التصنيفات
اسلاميات عامة

الإجازة الصيفية للشيخ عز الدين رمضاني حفظه الله

الإجازة الصيفية

(مجلة "الإصلاح" العدد 9)
الشيخ عز الدين رمضاني حفظه الله

يَقْدُمُ علينا الصَّيف كَكُلِّ عام، يحمل معه المسَرَّات والمضرَّات، والنَّاس فيه يصولون ويجولون، وإلى الدَّعة والرَّاحة يخلدون، فمن مُطْلِقٍ لِعَنَانِ الشَّهوات مُنْغَمِسٌ في بحار المحرَّمات، لا يصادف شهوةٍ إلاَّ أتاها، ولا معصيةً إلاَّ ركبها.

ومِنْ كابحٍ لنزوات الشَّرِّ، ومجاهدٍ لشيطان الجنِّ والإنس، يخاف النِّقمة وسوء المنقلب في هذه الدَّار، ويطمح إلى نيل اللَّذَّات في دار القرار.
وموسم الصَّيف الَّذي هو موسم العُطَلِ والإجازات، يسيء النَّاس فيه استغلال الأوقات، وينشط فيهم داعي الرَّغبات والشَّهوات، وهم فيه على أقسام وأشكال.
فمنهم الرَّابح ومنهم الخاسر، وفيهم الغانم وفيهم الخائب، «وَكُلُّ النَّاسِ يَغْدُو؛ فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقهَا أَوْ مُوبِقهَا».
فمنهم من يقيم في بلده أو بلدته يقضي إجازته بتعليم أولاده القرآن، ويُحْضِرُهم إلى المساجد ويلزمهم بأداء الصَّلوات، ويراقب حضورهم وغيابهم، ويتعاهد حفظهم وتحصيلهم، فهذا قد نصح أولاده، وحفظ أمانةَ اللهِ فيهم، وسعى في إصلاحهم؛ ليكونوا له عونًا في الحياة، وخَلَفًا وذُخْرًا له بعد الممَات.
وبعضهم الآخر يسافر لزيارة أقاربه وصلة أرحامه، ويقضي الإجازة معهم؛ لتقرَّ أعينهم به ويؤدِّي إليهم حقَّهم.
فهذا مأجور قد استفاد من وقته وأدَّى ما عليه.
وبعضهم يسافر للنُّزهة في داخل البلاد أو خارجها، ولكن بين أظهر المسلمين، يقضي وقتَه فيها، مستمتعًا بمناظرها، متجوِّلاً في أنحائها، محافظًا على دينه، ملتزمًا بأخلاقه، فعملُه هذا مباح لا لومَ عليه فيه.
وبعضهم يقضي الإجازة في اللَّهو واللَّعب، وترك الواجبات وفعل المحرَّمات، يرتاد مواطن الفسق والفجور، وشواطئ العُرْي والْمُجُون، أو يسافر إلى بلاد الكفر، حيث العُهرُ والخَمْرُ؛ فينغمسَ في أوحال الضَّلالة ويتربَّى في أوكار السّفالة، يقضي وقته بين لهوٍ ومزمارٍ، ومسرحٍ وحانةٍ وقمار، وربَّما يستصحب أولاده وزوجته؛ ليأخذوا حظَّهم من الشَّقاء والبوار! فهذا الَّذي قد ضيَّع زمانه وباء بالإثم والخسران.
فيجب على جميع المسلمين أن يكونوا على حَذَرٍ وحيطة من أمرهم، وأن لا يُقْحِمُوا أنفسَهم وَذَوِيهِمْ في أوحال الْمُهْلِكَات.
وعليهم بحفظ أوقات هذه الإجازة فيما ينفعهم في دنياهم وأُخْرَاهُمْ.
ولا مانع من أن يعطوا لأنفسهم قِسْطًا منَ الرَّاحة ونصيبًا من الاستجمام الخالي من الإثم والعدوان.
وعليهم بملاحظة أولادهم وتوجيههم إلى استغلال هذه الإجازة بما يعود عليهم بالنَّفع، لا بالضَّرر والخسران.
وما دمنا على أبواب فصل الصَّيف، وحتَّى يثبت من وفَّقه الله للثَّبات، وحتَّى لا يؤول الأمر إلى الضَّياع والشَّتات، فإنَّنا ننبِّه إلى ضرورة عَزْلِ أبنائنا وبناتنا عن ذلك الوسط الْمُرِيبِ؛ مِنْ أماكن الاصطياف والاستجمام، كشَّواطئ البحار والمنتزهات الَّتي يكثر فيها العُري الكاشف، والاختلاط الفظيع، والفساد العريض، والتي لا يُرَاعى فيها أدنى صفات المروءة وشِيَمِ الأخلاق.
فتجنُّب هذه الأماكن فريضةٌ شرعيَّة، وضرورة حتميَّة تقي مصارع السُّوء وتجنِّب المصير المشؤوم. فإن قال قائل: وما نفعل بأبنائنا؟ أَنحرمهم من اللَّعب والمرح والتَّنزُّه؟
فالجواب: إنَّ الله تعالى يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا﴾ [التحريم: 6].
فإنَّ الوَلَدَ إذا شبَّ على شيء شاب عليه، ثمَّ لا مانع من البحث عن الأماكن النَّظيفة المصونة، وإن كانت قليلة.
كما لا يفوتنا أن ننبِّه على هذا الَّذي يسمُّونه بالتَّخييم الصَّيفي، ففيه من الفساد والتَّضييع، والانحلال والتَّمييع، ما الله به عليم، ولا يخفى أمره على اللَّبيب، تساق إليه فلذات الأكباد كسوق النِّعاج إلى حتفها.
والله من وراء القصد، وهو الهادي إلى سواء السَّبيل، والحمد لله ربِّ العالمين.




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك على الموضوع و التنبيه
اللهم بارك لنا في وقتنا و ارزقنا حسن ادارته

والله من وراء القصد، وهو الهادي إلى سواء السَّبيل، والحمد لله ربِّ العالمين.




جزيت خيرا و جعل الله هذا في ميزان حسناتك




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[شرح] شرح ثلاثة الأصول الشيخ عز الدين رمضاني

تعليمية تعليمية
[شرح] شرح ثلاثة الأصول الشيخ عز الدين رمضاني


أصول الثلاثه (قال المؤلف 01:(المقدمة)

أصول الثلاثه (قال المؤلف 02:(المسألة الاولى العلم)

أصول الثلاثه (قال المؤلف 03:(إعلم ….)

أصول الثلاثه 04(قال المؤلف :(ولم يتركهم هملا..)

أصول الثلاثه05 (قال المؤلف :(أن من أطاع الرسول …)

أصول الثلاثه (قال المؤلف 06:(تتم…

أصول الثلاثه 07(قال المؤلف :(فإذ…

أصول الثلاثه 08(قال المؤلف :(معرفة العبد ربه)

أصول الثلاثه (قال المؤلف 09:(الرب هو المعبود تتمه)

أصول الثلاثه10 (قال المؤلف :لدعاءا)

صول الثلاثه11 (قال المؤلف :(الخوف)

أصول الثلاثه 12(قال المؤلف :االاستعانه)

أصول الثلاثه 13(قال المؤلف :(الاستعاذه)

أصول الثلاثه 14(قال المؤلف :الاستغاثه…)

أصول الثلاثه 15(قال المؤلف :(مفهوم العبادات )

أصول الثلاثه 16(قال المؤلف :(أنواع العبادات)

أصول الثلاثه17 (قال المؤلف :(تتمه مع معرفة دين الاسلام)

أصول الثلاثه 18(قال المؤلف :(وال…

أصول الثلاثه 19(قال المؤلف :(شرح أركان الاسلام)

أصول الثلاثه 20(قال المؤلف :(ودل…

أصول الثلاثه 21(قال المؤلف :الم�… http://azeddin.ramdhani.com/index.php?option=com_mtre e&task=listcats&cat_id= 81 &Itemid=79

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
تحضير بكالوريا 2015- الشعب العلمية

البكالوريا البضاء ثانوية عروج و خير الدين بربروس علمى–2022

التصنيفات
القران الكريم

هجر القرآن : أسبابه و علاجه.للشيخ عزالدين رمضاني

تعليمية تعليمية

هجر القرآن : أسبابه و علاجه.للشيخ عزالدين رمضاني/ ضمن فعاليات دورة العلامة عبد الحميد ابن باديس بوهران ـ الطبعة الثالثة


ـ نبذة:
تقرَّب إلى الله ما استطعت من الأعمال الصالحة، فإنك لن تقرّب بشيء أحبّ
إليه من كلامه ـ تبارك وتعالى ـ، واطرق أبواب الفلاح كلِّها، فلن تكون مفلحا في كلِّ ما تقوم به في حياتك إلا إذا درست وأقبلت على كتابه ـ عزّ وجلّ ـ وجعلته مائدتك.
وقد أتحفنا الشيخ عزّ الدّين رمضاني ـ حفظه الله ـ بمحاضرة قيّمة تحذّرنا من هجر القرآن وعواقبه على مستوى الفرد والأمّة، وتعلّمنا أسبابه وعلاجه.

ـ مواضيع المحاضرة: [سيتم إضافتها قريبا]

– بعض الفوائد التي ذكرها الشيخ :: [سيتم إضافتها قريبا]

ـ مدة المحاضرة : ساعة ونصف
ـ رابط تحميل المحاضرة:
http://www.ajurry.com/vb/attachment….1&d=1304165 559

ـ [مقطع صوتي]و [موضوع] إجابة الشيخ توفيق عمروني بعد محاضرة الشيخ عز الدين رمضاني ـ أثابهم الله ـ ، على سؤال يخص نصيحة في التحذير من مشاهدة أفلام قصص الأنبياء كقصة يوسف عليه سلام ـ الأفلام الإيرانية وغيرها ـ :
http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?p=54752

ـ [مقطع صوتي] تلاوة للشيخ عمر الحاج مسعود ـ أثابه الله ـ بعد المحاضرة في صلاة العشاء:
http://www.ajurry.com/vb/attachment….1&d=1304162 185

ـ تابع بقية تسجيلات محاضرات الدورة العلمية " للعلامة عبد الحميد ابن باديس " ـ الطبعة الثالثة (وهران) ـ:
http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?p=54491


تعليمية تعليمية




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بورك فيك و نفع بك في ميزان حسناتك ان شاء الله

اللهم نور قلوبنا بالقرآن
اللهم لا تجعلنا ممن يقال فيهم:
(( رب قارئ للقرآن والقرآن يلعنه ))

سدد الله خطاك و وفقك وعطر لسانك بذكره
ونور قلبك بالقرآن

تقبل مرور اختك




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[فوائد مستخلصة] من درر الإمام الرباني ناصر الدين الألباني

تعليمية تعليمية
[فوائد مستخلصة] من درر الإمام الرباني ناصر الدين الألباني (ثباته على المنهج)

قال الإمام الألباني رحمه الله:
"إنّي حين وضعت هذا المنهج لنفسي ـ وهو التمسك بالسنّة الصحيحة ـ وجريت عليه في كتبي كنت على علم أنّه لا يرضي ذلك كل الطوائف والمذاهب بل سوف يوجّه بعضهم ألسنة الطعن؛ وأقلام اللوم إلي، ولا بأس من ذلك عليّ، فإنّي أعلم أيضاً أن إرضاء النّاس غاية لا تدرك، وأنّ "من أرضى النّاس بسخط الله وكله الله إلى الناس" كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم.
ولله در من قال:

ولست بناج من مقالة طاعــــــــن # ولو كنت في غار على جبل وعر

ومن الذي ينجوا من النّاس سالماً # ولو غاب عنهم بين خافيتي نســـر
فحسبي أنّي معتقد أنّ ذلك هو الطريق الأقوم، الذي أمر الله تعالى به المؤمنين، وبيّنه نبيّنا سيد المرسلين، وهو الذي سلكه السلف الصالح من الصحابة والتّابعين ومن بعدهم وفيهم الأئمة الأربعة ـ الذي ينتمي إلى مذاهبهم جمهور المسلمين ـ وكلهم متّفق على وجوب التّمسك بالسنّة، والرجوع إليها، وترك كل قول يخالفها، مهما كان القائل عظيماً ـ فإنّ شأنه صلّى الله عليه وسلم أعظم، وسبيله أقوم"
المصدر: تذكير النّابهين بسير أسلافهم حفاظ الحديث السّابقين واللاحقين . للإمام العلامة المحدث المربي حامل الرّاية ـ وإن رغمت أنوف ـ ربيع بن هادي بن عمير المدخلي ـ حفظه الله وجعله شوكة في حلوق أهل البدع المحرّفين ـ . ط ـ دار الإمام أحمد ص 382

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
القران الكريم

[مقال] حكم قراءة القرآن جماعة بنغمة واحدة للشيخ تقي الدين الهلالي المغربي رحمه الله |

تعليمية تعليمية

[مقال] حكم قراءة القرآن جماعة بنغمة واحدة للشيخ تقي الدين الهلالي المغربي رحمه الله

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
قال العلامة الشيخ محمد تقي الدين الهلالي

رحمه الله في كتابه

" الحسام الماحق "

" اعلم أنَّ الاجتماع لقراءة القرآن في المسجد في غير أوقات الصلاة مشروع لقول النبي صلى الله عليه وسلم " و ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله و يتدارسونه فيما بينهم إلا نَزَلت عليهم السكينة و غَشيتهم الرحمة و حفتهم الملائكة و ذكرهم الله فيمن عنده ، و من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه" . رواه مسلم من حديث أبي هريرة .

لكن الاجتماع لقراءة القرآن الموافقة لسنة النبي صلى الله عليه و سلم و عمل السلف الصالح أن يقرأ أحد القوم و الباقون يسمعون، و من عرض له شك في معنى الآية استوقف القارئ، و تكلم من يحسن الكلام في تفسيرها حتى ينجلي تفسيرها، و يتضح للحاضرين، ثم يستأنف القارئ القراءة. هكذا كان الأمر في زمان النبي صلى الله عليه و سلم إلى يومنا هذا في جميع البلاد الإسلامية ما عَدَا بلاد المغرب في العصر الأخير، فقد وضع لهم أحد المغاربة و يسمى ( عبد الله الهبطي ) وَقْفاً محدثاً ليتمكنوا به من قراءة القرآن جماعة بنغمة واحدة، فنشأ عن ذلك بدعة القراءة جماعة بأصوات مجتمعة على نغمة واحدة وهي بدعة قبيحة تشتمل على مفاسد كثيرة :

الأولى: أنـها محدثة و قد قال النبي صلى الله عليه و سلم: " و إياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة ".

الثانية: عدم الإنصات فلا ينصت أحد منهم إلى الآخر، بل يجهر بعضهم على بعض بالقرآن، و قد نـهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله: " كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن، و لا يؤذ بعضكم بعضاً ".

الثالثة: أن اضطرار القارئ إلى التنفس و استمرار رفقائه في القراءة يجعله يقطع القرآن و يترك فقرات كثيرة فتفوته كلمات في لحظات تنفسه، و ذلك محرم بلا ريب .

الرابعة : أنه يتنفس في المد المتصل مثل : جاء ، و شاء ، و أنبياء ، و آمنوا ، و ما أشبه ذلك فيقطع الكلمة الواحدة نصفين ، و لا شك في أن ذلك محرم و خارج عن آداب القراءة ، و قد نص أئمة القراءة على تحريم ما هو دون ذلك ، و هو الجمع بين الوقف و الوصل ، كتسكين باء ( لا ريب ) و وصلها بقوله تعالى :"فيه هدى" قال الشيخ التهامي بن الطيب في نصوصه : الجمع بين الوصل و الوقف حرام * نص علـيه غير عـالم هـمام

الخامسة: أن في ذلك تشبهاً بأهل الكتاب في صلواتـهم في كنائسهم.

فواحدة من هذه المفاسد تكفي لتحريم ذلك، و الطامة الكبرى أنه يستحيل التدبر في مثل تلك القراءة و قد زجر الله عن ذلك بقوله في سورة محمد :" أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها" و نحن نشاهد معظم من يقرأ على تلك القراءة لا يتدبر القرآن و لا ينتفع به، و تا الله لقد شاهدت قُراء القرآن على القبر فلم يتعظوا بمشاهدته و لا برؤية القبور و لا بما يقرؤونه من القرآن، فقبح الله قوماً هذا حالهم (و بعداً للقوم الظالمين) .

قال أبو إسحاق الشاطبي في (الاعتصام):
( و اعلموا أنه حيث قلنا: إن العمل الزائد على المشروع يصير وصفاً له أو كالوصف فإنما يعتبر بأحد أمور ثلاثة: إما بالقصد، وإما بالعبادة، و إما بالزيادة أو بالنقصان .

إما بالعبادة كالجهر و الإجتماع في الذكر المشهور بين متصوفة الزمان، فإن بينه و بين الذكر المشروع بوناً بعيداً إذ هما كالمضادين عادة، وكالذين حكى عنهم ابن وضاح عن الأعمش عن بعض أصحابه قال : ( مَرَّ عبد الله برجل يقص في المسجد على أصحابه وهو يقول: سبحُوا عَشرَا و هللوا عشرَا، فقال عبد الله: إنكم لأهدى من أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم أو أضل؟ بل هذا "يعني أضل" ).

و في رواية عنه : أن رجلاً كان يجمع الناس فيقول: رحم الله من قال كذا و كذا مرة "الحمد لله"، قال فمر بـهم عبد الله بن مسعود فقال لهم: ( هُديتم لما لم يُهدَ نبيكم، وإنكم لتمسكون بذنب ضلالة ) ، وذكر لهم أن ناساً بالكوفة يسبحون بالحصى في المسجد فأتاهم و قد كوم كل رجل بين يديه كوماً من حصى قال: فلم يزل يحصبهم بالحصى حتى أخرجهم من المسجد و يقول : " لقد أحدثتم بدعة و ظلماً و كأنكم فقتم أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم علمًا ").انتهى
تعليق: و قد روي هذا الحديث عن ابن مسعود من طرق كثيرة بعبارات مختلفة لفظاً و متفقة معنى، بعض الروايات مطول و بعضها مختصر و فيه فوائد :

الأولى: هذا الحديث موقوف و لكنه في حكم المرفوع، لأن ابن مسعود صرح بأن ذلك مخالف لسنة النبي صلى الله عليه و سلم ففي بعض الروايات " : وَيْحَكُم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم، هذه ثيابه لم تبل، و أوانيه لم تكسر، و نساؤه شواب، و قد أحدثتم ما أحدثتم" ، و في رواية أخرى أن عبد الله بن مسعود لما طردهم من مسجد الكوفة و رماهم بالحصباء، خرجوا إلى ظاهر الكوفة و بنوا مسجداً و أخذوا يعملون ذلك العمل، فأمر عبد الله بن مسعود بـهدمه فهدم .

الثانية: أن البدعة و إن كانت إضافية شَرٌ من المعاصي كما حققه أبو إسحاق الشاطبي فهي حرام، إنما كانت شراً من المعاصي لأن المعصية يفعلها صاحبها وهو معترف بذنبه فيرجى له أن يتوب منها .

الثالثة: أن المبتدع يستحق العقاب و الطرد من المسجد إن كان الابتداع فيه .

الرابعة: أن كل مسجد بني على قبر أو بني لارتكاب البدع فيه يجب هدمه؛ لأنه مثل مسجد الضرار الذي أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بـهدمه و إحراقه، فهدمه أصحابه و جعل كناسة ترمي فيه الجيف، و قد نقل غير واحد عن ابن حجر الهيثمي أنه قال: ( إن هذه المساجد المبنية على القبور هي أحق بالهدم من مسجد الضرار )، وابن حجر هذا كان مبتدعاً ضالاً و لكنه في هذه المسألة قال الحق، والحكمة ضالة المؤمن، يأخذها حيث وجدها. أما الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني فهو إمام محقق لم يشرح أحد صحيح البخاري مثل شرحه المسمى بـ (فتح الباري) ولذلك قال العلماء: (لا هجرة بعد الفتح). أي لا شرح للبخاري يستحق الاعتبار بعد فتح الباري، ثم قال أبو إسحاق عاطفاً على البدع المنكرة: ( و من أمثلة ذلك أيضاً: قراءة القرآن على صوت واحد، فإن تلك الهيئة زائدة على مشروعية القراءة، و كذلك الجهر الذي اعتاده أرباب الرواية)

قال محمد تقي الدين : و العجب من هؤلاء المشركين المبتدعين الضلال ، فإنـهم يتلونون تلون الحرباء لا يستقرون على حال أبداً ، فتارة يدعون أنـهم مقلدون لمالك ، و يرون من خالف مذهبه كمن خالف القرآن و السنة الثابتة المحكمة ، و يغلون في ذلك إلى أن يجعلوا البسملة و التعوذ و قراءة الفاتحة خلف الإمام في الجهرية و الجهر بالتأمين و وضع اليمنى على اليسرى و رفع اليدين عند الركوع و الرفع منه و بعد القيام من التشهد الأول ، و السلام تسليمتين ( السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ) و ما أشبه ذلك من السنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه و سلم التي يراها من له أدنى إلمام بالفقه في الدين كالشمس في رابعة النهار كأنه يشاهد النبي صلى الله عليه و سلم يفعلها لا يشك في ذلك و لا يرتاب فيه ، يجعلون ذلك من المنكرات التي يجب أن تغير ، و يكتب فيها من بلد إلى بلد مع أن مالكاً في الحقيقة قائل ببعضها تفصيلاً و بسائرها إجمالاً ، ثم يخالفون فيما ينهى عنه و يكرهه كراهة تحريم من البدع التي لا تسند إلى أي دليل كعبادة القبور و زيارتـها زيارة بدعية ، و قراءة القرآن على الميت بعد موته و على قبره ، و قراءة القرآن جماعة بصوت واحد ، و قراءة الأذكار و الأوراد كذلك ، و قد صرح بذلك خليل الذي يعدون مختصره قرآناً يتلى غلواً منهم و ضلالاً .

قال في مختصره عاطفاً على المكروهات : ( و جهر بـها في مسجد كجماعة ) ، و لا يبالون بخلافه فيما اعتادوه من البدع ، فيحلونه عاماً و يحرمونه عاماً ، و ما أحسن قوله تعالى في سورة القصص يخاطب رسوله صلى الله عليه و سلم : ( فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم . و من أضل ممن اتبع هواه بغير هدىً من الله . إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) "

انتهى ما قال رحمه الله


منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[قصيدة] قصيدة أسماء الله الحسنى للشيخ محمد تقي الدين الهلالي

تعليمية تعليمية
[قصيدة] قصيدة أسماء الله الحسنى للشيخ محمد تقي الدين الهلالي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

للشيخ
محمد تقي الدين الهلالي المغربي
-رحمه الله-

قراءة قصيدة
أسماء الله الحسنى

أسماء الله الحسنى.rm

الملفات المرفقة

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
القران الكريم

[مقتطف] قراءة القرآن جماعة بنغمة واحدة للشيخ تقي الدين الهلالي المغربي ||-القران وعلو

تعليمية تعليمية

[مقتطف] قراءة القرآن جماعة بنغمة واحدة للشيخ تقي الدين الهلالي المغربي

قراءة القرآن جماعة بنغمة واحدة

بقلم / الدكتور محمد تقي الدين الهلالي

(الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله ، و بعد: قال العلامة الشيخ محمد تقي الدين الهلالي رحمه الله في كتابه " الحسام الماحق " : " اعلم أنَّ الاجتماع لقراءة القرآن في المسجد في غير أوقات الصلاة مشروع لقول النبي صلى الله عليه وسلم " و ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله و يتدارسونه فيما بينهم إلا نَزَلت عليهم السكينة و غَشيتهم الرحمة و حفتهم الملائكة و ذكرهم الله فيمن عنده ، و من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه" . رواه مسلم من حديث أبي هريرة . لكن الاجتماع لقراءة القرآن الموافقة لسنة النبي صلى الله عليه و سلم و عمل السلف الصالح أن يقرأ أحد القوم و الباقون يسمعون، و من عرض له شك في معنى الآية استوقف القارئ، و تكلم من يحسن الكلام في تفسيرها حتى ينجلي تفسيرها، و يتضح للحاضرين، ثم يستأنف القارئ القراءة. هكذا كان الأمر في زمان النبي صلى الله عليه و سلم إلى يومنا هذا في جميع البلاد الإسلامية ما عَدَا بلاد المغرب في العصر الأخير، فقد وضع لهم أحد المغاربة و يسمى ( عبد الله الهبطي ) وَقْفاً محدثاً ليتمكنوا به من قراءة القرآن جماعة بنغمة واحدة، فنشأ عن ذلك بدعة القراءة جماعة بأصوات مجتمعة على نغمة واحدة وهي بدعة قبيحة تشتمل على مفاسد كثيرة :
الأولى: أنـها محدثة و قد قال النبي صلى الله عليه و سلم: " و إياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة ".
الثانية: عدم الإنصات فلا ينصت أحد منهم إلى الآخر، بل يجهر بعضهم على بعض بالقرآن، و قد نـهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله: " كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن، و لا يؤذ بعضكم بعضاً ".
الثالثة: أن اضطرار القارئ إلى التنفس و استمرار رفقائه في القراءة يجعله يقطع القرآن و يترك فقرات كثيرة فتفوته كلمات في لحظات تنفسه، و ذلك محرم بلا ريب .
الرابعة : أنه يتنفس في المد المتصل مثل : جاء ، و شاء ، و أنبياء ، و آمنوا ، و ما أشبه ذلك فيقطع الكلمة الواحدة نصفين ، و لا شك في أن ذلك محرم و خارج عن آداب القراءة ، و قد نص أئمة القراءة على تحريم ما هو دون ذلك ، و هو الجمع بين الوقف و الوصل ، كتسكين باء ( لا ريب ) و وصلها بقوله تعالى :"فيه هدى" قال الشيخ التهامي بن الطيب في نصوصه : الجمع بين الوصل و الوقف حرام * نص علـيه غير عـالم هـمام الخامسة: أن في ذلك تشبهاً بأهل الكتاب في صلواتـهم في كنائسهم. فواحدة من هذه المفاسد تكفي لتحريم ذلك، و الطامة الكبرى أنه يستحيل التدبر في مثل تلك القراءة و قد زجر الله عن ذلك بقوله في سورة محمد :" أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها" و نحن نشاهد معظم من يقرأ على تلك القراءة لا يتدبر القرآن و لا ينتفع به، و تا الله لقد شاهدت قُراء القرآن على القبر فلم يتعظوا بمشاهدته و لا برؤية القبور و لا بما يقرؤونه من القرآن، فقبح الله قوماً هذا حالهم (و بعداً للقوم الظالمين) . قال أبو إسحاق الشاطبي في (الاعتصام): ( و اعلموا أنه حيث قلنا: إن العمل الزائد على المشروع يصير وصفاً له أو كالوصف فإنما يعتبر بأحد أمور ثلاثة: إما بالقصد، وإما بالعبادة، و إما بالزيادة أو بالنقصان . إما بالعبادة كالجهر و الإجتماع في الذكر المشهور بين متصوفة الزمان، فإن بينه و بين الذكر المشروع بوناً بعيداً إذ هما كالمضادين عادة، وكالذين حكى عنهم ابن وضاح عن الأعمش عن بعض أصحابه قال 🙁 مَرَّ عبد الله برجل يقص في المسجد على أصحابه وهو يقول: سبحُوا عَشرَا و هللوا عشرَا، فقال عبد الله: إنكم لأهدى من أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم أو أضل؟ بل هذا "يعني أضل" ). و في رواية عنه : أن رجلاً كان يجمع الناس فيقول: رحم الله من قال كذا و كذا مرة "الحمد لله"، قال فمر بـهم عبد الله بن مسعود فقال لهم: ( هُديتم لما لم يُهدَ نبيكم، وإنكم لتمسكون بذنب ضلالة ) ، وذكر لهم أن ناساً بالكوفة يسبحون بالحصى في المسجد فأتاهم و قد كوم كل رجل بين يديه كوماً من حصى قال: فلم يزل يحصبهم بالحصى حتى أخرجهم من المسجد و يقول : " لقد أحدثتم بدعة و ظلماً و كأنكم فقتم أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم علمًا ").انتهى تعليق: و قد روي هذا الحديث عن ابن مسعود من طرق كثيرة بعبارات مختلفة لفظاً و متفقة معنى، بعض الروايات مطول و بعضها مختصر و فيه فوائد : الأولى: هذا الحديث موقوف و لكنه في حكم المرفوع، لأن ابن مسعود صرح بأن ذلك مخالف لسنة النبي صلى الله عليه و سلم ففي بعض الروايات " : وَيْحَكُم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم، هذه ثيابه لم تبل، و أوانيه لم تكسر، و نساؤه شواب، و قد أحدثتم ما أحدثتم" ، و في رواية أخرى أن عبد الله بن مسعود لما طردهم من مسجد الكوفة و رماهم بالحصباء، خرجوا إلى ظاهر الكوفة و بنوا مسجداً و أخذوا يعملون ذلك العمل، فأمر عبد الله بن مسعود بـهدمه فهدم . الثانية: أن البدعة و إن كانت إضافية شَرٌ من المعاصي كما حققه أبو إسحاق الشاطبي فهي حرام، إنما كانت شراً من المعاصي لأن المعصية يفعلها صاحبها وهو معترف بذنبه فيرجى له أن يتوب منها . الثالثة: أن المبتدع يستحق العقاب و الطرد من المسجد إن كان الابتداع فيه . الرابعة: : أن كل مسجد بني على قبر أو بني لارتكاب البدع فيه يجب هدمه؛ لأنه مثل مسجد الضرار الذي أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بـهدمه و إحراقه، فهدمه أصحابه و جعل كناسة ترمي فيه الجيف، و قد نقل غير واحد عن ابن حجر الهيثمي أنه قال: ( إن هذه المساجد المبنية على القبور هي أحق بالهدم من مسجد الضرار )، وابن حجر هذا كان مبتدعاً ضالاً و لكنه في هذه المسألة قال الحق، والحكمة ضالة المؤمن، يأخذها حيث وجدها. أما الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني فهو إمام محقق لم يشرح أحد صحيح البخاري مثل شرحه المسمى بـ (فتح الباري) ولذلك قال العلماء: (لا هجرة بعد الفتح). أي لا شرح للبخاري يستحق الاعتبار بعد فتح الباري، ثم قال أبو إسحاق عاطفاً على البدع المنكرة: ( و من أمثلة ذلك أيضاً: قراءة القرآن على صوت واحد، فإن تلك الهيئة زائدة على مشروعية القراءة، و كذلك الجهر الذي اعتاده أرباب الرواية) قال محمد تقي الدين : و العجب من هؤلاء المشركين المبتدعين الضلال ، فإنـهم يتلونون تلون الحرباء لا يستقرون على حال أبداً ، فتارة يدعون أنـهم مقلدون لمالك ، و يرون من خالف مذهبه كمن خالف القرآن و السنة الثابتة المحكمة ، و يغلون في ذلك إلى أن يجعلوا البسملة و التعوذ و قراءة الفاتحة خلف الإمام في الجهرية و الجهر بالتأمين و وضع اليمنى على اليسرى و رفع اليدين عند الركوع و الرفع منه و بعد القيام من التشهد الأول ، و السلام تسليمتين ( السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ) و ما أشبه ذلك من السنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه و سلم التي يراها من له أدنى إلمام بالفقه في الدين كالشمس في رابعة النهار كأنه يشاهد النبي صلى الله عليه و سلم يفعلها لا يشك في ذلك و لا يرتاب فيه ، يجعلون ذلك من المنكرات التي يجب أن تغير ، و يكتب فيها من بلد إلى بلد مع أن مالكاً في الحقيقة قائل ببعضها تفصيلاً و بسائرها إجمالاً ، ثم يخالفون فيما ينهى عنه و يكرهه كراهة تحريم من البدع التي لا تسند إلى أي دليل كعبادة القبور و زيارتـها زيارة بدعية ، و قراءة القرآن على الميت بعد موته و على قبره ، و قراءة القرآن جماعة بصوت واحد ، و قراءة الأذكار و الأوراد كذلك ، و قد صرح بذلك خليل الذي يعدون مختصره قرآناً يتلى غلواً منهم و ضلالاً . قال في مختصره عاطفاً على المكروهات : ( و جهر بـها في مسجد كجماعة ) ، و لا يبالون بخلافه فيما اعتادوه من البدع ، فيحلونه عاماً و يحرمونه عاماً ، و ما أحسن قوله تعالى في سورة القصص يخاطب رسوله صلى الله عليه و سلم : ( فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم . و من أضل ممن اتبع هواه بغير هدىً من الله . إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) " انتهى ما قال رحمه الله

الدكتور تقي الدين الهلالي

المصدر: المكتبة الالكترونية للشيخ تقي الدين الهلالي-رحمه الله-

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




التصنيفات
الفقه واصوله

ثياب المرأة في الصلاة للشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله

تعليمية


هل يجوز للمرأة أن تصلي في بيتها بثياب البيت أم يجب عليها أن تصلي بالجلباب ، وهل يجب عليها أن تستر قدميها ؟.

السائل : هل تصلي المرأة المسلمة بما تلبسه من ثياب ساترة داخل بيتها، أم لابد من جلباب فوقها ؟، وهل يشترط لها أن تستر قدميها في الصلاة ؟.

الشيخ : أما ستر القدمين في الصلاة فهذا لابد منه؛ لأن القدمين من عورة المرأة كما دل على ذلك الكتاب والسنة.
أما هل يجوز للمرأة أن تصلي بثياب بيتها ؟.

فالجواب: يبدو أنه ليس من ثياب بيتها أن تكون ساترة لقدميها، فإذاً الجواب واضح: أنه لا يجوز، ولهذا جاء في بعض الآثار السلفية: أن المرأة إذا قامت تصلي فيجب أن يكون عليها قميص سابغ يستر ظاهر قدميها، إلا إذا افترضنا امرأة -أيضا هذا في الخيال- تعيش في عقر دارها متحجبة متجلببة بجلبابها كما لو كانت تعيش بين الأجانب، قد يكون هناك امرأة في لباسها فيها بيتها شيء من التحجيم، فإذا صلت فهي فعلاً ساترة لعورتها، ولكنها من جهة أخرى مُحَجِمة لعورتها وهذا مخالف لشريعة ربها، ولذلك فلا بد للمرأة أن تتخذ إزاراً أو قميصاً طويلاً تلبسه، ولو كانت يعني حافية القدمين فيكفيها أن تستر ظهور قدميها بهذا الثوب السابغ لظاهر القدمين.

تعليمية

الأجوبة الألبانية على الأسئلة الأسترالية




التصنيفات
القران الكريم

[مقال] البيان في أخطاء الاستشهاد بآي القرآن بقلم: الشيخ عز الدين رمضاني [الحلقة الأو

تعليمية تعليمية

[مقال] البيان في أخطاء الاستشهاد بآي القرآن بقلم: الشيخ عز الدين رمضاني [الحلقة الأولى: قوله تعالى: ﴿ما فرّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شيْءٍ -الأنعام:38)

البيان في أخطاء الاستشهاد بآي القرآن[1]

بقلم: الشيخ عز الدين رمضاني

تعليمية

من الأخطاء الشائعة التي درج عليها كلام بعض العامة، ولهجت بها ألسن الوعاظ، وسطرتها بعض أقلام الكتاب، الاستدلال أو الاستشهاد ببعض آيات القرآن أو جزء منها في غير ما نزلت فيه[2]، أو وضعت له حكماً أو معنى، أو هما معا، معتقدين -جهلا أو تجاهلا- أنها نص في المسألة التي يريدون الاحتجاج لها ودليلٌ عليها، أو أن تلك الآية لا تحتمل إلا معنى واحدا –وقد يكون مرجوحا-، أو يجوز أن تحمل على عدة معانٍ دون ترجيح معنى على آخر مع وجود ما يقتضي الترجيح.
وقد جرهم إلى مثل هذا الخطأ وقوفهم على ظاهر الألفاظ دون مراعاة المعاني، أو تجريدهم السياق من سوابقه ولواحقه، أو إهمالهم لما يجب علمه ممَّا يكون سبباُ وسندا في فهم الآية، كعلم أسباب النزول وعلم المكيِّ والمدني وهلم المناسبات بين السُّور والآيات، واختيارهم المعنى بمجرد ما يتبادر للذهن من معان قد تكون صحيحة، من غير إلى المتكلم بها، وهو الله -عز وجل-، ولا نظر إلى المنزَّل عليه ولا المخاطب به.

وهذا من التَّساهل الَّذي أدَّى إلى الوقوع في أخطاء جسام ومخالفات عظام لا تليق بمقام أشرف الكلام، كاتخاذ بعض آياته أو جزء منها مضربا لمثل هازل، أو اقتباس خاطئ أو قياس باطل، وصونا لكتاب الله المنزَّل، ورفعا لشأنه وقَدرِه، وتصحيحا للمفاهيم والاطلاقات الخاطئة ارتَئَيتُ تبصير القرَّاء على صفحات مجلَّتنا ببعض هذه الاستشهادات التي سيقت في غير محلِّها، أو قيلت من غير ضبط لمبناها وفهم معناها، ومن الله أستمد العون والتوفيق والصواب والسداد.

v الآية الأولى: قوله تعالى: ﴿ما فرّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شيْءٍ ﴾[ الأنعام:38]

وجه الخطأ: قصر المعنى على تفسير مرجوح.

ذهب بعض المفسِّرين وتبعهم على ذلك كثير من الوعَّاظ والكتَّاب إلى أن في هذه الآية: ((القرآن))، دون إشارة أو إيماء إلى مرادِ آخر يكون مشتركا معه في المعنى، أو أقوى منه وأظهر، كتفسير الكتاب باللَّوح المحفوظ الذي هو المعنى الرَّاجح.
وقد اقتصر على اختيار القول بأنَّ المراد من الكتاب في هذه الآية هو القرآن جماعة من المفسرين كالسَّمعاني في ((تفسيره)) (2/101) وأبي الحسن على بن أحمد الواحدي أستاذ عصره في التفسير في كتابه ((الوجيز في تفسيره الكتاب العزيز)) (1/352) واكتفى الماوردي في تفسيره ((النكت والعيون)) (1/113) بذكر تأويلين لمعنى الكتاب، أحدهما: إيجاب الأجل، والثاني: القرآن ونسبه إلى الجمهور، ولم يشر إطلاقاً إلى أنَّه اللَّوح المحفوظ.
وممن رجَّح القول بأنه القرآن مع ذكره للقول الآخر ابن عطيَّة في ((المحرَّر الوجيز)) (2/290) وعبارته: ((والكتاب: القرآن وهو الذي يقتضيه نظام المعنى في هذه الآيات)) وهي نفس العبارة التي قالها الثعالبي صاحب ((الجواهر الحسان)) (1/620) وعنه أخذها، وتبع ابن عطية في ذلك أبو حيَّان في تفسيره ((البحر المحيط)) (4/126) ، فقال بعد أن ذكر المعنى الأوَّل للكتاب –وهو اللَّوح المحفوظ- : ((أو القرآن، وهو الذي يقتضيه سياق الآية)).
ومن المتأخرين الذين قالوا بترجيح قول من قال بأنه القرآن: الآلوسي في ((روح المعاني)) (7/144) وقد جزم به مستدلا له، هذا ولم يرجح القرطبي في ((الجامع لأحكام القرآن)) (3/420) عند ذكره للمعنيين (القرآن واللوح المحفوظ) أحد القولين/ ومثله الشّوكاني في ((فتح القدير)) (2/114)، وصديق حسن خان في ((فتح البيان)) (4/136).

ترجيح القول في أنَّ المراد بالكتاب اللوح المحفوظ:

أولاً: ثبوته عن ترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: فقد خرج ابن جرير في ((تفسيره)) بتحقيق التركي (3/234) بسند حسن[3] عن علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس: ﴿ما فرّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شيْءٍ ﴾[ الأنعام:38] ما تركنا شيئاً إلا قد بيناه في أم الكتاب.
وأخرجه ابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4/1286) من طريق أبي صالح به، وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) – تحقيق التركي(2/45) إلى ابن المنذر.

ثانيا: هو قول بعض التابعين ممن اشتهر بالتفسير، ومنهم ابن زيد كما في ((تفسير الطبري)) – تحقيق التركي (9/234)، وابن أبي حاتم (4/1286)، وقتادة كما في ((زاد الميسر)) لابن الجوزي (3/35)، و((الدر المنثور)) للسيوطي- تحقيق التركي (6/45) ونسبه عبد الرزاق وأبي الشيخ.

ثالثا: اقتصار بعض مشاهير المفسرين على القول به دون غيره[4].
1- مقاتل ابن سلمان في ((تفسيره)) (1/345).
2- ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (9/232).
3- ابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4/1286).
4- ابن أبي زمنين في ((تفسير القرآن العزيز)) (1/67).
5- الثعلبي في ((الكشف والبيان في تفسير القرآن)) (2/532).
6- البغوي في ((معالم التنزيل)) (2/95).
7- الزمخشري في ((الكشاف)) (2/342).
8- ابن كثير في ((تفسير القرآن العظيم)) (3/20).
9- القاسمي في ((محاسن التأويل)) (3/305).

رابعا: ترجيح بعض المحققين لهذا القول على الآخر، ونذكر منهم:
1- ابن القيم في كتابه ((شفاء العليل)) (طبعة العبيكان) (1/164) فبعد إقراره للخلاف الوارد في معنى الكتاب، هل هو القرآن أو اللوح المحفوظ، رجح الثاني، وقال بأنه الأظهر في الآية، والسياق يدلُّ عليه.
2- السعدي في ((تفسيره)) (2/20) يفهم ذلك من بسطه القول في أن المراد به اللوح المحفوظ، وأشار إلى المعنى الثاني بقوله: (ويحتمل أن المراد بالكتاب هنا القرآن).
3- القاسمي في ((محاسن التأويل)) (3/307) قال تحت عنوان (تنبيهات): (السَّادس: ما بيناه في معنى (الكتاب) من أنه اللوح المحفوظ في العرش، وعالم السموات المشتمل على جميع أحوال المخلوقات على التفضيل التام-هو الأظهر، لملاقاته للآية التي ذكرناها تأييدا للنظائر القرآنية).
4- الأمين الشنقيطي في ((العذب المنير)) (1/271) قال: (أكثر المحققين على أنه اللوح المحفوظ).

خامسا: حجة من نصر القول على أنه اللوح المحفوظ. وقد عرض لبعض هذه الحجج العلامة ابن القيم في كتابه المذكور آنفا، وستسوقها بشيِء من التصرف والتقديم والتأخير.
1- دلالة السياق عليه في الآية نفسها: فإنه تعالى قال: ﴿وما مِنْ دابّةٍ فِي الْأرْضِ ولا طائِرٍ يطِير بِجناحيْهِ إِلّا أممٌ أمْثالكمْ ۚ﴾[ الأنعام:38]
قال ابن القيم (1/164): (( وهذا يتضمن أنها أمم أمثالنا في الخلق والرزق والأجل والتقدير الأوَّل، وأنها لم تخلق سدىً، بل هي معبَّدة مذللَّة، قد قدر خلقها وأجلها ورزقها وما تصير إليه، ثم ذكر عاقبتها ومصيرها بعد فنائها، فقال: ﴿ ثمّ إِلىٰ ربِّهِمْ يحْشرون﴾[ الأنعام:38] فذكر مبدئها ونهايتها وأدخل بين هاتين الحالتين قوله: ﴿ما فرّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شيْءٍ ﴾[ الأنعام:38] ،أي كلها قد كتبت وقدرت وأحصيت قبل أن توجد، فلا يناسب هذا ذكر كتاب الأمر والنهي، وإنما يناسب ذكر الكتاب الأول)).
أقول: ومن القواعد في التفسير التي تشهد لهذا المعنى الذي ذهب إليه ابن القيم أنه ((إذا كان للاسم الواحد معانٍ عدَّة حمل في كل موضع على ما يقتضيه السياق))[5] ولا يخفى أن من معاني الكتاب القرآن كما في مواضع كثيرة من القرآن، بل هو من أخص أسمائه، وأما هنا في آية الأنعام فإن السياق لا يدل عليه فلا يتعين الجزم به، وعليه فإنَّ ما ادَّعاه الفخر الرَّازي في ((تفسيره)) (12/215) من أن المراد بالكتاب في الآية هو القرآن وأنه الأظهر، بحجة أن الألف واللام إذا دخلا على الاسم المفرد انصرف إلى المعهود السَّابق، والمعهود السابق من الكتاب عند المسلمين هو القرآن، فليس بمسلَّم، وأبعد من قول الرَّازي قول ابن عطية وأبي حيَّان إذ ادّعيا أنَّ سياق الآية يدُّل عليه ويقتضيه، وقد مر.
وممن استبعد أن يكون لفذ الكتاب هنا القرآن الطاهر بن عاشور في ((التحرير والتنوير)) (7/217) مع أنه لم يشر إشارة صريحة إلى أن المعنى الرَّاجح الذي هو اللوح المحفوظ، واختار القول بأنَّ الكتاب هنا بمعنى المكتوب وهو المكنى عنه بالقلم، فقال في تفسيره: ((وقيل: الكتاب القرآن، وهذا بعيد إذ لا مناسبة بالغرض على هذا التفسير)).

2- دلالة السياق على المعنى في الآية التي قبلها وهي قوله تعالى: ﴿وقالوا لوْلا نزِّل عليْهِ آيةٌ مِنْ ربِّهِ ۚ قلْ إِنّ اللّه قادِرٌ علىٰ أنْ ينزِّل آيةً ولٰكِنّ أكْثرهمْ لا يعْلمون﴾[ الأنعام:37] والمراد بقوله: ﴿وقالوا لوْلا نزِّل عليْهِ آيةٌ مِنْ ربِّهِ﴾ كما قال ابن كثير في ((تفسيره)): (3/60) أي ((خارق على مقتضى ما كانوا يريدون ومما يتعنتون))، وهذا ينفي قول من قال إن المراد بالآية المنزَّلة هو القرآن، ويرجح القول بأنه اللوح المحفوظ، ووجه الترجيح كما قال ابن القيم أنهم ((لما سألوا الآية أخبرهم سبحانه بأنه لم يترك إنزالها لعدم قدرته على ذلك، فإنه قادر على ذلك، وإنما لم ينزلها لحكمته ورحمته بهم وإحسانه إليهم، إذ لو أنزلها على وقف اقتراحهم لعوجلوا بالعقوبة إن لم يؤمنوا، ثم ذكر ما يدل على كمال قدرته بخلق الأمم العظيمة التي لا يحصي عددها إلا هو، فمن قدر على خلق هذه الأمم مع اختلاف أجناسها وأنواعها وصفاتها وهيئاتها كيف يعجز عن إنزال آية! ثمَّ أخبر عن كمال قدرته وعلمه بأن هؤلاء الأمم قد أحصاهم، وكتبهم وقدَّر أرزاقهم وآجالهم وأحوالهم في كتاب لم يفرط فيه من شيء، ثم يميتهم ثم يحشرهم إليه ﴿والّذِين كذّبوا بِآياتِنا صمٌّ وبكْمٌ فِي الظّلماتِ﴾[ الأنعام:39] عن النظر والاعتبار الذي يؤذيهم إلى معرفة ربوبيته ووحدانية وصدق رسله، ثم أخبر أن الآيات لا تستقل بالهدى ولو أنزلها على وفق اقتراح البشر، بل الأمر كله له ﴿منْ يشإِ اللّه يضْلِلْه ومنْ يشأْ يجْعلْه علىٰ صِراطٍ مسْتقِيمٍ﴾[ الأنعام:39] فهو أظهر القولين والله أعلم[6].
وسقت كلام ابن القيم برمته ليظهر تهافت ما ذكره الخفاجي في توهين قول من قال[7] : حمله (أي الكتاب في آية الأنعام) على القرآن لا يلائم ما قبله وما بعده))، حيث فنَّد هذا المعنى وهو صحيح كما ترى- فقال[8] : ((ويدفع بأنَّ المعنى لم نترك شيئا من الحجج وغيرها إلا ذكرناه، فكيف يحتاج إلى آية أخرى ممَّا اقترحوه ويكذب بآياتنا)).
وخلاصة القول في خاتمة هذا المقال هو بيان ترجيح قول من فسَّر الكتاب في الآية المذكورة آنفا باللوح المحفوظ، وهو مدلول الآية المطابق كما عند المحققين، لذا ينبغي التنبيه عليه والقول به عند الاستدلال بهذه الآية، وأنه المعتمد والمقدم على غيره، وعليه فلا يصح أن تقصر الآية على القول الآخر (وهو القرآن)، ومع ذلك فإنه لا بأس بالاستشهاد بها على صحة هذا المعنى المرجوح لتضمن القرآن الوصف المذكور ((ما فرَّطنا)) على ما ذكرنا في هامش البحث من جواز الاستشهاد بالآيات في غير ما نزلت فيه، وخاصَّة إذا انضاف إلي ذلك قول بعض أهل العلم به، واقتصار بعضهم الآخر عليه فقط كما سبق بيانه، والعلم عند الله تعالى.

تم إعادة طبع المقال على الوورد word تحت إشراف شبكة الإمام الآجري

باقي تفريغات حلقات هذه السلسلة المباركة [من هنا]

[1]– مجلة الإصلاح الجزائرية: (العدد الثالث/ص6)
[2]– الاستشهاد بالآيات في غير ما نزلت فيه وتنزيل آيات الكفار على المؤمنين، جائز في الجملة إذا روعيت بعض الشروط والضوابط التي لابدَّ منها، انظر بحثا نفيسا في (مقالات في علوم القرآن وأصول التفسير) للدكتور مساعد بن سليمان الطيار من (ص269 إلى 276).
[3]– ((التفسير الصحيح)) للدكتور حكمت بشير ياسين (2/237).
[4]– لم أقصد الاستقصاء والحصر.
[5]– ((محاسن التأويل)) للقاسمي (1/262) و((قواعد التفسير)) لعثمان السبت (1/422).
[6]– ((شفاء العليل)) (ط/العبيكان) (1/165و166).
[7]– ((محاسن التأويل)) للقاسمي (3/307).
[8]– المرجع السابق.

المصغرات المرفقة تعليمية
الملفات المرفقة

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




تعليمية
تعليمية




بارك الله فيك