التصنيفات
اسلاميات عامة

الجليس الصالح

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم يسر لي جليساً صالحـاً

‏عَنْ ‏ ‏عَلْقَمَةَ ‏ ‏قَالَ :-

قَدِمْتُ ‏ ‏الشَّأْمَ ‏ ‏فَصَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قُلْتُ :- "اللَّهُمَّ يَسِّرْ لِي جَلِيسًا صَالِحًا "
فَأَتَيْتُ قَوْمًا فَجَلَسْتُ إِلَيْهِمْ فَإِذَا شَيْخٌ قَدْ جَاءَ حَتَّى جَلَسَ إِلَى جَنْبِي قُلْتُ مَنْ هَذَا ؟
قَالُوا : ‏ ‏أَبُو الدَّرْدَاءِ ‏ ، ‏فَقُلْتُ إِنِّي دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُيَسِّرَ لِي جَلِيسًا صَالِحًا فَيَسَّرَكَ لِي .
قَالَ : مِمَّنْ أَنْتَ ، قُلْتُ : مِنْ ‏ ‏أَهْلِ الْكُوفَةِ ‏
‏قَالَ: أَوَلَيْسَ عِنْدَكُمْ ‏ ‏ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ ‏ ‏صَاحِبُ النَّعْلَيْنِ وَالْوِسَادِ وَالْمِطْهَرَةِ ،
وَفِيكُمْ ‏ ‏الَّذِي أَجَارَهُ اللَّهُ ‏ ‏مِنْ الشَّيْطَانِ ‏ ‏يَعْنِي عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏،
‏أَوَلَيْسَ فِيكُمْ صَاحِبُ سِرِّ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏الَّذِي لَا يَعْلَمُهُ أَحَدٌ غَيْرُهُ . (1)

" اللهم يسر لي جليسا صالحـا "

هذه هي مسألة أولئك الأخيار ، وهذا كان من دعائهم

إن البحث عن جليس صالح في تلك الأزمنة الفاضلة والقرون الخـيِّرة ليس بالأمر العسير بل هو أمر ميسور ، لكثرة الأخيار وقلّة الأشرار .

أما في زماننا هذا فلو قلّبت ناظريك فيمن جلس إليك – في مكان عام – لرأيت أنك أحرى بهذا السؤال ، وبهذه المسألة :
" اللهم يسر لي جليساً صالحـاً "

إن الجليس الصالح ربما كان أندر من الغُراب الأعصم

كما أن جلساء السوء " أكْثَرُ مِنْ تفَارِيقِ العَصَـا " !

وليت رأس جليس السوء عليه ريشة حتى يُعرَف ويُحذر !

وقديما قيل : الوِحدة خيرٌ من جليس السّوء .

وذلك أن صاحب الوِحدة يُحدّث نفسه ، وحديث النفس معفوٌّ عنه ، وجليس السوء يأمر بالسوء ، فله نصيب مِن وَصْف ( يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء ) .

قال أبو الدرداء : لَصَاحِبٌ صالح خير من الوِحدة ، والوحدة خير من صاحب السوء ، ومُمْلِي الخير خير من الساكت ، والساكت خير من مُمْلِي الشر .

قال ابن حبان : العاقل لا يُصاحب الأشرار ، لأن صحبة صاحب السوء قطعة من النار ، تُعْقِب الضغائن ، لا يَستقيم وِدُّه ، ولا يَفِي بعهده .

وقال أيضا :
وكل جليس لا يستفيد المرء منه خيرا تكون مجالسة الكلب خيرا من عشرته ! ومن يَصحب صاحب السوء لا يَسْلَم ، كما أن من يدخل مداخل السوء يُتَّهَم .

ومِن علامات جليس السّوء :

أنه لا يُذكِّرك إذا غَفَلْت
ولا يُعينك إذا ذَكَرْت
ولا يأمرك إذا قصّرت
ولا ينهاك إذ أخطأت
ولا يُقوّمك إذا اعوججت

فلا يأمرك ولا ينهاك
بل هو موافق لك فيما فعلت
ساكت عما قصّرت فيه أو تَرَكْت
تاركك وهواك
فهو ساع في هلاكك
مسرع بك إلى رَداك

فهو يَتركك وهَواك ! زاعما أنه اختار لك الراحة ، وقد اختار لك العَطَب !

تَرْكُ نفسك يوما وهواها = سعي لها في رداهـا

وهذا النوع من الناس يصدق فيهم قول ابن القيم رحمه الله :

إن فضول المخالطة هي الداء العضال الجالب لكل شر .
وكم سَلَبَت المخالطة والمعاشرة من نِعمة ؟
وكم زرعت من عداوة ؟
وكم غرست في القلب من حزازات تَزُول الجبال الراسيات وهي في القلوب لا تزول ؟!

ففضول المخالطة فيه خسارة الدنيا والآخرة ، وإنما ينبغي للعبد أن يأخذ من المخالطة بمقدار الحاجة .

منقول




طبت و طاب منقولك
بارك الله فيك الموضوع القيم




بارك الله فيكي أختي غاية الهدى,فسبحان الله,عندما يكون جليسنا صالحا فنحن نستفيد وهو يستفيد وعندما يكون الجليس غير صالح قد نأثم وأكيد لانستفيد,ولكن لاننسى أن نحمد الله أننا لسنا مثله ,جزاكي الله خيرا على الموضوع




بارك الله فيكما رنين والأميرة ..

اللهم اجعلنا من الجلسيسات الصالحات




طبت و طاب نقلك
بارك الله فيك على الموضوع القيم




شكرا اخي لقد افدتنا كثيرا




التصنيفات
اسلاميات عامة

مواصلة العمل الصالح بعد رمضان

مواصلة العمل الصالح بعد رمضان
فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان

الحمد لله الواحد القهار، يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل، وسخر الشمس والقمر كلٌ يجري لأجلٍ مسمى، ألا هو العزيز الغفار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يقلب الله الليل والنهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المصطفى المختار، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه البررة الأطهار، وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد أيها الناس اتقوا الله تعالى واعتبروا بسرعة مرور الليالي والأيام، فإنها من أعماركم، وهي خزائن أعمالكم، وفي يوم القيامة تُفتّح هذه الخزائن لكم، فالمؤمنون يجدون في خزائنهم العزة والكرامة، والمفرطون يجدون في خزائنهم الذلة والإهانة، فاملؤوا هذه الخزائن بتقوى الله سبحانه وبالأعمال الصالحة قبل أن تغلق بانتهاء آجالكم، بالأمس القريب كنتم تعيشون في شهر عظيم، وموسمٍ كريم، وهو شهر رمضان المبارك، فانطوت أيامه، وتصرمت أوقاته، فانظروا ماذا أودعتم فيه من الأعمال، فما شهر رمضان إلا زيادة في عمر المسلم وفي عمله، يغتنمه في الخير، فلينظر كلٌ منا ما مر به عليه شهر رمضان من عمل صالح أو من تفريط، فإن كان عمِل فيه عملاً صالحاً فليحمد الله وليواصل عمله في بقية عمره ولا ينتهي عند رمضان، ومن كان مفرطاً في رمضان فباب التوبة مفتوح فلا يقنط من رحمة الله فليتب إلى الله عز وجل وليُصلح عمله في المستقبل، فإن الله يتوب على من تاب، (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنْ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) [الشورى:25]، (قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر:53]، وليس عمل المسلم مقصوراً على شهر رمضان، وإنما عمل المسلم مستمر من حين يبلغ الحلم إلى أن يتوفاه الله، قال الله جل وعلا لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) [الحجر:99]، يعني الموت، فليس لعمل المسلم غاية دون الموت، قال بعض السلف: أدركت أقواماً لا يزيد دخول رمضان من أعمالهم شيئاً، ولا ينقص خروجه من أعمالهم شيئاً، لأنهم كانوا مجتهدين في العبادة في كل حياتهم في رمضان وفي غيره، ولكنَّ الله جعل شهر رمضان زيادة في عمل المسلم يُضيفه إلى عمله الصالح زيادة خير إلى خير، وجعله فرصةً للمفرّط ليتوب إلى الله عز وجل ويستدرك ما فاته، فهو خير كله على المسلمين، المؤمن يفرح بانتهاء شهر رمضان لأن الله وفقه لصيامه وقيامه واستكمله في طاعة الله، فهو يفرح بذلك أن مكنه الله من جميع الشهر في العمل الصالح، وأما المنافق والفاسق فهما يفرحان بانتهاء شهر رمضان لينطلقوا إلى شهواتهم، وملذاتهم، وغفلاتهم، لأنهم كانوا في سجن وفي أسر في شهر رمضان فلما انتهى ينطلقون إلى غفلتهم وسهوتهم، يسرحون ويمرحون في هذه الحياة إلى أن يأتيهم الموت إلا من وفقه الله جل وعلا وتاب إلى الله قبل مماته، فإن الله يتوب على من تاب، أيها المسلمون، إن من علامة قبول شهر رمضان أن تكون حال المسلم بعده أحسن من حاله قبل رمضان لأن الحسنة تدعو إلى الحسنة، والعمل الصالح يدعو إلى العمل الصالح، ورمضان شهر يعوّد المسلم على فعل الخير ويربيه على الطاعة، فهو بعد رمضان يستمر على طاعة الله ويتلذذ بها، إن مجال العمل الصالح مفتوحٌ آناء الليل والنهار في كل السنة، فإن أردت القيام فقيام الليل مشروعٌ في كل السنة، تقوم ما يسر الله لك، وتحافظ على ذلك وتداوم عليه، إن أردت الصيام فالصيام مشروع ومستحب في سائر السنة، في أيام معينة بينتها السُنَّة فحافظ على ذلك، إن أردت تلاوة القرآن فالقرآن ميسر في كل وقت (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) [القمر:17]، فداوم على تلاوة القرآن فإنه حبل الله المتين بيدك، (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) [آل عمران:103]، وكذلك من اعتاد في شهر رمضان وألِف المساجد فإن المساجد مفتوحة ولله الحمد في سائر السنة، مفتوحة على مصراعيها، مهيأة للجلوس فيها، والصلاة فيها، وذكر الله فيها، لا سيما المحافظة على الصلوات الخمس، (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ* رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ* لِيَجْزِيَهُمْ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [النور:36-38]، والمساجد هي بيوت الله، وهي قرة عيون المؤمنين، يترددون إليها، ويجلسون فيها، ويألفون فيها، وفي الحديث: "من ألِف المسجد ألِفه الله"، أو كما جاء، ومن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظلُه "ورجلٌ قلبه معلقٌ بالمساجد"، كلما خرج منها يرجع إليها، يتردد عليها في اليوم والليلة خمس مرات للصلوات المفروضة، ويجلس فيها ما تيسر له، والجلوس فيها اعتكاف، اعتكاف على طاعة الله سبحانه وتعالى، فهي بيوت الله، وهي مشع الأنوار، وهي مستقر الملائكة، ومستقر الرحمة، وهي حياة المسلمين في عباداتهم، وفي تعلمهم، وفي ذكرهم لله عز وجل، فهي أكبر نعمة أنعم الله بها على عباده، تُبنى بين بيوتهم، وفي حاراتهم، لا يتكلفون مشقة ً في الذهاب إليها، فهي نعمة من الله بين أظهركم، فاعمروها بطاعة الله سبحانه وتعالى، يا من تعودت على حفظ لسانك من الغيبة، والنميمة، والشتم، وقول الزور في شهر رمضان، حافظ على ذلك بعد رمضان، فأمسك لسانك فإن أطلقته قتلك، قتلك بالكلام السيء، بالغيبة، بالنميمة، بكل كلام محرم، أما إذا أمسكته واستعملته في ذكر الله أصبح خادماً لك في ذكر الله سبحانه وتعالى، يا من صُنت سمعك في رمضان عن استماع المعازف، والمزامير، والملاهي، صُن سمعك بعد رمضان عن ذلك، (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً) [الإسراء:36]، يا من تعودت حفظ نظرك عن النظر إلى الحرام في شهر رمضان، غُضَّ بصرك، وغُضَّ طرفك عما حرم الله، (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ) [النور:30-31]، فالله جل وعلا أمرنا بغضَّ الأبصار عما حرّم الله، عن النظر إلى النساء، عن النظر إلى الصور الفاتنة، عن النظر في الشاشات الخبيثة، الهابطة، التي تعرض السوء، وتعرض الفحش، وتعرض ما يخدش الحياء، ويخدش الإيمان، فلنحفظ أبصارنا عن هذه القنوات التي انتشرت بين الناس ودخلت كثيراً من البيوت، فعلينا أن نغضَّ أبصارنا عنها، فإن النظر سهمٌ مسمومٌ من سهام إبليس، فحافظ على غضَّ بصرك في سائر أيامك، كما غضضته في شهر رمضان، فما شهر رمضان إلا مربٍ لك، ما شهر رمضان إلا فترة ودورة تمر بك على الأعمال الصالحة تتربى عليها وتعتادها، فحافظ عليها، ولا تكن كالتي تقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً، لأن بعض الناس يجتهد في رمضان، لكن إذا خرج رمضان عاد إلى التفريط، وعاد إلى المعاصي، فمحا ما كان عمله في شهر رمضان من خير، ولا حول ولا قوة إلا بالله، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ* وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ* لا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ الْفَائِزُونَ) [الحشر:18-20]، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من البيان والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد أيها الناس اتقوا الله واشكروه على نِعمه حيث بلغكم شهر رمضان، وأكمله لكم، ومكنكم فيه من الطاعة، وفعل الخير، ثم اعلموا رحمكم الله أن فضل الله يتوالى عليكم، فما انتهى شهر رمضان إلا وأعقبته أشهر الحج إلى بيت الله الحرام، (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ) [البقرة:197]، وهي شهر شوال، وشهر ذو القعدة، وعشرة أيام من ذي الحجة، هذه أشهر الحج، وهي أيام مباركة، متى أحرم المسلم فيها بالحج انعقد إحرامه، وتبدأ من يوم العيد، من يوم عيد الفطر، أول يوم من شوال، فرمضان يؤدى فيه ركن الصيام، وأشهر الحج يؤدى فيها ركن الحج، فنِعم الله تتوالى على العباد، فلله الحمد والمنة على فضله وإحسانه، ثم اعلموا عباد الله أن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة، وعليكم بالجماعة، فإن يد الله على الجماعة، ومن شذ شذ في النار، (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب:56]، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين، الأئمة المهديين، أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعن الصحابة أجمعين، وعن التابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين، اللهم من أراد الإسلام والمسلمين بسوءٍ فأشغله بنفسه، واردد كيده في نحره، واجعل تدميره في تدبيره، إنك على كل شيء قدير، اللهم إن أعداء الدين من الكفرة والمنافقين استطالوا على عبادك، وطغوا، وبغوا، وساموا عبادك المؤمنين سوء العذاب، شردوهم من ديارهم، قتلوهم في بيوتهم، دمروا اقتصادهم، كل ذلك من الكيد للإسلام والمسلمين، اللهم وأنت العزيز الجبار المنتقم، اللهم عاجلهم بالعقوبة، اللهم عاجلهم بالعقوبة، اللهم عاجلهم بالعقوبة، اللهم إنهم طغوا وبغوا، وأنت على كل شيء قدير، اللهم لا تسلطهم علينا بذنوبنا، اللهم اكفنا شرهم، اللهم أضعف قوتهم، اللهم فرق جماعتهم، اللهم شتت شملهم، اللهم خالف بين قلوبهم، اللهم سلط بعضهم على بعض، واكفنا شرهم، وكف عنا كيدهم، إنك على كل شيء قدير، اللهم أصلح ولاة أمورنا، اللهم أصلح ولاة أمورنا، وولاة أمور المسلمين في كل مكان، اللهم أصلح بطانتهم، وأبعد عنهم بطانة السوء والمفسدين، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم.
عبادَ الله، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ* وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) [النحل:90-91]، فاذكروا اللهَ يذكرْكم، واشكُروا نِعمَه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبرُ، واللهُ يعلمُ ما تصنعون.

