها، أقول: ظن بعض الناس أن هذا الحديث فيمن نزل ثيابه خيلاء؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «مَن جرَّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه»(7) فأراد هذا الظان أن يحمل ذلك المطلق على هذا المقيد ولكن هذا ليس بصحيح، أولاً: أن النبي – صلى الله عليه وسلم – فرَّق بينهما فيما رواه مالك وأبو داود والنسائي بإسناد صحيح عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال: «سمعت النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول: أزرة المؤمن إلى نصف ساقيه لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين، وما كان أسفل من ذلك فهو في النار، ومَن جرَّ إزاره بطراً لم ينظر الله إليه يوم القيامة»(8)فقسَّم النبي – صلى الله عليه وسلم – في هذا الحديث: قسم اللباس إلى أربعة أقسام، الأول: إلى نصف الساق وهذه أزرة المؤمن، الثاني: جائز، وهو: ما بين نصف الساق وبين الكعبين فهذا جائز وهو من عمل الصحابة – رضي الله عنهم – كما قال أبو بكر رضي الله عنه: «إن أحد شقي إزاري يسترخي عليّ حتى أتعاهده»(9) وهذا يدل على أن إزار أبي بكر دون نصف الساق، أي: أنزل منه؛ لأنه لو لم يكن كذلك لكان إذا مسَّ الأرض تنكشف عورته وهذا شيء مستحيل، أما القسم الثالث: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «وما كان أسفل من ذلك – أي: من الكعبين – فهو في النار»(10)، أما القسم الرابع: فقال صلى الله عليه وسلم: «ومَن جرَّ إزاره بطراً لم ينظر الله إليه يوم القيامة»(11) ففرَّق النبي – صلى الله عليه وسلم – بين القسمين وخالف بينهما في الوعيدين، وأما ثانياً: فإن الوعيد في هذين الحديثين مختلف وسببه مختلف، فالوعيد فيمن جرَّ ثوبه خيلاء أن الله لا ينظر إليه، والوعيد فيمن نزَّل ثوبه عن كعبيه إنما نزل في النار فالعقوبة في هذا جزئية والعقوبة الأولى: أن الله لا ينظر إليه وهو أعظم من تعذيب جزء من بدنه بالنار، وأما السبب فمختلف أيضاً، فأحدهما: أنزله إلى أسفل من الكعبين، والثاني: جرَّه خيلاء وهذا أعظم؛ ولهذا كانت عقوبته أعظم، وقد قال علماء أصول الفقه: إنه إذا اختلف السبب والحكم في الدليلين لم يحمل أحدهما على الآخر؛ وعلى هذا فلا يحل للرجل أن ينزل شيئاً من ثيابه تحت الكعبين سواء كان ذلك سراويل، أم قميصاً، أم مشلحاً أم غيرها فإن فعل فإن عقوبته: أن يعذب موضع النازل بالنار، ولا يحل له أن يجر شيئاً من ذلك خيلاء فإن فعل فعقوبته ألا ينظر الله إليه يوم القيامة، بل في صحيح مسلم عن أبي ذر – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، كرَّرها صلى الله عليه وسلم ثلاثاً لعظم شأنها ولينتبه المخاطب بها، فقال أبو ذر رضي الله عنه: خابوا وخسروا، مَن هم يا رسول الله ؟ قال: المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب»(12)، ودخل شاب من الأنصار على عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – يثني عليه مع الناس حين طعن رضي الله عنه فلما أدبر الشاب إذا إزاره يمس الأرض، فقال رضي الله – تعالى – عنه: «ردوا عليّ الغلام فردوه عليه فقال رضي الله تعالى عنه: يا ابن أخي، ارفع ثوبك فإنه أبقى لثوبك وأتقى لربك»(13)، لله درُّ عمر رضي الله عنه، ذكر هنا فائدتين عظيمتين في رفع الثوب، الأولى: بقاء الثوب حيث لا تُتْلف الأرض أسفله، والثانية: تقوى الله عزَّ وجل، قال الله تعالى: +وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِك" [الأعراف: 26]، قد يقول متهور من الناس: أنا لا أبالي إذا تلف أسفل ثوبي ؟ وجوابنا نقول: إذا كنت لا تبالي بذلك فهَلا تبالي أيضاً إذا أضعت تقوى الله واستعنت بنعمه على معاصيه فانقلبت النعم في حقك نقماً والمتعة ألماً ؟
أيها المسلمون، اتقوا الله – تعالى – واستعينوا بنعمته على طاعته واحفظوا حدوده وأقيموا فرائضه واعبدوه حق عبادته، قال الله عزَّ وجل: +وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ" [البقرة: 223]، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية
الحمد لله، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة نرجو بها السعادة يوم نلاقيه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومَن تبعهم بإحسان، وسلَّم تسليماً .
أما بعد:
أيها الإخوة الكرام، إن مما يكتب في هذه الألبسة الجاهزة الواردة إلينا من بلاد الكفر عبارات سيئة للغاية لا أستطيع أن أتفوَّه بها من هذا المنبر وتكتب بالحروف اللاتينية ليغترَّ بها الناس حتى لا يفهما أكثر عامة الناس، وإن الواجب علينا: أن نقاطع هذه الألبسة وأن نتجنبها لما تحمله هذا العبارات السيئة من سفاسف الأخلاق وربما تحمل أمراً يُخلُّ بالعقيدة، ربما يكون فيها ثناء على دين النصارى، قال الله تعالى: +قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ" [التوبة: 30] .
إن المسلمين – ولله الحمد – في يقظة وإن عندهم شباباً متيقظين لهذه الأمور يعرفونها و يعرفون كيد الكفار جعل الله كيدهم في نحورهم وشتَّت شملهم وفرَّق جمعهم، اللهم إنا نسألك بحولك وقوتك يا رب العالمين أن تفرق جموع الكفار، وأن تشتِّت شملهم، وأن تخزيهم، وأن تلحقهم العار، وأن تجعل الدائرة عليهم يا رب العالمين، اللهم انصر المسلمين عليهم في كل مكان، اللهم هيئ لدينك مَن ينصره من المسلمين، اللهم أذل أعداء المسلمين، اللهم اجعل كيدهم في نحورهم، اللهم إنهم يكيدون كيداً فنسألك اللهم أن تكيد كيداً أعظم من كيدهم، وأن تدمرهم، وأن تجعل بأسهم بينهم يا رب العالمين، اللهم أنزل في بلادهم القلاقل، والخوف، والجوع، والعري حتى يلجؤوا إلى الله عزَّ وجل؛ حتى يعرفوا أنهم لن تدوم لهم دنياهم آمنين مترفين يا رب العالمين، اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم، اللهم طهِّر بلادنا منهم ومن كيدهم ومن مكرهم يا رب العالمين، واعلموا – أيها المسلمون – «أن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة»(14)، فعليكم – أيها المسلمون – بالجماعة – والجماعة هي: الاجتماع على الحق – عليكم بالاجتماع على الحق، كونوا – عباد الله – أنصاراً في دين الله، كونوا إخواناً في دين الله، قال الله عزَّ وجل: +وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا" [الحجرات: 12]، ولا ينم بعضكم إلى بعض كما جاء في الحديث عن النبي – صلى الله عليه وسلم – من الوعيد الشديد على النمامين، قال حذيفة رضي الله تعالى عنه: سمعت النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول: «لا يدخل الجنة نمام»(15) كونوا إخوة متحابين في الله متآخين فيه – عزَّ وجل – ترجون بهذه المحبة والإخوة فضل الله عزَّ وجل، ترجون بذلك انتصاركم على أعدائكم؛ فإن الله يقول في كتابه: +وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ" [الأنفال: 46]، «عليكم بالجماعة؛ فإن يد الله على الجماعة، ومَن شَذَّ شَذَّ في النار»(16)، واعلموا أن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه فقال جلَّ من قائل عليماً: +إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيما"ً [الأحزاب: 56]، فسمعاً لك اللهم وطاعةً، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهراً وباطناً، اللهم توفنا على ملته، اللهم احشرنا في زمرته، اللهم اسقنا من حوضه، اللهم أدخلنا في شفاعته، اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين، والصديقين، والشهداء والصالحين، اللهم لا تحل بيننا وبين ذلك بسوء أفعالنا وتجاوز عنا واغفر لنا وارحمنا، يا ذا الجلال والإكرام، يا غفور يا رحيم، اللهم ارضَ عن خلفائه الراشدين، وعن زوجاته أمهات المؤمنين، وعن الصحابة أجمعين، وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم ارضَ عنا معهم وأصلح أحوالنا كما أصلحت أحوالهم يا رب العالمين، اللهم انصر المسلمين الذين يجاهدون في سبيلك في كل مكان، اللهم كُنْ معهم ولا تكن عليهم، اللهم أعزهم بدينك وأعز دينك بهم يا رب العالمين، اللهم أتمم لإخواننا في أفغانستان، اللهم أتمم لهم النصر وألِّف بين قلوبهم واجمع كلمتهم على الحق وأعنهم على أعدائهم يا رب العالمين، اللهم +رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ" [البقرة: 201] .
عباد الله، +إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ" [النحل: 90-91]، واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نِعَمِهِ يزدكم، +وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ" [العنكبوت: 45].
————————–

(1)أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب اللباس، باب: من كره القعود على الصورة من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها، رقم (5500)، وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب اللباس والزينة، باب: تحريم تصوير صورة الحيوان – الباب (3941) من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها، ت ط ع .
(2)أخرجه الإمام أحمد -رحمه الله تعالى- في مسنده مسند بني هشام من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، رقم (2546)، ت ط ع .
(3)أخرجه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب الجنائز، باب: الأمر بتسوية القبر، من حديث علي بن أبي طالب رضي تعالى عنه، رقم (1609)، ت ط ع .
(4)أخرجه الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله تعالى- في مسنده في مسند المكثرين من الصحابة -رضي الله تعالى عنهم- من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه، رقم (4106)، أخرجه ابن ماجة -رحمه الله تعالى- في سننه في كتاب الطب، باب: ما أنزل الله داءً إلى أنزل له شفاء، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه، رقم (3429)، ت ط ع، واللفظ له .
(5)أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب اللباس، باب: ما أسفل من الكعبين ففي النار، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، رقم (5341)، ت ط ع .
(6)أخرجه الطبراني -رحمه الله تعالى- في المعجم الكبير، من حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما، في الجزء (12) صفحة 268، رقم (13077) .
(7)أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب المناقب، باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لو كنت متخذاً خليلاً» قاله أبو سعيدمن حديث عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما واللفظ له، رقم (3392)، وأخرجه البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب اللباس، باب: من جرَّ ثوبه من غير خيلاء من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما، رقم (5338)، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب اللباس، باب: تحريم جرَّ الثوب خيلاء وبيان حد ما يجوز إرخاؤه إليه وما يستحب من حديث عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما، رقم (3888-3889)، ت ط ع .
(8)أخرجه الإمام أحمد -رحمه الله تعالى- في مسنده في مسند المكثرين من الصحابة رضي الله تعالى عنهم أجمعين، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنهم، رقم (10587)، وأخرجه أبو داود -رحمه الله تعالى- في سننه في كتاب اللباس، باب: في قدر موضع الإزار من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه، رقم (3570)، ت ط ع .
(9)سبق تخرجه في الحدث 7 .
(10)سبق تخريجه في الحديث 5 .
(11)أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في كتاب اللباس، باب: من جرَّ ثوبه من الخيلاء، رقم (5342) من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في كتاب اللباس والزينة، باب: تحريم جر الثوب خيلاء، رقم (3893)، ت ط ع .
(12)أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب الإيمان، باب: بيان غلظ تحريم إسبال الإزار، من حديث أبي ذر الغفاري رضي تعالى عنه، رقم (154) ت ط ع .
(13) أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب المناقب، باب: قصة البيعة والاتفاق على عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه وقصة مقتل عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما، من حديث عمرو بن ميمون وهو من كبار التابعين رحمه الله تعالى، رقم (3424)، ت ط ع .
(14) أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب الجمعة، باب: تخفيف الصلاة والخطبة من حديث جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه، رقم (1435)، ت ط ع .
(15)أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب الإيمان، باب: بيان غلظ تحريم النميمة من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه، رقم (151)، ت ط ع .
(16)أخرجه الإمام الترمذي -رحمه الله تعالى- في سننه في كتاب الفتن، باب: لزوم الجماعة من حديث عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما، رقم (2023)، ت ط ع .




خطبة مهمة

جزاك الله خيرا




بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




تعليمية

تعليمية




شكرا وبارك الله فيك على الموضوع القيم
جزاك الله كل خير
تحياتي الخالصة

أخوك يحيى




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

ستة أصول يلتقي عليها أهل السنة

ستةأصول يلتقي عليها أهل السنة

العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

سئل رحمه الله عن أصول المسائل التي مَن خالفها فقد خالف منهج أهل السنة والجماعة ؟
فأجاب بقوله:
الأصل الأول: في باب الأسماء والصفات :- هم وسط بين الممثلة والمعطلة ، فـ الممثلة : طائفة تقول: صفات الله تعالى كصفاتنا؛ فوجه الله كوجوهنا، وعينه كأعيننا، ويده كأيدينا، وما أشبه ذلك.
و المعطلة بالعكس، فهم ينكرون ما وصف الله به نفسه، ويقولون: ليس لله وجه، ولا يد، ولا عين، وما أشبه ذلك، و { يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ } في هذه الأمور.
الأصل الثاني: في القَدَر :- كذلك أهل السنة والجماعة وسط في القَدَر، فهناك طائفتان ضالتان في مسألة القَدَر: الطائفة الأولى: الجبرية ، تقول: إن الإنسان مُجْبَر على عمله، ولا اختيار له ولا إرادة، والطائفة الأخرى: القدرية ، تقول: الإنسان مستقل بنفسه، وليس لله فيه تعلُّق، يفعل بدون مشيئةٍ من الله، وبدون خَلْق.
و أهل السنة والجماعة قالوا: إن الإنسان يفعل باختياره، وهو مختارٌ مُخَيَّر؛ ولكن أيَّ فعل يفعله فهو بمشيئة الله تعالى وخلقِه.
الأصل الثالث: في أسماء الإيمان والدِّين :- ففي أسماء الإيمان والدين نجد من الفرق المخالِفة: المعتزلة ، و الخوارج ، من جهة، و المرجئة من جهة أخرى.
قالت المعتزلة و الخوارج : إن الإنسان إذا زَنَى خرج من الإيمان، فلا يكون مؤمناً، ولا يَصْدُق عليه أنه مؤمن أبداً.
وقالت المرجئة وهم ضدهم: إن الإنسان وإن زَنَى وسرق فهو مؤمن كامل الإيمان، إيمانه مثل إيمان أطوع الناس لله.
وقال أهل السنة والجماعة : إذا زَنَى الإنسان أو سرق فإنه مؤمن ناقص الإيمان، أو مؤمنٌ بإيمانه، فاسقٌ بكبيرته.
الأصل الرابع: في الأحكام :- ففي أحكام الإنسان على فعله، ماذا يكون إذا فعل الكبيرة، قالت المعتزلة و الخوارج : إنه يخلد في النار مع المنافقين؛ مع أبي جهل ، و أبي لهب ، وغيرهم، وقالت المرجئة : لا. بل فاعل الكبيرة لا يدخل النار أبداً، ولا يمكن.
و أهل السنة والجماعة قالوا: إنه يستحق العقاب، وقد يغفر الله له.
الأصل الخامس: في أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام:- وهو الأصل الخامس الذي ذكره شيخ الإسلام ، فأصحاب الرسول انقسمت فيهم أهل البدع إلى قسمين: قسمٌ كفَّروهم وضلَّلوهم كـ الرافضة ، إلا آل البيت فإنهم غالَوا فيهم وأنزلوهم فوق منزلتهم، فصاروا ضالين في الصحابة من وجهين: مِن جهة تكفير وتضليل، عدا آل البيت، ومن جهة الغُلُو في آل البيت .
وهناك قسم ضدهم يُسَمَّى: الخوارج وهم النواصب، فقد كفروا علي بن أبي طالب، وخرجوا عليه، وقاتلوه، واستحلوا دمه.
أما أهل السنة والجماعة فقالوا: الصحابة رضي الله عنهم خير القرون وأفضل الأمة، ولهم حقهم الذي يجب علينا، ولآل النبي صلى الله عليه وسلم على المؤمنين به حقُّ القرابة مع الإيمان والصحبة إذا كانوا من الصحابة؛ ولكننا لا نغلو فيهم كما فعل الرافضة ، ولا نقدح فيهم كما فعلت الخوارج ، بل نعطي حقهم من غير غُلُو ولا تقصير.
كذلك من الأصول التي يختلف فيها أهل السنة وأهل البدع: الخروج على الأئمة: فـ الحرورية هؤلاء الخوارج خرجوا على إمام المسلمين، وكفَّروه، وقاتلوه، واستباحوا دماء المسلمين من أجل ذلك.
وأما أهل السنة والجماعة فيقولون: علينا أن نسمع ونطيع لولي الأمر فعل ما فعل من الكبائر والفسق ما لم يصل إلى حد الكفر البواح، فحينئذ نقاتله إذا لم يترتب على قتاله شر وفتن، وذلك أن النبي عليه الصلاة والسلام نهى عن الخروج على الأئمة إلا بشروط وقال: ( إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم فيه من الله برهان )، أربعة شروط:
الأول: أن تروا، أي: بأعينكم، أو تعلموا ذلك.
الثاني: كفراً، لا فسقاً، أي: حتى لو رأى أنه يزني، أو يسرق، أو يقتل النفس المحرمة بغير حق، دون استباحة لذلك، فإنه ليس كافراً بل هو فاسق من جملة الفاسقين، ولا يحل لنا أن نخرج عليه، فالرسول قال: كفراً.
الثالث: بواحاً أي: صريحاً لا يمكن فيه التأويل، فإن أمكن فيه التأويل فإننا لا نكفره، ولا نخرج عليه.
الرابع: عندكم فيه من الله برهان، يعني: ليس الكفر الذي رأيناه بواحاً كفراً بقياس أو ما أشبه ذلك؛ بل يكون عندنا فيه برهان، ودليل واضح من الكتاب والسنة.
هذه أربعة شروط،
وهناك شرط خامس يؤخذ من الأدلة الأخرى، وهو: أن يكون عندنا قدرة على إزاحة هذا الحاكم الكافر الذي كَفَرَ كفراً صريحاً عندنا فيه من الله برهان، فيكون لنا قدرة على ذلك، فإن لم يكن لنا قدرة صار الشر الذي نريد إزالته أكثر مما لو تركناه على حاله، ثم حاولنا بطريق أو بأخرى الإصلاح ما استطعنا.
ولهذا يخطئ بعض الإخوة الذين عندهم -ولله الحمد- غيرة إسلامية ودين، يخطئون حينما يخرجون على مَن ولَّاه الله تعالى إياهم، والله حكيم، فهو الذي يولِّي بعض الظالمين بعضاً، ولا تظنوا أن الولاة إذا ظلموا أو اعتدوا أن هذا تسليط من الله تعالى لمجرد مشيئة من الله، بل هو لحكمة؛ لأن الله قال: { وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأنعام:129].
والولاة لا يتسلطون على الرعية إلا بسبب الرعية، ( كما تكونون يُوَلَّى عليكم )، فبعض الناس الذين يحاولون الخروج على من ولاه الله عليهم ولو بالقوة هم يخطئون في الواقع من أوجه:
الأول: أنه لابد من العلم بما حصل من هذا الذي ولاه الله عليهم، فلابد أن نعلم، فمجرد الكلام الذي يُنْقَل لا ينبغي أن يُصدَّق، وكم نُقِل إلينا من أقوال كاذبة، سواء في الولاة، أو فيمن هم دون الولاة، فإذا تحققنا وجدنا أنه لا أصل لها، ولهذا جاء الحديث: ( إلا أن تروا كفراً ).
الثاني: إذا رأينا هذا الشيء بأعيننا، أو تواتر إلينا من ثقات، فلابد أن نعرضه على الكتاب والسنة، وننظر هل هو كفر أو فسق؟!
الثالث: لابد أن يكون بواحاً، إذا ظننا أنه كفر فلا بد أن ننظر هل فيه برهان من الله؟ هل هو كفر صريح لا يحتمل التأويل؟ لأنه قد يكون كفراً؛ لكن يُعْذَر فيه الإنسان من جهة التأويل.
فلابد أن يكون بواحاً، صريحاً، واضحاً لا يحتمل التأويل.
الرابع: لابد أن يكون عندنا فيه من الله برهان، وهو الدليل القاطع الواضح.
وإنما ضيق النبي عليه الصلاة والسلام ذلك، أي: الخروج على الأئمة بهذه القيود التي قد يظنها بعض الناس صعبة؛ لأن ما يترتب على الخروج أشد ضرراً مما هم عليه.
وأنتم تشاهدون الآن ما حصل من الثورات، هل كانت الشعوب أسعد بعد الثورة منها قبل الثورة؟ أبداً.
بل بالعكس، وليس هناك حاجة إلى أن نعين بلاداً معينة في هذا المكان؛ لأن الأمر واضح.
فالمهم أن ننصح إخواننا المسلمين بعدم التسرع. اهـ.




موضوع مهم ، بارك الله فيكم على النقل الطيب




السلام عليكم و رحمة الله و بركآآته
بارك الله فيكم و نفـ ع بكم




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عبيد الله الأثرية تعليمية
موضوع مهم ، بارك الله فيكم على النقل الطيب

وفيك بارك الله ونسال الله ان يوفقنا الى ما يحبه ويرضاه




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رنين تعليمية
السلام عليكم و رحمة الله و بركآآته
بارك الله فيكم و نفـ ع بكم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وفيكم بارك الله




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

"عليك بآثار من سلف ، وإن رفضك الناس "

قال الشيخ بقية السلف /صالح الفوزان – حفظه الله – معلقاً على كلام الإمام أبو عمرو الأوزاعي رضي الله عنه ،في أثناء شرحه لمعة الإعتقاد

حيث قال الإمام الأوزاعي – رحمه الله – :
"عليك بآثار من سلف ، وإن رفضك الناس "

قال الشيخ الفوزان معلقاً على هذا الكلام :

( التزم بآثار من سلف من الصحابة

والتابعين والقرون المفضلة ،

وإن رفضك الناس ، يعني إذا إنتقدك الناس

في اتباعك للسلف ،

إذا انتقدوك وجفوك ، لا تلتفت إليهم ، ولا

تعبأ بذمهم ، لأنك على حق،

وما دمت على حق فالحمدلله ،

لا تريد أنت إرضاء الناس ،

ومدح الناس

وإنما تريد إرضاء الله سبحانه وتعالى ،

وتريد الحق ،

والحق لا شك أنه في اتباع السلف

فإذا رأيت من يصفك بالجمود

ويصفك بالتخلف والرجعية إلى آخره ،

وبالعصور الوسطى ،

وبكلام من هذا القبيل،

لا تلتفت إليهم أبداً ،

لأنك على الحق

وهم على الباطل فلا يهمونك ) ا.هـ




شكرا لك اريج الجنة على الموضوع بارك الله فيك و في مواضيعك القيمة في القسم الاسلامي.
اتمنى لك مزيدا من النجاحات في حياتك.




جزاكِ الله خيرا أخية..




جزاك الله خيرا




بارك الله فيكم وسدد خطاكم وجعلكم من اهل الجنة ومن الطيبن يارب العالمين

ننتظر ان ينزف قلمك اكثر وننتظر منك كل ماهو جديد ومفيد

تقبلوا مروري المتواضع

المعلمة هنــاء




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

التحذير من اعتقاد الأشاعرة في تكليف ما لا يطاق والتنبيه على زلة للشاطبي||||

تعليمية تعليمية
التحذير من اعتقاد الأشاعرة في تكليف ما لا يطاق والتنبيه على زلة للشاطبي


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

أما بعد :

قال الشاطبي في الموافقات (2/107) :" ثبت في الأصول أن شرط التكليف أو سببه القدرة على المكلف به فما لا قدرة للمكلف عليه لا يصح التكليف به شرعا وإن جاز عقلا "

قلت : هذه كبوة من هذا العالم الجليل ، فإن القول بجواز تكليف ما لا يطاق عقلاً هو قول الأشاعرة نسبه لهم الزبيدي إتحاف السادة المتقين (2/182) وقبله ابن أبي العز في شرح الطحاوية وسيأتي ذكر كلامه وكذلك القرطبي المفسر حيث قال في تفسيره (3/430) :" قال أبو الحسن الاشعري وجماعة من المتكلمين: تكليف ما لا يطاق جائز عقلا، ولا يخرم ذلك شيئا من عقائد الشرع " ونصوصهم في ذلك كثيرة ، وقد بنى الأشاعرة قولهم في هذه المسألة على أصلهم في منع التعليل في أفعال الله عز وجل ومنع التحسين والتقبيح العقليين ومما تفرع على هذا الأصل قولهم بجواز تعذيب المطيعين ( عقلاً ) وإثابة الكفار (عقلاً ) ، وقد خالفهم في هذا كله أصحابهم الماتردية و قبلهم المعتزلة فهذه من المسائل التي شذ بها الأشاعرة عن جمهور ( العقلاء ) ، ويكفي في رد هذا القول أنه قول مبتدع لم يقل به أحدٌ من السلف بل هو من شماطيط المتكلمين المبنية على الأصول الفاسدة

قال ابن أبي العز في شرح الطحاوية (1/298) :". وعندأبي الحسن الأشعري أن تكليف ما لا يطاق جائز عقلاً ، ثم تردد أصحابه [ أنه ] : هل وردبه الشرع أم لا ؟ واحتج من قال بوروده بأمر أبي لهب بالإيمان ، فإنه تعالى أخبر بأنه لا يؤمن ، [ وانه سيصلى ناراً ذات لهب ، فكان مأموراً بأن يؤمن بأنه لا يؤمن .وهذا تكليف بالجمع بين الضدين ، وهو محال . والجواب عن هذا بالمنع : فلا نسلم بأنه مأمور] بأن يؤمن [ بأنه لا يؤمن ] ، والاستطاعة التي بها يقدر على الإيمان كانت حاصلة ، فهو غير عاجز عن تحصيل الإيمان ، فما كلف إلا ما يطيقه كما تقدم في تفسير الاستطاعة . ولا يلزم قوله تعالى للملائكة : نبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين. مع عدم علمهم بذلك ، ولا للمصورين يوم القيامة :احيوا ما خلقتم، وأمثال ذلك – لأنه ليس بتكليف طلب فعل يثاب فاعله ويعاقب تاركه ، بل هو خطاب تعجيز. وكذا لا يلزم دعاء المؤمنين في قوله تعالى : ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به، لأن تحميل ما لايطاق ليس تكليفاً ، بل يجوز أن يحمله جبلاً لا يطيقه فيموت . وقال ابن الأنباري: أي لا تحملنا ما يثقل علينا أداؤه وإن كنا مطيقين له على تجشم وتحمل مكروه ، قال : فخاطب العرب على حسب ما تعقل ، فإن الرجل منهم يقول للرجل يبغضه : ما أطيق النظر إليك ، وهو مطيق لذلك ، لكنه يثقل عليه .ولا يجوز في الحكمة أن يكلفه بحمل جبل بحيث لو فعل يثاب ولو امتنع يعاقب ، كما أخبر سبحانه عن نفسه أنه لا يكلف نفساً إلا وسعها .
ومنهم من يقول : يجوز تكليف الممتنع عادة ، دون الممتنع لذاته ، لأن ذلك لا يتصور وجوده ، فلا يعقل الأمر به ،بخلاف هذا .
ومنهم من يقول : ما لا يطاق للعجز عنه لا يجوز تكليفه ، بخلاف مالا يطاق للاشتغال بضده ، فإنه يجوز تكليفه . وهؤلاء موافقون للسلف والأئمة في المعنى ، لكن كونهم جعلوا ما يتركه العبد لا يطاق لكونه تاركاً له مشتغلاً بضده – بدعة في الشرع واللغة . فإن مضمونه أن فعل ما لا يفعله العبد لا يطيقه ! وهم التزموا هذا ، لقولهم : إن الطاقة – التي هي الاستطاعة وهي القدرة – لا تكون إلا مع الفعل ! فقالوا : كل من لم يفعل فعلاً فإنه لا يطيقه ! وهذا خلاف الكتاب والسنة وإجماع السلف ، وخلاف ما عليه عامة العقلاء ، كما تقدمت الإشارة إليه عند ذكر الاستطاعة "

قلت : كلام ابن أبي العز هذا هو تلخيص جيد لكلام شيخ الإسلام في الفتاوى (8/293_ 298) ومما جاء في كلامه :" قد كتبنا فى غير هذا المو ضع ما قاله الأو زاعي و سفيان الثو ري و عبد الرحمن بن مهدي و أحمد بن حنبل و غيرهم من الأئمة من كراهة إطلاق الجبر و من منع إطلاق نفيه أيضا
و كذلك أيضا القول بتكليف ما لا يطاق لم تطلق الأئمة فيه و احدا من الطرفين قال أبو بكر عبد العزيز صاحب الخلال فى كتاب القدر الذي فى مقدمة كتاب المقنع له لم يبلغنا عن أبي عبد الله فى هذه المسألة قو ل فنتبعه و الناس فيه قد إختلفوا فقال قائلون بتكليف مالا يطاق و نفاه " وملخص كلام أن تكليف ما لا يطاق على قسمين

الأول : ما لا يقدر عليه لاستحالته إما لامتناعه في نفسه كالجمع بين الضدين أو امتناعه عادةً كالمشي على الوجه فهذا المستحيل لا يجوز إطلاق جواز وقوع التكليف به عقلاً

الثاني : ما لا يقدر عليه لا لامتناعه ولا لعجز المكلف عنه ولكن لاشتغال المحل بضده مثل تكليف الكافر الإيمان في حال كفره، فهذا جائز خلافا للمعتزلة، لأنه من التكليف الذي اتفق المسلمون على وقوعه في الشريعة. ولكن إطلاق تكليف ما لا يطاق على هذا بدعة في الشرع واللغة كما قال ابن أبي العز متابعاً لشيخ الإسلام _ فذكره هنا من باب التنزل _

ومن أراد الإستزادة فليراجع كلام شيخ الإسلام ، واعلم أن داعي كتابة هذه السطور أنني وجدت الشيخ الدكتور إبراهيم بن عامر الرحيلي _ وفقه الله _ نقل في كتابه النافع تجريد الإتباع ص102 كلام الشاطبي الآنف الذكر ولم يتعقبه بشيء فخشيت أن يأخذ هذا الكلام بعض إخواننا ويعتقده ثقةً منه في الناقل والمنقول عنه

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

عبدالله الخليفي
شبكة سحاب السلفية

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

أربع قواعد تميز بها بين المسلم والمشرك الشيخ محمد بن عبد الوهاب

أربع قواعد تميز بها بين المسلم والمشرك

لشيخ الإسلام الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب

أجزل الله له الأجر والثواب


هذه أربع قواعد، ذكرها الله في محكم كتابه، يعرف بها الرجل: شهادة أن لا إله إلا الله، ويميز بها بين المسلمين، والمشركين؛ فتدبرها، يرحمك الله؛ وأصغ إليها فهمك؛ فإنها عظيمة النفع.

الأولى:
أن الله ذكر، أن الكفار في زمن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كانوا يقرون: أن الله الخالق، الرازق، لا يشاركه في ذلك، ملك مقرب، ولا نبي مرسل؛ وأنه لا يرزق إلا هو؛ وأنه سبحانه منفرد بملك السماوات والأرض؛ وأن جميع الأنبياء، والمرسلين: عبيد له، تحت قهره وأمنه.
فإذا فهم: أن هذا مُقِرٌ به الكفار، ولا يجحدونه، وسألك بعض المشركين، عن دليله ؟ فاقرأ عليه قوله تعالى، في حق الكفار:﴿ قُلْ لِمَنِ الأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ۝سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ۝قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ۝سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ۝قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ۝سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ ﴾[المؤمنون: 84 – 89] وقال تعالى:﴿ قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ۝فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ ﴾[يونس: 31].

القاعدة الثانية:
أنهم يعتقدون في الملائكة، والأنبياء، والأولياء، لأجل قربهم من الله تعالى، قال الله تعالى، في الذين يعتقدون في الملائكة:﴿
وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ۝قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ﴾[سبأ: 40 – 41].
وقال: في الذين يعتقدون في الأنبياء﴿
مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ۝ قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا﴾[المائدة: 75 – 76].
وقال في الذين يعتقدون في الأولياء:﴿
أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ﴾[الإسراء: 57].

القاعدة الثالثة:
وهي أن الله – العلي الأعلى – ذكر في كتابه، أن الكفار ما دعوا الصالحين، إلا لطلب التقرب من الله تعالى، وطلب الشفاعة؛ وإلا فهم مقرون بأنه: لا يدبر الأمر إلا الله كما تقدم؛ فإذا طلب المشرك الدليل على ذلك، فاقرأ عليه قوله تعالى:﴿
وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ﴾[يونس: 18] وقال: ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ﴾[الزمر: 3]
فإذا فهمت هذه المسألة، وتحققت: أن الكفار عرفوا ثلاث هذه المسائل، وأقروا بها؛
الأولى: أنه لا يخلق، ولا يرزق ولا يخفض، ولا يرفع، ولا يدبر الأمر، إلا الله وحده، لا شريك له.
الثانية: أنهم يتقربون بالملائكة، والأنبياء، لأجل قربهم من الله، وصلاحهم.
والثالثة: أنهم معترفون، أن النفع والضر، بيد الله ولكن الرجاء من الملائكة، والأنبياء، للتقرب من الله، والشفاعة عنده.
فتدبر هذا، تدبراً جيداً، واعرضه على نفسك، ساعة بعد ساعة؛ فما أقل من يعرفه، من أهل الأرض، خصوصاً من يدعى العلم! فإذا فهمت هذا، ورأيت العجب، فاعرف، وحقق:

المسألة الرابعة، وهي:
أن الذين في زمن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لا يشركون دائماً، بل تارة يشركون، وتارة يوحدون، ويتركون دعاء الأنبياء، والشياطين، فإذا كانوا في السراء دعوهم، واعتقدوا فيهم؛ وإذا أصابهم الضر، والألم الشديد، تركوهم، وأخلصوا لله الدين؛ وعرفوا: أن الأنبياء، والصالحين، لا يملكون نفعاً، ولا ضراً.
فإذا شك أحد في أن الكفار الأولين، كانوا يخلصون لله بعض الأحيان، فاقرأ عليه قوله:﴿
وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا﴾[الإسراء: 67] وقال تعالى: ﴿وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ﴾ [الزمر: 8] 0
فهذا الذي هو من أصحاب النار: يخلص الدين لله تارة، ويخلص للملائكة، والأنبياء تارة؛ وقال تعالى: ﴿
قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ۝ بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ﴾ [الأنعام: 40 – 41]
وصلى الله على محمد، وآله، وصحبه، وسلم.

الدرر السنية ( 2 / 27 )

المصدر




جزاك الله خيرا




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رنين تعليمية
جزاك الله خيرا

و خيرا جزاكِ أخية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

تعليمية تعليمية
(قول الامام ابن باز في الظل الذي يظل الله به السبعة المذكورين في الحديث المشهور )

سئل الامام ابن باز ؛ هل يوصف الله تعالي بأن له ظلا ؟ فأجاب بقوله :
نعم كما جاء في الحديث، وفي بعض الروايات: ((في ظل عرشه)) لكن الصحيحين ((في ظله))، فهو له ظل يليق به سبحانه لا نعلم كيفيته مثل سائر الصفات، الباب واحد عند أهل السنة والجماعة. والله ولي التوفيق.

وهذا رابط الفتوي علي موقع الشيخ:
http://www.binbaz.org.sa/mat/4234

تنبيه : وأنصحكم ـ بخصوص هذه المسألة ـ أن ترجعوا الي رسالة دفع بهت وكيد الخائنين عن العلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ للامام ربيع بن هادي بن عمير المدخلي .

وهذا رابط الرسالة علي موقع الشيخ:

http://www.rabee.net/show_book.aspx?pid=3&bid= 197&gid=

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




بارك الله فيكِ




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

نواقض الإسلام للشيخ الوالد ابن باز رحمة الله

تعليمية تعليمية
نواقض الإسلام للشيخ الوالد ابن باز رحمة الله

نواقض الإسلام


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.


أما بعد: فاعلم أيها المسلم أن الله سبحانه أوجب على جميع العباد الدخول في الإسلام والتمسك به والحذر مما يخالفه، وبعث نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم للدعوة إلى ذلك، وأخبر عز وجل أن من اتبعه فقد اهتدى، ومن أعرض عنه فقد ضل، وحذر في آيات كثيرات من أسباب الردة، وسائر أنواع الشرك والكفر، وذكر العلماء رحمهم الله في باب حكم المرتد أن المسلم قد يرتد عن دينه بأنواع كثيرة من النواقض التي تحل دمه وماله، ويكون بها خارجا من الإسلام، ومن أخطرها وأكثرها وقوعا عشرة نواقض ذكرها الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب وغيره من أهل العلم رحمهم الله جميعا، ونذكرها لك فيما يلي على سبيل الإيجاز؛ لتحذرها وتحذر منها غيرك، رجاء السلامة والعافية منها، مع توضيحات قليلة نذكرها بعدها:


الأول: الشرك في عبادة الله تعالى، قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ[1]، وقال تعالى: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ[2]، ومن ذلك دعاء الأموات، والاستغاثة بهم، والنذر والذبح لهم كمن يذبح للجن أو للقبر.


الثاني: من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة ويتوكل عليهم فقد كفر إجماعا.


الثالث: من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم كفر.


الرابع: من اعتقد أن غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه، أو أن حكم غيره أحسن من حكمه، كالذي يفضل حكم الطواغيت على حكمه – فهو كافر.


الخامس: من أبغض شيئا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولو عمل به فقد كفر؛ لقوله تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ[3].


السادس: من استهزأ بشيء من دين الرسول صلى الله عليه وسلم أو ثوابه أو عقابه كفر، والدليل قوله تعالى: قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ[4].


السابع: السحر، ومنه الصرف والعطف، فمن فعله أو رضي به كفر، والدليل قوله تعالى: وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ[5].


الثامن: مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين، والدليل قوله تعالى: وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ[6].


التاسع: من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم – كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى عليه السلام – فهو كافر؛ لقوله تعالى: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ[7].


العاشر: الإعراض عن دين الله، لا يتعلمه ولا يعمل به، والدليل قوله تعالى: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ[8].


ولا فرق في جميع هذه النواقض بين الهازل والجاد والخائف، إلا المكره، وكلها من أعظم ما يكون خطرا، وأكثر ما يكون وقوعا.


فينبغي للمسلم أن يحذرها، ويخاف منها على نفسه، نعوذ بالله من موجبات غضبه وأليم عقابه، وصلى الله على خير خلقه محمد وآله وصحبه وسلم. انتهى كلامه رحمه الله.


ويدخل في القسم الرابع: من اعتقد أن الأنظمة والقوانين التي يسنها الناس أفضل من شريعة الإسلام، أو أنها مساوية لها، أو أنه يجوز التحاكم إليها، ولو اعتقد أن الحكم بالشريعة أفضل، أو أن نظام الإسلام لا يصلح تطبيقه في القرن العشرين، أو أنه كان سببا في تخلف المسلمين، أو أنه يحصر في علاقة المرء بربه، دون أن يتدخل في شئون الحياة الأخرى، ويدخل في الرابع أيضا من يرى أن إنفاذ حكم الله في قطع يد السارق أو رجم الزاني المحصن لا يناسب العصر الحاضر، ويدخل في ذلك أيضا كل من اعتقد أنه يجوز الحكم بغير شريعة الله في المعاملات أو الحدود أو غيرهما، وإن لم يعتقد أن ذلك أفضل من حكم الشريعة؛ لأنه بذلك يكون قد استباح ما حرمه الله إجماعا، وكل من استباح ما حرم الله مما هو معلوم من الدين بالضرورة؛ كالزنا، والخمر، والربا، والحكم بغير شريعة الله – فهو كافر بإجماع المسلمين.


ونسأل الله أن يوفقنا جميعا لما يرضيه، وأن يهدينا وجميع المسلمين صراطه المستقيم، إنه سميع قريب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه.




مفتي عام المملكة العربية السعودية


ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء


عبد العزيز بن عبد الله بن باز



——————————————————————————–


[1] سورة النساء من الآية 48.


[2] سورة المائدة الآية 72.


[3] سورة محمد الآية 9.


[4] سورة التوبة الآيتان 65-66.


[5] سورة البقرة من الآية 102.


[6] سورة المائدة الآية 51.


[7] سورة آل عمران الآية 85.


[8] سورة السجدة الآية 22.


للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

رسالة حول الصعود إلى القمر للشيخ العثيمين

رسالة حول الصعود إلى القمر

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، ونصلي ونسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فقد تواترت الأخبار بإنزال مركبة فضائية على سطح القمر بعد المحاولات العديدة التي استنفدت فيها الطاقات الفكرية والمادية والصناعية عدة سنوات وقد أثار هذا النبأ تساؤلات وأخذاً ورداً بين الناس.
فمن قائل: إن هذا باطل مخالف للقرآن، ومن قائل : إن هذا ثابت والقرآن يؤيده، فالذين ظنوا أنه مخالف للقرآن قالوا : إن الله أخبر أن القمر في السماء فقال: ]تبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً[. وقال: ]وجعل القمر فيهن نوراً وجعل الشمس سراجاً[. وإذا كان القمر في السماء فإنه لا يمكن الوصول إليه، لأن الله جعل السماء سقفاً محفوظاً، والنبي، صلى الله عليه وسلم، أشرف الخلق ومعه جبريل أشرف الملائكة وكان يستإذاً ويستفتح عند كل سماء ليلة المعراج ولا يحصل لهما دخول السماء إلا بعد أن يفتح لهما فكيف يمكن لمصنوعات البشر أن تنزل على سطح القمر وهو في السماء المحفوظة.
والذين ظنوا أن القرآن يؤيده قالوا : إن الله قال في سورة الرحمن: ]يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان[. والسلطان العلم وهؤلاء استطاعوا أن ينفذوا من أقطار الأرض بالعلم فكان عملهم هذا مطابقاً للقرآن وتفسيراً له.
وإذا صح ما تواترت به الأخبار من إنزال مركبة فضائية على سطح القمر فإن الذي يظهر لي أن القرآن لا يكذبه ولا يصدقه فليس في صريح القرآن ما يخالفه، كما أنه ليس في القرآن ما يدل عليه ويؤيده.

فإذا كان كذلك فالقرآن كلامه وهو سبحانه أصدق القائلين ومن أصدق من الله قيلاً، وكلامه أحسن الكلام وأبلغه في البيان، ومن أحسن من الله حديثاً فلا يمكن أن يقع في كلامه الصادر عن علمه، والبالغ في الصدق والبيان غايته لا يمكن أن يقع في كلام هذا شأنه ما يخالف الواقع المحسوس أبداً، ولا أن يقع في المحسوس ما يخالف صريحه أبداً.
ومن فهم أن في القرآن ما يخالف الواقع، أو أن من المحسوس ما يقع مخالفاً للقرآن ففهمه خطأ بلا ريب.
والآيات التي يظنها بعض الناس دالة على أن القمر في السماء نفسها ليس فيها التصريح بأنه مرصع في السماء نفسها التي هي السقف المحفوظ نعم ظاهر اللفظ أن القمر في السماء نفسها، ولكن إن ثبت وصول السفن الفضائية إليه ونزولها على سطحه فإن ذلك دليل على أن القمر ليس في السماء الدنيا التي هي السقف المحفوظ وإنما هو في فلك بين السماء والأرض كما قال ـ تعالى ـ: ]وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون[. وقال ـ تعالى ـ: ]لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون[. قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : "يدورون كما يدور المغزل في الفلكة، وذكر الثعلبي والماوردي عن الحسن البصري أنه قال: "الشمس والقمر والنجوم في فلك بين السماء والأرض غير ملصقة به ولو كانت ملصقة به ما جرت" ذكره عنهما القرطبي في تفسير سورة يس.
والقول بأن الشمس والقمر في فلك بين السماء والأرض لا ينافي ما ذكر الله من كونهما في السماء، فإن السماء يطلق تارة على كل ما علا قال ابن قتيبة: "كل ما علاك فهو سماء" فيكون معنى كونهما في السماء أي في العلو أو على تقدير مضاف أي في جهة السماء.
وقد جاءت كلمة السماء في القرآن مراداً بها العلو كما في قوله تعالى: ]ونزلنا من السماء ماء مباركاً[. يعني المطر، والمطر ينزل من السحاب المسخر بين السماء والأرض.
وإذا ثبت ما ذكروا عن سطحية القمر فإن ذلك يزيدنا معرفة في آيات الله العظيمة حيث كان هذا الجرم العظيم وما هو أكبر منه وأعظم يجري بين السماء والأرض إلى الأجل الذي عينه الله تعالى لا يتغير ولا يتقدم ولا يتأخر عن السير الذي قدره له العزيز العليم، ومع ذلك فتارة يضيء كله فيكون بدراً ، وتارة يضيء بعضه فيكون قمراً أو هلالاً ذلك تقدير العزيز العليم.
وأما ما اشتهر من كون القمر في السماء الدنيا، وعطارد في الثانية والزهرة في الثالثة، والشمس في الرابعة، والمريخ في الخامسة، والمشتري في السادسة، وزحل في السابعة فإن هذا مما تلقي عن علماء الفلك والهيئة وليس فيه حديث صحيح عن النبي، صلى الله عليه وسلم، ويدل على ذلك أن ابن كثير رحمه الله مع سعة اطلاعه لما تكلم على أن الشمس في الفلك الرابع قال: "وليس في الشرع ما ينفيه بل في الحس وهو الكسوفات ما يدل عليه ويقتضيه". ا.هـ فقوله: "وليس في الشرع ما ينفيه". واستدلاله على ثبوته بالحس دليل على أنه ليس في الشرع ما يثبته أي ما يثبت أن الشمس في الفلك الرابع والله أعلم.

وهذا الاستدلال مردود من وجوه:
الأول: أن سياق الآية يدل على أن هذا التحدي يكون يوم القيامة ويظهر ذلك جلياً لمن قرأ هذه السورة من أولها فإن الله ذكر فيها ابتداء خلق الإنسان والجان، وما سخر للعباد في آفاق السموات والأرض، ثم ذكر فناء من عليها ثم قال: ]سنفرغ لكم آيٌّهَ الثقلان[. وهذا الحساب ثم تحدى الجن بأنه لا مفر لهم ولا مهرب من أقطار السموات والأرض فيستطيعون الهروب ولا قدرة لهم على التناصر فينصروا وينجوا من المرهوب، ثم أعقب ذلك بذكر الجزاء لأهل الشر بما يستحقون، ولأهل الخير بما يؤملون ويرجون.
ولا شك أن السياق يبين المعنى ويعينه فرب كلمة أو جملة صالحة لمعنى في موضع ولا تصلح له في موضع آخر، وأنت ترى أحياناً كلمة واحدة لها معنيان متضادان يتعين المراد منهما بواسطة السياق كما هو معروف في كلمات الأضداد في اللغة.
فلو قدر أن الآية الكريمة تصلح أن تكون في سياق ما خبراً لما سيكون في الدنيا فإنها في هذا الموضع لا تصلح له بل تتعين أن تكون للتهديد والتعجيز يوم القيامة وذلك لما سبقها ولحقها من السياق.
الثاني : أن جميع المفسرين ذكروا أنها للتهديد والتعجيز وجمهورهم على أن ذلك يوم القيامة وقد تكلم الشيخ محمد الأمين الشنقيطي على هذه الآية في سورة الحجر عند قوله ـ تعالى ـ: ]ولقد جعلنا في السماء بروجاً وزيناها للناظرين . وحفظناها من كل شيطان رجيم[. ووصف من زعم أنها تشير إلى الوصول إلى السماء وصفه بأنه لا علم عنده بكتاب الله.
الثالث: أنه لو كان معناها الخبر عما سيحدث لكان معناها يا معشر الجن والإنس إنكم لن تنفذوا من أقطار السموات والأرض إلا بعلم وهذا تحصيل حاصل فإن كل شيء لا يمكن إدراكه إلا بعلم أسباب إدراكه والقدرة على ذلك، ثم إن هذا المعنى يسلب الآية روعتها في معناها وفي مكانها فإن الآية سبقها الإنذار البليغ بقوله ـتعالىـ:]سنفرغ لكم أيه الثقلان[. وتلاها الوعيد الشديد في قوله: ]يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران[.
الرابع: أن دلالة الآية على التحدي ظاهرة جداً.
أولاً: لما سبقها ويتلوها من الآيات.
ثانياً: أن ذكر معشر الجن والإنس مجتمعين معشراً واحداً فهو قريب من مثل قوله ـ تعالى: ]قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً[.

ثالثاً: أن قوله: ]إن استطعتم[ ظاهر في التحدي خصوصاً وقد أتى بـ "إن" دون "إذا" تدل على وقوع الشرط بخلاف "إن".
الخامس: إنه لو كان معناها الخبر لكانت تتضمن التنويه بهؤلاء والمدح لهم حيث عملوا وبحثوا فيما سخر الله لهم حتى وصلوا إلى النفوذ وفاتت النبي، صلى الله عليه وسلم، وأصحابه الذين هم أسرع الناس امتثالاً لما دعا إليه القرآن.
السادس: أن الآية الكريمة علقت الحكم بالجن والإنس ومن المعلوم أن الجن حين نزول القرآن كانوا يستطيعون النفوذ من أقطار الأرض إلى أقطار السماء كما حكى الله عنهم ]وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرساً شديداً وشهباً . وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهاباً رصداً[. فكيف يعجزهم الله بشيء كانوا يستطيعونه، فإن قيل : إنهم كانوا لا يستطيعونه بعد بعثة النبي، صلى الله عليه وسلم، قلنا:هذا أدل على أن المراد بالآية التعجيز لا الخبر.
السابع: أن الآية علقت الحكم بالنفوذ من أقطار السموات والأرض ومن المعلوم أنهم ما استطاعوا ولن يستطيعوا أن ينفذوا من أقطار السموات مهما كانت قوتهم.
الثامن: أن الآية الكريمة أعقبت بقوله ـ تعالى ـ: ]يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران[. ومعناها والله أعلم انكم يا معشر الجن والإنس لو حاولتما النفوذ من ذلك لكان يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس والمعروفأإن هذه الصواريخ لم يرسل عليها شواظ من نار ولا نحاس فكيف تكون هي المقصود بالآية.
التاسع: أن تفسيرهم السلطان هنا بالعلم فيه نظر فإن السلطان ما فيه سلطة للواحد على ما يريد السيطرة عليه والغلبة ويختلف باختلاف المقام فإذا كان في مقام العمل ونحوه فالمراد به القوة والقدرة ومنه قوله تعالى عن إبليس: ]إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون . إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون[. فالسلطان في هذه الآية بمعنى القدرة ولا يصح أن يكون بمعنى العلم، ومنه السلطان المذكور في الآية التي نحن بصددها فإن النفوذ عمل يحتاج إلى قوة وقدرة والعلم وحده لا يكفي وهؤلاء لم يتوصلوا إلى ما ذكر عنهم بمجرد العلم ولكن بالعلم والقدرة والأسباب التي سخرها الله لهم، وإذا كان السلطان في مقام المحاجة والمجادلة كان المراد به البرهان والحجة التي يخصم بها خصمه ومنه قوله تعالى: ]إن عندكم من سلطان بهذا[. أي من حجة وبرهان ولم يأت السلطان في القرآن مراداً به مجرد العلم والاشتقاق يدل على أن المراد بالسلطان ما به سلطة للعبد وقدرة وغلبة.
فتبين بهذا أن الآية الكريمة لا يراد بها الإشارة إلى ما ذكر من السفن الفضائية وإنزالها إلى القمر وهذه الوجوه التي ذكرناها منها ما هو ظاهر ومنها ما يحتاج إلى تأمل وإنما نبهنا على ذلك خوفاً من تفسير كلام الله بما لا يراد به لأن ذلك يتضمن محذورين:
أحدهما: تحريف الكلم عن مواضعه حيث أخرج عن معناه المراد به.
الثاني: التقول على الله بلا علم حيث زعم أن الله أراد هذا المعنى مع مخالفته للسياق وقد حرم الله على عباده أن يقولوا عليه ما لا يعلمون.
بقي أن يقال : إذا صح ما ذكر من إنزال المركبة الفضائية على سطح القمر فهل بالإمكان إنزال إنسان على سطحه؟.
فالجواب : أن ظاهر القرآن عدم إمكان ذلك وأن بني آدم لا يحيون إلاّ في الأرض يقول الله ـ تعالى ـ: ]فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون[. فحصر الحياة في الأرض والموت فيها والإخراج منها، وطريق الحصر فيها تقديم ما حقه التأخير، ونحو هذه الآية قوله ـ تعالى ـ: ]منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى[. حيث حصر ابتداء الخلق من الأرض، وأنها هي التي نعاد فيها بعد الموت ونخرج منها يوم القيامة، كما أن هناك آيات تدل على أن الأرض محل عيشة الإنسان ]ولقد مكناكم في الأرض وجعلنا لكم فيها معايش[. فظاهر القرآن بلا شك يدل على أن لا حياة للإنسان إلا في هذه الأرض التي منها خلق، وإليها يعاد، ومنها يخرج، فالواجب أن نأخذ بهذا الظاهر وأن لا تبعد أوهامنا في تعظيم صناعة المخلوق إلى حد نخالف به ظاهر القرآن رجماً بالغيب، ولو فرض أن أحداً من بني آدم تمكن من النزول على سطح القمر وثبت ذلك ثبوتاً قطعياً أمكن حمل الآية على أن المراد بالحياة المذكورة الحياة المستقرة الجماعية كحياة الناس على الأرض، وهذا مستحيل والله أعلم.
وبعد فإن البحث في هذا الموضوع قد يكون من فضول العلم لولا ما دار حوله من البحث والمناقشات حتى بالغ الناس في رده وإنكاره، وغلا بعضهم في قبوله وإثباته، فالأولون جعلوه مخالفاً للقرآن، والآخرون جعلوه مؤيداً بالقرآن فأحببت أن أكتب ما حررته هنا على حسب ما فهمته بفهمي القاصر وعلمي المحدود.
وأسأل الله أن يجعل ذلك خالصاً لوجهه نافعاً لعباده والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله، وصحبه أجمعين.
1- أما كون القرآن لا يخالفه فلأن القرآن كلام الله تعالى المحيط بكل شيء علماً فهو سبحانه يعلم ما كان وما يكون من الأمور الماضية والحاضرة، والمستقبلة، سواء منها ما كان من فعله، أو من خلقه فكل ما حدث أو يحدث في السموات أو في الأرض من أمور صغيرة، أو كبيرة ظاهرة، أو خفية فإن الله ـ تعالى ـ عالم به ولم يحدث إلا بمشيئته وتدبيره لا جدال في ذلك.
2- وأما كون القرآن لا يدل على وصول السفن الفضائية إلى القمر فلأن الذين ظنوا ذلك استدلوا بقوله تعالى: ]يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان[. وفسروا السلطان بالعلم.




بارك الله في الشيخ على التوضيح

وعلى الدلائل والبراهين




السؤال: لسماحة الشيخ/ عبد العزيز بن باز جزاه الله خيراً قول في دوران الأرض وجريان الشمس، وعدم إنارة القمر، فنأمل التوضيح؟

الجواب: الأدلة التي لنا هي رد على من قال بدوران الأرض وحركاتها، ورسوخ الشمس وثبوتها، هذا كتبنا فيه ردوداً وجُمعت، وطُبعت، وتوزَّع وعنوانها: ( الأدلة النقلية والحسية على سكون الأرض، وعلى جريان الشمس وعلى إمكان الصعود إلى الكواكب ) هذا الذي نقلناه من كلام أهل العلم، أن الأرض ثابتة وساكنة، وأن الشمس والقمر دائران وسائران. وأما عدم إنارة القمر فهذا لا أصل له، وما قلتُ هذا، القمر جعله الله نوراً بنص القرآن، (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُوراً ) [يونس:5] فالقمر له نور، والشمس لها نور وضياء، هذا بنص القرآن وبالمشاهَدة، ومن نقل عني أني أقول بعدم إنارة القمر فهذا قول فاسد لا أصل له ولا أقول به، وكتابي موجود يوزع من المكتبة ومن المستودع، ومن أراده وجده، والأدلة التي ذكرناها عن أهل العلم واضحة في أن الشمس والقمر دائران، كما نص الرب على ذلك، قال تعالى: ( كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمّىً ) [الرعد:2]. وأما الأرض فهي ساكنة، وقد نقل القرطبي رحمه الله في تفسيره إجماع العلماء قال: وأهل الكتاب أيضاً على أن الأرض ساكنة وثابتة. وقال عبد القاهر البغدادي في كتابه: الفَرْق بين الفِرَق قال: أجمع أهل السنة على أنها ساكنة وثابتة، هذا هو الذي عليه أهل السنة والجماعة .
أما ما يقوله الناس اليوم وينسبونه إلى الرياضيين أو الفلكيين من دوران الأرض فهذا قول لا أصل له، ولا دليل عليه، وإنما هي خرافة وظنون ليس لها دليل من الواقع ولا من الحس، ولا دليل من نقل، وإن زعموا وجود ذلك، فالأرض ثابتة ومستقرة في الهواء بإذن الله عزَّ وجلَّ، والشمس والقمر والكواكب دائرات من حولها في جوها وفي فلكها

للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله




تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

هل الخوف من الجنّ يدخل في الخوف الطبيعي ,أم لا ؟

تعليمية

هل الخوف من الجنّ يدخل في الخوف الطبيعي ,أم لا ؟

الجواب : الخوف من الجنّ إذا كان خوف السر ويعتقد في الجن أنّها تنفع وتضرّ فيدخل في الشرك
(( وأنّه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجنّ فزادوهم رهقا )) .

وغالبا الخوف من الجنّ يدخل – والله أعلم- في خوف العبادة ؛
لأنه يعتقد فيها بأنّها تضرّ وتنفع ,ولا يملك الضرّ والنفع إلاّ الله ,
لا الجنّ ولا الإنس

( واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ) كما قال صلى الله عليه وسلم.

والمؤمن الصادق لا يخاف إلاّ من الله عزّ وجلّ
((فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين )) ,
يعني الخوف السرّي في هذا ؛خوف العبادة ,
أمّا الخوف من حيّة ,من أسد ,من إنسان مفسد يعني يهجم عليك ولست تقدر على مقاومته فهذا خوف طبيعي لا يضرّ ,هذا لا يضرّ إن شاء الله ولا يخل بالعقيدة ,
لكن خوف الجنّ في غالبه خوفٌ يقوم على عقائد فاسدة !

الرسول صلى الله عليه وسلم أعطاك أسلحة وعلمك ,اقرأ آية الكرسي ,اقرأ المعوّذات ,تحصّن ,ذكر الله عزّ وجلّ يحصنك منهم ,استخدم الوسائل التي تحصّنك منهم ومن كلّ أنواع الأذى ؛من الحيّات ,الأفاعي ,العقارب ومن غيرها

" أعوذ بكلمات الله التامات من شرّ ما خلق "

إذا قلتها لا يأتيك لا جنّي ولا حيّة ولا غيرها ,لا يضرّك شيء ,
وهذا يكون بإخلاص وصدق – بارك الله فيكم – .

تعليمية


من فتاوى الشيخ
ربيع المدخلي ـ حفظه الله ـ




السلام عليكم و رحمة الله و بركآآته
بارك الله فيك و جزاك خيرا




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رنين تعليمية
السلام عليكم و رحمة الله و بركآآته
بارك الله فيك و جزاك خيرا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وفيكِ بارك الرحمن ، و خيرا جزاكِ أخية




بسم الله الرحمن الرحيم

سؤال من المغرب:

***ما هو الضابط في الخوف من الجن ومتى يكون شركاً أكبر؟***


أجاب الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله

قد ذكرنا من قبل لو ان إنسانا سمع حركة في المنزل و كان يبيت وحده، معأن النبي نهى عن الوحدة أن يبيت الرجل وحده، نهى النبي عن ذلك لكن فرضا ذهبت زوجته فاضطر ينام لوحده في البيت، فسمع حركة سقط يعني مثلا إيش؟ ملعقة أو شيء وتتابع السقوط فهذا أيقن ان هناك جن، وهذا ممكن، فخرج من البيت خائفا فهل وقع في شرك الخوف من الجن الذي يخرج من الملة؟ لا، هذا خوف طبيعي لأن موسى لما ألقى عصاه بأمر الله، فوجدها تهتز كأنها جان ولى مدبرا و لم يعقب يا موسى لا تخف ، فخاف موسى و هذا خوف طبيعي ـ نعم ـ لكن الخوف الشركي الذي يعطي الخائفُ المخوفَ صفةً لا تليق إلا بالله، فيُخافُ من جهة تلك الصفة ـ نعمـ فيعتقد مثلا: أن الجني له قدرة على السمع من بعيد ولو لم يحضر المجلس ـ نعم ـ كسمع الله فهنا يدعوه كما كانت العرب تأتي الوادي فتستعيذ من إيش؟ بسيد هذا الوادي من الجن من سفهاء الجن:يا سيد ها الوادي نعوذبك من سفهائكم فقال نعالى: {و انه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا} وقدتبعني إ نسان قد كان يدعو الجن فوجدنه أن في بأس و في حالة لا يعلمأ ألا الله فجاءني معترفا بذنبه فهنا شرك أكبر هذا الضابط من الخوف من الجن متى يكون شركا ـ نعم ـ .

المادة الصوتية




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه