التصنيفات
اسلاميات عامة

أحذر من دعاة الفتن

تعليمية تعليمية

أحذر من دعاة الفتن
من أبر السمات ((دعاة الحزبية)).


* من أبرز سماتهم، أنهم يتحدثون عن العلماء وبشكل غير مباشر يقصدون من ذلك؛

أنه إذا خالفنا العلماء، فعلموا أننا على الحق، فعلموا أننا مصلحون المجتمع !!

فعلموا ذلك، طبعا يقولون بشكل غير مباشر، – ينشرون هذا المفهوم بين الناس لكي يغتروا بهم فحذروا -، وينتظرون فرصه أو كلمة أو مسألة خلافية – التي لا علم لعامة الناس بتفصيلها، ليلبسوا على عامة الناس أنه على حق ويثيرون الكلام ويظن الظان أنهم هم المدافعون عن الإسلام والمسلمين !!

كما رأينا من أحد الدعاة، يهيج الناس على ولي الأمر – الحاكم -، في أحد الدول، ويرد على أحد العلماء الكبار من أهل العلم ، مع أن المسألة الحديث لا يكون إلا للعلماء وتجرء هذا الداعية الصغير في العلم – المشهور في التلفاز !! – وتحدث ، بما هو ليس بمقامه.

وهنا أريد أن أعلمكم بأن هذه المسائل التي تسمى "النوازل" قضايا التي تخص الإسلام وعامة المسلمين، لا يتحدث بها إلا العلماء العلماء الكبار مثل اللجنة الدائمة في السعودية ، من العلماء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ والشيخ عبدالله الغديان والشيخ صالح اللحيدان والشيخ صالح الفوزان والشيخ ربيع بن هادي المدخلي والشيخ عبدالمحسن العباد .. وغيرههم ولكن أقصد من هذا أخذ أقول من العلماء المعروفين في النوازل والقرارت التي تخص الإسلام والمسلمين جميعا.

ومن تلك الأحداث أو النوازل

الجهاد، ومقاطعة المشركين، والحديث عن ولاة الأمور، والبيعة صلح بين الدول ، …. وكل ما يؤثر جميع المسلمين وليس أحاد المسلمين .

ومن تلك الأحداث مقاطعة المشركين : فقد أفتى العلماء بأن الأمر بيد ولي الأمر يرى فيه المصلحة في المقاطعة أم لا فله الحق في هذا ، هذا ما يخص الدولة ،
أما ما يخص الفرد فللفر الحق في المقاطعة إن أراد المقاطعة بنفسه فقط، وليس له الحق أن يقول "يجب على الناس مقاطعة" ، لا ن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمرنا بذلك .

ونذكركم بأن الخوارج لهم دور في هذه الفتنة .

عليكم بأقوال العلماء الكبار في العلم، ولا تنتظروا من الدعاة لكي ينصحونكم في النوازل حتى لا تقع في الفتن .

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

كتبه أخوكم في الله
أبو عبدالرحمن محمد رئيسي


منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




التصنيفات
اسلاميات عامة

23 ضابطا في التعامل مع الفتن

تعليمية تعليمية

23 ضابطا في التعامل مع الفتن

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله فهذه فوائد تشد إليها الرحال في التعامل مع الفتن قيدتها من أحد البحوث راجيا من الله تعالى وأنا في الثلث الأخير من رمضان المبارك أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل وأن يجنبنا ويعصمنا من الفتن ماظهر منها وما بطن إنه ولي ذلك والقادر عليه وصل اللهم وسلم وبارك وزد على نبيك وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أبو جهاد سمير الجزائري

من العواصم في الفتن:

1- الاعتصام بالكتاب والسنة:

وهذا المعلم جماع هذا الباب كله؛ إذ جميع المعالم الآتية داخلة فيه، متفرعة عنه، قال الله _عز وجل_: [وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (101)] آل عمران.
وقال النبي": تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما: كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يَرِدَا عليَّ الحوض. صحيح الجامع (2938).
وليس الاعتصام بهما كلمة تتمضمض بها الأفواه من غير أن يكون لها رصيد في الواقع.
ويعظم هذا الأمر حال الفتن؛ إذ يجب الرجوع فيها إلى هداية الوحيين؛ لكي نجد المخرج والسلامة منها.
وهذا ما سيتبين في الفقرات التالية _إن شاء الله_.

2- التوبة النصوح:

فهي واجبة في كل وقت، وهي في هذه الأوقات أوجب[فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا] الأنعام: 43.
ولنا في قصة قوم يونس _ عليه السلام _ عبرة وموعظة؛ فهم لما رأوا نُذُر العذاب قد بدأت تلوح لجأوا إلى الله، وتضرعوا إليه، فرفع الله عنهم العذاب ومتعهم بالحياة إلى حين مماتهم، وانقضاء آجالهم.

4- الإفادة من التجارب:

فلا يحسن بنا أن نُغْفِل تعامل أسلافنا مع ما مر بهم من البلايا، وكيف تجاوزوا تلك المحن والفتن، بل علينا أن نقبس من هداهم، ونستَلْهِم العبر من صنيعهم.

5- التذكير بعاقبة الظلم:
فمهما طال البلاء، ومهما استبد الألم فإن عاقبة الظلم وخيمة، وإن العاقبة الحميدة إنما هي للتقوى وللمتقين، كما بين ذلك ربنا في محكم التنزيل؛ فماذا كانت عاقبة النمرود، وفرعون، وهامان وقارون، وغيرهم ممن طغى وتجبر وظلم؟
إنها الدمار، والبوار، وجهنم وبئس القرار، وماذا كانت عاقبة الأنبياء والمصلحين المقسطين من عباد الله المؤمنين ؟
إنها الفلاح والنصر، والتمكين، والجنة ونعم عقبى الدار.

6- الثقة بالله، واليقين بأن العاقبة للتقوى وللمتقين.

7- لزوم الاعتدال في جميع الأحوال:

فينبغي في ذلك الخضم من الفتن والمصائب ألا يفارقنا هدوؤنا، وسكينتنا، ومروآتنا؛ فذلك دأب المؤمن الحق، الذي لا تبطره النعمة، ولا تقنطه المصيبة، ولا يفقد صوابه عند النوازل، ولا يتعدى حدود الشرع في أي شأن من الشؤون.
ويتأكد هذا الأدب في حق من كان رأساً مطاعاً في العلم، أو القدر؛ لأن لسان حال من تحت يده يقول:
اصبر نكن بك صابرين فإنما… صبر الرعية عند صبر الراس

9- لزوم الرفق، ومجانبة الغلظة والعنف:

سواء في الدعوة، أو الرد، أو النقد، أو الإصلاح، أو المحاورة؛ فإن استعمال الرفق، ولين الخطاب ومجانبة العنف _ يتألف النفوس الناشزة، ويدنيها من الرشد، ويرغبها في الإصغاء للحجة.
ولقد كان ذلك دأب الأنبياء، قال _تعالى_ في خطاب هارون وموسى _ عليهما السلام _ [اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44)] طه.
ولقَّن موسى _ عليه السلام _ من القول اللين أحسنَ ما يخاطب به جبار يقول لقومه: أنا ربكم الأعلى، فقال _تعالى_: [فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى (18) وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (19)] النازعات.
قال ابن القيم :"وتأمل امتثال موسى لما أُمِر به كيف قال لفرعون:[هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى (18) وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (19)] النازعات.
فأخرج الكلام معه مخرج السؤال والعرض، لا مَخْرجَ الأمر، وقال:[إِلَى أَنْ تَزَكَّى] ولم يقل: إلى أن أزكيك.
فنسب الفعل إليه هو، وذكر لفظ التزكِّي دون غيره؛ لما فيه من البركة، والخير، والنماء.
ثم قال:[وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ] أكون كالدليل بين يديك الذي يسير أمامك.
وقال: [إِلَى رَبِّكَ]استدعاءًا لإيمانه بربه الذي خلقه، ورزقه، ورباه بنعمه صغيراً وكبيراً.

10- الإقبال على الله عز وجل :

وذلك بسائر أنواع العبادات.
قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيما رواه مسلم "العبادة في الهرج كهجرة إلي".
والهرج: الفتن والقتل.

11- الحرص على جمع الكلمة ورأب الصدع:

فالأمة مثخنة بالجراح، وليست بحاجة إلى مزيد من ذلك.
بل هي بحاجة إلى إشاعة روح المودة، والرحمة، ونيل رضا الله بترك التفرق ونبذ الخلاف.
قال ربنا _تبارك وتعالى_: [وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا] آل عمران: 103.
وقال: [لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (114) ]النساء.

12- قيام روح الشورى:

خصوصاً بين أهل العلم، والفضل، والحل والعقد، وذلك بأن ينظروا في مصلحة الأمة، وأن يقدموا المصالح العليا قال الله _تعالى_ في وصف المؤمنين: [وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ] الشورى: 38.
وقال _ عز وجل _ لنبيه ": [وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ] آل عمران: 159.
فقد أذن الله له " بالاستشارة وهو غني عنها بما يأتيه من وحي السماء؛ تطييباً لنفوس أصحابه، وتقريراً لسنة المشاورة للأمة من بعده.
ثم إن للشورى فوائد عظيمة منها تقريب القلوب، وتخليص الحق من احتمالات الآراء، واستطلاع أفكار الرجال، ومعرفة مقاديرها؛ فإن الرأي يمثِّل لك عقلَ صاحبه كما تمثل لك المرآةُ صورةَ شخصِه إذا استقبلها.
وقد ذهب الحكماء من الأدباء في تصوير هذا المغزى مذاهب شتى، قال بعضهم:
فاضمم مصابيحَ آراءِ الرجال إلى… مصباح ضوئك تزددْ ضوءَ مصباح

وإذا كان العالم النحرير، والحكيم الداهية، والقائد الحصيف لا يستغني عن الشورى_فكيف بمن دونه،بل كيف بمن كان شاباً في مقتبل عمره، ولم تصلب بعد قناته، ولم تُحَنِّكْهُ التجارب؟!.

13- الصبر:

قال ربنا _ جل وعلا _: [إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ] آل عمران: 120.
ومن أعظم الصبرِ الصبرُ على هداية الناس، والصبر على انتظار النتائج؛ لأن استعجال الثمرة قد يؤدي إلى نتائج عكسية تضر أكثر مما تنفع؛ فالصبر إذا اقترن بالأمر كان عصمة من الملل واليأس والانقطاع، وتفجرت بسببه ينابيع العزم والثبات.

14- إشاعة روح التفاؤل:

فإن ذلك مما يبعث الهمة، ويدعو إلى اطراح الخور والكسل، ويقود إلى الإقبال على الجد والعمل؛ فلنثق بالله _ عز وجل _ ونصره وتأييده، ولنحذر من كثرة التلاوم، وإلقاء التبعات على الآخرين، ولنحذر من القنوط واليأس، والتشاؤم؛ فالإسلام لا يرضى هذا المسلك بل يحذر منه أشد التحذير.
ثم لنثق بأن في طي هذه المحن منحاً عظيمة.
كم نعمة لا تستقل بشكرها… لله في طي المكاره كامنة

15- التثبت مما يقال، والنظر في جدوى نشره، والحرص على رد الأمور إلى أهلها:

فالعاقل اللبيب لا يتكلم في شيء إلا إذا تثبَّت من صحته؛ فإذا ثبت لديه ذلك نَظَرَ في جدوى نشره؛ فإن كان في نشره حفز للخير، واجتماعٌ عليه _نشره، وأظهره، وإن كان خلاف ذلك أعرض عنه، وطواه.
ولقد جاء النهي الصريح عن أن يحدث المرء بكل ما سمع.
قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم "كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع" رواه مسلم.
وقد عقد الإمام مسلمرحمه الله في مقدمة صحيحه باباً سماه (باب النهي عن الحديث بكل ماسمع) وساق تحته جملة من الآثار منها الحديث السابق، ومنها مارواه بسنده عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه قال: "بحسب المرء من الكذب أن يحدث بكل ما سمع".
وقال الإمام مسلم رحمه الله: حدثنا محمد بن المثنى قال: سمعت عبدالرحمن بن مهدي يقول:" لا يكون الرجل إماماً يقتدى به حتى يمسك عن بعض ما سمع".
ويتعين هذا الأدب في وقت الفتن والملمات، فيجب على المسلم أن يتحرى هذا الأدب؛ حتى يقرب من السلامة، وينأى عن العطب.
قال الله _تعالى_:[وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوْ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمْ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً] النساء:83.
قال الشيخ العلامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله في تفسير هذه الآية: "هذا تأديب من الله لعباده عن فعلهم هذا غير اللائق، وأنه ينبغي لهم إذا جاءهم أمر من الأمور المهمة، والمصالح العامة مما يتعلق بالأمن، وسرور المؤمنين أو بالخوف الذي فيه مصيبة عليهم _أن يتثبتوا، ولا يستعجلوا بإشاعة ذلك الخبر، بل يردونه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم: أهل الرأي، والعلم، والنصح، والعقل، والرزانة، الذين يعرفون الأمور، ويعرفون المصالح وضدها.
فإذا رأوا في إذاعته مصلحة ونشاطاً للمؤمنين، وسروراً لهم، وتحرزاً من أعدائهم_فعلوا ذلك، وإن رأوا ما ليس فيه مصلحة، أو فيه مصلحة، ولكن مضرته تزيد على مصلحته لم يذيعوه.
ولهذا قال: [لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ].
أي يستخرجونه بفكرهم وآرائهم السديدة، وعلومهم الرشيدة.
وفي هذا دليل لقاعدة أدبية، وهي أنه إذا حصل بحث في أمر من الأمور ينبغي أن يولى من هو أهل لذلك، ويجعل إلى أهله، ولا يُتقدم بين أيديهم؛ فإنه أقرب إلى الصواب، وأحرى للسلامة من الخطأ.
وفيه النهي عن العجلة والتسرع لنشر الأمور من حين سماعها، والأمرُ بالتأمل قبل الكلام، والنظر فيه هل هو مصلحة فيقدم عليه الإنسان أم لا فيحجم عنه (تيسير الكريم الرحمن).

16- التروي في إبداء الرأي، والتأني في اتخاذ الموقف:

بأن لا يقول كل ما يعلم؛ فاللائق بالعاقل أن ينظر في العواقب، وأن يراعي المصالح؛ فلا يحسن به أن يبدي رأيه في كل صغيرة وكبيرة، ولا يلزمه أن يتكلم بكل نازلة؛ لأنه ربما لم يتصور الأمر كما ينبغي، وربما أخطأ التقدير، وجانب الصواب، بل ليس من الحكمة أن يبدي الإنسان رأيه في كل ما يعلم حتى ولو كان متأنياً في حكمه، مصيباً في رأيه؛ فما كل رأي يُجهر به، ولا كل ما يعلم يقال، ولا كل ما يصلح للقول يصلح أن يقال عند كل أحد، أو في كل مكان أو مناسبة.
بل الحكمة تقتضي أن يحتفظ الإنسان بآرائه إلا إذا استدعى المقام ذلك، واقتضته الحكمة والمصلحة، وكان المكان ملائماً، والمخاطبون يعقلون ما يقال.
وإذا رأى أن يبدي ما عنده فليكن بتعقل، وروية، ورصانة، وركانة.
وزِن الكلام إذا نطقت فإنما… يبدي العقولَ أو العيوبَ المنطقُ
وقال ابن حبان رحمه الله (في روضة العقلاء) الرافق لا يكاد يُسْبَق كما أن العَجِل لا يكاد يَلْحَق، وكما أن من سكت لا يكاد يندم كذلك من نطق لا يكاد يسلم.
والعَجِل يقول قبل أن يعلم، ويجيب قبل أن يفهم، ويَحْمد قبل أن يُجَرِّب، ويَذُّم بعد ما يحمد، ويعزم قبل أن يفكر، ويمضي قبل أن يعزم.
والعَجِل تصحبه الندامة، وتعتزله السلامة، وكانت العرب تُكَنِّي العجلةَ أمَّ الندامات.

17- الدعاء:

فالدعاء من أعظم أسباب النصر والسلامة من الفتن، كيف وقد قال ربنا _عز وجل_: [ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ] غافر: 60.
فثمرة الدعاء مضمونة_بإذن الله_إذا أتى الداعي بشرائط الإجابة؛ فحري بنا أن نكثر الدعاء لأنفسنا بالثبات، وأن ندعو لإخواننا بالنصر، وأن ندعو على أعدائنا بالخيبة والهزيمة.
وإذا اشتبه على الإنسان شيء مما اختلف فيه الناس فليدع بما رواه مسلم في صحيحه عن عائشة _رضي الله عنها_ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا قام يصلي من الليل: "اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون؛ اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهتدي من تشاء إلى صراط مستقيم".
فإذا انطرح العبد بين يدي ربه وسأله التوفيق والهداية والصواب والسداد _ فإن الله لن يخيب رجاءه، وسيهديه _بإذنه_ إلى سواء السبيل؛ فقد قال _تعالى_ فيما رواه مسلم في صحيحه: "يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم".

18- البعد عن الفتن قدر المستطاع:

فالفتنة في هذه الأزمان قائمة على أشدها؛ سواء فتنة الشهوات أو الشبهات؛ فالبعد عنها نجاة وسلامة، والقرب منها مدعاة للوقوع فيها.
قال النبي _عليه الصلاة والسلام_: "إن السعيد لمن جُنِّبَ الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن"(صحيح الجامع).
قال ابن الجوزي رحمه الله :"من قارب الفتنة بعدت عنه السلامة، ومن ادعى الصبر وكل إلى نفسه (صيد الخاطر).
وقال: فإياك أن تغتر بعزمك على ترك الهوى مع مقاربة الفتنة؛ فإن الهوى مكايد، وكم من شجاع في الحرب اغتيل فأتاه ما لم يحتسب.
وقال: ما رأيت فتنة أعظم من مقاربة الفتنة، وقل أن يقاربها إلا من يقع فيها، ومن حام حول الحمى يوشك أن يرتع فيه.

19- الحذر من أن يؤتى الإسلام من أي ثغر من الثغور:

سواء في ميدان التعليم، أو الإعلام، أو المرأة، أو الدعوة، وما جرى مجرى ذلك.
فهذه ثغور يجب على كل مسلم بحسبه أن يحافظ عليها خصوصاً في مثل هذه الأيام العصيبة، فلا يليق بنا أن نقول بأننا أمام أمور أعظم؛ فلا داعي أن نشتغل بهذه الأمور.
بل هي من صميم ما يجب علينا، وهي من أعظم ما يسعى الأعداء لتحقيقه.
وعلينا أن ندرك الخطر المحدق بالأمة، وأن نستشعر ما تتطلبه تلك المرحلة من الصبر، والحكمة، والروية، والثبات، وبُعْد النظرة، وصدق التوكل، وحسن الصلة بالله.

20- ترسيخ الفهم الصحيح للإيمان بالقدر والتوكل على الله _عز وجل_:

فالإيمان بالقدر يحمل على التسليم لله، والرضا بحكمه، والقيام بالأسباب المشروعة، لا على القعود، والإخلاد إلى الأرض؛ فهناك من يترك الأخذ بالأسباب، بحجة أنه متوكل على الله، مؤمن بقضائه وقدره، وأنه لا يقع في ملكه شيء إلا بمشيئته.
والحقيقة أن هذه مصيبة كبرى، وضلالة عظمى، أدت بالأمة إلى هوة سحيقة من التخلف والانحطاط، وسبَبَّت لها تسلط الأعداء، وجرَّت عليها ويلات إثر ويلات.

21- مراعاة المصالح والمفاسد:

وقد مر شيء من ذلك؛ فلا يكفي مجرد سرد النصوص، وتنزيلها على أحوال معينة خصوصاً عند الفتن واشتباه الأمور بل لا بد من الرؤية، والاستنارة بأهل العلم والفقه والبصيرة، ولا بد من النظر في المصالح والمفاسد قال الشيخ السعدي رحمه الله عند قوله تعالى: [فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتْ الذِّكْرَى (9)] الأعلى، مفهوم الآية أنه إذا ترتب على التذكير مضرة أرجح تُرِكَ التذكير؛ خوف وقوع المنكر (فتح الملك العلام).
وقال ابن القيم رحمه الله :"فإذا كان إنكار المُنْكَرِ يستلزم ما هو أنكر منه، وأبغض إلى الله ورسوله فإنه لا يسوغ إنكاره، وإن كان الله يبغضه، ويمقت أهله" (إعلام الموقعين).

22- حسن التعامل مع الخلاف والردود:

فربما يحصل في وقت النوازل والفتن اختلاف في النظرة إليها من قبل بعض أهل العلم وربما يحصل خلاف حول أمر ما؛ فيحسن _ والحالة هذه _ أن تنشرح صدورنا لما يقع من الخلاف؛ فما من الناس أحد إلا وهو راد ومردود عليه، وكلٌّ يؤخذ من قوله ويرد إلا الرسول ".
ويجمل بنا أن :
• نحسن الظن بأهل العلم والفضل إذا رد بعضهم على بعض، وألا ندخل في نياتهم، وأن نلتمس لهم العذر.
• إذا تبين لنا أن أحداً من أهل العلم والفضل أخطأ سواء كان راداً أو مردوداً عليه _ فلا يسوغ لنا ترك ما عنده من الحق؛ بحجة أنه أخطأ.
• إذا كنا نميل إلى أحد من الطرفين أكثر من الآخر فلا يجوز لنا أن نتعصب له، أو نظن أن الحق معه على كل حال.
• إذا كان في نفس أحدٍ منا شيء على أحد الطرفين _ فلا يكن ذلك حائلاً دون قبول الحق منه.
قال _ ربنا جل وعلا _ : [وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى].
وقال: [وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى].
قال ابن حزم رحمه الله :"وجدت أفضل نعم الله _تعالى_ على المرء أن يطبعه على العدلِ وحُبِّه، وعلى الحق وإيثاره" (الأخلاق والسير).
وقال أيضا :"وأما من طبع على الجور واستسهاله، وعلى الظلم واستخفافه _ فلييأس من أن يصلح نفسه، أو يقوِّم طباعه أبداً، وليعلم أنه لا يفلح في دين ولا في خلق محمود".
• إذا كان لدينا قدرة على رأب الصدع، وجمع الكلمة، وتقريب وجهات النظر فتلك قربة وأي قربة.
قال الله _ عز وجل _ : [لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً].
• إذا لم نستطع فلنجتهد بالدعاء والضراعة إلى الله أن يقرب القلوب، ويجمع الكلمة على الحق.
• لنحذر كل الحذر من الوقيعة بأهل العلم، أو السعاية بينهم، ولنعلم بأنهم لا يرضون منا بذلك مهما كان الأمر.
• إذا سلَّمَنا الله من هذه الردود، فاشتَغل الواحد منا بما يعنيه _ فهو خير وسلامة _ إن شاء الله تعالى _.
والذي يُظَنْ بأهل الفضل سواء كان الواحد منهم رادَّاً أو مردوداً عليه _ أنهم لا يرضون منا أن نتعصَّب لهم أو عليهم تفنيداً، أو تأييداً.
بل يرضيهم كثيراً أن نشتغل بما يرضي الله، وينفع الناس.
ويؤسفهم كثيراً أن تأخذ تلك الردود أكثر من حجمها، وأن تفسر على غير وجهها.
هذا وإن العاقل المحب لدينه وإخوانه المسلمين ليتمنى من صميم قلبه أن تجتمع الكلمة، وألا يحتاج الناس أو يضطروا إلى أن يردوا على بعض، وما ذلك على الله بعزيز، ولكن:
فيا دارها بالحزن إن مزارها… قريب ولكن دون ذلك أهوال
فمن العسير أن تتفق آراء الناس، واجتهاداتهم، ومن المتعذر أن يكونوا جميعاً على سنة واحدة في كل شيء، ومن المحال أن يُعْصَم الناس فلا يخطئوا.
والعجيب أن ترى أن اثنين من أهل العلم قد يكون بينهما خلاف حول مسألة أو مسائل، وتجد أتباعهما يتعادون، ويتمارون، وكل فريق يتعصب لصاحبه مع أن صاحبي الشأن بينهما من الود، والصلة، والرحمة الشيء الكثير!.
وأخيراً لنستحضر أن ذلك امتحان لعقولنا وأدياننا؛ فلنحسن القول، ولنحسن العمل، ولنجانب الهوى.

23- إشاعة روح التعاون على البر والتقوى والحرص على الإفادة من كل أحد:

فإذا شاعت روح التعاون بين أفراد الأمة في شتى الميادين_أمكن الإفادة من كل شخص مهما قلت مواهبه، ومن كل فرصة ووسيلة ما دامت جارية على مقتضى الشرع.
أما إذا اقتصر كل واحد منا على باب من أبواب الخير، ورأى أنه هو السبيل الوحيد للنهوض بالأمة، وقبض يده عن التعاون مع غيره ممن فتح عليهم أبواب أخرى من الخير_فإننا سنحرم خيراً كثيراً، وستُفْتَح علينا أبواب من الشر لا يعلمها إلا الله _عز وجل_.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في معرض كلام له في بيان أن أفضل الأعمال يتنوع بحسب أجناس العبادة، وباختلاف الأزمنة، والأمكنة، والأشخاص، والأحوال، قال: "وهذا باب واسع يغلو فيه كثير من الناس، ويتَّبعون أهواءهم؛ فإن من الناس من يرى أن العمل إذا كان أفضل في حقه لمناسبته له، ولكونه أنفع لقلبه، وأطوع لربه _ يريد أن يجعله أفضل لجميع الناس، ويأمرهم بمثل ذلك.
والله بعث محمداً بالكتاب والحكمة، وجعله رحمة للعباد، وهدياً لهم يأمر كل إنسان بما هو أصلح له؛ فعلى المسلم أن يكون ناصحاً للمسلمين، يقصد لكل إنسان ما هو أصلح.
وبهذا تبين لك أن من الناس من يكون تطوعه بالعلم أفضل له، ومنهم من يكون تطوعه بالجهاد أفضل له، ومنهم من يكون تطوعه بالعـبادات البدنية _ كالصلاة والصيام _ أفضل له.
والأفضل مطلقاً ما كان أشبه بحال النبي " باطناً وظاهراً؛ فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد " انتهى.

وبعد: فهذه إشارات مجملة، ومعالم عامة في التعامل مع الفتن والمصائب وكل واحد منها يحتاج إلى بسط وتفصيل، والمقام لا يسمح بذلك؛ فأسأل الله أن ينفع بما ذكر؛ إنه سميع قريب.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.


منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




شكرا لك نانو تقبل مروري
وبقيت




شكرا مديرتنا الغاليه على هذا الموضوع المهم




التصنيفات
اسلاميات عامة

ضوا بط مهمة يحتاجها المسلم عند الفتن للشيخ سليمان بن سليم الله الرحيلي حفظه الله

تعليمية تعليمية

هذه ضوابط ذكرها الشيخ في شريط له بعنوان

ضوابط مهمة يحتاجها المسلم عند الفتن للشيخ سليمان بن سليم الله الرحيلي حفظه الله

الضابط الأول : لا تتبع العاطفة وقيدها بالشرع

الضابط الثاني: التثبت في النقل وعدم التعجل

الضبط الثالث : إياك والجهل واحرص على العلم و التعلم

الضابط الرابع : عند الاختلاف إياك والصغار وألزم الكبار

الضابط الخامس : إياك والأمور الحادثة و ألزم السنة

الضابط السادس : إياك أن تقترب من الفتنة وابتعد عنها

الضابط السابع : منع الفتنة أسهل من رفعها

الضابط الثامن : احذر الهوى عندما تأخذ بالفتوى وخذ بما اضائه الدليل

الضابط التاسع :إن كنت عامياً لا تأخذ الفتوى بالتشهي وقلد الأعلم

الضابط العاشر : إياك والتقلب واثبت على الدين بنور القران والسنة

الضابط الحادي عشر : لا تنازع النصوص بما تريد واجعل ما تريد على وفق النصوص

الضابط الثاني عشر : احذر الفرقة وألزم الجماعة

الضابط الثالث عشر : إياك والظلمة والشر والعذاب وألزم العدل وأهله والخير وأهله

الضابط الرابع عشر : لا تتطلب الفتن واستعذ بالله من شرها

الضابط الخامس عشر : لا تغتر بزخرفة الفتن وانظر إلى حقيقتها ببصيرة المؤمن

الضابط السادس عشر : احذر الغلو و ألزم الاعتدال

الضابط السابع عشر : احذر العقوق وأدي الحقوق

الضابط الثامن عشر : احذر قصر النظر واعرف الحق بأصله وأثره

منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




شكرا وبارك الله فيك
تحياتي الخالصة




التصنيفات
اسلاميات عامة

نصيحة الشيخ الوصابي وتوجيهه في كيفية تعامل السلفي مع الفتن

نصيحة الشيخ الوصابي وتوجيهه في كيفية تعامل السلفي مع الفتن

جه فضيلة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي حفظه الله تعالى نصيحة غالية وعامة لجميع المسلمين وخصوصا أهل السُّنة في هذه الفتن، وفي غيرها في كيفية تعامل السلفي مع هذه الفتن الموجودة في أيامنا هذه ، فقال حفظه الله:
«نصيحة عامة لجميع المسلمين وخصوصا أهل السُّنة في هذه الفتن وفي غيرها؛ ألاّ يتعجلوا الأمور، نصيحتي بالتأني وعدّم التعجل، والرّجوع إلى أهل العلم، الرّجوع إلى العلماء، التأني من الله والعجلة من الشيطان والله يقول: ﴿ فاسألوا أهل الذِّكر إن كنتم لا تعلمون ﴾ هذه خِصيصة عظيمة من خصائص أهل السُّنة والجماعة يمتزون بها على غَيْرهم؛ أنهم أهلُ حلم وأناة، كما قال النبي -عليه الصلاة والسلام- للأشج إبن عبد القيس : ( إن فيك لخصلتين يحبهما الله: الحلم و الأناة )، إحمدوا الله على هذا الوصف يا أهل السنة: الحلم والأناة، التأني في الأمور وعدم التسرع، { في التأني السّلامة، وفي العجلة الندامة } هذا من الحكم هذه حكمة، وأمّا من الأحاديث: ( التأني من الله والعجلة من الشيطان ) من الجامع للشيخ الألباني -رحمة الله عليه-،

فاُنظر إلي الذين يستعجلون الأمور كيف يندمون، أنتم عليكم بالتأني وعدّم التعجل، إجعلها قاعدة في حياتك: تأتي أيّ فتنة من الفتن لا تندفع فيها حتى تتأنى، حتى تنظُر في الأمر، حتى تسأل أهل العلم. وكَونُك بقيت شهر، زمان مثلاً، أو أقل أو أكثر وأنت لا تدري وجه الصواب أهوَن من أن تندفع، خير لك من أن تندفع وأنت لم تعلم وجه الصواب، فالتأني وعدّم التعجل، الله الله، إجعلها يا -أخي المسلم- قاعدة لك في حيـاتك، فإذا تأنيتَ ونظرتَ في الأمر -إن شاء الله- جاءك الخير وجاءك الفرج، وأنت على خير،

والرّسول -عليه الصلاة والسلام- لما قال للأشج إبن عبد القيس: ( إن فيك لخصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة )، كان له سبب، وهو أنه لما جاء مع قومه من بلدانهم ووصلوا إلى المدينة، فأصحابه تركوا رواحلهم و إندفعوا في الذهاب إلى رسول الله -عليه الصلاة والسلام-؛ مُشتقون لرؤيته والسلام عليه و… وهذا بقي في مكانه يُرّبِط الرّواحِل، يرتب أعماله، ويجهز أمُوره، حتى ثبّت كل راحلة في محلها، وتهأ ولبِس، وجاء بعدهم إلي رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، فقال له الرسول هذا: ( إن فيك لخصلتين يحبهما الله: الحلم والأنــاة ). إذا كان هذا في عمله !؟ فمابالك أنت في عملك: في مواجهة فتنة ما عرفت رأسها من ذيلها !؟، فـلاَ تندفع فيها حتى تتأنى في الأمر، أيّ فتنة من الفتن حتى يتوفاك الله.

نسأل الله الثبات لنا ولكم ولجميع المسلمين وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه …»

ملاحظات:

  • فرغ المادة الأخ يوسف المهاجري، شبكة سحاب السلفية.
  • تحميل المادة [من هنا].




موضوع قيم ومفيد

بارك الله فيكم

وجزاكم الخير المديد




التصنيفات
اسلاميات عامة

ضوابط لتجنب الفتن للشيخ الجليل عبد الرزاق البدر.

ضوابط لتجنب الفتن

لقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: " إن السعيد لمن جُنِّبَ الفتن " رواه أبو داوود وغيره عن المقداد بن الأسود رضي الله عنه.
وهاهنا يتساءل كثير من الغيورين والناصحين ، ممن يريدون لأنفسهم السلامة ويريدون لأمتهم أمة الإسلام الرفعة والعلو، عن هذه السعادة بما تُنال ، وكيف يُظفَرُ بها وكيف تُتَقَى الفتُن وكيف يجنَّبُها المرء المسلم، ويسلم من أوضارها وشرورها وأخطارها، لأنَّ كلَّ مسلم ناصح غيور لا يريد لنفسه ولا لأمته الفتنة ، لِمَا قام في قلبه من النصيحة لنفسه ولعباد الله متمثلاً في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: " الدين النصيحة، قلنا لمن يا رسول الله، قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم" رواه مسلم ، إذ مقتضَى النصيحة للنفس وللغير أن يحذر العبد من الفتن وأن يسعَى جاهدا في البعد عنها والتخلص منها وعدم الوقوع فيها أو إيقاع الغير فيها والتعوذ بالله تبارك وتعالى من شرّها ما ظهر منها وما بطن.
وفي هذا المقام أُنَّبهُ على نقاط مهمة وأسس عظيمة وضوابطَ قويمة، يكون للمسلم بمراعاتها والتزامها التخلُّصُ من الفتن بإذن الله تبارك وتعالى، وهي ضوابطُ قويمةٌ مستقاة من كتاب الله العزيز وسنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.
إنَّ أهم ما تُتَقَى به الفتن ويتجنب به شرها وضررها، تقوى الله جلّ وعلا وملازمة ذلك في السر والعلانية والغيب والشهادة، والله تعالى يقول: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يَحتسب) الطلاق: 2 – 3 ، أي: يجعل له مخرجاً من كلِّ فتنة وبلية وشر في الدنيا والآخرة، ويقول الله تعالى: (ومَن يتق الله يجعل له من أمره يُسرًا)الطلاق: 4 ، والعاقبة دائمًا وأبدًا لأهل التقوى.
ولما وقعت الفتنة في زمن التابعين، أتَى نفر من النصحاء إلى طلق بن حبيب رحمه الله وقالوا: قد وقعت الفتنة فكيف نتقيها قال: اتقوها بتقوى الله جلّ وعلا، قالوا له: أجمل لنا التقوى ، فقال: "تقوى الله جلّ وعلا العمل بطاعة الله على نور من الله رجاء ثواب الله، وترك معصية الله على نور من الله خيفة عذاب الله". وبهذا نعلم أن تقوى الله جلّ وعلا ليست كلمة يقولها المرء بلسانه أو دعوى يدعيها، وإنما هي جدٌّ واجتهاد ونصح للنفس بطاعة الله والتقرب إليه جلّ وعلا بما يرضيه، مع لزوم فعل الفرائض والواجبات والبعد عن المعاصي والمحرمات ، فمن كان هذا شأنه وصفه فإنَّ العاقبةَ الحميدةَ والمآل الرشيد يكون له في الدنيا والآخرة.
ومن الضوابط المهمة لاجتناب الفتن لزوم الكتاب والسنة والاعتصام بهما ، فإنَّ الاعتصام بالكتاب والسنة سبيل العزّ والنجاة والفلاح في الدنيا والآخرة، وقد قال الإمام مالك إمام دار الهجرة رحمه الله: "السنة سفينة نوح فمن ركبها نجا ومن تركها هلك وغرق". ومن أَمَّرَ السنة على نفسه نطق بالحكمة وسلِمَ من الفتنة وحصّل خير الدنيا والآخرة، وقد ثبت في حديث العرباض بن سارية المُخَرَّجِ في السنن أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إنَّه من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإنَّ كلَّ محدثة بدعة وكلَّ بدعة ضلالة "، فالنجاة إنما تكون بالتمسك بالسنة والبعدِ عن البدع والأهواء، وأن يحكم المرء السنة على نفسه، فيما يأتي ويذر في حركاته وسكناته وقيامه وقعوده وجميع شؤونه، ومن كان هذا شأنه فإنه يُعصم ويُوقَى بإذن الله من كلِّ شر وبلاء وفتنة، وأما من يطلق لنفسه العِنان و يرخي لهواه الزِّمام فإنَّه يجر على نفسه و على غيره من عباد الله البلاء والشر.
ومن الضوابط العظيمة لاتقاء الفتن وتجنبها الرفقُ والأناة والبعد عن التسرع وعدم استعجال العواقب والنظر في عواقب الأمور، فإنَّ العجلة لا تأتي بخير والأناة فيها الخير والبركة ، ومن كان عجولاً في أموره فإنَّه لا يأمن على نفسه من الزلل والوقوع في الانحراف ، ومن كان رفيقًا في أموره متأنيًا في سيره بعيدًا عن العجلة والتهور والاندفاع ناظرًا في عواقب الأمور فإنَّه بإذن الله عز وجلّ يصل إلى العاقبة الحميدة التي يسعد بها في الدنيا والآخرة، وقد ورد عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنَّه قال: "إنها ستكون أمور مشتبهات فعليكم بالتُؤَدَة"ـ أي:عليكم بالأناة والبعد عن العجلة ـ "فإنَّك أَن تكون تابعًا في الخير، خيرٌ من أن تكون رأسًا في الشر". فمن يندفع ويتهور في معالجة الأمور ويبتعد عن سبيل الأناة يفتح على نفسه وعلى غيره من عباد الله باباً من الشر والبلاء يتحمل وزره ويبوء بإثمه ويُحَصِّلُ عاقبته الوخيمة ،وفي سنن ابن ماجة عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنَّ من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر . وإنَّ من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير ، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه . وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه".
فليتأمل عبدُ الله المؤمن في الأمور ولينظر في العواقب وليكن حليمًا رفيقًا متأنيًا، بعيدًا عن الاندفاع والعجلة والتسرع، فإنَّ العجلة والتسرع والاندفاع لا يجر لصاحبه إلا العواقب الوخيمة والأضرار الأليمة والنتائج السيئة التي تجر عليه وعلى غيره الوبال .
ومن الضوابط المهمة التي يحصل بها اتقاءُ الفتن واجتناب شرها لزومُ جماعة المسلمين، والبعدُ عن التفرق والاختلاف، فإنَّ الجماعة رحمة و الفرقة عذاب ، الجماعة يحصل بها لحمة المسلمين وشدة ارتباطهم وقوة هيبتهم ، ويتحقق بها التعاون بينهم على البر والتقوى وعلى ما فيه سعادتهم في الدنيا والآخرة، وأما الخلاف فإنَّه يجر عليهم شرورًا كثيرة وأضرارًا عديدة وبلاء لا يحمدون عاقبته في الدنيا والآخرة، ولهذا جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، في غير ما حديث الوصيةُ بلزوم الجماعة والتحذير من الفرقة.
ومن الضوابط العظيمة التي يلزمُ مراعاتها لاتقاء الفتنة واجتناب شرها الأخذُ عن العلماء الراسخين والأئمة المحققين وترك الأخذ عن الأصاغر من الناشئين في طلب العلم والمقلّين في التحصيل منه، يقول صلى الله عليه وسلم كما في سنن أبي داوود وغيره: " البركة مع أكابركم " والأكابر هم الذين رسخت أقدامهم في العلم وطالت مدتهم في تحصيله وأصبح لهم مكانة في الأمة بما آتاهم الله عز وجلّ من العلم والحكمة والرزانة والأناة والنظر في عواقب الأمور ، فمن كان مُعَوِّلاً على كلمة هؤلاء العلماء المحققين والأئمة الراسخين فإنَّه بإذن الله يحمد العاقبة ، وإلى هذا وجه الله عز وجلّ في محكم تنزيله، قال الله تعالى: (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا) النساء: 83.
و من الضوابط المهمة لتجنب الفتن حسنُ الصلة بالله ودعاؤه جلّ وعلا فإنَّ الدعاء مفتاح كلِّ خير في الدنيا والآخرة، ولاسيما سؤال الله تبارك وتعالى أن يجنب المسلمين الفتن ما ظهر منها وما بطن والتعوذ به تبارك وتعالى من الفتن كلِّها فإن من استعاذ بالله أعاذه ومن سأل الله أعطاه فإنَّه تبارك وتعالى لا يخيب عبدا دعاه ولا يرد مؤمنًا ناداه وهو القائل عز وجلّ: (وإذا سألك عبادي عني فإنِّي قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) البقرة: 186، وإنا لنسأل الله الكريم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجنب المسلمين الفتنَ ما ظهر منها وما بطنَ وأن يحفظ على المسلمين أمنهم وإيمانهم وأن يقيَهُم الشرور كلّها وأن يُحمِدَهم العواقب وأن يرزقهم المآلات الحميدة والنهايات الرشيدة وأن يهدي ضال المسلمين بمنه وكرمه ولا حول ولا قوة إلا بالله وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
من موقع الشيخ عبد الرزاق البدر.




جزاكم الله خيرا و نفع بكم




اللهم اهدهم واهدينا شكرا لك ننتضر جديدك




جزاك الله كل خير




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




جزاكم الله كل خير اخواني.




التصنيفات
اسلاميات عامة

القول الحسن في اقتناص جواهر التنبيه الحسن في موقف المسلم من الفتن

تعليمية تعليمية

القول الحسن
في
اقتناص جواهر
التنبيه الحسن في موقف المسلم من الفتن

أم أيمن الجزائرية

(فوائد من "التنبيه الحسن في موقف المسلم من الفتن " للشيخ محمد الإمام حفظه الله )

• أقسام القلوب عند التعرض للفتن
جاء عند الإمام مسلم من حديث حذيفة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
( تعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض والآخر أسود مرباداً كالكوز مجخياً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه) .

• التعوذ من الفتن مطلب شرعي
جاء عند مسلم من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه قال بينما النبي صلى الله عليه والسلم في حائط لبني النجار على بغلة له ونحن معه إذ حادت به فكادت تلقيه وإذا أقبر ستة أو خمسة أو أربعة . فقال : من يعرف أصحاب هذه الأقبر ؟ فقال رجل أنا. قال فمتى مات هولاء ؟ قال : ماتوا في الإشراك . فقال : إن هذه الأمة تبتلى في قبورها فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه . ثم أقبل علينا بوجهة فقال : تعوذوا بالله من عذاب النار . قالوا : نعوذ بالله من عذاب النار . فقال : تعوذوا بالله من عذاب القبر . قالوا نعوذ بالله من عذاب القبر . قال : تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن . قالوا : قالوا نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن . قال : تعوذوا بالله من فتنة الدجال قالوا نعوذ بالله من فتنة الدجال . والشاهد من الحديث قوله صلى الله عليه وسلم : تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن .

• الإقبال على عبادة الله كفيل بالنجاة من الفتن

قال صلى الله عليه وسلم :
( العبادة في الهرج كهجرة إليّ) والهرج : القتل والقتال ، وماله من مقدمات من عصبية وحزبية ، وغير ذلك ،
وقال صلى الله عليه وسلم:
(بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا ) رواه مسلم.

• الفضل لله وحده في النجاة من جميع الفتن
قال تعالى مخاطبا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد حادثة الإفك :{ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء}.

• الفرار من الفتن ولزوم كل امرئ عمله

روى البخاري عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن).

• العزلة والخُلطة
قال صلى الله عليه وسلم:
(المسلم الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المسلم الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم)
وأما العزلة التي دعت الشريعة إلى فعلها فلها صورتان إحداهما:
1. عامة ومستمرة: وهي اعتزال الشر وأهله, فهذه العزلة يطلب من كل مسلم الاستمرارية عليها
2. الثانية: خاصة بوقت الفتن فمتى جاءت فتنة فقد دعي المسلم إلى الابتعاد عنها واجتنابها وفي هذا يقول صلى الله عليه وسلم: (يوشك أن يكون خير مال المرء المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر خوفا على نفسه من الفتن).

• الفتن تنسف المتطلعين لها
قال تعالى :{واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة} وقال الله :{فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}.
قال صلى الله عليه وسلم: (ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي من تشرف لها تستشرفه) متفق عليه.

• تحريم تتبع عورات الناس عامة والعلماء خاصة

قال صلى الله عليه وسلم: (يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان إلى قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته).

• عدم الإخلاص من أسباب السقوط في الطريق
قال ابن الجوزي رحمه الله :
(إنما يتعثر في الطريق من لم يخلص عمله لله )
قال صلى الله عليه وسلم:
(إن العبد ليعمل عمل أهل النار وهو من أهل الجنة ويعمل عمل أهل الجنة وإنه من أهل النار وإنما الأعمال بالخواتيم)) رواه البخاري.

• التفقه في الدين
قال صلى الله عليه وسلم: (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) متفق عليه من حديث معاوية.
فلما مات الرسول صلى الله عليه وسلم اختلف الصحابة في تجريده من الثياب فسمعوا قائلا يقول: لا تجردوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فتركوا تجريده واختلفوا فيمن يكون الخليفة بعده فقال أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (قريش ولاة هذا الأمر) فسلم الصحابة الإمامة لأبي بكر لأنه قرشي ، فانظر كيف حُسِم الاختلاف بسبب التفقه في الدين والتسليم للدليل.

• الاعتصام بحبل الله
قال تعالى :{فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى}.
والاعتصام بكتاب الله كما أراد الله يكون بثلاثة أمور:
1. قبول آيات القرآن وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم الصحيحة قبولا صادقا ظاهرا وباطنا لا تردد فيه ولا بد أن يكون قائما على الاعتقاد الجازم أن القرآن والسنة محفوظان بحفظ علام الغيوب.
2. فهم القرآن والسنة على فهم الصحابة ومن تبعهم إذ لا عصمة من الانحراف في فهم القرآن والسنة إلا بهذا.
3. العمل بالقرآن والسنة ظاهرا وباطنا على ما كان عليه الصحابة ومن تبعهم.

• جمع كلمة أهل السنة أصل من أصول الإسلام
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في "مجموع الفتاوى" (22/254): (إن الاعتصام بالجماعة والائتلاف من أصول الدين ، والفرع المتنازع فيه من الفروع الخفية فكيف يقدح في الأصل بحفظ الفرع).
وقال أيضا في كتاب "الاستقامة" (1/42): (البدعة مقرونة بالفرقة كما أن السنة مقرونة بالجماعة ، فيقال: أهل السنة والجماعة كما يقال: أهل البدعة والفرقة)

• أهمية الرجوع إلى علماء الأمة عند الفتن
هم أعظم من يقف ضد الفتن قديما وحديثا ، وكم من فتن ظهرت في عصرنا فتصدى لها العلماء وكشفوا عوارها وأوضحوا أضرارها.
فهم الذين وقفوا ضد الدعوات البدعية والأفكار المنحرفة بالمرصاد ينافحون في الليل والنهار عن الحق الذي جاء في القرآن والسنة وسار عليه السلف الصالح.
قال الحسن البصري ـ رحمه الله ـ :
(العالم يرى الفتنة وهي مقبلة والناس لا يرونها إلا وهي مدبرة) .

• طلبة العلم واسطة بين العلماء والمجتمع
طلاب العلم يتلقون عن العلماء العلم وينطلقون إلى قومهم دعاة فمن شهد له أهل العلم أنه على خير وأنه يُتلقى عنه ، فالمطلوب المناصرة له وحسن الظن به.
فلهذا على طلبة العلم أن يكون ارتباطهم بأهل العلم قوياً خصوصا عند الفتن المستجدة فثباتهم على الحق من ثبات أهل العلم فليس من صالح العلماء أن يفرطوا في هؤلاء وليس من صالح طلبة العلم أن يشذوا عن أهل العلم.

• التمحيص للأخبار الشائعة خصوصا عند الفتن
يجب أن يتثبت من الأخبار الشائعة وأن لا يحدِّث بكل ما سمع وأن يردها إلى أهل العلم ، قال تعالى :{ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم}.

• التحلي بالصبر
جاء عند مسلم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم:
(لا أحد أصبر على أذى سمعه من الله إنه يشرك به ويجعل له الولد ثم هو يعافيهم ويرزقهم).
والصبر من أعظم الأسباب التي يدفع بها حسد الحاسدين كما ذكر ذلك ابن القيم في كتابه "بدائع الفوائد" ، ولله در من قال :

اصبر على كيد الحسود فإن صـبرك قاتله
فالنار تأكــل بعضها إن لم تجد ما تأكله

• الحلم
إن الحلم محمود في الأوقات كلها وهو أكثر محمدة عند الفتن خصوصا إذا كان حلما مقرونا بالعلم الشرعي
قال ابن القيم رحمه الله في "الفوائد" (ص405) :
(والحلم لقاح العلم فإذا اجتمعا حصلت سيادة الدنيا والآخرة وحصل الانتفاع بعلم العالم وإن انفرد أحدهما عن صاحبه فات النفع والانتفاع).

• التأني في إصدار الأحكام عند نزول الفتن
قال تعالى :{خلق الإنسان من عجل}.
هناك فرق بين المبادرة والعجلة:
فالمبادرة: انتهاز الفرصة في وقتها ولا يتركها حتى إذا فاتت طلبها فهو لا يطلب الأمور في إدبارها ولا قبل.
والعجلة: طلب الشيء قبل وقته فهي خفة وهي من وضع الشيء في غير موضعه وتعقبها الندامة.

• العدل في التعامل والأحكام
قال تعالى :{يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا}
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه "منهاج السنة النبوية" 5/126:
(ومعلوم أنا إذا تكلمنا فيمن هو دون الصحابة مثل الملوك المختلفين على الملك والعلماء والمشائخ المختلفين في العلم والدين وجب أن يكون الكلام بعلم وعدل لا بجهل وظلم، فإن العدل واجب لكل أحد على كل أحد في كل حال والظلم محرم مطلقا لا يباح قط بحال).

• التعرف على من يذكي الفتن
الساعين من وراء الفتنة هم:
1. من شياطين الجن.
2. من شياطين الإنس.
3. السماعون لشياطين الإنس.
فهذا الصنف لا تقدر على معرفته إلا عند الفتن وكون العلماء لا يعرفون كل الأعداء ليس مذمة لهم.

• شياطين الجن وما لهم من سعي في إفساد أهل الإيمان
قال صلى الله عليه وسلم: (إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن بالتحريش بينهم).

• الانتقام للنفس
ذكر غير واحد من المؤرخين (أن رجلا من الخوارج قيل له كم طعنت عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه؟ ـ قال : تسع ،ثلاث لله وست لما في نفسي).
قلت: ولو حوقق هذا الفاعل لوجد أن الكل لما في نفسه.
قال تعالى :{ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل}.

• حب الظهور قاصم للظهور
من الناس من يريد أن يظهر فيستغل وجود فتنة فيثيرها ويخوض فيها من أجل أن يصل إلى مراده قال تعالى :{تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين}
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ : (احذروا الشهوة الخفية فقيل له وما الشهوة الخفية؟ قال : حب الرياسة).

• إصلاح ذات البين
قال تعالى :{فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين}.
قال صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم بأفضل من الصلاة والصيام ؟ قالوا بلى قال : إصلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة).

• سلامة الصدر وصدق اللسان من أفضل الأعمال
قال بعض السلف :
(أفضل الأعمال سلامة الصدر وسخاوة النفوس والنصيحة لله).
وقال تعالى :{والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا}.

• النظر إلى عواقب الأمور
قال تعالى :{وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون} [البقرة].
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في "الفوائد" (ص170) : (فعامة مصالح النفوس في مكروهاتها كما أن عامة مضارها وأسباب هلكتها في محبوباتها).

• الرفق في الأمور كلها
عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال صلى الله عليه وسلم: (مهلا يا عائشة إن الله يحب الرفق في الأمر كله).

• الشجاعة في الاعتراف بالخطأ والرجوع إلى الحق
قال ابن رجب في رسالته "الفرق بين النصيحة والتعبير" ص (10): (كان أئمة السلف المجمع على علمهم وفضلهم يقبلون الحق ممن أورده عليهم وإن كان صغيرا ويوصون أصحابهم وأتباعهم بقبول الحق إذا ظهر في غير قولهم).

• حب المسلم
قال صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم).

• رحمة المسلم
قال تعالى :{محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم}.

• بغض المسلم
قال صلى الله عليه وسلم : (أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله )) رواه ابن أبي شيبة (7/229) من حديث ابن مسعود.

• الغضب على المسلم
قالت عائشة رضي الله عنها : (كان صلى الله عليه وسلم لا ينتقم لنفسه فإذا انتهكت حرمات الله انتقم) متفق عليه.
فلا غضب إلا من أجل الله .

• النصرة للمسلم والدفاع عنه
قال صلى الله عليه وسلم: (انصر أخاك ظالما أو مظلوما قال يا رسول الله أنصره مظلوما فكيف أنصره ظالما؟ قال: تحجزه عن ظلمه)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ كما في كتاب "الجماعة والفرقة" (ص74) : (فالمظلوم المحق الذي لا يقصِّر في علمه يُؤمر بالصبر فإذا لم يصبر فقد ترك المأمور)
وقال كما في (ص76) : (وذلك أن المظلوم وإن كان مأذونا له في دفع الظلم عنه بقوله تعالى :{ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل} [الشورى] فذلك مشروط بشرطين:
أحدهما : القدرة على ذلك.
والثاني : ألا يعتدي ) اهـ .

• الثناء على المسلم
وهذا الثناء لا بد له من ضوابط شرعية:
o أن يكون المثني قائلا ذلك تدينا لا تزلفا.
o أن يكون الثناء للرجل بما فيه فإنْ مَدَحه بما ليس فهو كذب.
o أن يكون عند الحاجة لا بالاستمرار.
o أن يكون مراعيا لمصلحة المُثْنَى عليه ، فلو كان يتوقع من المُثْنَى عليه الوقوع في العجب والغرور فلا يمدحه بحضوره.

• التعصب ضد المسلم
قال صلى الله عليه وسلم: (أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم دعوها فإنها منتنة) رواه البخاري.
فالنداء بالعصبية للأشخاص ولو كان بالكلمات الطيبة أمر مرفوض في شرع الله.

• سوء الظن بالمسلم
قال صلى الله عليه وسلم: ( إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث)
وسوء الظن بالمسلم هو امتلاء القلب بالظنون السيئة حتى يطفح على لسانه وجوارحه بالغمز واللمز والطعن ضد أخيه مع أن المشروع هو إحسان الظن مادام الظاهر منه الخير والصلاح ، ومجرد الكلام فيه لا يقبل إلا بعد التروي.

• تخوف الإمام العلامة الوادعي رحمه الله على الدعوة
لقد سمعت شيخنا المحدث العلامة أبا عبد الرحمن الوادعي ـ رحمه الله ـ أكثر من مرة يقول : والله لا نخاف على دعوتنا إلا من أنفسنا.

• خطر الجواسيس على الدعوة قطع الله دابرهم
قال تعالى :{ولا تجسسوا}.
كان الشيخ مقبل رحمه الله يخبرنا ما بين الحين والآخر قائلا :
أخاف على دعوتنا من الجواسيس.

• الجرح والتعديل
قيض الله علماء الحديث الذين أرسوا قواعد هذا الفن ، فهم أهل هذا الميدان وفرسانه ، فلا تكاد تجد جرحا وتعديلا سديدا من قبل غيرهم ، ولا يزال في كل عصر علماء حديث عندهم أهلية للجرح والتعديل.

• التفريق بين العلماء والمتشبهين بهم
قال ابن حزم ـ رحمه الله ـ في كتابه "السير والأخلاق" (ص91) : (لا آفة أضر على العلوم وأهلها من الدخلاء فيها وهم من غير أهلها فإنهم يجهلون ويظنون أنهم يعلمون ، ويفسدون ويقَدِّرون أنهم يصلحون).
وقال بعض العلماء : (العلم ثلاثة أشبار، من دخل في الشبر الأول تكبر ، ومن دخل في الشبر الثاني تواضع ، ومن دخل في الشبر الثالث علم أنه ما يعلم ).
صدق من قال:
تصدر للتدريس كل مهوس بليد تسمى بالفقيه المدرِّسِ
فحُق لأهل العلم أن يتمثلوا ببيت قديم شاع في كل مجلسِ
لقد هزلت حتى بدا من هزالها كُلاها وحتى سامها كل مفلسِ
والله المستعان.

• الفرق بين ما يقال لخواص الناس
وبين ما يقال لعامتهم
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يكذب الله ورسوله).
فالجماهير من الناس ليس من الحكمة إطلاعهم على المسائل والقضايا التي تخص طلاب العلم والدعاة إلى الله .

• الفرق بين الجدال المشروع والجدال الممنوع
قال تعالى :{وجادلهم بالتي هي أحسن}.

• ضوابط الجدال بالتي هي أحسن كالآتي:
o أن يكون مراد المجادِل ـ بكسر الدال ـ نصرة الحق ، وهداية المجادَل ـ بفتح الدال ـ.
o أن يكون المجادل على علم بالحق وفهم له.
o أن يلتزم المجادل بالآداب الشرعية من حسن خلق وصبر وتلطف وغير ذلك.

• أنواع الخلاف المشهور ثلاثة:
• اختلاف تضاد وهو مصادمة النصوص.
• اختلاف تنوع وهذا من الشرع.
• اختلاف أفهام وهذا جائز بضوابطه الشرعية ، ومنها:
o أن يكون المخالف سائراً على طريقة أهل السنة والجماعة علما وتعليما وعملا.
o لا تكثر المخالفة منه لما عليه أهل السنة .
o الرجوع إلى الحق عند ظهور أخطائه.
o أن يكون من أهل الاجتهاد.
وتكون هذه الضوابط تحت نظر علماء أهل السنة والجماعة.

• المنهج النبوي يدعو إلى القضاء
على الخلاف عند بدء ظهوره
قال صلى الله عليه وسلم وهو في اشتداد وجعه الذي توفي فيه : (ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده) فتنازع الصحابة فقال : (قوموا عني لا ينبغي عند نبي تنازع).
وروى البخاري عن جندب أنه صلى الله عليه وسلم قال : (اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فقوموا عنه)).
ومتى تُرِك الخلاف بدون معالجة استفحل شره وعظم ضرره ودخل في الخلاف من لا يحسن ، ومن لا يصلح بل يفسد.

• الفرق بين النصيحة والتأنيب
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في كتابه "الروح" (ص257) :
(النصيحة إحسان إلى من تنصحه بصورة الرحمة له والشفقة عليه والغيرة له وعليه ، فهو إحسان محض …ومراد الناصح بها وجه الله ورضاه ، والإحسان إلى خلقه فيتلطف في بذلها غاية التلطف ، ويحتمل أذى المنصوح ولآمته …
وأما المؤنب : فهو رجل قَصْدُه التعيير والإهانة وذم من أنبه وشتمه في صورة النصح فهو يقول له: يا فاعل كذا وكذا … إلى أن قال: ومن الفروق بين الناصح والمؤنب أن الناصح لا يعاديك إذا لم تقبل نصيحته …ويدعو لك بظهر الغيب ولا يذكر عيوبك ولا يبينها للناس ، والمؤنب بعكس ذلك).

الفرق بين المنافسة والحسد
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في كتابه "الروح" (ص251) : (المنافسة المبادرة إلى الكمال الذي تشاهد من غيرك فتنافسه فيه حتى تلحقه أو تجاوزه فهي من شرف النفس وعلو الهمة وكبر القدر ، قال تعالى :{وفي ذلك فليتنافس المتنافسون} وأصلها من الشيء النفيس الذي تتعلق به النفوس طلبا ورغبة…إلى أن قال : والحسد خلق نفس ذميمة وضيعة ساقطة ليس فيها
حرص على الخير فلعجزها ومهانتها تحسد من يكسب الخير والمحامد ويفوز بها دونها) اهـ .

• الفرق بين شرف النفس وتيهها
قال ابن القيم رحمه الله ـ في كتاب "الروح" (ص233) :
(وأما شرف النفس فهو صيانتها عن الدنايا والرذائل والمطامع التي تقطع أعناق الرجال ، فيربأ بنفسه عن أن يلقيها في ذلك ، بخلاف التيه فإنه خلق متولد بين أمرين إعجابه بنفسه وازدرائه بغيره ، فيتولد من بين هذين التيه ، والأول يتولد من بين خلقين كريمين إعزاز النفس وإكرامها وتعظيم مالكها وسيدها.
أن يكون عبده دنيا وضيعا خسيسا ، وأصل هذا كله استعداد النفس وتهيؤها وإمداد وليها ومولاها لها فإذا فقد الاستعداد والإمداد فقد الخير كله).

• لقاحات الخير
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في كتابه "الفوائد" (405) :
(الطلب لقاح الإيمان فإذا اجتمع الإيمان والطلب أثمرا العمل الصالح ، وحسن الظن بالله لقاح الافتقار والإضطرار إليه فإذا اجتمعا أثمرا إجابة الدعاء ، والخشية لقاح المحبة فإذا اجتمعا أورثا الإمامة في الدين ، قال تعالى :{وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون} [السجدة].
وصحة الاقتداء بالرسول e لقاح الإخلاص فإذا اجتمعا أثمرا قبول العمل والاعتداد به ، والعمل لقاح العلم فإذا اجتمعا كان الفلاح والسعادة ، وإن انفرد أحدهما عن الآخر لم يفد شيئاً ، والحلم لقاح العلم فإذا اجتمعا حصل سيادة الدنيا والآخرة ، وحصل الانتفاع بعلم العالم ، وإن انفرد أحدهما عن صاحبه فات النفع والانتفاع ، والعزيمة لقاح البصيرة فإذا اجتمعا نال صاحبهما خير الدنيا والآخرة وبلغت به همته من العليا كل مكان ، فتخلف الكمالات إما من عدم البصيرة وإما من عدم العزيمة ، وحسن القصد لقاح لصحة الذهن فإذا فقد ، فقد الخير كله ، وإذا اجتمعا كان النصر والظفر ، وإن فقدا فالخذلان والخيبة ، وإن وجد الرأي بلا شجاعة فالجبن والعجز ، وإن حصلت الشجاعة بلا رأي فالتهور والعطب ، والصبر لقاح البصيرة ، فإذا اجتمعا فالخير في اجتماعهما ) اهـ .

تعليمية تعليمية




جزاك الله خيرا.




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

الفتن والشدائد هي التي تعرفك الصديق الصادق والعدو المخادع

إننا نعيش اليوم وقد أحدقت بنا الفتن من جميع الجوانب فأصبح شبابنا في حيرة وفي فتن كقطع الليل المظلم يُصبح فيها المرء على رأيٍ ويمسي على رأيٍ، ولا يكاد يستبين الوجه الصواب فيما يسمع ويرى وفيما يقرأ،

ومما ينبغي أن يدركه شبابنا أن الناس من حولنا ينحصرون في رجلين اثنين:

رجل حاسد حاقد يحسدكم على ما أنتم عليه من نعمة سلامة العقيدة والتمسك بالشريعة وتحكيمها ونعمة الأمن والأمان والاستقرار وطيب الحياة إذ كل ذي نعمة محسود.

ورجل آخر يغبطكم غبطة فيما أنتم فيه من النعم المذكورة.

الغبطة غير الحسد، الحسد أن يتمنى الإنسان زوال النعمة سواء زالت وانتقلت إليه أو إلى غيره أو زالت إلى أي جهة،

وأما الغبطة أن يتمنى الإنسان أن يكون له مثل ما لك، فعلينا أن نتصور هذا التصور وندرك هذا الإدراك لنكون على بصيرة في تعاملنا مع غيرنا ولنفرق بين العدو والصديق

وإن الفتن والشدائد هي التي تعرفك الصديق الصادق والعدو المخانع،

لقد صدق الشاعر حيث يقول:

جزى الله الشدائد كل خيرٍ *** عَرفتُ بِهَا عدوي من صديقي

فهذه الفتنة العمياء قد تظهر حقائق كانت كامنة في النفوس وقد تنكشف مفاهيم خاطئة يتبناها بعض الناس ولكن؛ لا يستطيعون الدعوة إليها إلا في مثل هذه الأيام المظلمة لأننا الآن أمام دوحة طُوِحَ بها وكل يأخذ فأسه فيذهب إليها فيقتطع منها ما يشاء لمن يشاء، فأخذت الأقلام تكتب والإذاعات تذيع والأشرطة تسجل والمحاضرات تُلْقَى فكل إناء بما فيه ينضح فظل شبابنا يقرأ لهذا ويسمع لهذا ويصغي لذاك حائراً فقد يحسب الجمرة تمرة فيتناولها فيتضرر بها.

**********

تصحيح المفاهيم ومناقشة الآراء – للشيخ محمد بن أمان الجامي رحمه الله




جزاك الله كل خير أختي أريج

على الموضوع




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[كتاب مصور] إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة للشيخ حمود التويجري

تعليمية تعليمية
[كتاب مصور] إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة للشيخ حمود التويجري رحمه الله

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد سيد المرسلين و على آله و صحبه الطيبين و التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد، فإليكم الكتاب الرائع للشيخ حمود التويجري رحمه الله: [إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة].

رابط التحميل: من هنا

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
اسلاميات عامة

أحذر من دعاة الفتن

تعليمية تعليمية

أحذر من دعاة الفتن
من أبر السمات ((دعاة الحزبية)).


* من أبرز سماتهم، أنهم يتحدثون عن العلماء وبشكل غير مباشر يقصدون من ذلك؛

أنه إذا خالفنا العلماء، فعلموا أننا على الحق، فعلموا أننا مصلحون المجتمع !!

فعلموا ذلك، طبعا يقولون بشكل غير مباشر، – ينشرون هذا المفهوم بين الناس لكي يغتروا بهم فحذروا -، وينتظرون فرصه أو كلمة أو مسألة خلافية – التي لا علم لعامة الناس بتفصيلها، ليلبسوا على عامة الناس أنه على حق ويثيرون الكلام ويظن الظان أنهم هم المدافعون عن الإسلام والمسلمين !!

كما رأينا من أحد الدعاة، يهيج الناس على ولي الأمر – الحاكم -، في أحد الدول، ويرد على أحد العلماء الكبار من أهل العلم ، مع أن المسألة الحديث لا يكون إلا للعلماء وتجرء هذا الداعية الصغير في العلم – المشهور في التلفاز !! – وتحدث ، بما هو ليس بمقامه.

وهنا أريد أن أعلمكم بأن هذه المسائل التي تسمى "النوازل" قضايا التي تخص الإسلام وعامة المسلمين، لا يتحدث بها إلا العلماء العلماء الكبار مثل اللجنة الدائمة في السعودية ، من العلماء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ والشيخ عبدالله الغديان والشيخ صالح اللحيدان والشيخ صالح الفوزان والشيخ ربيع بن هادي المدخلي والشيخ عبدالمحسن العباد .. وغيرههم ولكن أقصد من هذا أخذ أقول من العلماء المعروفين في النوازل والقرارت التي تخص الإسلام والمسلمين جميعا.

ومن تلك الأحداث أو النوازل

الجهاد، ومقاطعة المشركين، والحديث عن ولاة الأمور، والبيعة صلح بين الدول ، …. وكل ما يؤثر جميع المسلمين وليس أحاد المسلمين .

ومن تلك الأحداث مقاطعة المشركين : فقد أفتى العلماء بأن الأمر بيد ولي الأمر يرى فيه المصلحة في المقاطعة أم لا فله الحق في هذا ، هذا ما يخص الدولة ،
أما ما يخص الفرد فللفر الحق في المقاطعة إن أراد المقاطعة بنفسه فقط، وليس له الحق أن يقول "يجب على الناس مقاطعة" ، لا ن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمرنا بذلك .

ونذكركم بأن الخوارج لهم دور في هذه الفتنة .

عليكم بأقوال العلماء الكبار في العلم، ولا تنتظروا من الدعاة لكي ينصحونكم في النوازل حتى لا تقع في الفتن .

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

كتبه أخوكم في الله
أبو عبدالرحمن محمد رئيسي

منقول للفائدة

تعليمية تعليمية