الملف الصوتي
http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/…1432-10-11.mp3




بارك الله فيك … هذه اضافة بسيطة خطبة عيد الفطر لعام 1443هـ لفضيلة الشّيخ محمّد سعيد رسلان حفظه الله بعنوان: (لا يأمن البلاء مَنْ يأمن البلاء). وقد تطرق فيها لمواصلة العمل الصالح بعد رمضان
الرابط من هنا : http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=3834




جزاكِ الله خيرا على الاضافة والتعقيب




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

التحذير من هشام العارف وبيان انحرافه عن منهج السلف الصالح والدفاع عن الشيخ ربيع المدخ

تعليمية تعليمية
التحذير من هشام العارف وبيان انحرافه عن منهج السلف الصالح والدفاع عن الشيخ ربيع المدخلي والشيخ الفوزان والشيخ سعد الحصين


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر أسامة العتيبي (المشاركة 10064)

التحذير من هشام العارف وبيان انحرافه عن منهج السلف الصالح والدفاع عن الشيخ ربيع المدخلي والشيخ الفوزان والشيخ سعد الحصين

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر أسامة العتيبي (المشاركة 10064)

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فهذا مقال جمعت فيه عدة مشاركات كتبتها في الرد على هشام العارف مع زيادة وبيان.

(1)

إن مناداتي بالتلطف والحكمة لا يمنع من الإغلاظ على من يستحق الإغلاظ عليه؛ ممن يستخف بعلماء السنة، ويتلون في دينه، ويتلاعب بمن حوله ممن يظن به خيراً ..

فذاك الرجل له سوابق عظيمة في التمييع والشر والتعصب الذميم والكذب والمكر وما زال مستمراً في غيه ، لكنه يغير جلده فمرة من كبار الغلاة في مدح علي الحلبي، ومرة من كبار الغلاة في قدح علي الحلبي ..

وذاك الرجل عنده بدعة مستمرة وهي الولاء والبراء على رأيه، فإذا رأى رأياً ألزم من تحته من الشباب بتبنيه وتأييده ، فمن استجاب أحبه وقربه، ومن خالفه تبرأ منه وبدعه وضلله ..

فذلك الرجل وبال على الدعوة السلفية ، لا تجني الدعوة من ورائه إلى الشوك والحنظل ..

وأنا أعرف هذا الرجل من عام 1419 فقد جاء بنحو عشرين شاباً إلى العمرة، ونسق مع بعض الناس لإقامة دورة لأولئك الشباب وكنت من ضمن من درسهم في تلك الدورة، وكذلك الشيخ وصي الله عباس والشيخ محمد عمر با زمول وأخونا الشيخ إيهاب نادر ، وزارهم شيخنا الشيخ ربيع في مسكنهم ..

وكان ذاك الرجل يحضر دروسي ويستفيد منها، وهو معروف بأنه طويلب علم لا يحسن قراءة القرآن ولا يكاد يحفظ شيئاً منه، وعلمه ضعيف في كل باب من أبواب العلم لكنه ماهر في الحساب والمحاسبة!!

وكنت على مدى ثلاث سنوات بعدها أنسق لهم الدورات وأدرسهم وأسد مسد من غاب ممن يدرسهم في تلك الدورات، وفي آخرها درست كتاب أصول السنة للإمام أحمد، وكنت شديد اللهجة على أهل البدع والتحزب، أدعوهم إلى الصلابة في السنة والبعد عن أهل الانحراف..

ويظهر أن بعد تلك الدورة قلب لي هشام ظهر المجن، وأصبح يبحث عن طلبة علم متساهلين لذلك لم يطلب مني بعدها مساعدة في دوراتهم العلمية وإنما كان يطلب من فلان وفلان من المتساهلين ..

ثم لما رددت على علي الحلبي في مسألة الإيمان إذا به يشن حرباً على أبي عمر العتيبي ، ويتهمه بأنه عنده خلل في العقيدة !!

لماذا يا هشام؟

الواقع هو أن أسامة بن عطايا العتيبي رد على علي الحلبي وعنده الذي يرد على علي الحلبي ليس سلفيا !!!

وأما الشيخ صالح الفوزان والشيخ ربيع فهم عنده من قبل مشايخ حكومة !! بل قال ذلك حتى على أخينا أبي عاصم عبدالله صوان !!

ثم لما غير جلده قبل سنتين إذا به يجعل علي الحلبي مسألة ولاء وبراء، فمن أبغضه يحبه هشام، ومن أحبه يبغضه هشام !!

فليس عنده وسط ولا عدل بل ميل واضح وتلون في الدين مع جهل عظيم بمنهج السلف ..

ولما حصلت الفتنة بينه وبين بعض طلبته وأنا أعرف من قبل غلوه وانحرافه حاولت إيقافه عند حده، مع محاولة إبقاء الشباب مع المشايخ السلفيين كالشيخ ربيع والشيخ عبيد، وحاولت جاهداً أن أنزع منهم الغلو في الشيخ علي الحلبي الذي زرعه فيهم هشام العارف لكن لم أستطع بسبب تخبطات هشام وبسبب غلو بعض أولئك الشباب في الشيخ علي الحلبي ..
وفي شهر رمضان (عام1429هـ) اتصلت بهشام العارف لأجل الصلح بينه وبين طلابه إذا بي من أول ما كلمته يسبني ويشتمني ويتهمني بأني أخذت مالاً من جمعية إحياء التراث !!

فعلمت أن هذا الرجل كذاب مجرم لا يخاف الله فيما قاله ، فهو يعلم أنه كاذب ، وأنه هو الذي كان يأخذ من جمعية إحياء التراث وليس أبو عمر العتيبي !

ثم تدخل بعض الإخوة للإصلاح بيني وبينه بعد شهر رمضان فإذا هو يعدل كذبته تلك بكذبة أخرى وهي أنه يقصد أني أخذت قديماً من إحياء التراث !!

وهو يعلم أنه كاذب في القديم والحديث ، فأنا بحمد الله لم آخذ من جمعية خيرية -كإحياء التراث والبر ونحوها – ريالاً واحداً ولا أقل من ذلك ، ولكنه الظلم والفجور الذي انطوى عليه ذلك الشخص المعتوه ..

ومع أنه كذب علي وتخرص إلا أني سعيت في الصلح ، وكتبت الوثيقة بنفسي لم يملها علي الشيخ ربيع ، ولم يطلب ذلك مني – أعني كتابة وثيقة للصلح – ، بل كانت بدافع مني – و هذا بخلاف ما نشره بعض الشباب الذين كانوا متأثرين بهشام العارف – فلما كتبت الوثيقة أرسلتها لشيخنا الشيخ ربيع فشكرني عليها ، وعدل عبارتين فقط في جميع الوثيقة ، وطلب من هشام ومن معه الالتزام بها ، وأنا أرسلت للطرف الآخر للالتزام بها ..

فهشام العارف لم يلتزم ببند واحد من الوثيقة إلا ما يتعلق بالزعامة وحطام الدنيا فأصر على بند الجمعية دون غيرها من البنود ، وهذا إخلال منه بالوثيقة وعدم التزام بها ..

وهو من يوم أن وصلته الوثيقة وهو يعمل بخلافها ، ولم ينشرها إلا بعد نحو شهر أو أقل قليلاً لا أتذكر الآن والله المستعان ..
عموماً مخالفات هشام العارف لمنهج السلف ، وكذبه ، وسرقته لأموال الدعوة معروفة عندي وعند جماعة من المشايخ ، ولكنهم يرجون من الله هدايته وصلاحه ، لكنه ما زال مدبراً مستكبراً ، لا يحترم عالماً ، ولا يرجع إليه ، بل هو يظهر تعظيم الشيخ ربيع والشيخ عبيد في ذلك الوقت – ويذمهما الآن – لأجل بقاء الأتباع وإلا فهو على خلاف منهج علمائنا ..

أسأل الله أن يصلحه ويهديه، وأن يرفع عنه البلاء ويشفيه ..
(2)

ومن عجيب حال ذلك المأفون أنه يصف من يخالفه من السلفيين بل بعض المواقع السلفية الكبرى التي يشرف عليها مشايخ فضلاء من السلفيين بأنهم خوارج كلاب النار!

مع أنه أولى بأن يوصف بذلك الوصف لأنه خرج على العلماء ! على حد تعبيره وتعبير الإمعات الجهلة الذين يديرهم ذاك المحاسب !!

إضافة إلى أنه طعان في ولي أمره لا يرى صحة ولايته ، بل الأعجب من ذلك أنه يظن نفسه – في وقت من الأوقات ولو من غير شعور! لأنه يفقده أحياناً – أنه ولي أمر الفلسطينيين !

ومن غرائب تصرفات ذلك المعتوه أنه يستنصر باليهود على المسلمين ، ويركن إلى بعض ضباط المخابرات اليهود حتى رأى خذلانهم له !! – أعني : خذلان اليهود له – .

ومن غرائبه أنه كان فيما سبق وزع على الشباب السلفيين استمارات لكتابة بياناتهم وتسليمها للمخابرات اليهودية حتى يكون متحملاً لمسؤوليتهم ! ومن لم يملأ الاستمارة فإن هشاماً يصرح له بأنه ليس مسؤولاً عنه !!!!

وهذا المأفون كثير الغرائب والعجاب وهو بلا شك مريض نفسي عنده خلل في عقله ، وقلبه مريض لأنه يكذب على السلفيين ، ومن ذلك افتراؤه عليَّ أني آخذ مالاً من إحياء التراث ، وكذلك معروف بتطاوله على العلماء السلفيين وطعنه فيهم..

وقد صرحت بحداديته وتضليله منذ فترة لأني أعرفه حق المعرفة ، ونصحت السلفيين بهجرانه لأنه حدادي ضال مخرف ..

فمن أراد النجاة فيجب عليه الابتعاد عن هذا المريض الضال ، ولا ينتصر له ، بل يجب البراءة منه ومن طريقته البدعية ، والتمسك بالكتاب والسنة ومنهج السلف ، ولزوم غرز العلماء الأكابر كشيخنا العلامة ربيع المدخلي ، والشيخ العلامة صالح الفوزان، وغيرهما من مشايخ السنة ..

(3)

قد رأيت مقالاً كتبه أحد الجهلة المرضى هذا نصه:

[منهج اللملمة والتجميع عند من زكّاه المدخلي ربيع! (1)
من: سعد الحصين .. إلى: من يراه من الراغبين في معرفة الحق نصر الله بهم دينه
هذا رأيي في دعوة جماعة التبليغ وجماعة الإخوان هدانا الله وإياهم منذ أكثر من عشرين سنة لم يتغير، ولكن بعض التبليغيين هداهم الله يدّعي أن زيارتي للشيخ راشد الحقان والشيخ مانع معجب في الكويت تعني تغييراً في رأيي،وزيارتي لهماإنما كانت رداً لزياراتهما المتكررة لي، وأنا أرى أن على الداعي إلى الله على منهاج النبوة زيارة الجميع، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يزور اليهودي ويعامله بالحسنى دعوة بل بيعاً وشراء حتى مات.
والله الموفق. يوم الثلاثاء 25/3/1428 هـ
إعداد: هشام بن فهمي العارف
6/3/1431 الموافق 19/2/2010 ]
الجواب

الشيخ سعد الحصين سلفي معروف بشهادة أهل العلم ومنهم شيخنا الشيخ ربيع حفظه الله، وقد صرح في جوابه بموقفه الثابت من جماعة التبليغ .

وموقف الشيخ سعد الحصين هو موقف المحذر ، وكتابه "حقيقة الدعوة إلى الله في جزيرة العرب" من أعظم الكتب التي نفع الله بها ، ومن أحسن الكتب التي حذرت من جماعتي الإخوان والتبليغ .

فليس في كلام الشيخ تغرير بجماعة التبليغ ولا تمجيد لها ، ولا ثناء عليها ، ولا دعوة للتآلف والتآخي والمحبة مع أفراد هذه الجماعة ..

وإنما اشتمل كلامه على ذكر سبب زيارته لشخصيتين من الشخصيات التبليغية ، وقد ترتب على هذه الزيارة أن ظن بعض الناس أنه تراجع عن موقفه المحذر من جماعة التبليغ لذلك كان بيانه السابق الدال على ثباته على المنهج السلفي المحذر من جماعة التبليغ البدعية .
ولكن لماذا زار الشيخ سعد الحصين هاتين الشخصيتين التبليغيتين ؟

ذكر الشيخ سعد الحصين سببين:

السبب الأول: أنه تكرر منهما زيارة الشيخ سعد الحصين -رغم أنه يحذر من جماعته وحزبهم- ، لذلك رد الشيخ سعد لهما الزيارة .

وسيتساءل متسائل ويقول : وهل من منهج السلف إذا زارني مبتدع أن أزوره ؟ بل هل من منهج السلف استقبال المبتدع ، وقبول زيارته ؟

والجواب: أن الأصل هو هجران أهل البدع ومنابذتهم ، والبعد عنهم ، وتحذير الناس منهم ، كما هو الحال مع الكفار والمشركين ، وكذلك مع الفساق المظهرين لفسقهم .

ولكن: قد يقبل العالم زيارة مبتدع لتأليف قلبه ودعوته لمنهج السلف ، أو لتخفيف شره وأذيته لأهل السنة في بلده ، أو لأنه مبعوث من ولي أمره في بلده فيقبل زيارته لتحقيق مصلحة شرعية أو درء مفسدة أو نحو ذلك من الأسباب التي لها مخرج في الشرع ، ولها قائل من السلف .

ويظهر من كلام الشيخ سعد الحصين أنه يعرفهما ، ورأى منهما إقبالاً على الحق ، ورجا هدايتهما فاجتهد في ذلك لذلك جاءت زيارته بصورة رد الزيارة وهي في الحقيقة لأجل دعوته للسنة ولإنقاذه من النار..

وهذا قد بينه الشيخ سعد الحصين في السبب الثاني :

وهو: في قوله: [ وكان النبي صلى الله عليه وسلم يزور اليهودي ويعامله بالحسنى دعوة ]

فبين أن زيارته لهما من باب دعوتهما إلى منهاج النبوة وليس محبة وشوقاً ومجرد مكافأة لهما على زياراتهما ..

وما فعله الشيخ سعد الحصين من صميم منهج السلف وهو دعوة أهل الضلال والانحراف إلى منهج السلف ، ومحاولة إخراج الناس من الظلمات إلى النور .

وعلي بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهما ناظرا الخوارج ودعوهما إلى السنة رغم وقوعهم في التكفير والبدعة بل مع تصريحهم بكفر علي رضي الله عنه ومعاوية ومن معهما من الصحابة والتابعين.

فلم تمنعه بدعتهم وضلالهم من دعوتهم والمجيء إليهم في عقر دارهم ومكان خروجهم.

وعمر بن عبدالعزيز رحمه الله ناظر الخوارج والقدرية مع كونهم مصرحين بالبدعة داعين إليها.

وشيخنا الألباني رحمه الله ناظر جملة من الخوارج والتكفيريين وناصحهم مراراً وعلى أيام لبيان الحق والهدى لهم .

