التصنيفات
اسلاميات عامة

فضل أيّام عشر ذي الحجة لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وبعد ..

فإنّ من فضل الله ومنته أن جعل لعباده الصالحين مواسم يستكثرون فيها من العمل الصالح، ومن هذه المواسم عشر ذي الحجة..

فضـلها:

وقد ورد في فضلها أدلة من الكتاب والسنة منها:
1- قال تعالى: {وَالْفَجْرِ(1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ(2)} [الفجر:1-2]، قال ابن كثير رحمه الله: "المراد بها عشر ذي الحجة كما قاله ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغيرهم".

2- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما العمل في أيّام أفضل في هذه العشرة، قالوا: ولا الجهاد، قال: ولا الجهاد إلاّ رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشئ». [رواه البخاري].

3- قال تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ} [الحج:28]، قال ابن عباس وابن كثير يعني : "أيام العشر".

4- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مامن أيّام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد». [رواه الطبراني في المعجم الكبير].

5- كان سعيد بن جبير – رحمه الله – إذا دخلت العشر اجتهد اجتهاداً حتى ما يكاد يُقدَر ُ عليه. [الدارمي].

6- قال ابن حجر في الفتح: "والذي يظهر أنّ السبب في امتياز عشر ذي الحجة، لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يأتي ذلك في غيره".

ما يستحب في هذه الأيام:

1- الصلاة: يستحب التبكير إلى الفرائض، والإكثار من النوافل فإنّها من أفضل القربات.
روى ثوبان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «عليك بكثرة السجود لله فإنّك لا تسجد لله سجدة إلاّ رفعك إليه بها درجة، وحط عنك بها خطيئة» . [رواه مسلم]، وهذا في كل وقت.

2- الصيام: لدخوله في الأعمال الصالحة، فعن هنبدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيّام من كل شهر». [رواه أحمد وأبو داود والنسائي وغيرهم]. وقال الإمام النووي عن صوم أيّام العشر أنّه مستحب استحباباً شديداً.

3- التكبير والتهليل والتحميد: لما ورد في حديث ابن عمر السابق: «فأكثروا من التهليل والتكبير والتحميد» ، وقال الإمام البخاري – رحمه الله -: "كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيّام العشر يكبران ويكبر النّاس بتكبيرهما"، وقال أيضا : "وكان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً".

وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيّام، وخلف الصلوات وعلى فراشه، وفي فسطاطه، ومجلسه، وممشاه تلك الأيّام جميعا، والمستحب الجهر بالتكبير لفعل عمر وابنه وأبي هريرة رضي الله عنهم أجمعين ..

وحري بنا نحن المسلمين أن نحيي هذه السنة التي قد أضيعت في هذه الأزمان، وتكاد تنسى حتى من أهل الصلاح والخير – وللأسف – بخلاف ما كان عليه السلف الصالح ..

صيغة التكبير:

ورد فيها عدة صيغ مروية عن الصحابة والتابعين منها:

– (الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرا)) .

– ((الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلاّ الله، والله أكبر، والله أكبر، ولله الحمد)).

– ((الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلاّ الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد)).

4- صيام يوم عرفة:

يتأكد صوم يوم عرفة، لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنّه قال عن صوم يوم عرفة: «أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده». [رواه مسلم].

لكن من كان في عرفة حاجاً فإنّه لا يستحب له الصوم، لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم وقف بعرفة مفطراً.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجميعن.

محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله –




التصنيفات
القران الكريم

[منهجية] كلام الشيخ العلامة عبيد الجابري عن تفسير أبي بكر الجزائري. ||-ال

تعليمية تعليمية

[منهجية] كلام الشيخ العلامة عبيد الجابري -حفظه الله- عن تفسير أبي بكر الجزائري.

كلام الشيخ العلامة عبيد الجابري -حفظه الله- عن تفسير أبي بكر الجزائري.

السؤال:
نشر في سحاب سؤال: ما هو حال تفسير الشيخ أبو بكر الجزائري:

جواب الشيخ عبيد الجابري صباح اليوم:

بسم الله، والحمد لله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
أما بعد:

فإني من أعرف الناس بالشيخ أبي بكر الجزائري، فقد باشرته كثيرا وتتلمذت عليه في دار الحديث بالمدينة وقتا من الزمن، وفي الدراسات العليا في الجامعة الإسلامية، ومن خلال معاشرتي للرجل وتتلمذتي عليه وتتبع أخباره، ظهر لي من حال الرجل ما يلي:

أولا: أن الرجل جيد في إنشاء العبارات، أشبه بزخرف القول، فهو قادر على الكلام بالساعات، لآنه ينشئ الكلام إنشاء، والظاهر أنه يحفظ القرآن، ويحفظ شيئا من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.

ثانيا: حدثنا الشيخ عبد الصمد بن محمد الكاتب شفاه الله:
أن أبا بكر الجزائري قدم من بلده إلى المدينة وكان صحفيا،
وأقول: هذا تنبيه بل دليل على أن الرجل ليس مؤصلا في العلم الشرعي.

ثالثا: حدثنا أستاذنا الشيخ حميِد الحازمي حفظه الله: أن الشيخ الجزائري زامله في كلية الشريعة منتسبا إلى تلك الكلية، وأنه أي الشيخ حميد الحازمي، كان يبعث إليه بالمذكرات الدراسية.

رابعا: وقفت له على شريط مسجل في قطر، يتضمن لقاء أجراه في غالب ظني معجب الدوسري، فلما سأله عن الأشاعرة والماتريدية، هل هم من أهل السنة والجماعة؟
أجاب الجزائري قائلا:
بل هم في الحقيقة "أهل السنة والجماعة"!ا.ه.
وهذا حكم جائر، مفاده أن الأشاعرة والماتريدية هم أفضل من غيرهم، حتى من عرفوا بأنهم خلص في السنة، فهل يصدر هذا الحكم من عالم راسخ في السنة؟

خامسا: صدرت عنه قبل سنوات، فتوى خطية، فيها ثناء على جماعة التبليغ، وأنها أفضل جماعة على وجه الأرض، وقد رد عليه العلامة الشيخ أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله، ردا قويا يروي الغليل، ويشفي العليل.

سادسا: لما ذكر حديث سحرة فرعون الذين آمنوا بالله وبرسوله موسى صلى الله عليه وسلم، لما ظهر لهم من الآيات، دليل صدقه، مستنبطا أحكاما من تلك القصة، قال:
"مشروعية ترقية الموظف"!ا.ه.
فسبحان الله العظيم! هل يخفى على من لديه مسحة من العلم فضلا عن الراسخين، أن هذه القصة سيقت في القرآن مساق الذم والتوبيخ والتشنيع على عدو الله فرعون لعنه الله. ولم تذكر على سبيل الإقرار والثناء.
وقد حدثني بعض الأخوة أنه وجد في تفسيره الجبر وتخليطات أخرى، أفبعد هذا كله يشاد بالرجل وبتفسيره الذي كثر فيه التخليط العجيب؟
أفبعد هذا كله يرفع من شأن الرجل ويقال أنه عمدة أو مرجعا في العلم الشرعي؟
بل أقول متيقنا أن الرجل لا يصلح واعظا، وقد أوقف عن التدريس في المسجد النبوي مرات، جراء فتاوى شاذة صدرت عنه.

فنصيحتي لكل مسلم ومسلمة، ألا يعول على هذا الرجل، وما صدر عنه، نعم لمن أوتوا علما وفقها، وكان عندهم من الأهلية ما يميزون به بين الغث والسمين، والصحيح والسقيم، فلهم النظر في كتبه. أما العوام ومن كان فقههم قليلا، فإني لا أنصحهم بقراءة كتبه، والله أعلم.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أملاه عبيد بن عبدالله بن سليمان الجابري
المدرس بالجامعة الإسلامية سابقا
وكان الإملاء صباح الخميس: العشرين من صفر عام واحد وثلاثين وأربعمائة وألف
الموافق للرابع من فبراير عام عشرة وألفين.

http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=10809 5

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

هل النبى صلى الله عليه وسلم مخلوق من نور؟ لفضيلة الشيخ العلامة : عبد العزيز بن باز –

حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم خُلق من نور، لا أصل له

نسمع في بعض خطب الجمعة عندنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلق من نور وليس من تراب كسائر الناس، فما صحة هذا الكلام؟[1]

هذا الكلام باطل وليس له أصل، فالله خلق نبينا صلى الله عليه وسلم مثل ما خلق بقية البشر من ماء مهين، من ماء أبيه عبد الله وأمه آمنة، كما قال الله جل وعلا في كتابه العظيم: ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ[2]، ومحمد صلى الله عليه وسلم من نسل آدم وجميع نسل آدم كلهم من سلالة ماء مهين.

أما من يرى أنه خلق من النور فهذا لا أصل له وهو حديث موضوع مكذوب باطل لا أصل له، وبعضهم يعزوه إلى مسند أحمد عن جابر، وهذا لا أصل له، وبعضهم يعزوه لمصنف عبد الرزاق وهذا لا أصل له.

إلا أن الله جعله صلى الله عليه وسلم نوراً للناس بما أوحى إليه من الهدى من الكتاب العزيز والسنة المطهرة، كما قال الله سبحانه وتعالى: قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ[3]، هذا النور هو محمد صلى الله عليه وسلم، وكما قال سبحانه في الآية الأخرى: إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا[4]، السراج المنير وهو نور لما أعطاه الله من الوحي العظيم من القرآن الكريم والسنة، فإن الله أنار بهما الطريق وأوضح بهما الصراط المستقيم وهدى بهما الأمة إلى الخير فهو نور وجاء بالنور عليه الصلاة والسلام، وليس معناه أنه خلق من نور.

——————————————————————————–

[1] نشر في جريدة عكاظ، العدد 11914، بتاريخ 24/12/1419هـ

[2] سورة السجدة الآية 8.

[3] سورة المائدة ، الآية 15.

[4] سورة الأحزاب ، الآيتان 45، 46.

مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد الخامس والعشرون.

منقول

http://www.ibnbaz.org.sa/mat/3345

منقول للفائدة




شكرا وبارك الله فيك
جزاك الله كل خير
وجعله في ميزان حسناتك




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

أربع قواعد تميز بها بين المسلم والمشرك الشيخ محمد بن عبد الوهاب

أربع قواعد تميز بها بين المسلم والمشرك

لشيخ الإسلام الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب

أجزل الله له الأجر والثواب


هذه أربع قواعد، ذكرها الله في محكم كتابه، يعرف بها الرجل: شهادة أن لا إله إلا الله، ويميز بها بين المسلمين، والمشركين؛ فتدبرها، يرحمك الله؛ وأصغ إليها فهمك؛ فإنها عظيمة النفع.

الأولى:
أن الله ذكر، أن الكفار في زمن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كانوا يقرون: أن الله الخالق، الرازق، لا يشاركه في ذلك، ملك مقرب، ولا نبي مرسل؛ وأنه لا يرزق إلا هو؛ وأنه سبحانه منفرد بملك السماوات والأرض؛ وأن جميع الأنبياء، والمرسلين: عبيد له، تحت قهره وأمنه.
فإذا فهم: أن هذا مُقِرٌ به الكفار، ولا يجحدونه، وسألك بعض المشركين، عن دليله ؟ فاقرأ عليه قوله تعالى، في حق الكفار:﴿ قُلْ لِمَنِ الأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ۝سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ۝قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ۝سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ۝قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ۝سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ ﴾[المؤمنون: 84 – 89] وقال تعالى:﴿ قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ۝فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ ﴾[يونس: 31].

القاعدة الثانية:
أنهم يعتقدون في الملائكة، والأنبياء، والأولياء، لأجل قربهم من الله تعالى، قال الله تعالى، في الذين يعتقدون في الملائكة:﴿
وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ۝قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ﴾[سبأ: 40 – 41].
وقال: في الذين يعتقدون في الأنبياء﴿
مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ۝ قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا﴾[المائدة: 75 – 76].
وقال في الذين يعتقدون في الأولياء:﴿
أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ﴾[الإسراء: 57].

القاعدة الثالثة:
وهي أن الله – العلي الأعلى – ذكر في كتابه، أن الكفار ما دعوا الصالحين، إلا لطلب التقرب من الله تعالى، وطلب الشفاعة؛ وإلا فهم مقرون بأنه: لا يدبر الأمر إلا الله كما تقدم؛ فإذا طلب المشرك الدليل على ذلك، فاقرأ عليه قوله تعالى:﴿
وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ﴾[يونس: 18] وقال: ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ﴾[الزمر: 3]
فإذا فهمت هذه المسألة، وتحققت: أن الكفار عرفوا ثلاث هذه المسائل، وأقروا بها؛
الأولى: أنه لا يخلق، ولا يرزق ولا يخفض، ولا يرفع، ولا يدبر الأمر، إلا الله وحده، لا شريك له.
الثانية: أنهم يتقربون بالملائكة، والأنبياء، لأجل قربهم من الله، وصلاحهم.
والثالثة: أنهم معترفون، أن النفع والضر، بيد الله ولكن الرجاء من الملائكة، والأنبياء، للتقرب من الله، والشفاعة عنده.
فتدبر هذا، تدبراً جيداً، واعرضه على نفسك، ساعة بعد ساعة؛ فما أقل من يعرفه، من أهل الأرض، خصوصاً من يدعى العلم! فإذا فهمت هذا، ورأيت العجب، فاعرف، وحقق:

المسألة الرابعة، وهي:
أن الذين في زمن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لا يشركون دائماً، بل تارة يشركون، وتارة يوحدون، ويتركون دعاء الأنبياء، والشياطين، فإذا كانوا في السراء دعوهم، واعتقدوا فيهم؛ وإذا أصابهم الضر، والألم الشديد، تركوهم، وأخلصوا لله الدين؛ وعرفوا: أن الأنبياء، والصالحين، لا يملكون نفعاً، ولا ضراً.
فإذا شك أحد في أن الكفار الأولين، كانوا يخلصون لله بعض الأحيان، فاقرأ عليه قوله:﴿
وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا﴾[الإسراء: 67] وقال تعالى: ﴿وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ﴾ [الزمر: 8] 0
فهذا الذي هو من أصحاب النار: يخلص الدين لله تارة، ويخلص للملائكة، والأنبياء تارة؛ وقال تعالى: ﴿
قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ۝ بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ﴾ [الأنعام: 40 – 41]
وصلى الله على محمد، وآله، وصحبه، وسلم.

الدرر السنية ( 2 / 27 )

المصدر




جزاك الله خيرا




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رنين تعليمية
جزاك الله خيرا

و خيرا جزاكِ أخية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[فوائد مستخلصة] هل الشيخ الألباني يساوي بين المذهب الحنفي والإنجيل؟!

تعليمية تعليمية
[فوائد مستخلصة] هل الشيخ الألباني يساوي بين المذهب الحنفي والإنجيل؟!


قال عاصم بن عبد الله القريوتي في تحقيقه لكتاب ((قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر)) (ص121 حاشية ) :
روى البخاري في صحيحه (6 / 490 – 491 فتح الباري) ومسلم في صحيحه (155) واللفظ لمسلم عن أبي هريرة – رضي الله عنه – يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما مقسطا يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد ".
ولقد ذهب بعض متعصبي " الحنفية " كالحصكفي في مقدمة كتابه " الدر المختار " إلى أن عيسى يحكم بالمذهب الحنفي. ولهذا قال شيخنا في تعليقه على الحديث في " مختصر صحيح مسلم " للمنذري (ص 548) : هذا صريح في أن عيسى عليه السلام يحكم بشرعنا ويقضي بالكتاب والسنّة لا بغيرهما من الإنجيل أو الفقه الحنفي ونحوه! .
فثار بعض الحاقدين المتعصبين فقالوا: كيف يساوي بين المذهب الحنفي والإنجيل؟ والحقيقة أن الشيخ قاله ردا على غلاة المذهبية كما ذكرناه. وأن العطف لا يقتضي المساواة في كل جانب أيضا لما في الحديث " يقطع الصلاة المرأة والحمار والكلب " رواه مسلم (511) – والبخاري، والكلب المقصود هو الأسود كما في " صحيح مسلم " (510) – فهل يقال إن الرسول صلى الله عليه وسلم ساوى بين المرأة والكلب؟ والجواب: لا وألف لا وإنما الأمر يتعلق بقطع الصلاة، والله المستعان.

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[كتاب مصور] الرد على شبهات المستغيثين بغير الله تأليف الشيخ العلامة أحمد بن عيسى الحن

تعليمية تعليمية
[كتاب مصور] الرد على شبهات المستغيثين بغير الله تأليف الشيخ العلامة أحمد بن عيسى الحنبلي النجدي

كتاب :

تعليمية
الرد على شبهات المستغيثين بغير الله
تأليف الشيخ العلامة أحمد بن عيسى الحنبلي النجدي
اعتنى بنشرها وتصحيحها
الشيخ عبد السلام بن برجس بن ناصر آل عبد الكريم

مطابع دار طيبة الرياض / 1409هـ

رابط التحميل :
http://archive.org/download/abu_yaal…in_benissa.pdf


الملفات المرفقة (افحص الملف ببرامج الحماية وقم بالتبليغ عنه إذا وجدته مخالفا) تعليمية الرد على شبهات المستغيثين بغير الله تأليف الشيخ العلامة أحمد بن عيسى الحنبلي النجدي.pdf‏ (1.47 ميجابايت)

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[صوتية] شرف الانتساب لمذهب السلف لفضيلة الشيخ أبي عبد المعزمحمد على فركوس حفظه الله-

تعليمية تعليمية
[صوتية] شرف الانتساب لمذهب السلف لفضيلة الشيخ أبي عبد المعزمحمد على فركوس حفظه الله


تعليمية
شرف الانتساب لمذهب السلف

لفضيلة الشيخ
أبي عبد المعز محمد على فركوس

حفظه الله
رابط المحاضرة

تعليمية

رابط الأسئلة
تعليمية
المصدر :
http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=10075


للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
الفقه واصوله

فوائد حول صلاة الكسوف ::: الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله

تعليمية تعليمية

فوائد حول صلاة الكسوف ::: الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فهذا الدرس الذي قدمه الشيخ
ماهر بن ظافر القحطاني
حول مسائل في ((صلاة الكسوف)) من كتاب دليل الطالب لأبي النجا المقدسي الحنبلي رحمه الله
في يوم الجمعة
29/محرم/1431هـ الموافق 15/1/2010م
وقد كان الدرس غنياًّ بالفوائد كما عهدنا دروس الشيخ حفظه الله.

الجزء الأول

تعليمية
10.47 MG
الجزء الثاني

تعليمية
9 MG

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




التصنيفات
الفقه واصوله

[صوتية وتفريغها] كلمة الشيخ محمد عبد الوهاب عقيل حفظه الله

[صوتية وتفريغها] كلمة الشيخ محمد عبد الوهاب عقيل حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخوانى الكرام هذه كلمة الشيخ الفاضل محمد عبد الوهاب عقيل التى القاها يوم الخميس الماضى الموافق 12 محرم 1443 ه فى مسجد زاوية الدهمانى الكبير بطرابلس ونعتذر لبعض الانقطاع الذى يوجد بالكلمة وهذا رابط للمادة

وهذه الكلمة ثم تفرييغها ولله الحمد

]وفى مثل قوله تعالى ان هذا القران يهدى للتى هى اقوم ويعظمون رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعظمون سنته صلى الله عليه وسلم ويعتقدون ان الخير اتى به رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كما فى قوله صلى الله عليه وسلم تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها الا هالك وفى قوله صلى الله عليه وسلم تركت فيكم ما ان تمسكتم بهما لن تضلو بعدى ابد كتاب الله وسنتى وظاهر الكتاب والسنة هو الموافق للكتاب والسنة هذا هو ظاهر الكتاب والسنة ماوفق الكتاب والسنة وماوافق الاثار السلفية وماوافق اللغة العربية وماوافق العقل الصحيح والفطرة السليمة هذا هو ظاهر الكتاب والسنة الذى يعمل به اهل السنة والجماعة اذا نزلت بهم النوازل رجعوا الى كتاب الله والى سنتى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لايتجاوزون القران والسنة يحلون حلاله ويحرمون حرامه ويعملون بمحكمه ويؤمنون بمتشابهه ثم هم بعد هذا يعظمون اصحب النبى صلى الله عليه وسلم وسلف الامة ويعتقدون فضلهم ويعتقدون سابقتهم لى كل خير كما قال ربنا عز وجل { والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه } [التوبة/100] ولذالك كان الامام مالك رحمه الله تعالى لايعدل بعمل الصحابة شي ابدا يقول لانعدل بعمل اهل المدينة احدا ابدا لان اهل المدينة هم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين نقلوا سنته عمليا وكذالك التابعون رضى الله عنهم بأحسان كما ان السلف ينقل بعضهم عن بعض ولذالك الامام مالك رحمه الله اعتمد على عمل الصحابة رضى الله عنهم ويقول لانعدل بعمل اهل المدينة احدا ابدا فأهل السنة والجماعة يعظمون اثار السلف تعظيما عظيما يفهمون كتاب الله عز وجل من خلال تفسير السلف له رحمهم الله تعالى يفهمون سنة النبي صلى الله عليه وسلم من خلال شرح السلف لهذه السنة الامر الثالث اهل السنة والجماعة يحفظون عقولهم عن الخوض فى مالا تطيقه فالعقل حفظكم الله له حد يقف عنده كما ان للعين حد تقف عنده لكن اهل السنة والجماعة يقولون محال ان تاتى الشريعة بما تحيله العقول لكنها قد تاتى بما تحارفيه العقول الخير كله فى كتاب الله وفى سنة النبى صلى الله عليه وسلم وعقولنا تفهم كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم عقولنا تفقه كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وفى هذا يقول النبى صلى الله عليه واله وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه فى الدين.يفقهه فى الدين وكذالك ايها الاحبة لانعارض بعقولنا كتاب الله ولا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بل نجعل عقولنا تبعا لكتاب الله وتبعا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم ولذالك رواى {اسم الراوى غير واضح } عن بعض السلف رحمهم الله قال كما ان العين لاترى فى الظلام فكذالك العقل لايرى فى الظلام والنور هو كتاب الله وسنة النبى صلى الله عليه وسلم كما قال ربنا سبحانه وتعالى { وكذالك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم } [الشورى/52] كذالك اهل السنة والجماعة فى مثل هذه القضايا يحرصون على متابعة النبى صلى الله عليه واله وسلم ويرون العمل لايكون مقبولا الا اذا كان وفق عمل النبي صلى الله عليه وسلم وفى هذا يحذرون من البدعة واهلها يقول النبي صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد ويقول النبي صلى الله عليه واله وسلم من احدث فى امرنا هذا ماليس منه فهو رد وكذالك اهل السنة والجماعة يحبون كل المسلمين ويحرصون على جماعتهم ووحدة كلمتهم ويرون ان الاسلام لايزال عزيزا ماكانت الامة مجتمعه ان الاسلام يضعف اذا تفرقت الامة كما قال تعالى { ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم } [الأنعام/153] فالحرص على جماعة المسلمين ووحدة كلمتهم هذه قضية اساس عند اهل السنة والجماعة ومن ذالك حفظكم الله اعمالهم هذه الاصول فى كل نازلة تنزل بالمسلمين ومن ذالك مايسمى بتعانق او تعارض المصالح والمفاسد فهذه القضية احبة الفضلاء من اهم القضايا التى يجب على طالب العلم التى يجب على الامر يالمعروف والنهى عن المنكر التى يجب على الداعية الى الله عز وجلا ان يتعلمها وان يدرسها لانه لايمكن ان نفهم كتاب الله عز وجل وسنة النبى صلى الله عليه واله وسلم الا اذا فهمنا المقاصد والمصالح التى شرعت الاحكام لاجلها يقول الامام الشاطبي رحمه الله تعالى الاحكام الشرعية ليست مقصودتا لانفسها وانما قصد بها امور اخرى هى معانها وهى المصالح التى شرعت لاجلها والحلال بين والحر ام بين كما ذكر ذالك النبى صلى الله عليه واله وسلم وانما الفقه فى المتشابهات التى ربما تكون حلالا من وجه وحراما من وجه اخر ولايكون حفظكم الله طالب العلم فقيها الا اذا عرف حكما الشريعة ومصالحها ومقاصدها وغصى فى معرفة اسرارها وحكمها التى شرعها الله سبحانه وتعالى من اجلها ولذالك احبة الفضلاء اعتنى اهل السنة والجماعة بهذه القضية {هنا جمله غير واضحة بسبب تقطيع فى الصوت } طلاب العلم الا يستعجل فى هذه القضايا حتى يفهم ان الله سبحانه وتعالى حكيم لايأمر الا لحكمة ولاينهى الا لحكمة سبحانه وتعالى كما قال ربنا { وكان الله عليما حكيما } وقال سبحانه { وماخلقنا السماء والارض وما بينهما لاعبين } وقال سحانه { أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا } [المؤمنون/115] وقال سبحانه { { أيحسب الإنسان أن يترك سدى } [القيامة/36] قال الامام الشافعى رحمه الله السدى المعطل الذى لايأمر ولاينهى فالله عز وجلا خلق الخلق لحكمة عظيمة علمها من علمها وجهلها من جهلها خلق الجن والانس ليعبدوه سبحانه وتعالى وحده لاشريك له كما قال سبحانه وتعالى { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ,ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون , إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين } [الذاريات] } [/58/57/56] } فهذه القضية حفظكم الله ورعاكم قضية هاامة جدا ينبغى على اءلامر بالمعروف والنهى عن المنكر ولاسيما فى زمان الفتن ولاسيما فى زمان الغربة ولاسيما فى زمان نطق الرويبضة ولاسيما فى زمان اختلط الخير فيه بالشر والمصالح بالمفاسد لايجوز ان يتصدر امر الامة ولا امر العامة انسان لايحسن الخوض فى مثل هذه المسائل لابد ان يكون فقيها عالما بالامر عالما بمألة الامور حتى يصلح الامور ولايزيد الطن بله وكما ترون حفظكم الله تعالى فأننا فى زمان كثرة الفتن فيه وفى زمان اختلط حقه بى شره وتكلم من يحسن ومن لايحسن ولذالك يجب ان نبتعد ولا ناخذ الامور على عواهنها ولانستعجل كما قال يقضى على المرء فى ايام محنته حتى يرى حسنا ماليس بالحسن يقضى على المرء فى ايام محنته حتى يرى حسنا ماليس بالحسن فهذه القضايا فى مثل هذه الزمان حفظكم الله لابد من التأنى ولابد من النظر فى عواقب الامور وانا اذكر لكم امورا حفظكم الله تعالى ذكرها علماء الاصول فى مثل هذا المقام بيانا لمثل هذه الوقائع من ذالك قولهم رحمهم الله تعالى كل مصلحة اوجبها الله عز وجل فتركها مفسدة محرمة وكل مفسدة حرمها الله تعالى فتركها مصلحة واجبة هذه القضايا قضايا واضحة وظاهرة ان الامر اذا كانت مصلحته ظاهرة نصت عليها النصوص الشرعية كتاب الله أو سنة النبى صلى الله عليه واله وسلم فهذا لااشكال فى العمل به واجب متعين كلا على حسب طاقته وان الامر اذا نصة نصوص الكتاب والسنة على انه يعنى سيئة وانه فساد وانه{الكلمة غير مفهومة} خالصة فهذا فعله محرم وتركه واجب لكن القضية حفظكم الله عندما تتعارض المصالح وعندما تتعارض المفاسد قد يجتمع فى الامر الواحد مصلحة من جهة ومفسدة من جهة فعند ذالك حفظكم الله ننظر اذا كانت المصلحة راجحة عملنا واذا كانت المفسدة راجحة تركنا وكذالك اذا اجتمع فى الامر الواحد مفسدتان ولابد من عمله ننظرالى اعظم المفسدتين فنطرحهما والى خير الخيرين فنعملهما فمثل هذه القضايا خاض فيها العلماء رحمهم الله كثيرا وبينوا حفظكم الله ان العقول لاتستقلوا لمعرفة حفظكم الله المصالح والمفاسد على وجه التفصيل ولذالك بعث الله عز وجلا رسوله مبشرين ومنذرين ولذالك ذكر العلماء رحمهم الله تعالى هذه القاعدة المباركة ان درء المفاسد مقدم على جلب المصالح درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ومن ذالك قولهم رحمهم الله تعالى الضرر يزال لابد من ازالة الضرر وان ترتب على ازالته ارتكاب بعض الضر الذى اخف منه اوترك بعض الخير من ذالك حفظكم الله ننـزل هذه القواعد المباركة على بعض الوقائع من ذالك حفظكم الله تحريم الخمر فان الله سبحانه وتعالى كره الخمر للمؤمنين فى ءايتين ثم حرمها فى الثالثة ومن ذالك الصلاة خلف بعض المقصرين لان الجماعة خير ولو كان عند بعض الناس تقصير فترك الجماعة اعظم من تقصير هذا الانسان فنصلى جماعة ولذالك حفظكم الله صلى عبد الله بن عمر رضى الله عنهما صلاة الظهر والعصر فى مينا اربع ركعات خلف عثمان رضى الله عنه وقال السنة ركعتان والخلاف شر السنة ركعتان والخلاف شر ومن ذالك حفظكم الله الخلافات الفقهية المذهبية فى الصلاة فلا يجوز ترك الجماعة بحجة الخلاف الفقهى لان العلماء قد اجمعوا حفظكم الله على صحة صلاة كل هذه المذاهب الاربعة وان كان بعضها افضل من بعض وان كان بعضها اقرب للسنة من بعض لكنا الجميع صحيح وترك الجماعة بدعة ضلاله مادامت صلاة الامام صحيحة فى ذاتها ومالم يكن عنده بدعة مكفرة فالصلاة خلفه صحيحة فهذا كله من باب دفع المفاسد بترك الجماعة حفظكم الله اولى من صلاتك صلاة كاملة من ذالك حفظكم الله هجر يعنى اهل البدع ومن ذالك التعامل مع اهل الكتاب ومن ذالك حفظكم الله قضايا هجر المبتدع او هجر المخالف او حفظكم الله{الصوت متقطع }المسلم او التعامل مع اهل الكتاب فان هذه القصة ينظر فيها الى المصلحة والمفسدة ينظر فيها الى المصلحة والمفسدة فلاينبغى علينا حفظكم الله ان نسرع بتميعى ديننا ومعاملة الناس معاملة واحدة لانفرق بين المؤمن وبين الفاسق ولابين المسلم وبين الكافر هذا خطا كذالك لانأخذ من الطرف الاخر المنتاقض بأن نهجر الجميع وهذا خطا ولذالك حفظكم الله يجب ان نتوسط وان نعمل هذه القاعدة هنا اجتمعت مصالح ومفاسد مصالح دنياوية ومصالح اخروية واجتمعت كذالك مفاسد دنياوية ومفاسد اخروية لكن لابد ان نعامل الناس لابد لنا ان نبيع وان نشترى وان نصاهر وان نسافر وان نجاور الصالح والفاجر والسنى والمبتدع والمسلم والكافر فلا بد لنا ان نعاملهم المعاملة الشرعية اللائقة بهم واذا تدبرنا هدى النبي صلى الله عليه واله وسلم وجدنا هديه صلى الله عليه وسلم اكمل هدى وهو الطريق الوحيد الى فهم المخرج المبارك عند تعارض المصالح والمفاسد ان ننظر كيف طبق النبي صلى الله عليه وسلم هذه القضايا دخل يهودي بيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال له السام عليك يامحمد فقال صلى الله عليه وسلم وعليك فغضبت أمنا رضى الله عنها عائشة رضى الله عنها وكانت شابة فقالت وعليك السام واللعنة قال مهلا ياعائشة قالت اما سمعت ماقال يارسول الله قال بلى وانتى اما سمعت ماقلت قالت لا قال قلت وعليك والله هو يستجيب دعائي فيه ولايستجيب دعائه فيا ولذالك بأن النبي صلى الله عليه وسلم معلم النبي صلى الله عليه وسلم حكيم هذه الامة وطبيب هذه الامة وهو الرؤوف الرحيم صلى الله عليه وسلم بعثه الله رحمه قال الله تعالى { وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين } وقال تعالى { فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك } [آل عمران/159] وبذالك رحم النبى صلى الله عليه وسلم هذا اليهوديا وقال وعليك لعلى الله عز وجل ان يهديه فعلا فقد زر النبي صلى الله عليه وسلم غلاما يهوديا كان يخدمه فى المدينة غلام يهودى كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فى المدينة فلما مرض من تواضعه صلى الله عليه واله وسلم من تواضعه ذهب الى هذا الغلام يزوره فلما راء حاله قال يغلام قل لااله الا الله فرفع الغلام رأسه لابيه يستشيره فأشار اليه ابوه ان نعم فقال الغلام اشهد ان لااله الا الله واشهد ان محمد رسول الله فرح بذالك النبى صلى الله عليه واله وسلم وقال الحمد لله الذى انقذه الله بى من النار فرحمة النبى صلى الله عليه وسلم ورأفته تبين لنا ان نرحم جميع الناس مهما كان ولذالك قال بعض الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم والله يارسول الله انى لااذبح الشات وانى قلبى ليرحمها قال صلى الله عليه وسلم والشات ان رحمتها رحمك الله ولذالك حفظكم الله يجيب علينا ان نتوسط وان نأخذ بمنهج النبي صلى الله عليه واله وسلم فهو المنهج الوسط فى معاملة المخالف لنا فى معاملة اهل البدع فى معاملة اهل الكتاب بان معاملة الناس حفظكم الله اول باب لدعوتهم وأوال باب لهدايتهم كما قال ربناسبحانه وتعالى { فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك } [آل عمران/159]ويقول سبحانه { لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم } [التوبة/128] وفى هذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم ان الرفق ماكان فى شي الازانه ومانزع من شي الا شانه فهنا يجتمع عندنا حفظكم الله مصالح من جهة ومفاسد من جهة لكن درء المفاسد وهوفرقة للمسلمين وبقاء هذا المبتدع مبتدعا والكافر كافرا اذا عاملتهم معاملة قاسيا يبقى المبتدع على بدعته والمخالف على مخالفته والكافر على كفره وهى من اعظم المفاسد نعوذ بالله من ذالك ولذالك النبي صلى الله عليه واله وسلم لما اعطى الراية علي رضى الله عنه قال ياعلى انفذ على رسلك ثم ادعوا للاسلام فوالله بان يهدي الله بك رجلا واحد خير لك من حمر النعم فلا بد حفظكم الله تعالى ورعاكم ان نرفق بالناس وان نعاملهم المعاملة الشرعية لانبتدع فى دينى الله نحن لانريد احدا يبتدع بدعة فى دين الله فيميع ديننا لآ نقول نريد فقهاء ربانين يتعلمون الكتاب والسنة يتابعون النبي صلى الله عليه وسلم فى الرخاء والشدة فى العسر واليسر ولذالك من تابع النبي صلى الله عليه وسلم هدى الصراط المستقيم وقد اباح الاسلام حفظكم الله لنا ان نتزوج من النصرانيات المحصنات واليهوديات المحصنات يعنى انظروا حفظكم الله الى كيف التعامل فهل سمعتم قط حفظكم الله انسانا ذهب يخطب امرة نصرانيه من اهلها النصاراى ويقول لهم يانصارىيامثلثون ياعبدة الطاغوت ياضالون زوجونى ابنتكم هل يعقل هذا هذا لايعقل يقول انتم اناس صالحون مسترون اريد ان اتزوج ابنتكم ثم اذا تزوجها هل يقول لها يانصرانيا ياخبيثة يامثلثة ياطاغوثة ياضالة اعطينى ماء اطبخى طبخا او تعالى نامى معى هل يقول لها هذا .هذا محال حفظكم الله فهو يتعامل معها معاملة لائقة لكى يحصل منها دنيا فكيف تتعامل مع من تريد ان تحصل منهم اخرة لابد ان تعاملهم حفظكم الله معاملة لائقة شرعية مبنية على الكتاب والسنة اقول فأهم القضايا حفظكم الله تعالى التى يتضح فيها اجتماع المصالح والمفاسد قضايا الامر بالمعروف والنهى عن المنكر فانها حفظكم الله من اخص القضايا التى تحتاج منا حفظكم الله تعالى او من اهم القضايا تحتاج من حفظكم الله تعالى الى تانى والى صبر والى نظر فى عواقب الامور والى نظر فى المألات فأن ذالك حفظكم الله يعود على الدعوة الى الله عز وجلا بالخير اذا كان الدعية الى الله عز وجلا حليما حكيما عالما صابرا اما اذا كان متسرعا فان مايفسده حفظكم الله تعالى اعظم مما يصلح اذا كان الآمر بالمعروف والنهى عن المنكر جاهلا او كان مستعجلا او غير حكيم او كان غير متأن او غير حليم او لم يكن من اهل الصبر فى الدعوة الى الله عز وجلا كان مايفسده اعظم مما يصلحه ولذالك حفظكم الله ليس كل معروف يأمر به كل الناس وليس كل منكر ينهى عنه كل الناس .ليس كل معروف يأمر به كل الناس وليس كل منكر ينهى عنه كل الناس فهذه القضايا حفظكم الله قضايا هامة جدا اذا ءامرة بمعروف يجيب ان تتاكد قدرة هذا المأمورى على أداء هذا المعروف كما امر الله عز وجل واذا نهيت عن منكر يجب ان تنقل هذا المنهى الى خير من هذا المنكراو تخفف هذا المنكرولذالك ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى ان شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله مر على اناس يشربون الخمر فنهاه اصحابه فزجرهم شيخ الاسلام رحمه الله قال لاتفعلوا دعوهم فقالوا ياشيخ الاسلام يشربون الخمر قال نعم شربهم للخمر خير من قتل النفوس وانتهاك الاعراض لاننا لو نهيناهم عن شرب الخمر لقاموا وقتلوا النفوس وانتهكوا الاعراض وهذا من عظيم فقهه رحمه الله تعالى ومن ذالك حفظكم الله تعالى ورعاكم قضايا مناظرة اهل البدع وقراءة كتبهم ومجالستهم فأن من اصول اهل السنة والجماعه عدم مجالسة اهل البدع وعدم مناظرتهم وعدم قراءة كتبهم وعدم مجالستهم الا لمن اراد ان يدعوهم فن اراد ان يدعوهم الى الله عز وجلا او الى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم او كان فى جلوسه معهم مصلحة تعوذ على الاسلام اعظم من مفسدة مجالستهم فلا باس وهذه قضية هامة جدا ينبغى على طالب على العلم ان يتنبه لها فليس كل من جالس اهل البدع مميع وليس كل من ءاكلهم مميع وليس كل ناظرهم مميع لا ابدا الامور تقوم على قضايا المصلحة والمفسدة ربما يكون لااهل البدع صوله ولاهل البدع امرء ولاهل البدع مكانه او جاه فلابد من الترفق بهم ولا بد من مداراتهم لالمصلحة شخصية تعود على الداعية وانما لمصلحة الاسلام واهله فنحن نداريهم ولانداهنهم وهذه من اهم القضايا التى يجب على طالب العلم ان يتفطن لها كذالك حفظكم الله من الامور الهامة التى ينبغى لنا نتنبه لها قضية الجماعة والحرص على جماعة المسلمين ووحدة كلمتهم فانها من اعظم المصالح التى تقوم عليها امور الدنيا واءلاخرة كما قال بعض السلف رحمهم الله لا اسلام الا بجماعة و لاجماعة الا بأمامة ولا امامة الا بسمع وطاعة فقضية الجماعة وقضية تاليف القلوب والحرص على وحدة المسلمين وقوة كلمتهم هذه مصلحة لاتدانيها مفسدة ولذالك يجب علينا ان نطرح كل المفاسد دون هذه المصلحة ولذلالك اول عمل عمله النبي صلى الله عليه واله وسلم لما قدم المدينة الف بين الانصار والمهاجرين فألف الله عز وجلا بين قلوبهم كما قال ربنا تعالى { وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم } [الأنفال/63] والحال حفظكم الله الان فى مثل بلادكم وفى كثير من بلاد الاسلام فى امس الحاجة الى هذه القاعدة الهامة الجماعة الجماعة { واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا } [آل عمران/103] فلا بد لمن كان مثلكم حفظكم الله ان يحمد الله كثيرا وان يقول كم كان الحسن رحمه الله يقول الحمد لله اللهم ربنا لك الحمد بما خلقتنا ورزقتنا وهديتنا وعلمتنا وانقذتنا وفرجت عنا لك الحمد بالاسلام ولك الحمد بالقران ولك الحمد بالاهل والمال والمعافاة كبثت عدونا وبسطت رزقنا واظهرت امننا وجمعت فرقتنا واحسنت معافاتنا ومن كل ماسألناك ربنا اعطيتنا فلك الحمد على ذالك حمدا كثيرا كما تنعم كثيرا لك الحمد بكل نعمة انعمة بها علينا فى قديم اوحديث او سر اوعلانية او خاصة او عامة او حى او ميت او شاهدة او غائب لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد اذا رضيت هذه القضية من شكر الله سبحانه وتعالى على نعمة الاجتماع بعد الفرقة وعلى نعمة العز بعد الذلة وعلى نعمة الغناء بعد الفقر والعازة والفاقه فلا بد ان نتنبه حفظكم الله ان قضية الجماعة الان اساس وقاعدة يجب ان نترك كل مفسدة تؤدى خير هذه القاعدة الهامة ولاسيما فى وقت الفتنة والفرقة والزم مايكون حفظكم الله على من مر بالجاهليه وقد مرة كثير من بلاد العالم الاسلامى بشئ من امور الجاهلية تفرقت كلمتها وضاعت عقائدها وضاعت عبادتها وضاعت اموالها والان ولله الحمد والمنة اراد الله عز وجل لاهل هذه البلاد ان ينتبهوا بعد الفرقة وان يعزوا بعد الذلةوان يتعلموا دينهم بعد تلك السنين التى مرت عليهم فنجعل الجماعة نصب اعينينا لابد ان نجعل هذه القضية نصب اعيننا فنتغظى عن كثير من القضايا التى تحولوا دون لجماعة نتغظى عنها نعم لابد ان تكون الجماعة قائمة على الكتاب والسنة ولكن حفظكم الله يقول العلماء رحمهم الله تعالى مالايدرك كله لايترك كل فنحن الان ولله الحمد والمنه امام جماعة قائمة وهذا النقص الذى فيها لابد ان يكمل بعضنا بعض لابد ان ينصح بعضنا لبعض لابد ان يدعوا بعضنا لبعض ولاسيما من رزقهم الله عز وجلا التمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وان نترك بعض الامور حفظكم الله حتى تستقيم الامور ومن حرص النبي صلى الله عليه وسلم على الجماعة تر ك هدم الكعبة قال لعائشة رضى الله عنها لو ان{كلمة غير مفهومة} حديث عهد بكفر لهدمت الكعبة ولجعلتها على قواعد ابراهيم ولجعلت لها بابين فالنبي صلى الله عليه وسلم ترك هدم الكعبة وجعلها على قواعد ابراهيم {كلمة غير مفهومة} مصلحة هامة جدا لان اهل مكة { كلمة غير مفهومة }بهم النفقة فلم يستطيعوا ان يبنو الكعبة على قواعد ابراهيم فأراد النبيى صلى الله عليه وسلم ان يعيدها لكنه خشي تفرق الامة ولاسيما{كلمة غير مفهومة } حديث عهد بكفر بعد فتح مكة ومالبث النبي صلى الله عليه وسلم {جملة غير مفهومة } ومن ذالك من حرص على جماعة المسلمين ترك قتل بعض المنافقين فى عهده صلى الله عليه وسلم وقال لايتحدث الناس ان محمدا يقتل اصحابه ..لايتحدث الناس ان محمدا يقتل اصحابه ومن ذالك حفظكم الله ترك اقامة الحد على بعض من طعن فى عرضه صلى الله عليه وسلم وهو اشرف الاعراض على وجه الارض قاطبة ومع هذا من باب التأليف ترك اقامة الحد عليه لان هذه القضايا قضايا المصلحة والمفسدة لايعقلها الا العلماء الكبار الربانيون الذين يريدون عز الاسلام واهله فهذه القضايا حفظكم الله قضايا هامة ومن اهم القضايا حفظكم الله فى قضايا المصلحة والمفسدة ان اعظم مصلحة يجب ان نقوم بها هى تحقيق توحيد الله سبحانه وتعالى…اعظم مصلحة يجب علينا ان نقوم بها هى تحقيق توحيد الله سبحانه وتعالى فأول امر فى القران { يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم } واول نهى فى القران قوله تعالى { فلا تجعلوا لله انداد وأنتم تعلمون} فهذه القضايا الهامة جدا يجب علينا ان نقيم هذه المصالح العظيمة الا وهى الدعوة الى توحيد الله سبحانه وتعالى فالدعوة التى توحيد الله سبحانه وتعالى هى دعوة جميع الرسل عليهم الصلاة والسلام وهو الامر الذى بدء به النبي صلى الله عليه واله وسلم دعوته بدء النبي ثلاثة عشرة سنة من عمره الشريف ثلاثة عشرة سنة من عمره الشريف قضاها ويقول للناس يايها الناس قولوا لااله الا الله تفلحوا كلمة تملكون بها العرب وتدين لكم بها العجم واذا متم كنتم ملوكا فى الجنة على اسره فأول مايجب علينا ان نحقق هذه الكلمة المباركة الكلمة الطيبة لااله الا الله لامعبود حق الا الله سبحانه وتعالى وان نحقق اشهد ان محمد رسول الله فنصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فما اخبر ونطيعه صلى الله عليه وسلم فيما امر ونجتنب مانهى عنه ومازجر وان لانعبد الله الا بما شرع فهذه القضايا قضايا اساس كما ان الاجتماع قضية اساس فكذالك حفظكم الله تعالى ورعاكم كلمة التوحيد هى الاساس والذى بدءبه النبي صلى الله عليه وسلم ولذالك اول عمل عمله النبي فى مكة عد على هذه الاصنام فكسرها فكان يقرا صلى الله عليه وسلم { وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا } [الإسراء/81] ولذالك ينبغى على من ولاه الله عز وجل امر المسلمين وامر الجماعة ان يبدء بتحقيق توحيد الله سبحانه وتعالى ان يبدء بأخلاص العمل له سبحانه وتعالى ان يبدء بتعليم الناس العقيدة الصافية عقيدة رسول صلى الله عليه وسلم ليعلم الناس اصول الايمان السته كما علمهم اياها النبي صلى الله عليه واله وسلم وليحذر حفظكم الله من هذه المخالفات الخطيرة ليحذر حفظكم لله تعالى من هذه المخالفات التى تكون فتنة فى توحيد الله عز وجلا من البناء على القبور او الطواف عندها او حفظكم الله تعالى دعاء أهلها فان هذا من اعظم حفظكم الله نسال الله العافية البلايا والرزايا التى نفرق الامة ولا تجمعها وتضعفها ولاتقويها وتجلب غضب الله سبحانه وتعالى فأن الشرك اعظم ذنب عصى الله عز وجلا به الشرك بالله اعظم ذنب عصى الله عز وجلا به { يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم } [لقمان/13] والله ان الناس بحاجة الى تعليم العقيدة اولى من حاجتهم الى صحة الابدان والى الطرقات و الى الشوارع فأعظم مصلحة يمكن ان نقوم بهاهى تعليم الناس عقيدتهم وتحذيرهم من هذه الاوثان المبنية فان قيل حفظكم الله تعالى ان فى هدم هذه القباب وهذه المشاهد مفسدة عظيمة جدا فالجواب على هذا لا توجد مفسدة على وجه الارض اعظم من الشرك بالله عز وجل لاتوجد مفسدة تدخل صاحبها النار اعظم من الشرك به سبحانه وتعالى كم قال ربنا وتعالى {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وانه يقول سبحانه { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } [النساء/116] فما هى المصلحة حفظكم الله تعالى من بناء قبة على قبر ماهى المصلحة اهى مصلحة للميت ام مصلحة للحى ان قلنا مصلحة للميت ماذا يستفيد الميت الان من ان نبنى على قبره قبة او ان نبنى على قبره مسجدا لااعتقد ان هناك فائدة لان هذا الميت حفظكم الله احد الرجلين ان كان الميت صالحا فهو فى الجنة ونعيم الجنة خير من الدنيا ومافيها …نعيم الجنة خير من الدنيا ومافيها ولموضع صوت احدكم فى الجنة خير من الدنيا ومافيها لو بنينا قبره من الذهب لقيمة له لانه فى الجنة لاقيمة له وان كان هذا الميت من اهل النار نعوذ بالله من ذالك فهو كذالك لايستفيد …فهو كذالك لايستفيد ابدا حفظكم الله تعالى ورعاكم من هذا القبر والقبة لان عذاب النار لايهونه بناء هذا القبة ولابناء هذه المساجد فوقها يؤتى بأنعم اهل الدنيا فيغمس فالنار غمسة واحدة فيقال له هل رأيت نعيم قط يقول ربي مأريت نعيم قط فما هى المصلحة لا مصلحة فان قلنا ان المصلحة للاحياء كذالك الاحياء فى الحقيقة هى ليست لهم مصلحة وانما لهم مفسدة لان الله قال { في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه } [النور/36] فى المساجد انما يعمر مساجد الله العمارة تكون فى المساجد ولاتكون فى القبور ولا القباب ولا الى الاضريحة وانما تكون حفظكم الله لى بيوت الله عز وجلا { في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه } [النور/36] لايذكر فيها اسم غيره وانما يذكر فيها اسمه سبحانه وتعالى ومعلوم حفظكم الله ان هذه الابنية محرمة ملعون فاعلها كما قال صلى الله عليه وسلم لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيأهم مساجد {كلمة غير مفهومة} ماصنعوا لعنة الله فالله عز وجلا لعن على لسان رسوله صلى الله عليه واله وسلم كل من بناء مسجدا فوق قبر وكل من بناء قبة فوق قبر وكل من عبد الله عند هذا القبر او عبد صاحب القبر فهذه مفسدة عظيمة جدا يجب علينا ان ندفعها وان ندرءها وان نعلم الناس توحيد الله عز وجلا وهناك امور كثيرة حفظكم الله تعالى ورعاكم تجتمع فيها المصالح والمفاسد لكن لابد حفظكم الله تعالى ورعاكم من ان ننظر الى مألات الامور والى عواقبها لابد ان ننظر الى مألات الامور وعواقبها وهذه المألات لابد حفظكم الله ورعاكم ان يرعاها العلماء الربانيون الكبار فالامر لايكون مصلحة بمجرد اعتقاد شخص من الاشخاص لا الامر خطير جدا لايكون الامر مصلحة حتى حفظكم الله يجتمع العلماء الكبار لابد من اجتماع العلماء الكبار الربانين لابد ان يجتمعوا طلاب العلم الكبار فيقرروا هذا الامر هل هو مصلحة او مفسدة فان كان مصلحة استعن الله على فعله وان كام مفسدة استعن الله على درءه ولذالك العلماء حفظكم الله تعالى جعلوا للمصلحة ضوابط .جعلوا للمصلحة ضوابط لابد من ادراك هذه الضوابط ولابد من اعمال هذه الضوابط والقضية حفظكم الله ليست قضية هوى القضية ليست قضية هوى ولا أمور شخصية فالقضية حفظكم الله قضية خطرة جدا ليست بسهلة الامر الاول ان يثبت بالبحث والنظر والاستقرار انها مصلحة حقيقية لاوهمية هذا الامر المدعى انه مصلحة التى نرتكب مفسدة من اجلها او نترك مصلحة اخرى من اجلها لابد ان يثبت بالبحث والنظر والاستقرار انها مصلحة حقيقية لا وهمية الامر الثانى ان تكون هذه المصلحة للاسلام والمسلمين ليست مصالح شخصية لفلان ولا لعلان وانما مصلحة عامة فلا باس ان يرتكب بعض المسلمين بعض المفاسد من اجل ادراك بعض المصالح العامة وكذالك يجوز لبعض المسلمين ان يفوتوا بعض المصالح من اجل ادراك بعض المصالح العامة الامر الثالث لايجوز ان تعارض هذه المصلحة كتاب الله ولاسنة النبي صلى الله عليه وسلم ولا الاثار السلفية فلا بد ان توافق كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم والاثار السلفية كذالك لايجوز ان تخالف هذه المصلحة المدعى لايجوز ان تخالف {كلمة غير مفهومة} الصحيح ابدا لابدا ان توافق الصحيح ايضا كذالك حفظكم الله لايجوز ان نفوت مصلحة متساوية معها لايجوز ان نعمل مصلحة بتفويت مصلحة متساوية معها بل لابد حفظكم الله ورعاكم ان نفعل مصلحة راجحة وان نترك مصلحة مرجوحة ومن اعظم حفظكم الله المصالح التى ينبغى علينا ان نحرص عليها طلب العلم الشرعى …طلب العلم الشرعى هذا من اعظم المصالح التى يجب علينا ان نحرص عليها ولا بأس ان نفوت بعض المصالح الدنياوية فى سبيل طلب العلم الشرعى لابأس ان نفوت طلب العلم الدنياوى لابأس ان نفوت بعض نوافق العبادات لابأس ان نفوت بعض المكاسب الدنياوية فى سبيل تحصيلى هذا العلم الشرعى ولا سيما علم العقائد وعلم اركان الاسلام الخمسة ونحوها فهذه القضية حفظكم الله من اعظم المصالح التى لايجوز ان تفوتها بل يجوز بل ربما يجب ان نفوت غيرها من اجل تحقيقها والقضية حفظكم الله واسعة وكبيرة وعظيمة لكن لابد حفظكم الله ان يدرك طلاب العلم ان الامور ليست .ان الامورليست كما يعتقدون دائما بل ان هناك امور تحتاج الى بحث والى صبر والى تروض متى نأمر بالمعروف ومتى ننهى عن المنكر متى نطلب العلم متى نفعل متى نترك هذا امور حفظكم الله تحتاج من الى نظر والى فهم بعواقب الامور ومقاصد الشريعة ومألاتها اسأل الله عز وجل ان يألف بين قلوبنا وأن يجمع كلمتنا وأن يوحد كلمتنا ويعز دينه والله أعلى وأعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه والحمد لله رب العالمين.نهاية الكلمة

***الاسئلة***

بارك الله فيكم وفيما تفضلتم وبارك في علمكم ولم يبقى لنا الا بعض الاسئلة بارك الله فيك ياشيخنا .تفضل
سؤال :- هل يجوز ازالة القبور التى تعبد من دون الله علما بان هذه الازالة يترتب عليها فتنة مع الصوفية والشباب السلفي وقد يصل الامر الى حد الاقتتال ؟
الجواب :-كما مر معنا حفظكم الله الامر بالمعروف والنهى عن المنكر من أعظم الابواب التى تجتمع فيها المصالح والمفاسد فالبناء على القبور يجب ان يزال يجب ان يزال لكن من يزيل ومتى يزيله يزله ولى الامر يجب على ولى الامر المسلم ان يزيل كل قبر يعبد من دون الله عز وجل كما قال على رضى الله عنه امرنى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لاادعى قبر مشرفا الا سويته هذا فى صحيح البخارى على يقول امرنى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لاادعى قبر مشرفا الا سويته فيجب على اولياء امور المسلمين ان يزيل هذه القبور او من ينوب منابهم من شيوخ القبائل وأمرء الاجند ورؤساء البلديات هؤلاء نواب ولى امرالاعظم نوابه او وزارة الشؤن الاسلامية او من ينيبونها فهذه الامور تزال بهذه الطريقة اما قضية الفتنة حفظكم الله فالضرورة تقدم بقدرها فاذا كانت الفتنة عبارة عن قضية خصام بسيط وكلام عادى فهذا امر يسير لان النبي كم لقى النبيى صلى الله عليه وسلم من قومه لقى النبي من قومه امور كثيرة ومع هذا صبر على دعوته حتى انقض الله عز وجل عليه الدنيا كلها ام اذا كانت الفتنة قد تكون قتالا بالسيوف وبالاسلحة او بالرشاشا ت فهذا لا نصبر عليهم حتى حفظكم الله ونعلمهم هدى النبي صلى الله عليه وسلم حتى هم بأنفسهم يزيلونها معنا بأذن الله تعالى …السائل:توضيحا هذه الازالة اذا لم يترتب عليها فتنة تزال القبور واذا ترتب عليها فتنة لاتزال :الشيخ:- ليس لاتزال وانما يتأنى بها يجتمع اهل الحل والعقد فى البلد طلاب العلم يجتمعون مع الشيوخ القبائل ورؤساء البلديات ونواب وزارة الشؤن الاسلامية يجتمعون معهم يبينون لهم السنة وان هذه القبور لاتزال فى ضلال ولايزال الله غضبان علينا مادامت القبور عندنا الله عز وجلا لايرفع غضبها حتى يوحده الناس ربهم وهذه القبور والعبادة عندها شرك بالله مادامت القبور فيه فالله غضبان على اهلها حتى تزال فيجتمعون فيزيلونها بالطريقة الشرعية. نعم
سؤال :- ماحكم تكوين الاحزاب السياسية والدخول فى الانتخابات
الجواب :- هذه الامور حفظكم الله ذكر الشيخ العثيمن رحمه الله تعالى هذه الامور اجتهادية…هذه الامور اجتهادية يجتهد علماء البلد وأهل الحل والعقد فيها وطلاب العلم وينظرون ان كان لمصلحة الاسلام الدخول فيها دخلوا وان كان ليس فى الدخول فيها مصلحة راجحة لايدخلون فهذه الامور اجهتادية .اجتهادية. نعم
سؤال:- هل يجوز للسلفين الذهاب لليمن الى دماج لنصرة اخواننا هناك وهل يعتبر هذا جهاد
الجواب :- لاشك حفظكم الله ان الهجمة الشرسة التى يشنها الروافض على اهل السنة والجماعة فى اليمن وفى غيرها من بلاد المسلمين ان قتالهم جهاد فى سبيل الله تعالى فمن استطاع ان ينصر اخوانهم حفظكم الله فليفعل بماله ونفسه فليفعل بعد ان يستأذن ولى امره الذى فى رقبته بيعة ويستأذن ابويه فان اذنوا له فعلى وان لم يأذنوا له فلا يفعل
سؤال:- متى يخرج الرجل من دائرة اهل السنة والجماعة
الجواب :- يخرج الانسان من دائرة اهل السنة والجماعة اذا قال انا لست من اهل السنة والجماعة اذا قال بلسانه انا لست من اهل السنة والجماعة خرج او عامل لنفسه خالف فيه منهج اهل السنة والجماعة اخذ منهج الجهمية او اخذ منهج المرجئة او اخذ منهج غيرهم من اهل البدعة فخرج وهذا خاص بطلاب العلم اما عوام المسلمين فهم من اهل السنة والجماعة وان خالفوها من بعض الاعمال عوام المسلمين هم من اهل السنة والجماعة لان عوام كل فرقة منها وان خالفت اعمالهم بعض اعمال اهل السنة والجماعة ماداموا يسمون انفسهم اهل السنة والجماعة
سؤال :مالفرق بين الهداية والارشاد
الجواب:- الهداية هدايتان حفظكم الله هداية الدلالت والارشاد وهداية التوفيق هداية الدلالت والارشاد يقوم بها كل داعية الى الحق قال تعالى {وانك لتهدى الى صراط مستقيم } اما هداية التوفيق فهى خاصة بالله عز وجل فانك لاتهدى من احببت وأهل السنة والجماعة {كلمة غير مفهومة} وحده لاشريك له ..نعم
سؤال:-هل يجوز تعليق الادعية والاذكار الخاصة بأدبار الصلوات فى المساجد على الجدران بقصد تعليم الناس بهذه الاذكار وتبين فضلها
الجواب :- نعم حفظكم الله هذه من الامور الحادثة لابأس بتعليقها خلف القبلة اما فى اتجاه القبلة فلايجوز لانها تشغل الناس عن الصلاة اما فى جهة القبلة فلا يجوز تعليقها اما اذا كانت لوحات صغيرة في خلف المسجد فلا بأس وقد ورد ان عبد الله بن عمر بن العاص رضى الله عنهما كان يعلق على ابناءه القران قالوا يعلمهم حتى اذا حفظ لوحه اخذه عنه .نعم
سؤال:- ماحكم تدريس فى مدرسة اطفال مختلطة بنات وبنين واعمارهم بين الخمس الى العشر سنوات
الجواب:الاولى حفظكم الله تعالى ان ينشأالطفل تنشأتا شرعيه الاناث مع الاناث والذكور مع الذكورهذا هو الاولى وينشأ نشء الفتيان منا على مكان عوده ابوه ولكن اذا كانت هناك مدارس ويخشى ان تركناه ان يتسلط اعداء الدين من المبتدعة او من غيرهم ممن يحارب الله ورسوله فيفسد ابناءنا واطفالنا فلا بأس ان ندخل هذا المضمار محتسبين اننا نعمل بعض المنكر من اجل دفع اعلاه نرتكب بعض الشرمن اجل دفع اعظمهما والله اعلم
سؤال:- ما رأي الشيخ فيما يدعوا اليه بعض طلبة العلم السلفين من عدم المشاركة بأدلاء اصوتهم فى بعض صناديق الاقتراع وعدم الاعتراف بالديمقراطية
الجواب :- كما قلت سابقا هذه الامور حفظكم الله مبناها على الاجتهاد ومن اجتهد فأصاب فله اجران ومن اجتهد فأخطأ فله اجر واحد ممن هم اهل للاجتهاد فانا لااعيب على من دخلها مجتهدا ولاأعيب على من تركها مجتهدا وهذا حفظكم اجتهد منى كذالك انا فان اصبت فلى اجران وان اخطأت فلى اجر واحد وهذا الذى ذكره الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى .نعم
سؤال :- ماحكم الصلاة فى مسجد امامه ضريح وبينه وين هذا الضريح طريق مشاة
الجواب :- اذا كان هذا المسجد بني على القبر او من أجل تعظيم هذا القبر فلا يجوز الصلاة فى هذا المسجد اما اذا كان بنى هكذا قدرا يعنى المسجد بنى قدرا وهذه القبور يعنى مقبرة قديمة بعيدة عنه فلا بأس ان نصلى خلفه والاولى ان يزال هذا القبر من قبلة المسجد {جملة غير مفهومة } حفظكم الله
سؤال:- الان فى ليبيا هل يجوز الالتحاق بالجيش الوطنى حيث ان فى ليبيا بدء الاعداد لجيش لحماية البلاد
الجواب:-نعم حفظكم الله كل ادارة حكومية تحت ولاية الحكومة يجوز الالتحاق بها مالم تكن محرمة بعينها فلا بأس ان نلتحق بوازرة اسلامية ولا بأس ان نلتحق بسلك التعليم ولا بأس ان نلتحق بالشرطة والامن ولا بأس ان نلتحق كذالك بالجيش والاولى كذالك ان يلتحق بها اهل الصلاح والاستقامة قبل غيرهم لان تعرفون خطورة هذه الامور حفظكم الله تعالى ورعاكم [/center]

منقول لتعم للفائدة والاجر




تعليمية




بارك الله فيك على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق




التصنيفات
السير والتراجم

ترجمة الشيخ محمد بن عبد الوهاب التميمي رحمه الله

محاضرة عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب دعوته وسيرته

لفضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ألقيت بقاعة المحاضرات بالجامعة الإسلامية. أخذت من شريط التسجيل، وقد ألقيت ارتجالا، ولم تقيد من قبل.

الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب: دعوته، وسيرته.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله وخيرته من خلقه سيدنا وإمامنا محمد بن عبد الله، وعلى آله وأصحابه ومن والاه.
أما بعد: أيها الإخوان الفضلاء، أيها الأبناء الأعزاء. هذه المحاضرة الموجزة أتقدم بها بين أيديكم تنويرا للأفكار، وإيضاحا للحقائق، ونصحا لله ولعباده وأداء لبعض ما يجب علي من الحق نحو المحاضر عنه وهذه المحاضرة عنوانها:
الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب. دعوته وسيرته.

لما كان الحديث عن المصلحين، والدعاة والمجددين، والتذكير بأحوالهم وخصالهم الحميدة، وأعمالهم المجيدة، وشرح سيرتهم التي دلت على إخلاصهم، وعلى صدقهم في دعوتهم، وإصلاحهم.
وأعمالهم وسيرتهم؛ مما تشتاق إليه النفوس الطيبة، وترتاح له القلوب، ويود سماعه كل غيور على الدين، وكل راغب في الإصلاح، والدعوة إلى سبيل الحق رأيت أن أتحدث إليكم عن رجل عظيم ومصلح كبير وداعية غيور، ألا وهو الشيخ الإمام المجدد للإسلام في الجزيرة العربية في القرن الثاني عشر من الهجرة النبوية.
نسبه

هو: الإمام محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي التميمي الحنبلي النجدي، لقد عرف الناس هذا الإمام ولا سيما علماؤهم ورؤساؤهم وكبراؤهم وأعيانهم في الجزيرة العربية وفي خارجها، ولقد كتب الناس عنه كتابات كثيرة ما بين موجز وما بين مطول، ولقد أفرده كثير من الناس بكتابات حتى المستشرقون كتبوا عنه كتابات كثيرة، وكتب عنه آخرون في أثناء كتاباتهم عن المصلحين وفي أثناء كتاباتهم في التاريخ، وصفه المنصفون منهم بأنه مصلح عظيم، وبأنه مجدد للإسلام، وبأنه على هدى ونور من ربه، وتعدادهم يشق كثيرا.
من جملتهم المؤلف الكبير أبو بكر الشيخ حسين بن غنام الأحسائي. فقد كتب عن هذا الشيخ، فأجاد وأفاد وذكر دعوته، وذكر سيرته وذكر غزواته، وأطنب في ذلك وكتب كثيرا من رسائله واستنباطاته من كتاب الله عز وجل ومنهم الشيخ الإمام عثمان بن بشر في كتابه عنوان المجد، فقد كتب عن هذا الشيخ، وعن دعوته، وعن سيرته، وعن تاريخ حياته، وعن غزواته وجهاده، ومنهم خارج الجزيرة الدكتور أحمد أمين في كتابه زعماء الإصلاح، فقد كتب عنه وأنصفه، ومنهم الشيخ الكبير مسعود عالم الندوي، فقد كتب عنه وسماه المصلح المظلوم وكتب عن سيرته وأجاد في ذلك.
وكتب عنه أيضا آخرون، منهم الشيخ الكبير الأمير محمد بن إسماعيل الصنعاني. فقد كان في زمانه وقد كان على دعوته، فلما بلغه دعوة الشيخ سر بها وحمد الله عليها. وكذلك كتب عنه العلامة الكبير الشيخ محمد بن علي الشوكاني صاحب نيل الأوطار ورثاه بمرثية عظيمة، وكتب عنه جمع غفير غير هؤلاء يعرفهم القراء والعلماء ولأجل كون كثير من الناس قد يخفى عليه حال هذا الإمام وسيرته ودعوته رأيت أن أساهم في بيان حاله وما كان عليه من سيرة حسنة، ودعوة صالحة، وجهاد صادق وأن أشرح قليلا مما أعرفه عن هذا الإمام حتى يتبصر في أمره من كان عنده شيء من لبس، أو شيء من شك في حال هذا الرجل ودعوته، وما كان عليه.

مولده ونشأته

ولد هذا الإمام في عام (1115) هجرية هذا هو المشهور في مولده رحمة الله عليه، وقيل في عام (1111) هجرية والمعروف الأول أنه ولد في عام 1115 هجرية على صاحبها أفضل الصلاة وأكمل التحية. وتعلم على أبيه في بلدة العيينة وهذه البلدة هي مسقط رأسه رحمة الله عليه وهي قرية معلومة في اليمامة في نجد شمال غرب مدينة الرياض بينها وبين الرياض مسيرة سبعين كيلو مترا تقريبا، أو ما يقارب ذلك من جهة الغرب.
ولد فيها رحمة الله عليه ونشأ نشأة صالحة، وقرأ القرآن مبكرا، واجتهد في الدراسة، والتفقه على أبيه الشيخ عبد الوهاب بن سليمان – وكان فقيها كبيرا وعالما قديرا، وكان قاضيا في بلدة العيينة – ثم بعد بلوغ الحلم حج وقصد بيت الله الحرام وأخذ عن بعض علماء الحرم الشريف.
ثم توجه إلى المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، فاجتمع بعلمائها، وأقام فيها مدة، وأخذ من عالمين كبيرين مشهورين في المدينة ذلك الوقت، وهما: الشيخ عبد الله بن إبراهيم بن سيف النجدي، أصله من المجمعة، وهو والد الشيخ إبراهيم بن عبد الله صاحب العذب الفائض في علم الفرائض، وأخذ أيضا عن الشيخ الكبير محمد حياة السندي بالمدينة. هذان العالمان ممن اشتهر أخذ الشيخ عنهما بالمدينة، ولعله أخذ عن غيرهما ممن لا نعرف.
رحلته في طلب العلم

ورحل الشيخ لطلب العلم إلى العراق فقصد البصرة واجتمع بعلمائها، وأخذ عنهم ما شاء الله من العلم.
وأظهر الدعوة هناك إلى توحيد الله ودعا الناس إلى السنة، وأظهر للناس أن الواجب على جميع المسلمين أن يأخذوا دينهم عن كتاب الله وسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، وناقش وذاكر في ذلك، وناظر هنالك من العلماء، واشتهر من مشايخه، هناك شخص يقال له الشيخ محمد المجموعي، وقد ثار عليه بعض علماء السوء بالبصرة وحصل عليه وعلى شيخه المذكور بعض الأذى، فخرج من أجل ذلك وكان من نيته أن يقصد الشام فلم يقدر على ذلك لعدم وجود النفقة الكافية، فخرج من البصرة إلى الزبير وتوجه من الزبير إلى الأحساء واجتمع بعلمائها وذاكرهم في أشياء من أصول الدين ثم توجه إلى بلاد حريملاء وذلك (والله أعلم) في العقد الخامس من القرن الثاني عشر لأن أباه كان قاضيا في العيينة وصار بينه وبين أميرها نزاع فانتقل عنها إلى حريملاء سنة 1139 هجرية فقدم الشيخ محمد على أبيه في حريملاء بعد انتقاله إليها سنة 1139 هجرية فيكون قدومه حريملاء في عام 1140 أو ما بعدها، واستقر هناك ولم يزل مشتغلا بالعلم والتعليم والدعوة في حريملاء حتى مات والده في عام 1153 هجرية فحصل من بعض أهل حريملاء شر عليه، وهم بعض السفلة بها أن يفتك به، وقيل إن بعضهم تسور عليه الجدار فعلم بهم بعض الناس فهربوا، وبعد ذلك ارتحل الشيخ إلى العيينة رحمة الله عليه، وأسباب غضب هؤلاء السفلة عليه أنه كان آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر، وكان يحث الأمراء على تعزير المجرمين الذين يعتدون على الناس بالسلب والنهب والإيذاء، ومن جملتهم هؤلاء السفلة الذين يقال لهم العبيد هناك، ولما عرفوا من الشيخ أنه ضدهم وأنه لا يرضى بأفعالهم، وأنه يحرض الأمراء على عقوباتهم، والحد من شرهم غضبوا وهموا أن يفتكوا به، فصانه الله وحماه ثم انتقل إلى بلدة العيينة وأميرها إذ ذاك عثمان بن نصار بن معمر، فنزل عليه ورحب به الأمير، وقال: قم بالدعوة إلى الله ونحن معك وناصروك وأظهر له الخير، والمحبة والموافقة على ما هو عليه.
فاشتغل الشيخ بالتعليم والإرشاد والدعوة إلى الله عز وجل وتوجيه الناس إلى الخير، والمحبة في الله، رجالهم ونسائهم، واشتهر أمره في العيينة وعظم صيته وجاء إليه الناس من القرى المجاورة، وفي يوم من الأيام قال الشيخ للأمير عثمان دعنا نهدم قبة زيد بن الخطاب رضي الله عنه فإنها أسست على غير هدى، وأن الله جل وعلا لا يرضى بهذا العمل، والرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن البناء على القبور، واتخاذ المساجد عليها، وهذه القبة فتنت الناس وغيرت العقائد، وحصل بها الشرك فيجب هدمها، فقال الأمير عثمان لا مانع من ذلك، فقال الشيخ إني أخشى أن يثور لها أهل الجبيلة، والجبيلة قرية هناك قريبة من القبر، فخرج عثمان ومعه جيش يبلغون 600 مقاتل لهدم القبة، ومعهم الشيخ رحمة الله عليه فلما قربوا من القبة خرج أهل الجبيلة لما سمعوا بذلك لينصروها ويحموها، فلما رأوا الأمير عثمان ومن معه كفوا ورجعوا عن ذلك، فباشر الشيخ هدمها وإزالتها فأزالها الله عز وجل على يديه رحمة الله عليه.

حال نجد قبل قيام الشيخ رحمة الله عليه وعن أسباب قيامه ودعوته

ولنذكر نبذة عن حال نجد قبل قيام الشيخ رحمة الله عليه، وعن أسباب قيامه، ودعوته:
كان أهل نجد قبل دعوة الشيخ على حالة لا يرضاها مؤمن، وكان الشرك الأكبر قد نشأ في نجد وانتشر حتى عبدت القباب وعبدت الأشجار، والأحجار، وعبدت الغيران، وعبد من يدعي بالولاية، وهو من المعتوهين، وعبد من دون الله أناس يدعون بالولاية، وهم مجانين مجاذيب لا عقول عندهم، واشتهر في نجد السحرة والكهنة، وسؤالهم وتصديقهم وليس هناك منكر إلا من شاء الله، وغلب على الناس الإقبال على الدنيا وشهواتها، وقل القائم لله والناصر لدينه وهكذا في الحرمين الشريفين وفي اليمن اشتهر في ذلك الشرك وبناء القباب على القبور، ودعاء الأولياء والاستغاثة بهم، وفي اليمن من ذلك الشيء الكثير، وفي بلدان نجد من ذلك ما لا يحصى، ما بين قبر وما بين غار، وبين شجرة وبين مجذوب، ومجنون يدعى من دون الله ويستغاث به مع الله، وكذلك مما عرف في نجد واشتهر دعاء الجن والاستغاثة بهم وذبح الذبائح لهم وجعلها في الزوايا من البيوت رجاء نجدتهم، وخوف شرهم، فلما رأى الشيخ الإمام هذا الشرك وظهوره في الناس وعدم وجود منكر لذلك وقائم بالدعوة إلى الله في ذلك شمر عن ساعد الجد وصبر على الدعوة وعرف أنه لا بد من جهاد، وصبر، وتحمل للأذى.

فجد في التعليم والتوجيه والإرشاد وهو في العيينة، وفي مكاتبة العلماء في ذلك والمذاكرة معهم رجاء أن يقوموا معه في نصرة دين الله، والمجاهدة في هذا الشرك وهذه الخرافات. فأجاب دعوته كثيرون من علماء نجد وعلماء الحرمين، وعلماء اليمن، وغيرهم وكتبوا إليه بالموافقة، وخالف آخرون وعابوا ما دعا إليه وذموه ونفروا عنه وهم بين أمرين، ما بين جاهل خرافي لا يعرف دين الله ولا يعرف توحيد الله، وإنما يعرف ما هو عليه وآباؤه وأجداده من الجهل والضلال والشرك، والبدع، والخرافات، كما قال الله – جل وعلا – عن أمثال أولئك: (وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ) [الزخرف : 23]
طائفة ممن ينتسبون إلى العلم ردوا عليه عنادا وحسدا

وطائفة أخرى ممن ينسبون إلى العلم ردوا عليه عنادا وحسدا لئلا يقول العامة: ما بالكم لم تنكروا علينا هذا الشيء؟! لماذا جاء ابن عبد الوهاب وصار على الحق وأنتم علماء ولم تنكروا هذا الباطل؟! فحسدوه وخجلوا من العامة، وأظهروا العناد للحق إيثارا للعاجل على الآجل، واقتداء باليهود في إيثارهم الدنيا على الآخرة نسأل الله العافية والسلامة.
أما الشيخ فقد صبر وجد في الدعوة وشجعه من شجعه من العلماء والأعيان في داخل الجزيرة، وفي خارجها، وعزم على ذلك، واستعان بربه عز وجل وعكف على الكتب النافعة ودرسها وعكف قبل ذلك على كتاب الله، وكانت له اليد الطولى في تفسير كتاب الله، والاستنباط منه، وعكف على سيرة الرسول
صلى الله عليه وسلم وسيرة أصحابه، وجد في ذلك وتبصر فيه حتى أدرك من ذلك ما أعانه الله به وثبته على الحق فشمر عن ساعد الجد، وصمم على الدعوة وعلى أن ينشرها بين الناس ويكاتب الأمراء والعلماء في ذلك وليكن في ذلك ما يكون، فحقق الله له الآمال الطيبة، ونشر به الدعوة، وأيد به الحق، وهيأ الله له أنصارا ومساعدين وأعوانا حتى ظهر دين الله وعلت كلمة الله، فاستمر الشيخ في الدعوة في العيينة بالتعليم والإرشاد، ثم شمر عن ساعد الجد إلى العمل وإزالة الشرك بالفعل لما رأى الدعوة لم تؤثر في بعض الناس فباشر الدعوة عمليا ليزيل بيده ما تيسر وما أمكن من آثار الشرك. فقال الشيخ للأمير عثمان بن معمر لا بد من هدم هذه القبة التي على قبر زيد وزيد بن الخطاب رضي الله عنه هو أخو عمر بن الخطاب أمير المؤمنين رضي الله تعالى عن الجميع، وكان من جملة الشهداء في قتال مسيلمة الكذاب في عام 12 من الهجرة النبوية، فكان ممن قتل هناك وبني على قبره قبة فيما يذكرون، وقد يكون قبر غيره، لكنه فيما يذكرون أنه قبره – فوافقه عثمان كما تقدم، وهدمت القبة بحمد الله وزال أثرها إلى اليوم ولله الحمد والمنة، أماتها جل وعلا لما هدمت عن نية صالحة، وقصد مستقيم ونصر للحق، وهناك قبور أخرى منها قبر يقال إنه قبر ضرار بن الأزور كانت عليه قبة هدمت أيضا، وهناك مشاهد أخرى أزالها الله عز وجل وكانت هناك غيران وأشجار تعبد من دون الله جل وعلا فأزيلت وقضى عليها وحذر الناس عنها.

دعوة الشيخ قولا وعملا

والمقصود أن الشيخ استمر رحمة الله عليه على الدعوة قولا وعملا كما تقدم، ثم إن الشيخ أتته امرأة واعترفت عنده بالزنا عدة مرات، وسأل عن عقلها فقيل إنها عاقلة ولا بأس بها، فلما صممت على الاعتراف، ولم ترجع عن اعترافها، ولم تدع إكراها ولا شبهة وكانت محصنة. أمر الشيخ رحمة الله عليه بأن ترجم فرجمت بأمره حالة كونه قاضيا بالعيينة، فاشتهر أمره بعد ذلك بهدم القبة وبرجم المرأة وبالدعوة العظيمة إلى الله وهجرة المهاجرين إلى العيينة، وبلغ أمير الأحساء وتوابعها من بني خالد سليمان بن عريعر الخالدي أمر الشيخ وأنه يدعو إلى الله وأنه يهدم القباب، وأنه يقيم الحدود فعظم على هذا البدوي أمر الشيخ، لأن من عادة البادية إلا من هدى الله، الإقدام على الظلم، وسفك الدماء، ونهب الأموال، وانتهاك الحرمات، فخاف إن هذا الشيخ يعظم أمره ويزيل سلطان الأمير البدوي، فكتب إلى عثمان يتوعده ويأمره أن يقتل هذا المطوع الذي عنده في العيينة.
وقال: إن المطوع الذي عندكم بلغنا عنه كذا، وكذا!! فإما أن تقتله، وإما أن نقطع عنك خراجك الذي عندنا!! وكان عنده للأمير عثمان خراج من الذهب، فعظم على عثمان أمر هذا الأمير، وخاف إن عصاه أن يقطع عنه خراجه أو يحاربه، فقال للشيخ إن هذا الأمير كتب إلينا كذا وكذا وأنه لا يحسن منا أن نقتلك وإنا نخاف هذا الأمير ولا نستطيع محاربته، فإذا رأيت أن تخرج عنا فعلت، فقال له الشيخ إن الذي أدعو إليه هو دين الله وتحقيق كلمة لا إله إلا الله، وتحقيق شهادة أن محمدا رسول الله، فمن تمسك بهذا الدين ونصره وصدق في ذلك نصره الله وأيده وولاه على بلاد أعدائه، فإن صبرت واستقمت وقبلت هذا الخير فأبشر فسينصرك الله ويحميك من هذا البدوي وغيره، وسوف يوليك الله بلاده وعشيرته.
فقال: أيها الشيخ إنا لا نستطيع محاربته، ولا صبر لنا على مخالفته، فخرج الشيخ عند ذلك وتحول من العيينة إلى بلاد الدرعية، جاء إليها ماشيا فيما ذكروا حتى وصل إليها في آخر النهار، وقد خرج من العيينة في أول النهار ماشيا على الأقدام لم يرحله عثمان، فدخل على شخص من خيارها في أعلى البلد يقال له محمد بن سويلم العريني فنزل عليه، ويقال إن هذا الرجل خاف من نزوله عليه وضاقت به الأرض بما رحبت، وخاف من أمير الدرعية محمد بن سعود فطمأنه الشيخ وقال له أبشر بخير، وهذا الذي أدعو الناس إليه دين الله، وسوف يظهره الله، فبلغ محمد بن سعود خبر الشيخ محمد، ويقال إن الذي أخبره به زوجته جاء إليها بعض الصالحين وقال لها أخبري محمدا بهذا الرجل، وشجعيه على قبول دعوته وحرضيه على مؤازرته ومساعدته وكانت امرأة صالحة طيبة، فلما دخل عليها محمد بن مسعود أمير الدرعية وملحقاتها قالت له أبشر بهذه الغنيمة العظيمة! هذه غنيمة ساقها الله إليك، رجل داعية يدعو إلى دين الله، ويدعو إلى كتاب الله، يدعو إلى سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام يا لها من غنيمة! بادر بقبوله وبادر بنصرته، ولا تقف في ذلك أبدا، فقبل الأمير مشورتها، ثم تردد هل يذهب إليه أو يدعوه إليه؟! فأشير عليه، ويقال إن المرأة أيضا هي التي أشارت عليه مع جماعة من الصالحين وقالوا له: لا ينبغي أن تدعوه إليك، بل ينبغي أن تقصده في منزله، وأن تقصده أنت وأن تعظم العلم والداعي إلى الخير، فأجاب إلى ذلك لما كتب الله له من السعادة والخير رحمة الله عليه وأكرم الله مثواه، فذهب إلى الشيخ في بيت محمد بن سويلم، وقصده وسلم عليه وتحدث معه، وقال له يا شيخ محمد أبشر بالنصرة وأبشر بالأمن وأبشر بالمساعدة فقال له الشيخ وأنت أبشر بالنصرة أيضا والتمكين والعاقبة الحميدة، هذا دين الله من نصره نصره الله، ومن أيده أيده الله وسوف تجد آثار ذلك سريعا، فقال يا شيخ سأبايعك على دين الله ورسوله وعلى الجهاد في سبيل الله، ولكنني أخشى إذا أيدناك ونصرناك وأظهرك الله على أعداء الإسلام، أن تبتغي غير أرضنا، وأن تنتقل عنا إلى أرض أخرى فقال: لا أبايعك على هذا.. أبايعك على أن الدم بالدم والهدم بالهدم لا أخرج عن بلادك أبدا، فبايعه على النصرة وعلى البقاء في البلد وأنه يبقى عند الأمير يساعده، ويجاهد معه في سبيل الله حتى يظهر دين الله، وتمت البيعة على ذلك. وتوافد الناس إلى الدرعية من كل مكان، من العيينة، وعرقة، ومنفوحة، والرياض وغير ذلك من البلدان المجاورة، ولم تزل الدرعية موضع هجرة يهاجر إليها الناس من كل مكان، وتسامع الناس بأخبار الشيخ، ودروسه في الدرعية ودعوته إلى الله وإرشاده إليه، فأتوا زرافات ووحدانا.
فأقام الشيخ بالدرعية معظما مؤيدا محبوبا منصورا ورتب الدروس في الدرعية في العقائد، وفي القرآن الكريم، وفي التفسير، وفي الفقه، وأصوله، والحديث، ومصطلحه، والعلوم العربية، والتاريخية، وغير ذلك من العلوم النافعة، وتوافد الناس عليه من كل مكان، وتعلم الناس عليه في الدرعية الشباب وغيرهم، ورتب للناس دروسا كثيرة للعامة، والخاصة، ونشر العلم في الدرعية واستمر على الدعوة.

بداية دعوة الشيخ للجهاد ومكاتبته للناس وأمراء المناطق والعلماء والأمصار

ثم بدأ بالجهاد وكاتب الناس إلى الدخول في هذا الميدان وإزالة الشرك الذي في بلادهم، وبدأ بأهل نجد، وكاتب أمراءها وعلماءها. كاتب علماء الرياض وأميرها دهام بن دواس، كاتب علماء الخرج وأمراءها، وعلماء بلاد الجنوب والقصيم وحائل والوشم، وسدير وغير ذلك، ولم يزل يكاتبهم ويكاتب علماءهم وأمراءهم، وهكذا علماء الأحساء وعلماء الحرمين الشريفين، وهكذا علماء الخارج في مصر، والشام، والعراق، والهند واليمن وغير ذلك، ولم يزل يكاتب الناس ويقيم الحجج ويذكر الناس ما وقع فيه أكثر الخلق من الشرك والبدع، وليس معنى هذا أنه ليس هناك أنصار للدين بل هناك أنصار والله جل وعلا قد ضمن لهذا الدين أن لا بد له من ناصر ولا تزال طائفة في هذه الأمة على الحق منصورة كما قال النبي عليه الصلاة والسلام، فهناك أنصار للحق في أقطار كثيرة.

عودة للحديث عن بلاد نجد وما كان فيها من الشرك والفساد

ولكن الحديت الآن عن نجد، فكان فيها من الشر والفساد والشرك والخرافات ما لا يحصيه إلا الله – عز وجل. مع أن فيها علماء فيهم خير، ولكن لم يقدر لهم أن ينشطوا في الدعوة وأن يقوموا بها كما ينبغي، وهناك أيضا في اليمن وغير اليمن دعاة إلى الحق وأنصار قد عرفوا هذا الشرك وهذه الخرافات، ولكن لم يقدر الله لدعوتهم من النجاح ما قدر لدعوة الشيخ محمد لأسباب كثيرة، منها: عدم تيسر الناصر المساعد لهم. ومنها: عدم الصبر لكثير من الدعاة وتحمل الأذى في سبيل الله، ومنها: قلة علوم بعض الدعاة التي يستطيع بها أن يوجه الناس بالأساليب المناسبة، والعبارات اللائقة، والحكمة والموعظة الحسنة.
ومنها: أسباب أخرى غير هذه الأسباب، وبسبب هذه المكاتبات الكثيرة والرسائل والجهاد اشتهر أمر الشيخ، وظهر أمر الدعوة، واتصلت رسائله بالعلماء في داخل الجزيرة، وفي خارجها.
وتأثر بدعوته جمع غفير من الناس في الهند وفي أندونسيا، وفي أفغانستان، وفي أفريقيا وفي المغرب، وهكذا في مصر، والشام، والعراق، وكان هناك دعاة كثيرون عندهم معرفة بالحق والدعوة إليه فلما بلغتهم دعوة الشيخ زاد نشاطهم، وزادت قوتهم واشتهروا بالدعوة. ولم تزل دعوة الشيخ تشتهر وتظهر بين العالم الإسلامي وغيره، ثم في هذا العصر الأخير طبعت كتبه، ورسائله، وكتب أبنائه، وأحفاده، وأنصاره، وأعوانه من علماء المسلمين في الجزيرة وخارجها. وكذلك طبعت الكتب المؤلفة في دعوته، وترجمته، وأحواله، وأحوال أنصاره، حتى اشتهرت بين الناس في غالب الأقطار والأمصار، ومن المعلوم أن لكل نعمة حاسدا وأن لكـل داعي أعـداء كثيرين كما قـال الله تعالـى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ) [الأنعام : 112]

تقسيم خصوم الشيخ إلى ثلاثة أقسام

فلما اشتهر الشيخ بالدعوة وكتب الكتابات الكثيرة، وألف المؤلفات القيمة، ونشرها في الناس، وكاتبه العلماء، ظهر جماعة كثيرون من حساده، ومن مخالفيه، وظهر أيضا أعداء آخرون، وصار أعداؤه وخصومه قسمين: قسم عادوه باسم العلم والدين.
وقسم: عادوه باسم السياسة ولكن تستروا بالعلم، وتستروا باسم الدين، واستغلوا عداوة من عاداه من العلماء الذين أظهروا عداوته وقالوا إنه على غير الحق، وإنه كيت وكيت.
والشيخ رحمة الله عليه مستمر في الدعوة يزيل الشبه، ويوضح الدليل، ويرشد الناس إلى الحقائق على ما هي عليه من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، وطورا يقولون إنه من الخوارج، وتارة يقولون: يخرق الإجماع، ويدعي الاجتهاد المطلق ولا يبالي بمن قبله من العلماء والفقهاء وتارة يرمونه بأشياء أخرى وما ذاك إلا من قلة العلم من طائفة منهم وطائفة أخرى قلدت غيرها واعتمدت على غيرها، وطائفة أخرى خافت على مراكزها فعادته سياسة وتسترت باسم الإسلام والدين واعتمدت على أقوال المخرفين والمضللين.

والخصوم في الحقيقة ثلاثة أقسام:
علماء مخرفون يرون الحق باطلا والباطل حقا، ويعتقدون أن البناء على القبور، واتخاذ المساجد عليها، ودعاءها من دون الله والاستغاثة بها وما أشبه ذلك دين وهدى، ويعتقدون أن من أنكر ذلك فقد أبغض الصالحين، وأبغض الأولياء، وهو عدو يجب جهاده.
وقسم آخر: من المنسوبين للعلم جهلوا حقيقة هذا الرجل، ولم يعرفوا عنه الحق الذي دعا إليه بل قلدوا غيرهم وصدقوا ما قيل فيه من الخرافيين المضللين، وظنوا أنهم على هدى فيما نسبوه إليه من بغض الأولياء والأنبياء، ومن معاداتهم، وإنكار كراماتهم، فذموا الشيخ، وعابوا دعوته ونفروا عنه.
وقسم آخر: خافوا على المناصب والمراتب فعادوه لئلا تمتد أيدي أنصار الدعوة الإسلامية إليهم فتزيلهم عن مراكزهم، وتستولي على بلادهم، واستمرت الحرب الكلامية، والمجادلات والمساجلات بين الشيخ وخصومه، يكاتبهم ويكاتبونه، ويجادلهم ويرد عليهم، ويردون عليه، وهكذا جرى بين أبنائه وأحفاده وأنصاره وبين خصوم الدعوة، حتى اجتمع من ذلك رسائل كثيرة، وردود جمة، وقد جمعت هذه الرسائل والفتاوى والردود فبلغت مجلدات، وقد طبع أكثرها والحمد لله، واستمر الشيخ في الدعوة والجهاد وساعده الأمير محمد بن سعود أمير الدرعية، وجد الأسرة السعودية على ذلك، ورفعت راية الجهاد وبدأ الجهاد من عام 1158 هـ. بدأ الجهاد بالسيف، وبالكلام والبيان، والحجة، والبرهان، ثم استمرت الدعوة مع الجهاد بالسيف، ومعلوم أن الداعي إلى الله عز وجل إذا لم يكن لديه قوة تنصر الحق وتنفذه فسرعان ما تخبو دعوته وتنطفي شهرته، ثم يقل أنصاره. ومعلوم ما للسلاح والقوة من الأثر العظيم في نشر الدعوة، وقمع المعارضين ونصر الحق، وقمع الباطل، ولقد صدق الله العظيـم في قوله عز وجل وهو الصادق سبحانـه في كل ما يقـول: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) [الحديد : 25]
فبين سبحانه وتعالى أنه أرسل الرسل بالبينات، وهي الحجج والبراهين الساطعة التي يوضح الله بها الحق، ويدفع بها الباطل، وأنزل مع الرسل الكتاب الذي فيه البيان، والهدى والإيضاح، وأنزل معهم الميزان، وهو العدل الذي ينصف به المظلوم من الظالم، ويقام به الحق وينشر به الهدى ويعامل الناس على ضوئه بالحق والقسط، وأنزل الحديد فيه بأس شديد، فيه قوة وردع وزجر لمن خالف الحق، فالحديد لمن لم تنفع فيه الحجة وتؤثر فيه البينة، فهو الملزم بالحق، وهو القامع للباطل، ولقد أحسن من قال في مثل هذا: فبين سبحانه وتعالى أنه أرسل الرسل بالبينات، وهي الحجج والبراهين الساطعة التي يوضح الله بها الحق، ويدفع بها الباطل، وأنزل مع الرسل الكتاب الذي فيه البيان، والهدى والإيضاح، وأنزل معهم الميزان، وهو العدل الذي ينصف به المظلوم من الظالم، ويقام به الحق وينشر به الهدى ويعامل الناس على ضوئه بالحق والقسط، وأنزل الحديد فيه بأس شديد، فيه قوة وردع وزجر لمن خالف الحق، فالحديد لمن لم تنفع فيه الحجة وتؤثر فيه البينة، فهو الملزم بالحق، وهو القامع للباطل، ولقد أحسن من قال في مثل هذا:

وما هو إلا الوحي أو حد مرهف ***
فهذا دواء الداء من كل جاهل

تزيل ظباه اخدعي كل مائل ***
وهذا دواء الداء من كل عادل

فالعاقل ذو الفطرة السليمة، ينتفع بالبينة، ويقبل الحق بدليله، أما الظالم التابع لهواه فلا يردعه إلا السيف، فجد الشيخ رحمه الله في الدعوة والجهاد، وساعده أنصاره من آل سعود، طيب الله ثراهم على ذلك، واستمروا في الجهاد والدعوة من عام 1158 هـ إلى أن توفي الشيخ في عام 1206 هـ فاستمر الجهاد والدعوة قريبا من خمسين عاما.
جهاد، ودعوة، ونضال، وجدال في الحق، وإيضاح لما قاله الله ورسوله، ودعوة إلى دين الله، وإرشاد إلى ما شرعه رسول الله عليه الصلاة والسلام.
حتى التزم الناس بالطاعة، ودخلوا في دين الله، وهدموا ما عندهم من القباب، وأزالوا ما لديهم من المساجد المبنية على القبور، وحكموا الشريعة، ودانوا بها، وتركوا ما كانوا عليه من تحكيم سوالف الآباء والأجداد، وقوانينهم، ورجعوا إلى الحق. وعمرت المساجد بالصلوات، وحلقات العلم، وأديت الزكوات، وصام الناس رمضان، كما شرع الله عز وجل وأمر بالمعروف، ونهي عن المنكر، وساد الأمن في الأمصار، والقرى، والطرق، والبوادي، ووقف البادية عند حدهم، ودخلوا في دين الله وقبلوا الحق، ونشر الشيخ فيهم الدعوة. وأرسل الشيخ إليهم المرشدين، والدعاة في الصحراء والبوادي، كما أرسل المعلمين، والمرشدين، والقضاة إلى البلدان والقرى، وعم هذا الخير العظيم والهدى المستبين نجدا كلها وانتشر فيها الحق، وظهر فيها دين الله (. ثم بعد وفاة الشيخ رحمة الله عليه استمر أبناؤه، وأحفاده، وتلاميذه، وأنصاره في الدعوة والجهاد، وعلى رأس أبنائه الشيخ الإمام عبد الله بن محمد، والشيخ حسين بن محمد، والشيخ علي بن محمد، والشيخ إبراهيم بن محمد، ومن أحفاده الشيخ عبد الرحمن بن حسن، والشيخ علي بن حسين، والشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد وجماعة آخرون ومن تلاميذه أيضا الشيخ حمد بن ناصر بن معمر، وجمع غفير من علماء الدرعية، وغيرهم استمروا في الدعوة والجهاد ونشروا دين الله تعالى وكتابة الرسائل وتأليفات المؤلفات، وجهاد أعداء الدين، وليس بين هؤلاء الدعاة وخصومهم شيء إلا أن هؤلاء دعوا إلى توحيد الله وإخلاص العبادة لله عز وجل والاستقامة على ذلك، وهدم المساجد والقباب التي على القبور، ودعوا إلى تحكيم الشريعة والاستقامة عليها ودعوا إلى الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وإقامة الحدود الشرعية.
هذه أسباب النزاع بينهم وبين الناس.
والخلاصة: أنهم أرشدوا الناس إلى توحيد الله، وأمروهم بذلك وحذروا الناس من الشرك بالله ومن وسائله وذرائعه، وألزموا الناس بالشريعة الإسلامية، ومن أبى واستمر على الشرك بعد الدعوة والبيان، والإيضاح والحجة، جاهدوه في الله عز وجل وقصدوه في بلاده حتى يخضع للحق، وينيب إليه أو يلزموه به بالقوة والسيف، حتى يخضع هو وأهل بلده إلى ذلك، وكذلك حذروا الناس من البدع والخرافات، التي ما أنزل الله بها من سلطان، كالبناء على القبور، واتخاذ القباب عليها والتحاكم إلى الطواغيت، وسؤال السحرة والكهنة، وتصديقهم وغير ذلك، فأزال الله ذلك على يدي الشيخ وأنصاره رحمة الله عليهم جميعا.
وعمرت المساجد بتدريس الكتاب العظيم والسنة المطهرة، والتاريخ الإسلامي، والعلوم العربية النافعة، وصار الناس في مذاكرة، وعلم، وهدى، ودعوة، وإرشاد، وآخرون منهم فيما يتعلق بدنياهم من الزراعة والصناعة وغير ذلك، علم وعمل، ودعوة وإرشاد، ودنيا ودين فهو يتعلم ويذاكر، ومع ذلك يعمل في حقله الزراعي، أو في صناعته أو تجارته وغير ذلك، فتارة لدينه، وتارة لدنياه دعاة إلى الله وموجهون إلى سبيله ومع ذلك يشتغلون بأنواع الصناعة الرائجة في بلادهم، ويحصلون من ذلك على ما يغنيهم عن خارج بلادهم، وبعد فراغ الدعاة وآل سعود من نجد امتدت دعوتهم إلى الحرمين، وجنوب الجزيرة، وكاتبوا علماء الحرمين سابقا، ولاحقا فلما لم تجد الدعوة واستمر أهل الحرمين على ما هم عليه من تعظيم القباب، واتخاذها على القبور، ووجود الشرك عندها، والسؤال لأربابها.
سار الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد بعد وفاة الشيخ بإحدى عشرة سنة متوجها إلى الحجاز، ونازل أهل الطائف ثم قصد أهل مكة وكان أهل الطائف قد توجه إليهم قبل سعود الأمير عثمان بن عبد الرحمن المضايفي، ونازلهم بقوة أرسلها إليه الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد أمير الدرعية بقوة عظيمة من أهل نجد وغيرهم، ساعدوه حتى استولى على الطائف، وأخرج منها أمراء الشريف، وأظهر فيه الدعوة إلى الله، وأرشد إلى الحق، ونهى فيها عن الشرك، وعبادة ابن عباس، وغيره مما كان يعبده هناك الجهال، والسفهاء من أهل الطائف، ثم توجه الأمير سعود عن أمر أبيه عبد العزيز إلى جهة الحجاز، وجمعت الجيوش حول مكة. فلما عرف شريفها أنه لا بد من التسليم أو الفرار فر إلى جدة، ودخل سعود ومن معه من المسلمين البلاد من غير قتال واستولوا على مكة في فجر يوم السبت 8 محرم من عام 1218 هـ وأظهروا فيها الدعوة إلى دين الله، وهدموا ما فيها من القباب التي بنيت على قبر خديجة وغيره، فأزالوا القباب كلها، وأظهروا فيها الدعوة إلى توحيد الله عز وجل وعينوا فيها العلماء والمدرسين، والموجهين والمرشدين، والقضاة الحاكمين بالشريعة.
ثم بعد مدة وجيزة فتحت المدينة، واستولى آل سعود على المدينة في عام 1220 هـ بعد مكة بنحو سنتين، واستمر الحرمان في ولاية آل سعود، وعينوا فيها الموجهين والمرشدين، وأظهروا في البلاد العدل وتحكيم الشريعة، والإحسان إلى أهلها ولا سيما فقرائهم ومحاويجهم فأحسنوا إليهم بالأموال، وواسوهم، وعلموهم كتاب الله. وأرشدوهم إلى الخير، وعظموا العلماء، وشجعوهم على التعليم، والإرشاد ولم يزل الحرمان الشريفان تحت ولاية آل سعود إلى عام 1226هـ ثم بدأت الجيوش المصرية والتركية تتوجه إلى الحجاز لقتال آل سعود وإخراجهم من الحرمين، لأسباب كثيرة تقدم بعضها.
وهذه الأسباب كما تقدم هي أن أعداءهم، وحسادهم، والمخرفين الذين ليس لهم بصيرة، وبعض السياسيين الذين أرادوا إخماد هذه الدعوة وخافوا منها أن تزيل مراكزهم، وأن تقضي على أطماعهم، كذبوا على الشيخ، وأتباعه، وأنصاره، وقالوا إنهم يبغضون الرسول عليه الصلاة والسلام، وإنهم يبغضون الأولياء، وينكرون كراماتهم، وقالوا إنهم أيضا يقولون كيت وكيت مما يزعمون أنهم ينتقصون به الرسل عليهم الصلاة والسلام، وصدق هذا بعض الجهال، وبعض المغرضين، وجعلوه سلما للنيل منهم والقتال لهم، وتشجيع الأتراك والمصريين على حربهم، فجرى ما جرى من الفتن والقتال – وصار القتال بين الجنود المصرية والتركية ومن معهم وبين آل سعود في نجد، والحجاز، سجالا مدة طويلة من عام 1226 هـ إلى عام 1233 هـ سبع سنين كلها قتال ونضال بين قوى الحق وقوى الباطل.
خلاصة دعوة الشيخ

والخلاصة: أن هذا الإمام الذي هو الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمة الله عليه إنما قام لإظهار دين الله، وإرشاد الناس إلى توحيد الله، وإنكار ما أدخل الناس فيه من البدع والخرافات، وقام أيضا لإلزام الناس بالحق، وزجرهم عن الباطل، وأمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر.
هذه خلاصة دعوته رحمة الله تعالى عليه، وهو في العقيدة على طريقة السلف الصالح يؤمن بالله وبأسمائه، وصفاته، ويؤمن بملائكته، ورسله وكتبه، وباليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره، وهو على طريقة أئمة الإسلام في توحيد الله، وإخلاص العبادة له جل وعلا.
وفي الإيمان بأسماء الله وصفاته على الوجه اللائق بالله سبحانه، لا يعطل صفات الله، ولا يشبه الله بخلقه. وفي الإيمان بالبعث، والنشور، والجزاء والحساب، والجنة والنار، وغير ذلك. ويقول في الإيمان ما قاله السلف إنه قول وعمل يزيد وينقص، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، كل هذا من عقيدته رحمه الله، فهو على طريقتهم وعلى عقيدتهم قولا وعملا، لم يخرج عن طريقتهم البتة، وليس له في ذلك مذهب خاص، ولا طريقة خاصة، بل هو على طريق السلف الصالح من الصحابة وأتباعهم بإحسان، رضي الله عن الجميع.
وإنما أظهر ذلك في نجد، وما حولها ودعا إلى ذلك ثم جاهد عليه من أباه، وعانده، وقاتلهم، حتى ظهر دين الله وانتصر الحق.
وكذلك هو على ما عليه المسلمون من الدعوة إلى الله، وإنكار الباطل، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر ولكن الشيخ وأنصاره يدعون الناس إلى الحق، ويلزمونهم به، وينهونهم عن الباطل، وينكرونه عليهم، ويزجرونهم عنه حتى يتركوه، وكذلك جد في إنكار البدع والخرافات حتى أزالها الله سبحانه بسبب دعوته. فالأسباب الثلاثة المتقدمة آنفا هي أسباب العداوة، والنزاع بينه وبين الناس وهي:
أولا: إنكار الشرك والدعوة إلى التوحيد الخالص.
ثانيا: إنكار البدع، والخرافات، كالبناء على القبور واتخاذها مساجد ونحو ذلك كالموالد والطرق التي أحدثتها طوائف المتصوفة.
ثالثا: أنه يأمر الناس بالمعروف، ويلزمهم به بالقوة فمن أبى المعروف الذي أوجبه الله عليه، ألزم به وعزر عليه إذا تركه وينهى الناس عن المنكرات، ويزجرهم عنها، ويقيم حدودها، ويلزم الناس بالحق، ويزجرهم عن الباطل، وبذلك ظهر الحق، وانتشر، وكبت الباطل، وانقمع، وصار الناس في سيرة حسنة، ومنهج قويم في أسواقهم، وفي مساجدهم، في سائر أحوالهم، لا تعرف البدع بينهم ولا يوجد في بلادهم الشرك، ولا تظهر المنكرات بينهم، بل من شاهد بلادهم وشاهد أحوالهم وما هم عليه ذكر حال السلف الصالح وما كانوا عليه زمن النبي عليه الصلاة والسلام، وزمن أصحابه، وزمن أتباعه بإحسان في القرون المفضلة رحمة الله عليهم.
فالقوم ساروا سيرتهم، ونهجوا منهجهم، وصبروا على ذلك، وجدوا فيه، وجاهدوا عليه، فلما حصل بعض التغيير في آخر الزمان بعد وفاة الشيخ محمد بمدة طويلة ووفاة كثير من أبنائه رحمة الله عليهم وكثير من أنصاره حصل بعض التغيير جاء الابتلاء وجاء الامتحان بالدولة التركية، والدولة المصرية، إلا مصداق قوله ). (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) [الرعد : 11]
نسأل الله عز وجل أن يجعل ما أصابهم تكفيرا وتمحيصا من الذنوب، ورفعة، وشهادة لمن قتل منهم – رضي الله عنهم ورحمهم. ولم تزل دعوتهم بحمد الله قائمة منتشرة إلى يومنا هذا فإن الجنود المصرية لما عثت في نجد، وقتلت من قتلت، وخربت ما خربت، لم يمض على ذلك إلا سنوات قليلة ثم قامت الدعوة بعد ذلك وانتشرت، ونهض بالدعوة بعد ذلك بنحو خمس سنين الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود رحمة الله عليه فنشر الدعوة في نجد وما حولها، وانتشر العلماء في نجد وأخرج من كان هناك من الأتراك والمصريين أخرجهم من نجد وقراها، وبلدانها وانتشرت الدعوة بعد ذلك في نجد في عام 1240 هـ وكان تخريب الدرعية والقضاء على دولة آل سعود في عام 1233 هـ. فمكث الناس في نجد في فوضى، وقتال وفتن بنحو خمس سنين من أربع وثلاثين إلى عام 1239 هـ ثم في عام أربعين بعد المائتين وألف اجتمع شمل المسلمين في نجد على الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود، وظهر الحق وكتب العلماء الرسائل إلى القرى والبلدان، وشجعوا الناس ودعوهم إلى دين الله وانطفأت الفتن التي بينهم بعد الحروب الطويلة التي حصلت على أيدي المصريين، وأعوانهم، وهكذا انطفأت الحروب، والفتن التي وقعت بينهم على أثر تلك الحروب، وخمدت نارها، وظهر دين الله، واشتغل الناس بعد ذلك بالتعليم، والإرشاد، والدعوة، والتوجيه، حتى عادت المياه إلى مجاريها. وعاد الناس إلى أحوالهم، وما كانوا عليه في عهد الشيخ، وعهد تلامذته، وأبنائه، وأنصاره، رضي الله عن الجميع ورحمهم، واستمرت الدعوة من عام 1240 هـ إلى يومنا هذا بحمد الله، ولم يزل يخلف آل سعود بعضهم بعضا، وآل الشيخ وعلماء نجد بعضهم بعضا فآل سعود يخلف بعضهم بعضا في الإمامة والدعوة إلى الله والجهاد في سبيل الله.
وهكذا العلماء يخلف بعضهم بعضا في الدعوة إلى الله والإرشاد إليه، والتوجيه إلى الحق.
إلا أن الحرمين بقيا مفصولين عن الدولة السعودية دهرا طويلا ثم عادا إليهم في عام 1343 هـ واستولى على الحرمين الشريفين الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود رحمة الله عليه ولم يزالا بحمد الله تحت ولاية هذه الدولة إلى يومنا هذا، فلله الحمد ونسأل الله عز وجل أن يصلح البقية الباقية من آل سعود، ومن آل الشيخ، ومن علماء المسلمين جميعا في هذه البلاد، وغيرها وأن يوفقهم جميعا لما يرضيه وأن يصلح علماء المسلمين أينما كانوا وأن ينصر بالجميع الحق، ويخذل بهم الباطل، وأن يوفق دعاة الهدى أينما كانوا للقيام بما أوجب الله عليهم، وأن يهدينا وإياهم صراطه المستقيم، وأن يعمر الحرمين الشريفين، وملحقاتهما، وسائر بلاد المسلمين بالهدى، ودين الحق، وبتعظيم كتاب الله، وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، وأن يمن على الجميع بالفقه فيهما، والتمسك بهما، والصبر على ذلك، والثبات عليه، والتحاكم إليهما، حتى يلقوا ربهم عز وجل إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.
وهذا آخر ما تيسر بيانه، والتعريف به، من حال الشيخ، ودعوته وأنصاره، وخصومه والله المستعان، وعليه الاتكال، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا وإمامنا محمد بن عبد الله، وعلى آله، وأصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه، والحمد لله رب العالمين.

عبد العزيز بن عبد الله بن باز




مؤلفات الشيخ :

ذكر الشيخ عبد الرحمن بن قاسم في ترجمته للشيخ في الجزء الثاني عشر من "الدرر السنية" من مؤلفاته ما يلي:
1- "كتاب التوحيد فيما يجب من حق الله على العبيد".

2- كتاب "كشف الشبهات".

3- كتاب "أصول الإيمان".

4- كتاب "فضائل الإسلام".

5- كتاب "فضائل القرآن".

6- كتاب "السيرة المختصرة".

7- كتاب "السيرة المطولة".

8- كتاب "مجموع الحديث على أبواب الفقه".

9- كتاب "مختصر الإنصاف والشرح الكبير".

10- كتاب "مختصر الصواعق".

11- كتاب "مختصر فتح الباري".

12- كتاب "مختصر الهدي".

– كتاب "مختصر العقل والنقل".

14- كتاب "مختصر المنهاج".

15- كتاب "مختصر الإيمان".

16- كتاب "آداب المشي إلى الصلاة".

وفاته الشيخ رحمه الله

في عام ست ومئتين وألف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم (1206 هـ ) توفي الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، قال ابن غنام في الروضة (2/154 ) : كان ابتداء المرض به في شوال ، ثم كان وفاته في يوم الاثنين من آخر الشهر

.
وكذا قال عبد الرحمن بن قاسم في الدرر السنية (12/20 ) ، أما ابن بشر فيقول
: كانت وفاته آخر ذي القعدة من السنة المذكورة . عنوان المجد (1/95 ) . وقول ابن غنام أرجح ؛ لتقدمه في الزمن على ابن بشر ومعاصرته للشيخ وشهوده زمن وفاته وتدوينه لتاريخه .
وكان للشيخ من العمر نحو اثنتين وتسعين سنة ، وتوفي ولم يخلف ديناراً ولا درهماً ، فلم يوزع بين ورثته مال ولم يقسم . انظر : روضة ابن غنام (2/155 ) .

من كتاب عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية وأثرها في العالم الإسلامي من تأليف الدكتور صالح بن عبد الله بن عبد الرحمن العبود




تحميل موسوعة مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب – الإصدار الثالث

الوصف: برنامج موسوعي لمؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ويعد البرنامج من أكبر الموسوعات الالكترونية التي عنيت بجمع كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وتبلغ الكتب في البرنامج ثلاثة وثلاثين مؤلفا من أبرز مؤلفات الشيخ، ويتيح البرنامج تصفح الكتب إضافة إلى خواص النسخ والبحث والطباعة، وتشمل الكتب في الموسوعة ما يلي:

– أحاديث في الفتن والحوادث
– أحكام الصلاة
– آداب المشي إلى الصلاة
– أربع قواعد تدور الأحكام عليها
– أصول الإيمان
– منسك الحج
– الجواهر المضية
– الخطب المنبرية
– الرسائل الشخصية
– الرسالة المفيدة
– الطهارة
– القواعد الأربعة
– الكبائر
– مسائل الجاهلية
– بعض فوائد صلح الحديبية
– تفسير آيات من القرآن الكريم
– ثلاثة أصول
– مجموعة الحديث على أبواب الفقه
– رسالة في الرد على الرافضة
– شروط الصلاة وأركانها وواجباتها
– فتاوى ومسائل
– فضائل القرآن
– فضل الإسلام
– كتاب التوحيد
– كشف الشبهات
– مبحث الاجتهاد والخلاف
– مجموعة رسائل في التوحيد والإيمان
– مختصر الإنصاف والشرح الكبير
– مختصر تفسير سورة الأنفال
– مختصر زاد المعاد لابن قيم الجوزية
– مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم
– مسائل لخصها الشيخ محمد بن عبد الوهاب من كلام ابن تيمية
– مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد
وقد تم إعداد الموسوعة بثلاث صيغ: صيغة ملف تنفيذي (exe)، وصيغة ملف مساعدة (chm)، وصيغة (bok) الخاصة بالموسوعة الشاملة، مع توثيق الكتب بترقيم الصفحات لتوافق المطبوع.

تعليمية
تعليمية

حجم الملف: 12 ميجا بايت. تحميل البرنامج




بارك الله فيك على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق