التصنيفات
الفقه واصوله

[صوتية وتفريغها] خلاف العلماء في كشف المرأة لوجهها / الشيخ صالح بن فوزان الفوزان – فق

[صوتية وتفريغها] خلاف العلماء في كشف المرأة لوجهها / الشيخ صالح بن فوزان الفوزان

خلاف العلماء في كشف المرأة لوجهها

• أحسن الله اليكم : هل هناك خلاف بين العلماء في كشف المرأة لوجهها أم أنهم متفقون على التحريم ؟

◄ فضيلة الشيخ صالح الفوزان: متفقون على انه إذا كانت هناك فتنة في كشف وجهها فأنه يجب عليها أن تغطيه ، و ليس هناك أمن الفتنة ، من الذي يأمن من الفتنة ، هذا يعطي أنهم متفقون على أنه إذا خشيت الفتنة يجب عليها تغطيته ، و الخوف من الفتنة متوقع دائما و أبدا . نعم

منقول لتعم للفائدة والاجر




جزاك الله كل الخير

بارك الله فيكي




بارك الله فيك على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق




بارك الله فيك




التصنيفات
السير والتراجم

ترجمة مختصرة لفضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله


ترجمة مختصرة لفضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله

إسمه ونسبه
هو الإمام الصالح الورع الزاهد أحد الثلة المتقدمين بالعلم الشرعي، ومرجع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، في الفتوى والعلم، وبقية السلف الصالح في لزوم الحق والهدي المستقيم، واتباع السنة الغراء: عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله آل باز، وآل باز – أسرة عريقة في العلم والتجارة والزراعة معروفة بالفضل والأخلاق قال الشيخ: سليمان بن حمدان – رحمه الله – في كتابه حول تراجم الحنابلة : أن أصلهم من المدينة النبوية، وأن أحد أجدادهم انتقل منها إلى الدرعية، ثم انتقلوا منها إلى حوطة بني تميم.

مولده ونشأته

ولد في الرياض عاصمة نجد يوم الثاني عشر من شهر ذي الحجة عام ألف وثلاثمائة وثلاثين من الهجرة النبوية، وترعرع فيها وشب وكبر، ولم يخرج منها إلا ناويا للحج والعمرة.
نشأ سماحة الشيخ عبد العزيز في بيئة عطرة بأنفاس العلم والهدى والصلاح، بعيدة كل البعد عن مظاهر الدنيا ومفاتنها، وحضاراتها المزيفة، إذ الرياض كانت في ذلك الوقت بلدة علم وهدى فيها كبار العلماء، وأئمة الدين، من أئمة هذه الدعوة المباركة التي قامت على كتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم – وأعني بها دعوة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – وفي بيئة غلب عليها الأمن والاستقرار وراحة البال، بعد أن استعاد الملك عبد العزيز – رحمه الله – الرياض ووطد فيها الحكم العادل المبني على الشرعة الإسلامية السمحة بعد أن كانت الرياض تعيش في فوضى لا نهاية لها، واضطراب بين حكامها ومحكوميها.
ففي هذه البيئة العلمية نشأ سماحته – حفظه الله – ولا شك ولا ريب أن القرآن العظيم كان ولا يزال – ولله الحمد والمنة – هو النور الذي يضيء حياته، وهو عنوان الفوز والفلاح فبالقرآن الكريم بدأ الشيخ دراسته – كما هي عادة علماء السلف – رحمهم الله – إذ يجعلون القرآن الكريم أول المصادر العلمية – فيحفظونه ويتدبرونه أشد التدبر، ويعون أحكامه وتفاسيره، ومن ثمَّ ينطلقون إلى العلوم الشرعية الأخرى، فحفظ الشيخ القرآن الكريم عن ظهر قلب قبل أن يبدأ مرحلة البلوغ، فوعاه وحفظه تمام الحفظ، وأتقن سوره وآياته أشد الإتقان، ثم بعد حفظه لكتاب الله، ابتدأ سماحته في طلب العلم على يد العلماء بجد وجلد وطول نفس وصبر.
وإن الجدير بالذكر والتنويه في أمر نشأته، أن لوالدته – رحمها الله – أثرا بالغا، ودورا بارزا في اتجاهه للعلم الشرعي وطلبه والمثابرة عليه، فكانت تحثه وتشد من أزره، وتحضه على الاستمرار في طلب العلم والسعي وراءه بكل جد واجتهاد كما ذكر ذلك سماحته في محاضرته النافعة – رحلتي مع الكتاب – وهي رحلة ممتعة ذكر فيها الشيخ في نهاية المحاضرة، وبالخصوص في باب الأسئلة بعض الجوانب المضيئة من حياته – فاستمع إلى تلك المحاضرة غير مأمور -.
ولقد كان سماحة الشيخ / عبد العزيز – حفظه الله – مبصرا في أول حياته، وشاء الله لحكمة بالغة أرادها أن يضعف بصره في عام 1346 هـ إثر مرض أصيب به في عينيه ثم ذهب جميع بصره في عام 1350 هـ، وعمره قريب من العشرين عاما؛ ولكن ذلك لم يثنه عن طلب العلم، أو يقلل من همته وعزيمته بل استمر في طلب العلم جادا مجدا في ذلك، ملازما لصفوة فاضلة من العلماء الربانيين، والفقهاء الصالحين، فاستفاد منهم أشد الاستفادة، وأثّروا عليه في بداية حياته العلمية، بالرأي السديد، والعلم النافع، والحرص على معالي الأمور، والنشأة الفاضلة، والأخلاق الكريمة، والتربية الحميدة، مما كان له أعظم الأثر، وأكبر النفع في استمراره.
على تلك النشأة الصالحة، التي تغمرها العاطفة الدينية الجياشة، وتوثق عراها حسن المعتقد، وسلامة الفطرة، وحسن الخلق، والبعد عن سيئ العقائد والأخلاق المرذولة ومما ينبغي أن يعلم أن سماحة الشيخ عبد العزيز – حفظه الله- قد استفاد من فقده لبصره فوائد عدة نذكر على سبيل المثال منها لا الحصر أربعة أمور: –
الأمر الأول : حسن الثواب، وعظيم الأجر من الله سبحانه وتعالى، فقد روى الإمام البخاري في صحيحه في حديث قدسي أن الله تعالى يقول: إذا ابتليت عبدي بفقد حبيبتيه عوضتهما الجنة البخاري ( 5653 ).
الأمر الثاني: قوة الذاكرة، والذكاء المفرط: فالشيخ – رعاه الله – حافظ العصر في علم الحديث فإذا سألته عن حديث من الكتب الستة، أو غيرها كمسند الإمام أحمد والكتب الأخرى تجده في غالب أمره مستحضرا للحديث سندا ومتنا، ومن تكلم فيه، ورجاله وشرحه.
الأمر الثالث: إغفال مباهج الحياة، وفتنة الدنيا وزينتها، فالشيخ – أعانه الله – متزهد فيها أشد الزهد، وتورع عنها، ووجه قلبه إلى الدار الآخرة، وإلى التواضع والتذلل لله سبحانه وتعالى.
الأمر الرابع: استفاد من مركب النقص بالعينين، إذ ألح على نفسه وحطمها بالجد والمثابرة حتى أصبح من العلماء الكبار، المشار إليهم بسعة العلم، وإدراك الفهم، وقوة الاستدلال وقد أبدله الله عن نور عينيه نورا في القلب، وحبا للعلم، وسلوكا للسنة، وسيرا على المحجة، وذكاء في الفؤاد.

مشايخه:

تلقى العلم على أيدي كثير من العلماء ومن أبرزهم:
1. الشيخ محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب قاضي الرياض.
2. الشيخ صالح بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
3. الشيخ سعد بن حمد بن عتيق قاضي الرياض.
4. الشيخ حمد بن فارس وكيل بيت المال في الرياض.
5. سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ مفتي المملكة العربية السعودية، وقد لازم حلقاته نحوا من عشر سنوات وتلقى عنه جميع العلوم الشرعية ابتداء من سنة 1347هـ إلى سنة 1357هـ ، وكان يجله غاية الإجلال ويكثر من ذكره والدعاء له والثناء عليه .
6. الشيخ سعد وقاص البخاري من علماء مكة المكرمة أخذ عنه علم التجويد في عام 1355هـ.
7. الإمام محمد الأمين الشنقيطي : درس عليه ، شرح سلم الأخضري في المنطق ، وكان يحضر حلقة الشيخ في الحرم النبوي .
8. الشيخ العلامة عبدالرزاق عفيفي

أعماله :

عين في القضاء عام 1350هـ ولم ينقطع عن طلب العلم ، حيث لازم البحث والتدريس ليل نهار ولم تشغله المناصب عن ذلك مما جعله يزداد بصيرة ورسوخا في كثير من العلوم، وقد عني عناية خاصة بالحديث وعلومه حتى أصبح حكمه على الحديث من حيث الصحة والضعف محل اعتبار وهي درجة قل أن يبلغها أحد خاصة في هذا العصر وظهر أثر ذلك على كتاباته وفتواه حيث كان يتخير من الأقوال ما يسنده الدليل.
في عام 1372هـ انتقل إلى الرياض للتدريس في معهد الرياض العلمي, ثم في كلية الشريعة بعد إنشائها سنة 1373هـ في علوم الفقه والحديث والتوحيد، إلى أن نقل نائبا لرئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عام 1381هـ. وقد أسس حلقة للتدريس في الجامع الكبير بالرياض منذ انتقل إليها ، وإن كانت في السنوات الأخيرة اقتصرت على بعض أيام الأسبوع بسبب كثرة الأعمال ولازمها كثير من طلبة العلم، وأثناء وجوده بالمدينة المنورة من عام 1381هـ نائبا لرئيس الجامعة ورئيسا لها من عام 1390هـ إلى 1395هـ عقد حلقة للتدريس في المسجد النبوي ومن الملاحظ أنه إذا انتقل إلى غير مقر إقامته استمرت إقامة الحلقة في المكان الذي ينتقل إليه مثل الطائف أيام الصيف, وقد نفع الله بهذه الحلقات.

من طلابه :

1. الشيخ عبد الله الكنهل.
2. الشيخ راشد بن صالح الخنين.
3. الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك.
4. الشيخ عبد اللطيف بن شديد.
5. الشيخ عبد الله بن حسن بن قعود.
6. الشيخ عبد الرحمن بن جلال.
7. الشيخ صالح بن هليل .
8. معالي الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
9. معالي الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد
10. سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ
11. فضيلة الشيخ حمود ابن عقلا الشعيبي
12. فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين
13. فضيلة الشيخ محمد بن زيد آل سليمان .
14. فضيلة الشيخ عبدالله الغديان
وغيرهم كثير

أخلاقه :

ساد الشيخ رحمه الله وذاع صيته بكمال خلقه الذي فاق فيه الناس كلهم ولا يدانية أحد فضلا أن يتقدم عليه

مؤلفاته:

1. مجموع فتاوى ومقالات متنوعة صدر منه الآن تسعة عشر مجلد وقت تحرير هذه الترجمة
2. الفوائد الجلية في المباحث الفرضية.
3. التحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة (توضيح المناسك) وهو أحب كتب الشيخ إليه ويعلل الشيخ ذلك بعموم نفعه وشدة حاجة الناس إليه
4. التحذير من البدع ويشتمل على أربع مقالات مفيدة (حكم الاحتفال بالمولد النبوي وليلة الإسراء والمعراج وليلة النصف من شعبان وتكذيب الرؤيا المزعومة من خادم الحجرة النبوية المسمى الشيخ أحمد)
5. رسالتان موجزتان في الزكاة والصيام.
6. العقيدة الصحيحة وما يضادها.
7. وجوب العمل بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وكفر من أنكرها.
8. الدعوة إلى الله وأخلاق الدعاة.
9. وجوب تحكيم شرع الله ونبذ ما خالفه.
10. حكم السفور والحجاب ونكاح الشغار.
11. نقد القومية العربية.
12. الجواب المفيد في حكم التصوير.
13. الشيخ محمد بن عبد الوهاب دعوته وسيرته.
14. ثلاث رسائل في الصلاة :
* كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم .
* وجوب أداء الصلاة في جماعة.

* أين يضع المصلي يديه حين الرفع من الركوع .
15. حكم الإسلام فيمن طعن في القرآن أو في رسول الله صلى الله عليه وسلم .
16. حاشية مفيدة على فتح الباري وصل فيها إلى كتاب الحج.
17. رسالة الأدلة النقلية والحسية على جريان الشمس وسكون الأرض وإمكان الصعود إلى الكواكب.
18. إقامة البراهين على حكم من استغاث بغير الله أو صدق الكهنة والعرافين.
19. الجهاد في سبيل الله.
20. الدروس المهمة لعامة الأمة.
21. فتاوى تتعلق بأحكام الحج والعمرة والزيارة.
22. وجوب لزوم السنة والحذر من البدعة.
هذا ما تم طبعه ويوجد له تعليقات على بعض الكتب مثل: بلوغ المرام، تقريب التهذيب للحافظ ابن حجر (لم تطبع)، تحفة الأخيار ببيان جملة نافعة مما ورد في الكتاب والسنة الصحيحة من الأدعية والأذكار (طبع)، التحفة الكريمة في بيان كثير من الأحاديث الموضوعة والسقيمة، تحفة أهل العلم والإيمان بمختارات من الأحاديث الصحيحة والحسان، إلى غير ذلك.

الأعمال التي زاولها غير ما ذكر:

1. صدر الأمر الملكي بتعيينه رئيسا لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد إلى جانب ذلك:
2. عضوا في هيئة كبار العلماء.
3. رئيسا للجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
4. رئيسا وعضوا للمجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي.
5. رئيسا للمجلس الأعلى العالمي للمساجد.
6. رئيسا للمجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة التابع لرابطة العالم الإسلامي.
7. عضوا للمجلس الأعلى للجامعة الإسلامية في المدينة المنورة.
8. عضوا في الهيئة العليا للدعوة الإسلامية.
ولم يقتصر نشاطه على ما ذكر فقد كان يلقي المحاضرات ويحضر الندوات العلمية ويعلق عليها ويعمر المجالس الخاصة والعامة التي يحضرها بالقراءة والتعليق بالإضافة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي أصبح صفة ملازمة له .

أوصافه الخلقية
إن الشيخ – حفظه الله – يمتاز باعتدال في بنيته، مع المهابة، وهو ليس بالطويل البائن، ولا القصير جدا، بل هو عوان بين ذلك، مستدير الوجه، حنطي اللون، أقنى الأنف، ومن دون ذلك فم متوسط الحجم، ولحية قليلة على العارضين، كثة تحت الذقن، كانت سوداء يغلبها بعض البياض فلما كثر بياضها صبغها بالحناء، وهو ذو بسمة رائعة تراها على أسارير وجهه إن ابتسم؛ وهو عريض الصدر، بعيد ما بين المنكبين، ويمتاز بالتوسط في جسمه فهو ليس بضخم الكفين ولا القدمين؛ وأوصافه فيها شبه من أوصاف العلماء السابقين – رحمهم الله -.

فراسته

إن الفراسة حلية معلومة، وخصلة حميدة لكبار العلماء وأهل الفضل والهدى، والفراسة كما قال عنها الإمام ابن القيم – رحمه الله -. الفراسة الإيمانية سببها نور يقذفه الله في قلب عبده يفرِّق به بين الحق والباطل، والحال والعاطل، والصادق والكاذب، وهذه الفراسة على حسب قوة الإيمان، فمن كان أقوى إيمانا فهو أحدَّ فراسة، وكان أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – أعظم الأمة فراسة، وبعده عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – ووقائع فراسته مشهورة، فإنه ما قال لشيء. " أظنه كذا إلا كان كما قال " ويكفي في فراسته موافقته ربه في مواضع عدة.
وفراسة الصحابة – رضي الله عنهم – أصدق الفراسة، وأصل هذا النوع من الفراسة عن الحياة والنور اللذين يهبهما الله تعالى لمن يشاء من عباده، فيحيا القلب بذلك ويستنير، فلا تكاد فراسته تخطئ، قال تعالى. { أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا}
قال بعض السلف. " من غض بصره عن المحارم وأمسك نفسه عن الشهوات وعمر باطنه بالمراقبة وظاهره باتباع السنة لم تخطئ فراسته ".
والشيخ عبد العزيز – وقاه الله مصارع السوء – ولا نزكي على الله أحدا -، صاحب بصيرة نافذة، وفراسة حادة، يعرف ذلك جيدا من عاشره وخالطه، وأخذ العلم على يديه. ومما يؤكد على فراسته أنه يعرف الرجال وينزلهم منازلهم، فيعرف الجادّ منهم في هدفه ومقصده من الدعاة وطلبة العلم فيكرمهم أشد الإكرام، ويقدمهم على من سواهم، ويخصهم بمزيد من التقدير ويسأل عنهم وعن أحوالهم دائما، وله فراسة في معرفة رؤساء القبائل والتفريق بين صالحهم وطالحهم، وله فراسة أيضا في ما يعرض عليه من المسائل العويصة، والمشكلات العلمية؛ فتجده فيها متأملا متمعنا لها، تقرأ عليه عدة مرات، حتى يفك عقدتها، ويحل مشكلها، وله فراسة أيضا في ما يتعلق بالإجابة عن أسئلة المستفتين، فهو دائما يرى الإيجاز ووضوح العبارة ووصول المقصد إن كان المستفتي عاميا من أهل البادية، وإن كان المستفتي طالب علم حريص على الترجيح في المسألة، أطال النفس في جوابه مع التعليلات وذكر أقوال أهل العلم، وتقديم الأرجح منها، وبيان الصواب بعبارات جامعة مانعة.
جزاه الله خيرا، وأعظم له أجرا.

زهده

لايكاد يعرف في زماننا هذا أزهد من سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله مع أن الدنيا تقبل عليه ، وتتزين له ، إلا أنه زاهد بها ، مشيح بوجهه عنها.
فلا أذكر في يوم من الأيام أنه سأل عن راتبه ، ولا عن مقداره ، ولا عن زيادته ، ولا عن وقت مجيئه ، ولا أذكر أنه سأل عن انتدابه ، أو عن رصيده أو حسابه ، لا يسأل عن ذلك ولا يعبأ به.
ولا أذكر أنه تكلم ببيع ، أو شراء ، أو أمر من أمور الدنيا إلا على سبيل السؤال عن حاجة أحد ، أو الشفاعة له ، بل كان كثير الوصية بالتحذير من الاغترار بالدنيا.
وسماحة الشيخ كان يعيش عيشة القناعة ، والزهد والكفاف؛ فلم يكن يمسك شيئاً من حطام الدنيا ، ولم يكن يتطلع إلى مال ، أو جاه ، أو منصب.
بل كان ينفق انفاق من لا يخشى الفقر ، وكان زاهداً بالجاه ، والمراتب ، والمديح ، وحب الذكر.
ولم أسمع منه أو عنه أنه مَالَ في يوم من الأيام إلى الدنيا ، أو طلب شيئاً من مُتَعِها.
وكان يكره الحديث في تغيير أثاث منزله ، أو سيارته ، أو أن يقال له: عندك كذا وكذا.
وكان يكره الخوض في الأحاديث الدنيوية البحتة التي ليس من ورائها مصلحة للمسلمين ، أو للدعوة.
ومما يدل على زهده كثرة إنفاقه ، وإسقاطه الدين عمن اقترض منه ولو كان كثيراً؛ فلا أحصي كثرة ما طرحه من الديون عن أناس اقترضوا منه.
وأذكر أنه قبل عشر سنوات أملى عليَّ كتباً لبعض من أقرضهم ، وقال: =أخشى أن يفاجئني الأجل ، وأحب أن أخبركم أنني قد سامحتكم ، وأبرأتكم ، ولم يبق لي عليكم شيء+.
ولا أذكر أنه طالبَ أحداً له حق عليه.
وأذكر أنه قبل وفاته بثلاث سنوات أقرض شخصاً سبعمائة ألف ريال ، ثم أرسل إليه يخبره بأنه قد طرحه عنه ، فقلت له؛ شفقة عليه ، ورغبة في سماع ما عنده: أعظم الله أجر هذا الحساب_أعني حساب سماحة الشيخ الخاص_فالتفت إليَّ وقال: يا ولدي ! لا تهمك الدنيا ، أنا بلغت من العمر سبعاً وثمانين ، ولم أر من ربي إلا خيراً ، الدنيا تذهب وتجيء ، وفَرْقٌ بين من يتوفى وعنده مائة مليون ، ومن يتوفى وليس لديه شيء؛ فالأول ثقيل الحساب والتبعة ، والثاني بعكس ذلك كله.
وما ثناك كلام الناس عن كرم***
ومن يسدُّ طريق العارض الهطِلِ

ومن صور زهده رحمه الله : زهده في المديح والإطراء؛ فكثيراً ما تقرأ عليه بعض الرسائل التي تفيض بالحب ، والدعاء والثناء على سماحته؛ فإذا بدأنا بقراءتها قال: اتركوا المقدمة ، اقرؤوا المقصود؛ ماذا يريد صاحبها ؟ أنا لا أحب أن أسمع مثل هذا الكلام.
وكثيراً ما يأتي بعض الناس ، ويكثر من الثناء على سماحته ، ويذكر بعض أوصافه ، وهو يتململ ويتغير وجهه ، ويقول: الله المستعان ، الله يتوب على الجميع ، الله يستعملنا وإياكم فيما يرضيه.
ويأتي إلى سماحته بعض الناس ويقول: رأيت فيك رؤيا منامية صالحة_إن شاء الله_.
فيلزم سماحته الصمت ، ولا يطلب من الرائي ذكرها ، ولكن ذلك الشخص يبدأ بذكرها ، وسماحة الشيخ لا تظهر عليه الرغبة في سماعه ا؛ ولكن أدبه يأبى عليه أن يُسْكِتَ المتكلم ، فإذا انتهى قال: خير إن شاء الله ، والمُعَوَّل على عفو الله.
ولم أسمع منه يوماً من الأيام أنه سأل أحداً عن دخله الوظيفي ، أو عن ممتلكاته.
وفي يوم من الأيام جاءه أحد الناس المعروفين لديه ، وخاض في أمور الدنيا وقال: يا سماحة الشيخ ! نحن بخير ، وعندنا كذا وكذا ، وقد اشتريت أرضاً بكذا وكذا ، والآن هي تساوي خمسة وأربعين مليون ريال.
فالتفت إليه سماحة الشيخ وقال: مادام أنها بلغت هذا المبلغ فبعها ، ماذا تنتظر ، واصرفها في وجوه الخير ، أو أعطنا إياها نصرفها لك.
فسكت ذلك الرجل ، ولم يحر جواباً.
ولم أسمع أن سماحته ساهم مساهمة في أرض أو شراكة.
وقد حاولت أن أقترح عليه بأن يضع شيئاً من ماله في مساهمة ، لعلها تُوَفِّي بعض نفقاته ، ولكن لهيبته لم أجرؤ على ذلك؛ لما أعلمه عنه من البعد عن الدنيا ، وزينتها ، وزخارفها.

وفاته ـ رحمه الله ـ :
وكانت وفاته ـ رحمه الله ـ قبيل فجر يوم الخميس الموافق 27/1/1420هـ
ولم تشهد جنازة لعالم في بلادنا كجنازة الشيخ ـ رحمه الله ـ وما بكي أحد مثلما بكي الشيخ الإمام فرحمه الله من سيد ساد الناس بخلقه وعلمه وحلمه ، ولو تركت العنان لقلمي لسطرت كراسات إثر كرسات في فضله ومناقبه ـ رحمه الله ـ ولكن في الإشارة غنية ومن أراد المزيد رجع لما أحلت إليه من المراجع .
المصدر
الموقع الالكتروني للشيخ رحمه الله




مكتبة الشيخ عبد العزيز بن باز – الإصدار الأول

الوصف: مكتبة الكترونية تعتني بكتب ومؤلفات الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، المفتي العام الأسبق للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء، وتضم ترجمة للشيخ، وبعض أبرز مؤلفاته من كتب ومقالات وتحقيقات، بالإضافة إلى مجموع فتاوى الشيخ.

وقد تم إعداد البرنامج بثلاث صيغ: صيغة ملف تنفيذي (exe)، وصيغة ملف مساعدة (chm)، وصيغة (bok) الخاصة بالموسوعة الشاملة، مع توثيق الكتب بترقيم الصفحات لتوافق المطبوع، كما تم تجهيز صيغة (chm) بطريقة تسمح لعملها على الأجهزة الكفية (Pocket PC) وأجهزة الآي باد والآي فون باستخدام التطبيقات المخصصة لذلك.

تعليمية
تعليمية

تحميل صيغ البرنامج: صيغة ملف تنفيذي (Exe)
الحجم: 12 ميجا صيغة ملف مساعدة (Chm)
الحجم: 18 ميجا صيغة الموسوعة الشاملة (bok)
الحجم: 10 ميجا




بارك الله فيك على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

نصائح من درر الشيخ الألبـاني رحمه الله الى حُجـاج بيت الله الحرام

نصائح من درر الشيخ الألبـاني رحمه الله الى حُجـاج بيت الله الحرام

قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله تعالى وجعل الفردوس الأعلى مأواه – في مقدمة كتابه القيّم [حجة النبي – صلى الله عليه وسلم – كما رواها عنه جابر – رضي الله عنه – ] :

[ … وعندي بعض النصائح أريد أن أقدمها إلى القراء الكرام، والحجاج إلى بيت الله الحرام عسى الله – تبارك وتعالى – أن ينفعهم بها ، ويكتب لي أجر الدال على الخير بإذنه ، إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير .
ومما لا ريب فيه أن باب النصيحة واسع جدا، ولذلك فإني سأنتقي منه ما أعلم أن كثيرا من الحجاج في جهل به أو إهمال له . أسأل الله – تعالى – أن يعلمنا ما ينفعنا ويوفقنا للعمل به فإنه خير مسؤول.

أولا : إن كثيرا من الحجاج إذا أحرموا بالحج لا يشعرون أبدا أنهم تلبسوا بعبادة تفرض عليهم الابتعاد عما حرم الله – تعالى – من المحرمات عليهم خاصة، وعلى كل مسلم عامة، وكذا تراهم يحجون ويفرغون منه ولم يتغير شيء من سلوكهم المنحرف قبل الحج، وذلك دليل عملي منهم على أن حجهم ليس كاملا إن لم نقل : ليس مقبولا .
ولذلك فإن على كل حاج أن يتذكر هذا وأن يحرص جهد طاقته أن لا يقع فيما حرم الله عليه من الفسق والمعاصي، فإن الله – تبارك وتعالى – يقول : { الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ } [سورة البقرة : 197 ]. وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ( من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه ) أخرجه الشيخان . والرفث : هو الجماع .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : (وليس في المحظورات ما يفسد الحج إلا جنس الرفث، فلهذا ميّز بينه وبين الفسوق، وأما سائر المحظورات كاللباس والطيب فإنه وإن كان يأثم بها، فلا تفسد الحج عند أحد من الأئمة المشهورين ) .
وهو يشير في آخر كلامه إلى أن هناك من العلماء من يقول بفساد الحج بأي معصية يرتكبها الحاج،
فمن هؤلاء الإمام ابن حزم – رحمه الله – فإنه يقول : (وكل من تعمد معصية، – أي معصية كانت – وهو ذاكر لِحِجّه منذ يُحرم إلى أن يتم طوافه بالبيت للإفاضة ويرمي الجمرة فقد بطل حجه …). واحتج بالآية السابقة فراجعه فإنه مهم في كتابه (المحلى) (7/186). ومما سبق يتبيّن أن المعصية من الحاج إما أن تفسد عليه حجّهُ على قول ابن حزم، وإما أن يأثم بها، ولكن هذا الإثم ليس كما لو صدر من غير الحاج، بل هو أخطر بكثير، فإن من آثاره أن لا يرجع من ذنوبه كما ولدته أمه كما صرح بذلك الحديث المتقدم . فبذلك يكون كما لو خسر حجته لأنه لم يحصل على الثمرة منها وهي مغفرة الله – تعالى – فالله المستعان .

وإذا تبيّن هذا فلا بد لي من أن أحَذرَ من بعض المعاصي التي يَكثر ابتلاء الناس بها ويُحْرِمون بالحج ولا يشعرون إطلاقا بأن عليهم الإقلاع عنها، ذلك لجهلهم، وغلبة الغفلة عليهم وتقليدهم لآبائهم :

1ــ الشرك بالله – عز وجل : – فإن من أكبر المصائب التي أصيب بها بعض المسلمين جهلهم بحقيقة الشرك الذي هو من أكبر الكبائر ومن صفته أنه يحبط الأعمال { لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ } [سورة الزمر : 65 ] .
فقد رأينا كثيرا من الحجاج يقعون في الشرك وهم في بيت الله الحرام، وفي مسجد النبي – عليه الصلاة والسلام – يتركون دعاء الله والاستغاثة به، إلى الاستعانة بالأنبياء بالصالحين، ويحلفون بهم ، ويدعونهم من دون الله – عز وجل – والله – عز وجل – يقول : {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ } [ سورة فاطر :41 ] .
والآيات في هذا المعنى كثيرة جدا، وفي هذه كفاية لمن فتح قلبه للهداية . إذ ليس الغرض الآن البحث العلمي في هذه المسألة وإنما هو التذكير فقط.

فليت شعري ماذا يستفيد هؤلاء من حجهم إلى بيت الله الحرام، إذا كانوا يصرون على مثل هذا الشرك ويغيرون اسمه فيسمونه : توسلا، تشفعا، وواسطة ! أليست هذه الوساطة هي التي ادّعاها المشركون من قبل يبررون بها شركهم وعبادتهم لغيره – تبارك وتعالى – : {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزمر :3]. فيا أيها الحاج قبل أن تعزم على الحج يجب عليك وجوبا عينيا أن تبادر إلى معرفة التوحيد الخالص وما ينافيه من الشرك وذلك بدراسة كتاب الله وسنة نبيه – صلى الله عليه وسلم – فإن من تمسك بهما نجا، ومن حاد عنهما ضل. والله المستعان.


2ــ التزين بحلق اللحية : وهذه المعصية من أكثر المعاصي شيوعا بين المسلمين في هذا العصر، بسبب استيلاء الكفار على أكثر بلادهم، وَنقلِهم هذه المعصية إليها، وتقليد المسلمين لهم فيها، مع نهيه – صلى الله عليه وسلم – إياهم عن ذلك صراحة في قوله – عليه الصلاة والسلام: – (خالفوا المشركين احفوا الشوارب وأوفوا اللحى) رواه شيخان، وفي حديث آخر : (وخالفوا أهل الكتاب) .

وفي هذه القبيحة عدة مخالفات :

الأولى :مخالفة أمره صلى الله عليه وسلم الصريح بالإعفاء .
الثانية :التشبه بالكفار .
الثالثة : تغير خلق الله الذي فيه طاعة الشيطان في قوله كما حكى الله – تعالى – ذلك عنه : { وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ } [سورة النساء : 119].
الرابعة : التشبه بالنساء وقد لعن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من فعل ذلك . وانظر تفصيل هذا الإجمال في كتابنا ( آداب الزفاف في السنة المطهرة ) ( ص 131 – 126) .

وإن من المشاهدات التي يراها الحريص على دينه أن جماهير من الحجاج يكونون قد وفروا لحاهم بسبب إحرامهم، فإذا تحللوا منه، فبدل أن يحلقوا رؤوسهم كما ندب إليه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حلقوا لحاهم التي أمرهم – صلى الله عليه وسلم – بإغفائها ! . فإنا لله وإنا إليه راجعون .

3 ــ تختم الرجال بالذهب :لقد رأينا كثيرا من الحجاج قد تزينوا بخاتم الذهب، ولدى البحث معهم في ذلك تبين أنهم على ثلاثة أنواع : بعضهم لا يعلم تحريمه ولذلك كان يسارع إلى نزعه بعد أن نذكر له شيئا من النصوص المحرمة كحديث ( نهى – صلى الله عليه وسلم – عن خاتم الذهب ) متفق عليه .
وقوله – صلى الله عليه وسلم – : ( يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده ؟ ) رواه مسلم .
وبعضهم على علم بالتحريم ولكنه متبع لهواه : فهذا لا حيلة لنا فيه إلا أن يهديه الله .
وبعضهم يعترف بالتحريم ولكن يعتذر بعذر هو كما يقال أقبح من ذنب – فيقول : إنه خاتم الخطبة . ولا يدري المسكين أنه بذلك يجمع بين معصيتين : مخالفة نهيه – صلى الله عليه وسلم – الصريح كما تقدم، وتشبه بالكفار، لأن خاتم الخطبة لم يكن معروفا عند المسلمين إلى ما قبل هذا العصر، ثم سرت هذه العادة إليهم من تقاليد النصارى .
وقد فصلت القول في هذه المسألة في (آداب الزفاف) أيضا (ص 138 – 139) وبينت فيه أن النهي المذكور يشمل النساء أيضا خلافا للجمهور، فراجع (ص 168 – 139) فإنه مهم جدا .

ثانيــــا : ننصح لكل من أراد الحج أن يدرس مناسك الحج على ضوء الكتاب والسنة، قبل أن يباشر أعمال الحج، ليكون تاما مقبولا عند الله – تبارك وتعالى -.وإنما قلت : على الكتاب والسنة لأن المناسك قد وقع فيها من الخلاف – مع الأسف – ما وقع في سائر العبادات، من ذلك مثلا : هل الأفضل أن ينوي في حجه التمتع أم القران أم الإفراد ؟ على ثلاثة مذاهب والذي نراه من ذلك إنما هو التمتع فقط، كما هو مذهب الإمام أحمد وغيره، بل ذهب بعض العلماء المحققين إلى وجوبه إذا لم يَسُق معه الهدي، منهم ابن حزم، وابن القيم، تبعا لابن عباس وغيره من السلف، وتجد تفصيل القول في ذلك في كتاب ( المحلّى ) و( زاد المعاد ) وغيرهما .
ولست أريد الآن الخوض في هذه المسألة بتفصيل، وإنما أريد أن أذكر بكلمة قصيرة تنفع إن شاء الله – تعالى – من كان مخلصا وغايته اتباع الحق، وليس تقليد الآباء أو المذهب، فأقول :
لا شك أن الحج كان في أول استئنافه – صلى الله عليه وسلم – إياه جائزا بأنواعه الثلاثة المتقدمة، وكذلك كان أصحابه – صلى الله عليه وسلم – منهم المتمتع، ومنهم القارن، ومنهم المفرد لأنه – صلى الله عليه وسلم – خيّرهم في ذلك كما في حديث عائشة – رضي الله عنها : – " خرجنا مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال : (من أرد منكم أن يُهلّ بحَجٍ وعمرة فليفعل، ومن أراد أن يُهل بحج فليُهِل، ومن أراد أن يُهل بعمرة فليهل … ) ". الحديث رواه مسلم .
وكان هذا التخيير في أول إحرامهم عند الشجرة [ 1] كما في رواية لأحمد (245/6 ). ولكن النبي- صلى الله عليه وسلم – لم يستمر على هذا التخيير، بل نقلهم إلى ما هو أفضل وهو التمتع دون أن يعزم بذلك عليهم أو يأمرهم به وذلك في مناسبات شتى في طريقهم إلى مكة، فمن ذلك حينما وصلوا إلى (سرِف) وهو موضع قريب من التنعيم، وهو من مكة على نحو عشرة أميال، فقالت عائشة في رواية عنها …) : فنزلنا سرِف قالت : فخرج إلى أصحابه فقال : من لم يكن منكم أهدى فأحب أن يجعلها عمرة فليفعل، ومن كان معه هدي فلا . قالت : فالآخذ بها والتارك لها من أصحابه [ ممن لم يكن معه هدي ] ). الحديث متفق عليه. والزيادة لمسلم .
ومن ذلك لَمّا وصل – صلى الله عليه وسلم – إلى ( ذي ُطوى ) وهو موضع قريب من مكة وبات بها، فلما صلى الصبح قال لهم : ( من شاء أن يجعلها عمرة فليجعلها عمرة ) أخرجه الشيخان من حديث ابن عباس، ولكنا رأيناه – صلى الله عليه وسلم – لما دخل مكة وطاف هو وأصحابه طواف القدوم، لم يدعهم على الحكم السابق وهو الأفضلية بل نقلهم إلى حكم جديد وهو الوجوب فإنه أمر من كان لم يسق الهدي منهم أن يفسخ الحج إلى عمرة ويتحلل فقالت عائشة – رضي الله عنها -) : خرجنا مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولا نرى إلا أنه الحج، فلما قدمنا مكة تطوفنا بالبيت، فأمر النبي – صلى الله عليه وسلم – من لم يكن ساق الهدي أن يَحل، قالت : فحَلّّ من لم يكن ساق الهديَ ونساؤه لم يسقن. فأحللن …) الحديث متفق عليه .
وعن ابن عباس نحوه بلفظ 🙁 فأمرهم أن يجعلوها عُمرة فتعاظم ذلك عندهم فقالوا : يا رسول الله أيّ الحِلّ ؟ قال : الحِلّ كله ) متفق عليه . وفي حديث جابر نحوه وأوضح منه كما يأتي فقرة (33 – 45) .
قلت : فمن تأمل في هذه الأحاديث الصحيحة، تبين له بيانا لا يشوبه ريب أن التخيير الوارد فيها إنما كان منه – صلى الله عليه وسلم – لإعداد النفوس وتهيئتها لتقبل حكم جديد قد يصعب ولو على البعض تقبله بسهولة لأول وهلة ألا وهو الأمر بفسخ الحج إلى العمرة لا سيما وقد كانوا في الجاهلية – كما هو ثابت في (الصحيحين ) : – يرون أن العمرة لا تجوز في أشهر الحج، وهذا الرأي وإن كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قد أبطله باعتماره – صلى الله عليه وسلم – ثلاث مرات في ثلاث سنوات كلها في شهر ذي القعدة، فهذا وحده وإن كان كافيا في إبطال تلك البدعة الجاهلية، فإنه ولا قرينة هنا، بل لا يكفي – والله أعلم – لإعداد النفوس لتقبل الحكم الجديد، فلذلك مهّدَ له – صلى الله عليه وسلم – بتخييرهم بين الحج والعمرة مع بيان ما هو الأفضل لهم، ثم أتبع ذلك بالأمر الجازم بفسخ الحج إلى العمرة كما تقدم .

فإذا عرفنا ذلك، فهذا الأمر للوجوب قطعا، ويدل على ذلك الأمور التالية :

الأول : أن الأصل فيه الوجوب إلا لقرينة، ولا قرينة هنا، بل والقرينة هنا تؤكده وهي الأمر التالي وهو :

الثاني : أنه – صلى الله عليه وسلم – لما أمرهم تعاظم ذلك عندهم كما تقدم آنفا ولو لم يكن للوجوب لمْ يتعاظموه ألم ترَ أنه – صلى الله عليه وسلم – قد أمرهم من قبل ثلاث مرات أمْرَ تخيير، ومع ذلك لم يتعاظموه فدل على أنهم فهموا من الأمر الوجوب وهو المقصود .

الثالث : أن في رواية في حديث عائشة – رضي الله عنها – قالت : (… فدخل عََلَيّ وهو غضبان، فقلت : من أغضبك يا رسول الله أدخله الله النار ! قال : أوَما شعرتِ أني أمرتُ الناس بأمرٍ فإذا هم يتردّدون، ولو أني استقبلت من أمري ما استدبرت، ما سُقت الهدي معي حتى أشتريه ثم أحلّ كما حَلوا ). رواه مسلم والبيهقي وأحمد (6/175) .
ففي غضبه – صلى الله عليه وسلم – دليل واضح على أن أمره كان للوجوب، لا سيما وأن غضبه – صلى الله عليه وسلم – إنما كان لترددهم، لا من أجل امتناعهم من تنفيذ الأمر، وحاشاهم من ذلك، ولذلك حلوا جميعا إلا من كان معه هدي كما يأتي في الفقرة ( 44).

الرابع : قوله – صلى الله عليه وسلم – : لما سألوه عن الفسخ الذي أمرهم به : (ألِعامِنا هذا أم لأبد الأبد ؟) فشبك – صلى الله عليه وسلم – أصابعه واحدة في أخرى وقال : (دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة، لا بل لأبد أبد، لا بل لأبد أبد ) . كما يأتي في الفقرة (24) .
فهذا نص صريح على أن العمرة أصبحت جزءا من الحج لا يتجزأ، وأن هذا الحكم ليس خاصا بالصحابة كما يظن البعض بل هو مستمر إلى الأبد .[2]
خامسا : أن الأمر لو لم يكن للوجوب لكفى أن ينفذه بعض الصحابة، فكيف وقد رأينا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لا يكتفي بأمر الناس بالفسخ أمرا عاما فهو تارة يأمر بذلك ابنته فاطمة – رضي الله عنها – كما يأتي (فقرة 48)، وتارة يأمر به أزواجه كما في (الصحيحين) عن ابن عمر أن النبي – صلى الله عليه وسلم – أمر أزواجه أن يَحللن عام حجة الوداع قالت حفصة : فقلت : ما يمنعك أن تحل ؟ قال : (إني لبدت رأسي …) الحديث . ولما جاء أبو موسى من اليمن حاجا قال له – صلى الله عليه وسلم – : (بم أهللت) ؟ قال : أهللت بإهلال النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : هل سقت من الهدي ؟ قال : لا. قال : ( فطف بالبيت وبالصفا والمروة ثم حِل …) الحديث .
فهل هذا الحرص الشديد من النبي – صلى الله عليه وسلم – على تبليغ أمره بالفسخ إلى كل مكلف لا يدل على الوجوب ؟ اللهم إن الوجوب ليَثبُت بأدنى من هذا !.
ولوضوح هذه الأدلة الدالة على وجوب الفسخ بَلهَ التمتع لم يسع المخالفين لها إلا التسليم بدلالتها، ثم اختلفوا في الإجابة عنها فبعضهم ادعى خصوصية ذلك بالصحابة، وقد عرفت بطلان ذلك مما سبق .
وبعضهم ادعى نسخه ولكنهم لم يستطيعوا أن يذكروا ولو دليلا واحدا يحسن ذكره والرد عليه، اللهم إلا نَهْيُ عمر – رضي الله عنه – وكذا عثمان وابن الزبير كما في ( الصحيحين ) وغيرهما .
والجواب من وجوه :
الأول : أن الذين يحتجون بهذا النهي عن المُتعة لا يقولون به، لأن من مذهبهم جوازها، فما كان جوابهم عنه فهو جوابنا .
الثاني : أن هذا النهي قد أنكره جماعة من أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – منهم عليّ، وعمران بن حصين، وابن عباس، وغيرهم .
الثالث : أنه رأي مخالف للكتاب، فضلا عن السنة، قال الله- تعالى – : { فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ } [البقرة : 196] .
وقد أشار إلى هذا المعنى عمران بن حصين – رضي الله عنه – بقوله : (تمتعنا مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولم ينزل فيه القرآن) . وفي رواية : (نزلت آية المتعة في كتاب الله – يعني متعة الحج – وأمرنا بها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – . ثم لم تنزل آية تنسخ آية متعة الحج , ولم ينه عنها رسول الله – صلى الله عيه وسلم – حتى مات ) قال رجل برأيه بعد ما شاء ) . رواه مسلم .
وقد صرح عمر – رضي الله عنه – بمشروعية التمتع، وأنّ نهيَه عنه، أو كراهته له، إنما هو رأيٌ رآهُ لعلةٍ بدت له فقال : (قد علمت أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قد فعله وأصحابه، ولكن كرهت أن يظلوا مُعَرّسين بهن[3] في الأراك[4] ثم يروحون في الحج تقطر رؤوسهم) رواه مسلم وأحمد .
ومن الأمور التي تستلفتُ نَظرَ الباحث أن هذه العلة التي اعتمدَها عمر – رضي الله عنه – في كراهته التمتع هي عينها التي تذرّع بها الصحابة الذين لم يبادروا إلى تنفيذ أمره – صلى الله عليه وسلم- بالفسخ في ترك المبادرة فقالوا : (خرجنا حُجّاجا لا نريد إلا الحج، حتى إذا لم يكن بيننا وبين عرفة إلا أربع ليال، أُمِرْنا أن نُفضي إلى نسائنا، فنأتي عرفة تقطر مذاكيرنا المني من النساء …) انظر الفقرة ( 40 ) .
وقد رد النبي – صلى الله عليه وسلم – ذلك بقوله : ( أبالله تعلموني أيها الناس ؟ قد علمتم أني أتقاكم لله وأصدقكم وأبركم، افعلوا ما آمركم به، فإني لو لا هديي لحللت كما تحلون ) (فقرة 42) .
فهذا يبين لنا أن عمر – رضي الله عنه – لو استحضر حين كَرِهَ للناس التمتع قول الصحابة هذا الذي هو مثل قوله، وتذكر معه رد النبي – صلى الله عليه وسلم – عليهم لما كره ذلك ونهى الناس عنه .
وفي هذا دليل على أن الصحابي الجليل قد تخفى عليه سنة من سنن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، أو قول من أقواله، فيجتهد برأيه فيخطئ، وهو مع ذلك مأجور غير مأزور والعصمة لله وحده ثم لرسوله .
وقد يقول قائل : إن ما ذكرته من الأدلة على وجوب التمتع وعلى رد ما يخالفه واضح مقبول، ولكن يشكل عليه ما يذكره البعض أن الخلفاء الراشدين جميعا كانوا يفردون الحج , فكيف التوفيق بين هذا وبين ما ذكرت ؟ .
والجواب : أنه سبق أن بينا أن التمتع إنما يجب على من لم يسق الهدي، وأما من ساق الهدي فلا يجب عليه ذلك، بل لا يجوز له وإنما عليه أن يقرن وهو الأفضل، أو يفرد، فيحتمل أن ما ذكر عن الخلفاء من الإفراد إنما هو لأنهم كانوا ساقوا الهدي . وحينئذ فلا منافاة والحمد لله .
وخلاصة القول : أن على كل من أراد الحج أن يلبي عند إحرامه بالعمرة، ثم يتحلل منها بعد فراغه من السعي بين الصفا والمروة بقص شعره . وفي اليوم الثامن من ذي الحجة يُحرم بالحج.

فمن كان لبّى بالقِرانِ أو الحج المفرد فعليه أن يفسخ ذلك بالعمرة إطاعة لنبيه – صلى الله عليه وسلم – والله – عز وجلّ- يقول : {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} [ النساء : 80 ] .
وعلى المتمتع بعد ذلك أن يقدّم هدْيا يوم النحر، أو في أيام التشريق، وهو من تمام النسك، وهو دم شكران وليس دم جبران، وهو – كما قال ابن القيم – بمنزلة الأضحية للمقيم وهو من تمام عبادة هذا اليوم فالنسك المشتمل على الدم بمنزلة العيد المشتمل على الأضحية وهو من أفضل الأعمال فقد جاء من طرق أن النبي – صلى الله عليه وسلم – سئل : أي الأعمال أفضل ، فقال : (العج الثج) وصححه ابن خزيمة والحاكم والذهبي وحسنه المنذري .
والعج : رفع الصوت بالتلبية . والثج : إراقة دم الهدي .
وعليه أن يأكل من هديه كما فعل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على ما يأتي بيانه ( فقرة 90 ) ولقوله – عز وجل – فيما يُذبح من الهدي في منى: {فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ } [سورة الحج : 28].
وقد اتصلنا بكثير من الحجاج فعرفنا منهم أنهم مع كونهم يَعلمون أن التمتع أفضل من الإفراد فكانوا يُفردون ثم يأتون بالعمرة بعد الحج من التنعيم وذلك لئلا يلزمهم الهدي.
وفي هذا من المخالفة للشارع الحكيم والاحتيال على شرعه ما لا يخفى فساده، فإن الله بحكمته شرع العمرة قبل الحج، وهم يعكسون ذلك، وأوجبَ على المتمتع هدْياً، وهم يفرون منه ! وليس ذلك من عمل المتقين، ثم هم يطمعون أن يتقبل الله حجهم، وأن يغفر ذنبهم، هيهات هيهات، فـ{ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ } [ المائدة : 27 ] وليس من البخلاء المحتالين .فكن أيها الحاج متقيا لربك متبعا لسنة نبيك في مناسِكك عسى أن ترجع من ذنوبك كيوم ولدتك أمك .

ثالثا : واحذر يا أخي أن تدع البيات في منى ليلة عرفة، وكذا البيات في المزدلفة ليلة النحر، فذلك من هدي نبيك – صلى الله عليه وسلم – لا سيما والبيات في المزدلفة حتى الصبح ركن من أركان الحج على الراجح من أقوال أهل العلم . ولا تغتر بما يزخرَفُه لك من القول بعض من يسمون بـ(المطوفين) فإنهم لا همّ لهم إلا قبض الفلوس، وتقليل العمل الذي أخذوا عليه الأجر كافيا وافيا على أدائه بتمامه، وسواء عليهم بعد ذلك أتم حجك أم نقص، أتبعتَ سنة نبيك أم خالفت ؟ ! .

رابعا : واحذر أيضا يا أخي من أن تمر بين يدي أحد من المصلين في المسجد الحرام وفي غيره من المساجد، لقوله – صلى الله عليه وسلم : – ( لو يعلم المار بين يدي المصلي ما ذا عليه لكان أن يقف أربعين خيرا له من أن يمر بين يديه ) . قال الراوي : لا أدري قال : أربعين يوما أو شهرا أو سنة . رواه الشيخان في (صحيحيهما) . وكما لا يجوز لك هذا، فلا يجوز لك أيضا أن تصلي إلى غير سترة، بل عليك أن تصلي إلى أي شيء يمنع الناس من المرور بين يديك . فإن أراد أحد أن يجتاز بينك وبين سترتك فعليك أن تمنعه . وفي ذلك أحاديث وآثار أذكر بعضها :
1. ( إذا وضع أحدكم بين يديه مثل مؤخرة الرحل فليصل ولا يبالي من مر من وراء ذلك .
2. ( إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفع في نحره وليدرأ ما استطاع فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان ) . [5] .
3. قال يحيى بن كثير : ( رأيت أنس بن مالك دخل المسجد الحرام فركز شيئا أو هيأ شيئا يصلي إليه ). رواه ابن سعد ( 7/18 ) بسند صحيح .
4. عن صالح بن كيسان قال : (رأيت ابن عمر يصلي في الكعبة ولا يدع أحدا يمر بين يديه ) .( رواه أبو زرعة الرازي في ( تاريخ دمشق ) ( 91/1 ) [6] وكذا ابن عساكر في ( تاريخ دمشق ) ( 8/106/2 ) بسند صحيح .
ففي الحديث الأول : إيجاب اتخاذ السترة، وأنه إذا فعل ذلك فلا يضره من مرّ وراءها .
وفي الحديث الثاني : إيجاب دفع المار بين يدي المصلي إذا كان يصلي إلى سترة، وتحريم المرور عمدا وأن فاعل ذلك شيطان . وليت شعري ما هو الكسب الذي يعود به الحاج إذا رجع وقد استحق هذا الاسم : (الشيطان؟!).
والحديثان وما في معناهما مطلقان لا يختصان بمسجد دون مسجد، ولا بمكان دون مكان، فهما يشملان المسجد الحرام والمسجد النبوي من باب أولى، لأن هذه الأحاديث إنما قالها – صلى الله عليه وسلم – في مسجده فهو المراد بها أصالة والمساجد الأخرى تبعا . والأثران المذكوران نصان صريحان على أن المسجد الحرام داخل في تلك الأحاديث، فما يقال من بعض المطوّفين وغيرهم أن المسجد المكي والمسجد النبوي مستثنيان من النهي، لا أصل له في السنة، ولا عن أحد من الصحابة، اللهم سوى حديث واحد رُوي في المسجد المكي لا يصح إسناده، ولا دلالة فيه على الدعوى كما سيأتي بيانه في (بدع الحج) (الفقرة 124).

خامسا : وعلى أهل العلم والفضل، أن يغتنموا فرصة التقائهم بالحجاج في المسجد الحرام وغيره من المواطن المقدسة، فيُعلموهم ما يلزم من مناسك الحج وأحكامه على وفق الكتابة السنة، وأن لا يشغلهم ذلك عن الدعوة إلى أصل الإسلام الذي من أجله بعثت الرسل وأنزلت الكتب، ألا وهو التوحيد فإن أكثر من لقيناهم حتى ممن ينتمي إلى العلم وجدناهم في جهل بالغ بحقيقة التوحيد وما ينافيه من الشركيات والوثنيات، كما أنهم في غفلة تامة عن ضرورة رجوع المسلمين على اختلاف مذاهبهم، وكثرة أحزابهم، إلى العمل الثابت في الكتاب والسنة، في العقائد. والأحكام، المعاملات، والأخلاق، والسياسة، والاقتصاد، وغير ذلك من شؤون الحياة، وأن أي صوت يرتفع، وأي إصلاح يزعم على غير هذا الأصل القويم والصراط المستقيم فسوف لا يجني المسلمون منه إلا ذلا وضعفا، والواقع أكبر شاهد على ذلك والله المستعان .
وقد تتطلب الدعوة إلى ما سبق شيئا قليلا أو كثيرا من الجدال بالتي هي أحسن كما قال الله – عز وجل – : { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } [ سورة النحل 125 ] : فلا يصدنك عن ذلك معارضة الجهلة بقوله – تعالى – : { فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ } [ سورة البقرة : 196 ] .فإن الجدال المنهي عنه في الحج هو : كالفسق المنهي عنه في غير الحج أيضا، وهو الجدال بالباطل وهو غير الجدال المأمور به في آية الدعوة.
قال ابن حزم – رحمه الله – ( 7/196) : (والجدال قسمان : قسم واجب وحق، وقسم في باطل، فالذي في الحق واجب في الإحرام وغير الإحرام، قال – تعالى – : { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ }[ سورة النحل . [125] .
ومن جادل في طلب حق له، فقد دعا إلى سبيل ربه – تعالى -، وسعى في إظهار الحق والمنع من الباطل، وهكذا كل من جادل في حق لغيره أو لله – تعالى -.
والجدال بالباطل وفي الباطل عمداً ذاكراً لإحرامه مُبْطِل للإحرام وللحج لقوله – تعالى – : { فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ } [ سورة البقرة : 196 ] " .
وهذا كله على أن ( الجدال ) في الآية بمعنى المخاصمة والملاحاة حتى تغضب صاحبك . وقد ذهب إلى هذا المعنى جماعة من السلف، وعزاه ابن قدامة في (المغني) (3/296) إلى الجمهور ورجحه .
وهناك في تفسيره قول آخر : وهو المجادلة في وقت الحج ومناسكه واختاره ابن جرير ثم ابن تيمية في ( مجموعة الرسائل الكبرى ) ( 2/361 ) وعلى هذا فالآية غير واردة فيما نحن فيه أصلا . والله أعلم .
ومع ذلك فإنه ينبغي أن يلاحظ الداعية أنه إذا تبين له أنه لا جدوى من المجادلة مع المخالف له لتعصبه لرأيه، وأنه إذا صابَره على الجدل فلربما ترتب عليه ما لا يجوز، فمن الخير له حينئذ أن يدع الجدال معه لقوله – صلى الله عليه وسلم : ( أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا ) . رواه أبو داود بسند حسن عن أبي أمامة وللترمذي نحوه من حديث أنس وحسنه .
وفقنا الله والمسلمين لمعرفة سنة نبيه – صلى الله عليه وسلم – واتباع هديه .

لا حـَــــرَج

وهذه الأمور يتحرج منها بعض الحجاج وهي جائزة :

1. الاغتسال لغير احتلام، ودَلك الرأس : ففي (الصحيحين) وغيرهما عن عبد الله بن حنين عن عبد الله بن عباس والمسور بن مخرمة أنهما اختلفا بالأبواء، فقال عبد الله بن عباس : يغسل المحرم رأسه، وقال المسور : لا يغسل المحرم رأسه، فأرسلني ابن عباس إلى أبي أيوب الأنصاري أسأله عن ذلك فوجدته يغتسل بين القرنين وهو يستتر بثوب فسلمت عليه فقال : ( من هذا ؟ فقلت : أنا عبد الله بن حنين أرسلني إليك عبد الله بن عباس أسألك كيف كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يغسل رأسه وهو محرم ؟ فوضع أبو أيوب يده على الثوب فطأطأه حتى بدا لي رأسه ثم قال لإنسان يصب عليه : اصبب فصب على رأسه ثم حرك رأسه بيديه، فأقبل بهما وأدبر ثمّ قال : هكذا رأيته – صلى الله عليه وسلم – يفعل ) . زاد مسلم : ( فقال المسور لابن عباس : لا أماريك أبدا ) .
وروى البيهقي بسند صحيح عن ابن عباس قال : (ربما قال لي عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – : تعال أباقيك في الماء أينا أطول نفسا ونحن محرمون).
وعن عبد الله بن عمر (أن عاصم بن عمر وعبد الرحمن بن زيد وقعا في البحر يتمالقان ( يتغاطسان ) يغيب أحدهما رأس صاحبه وعمر ينظر إليهما فلم ينكر ذلك عليهما).

2. حكّ الرأس ولوْ سقط بعض الشعر : وحديث أبي أيوب المتقدم آنفا دليل عليه. وروى مالك ( 1/358/92 ) عن أم علقمة بن أبي علقمة أنها قالت" : سمعت عائشة زوج النبي – صلى الله عليه وسلم – تسأل عن المُحرِم : أيحك جسده ؟ فقالت : نعم فليحكه وليشدُدْ، ولو رُبـِطتْ يدايَ ولم أجد إلا رجلي لحككت " . وسنده حسن في الشواهد .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (المجموعة الكبرى) (2/368) : وله أن يحك بدنه إذا حكه وكذلك إذا اغتسل وسقط شيء من شعره بذلك لم يضره).

3. الاحتجام ولو بحلق الشعر مكان الحجم : لحديث ابن بحينة – رضي الله عنه – قال : (احتجم النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو محرم بـ ( لحي جمل ) – موضع بطريق مكة – في وسط رأسه) . متفق عليه .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في ( مناسكه ) ( 2/338 ) : ( وله أن يحك بدنه إذا حكّه، ويحتجمَ فى رأسه وغير رأسه، وإن احتاج أن يحلقَ شعراً لذلك جاز فإنه قد ثبت في الصحيح) ثم ساق هذا الحديث ثم قال : (ولا يمكن ذلك إلا مع حلق بعض الشعر، وكذلك إذا اغتسل وسقط شيء من شعره بذلك لم يضره، وإن تيقن أنه انقطع بالغسل) .
وهذا مذهب الحنابلة كما في ( المغني ) ( 3/306 ) ولكنه قال : ( وعليه الفدية ).
وبه قال مالك وغيره . ورده ابن حزم بقوله : ( 7/257 ) عقب هذا الحديث : (لم يخبر – عليه السلام – أن في ذلك غرامة ولا فدية، ولو وجبت لما أغفل ذلك، وكان – عليه السلام – كثير الشعر أفرَع [7] وإنما نُهينا عن حلق الرأس في الإحرام ) .

4. شمّ الريحان وطرح الظفر إذا انكسر : قال ابن عباس – رضي الله عنه) : – المحرم يدخل الحمام، وينزع ضرسه، ويشم الريحان، وإذا انكسر ظفره طرحه. ويقول : أميطوا عنكم الأذى فإن الله – عز وجل – لا يصنع بأذاكم شيئا . ( رواه البيهقي (5/62 – 63) بسند صحيح .
وإلى هذا ذهب ابن حزم (7/246) . وروى مالك عن محمد بن عبد الله بن أبي مريم أنه سأل سعيد بن المسيب عن ظفر له انكسر وهو محرم ؟ فقال سعيد : اقطعه .

5. الاستظلال بالخيمة أو المظلة ( الشمسية ) وفي السيارة، ورفع سقفها : من بعض الطوائف تشدد، وتنطع في الدين، ولم يأذن به رب العالمين . فقد صح أن النبي – صلى الله عليه وسلم – أمر بنصب القبة له بـ(نمرة) ثم نزل بها، كما سيأتي في الكتاب فقرة (57 – 58) .
وعن أم الحصين – رضي الله عنه – قالت : (حججت مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حجة الوداع فرأيت أسامة وبلالا – رضي الله عنهما – وأحدهما آخذ بخطام ناقته، والآخر رافع ثوبه يستره من الحر، حتى رمى جمرة العقبة ) رواه مسلم والبيهقي (5/69) .
وأما ما روى البيهقي عن نافع قال : (أبصر بن عمر – رضي الله عنه – رجلا على بعيره وهو محرم قد استظل بينه وبين الشمس، فقال له : ضحّ لمن أحرمت له) .
وفي رواية من طريق أخرى : " أنه رأى عبد الله بن أبي ربيعة جعل على وسط راحلته عودا، وجعل ثوبا يستظل به من الشمس وهو محرم، فلقيه ابن عمر فنهاه " .
قلت : فلعل ابن عمر – رضي الله عنه – لم يبلغه حديث أم الحصين المذكور، وإلا فما أنكره هو عين ما فعله رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولذلك قال البيهقي : هذا موقوف وحديث أم الحصين صحيح ) . يعني فهو أولى بالأخذ به وترجَمَهُ له بقوله :(باب المحرم يستظل بما شاء ما لم يمس رأسه) .[8]

6. وله أن يشد المنطقة والحزام على إزاره وله أن يعقده عند الحاجة وأن يتختم وأن يلبس ساعة اليد ويضع النظارة لعدم النهي عن ذلك وورد بعض الآثار بجواز شيء من ذلك .
فعن عائشة – رضي الله عنها – أنها سُئلت عن الهيمان [9] للمحرم ؟ فقالت : وما بأس ؟ ليستوثق من نفقته . وسنده صحيح . وعن عطاء : يتختم – يعني المحرم – ويلبس الهيمان . رواه البخاري تعليقا .
قلت : ولا يخفى أن الساعة والنظارة في معنى الخاتم والمنطقة مع عدم ورود ما ينهى عنهما { وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا } [سورة مريم : 64] .
{ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [سورة البقرة 185] .

دمشق في 15 شوال 1384 هـ .
محمد ناصر الدين الألباني .


_____________

[1] أي : عند ذي الحليفة .
[2] وقد رددنا على القائلين بالخصوصية في التعليق على الفقرة المشار إليها من الكتاب الصفحة (63) .
[3] أي : مُلِـمّينَ بنسائهم .
[4] أي : في شجر الأراك، كناية عن التستر به وهو شجر من الحمض يستاك به . وهو أيضا موضع بعرفة، وليس مرادا هنا خلافا لبعض المعلقين على مسلم، فإن الحجاج في هذا الموضع يكونون مُحرمين لا يجوز لهم وطء نسائهم .
[5] حديثان صحيحان مخرجان في " صفة الصلاة " لنا ( 51 / 53 الطبعة الثالثة) .
[6] وهو تحت الطبع في مطابع المكتب الإسلامي .
[7] الأفرَع : التام الشعر .
[8] قلت : فقول شيخ الإسلام : " والأفضل للمحرم أن يضحي لمن أحرم له كما كان النبي – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه يحُجون " فيه نظر بيّن لا يخفى على القارئ .
[9] الهيمان : هو شِداد السراويل، وشِدادُ المِنـْطـَق [10]، وشِداد كيس النفقة يُشَدّ في الوسط. جمع هَمايـِن وهمايين . انظر : [ المعجم الوسيط 2/996]
[10] المِنـْطـَـق : ما يُشَدّ به الوسط . انظر : [ المعجم الوسيط 2/931] .
___________


المرجع :


مقدمــــــــــــة كتـــــــــــاب :
[حجة النبي – صلى الله عليه وسلم – كما رواها عنه جابر – رضي الله عنه – ص 4 – 31] لفضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله




بارك الله فيك نصائح ذهبية المعنى

تميزك في مواضيعك القيمة أختي

أنتظر جديدك أختي أم همام




بدع الحــــــــج والعمــــــــرة والزيارة



وقد رأيت أن ألحق بالكتاب ذيلا أسرد فيه بدع الحج وزيارة المدينة المنورة وبيت المقدس ــ رده الله وسائر بلاد المسلمين إليهم ــ لأن كثيرا من الناس لا يعرفونها فيقعون فيها، فأحببت أن أزيدهم نصحا ببيانها والتحذير منها ذلك لأن العمل لا يقبله الله – تبارك وتعالى – إلا إذا توفر فيه شرطان اثنان :
الأول : أن يكون خالصا لوجهه عز وجل .
والآخر : أن يكون صالحا ولا يكون صالحا إلا إذا كان موافقا للسنة غير مخالف لها ومن المقرر عند ذوي التحقيق من أهل العلم أن كل عبادة مزعومة لم يشرعها لنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بقوله ولم يتقرب هو بها إلى الله بفعله فهي مخالفة لسنته، لأن السنة على قسمين :
سنة فعلية وسنة تركية، فما تركه – صلى الله عليه وسلم – من تلك العبادات فمن السنة تركها ألا ترى مثلا أن الأذان للعيدين ولدفن الميت مع كونه ذكرا وتعظيما لله عز وجل لم يجز التقرب به إلى الله – عز وجل – وما ذلك إلا لكونه سنة تركها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقد فهم هذا المعنى أصحابه – صلى الله عليه وسلم – فكثر عنهم التحذير من البدع تحذيرا عاما كما هو مذكور في موضعه حتى قال حذيفة بن اليمان – رضي الله عنه – :(كل عبادة لم يتعبدها أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فلا تعبدوها) .
وقال ابن مسعود – رضي الله عنه – :
(اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم عليكم بالأمر العتيق) .
فهنيئا لمن وفقه الله للإخلاص له في عبادته واتباع سنة نبيه – صلى الله عليه وسلم – ، ولم يخالطها ببدعة ، إذا فليبشر بتقبل الله عز وجل لطاعته وإدخاله إياه في جنته . جعلنا الله من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه .
واعلم أن مرجع البدع المشار إليها إلى أمور :
الأول : أحاديث ضعيفة لا يجوز الاحتجاج بها ولا نسبتها إلى النبي -صلى الله عليه وسلم – ومثل هذا لا يجوز العمل به عندنا على ما بينته في مقدمة (صفة صلاة النبي – صلى الله عليه وسلم -) وهو مذهب جماعة من أهل العلم كابن تيمية وغيره .
الثاني : أحاديث موضوعة أو لا أصل لها خفي أمرها على بعض الفقهاء فبنوا عليها أحكاما هي من صميم البدع ومحدثات الأمور .
الثالث : اجتهادات واستحسانات صدرت من بعض الفقهاء خاصة المتأخرين منهم لم يدعموها بأي دليل شرعي بل ساقوها مساق المسلمات من الأمور حتى صارت سننا تتبع ولا يخفى على المتبصر في دينه أن ذلك مما لا يسوغ اتباعه إذ لا شرع إلا ما شرعه الله – تعالى – وحسب المستحسن إن كان مجتهدا أن يجوز له هو العمل بما استحسنه، وأن لا يؤاخذه الله به، أما أن يتخذ الناس ذلك شريعة وسنة فلا ثم لا .
فكيف وبعضها مخالف للسنة العملية كما سيأتي التنبيه عليه – إن شاء الله تعالى – ؟
الرابع : عادات وخرافات لا يدل عليها الشرع ولا يشهد لها عقل وإن عمل بها بعض الجهال واتخذوها شرعة لهم ولم يعدموا من يؤيدهم ولو قي بعض ذلك ممن يدعي أنه من أهل العلم ويتزيا بزيهم .
ثم ليعلم أن هذه البدع ليست خطوتها في نسبة واحدة بل هي على درجات فبعضها شرك وكفر صريح كما سترى وبعضها دون ذلك ولكن يجب أن يعلم أن أصغر بدعة يأتي الرجل بها في الدين هي محرمة بعد تبين كونها بدعة فليس في البدع كما يتوهم بعضهم ما وهو في رتبة المكروه فقط كيف ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول :
( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) أي صاحبها .
وقد حقق هذا أتم تحقيق الإمام الشاطبي رحمه الله في كتابه العظيم (الاعتصام) ولذلك فأمر البدعة خطير جدا لا يزال أكثر الناس في غفلة عنه ولا يعرف ذلك إلا طائفة من أهل العلم وحسبك دليلا على خطورة البدعة قوله – صلى الله عليه وسلم – : (إن الله احتجر التوبة عن كل صاحب بدعة حتى يدع بدعته) . رواه الطبراني والضياء المقدسي في (الأحاديث المختارة) وغيرهما بسند صحيح وحسنه المنذري. انظر : (سلسلة الأحاديث الصحيحة) (1620) .

وأختم هذه الكلمة بنصيحة أقدمها إلى القراء من إمام كبير من علماء المسلمين الأولين وهو الشيخ حسن بن علي البربمهاري من أصحاب الإمام أحمد – رحمه الله – المتوفى سنة (329) قال – رحمه الله تعالى – :

(واحذر من صغار المحدثات فإن صغار البدع تعود حتى تصير كبارا، وكذلك كل بدعة أحدثت في هذه الأمة كان أولها صغيرا يشبه الحق، فاغتر بذلك من دخل فيها، ثم لم يستطيع المخرج منها، فعظمت وصارت دينا يُدانُ به، فانظر رحِمك الله كل من سمعت كلامه من أهل زمانك خاصة، فلا تعجلن، ولا تدخل في شيء منه حتى تسأل وتنظر : هل تكلم فيه أحد من أصحاب الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو أحد من العلماء ؟ فإن أصبت أثرا عنهم فتمسك به ولا تجاوزه لشيء ولا تختر عليه شيء فتسقط في النار .
واعلم رحمك الله أنه لا يتم إسلام عبد حتى يكون متبعا، ومصدقا، مسلما، فمن زعم أنه قد بقي شيء من أمر الإسلام لم يكفوناه أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم – فقد كذبهم، وكفى بهذا فرقة وطعنا عليهم، فهو مبتدع ضال مضل محدث في الإسلام ما ليس فيه) .
قلت : ورحم الله الإمام مالك حيث قال : (لا يصلح آخر هذه الأمة، إلا بما صلح به أولها، فما لم يكن يومئذ دينا، لا يكون اليوم دينا) .
وصلى الله على نبينا القائل : (ما تركت شيئا يقربكم إلى الله إلا وقد أمرتكم به، وما تركت شيئا يبعدكم عن الله ويقربكم إلى النار، إلا وقد نهيتكم عنه) .

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .


بــــــــــــدع ما قبل الإحــــــــــــرام :


1. الإمساك عن السفر في شهر صفر وترك ابتداء الأعمال فيه من النكاح والبناء وغيره .
2. ترك السفر في محاق الشهر وإذا كان القمر في العقرب .
3. ترك تنظيف البيت وكنسه عقب السفر المسافر .
4. صلاة ركعتين حين الخروج إلى الحج يقرأ في الأولى بعد الفاتحة و{قل يا أيها الكافرون} وفي الثانية (الإخلاص) فإذا فرغ قال : (اللهم بك انتشرت وإليك توجهت . . . .) ويقرأ آية الكرسي وسورة الإخلاص والمعوذتين وغير ذلك مما جاء في بعض الكتب الفقهية .
5. صلاة أربع ركعات .
6. قراءة المريد للحج إذا خرج من منزله آخر سورة (آل عمران) وآية الكرسي و{أنا أنزلناه} و(أم الكتاب) بزعم أن فيها قضاء حوائج الدنيا والآخرة .
7. الجهر بالذكر والتكبير عند تشييع الحجاج وقدومهم .
8. الأذان عند توديعهم .
9. المحمل والاحتفال بكسوة الكعبة، وقد قضي على هذه البدعة والحمد لله منذ سنين ولكن لا يزال في مكانها البدعة التي بعدها . وفي الباجوري على ابن القاسم (1/41) : (ويحرم التفرج على المحمل المعروف وكسوة مقام إبراهيم ونحوه) .
10. توديع الحجاج من قبل بعض الدول بالموسيقى .
11. السفر وحده أنسا بالله تعالى كما يزعم بعض الصوفية .
12. السفر من غير زاد لتصحيح دعوى التوكل .
13. (السفر لزيارة قبور الأنبياء والصالحين) .
14. (عقد الرجل على المرأة المتزوجة إذا عزمت على الحج وليس معها محرم يعقد عليها ليكون معها كمحرم) (وهذا والذي بعده من أخبث البدع لما فيه من الاحتيال على الشرع والتعرض للوقوع في الفحشاء كما لا يخفى .
15. مؤاخاة المرأة للرجل الأجنبي ليصير بزعمهما محرما لها ثم تعامله كما تعامل محارمها .
16. سفر المرأة مع عصبة من النساء الثقات بزعمهن بدون محرم ومثله أن يكون مع إحداهن محرم فيزعمن أنه محرم عليهن جميعا .
17. أخذ المكس (أي ضريبة الجمارك) من الحجاج القاصدين لأداء فريضة الحج .
18. صلاة المسافر ركعتين كلما نزل منزلا وقوله : اللهم أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين .
19. قراءة المسافر في كل منزل ينزله سورة الإخلاص إحدى عشرة مرة وآية الكرسي مرة وآية { =وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ =} مرة .
20. الأكل من فحا (يعني البصل) كل أرض يأتيها المسافر .
21. (قصد بقعة يرجو الخير بقصدها، ولم تستحب الشريعة ذلك مثل المواضع التي يقال : إن فيها أثر النبي – صلى الله عليه وسلم – كما يقال في صخرة بيت المقدس، ومسجد القدم قبلي دمشق، وكذلك مشاهد الأنبياء والصالحين) (وقد صح عن عمر – رضي الله عنه – أنه رأى الناس في حجته يبتدرون إلى مكان فقال : ما هذا ؟ فقيل : مسجد صلى فيه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال : هكذا هلك أصحاب الكتاب، اتخذوا آثار أنبيائهم بيعا، من عرضت له منكم فيها الصلاة فليصل، وإلا فلا يصل) .
22. ( شهر السلاح عند قدوم تبوك ) .

يتبع باذن الله :بدع الاحرام و التلبية و الطواف




بدع الإحرام والتلبية وغيرها

23. اتخاذ نعل خاصة بشروط معينة معروفة في بعض الكتب .
24. الإحرام قبل الميقات .
25. ( الاضطباع عند الإحرام ) .
26. التلفظ بالنية .
27. ( الحج صامتا لا يتكلم ) .
28. ( التلبية جماعة في صوت واحد ) .
29. ( التكبير والتهليل بدل التلبية ) .
30. القول بعد التلبية : ( اللهم إني أريد الحج فيسره لي وأعني على أداء فرضه وتقبله مني اللهم إني نويت أذاء فريضتك في الحج فاجعلني من الذين استجابوا لك … ) .
31. ( قصد المساجد التي بمكة وما حولها غير المسجد الحرام كالمسجد الذي تحت الصفا وما في سفح أبي قبيس ومسجد المولد ونحو ذلك من المساجد التي بنيت على آثار النبي صلى الله عليه وسلم ) .
32. ( قصد الجبال والبقاع التي حول مكة مثل جبل حراء والجبل الذي عند منى الذي يقال : إنه كان فيه الفداء ونحو ذلك ) .
33. قصد الصلاة في مسجد عائشة بـ ( التنعيم ) .
34. ( التصلب أمام البيت ) (وهو فيما يبدو مسح الوجه والصدر باليدين على الوجه التصليب) .

بدع الطواف

35. ( الغسل للطواف ) .
36. لبس الطائف الجورب أو نحوه لئلا يطأ على ذرق الحمام وتغطية يديه لئلا يمس امرأة .
37. صلاة المحرم إذا دخل المسجد الحرام تحية المسجد (وإنما تحيته الطواف ثم الصلاة خلف المقام كما تقدم عنه – صلى الله عليه وسلم – من فعله . وانظر ( القواعد النورانية ) لابن تيمية ( 101 ) .
38. ( قوله : نويت بطوافي هذا الأسبوع كذا كذا ) .
39. ( رفع اليدين عند استلام الحجر كما يرفع للصلاة ) .
40. ( التصويت بتقبيل الحجر الأسود ) .
41. المزاحمة على تقبيله ومسابقة الإمام بالتسليم في الصلاة لتقبيله .
42. ( تشمير نحو ذيله عند استلام الحجر أو الركن اليماني ) .
43. ( قولهم عند استلام الحجر : اللهم إيمانا بك وتصديقا بكتابك ) .
44. القول عند استلام الحجر : اللهم إني أعوذ بك من الكبر والفاقة مراتب الخزي في الدنيا والآخرة .
45. ( وضع اليمنى على اليسرى حال الطواف ) .
46. القول قبالة باب الكعبة : اللهم إن البيت بيتك، والحرم حرمك، والأمن أمنك، وهذا مقام العائد بك من النار – مشيرا إلى مقام إبراهيم عليه السلام -.
47. الدعاء عند الركن العراقي : اللهم إني أعوذ بك من الشك والشرك والشقاق والنفاق وسوء الأخلاق وسوء المنقلب في المال والأهل والولد .
48. الدعاء تحت الميزاب : اللهم أظلني في ظلك يوم لا ظل إلا ظلك . . . إلخ .
49. الدعاء في الرمل : اللهم اجعله حجا مبرورا وذنبا مغفورا وسعيا مشكورا وتجارة لن تبور يا عزيز يا غفور .
50. وفي الأشواط الأربعة الباقية : رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت الأعز الأكرم .
51. تقبيل الركن اليماني .
52. ( تقبيل الركنين الشاميين والمقام واستلامهما ) .
53. ( التمسح بحيطان الكعبة والمقام ) .
54. التبرك ب ( العروة الوثقى : وهو موضع عال من جدار البيت المقابل لباب البيت تزعم العامة أن من ناله بيده فقد استمسك بالعروة الوثقى ) .
55. ( مسمار في وسط البيت سموه سرة الدنيا يكشف أحدهم عن سرته ويتبطح بها على ذلك الموضع حتى يكون واضعا سرته على سرة الدنيا ) .
56. قصد الطواف تحت المطر بزعم أن من فعل ذلك غفر له ما سلف من ذنبه .
57. التبرك بالمطر النازل من ميزاب الرحمة من الكعبة .
58. ( ترك الطواف بالثوب القذر ) .
59. إفراغ الحاج سؤره من ماء زمزم في البئر وقوله : اللهم إني أسألك رزقا واسعا وعلما نافعا وشفاء من كل داء .
60. اغتسال البعض من زمزم .
61. ( اهتمامهم بزمزمة لحاهم وزمزمة ما معهم من النقود والثياب لتحل بها البركة ) .
62. ما ذكر في بعض كتب أنه يتنفس في شرب ماء زمزم مرات ويرفع بصره في كل مرة وينظر إلى البيت .

بدع السعي بين الصفا والمروة

63. الوضوء لأجل المشي بين الصفا والمروة بزعم أن من فعل ذلك كتب له بكل قدم سبعون ألف درجة
64. ( الصعود على الصفا حتى يلصق بالجدار ) .
65. الدعاء في هبوطه من الصفا : اللهم استعملني بسنة نبيك وتوفني على ملته وأعذني من مضلات الفتن برحمتك يا أرحم الراحمين .
66. القول في السعي : رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت الأغر الأكرم اللهم اجعله حجا مبرورا أو عمرة مبرورة وذنبا مغفورا الله أكبر ثلاثا … إلخ . نعم قد صح منه موقوفا على ابن مسعود وابن عمر : رب اغفر وارحم وأنت الأعز الأكرم كما تقدم ( الفقرة 55 ص 28 ) .
67. السعي أربعة عشرة شوطا بحيث يختم على الصفا .
68. ( تكرار السعي في الحج أوالعمرة ) .
69. ( صلاة ركعتين بعد الفراغ من السعي ) .
70. استمرارهم في السعي بين الصفا والمروة وقد أقيمت الصلاة حتى تفوتهم صلاة الجماعة .
71. التزام دعاء معين إذا أتى منى كالذي في ( الإحياء ) ( اللهم هذه منى فامنن علي بما مننت به على أوليائك وأهل طاعتك ) . وإذا خرج منها : ( اللهم اجعلها خير غدوة غدوتها قط . ) إلخ . . .

*************************

يتبع إن باذن الله – بدع عرفة والمزدلفة الرمي الذبح و الحلق




بــدع عرفــة

72. الوقوف على جبل عرفة في اليوم الثامن ساعة من الزمن احتياطا خشية الغلط في الهلال .
73. ( إيقاد الشمع الكثير ليلة عرفة بمنى ) .
74. الدعاء ليلة عرفة بعشر كلمات ألف مرة : سبحان الذي في السماء عرشه سبحان الذي في الأرض موطئه سبحان الذي في البحر سبيله … إلخ .
75. ( رحيلهم في اليوم الثامن من مكة إلى عرفة رحلة واحدة ) .
76. ( الرحيل من منى إلى عرفة ليلا ) .
77. ( إيقاد النيران والشموع على جبل عرفات ليلة عرفة ) .
78. الاغتسال ليوم عرفة .
79. قوله إذا قرب من عرفات ووقع بصره على جبل الرحمة : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر .
80. ( قصد الرواح إلى عرفات قبل دخول وقت الوقوف بانتصاف يوم عرفة ) .
81. ( التهليل على عرفات مئة مرة ثم قراءة سورة الإخلاص مئة مرة ثم الصلاة عليه – صلى الله عليه وسلم – يزيد في آخرها : وعلينا معهم مئة مرة ) .
82. السكوت على عرفات وترك الدعاء .
83. ( الصعود إلى جبل الرحمة في عرفات ) .
84. ( دخول القبة التي على جبل الرحمة ويسمونها : قبة آدم والصلاة فيها والطواف بها كطوافهم بالبيت ) .
85. ( اعتقاد أن الله – تعالى – ينزل عشية عرفة على جمل أورق يصافح الركبان ويعانق المشاة ) .
86. خطبة الإمام في عرفة خطبتين يفصل بينهما بجلسة كما في الجمعة .
87. صلاة الظهر والعصر قبل الخطبة .
88. الأذان للظهر والعصر في عرفة قبل أن ينتهي الخطيب من خطبته .
89. قول الإمام لأهل مكة بعد فراغه من الصلاة في عرفة : أتموا صلاتكم فإنا قوم سفر .
90. التطوع بين صلاة الظهر والعصر في عرفة .
91. تعيين ذكر أو دعاء خاص بعرفة كدعاء الخضر – عليه السلام – الذي أورده في (الإحياء) وأوله : ( يا من لا يشغله شأن عن شأن ولا سمع عن سمع … ) وغيره من الأدعية وبعضها يبلغ خمس صفحات من قياس كتابنا هذا .
92. إفاضة البعض قبل غروب الشمس .
93. ما استفاض على ألسنة العوام أن وقفة عرفة يوم الجمعة تعدل اثنتين وسبعين حجة
94. ( التعريف الذي يفعله بعض الناس من قصد الاجتماع عشية يوم عرفة في الجوامع أو في مكان خارج البلد فيدعون ويذكرون مع رفع الصوت الشديد والخطب والأشعار ويتشبهون بأهل عرفة ) .

بـــــــدع المزدلفـــــــة

95. ( الإيضاع " الإسراع " وقت الدفع من عرفة إلى مزدلفة ) .
96. الاغتسال للمبيت بمزدلفة .
97. استحباب نزول الراكب ليدخل مزدلفة ماشيا توقيرا للحرم .
98. التزام الدعاء بقوله إذا بلغ مزدلفة : اللهم إن هذه مزدلفة جمعت فيها ألسنة مختلفة نسألك حوائج مؤتنفة .. إلخ ما في ( الإحياء ) .
99. ترك المبادرة إلى صلاة المغرب فور النزول في المزدلفة والانشغال عن ذلك بلقط الحصى .
100. صلاة سنة المغرب بين الصلاتين أو جمعها إلى سنة العشاء والوتر بعد الفريضتين كما يقول الغزالي .
101. زيادة الوقيد ليلة النحر وبالمشعر الحرام .
102. إحياء هذه الليلة .
103. الوقوف بالمزدلفة بدون بيات .
104. التزام الدعاء إذا انتهى إلى المشعر الحرام بقوله : اللهم بحق المشعر الحرام والبيت الحرام والركن والمقام أبلغ روح محمد منا التحية والسلام وأدخلنا دار السلام يا ذا الجلال والإكرام (هذا الدعاء مع كونه محدثا ففيه ما يخالف السنة وهو التوسل إلى الله بحق المشعر الحرام والبيت … وإنما يتوسل إليه – تعالى – بأسمائه وصفاته، وقد نص الحنفية على كراهية القول : اللهم إني أسألك بحق المشعر الحرام …) إلخ كما في ( حاشية ابن عابدين ) وغيرها وانظر كتابنا ( التوسل : أنواعه وأحكامه) .
105. قول الباجوري ( 318 ) : ويسن أخذ الحصى الذي يرميه يوم النحر من المزدلفة وهي سبع والباقي من الجمرات تؤخذ من وادي محسر .

بــــــــدع الـــــــــرمي

106. الغسل لرمي الجمار .
107. غسل الحصيات قبل الرمي .
108. التسبيح أو غيره من الذكر مكان التكبير .
109. الزيادة على التكبير قولهم : رغما للشيطان وحزبه اللهم اجعل حجي مبرورا وسعيي مشكورا وذنبي مغفورا اللهم إيمانا بكتابك واتباعا لسنة نبيك .
110. قول بعض المتأخرين : ويسن أن يقول مع كل حصاة عند الرمي : بسم الله والله أكبر صدق الله وعده … إلى قوله {وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} .
111. التزام كيفيات معينة للرمي كقول بعضهم : يضع طرف إبهامه اليمنى على وسط السبابة ويضع الحصاة على ظهر الإبهام كأنه عاقد سبعين فيرميها .
وقال آخر : يحلق سبابته ويضعها على مفصل إبهامه كأنه عاقد عشرة .
112. تحديد موقف الرامي : أن يكون بينه وبين المرمى خمسة أذرع فصاعدا .
113. رمي الجمرات بالنعال وغيرها .

بدع الذبح والحلق

114. الرغبة عن ذبح الواجب من الهدي إلى التصدق بثمنه، بزعم أن لحمه يذهب في التراب لكثرته، ولا يستفيد منها إلا القليل (وهذا من أخبث البدع لما فيه من تعطيل الشرع المنصوص عليه في الكتاب والسنة بمجرد الرأي، مع أن المسؤول عن عدم الاستفادة التامة منها، إنما هم الحجاج أنفسهم، لأنهم لا يلتزمون في الذبح توجيهات الشارع الحكيم كما هو مبين في (الأصل) (ص 87 – 88) .
115. ذبح بعضهم هدي التمتع بمكة قبل يوم النحر .
116. البدء بالحلق بيسار رأس المحلوق .
117 الاقتصار على حلق ربع الرأس .
118. قول الغزالي في ( الإحياء ) : ( والسنة أن يستقبل القبلة في الحلق ) .
119. الدعاء عند الحلق بقوله : ( الحمد لله على ما هدانا وأنعم علينا اللهم هذه ناصيتي بيدك فتقبل مني … ) إلخ .
120. الطواف بالمساجد التي عند الجمرات .
121. استحباب صلاة العيد بمنى يوم النحر .
122. ترك المتمتع السعي بعد طواف الإفاضة .

يتبع باذن الله بدع متنوعة و بدع الزيارة في المدينة المنورة و بدع بيت المقدس




بدع متنوعة

123. الاحتفال بكسوة الكعبة .
124. كسوة مقام إبراهيم .
125. رابط الخرق بالمقام والمنبر لقضاء الحاجات .
126. كتابة الحجاج أسماءهم على عمد وحيطان الكعبة وتوصيتهم بعضهم بذلك .
127. استباحتهم المرور بين يدي المصلي في المسجد الحرام ومقاومتهم للمصلي الذي يدفعهم .
128. مناداتهم لمن حج ب ( الحاج ) .
129. الخروج من مكة لعمرة تطوع .
130. الخروج من المسجد الحرام بعد الطواف الوداع على القهقرى .
131. تبييض بيت الحجاج بالبياض ( الجير ) ونقشه بالصور وكتب اسم الحاج وتاريخ حجه عليه .

بدع الزيارة في المدينة المنورة


هذا ولما كان من السنة شد الرحل إلى زيارة المسجد النبوي الكريم والمسجد الأقصى – أعاده الله إلى المسلمين قريبا – لما ورد في ذلك من الفضل والأجر، وكان الناس عادة يزورونهما قبل الحج أو بعده، وكان الكثير منهم يرتكبون في سبيل ذلك العديد من المحدثات والبدع المعروفة عند أهل العلم، رأيت من تمام الفائدة أن أسرد ما وقفت عليه منها تبليغا وتحذيرا فأقول :
132. قصد قبره – صلى الله عليه وسلم – بالسفر (والسنة قصد المسجد لقوله – صلى الله عليه وسلم – : ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد … ) الحديث فإذا وصل إليه وصلي التحية زار قبره – صلى الله عليه وسلم -.
ويجب أن يعلم أن شد الرحل لزيارة قبره – عليه الصلاة والسلام – وغيره شيء، والزيارة بدون شد الرحل شيء آخر خلافا لما شاع عند المتأخرين، وفيهم بعض الدكاترة من الخلط بينهما، ونسبتهم إلى شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – خصوصا والسلفيين عموما أنهم ينكرون مشروعية زيارة قبر الرسول – صلى الله عليه وسلم – فهو إفك مبين .
وراجع التفصيل إن شئت في ردنا على الدكتور البوطي الذي نشر تباعا في مقالات متسلسلة في مجلة ( التمدن الإسلامية ) .
ثم صدرت في رسالة خاصة بعنوان ( دفاع عن الحديث النبوي …) وقد أعيدُ طبعها بالأوفست قريبا والحمد لله .
133. إرسال العرائض مع الحجاج والزوار إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – وتحميلهم سلامهم إليه .
134. الاغتسال قبل دخول المدينة المنورة .
135. القول إذا وقع بصره على حيطان المدينة : اللهم هذا حرم رسولك فاجعله لي وقاية من النار وأمانا من العذاب وسوء الحساب .
136. القول عند دخول المدينة : بسم الله وعلى ملة رسول الله : { رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا } .
137. إبقاء القبر النبوي في مسجده .
138. زيارة قبره – صلى الله عليه وسلم – قبل الصلاة في مسجده .
139. استقبال بعضهم القبر بغاية الخشوع واضعا يمينه على يساره كما يفعل في الصلاة فريبا منه أو بعيدا عند دخول المسجد أو الخروج منه .
140. قصد استقبال القبر أثناء الدعاء .
141. قصد القبر للدعاء عنده رجاء الإجابة .
142. التوسل به – صلى الله عليه وسلم – إلى الله في الدعاء .
143. طلب الشفاعة وغيرها منه .
144. قول ابن الحاج في ( المدخل ) ( 1 / 159 ) أن من الأدب : ( أن لا يذكر حوائجه ومغفرة ذنوبه بلسانه عند زيارة قبره – صلى الله عليه وسلم – لأنه أعلم منه بحوائجه ومصالحه )
145. قوله أيضا ( 1 / 264 ) : ( لا فرق بين موته عليه السلام وحياته في مشاهدته لأمته ومعرفته بأحوالهم ونياتهم وتحسراتهم وخواطرهم ) .
146. وضعهم اليد تبركا على شباك حجر قبره – صلى الله عليه وسلم – وحلف بعضهم بذلك بقوله : وحق الذي وضعت يدك شباكه وقلت : الشفاعة يا رسول الله .
147. ( وتقبيل القبر أو استلامه أو ما يجاور القبر من عود ونحوه ) (وقد أحسن الغزالي – رحمه الله تعالى – حين أنكر التقبيل المذكور وقال ( 1 / 244 ) : ( إنه عادة النصارى واليهود ) . فهل من معتبر ؟ ) .
148. التزام صورة خاصة في زيارته – صلى الله عليه وسلم – وزيارة صاحبيه والتقيد بسلام ودعاء خاص مثل قول الغزالي : ( يقف عند وجهه – صلى الله عليه وسلم – ويستدبر القبلة ويستقبل جدار القبر …. ويقول : السلام عليك يا رسول الله …. ) فذكر سلاما طويلا ثم صلاة ودعاء نحو ذلك في الطول قريبا من ثلاث صفحات (والمشروع هو : السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا عمر، كما كان ابن عمر يفعل، فإن زاد شيئا يسيرا مما يلهمه ولا يلتزمه فلا بأس عليه – إن شاء الله تعالى -) .
149. ( قصد الصلاة تجاه قبره ) .
150. ( الجلوس عند القبر وحوله للتلاوة والذكر ) .
151. قصد القبر النبوي للسلام عليه دبر كل صلاة (وهذا مع كونه بدعة وغلوا في الدين ومخالفا لقوله عليه الصلاة والسلام : ( لا تتخذوا قبري عيدا وصلوا علي حيثما كنتم فإن صلاتكم تبلغني ) فإنه سبب لتضييع سنن كثيرة وفضائل غزيرة ألا وهي الأذكار والأوراد بعد السلام فإنهم يتركونها ويبادرون إلى هذه البدعة . فرحم الله من قال : ما أحدثت بدعة إلا وأميتت سنة ) .
152. قصد أهل المدينة زيارة القبر النبوي كلما دخلوا المسجد أو خرجوا منه .
153. رفع الصوت عقب الصلاة بقولهم : السلام عليك يا رسول الله .
154. تبركهم بما يسقط مع المطر من قطع الدهان الأخضر من قبة القبر النبوي
155. تقربهم بأكل التمر الصيحاني في الروضة الشريفة بين المنبر والقبر .
156. قطعهم من شعورهم ورميها في القنديل الكبير القريب من التربية النبوية .
157. مسح البعض بأيديهم النخلتين النحاسيتين الموضوعتين في المسجد غربي المنبر (ولا فائدة مطلقا من هاتين النخلتين وإنما وضعتا للزينة ولفتنة الناس وقد أزيلتا أخيرا والحمد لله) .
158. التزام الكثيرين الصلاة في المسجد القديم وإعراضهم عن الصفوف الأولى التي في زيادة عمر وغيره .
159. التزام زوار المدينة الإقامة فيها أسبوع حتى يتمكنوا من الصلاة في المسجد النبوي أربعين صلاة لتكتب لهم براءة من النفاق وبراءة من النار. (والحديث الوارد في ذلك ضعيف لا تقوم به حجة، وقد بينت علته في ( السلسلة الضعيفة 364 ) فلا يجوز العمل به لأنه تشريع، لا سيما وقد يتحرج من ذلك بعض الحجاج كما علمت ذلك بنفسي ظنا منهم أن الوارد فيه ثابت صحيح، وقد تفوته بعض الصلوات فيه فيقع في الحرج وقد أراحه الله منه .
وقد ذهب بعض الأفاضل إلى تقوية الحديث المشار إليه، اعتمادا منه على توثيق ابن حبان لأحد رواته المجهولين، وهذا التوثيق مما لا يَعتدّ به أهل العلم بالجرح والتعديل، ومنهم الفاضل المشار إليه نفسه كما صرح هو بذلك في رده على الشيخ الغماري في مجلة ( الجامعة السلفية ) التي تصدر في الهند . وراجع لهذا كتاب الشيخ عبد العزيز الربيعان في الرد عليه، فإنه قد أجاد فيه وأفاد، وبيّن فيه وهاءَ ما ذهب إليهِ من التقوية وتناقضه في ذلك ) .
160. قصد شيء من المساجد والمزارات التي بالمدينة وما حولها بعد مسجد النبي – صلى الله عليه وسلم – إلا مسجد قباء .
161. تلقين من يُعرَفون ب " المزورين " جماعات الحجاج بعض الأذكار والأوراد عند الحجرة أو بعيدا عنها بالأصوات المرتفعة، وإعادة هؤلاء ما لقنوا بأصوات أشد منها .
162. زيارة البقيع كل يوم والصلاة في مسجد فاطمة – رضي الله عنها -.
163. تخصيص يوم الخميس لزيارة شهداء أحد .
164. ربط الخرق بالنافذة المطلة على أرض الشهداء .
165. التبرك بالاغتسال في البركة التي كانت بجانب قبورهم .
166. الخروج من المسجد النبوي على القهقرى عند الوداع .

بدع بيت المقدس

167. قصد زيارة بيت المقدس مع الحج وقولهم : قدس الله حجتك .
168. الطواف بقبة الصخرة تشبها بالطواف بالكعبة .
169. تعظيم الصخرة بأي نوع من أنواع التعظيم : كالتمسح بها، وتقبيلها، وسوق الغنم إليها لذبحها هناك، والتعريف بها عشية عرفة، والبناء عليها، وغير ذلك .
170. زعمه أن هناك على الصخرة أثر قدم النبي – صلى الله عليه وسلم – وأثر عمامته ومنهم من يظن أنه موضع قدم الرب – سبحانه وتعالى -.
171. زيارتهم المكان الذي يزعمون أنه مهد عيسى – عليه السلام -.
172. زعمهم أن هناك الصراط والميزان وأن السور الذي يضرب به بين الجنة والنار هو ذلك الحائط المبني شرقي المسجد .
174. تعظيم السلسلة أو موضعها .
175. الصلاة عند قبر إبراهيم الخليل – عليه السلام -.
176. الاجتماع في موسم الحج لإنشاد الغناء، والضرب بالدف في المسجد الأقصى .

مناسك الحج والعمرة للشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله – ص 43 ــ 64




التصنيفات
السنة الثانية ثانوي تسيير واقتصاد

الى الاستاذ بن الشيخ بخصوص فاتورة الانقاص

ردا على موضوع فاتورة الانقاص وكيفية تسجيلها محاسبيا
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عند الزبون نسجل مايلي
حساب 409 موردون مدينون ………….15315.13 أو حساب 512 اذا سدد المبلغ بشيك أو 53
………حساب 609 ت ت م م من المشتريات……………. ……..13089.86
………حساب 4456 ر ق م قابل للاسترجاع ……………2225.27

عند المورد نسجل
حساب 709 تخفيضات وتنزيلات ومحسومات ممنوحة………13089.86
حساب 4457ر ق م المحصل ……………………. ……….2225.27
…………….حساب 419 زبائن دائنون أو حساب 512 أو حساب 53……………15315.13

نسجل بهذه الطريقة في حالة تسديد المبلغ الوارد في الفاتورة العادية باستعمال احد وسائل الدفع الفوري الصندوق او الشيك

وعند اعداد فاتوزرة الانقاص سيكون المورد مدين للزبون بمبلغ صافي التخفيض للدفع متضمن الرسم

اذا اراد المورد التسديد الفوري لمبلغ التخفيض يجعل الصندوق او البنك دائننا

اما اذا قرر المورد تسديد التخفيض على الحساب يجعل حساب 419 زبائن دائنون دائنا

الحالة يكون فيها حساب 411 محل حساب 419 هي اذا تمت الفاتورة العادية على الحساب

وعند التسديد يجعل حساب 419 مدينا و حسا بالصندوق او البنك دائنا

حساب 419 هنا حكمه نفس حكم حساب 38 حساب المشتريات

والله اعلم

هذا اجتهادي الخاص
وانتظر انتقاداتكم و الجواب الصحيح ان امكن لهذه الحالة

حالة الشراء تعالج بنفس طريقة حالة البيع مع استبدال حساب 401 بحساب 409




طرح جيد واصل




أنا ما لم أفهمه
هو أنه كيف حسب تخفيض تعجيل الدفع من التخفيض التجاري، لأنه من المفروض يجب حسابه من صافي التخفيض التجاري، وليس من مبلغ التخفيض التجاري




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sdj09faiz تعليمية
أنا ما لم أفهمه
هو أنه كيف حسب تخفيض تعجيل الدفع من التخفيض التجاري، لأنه من المفروض يجب حسابه من صافي التخفيض التجاري، وليس من مبلغ التخفيض التجاري
السلام عليكم

مبلغ التخفيض سيستفيد منه الزبون و منه المورد اوالمؤسسة تقوم باسترجاع تخفيض تعجيل الدفع الذي كانت قدمنحته سابقا للزبون بنفس النسبة ولكن على مبلغ التخفيض فقط وارجو ان اكون قد وضحت الفكرة




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة azouzr تعليمية
ردا على موضوع فاتورة الانقاص وكيفية تسجيلها محاسبيا
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عند الزبون نسجل مايلي
حساب 409 موردون مدينون ………….15315.13 أو حساب 512 اذا سدد المبلغ بشيك أو 53
………حساب 609 ت ت م م من المشتريات……………. ……..13089.86
………حساب 4456 ر ق م قابل للاسترجاع ……………2225.27

عند المورد نسجل
حساب 709 تخفيضات وتنزيلات ومحسومات ممنوحة………13089.86
حساب 4457ر ق م المحصل ……………………. ……….2225.27
…………….حساب 419 زبائن دائنون أو حساب 512 أو حساب 53……………15315.13

نسجل بهذه الطريقة في حالة تسديد المبلغ الوارد في الفاتورة العادية باستعمال احد وسائل الدفع الفوري الصندوق او الشيك

وعند اعداد فاتوزرة الانقاص سيكون المورد مدين للزبون بمبلغ صافي التخفيض للدفع متضمن الرسم

اذا اراد المورد التسديد الفوري لمبلغ التخفيض يجعل الصندوق او البنك دائننا

اما اذا قرر المورد تسديد التخفيض على الحساب يجعل حساب 419 زبائن دائنون دائنا

الحالة يكون فيها حساب 411 محل حساب 419 هي اذا تمت الفاتورة العادية على الحساب

وعند التسديد يجعل حساب 419 مدينا و حسا بالصندوق او البنك دائنا

حساب 419 هنا حكمه نفس حكم حساب 38 حساب المشتريات

والله اعلم

هذا اجتهادي الخاص
وانتظر انتقاداتكم و الجواب الصحيح ان امكن لهذه الحالة

حالة الشراء تعالج بنفس طريقة حالة البيع مع استبدال حساب 401 بحساب 409

أعتقد أنك قد أخطأت والأستاذ بن الشيخ على حق
لأنه لاحظ اسم الحساب 419 و 409 هو تخفيض محسومات ممنوحة أو متحصلة، وعليه يسجل الحساب 409 أو 419 عند تسجيل فاتورة الانقاص (أؤكد عند الفاتورة فقط) وعند التسديد يرصد الحساب 409 مع الحساب 401 ويرصد الحساب 419 مع الحساب 411 (هنا عند الدفع فقط) ،
.
لأن التسجيل يكون على مرتين، مرة يسجل الفاتورة (فاتورة الانقاص) ومرة يسجل الدفع أو القبض النقدي.
.
والله أعلم




biennnnnnnnnnnnnnnnn




التصنيفات
السنة الثالثة ثانوي تسيير واقتصاد

الئ استاذ ,بن الشيخ

في كتاب المحاسبة ص 91 الزبون عصام كيف نجد مبلغ الدين وباقي المجاهيل




السلام عليكم
حتى نتمكن من حساب دين عصام توجد طريقتين
الطريقة الأولى
1) حساب مج ديون الزبائن قبل التسديد = رصيد الزبائن + مج التسديدات
= 140400 + (17550+35100+56650) = 245700دج
2) دين عصام = 245700 – (81900 +70200) = 93600دج
الطريقة الثانية
رصيد عصام = 140400 – ( 81900-17550)-(70200-35100)=140400 – 64350-35100=40950
دين عصام = 40950 + 52650= 93600دج
خسائر القيمة لعصام = مج خسائر القيمة – خسائر القيمة لسفيان ويزيد




التصنيفات
السنة الثالثة ثانوي تسيير واقتصاد

استاد بن الشيخ

معدات نقل تاريخ الاقتناء 1/1/2011 والاهتلاك المتراكم حتى 31/12/2013 =45000 تهتلك بطريقة الاهتلاك المتزايد كيف نجد تكلفة الاقتناء مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




اظن ان هناك معلومة ناقصة




استاذ بن الشيخ احتاج الى بطاقة بيداغوجية خاصة بالمادة محاسبة و قانون و الاقتصاد شاملة لجميع دورس الخاصة بالاستاد
و شكرا




استاذ بن الشيخ احتاج الى بطاقة بيداغوجية خاصة بالمادة محاسبة و قانون و الاقتصاد شاملة لجميع دورس الخاصة بالاستاد




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هناك معلومة ناقصة في التمرين و هي المدة النفعية أو المعدل




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته المدة النفعية مجهولة




المعدل مجهول




التصنيفات
اسلاميات عامة

الشيخ الدكتور محيي الدين يذب عن الامامين الالباني و الربيع{ ألقى السؤال الشيخ عبد الح

تعليمية تعليمية

الشيخ الدكتور عبد الرحمن محيي الدين يذب عن الإمامين الألباني و الربيع
ألقى السؤال الشيخ عبد الحميد الجهني حفظه الله تعالى
سؤال : يقول السائل علماء السنة في عصرنا هذا المجتهدون في نشر السنة تعليما و دفاعا وتفهيما و إفتاء هم كثير ، لكن كثر الكلام والطعن لأسباب مختلفة على بعضهم . فيقال : الشيخ الألباني مرجئ ، الشيخ ربيع أشغلنا بالردود و هلم جرا .نرجو التعليق من فضيلتكم .
الشيخ : بسم الله الرحمان الرحيم ، أما هذا الكلام ، القاعدة العامة في كلام أهل العلم بعضهم في بعض لا يسمع . و أما في التفصيل ، فوالله حاشى الشيخ الألباني من الإرجاء ، شيخٌ في السنة عَلَمُ السنة في هذا العصر ، ولقد زكاه شيخنا و إمامنا الشيخ عبد العزيز بن باز حيث قال – و كلمته موجودة ومسجلة -: ( ما علمت تحت قبة السماء أعلم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم و أحاديثه من الشيخ الألباني ) .شيخ فاضل ، شيخ عظيم ، نشر السنة . ماذا يريدون هؤلاء ليبلبلوا ؟ يريدون أبو غدة ؟ يريدون من ؟ يريدون شيخ الأزهر ؟ سبحان الله الرجل عمره خدم السنة كلها ، ولقد عاصرناه و تتلمذنا عليه ، رجل تقي رجل فاضل ،رجل حكيم ،رجل رزين ، يتبع الكتاب و السنة . ما عنده إلا (إذا صح الحديث فهو مذهبي ) يمشي على هذا المنهاج ، يمشي على هذا الطريق . ما يكفي أعداء السنة يعادونه ؟ نأتي نحن الآن ونقول هكذا !! و شيخنا ربيع حفظه الله و أمد في عمره ، يقول الشيخ الألباني : ( الشيخ ربيع إمام الجرح و التعديل في هذا العصر ) و أثنى عليه الشيخ ابن باز و الفوزان و الفضائل كلهم . من هؤلاء الزعانف الصغار الذين قاموا يطعنون في الشيخ ربيع ؟ إلا يريدون أن يظهروا رؤوسهم . يقولون 🙁 خالف تعرف ) سبحان الله العظيم . شيخنا كريم ، شيخنا فاضل ، ربيع عرفناه و نحن صغار ؛ أول دفعة تخرجت في الجامعة أول نبتة الجامعة . و الله الذين يريدون أن يطعنوا في هؤلاء المشايخ يريدون أن يطعنوا في الجامعة الإسلامية يريد أن يطعن في السلفية كلها . نعم يرد ، كيف ما يرد ؟ يرد . هؤلاء الإخوان الآن يحرشوا لأنه تكلم على أسلوب سيد قطب ، منهاج سيد قطب و في الإخوان و كذا . قاموا جاؤا من طريق وراء حجاب يردون . الشيخ ربيع من ؟ ووصمونا – عليهم من الله ما يستحقون و لا يجوز التنابز بالألقاب – قالوا : ( أنتم مداخلة ) و ( أنتم جامية ) ، سبحان الله العظيم .الله نهى في القرآن – كبيرة من الكبائر -أن الإنسان يغتاب أخاه المسلم أو ينبزه بلقب . < و لا تنابزوا بالألقاب > . أين التقوى و أين الدين عند هؤلاء الذين قالوا لنا أنتم مداخلة ؟ سبحان الله العظيم .أين العقول ؟ عشان تكلم في سيد قطب و بين لنا في من أخطاء جزاه الله خيرا . وسيد قطب ذهب إلى ربه لكن هذا الكتاب المنتشر الآن و فيه هذه الأخطاء، يسكت ؟ لا . قطب راح و انتهى لكن الآن كتبه هذه التي تطبع دائما دائما و الناس يرونها و الطلاب يرونها و المدرسين يرونها. أسلوب أدبي رائع شيء ، مخالفات شرعية شيء آخر .أسلوبه الأدبي خليه في مكانه له مكانه مرحبا . لكن المخالفات الشرعية التي في هذا الكتاب .هل هو معصوم هذا الكتاب ؟ لا . ما يخطئ ؟ بالعكس . هذا هو الصحيح ، هذا الواقع .وكانوا يقولون رحم الله امرؤا أهدى إلينا عيوبنا ، كانوا يثنوا على الشيخ ربيع و يمدحونه و يباركونه ، أنه بين هذه الأمور ، لكن حقدوا عليه و هؤلاء دائما أصحاب الأهواء من قديم ما هو من الآن ، من واصل بن عطاء و عمرو بن عبيد الذين نبزوا السلف إلى يومنا هذا . أحمد بن حنبل ما نبزهم و لا تكلم فيهم ، و إنما تكلم على خلق القرآن . ما جاء لشخص معين و قال له كيت كيت . نسأل الله أن يحفظنا و يحفظ علينا ألسنتنا و يحفظ قلوبنا ، ربنا { ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم } [الحشر/10] و نسأل الله أن يهدي ضال المسلمين ، و الله لنحب الشيخ ربيع و نحب الشيخ الألباني و نحب الشيخ ابن باز و نحب الشيخ الفوزان ،هؤلاء الذين يمشون على منهج السلف و كل من سار على طريق السلف نحن نقدره ونحبه ، وكل من خالف نسأل الله له الهداية ، نناصحه . نعم هذا هو الطريق الصحيح .و نسأل الله التوفيق . )
مقتطف من شريط بعنوان : " درر علمية و أجوبة سلفية ـــ لقاء بين الشيخين عبد الرحمن محيي الدين و سليمان الرحيلي "
من الدقيقة 55 و الثانية 35 إلى الساعة 1 و الدقيقة
ألقى السؤال الشيخ عبد الحميد الجهني حفظه الله تعالى

المشاركة الأصلية بواسطة الأخ أحمد بن إبراهيم بن علي حفظه الله في شبكة سحاب السلفية
الرابط : http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=353383

منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




التصنيفات
اسلاميات عامة

صلاح التعليم أساس الاصلاح – الشيخ عبد الحميد بن باديس عليه رحمة الله

تعليمية تعليمية


تعليمية
تعليمية
لن يصلح المسلمون حتى يصلح علماؤهم(١- لا يراد بالعلماء في عرف الشرع علماء الدنيا وظواهرها المادية والطبيعية ولا الخبراء في تكنولوجيا وجيولوجيا وأصحاب التقنينات العالية في الأبحاث الفضائية، ولا أهل الاختصاصات في الطب والجراحة من أهل العرفان والدراية، وهذه العلوم وإن كانت مطلوبة التحصيل شرعا ومأمور بتحقيقها في إعداد المسلمين وتقوية شوكتهم إلاّ أنّها ليست مطلوبة لذاتها باستثناء ما كان منها وسيلة إلى العلم الشرعي الذي تعينه النصوص القرآنية والأحاديث النبوية، فحملة العلم الشرعي هو ورثة الأنبياء ورثوا منهم العلم وانطبع على أعمالهم ويدعون الناس إليه، نالوا تلك المنزلة بالاجتهاد والصبر وكمال اليقين قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ﴾[السجدة ٢٤] وقد عبّر عنهم الإمام ابن القيم -رحمه الله- في إعلام الموقعين: (١/٧) بقوله: <هم فقهاء الإسلام، ومن دارت الفتيا على أقوالهم بين الأنام، الذين خصوا باستنباط الأحكام، وعنوا بضبط قواعد الحلال والحرام>)، فإنّما العلماء من الأمّة بمثابة القلب، إذا صلح صلح الجسد كلّه، وإذا فسد فسد الجسد كلّه، وصلاح المسلمين إنّما هو بفقههم الإسلام وعملهم به، وإنّما يصل إليهم هذا على يد علمائهم، فإذا كان علماؤهم أهل جمود في العلم وابتداع في العمل فكذلك المسلمون يكونون، فإذا أردنا إصلاح المسلمين فلنصلح علماءهم.
ولن يصلح العلماء إلاّ إذا صلح تعليمهم، فالتعليم هو الذي يطبع المتعلم بالطابع الذي يكون عليه في مستقبل حياته وما يستقبل من علمه لنفسه وغيره فإذا أردنا أن نصلح العلماء فلنصلح التعليم، ونعني بالتعليم التعليم الذي يكون به المسلم عالما من علماء الإسلام يأخذ عنه الناس دينهم ويقتدون به فيه.
ولن يصلح هذا التعليم إلاّ إذا رجعنا به للتعليم النبوي في شكله وموضوعه في مادته وصورته فيما كان يعلم صلى الله عليه وآله وسلم وفي صورة تعليمه، فقد صح عنه صلى الله عليه وآله وسلم فيما رواه مسلم أنّه قال: (إنّما بعثت معلما)(٢- ليس في صحيح مسلم رواية بهذا اللفظ وإنّما رواها به الدارمي في سننه: (١/٩٩) وابن ماجه: (١/١٠١) والحديث ضعف إسناده العراقي في تخريج الإحياء، والألباني في السلسلة الضعيفة: (١/٢٢) رقم: (١١)، أمّا لفظ مسلم في صحيحه: (٤/١٨٧-١٨٨) رقم: (٣٧٦٣) فقد أخرجه من طريق أبي الزبير عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: (…إنّ الله لم يبعثني معنّتا ولا متَعنِّتا، ولكن بعثني معلِّما ميسِّرا) وأخرجه من نفس الطريق أحمد: (٣/٣٢٨)، والبيهقي: (٧/٣٨))، فماذا كان يعلم؟ وكيف كان يعلم؟
كان صلى الله عليه وآله وسلم يعلم الناس دينهم من الإيمان والإسلام والإحسان كما قال صلى الله عليه وآله وسلم في جبريل في الحديث المشهور: (هذا جبريل جاء ليعلم الناس دينهم)(٣- أخرجه البخاري:(١/١١٤) رقم: (٥٠) في الإيمان، باب: سؤال جبريل من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، ومن طريقه رواه مسلم: (١٠٨) بلفظ: (هذا جبريل أراد أن تعلموا إذا لم تسألوا) والحديث ورد من طريق عمر بن الخطاب وابن عباس وأبي ذر رضي الله عنهم (انظر إرواء الغليل للألباني: (١/٣٢-٣٤)).) وكان يعلمهم هذا الدين بتلاوة القرآن عليهم كما قال تعالى: ﴿إِنّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ البَلْدَةِ الذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْء وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ المُسْلِمِينَ وَأَنْ أَتْلُوَ القُرْآنَ﴾(٤- آية ٩١-٩٢ من سورة النمل)، وبما بينه لهم من قوله وفعله وسيرته وسلوكه في مجالس تعليمه، وفي جميع أحواله، فكان الناس يتعلمون دينهم بما يسمعون من كلام ربهم، وما يتلقون من بيان نبيهم، وتنفيذه لما أوحى الله إليه، وذلك البيان هو سنته التي كان عليها أصحابه والخلفاء الراشدون من بعده وبقية القرون الثلاثة المشهود لهم بالخيرية من التابعين وأتباع التابعين(٥- فهؤلاء وأتباعهم هم أئمة السنة وأهل الحديث والآثار هم صفوة الأمة وخيرتها لما أظهروه من قدرة على التمييز بين صحيح السنة وسقيمها، ولما عرفوا بشدة اتباعهم للسنة وحرصهم على تطبيقها فكانوا الحجة على النّاس في كلّ زمان ومكان، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في معرض تعيين الفرقة الناجية: <وبهذا يتبين أنّ أحق النّاس بأن تكون هي الفرقة الناجية أهل الحديث والسنة، الذين ليس لهم ينبوع يتعصبون له إلاّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهم أعلم النّاس بأقواله وأحواله، وأعظمهم تمييزا بين صحيحها وسقيمها، وأئمتهم فقهاء فيها وأهل معرفة بمعانيها واتباعا لها: تصديقا وعملا وحبا وموالاة لمن والاها ومعاداة لمن عاداها، الذين يروون المقالات المجملة إلى ما جاء من الكتاب والحكمة، فلا ينصبون مقالة ويجعلونها من أصول دينهم، وحمل كلامهم إن لم تكن ثابتة فيما جاء به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، بل يجعلون ما بعث به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من الكتاب والحكمة هو الأصل الذي يعتقدونه ويعتمدونه>(مجموع الفتاوى: ٣/٣٤٧)).
وإذا رجعت إلى موطأ(٦- هم أبو عبد الله مالك بن أنس بن أبي عامر الأصبحي الحمري المدني، إمام دار الهجرة، وأحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة، وإليه تنسب المالكية، وهو أحد أئمة الحديث وأدقهم في عصره، مناقبه كثيرة ومتعددة، له مصنفات أشهرها كتاب: "الموطأ" ورسالته في القدر والرد على القدرية وكتابه في النجوم ومنازل القمر، ورسالة في الأقضية، وأخرى إلى الليث بن سعد في إجماع أهل المدينة، توفي رحمه الله سنة: ١٧٩ﻫ. (انظر ترجمته في: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم: ١/١١، ترتيب المدارك للقاضي عياض: ١/١٠٢، طبقات الفقهاء للشيرازي: ٦٧، سير أعلام النبلاء للذهبي: ٨/٤٨، الديباج المذهب لابن فرحون: ١١، انظر المزيد من مصادر ترجمته على هامش مفتاح الوصول للتلمساني بتحقيقي: ٣٠٧)) مالك سيد أتباع التابعين، فإنّك تجده في بيان الدين قد بنى أمره على الآيات القرآنية، وما صح عنده من قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفعله، وما كان من عمل أصحابه(٧- هذه من أصول المذهب المالكي، وقد نص القرافي في تنقيح الفصول(١٨) على أنّ أدلة مالك رحمه الله هي: <القرآن والسنة وإجماع أهل المدينة والقياس وقول الصحابي والمصلحة المرسلة والعرف والعادة وسد الذرائع والاستصحاب والاستحسان>، وحصرها الشاطبي في الموافقات: (٣/٣٤٥) في أربعة: الكتاب والسنة والإجماع والرأي، فهو يعتبر عمل أهل المدينة من قبيل السنة، وأمّا الأدلة الأخرى فإنّه يشملها الرأي) الذي يأخذ منه ما استقر عليه الحال آخر حياته. لأنّهم كانوا يأخذون بالأحدث فالأحدث من أمره(٨- وجملة: <أنّ الصحابة كانوا يتبعون الأحدث فالأحدث من أمره> رواها مالك في "الموطإ" :(١/٢٧٥)، ومسلم: (٧/٢٣١)، من قول ابن عباس رضي الله عنهما، وفيه قصة. لكن الذي جزم به البخاري في صحيحه (٨/٣) أنّها زيادة مدرجة من قول الزهري، قال الحافظ في "الفتح" (٤/١٨١): <وظاهره أنّ الزهري ذهب إلى أنّ الصوم في السفر منسوخ ولم يوافَـق على ذلك>. وقد ترجم ابن خزيمة بابا بيانا للإدراج بقوله: <باب ذكر البيان على أنّ هذه الكلمة: "إنّما يؤخذ بالآخر" ليس من قول ابن عباس رضي الله عنهما> (صحيح ابن خزيمة: ٣/٢٦٢))، وكذلك إذا رجعت إلى كتاب: «الأمّ» لتلميذ مالك، الإمام الشافعي(٩- هو أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس القرشي المطلبي الشافعي المكي، الإمام المجتهد الفقيه صاحب المذهب وتلميذ مالك -رحمه الله-، مناقبه عديدة وله مصنفات منها: "الرسالة" في أصول الفقه، و"الأم" في الفقه، و"أحكام القرآن" و"اختلاف الحديث"، توفي سنة ٢٠٤ﻫ. (انظر ترجمته في: الفهرست للنديم: (٢٦٣)، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي: ٢/٥٦، وفيات الأعيان لابن خلكان: (٤/١٦٣)، البداية والنهاية لابن كثير: (١٠/٢٥١)، طبقات الحفاظ للسيوطي: (١٥٨)، وللمزيد من مصادر ترجمته انظر هامش الوصول للتلمساني: ٣٨٠))، فإنّك تجده قد بنى فقهه على الكتاب وما ثبت عنده من السنة(١٠- قال الشافعي في"الأم"(٧/٢٧٤): <لم أسمع أحدا نسبه للناس أو نسب نفسه إلى علم يخالف في أنّ فرض الله عزّ وجلّ اتباع أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والتسليم لحكمه بأنّ الله عزّ وجلّ لم يجعل لأحد بعده إلاّ اتباعه وأنّه يلزم قول بكل حال إلاّ بكتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنّ ما سواهما تبع لهما> وقال أيضا في "الرسالة" (٣٩): <ليس لأحد أبدا أن يقول في شيء: حَلَّ ولا حَرُم إلاّ من جهة العلم، وجهة العلم الخبر في الكتاب أو السنة أو الإجماع أو القياس>).
وهكذا كان التعلم والتعليم في القرون الفضلى، مبناها على التفقه في القرآن والسنة، روى ابن عبد البر في الجامع عن الضحاك في قوله تعالى: ﴿كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تَعْلَمُونَ الكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ﴾(١١- الآية 79 من سورة آل عمران) قال الضحاك: <حق على كلّ من تعلم القرآن أن يكون فقيها>(١٢- "جامع بيان العلم وفضله" لابن عبد البر: ٢/١٦٧، في باب "رتب الطلب والنصيحة في المذهب"(٢/١٦٦/١٧٥))، وروى عن عمر رضي الله عنه أنّه كتب إلى أبي موسى رضي الله عنه: <أمّا بعد، فتفقهوا في السنة وتفقهوا في العربية>(١٣- أخرجه ابن عبد البر في جامعه (٢/١٦٨) من حديث عمر بن زيد رحمه الله). وقال الإمام ابن حزم(١٤- هو أبو محمد علي بن سعيد بن حزم بن غالب الفارسي الأصل، الأندلسي القرطبي، تفقه على المذهب الشافعي، وانتقل إلى المذهب الظاهري، فكان قمة في علوم الإسلام، يجيد النقل ويحسن النظم والنثر، وكان فقيها مفسرا محدثا أصوليا، وطبيبا أديبا مؤرخا، عاملا بعلمه زاهدا في الدنيا، وترك مؤلفات قيمة منها: "الإحكام في أصول الأحكام" و"المحلى في شرح المحلى بالحجج والآثار"، و"الفصل في الملل والنحل"، و"جمهرة أنساب العرب"، توفي سنة ٤٥٦ﻫ. (انظر ترجمته في: وفيات الأعيان لابن خلكان: (٣/٣٢٥)، جذمة المقتبس للحميدي: (٣٠٨)، بغية الملتمس للضبي: (٤١٥)، الصلة لابن بشكوال: (٢/٤١٥)، سير أعلام النبلاء للذهبي: (١٨/١٨٤)، للمزيد من مصادر ترجمته انظر هامش مفتاح الوصول للتلمساني: ٦٢٠)) في كتاب الإحكام -وهو يتحدث عن السلف الصالح كيف كانوا يتعلمون الدين-: <كان أهل هذه القرون الفاضلة المحمودة -يعني القرون الثلاثة- يطلبون حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم والفقه في القرآن، ويرحلون في ذلك إلى البلاد، فإن وجدوا حديثا عنه عليه السلام عملوا به واعتقدوه> (١٥- "الإحكام" لابن حزم (٦/١١١٣)) ، ومن راجع كتاب العلم من صحيح البخاري(١٦- انظر كتاب العلم من صحيح البخاري: (١٠/١٤٠-٢٣٢)، رقم (٥٩-١٣٤)) ووقف على كتاب جامع العلم(١٧- وهو كتاب مطبوع ومتداول تحت عنوان: "جامع بيان العلم وفضله، وما ينبغي من روايته وحمله" وطبع الطبعة الأولى بتصحيحه وتقييد حواشيه وتقييد حواشيه إدارة الطباعة المنيرية. دار الكتب العلمية بيروت – ثمّ طبع سنة ١٣٩٨ﻫ/١٩٦٨م) للإمام ابن عبد البر(١٨- هو أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري الأندلسي، شيخ علماء الأندلس، وكبير محدثيها وأحفظ من كان فيها في وقته، له تآليف نافعة منها: "التمهيد لما في الموطإ من المعاني والأسانيد" و"الاستيعاب في معرفة الأصحاب"، توفي بشاطبة سنة ٤٦٣ﻫ. (انظر ترجمة في: فهرست ابن خير: ٢١٤، جذوة الاقتباس للحميدي: ٣٩٧، ترتيب المدارك للقاضي عياض: ٢/٨٠٨، سير أعلام النبلاء للذهبي: ١٨/١٥٣، وللمزيد من ترجمته ينظر في هامش مفتاح الوصول للتلمساني: ١٤١)) -عصري ابن حزم وبلديه وصديقه(١٩- وقد ذكر ابن حزم رحمه الله ابن عبد البر رحمه الله في: "جمهرة أنساب العرب" (٣٠٢) بقوله: <الفقيه الأندلسي أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم>، وقال أيضا في حقه: <لا أعلم في الكلام على فقه الحديث مثله فكيف أحسن منه ؟>(الصلة لابن بشكوال: (٢/٦٧٨)، بغية الملتمس للضبي: ٤٩٠) قال الذهبي في سير أعلام النبلاء: (٨/١٦٠) وقيل: <إنّ أبا عمر كان ينبسط إلى أبي محمد بن حزم، ويؤانسه، وعنه أخذ ابن حزم فنّ الحديث>)– عرف من الشواهد على سيرتهم تلك شيئا كثيرا.
هذا هو التعليم الديني السني السلفي، فأين منه تعليمنا نحن اليوم وقبل اليوم منذ قرون وقرون؟ فقد حصلنا على شهادة العالمية من جامع الزيتونة(٢٠- إنّ جامع الزيتونة يتبوأ منزلة خاصة بالنظر لأهميته الدينية والعلمية في تاريخ تونس، وكان منارة للعلم والتعليم على مرّ الزمن يرتحل إليه من مختلف أنحاء المغرب العربي وغيره طلبا للعلم والاستزادة منه، وقد اشتهر جامع الزيتونة المعمور في عهد الحفصيين بالفقيه ابن عرفة التونسي وابن خلدون المؤرخ والمبتكر لعلم الاجتماع، وقد ذكر الوزير السراج في "الحلل السندسية في الأخبار التونسية" (١/٥٥١-٨٢١) جملة من أئمة جامع الزيتونة ومدرسيه من العلماء والمصلحين. هذا، وبغض النظر عن عمارة بنيان الجوامع والمساجد، فإنّه لا يخفى أنّ العبرة فيها بتحقيق عمارة الإيمان القائمة على العلم الصحيح والاعتقاد السليم، والمعرفة الحقة، والقيم الإسلامية السمحة) ونحن لم ندرس آية واحدة من كتاب الله ولم يكن عندنا أي شوق أو أدنى رغبة في ذلك، ومن أين يكون لنا هذا ونحن لم نسمع من شيوخنا يوما منزلة القرآن من تعلم الدين والتفقه فيه ولا منزلة السنة النبوية من ذلك، هذا في جامع الزيتونة فدع عنك الحديث عن غيره ممّا هو دونه بعديد المراحل.
فالعلماء -إلاّ قليلا منهم- أجانب أو كالأجانب من الكتاب والسنة من العلم بهما والتفقه فيهما، ومن فطن منهم لهذا الفساد التعليمي الذي باعد بينهم وبين العلم بالدين وحملهم وزرهم ووزر من في رعايتهم، لا يستطيع -إذا كانت له همة ورغبة- أن يتدارك ذلك إلا في نفسه، أمّا تعليمه لغيره فإنّه لا يستطيع أن يخرج فيه عن المعتاد الذي توارثه عن الآباء والأجداد رغم ما يعلم فيه من فساد وإفساد.
ونحن بعد أن بينا تعليم الدين من سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومن عمل السلف الصالح من أهل القرون الفاضلة المحمودة -ومنهم إمامنا إمام دار الهجرة مالك- فإنّنا عقدنا العزم على إصلاح التعليم الديني في دروسنا حسب ما تبلغ إليه طاقتنا إن شاء الله تعالى.

من آثار الإمام عبد الحميد ابن باديس -رحمه الله-
غرة رجب 1353ﻫ
الموافق لـ: 10 أكتوبر 1934م

تعليمية

الثلاثاء 22 رمضان 1443ﻫ
الموافق ﻟ: 25 أكتوبر 2022م

تعليمية تعليمية




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكِ الله خيرا كثيرا على النقل الطيب و نفع بكِ الإسلام و المسلمين..




اختاه اخترت فابدعت
موفقة بحول الله




ماشاء الله إبداع وتفوق ، اجتهاد وإفادة

مرة أخرى أشكرك واقول لك بارك الله فيك وجزيتي خيرا على المواضيع المفيدة والفريدة
وأكثر مرة أقول لك شكرا على التنسيق الجميل و الترتيب الشامل لمواضيعك وا تحتويه

___))_((تقبلي مروري ))_((___
كل ودي واحترامي مع تحياتي أخوك zikouman "عبد الرزاق"




شكرا وبارك الله فيك
تحية خالصة

جزاك الله كل خير




التصنيفات
اسلاميات عامة

حين نبكي _ الشيخ سالم العجمي

حين نبكي

إذا ما اكتظت الهموم في القلوب، ورحت تبحث عن وسيلة تلقي بها هموم قلبك المثخن بالجراح والمثقل بالأحزان ربما كانت هذه الراحة في دمعة حارة تسيل من عينيك التي اجتمعت بها ظلمة الهموم.

ولأن الدمعة علاج للهموم، والهموم مرض عضال، فلربما كان العلاج ثمنه غال لا يستطيع أن يصل إليه كل أحد، ولربما عظم المصاب حتى تتحجر معه المدامع في المآقي، ولعل هذا مرض أعظم وأخطر من الهموم المتراكمة في القلب.

على حد قول القائل:

فــزعت الى الدمـوع فلم تجـبني """ وفقد الدمع عند الحـزن داء
ومـا قـصـرت في حزن ولكــن """ إذا عظم الأسى فقد البكــاء

وربما منعتك رجولتك (أحيانا) من الدموع، في الوقت الذي تحتاج فيه إلى قطرة تنفس فيها عن متاهات قلبك الشارد، كما قيل:

نحن الرجال وإن أبدى الزمان لنا """ ناباً! من الهول نلقى الهول بالقاني
ولا نريق دموع الضعف يمنعنا """ حياؤنا ومقال العاذل الشـــاني

ولكن.. ألا تدري أن شجعان الرجال كانوا يبكون شجاعة ومروءة وكرما لا ضعفاً.

تلفت في كل ناحية..

تجد الصديق الذي يبكي صديقاً له وقد فرقت بينهم المسافات.

وتجد حبيبا يبكي حبيبه الذي أدخل في ظلمات القبور الموحشة غير موسد ولا ممهد..

ولربما جربت دمعة بينك وبين نفسك مخافة لله، إعلاناً للتوبة بين يديه وانطراحاً ببابه رجاء عفوه وخوف حسابه، ومحبة له وشكراً على نعمه التي لا تعد ولا تحصى.

فهو الذي إن ابتلى من جهة عافى من جهات، وإن منع من وجه أعطى من وجوه.

تبكي لحلمه عليك وقد كنت قائماً على الذنب وهو قادر على أن يأخذك أخذ عزيز مقتدر، ومع ذلك أمهلك لترجع إليه.

ولما تبت فتح لك أبواب التوبة والرجوع والمآب إليه.

فما أجمل هذه الدمعة، ويا لذتها من دمعة.

ولذا كان من السبعة الذين يظلهم الله في ظله، يوم لا ظل إلا ظله: رجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه.

ولربما سالت منك دمعة منك لجفاء صديق، أو لبعد قريب أو لظلم ظالم، أو لفقد عزيز، فهل هذا ضعف؟ بل هو منتهى الرجولة حين تعبر عن مشاعرك وأنت لست جباناً.

وإذا كنت تريد أن تعرف منتهى الضعف.. فانظر إذا أصابك هم وأردت أن تذرف دمعة ولم تستطع فستعرف أن الضعف ليس بالبكاء، بل أن الضعف يكمن في أنك أردت أن تذرف دمعة وعجزت عن ذلك.

حين نبكي للشيخ سالم العجمي حفظه الله




بارك الله فيكم وجعل عملكم هذا في ميزان حساتك




بارك الله فيك و نفع بك اخي نقل رائع خصوصا انك تحمل هذا التوجيه المفيد جدا من احد الدعاة الذين نحسبهم من اهل الفضل و الصلاح ، و محبة الخير للأمة الاسلامية جميعا ، و اهل السنة على وجه الخصوص ، سالم العجمي من دعاة السنة الموثوق في علمهم و دعوتهم وفق مذهب السلف الصالح .




شكرا لكي اختاه على الموضوع وبارك الله فيكي




وإذا كنت تريد أن تعرف منتهى الضعف.. فانظر إذا أصابك هم وأردت أن تذرف دمعة ولم تستطع فستعرف أن الضعف ليس بالبكاء، بل أن الضعف يكمن في أنك أردت أن تذرف دمعة وعجزت عن ذلك.

بارك الله فيك
وشكرا
على الموضوع القيم




و فيكم بارك الله

جزاكم الله خيرا




التصنيفات
اسلاميات عامة

نصيحة الشيخ ابن عثيمين في استقبال العام الهجري الجديد

نصيحة الشيخ ابن عثيمين في استقبال العام الهجري الجديد
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
والنصيحة التي ينبغي للإنسان أن ينصح بها نفسه في استقبال هذا العام أن ينظر ماذا أودع في العام الماضي من الأعمال الصالحة؟ وماذا قام فيه من الأعمال التي تنفعه وتنفع غيره من المسلمين؟ ولاسيما طلبة العلم فإن طالب العلم عليه واجبان: واجب لنفسه وواجب لغيره، إذ أن العلم الشرعي إرث محمد صلى الله عليه وسلم، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أن العلماء ورثة الأنبياء، وإذا نظرنا في حال الأنبياء وعلى رأسهم خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم وجدنا أنهم أبلوا بلاءً حسناً في عباداتهم الخاصة، وفي دعوتهم الخلق إلى الحق.
لقد كان النبي صلى الله عليه أتقى الناس وأخشى الناس لربه، وكان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه وتتورم من طول القيام، فيُسأل في ذلك فيقال له: إن الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فيقول: ( أفلا أكون عبداً شكوراً ).
وفي مجال الدعوة إلى الله، دعا صلى الله عليه وسلم قومه إلى توحيد الله وعبادته، فرأى منهم الأذى حتى كانوا يُلقون سلا الجزور على ظهره وهو ساجد في بيت الله، وتمالئوا عليه فيما ذكر الله سبحانه وتعالى من قوله: { وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ } [الأنفال:30].
فكان النقاش بينهم على هذه الأمور الثلاثة: الإثبات وهو الحبس، والقتل والإخراج، فأذن الله سبحانه وتعالى له بالخروج والهجرة من مكة إلى المدينة ، ونصره الله سبحانه وتعالى عليهم حتى عاد بعد ثماني سنوات إلى مكة فاتحاً منصوراً ظافراً ولله الحمد.
فأقول: إن على طلبة العلم واجبين: الواجب الأول: لأنفسهم.
والواجب الثاني: لغيرهم من الناس.
أن يعلموهم ويرشدوهم ويدعوهم إلى الله، وأن يبينوا الحق الذي جاء به الكتاب والسنة بما يتعلمونه من أساتذتهم، وبما يتعلمونه بأنفسهم من الكتب، وبما يسمعونه من الأشرطة الصادرة عمن يوثق بعلمه.

ولا شك أن نشر العلم سببٌ للقيام بطاعة الله سبحانه وتعالى كما هو معروف، فإن الرجل يأتي إلى القوم يلقي بينهم كلمة أو موعظة مُوجهة فيتفرق الناس وقد فهموا ما قال، ثم يأخذون بتطبيقه في أنفسهم وفي غيرهم، وهذا أمر مشاهد معلوم.
وعلى الإنسان في مستقبل هذا العام أن يعد نفسه بالجد والاجتهاد وتتميم ما نقص في العام الماضي، وتحسين ما كان فيه شيء من الاعوجاج أو الانحراف حتى يستقبل هذا العام بجدٍ ونشاط، وليُعلم أن الإنسان إذا عود نفسه الكسل اعتاد عليه وصعب عليه أن ينشط بعد ذلك، وإذا عود نفسه النشاط وبث الوعي الديني في الأمة سهل عليه ذلك وكان ديدناً له، حتى إنه ليحزن ويضيق صدره إذا لم يقم بهذا الأمر.
المصدر من لقاء الباب المفتوح




جزاكم الله خيرا




|||ردد معي|||~~~|||~~~|||الله||| ~~~|||أكبر|||
|||~~~|||~~~|||~~~اللهم ارزقنا الجــــــــــــــنه امين
|||ردد معي|||سبحان|||~~~|||الله| ||~~~|||وبحمده||

بارك الله فيك في ميزان حسناتك ان شاء الله

|||ردد معي|||~~~|||~~~|||الله||| ~~~|||أكبر|||
|||~~~|||~~~|||~~~اللهم ارزقنا الجــــــــــــــنه امين
|||ردد معي|||سبحان|||~~~|||الله| ||~~~|||وبحمده||




الله اكبر
كل المواضيع
لشيخنا رحمه الله بلا حدود
تقديري
لكــــــــ ايها الطيب




موضوع قيم ومفيد

بارك الله فيكم

وجزاكم الخير المديد