بل حتى هشام العارف جالس بعض التكفيريين وناقشه في بعض البيوت ..

وهكذا الداعية إلى الله على منهاج النبوة-وهشام العارف ليس منهم- إذا أراد إيصال الحق للناس لابد أن يحصل له شيء من ذلك ولكن المهم في تلك الأحوال إظهار منهج السلف ، وإعلان البراءة من منهج أهل البدع وأن يكون واضحاً في دعوته .

وهذا هو حال الشيخ سعد الحصين حفظه الله ورعاه ..

أما هشام العارف ومن معه من أهل الجهالة فلا يفقهون منهج السلف ، ويأخذون ببعض الآثار السلفية ويتركون نصوص الكتاب والسنة ، ويتركون الآثار السلفية الأخرى التي فيها تفصيل منهج السلف في التعامل مع أهل الضلال والانحراف ..
لكن المصيبة أن هشاماً العارف في خضم خصوماته وجداله في الدين وغلوه وحداديته يغفل عن منهج أهل السنة من أهل الإشراك وخصوصاً المغضوب عليهم ، فيضحك مع عساكر اليهود ، ويتودد إلى بعض ضباط المخابرات ، ويتأنس بهم !!

والآيات والأحاديث المصرحة بوجوب معاداة المشركين ، ومفارقتهم ، والبعد عنهم ، ومجافاتهم من أصرح الأشياء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .

فانظروا إلى هذا الطائش كيف يترك المحكمات الواضحات في البراءة من المغضوب عليهم من اليهود ، ويأتي إلى بعض المواقف لأهل السنة السلفيين المصرحين فيحمل عليهم حملة شعواء دون أن يكون لهم سبيل في الاعتذار أو المحمل الحسن الذي يوجبه حسن الظن بالسلفيين ..

وهذا كله مع مناصحة الشيخ ربيع له ، وتوجيهه التوجيه الحسن ، ولكن أبى هذا المأفون إلا أن يفضح نفسه ، وأن يجهر بالعداوة لعلماء السنة فأبشر بالخسران والبوار إذا لم تتب أيها الجاهل المسكين .

أسأل الله أن يرد كيده في نحره، وأن يشفيه من مرضه، وأن يصلحه ويصلح حال من يقلدونه ويعرضون عن لزوم غرز العلماء السلفيين.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

(4)

ثم قرأت له مقالاً ثانياً بعنوان منهج اللملمة والتجميع عند من زكّاه المدخلي ربيع! (2) جاء فيه :

[قال فيه -وكتابه هنا مرفق-:
*-"وحمدت الله على الاجتماع على منهاج النبوة كما عرفه وعمل به ونقله السلف الصالح في القرون الخيّرة ورجوته أن يثبتنا على ذلك حتى نلقاه راضياً عنا".
فإذا كان الأمر كذلك يا سعد كما تقول:
على منهاج النبوة كما عرفه وعمل به ونقله السلف الصالح في القرون الخيِّرة، فما معنى قولك آخر الكتاب:
*-"فرأيت تكرار ما سبق من النصيحة بموالاة جميع الدعاة على بصيرة ومناصحتهم فيما ترون أنهم أخطأوا فيه".]

ثم علق عليه أحد المقلدين له على جهالة وعماية فقال: [وماذا بعد؟!!

قال أهل التخصص صورة بمليون كلمة
موالاة جميع الدعاة!!!
هكذا مرة واحدة دون قيد
هذه السلفية بريئ منها من له ذرة من غيرة على منهج النبوة والسلف يا سعد ويا شيخ ربيع يامن هددت وقلت: لن يسمح لك أحد بسعد الحصين!!!]

الجواب

يظهر أن المرض انتقل من هشام العارف إلى بعض مقلديه !!

فالشيخ سعد الحصين كلامه واضح، وتقييده واضح، ثم يقول ذلك المعلق : [دون قيد] !!!

فالشيخ سعد الحصين قال: [النصيحة بموالاة جميع الدعاة على بصيرة ومناصحتهم فيما ترون أنهم أخطأوا فيه]
فتضمن كلام الشيخ سعد الحصين أصلين من أصول منهج السلف الصالح وهما :

أولاً: موالاة جميع الدعاة على بصيرة .

فالدعاة على بصيرة هم السلفيون المتبعون لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}

قال الإمام ابن بطة رحمه الله: [فاعلموا رحمكم الله أن من كان على ملة إبراهيم وشريعة المصطفى صلى الله عليه وسلم ومن كان دينه دين الإسلام ومحمد نبيه ، والقرآن إمامه وحجته ، وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم نوره وبصيرته ، والصحابة والتابعون أئمته وقادته ، وهذا مذهبه وطريقته ، وقد ذكرنا الحجة من كتاب الله عز وجل ، ففيه شفاء ورحمة للمؤمنين ، وغيظ للجاحدين .

ونحن الآن وبالله التوفيق نذكر الحجة من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعين الله على ذكره ، فإن الحجة إذا كانت في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام ، فلم تبق لمخالف عليهما حجة إلا بالبهت والإصرار على الجحود والإلحاد ، وإيثار الهوى ، واتباع أهل الزيغ والعمى ، وسنتبع السنة أيضا بما روي في ذلك عن الصحابة والتابعين وما قالته فقهاء المسلمين ، ليكون زيادة في بصيرة للمستبصرين ، فلقد ضل عبد خالف طريق المصطفى فلم يرض بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وإجماع أهل دينه ، فقد كتب عليه الشقاء ، ولأجل ذلك أخرجهم النبي صلى الله عليه وسلم من أمته وسماهم يهودا ومجوسا ، وقال : « إن مرضوا فلا تعودوهم ، وإن ماتوا فلا تشهدوهم »]

قال الطحاوي رحمه الله: [وَعُلَمَاءُ السَّلَفِ مِنَ السَّابِقِينَ ، وَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنَ التَّابِعِينَ – أَهْلِ الْخَيْرِ وَالْأَثَرِ ، وَأَهْلِ الْفِقْهِ وَالنَّظَرِ – لَا يُذْكَرُونَ إِلَّا بِالْجَمِيلِ ، وَمَنْ ذَكَرَهُمْ بِسُوءٍ فَهُوَ عَلَى غَيْرِ السَّبِيلِ]

قال ابن أبي العز: [قَالَ تَعَالَى : { وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا } (1) . فَيَجِبُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ بَعْدَ مُوَالَاةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ مُوَالَاةُ الْمُؤْمِنِينَ ، كَمَا نَطَقَ بِهِ الْقُرْآنُ ، خُصُوصًا الَّذِينَ هُمْ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ ، الَّذِينَ جَعَلَهُمُ اللَّهُ بِمَنْزِلَةِ النُّجُومِ ، يُهْدَى بِهِمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ . وَقَدْ أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى هِدَايَتِهِمْ وَدِرَايَتِهِمْ ، إِذْ كُلُّ أُمَّةٍ قَبْلَ مَبْعَثِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُلَمَاؤُهَا شِرَارُهَا ، إِلَّا الْمُسْلِمِينَ ، فَإِنَّ عُلَمَاءَهُمْ خِيَارُهُمْ ، فَإِنَّهُمْ خُلَفَاءُ الرَّسُولِ مِنْ أُمَّتِهِ ، وَالْمُحْيُونَ لِمَا مَاتَ مِنْ سُنَّتِهِ ، فَبِهِمْ قَامَ الْكِتَابُ وَبِهِ قَامُوا ، وَبِهِمْ نَطَقَ الْكِتَابُ وَبِهِ نَطَقُوا ، وَكُلُّهُمْ مُتَّفِقُونَ اتِّفَاقًا يَقِينًا عَلَى وُجُوبِ اتِّبَاعِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَلَكِنْ إِذَا وُجِدَ لِوَاحِدٍ مِنْهُمْ قَوْلٌ قَدْ جَاءَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ بِخِلَافِهِ – : فَلَا بُدَّ لَهُ فِي تَرْكِهِ مِنْ عُذْرٍ .
وَجِمَاعُ الْأَعْذَارِ ثَلَاثَةُ أَصْنَافٍ :
أَحَدُهَا : عَدَمُ اعْتِقَادِهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَهُ .
وَالثَّانِي : عَدَمُ اعْتِقَادِهِ أَنَّهُ أَرَادَ تِلْكَ الْمَسْأَلَةَ بِذَلِكَ الْقَوْلِ .
وَالثَّالِثُ : اعْتِقَادُهُ أَنَّ ذَلِكَ الْحُكْمَ مَنْسُوخٌ.
فَلَهُمُ الْفَضْلُ عَلَيْنَا وَالْمِنَّةُ بِالسَّبْقِ ، وَتَبْلِيغِ مَا أُرْسِلَ بِهِ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْنَا ، وَإِيضَاحِ مَا كَانَ مِنْهُ يَخْفَى عَلَيْنَا ، فَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ . { رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } .

فأين هشام العارف من هذا المنهج السلفي الأصيل؟

وقال ابن أبي العز في شرح الطحاوية: [فهذه النُّصُوصُ كُلُّهَا ثَبَتَ فِيهَا مُوَالَاة الْمُؤْمِنِينَ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ ، وَأَنَّهُمْ أَوْلِيَاءُ الله ، وَأَنَّ الله وَلِيُّهُمْ وَمَوْلَاهُمْ . فالله يَتَوَلَّى عِبَادَه الْمُؤْمِنِينَ ، فَيُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَه ، وَيَرْضَى عَنْهُمْ وَيَرْضَوْنَ عنه ، وَمَنْ عَادَى له وَلِيًّا فَقَدْ بَارَزَه بِالْمُحَارَبَة]

فالشيخ سعد الحصين قيد الدعاة بأنهم الذين على بصيرة ويعني بهم السلفيين.

بقي الأمر محصوراً في الشيخ الذي يعتبره الشيخ سعد الحصين من دعاة منهج النبوة الذين هم على بصيرة هل أصاب في ذلك أم لا ؟

فإن أصاب يشكر على ذلك ولا كلام لمنتقد ..

وإن أخطأ بين له خطؤه البيان الجلي البعيد عن المماحكة والغلو الذي أصبح طبعاً لهشام العارف لا يكاد ينفك عنه .
الأصل الثاني: مناصحة من أخطأ من السلفيين الذين هم الدعاة على بصيرة ..

فهذا من أصول المنهج السلفي والرسول صلى الله عليه وسلم قال: ((الدين النصيحة)) قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: ((لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم)).

أما أن يتخذ خطأ السلفي ذريعة للطعن فيه، والتشهير به، وإخراجه من السلفية فهو منهج الروافض الأرجاس، والخوارج الأنجاس، والحدادية الأشرار.

وهذا عين ما فعله هشام العارف مع الشيخ سعد الحصين، ثم مع الشيخ الفوزان، ثم مع الشيخ ربيع على فرض أنهم أخطؤوا .

فسلك هشام العارف مسلك الروافض والخوارج والحدادية في الطعن في علماء السنة، والتشهير بهم، فلم يراع عالماً ولا كبيراً في السن قد شابت لحيته في السلفية علماً وعملاً.

ومع ذلك نجد بعض الأغمار يتشدقون بالسلفية، ويزعمون أن مسلكهم البدعي الخارجي هو من الشجاعة في بيان الحق، ومن الغربلة {ألا ساء ما يزرون}.

وفي الحقيقة إن ما قام به هشام هو غربلة لأتباعه ليتبين السلفي المخلص الصادق من المنافق التاجر ممن يحسن ظنه بهشام ولم يكن تبين له بعد سوء مسلك هشام ، وفساد طويته..

وهنا أقول: إن هشاماً العارف محب للزعامة، استمات في بقائه زعيماً، وتحمل الذل والهوان ليبقى زعيماً فلا حافظ على دنيا، ولا على دين، بل سلك مسلك الخوارج والحدادية في الطعن في علماء السنة، وسلك مسلك اللصوص والمتاجرين بالدين في الاستيلاء على أموال الدعوة وتصريفها في مسلكه البدعي المزري.
وأخيراً: أنصح هشاماً أن يتداوى من مرضه الحسي والمعنوي، أما الحسي فالتداوي بالرقية الشرعية وغير ذلك من الطب النبوي، وأما المعنوي فيتوب إلى الله من مسلكه الحدادي ويعتذر من العلماء، ويترك عنه الغلو والانحراف، ويثني ركبه عند العلماء للاستفادة والطلب.

وأنصح المغترين به أن يتقوا الله وأن يتوبوا من البقاء مع هشام العارف مع ظهور زيغه وانحرافه ومخالفته للفرقة الناجية المنصورة.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
كتبه:
أسامة بن عطايا العتيبي
المدينة النبوية

6/3/1431هـ

بارك الله فيك يا شيخ اسامة وجزاك الله خيرا…

للامانة الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




توضيحات علمية ومنهجية وتحذيرات مهمة

شكرا اختي ليلى تقبلي مروري

المعملة هناء




السلام عليكم و رحمة الله و بركآته

باركـ الله فيك أختي




تحذير لامهم شكرا




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[مطوية] سؤال وجواب في معنى الإنتساب للسلف الصالح للشيخ الإمام محمد ناصر الدين الألبان

تعليمية تعليمية
[مطوية] سؤال وجواب في معنى الإنتساب للسلف الصالح للشيخ الإمام محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله

السلام عليكم ورحمة الله

مطوية
سؤال وجواب في معنى الإنتساب للسلف الصالح للشيخ الإمام محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله

تعليمية

للتحميل
تعليمية

الملفات المرفقة (افحص الملف ببرامج الحماية وقم بالتبليغ عنه إذا وجدته مخالفا) تعليمية سؤال وجواب في معنى الإنتساب للسلفية .pdf‏ (3.96 ميجابايت)

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العربية والعرب,صرف,نحو,إملاء...إلخ

حرص السلف الصالح على تعليم أبنائهم وأسرهم اللغة العربية

تعليمية

فضيلة العلامة زيد بن محمد المدخلي :

قال الإمام البخاري – رحمه الله – : حدثنا أبو نعيم ، قال حدثنا سفيان عن عبيد الله عن نافع قال : ( كان ابن عمر يضرب ولده على اللحن ) . " الأدب المفرد " : [ باب : الضرب على اللحن ] .

قال فضيلة العلامة زيد بن محمد المدخلي – حفظه الله تعالى – في شرحه لكتاب : " الأدب المفرد " هذا الحديث فيه دليل :

ـ أولاً : على قدر اللغة العربية في شريعة الإسلام وما ذلك إلا لأنها لغة الدين الإسلامي ، نزل بها القرآن الكريم سمَّاه الله عربيًا ، ونَزَل بها الدين بأجمعه ؛ لهذا صار من أكبر النعم على العرب الذين ينطقون اللغة العربية ، وأكبر حُجَّة عليهم إذا لم يرفعوا بالقرآن رأسًا .

قال الله تعالى : ( وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ) . [ الزخرف : 44 ] . وإن القرآن لذكر لك يا محمد ولقومك : أي شرف وحظ ، وسوف تسألون : هل قمتم بحق هذا الشرف والحظ العظيم أم لا !؟

وقال – عز وجل – : ( لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ) . [ الأنبياء : 10 ] . أي : شرفكم وعزكم أفلا تعقلون !؟

لذا كان السلف يحرصون أن ينطق أبناؤهم اللغة العربية الفصحى ؛ لأنها لغة الدين ولا يسمحون لهم باللغات الدارِجة التي لا معنى لها ولا تتفق مع اللغة العربية ، ثم بعد ذلك انتشرت اللغات الدارِجة لما توسعت رقعة ديار الإسلام .

انتشرت اللغات الدارِجة ؛ فقضت على اللغة العربية لا يدركها إلا من تعلم قواعدها ! وهم العرب أهل اللغة ! راحت … اندرست منهم بلغات محلية مخالفة للغة العربية ، فأصبحت اللغة العربية لا تدرك على وجه التمام إلا بالدراسة وبذل الجهود فيها ، والسبب اللغات الدارِجة التي تختلف باختلاف الأماكن والجهات والأقاليم .

فتجد مثلاً في المنطقة الواحدة لغات متعددة تخالف اللغة العربية ملحونة لا معنى لها ، والناس يتخاطبون بها الصغير والكبير ، والكبير يُلَقِّن الصغير اللغة الدارِجة ، فلو أن الناس حرِصوا على قواعد اللغة العربية وعلموها الأبناء الصغار لمشوا على النطق بها .

وهذه خسارة عظيمة . لا يستطيع الآن لا كبير ولا صغير ، ولا متعلم ولا غير متعلم أن ينطق في التخاطب باللغة العربية الفصيحة ، إلا باللغات الدارِجة في البيت التي من تأملها تمام التأمل وجدها لا تتفق مع قواعد اللغة العربية أبدًا ، وهذه خسارة عظيمة .

حلُّها الانتباه من طلبة العلم ، ومن أهل الأُسر : أن يَتَفَهموا اللغة العربية وهذه اللغات الدارِجة ، فيعلمون اللغة العربية الصحيحة للصغار والنساء والكبار ، ويشطبون على اللغات التي ليس لها معنى صحيح ؛ ولكنهم يفهمون معانيها بما أتفقوا عليه من الغلط والخطأ .

هذا في المنطقة الواحدة ! فما بالك بالأقاليم المتباعدة !؟

كل جهة لهم لغات دارِجة حطمت اللغة العربية الفصحى التي كان يحرص عليها السلف ويعلموها أبناءهم وأسرهم .

فإلى الله المشتكى .




وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

موضوع قيم اختي ام عبيد الله

اكيد ان نتعلم اللغة العربية لانها لغة القران الكريم

شكرا لكي اختي ام عبيد الله وجزاك الله خيرا




الف شكر لكي اختي ام عبيد الله على الموضوع القيم والمفيد
واللغة العربية لغة القران ومن واجب كل شخص تعلمها
تحياتي لكي




ازيد من حيرتي بأننا بدولة عربية واللغة العربية هي اللغة الرسمية

لماذا نجعل اللغة الأنجليزية هي السائدة في جميع تعاملاتنا ونقاشاتنا؟؟؟
و لما لا تكون لغة القران




بارك الله فيكم على المرور الطيب

وأسأل الله عز وجل أن يرزقنا الهمة في تربية أبنائنا على اللغة العربية الفصحى

وفقكم الله




( انا انزلناه قرانا عربيا ) صدق الله العظيم فاللغة العربية لها خصائصها وميزاتها




التصنيفات
الامثال والحكم

من حكم سلفنا الصالح رحمهم الله تعالى

قال بعض السلف ..
خلق الله الملائكة عقولاً بلا شهوة ..
وخلق البهائم شهوة بلا عقول ..
وخلق ابن آدم وركب فيه العقل والشهوة ..
فمن غلب عقله شهوته التحق بالملائكة ..
ومن غلبت شهوته عقله التحق بالبهائم !

قال مالك بن دينار ..
رحم الله عبداً قال لنفسه : ألستِ صاحبة كذا ؟
ألستِ صاحبة كذا ؟
ثم ذمها ، ثم خطمها ..
ثم ألزمها كتاب الله تعالى فكان لها قائداً .

قال مجاهد ..
من أعزّ نفسه أذل دينه ..
ومن أذلّ نفسه أعزّ دينه !

قال خالد بن معدان ..
لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يرى الناس في جنب الله أمثال الأباعر ..
ثم يرجع إلى نفسه فيكون لها أحقر حاقر !

قال الحسن ..
من علامة إعراض الله عن العبد ..
أن يجعل شغله فيما لا يعنيه !

قال يحيى بن معاذ..
القلوب كالقدور تغلي بما فيها ..
وألسنتها مغارفها ..
فانظر إلى الرجل حين يتكلم ..
فإن لسانه يغترف لك مما في قلبه ..
حلو .. حامض .. عذب .. أجاج .. وغير ذلك ..
ويبين لك طعم قلبه اغتراف لسانه .

قال مالك بن دينار ..
إن الأبرار لتغلي قلوبهم بأعمال البر ..
وإن الفجار تغلي قلوبهم بأعمال الفجور ..
والله يرى همومكم ..
فانظروا ما همومكم رحمكم الله .

قال ابن عباس رضي الله تعالى عنه ..
لا تجالس أهل الأهواء ..
فإن مجالستهم ممرضة للقلب !

قال أبو الجوزاء ..
لأن أجالس الخنازير ..
أحب إلي من أن أجالس رجلاً من أهل الأهواء !

ابن القيم رحمه الله تعالى ..
كل ما كان في القرآن من مدح للعبد فهو من ثمرة العلم ..
وكل ما كان فيه من ذم فهو من ثمرة الجهل !

قال ابن الأثير ..
إن الشهوة الخفية ..
حب اطلاع الناس على العمل .

قال الحسن ..
إياك والتسويف ..
فإنك بيومك ولست بغدك ..
فإن يكن غداً لك فكن في غد كما كنت في اليوم ..
وإن لم يكن لك غد لم تندم على ما فرطت في اليوم .

قال الذهبي ..
إن العلم ليس بكثرة الرواية ..
ولكنه نور يقذفه الله في القلب ..
وشرطه الأتباع ..
والفرار من الهوى والابتداع !

قال هرم بن حيان ..
ما أقبل عبدٌ بقلبه إلى الله ..
إلا أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه حتى يرزقه ودهم !

لاتنسونا من صالح دعائكم




مشاء الله حكم ولا اروع

بارك الله فيك

واعجبتني هذه بشكل اكبر للشيخ حسن البصري رحمه الله

اقتباس:

قال الحسن ..
من علامة إعراض الله عن العبد ..
أن يجعل شغله فيما لا يعنيه !




مشاء الله كلام من ذهب

بارك الله فيك على الجلب الطيب

تقبلي مروري

اختك هناء




بارك الله فيكم على هذه الحكم المفيدة و الرائعة

دمتم بود




التصنيفات
رموز و شخصيات

جلسة مع العالم محمد الصالح الصديق

"الشروق" تكرّم العالم المجاهد "محمد الصالح الصديق" صاحب المائة كتاب وكتاب

27/08/2009 تومي عياد الأحمدي/ هشام موفق
حجم الخط: <a href="http://40404040404040404040:tsz('article_body','12px')” target=”_blank” rel=”nofollow”> تعليمية <a href="http://40404040404040404040:tsz('article_body','16px')” target=”_blank” rel=”nofollow”> تعليمية
تعليميةمحمد الصالح الصديق.. ثنائية القلم والرشاش- تصوير بلال.ز
مواصلة لسلسلة التكريمات التي تخص بها مؤسسة "الشروق" العلماء الجزائريين والمفكرين الأجلاء، تم تكريم الأستاذ الأديب والعالم الفذ الشيخ محمد الصالح الصديق صبيحة يوم أمس الأول بحضور ثلة من رفقائه على رأسهم الشيخ العلامة محمد الطاهر آيت علجت، الذي أشاد بخصال المكرم وعرج على أهم المحطات التي جمعتهما.

