التصنيفات
اسلاميات عامة

[مادة صوتية] الإختـــــــــــلاط !! للشيخ سالم العجمي

تعليمية تعليمية

تعليمية

محاضرة لفضيلة الشيخ /

ســـالـم بن بـادي العجمـي

وفقه الله تعالى
:: للإستماع المباشر للمادة وتحميلها من هنا بارك الله فيكم ::

تعليمية
أو
تعليمية+تعليمية
تعليمية

منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




شكرا كثير يا غالية على الموضووووووووووع




بارك الله فيك واحسن اليك




التصنيفات
اسلاميات عامة

حين نبكي _ الشيخ سالم العجمي

حين نبكي

إذا ما اكتظت الهموم في القلوب، ورحت تبحث عن وسيلة تلقي بها هموم قلبك المثخن بالجراح والمثقل بالأحزان ربما كانت هذه الراحة في دمعة حارة تسيل من عينيك التي اجتمعت بها ظلمة الهموم.

ولأن الدمعة علاج للهموم، والهموم مرض عضال، فلربما كان العلاج ثمنه غال لا يستطيع أن يصل إليه كل أحد، ولربما عظم المصاب حتى تتحجر معه المدامع في المآقي، ولعل هذا مرض أعظم وأخطر من الهموم المتراكمة في القلب.

على حد قول القائل:

فــزعت الى الدمـوع فلم تجـبني """ وفقد الدمع عند الحـزن داء
ومـا قـصـرت في حزن ولكــن """ إذا عظم الأسى فقد البكــاء

وربما منعتك رجولتك (أحيانا) من الدموع، في الوقت الذي تحتاج فيه إلى قطرة تنفس فيها عن متاهات قلبك الشارد، كما قيل:

نحن الرجال وإن أبدى الزمان لنا """ ناباً! من الهول نلقى الهول بالقاني
ولا نريق دموع الضعف يمنعنا """ حياؤنا ومقال العاذل الشـــاني

ولكن.. ألا تدري أن شجعان الرجال كانوا يبكون شجاعة ومروءة وكرما لا ضعفاً.

تلفت في كل ناحية..

تجد الصديق الذي يبكي صديقاً له وقد فرقت بينهم المسافات.

وتجد حبيبا يبكي حبيبه الذي أدخل في ظلمات القبور الموحشة غير موسد ولا ممهد..

ولربما جربت دمعة بينك وبين نفسك مخافة لله، إعلاناً للتوبة بين يديه وانطراحاً ببابه رجاء عفوه وخوف حسابه، ومحبة له وشكراً على نعمه التي لا تعد ولا تحصى.

فهو الذي إن ابتلى من جهة عافى من جهات، وإن منع من وجه أعطى من وجوه.

تبكي لحلمه عليك وقد كنت قائماً على الذنب وهو قادر على أن يأخذك أخذ عزيز مقتدر، ومع ذلك أمهلك لترجع إليه.

ولما تبت فتح لك أبواب التوبة والرجوع والمآب إليه.

فما أجمل هذه الدمعة، ويا لذتها من دمعة.

ولذا كان من السبعة الذين يظلهم الله في ظله، يوم لا ظل إلا ظله: رجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه.

ولربما سالت منك دمعة منك لجفاء صديق، أو لبعد قريب أو لظلم ظالم، أو لفقد عزيز، فهل هذا ضعف؟ بل هو منتهى الرجولة حين تعبر عن مشاعرك وأنت لست جباناً.

وإذا كنت تريد أن تعرف منتهى الضعف.. فانظر إذا أصابك هم وأردت أن تذرف دمعة ولم تستطع فستعرف أن الضعف ليس بالبكاء، بل أن الضعف يكمن في أنك أردت أن تذرف دمعة وعجزت عن ذلك.

حين نبكي للشيخ سالم العجمي حفظه الله




بارك الله فيكم وجعل عملكم هذا في ميزان حساتك




بارك الله فيك و نفع بك اخي نقل رائع خصوصا انك تحمل هذا التوجيه المفيد جدا من احد الدعاة الذين نحسبهم من اهل الفضل و الصلاح ، و محبة الخير للأمة الاسلامية جميعا ، و اهل السنة على وجه الخصوص ، سالم العجمي من دعاة السنة الموثوق في علمهم و دعوتهم وفق مذهب السلف الصالح .




شكرا لكي اختاه على الموضوع وبارك الله فيكي




وإذا كنت تريد أن تعرف منتهى الضعف.. فانظر إذا أصابك هم وأردت أن تذرف دمعة ولم تستطع فستعرف أن الضعف ليس بالبكاء، بل أن الضعف يكمن في أنك أردت أن تذرف دمعة وعجزت عن ذلك.

بارك الله فيك
وشكرا
على الموضوع القيم




و فيكم بارك الله

جزاكم الله خيرا




التصنيفات
اسلاميات عامة

جهاد الكلمة مقال للشيخ الفاضل دغش العجمي

تعليمية تعليمية

روى الإمام مسلم في صحيحه رقم(78)عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه،وذلك أضعف الإيمان)
وهذ الحديث يشير إلى وجوب كشف شبه دعاة المنكر على إختلاف نحلهم ومللهم ، لأنه من باب إنكار المنكر ، فواجب على العلماء والدعاة عدم السكوت والإنزواء إزاء دعاة الباطل ، بل يجب كشف مخططاتهم وافكارهم الهدامة .
فعلماء الأمة الإسلامية هم نبضها ومتنفسها في تبيان حقيقة اهل الباطل ودعاته من علمانيين وليبراليين ،ومن دعاة البدعة والضلالة من شتى طوائف الإنحراف،بل ومن دعاة الحزبية البغيضة التي تنخر في عظم الأمة وتفتت جماعتها وكيانها ممن يلبسون لباس السنة والدين ويتلفعون بمرطها.
ويجب كشفهم كل على حدة حتى تستبين سبيل المؤمنين من سبيل المجرمين .
وكما أن غزاة ديننا وعقيدتنا تجمعهم وحدة الهدف، فعلى المعتدى عليهم أن يتحدوا قلباً وقالباً، فكراً وعملاً،وإلا تخاطفتهم الذئاب كل على حدة.
فهم كما قال صلى الله عليه وسلم :(كالجسد الواحد إذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسدِ بالسهرِ والحُمى)رواه مسلم رقم 2586 .
لذا وجب الاتحاد، والعمل جميعاً لخدمة هذا الدين،وألا ندفن رؤوسنا في الرمال،كل على ثغره يعمل،ويذب عن الإسلام والسنة من جانبه.
فإن كان الناطق بالباطل شيطان ناطق، فالساكت عن الحق شيطان أخرس.
إنّ من أعظم واجبات العلماء الجهاد بالحجة والبيان لردكيد أهل البدع والبهتان.
والرد على المخالف بابٌ عظيم من ابواب الجهاد في سبيل الله وهو(( جهاد اللسان والكلمة)) حمايةً للدين من تحريف الغالين، وانتحال المبطلين،وتأويل الجاهلين .
يقول العز بن عبدالسلام الشافعي(ت:661هجري):
(( أوجب الله على العلماء إعزاز الدين وإذلال المبتدعين، فسلاح العالم علمه كما أنّ سلاح الملك سيفه وسنانه، فكما لايجوز للملوك إغماد أسلحتهم عن المُلحدين والمشركين،لايجوز للعلماء إغماد ألسنتهم عن الزائغيين والمبتدعيين . فمن ناضل عن الله وأظهر دين الله كان جديراً أن يحرسه الله تعالى بعينه التي لاتنام ،ويعزه بعزه الذي لايضام . وقد قال بعضهم : من سكت عن الحق شيطان أخرس .فالساكتون عصاة آثمون مندرجون تحت قوله تعالى ((كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ماكانوا يفعلون )) {شفاء الصدور للشيخ مرعي الكرمي (223_224)}.
وقد عد العلماء الكلام في أهل البدع والزيغ والإنحراف والتحذير منهم من باب النصيحة لعامة المسلمين، وبينوا أن هذا الأمر لايعد من الغيبة المحرمة ، فعن كثير بن زياد قال : أن أهل الأهواء لاحرمة لهم [رواه أبو عمرو الداني في رسالته الرساله الوافيه(268)].
ويندرج تحت هذا الهوى هوى دعاة العلمانية ودعاة البدعة والخرافة ودعاة الإباحية ودعاة الفجور ودعاة الحزبية؟!!
إن ذكرهم والتحذير الناس منهم ومن طرائقهم واجب لايجوز التنازل عنه أو التخلي عنه ، وهي وظيفة شرعية ،من مهام العلماء وطلبة العلم ،لحراسة الملة ، والذب عنها .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله((وهذه الأمةـ ولله الحمدـ لم يزل فيها من يتفطن لما في كلام أهل الباطل من الباطل ويرده، وهم لماهداهم الله به يتوافقون في قبول الحق ، ورد الباطل رأيا ورواية من غير تشاعر ولا تؤاطوا)) [مجموع الفتاوى (233/9) ].
إن الرد على أمثال هؤلاء من الجهاد في سبيل الله .
قال الإمام يحيى بن يحيى رحمه الله (توفي 266)
[[ الذب عن السنة أفضل من الجهاد في سبيل الله . فقال له محمد بن يحيى الذهلي : الرجل ينفق ماله ويتعب نفسه ، ويجاهد فهذا أفضل منه ؟! قال يحيى : نعم ، بكثير]] رواه الهروي في ذم الكلام رقم 1081 (6/40). ولهذ قال الإمام إبن القيم رحمه الله((ولهذ كان الجهاد نوعين: جهادٌ باليد والسنان، وهذا المشارك فيه كثيرٌ، والثاني :الجهاد بالحجة والبيان ،وهذا جهاد الخاصة من أتباع الرسل وهو جهاد الأئمة ،وهو أفضل الجهادين لعظم منفعته ،وشدة مؤنته ،وكثرة أعدائه، قال الله تعالى ((ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيراً فلا تُطع الكافرين وجاهدهم به جهاداً كبيرا))فهذا جهادٌ لهم بالقران وهو أكبرُ الجهادين))[مفتاح دار السعادة :(1/271)].
ويلاحظ في كلام ابن القيم أنه فضّل جهاد الكلمة واللسان على جهاد البدن وهذا الذي عليه أهل العلم .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية:((ومثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة ،فإنّ بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب بإتفاق المسلمين،حتى قيل لأحمدبن حنبل :الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك أويتكلم في أهل البدع ؟فقال:إذا قام وصلى واعتكف فإنماهو لنفسه،وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين هذا أفضل)).
فبين أنّ نفع هذا عام للمسلمين في دينهم من جنس الجهاد في سبيل الله،إذتطهير سبيل ودينه ومنهاجه وشرعته ودفع بغي هؤلاء وعدوانهم على ذلك واجب على الكفاية باتفاق المسلمين ،ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين)) مجموع الفتاوى(28/231/232) .
إن نظرة سريعة في آثار السكوت عن الباطل تدفع العاقل إلى موقف مضادله ،فمن ثماره:
1.تعطيل عنصر مهم من حياة أهل الحق والسنة وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومجاهدةالمبطلين ،والتفريط في حراسة الدين .
2.ارتفاع أهل الباطل والبدع والإباحية .
3.انتشار دعوتهم ،وامتداد رواقها .
4.فشو شبهاتهم ومداخلتها للإعتقاد الحق، وتلعبها بالقلوب.
5.وبالتالي تحريك العقيدة الحقة من مكانها بعد ثباتها ،فيضعف الإعتقاد السليم ،ويضعف سلطانه.
6. ظهور المبطلين في المجامع، وعلى درجات المنابر ،واحتباؤهم على افواه السكك، لمشاغبة المصلحين والتحريش بينهم ،وتحريض العامة عليهم ، وتكميم أفواههم بعصا السلطان ،فيزداد الأمر شدة ، ويزداد المخالف ظهوراً.
7.في السكوت: إسقاط للعقوبات الشرعية على دعاة التلل والتغريب والبدعة.
8.في السكوت: إيالة المسلمين إلى أمة :مستسلمة منهزمة مخدرة.
9.كسر الحاجز النفسي بين والكفار ،فيستمرئ المسلم الباطل والكفر،وتموت الغيرة على حرمات الدين ،ويستعصي غصلاح الدهماء على أيدي العلماء، ويجفلون من نصحهم ويجفونهم.
10.من أنباء سقوط الدول ظهور أهل الأهواء والبدع والفجور فيها . وهذا معلوم باستقراء أحوال الأمم على تطاول الأزمان.)) [ الرد على المخالف :للشيخ بكر أبوزيد(79_82)بإختصار وتصرف]

يتبع تكملة المقال إن شاء الله
وهومنقول من صفحة الإبانه من جريدة
الوطن الكويتيه ليوم الإثنين الموافق
20/7/2009من مولد المسيح عليه السلام.

تعليمية تعليمية




جزاك الله خيرا.




التصنيفات
القران الكريم

القران كامل بصوت القارئ احمد العجمي 300mb

بسم الله الرحمن الرحيم

تحميل برنامج التورنت

http://www.restfile.ca/vykk5atgxt0g/utorrent.exe.html

ملف التورنت لتحميل القران كامل بصوت القارئ احمد العجمي

http://www.mediafire.com/download/1a…hhl/3ajami.rar

http://www.restfile.ca/7m7540bzqjga/3ajami.rar.html




جزاك الله خيرا.




بارك الله فيك




التصنيفات
الفقه واصوله

[خطبة] الرياء عدو الإخلاص – خطبة للشيخ سالم العجمي

تعليمية تعليمية

[خطبة] الرياء عدو الإخلاص – خطبة للشيخ سالم العجمي

الرياء عدو الإخلاص


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) .

( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبثَّ منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إنَّ الله كان عليكم رقيباً ) .

( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً ) .

أما بعد:

من الحقائق المسلَّمة التي يشهد لها واقع الناس، أن نفوس البشر تميل بطبيعتها إلى حب المدح والثناء؛ وأن يكون للمرء منزلة في قلوب الناس والتي ينتج عنها بعد ذلك تعظيمه وطاعته وإضفاء صفات المدح والثناء عليه؛ ولذلك كان أعظم من يُبتلى بهذه الآفة الخطيرة العلماء العاملون، والعباد المشمرون لطاعة الله، لأنهم لما منعوا أنفسهم من الشهوات والمعاصي الظاهرة، أعْيَت الشيطان الحيلة منهم فلم يجد إليهم سبيلاً إلا عن طريق الشهوة الخفية؛ وهي مراءاة الناس بالأعمال والأقوال .

فالرياء هو إظهار العبادة لقصد رؤية الناس لها فيحمدون صاحبها؛ وهو الشهوة الخفية التي يقود إليها محبة مدح الناس؛ والبحث عن المنزلة في قلوبهم، لذا قال سفيان بن عيينه: «إياكم والشهوة الخفية، قالوا: وما هي؟ قال: الذي يحب أن يمدح على الخير » .

فالنفس تحب انتشار الصيت والاشتهار، وذلك هو الداء الدفين الذي نسج الشيطان شباكه من خلاله ليصطاد به أهل الاستقامة والتدين لما أعيوه باستقامة سلوكهم على الطاعة، فاجتهد أن يحرف نياتهم عن جادة الحق، فيبوؤوا بحبوط أعمالهم وذهاب أجورهم .

فالرياء عدو الإخلاص؛ يحبط الأعمال؛ ويؤذن بحلول غضب الله عز وجل على من اتصف به، قال الله سبحانه: ( فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون* الذين هم يراءون*ويمنعون الماعون ) .

ولأن الله سبحانه لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصاً له وحده سبحانه دون ما سواه؛ فقد حذر عباده من مراءاة الخلق بأعمالهم الصالحة فيجعلونهم شركاء مع الله تعالى؛ قال صلى الله عليه وسلم: « قال الله تعالى: أنا أغنى الأغنياء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه » .

وحذر النبي صلى الله عليه وسلم من الرياء لعظيم خطره؛ فقال: « إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر؛ قالوا: يا رسول الله وما الشرك الأصغر، قال: الرياء. يقول الله عز وجل لهم يوم القيامة؛ إذا جرى الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا، هل تجدون عندهم من جزاء »؛ وما كان هذا الوعيد الشديد إلا لأن هذا المرائي قد التمس بعمله الصالح رضا المخلوقين ومدحهم، فكان جزاؤه أن وكَلَه الله سبحانه لمن كان يرائيهم في عمله ويطلب مدحهم وثناءهم .

ومن أجل ذلك فقد عَظُم خوفُ السلف رحمهم الله وتحذيرُهم من الرياء، وما كان ذلك إلا لعظيم إخلاصهم ومعرفتهم بخطر الرياء؛ حيث يَذهبُ الدين وتُقتَل روحُ العبادة، فتكون كالجسد الذي لا يحوي روحاً فلا حياة له ولا نجاة، كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأبي موسى: « من خلصت نيته كفاه الله تعالى ما بينه وبين الناس، ومن تزين للناس بغير ما يعلم الله من قلبه شانه الله عز وجل، فما ظنك في ثواب الله في عاجل رزقه؛ وخزائن رحمته، والسلام » .

ومن تأمل سيرة السلف رحمهم الله وجد أنهم من أبعد الناس عن الرياء مع قوة عبادتهم وإخلاصهم؛ وقد كانوا يؤثرون الخمول ويكرهون المدح خوفاً على أنفسهم من زيغ القلوب وتغير النيات، ولذلك أعقبهم الله عز وجل وأورثهم ذكراً حسناً وثناءً عطراً، ودعاءً صادقاً على لسان المسلمين، وعلى قدر ما كانوا مخلصين بأعمالهم مبتعدين عن الرياء وحب المدح على قدر ما فتح الله لهم قلوباً غلفاً وآذاناً صمّاً، فنفع الله بأعمالهم وأقوالهم؛ وكانوا كالغيث الذي إذا حل بأرض قاحلة عادت مروجاً وأنهاراً، فسُقي منها الظمآن؛ وانبتت الكلأ وانتفع بها الإنسان والحيوان، وقد قال علي بن الفضيل رحمه الله لأبيه: «يا أبت ما أحلى كلام أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. فقال: يا بني؛ وتدري لما حلا؟ قال: لا يا أبت؛ قال: لأنهم أرادوا الله به»، وقال ابن لعمر بن ذر لأبيه: « ما بال المتكلمين يتكلمون فلا يبكي أحد؛ فإذا تكلمت يا أبت سمعت البكاء من ها هنا وها هنا؟، فقال: يا بني ليست النائحة المستأجرة كالنائحة الثكلى » .

و كان كثير من السلف يخفي عبادته حتى عن أقرب الناس إليه خوفاً من الرياء وطلباً للإخلاص, و كان يحبون خمول الذكر بالرغم مما حباهم الله به من العلم و الديانة, قال محمد بن واسع: « لقد أدركت رجالاً, كان الرجل يكون رأسه مع رأس امرأته على وسادة واحدة, قد بلَّ ما تحت خدّه من دموعه, لا تشعر به امرأته, ولقد أدركت رجالاً يقوم أحدهم في الصف فتسيل دموعه على خدّه, ولا يشعر به الذي إلى جنبه ».

وقال إسحاق بن حنبل: « دخلت على أحمد ويده تحت خدّه, فقلت له: يا ابن أخي؛ أي شيء هذا الحزن, فرفع رأسه وقال: طوبى لمن أخمل الله ذكره » .

و كان أيوب السختياني يقوم الليل كله فيخفي ذلك, فإذا كان عند الصبح رفع صوته, كأنه قام تلك الساعة .

و قال الشافعي رحمه الله: « وددت أن كل علم أعلمه يعلمه الناس, أؤجر عليه, ولا يحمدوني » .

رحمهم الله, ومن يصل إلى ما وصلوا إليه من قوة الإخلاص, والبعد عن المدح وحُب الظهور .

إن الرياء في الدين أمر خطير, ولذلك خوّفت منه النصوص الشرعية؛ ومن ذلك أن يرائي بأنواعٍ من العبادات كتطويل المصلي صلاته لِما يرى من نظر الناس إليه؛ أو يتصدق أو يصوم لطلب المدح والثناء .

ومنه ما يكون بالقول؛ كمن يعظ ويذكر أو يحفظ الأخبار والآثار لأجل المحاورة وإظهار غزارة العلم, أو تحسين الصوت بالقرآن ليجتمع إليه الناس .

و منه ما يفعله بعض الناس من إظهار علامات الخمول والذبول بسبب العبادة، وهذه أنواع من الرياء؛ وتكون رياءً إذا قصد في دينه طلب مراءاة المخلوقين وحُبَّ مدحهم والتماس الثناء منهم عليه؛ و إلا لو أن الله أنعم عليه بنعمة من النعم الدينية؛ كالصلاة أو الصوم؛ أو فتح عليه في جمال صوته بالقرآن؛ أو أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر؛ أو وعظه للناس وتأثيره فيهم؛ وهو لا يريد المدحَ منهم ولا يحبُّه ومدحوه على ذلك؛ فهذا ليس من الرياء؛ بل إنه مما عجلهُ الله لهُ من البشري الحسنة, وقد قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله؛ أرأيت الرجل يعمل العمل الخير ويحمده الناس عليه؟ فقال: « تلك عاجل بشرى المؤمن » .

أما إذا كان يعمل العمل وذكره الناس به ففرح بمدحهم لاطلاعه بعلو منزلته عندهم؛ وطمعاً في أن يمدحوه ويعظِّموه ويكرموه على ذلك فهذا هو المذموم. ومن أعظم علامات الرياء أن يعمل المرء العمل؛ فإذا اطلع عليه الناس سره ذلك وارتاح له, وروّح ذلك عن قلبه شدّة العبادة, فهذا السرور يدل على رياء خفي في قلبه؛ وأنه لولا التفاتُ قلبه إلى الناس لما ظهر سروره عند اطلاع الناس على عمله, فَعُلم بذلك أن الرياء كان مستكناً في قلبه استكنان النارِ في الحجر؛ فأظهر من اطلاع الناس أثر الفرح والسرور, ثم استشعر تلك اللذة بالاطلاع ولم يقابل ذلك بكراهة.

و قد يختفي المرء بعبادته ولا يريد أن يطلع عليه أحد, ولكنه مع ذلك إذا رأى الناس أحب أن يبدؤوه بالسلام, وأن يقابلوه بالبشاشة والتوقير, وينشطوا في قضاء حوائجه, ويسامحوه في المعاملة, ويوسعوا له بالمكان, فإذا قصَّر في ذلك مقصِّر؛شق عليه وثقل ذلك على قلبه, وكأن نفسه تتقاضى الاحترام على الطاعة التي أخفاها .

ولا زال المخلصون يخافون من الرياء على أعمالهم, ويجتهدون في مخادعة الناس عن أعمالهم الصالحة, ويحرصون على إخفائها أعظم ما يحرص الناس عن إخفاء فواحشهم, كل ذلك رجاء أن يخلص عملهم لوجه الله؛ ليجازيهم الله تعالى يوم القيامة بإخلاصهم؛ قال وهب بن منبه: « ذُكِر لأحد الملوك رجلٌ من العبّاد فطمع في لقائه, فركب في موكبه وإذا السهل قد امتلأ من الناس, فقال العابد: ما هذا؟ قيل: هذا الملك, فقال لصاحبه: ائتني بطعام, فجعل يحشو فمَه ويأكلُ أكلاً عنيفاً, فقال الملك: أين صاحبُكم؟. فقالوا: هذا ؛ فقال: كيف أنت؟ قال: كالناس. فقال الملك: ما عند هذا خير, وسقط من عينه, فلما انصرف قال العابد: الحمد لله الذي صَرَفَه عني وهو لائم » .

ولذا قال أيوب رحمه الله: « والله ما صدق عبدٌ إلا سرَّه أنْ لا يُشعَر بمكانه », وقال أحمد: « قل لعبد الوهاب: أخمل ذكرك فإني قد ابتليت بالشهرة » .

هذا وإنَّ أشد ما عانى منه الأتقياءُ المخلصون تثبيت النيات على إخلاص العمل لله رب العالمين؛ حتى قال بعض علماء السلف: « اثنان أعالجهما منذ ثلاثين سنة؛ ترك الطمع فيما بيني وبين الناس, وإخلاص العمل لله رب العالمين ».

نسأل الله أن يصلح نياتنا وأن يرزقنا الإخلاص والقبول .

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم..

الخطبة الثانية


الحمد لله على إحسانه؛ والشكر له على توفيقه وامتنانه؛ وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه؛ وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه؛ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأعوانه .

أما بعد :

فإن مما يدفع المسلم على تجنب الرياء وتحقيق الإخلاص أن يفرِّغ قلبه لله عز وجل, وأن يجاهد في تثبيت نيته على إرادة وجه الله في أعماله كلها؛ وأن يعلم المسلم مضرَّة الرياء في الآجلة والعاجلة, وما يفوته بسبب ذلك من صلاح قلبه؛ ومن المنزلة في الآخرة؛ وما يتعرض له من العذاب والمقت والخزي يوم القيامة؛ مع ما يتعرض له في الدنيا من تشتت قلبه من الهم بسبب ملاحظة الخلق وطلب رضاهم؛ فإن إرضاء الناس غاية لا تدرك؛ وما يُرضي قوماً يسخط آخرين, ومن طلب رضا الناس في سخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس, ثم ماذا يجني العبد من وراء مدح الناس؛ ولا يزيده مدحهم رزقاً ولا أجلاً, ولا ينفعه يوم فقره وفاقته حين يقف بين يدي الله عز وجل, وما الذي يحذره العبد من ذم الناس له إذا عمل بطاعة الله ولا يضرُّه ذمهم شيئاً؛ ولا يعجل أجله, ولا يؤخر رزقه, فإن العباد كلهم عجزة لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً؛ ولا يملكون موتاً ولا حياةً ولا نشوراً .

فإذا تقرر ذلك في نفسه ضعفت رغبته في الرياء, وأقبل على الله تعالى بقلبه, فإن العاقل لا يرغب فيما يضره ويقل نفعه؛ فإن أكثر الناس إنما هلكوا لخوف مذمة الناس وحب مدحهم, فصارت حركاتهم كلها على ما يوافق رضا الناس؛ رجاء المدح وخوفاً من الذم؛ وذلك من المهلكات؛ فوجب على العاقل معالجة نفسه.

وإن من أعظم ما يُضْعِف رغبة الرياء في قلب العبد؛ علمه أن ما يحصل له من الثناء والمدح على ألسنة الخلق إنما هو من فضل الله عز وجل عليه؛ ولجميل ستر الله لعيوبه عن الناس حيث أطلعهم سبحانه وتعالى على جميل أفعاله؛ وأظهر عليه الطاعة وستر عليه القبيح من الأفعال, وأظهر الجميل منها حتى قامت له المنزلة في قلوب الناس, وهذا يوجب له أن يحمد الله على جميل ستره وأن يفرح بستر الله له لا بحمد الناس, وهذا مما يرسخ عند العبد أن الأمور كلها بيد الله, وأن قلوب العباد بين أصابعه يقلبها كيف يشاء؛ فيطلب بعمله التقرب إلى الله لا مدح الخلق على ما يعمله لله, قال بعض السلف: «إذا رأيت من الناس ثناء فلا تغتر؛ فإنما ذلك بجميل ستر الله عليك » .

هذا وإنَّ مما يجدر التنبيه له؛ أنه ليس لخوف العبد من الرياء أن يترك الطاعات, بل الواجب على العبد أن يتحرى الخير ويكثر من العمل الصالح؛ مع مجاهدة النفس بإصلاح النية؛ فإن العمل متى كان الباعث عليه الدِّين وكان خالصاً لوجه الله تعالى فإنه لا يُترك .

نسأل الله أن يفقهنا في الدين؛ وأن يوفقنا للتمسك بسنة خير الورى، وأن يصلح نياتنا وزوجاتنا وذرياتنا .

اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا..

1/1/1431هـ ؛ 18/12/2009م .

المصدر

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية







جزاك الله خيــرا على هذا الإ نجــــاز المتميز , وشكرا جزيلا لك.




التصنيفات
الحياة الزوجية

و ليسعك بيتك للشيخ سالم العجمي حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وليسعك بيتك من أجل حياة زوجية سعيدة

مقدمة

الحمد لله، والشكر له على توفيقه العام، وأشهد أن إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه هداة الأنام ومصابيح الظلام.
أما بعد..
فإن إقامة بيت سعيد، هدف يسعى إليه كل فرد، وأمنية يود تحقيقها كل أحد، لأن المنزل هو المأوى الذي يُرجع إليه بعد كدٍّ وتعب، فإذا أوى إلى بيت هانىء وعيش طيب بعد المكابدة، فقد تحققت له السعادة المنشودة.
فكم من بيت ضيق جعلته السعادة رحباً واسعاً، وكم من منزل واسع الأرجاء جعله النكد أضيق من خرم الإبرة، فإذا بأصحابه لا همّ لهم إلا مفارقته، فيعالجون ضيقهم بالهروب من أسبابه، فإذا ببيوت خاوية، تسفي عليها رياح الكآبة، وتلفها أعاصير الشقاء.
إنه لحلم عظيم أن يضم المرء في بيته امرأة تبتسم له الدنيا بوجودها، وإنها لغاية عظيمة أن تجتمع المرأة برجل يكون لها كالمطر المدرار، أنساً وألفة وصحبة.
ليست المسألة.. مسألة (زواج) واجتماع رجل بامرأة تحت سقف واحد، إنما القضية العظمى أن يعرف المرء الهدف من الزواج وإنشاء أسرة، وما سيجنيه منه، وكيف يكون موفقاً حتى يكون سعيداً.

لماذا الزواج؟..

الزواج من أعظم النعم التي امتن الله سبحانه وتعالى بها على عباده، لما ينتج عنه من الطمأنينة التي تملأ قلب الزوجين، فإذا بحياتهما تمتلئ غبطة، وتشع سروراً، وتستأنس ابتهاجاً، ولذلك قال الله تعالى وهو أصدق القائلين والعالم بمكنون النفوس وبواطن القلوب وأسرار الصدور: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون}.
فتأملوا.. كيف قال الله سبحانه وتعالى: {لتسكنوا إليها} ولم يقل: (معها) لأن السكن مع الشيء يكون مع محبتك له وعدم محبتك، أما السكن إلى الشيء فإن فيه معنى أكبر من الأنس والألفة والمحبة والميل والطمأنينة.
فمهما طال بحث الرجل في حياته عن شريك يطمئن إليه وتهدأ نفسه بالقرب لديه، فلن يجد كالزوجة، والعكس بالعكس.
فهذه هي الفطرة التي لا محيص عنها والحقيقة التي لا جدال فيها، ومن تأمل ذلك سعى سعياً حثيثاً ليبحث عن شطره المفقود، لعله يجده في شخص تقر عينه به، وتسكن نفسه إليه، ولربما وجد عنده السعادة التي طالما أحس بمكانها شاغراً في قلبه، فلما توّج انفراده بالزواج سدّ تلك الخَلّة، وأصلح ذلك الخلل.
وكم حري بالرجل حين انطلاقه للبحث عن مؤانسته ورفيقة دربه الذي ربما يطول، أن يستحضر حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة"، فيشحذ همته أن تكون المرأة التي سيرتبط بها (صالحة) بما تعنيه هذه الكلمة، فهذه الدنيا بأسرها ما هي إلا متاع، وخير ما يستمتع فيه العبد فيها امرأة صالحة، تكون زينة لبيته، تقرب البعيد وتؤنس المستوحش، إذا نظر إليها سرته، وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله..
ولذلك قال الشاعر:

أفضل ما نال الفتى بعد الهدى والعافية
قرينةٌ مسلمــةٌ عفيفةٌ مواتيــة
كما أنه حري بالمرأة إنْ تقدم لها رجل أن تنظر إلى صلاح دينه وأخلاقه، فإذا ارتبطت به فلتستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم مخاطباً المرأة وحاثاً لها على حسن صحبة الزوج: "هو جنتك ونارك".
إن هذه الأحاديث النبوية، والسنن المرضية مما يجعله المرء كالقاعدة التي ينطلق منها حين البحث عن شريك الحياة، الذي إن أصلح الله حاله عاد بالسعادة على رفيق دربه وشريك عمره وقسيم دهره، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة من السعادة، وثلاثة من الشقاء، فمن السعادة: المرأة الصالحة، تراها فتعجبك، وتغيب عنها فتأمنها على نفسها ومالك، والدابة تكون وطيئة فتلحقك بأصحابك، والدار تكون واسعة كثيرة المرافق، ومن الشقاء: المرأة التي تراها فتسوؤك، وتحمل لسانها عليك، وإن غبت عنها لم تأمنها على نفسها ومالك، والدابة تكون قطوف، فإن ضربتها أتعبتك، وإن تركتها لم تلحقك بأصحابك، والدار تكون ضيقةً قليلةَ المرافق".

وقال علي رضي الله عنه: "من سعادة الرجل أن تكون زوجته صالحة، وأولاده أبراراً، وإخوانه شرفاء، وجيرانه صالحين، وأن يكون رزقه في بلده"
.

وهكذا الحال بالنسبة للمرأة، فإن من أعظم السعادة أن يكون لها زوجٌ صالح، يؤنس وحشتها، ويعينها في محنتها، ويكون لها ركناً شديداً تأوي إليه وقت خوفها، وخلو حياتها من أنيس.
إن منتهى الحسرة أن ترى بعض الأزواج المتآلفين وقد ابتنوا عشاً جميلاً من السعادة، تحوطه الأحلام السعيدة، والآمال المفرحة، ثم في لحظة عَجلة أو تدخلات خارجية لا تحب الخير للمسلمين، يُدمَّر هذا العُش الساكن، وتعود الحياة النضرة إلى صورة قاتمة موحشة، وتلك الواحةُ الخضراءُ إلى صحراء جافة لا حياة فيها، وذلك القلب النابض إلى قلب ساكن لا نبض فيه ولا شعور.
وكم هي حسرة أن تخسر المرأةُ في ساعة عَجلة، زوجاً يُعادَلُ وزنه بالذهب، أو يخسر الرجلُ امرأة لا يُجارى وصفها، وقليل مثيلاتها، جمعت من الأوصاف ما حَسُن، ومن الذكر أطيبه، لا يُسمع لها همس بسوء، ولا كلمة بريبة، تُشترى بأعظم الأثمان عند من يثمن، جمعت (ديناً ودنيا).
فيفرط بمثل هذه في حالة غضب أو اضطراب نفس، أو بسبب وشاية حاسد، فيعود أمره إلى ندم، ويكون حاله كما قال الأول:
ندمت ندامة الكُسعيِّ لمّا غدت مني مطلقةً نَوارُ
إن من الضروري بمكان أن يتأمل العاقلُ في أمره، ويقلب النظر في حاله طويلاً حين يعامل شريكه، مما يدفعه للصبر على ما يرى منه مما لا يبلغ وقوعه أن يكون خطأً جسيماً.
فيا أيها الأزواج: تأملوا..
لو أن لأحدكم صديقاً سافر معه مدة شهر، هل يتصور أنه لن يحدث بينهما سوء تفاهم؟..، ألا ترون أن من طالب بذلك فقد تقحم المستحيل؟!
فكيف بامرأة تعيش معك عمراً، أو رجل يعيش معكِ عمراً؟!، هل تريد منزهة عن الخطأ، أو تريدين معصوماً من الزلل؟!
إن من لم يعاشر رفيقه وشريك حياته على لزوم الإغضاء عما يأتي من المكروه ـ مما لا يعد من القوادح في الدين أو الأخلاق ـ كان إلى تكدير عيشه أقرب منه إلى صفائه، ولعل ذلك مما يدفعه مع الوقت إلى العداوة والبغضاء، إلى أن يفلس من نيل الوداد والمحبة.
لا أبالغ لو قلت: إن ضيق نفوس الناس عن تقبل العذر، وعدم غض البصر عن الأخطاء هو سبب دمار البيوت، والعاقل من قدر للأمر قدره فأعد له عدته من الرفق والحكمة، ولا يكاد المرء يتمكن من بغيته في سلوك قصده ـ فيما يحب ـ إلا بمقارنة الرفق وترك العجلة.
كما أنه مما يجب الانتباه إليه، أنْ يعرف الزوجان أن الأيام الأولى للزواج هي فترة لمعرفة النفسيات ودراسة كل من الزوجين لأخلاق الآخر، على شيء من الخوف والحذر، وكم تسبب إهمال فهم هذه المرحلة بتشتيت الشمل، ودمار المنزل قبل تأسيسه.
والعاقل الفطن هو الذي يفهم ـ على عجالة ـ نفسيات شريكه، وما يحبه ويكرهه، وسلبياته وإيجابياته، فيعامله من خلال هذا المنطلق.
إن إنشاء أسرة متفاهمة ليس بالأمر السهل، ولذلك من أحسن إتقان هذا الصرح أعقبه ذلك سعادة لا تنقطع، وهناءً لا يُمل.
أما سمعت قول المؤمنين المخبتين، وهم يدعون ربهم سبحانه بأن يرزقهم من الزوجات ما تقرُّ به أعينهم، فقال سبحانه عنهم: {والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما}..
وأنت لو نظرت إلى أي فرد منتج في أي مجال، لعلمت أن وراءه بيتاً سعيداً وهدوءاً نفسياً، والعكسُ بالعكس..!، فمن الصعب أن ينتج المرء في عمله أو حياته، وأن ينتشر نفعه في الناس وهو يعاني من خلل في بيته، وصراعات نفسية، ومشاكل لا حدود لها، بل تجده أحوج ما يكون إلى الإنتاج والعمل، منشغلا في ذات نفسه، كلما بنى زاوية فإذا بها تنهار زاوية أخرى.
إن هذه المقدمة هي مدخل لهذه الكلمات التي نتحدث فيها حول: (الحياة الزوجية)، هذا الموضوع الحساس، الذي كان من الضروري أن نتحدث عنه ونساهم في معالجته، لعل الله سبحانه وتعالى أن يكتب لنا القبول ويرزقنا فيه الإخلاص، فتصلح فيه أحوال من يسمعه، ويعتدل به بعض الميل، ويكون وسيلة لإصلاح حال امرئ، ربما كاد أن يُسقط فيه صرحاً قائماً على المحبة والألفة، في وقت عجلة تتبعها ندامة وحسرة، فتأتيه مثل هذه الكلمات فتكون دافعاً له لاستدراك أمره.
والله المسؤول سبحانه أن يرزقنا صلاح النية والذرية، وأن يجعلنا هداة مهتدين وأن يؤلف بكلامنا على الخير والهدى.




جزاك الله خيرا على النقل النافع
وللاضافة ولمن أراد الاستماع للمادة الصوتية

من هنا




جزاك الله خيرا جزاك الله خيرا




بارك الله فيك أختي الفاضلة على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق