التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[فوائد مستخلصة] ما هو ضابط إظهار الدين لمن يعيش بين ظهراني المشركين للشيخ العالم حمد

تعليمية تعليمية
[فوائد مستخلصة] ما هو ضابط إظهار الدين لمن يعيش بين ظهراني المشركين للشيخ العالم حمد بن عتيق + [كتاب مصور] مجموع رسائل الشيخ ط3


بسم الله الرحمن الرحيم

ما هو ضابط إظهار الدين لمن يعيش بين ظهراني المشركين
للشيخ العالم حمد بن عتيق -رحمه الله-
+
[كتاب مصور] "هداية الطريق من رسائل وفتاوى الشيخ حمد بن علي بن عتيق" ط3

فهذا مقتطف من كلام العالم الفاضل حمد بن علي بن عتيق-رحمه الله- [ت: 1302هــ] وهو من أكابر تلاميذ العالم المحدث عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ-رحمه الله- صاحب "تيسير العزيز الحميد" وغيرها من الكتب النافعة، وهذا المقتطف من رسالته ((سبيل النجاة والفكاك من موالاة المرتدين والأتراك)) ، وفيه يبين الشيخ ضابط "إظهار الدين لمن كان يعيش بين المشركين" فما معنى الإظهار هنا؟ ومتى يقال: يجوز المكث بين الكفار؟ ولعلماء الدعوة النجدية رسائل عديدة وكلام كثير في هذا الباب ولعلي أجمع كلامهم في محل واحد ، وأقتصر هنا على ما في هذه الرسالة وهو مفيد نافع:

اقتباس:
وأما المسألة الرابعة: وهي مسألة إظهار الدين، فإن كثيرا من الناس، قد ظن أنه إذا قدر على أن يتلفظ بالشهادتين، وأن يصلي الصلوات، ولا يرد عن المساجد، فقد أظهر دينه وإن كان مع ذلك بين المشركين، أو في أماكن المرتدين. وقد غلطوا في ذلك أقبح الغلط.
فاعلم أن الكفر له أنواع وأقسام تتعدد بتعدد المكفرات، وقد تقدم بعض ذلك، وكل طائفة من طوائف الكفر فلا بد أن يشتهر عندها نوع منه، ولا يكون المسلم مظهرا لدينه، حتى يخالف كل طائفة بما اشتهر عندها، ويصرح لها بعداوته، والبراءة منه، فمن كان كفره بالشرك، فإظهار الدين عنده التصريح بالتوحيد، أو النهي عن الشرك والتحذير منه، ومن كان كفره بجحد الرسالة، فإظهار الدين عنده التصريح بأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والدعوة إلى اتباعه. ومن كان كفره بترك الصلاة، فإظهار الدين عنده فعل الصلاة، والأمر بها، ومن كان كفره بموالاة المشركين والدخول في طاعتهم، فإظهار الدين عنده التصريح بعداوته، والبراءة منه ومن المشركين.
وبالجملة فلا يكون مظهرا لدينه، إلا من صرح لمن ساكنه من كل كافر ببراءته منه، وأظهر له عداوته لهذا الشيء الذي صار به كافرا وبراءته منه، ولهذا قال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم: عاب ديننا وسفّه أحلامنا، وشتم آلهتنا.
وقال الله تعالى: {قل يا أيها الناس إن كنتم في شك من ديني فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله ولكن أعبد الله الذي يتوفاكم وأمرت أن أكون من المؤمنين. وأن أقم وجهك للدين حنيفا ولا تكونن من المشركين. ولا تدعوا من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين}.
فأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم: {يا أيها الناس}، إلى آخره، أي: إذا شككتم في الدين الذي أنا عليه، فدينكم الذي أنتم عليه أنا برئ منه، وقد أمرني ربي أن أكون من المؤمنين الذين هم أعداؤكم، ونهاني أن أكون من المشركين الذين هم أولياؤكم.
وقال تعالى: {قل يا أيها الكافرون. لا أعبد ما تعبدون. ولا أنتم عابدون ما أعبد}، إلى آخر السورة.
فأمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول للكفار: دينكم الذي انتم عليه، أنا برئ منه، وديني الذي أنا عليه أنتم برآء منه. والمراد: التصريح لهم بأنهم على الكفر، وأنه برئ منهم ومن دينهم.
فمن كان متبعا للنبي صلى الله عليه وسلم، فعليه أن يقول ذلك، ولا يكون مظهرا لدينه إلا بذلك، ولهذا لما عمل الصحابة بذلك، وآذاهم المشركون، أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى الحبشة، ولو وجد لهم رخصة في السكوت عن المشركين، لما أمرهم بذلك إلى بلد الغربة.
وفي السيرة: أن خالد بن الوليد، لما وصل إلى العرض في مسيره إلى أهل اليمامة، لما ارتدوا قدم مائتي فارس، وقال: من أصبتم من الناس فخذوه. فأخذوا مجاعة، في ثلاثة وعشرين رجلا من قومه، فلما وصل إلى خالد، قال له: يا خالد، لقد علمت أني قدمت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبايعته على الإسلام، وأنا اليوم على ما كنت عليه أمس. فإن يك كذابا قد خرج فينا فإن الله يقول: {ولا تزو وازرة وزر أخرى} فقال: يا مجاعة، تركت اليوم ما كنت عليه أمس، وكان رضاك بأمر هذا الكذاب وسكوتك عنه وأنت أعز أهل اليمامة، وقد بلغك مسيري إقرارا له ورضاء بما جاء به، فهلا أبديت عذرا، وتكلمت فيمن تكلم!، فقد تكلم ثمامة فرد وأنكر، وتكلم اليشكري، فإن قلت: أخاف قومي، فهلا عمدت إليّ، أو بعثت إلي رسولا، فقال: إن رأيت يا ابن المغيرة أن تعفو عن هذا كله!!، فقال: قد عفوت عن دمك، ولكن في نفسي حرج من تركك! اهـ.
وسيأتي في ذكر الهجرة، قول أولاد الشيخ: إن الرجل إذا كان في بلد كفر وكان يقدر على إظهار دينه عندهم، ويتبرأ منهم ومما هم عليه، ويظهروا لهم كفرهم وعداوته لهم، ولا يفتنونه عن دينه لأجل عشيرته أو ماله، فهذا لا يحكم بكفره… إلى آخره.
والمقصود منه: أن الرجل لا يكون مظهرا لدينه حتى يتبرأ من أهل الكفر الذي هو بين أظهرهم، ويصرح لهم: بأنهم كفار، وأنه عدو لهم، فإن لم يحصل ذلك لم يكن إظهار الدين حاصلا. ا.هـــ [ص63-65] من "هداية الطريق من رسائل وفتاوى الشيخ حمد بن علي بن عتيق"

وقال قبلها بصفحات:
الأمر الرابع: الجلوس عند المشركين في مجالس شركهم، من غير إنكار، والدليل قوله تعالى: {وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا}.
وفي أجوبة آل الشيخ رحمهم الله تعالى لما سئلوا عن هذه الآية وعن قوله صلى الله عليه وسلم: (من جامع المشرك وسكن معه فإنه مثله)؟
قالوا: الجواب أن الآية على ظاهرها، وهو أن الرجل إذا سمع آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها، فجلس عند الكافرين المستهزئين بآيات الله، من غير إكراه ولا إنكار ولا قيام عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره، فهو كافر مثلهم، وإن لم يفعل فعلهم، لأن ذلك يتضمن الرضى بالكفر، والرضى بالكفر كفر.
وبهذه الآية ونحوها، استدل العلماء على أن الراضي بالذنب كفاعله، فإن أدعى أنه يكره ذلك بقلبه لم يقبل منه، لأن الحكم بالظاهر، وهو قد أظهر الكفر، فيكون كافرا.
ولهذا لما وقعت الردة، وأدعى أناس أنهم كرهوا ذلك، لم يقبل منهم الصحابة ذلك بل جعلوهم كلهم مرتدين، إلا من أنكر بلسانه.
وكذلك قوله في الحديث: (من جامع المشرك وسكن معه فإنه مثله) على ظاهره: وهو أن الذي يدعي الإسلام، ويكون مع المشركين في الاجتماع والنصرة، والمنزل معهم بحيث يعده المشركون منهم، فهو كافر مثلهم وإن أدعى الإسلام، إلا إن كان يظهر دينه، ولا يتولى المشركين. اهـ.

وهكذا قال في نفس الرسالة:
وفي أجوبة أخرى: وما قولكم في رجل دخل هذا الدين وأحبه ويحب من دخل فيه، ويبغض الشرك وأهله ولكن أهل بلده يصرحون بعداوة أهل الإسلام ويقاتلون أهله، ويعتذر بأن ترك الوطن ولم يهاجر عنهم بهذه الأعذار، فهل يكون مسلما هذا أم كافرا؟
الجواب:
أما الرجل الذي عرف التوحيد وآمن به وأحبه وأحب أهله، وعرف الشرك وأبغضه وأبغض أهله، ولكن أهل بلده على الكفر والشرك، ولم يهاجر فهذا فيه تفصيل:
فإن كان يقدر على إظهار دينه عندهم، ويتبرأ منهم ومما هم عليه من الدين، ويظهر لهم كفرهم وعداوته لهم، ولا يفتنونه عن دينه لأجل عشيرته أو ماله أو غير ذلك فهذا لا يحكم بكفره، ولكنه إذا قدر على الهجرة ولم يهاجر ومات بين أظهر المشركين، فنخاف أن يكون قد دخل في أهل هذه الآية: {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم} فلم يعذر الله إلا من لم يستطع حيلة، ولا يهتدي سبيلا، ولكن قل أن يوجد اليوم من هو كذلك، بل الغالب أن المشركين لا يدعونه بين أظهرهم بل إما قتلوه وإما أخرجوه.
وأما من ليس له عذر في ترك الهجرة وجلس بين أظهرهم وأظهر لهم أنه منهم وأن دينهم حق ودين الإسلام باطل فهذا كافر مرتد، ولو عرف الدين بقلبه لأنه يمنعه عن الهجرة محبة الدنيا على الآخرة، وتكلم بكلام الكفر من غير إكراه فدخل في قوله: {ولكن من شرح بالكفر صدرا} الآيات.
هذا من جواب الشيخ حسين والشيخ عبد الله بن الشيخ محمد عبد بن الوهاب رحمهم الله تعالى وعفا عنهم. ا.هـ ص [69-70] المرجع السابق.

ولتحميل هذا المجموع "هداية الطريق من رسائل وفتاوى الشيخ حمد بن علي بن عتيق" -وفيه عشرون رسالة نافعة وبعض فتاوى منوعة- اضغط هنا :

تعليمية

وقد قمت بتصغير الحجم حيث نشر في 202 صفحة وبحجم 18مجا فقمت بتصغير حجمة ليسهل الانتفاع به فأصبح في 4 ميجا ، وأنصح أخواني باستخدام برنامج Apago PDF Shrink v4.5.6 فهو مميز وسهل وخفيف ونتائجه أفضل من adobe prof والله أعلم

الملفات المرفقة (افحص الملف ببرامج الحماية وقم بالتبليغ عنه إذا وجدته مخالفا) تعليمية هداية الطريق من رسائل وفتاوى الشيخ حمد بن علي بن عتيق .pdf‏ (4.10 ميجابايت)

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
مادة الفلسفة 2 ثانوي : باشراف الاستاذة أم يحيى

إشكالية الفلسفة والدين في الفلسفة الإسلامية

لقد كان أكبر اتصال بين المسلمين وبين الفلسفة اليونانية عن طريق الترجمة التي بدأت في أواخر القرن الأول الهجري، وتقوت في عهد العباسيين ابتداء من عصر المنصور ( توفي 108 م). وخصوصا في عهد المأمون الذي أنشأ سنة 215 ه لهذا الغرض مهمته الإشراف على ترجمة كل ما يصل إلى أيدي المسلمين من تراث اليونان وغيرهم من الأمم. وقد كان جل المترجمين الأوائل أطباء ومنجمين، اتجهت أكثر جهودهم في البداية إلى ترجمة الكتب الطبيعية والفلكية، وعن طريقهما اتجهت الأنظار إلى الفقرات الفلسفية، ثم بعد ذلك إلى الكتب الفلسفية الخالصة. وقد كان المترجمون الأوائل من أصول غير عربية، إلى أن برز يعقوب بن إسحاق الكندي كأول مترجم مسلم لم يلبث أن تحول إلى أول فيلسوف في الإسلام، عمل على تفسير كتب أرسطو و تأليف كتب فلسفية في الرياضيات والطب والكيمياء والفلك والإلهيات وذلك في حوالي 241 كتاب ورسالة. إن الإشكالية الرئيسية التي خاض فيها فلاسفة الإسلام هي إشكالية التوفيق بين الدين والفلسفة، والمقصود هو الدين الإسلامي والفلسفة اليونانية خصوصا فلسفة أفلاطون وأرسطو.
فكيف عالج الفلاسفة المسلمون هذه الإشكالية ؟

يرى الكندي، كأول فيلسوف في الإسلام، أن أشرف العلوم مرتبة هو علم الفلسفة، التي يعتبرها صناعة عقلية وفكرية تستهدف العلم بحقائق الأشياء، وبحسب ما تستطيعه الطاقة العقلية للإنسان.
ويحدد الكندي هدفين أساسية للممارسة الفكرية للفيلسوف : هدف نظري يتمثل في المعرفة المجردة بحقائق الأشياء وجواهرها، أي تكوين أحكام عقلية مطابقة لحقيقة الشيء، وهدف عملي يتمثل في أن يسلك الفيلسوف ويتصرف وفقا للقيم الأخلاقية الحقة التي يحددها العقل العملي. وهذا التقسيم الذي نجده عند الكندي يعود إلى تقليد معروف في فلسفة أفلاطون وأرسطو، و هو تقسيم الفلسفة إلى قسمين : فلسفة نظرية وفلسفة عملية.

ويبدو أن الأهداف التي يحددها الكندي للفلسفة، والمتمثلة في معرفة الحق و العمل به، هي أهداف تتوافق مع الغاية الأساسية من وجود الدين. وهكذا نلاحظ لدى الكندي نزعة توفيقية واضحة حاول من خلالها المصالحة بين الفلسفة والدين والبحث عن خيوط مشتركة بينهما.
ويتحدث الكندي عما يسميه بعلم العلة وهو العلم الذي يهدف إلى معرفة السبب الأول ( الله) باعتباره أصل كل الموجودات الأخرى، إنه علم ميتافيزيقي أو هو الفلسفة الأولى التي تبحث في المبادئ الأولى للوجود، والتي بمعرفتها نحيط علما بكل الموجودات. لذلك اعتبر الكندي أن علم العلة أو السبب هو أشرف من علم المعلول الذي هو مجرد نتيجة.

ومن أهم الفلاسفة المسلمين الذين عالجوا إشكالية الحكمة (الفلسفة) والشريعة (الدين) نجد الفيلسوف ابن رشد (1126 – 1198م)، وهو من كبار فلاسفة الإسلام ومن أعظم شراح فلسفة أرسطو. وقد وجد في هذه الفلسفة إمكانية تأسيس فلسفة عقلانية قادته إلى الفصل بين الدين والفلسفة على مستوى المنهج دون أن يضاد أحدهما الآخر على مستوى الغاية. ومن أهم مؤلفاته (تهافت التهافت) و (فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال).
إن الفلسفة حسب ابن رشد هي نوع من النظر العقلي في الموجودات من أجل أخذ العبرة والاهتداء من خلالها إلى معرفة الصانع /الله . والشرع يدعو إلى ممارسة التفلسف باعتباره نظرا عقليا في الموجودات لمعرفة الصانع.
وقد اعتمد ابن رشد على أدلة نقلية تتمثل في الاستشهاد بآيات قرآنية من أجل التأكيد على القضية التي يدافع عنها، وهي مشروعية الممارسة الفلسفية من وجهة نظر الدين. هكذا فإذا لم تكن الفلسفة سوى نظرا عقليا في الموجودات لأخذ العبرة، فإن القرآن يدعو إلى ذلك في الكثير من الآيات منها : وقوله تعالى : . كما اعتمد ابن رشد على أسلوب الاستدلال المنطقي حيث انتقل من قضية عامة وهي تعريف فعل الفلسفة، ثم قام بتحليل عناصرها الجزئية، منتهيا باستنتاج منطقي يمكن التعبير عنه بالشكل التالي:

– الفلسفة نظر في الموجودات لدلالتها على الصانع.
– الشرع يدعو إلى النظر في الموجودات لدلالتها على الصانع.
– إذن الشرع يدعو إلى الفلسفة.

فالتدبر العقلي الفلسفي يستهدف معرفة الحقيقة وأخذ العبرة. ومن شأنه أن يؤدي إلى إثبات صحة الأحكام الشرعية ويبين أهميتها في حياة الإنسان، لذلك فالعلاقة بينهما هي علاقة توافق وانسجام.
وقد ذكر ابن رشد بأن"الحق لا يضاد الحق"، وهي عبارة تدل على أن الحقيقة التي يتوصل إليها عن طريق النظر العقلي الفلسفي لا تخالف الحقيقة الدينية التي يعتبر الوحي مصدرها الأساسي.

وعلى العموم فالفلسفة الإسلامية تمثل إحدى اللحظات الأساسية في تاريخ الفلسفة وتطورها. وبالرغم من ترجمة فلاسفتها لكتب الفلسفة اليونانية وشرحها، لاسيما كتب أفلاطون وأرسطو، فإنه كانت للفلسفة الإسلامية قضاياها التي تخصها، والتي أملتها عليها طبيعة المجتمع الإسلامي وثقافته ودينه. ومن أبرز هذه القضايا نجد قضية العلاقة بين الحكمة والشريعة أو بين الفلسفة والدين.
وقد تبين أن الفيلسوف أبا إسحاق الكندي قد عمل على توضيح الغايات الأساسية من التفكير الفلسفي، والتي لا تتعارض في جوهرها مع ما جاء به الدين ودعا إليه. كما بين الفارابي أن الاختلاف بين الدين والفلسفة ليس سوى اختلافا في طريقة التعبير، أما الأهداف فواحدة. و في الغرب الإسلامي عمل ابن رشد على الدفاع عن الفلسفة وبين كيف أنها مأمور بها شرعا.
لكن المسلمين لم يطوروا فلسفة ابن رشد ولم يواصلوا مسارها العقلاني، بل ستنتقل فلسفة ابن رشد إلى أوروبا، لترتكز عليها النهضة الأوروبية لاحقا.




بارك الله فيك أخي على الموضوع القيم والمفيد
أعانك الله
نترقب المزيد
بالتوفيق




جزاك الله خيرا.




التصنيفات
اسلاميات عامة

الإجازة الصيفية للشيخ عز الدين رمضاني حفظه الله

الإجازة الصيفية

(مجلة "الإصلاح" العدد 9)
الشيخ عز الدين رمضاني حفظه الله

يَقْدُمُ علينا الصَّيف كَكُلِّ عام، يحمل معه المسَرَّات والمضرَّات، والنَّاس فيه يصولون ويجولون، وإلى الدَّعة والرَّاحة يخلدون، فمن مُطْلِقٍ لِعَنَانِ الشَّهوات مُنْغَمِسٌ في بحار المحرَّمات، لا يصادف شهوةٍ إلاَّ أتاها، ولا معصيةً إلاَّ ركبها.

