التصنيفات
القران الكريم

[كتاب مصور] ۞الوصية بكتاب الله عز وجل۞ فضيلة الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر

تعليمية تعليمية

[كتاب مصور] ۞الوصية بكتاب الله عز وجل۞ فضيلة الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر حفظه الله

تعليمية
۞الوصية بكتاب الله عز وجل۞
۞
فضيلة الشيخ
۞۞
عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر
۞۞۞
حفظه الله

المصغرات المرفقة تعليمية
الملفات المرفقة

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




تعليمية
تعليمية




بارك الله فيك




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[فهرسة] سلسلة فقه الأسماء الحسنى ـ للشيخ عبد الرزاق البدر


بسم الله الرحمن الرحيم

[فهرسة] سلسلة فقه الأسماء الحسنى

ـ للشيخ عبد الرزاق البدر ـ حفظه الله ـ

للامانة الموضوع منقول

ملاحظة:
و حقوق النشر محفوظة لمنتديات الإمام الآجري




جزاكِ الله خيرًا




فيكم بارك الله وان شاء الله يستفيد الجميع

شكرا لكم




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

شرح الثلاثة أصول للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته :

شرح الثلاثة أصول للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله ، من تسجيلات الحرم المدني

على الرابط التالي : تعليمية

منقول للفائدة




شكرا وبارك الله فيك
تحياتي الخالصة




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

حقيقة التوكل على الله للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله

تعليمية تعليمية
المقال الشَّهري (ربيع الثاني) لشيخنا عبد الرزاق البدر حفظه الله تعالى: حقيقة التوكل على الله عز وجل

حَقِيقَةُ التَّوَكُّلِ عَلَى اللهِ عَزَّوَجَلَّ



إنَّ التوكّل على اللَّه وحده، وتفويضَ الأمور كلِّها إليه، والاعتمادَ عليه في جلب النّعماء ودفع الضّر والبلاء مقامٌ عظيمٌ من مقامات الدِّين الجليلة، وفريضة عظيمة يجب إخلاصه الله وحده، وهو من أجمع أنواع العبادة وأهمها لما ينشأ عنه من الأعمال الصالحة،والطاعات الكثيرة، فإنَّه إذا اعتمد القلب على اللَّه في جميع الأمور الدينيّة والدنيوية دون مَنْ سواه صحَّ إخلاصه وقويت معاملته مع اللَّه وزاد يقينه وثقته به تبارك وتعالى.

وقد أمر اللَّه سبحانه بالتوكل عليه في مواطن كثيرة من القرآن الكريم، وجعل التوكل عليه شرطاً في الإيمان، فقال تعالى:(( وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ))(المائدة: 23)وقال تعالى:(( وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ))(يونس: 84) فجعل دليل صحة الإيمان والإسلام التوكل على اللَّه، وكلما قوي إيمان العبد كان توكله أقوى، وإذا ضعف الإيمان ضعف التوكل، فإذا كان التوكل ضعيفاً كان دليلاً على ضعف الإيمان ولا بد، فالتوكل أصل لجميع مقامات الدِّين، ومنزلتُهُ منها كمنزلة الجسد من الرأس، فكما لا يقوم الرأس إلا على البدن، فكذلك لا يقوم الإيمان ومقامته وأعماله إلا على ساق التوكل.

وحقيقة التوكل هو عمل القلب وعبوديته اعتماداً على اللَّه وثقة به والتجاء إليه وتفويضاً إليه ورضاً بما يقضيه له؛ لعلمه بكفايته سبحانه وحسن اختياره لعبده إذا فوَّض إليه أموره مع قيامه بالأسباب المأمور بها واجتهاده في تحصيلها. هذه هي حقيقة التوكل: اعتماد على اللَّه وحده لا شريك له، مع فعل الأسباب المأموربها والقيام بها، دون تعدٍّ إلى فعل سبب غير مأمور، أو سلوك طريق غير مشروع.

والناس منقسمون في هذا الأمر الجليل إلى طرفين ووسط:
فأحد الطرفين عطل الأسباب محافظة على التوكل، والطرف الثاني عطل التوكل محافظة على السبب، والوسط علم أنَّ حقيقة التوكل لا تتم إلا بالقيام بالسبب فتوكل على اللَّه في نفس السبب
.

وقد جُمع بين هذين الأصلين في نصوص كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم : ((احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ)) رواه مسلم عن أبي هريرة، ففي قوله: ((احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ)) أمر بكلِّ سبب ديني ودنيوي بل أمر بالجد والاجتهاد فيه والحرص عليه نية وهمة وفعلاً وتدبيراً، وفي قوله:(( وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ)) إيمان بالقضاء و القدر وأمر بالتوكل على اللَّه الذي الاعتماد التام على حوله وقوته في جلب المصالح ودفع المضار مع الثقة التامة به في نجاح ذلك، فالمتبع للرسول صلى الله عليه و سلم يلزمه أن يتوكل على اللَّه في أمر دينه وديناه، وأن يقوم بكل سبب نافع بحسب قدرته وعلمه ومعرفته.

وفي الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رجل يَارَسُولَ اللهِ أَعْقِلُهَا وَأَتَوَكَّلُ ، أَوْ أُطْلِقُهَا وَأَتَوَكَّلُ؟ قال((اعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ)) فأرشده صلى الله عليه و سلم إلى الجمع بين الأمرين، فعل السبب والاعتماد على اللَّه.

وفي الترمذي أيضاً عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: (( لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَوَكَّلُونَ عَلَى اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرُزِقْتُمْ كَمَا يُرْزَقُ الطَّيْرُ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا)) فذكر الأمرين معاً، فإنَّ غدو الطير وهو ذهابها في الصباح الباكر هو سعي في طلب الرزق وتحصيله.

وروى ابن أبي الدنياعن معاوية بن قرة قال: لقي عمر بن الخطاب رضي الله عنه ناساً من أهل اليمن فقال: من أنتم ؟ قالوا: نحن المتوكِّلُون، قال:(( بل أنتم المتَوَاكِلُون،إنَّما المتوكِّل الذي يلقي حبَّه في الأرض ويتوكل على اللَّه عزوجل)) ،وجاء في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما في سبب نزول قوله تعالى: ((وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى))(البقرة: 197) قال: كَانَ أَهْلُ الْيَمَنِ يَحُجُّونَ ،وَلاَ يَتَزَوَّدُونَ وَيَقُولُونَ نَحْنُ الْمُتَوَكِّلُونَ فَإِذَا قَدِمُوا مَكَّةَ سَأَلُوا النَّاسَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: ((وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى)).

وبهذا يعلم أنَّ التوكّل لا بد فيه من الجمع بين الأمرين: فعل السَّبَب، والاعتماد على المسبِّب وهو اللَّه، أما من عطَّل السبب وزعم أنَّه متوكِّل فهو في الحقيقة مُتوَاكِل مغرور مخدوع، وفعله هذا ما هو إلا عجز وتفريط وتضييع، فلو قال قائلٌ مثلاً: إن قُدر لي أدركتُ العلم اجتهدتُ أو لم أجتهد، أو قال: إن قدر لي أولاد حصلوا تزوجت أو لم أتزوج، وهكذا من رجا حصول ثمر أو زرع بغير حرث وسقي وعملٍ متكلاً على القدر، وهكذا أيضاً من يترك أهله وولده بلا نفقة ولا غذاء ولا سعي في ذلك متكلاً على القدر، فكل هذا تضييع وتفريط وإهمال وتواكل.

أما من يقوم بالسبب ناظراً إليه معتمداً عليه غافلاً عن المسبِّب معرضاً عنه فهذا توكله عجز وخذلان ،و نهايته ضياع وحرمان ولذا قال بعض العلماء: ((الالتفات إلى الأسباب شرك في التوحيد، ومحو الأسباب أن تكون أسباباً نقص في العقل، والإعراض عن الأسباب بالكلية قدح في الشرع، وإنما التوكل والرجاء معنى يتألف من موجب التوحيد والعقل والشرع))

إنَّ التوكل مصاحب للمؤمن الصادق في أموره كلِّها الدينية والدنيوية، فهو مصاحب له في صلاته وصيامه وحجّه وبرّه وغير ذلك من أمور دينه، ومصاحب له في جلبه للرزق وطلبه للمباح وغير ذلك من أمور دنياه، فالتوكل على اللَّه نوعان: توكلٌ عليه في جلب حوائج العبد وحظوظه الدنيوية أو دفع مكروهاته ومصائبه، وتوكلٌ عليه في حصول ما يحبه هو ويرضاه من الإيمان واليقين والصلاة والصيام والحج والجهاد والدعوة وغيرذلك.

فهذه صفة المؤمنين الصّادقين، والله تعالى يقول((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ))(الأنفال: 2)

منقول

تعليمية تعليمية




تعليمية




السلام عليكم و رحمة الله و بركآآته
بارك الله فيكم و نفـ ع بكم




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

طلب / شرح المنظومة الحائية لابن أبي داوود رحمه الله للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله

تعليمية تعليمية
طلب / شرح المنظومة الحائية لابن أبي داوود رحمه الله للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله (( مفرغ))

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
أخواني أرجو ممن لديه شرح المنظومة الحائية لابن أبي داوود رحمه الله للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله(( مفرغ)) أن يعطيني إياه وجزاكم الله خيراً

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

الرد علي من أنكر تقسيم التوحيد للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله

تعليمية تعليمية
الرد علي من أنكر تقسيم التوحيد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فقد إنتشرت شبهة بثها بعض أهل الزيغ بين المسلمين وهي إنكار تقسيم التوحيد الي توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات وهاتين رسالتين للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله تعالي أرجوا من الله أن ينفعكم بها

الملفات المرفقة تعليمية القول السديد في الرد على من أنكر تقسيم التوحيد-عبد الرزاق البدر.PDF‏ (991.3 كيلوبايت) تعليمية المختصر المفيد في بيان دلائل اقسام التوحيد-عبد الرزاق البدر.pdf‏ (1.21 ميجابايت)

منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

هل الكفار يمرون علي الصراط؟ الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله

تعليمية تعليمية
هل الكفار يمرون علي الصراط؟ الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله يجيب

الســؤال

هل الكفار يمرون علي الصراط؟

الجـــواب

الله عزوجل يقول:"يومَ يُسحَبونَ في النَّارِ عَلَيَ وُجُوهِهِم ذُقُوا مسَّ سَقَرَ"
الكافر يؤتى به إلي النار يسحب علي وجهه..يسحب علي وجهه إلي أن يطرح في النار علي هذه الصفة.
وجاء في الحديث أن أحد الصحابة رضي الله عنهم سأل النبي عليه الصلاة والسلام،قال:"أويمشي الكافر علي وجهه !!؟
لأنه يؤتى به إلي النار يمشي علي وجهه يعني رجلاه إلي اعلي ورأسه إلي أسفل,ويمشي إلي أن يسقط في النار علي هذه الصفة..يمشي علي وجهه..يسحبون في النار علي وجوههم، أي يمشي علي وجهه رجلاه إلي أعلي ورأسه إلي أسفل إلي أن يلقى ويطرح في النار علي هذه الهيئة.
فأحد الصحابة قال يارسول الله :
أويمشي الكافر علي وجهه يوم القيامة
فقال النبي عليه الصلاة والسلام:
"أوليس الذي أمشاه علي قدميه في الدنيا قادر علي أن يمشيه علي وجهه يوم القيامة.

قال رواة الحديث:"بلى وعزة ربنا"

<font color="blue">أي أن الله سبحانه وتعالى قادر ..الذي أمشاه علي قدميه في الدنيا قادر علي أن يمشيه علي وجهه يوم ….
المقطع الصوتي في المرفقات

الملفات المرفقة تعليمية هل يمشي الكافر علي الصراط-البدر.mp3&rlm; (474.3 كيلوبايت)

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

دلالات الحوقلة العقدية .للشيخ عبد الرزاق البدر||||

تعليمية تعليمية
دلالات الحوقلة العقدية…للشيخ عبد الرزاق البدر


دلائل (( لا حول ولا قوة إلاّ بالله )) العقدية:

إنَّ هذه الكلمة العظيمة التي سبق ذكر بعض فضائلها وبيان شيء من ميزاتها ومحاسنها ذاتُ دلالات عميقة ومعان جليلة تشهد بحسنها، وتدل على كماله وعظم شأنها وكثرة عوائدها وفوائدها.
وإنَّ أحسن ما يستعان به على فهم دلالاتها ومعرفة معانيها ومقاصدها قولُ النبي صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة رضي الله عنه:" ألا أدلك على كلمة من تحت العرش من كنز الجنة ؟ تقول:لا حول ولا قوة إلاّ بالله، فيقول الله عز وجل: أسلم عبدي واستسلم" .
وقد روى ابن عبد الهادي في كتابه " فضل لا حول ولا قوة إلاّ بالله " بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((من قال بسم الله فقد ذكر اللهَ، ومن قال الحمد لله فقد شكر الله، ومن قال: الله أكبر فقد عظّم اللهَ، ومن قال: لا إله إلاّ الله فقد وحّد الله، ومن قال:لا حول ولا قوة إلاّ بالله فقد أسلم واستسلم وكان له بها كنزٌ من كنوز الجنة )) .
وروي عن ابن عمر أنَّه قال: (( سبحان الله هي صلاة الخلائق، والحمد لله كلمة الشكر، ولا إله إلاّ الله كلمة الإخلاص، والله أكبر تملأ ما بين السماء والأرض، وإذا قال: لا حول ولا قوة إلاّ بالله، قال الله تعالى: أسلم واستسلم)) .
فهي كلمة إسلام واستسلام، وتفويض وتبرّؤ من الحول والقوّة إلاّ بالله، وأنَّ العبد لا يملك من أمره شيئاً، وليس له حيلةٌ في دفع شر، ولا قوةٌ في جلب خير إلاّ بإرادة الله تعالى ، فلا تحوّل للعبد من معصية إلى طاعة، ولا من مرض إلى صحة، ولا من وهن إلى قوة، ولا من نقصان إلى كمال وزيادة إلاّ بالله، ولا قوة له على القيام بشأن من شؤونه، أو تحقيق هدفٍ من أهدافه أو غاية من غاياته إلاّ بالله العظيم، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، فأزمّةُ الأمور بيده سبحانه، وأمور الخلائق معقودةٌ بقضائه وقدره، يصرفها كيف يشاء ويقضي فيها بما يريد، ولا رادّ لقضائه، ولا معقّب لحكمه، فما شاء كان كما شاء في الوقت الذي يشاء، على الوجه الذي يشاء من غير زيادة ولا نقصان، ولا تقدّم ولا تأخر، له الخلق والأمر، وله الملك والحمد، وله الدنيا والآخرة، وله النعمة والفضل ،وله الثناء الحسن، شملت قدرته كلَّ شيء، {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} ،{مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ} ، ومن كان هذا شأنه فإنَّ الواجب الإسلامُ لألوهيته والاستسلام لعظمته، وتفويض الأمور كلِّها إليه، والتبرّؤُ من الحول والقوة إلاّ به، ولهذا تعبّد الله عباده بذكره بهذه الكلمة العظيمة التي هي باب عظيم من أبواب الجنة وكنز من كنوزها.
فهي كلمة عظيمةٌ تعني الإخلاص لله وحده بالاستعانة، كما أنَّ كلمة التوحيد لا إله إلاّ الله تعني الإخلاص لله بالعبادة، فلا تتحقق لا إله إلاّ الله إلاّ بإخلاص العبادة كلِّها لله، ولا تتحقق لا حول ولا قوة إلاّ بالله إلاّ بإخلاص الاستعانة كلِّها لله، وقد جمع الله بين هذين الأمرين في سورة الفاتحة أفضل سورة في القرآن، وذلك في قوله {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فالأوّل تبرّؤٌ من الشرك، والثاني تبرّؤٌ من الحول والقوّة، وتفويضٌ إلى الله عز وجل، والعبادة متعلّقة بألوهية الله سبحانه، والاستعانة متعلّقة بربوبيّته، العبادة غاية، والاستعانة وسيلة، فلا سبيل إلى تحقيق تلك الغاية العظيمة إلاّ بهذه الوسيلة: الاستعانة بالله الذي لا حول ولا قوة إلاّ به.

ويمكن أن نلخص الدلالات العقدية لهذه الكلمة العظيمة في النقاط التالية:
1 – أنَّها كلمة استعانة بالله العظيم، فحريٌّ بقائلها والمحافظ عليها أن يظفر بعون الله له وتوفيقه وتسديده.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: (( وقول " لا حول ولا قوة إلاّ بالله " يوجب الإعانةَ؛ ولهذا سنّها النبي صلى الله عليه وسلم إذا قال المؤذّن: حيّ على الصلاة، فيقول المجيب: لا حول ولا قوة إلاّ بالله، فإذا قال: حي على الفلاح، قال المجيب: لا حول ولا قوة إلاّ بالله.
وقال المؤمن لصاحبه:{وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ} ولهذا يؤمر بهذا من يخاف العين على شيء، فقوله:ما شاء الله، تقديره: ما شاء الله كان، فلا يأمن؛ بل يؤمن بالقدر ويقول: لا قوّة إلاّ بالله، وفي حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه المتفق عليه ، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"هي كنز من كنوز الجنة" والكنز مال مجتمع لا يحتاج إلى جمع؛ وذلك أنَّها تتضمن التوكل والافتقار إلى الله تعالى.
ومعلوم أنَّه لا يكون شيء إلاّ بمشيئة الله وقدرته، وأنَّ الخلق ليس منهم شيء إلاّ ما أحدثه الله فيهم، فإذا انقطع طلب القلب للمعونة منهم وطلبها من الله فقد طلبها من خالقها الذي لا يأتي بها إلاّ هو، قال تعالى: {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ} وقال تعالى:{وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ} وقال تعالى:{وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} وقال تعالى:{قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ} .
وقال صاحب يس:{أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنْقِذُونِ إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} ولهذا يأمر الله بالتوكل عليه وحده في غير موضع، وفي الأثر: من سره أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله، ومن سره أن يكون أغنى الناس فليكن بما في يد الله أوثق منه بما في يده)) .
ولهذا ورد في السنة مشروعية قول هذه الكلمة عند خروج المسلم من منزله لقضاء أموره الدينية أو الدنيوية استعانةً بالله واعتماداً عليه، فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من قال – يعني إذا خرج من بيته – بسم الله، توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله تعالى، يقال له: كفيت، ووقيت، وهديت، وتنحى عنه الشيطان، فيقول لشيطان آخر: كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي " رواه أبو داود والترمذي، وقال حديث حسن صحيح.
ولهذا أيضاً جعل بعض أهل العلم هذه الكلمة في مستهل ومفتتح مؤلفاتهم طلباً للإعانة من الله عز وجل كما في مقدمة صريح السنة للطبري، والأربعين في دلائل التوحيد للهروي، والصفات للدار قطني وغيرها.

2 – تضمنها الإقرار بربوبيّة الله وأنَّه وحده الخالق لهذا العالم، المدبّر لشؤونه، المتصرف فيه بحكمته ومشيئته، لا يقع شيءٌ في هذا العالم من حركة أو سكون، أو خفض أو رفع، أو عز أو ذل، أو عطاء أو منع إلاّ بإذنه، يفعل ما يشاء ولا يُمانع ولا يُغالب، بل قد قهر كلَّ شيء، ودان له كلُّ شيء، كما قال تعالى:{أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} ، وقال تعالى:{مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ} ، وقال تعالى:{يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ} ، فالقائل لتلك الكلمة مقرٌّ بهذا،مذعن به، معترف أنَّ أموره كلَّها بيد ربّه ومليكه وخالقه لا قدرة له على شيء ولا حول ولا قوة إلاّ بإذن ربّه ومولاه، وبتوفيق سيّده ومليكه، ولهذا إليه يلجأ، وبه يستعين، وعليه يعتمد في كلِّ أحواله وفي جميع شؤونه.

3 – تضمنها الإقرار بأسماء الله وصفاته، إذ القائل لهذه الكلمة ـ ولا بد ـ مقرٌّ بأنَّ المدعو المقصود الملتجأ إليه بهذه الكلمة غنيٌّ بذاته، وكلُّ ما سواه فقيرٌ إليه، قائم بذاته وكلُّ ما سواه لا يقوم إلاّ به، قديرٌ لذاته وكلُّ ما سواه عاجز لا قدرة له إلاّ بما أقدره، متصف بجميع صفات الكمال ونعوت العظمة والجلال، وكلُّ ما سواه ملازمه النقص، وليس الكمال المطلق إلاّ له سبحانه وتعالى، فلعظمة أسمائه وكمال نعوته وصفاته استحق أن يقصد وحده، وأن لا يلجأ إلاّ إليه.

4 – وفي هذا دلالةٌ وإشارة إلى التلازم بين التوحيد العلمي بقسميه: توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات، والتوحيد العملي الذي هو توحيد الألوهية.
فإنَّ العبد إذا أقرّ بربوبية الله وكماله في أسمائه وصفاته فإنَّ ذلك يستلزم أن لا يلجأ إلاّ إليه، ولا يقصد أحداً سواه، وإن لم يفعل ذلك فإنَّه لا يكون موحداً بمجرد إقراره بربوبيّة الله وإيمانه بأسماء الله وصفاته، فلو أقرّ بما يستحقه الرب تعالى من الصفات، ونزهه عن كلِّ ما ينزه عنه، وأقرّ بأنه وحده خالق كلِّ شيء لم يكن من أهل الإيمان والتوحيد ما لم يشهد أنَّه لا إله إلاّ الله، ويعمل بمقتضى ذلك فلا يعبد إلاّ إيّاه، ولا يتوكل إلاّ عليه، ولا يعمل إلاّ لأجله.

5 – تضمنها الإقرار بألوهية الله، وأنَّه وحده المعبود بحق ولا معبود بحق سواه، وذلك في قوله (( إلاّ بالله )).
والله معناه كما قال ابن عباس رضي الله عنهما: (( ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين )) ، وقد جمع رضي الله عنه في هذا التفسير بين ذكر الألوهية وهي الوصف المتعلق بالله من هذا الاسم فهو سبحانه المألوه المعبود المرجو المطاع الذي لا يستحق العبادة أحدٌ سواه، وبين وصف العبد وهو العبودية؛ إذ إنَّ عباد الله هم الذين يعبدونه ويألهونه ويقومون بطاعته وحده لا شريك له.
ثم إنَّ هذا الاسم مستلزمٌ لجميع أسماء الله الحسنى دالٌ عليها بالإجمال، والأسماء الحسنى تفصيل وتبيين له، ولهذا كان من خصائص هذا الاسم أنَّ الله جلّ وعلا يضيف سائر الأسماء إليه كقوله:{وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} ويقال: العزيز الحكيم الرحيم من أسماء الله، ولا يقال الله من أسماء الرحمن، فلهذا الاسم شأنه ومكانته وخصائصه.
قال ابن منده – رحمه الله -: (( فاسم الله معرفة ذاته، منع الله عز وجل خلْقَه أن يتسمّى به أحدٌ من خلقه، أو يدعى باسمه إله من دونه، جعله أوّلَ الإيمان، وعمود الإسلام، وكلمة الحق والإخلاص، ومخالفة الأضداد والإشراك فيه، يحتجز القائل من القتل، وبه تفتتح الفرائض وتنعقد الأيمان، ويستعاذ من الشيطان، وباسمه يفتتح ويختم الأشياء، تبارك اسمه ولا إله غيره )).

6 – تضمنها الإيمان بقضاء الله وقدره، ولهذا ترجم لها الإمام البخاري في كتاب القدر من صحيحه بقوله: (( باب: لا حول ولا قوة إلاّ بالله ))، ودلالة هذه الكلمة على الإيمان بالقدر ظاهرة؛ إذ فيه تسليم العبد واستسلامه وتبرّؤه من الحول والقوة، وأنَّ الأمورَ إنَّما تقع بقضاء الله وقدره.
قال ابن بطال: (( كان عليه [الصلاة والسلام [معلِّماً لأمته فلا يراهم على حالة من الخير إلاّ أحبّ لهم الزيادة، فأحبّ للذين رفعوا أصواتهم بكلمة الإخلاص والتكبير أن يضيفوا إليها التبرّي من الحول والقوّة فيجمعوا بين التوحيد والإيمان بالقدر )).

7 – أنّ فيها معنى الدعاء الذي هو روح العبادة ولبُّها، وقد ذكر الإمام البخاري – رحمه الله – في كتاب الدعوات من صحيحه باباً بعنوان: (( باب قول لا حول ولا قوّة إلاّ بالله))، فهي من جملة الأدعية النبوية النافعة المشتملة على معاني الخير وجوامع الكلم.

8 – أنَّ فيها الإيمان بمشيئة الله النافذة، وأنَّ ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأنّ مشيئة العبد تحت مشيئة الله، كما قال الله تعالى:{لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} فلا قدرة للعبد على القيام بما يشاء من الخير وما يريده من المصالح إلاّ أن يشاء الله، قال الله تعالى:{وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ}.

9 – أنَّ فيها الإقرارَ من العبد بفقره واحتياجه إلى ربّه في جميع أحواله وكافة شؤونه، كما قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} .
وقد بيّن الله سبحانه في هذه الآية الكريمة أنّ فقر العباد إليه أمر ذاتي لهم لا ينفك عنهم، وهو ثابتٌ لهم لذواتهم وحقائقهم من كلِّ وجه، لا غنى لهم عن ربّهم وسيّدهم طرفة عين ولا أقلّ من ذلك.
قال ابن القيم – رحمه الله -: (( اعلم أنَّ كلَّ حي – سوى الله – فهو فقيرٌ إلى جلب ما ينفعه ودفع ما يضرّه، والمنفعة للحيّ من جنس النعيم واللذّة، والمضرّة من جنس الألم والعذاب، فلا بد من أمرين: أحدهما هو المطلوب المقصود المحبوب الذي ينتفع به ويتلذذ به، والثاني هو المعين الموصل المحصل لذلك المقصود والمانع لحصول المكروه والدافع له بعد وقوعه.
فهاهنا أربعة أشياء: أمر محبوب مطلوب الوجود، والثاني أمر مكروه مطلوب العدم، والثالث الوسيلة إلى حصول المحبوب، والرابع الوسيلة إلى دفع المكروه، فهذه الأمور الأربعة ضرورية للعبد، بل ولكلِّ حي سوى الله، لا يقوم صلاحه إلاّ بها.
إذا عرف هذا فالله سبحانه هو المطلوب المعبود المحبوب وحده لا شريك له، وهو وحده المعين للعبد على حصول مطلوبه، فلا معبود سواه ولا معين على المطلوب غيره، وما سواه هو المكروه المطلوب بعده، وهو المعين على دفعه، فهو سبحانه الجامع للأمور الأربعة دون ما سواه، وهذا معنى قول العبد{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فإنَّ هذه العبادة تتضمن المقصود المطلوب على أكمل الوجوه، والمستعان هو الذي يستعان به على حصول المطلوب ودفع المكروه، فالأوّل من مقتضى ألوهيّته، والثاني من مقتضى ربوبيّته )) .

10– أهمية الارتباط بالله في جميع الأمور الدينية والدنيوية ،وإذا صح هذا الأمر من العبد قوي يقينه وزاد إخلاصه وعظمت ثقته بالله ،والمؤمن الصادق يصحبه هذا الأمر في كلِّ أحواله وجميع شؤونه، فهو في صلاته وصيامه وحجه وبره وغير ذلك من أمور دينه يطلب الحولَ والقوّة على تحقيق ذلك والقيام به وتتميمه من الله تعالى، وفي جلبه للرزق وطلبه للمباح وغير ذلك من أمور دنياه يطلب الحول والقوة على تحصيل ذلك ونيله من الله تبارك وتعالى، فهو معتمد على الله في جلب حوائجه وحظوظه الدنيوية ودفع مكروهاته ومصائبه، ومعتمد على الله في حصول ما يحبّه هو ويرضاه من الإيمان واليقين والصلاة والصيام والحج والجهاد والدعوة وغير ذلك.

11 – أنّ فيها رداًّ على القدريّة النفاة، الذين ينفون قدرة الله ويجعلون العبد هو الخالق لفعل نفسه دون أن يكون لله عليه قدرة، فقول العبد (( لا حول ولا قوّة إلاّ بالله )) فيه إثبات القدرة والمشيئة لله، وأنّ حول العبد وقوّته إنَّما يكون بالله، ولهذا كانت هذه الكلمة متضمنةً الردّ على القدريّة النافين لذلك.
قال ابن بطال: (( هذا بابٌ جليل في الردّ على القدرية؛ وذلك أنَّ معنى لا حول ولا قوة إلاّ بالله أي: يخلق الله له الحول والقوّة وهي القدرة على فعله للطاعة أو المعصية كما ورد عنه عليه الصلاة والسلام أنَّ الباري تعالى خالق لحول العبد وقدرته على مقدوره، وإذا كان خالقاً للقدرة فلا شك أنَّه خالق للشيء المقدور)) .
12 – أنَّ فيها رداًّ على الجبرية النافين لمشيئة العبد وقدرته القائلين بأنَّ الإنسان مجبور على فعل نفسه، وأنَّه كالورقة في مهب الريح لا حول له ولا قدرة،فقول (( لا حول ولا قوّة إلاّ بالله ))متضمنٌ إبطال ذلك وتكذيبه، وذلك لتضمنها إثبات القوّة والحول للعبد، وأنَّ ذلك إنَّما يقع له بمشيئة الله وقدرته{لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} .
فهذه بعض دلالات هذه الكلمة العظيمة، وشيء من معانيها الجليلة الدالة على رفعة مكانتها وعظم شأنها وكثرة فوائدها وعوائدها والله تعالى أعلم.

المصدر: من مبحث الحوقلة ومفهومها ودلالتها العقدية للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله تعالى.

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




بارك الله فيك على الموضوع
حفظ الله شيخنا




التصنيفات
اسلاميات عامة

محاضرة لشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر ()

تعليمية تعليمية

لقد قمت بتفريغ هذه الخطبة للشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر فإن وجد زللا أو نقصا فلعلكم تتعقبونه بالتصحيح وجزآكم الله خيرا.
الخطبة تحت إسم عثرة الخاسر:-إأن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعود بلله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هاديا له وأشهد أن لاإله إلاالله وحده لاشريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله وصفيه
وخليله وأمينه على وحيه ومبلغ الناس شرعه ما ترك خيرا إلا دل الأمة عليه ولا شرا إلآحذرها منه فصلوات
الله وسلامه عليه وعلى أله وصحبه أجمعين أما بعد معاشر المؤمنين عباد الله إتقو الله تعالى وراقبوه مراقبة من يعلم أن ربه يسمعه و يراه ونحنو عباد الله نعيش أيام الخير والبركة أيام شهر رمضان المبارك أيام تحقيق التقوى
فلنتزود بتقوى الله جل وعلى في موسم التقوى بخير زاد وتزودوا فإن خير الزاد التقوى إأتقونى يا أولى ألألباب
عباد الله إن شهر رمضان المبارك موسم عظيم ووقت فاضل كريم لتنافس في طاعة الله والتسابق في عبادة الله
وبدل الجهد والطاقة في التقرب إلى الله عز وجل بما يحبه سبحانه من صالح الأعمال وسديد الأقوال ففي هذا الموسم المبارك يتنافس المتنافسون ويتسابق المتسابقون بجد واجتهاد وصبر ومصابرة وبدل ومرابطة كل يرجو رحمة الله جل وعلا ويخاف عذابه عباد الله وهى فرصة عظيمة لا يفرط فيها المؤمن بل ينتهز ليالي هذا الشهر الغرر وأيامه الدرر ليتقوا فيها ويتزود بالأعمال الصالحات والطاعات الزاكيات وأنواع القربات لله عز وجل وعلا عباد الله وفى هذا الموسم الفاضل تطمئن النفوس وتهدئ القلوب وتسكن لطاعة الله جل وعلا والتقرب إليه ويحصل لها في هذا الشهر الفاضل طمأنينة عظيمة وسكون كبيرة وهذا عباد الله من أثار الطاعة والتقرب إلى الله ولهذا ليس في شهر رمضان مجال لأي نوع من الإيذاء أو الجهل على عباد الله فإن هذا مما يتنافى مع حقيقة الصيام ومقصود هذه الطاعة جاء في صحيح البخاري من حديث أبى هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال(( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)) وما ذالكم عباد الله أل لأن من كانت هذه حاله في صيامه لم يستفد حقيقتا من مدرسة الصيام ولم يحقق مقصود الصيام الأعظم لعلكم تتقون عباد الله وعندما يختل الفكر ويفسد العقل ويتلوث بأفكار سقيمة وتوجهات مشينة خبيثة تتحول حين إذن المواسم الفاضلة والأمكنة الفاضلة إلى وقت الإجرام والعدوان والبغي والآثام وهذه عباد الله داهية الدواهي ومصيبة المصائب في زمن ووقت خلافة على بن أبى طالب رضي الله عنه إجتمع ثلاثة من من ثلوتت أفكارهم وفسدت عقولهم وإجتمعو في مكان فاضل وبقعة فاضلة إلى جوار بيت الله الحرام وأخذوه بزعمهم يتدارسون أحوال المسلمين ويتذكرون بزعمهم إخوانا لهم قوتيلو في الناهرون وأخدو يتآمرون إلى جوار بيت الله بزعمهم يتذاكرون من الأحق بالقتل ومن الأجدر بأن يجهز عليه فذكروا ثلاثة معاوية رضي الله عنه وسفيان رضي الله عنه وعمر إبن العاص رضي الله عنه كلهم من خيار الصحابة وأفاضل عباد الله المؤمنين ولهم أيدن مشهورة وأعمال كثيرة محمودة وهم على رأس المسؤولية في حفظ الأمن ورعاية حقوق العباد ومصالحهم فتواعد هؤلاء الثلاثة عند البيت الله الحرام على قتل هؤلاء الثلاثة وإبتعدو لأداء هذه الجريمة النكراء والفعلة الشنعاء في خير وقت وأفضل موسم فقرروا أن يبادروا بهذه العملية في السابع عشر من رمضان المبارك فتأمل رعاك الله تأمل هذا الإختيار من هؤلاء إختاروا مكانا فاضلا لتداول والتشاور وإختارو وقت فاضلا وزمانا فاضلا لتنفيذ الإجرام وتتميم العدوان الآشاهت العقول ماأسؤها والأفكار ما أقبحها ألا ما أسوء الاختيار و ما أسوء العمل وأقبحه ثم هؤلاء ينفذون هذه الجرائم معتقدين أنهم بذلك يقدمون أعظم قربة لله وأعظم ما يتقرب به إلى الله عز وجل فلما سل أحد هؤلاء الثلاثة سيفه المسموم لقتل على بن أبى طالب رضي الله عنه وضرب فعلا بسيفه هامة على رضي الله عنه وسال الدم من رأسه فتلى هذا الآثم قول الله عز وجل (( ومن الناس من يشرى نفسه إبتغاء مرضاة الله والله رؤف بالعباد )) يعد هذا الإثم فعلت هذه نوع من الشراء مرضاة الله وطلب ثوابه وأجره سبحانه وهذا كله من أثار تلوث العقول وفسادها وإذا تساءل متسائل ما سر اختيار هؤلاء لشهر رمضان المبارك لتنفيذ هذا الإجرام والقيام بهذا العدوان يجد جواب ذلك أنه يتقرب إلى الله ويتلخصو في أمرين عقيدة فاسدة مليئة قلوب هؤلاء ومليئة جوانبهم وصدورهم معتقدين أن ما يمارسونه وأن ما يقومون به نوعا من الجهاد في سبيل الله فهم بزعمهم يريدون الأئتساء بالنبي عليه الصلاة والسلام وصحبه الكرام في تضحيات مباركة وأعمال جليلة مبرورة قاموا بها في شهر رمضان المبارك جهادا في سبيل الله ونصرتا لدين الله وقضاء على أعداء الله فهؤلاء بزعمهم يظنون أنما يمارسون نوعا من الجهاد في سبيل الله فأرادوا زاعمين الإقتداء بالنبي والصحب الكرام وشتانا وفرق بين الجهاد والإفساد الأمر التانى عباد الله في شر اختيار هؤلاء لهذا الشهر الفاضل ما يعرف عن أهل الأيمان وعموم المسلمين في هذا الشهر من طمأنينة في النفوس وسكون في القلوب وهدوء وإقبال على الطاعة وعدم توقع غائلة أو عدوان فيستغلون أمن الناس وطمأنينتهم وإقبالهم على القرآن وإطعام الطعام واشتغالهم بذكر الله وانشغالهم عن مثل هؤلاء في تنفيذ مثل هذا العدوان والأجرام عباد الله وما أشبه الليلة بالبارحة في جريمة عقد العزم على تنفيذها أحد أرباب هذا الفكر الضال وأختار لتنفيذ هذه الجريمة موسم شهر رمضان المبارك وأختار لمن ينفد في حقه الجريمة مسؤلا كبيرا من مسؤل الأمن في هذه البلاد ولكن الله جل وعل جعل تدميره تدبيره وجعل سيفه في نحره وجعل أجرامه على نفسه عياذا بلله فعثرة عثرة الخاسر فقطع فيها أشلاء وتمزق فيها أربا وسلم الله من مكره وكيده فعاد كيد الخاسر على نفسه فقتل نفسه بنفسه وعادت عليه دائرة السوء واستجابة الله عز وجل ودعوة المؤمنين المتكررة اللهم من أراد ببلادنا وولاة أمرنا وأحدا من المسلمين بسوء فأشغله في نفسه وأجعل تدميره تدميرا وأجعل عليه دائرة السوء ياذا الجلال والإكرام أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه لي ولكم أنه هوا الغفور الرحيم.

هنا رابط الخطبة:-
http://www.al-badr.net/web/index.40404040404040.n=lec&lec=339 2

منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




مجهووود رائع متالفة دائما سدد الله خطاك




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[صوتية وتفريغها] فابتغوا عند الله الرزق كلمة ألقاها فضيلة الشيخ عبد الرزاق البدر- عقي

تعليمية تعليمية
[صوتية وتفريغها] فابتغوا عند الله الرزق كلمة ألقاها فضيلة الشيخ عبد الرزاق البدر

بسم الله الرحمن الرحيم

فَابْتَغُوا عِنْدَ اللهِ الرِّزْقَ

لفضيلة الشيخ عبد الرزاق البدر -حفظه الله تعالى-

فابتغوا عند الله الرزق لفضيلة الشيخ عبد الرزاق البدر.mp3

الحمد لله ربِّ العالمين ، وأشهد أن لا إلـٰه إلَّا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله ؛ صلَّى الله وسلَّم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ، أمَّا بعدُ :

قولُ خليل الرَّحمٰن إبراهيم عليه السَّلام في سياق دعوته لقومه إلى توحيد الله جلَّ وعلا وإخلاص الدِّين له وبيانِه لبطلان الشِّرك وفساده ذاكرًا في هٰذا المقام حُججًا متنوِّعاتٍ وآياتٍ بيِّنات وبراهين واضحات على وجوب إخلاص الدِّين لربِّ الأرض والسَّمٰوات ؛ فذكر عليه السَّلام في جملة ما ذكر من آيات قال: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ [العنكبوت:17] . فمن البراهين الدالة على بطلان عبادة الأوثان أنَّها لا تملك رزقا لعابديها ؛ بل لا تملك ذلك لنفسها فضلًا أن تملكه لغيرها ، فهي لا تملك لنفسها موتًا ولا حياةً ولا نشورًا فضلًا أن تملك شيئًا من ذلك لغيرها ، فهي مخلوقاتٌ عاجزة وناقصة وليس بيدها شيء ؛ بل حقيقةُ أمرها أنَّها حجرٌ كسائر الأحجار أو شجرةٌ كسائر الأشجار عظَّم المشركون أمرَها فعبدُوها وسألُوها وأنزلوا بها حاجاتهم وطلباتهم .
فممَّا تُبطَل به هٰذه العبادة ويُنقَض به هٰذا التعلُّق الباطل هٰذا القول العظيم من خليل الرَّحمٰن عليه السَّلام لقومه: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا ﴾ أي ليس بيدها شيئا من ذلك ولا تملك شيئا من ذلك ، فالرِّزق كلُّه بيد الله ، واللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وحده هو الرَّزاق.
ولهٰذا فالله جلَّ شأنه ذكر هٰذا البرهان نفسه في السِّياق نفسِه ؛ لما بيَّن سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى في سورة الذَّاريات أنَّه إنِّما خلق الإنس والجنَّ لعبادته قال: ﴿ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) ﴾ أي أنَّ العبادة إنَّما تُصرَف لمن بيده الرِّزق ، تُصرف للرَّزاق جلَّ شأنه ، لا تصرف للمرزوق.
ومن لطيف ما مرَّ عليَّ في هٰذا الباب وطريفه ومفيده أنَّ أحد العوام قال له أحد الضُّلاَّل المبتلَين بالتعلُّق بالقبور وعبادة المقبورين: أليس اللهُ يقول عن الشُّهداء: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾ [آل عمران:169] ؟ قال: أليسو هم أحياء! إذاً لماذا لا ندعوهم ؟! إذاً لماذا لا نسألهم؟! هكذا يقول المضلِّل ، فقال ذلك العامِّي بفطرته : إنَّ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قال ﴿ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾ أي يرزقهم الله ، ولم يقل: يَرزُقون ، فأنا أعبدُ الذي يرزقهم -وهو عامِّي!- فاستدل بالحُجّة نفسها ، فالذي يرزق وبيده الرِّزق هو وحده الذي يدعى ، أمَّا العبد المرزوق الفقير المحتاج الذي لا يملك لنفسه رزقا كيف يُعبَد! كيف يُدعى! كيف يُسأل! كيف تُعرض الحاجة عليه! وهو لا يملك لنفسه رزقاً فضلًا أن يملك شيئا من ذلك لغيره.
والرَّزاق المعبود سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى في السَّماء عليٌّ على خلقه ، وبيده تبارك وتعالى مقاليد السَّمٰوات والأرض ، ويمينه جلَّ وعلا ملأى لا يغيضها نفقة سحَّاء الليل والنهار ، عطاؤه جل شأنه كلام ومنعه كلام ﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [يس:82] ، هٰذا الذي ينبغي أن تُصرف له وحده العبادة ، وأنْ لا يُجعل معه شريكٌ في شيء من ذلك؛ ﴿ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ﴾ [الذاريات:22] ، والرَّزَّاق جلَّ شأنه في السَّماء ، وهو الذي يرزق من يشاء ويعطي من يشاء والأمر كله بيده تبارك وتعالى.

و« الرَّزَّاق » كما مر معنا اسم من أسمائه سبحانه ، وهو يدلُّ على ثبوت صفة الرَّزق له عزَّ وجلَّ بفتح الراء ؛ لأنَّ الرَّزق بفتحها هو الفعل ، الصِّفة ، وبالكسر الرِّزق الأثر أثر الصِّفة ، فالله عزَّ وجل هو الرزاق؛ أيّ المتَّصف بالرَّزق سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ، ورزقه لبعاده نوعان :
1- رزقٌ عام يشمل جميع المخلوقات برَّها وفاجرها مؤمنها وكافرها صالحها وطالحها ، وهو رزق بالصِّحة والمال واللباس والمسكن والعافية وغير ذلك ، والله يقول : ﴿ كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ ﴾ [الإسراء:20].

2- والنوع الثاني: رزق القلوب بالهداية للإيمان ، والصَّلاح ، والإستقامة، وانشراح الصَّدر لهٰذا الدين ، وحسن الإقبال على الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ربِّ العالمين ، فهٰذا رزق خاص يهَبُه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لمن شاء الله هدايته وكتَبَ جلَّ شأنه صلاحه واستقامته.

ثم أيها الإخوة الكرام: إذا آمن العبد بأنَّ الرَّزَّاق هو الله وأنَّ الرِّزق بيده إحتاج في هٰذا المقام إلى أمرين:
– الأول منهما: أن يبتغي الرِّزق عند الله لا عند غيره ؛ فلا يسأل إلَّا الله ، ولا يرجو إلَّا الله ، ولا يطمع في حصول خيراته وبركاته ونِعمَه إلَّا من الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ﴿ فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ ﴾ فيُخلِص طلبه للرِّزق لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فلا يسأل إلَّا الله ولا يرجو إلَّا الله ولا يطمع في نوالٍ وعطاء إلَّا من الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ، ولا يلتفت بقلبه إلى غيره بل يفوِّض أمره إليه ويتوكَّل في حاجاته عليه ، وقد كان نبيِّنا عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يقول كل يوم إذا أصبح بعد صلاة الصُّبح: « إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا ، وَرِزْقًا طَيِّبًا ، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا » يسأل اللهَ كل يوم في باكورة يومه أن يرزقه الرِّزق الطيِّب.
والأمر الثاني: أن يبذل السَّبب ؛ مع الإستعانة والدعاء والسؤال والطلب يبذل السَّبب ، والرَّزاق سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أمَرَنا ببذل الأسباب قال: ﴿ فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ﴾ [الملك:] ، أي أن الإنسان لا يبقى في مكانه ولا يعطِّل الأسباب التي أمر الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى باتِّخاذها وفِعْلها ؛ بل يبذل السَّبب ولا يكتفي بالدُّعاء والتوكُّل مع تعطيل الأسباب ، لأنّ هٰذا تواكل وليس بتوكُّل ، فإنَّ عمر ابن الخطاب رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لما ٍرأى قومًا خرجوا من ديارهم بلا زاد وقالوا نحن المتوكلون قال: هؤلاء المتواكلون أو المتأكِّلون . قال: المتوكل الذي يضع البذر ويتوكَّل على الله ، تكون عنده أرض فيضع البذور ويتوكَّل على الله ، أمَّا أنه لا يضع بذوراً ولا يعمل ولا يبذل سببًا هٰذا ليس توكُّل وإنَّما هو تواكل ، ولهٰذا قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ ؛ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا » ، «تغدو» هٰذا بذل للسَّبب ؛ الطير لا تجلس في عشها تنتظر الحَب يأتي فيه ولا تجلس في عشها تنتظر الماء يأتي فيه ؛ بل إذا أصبحت طارت إلى الأماكن المختلفة والبعيدة تطلب الرِّزق ، فتحصِّل خيرًا وترجع، «تذهب خماصًا وتغدو بطانًا» ، فلمَّا قال: «لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ» ورِزقه للطَّير ببذل سببٍ من الطَّير ، فلا بد من بذل السَّبب.
ولهٰذا بعض النَّاس تكون الطُّيور خيرٌ منه ، خاصة الذين ابتُلوا بعقائد الطُّرقية الذين يعطِّلُون الأسباب فلا يعمل ليكسب مالًا ويحصِّل مالًا لا لنفسه ولا لأهله ويقول وهو في مكانه «إنْ كتب الله لي رزقاً يأتيني في مكاني» ، ولا يعمل ولا يبذل سبباً ويصبح عالةً على الآخرين ، ينتظر صدقاتٍ أو عطفٍ عليه أو إحسانٍ عليه أو على أهله وأولاده ويبقى هكذا معطَّلًا ، بينما الإنسان إذا عمل بهذين الأمرين اللَّذين يقتضيهما هٰذا الإيمان بأنَّ الله الرَّزاق ، وهما: الإلتجاء التَّام إليه وحده إيمانًا وثقةً بالله وتفويضًا بالله وتوكُّلا عليه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ، ثم بذلًا للسبب ؛ وقد قال عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: « مَنْ يَتَحَرَّى الْخَيْرَ يُعْطَهُ ، وَمَنْ يَتَّقِ الشَّرَّ يُوقَهُ »، الذي يتحرَّى ويبذل السَّبب ويجِدّ ويجتهد يحصِّل خيرًا كثيرًا.
وكثير من النَّاس الذين حصَّلوا أموالًا كبيرةً كانت بداياتهم من الصِّفر ، أعرفُ رجلًا الآن عمره يتجاوز الخمسين سنة بقليل هو من كبار الأثرياء في هذه البلاد إذا عُدَّ الأثرياء في هذه البلاد على أصابع اليدين يكون معهم ، ذكر أنَّه في بداية حياته كان يصبُّ البنزين عاملاً في إحدى المحطات ، وتدرَّج في الرِّزق واكتساب الرِّزق ولم يُجاوز الخمسين سنة إلا وهو من كبار الأثرياء ، قُل مثل هٰذا في الأمور الأخرى ؛ فالأمور يحتاج إلى ثقة بالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وبذل للأسباب ، انظر بذل السَّبب العظيم في قول الصحابي الجليل الذي أصبح حكمة في الباب وأثراً يُستنُّ به في هٰذا المقام عندما قال: « دُلُّوني على السوق ».
وعندما يذهب طالب العلم إلى بلده – هٰذه شكوى يشتكي منها بعض الطلاب – عندما يذهب إلى بلده ولا يتهيَّأ له وظيفة أمامك أرزاق وخيرات ولا تعطِّلك عن أعمالك الدَّعوية ، مثل ما فعل خيار الصَّحابة وخيار الأئمة تقرأ في سيَرهم أخبارًا عجيبة وعظيمة من هٰذا الباب ؛ بل أنبياء الله ورسله منهم من كان يرعى الأغنام ، منهم من عمل نجاراً ، اقرأ في سيرهم ، اقرأ فيما كتبه السَّلف رحمهم الله في هٰذا الباب ، وهٰذه المعاني كلُّها داخلة تحت قول خليل الرَّحمٰن: ﴿ فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ ﴾ أي بالثقة به والتوكل عليه وحُسن الإلتجاء إليه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ، وببذل الأسباب التي دعا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عبادَه إلى القيام بها.
وأختم هٰذا الحديث بقصَّة لطيفة حول هٰذا الموضوع فيها أثر استيقاظ القلب بآيات الله عزَّ وجلَّ على القلب حين يُحسن فهم القرآن وسماع كلام الرَّحمٰن ، وهي قصَّة ذكرها ابن قدامة رحمه الله تعالى في كتابه «التَّوابين» عن الأصمعي ، والأصمعي كان يرحل وله رحلات عديدة يقول: لقيتُ رجلًا من الأعراب جِلْف على بعير فسلَّم عليَّ ، رددت عليه السَّلام . فقال: ممن الرجل؟ فقلت: من بني الأصمع ، قال: من أين أتيت ؟ قلت: أتيت من بلد يُتلى فيه كلام الرَّحمٰن ، قال: أَوَ للرَّحمن كلامٌ يتلوه الآدميين؟! ما سمع بهذا قبل أنَّ للرَّحمن كلام يُتلى ، قلتُ: نعم . قال: أسمعني شيئا من كلام الرَّحمٰن . قال قلتُ: انزل من بعيرك ، فنزل ؛ فتلوت عليه من سورة الذَّاريات ، حتى وصلتُ إلى قوله تعالى: ﴿ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) ﴾ ، قال لي: أوهٰذا كلام الرَّحمٰن ؟ قلت: نعم ، قال: امسِك بعيري ، يقول فمسكته ، فنحر بعيره وقال: أعنِّي على تفريق لحمه ، وزَّعه على الفقراء والمحتاجين ، وودَّعني وهو يقول: ﴿ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ﴾. يقول: ثم لقيته بعد سنتين في الحرم في مكَّة فعرفني وعرفته قال لي: قد وجدنا ما وعدنا ربُّنا حقا ، قال الأصمعي: عجبتُ له كيف كان لهٰذه الآية هٰذا الوقع في نفسه ، وأنا الذي تلوتُها عليه لم يكن لي مثل الذي كان له ، ثمَّ قال لي: اقرأ عليَّ من كلام الرَّحمٰن ، قال: فقرأت عليه من الذَّاريات حتى بلغت قول الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: ﴿ فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ (23) ﴾ قال: سبحان الله! ومن الذي أغضب الجليل وألجأه إلى اليمين ؟ . يعني ما يحتاج أن يحلف لنا نحن نصدِّق بدون أن يحلف ، الله يقول: ﴿ فَوَرَبِّ السَّمَاءِ ﴾ يقول: نحن نصدِّق بدون أن يحلف لنا ، فما الذي ألجأه إلى اليمين؟!
على كل حال نحن الآن في الصباح وبعد صلاة الفجر فندعو بدعوة نبينا: اللَّهمَّ إنَّا نسألك علما نافعًا ورزقا طيِّبًا وعملا متقبَّلا ، وأزيدكم واحدة: من لم يتزوج منكم أن يمنَّ عليه بالزوجة الصالحة.
والسَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المصدر موقع فضيلة الشيخ عبد الرزاق البدر
الملفات المرفقة

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية