التصنيفات
اسلاميات عامة

الصديق المفقود

الصديق المفقود

(الغيرة).. ذلك الصديق العزيز، الذي كنا ننعم ونأنس بسكناه بين أظهرنا ـ وقد عاش بيننا ـ فسار الكثير دون إدراك ولا تفكير.
صدقوني.. الوضع خطير.. خطير..

يحتاج إلى أناس يؤججون نار الغيرة في قلوبهم لاستدراك ما فات وإصلاح ما سيأتي.

هل ننتظر تدهوراً أكثر مما نحن فيه؟

هل نتوقع مستقبلاً أفضل مما نحن فيه؟

انظر.. يمينك.. شمالك…. أمامك.. خلفك…كل شيء يدفع للخوف من المستقبل القادم الذي نجهل حوادثه.

الوضع سيئ.. انهيار أسر.. تفسخ أخلاق.. موت فضيلة.. انتشار رذيلة.. وانعدام مبادئ..

أين القدوة الصالحة..؟ أين الموجه..؟

لقد فُقدوا في زحمة الفتن..!

ومـن عجـب أني أحـن إليهمو وأسأل عنهم مـن لقيت وهم معي
وتبكيهم عيني وهـم في سـوادها ويشكو النوى قلبي وهم بين أضلعي

إن لم نحي جذوة الغيرة في قلوبنا.. فإننا سنحصد نتاج التفكك الأسري الذي نعيشه قريباً.. أقرب مما نتصور.

الوضع في انحدار.. عشر سنوات أنتجت عندنا مجتمعاً متغيراً ملوثاً.. فكيف لو طال بنا الزمان؟!

أين عقيدة الولاء للمسلمين؟ والبراءة من المشركين؟ أين هويتنا الإسلامية؟ أين العباءة الفضفاضة، والقفازات السوداء؟ أين الغطوة الساترة، أين السواد الذي يستر ما خلفه؟

واأسفاه.. لقد أصبح عند كثير من الناس ماضياً مشوهاً.

أليست هذه فتنة..؟ أن يصبح الماضي الجميل الناصع.. ذكريات مشوهة؟؟ يجب أن يستيقظ من وضع رجله على بداية الطريق المظلم، وينتبه قبل فوات الأوان وضياع الفرصة، واندراس ما تبقى من المآثر، فيعيش الصراع الأبدي في داخله.. بين رغبته في العودة إلى الأصل، وبين ما أفلت زمامه فلا يستطيع السيطرة عليه، ولعله لا يكتشف تلك الحقيقة إلا بعد أن ينجلي غبار المعركة فيقوم ليبكي زماناً اغتر فيه عاضاً أصابع الندم بسبب تفريطه.

يجب أن نستدرك ما بقي.. الأجيال في خطر.. نخشى أن يأتي الزمان الذي يبحث فيه الرجل عن زوجة تحتضن المبادىء السامية في قلبها وظاهرها فلا يجد!.. نخشى أن يأتينا الزمان الذي ترى فيه المرأة التي ليس لها صديق (معقدة!!).

الرعب يخيم على قلوبنا..

نخاف أن يأتي الزمان الذي تنسلخ فيه البقية الباقية من أخلاقها فيسقط ذلك الفارس الغيور مضرجاً بدمائه، يضحك على فروسيته السابقة، ويراها تخلفاً وجهالات، ويكون هو أكثر من يصرخ في وجهك قائلاً: وماذا في الأمر حين يكون لابنتي صديق؟؟!

الوضع خطير.. مخيف.. وكل ما ذكرته ليس ببعيد إن لم يتداركنا الله برحمة منه. فكم استبعدنا من الوقائع أن نراها بيننا، فما لبثت حتى صارت واقعاً لنا تصعب مخالفته.

لقد تغير الكثيرون في مجتمعاتنا المسكينة التي لا تعرف ماذا يراد بها..

لا والذي حجت قريش بيته مستقلبين الركن من بطحائها
ما أبصرت عيني خيام قبيلـة ألا بكـيت أحبـتي بفنائها
أما الخيـام فإنها كخيـامهـم وأرى نساء الحي غير نسائهـا
يجب أن نعترف أن في الساحة أجراء مستغربين، ولهم أتباع أجراء من سذجة الفساق، أتباع كل ناعق، يفوقون سهامهم لاستلاب الفضيلة من نساء المسلمين، وإنزال الرذيلة بهن.

فهل يريد أجراء اليوم أن تصل الحال إلى ما وصلت إليه البلاد الأخرى من الحال الأخلاقية البائسة والواقع الأليم، نسأل الله أن يعود ذلك الصديق المفقود، لتحتضنه القلوب، وتحرسه الأعين، فكم اشتقنا لوجوده بيننا..

وحق لمثله أن يفتقد…

من موقع الشيخ سالم الهجمي حفظه الله




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

الفتن والشدائد هي التي تعرفك الصديق الصادق والعدو المخادع

إننا نعيش اليوم وقد أحدقت بنا الفتن من جميع الجوانب فأصبح شبابنا في حيرة وفي فتن كقطع الليل المظلم يُصبح فيها المرء على رأيٍ ويمسي على رأيٍ، ولا يكاد يستبين الوجه الصواب فيما يسمع ويرى وفيما يقرأ،

ومما ينبغي أن يدركه شبابنا أن الناس من حولنا ينحصرون في رجلين اثنين:

رجل حاسد حاقد يحسدكم على ما أنتم عليه من نعمة سلامة العقيدة والتمسك بالشريعة وتحكيمها ونعمة الأمن والأمان والاستقرار وطيب الحياة إذ كل ذي نعمة محسود.

ورجل آخر يغبطكم غبطة فيما أنتم فيه من النعم المذكورة.

الغبطة غير الحسد، الحسد أن يتمنى الإنسان زوال النعمة سواء زالت وانتقلت إليه أو إلى غيره أو زالت إلى أي جهة،

وأما الغبطة أن يتمنى الإنسان أن يكون له مثل ما لك، فعلينا أن نتصور هذا التصور وندرك هذا الإدراك لنكون على بصيرة في تعاملنا مع غيرنا ولنفرق بين العدو والصديق

وإن الفتن والشدائد هي التي تعرفك الصديق الصادق والعدو المخانع،

لقد صدق الشاعر حيث يقول:

جزى الله الشدائد كل خيرٍ *** عَرفتُ بِهَا عدوي من صديقي

فهذه الفتنة العمياء قد تظهر حقائق كانت كامنة في النفوس وقد تنكشف مفاهيم خاطئة يتبناها بعض الناس ولكن؛ لا يستطيعون الدعوة إليها إلا في مثل هذه الأيام المظلمة لأننا الآن أمام دوحة طُوِحَ بها وكل يأخذ فأسه فيذهب إليها فيقتطع منها ما يشاء لمن يشاء، فأخذت الأقلام تكتب والإذاعات تذيع والأشرطة تسجل والمحاضرات تُلْقَى فكل إناء بما فيه ينضح فظل شبابنا يقرأ لهذا ويسمع لهذا ويصغي لذاك حائراً فقد يحسب الجمرة تمرة فيتناولها فيتضرر بها.

**********

تصحيح المفاهيم ومناقشة الآراء – للشيخ محمد بن أمان الجامي رحمه الله




جزاك الله كل خير أختي أريج

على الموضوع




التصنيفات
السير والتراجم

أبو بكر الصديق رضي الله عنه

1 – أبو بكر الصديق رضي الله عنه


ذكر اسمه ونسبه:

اسمه عبد الله بن عثمان بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي.

واسم أمه: أم الخير سلمى بنت صخر بن عامر، ماتت مسلمة.

وفي تسميته بعتيق ثلاثة أقوال:
أحدهما : ما روي عن عائشة انها سئلت: لِمَ سُمي أبو بكر عتيقاً؟ فقالت: نظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (هذا عتيق الله من النار) .
والثاني : أنه اسم سمّته به أمه، قاله موسى بن طلحة.
والثالث : أنه سمي به لجمال وجهه قاله الليث بن سعد.
وقال ابن قتيبة لقبّه النبي صلى الله عليه وسلم بذلك لجمال وجهه سماه النبي صلى الله عليه وسلم صِدّيقاً وقال: (يكون بعدي اثنا عشر خليفة، أبو بكر الصديق لا يلبث إلا قليلا).
وكان علي بن أبي طالب يحلف بالله أن الله أنزل اسم أبي بكر من السماء: ( الصديق ).

وعن الزهري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان: (هل قلت في أبي بكر شيئاً) فقال: نعم: فقال (قل وانا أسمع). فقال:

وثاني اثنين في الغار المنيف وقد … طاف العدوُّ به إذ صعَّد الجبلا
وكان حبَّ رسول الله، قد علموا … من البرية لم يعدِل به رجلا

فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، ثم قال: ( صدقت يا حسان، هو كما قلت) .

وعن عمر بن الخطاب قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق ووافق ذلك مالاً عندي فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقتُه يوماً.
قال: فجئت بنصف مالي، قال: فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما أبقيت لأهلك؟) قلت: مثله، وأتى أبو بكر بكل ما عنده، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما أبقيت لأهلك؟) فقال:( أبقيت لهم الله ورسوله ). فقلتُ: لا أسابقك إلى شيْ أبداً

عن أبي سعيد قال خطب رسول الله. صلى الله عليه وسلم الناس فقال:( ان الله عز وجل خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ذلك العبد ما عنده) فبكى أبو بكر رحمة الله عليه فعجبنا من بكائه ان أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خير، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم المخير وكان ابو بكر أعلمنا به. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( إن من أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذاً خليلاً غير ربي عز وجل لا تخذت أبا بكر، لكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقى في المسجد باب إلا سد إلا باب أبي بكر) أخرجاه الشيخان في الصحيحين.

عن أبي الدرداء، قال: كنت جالساً عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل أبو بكر آخذاً بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أما صاحبكم فقد غامر) ، فسلم وقال: يا رسول الله إنه كان بيني وبين ابن الخطاب شيء فأسرعت إليه، ثم ندمت فسألته أن يغفر لي فأبى علي، فأقبلت إليك. فقال: ( يغفر الله لك يا أبا بكر)، ثلاثاً، ثم إن عمر ندم فأتى منزل أبي بكر فسأل أثَم أبو بكر فقالوا: لا ،فأتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم عليه فجعل وجه النبي صلى الله عليه وسلم يتمعر حتى أشفق أبو بكر فجثا على ركبتيه فقال: يا رسول الله، والله أنا كنت أظلم مرتين. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت، وقال ابو بكر صدق وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركوا لي صاحبي؟) مرتين، فما أوذي بعدها انفرد بإخراجه البخاري.

وعن عائشة قالت: لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء بلال يؤذنه بالصلاة فقال: ( مروا أبا بكر فليصل بالناس) . قالت: فقلت: يا رسول الله إن با بكر رجل أسيف وأنه متى يقم مقامك لا يسمع الناس، فلو أمرت عمر. فقال: ( مروا أبا بكر فليصل بالناس) . قالت: فقلت لحفصة: قولي له إن أبا بكر رجل أسيف، وإنه متى يقم مقامك لا يسمع الناس، فلو أمرت عمر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنكن لأنتن صواحب يوسف مروا أبا بكر فليصل بالناس) .
قالت: فأمروا أبا بكر يصلي بالناس وقالت: فلما دخل في الصلاة وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من نفسه خفة، فقام يهادي بين رجلين ورجلاه تخطان في الأرض، فلما دخل المسجد، سمع أبو بكر حسه ذهب يتأخر، فأومأ إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: قم مكانك فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جلس عن يسار أبي بكر قالت: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس جالساً وأبو بكر قائماً، يقتدي أبو بكر بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم ويقتدي الناس بصلاة أبي بكر أخرجاه الشيخين في الصحيحين.

وعن ابن عمر قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو بكر الصديق وعليه عباءة قد خلها في صدره بخلال فنزل عليه جبريل فقال يا محمد مالي ارى أبا بكر عليه عباءة قد خلها في صدره فقال ( يا جبريل انفق ماله علي قبل الفتح ) قال فان الله عز وجل يقرأ عليك السلام ويقول لك قل له أراض أنت عني في فقرك هذا أم ساخط؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يا أبا بكر، إن الله عز وجل يقرأ عليك السلام ويقول لك قل له أراض أنت عني في فقرك هذا أم ساخط ) فقال أبو بكر عليه السلام (اسخط على ربي؟ أنا عن ربي راض عن ربي راض، أنا عن ربي راض).

وعن محمد بن الحنفية قال قلت لأبي أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر قلت ثم من قال ثم عمر وخشيت ان يقول عثمان قلت ثم أنت فقال أنا إلا رجل من المسلمين انفرد بإخراجه البخاري.

وعن أبي سريحة قال سمعت عليا عليه السلام يقول على المنبر (إلا ان أبا بكر منيب القلب).

وعن أبي عمران الجوني قال قال أبو بكر الصديق ( لوددت اني شعرة في جنب عبد مؤمن) رواه أحمد.

وعن الحسن قال: قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه (يا ليتني شجرة تعضد ثم تؤكل) .

وعن هشام عن محمد قال كان أغير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر.

وعن محمد بن سيرين قال لم يكن أحد أهيب لما يعلم بعد النبي. صلى الله عليه وسلم من أبي بكر.
وعن قيس قال رأيت أبا بكر أخذا بطرف لسانه ويقول (هذا الذي أوردني الموارد).

وعن ابن مليكة قال كان ربما سقط الخطام من يد أبي بكر الصديق قال فيضرب بذراع ناقته فينيخها فيأخذه قال فقالوا له أفلا أمرتنا نناولكه؟ قال: (إن حبي. صلى الله عليه وسلم امرني أن لا أسال الناس شيئا) رواه الإمام أحمد.

وعن عطاء بن السائب قال لما استخلف أبو بكر أصبح غاديا إلى السوق وعلى رقبته أثواب يتجر بها فلقيه عمر وأبو عبيدة فقالا له أين تريد يا خليفة رسول الله قال (السوق) قالا تصنع ماذا وقد وليت أمر المسلمين قال ( فمن أين أطعم عيالي ) قالا له انطلق حتى نفرض لك شيئا فانطلق معهما ففرضوا له كل يوم شطر شاة وما كسوه في الرأس والبطن.

عن هشام بن عروة عن أبيه قال لما ولى أبو بكر خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال:
أما بعد أيها الناس قد وليت أمركم ولست بخيركم ولكن قد نزل القرآن وسَن النبي صلى الله عليه وسلم السُنًن فعلمنا، إعلموا أن أكيس الكيس التقوى وان أحمق الحمق الفجور إن أقواكم عندي الضعيف حتى أخذ له بحقه وان أضعفكم عندي القوي حتى أخذ منه الحق أيها الناس إنما أنا متبع ولست بمبتدع فان أحسنت فأعينوني وان زغت فقوموني
.

وعن عبد الله بن عكيم قال خطبنا أبو بكر فقال:
أما بعد فإني أوصيكم بتقوى الله وان تثنوا عليه بما هو أهله وان تخلطوا الرغبة بالرهبة وتجمعوا الألحاف بالمسالة إن الله أثنى على زكريا وأهل بيته فقال: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء: 90] اعلموا عباد الله ان الله قد ارتهن بحقه أنفسكم وأخذ على ذلك مواثيقكم واشترى منكم القليل الفاني بالكثير الباقي وهذا كتاب الله فيكم لا تفنى عجائبه ولا يطفأ نوره فصدقوا قوله وانتصحوا كتابه واستضيئوا منه ليوم القيامة وإنما خلقكم لعبادته ووكل بكم الكرام الكاتبين يعلمون ما تفعلون ثم اعلموا عباد الله أنكم تغدون وتروحون في اجل قد غيب عنكم علمه فان استطعتم أن تنقضي الآجال وأنتم في عمل الله فافعلوا ولن تستطيعوا ذلك إلا بالله فسابقوا في مهل آجالكم قبل إن تنقضي آجالكم فتردكم إلى سوء أعمالكم فإن أقواما جعلوا آجالهم لغيرهم ونسوا أنفسهم فأنهاكم إن تكونوا أمثالهم ألوحا ألوحا النجاء النجاء إن وراءكم طالبا حثيثا مره سريع

وعن عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط قال: لما حضر أبا بكر الصديق الموت دعا عمر فقال له (اتق الله يا عمر، واعلم أن لله عملا بالنهار لا يقبله بالليل، وعملاً بالليل لا يقبله بالنهار، وانه لا يقبل نافلة حتى تؤدي فريضته، وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم الحق في دار الدنيا وثقله عليهم، حق لميزان يوضع فيه الحقُ غداً أن يكون ثقيلاً، وإنما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة بأتباعهم الباطل في الدنيا وخفته عليهم، وحقَّ لميزانٍ يوضع فيه الباطل غداً أن يكون خفيفاً، وان الله تعالى ذكر أهل الجنة فذكرهم بأحسن أعمالهم وتجاوز عن سيئه، فإذا ذكرتهم قلت: اني لأخاف أن لا الحق بهم وإن الله تعالى ذكر أهل النار فذكرهم بأسوأ أعمالهم ورد عليهم أحسنه فإذا ذكرتهم قالت إني لأرجو أن لا أكون مع هؤلاء ليكون العبد راغباً راهباً، لا يتمنى على الله، ولا يقنط من رحمة الله. فإن أنت حفظت وصيتي فلا يك غائب أحب إليك من الموت وهو آتيك، وإن أنت ضيعّت وصيتي فلا يك غائب أبغض إليك من الموت، ولست تعجزه

من كتاب صفة الصفوة لبن الجوزي رحمه الله

يتبع باذن الله




وعن عائشة رضي الله عنها قالت: لما مرض أبو بكر مرضه الذي مات فيه قال: انظروا ماذا زاد في مالي منذ دخلت في الإمارة فابعثوا به إلى الخليفة من بعدي، فنظرنا فإذا عبدٌ نوبي كان يحمل صبيانه، وإذا ناضح كان يسقي بستانا له، فبعثنا بهما إلى عمر. قالت: فأخبرني جدي أن عمر بكى وقال: رحمة الله على أبي بكر لقد أتعب من بعده تعباً شديداً.

وعنها قالت: لما حضر أبا بكر الوفاة جلس فتشهد ثم قال: (أما بعد يا بنية، فان أحب الناس غنىً إلي بعدي أنتِ، وإن أعز الناس علي فقراً بعدي أنت، وإني كنت نحلتُك جدادا عشرين وسقا من مالي فوددت والله انك حزته وإنما هو أخواك وأختاك قالت قلت هذان أخواي فمن أختاي قال ذو بطن ابنة خارجة فإني أظنها جارية ) وفي رواية قد القي في روعي أنها جارية فولدت أم كلثوم.

وعنها قالت: لما ثقل أبو بكر قال أي يوم هذا قلنا يوم الاثنين قال فإني أرجو ما بيني وبين الليل قالت وكان عليه ثوب عليه درع من مشق فقال إذا أنا مت فاغسلوا ثوبي هذا وضموا إليه ثوبين جديدين وكفنوني في ثلاثة أثواب فقلنا أفلا نجعلها جددا كلها قال لا إنما هو للمهلة فمات ليلة الثلاثاء أخرجه البخاري.

من كتاب صفة الصفوة لبن الجوزي رحمه الله





قال وأخبرنا جعفر، أخبرنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي، حدثنا أبو سعيد الحسن بن جعفر بن محمد بن الوضاح الحرفي السمسار، حدثنا أبو شعيب الحراني، حدثنا يحيى بن عبد الله البابلتي، حدثنا الأوزاعي، حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن عروة بن الزبير قال: سألت عبد الله بن عمرو بن العاص قلت: أخبرني بأشد شيء رأيته صنعه المشركون برسول اله صلى الله عليه وسلم. قال: أقبل عقبة بن أبي معيط، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عند الكعبة، فلوى ثوبه في عنقه فخنقه خنقاً شديداً. فأقبل أبو بكر، فأخذ منكبه فدفعه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال أبو بكر: يا قوم، أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم.

أخبرنا أبو القاسم يعيش بن صدقة بن علي الفقيه، أخبرنا أبو محمد بن الطراح، أخبرنا أبو الحسين بن المهتدي، حدثنا عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن حبابة، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا أبو الجهم العلاء بن موسى الباهلي، حدثنا سوار بن مصعب، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن لي وزيرين من أهل السماء ووزيرين من أهل الأرض، فأما وزيراي من أهل السماء فجبريل وميكائيل، صلى الله عليهما وسلم وأما وزيراي من أهل الأرض فأبو بكر وعمر ) . ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم راسه إلى السماء فقال: ( إن أهل عليين ليراهم من هو أسفل منهم كما ترون النجم – أو الكواكب – في السماء، وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما ) – قلت لأبي سعيد – : وما " أنعما " ؟ قال: أهل ذاك هما.

وأسلم على يد أبي بكر الزبير، وعثمان، و عبد الرحمن بن عوف، وطلحة. وأعتق سبعة كانوا يعذبون في الله تعالى، منهم: بلال، وعامر بن فهيرة، وغيرهما يذكرون في مواضعهم.

أخبرنا أبو الفرج بن أبي الرجاء الثقفي، أخبرنا أبو علي قراءة عليه وأنا حاضر أسمع، أخبرنا أحمد بن عبد الله، حدثنا أبو بكر بن خلاد، حدثنا الحارث بن أبي أسامة قال: أبو نعيم: وحدثنا عبد الله بن الحسن بن بندار، حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ قالا: حدثنا روح بن عبادة، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس قال: صعد النبي صلى الله عليه وسلم أحداً ومعه أبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم الجبل، فقال: ( اثبت فما عليك إلا نبي وصديق وشهيدان ) .

حدثنا بن سليمان بن حيدرة الأطرابلسي، حدثنا يحيى بن أبي طالب، حدثنا إسحاق بن منصور، حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن جويبر، عن الضحاك في قوله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) ( التوبة 119 ) مع أبي بكر وعمر

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى التغلبي، أخبرنا الشريف أبو طالب علي بن حيدرة العلوي، وأبو القاسم الحسين بن الحسن الأسدي قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أبي العلاء المصيصي، أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن القاسم، أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان، أخبرنا جعفر بن محمد القلانسي بالرملة، أخبرنا داود بن الربيع بن مصحح، أخبرنا حفص بن ميسرة، عن زيد بن اسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من أصبح منكم صائماً ) قال أبو بكر: أنا. قال: ( من تصدق بصدقة ) قال أبو بكر: أنا. قال: ( من شهد جنازة) قال أبو بكر: أنا. قال: ( من أطعم اليوم مسكيناً ) قال أبو بكر: أنا. قال: ( من جمعهن في يوم واحد وجبت له – أو غفر له )

أخبرنا أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن قال: أخبرنا أبي، أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم، أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد الهمداني، أخبرنا أبو بكر خليل بن هبة الله بن الخليل، أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن بن القاسم بن درستويه، حدثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل، أخبرنا إبراهيم بن يعقوب الجورجاني، حدثني الحسين بن عيسى، حدثنا عبد المد بن عبد الوارث، حدثنا عبد الواحد بن زيد، حدثني أسلم الكوفي، عن مرة، عن زيد بن أرقم قال: دعا أبو بكر بشراب، فأتي بماء وعسل، فلما أدناه من فيه نحاه، ثم بكى حتى بكى أصحابه، فسكتوا وما سكت. ثم عاد فبكى حتى ظنوا أنهم لا يقوون على مسألته، ثم أفاق فقالوا: يا خليف رسول الله، ما أبكاك؟ قال: ( كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيته، يدفع عن نفسه شيئاً، ولم ار أحداً معه، فقلت: يا رسول الله، ما هذا الذي تدفع، ولا أرى أحداً معك؟ قال: ((هذه الدنيا تمثلت فقلت لها: إليك عني ، فتنحت ثم رجعت، فقالت: أما إنك إن أفلت فلن يفلت من بعدك )) . فذكرت ذلك فمقت أن تلحقني.

قال: وأخبرنا أبي، أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمد بن المجلي، حدثنا محمد بن محمد بن أحمد العكبري، حدثنا أبو الطيب محمد بن أحمد بن خلف بن خاقان، أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد، أخبرنا أبو حاتم، عن الأصمعي قال: كان أبو بكر إذا مدح قال: (اللهم أنت أعلم بي من نفسي، وأنا أعلم بنفسي منهم، اللهم اجعلني خيراً مما يظنون، واغفر لي ما لا يعلمون، ولا تؤاخذني بما يقولون )

وأخبرنا أبي، أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أخبرنا أبو بكر الخطيب، حدثني الحسن بن علي ببن محمد الواعظ، حدثنا أبو نصر إسحاق بن أحمد بن شبيب البخاري، حدثنا أبو الحسن نصر بن أحمد بن إسماعيل بن سايح بن قوامة ببخارى، أخبرنا جبريل بن منجاع الكشاني بها، حدثنا قتيبة، حدثنا رشدين، عن الحجاج، بن شداد المرادي، عن أبي صالح الغفاري: أن عمر بن الخطاب كان يتعاهد عجوزاً كبيرة عمياء، في بعض حواشي المدينة من الليل، فيستقي لها ويقوم بأمرها، فكان إذا جاء وجد غيره قد سبقه إليها، فأصلح ما أرادت. فجاءها غير مرة كي لا يُسبَق إليها، فرصده عمر فإذا هو بأبي بكر الصديق الذي يأتيها، وهو يومئذ خليفة. فقال عمر: أنت هو لعمري

مقتبس من كتاب أسد الغابة في معرفة الصحابة لبن الأثير رحمه الله




جزاكم الله خيرا ، بحث طيب ، جعله الله في ميزان حسناتكم

…………………….

هذه مقتطفات من سيرة الصحابي الجليل أبي بكر الصديق ، و نقلته من بحث لإحدى الأخوات جزاها الله خيرا ، و هو مقتبس من عدة مراجع

أبو بكر الصديق – رضي الله عنه –

(11 – 13 هـ / 632 – 634م)
نسبه ومولده:
هو عبد اللّه بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مُرَّة. ويلتقي مع الرسول صلى الله عليه و سلم في مُرَّة وهو الجدُّ السادس له عليه الصلاة والسلام. ووصفه الرسول صلى الله عليه و سلم بالصِّديِّق عقب حادثة الإِسراء والمعراج إذ صدقـه حين كذّبـه المشركـون. "عندما أُسري بالنبي صلى الله عليه و سلم إلى المسجد الأقصى، أصبح يتحدث الناس بذلك، فارتد الناس ممن كانوا آمنوا به وصدقوه وسعوا بذلك إلى أبي بكر- رضي اللّه عنه- فقالوا: "هل لك إلى صاحبـك يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس "؟ قال: "أو قال ذلـك؟ " قالوا: "نعم ". قال: "لئن قال ذلك لقد صدق". قالوا: "أو تصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح "؟! قال: "نعم، إني أصدقه فيما هو أبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء في غَدْوَةٍ أو رَوْحَةٍ ، فلذلك سُمِّي أبو بكر الصديق

سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني المجلد الأول رقم 306، أخرجه الحاكم في المستدرك 3/62, 63.
إسلامه وبعض مشاهده:
كان أبو بكر – رضي اللّه عنه – سريع الاستجابة لدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم . فقد عُدَّ أبو بكر الصديق أول من آمن من الرجال(وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما بُعث كذبه الناس وصدقه أبو بكر. قال النبي صلى الله عليه وسلم : "إن اللّه بعثني إليكم، فقلتم: كذبت، وقال أبو بكر صدق وواساني بنفسه وماله فهل أنتم تاركوا لي صاحبي؟" (مرتين).

الصفات الخُلُقية: كان – رضي اللّه عنه- أوّاها ( شديد الحياء كثير الورع حازماً مع رحمة يحفظ شرفه وكرامته وكان غنياً بجاهه وأخلاقه. ولم يؤثَر عنه عبادة الأصنام وأُثِر عنه الأخلاق الطيبة.
وقـد أجمـع أهـل السنة على أنَّ أفضل الناس بعد رسول اللّه صلى الله عليه و سلم أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم عليَّ، وكان- رضي اللّه عنه- حكيماً فقد ظهرت حكمته ورباطة جأشه في مواجهة مصاب الأمة بوفاة النبي صلى الله عليه و سلم كـما ظهرت شخصيته القوية وحنكته السياسية في اجتماع السقيفة.
وقد عبر عن تواضع جَمٍّ وزهد في الخلافة حين رُشِّح ( لها وذلك "في خطبتـه التي خطبهـا في الناس بعد البيعة ومما جاء فيها: أني قد وليت عليكم ولست بخيركـم. الخطبة" (ومع علمه بالقرآن والسنة وفهمه لمقاصد الشرع وأحكامه فقد كان كثير الاستشارة للصحابة وكانت الرحمة تغلب على آرائه فقد أشار بقبول المفاداة من أسرى بدر (.

أسلوبه في الحكم – رضي اللّه عنه -:
أعلن أبو بكر – رضي اللّه عنه – أسلوبه في الحكم من خلال خطبته القصيرة التي خطبها في الناس في مسجد رسول اللّه صلى الله عليه و سلم فقال بعد أن حمد اللّه وأثنى عليه:
"يا أيها الناس إِني قد وُلِّيت عليكم ولست بخيركـم فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقْوِّمُوني: الصدق أمانة والكذب خيانة والضعيف فيكم قوى عنـدي حتى ارجـع عليه حقه إن شاء اللّه، والقوي فيكـم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء اللّه لا يدع قوم الجهاد في سبيل اللّه إلا خذلهم ولا تشيع الفـاحشة في قوم إلا عمهم اللّه بالبلاء. أطيعوني ما أطعت اللّه ورسوله فإذا عصيت اللّه ورسوله فلا طاعة لي عليكـم "

ثانياً: محاربة المرتدين:
وصلت أنبـاء الردة إلى عاصمة الدولة الإِسلامية (المدينة النبوية) وكان المرتدون على ثلاثة أقسام:
القسم الأول: عاد إلى عبادة الأوثـان.
القسم الثاني: اتبع أدعياء النبوة.

القسم الثالث: استمر على الإِسلام ولكنهم جحدوا الزكاة وتَأَوَّلُوها بأنها خاصة بزمن النبي صلى الله عليه وسلم

فتح الـباري 12/276.

( وقد أرسل الفريق الثالث وفداً إلى المدينة لمفاوضة خليفة رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وقد نزل على وجهاء الناس في المدينة عدا العباس بن عبد المطلب – رضي اللّه عنه – وقد وافق عدد من كبار الصحابة على قبول ما جاءت به رسل هذا الفريق وناقشوا في ذلك الأمر، أبا بكر ومنهم عمر بن الخطاب، وأبـو عبيدة بن الجراح، وسالم مولى أبي حذيفة وغيرهم. إلاّ أن أبا بكر – رضيِ اللّه عنه – رفضهم قولهم ذلك وقال قولته المشهورة: "واللّه لو منعوني عقالاً كان يؤدونه إلى رسول اللّه صلى الله عليه و سلم لجاهدتهم عليه".
وقال عمر لأبي بكر – رضي اللّه عنهما -: كيف تقاتلهم وقد قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا اللّه فمن قال: "لا إله إلا اللّه" فقد عصم مني نفسه وماله إلا بحقه وحسابه على اللّه "( فقال أبو بكر: "واللّه لأقاتلن من فَرَّق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال. واللّه لو منعوني عناقاً(لقاتلتهم على منعهم ". وهكذا رأي أبي بكر – رضي اللّه عنه- أن الإِسلام كُلُّ لا يتجزأ وليس هناك من فرق بين فريضة وأخرى والزكاة أهم تشريع في النظام الاقتصادي الإِسلامي وركن من أركـان الإِسـلام وعبادة بحد ذاتها ولا يمكن تطبيق جزء من الإِسلام وإهمال آخر ورأى الصحابة أن الأخذ باللين أفضل، وقال عمر- رضي اللّه عنه-: "يا خليفة رسول اللّه! تألف الناس وأرفق بهم " فأجابه أبو بكر: "رجوت نصرتـك وجئتني بخـذلانـك؟ أجبّـار في الجـاهلية وخوار في الإسلام؟ إنه قد انقطع الوحي وتم الدين أو ينقص وأنا حي؟ أليس قد قاَل رسول اللّه صلى الله عليه و سلم: "إلا بحقها، ومن حقها الصلاة وإيتاء الزكاة واللّه لو خذلني الناس كلهم لجاهدته! بنفسي
التاريخ الإسلامي، محمود شاكر ص 68.

ثالثاً: جمع القرآن الكريم:

لقد كانت هذه الفكرة من عمر بن الخطاب- رضي اللّه عنه- أخرج البخاري في صحيحه عن زيد بن ثابت- رضي اللّه عنه- قال: "أرسل إليّ أبو بكر الصديق بعد مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب عنده " قال أبو بكر- رضي اللّه عنه-: "إن عمر أتاني فقال إن القتل قد استحر( يوم اليمامـة. بقُرَّاء القرآن وإني أخشى إن استمر القتل بالقُراء بالمواطن( فيذهب كثير من القرآن وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن… ولم يزل عمر يراجعني حتى شرح اللّه صدري لذلك ورأيت في ذلك الذي رأى عمر وأمر زيد بن ثابت فجمع القرآن من العسب( واللخاف وصدور الرجال(


رابعاً: الفتوحات الإسلامية:

بعد أن استقر الحكـم لأبي بكر الصديق- رضي اللّه عنه- وقمع فتنة المرتدين وعادت الأمور إلى نصابها اتجه الصديق- رضي اللّه عنه- إلى الغاية السـامية في الإِسـلام وهي إعلاء كلمة لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه وإخراج الناس بها من الظلمات إلى النور لذا فقد آن الأوان لنشر الدعوة خارج الجزيرة العربية فكانت الفتوحات في عهده في جبهتين:


الأولى: جبهة الفرس في الشرق:

الثانية: جبهة الروم في الشمال:


أ- معركة أجنادين: سنة 13 هـ :

ب- مرج الصُّفر سنة 13:

مرض أبي بكر- رضي اللّه عنه- ووفاته:

كان سبب مرض أبي بكر الصديق- رضي اللّه عنه- أنه اغتسل في يوم بارد فأصيب بالحُمى خمسة عشر يوماً لا يخرج فيها إلى الصلاة وكان يأمر عمر بن الخطاب أن يصلي بالناس وكان الناس يدخلون إليه يزورونه وهو في البيت وكان عثمان- رضي اللّه عنه- ألزمهم له في مرضه.

ومـازال المرض به حتى توفي أبو بكر- رضي اللّه عنه- مساء ليلة الثـلاثـاء لثـماني ليال بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة للهجرة فكانت خلافته سنتين وثلاثة أشهر وعشر ليال.

وقـد أوصى- رضي اللّه عنه- أن تغسله زوجته أسماء بنت عميس – رضي اللّه عنها- وكفن بثوبين وقيل: بثلاثة.

وصلى عليه عمر بن الخطاب- رضي اللّه عنه-، ودفن ليلاً إلى جانب صاحبه عليه الصلاة والسلام وجُعِل رأسه بمحاذاة( كتفي رسول اللّه صلى الله عليه وسلم () رحمه اللّه ورضي عنه وجزاه عن الإِسلام والمسلمين خير الجزاء.

المراجع باختصار:

سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني المجلد الأول رقم 306، أخرجه الحاكم في المستدرك 3/62, 63.
()فتح الباري 7/170.
()فتح الباري 7/18.
)سورة التوبة آية 40.
()جمع رقيق وهو المحلول.
()أحمد، فضائل الصحابة 1/65 بإسناد صحيح.
الخوخة: باب صغير ينفذ منه إلى المسجد.
()خفيف العارضين: العارض صفحة الخد والمراد خفيف شعر الخد.
( أجنأ: الأحدب وكذلك يطلق على انحناء ما بيت الكتفين على الصدر.
() غائر العينين. أي عيناه داخلتان في رأسه.
مسند أحمد 2/133.
() سيرة ابن هشام 4/661، البداية والنهايةِ 6/305.
( قمع: أي قهرهم وذَللَّهم (المرتدين).
) أنباء. أي أخبار.
() أغار: أي اشتد قي العدو وأسرع.
() فتح الـباري 12/276.
() أخرجه البخاري في الاعتصام، ومسلم في الإيمان، وأبو داود، والنسائي في الزكاة، والترمذي في الإيمان.
() العناق: السخلة الأنثى الصغيرةَ من الماعز.
() التاريخ الإسلامي، محمود شاكر ص 68.
() تُراق الدماء: تنصبّ
() انظر نص هذا الكتاب في البداية والنهاية، لابن كثير ج5 ص 320-321.
() تجلى: ظهر.




دائما مواضيعك مميزة بارك الله فيك
بارك الله بقولك وعملك الطيب جزاك الله عنا




بارك الله فيك أخي الفاضل على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق




التصنيفات
السير والتراجم

مناقب أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله الذي بعث نبيه محمداً – صلى الله عليه وسلم – في خير القرون، واختار له من الأصحاب أكمل الناس عقولاً وأقومهم ديناً وأغزرهم علماً وأشجعهم قلوباً، قوماً جاهدوا في الله حق جهاده فأقام الله بهم الدين وأظهرهم على المشركين والكافرين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله خاتم النبيين وإمام المتقين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلَّم تسليماً كثيراً .

أما بعد:

فيا عباد الله، لقد صحَّ عن رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – أنه قال: «خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم»فاتقوا الله – عباد الله – واعرفوا ما مَنَّ الله به على نبيكم محمد – صلى الله عليه وسلم – من الصحابة الكرام ذوي الفضائل العديدة والخصال الحميدة الذين نصر الله بهم الإسلام ونصرهم به وكان منهم الخلفاء الراشدون الأئمة المهديون الذين قاموا بالخلافة بعد نبيهم خير قيام فحافظوا على الدين وساسوا به الأمة بالعدل والحزم والتمكين فكانت خلافتهم أفضل خلافة في التاريخ في مستقبل الزمان وماضيه تشهد بذلك أفعالهم وتنطق به آثارهم وكان أجلُّهم قدراً وأعلاهم فخراً أبو بكر الصديق رضي الله عنه (عبد الله بن عثمان) «فما طلعت الشمس ولا غربت على أحد بعد النبيين خير من أبي بكر رضي الله عنه» .
«وفي مثل ليلة اليوم في الثالث والعشرين من جمادى الآخر عام ثلاثة عشر من الهجرة توفي رضي الله عنه»بعد أن خلف النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – في أمته بإشارة من النبي – صلى الله عليه وسلم – أو بنصٍّ صريح كما ذهب إلى ذلك طائفة من علماء أهل السنة، ففي صحيح البخاري: «أن امرأة أتت إلى النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – في حاجة فأمرها أن ترجع إليه، فقالت: أرأيت إن لم أجدك ؟ كأنها تريد الموت، قال: فأتي أبا بكر» وهَمَّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يكتب كتاباً لأبي بكر حتى لا يختلف الناس في خلافته ثم قال: «يأبى الله والمسلمون إلا أبا بكر» وهذا أشد وقعاً من الكتاب؛ لأنه لو كتب له لكانت خلافته بنصٍّ من الرسول – صلى الله عليه وسلم – ينقاد لها المسلمون بكل حال ولكن لما كانت خلافته بإجماع المسلمين وكان ذلك بإشارة من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان ذلك أشد وأوطد .
أقول: إن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال للمرأة: «إن لم تجديني فأتي أبا بكر»، وهَمَّ صلى الله عليه وسلم أن يكتب كتاباً لأبي بكر أن يكون خليفة بعده ثم قال: «يأبى الله والمسلمون إلا أبا بكر».
وفي رواية أن النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – قال: «معاذ الله أن يختلف المسلمون في أبي بكر»وخلفه النبي – صلى الله عليه وسلم – على الناس في الصلاة فصار إماماً للمسلمين في الصلاة .
مرض النبي – صلى الله عليه وسلم – وأمَّره النبي – صلى الله عليه وسلم – على المسلمين في الحج في السنة التاسعة من الهجرة وكل هذا إشارة من النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى أن أبا بكر – رضي الله عنه – هو الخليفة من بعد الرسول صلى الله عليه وسلم، ولو كان أحد يستحق الخلافة بعد النبي – صلى الله عليه وسلم – سوى أبي بكر لخلَّفه النبي – صلى الله عليه وسلم – في الإمامتين: إمامة الصلاة وإمامة الحج؛ ولهذا قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: «لا يطعن في خلافة الصديق وسائر الخلفاء الأربعة لا يطعن فيها أحد إلا كان أضل من حمار أهله».
«كان أبو بكر – رضي الله عنه – من سادات قريش وأشرافهم وأغنيائهم شهد له ابن الدغنة سيد القارة أمام أشراف قريش حين قال له»بما شهدت به خديجة – رضي الله تعالى عنها – للنبي صلى الله عليه وسلم، «إنك تكسب المعدوم وتصل الرحم وتحمل الكل وتقرىء الضيف وتعين على نوائب الحق» وكانت هذه الأوصاف هي الأوصاف التي ذكرتها خديجة- رضي الله تعالى عنها – للنبي صلى الله عليه وسلم، فلما بُعث النبي – صلى الله عليه وسلم – «بادر أبو بكر – رضي الله عنه – إلى الإيمان به وتصديقه ولم يتردد حين دعاه النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى الإيمان بل آمن به فوراً ولازم النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – طول إقامته بمكة»«وصحبه في هجرته ولازمه في المدينة»«وشهد معه جميع الغزوات وأسلم على يدي أبي بكر – رضي الله عنه – خمسة من العشرة المبشرين بالجنة وهم: عثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله، وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم أجمعين، واشترى رضي الله عنه سبعة من المسلمين يعذبهم الكفار بسبب إسلامهم فأعتقهم رضي الله عنهم، منهم: بلال مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعامر بن فهيرة الذي صحب النبي – صلى الله عليه وسلم – وأبي بكر – رضي الله عنه – في هجرتهما ليخدمهما»«وكان رضي الله عنه أول مَن جمع القرآن و أول من سمى القرآن مصحفاً و أول من سمِّي خليفة في هذه الأمة و أول من ولِّي الخلافة وأبوه حي و أول خليفة مات وأبوه حي»«وكان أبو بكر – رضي الله تعالى عنه – أعلم الناس برسول الله – صلى الله عليه وسلم – ومدلول كلامه وفحواه، فقد خطب النبي – صلى الله عليه وسلم – في آخر حياته وقال: إن عبداً خيَّره الله – تعالى – بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله»«ففهِم أبو بكر – رضي الله عنه – أن المخيَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبكى رضي الله تعالى عنه فعجب الناس من بكائه؛ لأنهم لم يفهموا من كلام النبي – صلى الله عليه وسلم – ما فهمه أبو بكر رضي الله تعالى عنه وكان رضي الله تعالى عنه أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم»، وقال النبي – صلى الله عليه وسلم – في أبي بكر وهو يخطب الناس: «إن أمنَّ الناس علي في ماله وصحبته أبو بكر ولو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر ولكن أخوة الإسلام ومودته» هكذا قال النبي الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «لو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر»لم يقل لاتخذت علي بن أبي طالب ولا العباس بن عبد المطلب ولا غيرهما من أقاربه ولا عمر ولا عثمان ولكنه قال: «لو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر»فرَضِيَ الله عن أبي بكر .

وجاء مرة إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال: «يا رسول الله، إنه كان بيني وبين ابن الخطاب – يعني: عمر – شيء فأسرعت إليه ثم ندمت فسألته أن يغفر لي فأبى فأقبلت إليك يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يغفر الله لك يا أبا بكر، يغفر الله لك يا أبا بكر، يغفر الله لك يا أبا بكر ثم إن عمر – رضي الله عنه – ندم فأتى منزل أبي بكر فسأل أثَمَّ أبو بكر ؟ قالوا: لا، فجاء إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فسلم فجعل وجه النبي – صلى الله عليه وسلم – يتمعر حتى أشفق أبو بكر أن يقول النبي – صلى الله عليه وسلم – لعمر ما يكره فجثا رضي الله عنه على ركبتيه فقال: يا رسول الله، واللهِ أنا كنت أظلم، واللهِ أنا كنت أظلم، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم – مُعْلِناً فضل أبي بكر: إن الله بعثني إليكم فقلتم: كذبت، وقال أبو بكر: صدق وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركوا لي صاحبي مرتين، فما أوذي بعدها رضي الله عنه بعد ذلك»، «وكان رضي الله عنه أثبت الصحابة عند النوازل وأشدهم قلباً، ففي صلح الحديبية لم يتحمل كثير من الصحابة – رضي الله عنهم – الشروط التي وقعت بين النبي – صلى الله عليه وسلم – وبين قريش، وكان من هذه الشروط: أن يرجع النبي – صلى الله عليه وسلم – من الحديبية دون أن يكمل عمرته وأن من جاء من قريش إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – ردّه إليهم وإن كان مسلماً ومَن جاء من المسلمين إلى قريش لم يرد إلى المسلمين، فشقَّ ذلك على المسلمين كثيراً حتى إن عمر وهو عمر – رضي الله عنه – راجع النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري، فذهب عمر إلى أبي بكر – رضي الله تعالى عنه – يستعين به على مشورة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فكان جواب أبي بكر – رضي الله تعالى عنه – كجواب النبي – صلى الله عليه وسلم – قال له أبو بكر – رضي الله تعالى عنه – أي: لعمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: أيها الرجل، إنه لرسول الله وليس يعصي ربه وهو ناصره فاستمسك بِغَرْزِهِ، فو اللهِ إنه على الحق، فكان جواب أبي بكر – رضي الله تعالى عنه – كجواب النبي صلى الله عليه وسلم سواءً بسواء»، وفي هذا دليل على أن أبا بكر – رضي الله تعالى عنه – أنه أكمل الصحابة وأشدهم ثباتاً في موطن الضيق «ولما توفي النبي – صلى الله عليه وسلم – اندهش المسلمون لذلك حتى قام عمر – رضي الله تعالى عنه – وأنكر موته وقال: واللهِ ما مات رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وليبعثن الله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم، ولكنَّ أبا بكر – رضي الله تعالى عنه – كان له منزل بالسنح وكان قد خرج صبيحة موت الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – في صبيحتها كان أحسن ما يكون وأشفى ما يكون فاستبعد رضي الله عنه أن يموت فخرج إلى مكانه السنح فلما بلغه الخبر رجع إلى المدينة فكشف رضي الله تعالى عنه عن رسول – صلى الله عليه وسلم – فقبَّله فقال: بأبي أنت وأمي، طبت حياً وميتاً، ثم خرج إلى الناس فصعد المنبر فخطب الناس بقلب ثابت وقال كلماته المشهورة التي تستحق أن تكتب بماء الذهب بل بفوق ماء الذهب قال رضي الله تعالى عنه: ألا من كان يعبد محمداً – صلى الله عليه وسلم – فإن محمداً – صلى الله عليه وسلم – قد مات ومَن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، وتلا قوله تعالى:+إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ" [الزمر: 30]، وقوله تعالى: +وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ" [آل عمران: 144]، قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: فما واللهِ ما سمعتها إلا عقلتها فما تقلُّني رجلاي، وأصبح المسلمون في المسجد يرددون هذه الآية»، «ولما أراد أبو بكر – رضي الله عنه – أن ينفِّذ جيش أسامة بعد وفاة النبي – صلى الله عليه وسلم – راجعه عمر وغيره من الصحابة ألا يسيِّر الجيش؛ لأنهم محتاجون إليه في قتال أهل الردة ولكنه رضي الله عنه صمَّمَ على تنفيذه وقال: واللهِ لا أحل راية عقدها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولو أن الطير تخطفنا»فهذه المقامات الثلاث يتبيَّن بها قوة أبي بكر الصديق – رضي الله تعالى عنه – وأنه أشد الصحابة ثباتاً، فنسأل الله – تعالى – أن يمُنَّ علينا بصحبته في جنات النعيم مع نبينا – صلى الله عليه وسلم – وسائر النبيين، والصديقين، والشهداء والصالحين.
«ولما مات رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وارتد مَن ارتد من العرب ومنعوا الزكاة عزم أبو بكر على قتالهم فراجعه مَن راجعه في ذلك فصمَّمَ على قتالهم، قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: فعرفت أن ذلك هو الحق».
وصف أبو بكر عليًّا – رضي الله عنه – فقال: «كنت أول القوم إسلاماً وأخلصهم إيماناً وأحسنهم صحبة وأشبههم برسول الله – صلى الله عليه وسلم – هدياً وسمتاً وأكرمهم عليه خلفته في دينه أحسن خلافة حين ارتدوا ولزمت منهاج رسول الله صلى الله عليه وسلم، كنت كالجبل، لا تحركه العواصف ولا تزيله القواصف، متواضعاً في نفسك، عظيماً عند الله، أقرب الناس عندك أطوعهم لله وأتقاهم»، وقال رضي الله تعالى عنه: «كان أبو بكر خليفة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – رضيه الرسول – صلى الله عليه وسلم – لديننا فرضيناه لدنيانا»، «تولى أبو بكر – رضي الله تعالى عنه – الخلافة بعد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فسار في الناس سيرة حميدة، فبارك الله في مدة خلافته على قلتها فقد كانت خلافته سنتين وثلاثة أشهر وتسع ليالٍ ومات رضي الله تعالى عنه ليلة الثلاثاء بين المغرب والعشاء ليلة ثلاثة وعشرين من جمادى الثانية سنة ثلاث عشرة من الهجرة»، وكان من بركته رضي الله تعالى عنه أن خلَّف على المسلمين أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله تعالى عنه – فكان ذلك من حسنات أبي بكر رضي الله تعالى عنه وعن جميع الصحابة، إنه على كل شيء قدير .
أيها المسلمون، هذا أحد الصحابة الفضلاء الكرماء وقد قال الله تعالى فيهم: +وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ" [التوبة: 100] .
اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا أن تجعلنا ممن اتبعوهم بإحسان، وأن تحشرنا في زمرتهم وأن تجمعنا بهم في جنات النعيم يا ذا الجلال والإكرام، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
خطبة جمعة للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله





وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
بارك الله فيك اخي الكريم وجعله الله في ميزان حسناتك
تحياتي




بارك الله فيك واصل في التميز




بارك الله فيك على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق




جزاك الله خيرا.




التصنيفات
الامثال والحكم

الصديق الحقيقي

أريد صديقا مِنْ غير عيب
كريح المسك فاح بلا دخان


الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر    الاســـم:	أربعة يجب حذرهم.jpg‏  المشاهدات:	9  الحجـــم:	36.1 كيلوبايت  الرقم:	4508  


التصنيفات
رموز و شخصيات

جلسة مع العالم محمد الصالح الصديق

"الشروق" تكرّم العالم المجاهد "محمد الصالح الصديق" صاحب المائة كتاب وكتاب

27/08/2009 تومي عياد الأحمدي/ هشام موفق
حجم الخط: <a href="http://40404040404040404040:tsz('article_body','12px')” target=”_blank” rel=”nofollow”> تعليمية <a href="http://40404040404040404040:tsz('article_body','16px')” target=”_blank” rel=”nofollow”> تعليمية
تعليميةمحمد الصالح الصديق.. ثنائية القلم والرشاش- تصوير بلال.ز
مواصلة لسلسلة التكريمات التي تخص بها مؤسسة "الشروق" العلماء الجزائريين والمفكرين الأجلاء، تم تكريم الأستاذ الأديب والعالم الفذ الشيخ محمد الصالح الصديق صبيحة يوم أمس الأول بحضور ثلة من رفقائه على رأسهم الشيخ العلامة محمد الطاهر آيت علجت، الذي أشاد بخصال المكرم وعرج على أهم المحطات التي جمعتهما.

  • وأثنى مدير "الشروق" الأستاذ علي فضيل بدوره على صاحب تركة المائة كتب وكتاب، مؤكدا تمسك المؤسسة بهذه السنة الحسنة، سنة تكريم العلماء والأدباء والمفكرين الجزائريين. من جهته عبر الشيخ محمد الصالح الصديق عن سعادته الغامرة وهو يجلس بين رفقاء دربه، ودعا لـ "الشروق" التي منحته هذه الفرصة بدوام التألق والإشراق.
  • وأجمع رفقاء المحتفى به على أن هذا الرجل جدير بهذا التكريم، بالنظر لمساره الطويل الذي قضاه طالبا ومعلما ومجاهدا وكاتبا، حتى بلغت شهرته الآفاق وأصبح مرجعا يقصده طلاب العلم من كل صوب. وأُلبس الشيخ محمد الصالح الصديق برنوس "الشروق" كما مُنح درع العرفان والتقدير، بالإضافة إلى صك. واختتم التكريم برفع أيدي الدعاء للجزائر والجزائريين بالخير واليمن والبركات في هذا الشهر الكريم.
  • علي فضيل (مدير عام الشروق):
  • الشيخ محمد الصديق قامة علمية نفخر بها
  • عبر الأستاذ علي فضيل عن سعادته الغامرة وهو يجلس في حضرة الأديب العلامة محمد الصالح الصديق، الذي اعتبره قامة شاهقة في ميدان العلم والمعرفة، واعتبر تكريمه في هذا الشهر المبارك تكريما للفكر والعلم والأدب وللمجاهدين المخلصين، الذين نذروا حياتهم لبناء وطنهم. كما أكد أنه شخصيا كان يتابع أحاديثه المتلفزة والإذاعية التي كانت تطرب لها الآذان خاصة وأنه يلقيها بلغة عربية فصيحة موسيقاها قبائلية ناصعة، وأشار الأستاذ علي فضيل إلى ضرورة التعريف بفكر الأستاذ محمد الصالح الصديق للأجيال خاصة وأنه صاحب 101 كتاب، التي تعتبر خزانا معرفيا لا ينضب.
  • الشيخ محمد الطاهر آيت علجت
  • محمد الصالح جمع بين عراقة النسب وصلاح الأعمال
  • أثنى الشيخ محمد الطاهر آيت علجت على الشيخ محمد الصالح الصديق ثناء عاطرا، حيث ذكّر بنسبه العريق وعراقة أسرته في العلم والفضل والصلاح، قبل أن يذكر مآثر الشيخ محمد الصالح، قائلا إنه جمع بين بين عراقة النسب وصلاح العمل،لاسيما وأن العلاقة بين الرجلين وطيدة تعمّقت خلال دراسة الشيخين في الزيتونة بتونس، ثم بليبيا حيث كان الشيخ محمد الصالح الصديق مسؤولا إعلاميا لجبهة التحرير الوطني، في حين كان الشيخ محمد الطاهر آيت علجت مسؤولا ثقافيا لها في نفس المكان.
  • وذكّر الشيخ آيت علجت بسعة علم الشيخ محمد الصالح وأشار إلى جملة من تآليفه، معتبرا أنه كان السبب الذي جعله يقبل التوجه إلى ليبيا لما يعرفه عنه من حسن الخلق ورجاحة العقل وصدق اللهجة والإخلاص لقضية الجزائر وكفاح شعبها.
  • الشيخ محمد الصالح الصديق يرتدي برنوس "الشروق" ويصرح:
  • تكريم الشروق يعكس اهتمامها برجال العلم والثقافة
  • بتواضعه المعهود قال الأستاذ محمد الصالح الصديق بعد ارتدائه لبرنوس الشروق "يعجز اللسان عن وصف هذا الموقف الجليل الذي حبتني به جريدة الشروق، القريبة من نفسي لخطها الوطني العروبي الأصيل، أحس أني في لحظة صوفية شاعرية وأنا أستمع لشهادات الرفقاء والإخوة، الذين قالوا فيّ كلاما كبيرا قد لا أستحقه، إني سعيد بهذا التكريم وأشكر الشروق التي سنت هذه السنة الحميدة، التي تعكس مدى اهتمامها بالعلماء والمفكرين من أبناء هذا الوطن الحبيب". بعدها رفع يديه بالدعاء للجزائر بالخير الكثير وللشروق بدوام التألق والإشراق.
  • محمد الهادي الحسني:
  • "اسم محمد الصالح الصديق يعبر عنه"
  • روى الأستاذ محمد الهادي الحسني علاقته بالشيخ محمد الصالح الصديق، علاقة قال إنها بدأت بالتلمذة في سنة 1964 في ثانوية عبان رمضان رقت إلى صداقة وصحبة، وذكر محمد الهادي الحسني أن الشيخ محمد الصالح الصديق كان في قمة التواضع حيث أنه كان يسمح له بالجلوس إليه، وهو بعد تلميذ مجالسة الأصدقاء.
  • وذكر الهادي الحسني الذي شارك "الشروق" في ندوة كرمت فيها الشيخ محمد الصالح الصديق أن للشيخ أفضالا كثيرة عليه لعل أهمها انه هو الذي لفت انتباهه إلى مكانة وقيمة الشيخ البشير الإبراهيمي وقال "ذات يوم دخل علينا الأستاذ محمد الصالح على غير عادته.. دخل عابس الوجه مقطب الجبين، وضع محفظته على الطاولة، وقال لنا اليوم فقط الجزائر اعلم علمائها وأبلغ بلغائها.. الشيخ محمد البشير الإبراهيمي" وذكر الأستاذ محمد الهادي الحسني انه قبل ذلك كان يعتقد أن البشير الإبراهيمي مجرد إمام عادي..
  • بالإضافة إلى إشادته بأخلاق محمد الصالح الصديق التي قال بأنها تعبر عن اسمه، روى الهادي الحسني انه لما كاتب في الثمانينيات مقالا يمدح فيه الشيخ محمد الصالح الصديق وقال عنه إنه مريض بالكتابة وما دام أنه لم ييأس من التعقيدات والعراقيل التي كان يجدها كل كاتب فإنه لن يشفي من المرض، قال الحسني إن العقيد محمدي السعيد لم يفهم المدح فثارت ثائرته وهدد بالانتقام من الهادي الحسني.
  • وفي سياق تقديمه لشهادته حول الشيخ محمد الصالح الصديق أشاد محمد الهادي الحسني باستمراره على نفس النهج الذي السابق، وقال إن من يقرأ ما كان يكتبه محمد الصالح الصديق الآن في البصائر لا يجد تناقضا أو انقطاعا أو اختلافا بين الرجلين وذكر محمد الهادي بيتين من الشعر قيلا في الشيخ محمد الصالح الصديق الأول قاله محمد العيد آل خليفة سنة 1952:
  • لما لا تكون لما تروم من المنى *** كفؤا وأنت "الصالح الصديق"
  • والبيت الثاني قاله أبو اليقضان سنة 1955 في حق محمد الصالح الصديق وجاء فيه
  • يا أيها "الصديق" بشرى بالمنى *** إذ نلت حقا أفخر النيشان.
  • الدكتور أحمد بن نعمان:
  • "الله لم يقبض محمد الصالح الصديق شهيدا لأنه أراد له دورا في الجهاد الأكبر"
  • قال الدكتور احمد بن نعمان الذي كان محمد الصالح الصديق زميلا لوالده الشهيد ومعلما لكثير من أعمامه، فقد أشاد بالدور الذي لعبه محمد الصالح الصديق في الدفاع عن اللغة العربية والهوية الوطنية التي قال بأنها هي الجهاد الأكبر. وقال أحمد بن نعمان إن هناك أمما تمتلك أهراما حجرية وهبتها لها الطبيعة إلا أن في الجزائر أهراما بشرية منها الشيخ محمد الصالح الصديق، وقال إن الأهرام البشرية أهم من الأهرام الحجرية لأنها أهرام إرادية وليست هبة طبيعية يمكن لزلزال أن يذهب بها.
  • وأضاف أن محمد الصالح الصديق الذي كرمته "الشروق" أول أمس، رجل صالح وصادق تعلم من القرآن رسمه وأخلاقه حتى أنه "قرآن يمشي" وقال إن محمد الصالح الصديق يستحق أن يطلق عليه اسم ذي القرنين، لأنه عاش في قرنين، ويستحق ان يطلق عليه اسم ذي الثقافتين لأنه يستميت في الدفاع عن الثقافة العربية وعن الثقافة الإسلامية، وذي المائتين لأنه ألف إلى حد الآن 103 من الكتب، وأشاد بن نعمان بمبادرة "الشروق" لتكريم محمد الصالح الصديق وعدد من العلماء والمفكرين.
  • الدكتور عامر مصباح:
  • "ألفت21 كتابا بفضل أستاذي محمد الصالح الصديق"
  • ركز الدكتور عامر مصباح، في كلمته التي ألقاها خلال الحفل التكريمي الذي أقامته "الشروق" على شرف الشيخ محمد الصالح الصديق، على تشجيع الشيخ محمد الصالح للشباب على البحث والتأليف، وقال إنه شخصيا حضي بدعم وتشجيع من الشيخ محمد الصالح الصديق الذي ساعدته على التعرف على اغلب دور النشر، وقال عامر مصباح "الشيخ محمد الصالح الصديق يقول لي دائما اكتب وليس هناك كتاب لا ينشر" وبالفعل قال الدكتور عامر انه لا يبقى كتاب أكثر من شهر على مكتبه إلا ونشر، وقال إنه كلما لقي مشكلة أو واجه إحباطا من دور النشر ذهب إلى الشيخ محمد الصالح ليذهب عنه ما يجده من نفسه من اثر الإحباط.
  • الشاعر الصادق سلايمية:
  • "بدأت أقرأ كتاب محمد الصالح حين بدأت أهجي الحروف الأبجدية"
  • أنشد الشاعر صادق سلايمية قصيدة مدح فيها محمد الصالح الصديق الذي اعتبره واحدا من عظماء الجزائر، وقال إنه أول ما قرأ في حياته هو كتاب العقيد عميروش الذي ألفه محمد الصالح الصديق، وقال إنه قرأه منذ أن كان يتعلم تهجية القراءة والحروف، وقال إنه بعد أن تعرف على محمد الصالح الصديق وجده رجلا يزرع الأمل ويعين الناس على تفجير مواهبهم والطاقات التي بداخلهم.
  • النائب إسماعيل ميرة:
  • "محمد الصالح الصديق عالم نحرير وأديب عبقري جمع الله فيه كل آيات الطيبة والوقار"
  • النائب اسماعيل ميرة مؤلف كتاب "المجاهد محمد الصالح الصديق بين صرير الأقلام وقعقعة السلاح" والذي أنجز منه طبعتين، قال في كلمته التي أثنى من خلالها على مبادرة "الشروق": "محمد الصالح الصديق عالم نحرير وأديب عبقري جمع الله فيه كل آيات الطيبة والوقار، وقد وفقه الله تعال بعون منه الى الجمع بين الجهاد بالقلم والجهاد بالبدن" وأضاف إنه أفنى أسعد وأشقى أيام حياته في خدمة الجزائر، لكن اسماعيل ميرة -نجل الشهيد عبد الرحمان ميرة- قال إن هناك فرقا في التعامل مع العلماء وغيرهم.
  • وعاد إلى كلمة ألقاها الدكتور عبد المجيد بيرم بمناسبة تكريم الشيخ محمد الصالح الصديق قال فيها "حينما نجري موازنة بين تكريم اصحاب العقول والأقلام وأصحاب الخواصر والأقدام نجد بونا شاسعا بينهما".
  • وذكر إسماعيل ميرة في ختام تدخله طرفة وقعت بين الشيخ وقضاة في المسجد النبوي الشريف حين كان في زيارة إلى المسجد النبوي وقامت زوجته بتصوير قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ما عتبره القضاة تعديا على الشرع الذي حرم التصوير، ولكن المحاكمة والنقاش انتهت بدعوة الشيخ إلى عشاء اعتذر عنها.
  • الدكتور عبد الرزاق ڤسوم:
  • "الشيخ محمد الصالح ممن ينسحب ليستجيب"
  • اعتبر أستاذ الفلسفة بجامعة الجزائر، الدكتور عبد الرزاق ڤسوم، الشيخ محمد الصالح الصديق أحد أعمدة العلم والأدب في الجزائر، وأحد عظمائها الذين جمعوا بين العلم النافع وتعليم الخير ودماثة الخلق.
  • وقال في شهادته التي ألقاها في حفل التكريم: "إن المرء ليجد صعوبة في الحديث عن صنفين من الناس، الصنف الأول هم الذين لا نجد ما نتحدث عنهم من شح في المصادر أو فقر في المعلومات، والصنف الثاني هم من كانوا على شاكلة العالم محمد الصالح الصديق، الذين تعددت مجالات اهتماماتهم وجوانب العظمة في شخصيتهم أو حياتهم".
  • وعدّد قسوم نواحي العظمة في شخصية وحياة المكرَّم، مشيرا في كلمته إلى "الأدب الملتزم الهادف" الذي سعى الشيخ الصالح الصديق إلى نشره في كتاباته التي تعدّت الـ 100، و"علوم القرآن الإسلامية التي يسقطها على واقع الأمة"، منوها بدوره الجهادي الملتزم بقضايا الوطن الذي خاضه بالسلاح والإعلام، ولافتا إلى دماثة خلقه، وروح الدعابة والفكاهة التي تميزه عن كثير ممن كتبوا في تلك الفنون.
  • واستعان الدكتور بما يقوله الفلاسفة في وصف سلوك الشيخ محمد الصالح حين قال: "الشيخ الصديق ممن ينسحب ليستجيب دون انزواء، ينسحب للتأمل والتفكر، ثم يستجيب بالإنتاج الذي يعود بالفائدة على الأمة"، معتبرا إياه "ناسكا في معبد الثقافة ممن تعدت مؤلفاتُهم حياتَهم".
  • ولم يغفل الدكتور ڤسوم الإشادة بلفتة "الشروق" التكريمية، وطالب بأن تكون هذه الخطوات في تكريم علماء وأعلام الجزائر "سنة حسنة" تدأب على تكرارها، وقال: "نُشيد بالسنة الحسنة للشروق بتكريم من أهملهم الإعلام، وتقدّمهم كأمثلة للأجيال الصاعدة"، معبرا عن اعتزازه الخاص عندما يُدعى إلى لقاء يضم نخبة من العلماء والمثقفين والملتزمين بقضايا الأمة وثوابت الوطن"، حسب تعبيره.
  • عبد الحميد عبدوس (مدير تحرير البصائر):
  • "الشيخ محمد الصالح هو من حبب إلينا اللغة العربية"
  • قال عبد الحميد عبدوس، مدير تحرير أسبوعية البصائر لسان حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، إن الشيخ محمد الصالح صديق هو من حبب إليه اللغة العربية، عندما كان طالبا عنده في ثانوية "ابن خلدون" بداية السبعينيات، وببرامجه في الإذاعة الوطنية إذاك، مشيرا إلى الغربة التي كانت تعيشها اللغة العربية في ذلك الوقت إلى درجة أنه "كنا نستحيي أن نمشي بجريدة معربة في الشارع" حسب تعبيره.
  • وأثنى عبدوس في كلمته المقتضبة في التكريم، على "الأخلاق العالية التي يتميز بها محمد الصالح الصديق، وخاصة خلق التواضع فيه، وقال في شهادته "كنا نعتقد لما كنا في الثانوية أن نجم الإذاعة لا يقترب إليه إلا بموعد، لكننا وجدنا في الشيخ محمد الصالح مثال التواضع والحب والحرص".
  • وأضاف مدير تحرير البصائر:"حتى اليوم ما زال الشيخ متواضعا، ومنضبطا حتى في مقالاته التي يرسلها للبصائر، من حيث التوقيت والتصحيح".
  • الدكتور محمد الشريف إيلمان:
  • "أنا أعمل على ترجمة كتب للشيخ محمد الصالح الصديق"
  • كشف الدكتور محمد الشريف إيلمان عن مشروع ترجمة أعمال الشيخ محمد الصالح الصديق، وقال في الندوة التكريمية: "أعكف على ترجمة رسالة الشيخ محمد الصالح "ومضات من سورة الفاتحة" وتحقيقها"، بعد انقطاع اضطراري حسبه.
  • وامتدح المتحدث في شهادته خصال الشيخ، وتعرض في كلمته إلى ملابسات تعرّفه عليه، مثنيا على حرص الشيخ الصالح على الحث على الإبداع في كل مجالات الحياة، خاصة الكتابة والنشر منها، وقال: "كلما ألتقي الشيخ الصديق يبادرني بالسؤال: "ماذا كتبت وماذا نشرت؟".
  • ** بورتريه
  • الشيخ محمد الصالح الصديق: عمـيد المؤلفـين وصوت الثـورة
  • يقول: "لتبقى شابا يلزمك الإيمان واحترام الوقت والمشي"
  • استقبلنا ببيته بالقبة، وكان الزمن مساء رمضانيا ساخنا، كنا نعتقد في البداية أن السنوات الأربع والثمانين وتعب هذا الشهر الكريم سيرهقان صاحب المائة كتاب وكتاب، لكننا تفاجأنا بشاب يافع حاضر البديهة والنكتة، ينطق بالحكمة ويسترسل في الحديث عن ذكرياته الكثيرة، حتى توغل معه في أعماقها وتعيش حالاتها. جمعنا معه المقام أكثر من ثلاث ساعات، اكتشفنا فيها معدن هذا الرجل الذي يحمل في ذاته شخصيات متعددة "الأديب، المفكر، الفقيه، الصحفي…" وسبق وأن رأيناه بهذه الأوصاف من خلال كتبه التي غزت الآفاق شهرة، وتوالدت الواحد تلو الآخر حتى امتلأت بها المكتبات.. هو العلامة الأديب المجاهد محمد الصالح الصديق، الذي نذر حياته لخدمة وطنه ودينه ولغته:
  • حفظه القرآن على يدي والده
  • حظيت تيزي وزو، المدينة النائمة في حضن البحر ملفوفة بخضرة الطبيعة ورائحة التاريخ العريق، بميلاد واحد من أهرام الجزائر الشاهقة علما وأدبا وثقافة، هو المجاهد الأديب العلامة محمد الصالح الصديق، الذي هلت بشائر حلوله الدنيا يوم 19 ديسمبر 1925 بقرية "أبيزار"، وشهدت خطواته الأولى قرية "إبسكرين" الواقعة في ضواحي بلدية "أفريحة" دائرة عزازڤة. والده الحاج البشير آيت الصديق إمام المنطقة لأكثر من 40 سنة حفظه القرآن ومبادئ اللغة العربية وهو لم يتجاوز التاسعة.
  • ابن باديس يتنبأ له بمستقبل علمي باهر
  • شاءت الأقدار أن يلتقي الطفل محمد الصالح الصديق بالإمام العلامة ابن باديس بالعاصمة أثناء مرافقته لوالده في نزهة، فاكتشف إمام المصلحين أن هذا الطفل يحمل في صدره كتاب الله كاملا، فوضع يده اليمنى على رأسه وقرأ قوله تعالى: "وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما" ودعا له أن يفتح أمامه أبواب المعرفة والعلم الخصيب. وبعد أن أكمل تعليمه الابتدائي أدخله والده معهد عبد الرحمان اليلولي، وعندما أنهى دراسته هناك التحق بجامع الزيتونة أين فتح الله عليه ونال شهادة التحصيل.
  • نشر كتابا وهو لا يزال طالبا بالزيتونة
  • لم يحدث في تاريخ الزيتونة أن حظي طالب بشرف تأليف ونشر كتاب إلا محمد الصالح الصديق، حيث تمكن من تأليف كتاب موسوم بـ "أدباء التحصيل" ونشره على حسابه سنة 1951، وهو ما جلب له الانتباه ومكنه من تبوئ مكانة خاصة عند أساتذته خاصة منهم محمد بوشربية.
  • بعد انتهاء دراسته بتونس عاد إلى أرض الوطن وعين أستاذا بمعهد "سيدي عبد الرحمان اليلولي" إضافة إلى تكليفه بشؤون إدارته، فتفانى في مهمته حتى أصبح مثالا يحتذى به في الجدية واحترام الوقت والعلم الغزير.
  • تعرضه للاستنطاق وقصة إصدار كتابه الثاني "مقاصد القرآن"
  • ذاع صيت الشيخ محمد الصالح الصديق لدرجة أن تعرض لاستنطاق بشع من قبل السلطات الفرنسية خاصة بعد علمها بنشاطه الثوري، الذي بدأه منذ فجر اندلاع الثورة التحريرية المباركة مكلفا بجمع المال، بعدها بأشهر أصدر كتابه الثاني "مقاصد القرآن" الذي انطلقت شهرته في الأفق حتى بلغ إلى أيدي الرئيس جمال عبد الناصر والملك محمد الخامس، اللذين كتبا إليه رسالتي مدح وثناء، كما مدحه محمد العيد آل خليفة وأبو اليقظان الجزائري والشاعر التونسي محمد مزهود بقصائد شعرية عصماء.
  • وفي سنة 1956 أوقف من جديد من قبل السلطات الاستعمارية، وتعرض لاستنطاق بشع، وعندما لم يظفر منه الضابط بمعلومات أخرج له كتابه "مقاصد القرآن" وقاله له: "إن من يؤلف كتابا لا يمكن له أن يكون محايدا، لذلك لن نثق فيك وسنجعلك تدفع الثمن حياتك"، لكن مشيئة الله أنقذته من مخالبهم فأطلق سراحه وما كاد يصدق. لكن ما وقع لم يثن عزمه في مواصلة طريق الجهاد، حيث واصل مهمة جمع الأسلحة والمال لصالح الثورة.
  • سفره إلى تونس بوثائق مزورة
  • عندما أحس الشيخ محمد الصالح الصديق أنه آيل للهلاك على أيدي جنود المستعمر، نصحته قيادة الولاية الثالثة بالسفر إلى تونس لتولي مهمة أخرى، فاستجاب للنصيحة وسافر إليها جوا من فرنسا بوثائق مزورة، ولبث هناك زمنا مناضلا في القاعدة الثورية، ثم انتقل إلى ليبيا بطلب من المجاهد علي محساس الذي كان يدير جريدة "المقاومة" هناك وهي اللسان الرسمي لجبهة وجيش التحرير الوطني، حيث عينه محررا في القسم العربي، بعدها تقرر أن يكون إلى جانب الرائد إيدير في المنطقة القتالية بـ "فزان" على الحدود الجزائرية الليبية. بعدها عين سنة 1958 مكلفا بالإعلام بالقاعدة الثورية بليبيا، يلقي المحاضرات ويحرر المقالات ويخاطب إذاعيا للترويج للقضية الجزائرية حتى نالت الجزائر استقلالها سنة 1962.
  • زواجه وسجنه من طرف بورقيبة
  • عندما كان الأستاذ محمد الصالح الصديق مسؤولا لمكتب الإعلام بليبيا قرر أن يكمل نصف دينه، فكانت من نصيبه فتاة جزائرية مقيمة بتونس بنى بها بحضور الشهيد عبد الرحمان ميرة، السعيد محمدي والسعيد يازوران. وعندما تأهب للعودة مع زوجته إلى مقر عمله بليبيا على متن سيارة فارهة لأحد أصدقائه يدعى مختار الجيجلي، وفي الطريق مروا على مدينة "مدنين" لكنهم تفاجؤوا بسيارة عسكرية تونسية توقفهم في الطريق، نزل منها ضابط وقال له: إن الوالي يستضيفك بمقر إقامته، فما كان من الأستاذ محمد الصالح الصديق إلا قبول الدعوة، لكنه فوجئ بالضابط يضعه في السجن رفقة زوجته حيث لبثا فيه 19 يوما من دون أن يعرفا سببا لذلك، حتى أفرج عنهما بوساطة من كريم بلقاسم الذي علم بالأمر عن طريق شرطية فتاة جزائرية كانت تعمل مخبرة في هذا السجن لصالح الثورة الجزائرية. واستنتج الأستاذ الصديق أن سبب سجنه هو تصريح صحفي قال فيه "إن الرئيس بورقيبة رجل حزم وعزم، فهو يخدم ثورتنا بكل قوة، فلا أظنه يقبل فكرة مد أنبوب بترول من الجزائر إلى إيطاليا عبر الأراضي التونسية، إلا إذا كان خائنا..".
  • محمد الصالح الصديق هو من دشن "صوت الجزائر" بليبيا وليس "الأمين دباغين"
  • يفند الأستاذ محمد الصالح الصديق ما يشاع حول تدشين إذاعة "صوت الجزائر بليبيا" من طرف الأمين دباغين حسب رواية الأستاذ عبد القادر نور في إحدى مقالاته، حيث أكد أنه هو من دشن هذه الإذاعة في ليبيا بحضور بشير قاضي وحسن يامي.
  • والجدير بالذكر أن فضيلة الشيخ لم يتوقف عن التأليف وهو يزاول مهامه في الدعاية للثورة حيث أصدر "صور من البطولة، عميروش، من قلب اللهب، والجزائر بين الماضي والحاضر" منها ما ترجم للغات أجنبية.
  • "عندما دخلت مجلسه قال العقاد: قفوا للجزائر"
  • من جملة ما يتذكره الأستاذ محمد الصالح الصديق لقاءه التاريخي مع الأديب الكبير العقاد ببيته بالقاهرة، يقول "قدمت طلب مقابلة للعقاد عن طريق سكرتيرته، فكان لي ذلك، حيث قصدت مجلسه الكائن ببيته بمصر الجديدة، ولما دخلت وجدت العقاد يجلس بين نخبة من المثقفين والأدباء، وبمجرد إلقائي السلام قال العقاد "قوموا للجزائر" ثم طلب مني الجلوس إلى جانبه، وسألني أسئلة محرجة عن الثورة التحريرية".
  • "عندما سألت طه حسين عن الثورة الجزائرية قال لي "مش وقتو""
  • قال الشيخ محمد الصالح الصديق إنه التقى مرتين بالأديب الكبير طه حسين، المرة الأولى كانت بتونس "طلب بورقيبة من طه حسين تشريف جامع الزيتونة بحضوره حفل تخرج الطلبة في آخر السنة الدراسية، وكنت من بين المدعوين باعتباري ممثلا لجبهة التحرير الوطني أنا والشيخ عبد الرحمان شيبان، وخلال المحاضرة التي ألقاها طه حسين لم يشر هذا الأخير في معرض حديثه إلى ثورة الجزائر التي كانت أهم حدث في تلك الفترة في العالم ككل، وهو الأمر الذي جعل الناس يسبونه، وجعلني أطلب لقاءه لأقدم له احتجاجي، وبعد مشقة وصلت إليه، وعندما سألته: لماذا لم تتحدث عن الثورة الجزائرية قال لي "مش وقتو"، وهي نفس الجملة التي قالها لي بعد عشر سنوات في لقائي الثاني به ببيته بالقاهرة، ولم أعرف السبب إلى اليوم".
  • "عميروش أهداني ساعة يد ما زالت إلى اليوم"
  • مما يتذكره الشيخ محمد الصالح الصديق عن الشهيد عميروش ذكرى لا تزال راسخة في مخيلته "ذات يوم كنت أكتب مقالا حول الشهيد البطل شيحاني بشير، فجاء عميروش ووجدني على تلك الحال، فطلب مني ترك الكتابة والذهاب معه لتناول وجبة الغداء، لكني رفضت وقلت له لا أستطيع الذهاب حتى أكمل المقال، فغضب، لكنه عندما عرف بأن موضوعه يدور حول شيحاني بشير تركني لحالي، وقبل أن يذهب أهداني ساعة يد وقال لي: هذه هدية لتعد بها الساعات والدقائق الباقية لفرنسا بالجزائر".
  • قصة الأميرة
  • "توسمت في بوتفليقة أن يكون رئيسا"
  • روى الشيخ أنه التقى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة غداة الاستقلال مباشرة بمطار ليبيا "كلفت باستقبال بوتفليقة الذي كان سيسافر إلى القاهرة برفقة بشير بومعزة، ولأن الطائرة تتوقف بمطار ليبيا وصلني تيليغراما لاستقبال هذين الأخوين، ومن حسن الحظ أنه لدى وصولهما إلى ليبيا تأخرت الطائرة المتجهة إلى القاهرة لمدة ثلاث ساعات، كانت فرصة تحدثت فيها مع بوتفليقة في ميادين شتى، فانبهرت بثقافته الموسوعية، وأهم انطباع ظل راسخا في مخيلتي هو حديثه من موقع رئيس للجمهورية، وهو ما تحقق له بعد أكثر من 30 سنة، فعندما فاز بالعهدة الأولى راسلته مهنئا وذكرته بلقائنا، فأمر أن تنشر هذه الرسالة في الصحافة الوطنية.
  • رئيسا لهيئة إحياء التراث
  • بعد الاستقلال التحق الأستاذ محمد الصالح الصديق بوزارة الخارجية، وكان يأمل في تعيينه بمنصب يليق بمقامه، لكنه ظل قابعا في مكاتب الوزارة من دون أمل، فاستقال والتحق بالتعليم الذي زاوله أستاذا للغة العربية والتربية الإسلامية من سنة 1965 إلى سنة 1981. وفي عهد تولي الشيخ عبد الرحمان شيبان لحقيبة وزارة الشؤون الدينية عين في منصب رئيس لهيئة إحياء الثراث، وكان من أجل أعمالها إحياء فكر ابن باديس. وإلى جانب مهمته تلك كان الأستاذ محمد الصالح الصديق يؤلف الكتب ويقدم أحاديث في الإذاعة والتلفزيون ويكتب المقالات وينشط المحاضرات.




شكرا لك استاذة على هذا اللمحة والنقل الطيب لهذه الشخصية الثورية والفكرية

بارك الله فيك




مشكوووووووووووووووووووووو ووووور تواجدك على صفحتي

وفقك الله واحسن إليك .

تعليمية




التصنيفات
منتدى الطلبات والبحوث المدرسية للتعليم المتوسط AM

بحث حول ابو بكر الصديق

تعليمية

بحث حول ابو بكر الصديق

تعليمية

اهلا بكم اقدم لكم
بحث حول ابو بكر الصديق

نسبه

هو عبد اللّه بن عثمان بن عامر بن عَمْرو بن كعب بن سعد بن تَيْم بن مُرَّة بن كعب بن لؤيّ القرشيّ التيميّ. يلتقي مع رسول اللّه في مُرَّة بن كعب.
أبو بكر الصديق بن أبي قُحَافة.

وأمه أم الخير سَلْمَى بنت صخر وهي ابنة عم أبي قحافة.
أسلم أبو بكر ثم أسلمت أمه بعده، وصحب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم

أبو بكر العتيق الصديق

لقب عَتِيقاً لعتقه من النار وعن عائشة رضي اللّه عنها أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: “أبو بكر عتيق اللّه من النار” فمن يومئذ سمي “عتيقاً”.
قال علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه: “إن اللّه تعالى هو الذي سمى أبا بكر على لسان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم صدِّيقاً” وسبب تسميته أنه بادر إلى تصديق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ولازم الصدق فلم تقع منه هِنات ولا كذبة في حال من الأحوال.
وعن عائشة أنها قالت: “لما أسري بالنبي صلى اللّه عليه وسلم إلى المسجد الأقصى أصبح يحدِّث الناس بذلك فارتد ناس ممن كان آمن وصدق به وفتنوا به. فقال أبو بكر: إني لأصدقه في ما هو أبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء غدوة أو روحة، فلذلك سمي أبا بكر الصديق”.

مواقفه فى بداية الدعوة

ولد أبو بكر سنة 573 م بعد الفيل بثلاث سنين تقريباً، وكان رضي اللّه عنه صديقاً لرسول اللّه قبل البعث وهو أصغر منه سناً بثلاث سنوات وكان يكثر غشيانه في منزله ومحادثته فلما أسلم آزر النبي صلى اللّه عليه وسلم في نصر دين اللّه تعالى بنفسه وماله.
كان أبو بكر رضي اللّه عنه من رؤساء قريش في الجاهلية محبباً فيهم مُؤلفاً لهم، وكان إذا عمل شيئاً صدقته قريش فلما جاء الإسلام سبق إليه، وأسلم من الصحابة على يديه خمسة من العشرة المبشرين بالجنة وهم: عثمان بن عفان، والزُّبَير بن العوَّام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد اللّه
وكان أعلم العرب بأنساب قريش وما كان فيها من خير وشر. وكان تاجراً ذا ثروة طائلة، حسن المجالسة، عالماً بتعبير الرؤيا، وقد حرم الخمر على نفسه في الجاهلية هو وعثمان بن عفان. ولما أسلم جعل يدعو الناس إلى الإسلام
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: “ما دعوت أحداً إلى الإسلام إلا كانت عنده كَبْوَة ونظر وتردد إلا ما كان من أبي بكر رضي اللّه عنه ما عَلَمَ عنه حين ذكرته له” أي أنه بادر به.
ودفع أبو بكر عقبة بن أبي معيط عن رسول اللّه لما خنق رسول اللّه وهو يصلي عند الكعبة خنقاً شديداً. وقال: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ}.

أول خطيب فى الاسلام

وقد أصاب أبا بكر من إيذاء قريش شيء كثير. فمن ذلك أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لما دخل دار الأرقم ليعبد اللّه ومن معه من أصحابه سراً ألح أبو بكر رضي اللّه عنه في الظهور،
فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: يا أبا بكر إنا قليل. فلم يزل به حتى خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ومن معه من الصحابة رضي اللّه عنهم وقام أبو بكر في الناس خطيباً ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم جالس ودعا إلى رسول اللّه، فهو أول خطيب دعا إلى اللّه تعالى
فثار المشركون على أبي بكر رضي اللّه عنه وعلى المسلمين يضربونهم فضربوهم ضرباً شديداً. ووُطئ أبو بكر بالأرجل وضرب ضرباً شديداً. وصار عُتْبة بن ربيعة يضرب أبا بكر بنعلين مخصوفتين ويحرفهما إلى وجهه حتى صار لا يعرف أنفه من وجهه،
فجاءت بنو تيم يتعادَون فأجْلت المشركين عن أبي بكر إلى أن أدخلوه منزله ولا يشكُّون في موته، ثم رجعوا فدخلوا المسجد فقالوا: واللّه لئن مات أبو بكر لنقتلن عتبة، ثم رجعوا إلى أبي بكر وصار والده أبو قحافة وبنو تيم يكلمونه فلا يجيب حتى آخر النهار،
ثم تكلم وقال: ما فعل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟
فعذلوه فصار يكرر ذلك
فقالت أمه: واللّه ما لي علم بصاحبك.
فقال: اذهبي إلى أم جميل فاسأليها عنه وخرجت إليها وسألتها عن محمد بن عبد اللّه،
فقالت: لا أعرف محمداً ولا أبا بكر ثم قالت: تريدين أن أخرج معك؟
قالت: نعم. فخرجت معها إلى أن جاءت أبا بكر فوجدته صريعاً
فصاحت وقالت: إن قوماً نالوا هذا منك لأهل فسق وإني لأرجو أن ينتقم اللّه منهم،
فقال لها أبو بكر رضي اللّه عنه: ما فعل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟
فقالت: هذه أمك،
قال: فلا عَيْنَ عليك منها أي أنها لا تفشي سرك.
قالت: سالم هو في دار الأرقم.
فقال: واللّه لا أذوق طعاماً ولا أشرب شراباً أو آتي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم.
قالت أمه: فأمهلناه حتى إذا هدأت الرِّجل وسكن الناس خرجنا به يتكئ عليَّ حتى دخل على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فرقَّ له رقة شديدة وأكب عليه يقبله وأكب عليه المسلمون كذلك
فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول اللّه ما بي من بأس إلا ما نال الناس من وجهي، وهذه أمي برة بولدها فعسى اللّه أن يستنقذها من النار، فدعا لها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ودعاها إلى الإسلام فأسلمت.
ولما اشتد أذى كفار قريش لم يهاجر أبو بكر إلى الحبشة مع المسلمين بل بقي مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم تاركاً عياله وأولاده

هجرته مع رسول الله صلى الله عليه و سلم

أقام مع رسول الله في الغار ثلاثة أيام؛ قال اللّه تعالى: {ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا}.
ولما كانت الهجرة جاء رسول اللّه صلى اللّه عليه إلى أبي بكر وهو نائم فأيقظه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: قد أذن لي في الخروج
قالت عائشة: فلقد رأيت أبا بكر يبكي من الفرح،
ثم خرجا حتى دخلا الغار فأقاما فيه ثلاثة أيام. وأن رسول اللّه لولا ثقته التامة بأبي بكر لما صاحبه في هجرته فاستخلصه لنفسه. وكل من سوى أبي بكر فارق رسول اللّه، وإن اللّه تعالى سماه “ثاني اثنين”.
قال رسول صلى اللّه عليه وسلم لحسان بن ثابت: “هل قلت في أبي بكر شيئاً؟” فقال: نعم.
فقال: “قل وأنا أسمع”.
فقال:
وثاني اثنين في الغار المنيف وقد * طاف العدوّ به إذ صعَّد الجبلا
وكان حِبِّ رسول اللّه قد علموا * من البرية لم يعدل به رجلاً

فضحك رسول اللّه حتى بدت نواجذه، ثم قال: “صدقت يا حسان هو كما قلت”.

تعليمية

موضــوع منقـول لتعـم الفائـدة للجميـع وناهم في نشر العلوم

اختكــــم سلمــى

تعليمية




بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين وعليه التكلان من الخذلان
اللهم صلي على المبعوث رحمة للعالمين محمد
وآله وصحبه أجمعين ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين
اللهم أرحمنا فإنك بنا راحم ولاتعذبنا فإنك علينا قادر
استغفر الله العظيم وأتوب إليه من كل ذنبٍ عظيم
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
سبحان الله العظيم عدد خلقه
وزنة عرشه ومداد كلماته
ورضاء نفسه




بسم الله الرحمن الرحيم

مشكوووووور ةوالله يعطيك الف عافيه




مشكوووور والله يعطيك الف عافية

.