ومِنْ كابحٍ لنزوات الشَّرِّ، ومجاهدٍ لشيطان الجنِّ والإنس، يخاف النِّقمة وسوء المنقلب في هذه الدَّار، ويطمح إلى نيل اللَّذَّات في دار القرار.
وموسم الصَّيف الَّذي هو موسم العُطَلِ والإجازات، يسيء النَّاس فيه استغلال الأوقات، وينشط فيهم داعي الرَّغبات والشَّهوات، وهم فيه على أقسام وأشكال.
فمنهم الرَّابح ومنهم الخاسر، وفيهم الغانم وفيهم الخائب، «وَكُلُّ النَّاسِ يَغْدُو؛ فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقهَا أَوْ مُوبِقهَا».
فمنهم من يقيم في بلده أو بلدته يقضي إجازته بتعليم أولاده القرآن، ويُحْضِرُهم إلى المساجد ويلزمهم بأداء الصَّلوات، ويراقب حضورهم وغيابهم، ويتعاهد حفظهم وتحصيلهم، فهذا قد نصح أولاده، وحفظ أمانةَ اللهِ فيهم، وسعى في إصلاحهم؛ ليكونوا له عونًا في الحياة، وخَلَفًا وذُخْرًا له بعد الممَات.
وبعضهم الآخر يسافر لزيارة أقاربه وصلة أرحامه، ويقضي الإجازة معهم؛ لتقرَّ أعينهم به ويؤدِّي إليهم حقَّهم.
فهذا مأجور قد استفاد من وقته وأدَّى ما عليه.
وبعضهم يسافر للنُّزهة في داخل البلاد أو خارجها، ولكن بين أظهر المسلمين، يقضي وقتَه فيها، مستمتعًا بمناظرها، متجوِّلاً في أنحائها، محافظًا على دينه، ملتزمًا بأخلاقه، فعملُه هذا مباح لا لومَ عليه فيه.
وبعضهم يقضي الإجازة في اللَّهو واللَّعب، وترك الواجبات وفعل المحرَّمات، يرتاد مواطن الفسق والفجور، وشواطئ العُرْي والْمُجُون، أو يسافر إلى بلاد الكفر، حيث العُهرُ والخَمْرُ؛ فينغمسَ في أوحال الضَّلالة ويتربَّى في أوكار السّفالة، يقضي وقته بين لهوٍ ومزمارٍ، ومسرحٍ وحانةٍ وقمار، وربَّما يستصحب أولاده وزوجته؛ ليأخذوا حظَّهم من الشَّقاء والبوار! فهذا الَّذي قد ضيَّع زمانه وباء بالإثم والخسران.
فيجب على جميع المسلمين أن يكونوا على حَذَرٍ وحيطة من أمرهم، وأن لا يُقْحِمُوا أنفسَهم وَذَوِيهِمْ في أوحال الْمُهْلِكَات.
وعليهم بحفظ أوقات هذه الإجازة فيما ينفعهم في دنياهم وأُخْرَاهُمْ.
ولا مانع من أن يعطوا لأنفسهم قِسْطًا منَ الرَّاحة ونصيبًا من الاستجمام الخالي من الإثم والعدوان.
وعليهم بملاحظة أولادهم وتوجيههم إلى استغلال هذه الإجازة بما يعود عليهم بالنَّفع، لا بالضَّرر والخسران.
وما دمنا على أبواب فصل الصَّيف، وحتَّى يثبت من وفَّقه الله للثَّبات، وحتَّى لا يؤول الأمر إلى الضَّياع والشَّتات، فإنَّنا ننبِّه إلى ضرورة عَزْلِ أبنائنا وبناتنا عن ذلك الوسط الْمُرِيبِ؛ مِنْ أماكن الاصطياف والاستجمام، كشَّواطئ البحار والمنتزهات الَّتي يكثر فيها العُري الكاشف، والاختلاط الفظيع، والفساد العريض، والتي لا يُرَاعى فيها أدنى صفات المروءة وشِيَمِ الأخلاق.
فتجنُّب هذه الأماكن فريضةٌ شرعيَّة، وضرورة حتميَّة تقي مصارع السُّوء وتجنِّب المصير المشؤوم. فإن قال قائل: وما نفعل بأبنائنا؟ أَنحرمهم من اللَّعب والمرح والتَّنزُّه؟
فالجواب: إنَّ الله تعالى يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا﴾ [التحريم: 6].
فإنَّ الوَلَدَ إذا شبَّ على شيء شاب عليه، ثمَّ لا مانع من البحث عن الأماكن النَّظيفة المصونة، وإن كانت قليلة.
كما لا يفوتنا أن ننبِّه على هذا الَّذي يسمُّونه بالتَّخييم الصَّيفي، ففيه من الفساد والتَّضييع، والانحلال والتَّمييع، ما الله به عليم، ولا يخفى أمره على اللَّبيب، تساق إليه فلذات الأكباد كسوق النِّعاج إلى حتفها.
والله من وراء القصد، وهو الهادي إلى سواء السَّبيل، والحمد لله ربِّ العالمين.




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك على الموضوع و التنبيه
اللهم بارك لنا في وقتنا و ارزقنا حسن ادارته

والله من وراء القصد، وهو الهادي إلى سواء السَّبيل، والحمد لله ربِّ العالمين.




جزيت خيرا و جعل الله هذا في ميزان حسناتك




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[شرح] شرح ثلاثة الأصول الشيخ عز الدين رمضاني

تعليمية تعليمية
[شرح] شرح ثلاثة الأصول الشيخ عز الدين رمضاني


أصول الثلاثه (قال المؤلف 01:(المقدمة)

أصول الثلاثه (قال المؤلف 02:(المسألة الاولى العلم)

أصول الثلاثه (قال المؤلف 03:(إعلم ….)

أصول الثلاثه 04(قال المؤلف :(ولم يتركهم هملا..)