  • وأثنى مدير "الشروق" الأستاذ علي فضيل بدوره على صاحب تركة المائة كتب وكتاب، مؤكدا تمسك المؤسسة بهذه السنة الحسنة، سنة تكريم العلماء والأدباء والمفكرين الجزائريين. من جهته عبر الشيخ محمد الصالح الصديق عن سعادته الغامرة وهو يجلس بين رفقاء دربه، ودعا لـ "الشروق" التي منحته هذه الفرصة بدوام التألق والإشراق.
  • وأجمع رفقاء المحتفى به على أن هذا الرجل جدير بهذا التكريم، بالنظر لمساره الطويل الذي قضاه طالبا ومعلما ومجاهدا وكاتبا، حتى بلغت شهرته الآفاق وأصبح مرجعا يقصده طلاب العلم من كل صوب. وأُلبس الشيخ محمد الصالح الصديق برنوس "الشروق" كما مُنح درع العرفان والتقدير، بالإضافة إلى صك. واختتم التكريم برفع أيدي الدعاء للجزائر والجزائريين بالخير واليمن والبركات في هذا الشهر الكريم.
  • علي فضيل (مدير عام الشروق):
  • الشيخ محمد الصديق قامة علمية نفخر بها
  • عبر الأستاذ علي فضيل عن سعادته الغامرة وهو يجلس في حضرة الأديب العلامة محمد الصالح الصديق، الذي اعتبره قامة شاهقة في ميدان العلم والمعرفة، واعتبر تكريمه في هذا الشهر المبارك تكريما للفكر والعلم والأدب وللمجاهدين المخلصين، الذين نذروا حياتهم لبناء وطنهم. كما أكد أنه شخصيا كان يتابع أحاديثه المتلفزة والإذاعية التي كانت تطرب لها الآذان خاصة وأنه يلقيها بلغة عربية فصيحة موسيقاها قبائلية ناصعة، وأشار الأستاذ علي فضيل إلى ضرورة التعريف بفكر الأستاذ محمد الصالح الصديق للأجيال خاصة وأنه صاحب 101 كتاب، التي تعتبر خزانا معرفيا لا ينضب.
  • الشيخ محمد الطاهر آيت علجت
  • محمد الصالح جمع بين عراقة النسب وصلاح الأعمال
  • أثنى الشيخ محمد الطاهر آيت علجت على الشيخ محمد الصالح الصديق ثناء عاطرا، حيث ذكّر بنسبه العريق وعراقة أسرته في العلم والفضل والصلاح، قبل أن يذكر مآثر الشيخ محمد الصالح، قائلا إنه جمع بين بين عراقة النسب وصلاح العمل،لاسيما وأن العلاقة بين الرجلين وطيدة تعمّقت خلال دراسة الشيخين في الزيتونة بتونس، ثم بليبيا حيث كان الشيخ محمد الصالح الصديق مسؤولا إعلاميا لجبهة التحرير الوطني، في حين كان الشيخ محمد الطاهر آيت علجت مسؤولا ثقافيا لها في نفس المكان.
  • وذكّر الشيخ آيت علجت بسعة علم الشيخ محمد الصالح وأشار إلى جملة من تآليفه، معتبرا أنه كان السبب الذي جعله يقبل التوجه إلى ليبيا لما يعرفه عنه من حسن الخلق ورجاحة العقل وصدق اللهجة والإخلاص لقضية الجزائر وكفاح شعبها.
  • الشيخ محمد الصالح الصديق يرتدي برنوس "الشروق" ويصرح:
  • تكريم الشروق يعكس اهتمامها برجال العلم والثقافة
  • بتواضعه المعهود قال الأستاذ محمد الصالح الصديق بعد ارتدائه لبرنوس الشروق "يعجز اللسان عن وصف هذا الموقف الجليل الذي حبتني به جريدة الشروق، القريبة من نفسي لخطها الوطني العروبي الأصيل، أحس أني في لحظة صوفية شاعرية وأنا أستمع لشهادات الرفقاء والإخوة، الذين قالوا فيّ كلاما كبيرا قد لا أستحقه، إني سعيد بهذا التكريم وأشكر الشروق التي سنت هذه السنة الحميدة، التي تعكس مدى اهتمامها بالعلماء والمفكرين من أبناء هذا الوطن الحبيب". بعدها رفع يديه بالدعاء للجزائر بالخير الكثير وللشروق بدوام التألق والإشراق.
  • محمد الهادي الحسني:
  • "اسم محمد الصالح الصديق يعبر عنه"
  • روى الأستاذ محمد الهادي الحسني علاقته بالشيخ محمد الصالح الصديق، علاقة قال إنها بدأت بالتلمذة في سنة 1964 في ثانوية عبان رمضان رقت إلى صداقة وصحبة، وذكر محمد الهادي الحسني أن الشيخ محمد الصالح الصديق كان في قمة التواضع حيث أنه كان يسمح له بالجلوس إليه، وهو بعد تلميذ مجالسة الأصدقاء.
  • وذكر الهادي الحسني الذي شارك "الشروق" في ندوة كرمت فيها الشيخ محمد الصالح الصديق أن للشيخ أفضالا كثيرة عليه لعل أهمها انه هو الذي لفت انتباهه إلى مكانة وقيمة الشيخ البشير الإبراهيمي وقال "ذات يوم دخل علينا الأستاذ محمد الصالح على غير عادته.. دخل عابس الوجه مقطب الجبين، وضع محفظته على الطاولة، وقال لنا اليوم فقط الجزائر اعلم علمائها وأبلغ بلغائها.. الشيخ محمد البشير الإبراهيمي" وذكر الأستاذ محمد الهادي الحسني انه قبل ذلك كان يعتقد أن البشير الإبراهيمي مجرد إمام عادي..
  • بالإضافة إلى إشادته بأخلاق محمد الصالح الصديق التي قال بأنها تعبر عن اسمه، روى الهادي الحسني انه لما كاتب في الثمانينيات مقالا يمدح فيه الشيخ محمد الصالح الصديق وقال عنه إنه مريض بالكتابة وما دام أنه لم ييأس من التعقيدات والعراقيل التي كان يجدها كل كاتب فإنه لن يشفي من المرض، قال الحسني إن العقيد محمدي السعيد لم يفهم المدح فثارت ثائرته وهدد بالانتقام من الهادي الحسني.
  • وفي سياق تقديمه لشهادته حول الشيخ محمد الصالح الصديق أشاد محمد الهادي الحسني باستمراره على نفس النهج الذي السابق، وقال إن من يقرأ ما كان يكتبه محمد الصالح الصديق الآن في البصائر لا يجد تناقضا أو انقطاعا أو اختلافا بين الرجلين وذكر محمد الهادي بيتين من الشعر قيلا في الشيخ محمد الصالح الصديق الأول قاله محمد العيد آل خليفة سنة 1952:
  • لما لا تكون لما تروم من المنى *** كفؤا وأنت "الصالح الصديق"
  • والبيت الثاني قاله أبو اليقضان سنة 1955 في حق محمد الصالح الصديق وجاء فيه
  • يا أيها "الصديق" بشرى بالمنى *** إذ نلت حقا أفخر النيشان.
  • الدكتور أحمد بن نعمان:
  • "الله لم يقبض محمد الصالح الصديق شهيدا لأنه أراد له دورا في الجهاد الأكبر"
  • قال الدكتور احمد بن نعمان الذي كان محمد الصالح الصديق زميلا لوالده الشهيد ومعلما لكثير من أعمامه، فقد أشاد بالدور الذي لعبه محمد الصالح الصديق في الدفاع عن اللغة العربية والهوية الوطنية التي قال بأنها هي الجهاد الأكبر. وقال أحمد بن نعمان إن هناك أمما تمتلك أهراما حجرية وهبتها لها الطبيعة إلا أن في الجزائر أهراما بشرية منها الشيخ محمد الصالح الصديق، وقال إن الأهرام البشرية أهم من الأهرام الحجرية لأنها أهرام إرادية وليست هبة طبيعية يمكن لزلزال أن يذهب بها.
  • وأضاف أن محمد الصالح الصديق الذي كرمته "الشروق" أول أمس، رجل صالح وصادق تعلم من القرآن رسمه وأخلاقه حتى أنه "قرآن يمشي" وقال إن محمد الصالح الصديق يستحق أن يطلق عليه اسم ذي القرنين، لأنه عاش في قرنين، ويستحق ان يطلق عليه اسم ذي الثقافتين لأنه يستميت في الدفاع عن الثقافة العربية وعن الثقافة الإسلامية، وذي المائتين لأنه ألف إلى حد الآن 103 من الكتب، وأشاد بن نعمان بمبادرة "الشروق" لتكريم محمد الصالح الصديق وعدد من العلماء والمفكرين.
  • الدكتور عامر مصباح:
  • "ألفت21 كتابا بفضل أستاذي محمد الصالح الصديق"
  • ركز الدكتور عامر مصباح، في كلمته التي ألقاها خلال الحفل التكريمي الذي أقامته "الشروق" على شرف الشيخ محمد الصالح الصديق، على تشجيع الشيخ محمد الصالح للشباب على البحث والتأليف، وقال إنه شخصيا حضي بدعم وتشجيع من الشيخ محمد الصالح الصديق الذي ساعدته على التعرف على اغلب دور النشر، وقال عامر مصباح "الشيخ محمد الصالح الصديق يقول لي دائما اكتب وليس هناك كتاب لا ينشر" وبالفعل قال الدكتور عامر انه لا يبقى كتاب أكثر من شهر على مكتبه إلا ونشر، وقال إنه كلما لقي مشكلة أو واجه إحباطا من دور النشر ذهب إلى الشيخ محمد الصالح ليذهب عنه ما يجده من نفسه من اثر الإحباط.
  • الشاعر الصادق سلايمية:
  • "بدأت أقرأ كتاب محمد الصالح حين بدأت أهجي الحروف الأبجدية"
  • أنشد الشاعر صادق سلايمية قصيدة مدح فيها محمد الصالح الصديق الذي اعتبره واحدا من عظماء الجزائر، وقال إنه أول ما قرأ في حياته هو كتاب العقيد عميروش الذي ألفه محمد الصالح الصديق، وقال إنه قرأه منذ أن كان يتعلم تهجية القراءة والحروف، وقال إنه بعد أن تعرف على محمد الصالح الصديق وجده رجلا يزرع الأمل ويعين الناس على تفجير مواهبهم والطاقات التي بداخلهم.
  • النائب إسماعيل ميرة:
  • "محمد الصالح الصديق عالم نحرير وأديب عبقري جمع الله فيه كل آيات الطيبة والوقار"
  • النائب اسماعيل ميرة مؤلف كتاب "المجاهد محمد الصالح الصديق بين صرير الأقلام وقعقعة السلاح" والذي أنجز منه طبعتين، قال في كلمته التي أثنى من خلالها على مبادرة "الشروق": "محمد الصالح الصديق عالم نحرير وأديب عبقري جمع الله فيه كل آيات الطيبة والوقار، وقد وفقه الله تعال بعون منه الى الجمع بين الجهاد بالقلم والجهاد بالبدن" وأضاف إنه أفنى أسعد وأشقى أيام حياته في خدمة الجزائر، لكن اسماعيل ميرة -نجل الشهيد عبد الرحمان ميرة- قال إن هناك فرقا في التعامل مع العلماء وغيرهم.
  • وعاد إلى كلمة ألقاها الدكتور عبد المجيد بيرم بمناسبة تكريم الشيخ محمد الصالح الصديق قال فيها "حينما نجري موازنة بين تكريم اصحاب العقول والأقلام وأصحاب الخواصر والأقدام نجد بونا شاسعا بينهما".
  • وذكر إسماعيل ميرة في ختام تدخله طرفة وقعت بين الشيخ وقضاة في المسجد النبوي الشريف حين كان في زيارة إلى المسجد النبوي وقامت زوجته بتصوير قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ما عتبره القضاة تعديا على الشرع الذي حرم التصوير، ولكن المحاكمة والنقاش انتهت بدعوة الشيخ إلى عشاء اعتذر عنها.
  • الدكتور عبد الرزاق ڤسوم:
  • "الشيخ محمد الصالح ممن ينسحب ليستجيب"
  • اعتبر أستاذ الفلسفة بجامعة الجزائر، الدكتور عبد الرزاق ڤسوم، الشيخ محمد الصالح الصديق أحد أعمدة العلم والأدب في الجزائر، وأحد عظمائها الذين جمعوا بين العلم النافع وتعليم الخير ودماثة الخلق.
  • وقال في شهادته التي ألقاها في حفل التكريم: "إن المرء ليجد صعوبة في الحديث عن صنفين من الناس، الصنف الأول هم الذين لا نجد ما نتحدث عنهم من شح في المصادر أو فقر في المعلومات، والصنف الثاني هم من كانوا على شاكلة العالم محمد الصالح الصديق، الذين تعددت مجالات اهتماماتهم وجوانب العظمة في شخصيتهم أو حياتهم".
  • وعدّد قسوم نواحي العظمة في شخصية وحياة المكرَّم، مشيرا في كلمته إلى "الأدب الملتزم الهادف" الذي سعى الشيخ الصالح الصديق إلى نشره في كتاباته التي تعدّت الـ 100، و"علوم القرآن الإسلامية التي يسقطها على واقع الأمة"، منوها بدوره الجهادي الملتزم بقضايا الوطن الذي خاضه بالسلاح والإعلام، ولافتا إلى دماثة خلقه، وروح الدعابة والفكاهة التي تميزه عن كثير ممن كتبوا في تلك الفنون.
  • واستعان الدكتور بما يقوله الفلاسفة في وصف سلوك الشيخ محمد الصالح حين قال: "الشيخ الصديق ممن ينسحب ليستجيب دون انزواء، ينسحب للتأمل والتفكر، ثم يستجيب بالإنتاج الذي يعود بالفائدة على الأمة"، معتبرا إياه "ناسكا في معبد الثقافة ممن تعدت مؤلفاتُهم حياتَهم".
  • ولم يغفل الدكتور ڤسوم الإشادة بلفتة "الشروق" التكريمية، وطالب بأن تكون هذه الخطوات في تكريم علماء وأعلام الجزائر "سنة حسنة" تدأب على تكرارها، وقال: "نُشيد بالسنة الحسنة للشروق بتكريم من أهملهم الإعلام، وتقدّمهم كأمثلة للأجيال الصاعدة"، معبرا عن اعتزازه الخاص عندما يُدعى إلى لقاء يضم نخبة من العلماء والمثقفين والملتزمين بقضايا الأمة وثوابت الوطن"، حسب تعبيره.
  • عبد الحميد عبدوس (مدير تحرير البصائر):
  • "الشيخ محمد الصالح هو من حبب إلينا اللغة العربية"
  • قال عبد الحميد عبدوس، مدير تحرير أسبوعية البصائر لسان حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، إن الشيخ محمد الصالح صديق هو من حبب إليه اللغة العربية، عندما كان طالبا عنده في ثانوية "ابن خلدون" بداية السبعينيات، وببرامجه في الإذاعة الوطنية إذاك، مشيرا إلى الغربة التي كانت تعيشها اللغة العربية في ذلك الوقت إلى درجة أنه "كنا نستحيي أن نمشي بجريدة معربة في الشارع" حسب تعبيره.
  • وأثنى عبدوس في كلمته المقتضبة في التكريم، على "الأخلاق العالية التي يتميز بها محمد الصالح الصديق، وخاصة خلق التواضع فيه، وقال في شهادته "كنا نعتقد لما كنا في الثانوية أن نجم الإذاعة لا يقترب إليه إلا بموعد، لكننا وجدنا في الشيخ محمد الصالح مثال التواضع والحب والحرص".
  • وأضاف مدير تحرير البصائر:"حتى اليوم ما زال الشيخ متواضعا، ومنضبطا حتى في مقالاته التي يرسلها للبصائر، من حيث التوقيت والتصحيح".
  • الدكتور محمد الشريف إيلمان:
  • "أنا أعمل على ترجمة كتب للشيخ محمد الصالح الصديق"
  • كشف الدكتور محمد الشريف إيلمان عن مشروع ترجمة أعمال الشيخ محمد الصالح الصديق، وقال في الندوة التكريمية: "أعكف على ترجمة رسالة الشيخ محمد الصالح "ومضات من سورة الفاتحة" وتحقيقها"، بعد انقطاع اضطراري حسبه.
  • وامتدح المتحدث في شهادته خصال الشيخ، وتعرض في كلمته إلى ملابسات تعرّفه عليه، مثنيا على حرص الشيخ الصالح على الحث على الإبداع في كل مجالات الحياة، خاصة الكتابة والنشر منها، وقال: "كلما ألتقي الشيخ الصديق يبادرني بالسؤال: "ماذا كتبت وماذا نشرت؟".
  • ** بورتريه
  • الشيخ محمد الصالح الصديق: عمـيد المؤلفـين وصوت الثـورة
  • يقول: "لتبقى شابا يلزمك الإيمان واحترام الوقت والمشي"
  • استقبلنا ببيته بالقبة، وكان الزمن مساء رمضانيا ساخنا، كنا نعتقد في البداية أن السنوات الأربع والثمانين وتعب هذا الشهر الكريم سيرهقان صاحب المائة كتاب وكتاب، لكننا تفاجأنا بشاب يافع حاضر البديهة والنكتة، ينطق بالحكمة ويسترسل في الحديث عن ذكرياته الكثيرة، حتى توغل معه في أعماقها وتعيش حالاتها. جمعنا معه المقام أكثر من ثلاث ساعات، اكتشفنا فيها معدن هذا الرجل الذي يحمل في ذاته شخصيات متعددة "الأديب، المفكر، الفقيه، الصحفي…" وسبق وأن رأيناه بهذه الأوصاف من خلال كتبه التي غزت الآفاق شهرة، وتوالدت الواحد تلو الآخر حتى امتلأت بها المكتبات.. هو العلامة الأديب المجاهد محمد الصالح الصديق، الذي نذر حياته لخدمة وطنه ودينه ولغته:
  • حفظه القرآن على يدي والده
  • حظيت تيزي وزو، المدينة النائمة في حضن البحر ملفوفة بخضرة الطبيعة ورائحة التاريخ العريق، بميلاد واحد من أهرام الجزائر الشاهقة علما وأدبا وثقافة، هو المجاهد الأديب العلامة محمد الصالح الصديق، الذي هلت بشائر حلوله الدنيا يوم 19 ديسمبر 1925 بقرية "أبيزار"، وشهدت خطواته الأولى قرية "إبسكرين" الواقعة في ضواحي بلدية "أفريحة" دائرة عزازڤة. والده الحاج البشير آيت الصديق إمام المنطقة لأكثر من 40 سنة حفظه القرآن ومبادئ اللغة العربية وهو لم يتجاوز التاسعة.
  • ابن باديس يتنبأ له بمستقبل علمي باهر
  • شاءت الأقدار أن يلتقي الطفل محمد الصالح الصديق بالإمام العلامة ابن باديس بالعاصمة أثناء مرافقته لوالده في نزهة، فاكتشف إمام المصلحين أن هذا الطفل يحمل في صدره كتاب الله كاملا، فوضع يده اليمنى على رأسه وقرأ قوله تعالى: "وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما" ودعا له أن يفتح أمامه أبواب المعرفة والعلم الخصيب. وبعد أن أكمل تعليمه الابتدائي أدخله والده معهد عبد الرحمان اليلولي، وعندما أنهى دراسته هناك التحق بجامع الزيتونة أين فتح الله عليه ونال شهادة التحصيل.
  • نشر كتابا وهو لا يزال طالبا بالزيتونة
  • لم يحدث في تاريخ الزيتونة أن حظي طالب بشرف تأليف ونشر كتاب إلا محمد الصالح الصديق، حيث تمكن من تأليف كتاب موسوم بـ "أدباء التحصيل" ونشره على حسابه سنة 1951، وهو ما جلب له الانتباه ومكنه من تبوئ مكانة خاصة عند أساتذته خاصة منهم محمد بوشربية.
  • بعد انتهاء دراسته بتونس عاد إلى أرض الوطن وعين أستاذا بمعهد "سيدي عبد الرحمان اليلولي" إضافة إلى تكليفه بشؤون إدارته، فتفانى في مهمته حتى أصبح مثالا يحتذى به في الجدية واحترام الوقت والعلم الغزير.
  • تعرضه للاستنطاق وقصة إصدار كتابه الثاني "مقاصد القرآن"
  • ذاع صيت الشيخ محمد الصالح الصديق لدرجة أن تعرض لاستنطاق بشع من قبل السلطات الفرنسية خاصة بعد علمها بنشاطه الثوري، الذي بدأه منذ فجر اندلاع الثورة التحريرية المباركة مكلفا بجمع المال، بعدها بأشهر أصدر كتابه الثاني "مقاصد القرآن" الذي انطلقت شهرته في الأفق حتى بلغ إلى أيدي الرئيس جمال عبد الناصر والملك محمد الخامس، اللذين كتبا إليه رسالتي مدح وثناء، كما مدحه محمد العيد آل خليفة وأبو اليقظان الجزائري والشاعر التونسي محمد مزهود بقصائد شعرية عصماء.
  • وفي سنة 1956 أوقف من جديد من قبل السلطات الاستعمارية، وتعرض لاستنطاق بشع، وعندما لم يظفر منه الضابط بمعلومات أخرج له كتابه "مقاصد القرآن" وقاله له: "إن من يؤلف كتابا لا يمكن له أن يكون محايدا، لذلك لن نثق فيك وسنجعلك تدفع الثمن حياتك"، لكن مشيئة الله أنقذته من مخالبهم فأطلق سراحه وما كاد يصدق. لكن ما وقع لم يثن عزمه في مواصلة طريق الجهاد، حيث واصل مهمة جمع الأسلحة والمال لصالح الثورة.
  • سفره إلى تونس بوثائق مزورة
  • عندما أحس الشيخ محمد الصالح الصديق أنه آيل للهلاك على أيدي جنود المستعمر، نصحته قيادة الولاية الثالثة بالسفر إلى تونس لتولي مهمة أخرى، فاستجاب للنصيحة وسافر إليها جوا من فرنسا بوثائق مزورة، ولبث هناك زمنا مناضلا في القاعدة الثورية، ثم انتقل إلى ليبيا بطلب من المجاهد علي محساس الذي كان يدير جريدة "المقاومة" هناك وهي اللسان الرسمي لجبهة وجيش التحرير الوطني، حيث عينه محررا في القسم العربي، بعدها تقرر أن يكون إلى جانب الرائد إيدير في المنطقة القتالية بـ "فزان" على الحدود الجزائرية الليبية. بعدها عين سنة 1958 مكلفا بالإعلام بالقاعدة الثورية بليبيا، يلقي المحاضرات ويحرر المقالات ويخاطب إذاعيا للترويج للقضية الجزائرية حتى نالت الجزائر استقلالها سنة 1962.
  • زواجه وسجنه من طرف بورقيبة
  • عندما كان الأستاذ محمد الصالح الصديق مسؤولا لمكتب الإعلام بليبيا قرر أن يكمل نصف دينه، فكانت من نصيبه فتاة جزائرية مقيمة بتونس بنى بها بحضور الشهيد عبد الرحمان ميرة، السعيد محمدي والسعيد يازوران. وعندما تأهب للعودة مع زوجته إلى مقر عمله بليبيا على متن سيارة فارهة لأحد أصدقائه يدعى مختار الجيجلي، وفي الطريق مروا على مدينة "مدنين" لكنهم تفاجؤوا بسيارة عسكرية تونسية توقفهم في الطريق، نزل منها ضابط وقال له: إن الوالي يستضيفك بمقر إقامته، فما كان من الأستاذ محمد الصالح الصديق إلا قبول الدعوة، لكنه فوجئ بالضابط يضعه في السجن رفقة زوجته حيث لبثا فيه 19 يوما من دون أن يعرفا سببا لذلك، حتى أفرج عنهما بوساطة من كريم بلقاسم الذي علم بالأمر عن طريق شرطية فتاة جزائرية كانت تعمل مخبرة في هذا السجن لصالح الثورة الجزائرية. واستنتج الأستاذ الصديق أن سبب سجنه هو تصريح صحفي قال فيه "إن الرئيس بورقيبة رجل حزم وعزم، فهو يخدم ثورتنا بكل قوة، فلا أظنه يقبل فكرة مد أنبوب بترول من الجزائر إلى إيطاليا عبر الأراضي التونسية، إلا إذا كان خائنا..".
  • محمد الصالح الصديق هو من دشن "صوت الجزائر" بليبيا وليس "الأمين دباغين"
  • يفند الأستاذ محمد الصالح الصديق ما يشاع حول تدشين إذاعة "صوت الجزائر بليبيا" من طرف الأمين دباغين حسب رواية الأستاذ عبد القادر نور في إحدى مقالاته، حيث أكد أنه هو من دشن هذه الإذاعة في ليبيا بحضور بشير قاضي وحسن يامي.
  • والجدير بالذكر أن فضيلة الشيخ لم يتوقف عن التأليف وهو يزاول مهامه في الدعاية للثورة حيث أصدر "صور من البطولة، عميروش، من قلب اللهب، والجزائر بين الماضي والحاضر" منها ما ترجم للغات أجنبية.
  • "عندما دخلت مجلسه قال العقاد: قفوا للجزائر"
  • من جملة ما يتذكره الأستاذ محمد الصالح الصديق لقاءه التاريخي مع الأديب الكبير العقاد ببيته بالقاهرة، يقول "قدمت طلب مقابلة للعقاد عن طريق سكرتيرته، فكان لي ذلك، حيث قصدت مجلسه الكائن ببيته بمصر الجديدة، ولما دخلت وجدت العقاد يجلس بين نخبة من المثقفين والأدباء، وبمجرد إلقائي السلام قال العقاد "قوموا للجزائر" ثم طلب مني الجلوس إلى جانبه، وسألني أسئلة محرجة عن الثورة التحريرية".
  • "عندما سألت طه حسين عن الثورة الجزائرية قال لي "مش وقتو""
  • قال الشيخ محمد الصالح الصديق إنه التقى مرتين بالأديب الكبير طه حسين، المرة الأولى كانت بتونس "طلب بورقيبة من طه حسين تشريف جامع الزيتونة بحضوره حفل تخرج الطلبة في آخر السنة الدراسية، وكنت من بين المدعوين باعتباري ممثلا لجبهة التحرير الوطني أنا والشيخ عبد الرحمان شيبان، وخلال المحاضرة التي ألقاها طه حسين لم يشر هذا الأخير في معرض حديثه إلى ثورة الجزائر التي كانت أهم حدث في تلك الفترة في العالم ككل، وهو الأمر الذي جعل الناس يسبونه، وجعلني أطلب لقاءه لأقدم له احتجاجي، وبعد مشقة وصلت إليه، وعندما سألته: لماذا لم تتحدث عن الثورة الجزائرية قال لي "مش وقتو"، وهي نفس الجملة التي قالها لي بعد عشر سنوات في لقائي الثاني به ببيته بالقاهرة، ولم أعرف السبب إلى اليوم".
  • "عميروش أهداني ساعة يد ما زالت إلى اليوم"
  • مما يتذكره الشيخ محمد الصالح الصديق عن الشهيد عميروش ذكرى لا تزال راسخة في مخيلته "ذات يوم كنت أكتب مقالا حول الشهيد البطل شيحاني بشير، فجاء عميروش ووجدني على تلك الحال، فطلب مني ترك الكتابة والذهاب معه لتناول وجبة الغداء، لكني رفضت وقلت له لا أستطيع الذهاب حتى أكمل المقال، فغضب، لكنه عندما عرف بأن موضوعه يدور حول شيحاني بشير تركني لحالي، وقبل أن يذهب أهداني ساعة يد وقال لي: هذه هدية لتعد بها الساعات والدقائق الباقية لفرنسا بالجزائر".
  • قصة الأميرة
  • "توسمت في بوتفليقة أن يكون رئيسا"
  • روى الشيخ أنه التقى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة غداة الاستقلال مباشرة بمطار ليبيا "كلفت باستقبال بوتفليقة الذي كان سيسافر إلى القاهرة برفقة بشير بومعزة، ولأن الطائرة تتوقف بمطار ليبيا وصلني تيليغراما لاستقبال هذين الأخوين، ومن حسن الحظ أنه لدى وصولهما إلى ليبيا تأخرت الطائرة المتجهة إلى القاهرة لمدة ثلاث ساعات، كانت فرصة تحدثت فيها مع بوتفليقة في ميادين شتى، فانبهرت بثقافته الموسوعية، وأهم انطباع ظل راسخا في مخيلتي هو حديثه من موقع رئيس للجمهورية، وهو ما تحقق له بعد أكثر من 30 سنة، فعندما فاز بالعهدة الأولى راسلته مهنئا وذكرته بلقائنا، فأمر أن تنشر هذه الرسالة في الصحافة الوطنية.
  • رئيسا لهيئة إحياء التراث
  • بعد الاستقلال التحق الأستاذ محمد الصالح الصديق بوزارة الخارجية، وكان يأمل في تعيينه بمنصب يليق بمقامه، لكنه ظل قابعا في مكاتب الوزارة من دون أمل، فاستقال والتحق بالتعليم الذي زاوله أستاذا للغة العربية والتربية الإسلامية من سنة 1965 إلى سنة 1981. وفي عهد تولي الشيخ عبد الرحمان شيبان لحقيبة وزارة الشؤون الدينية عين في منصب رئيس لهيئة إحياء الثراث، وكان من أجل أعمالها إحياء فكر ابن باديس. وإلى جانب مهمته تلك كان الأستاذ محمد الصالح الصديق يؤلف الكتب ويقدم أحاديث في الإذاعة والتلفزيون ويكتب المقالات وينشط المحاضرات.




شكرا لك استاذة على هذا اللمحة والنقل الطيب لهذه الشخصية الثورية والفكرية

بارك الله فيك




مشكوووووووووووووووووووووو ووووور تواجدك على صفحتي

وفقك الله واحسن إليك .

تعليمية




التصنيفات
طفلي الصغير

دور المرأه المسلمه في تنشاه الجيل الصالح

تعليمية

:(دور المرأه المسلمه في تنشاه الجيل الصالح:(

إن بناء الأجيال هو الذخر الباقي لما بعد الـمـوت… وهو لذلك يستحق التشجيع والاهتمام أكثر من بناء القصور والمنازل من الحجارة والطين.

وحيث إن التربية ليست مسؤولية البيت وحــــده؛ إذ هناك عوامل أخرى تساهم في تربية الأجيال، فسوف نتناول الدور التربوي للمرأة المسلمة في تنشئة الجيل الصالح.

إنه لحلمٌ يراود كل أم مسلمة تملّك الإيمان شـغـاف قلبها، وتربع حب الله ـ تعالى ـ وحب رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم على حنايا نـفـسـهـــا، أن تــــرى ابنها وقد سلك سبل الرشاد، بعيداً عن متاهات الانحراف، يراقب الله في حـركـاتــــه وسكناته، أن تجد فلذة كبدها بطلاً يعيد أمجاد أمته، عالماً متبحراً في أمور الدين، ومبتكراً كـــل ما يسخر الدنيا للوصول إلى مرضاة الله والرفعة عند الله في الآخرة

إنـهـا أمنية كل أم مسلمة، أن يكون ابنها علماً من أعلام الإسلام، يتمثل أمر الله ـ تعالى ـ في أمـــور حياته كلها، يتطلع إلى ما عنده ـ عز وجل ـ من الأجر الجزيل، يعيش بالإسلام وللإسلام.

وسيـبـقـى ذلك مجرد حلم للأم التي تظن أن الأمومة تتمثل في الإنجاب، فتجعل دورها لا يتعدى دور آلـــة التفريخ…! أو سيبقى رغبات وأماني لأم تجعل همها إشباع معدة ابنها؛ فكأنها قد رضـيـت أن تجعل مهمتها أشبه بمهمة من يقوم بتسمين العجول…! وتلك الأم التي تحيط أبناءها بالحب والحنان والتدليل وتلبية كل ما يريدون من مطالب سواء الصالح منها أو الطالح، فـهـي أول مــن يكتوي بنار الأهواء التي قد تلتهم ما في جعبتها من مال، وما في قلبها من قيم، ومـــا في ضميرها من أواصر؛ فإذا بابنها يبعثر ثروتها، ويهزأ بالمثل العليا والأخلاق النبيلة، ويقطع ما أمر الله به أن يوصل و يكون عقوقها وأذاها هو أول عقوباتها لتخليها عن منهج الله في تربية أبنائها .

ولذلك فإن الأم المدلّلة أول من يتلقى طعنات الانحراف؛ وأقسى الطعنات تتمثل في عقوق ابنها.

ولنا أن نتساءل عن أهم ما يمكن للأم أن تقدمه لأبنائها.

أولاً: الإخلاص لله وحده:

إن عليها ـ قبل كل شيء ـ الإخلاص لله وحده؛ فقد قال ـ تعالى ـ: {وَمَا أُمِرُوا إلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُـقِـيـمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ} [البينة: 5]، فاحتسبي أختي المؤمنة كل جهد تكدحينه لتربية الأولاد، من سهر مضنٍ، أو معاناة في التوجيه المستمر، أو متابعة الدراسة، أو قيام بأعمال منزلية… احتسبي ذلك كله عند الله وحده؛ فهو وحده لا يضيع مثقال ذرة، فقد قال ـ جل شأنه ـ: {وَإن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبيـنَ} [ الأنبياء: 47] فــلا تجعلي للشيطان عليك سلطاناً إن قال: أما آن لك أن ترتاحي..؟!

فـالرفاهية والراحة الموقوتة ليست هدفاً لمن تجعل هدفها الجنة ونعيمها المقيم.

والـمـسـلمة ذات رسالة تُؤجَر عليها إن أحسنت أداءها، وقد مدح الرسول صلى الله عليه وسلم الـمـرأة بخـصـلـتـيـن بقوله: (خير نساء ركبن الإبل نساء قريش: أحناه على ولد في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده) .

ثانياً: العلم:

والأم المسلمة بعد أن تتعلم فروض الأعيان التي تخصها في عبادتها و معاملتها و تحيط بالحلال والحرام تتعرف على أصول التربية، وتنمي معلوماتها باستمرار.

قال ـ تعالى ـ: {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً} [طه: 114] فهذا ديننا دين يدعو إلى العلم، فلماذا نحمّل الإسلام قصور تفكيرنا وتخلفنا عن التعلم، ليقال: إن الإسلام لا يريد تعليم المرأة… وإن الإسلام يكرس جهل المرأة؟!

لا… إن تـاريـخـنــا الإسلامي يزخر بالعالمات من مفسرات ومحدثات وفقيهات وشاعرات وأديبات. كل ذلك حسب هدي الإسلام؛ فلا اختلاط ولا تبجح باسم العلم والتحصيل بل العلم النافع الذي يقود المسلمة إلى رضا ربها والجنة

فالعلم حصانة عن الـتـردي والانحراف وراء تيارات قد تبهر أضواؤها من لا تعرف السبيل الحق، فتنجرف إلى الهاوية باسم التجديد والتحضر الزائف، والتعليم اللازم للمرأة، تفقهاً وأساليب دعوية، مـبـثـوث في الكتاب والسنة. ومما تحتاج إليه المرأة في أمور حياتها ليس مجاله التعلم في المدارس فـحـسـب، وإنما يمكن تحصيله بكل الطرق المشروعة في المساجد، وفي البيوت، وعن طريق الجيران، وفي الزيارات المختلفة… وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما بال أقوام لا يفقّهون جيرانهم ولا يعلّمونهم ولا يعظونهم ولا يفهمونهم؟! ما بال أقوام لا يتعلمون من جيرانهم ولا يـتـفـقـهــون ولا يـتـعـظـــون؟ والله لَيُعلّمن قوم جيرانهم ويفقهونهم ويعظونهم ويأمرونهم وينهونهم، وَلَيتَعلّمنّ أقوام مـــن جـيـرانـهـم ويتعظون أو لأعاجلنهم بالعقوبة). فهيا ننهل من كل علم نافع حسب ما نستطيع، ولنجعل لنا في مكتبة البيت نصيباً؛ ولنا بذلك الأجر ـ إن شاء الله ـ.

ثالثاً: الشعور بالمسؤولية:

لا بد للمرأة من الشعور بالمسؤولية في تربية أولادها وعدم الغفلة والتساهــل فـي توجيههم كسلاً أو تسويفاً أو لا مبالاة.

قــال ـ تعالى ـ: {يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم: 6] فلنجنب أنفسنا وأهلينا ما يستوجب النار.

فالمحــاسبة عسيرة، والهول جسيم، وجهنم تقول: هل من مزيد؟! وما علينا إلا كما قال عمر ـ رضي الله عنه ـ: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسَبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا، وتجهزوا للعرض الأكبر).

ولن ينجي المرأة أنها ربت ابنها لكونها طاهية طعامه وغاسلة ثيابه؛ إذ لا بد من إحسان الـتـنـشـئـة، ولابــد من تربية أبنائها على عقيدة سليمة وتوحيد صافٍ وعبادة مستقيمة وأخلاق سوية وعلم نافع.

ولتسأل الأم نفسها: كم مــــن الـوقــــت خصّصتْ لمتابعة أولادها؟ وكم حَبَتهم من جميل رعايتها، ورحابة صدرها، وحسن توجيهاتها؟!

علماً بأن النصائح لن تجدي إن لم تكن الأم قدوة حسنة!

فيجب أن لا يُدْعـى الابن لمكرمة، والأم تعمل بخلافها. وإلا فكيـف تطلب منه لساناً عفيفاً وهـو لا يسمع إلا الشتائم والكلمات الـنـابـيـــة تـنـهـال عليه؟! وكيف تطلب منه احترام الوقت، وهي ـ أي أمه ـ تمضي معظم وقتها في ارتياد الأسواق والثرثرة في الهاتف أو خلال الزيارات؟! كيف.. وكيف؟

أختي المؤمنة: إن ابنك وديعة في يديك، فعليك رعايتها، وتقدير المسؤولية؛ فأنت صاحبة رسالة ستُسألين عنها، قال ـ تعالى ـ: {يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لاَّ يَعْصُونَ اللَّهَ مَـــا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6].

أما متى نبدأ بتوجيه الصغير؟! فذلك إذا أحس الطفل بالقبيح وتجنبه، وخاف أن يظهر منه أو فيه، فهذا يعني أن نفسه أصبحت مستعدة للتأديب صالحة للعناية؛ ولهذا يجب أن لا تُـهـمـل أو تُترك؛ بل يكون التوجيه المناسب للحدث بلا مبالغة، وإلا فقدَ التوجيهُ قيمته. وفي كـــل تصرف من تصرفات المربية وكل كلمة من كلماتها عليها أن تراقب ربها وتحاسب نفـسـهــا لئلا تفوتها الحكمة والموعظة الحسنة، وأن تراعي خصائص النمو في الفترة التي يمر فيها ابنها، فلا تعامله وهو شاب كما كان يعامل في الطفولة لئلا يتعرض للانحراف، وحتى لا تُـوقِـــع أخـطــاءُ التربية أبناءنا في متاهات المبادئ ـ في المستقبل ـ يتخبطون بين اللهو والتفاهة، أو الشـطــط والغلو؛ وما ذاك إلا للبعد عن التربية الرشيدة التي تسير على هدي تعاليم الإسلام الحنيف؛ لذلك كان تأكيدنا على تنمية معلومات المرأة التربوية لتتمكن من معرفة: لماذا توجه ابنها؟ ومتى توجهه؟ وما الطريقة المثلى لذلك؟

رابعاً: لا بد من التفاهم بين الأبوين:

فإن أخطأ أحدهما فليغضّ الآخر الطرف عــن هذا الخطأ ، وإن كان لابد من نصيحة فليكن ذلك بعيدا عن أعين وآذان الأولاد وبمنتهى الحب والاحترام ، وليتعاونا على الخير بعيداً عن الخصام والشجار، خاصة أمام الأبناء؛ لئلا يــؤدي ذلـك إلـى قـلـق الأبناء، ومن ثم عدم استجابتهم لنصح الأبوين.

خامساً: إفشاء روح التدين داخل البيت:

إن الطفل الذي ينشأ في أسرة ملتزمة سيتفاعل مع الجو الروحي الذي يشيع في أرجائها.. والسلوك النظيف بين أفرادها.

والنزعات الدينية والخلقية إن أُرسيت قواعدها في الطفولة فسوف تستمر في فترة المراهقة ثم مرحلة الرشد عند أكثر الشباب، وإذا قصّر البيت في التربية الإيمانية، فسوف يتوجه الأبناء نحو فلسفات ترضي عواطفهم وتشبع نزواتهم ليس إلا.

فالواجب زرع الوازع الديني في نفوس الأبناء، ومن ثَمّ مساعدتهم عـلـى حـســــن اختيار الأصدقاء؛ وذلك بتهيئة الأجواء المناسبة لاختيار الصحبة الصالحة من الجوار الـصـالح والمدرسة الصالحة، وإعطائهم مناعة تقيهم من مصاحبة الأشرار.

سادساً: الدعاء للولد بالهداية وعدم الدعاء عليه بالسوء:

عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تدعوا عـلــى أنـفــسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على خدمكم، ولا تدعوا على أموالكم؛ لا توافقوا من الله ساعة يُسأل فيها عطاء فيستجاب لكم) .

وأولاً وأخـيـراً: يـنـبـغـي ربط قلب الولد بالله ـ عز وجل ـ لتكون غايته مرضاة الله والفوز بثوابه {فَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ} [الأنبياء: 94]. وهذا الربط يمكن أن تبثه الأمهات بـالـقـــدوة الطيبة، والكلمة المسؤولة، والمتابعة الحكيمة، والتوجيه الحسن، وتهيئة البيئة المعينة على الخير، حتى إذا كبر الشاب المؤمن تعهد نفسه: فيتوب عن خطئه إن أخطأ ويلتزم جادة الصواب، ويبتعد عن الدنايا، فتزكو نفسه ويرقى بها إلى مصافِّ نفوس المهتدين بعقـيـدة صلبة وعبادة خاشعة ونفسية مستقرة وعقل متفتح واعٍ وجسم قوي البنية، فيحيا بالإســــلام وللإسلام، يستسهل الصعاب، ويستعذب المر، ويتفلت من جواذب الدنيا متطلعاً إلى ما أعده الله للمؤمنين المستقيمين على شريعته: {إنَّ الَذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَـلَـيْـهِــمُ المَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ} [ فصلت: 30].

كان أحد إخواننا له ابنة هادئة مهذبة يجللها الحياء.

وبعدما دخلت المرحلة الاعدادية بدا التغير عليها…

رآها والدها وقد لوّنت إحدى خصال شعرها باللون الأخضر، فلما سأل والدتها عــــن ذلك مستغرباً قالت: ما العمل؟! هكذا تفعل معلمتها في المدرسة؛ إذ تلوّن خصلة شعرها حـسـب لون فستانها!

و هكذا حدثت الكارثة أن قد عــرف أعــداؤنــــا أهمية العلم؛ فأسرعوا إليه؛ ولكن على أسس علمانية، وعرفوا أثر المعلمة؛ فعملوا على إفسادها، وبإفسادها أضلوا الأجيال منذ مطلع هذا القرن. ومما يؤسف له أن العلمانيين والملاحـــــــدة قد سبقوا أصحاب العقيدة السليمة إلى تعليم المرأة، فعاثت نساؤهم في العالم الإسلامي تخريباً وإفساداً نتيجة لما يربين عليه الأجيال من مبادئ ضالة ومضلة، وكان لتأسيسهن الجمعيات النسائية الدور الكبير في صرف بناتنا عن طريق الهدى والرشاد.

فلا بد من بديل إسلامي لنحصن بناتنا بالتربية الرشيدة، حتى لا يكون موقفنا مجرد النقد واللوم، وذلك بالتعليم النافع، وأساليب الدعوة الجادة بين بنات جنسهن و إنشاء المدارس الشرعية وعقد الندوات الدائمة في المساجد والبيوت

– لا بد من إعداد المرأة إعداداً مناسباً لرسالتها باعتبارها أنثى؛ إضافة إلى العلوم الشرعية الواجب عليها تعلمها، فإذا أتـقـنـت ذلــك وكانت ممن أوتي موهبة غنية، وعقلاً خصباً، وفكراً نيراً، وتعلمت غير ذلك من العلوم الشرعية والثقافية فإن هذا حسن؛ لأن الإسلام لا يعترض سبيلها ما دامت لا تتعدى حدود الشرع الحنيف.

وقد كانت نساء السلف خير قدوة في التأدب والحياء خلال خروجهن وتعلمهن؛ إذ كانت المرأة المسلمة تتعلم ومعها دينها يصونها، وحياؤهــا يـكـسـوهــا مـهـابــة ووقاراً بعيداً عن الاختلاط والتبذل.

أَمَــــــا وقد تمثل التعليم في عصرنا في المدارس الرسمية، فلا بد أن تتولى المرأة تعليم بنات جنسهـا، لا أن تعلم المرأة في مدارس الذكور أو في مدارس مختلطة، ولا أن يعلم الرجل في مدارس الإناث؛ فذلك من أعمال الشياطين.

وحتى فـي ديـــــــار الغرب المتحلل بدأت صرخات مخلصة تدعو إلى التراجع عن التعليم المختلط بين الجنسين وتنادي بالعودة إلى الفطرة السليمة التي تنبذ الاختلاط. لقد تبين بعد دراسات عديدة أن الـبـنـيـن والـبـنــات يحتاجون إلى معاملة مختلفة؛ نظراً للاختلاف في تطورهم الجسمي والذهني، كما أن الاخـتـلاط يجرّ إلى ما لا تحمد عقباه من مفاسد يندى لها الجبين؛ هذا فضلاً عن اختلاف المادة الدراسية التي يحتاجها كل من البنين والبنات.

– فالمنهج المدرسي للفتاة ينبغي أن يتناســـــب مع سنها مما يعدّها لوظائفها الأصلية: ربة بيت، أمّاً، وزوجة؛ لتضطلع بمهمتها التي تنتـظــرها، وتقوم بأدائها بطريقة سليمة؛ مما يهيئ الحياة الناجحة لها ولأسرتها المقبلة، ويجنـبـهــــا العثرات، ويجعلها داعية خير تتفرغ وأخواتها المؤمنات لوظيفة إعداد النشء الصالح، وأنْـعـِــمْ بـهــــا من وظيفة لإعداد الأجيال، لا لجمع الأموال وتتبع مزاجيات الفراغ!

وأسوق بعض النصائح للأخوات اللاتي يقمن بعمل التعليم والتربية والتوجيه للبنات

أولا – الـواجـــــب أن تكون معلمات الأجيال المسلمة نخبة صالحة تحمل همّ الإسلام، وتسير بخطوات إيجـابـيـــة في تعليـم الأجيال المسلمة وتثقيفهـا، وتزويد بناتنا بأساليب التربية التي تفيدهن مستقبلاً، لا بحشو الأذهان بقضايا لا تفيد ولا تغني في الحياة العملية شيئاً.

ثانيا : إنها خير منقذ لطالباتها من الوقوع في أحضان الانحراف والإلحاد؛ فهي تعلمهن الفضيلة بسلوكها وأقوالها: تنمي شخصيتهن، وتشحذ عقولهن، وتنقل إليهن الحقائق العلمية مع حقيقة ثابتة وهي: أن نـجــاح الجيل وتفوّقه لا يتمثل إطلاقاً في مدى ما يحفظ، بل فيما يعي ويُطبّق، ثم إن التفوق في الدراسة ليس غاية وهدفاً… بل الفائز حقاً هو من فاز بالدار الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن.

ثالثا : هذا؛ ومع أننا نرفض أن تـكــون أجيالنا ضحايا الإهمال واللامبالاة، فإننا نؤكد على الأم المعلمة؛ إذ عليها أن تقوم أولاً بواجبهـا الأساس كزوجة صالحة، وأم مربية تحسن تربية أولادها، ومن ثم تربي أولاد الآخرين، ولا تنسى أن فرض العين أوْلى من فرض الكفاية.

رابعا – وقد حدد علماؤنا القدماء صفات الـمـعـلــــم المسلم في التعامل مع طلابه، وذكروا أفضل الآداب لاتباعها، وعلى ضوء تلك الآداب؛ فعلى المعلم أو المعلمة:

ـ إخلاص النية لله ـ تعالى ـ: وأن تقصد بتعليمها وجه الله وتحتسب الثواب منه وحده، وتتطلع إلى الأجر الجزيل الذي ذكره الرسول -صلى الله عليه وسلم- بقوله: من دل على خير فله مثل أجر فاعله .

فلا تعمل لأجل المكانة ولا لمدح الناس ولا للــراتـب وحـــــده، وإنما عملها في سبيل الله، وتكون قدوة للناشئات في ذلك، وإلا… فإن فاقد الشيء لا يعطـيـه، وأنّى للأعمى أن يقود غيره ويرشده للطريق السليم؟!

خامسا ـ أن تقوم بعملها وتربي الأجيال على أدب الإسلام: فيتعلمن العلم ويتعلمن الأدب في آن واحد؛ وقد قال ـ تعالى ـ: {يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ} [الصف:2].

أمّـا أن تأتـي الطالبة كل يـوم بقـصة جديـدة حدثتها بهـا معلمتها مما ينبو عن الذوق السليم، أو بتقليعة جديدة جاءت بها إحدى المدرّسات مما تتنافى مـع ديننا، فهـذا أسلوب مـن أساليب الهدم لا البناء!

على معلمتنا المسلمة أن تنضبط بتعاليم الشرع، ولا تستهين بمخالفته مهما بدت المخالفة بسيطة؛ فإن ذلك السوء ينطبع في نفس الجيل ويصعب بعد ذلك إزالته.

سادسا ـ أن تتحلى بمكارم الأخلاق التي يدعو لها الديـن ـ ولا سيما الصـبر ـ فتحـسن التلطف فـي تعليم الطالبات مما يجعلهن بعيدات عن التجريح والتشهير؛ فتكون بحق داعية بالحكمة والموعظة الحسنة عملاً بقـوله ـ تعالى ـ: {ادْعُ إلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125].

والمدرّسة الحكيمة تنوّع في الطريقة التي تخاطب بها طالباتها حسب مقتضى الحال، وحسب سن الطالبات، ولا يفوتها أن التعامل الطيب الحنون يجذب الطالبات إليها وإلى المبادئ التي تنادي بها… وليس من الدين الجفاف في المعاملة أبداً! فالمعلمة كالأم الرؤوم تتعاطف مع تلميذاتها وتشفق عليهن وتشجع المجيدة منهن، ولتذكر أن نتائج التشجيع والمدح أفضل من التوبيخ والتقريع؛ فتشحذ همة طالباتها نحو الخير ببث الثقة في أنفسهن، وتحبيبهن بالفضائل دون أن تثبط عزيمتهن.

ثامنا : وإن احتاجت إلى عقوبتهن أو تنبيههن يوماً مّا فلتجعل الطالبات يشعرن أن العقوبة إنما هي لأجل مصلحتهن، ولو كانت بشكل غير مباشر؛ فإن ذلك أشد تأثيراً، ولتشعرهن أنها حريصة عليهن وعلى سمعتهن ومستقبلهن، ولتربط توجيهاتها بالدين وسلوك السلف الصالح؛ ليصبح الدافع الأساس في أعمالهن هو الدين لا المصلحة ولا المجتمع… وكل ذلك باعتدال من غير مبالغة لئلا يؤدي إلى نتائج عكسية.

تاسعا : ولتكثر المعلمة من ذكر نماذج نساء السلف الصالح في الأجيال الخيّرة حتى تبتعد الأجيال الجديدة عن الانبهار بنساء الغرب المنحلّ.

عاشرا ـ ومن صفات المعلمة المسلمة التواضع: فذلك من خلق الإسلام وقد قال ـ تعالى ـ لنبيه الكريم: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ المُؤْمِنِينَ} [الشعراء: 215]. فتبتعد عن المفاخرة والمباهاة، وإلا أصبحت أضحوكة حتى أمام طالباتها اللاتي يزهدن فيها وفيما تدعو إليه. والمعلمة التي تعامل طالباتها بصلف وكبرياء لن تجني غير كرههن لها، والمعلمة التي تسخر من طالباتها ولو بالهمز واللمز تترك جرحاً غائراً في نفس أولئك الطالبات. فأين هي من أدب الإسلام الذي حذر من تلك المثالب بقوله ـ تعالى ـ: {وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ} [الهمزة: 1]. وأين القدوة الواجبة عليها والمنتظرة منها ؟!

حادي عشر ـ وأن تكون المعلمة يقظة في رسالتها: فهي يقظة لجزئيات المنهج الذي تدرسه لتستفيد منها كما يجب، وتوظفها لخدمة عقيدتها؛ فلا يُدرس العلم بمعزل عن العقيدة.

ثاني عشر ـ وينبغي أن تكون المعلمة يقظة لما يتجدد من أحداث يومية: فلا تدعها تمر دون استفادة منها، بل بالطرْق والحديدُ ساخن ـ كما يقال ـ فتعلق على الحادثة التعليق المناسب في حينهلتصحيح المفاهيم

وعليها أن تلاحظ تصرفات طالباتها، فتزجرهن عن سيّئ الأخلاق، وترغّبهن في حسنها بطريقة سليمة ولا تلجأ للتصريح إذا نفع التلميح.

ثالث عشر ـ تستفيد من النظريات التربوية: شريطة أن تتناسب مع عقيدتنا وشريعتنا وهدي نبينا صلى الله عليه وسلم فتستثير أذهان طالباتها بالأسئلة الموجهة والمفيدة، مما ينمي شخصياتهن وينقل الحقائق العلمية لعقولهن.

وعليها أن تشجع ذوات المواهب والكفاءات بالثناء على أعمالهن وتصرفاتهن، ولتذكر أن بدايات الابتكار على مقاعد الدراسة.

رابع عشر ـ تتعاون مع زميلاتها المدرسات: فالتفاهم والوئام بين أعضاء الأسرة المدرسية يفسح للمديرة القيام بعملها ومتابعة العملية التعليمية، والارتفاع بمستوى الأداء الوظيفي… بدلاً من أن يكون عملها حل المشكلات التي تعملها المدرسات الفارغات…وهو أيضا سبيل دعوة ليكون التعاون على نشر دعوة الحق ولا يهدم أحد ما تبنيه

خامس عشر ـ تتعاون مع أسر الطالبات: فهن شريكات في عمل واحد، وعلاقتها مع الأم علاقة محبة وتقدير وتعاون لما فيه خير الطالبات، فتساعد على تثقيفهن؛ ويتم ذلك من خلال حلقات إرشادية للأمهات؛ فتعقد المدرسة الندوات وتقيم المحاضرات التي تُدعى لها الأمهات، سعياً لتضافر الجهود، لوضع الأجيال أمام رؤية واضحة للحياة ألا وهي: العمل لمرضاة الله ـ تعالى ـ، وإلا فما تبنيه المدرسة يمكن أن تهدمه الأسرة والعكس صحيح.

أخواتي المعلمات: إن رسالتكن جليلة وهي أمانة في أعناقكن وسيسألكن عنها رب العباد. إنها رسالة إعداد الأجيال المؤمنة بربها وصد كل هجوم فكري يحاول التسلل إلى حصوننا، وغرس الفضائل السامية في النفوس، والعلوم النيرة في العقول.

والمعلمة الصالحة لن تنساها طالباتها، بل تبقى في ذاكرتهن يشدن بأمجادها وفضائلها، ويأتسين بجميل خصالها {وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ} [الأنعام: 32].

المرأة والمجتمع:

إن كثيراً من الفتيات، ما إن تنتهي إحداهن من الدراسة النظامية حتى تهجر الكتب، بل والمطالعة عموماً، وتنتكس إلى الأمية لارتباطها المعدوم بالكتاب، وتصبح اهتماماتها المحدودة لا تتعدى لباسها وزينتها والتفنن في ألوان الطعام والشراب، وهي هموم دنيوية قريبة التناول، لا غير…

– المرأة المسلمة عضو في مجتمع الإسلام، فهي مؤثرة ومتأثرة به، لا شك في ذلك؛ فهي ليست هامشية فيه أو مهملة، ولا يصح بحال أن تكون سلبية أو اتكالية، وإن كان الأمر كذلك فهو الجحود عينه، والنكران للجميل، والابتعاد عن الإيثار والتضحية.

أمتنا الإسلامية تنتظر من يعيد لها أمجادها من أبنائها البررة وبناتها الوفيات.

– وللمسلمة حضور اجتماعي واضح في كل ما هو نافع، وهكذا ينبغي أن يكون.

ـ فعليها أن تضع نصب عينيها قول عمر رضي الله عنه-: لا تكونوا إمعة تقولون: إن أحسن الناس أحسنّا، وإن ظلموا؛ ظلمنا ولكن وطّنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساؤوا فلا تظلموا.

– للمرأة رسالة تربوية هادفة للرقي بمجتمعها…

ـ وتبدأ هذه الرسالة بإيفاء حق جيرانها، فتعلّم الجاهلة ما تحتاجه لدينها ودنياها، وفي ذلك خدمة تؤديها للأجيال الناهضة؛ فتصبح اجتماعات الجارات ليست للقيل والقال، بل للارتفاع بأسرنا المسلمة من الاهتمامات السطحية الساذجة إلى آفاق سامية؛ فكل حديث يمكن أن تحوّله المسلمة الصالحة إلى حديث هادف، حتى الحديث التافه لن تعدم المسلمة اللمّاحة أن تحوله للعبرة والتأمل، والجارات الصالحات يتدارسن أفضل السبل لتربية أولادهن وحل مشاكلهن.

ومن الصور المشرقة في التعاون بين الجارات:

أن أحد الأبناء كان يسرق المال من جيب أبيه وينفقه على ثلة من أصحابه الذين كانوا يشجعونه على ذلك العمل المشين.

عرفت الأم ذلك عن طريق جارتها الناصحة التي ساعدتها في اجتياز الأزمة، بمدارسة المشكلة والنظر في جذورها، ومن ثم احتواؤها وإيجاد الحل المناسب.

– ومن مهام المرأة المسلمة أن توطد العلاقات الحميمة بين الأقارب: من صلة للأرحام، وزيارة للمرضى، ومشاركة في الأفراح… وغير ذلك من أعمال الخير مما يشيع روح التعاون والمحبة، فتنشأ الأجيال على مُثُل الإسلام، وقيمه السامية، بالتعامل الطيب وبالمحاكاة الودودة. وعلى المرأة المسلمة أن تشجع كل بادرة خيرة تبدو من أجيالنا الناشئة، فتهنئ بنجاحهم، وتفرح لتفوقهم.

أمّا ما نسمعه عن خروج التافهات إلى الساحات العامة ليشجعن المباريات؛ فذلك حرام قطعا لا يجوز فضلاً عن أنه لا يدل بحال على وعي المرأة لما يناسبها من مهام.

– وبالمقابل أن تتيح الفرصة لمناقشة الصغار وسماع آرائهم وتقدير أعمالهم الناجحة دون ضجر، ولنذكر أن من يعتبره بعض الناس طفلاً كثير الثرثرة قد يكون ممن له شأن في المستقبل، وكثرة أسئلته ما هي إلا دليل على قوة ملاحظته، وتعبير عما يجيش في نفسه التواقة للمعرفة والاطلاع. ولا ننسى الأثر الطيب في توجيه الصغار وتشجيعهم.

سمعنا أن محاضِرة كانت تتحدث بطلاقة تبهر كل من تسمعها من بنات جنسها، وكان من أكثر ما أثر فيها أن جاراتها ومعارف أبيها كانوا يستمعون لخطبها ويشجعونها وهي لا تتعدى السادسة من عمرها.

فعلينا ألا نبخل بكلمة طيبة نشجع بها صغارنا؛ فالكلمة الطيبة صدقة، والتوجيه الهادف لن يعدم له أثر، والكلمة المخلصة تصل إلى القلوب بلا حواجز.

ـ من المهام الأساسية للمرأة المسلمة أن تساهم في تحصين الأجيال بالثقافة الأصيلة والعقيدة الصحيحة، ولا تترك قيادة الأجيال بيد العابثات اللاتي يركبن كل موجة من أجل الوصول إلى أهدافهن في تخريب النشء.

إننا إذ نطلب مساهمات المرأة والاستفادة من عمرها الذي ستسأل عنه وعن علمها الذي تعلمته، لا نعني بذلك التزامها بعمل رسمي مهني تداوم فيه ـ ولو أدى ذلك إلى إهمال حق زوجها ورعاية أبنائها ـ ولا نعني المرأة العاملة التي تعود إلى بيتها مكدودة الجسم مثقلة النفس بهموم العمل؛ فأنّى لأمثال هذه المكدودة المتعبة أن تفيد الأجيال التي تنتظر اللمسة الحنون منها، فلا يجدون لديها إلا الزجر والتأنيب؛ لأن أمهم متعبة وتريد أن ترتاح من عناء العمل طوال يومها!… كلا وإنما ينبغي أن تؤدي الفرائض قبل الانشغال بالنوافل بل إن فرض العين مقدم على فرض الكفاية فخطابنا للمرأة الصالحة صاحبة العقيدة السليمة فهي الواعية التي لا تضيع حق ربها ولا تخلط حقا بباطل

– والمسلمة الواعية تتعامل مع الواقع بفطنة وحذر، ولا يفوتها أن من مقاصد التشريع الإسلامي حفظ الكليات الخمس وهي: الدين، والعقل، والنسب، والنفس، والمال، فإذا وجدت المسلمة ما يعمل على إضاعة هذه الكليات أو بعضها فيجب أن تسعى لتكون حائلاً دونه. إننا نريد من المرأة نشر الفضيلة، وتسفيه رأي شياطين الإنس وبيان زيفهم وضلالهم لأولادها وفي بيتها

لا بد من مواجهة العدو الماكر بتخطيط سليم وعمل مضاد، وإذا لم نبذل الجهد لتدعيم الأخلاق الفاضلة وترسيخ العقيدة السليمة، ندمنا حيث لا ينفع الندم؛ فقد تُكَرّس الخرافة والمثل الهابطة، وتعيش الأجيال وهي تستنشق ذلك العبق القاتم.

ومن المزايا التي اختصت بها نساؤنا في الماضي كثرة القصص يسلين بها الأطفال، ويجذبنهم للأسرة ولمعتقداتها.

فلماذا تترك نساؤنا المثقفات أبناءهن هدفاً لقصص الفسقة والمجرمين والكفار يشوهون تاريخنا ويسيئون إلى مُثُلنا؟

فلنساهم في الإعلام المقروء والإعلام المسموع كل واحدة بقدر طاقتها، حتى الأناشيد ينبغي أن تنظمها المسلمة ليترنم بها أبناؤنا، ولتحل محل الأغاني الهابطة، ولتغرد الأجيال بكلمات عذبة تظهر الصورة الوضيئة للإسلام ومثله السامية، وتستميل قلوب الناشئة للخير.

وكذلك الحال في المجالات والقصص والروايات التي تعلم في كثير من حالاتها خداع الآخرين في سبيل المال وتكرس القيم والأفكار الخاطئة، من العنف أو اللامبالاة، أو العقوق وغير ذلك من سيئ الأخلاق؛ فإن واجب المسلمة أن تستفيد من وسائل المعرفة السريعة هذه، حتى تصبح منبراً يعلم الخير ويدعم العقيدة، ويثقف العقل، وفي الوقت ذاته يروّح عن النفس.

– إن أخطر أنواع الإعلام الحديث هو التلفزيون؛ إذ زاحم الأسرة في توجيه أبنائها وبناتها وذلك بجاذبية مدروسة، وغزو مستور، وشياطين الإنس تؤزّه لهدم كل فضيلة. وقد قال الرئيس الفرنسي السابق ديغول ـ متحدثاً عن أثر التلفاز: أعطني هذه الشاشة أغير لك الشعب الفرنسي.

ولو علمنا أن كثيراً من الأسر قد تخلت عن دورها نهائياً في مهمة التربية العقدية والفكرية، وأسلمت أبناءها للتلفزيون يصنع بهم ما يحلو له من التوجيه وغرس المفاهيم والعقائد المغايرة في كثير من الحالات لعقائدنا وحضارتنا؛ لقدّرنا أي واجب يحتم على المثقفة المسلمة أن تستفيد من إمكاناتها إن كانت تحسن كتابة القصة أو الأنشودة أو الحوار أو المقالة وتحمي أطفالنا وبيتها من عوامل الهدم الداخلي الخارجي

أختي المسلمة:

لا تتعللي بالأسباب فتقولي: أنا متعبة الصحة، كثيرة الالتزامات، ضيقة الأوقات؛ فاغتنام الـوقـت والـصـحـة والغنى من تعاليم شرعنا الحنيف؛ فعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسـول الله -صـلـى الله عليه وسلم-: اغـتـنـم خمـســاً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شـغـلـك، وحـيـاتـك قـبـل موتك.

– فإذا نظمت المرأة حياتها واستفادت مـن جــزئـيــات وقـتـها، وضنت به أن يستهلك في فضـول الكلام… فإننا عند ذلك لن نسمع لها شكـوى من ضيق الوقت؛ فتلتفت إلى واجبها داعية للخير وقدوة لغيرها، تثري الفكر في المجالات التربوية والصحية التي تعود بالفائدة على الأجيال المؤمنة والمجتمع الإسلامي بأسره، وتـبـذل جـهـدهــا لإيجاد بديل إسـلامـي لمواجهة هذا الزخم الهائل من الهجمة الفكرية، وتدافـع عن حـوزة الـديـن فـي مجتمع الذئاب الذين يدأبون على التخطيط والعمل لصـرف الناس عـن دينهم.

إن على المــرأة المـسـلــــمة أن تنبذ الراحة الموهومة، والنوم والكسل الذي ران على نفوس الكثيرات، وتجتهد لتـقـــوم بواجبها نحو أمتها المسلمة، ونحو أجيالها الرشيدة بما تقدر عليه، وتستثمر وقتها بما يـفـيـد؛ مـــع انتهاز الفرص المناسبة؛ علّنا نزيل الظلمة الحالكة التي ألمت بأمتنا… ونورث الخير للأجـيـــال القادمة… وإلا بقيت آمالنا حبيسة لا تتعدى صدورنا، وبقيت أجيالنا في مؤخرة الركب بدلاً من قيادته.

أسأل الله تعالى العظيم أن يرنا الحق حقا ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطل ويرزقنا اجتنابه وان يستعملنا جميعا لنصرة دين الحق على منهج الحق

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله عليه وسلم وبارك على النبي محمد وآله وصحبه

🙁 دمنا ودمتم لمنتديات خنشله التعليميه:(

منقول من موقع فضيلة الشيخ محمد حسين يعقوب
ودمتم بحفظ الرحمن




طاب لنا نقلك اختي مؤمنة

مشكورة و بارك الله فيك على الموضوع القيم




العفو رنين نتمنى ان نوفق فقط في نقل الأهم
مشكوره اختي الغاليه




جزاك الله خيرا على مثل هذا التحسيس للمرأة الغافلة

ودائما نظلم الأبناء ونحن السبب في الكثير من الحالات

أعاننا الله على التنشئة الرشيدة والتربية الصالحة




مشكوره سيدة الفاضله غايه الهدى على اطلالتك لموضوعى




التصنيفات
اسلاميات عامة

التسامح من شيم المسلم الصالح.

السلام عليكم اليوم موضوعنا هو موضوع التسامح .
اتمنى ان ينال اعجابكم.

التسامح هو أن ننسي الماضي الأليم بكامل ارادتنا إنه القرار بألا نعاني أكثر من ذلك وأن تعالج قلبك وروحك إنه الاختيار ألا تجد قيمة للكره أو الغضب وانه التخلي عن الرغبة في إيذاء الآخرين بسبب شئ قد حدث في الماضي إنه الرغبة في أن نفتح أعيننا علي مزايا الآخرين بدلا من أن نحاكمهم أو ندينيهم .

التسامح هو أن نشعر بالتعاطف والرحمة والحنان ونحمل كل ذلك في قلوبنا مهم بدا لنا العالم من حولنا .

التسامح هو أن تكون مفتوح القلب، وأن لاتشعر بالغضب والمشاعر السلبيه من الشخص الذي

أمامك، التسامح هو الشعور بالسلام الداخلي، التسامح أن تعلم أن البشر خطاؤون ولا بأس بخطئهم .

التسامح في اللغه :التساهل

التسامح نصف السعاده.

التسامح أن تطلب من الله السماح والمغفره.

التسامح أن تسامح والديك وأبناءك والآخرين .

التسامح ليس سهلا لكن من يصل إليه يسعد.

التسامح هو طلب السماح من نفسك والأخرين.

التسامح ليس فقط من أجل الآخرين

ولكن من أجل أنفسنا وللتخلص من الأخطاء التي قمنا بها والإحساس بالخزي والذنب الذي لازلنا نحتفظ به داخلنا..التسامح هو معناه العميق هو أن نسامح أنفسنا.




تعليمية

كل الشكر لك اختنا الفضلى على موضوعك الهادف الذي يعالج في طياته شيما من شيم الاخلاق وخلق كريم في الاسلام ان ديننا دين تسامح حيث قال رسول الله عليه الصلاة والسلام : (بعثت بالحنفية السمحة) وللتسامح قيمة كبرى في
الاسلام فهو نابع من السماحة بكل ما تعنيه من حرية و من مساواة في غير تفوق جنسي أو تمييز عنصري ، بحيث حثنا ديننا الحنيف على الاعتقاد بجميع الديانات حيث قال الله تعالى في سورة البقرة (آمن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله )




اسمح لي ابدي اعجابي بقلمك وتميزك واسلوبك الراقي وتالقك




كل الشكر لك