أصول الثلاثه05 (قال المؤلف :(أن من أطاع الرسول …)

أصول الثلاثه (قال المؤلف 06:(تتم…

أصول الثلاثه 07(قال المؤلف :(فإذ…

أصول الثلاثه 08(قال المؤلف :(معرفة العبد ربه)

أصول الثلاثه (قال المؤلف 09:(الرب هو المعبود تتمه)

أصول الثلاثه10 (قال المؤلف :لدعاءا)

صول الثلاثه11 (قال المؤلف :(الخوف)

أصول الثلاثه 12(قال المؤلف :االاستعانه)

أصول الثلاثه 13(قال المؤلف :(الاستعاذه)

أصول الثلاثه 14(قال المؤلف :الاستغاثه…)

أصول الثلاثه 15(قال المؤلف :(مفهوم العبادات )

أصول الثلاثه 16(قال المؤلف :(أنواع العبادات)

أصول الثلاثه17 (قال المؤلف :(تتمه مع معرفة دين الاسلام)

أصول الثلاثه 18(قال المؤلف :(وال…

أصول الثلاثه 19(قال المؤلف :(شرح أركان الاسلام)

أصول الثلاثه 20(قال المؤلف :(ودل…

أصول الثلاثه 21(قال المؤلف :الم�… http://azeddin.ramdhani.com/index.php?option=com_mtre e&task=listcats&cat_id= 81 &Itemid=79

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
تحضير بكالوريا 2015- الشعب العلمية

البكالوريا البضاء ثانوية عروج و خير الدين بربروس علمى–2022

التصنيفات
القران الكريم

هجر القرآن : أسبابه و علاجه.للشيخ عزالدين رمضاني

تعليمية تعليمية

هجر القرآن : أسبابه و علاجه.للشيخ عزالدين رمضاني/ ضمن فعاليات دورة العلامة عبد الحميد ابن باديس بوهران ـ الطبعة الثالثة


ـ نبذة:
تقرَّب إلى الله ما استطعت من الأعمال الصالحة، فإنك لن تقرّب بشيء أحبّ
إليه من كلامه ـ تبارك وتعالى ـ، واطرق أبواب الفلاح كلِّها، فلن تكون مفلحا في كلِّ ما تقوم به في حياتك إلا إذا درست وأقبلت على كتابه ـ عزّ وجلّ ـ وجعلته مائدتك.
وقد أتحفنا الشيخ عزّ الدّين رمضاني ـ حفظه الله ـ بمحاضرة قيّمة تحذّرنا من هجر القرآن وعواقبه على مستوى الفرد والأمّة، وتعلّمنا أسبابه وعلاجه.

ـ مواضيع المحاضرة: [سيتم إضافتها قريبا]

– بعض الفوائد التي ذكرها الشيخ :: [سيتم إضافتها قريبا]

ـ مدة المحاضرة : ساعة ونصف
ـ رابط تحميل المحاضرة:
http://www.ajurry.com/vb/attachment….1&d=1304165 559

ـ [مقطع صوتي]و [موضوع] إجابة الشيخ توفيق عمروني بعد محاضرة الشيخ عز الدين رمضاني ـ أثابهم الله ـ ، على سؤال يخص نصيحة في التحذير من مشاهدة أفلام قصص الأنبياء كقصة يوسف عليه سلام ـ الأفلام الإيرانية وغيرها ـ :
http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?p=54752

ـ [مقطع صوتي] تلاوة للشيخ عمر الحاج مسعود ـ أثابه الله ـ بعد المحاضرة في صلاة العشاء:
http://www.ajurry.com/vb/attachment….1&d=1304162 185

ـ تابع بقية تسجيلات محاضرات الدورة العلمية " للعلامة عبد الحميد ابن باديس " ـ الطبعة الثالثة (وهران) ـ:
http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?p=54491


تعليمية تعليمية




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بورك فيك و نفع بك في ميزان حسناتك ان شاء الله

اللهم نور قلوبنا بالقرآن
اللهم لا تجعلنا ممن يقال فيهم:
(( رب قارئ للقرآن والقرآن يلعنه ))

سدد الله خطاك و وفقك وعطر لسانك بذكره
ونور قلبك بالقرآن

تقبل مرور اختك




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[فوائد مستخلصة] من درر الإمام الرباني ناصر الدين الألباني

تعليمية تعليمية
[فوائد مستخلصة] من درر الإمام الرباني ناصر الدين الألباني (ثباته على المنهج)

قال الإمام الألباني رحمه الله:
"إنّي حين وضعت هذا المنهج لنفسي ـ وهو التمسك بالسنّة الصحيحة ـ وجريت عليه في كتبي كنت على علم أنّه لا يرضي ذلك كل الطوائف والمذاهب بل سوف يوجّه بعضهم ألسنة الطعن؛ وأقلام اللوم إلي، ولا بأس من ذلك عليّ، فإنّي أعلم أيضاً أن إرضاء النّاس غاية لا تدرك، وأنّ "من أرضى النّاس بسخط الله وكله الله إلى الناس" كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم.
ولله در من قال:

ولست بناج من مقالة طاعــــــــن # ولو كنت في غار على جبل وعر

ومن الذي ينجوا من النّاس سالماً # ولو غاب عنهم بين خافيتي نســـر
فحسبي أنّي معتقد أنّ ذلك هو الطريق الأقوم، الذي أمر الله تعالى به المؤمنين، وبيّنه نبيّنا سيد المرسلين، وهو الذي سلكه السلف الصالح من الصحابة والتّابعين ومن بعدهم وفيهم الأئمة الأربعة ـ الذي ينتمي إلى مذاهبهم جمهور المسلمين ـ وكلهم متّفق على وجوب التّمسك بالسنّة، والرجوع إليها، وترك كل قول يخالفها، مهما كان القائل عظيماً ـ فإنّ شأنه صلّى الله عليه وسلم أعظم، وسبيله أقوم"
المصدر: تذكير النّابهين بسير أسلافهم حفاظ الحديث السّابقين واللاحقين . للإمام العلامة المحدث المربي حامل الرّاية ـ وإن رغمت أنوف ـ ربيع بن هادي بن عمير المدخلي ـ حفظه الله وجعله شوكة في حلوق أهل البدع المحرّفين ـ . ط ـ دار الإمام أحمد ص 382

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
القران الكريم

[مقال] حكم قراءة القرآن جماعة بنغمة واحدة للشيخ تقي الدين الهلالي المغربي رحمه الله |

تعليمية تعليمية

[مقال] حكم قراءة القرآن جماعة بنغمة واحدة للشيخ تقي الدين الهلالي المغربي رحمه الله

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
قال العلامة الشيخ محمد تقي الدين الهلالي

رحمه الله في كتابه

" الحسام الماحق "

" اعلم أنَّ الاجتماع لقراءة القرآن في المسجد في غير أوقات الصلاة مشروع لقول النبي صلى الله عليه وسلم " و ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله و يتدارسونه فيما بينهم إلا نَزَلت عليهم السكينة و غَشيتهم الرحمة و حفتهم الملائكة و ذكرهم الله فيمن عنده ، و من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه" . رواه مسلم من حديث أبي هريرة .

لكن الاجتماع لقراءة القرآن الموافقة لسنة النبي صلى الله عليه و سلم و عمل السلف الصالح أن يقرأ أحد القوم و الباقون يسمعون، و من عرض له شك في معنى الآية استوقف القارئ، و تكلم من يحسن الكلام في تفسيرها حتى ينجلي تفسيرها، و يتضح للحاضرين، ثم يستأنف القارئ القراءة. هكذا كان الأمر في زمان النبي صلى الله عليه و سلم إلى يومنا هذا في جميع البلاد الإسلامية ما عَدَا بلاد المغرب في العصر الأخير، فقد وضع لهم أحد المغاربة و يسمى ( عبد الله الهبطي ) وَقْفاً محدثاً ليتمكنوا به من قراءة القرآن جماعة بنغمة واحدة، فنشأ عن ذلك بدعة القراءة جماعة بأصوات مجتمعة على نغمة واحدة وهي بدعة قبيحة تشتمل على مفاسد كثيرة :

الأولى: أنـها محدثة و قد قال النبي صلى الله عليه و سلم: " و إياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة ".

الثانية: عدم الإنصات فلا ينصت أحد منهم إلى الآخر، بل يجهر بعضهم على بعض بالقرآن، و قد نـهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله: " كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن، و لا يؤذ بعضكم بعضاً ".

الثالثة: أن اضطرار القارئ إلى التنفس و استمرار رفقائه في القراءة يجعله يقطع القرآن و يترك فقرات كثيرة فتفوته كلمات في لحظات تنفسه، و ذلك محرم بلا ريب .

الرابعة : أنه يتنفس في المد المتصل مثل : جاء ، و شاء ، و أنبياء ، و آمنوا ، و ما أشبه ذلك فيقطع الكلمة الواحدة نصفين ، و لا شك في أن ذلك محرم و خارج عن آداب القراءة ، و قد نص أئمة القراءة على تحريم ما هو دون ذلك ، و هو الجمع بين الوقف و الوصل ، كتسكين باء ( لا ريب ) و وصلها بقوله تعالى :"فيه هدى" قال الشيخ التهامي بن الطيب في نصوصه : الجمع بين الوصل و الوقف حرام * نص علـيه غير عـالم هـمام

الخامسة: أن في ذلك تشبهاً بأهل الكتاب في صلواتـهم في كنائسهم.

فواحدة من هذه المفاسد تكفي لتحريم ذلك، و الطامة الكبرى أنه يستحيل التدبر في مثل تلك القراءة و قد زجر الله عن ذلك بقوله في سورة محمد :" أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها" و نحن نشاهد معظم من يقرأ على تلك القراءة لا يتدبر القرآن و لا ينتفع به، و تا الله لقد شاهدت قُراء القرآن على القبر فلم يتعظوا بمشاهدته و لا برؤية القبور و لا بما يقرؤونه من القرآن، فقبح الله قوماً هذا حالهم (و بعداً للقوم الظالمين) .

قال أبو إسحاق الشاطبي في (الاعتصام):
( و اعلموا أنه حيث قلنا: إن العمل الزائد على المشروع يصير وصفاً له أو كالوصف فإنما يعتبر بأحد أمور ثلاثة: إما بالقصد، وإما بالعبادة، و إما بالزيادة أو بالنقصان .

إما بالعبادة كالجهر و الإجتماع في الذكر المشهور بين متصوفة الزمان، فإن بينه و بين الذكر المشروع بوناً بعيداً إذ هما كالمضادين عادة، وكالذين حكى عنهم ابن وضاح عن الأعمش عن بعض أصحابه قال : ( مَرَّ عبد الله برجل يقص في المسجد على أصحابه وهو يقول: سبحُوا عَشرَا و هللوا عشرَا، فقال عبد الله: إنكم لأهدى من أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم أو أضل؟ بل هذا "يعني أضل" ).

و في رواية عنه : أن رجلاً كان يجمع الناس فيقول: رحم الله من قال كذا و كذا مرة "الحمد لله"، قال فمر بـهم عبد الله بن مسعود فقال لهم: ( هُديتم لما لم يُهدَ نبيكم، وإنكم لتمسكون بذنب ضلالة ) ، وذكر لهم أن ناساً بالكوفة يسبحون بالحصى في المسجد فأتاهم و قد كوم كل رجل بين يديه كوماً من حصى قال: فلم يزل يحصبهم بالحصى حتى أخرجهم من المسجد و يقول : " لقد أحدثتم بدعة و ظلماً و كأنكم فقتم أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم علمًا ").انتهى
تعليق: و قد روي هذا الحديث عن ابن مسعود من طرق كثيرة بعبارات مختلفة لفظاً و متفقة معنى، بعض الروايات مطول و بعضها مختصر و فيه فوائد :

الأولى: هذا الحديث موقوف و لكنه في حكم المرفوع، لأن ابن مسعود صرح بأن ذلك مخالف لسنة النبي صلى الله عليه و سلم ففي بعض الروايات " : وَيْحَكُم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم، هذه ثيابه لم تبل، و أوانيه لم تكسر، و نساؤه شواب، و قد أحدثتم ما أحدثتم" ، و في رواية أخرى أن عبد الله بن مسعود لما طردهم من مسجد الكوفة و رماهم بالحصباء، خرجوا إلى ظاهر الكوفة و بنوا مسجداً و أخذوا يعملون ذلك العمل، فأمر عبد الله بن مسعود بـهدمه فهدم .

الثانية: أن البدعة و إن كانت إضافية شَرٌ من المعاصي كما حققه أبو إسحاق الشاطبي فهي حرام، إنما كانت شراً من المعاصي لأن المعصية يفعلها صاحبها وهو معترف بذنبه فيرجى له أن يتوب منها .

الثالثة: أن المبتدع يستحق العقاب و الطرد من المسجد إن كان الابتداع فيه .

الرابعة: أن كل مسجد بني على قبر أو بني لارتكاب البدع فيه يجب هدمه؛ لأنه مثل مسجد الضرار الذي أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بـهدمه و إحراقه، فهدمه أصحابه و جعل كناسة ترمي فيه الجيف، و قد نقل غير واحد عن ابن حجر الهيثمي أنه قال: ( إن هذه المساجد المبنية على القبور هي أحق بالهدم من مسجد الضرار )، وابن حجر هذا كان مبتدعاً ضالاً و لكنه في هذه المسألة قال الحق، والحكمة ضالة المؤمن، يأخذها حيث وجدها. أما الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني فهو إمام محقق لم يشرح أحد صحيح البخاري مثل شرحه المسمى بـ (فتح الباري) ولذلك قال العلماء: (لا هجرة بعد الفتح). أي لا شرح للبخاري يستحق الاعتبار بعد فتح الباري، ثم قال أبو إسحاق عاطفاً على البدع المنكرة: ( و من أمثلة ذلك أيضاً: قراءة القرآن على صوت واحد، فإن تلك الهيئة زائدة على مشروعية القراءة، و كذلك الجهر الذي اعتاده أرباب الرواية)

قال محمد تقي الدين : و العجب من هؤلاء المشركين المبتدعين الضلال ، فإنـهم يتلونون تلون الحرباء لا يستقرون على حال أبداً ، فتارة يدعون أنـهم مقلدون لمالك ، و يرون من خالف مذهبه كمن خالف القرآن و السنة الثابتة المحكمة ، و يغلون في ذلك إلى أن يجعلوا البسملة و التعوذ و قراءة الفاتحة خلف الإمام في الجهرية و الجهر بالتأمين و وضع اليمنى على اليسرى و رفع اليدين عند الركوع و الرفع منه و بعد القيام من التشهد الأول ، و السلام تسليمتين ( السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ) و ما أشبه ذلك من السنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه و سلم التي يراها من له أدنى إلمام بالفقه في الدين كالشمس في رابعة النهار كأنه يشاهد النبي صلى الله عليه و سلم يفعلها لا يشك في ذلك و لا يرتاب فيه ، يجعلون ذلك من المنكرات التي يجب أن تغير ، و يكتب فيها من بلد إلى بلد مع أن مالكاً في الحقيقة قائل ببعضها تفصيلاً و بسائرها إجمالاً ، ثم يخالفون فيما ينهى عنه و يكرهه كراهة تحريم من البدع التي لا تسند إلى أي دليل كعبادة القبور و زيارتـها زيارة بدعية ، و قراءة القرآن على الميت بعد موته و على قبره ، و قراءة القرآن جماعة بصوت واحد ، و قراءة الأذكار و الأوراد كذلك ، و قد صرح بذلك خليل الذي يعدون مختصره قرآناً يتلى غلواً منهم و ضلالاً .

قال في مختصره عاطفاً على المكروهات : ( و جهر بـها في مسجد كجماعة ) ، و لا يبالون بخلافه فيما اعتادوه من البدع ، فيحلونه عاماً و يحرمونه عاماً ، و ما أحسن قوله تعالى في سورة القصص يخاطب رسوله صلى الله عليه و سلم : ( فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم . و من أضل ممن اتبع هواه بغير هدىً من الله . إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) "

انتهى ما قال رحمه الله


منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[قصيدة] قصيدة أسماء الله الحسنى للشيخ محمد تقي الدين الهلالي

تعليمية تعليمية
[قصيدة] قصيدة أسماء الله الحسنى للشيخ محمد تقي الدين الهلالي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

للشيخ
محمد تقي الدين الهلالي المغربي
-رحمه الله-

قراءة قصيدة
أسماء الله الحسنى

أسماء الله الحسنى.rm

الملفات المرفقة

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
القران الكريم

[مقتطف] قراءة القرآن جماعة بنغمة واحدة للشيخ تقي الدين الهلالي المغربي ||-القران وعلو

تعليمية تعليمية

[مقتطف] قراءة القرآن جماعة بنغمة واحدة للشيخ تقي الدين الهلالي المغربي

قراءة القرآن جماعة بنغمة واحدة

بقلم / الدكتور محمد تقي الدين الهلالي

(الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله ، و بعد: قال العلامة الشيخ محمد تقي الدين الهلالي رحمه الله في كتابه " الحسام الماحق " : " اعلم أنَّ الاجتماع لقراءة القرآن في المسجد في غير أوقات الصلاة مشروع لقول النبي صلى الله عليه وسلم " و ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله و يتدارسونه فيما بينهم إلا نَزَلت عليهم السكينة و غَشيتهم الرحمة و حفتهم الملائكة و ذكرهم الله فيمن عنده ، و من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه" . رواه مسلم من حديث أبي هريرة . لكن الاجتماع لقراءة القرآن الموافقة لسنة النبي صلى الله عليه و سلم و عمل السلف الصالح أن يقرأ أحد القوم و الباقون يسمعون، و من عرض له شك في معنى الآية استوقف القارئ، و تكلم من يحسن الكلام في تفسيرها حتى ينجلي تفسيرها، و يتضح للحاضرين، ثم يستأنف القارئ القراءة. هكذا كان الأمر في زمان النبي صلى الله عليه و سلم إلى يومنا هذا في جميع البلاد الإسلامية ما عَدَا بلاد المغرب في العصر الأخير، فقد وضع لهم أحد المغاربة و يسمى ( عبد الله الهبطي ) وَقْفاً محدثاً ليتمكنوا به من قراءة القرآن جماعة بنغمة واحدة، فنشأ عن ذلك بدعة القراءة جماعة بأصوات مجتمعة على نغمة واحدة وهي بدعة قبيحة تشتمل على مفاسد كثيرة :
الأولى: أنـها محدثة و قد قال النبي صلى الله عليه و سلم: " و إياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة ".
الثانية: عدم الإنصات فلا ينصت أحد منهم إلى الآخر، بل يجهر بعضهم على بعض بالقرآن، و قد نـهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله: " كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن، و لا يؤذ بعضكم بعضاً ".
الثالثة: أن اضطرار القارئ إلى التنفس و استمرار رفقائه في القراءة يجعله يقطع القرآن و يترك فقرات كثيرة فتفوته كلمات في لحظات تنفسه، و ذلك محرم بلا ريب .
الرابعة : أنه يتنفس في المد المتصل مثل : جاء ، و شاء ، و أنبياء ، و آمنوا ، و ما أشبه ذلك فيقطع الكلمة الواحدة نصفين ، و لا شك في أن ذلك محرم و خارج عن آداب القراءة ، و قد نص أئمة القراءة على تحريم ما هو دون ذلك ، و هو الجمع بين الوقف و الوصل ، كتسكين باء ( لا ريب ) و وصلها بقوله تعالى :"فيه هدى" قال الشيخ التهامي بن الطيب في نصوصه : الجمع بين الوصل و الوقف حرام * نص علـيه غير عـالم هـمام الخامسة: أن في ذلك تشبهاً بأهل الكتاب في صلواتـهم في كنائسهم. فواحدة من هذه المفاسد تكفي لتحريم ذلك، و الطامة الكبرى أنه يستحيل التدبر في مثل تلك القراءة و قد زجر الله عن ذلك بقوله في سورة محمد :" أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها" و نحن نشاهد معظم من يقرأ على تلك القراءة لا يتدبر القرآن و لا ينتفع به، و تا الله لقد شاهدت قُراء القرآن على القبر فلم يتعظوا بمشاهدته و لا برؤية القبور و لا بما يقرؤونه من القرآن، فقبح الله قوماً هذا حالهم (و بعداً للقوم الظالمين) . قال أبو إسحاق الشاطبي في (الاعتصام): ( و اعلموا أنه حيث قلنا: إن العمل الزائد على المشروع يصير وصفاً له أو كالوصف فإنما يعتبر بأحد أمور ثلاثة: إما بالقصد، وإما بالعبادة، و إما بالزيادة أو بالنقصان . إما بالعبادة كالجهر و الإجتماع في الذكر المشهور بين متصوفة الزمان، فإن بينه و بين الذكر المشروع بوناً بعيداً إذ هما كالمضادين عادة، وكالذين حكى عنهم ابن وضاح عن الأعمش عن بعض أصحابه قال 🙁 مَرَّ عبد الله برجل يقص في المسجد على أصحابه وهو يقول: سبحُوا عَشرَا و هللوا عشرَا، فقال عبد الله: إنكم لأهدى من أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم أو أضل؟ بل هذا "يعني أضل" ). و في رواية عنه : أن رجلاً كان يجمع الناس فيقول: رحم الله من قال كذا و كذا مرة "الحمد لله"، قال فمر بـهم عبد الله بن مسعود فقال لهم: ( هُديتم لما لم يُهدَ نبيكم، وإنكم لتمسكون بذنب ضلالة ) ، وذكر لهم أن ناساً بالكوفة يسبحون بالحصى في المسجد فأتاهم و قد كوم كل رجل بين يديه كوماً من حصى قال: فلم يزل يحصبهم بالحصى حتى أخرجهم من المسجد و يقول : " لقد أحدثتم بدعة و ظلماً و كأنكم فقتم أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم علمًا ").انتهى تعليق: و قد روي هذا الحديث عن ابن مسعود من طرق كثيرة بعبارات مختلفة لفظاً و متفقة معنى، بعض الروايات مطول و بعضها مختصر و فيه فوائد : الأولى: هذا الحديث موقوف و لكنه في حكم المرفوع، لأن ابن مسعود صرح بأن ذلك مخالف لسنة النبي صلى الله عليه و سلم ففي بعض الروايات " : وَيْحَكُم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم، هذه ثيابه لم تبل، و أوانيه لم تكسر، و نساؤه شواب، و قد أحدثتم ما أحدثتم" ، و في رواية أخرى أن عبد الله بن مسعود لما طردهم من مسجد الكوفة و رماهم بالحصباء، خرجوا إلى ظاهر الكوفة و بنوا مسجداً و أخذوا يعملون ذلك العمل، فأمر عبد الله بن مسعود بـهدمه فهدم . الثانية: أن البدعة و إن كانت إضافية شَرٌ من المعاصي كما حققه أبو إسحاق الشاطبي فهي حرام، إنما كانت شراً من المعاصي لأن المعصية يفعلها صاحبها وهو معترف بذنبه فيرجى له أن يتوب منها . الثالثة: أن المبتدع يستحق العقاب و الطرد من المسجد إن كان الابتداع فيه . الرابعة: : أن كل مسجد بني على قبر أو بني لارتكاب البدع فيه يجب هدمه؛ لأنه مثل مسجد الضرار الذي أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بـهدمه و إحراقه، فهدمه أصحابه و جعل كناسة ترمي فيه الجيف، و قد نقل غير واحد عن ابن حجر الهيثمي أنه قال: ( إن هذه المساجد المبنية على القبور هي أحق بالهدم من مسجد الضرار )، وابن حجر هذا كان مبتدعاً ضالاً و لكنه في هذه المسألة قال الحق، والحكمة ضالة المؤمن، يأخذها حيث وجدها. أما الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني فهو إمام محقق لم يشرح أحد صحيح البخاري مثل شرحه المسمى بـ (فتح الباري) ولذلك قال العلماء: (لا هجرة بعد الفتح). أي لا شرح للبخاري يستحق الاعتبار بعد فتح الباري، ثم قال أبو إسحاق عاطفاً على البدع المنكرة: ( و من أمثلة ذلك أيضاً: قراءة القرآن على صوت واحد، فإن تلك الهيئة زائدة على مشروعية القراءة، و كذلك الجهر الذي اعتاده أرباب الرواية) قال محمد تقي الدين : و العجب من هؤلاء المشركين المبتدعين الضلال ، فإنـهم يتلونون تلون الحرباء لا يستقرون على حال أبداً ، فتارة يدعون أنـهم مقلدون لمالك ، و يرون من خالف مذهبه كمن خالف القرآن و السنة الثابتة المحكمة ، و يغلون في ذلك إلى أن يجعلوا البسملة و التعوذ و قراءة الفاتحة خلف الإمام في الجهرية و الجهر بالتأمين و وضع اليمنى على اليسرى و رفع اليدين عند الركوع و الرفع منه و بعد القيام من التشهد الأول ، و السلام تسليمتين ( السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ) و ما أشبه ذلك من السنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه و سلم التي يراها من له أدنى إلمام بالفقه في الدين كالشمس في رابعة النهار كأنه يشاهد النبي صلى الله عليه و سلم يفعلها لا يشك في ذلك و لا يرتاب فيه ، يجعلون ذلك من المنكرات التي يجب أن تغير ، و يكتب فيها من بلد إلى بلد مع أن مالكاً في الحقيقة قائل ببعضها تفصيلاً و بسائرها إجمالاً ، ثم يخالفون فيما ينهى عنه و يكرهه كراهة تحريم من البدع التي لا تسند إلى أي دليل كعبادة القبور و زيارتـها زيارة بدعية ، و قراءة القرآن على الميت بعد موته و على قبره ، و قراءة القرآن جماعة بصوت واحد ، و قراءة الأذكار و الأوراد كذلك ، و قد صرح بذلك خليل الذي يعدون مختصره قرآناً يتلى غلواً منهم و ضلالاً . قال في مختصره عاطفاً على المكروهات : ( و جهر بـها في مسجد كجماعة ) ، و لا يبالون بخلافه فيما اعتادوه من البدع ، فيحلونه عاماً و يحرمونه عاماً ، و ما أحسن قوله تعالى في سورة القصص يخاطب رسوله صلى الله عليه و سلم : ( فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم . و من أضل ممن اتبع هواه بغير هدىً من الله . إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) " انتهى ما قال رحمه الله

الدكتور تقي الدين الهلالي

المصدر: المكتبة الالكترونية للشيخ تقي الدين الهلالي-رحمه الله-

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية