التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[سؤال] هل يجوز لعن الجمادات والأوصاف كالدستور والديمقراطية؟

تعليمية تعليمية
[سؤال] هل يجوز لعن الجمادات والأوصاف كالدستور والديمقراطية؟


حياكم الله؛ هل يجوز لعن الجمادات والأوصاف كالدستور والديمقراطية؟

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[فوائد مستخلصة] ما هو ضابط إظهار الدين لمن يعيش بين ظهراني المشركين للشيخ العالم حمد

تعليمية تعليمية
[فوائد مستخلصة] ما هو ضابط إظهار الدين لمن يعيش بين ظهراني المشركين للشيخ العالم حمد بن عتيق + [كتاب مصور] مجموع رسائل الشيخ ط3


بسم الله الرحمن الرحيم

ما هو ضابط إظهار الدين لمن يعيش بين ظهراني المشركين
للشيخ العالم حمد بن عتيق -رحمه الله-
+
[كتاب مصور] "هداية الطريق من رسائل وفتاوى الشيخ حمد بن علي بن عتيق" ط3

فهذا مقتطف من كلام العالم الفاضل حمد بن علي بن عتيق-رحمه الله- [ت: 1302هــ] وهو من أكابر تلاميذ العالم المحدث عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ-رحمه الله- صاحب "تيسير العزيز الحميد" وغيرها من الكتب النافعة، وهذا المقتطف من رسالته ((سبيل النجاة والفكاك من موالاة المرتدين والأتراك)) ، وفيه يبين الشيخ ضابط "إظهار الدين لمن كان يعيش بين المشركين" فما معنى الإظهار هنا؟ ومتى يقال: يجوز المكث بين الكفار؟ ولعلماء الدعوة النجدية رسائل عديدة وكلام كثير في هذا الباب ولعلي أجمع كلامهم في محل واحد ، وأقتصر هنا على ما في هذه الرسالة وهو مفيد نافع:

اقتباس:
وأما المسألة الرابعة: وهي مسألة إظهار الدين، فإن كثيرا من الناس، قد ظن أنه إذا قدر على أن يتلفظ بالشهادتين، وأن يصلي الصلوات، ولا يرد عن المساجد، فقد أظهر دينه وإن كان مع ذلك بين المشركين، أو في أماكن المرتدين. وقد غلطوا في ذلك أقبح الغلط.
فاعلم أن الكفر له أنواع وأقسام تتعدد بتعدد المكفرات، وقد تقدم بعض ذلك، وكل طائفة من طوائف الكفر فلا بد أن يشتهر عندها نوع منه، ولا يكون المسلم مظهرا لدينه، حتى يخالف كل طائفة بما اشتهر عندها، ويصرح لها بعداوته، والبراءة منه، فمن كان كفره بالشرك، فإظهار الدين عنده التصريح بالتوحيد، أو النهي عن الشرك والتحذير منه، ومن كان كفره بجحد الرسالة، فإظهار الدين عنده التصريح بأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والدعوة إلى اتباعه. ومن كان كفره بترك الصلاة، فإظهار الدين عنده فعل الصلاة، والأمر بها، ومن كان كفره بموالاة المشركين والدخول في طاعتهم، فإظهار الدين عنده التصريح بعداوته، والبراءة منه ومن المشركين.
وبالجملة فلا يكون مظهرا لدينه، إلا من صرح لمن ساكنه من كل كافر ببراءته منه، وأظهر له عداوته لهذا الشيء الذي صار به كافرا وبراءته منه، ولهذا قال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم: عاب ديننا وسفّه أحلامنا، وشتم آلهتنا.
وقال الله تعالى: {قل يا أيها الناس إن كنتم في شك من ديني فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله ولكن أعبد الله الذي يتوفاكم وأمرت أن أكون من المؤمنين. وأن أقم وجهك للدين حنيفا ولا تكونن من المشركين. ولا تدعوا من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين}.
فأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم: {يا أيها الناس}، إلى آخره، أي: إذا شككتم في الدين الذي أنا عليه، فدينكم الذي أنتم عليه أنا برئ منه، وقد أمرني ربي أن أكون من المؤمنين الذين هم أعداؤكم، ونهاني أن أكون من المشركين الذين هم أولياؤكم.
وقال تعالى: {قل يا أيها الكافرون. لا أعبد ما تعبدون. ولا أنتم عابدون ما أعبد}، إلى آخر السورة.
فأمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول للكفار: دينكم الذي انتم عليه، أنا برئ منه، وديني الذي أنا عليه أنتم برآء منه. والمراد: التصريح لهم بأنهم على الكفر، وأنه برئ منهم ومن دينهم.
فمن كان متبعا للنبي صلى الله عليه وسلم، فعليه أن يقول ذلك، ولا يكون مظهرا لدينه إلا بذلك، ولهذا لما عمل الصحابة بذلك، وآذاهم المشركون، أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى الحبشة، ولو وجد لهم رخصة في السكوت عن المشركين، لما أمرهم بذلك إلى بلد الغربة.
وفي السيرة: أن خالد بن الوليد، لما وصل إلى العرض في مسيره إلى أهل اليمامة، لما ارتدوا قدم مائتي فارس، وقال: من أصبتم من الناس فخذوه. فأخذوا مجاعة، في ثلاثة وعشرين رجلا من قومه، فلما وصل إلى خالد، قال له: يا خالد، لقد علمت أني قدمت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبايعته على الإسلام، وأنا اليوم على ما كنت عليه أمس. فإن يك كذابا قد خرج فينا فإن الله يقول: {ولا تزو وازرة وزر أخرى} فقال: يا مجاعة، تركت اليوم ما كنت عليه أمس، وكان رضاك بأمر هذا الكذاب وسكوتك عنه وأنت أعز أهل اليمامة، وقد بلغك مسيري إقرارا له ورضاء بما جاء به، فهلا أبديت عذرا، وتكلمت فيمن تكلم!، فقد تكلم ثمامة فرد وأنكر، وتكلم اليشكري، فإن قلت: أخاف قومي، فهلا عمدت إليّ، أو بعثت إلي رسولا، فقال: إن رأيت يا ابن المغيرة أن تعفو عن هذا كله!!، فقال: قد عفوت عن دمك، ولكن في نفسي حرج من تركك! اهـ.
وسيأتي في ذكر الهجرة، قول أولاد الشيخ: إن الرجل إذا كان في بلد كفر وكان يقدر على إظهار دينه عندهم، ويتبرأ منهم ومما هم عليه، ويظهروا لهم كفرهم وعداوته لهم، ولا يفتنونه عن دينه لأجل عشيرته أو ماله، فهذا لا يحكم بكفره… إلى آخره.
والمقصود منه: أن الرجل لا يكون مظهرا لدينه حتى يتبرأ من أهل الكفر الذي هو بين أظهرهم، ويصرح لهم: بأنهم كفار، وأنه عدو لهم، فإن لم يحصل ذلك لم يكن إظهار الدين حاصلا. ا.هـــ [ص63-65] من "هداية الطريق من رسائل وفتاوى الشيخ حمد بن علي بن عتيق"

وقال قبلها بصفحات:
الأمر الرابع: الجلوس عند المشركين في مجالس شركهم، من غير إنكار، والدليل قوله تعالى: {وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا}.
وفي أجوبة آل الشيخ رحمهم الله تعالى لما سئلوا عن هذه الآية وعن قوله صلى الله عليه وسلم: (من جامع المشرك وسكن معه فإنه مثله)؟
قالوا: الجواب أن الآية على ظاهرها، وهو أن الرجل إذا سمع آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها، فجلس عند الكافرين المستهزئين بآيات الله، من غير إكراه ولا إنكار ولا قيام عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره، فهو كافر مثلهم، وإن لم يفعل فعلهم، لأن ذلك يتضمن الرضى بالكفر، والرضى بالكفر كفر.
وبهذه الآية ونحوها، استدل العلماء على أن الراضي بالذنب كفاعله، فإن أدعى أنه يكره ذلك بقلبه لم يقبل منه، لأن الحكم بالظاهر، وهو قد أظهر الكفر، فيكون كافرا.
ولهذا لما وقعت الردة، وأدعى أناس أنهم كرهوا ذلك، لم يقبل منهم الصحابة ذلك بل جعلوهم كلهم مرتدين، إلا من أنكر بلسانه.
وكذلك قوله في الحديث: (من جامع المشرك وسكن معه فإنه مثله) على ظاهره: وهو أن الذي يدعي الإسلام، ويكون مع المشركين في الاجتماع والنصرة، والمنزل معهم بحيث يعده المشركون منهم، فهو كافر مثلهم وإن أدعى الإسلام، إلا إن كان يظهر دينه، ولا يتولى المشركين. اهـ.

وهكذا قال في نفس الرسالة:
وفي أجوبة أخرى: وما قولكم في رجل دخل هذا الدين وأحبه ويحب من دخل فيه، ويبغض الشرك وأهله ولكن أهل بلده يصرحون بعداوة أهل الإسلام ويقاتلون أهله، ويعتذر بأن ترك الوطن ولم يهاجر عنهم بهذه الأعذار، فهل يكون مسلما هذا أم كافرا؟
الجواب:
أما الرجل الذي عرف التوحيد وآمن به وأحبه وأحب أهله، وعرف الشرك وأبغضه وأبغض أهله، ولكن أهل بلده على الكفر والشرك، ولم يهاجر فهذا فيه تفصيل:
فإن كان يقدر على إظهار دينه عندهم، ويتبرأ منهم ومما هم عليه من الدين، ويظهر لهم كفرهم وعداوته لهم، ولا يفتنونه عن دينه لأجل عشيرته أو ماله أو غير ذلك فهذا لا يحكم بكفره، ولكنه إذا قدر على الهجرة ولم يهاجر ومات بين أظهر المشركين، فنخاف أن يكون قد دخل في أهل هذه الآية: {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم} فلم يعذر الله إلا من لم يستطع حيلة، ولا يهتدي سبيلا، ولكن قل أن يوجد اليوم من هو كذلك، بل الغالب أن المشركين لا يدعونه بين أظهرهم بل إما قتلوه وإما أخرجوه.
وأما من ليس له عذر في ترك الهجرة وجلس بين أظهرهم وأظهر لهم أنه منهم وأن دينهم حق ودين الإسلام باطل فهذا كافر مرتد، ولو عرف الدين بقلبه لأنه يمنعه عن الهجرة محبة الدنيا على الآخرة، وتكلم بكلام الكفر من غير إكراه فدخل في قوله: {ولكن من شرح بالكفر صدرا} الآيات.
هذا من جواب الشيخ حسين والشيخ عبد الله بن الشيخ محمد عبد بن الوهاب رحمهم الله تعالى وعفا عنهم. ا.هـ ص [69-70] المرجع السابق.

ولتحميل هذا المجموع "هداية الطريق من رسائل وفتاوى الشيخ حمد بن علي بن عتيق" -وفيه عشرون رسالة نافعة وبعض فتاوى منوعة- اضغط هنا :

تعليمية

وقد قمت بتصغير الحجم حيث نشر في 202 صفحة وبحجم 18مجا فقمت بتصغير حجمة ليسهل الانتفاع به فأصبح في 4 ميجا ، وأنصح أخواني باستخدام برنامج Apago PDF Shrink v4.5.6 فهو مميز وسهل وخفيف ونتائجه أفضل من adobe prof والله أعلم

الملفات المرفقة (افحص الملف ببرامج الحماية وقم بالتبليغ عنه إذا وجدته مخالفا) تعليمية هداية الطريق من رسائل وفتاوى الشيخ حمد بن علي بن عتيق .pdf‏ (4.10 ميجابايت)

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[فتاوى] الإقرار بالشهادتين مع ترك العمل

تعليمية تعليمية
[فتاوى] الإقرار بالشهادتين مع ترك العمل


السؤال السادس:

ما حكم من ترك جميع العمل الظاهر بالكلية وهو يقر بالشهادتين ويقر بالفرائض ولكنه لا يعمل شيئا ألبتة فهل هذا مسلم أم لا؟ علما بأنه ليس له عذر شرعي يمنعه من القيام بتلك الفرائض؟
الجواب:
هذا لا يكون مؤمنا، فالذي يزعم أنه مصدِّق بقلبه ولا يقر بلسانه ولا يعمل لا يتحقق إيمانه؛ لأن هذا إيمان كإيمان إبليس وكإيمان فرعون ؛ لأن إبليس أيضا مصدِّق بقلبه، قال الله تعالى عنه: قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ وفرعون وآل فرعون قال الله تعالى عنهم: وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فهذا الإيمان والتصديق الذي في القلب لا بد له من عمل يتحقق به فلا بد أن يتحقق بالنطق باللسان ولا بد أن يتحقق بالعمل؛ فلا بد من تصديق وانقياد، وإذا انقاد قلبه بالإيمان فلا بد أن تعمل الجوارح، أما أن يزعم أنه مصدِّق بقلبه ولا ينطق بلسانه ولا يعمل بجوارحه وهو قادر فأين الإيمان؟!! فلو كان التصديق تصديقا تاما، وعنده إخلاص لأتى بالعمل، فلا بد من عمل يتحقق به هذا التصديق وهذا الإيمان؛ والنصوص جاءت بهذا.
كما أن الذي يعمل بجوارحه ويصلي ويصوم ويحج لا بد لأعماله هذه من إيمان في الباطن وتصديق يصححها وإلا صارت كإسلام المنافقين؛ فإن المنافقين يعملون، يصلون مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ويجاهدون ومع ذلك لم يكونوا مؤمنين؛ لأنه ليس عندهم إيمان وتصديق يصحح هذا العمل، فلا بد من أمرين لصحة الإيمان:
– تصديق في الباطن يتحقق بالعمل.
– وعمل في الظاهر يصح بالتصديق.
أما تصديق في الباطن دون عمل فأين الدليل عليه؟ أين الذي يصححه؟ أين الانقياد؟.

لا يمكن أن يكون هناك تصديق صحيح لا يصلي صاحبه، ولا ينطق بالشهادتين وهو يعلم ما أعدَّ الله لمن نطق بالشهادتين ولمن تكلّم بكلمة التوحيد من الثواب، ولما أعدّ الله للمصلين من الثواب ولمن ترك الصلاة من العقاب، فلو كان عنده تصديق صحيح، وإيمان صحيح لبعثه على العمل، فلو كان عنده تصديق صحيح وإيمان صحيح لأحرق الشبهات والشهوات؛ فترك الصلاة إنما يكون عن شبهة والمعاصي إنما تكون عن شهوة، والإيمان الصادق يحرق هذه الشهوات والشبهات.
وهذا يدل على أن قلبه خالٍ من الإيمان الصحيح، وإنما هو لفظ باللسان نطق به ولم يتجاوزه، وإلا لو كان عنده تصديق بقلبه أو إقرار بقلبه فقط ولم يتلفظ؛ فقول القلب لم يتجاوز إلى أعمال القلوب، وإلى الانقياد فالمقصود أن الذي يزعم أنه مصدِّق بقلبه ولا يعمل بجوارحه هذا هو مذهب الجهمية
ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: يعسر التفريق بين المعرفة والتصديق المجرد. فيعسر التفريق بين المعرفة بالقلب، والتصديق الذي ليس معه شيء من أعمال الجوارح، ويقول هذا هو إيمان الجهمية -نسأل الله العافية-. فالذي يزعم أنه مؤمن ولا ينطق بلسانه ولا يعمل بجوارحه مع قدرته هذا هو مذهب الجهمية فلا بد من عمل يتحقق به هذا التصديق كما أن الذي يعمل لا بد له من تصديق في الباطن يصححه.

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




السلام عليكم
بارك الله فيك. نعم التحليل.




جزاك الله خيرا ونفع بما قدمتي

بالتوفيق




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[خطبة جمعة] الشيخ / محمد بن سعيد رسلان

تعليمية تعليمية
[خطبة جمعة] – الذي يجب أن يكون – الشيخ / محمد بن سعيد رسلان – حفظه الله –

خطبة الجمعة 13 من ربيع الأول 1443هـ الموافق 25-1-2013م

لفضيلة الشيخ الدكتور

محمد بن سعيد رسلان – حفظه الله –

بعنوان:

الذي يجب أن يكون ..


تحميلmp3


تعريف بموضوع الخطبة

– لا إله إلا الله هي كلمة التوحيد .
– معني وشروط ونواقض شهادة أن لا إله إلا الله وشهادة أن محمد رسول الله .
– طاعة الرسول من طاعة الله .
– بيان فضل العلم , وذم الجهل .
– في بيان فضل العلم ( إيهما افضل الكلب المُعلم ام الكلب الجاهل ؟ )
– ضرورة المساوة بين القوتين العلمية والعملية .
– شرح لطرق ووسائل تلبيس إبليس علي العلماء , وكيفية الخروج من هذا التلبيس .

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[خطبة جمعة] معنى الإضافة في: "رب العزة" الدكتور / محمد بن سعيد رسلان – ع

تعليمية تعليمية
[خطبة جمعة] معنى الإضافة في: "رب العزة" الدكتور / محمد بن سعيد رسلان – حفظه الله –

تعليمية

معنى الإضافة في: "رب العزة"

خطبة الجمعة 27 من ربيع الأول 1443هـ الموافق 8-2-2013م

الدكتور / محمد بن سعيد رسلان – حفظه الله –


بعض عناصر الخطبة
– هل ورد رب العزة في الكتاب والسنة وبيان الامر
– بيان صفات الله – الثبوتية والسلبية
– كمال الله تعالى ينقسم الى – ذاتى – وفعلى وبيان كل منهما
– بيان اقسام الصفات الذاتية الى معنوية وخبرية
– بيان اقسام الصفات الفعلية
– بيان معنى الرب
– معنى اسم الله العزيز
– بيان صفة العزة لله تعالى
– بيان اقسام العزة : القدر – والقهر – والامتناع
– تفسير معنى قوله تعالى : ( سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمّا يَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلَى المُرْسَلينَ وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمِينَ )
– معرفة الله تنجى من المهالك والضلال

– تنزيه الله عن كل وصف لا يليق به سبحانه وتعالى
– محبة الله عزوجل والانُس به والشوق الى لقاءه
– فقر العبد الذاتى والفعلى الى الله سُبحانه وتعالى

تحميلmp3

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




شكرا وثبت الله الشيخ رسلان




العفو اختي رحمة

اللهم امين ونسال الله ان ينفعنا بعلمه




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[بيان] في بيان أصناف الخارجين على الحاكم وأحكام الثورات الشعبية

تعليمية تعليمية
[بيان] في بيان أصناف الخارجين على الحاكم وأحكام الثورات الشعبية


الخروج لغةً مِن: «خرج من الشيء» إذا برز من مقرِّه أو حاله وانفصل، والثورة لغةً مِن: «ثار الشيء ثورانًا وثورًا وثورةً»: إذا هاج وانتشر(1). والخروج على السلطان أو وليِّ الأمر يكون إذا تمرَّد عليه المحكومُ وهاج وانتشر وثار، ومن هذه العلاقة التلازمية بين المعنيين، يتجلَّى المعنى الاصطلاحي للثورة بأنه: حركةٌ جماعيةٌ تضمُّ مختلف شرائح الشعب أو عناصر الأمة، بما فيهم الدهماء والغوغاء في حركة خروجٍ على الحاكم وتمرُّدٍ عليه بقصد تغيير الأوضاع السياسية المضطربة والاجتماعية المنهارة(2).
ومصطلح الثورة قد يُطلق ويُراد به الدلالة على أحد المعنيين الآتيين:
– تغييرات ذات طابع سياسي واجتماعي تَرِدُ بصورةٍ فجائية وجذرية يصحبها عادةً استعمالُ القوَّة واستخدام العنف وحملُ السلاح، فوضعية الثورة بهذا المعنى -من حيث تكييفها- وسطٌ بين الانقلاب والعصيان والتمرُّد من جهةٍ، وبين الحرب الأهلية من جهةٍ أخرى.
– تغييرات جذرية بطيئة من العمق تكتسي طابعًا علميًّا أو ثقافيًّا أو صناعيًّا، بعيدة عن الميدان السياسي ومتجرِّدة من أساليب العنف كالثورة العلمية أو الثقافية أو الصناعية ونحو ذلك(3).
والمعنى الأوَّل هو الظاهر المتبادر إلى الذهن عند إطلاق لفظة الثورة، حيث عُرف هذا الاصطلاح مع مبدإ الثورة الفرنسية التي تُعَدُّ مقدِّمةً للثورات العالمية كالثورة الأوربيَّة والحروب المختلفة والانقلاب العثماني والانقلاب الروسي وما تلاها من الثورات الأخرى، وهذا بخلاف المعنى الثاني للثورة فهو مؤوَّلٌ يُعلم بقرينة التقييد بالعلم أو الثقافة أو الصناعة ونحو ذلك.
فمصطلح الثورة -إذن- مصطلحٌ غربيٌّ دخيلٌ على المفاهيم الإسلامية لم يصطلح عليه السلف، وإنما كانوا يعبِّرون عن الثورة باصطلاح الخروج سواء كان بتأويلٍ سائغٍ أو غير سائغٍ، مثل: خروج الحسين بن علي رضي الله عنهما، وخروج الزنج على الدولة العباسية، وخروج ابن الأشعث، وغيرهم.
وقد ذكر الشهرستاني حقيقة الخروج في الاصطلاح بقوله: «كلُّ من خرج على الإمام الحقِّ الذي اتَّفقت الجماعة عليه يسمَّى خارجيًّا، سواء كان الخروج في أيام الصحابة على الأئمَّة الراشدين، أو كان بعدهم على التابعين بإحسانٍ والأئمةِ في كل زمانٍ»(4).
وبيَّن الفقهاء أصناف الخارجين على الإمام الحاكم وأحكامَهم(5) ويظهرون على النحو التالي:
أحدها: طائفةٌ امتنعوا عن طاعة الإمام الحاكم المسلم، وخرجوا عليه بلا تأويلٍ أو بتأويلٍ غير سائغٍ، فقاموا بإحداث الفوضى، وسفك الدماء، وسلب الأموال، وهتك الأعراض، وإهلاك الحرث والنسل، فهؤلاء قُطَّاع طُرُقٍ، يروِّعون الناس في كلِّ مكانٍ، ويُظهرون الفساد في الأرض على سبيل القوَّة والغلبة، وهم المحاربون، والمستتر في ذلك والمعلن بحرابته سواء، وخروجُ هذه الطائفة تَحَدٍّ للدين والأخلاق والنظام، لذلك كانت الحِرابة معدودةً من كُبْرَيات الجرائم، وقد غلَّظ الله تعالى عقوبتَهم تغليظًا لم يجعله لجريمةٍ أخرى، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلاَفٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [المائدة: 33].
الثاني: طائفةٌ امتنعت من طاعة الإمام الحاكم المسلم، وخرجوا عليه، ولهم تأويلٌ سائغٌ إلاَّ أنهم لا مَنَعَةَ لهم لقلَّة عددهم، فهؤلاء -على الصحيح- في حكم قُطَّاع الطرق، وتجري عليهم أحكام الحرابة.
وجديرٌ بالتنبيه أنه يندرج تحت مفهوم الحرابة وقطع الطريق مختلفُ عناصر العصابات الخارجة عن نظام الحاكم والمحارِبَة للتعاليم الإسلامية القائمة على أمن الجماعة وسلامتها بالحفاظ على حقوقها، فمن ذلك: عصابة الاعتداء والقتل، وعصابة اللصوص للسطو على المنازل والبيوت، وعصابة خطف الأطفال طلبًا للفدية، وعصابة خطف البنات والعذارى للاغتصاب والفجور بهن، وعصابة إتلاف الزروع وقتل المواشي والدوابِّ، وعصابة إحراق مؤسَّسات الدولة وإتلاف منشآتها، وعصابة اغتيال الرؤساء والمسؤولين وإطارات الدولة ابتغاءَ الفتنة واضطراب الأمن ونحو ذلك.
الثالث: قومٌ من أهل البدعة يكفِّرون مرتكب الكبيرة بسبب عدولهم عن منهج أهل السنَّة والجماعة وإنزالِهم الدليلَ على غير ما يدلُّ عليه، ويرتِّبون على التكفير بالذنب استحلالَ دماء المسلمين وأموالَهم إلاَّ من خرج معهم: «انْطَلَقُوا إِلَى آيَاتٍ نَزَلَتْ فِي الكُفَّارِ فَجَعَلُوهَا عَلَى المُؤْمِنِينَ»(6)، فكفَّروا أهل التحكيم: عمرو بن العاص وأبا موسى الأشعريَّ وكلَّ من رَضِيَ بالتحكيم، وأهلَ الجَمَل بمن فيهم عائشة رضي الله عنها(7)، وهؤلاء هم الخوارج، ومِن عقائدهم الأساسية -أيضًا- وجوب الخروج على أئمَّة الجَوْر لارتكابهم الفسقَ أو الظلمَ، ولهم أصولٌ وعقائدُ أخرى ازدادت نتيجةَ اختلاط الفرق الكلامية بهم وتأثُّرهم بأهل الأهواء، «لكنَّ الخوارج دينهم المعظَّم مفارقةُ جماعة المسلمين واستحلالُ دمائهم وأموالهم»(8)، والخوارج فِرَقٌ مختلفةٌ لم يَعُدْ لها وجودٌ سوى فرقةِ الإباضية وبعض جماعات الغلوِّ المعاصِرة المنتسبة لأهل السنَّة التي تتبنَّى بعض أصول الخوارج مثل: «جماعة التكفير والهجرة»، ومع ذلك فإنَّ السلف لم يحكموا عليهم بالكفر، ولكنْ عَدُّوهم من الفرق الهالكة الضالَّة الاثنتين والسبعين التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديث الافتراق المشهور(9).
الرابع: طائفةٌ من أهل الحقِّ يخرجون على الإمام الحاكم المسلم، ويرومون خَلْعه لتأويلٍ سائغٍ، ولهم مَنَعَةٌ وشوكةٌ، بحيث يحتاج الحاكم في ردِّهم إلى الطاعة إلى إعداد العدَّة المالية والبشرية، ويكون لهم أميرٌ مطاعٌ يكون مصدر قوَّتهم، إذ لا قوَّةَ لجماعةٍ خَلَتْ من قيادةٍ لها، فهؤلاء هم البغاة، والواجب على أهل الرأي والمشورةِ الإصلاحُ بين المتقاتلين، فإن لم ترضخِ الفئة الباغية للصلح ولم تستجبْ له؛ وجب على المسلمين جميعًا قتالُهم حتى ينتظموا في سلك الجماعة، لقوله تعالى: ﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [الحجرات: 9].
ولا خلافَ بين الفقهاء أنَّ الفئة الباغية لا تخرج من الإسلام اتِّفاقًا؛ لأنَّ الله وصفها بالإيمان مع مقاتَلتها، ولهذا لا يُعَامَلون معاملةَ الكفَّار، فلا يُقتل مُدْبِرُهم، ولا يُجْهَزُ على جريحهم، ولا تُغْنَم أموالُهم، ولا تُسبى نساؤهم وذراريهم، وأنَّ من قُتل منهم غُسِّل وكُفِّن وصُلِّيَ عليه، أمَّا من قُتل من الطائفة العادلة فهو شهيدٌ، فلا يُغسَّل ولا يُصلَّى عليه، بل يُعامَل معاملةَ الشهيد في مقاتَلة الكفَّار؛ لأنه قاتل فيما أمر اللهُ به، فهو في سبيل الله.
وبناءً على ما تقدَّم ينتفي الفرقُ بين الثورة الشعبية والخروج على الحاكم بالمعنى العامِّ، لكن يختلفان -من جهة المعنى الخاصِّ- باختلاف أصناف الخارجين على الإمام الحاكم، ويظهر -جليًّا- حكمُ الثورات الشعبية على النحو التالي:
– إذا كانت الثورة ضدَّ العدوِّ المعتدي الكافر الذي يريد أن يحتلَّ الأرض ويستعمرَ البلاد، فهذا جهادُ دفعٍ وهو فرضُ عينٍ يجب على أهل البلد جميعًا أن يخرجوا لقتاله، ولا يحلُّ لأحدٍ أن يتخلَّى عن واجبه في مقاتلته؛ لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً﴾ [التوبة: 123].
– وإذا كانت الثورة بالخروج على طاعة الإمام الحاكم المسلم(10) والتمرُّد عليه بالسلاح مصحوبًا بالامتناع عن أداء الحقوق المتعلِّقة بمصلحة الجماعة أو الأفراد، بأن يكونَ القصد من وراء الخروج عزْل الإمام وخلْعه؛ فإنَّ صنف الخارجين بهذا الاعتبار هم: البغاة.
– أمَّا إذا كانت الثورة بالخروج عن طاعة الإمام الحاكم المسلم باستخدام العنف والسلاح طلبًا لحظوظ النفس من المال والرئاسة ونحوها بما يستتبع الثورة من مَفَاسِدَ ومَهَالِكَ فإنَّ الخروج بهذا المعنى يُعَدُّ: محارَبةً، ويكون للمحارِبين حكمٌ مغايِرٌ للباغين -كما تقدّم-.
– أمَّا إذا كانت الثورة صادرةً من طائفتين مسلمتين وجرى بينهما القتال لعصبيةٍ أو لحظوظ الدنيا من غير منازَعة أولي الأمر؛ كان كلٌّ من الطائفتين باغيًا، ويجري عليه حُكْم الباغي.
– أمَّا إذا كانت الثورة بالخروج عن طاعة الإمام الحاكم المسلم لمجرَّد عصبيةٍ جاهليةٍ، أو للمطالبة بإقصاء الشريعة وإحلال التشريعات الوضعية محلَّها، أو بمنع حقٍّ شرعيٍّ ثابتٍ بلا تأويلٍ، وإنما عنادًا ومكابرةً ونحو ذلك؛ فهؤلاء ليسوا من أهل البغي أو الحرابة، وإنما هم من أهل الردَّة يقاتلهم الإمام الحاكم المسلم إلى أن يرجعوا إلى الحقِّ.
– هذا، أمَّا المسيرات والاعتصامات بالساحات والمظاهرات -إن كانت ذات طابعٍ سياسيٍّ أو اجتماعيٍّ مصحوبةً بالعنف والقوَّة واستعمال السلاح-؛ فإنَّ هذه الأشكال من المظاهر الاحتجاجية تُعدُّ خروجًا أو ثورةً بالمعنى الأوَّل السالف البيان، سواء كان أصحابُها يرمون من وراء الثورة إلى عزْل الإمام الحاكم المسلم وخلْعه، أو لحظوظ النفس والرئاسة، إلا أنَّ الأوَّلين -من حيث صفتُهم- هم أهل بغيٍ، والآخرون أهل حرابةٍ.
– أمَّا إذا كانت المظاهرات سلميةً خاليةً من شغبٍ وعنفٍ وحملٍ للسلاح؛ فهي ثورةٌ بالمعنى الثاني الذي سبق تقريره لتقيُّدها بصفة السلم وصرفها عن المعنى المتبادر إلى الذهن لقرينةٍ، إلا أنها تُعَدُّ مخالَفةً منكرةً ليست من منهج الإسلام في السياسة والحكم، ولا من عمل المسلمين ولا من وسائل النهي عن المنكر البتَّةَ في النظام الإسلامي، بل هي من الأساليب المسموح بها في النظام الديمقراطي الذي يستند في حاكميَّته إلى الشعب دون مولاه عز وجل، مع احتمال تحوُّل الثورة السلمية إلى موجاتٍ من الفتن والمفاسد كما دلَّ عليه الواقع، ومن جهةٍ أخرى فإنَّ هذا النمط من الثورات في العالم الإسلامي إنما هو تقليدٌ للثورة الفرنسية وما توالت من بعدها من ثوراتٍ في أوربا في العصر الحديث، الأمرُ الذي يطوِّق الأمة بطوق التبعية الغربية العمياء ويفتح مجالًا لغزوها فكريًّا وروحيًّا وحضاريًّا.
وفي الأخير أختم هذا الجواب بكلام نفيسٍ للإمام ابن القيِّم -رحمه الله- في معرض بيانه لشروط الإنكار حيث يقول ما نصُّه: «أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم شرع لأمَّته إيجاب إنكار المنكر ليحصل بإنكاره من المعروف ما يحبُّه الله ورسوله، فإذا كان إنكار المنكر يستلزم ما هو أنكر منه وأبغض إلى الله ورسوله؛ فإنه لا يسوغ إنكاره وإن كان الله يُبغضه ويمقت أهله، وهذا كالإنكار على الملوك والولاة بالخروج عليهم؛ فإنه أساس كلِّ شرٍّ وفتنةٍ إلى آخِر الدهر، وقد استأذن الصحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قتال الأمراء الذين يؤخِّرون الصلاة عن وقتها، وقالوا: أفلا نقاتلهم ؟ فقال: «لاَ، مَا أَقَامُوا الصَّلاَةَ»(11)، وقال: «مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِهِ مَا يَكْرَهُهُ فَلْيَصْبِرْ وَلاَ يَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاعَتِهِ»(12)، ومن تأمَّل ما جرى على الإسلام في الفتن الكبار والصغار رآها من إضاعة هذا الأصل وعدم الصبر على منكرٍ، فطلب إزالته فتولَّد منه ما هو أكبر منه؛ فقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يرى بمكَّة أكبر المنكرات ولا يستطيع تغييرها، بل لَـمَّا فتح الله مكَّة وصارت دار إسلامٍ عزم على تغيير البيت وردِّه على قواعد إبراهيم، ومنعه من ذلك -مع قدرته عليه- خشيةُ وقـوع ما هو أعظم منه من عدم احتمال قريشٍ لذلك لقرب عهدهم بالإسلام وكونهم حديثي عهد بكفرٍ، ولهذا لم يأذن في الإنكار على الأمراء باليد؛ لما يترتَّب عليه من وقوع ما هو أعظم منه كما وُجد سواءً»(13).
والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصَلَّى الله على نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.

الجزائر في: 15 ربيع الثاني 1443ه
الموافق ل : 20 مارس 2022م


_____________
1- «القاموس المحيط» (1/ 102، 224).
2- انظر: «الموسوعة الميسّرة» (2/ 1032).
3- المصدر السابق، الجزء والصفحة نفسهما.
4- «الملل والنِّحَل» للشهرستاني (1/ 113).
5- انظر: «المغني» لابن قدامة (8/ 104)، «شرح الزركشي» على «مختصر الخرقي» (6/ 217)، «اقتضاء الصراط المستقيم» لابن تيميَّة (221)، «فتح القدير» لابن الهمام (6/ 99)، «فتح الباري» لابن حجر (12/ 296)، «حاشية ابن عابدين» (4/ 262).
6- ذكره البخاري في «صحيحه» مُعلَّقًا عن ابن عمر رضي الله عنهما، كتاب «استتابة المرتدِّين والمعاندين وقتالهم» باب قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجّة عليهم، قال ابن حجر في «الفتح» (12/ 347): «وصله الطبريّ في مسند علي من «تهذيب الآثار»… وسنده صحيح».
7- وكان بعض السَّلف يُسمِّي كلَّ أصحاب الأهواء خوارج، فقد كان أيُّوب السختياني -رحمه الله- يقول: «إنَّ الخوارج اختلفوا في الاسم، واجتمعوا على السَّيف». [«شرح السُّنَّة» للبغوي (10/ 233)، «اعتقاد أهل السنة» للالكائي (1/ 143)]، وقال أبو قلابة -رحمه الله-: «إنَّ أهل الأهواء أهل الضَّلالة، فليس أحدٌ منهم ينتحل قولاً -أو قال: حديثًا- فيتناهى به الأمر دون السَّيف، وإنَّ هؤلاء اختلف قولُهم واجتمعوا في السَّيف». [«سنن الدَّارمي» (1/ 58)، بتصرّف].
8- «مجموع الفتاوى» لابن تيميَّة (13/209).
9- أخرجه أبو داود «السنة» باب شرح السنة (4596)، من حديث أبي هريرة، وابن ماجه في «الفتن» باب افتراق الأمم (3992)، من حديث عوف بن مالك رضي الله عنه، وجوَّد إسناده الألباني في «السِّلسلة الصَّحيحة» (3/ 480) رقم (203) من رواية أبي هريرة رضي الله عنه.
10- أمَّا إن تولَّى الكافرُ الحُكْمَ: فإن توفَّرت القدرة والاستطاعة على تنحيته وتبديله بمسلمٍ كفءٍ للإمامة مع أمن الوقوع في المفاسد وجبت إزالته إجماعًا، لأنَّ الله تعالى قال: ﴿وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ﴾ [النساء: 59]، والكافرُ لا يُعدُّ من المسلمين، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لاَ، مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلاَةَ» [أخرجه مسلم في «الإمارة» رقم (1855)، من حديث عوف بن مالك رضي الله عنه.]، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِلاَّ أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنَ اللهِ فِيهِ بُرْهَانٌ» [أخرجه البخاري في «الفتن» باب قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «سَتَرَوْنَ بَعْدِي أُمُورًا تُنْكِرُونَهَا» (7056)، ومسلم في «الإمارة» رقم (1709)، من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه.]، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لاَ، مَا صَلَّوْا» [أخرجه مسلم في «الإمارة» رقم (1854)، من حديث أمّ سلمة رضي الله عنها.]، قال ابن حجر -رحمه الله-: «وملخَّصه أنَّه ينعزل بالكفر إجماعًا، فيجب على كلُّ مسلم القيامُ في ذلك: فمن قَوِيَ على ذلك فله الثَّواب، ومن داهن فعليه الإثم» [«فتح الباري» لابن حجر (13/ 123).].
فإن عجزوا عن إزالته وإقامة البديل، أو لا تنتظم أمور السِّياسة والحكم بإزالته في الحال خشيةَ الاضطراب والفوضى وسوء المآل؛ فالواجب الصَّبر عليه وهم معذورون، لقوله تعالى: ﴿فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾ [التغابن: 16]، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ» [أخرجه البخاري في «الاعتصام بالكتاب والسنّة»، باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (7288)، ومسلم في «الحج» رقم (1337)، واللفظ له من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.]، وهذا أحقُّ موقفًا من الخروج عليه؛ لأنَّ «دَرْءَ المَفَاسِدِ أَوْلَى مِنْ جَلْبِ المَصَالِحِ»؛ لقوله تعالى: ﴿وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ [البقرة: 195].
قال العلاَّمة ابن باز -رحمه الله-: «إذا رأى المسلمون كفرًا بواحًا عندهم من الله فيه برهان فلا بأس أن يخرجوا على هذا السلطان لإزالته إذا كان عندهم قدرةٌ، أمَّا إذا لم تكن عندهم قدرةٌ فلا يخرجون، أو كان الخروج يسبِّب شرًّا أكثر، فليس لهم الخروج، رعايةً للمصالح العامَّة، والقاعدة الشرعية المجمع عليها أنه: لا يجوز إزالة الشرِّ بما هو أشرُّ منه، بل يجب درء الشرِّ بما يزيله أو يخفِّفه، أمَّا درء الشرِّ بشرٍّ أكثرَ فلا يجوز بإجماع المسلمين» [انظر: «مراجعات في فقه الواقع السياسي والفكري» للرفاعي (24). وللشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- كلام نفيس في «الشرح الممتع على زاد المستقنع» (11/ 323).].
قلت: وتُلْحَق هذه الصورة بالمرحلة المكِّيَّة التي كان عليها النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه قبل الهجرة، فقد كانوا تحت ولاية الكفَّار، وقد أُمروا فيها بالدعوة إلى الله تعالى وكفِّ الأيدي عن القتال والصبر حتى يفتح الله عليهم أَمْرهم ويفرِّج كربهم وهو خير الفاتحين، قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ﴾ [النساء: 77].
11- أخرجه مسلم في «الإمارة» (2/ 899) رقم (1855)؛ من حديث عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه.
12- هذا اللفظ مركب من جزأين من حديثين: الأول: حديث ابن عباس مرفوعًا: «مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَصْبِرْ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الجَمَاعَةَ شِبْرًا فَمَاتَ، إلاَّ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً». [متّفق عليه: أخرجه البخاري في «الفتن» باب قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «سَتَرَوْنَ بَعْدِي أُمُورًا تُنْكِرُونَهَا» (7054)، ومسلم في «الإمارة» (1849)].
والثاني: حديث عوف بن مالك السابق: وجاء في آخره: «… أَلاَ مَنْ وَلِيَ عَلَيْهِ وَالٍ، فَرَآهُ يَأْتِي شَيْئًا مِنْ مَعْصِيَةِ اللهِ، فَلْيَكْرَهْ مَا يَأْتِي مِنْ مَعْصِيَةِ اللهِ، وَلاَ يَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ».
13- «إعلام الموقّعين» (3/4).
————————
[منقول من شبكة الورقات السلفية ]
http://www.alwaraqat.net/40404040404040.4040404040 4040.E1%CD%C7%DF%E3

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[كتاب مصور] الَّلآلئ البهية في شرح العقيدة الواسطية لمعالي الشيخ صالح بن عبد العزيز آ

تعليمية تعليمية
[كتاب مصور] الَّلآلئ البهية في شرح العقيدة الواسطية لمعالي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ


تعليميةتعليمية
المصغرات المرفقة تعليمية تعليمية
الملفات المرفقة

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[كتاب مصور] [حصريا على الآجري] رسالة ’’أقوال ذوي العرفان في أن أعمال الجوارح داخلة في

تعليمية تعليمية
[كتاب مصور] [حصريا على الآجري] رسالة ’’أقوال ذوي العرفان في أن أعمال الجوارح داخلة في مسمى الإيمان’ بتقديم العلامة الفوزان [pdf, doc]

تعليمية
تعليمية

أَقْوَالُ ذَوِي العرْفَانْ
فِي أَنَ أَعْمَال الجَوَرِحَ
دَاخِلَةٌ فِي مَسَمَى الإِيمَانِ
(وفيه بيان أن الأعمال جزء في حقيقة الإيمان
وليست شرطا في كماله)
رَاجَعَهُ

فضيلة الشيخ تاعلامة صالح بن فوزان الفوزان
حفظه الله
كـــتبه
عِصَام بن عبد الله السّنَاني

تعليميةتعليميةملف مرفق 26863ملف مرفق 26862

نبذة عن الكتاب :

أما بعد فإن علاقة الإيمان بأعمال الجوارح وأنه لا إيمان لمن ترك الفرائض مسألة عظيمة جليلة قررها علماء أهل السنة والجماعة أخذاً من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ودين الإسلام لا يقوم على الدعاوى المجردة عن تصديقها بالأفعال ، يقول تعالى : )ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجـد له مـن دون الله وليــاً ولا نصـــيراً * ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيراً * ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيـــم حنيفــاً واتخــذ الله إبراهيــم خليــلاً( [ النساء:123-125].
الجواب في المرفقات

تعليمية

فهرس الكتاب
ملف مرفق 26865ملف مرفق 26866ملف مرفق 26867

تعليميةتعليميةتعليمية

تعليمية

تعليمية

التحميل

نسخة مصورة [PDF]

تعليمية
نسخة مكتوبة [DOC]
ملف مرفق 26598
الحجم : 11.72 مب

تعليمية

مواضيع متعلقة بالموضوع


تعليمية


المصغرات المرفقة تعليمية تعليمية تعليمية تعليمية تعليمية

الملفات المرفقة

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[صوتية وتفريغها] [فقه الواقع] فطوبى للغرباء / للشيخ عادل الشوربجي –

تعليمية تعليمية
[صوتية وتفريغها] [فقه الواقع] فطوبى للغرباء / للشيخ عادل الشوربجي -حفظه الله تعالى-

بسم الله الرحمن الرحيم
فطوبى للغرباء
لفضيلة الشيخ عادل الشوربنجي -حفظه الله تعالى-

لتحميل المادة الصوتية من هنا

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا ند ولا نظير ولا شبيه له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين، اللهم صل وسلم وزد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وارضى اللهم عن الصحابة الطيبين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وبقية العشرة وسائر الصحابة ومن مشى على طريقهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران:102].

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1].

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب:70-71].


أما بعد فإن أصدق الحديث كلام الله تعالى، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، أوصيكم إخواني معشر المسلمين ونفسي بتقوى الله عز وجل، الله أسأل أن يرزقني وإياكم تقواه في السر والعلن، إخواني معشر المسلمين حديثنا في هذا اللقاء إن شاء الله عز وجل [سيضم] حول حديث صحيح ثبت عن نبينا صلى الله عليه وآله وسلم الذي أراه والعلم عند الله أنه واجب على كل مسلم بعينه أن يعلم هذا الحديث بنصه ويعلم فقهه وما دل عليه من أحكام وما فيه من عظات وعبر خاصة ونحن في هذا الزمن العجيب الذي انقلبت فيه الأمور وتغيرت فيه الأحوال وتلوّن فيه القوم وكل تحت مسمى شرع الله عز وجل، وشرع الله عز وجل منهم بريء كما سوف يتبين ذلك بجلاء.

إخواني معشر المسلمين الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه وهو عند الإمام أحمد ورواه أصحاب السنن ورواه الإمام مالك وهو حديث صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول (بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء)، هذه رواية مسلم أما غير مسلم فقيل يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن الغرباء؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم (النُزاع من القبائل) وفي رواية صحيحة قال (الذين يُصلحون ما أفسد الناس) وفي رواية صحيحة قال (أناس صالحون قليل في أناس سوء كثيرين) وفي رواية قال صلى الله عليه وآله وسلم (أناس صالحون من يطيعهم أقل ممن يعصيهم). هذا الحديث إخواني ونحن في وقتنا الحاضر وفي بلدنا هذه مصر في أمس وفي أدق الحاجة للوقوف على فقه هذا الحديث، إبتداءا هذا الحديث صنفه العلماء من باب الأخبار، ما المعنيّ بالأخبار؟ كلام العرب يا إخواني إما أن يكون خبر وإما أن يكون إنشاء، وكذلك كلام ربنا عز وجل وكلام نبينا صلى الله عليه وآله وسلم، فإذا أخبرنا ربنا عز وجل بخبر يلزمنا التصديق الذي ليس فيه شك وليس فيه ريب، وكذلك إذا أخبرنا نبينا صلى الله عليه وآله وسلم بخبر يلزمنا التصديق لا ريب فيه ولا تردد، وإذا تم التصديق الذي هو واجب وأصل من أصول الإيمان يلزم من هذا التصديق عمل في الجوارح، أوضح هذا بمثال فأقول هب أن شخصا هو عندك مُصَدَّقْ [..] أنت تصدقه في كل ما يخبرك وبينما أنت تسير في طريق قال لك يا فلان إلى أين تذهب؟ فقلت له أذهب إلى مكان كذا وأسلك طريق كذا، فقال إياك أن تسلك هذا الطريق فإن فيه وفيه وفيه إرجع على هذا الطريق، يبقى هذا الرجل أخبرك وهو عندك مُصدَق إن لم يؤثر هذا الخبر في سلوكك ما صدقت ولا نفعك الخبر، فبناءا على منزلته عندك وعلو قدره عندك وصدقه عندك تبدأ أنت تغير من سلوكك وتتأثر جوارحك وتترك هذا الطريق وتسلك طريقا آخر، هكذا المؤمن بالنسبة لأخبار المولى عز وجل وأخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم، هذا أصل عظيم إخواني عند أهل السنة والجماعة يجب علينا أن نراعيه ونستعين بالله عز وجل ونطبقه، فنبينا صلى الله عليه وسلم أخبرنا وقال (بدأ الإسلام غريبا -ليس هذا فحسب- وسيعود غريبا كما بدأ) يبقى أصبح الإسلام بُناءا على هذا النص له ثلاثة مراحل مرحلة البداية ومرحلة النهاية وبينهما مرحلة، البداية غربة والنهاية غربة، وبينهما كان الإسلام رايته خفّاقة مرفوعة يدين له القاصي بكل شيء ويعترف به ويلتزم به أو يعطي الجزية عن يد وهو صاغر، طيب البداية خلاص لا نتكلم فيها لأننا لم ندركها، طب النهاية هل يا تُرى في وقتنا الحاضر وفي مصرنا هذه وصل الأمر إلى الغربة الثانية أم لا؟ هذا الذي أريد أن أقرّره قبل أن أسرد بقية الحديث، وأصل كلام العلم في المسألة هل يا ترى الوضع الحاضر الذي نحن فيه فعلا ده غربة وهي المعنية بقول نبينا صلى الله عليه وآله وسلم (وسيعود غريبا كما بدأ)؟ ننظر إلى الأدلة الشرعية إخواني من السنة ومن الواقع الذي نعيشه، لأن من أخطر ما يتعرض له المسلم وطالب العلم أن لا يعي الواقع الذي يعيش فيه، ويبدأ مقفول على نفسه، ولا يتدبر ما يدور من حوله، يبقى في هذه الحالة يعيش في الدنيا ولا يعي وتغيب عنه أشياء ويغفل عن أشياء ينبغي أن يكون على علم تام بها.
روى الإمام البخاري في صحيحه عن محمد بن شهاب الزهري جبل من جبال الحفظ يقول دخلت على أنس بن مالك، أنس بن مالك صحابي، يقول دخلت عليه فإذا به يبكي، أي أنس يبكي، فقلت له (وما يبكيك يا أبا حمزة -كنية أنس بن مالك-؟) قال (والله ما أعلم شيئا مما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم والصحابة إلا أنكم تصلون جميعا)، أنظر أخي ! أنس بن مالك شعر بالغربة وهو من الصحابة ولكنه تأخرت وفاته إلى سنة تقريبا تسعين من الهجرة فسألوه في [..] حياته قالوا ما يبكيك؟ قال (أشعر بالغربة) قال (وأي غربة؟) قال (ما أرى شيئا مما كان عليه الصحابة إلا أنكم تصلون جميعا) [..] أمر بذلك غيرتم وبدلتم، وثبت أيضا عنه رضي الله عنه وأرضاه لما ذهب إلى البصرة بعد وفاة نبينا صلى الله عليه وسلم ثم رجع إلى المدينة فقيل له (يا أبا حمزة ما الذي تُنكر وما الذي تغير؟) قال (والله ما أرى شيئا مما كنا عليه على عهد نبينا إلا النداء أي الأذان) يبقى إذن مسألة إن إحنا في وقتنا الحاضر -وأعني بوقتنا الحاضر منذ سقوط الخلافة العثمانية وقبلها إلى الآن- غربة لا ينكرها إلا أحد رجلين إما أن يكون جاهلا لا يعرف شيئا وإما أن يكون مكابر. غربة عجيبة في كل شيء، لذلك لما ذهب الصحابي الجليل أبي مالك الأصبحيّ وقيل له (وما تنكر؟ ما تنكر من الذي تجد -وهو صحابي-؟) قال (والله إنكم لا تقيمون الصفوف كما كنا نقيمها على عهد نبينا صلى الله عليه وسلم)، إذن نحن في زمن الغربة لا شك في ذلك والإجماع يكاد أن يكون منعقدا بين علماء العصر من أهل السنة الأثبات، قالوا أن الإسلام يمرّ في المرحلة الحالية بزمن الغربة الثانية.
(بدأ الإسلام غريبا) قال العلماء أي في البداية لما كان الناس على جاهلية جهلاء وفي غمة عمياء دعا النبي صلى الله عليه وسلم إليهم ودعاهم إلى الشرع المطهر فبدؤوا يدخلون في الإسلام رجلا بعد رجل، فبدؤوا يشعرون بالغربة، تخيل مثلا في مكة كلها لم يكن من أهل الإيمان في بداية الأمر إلا أبو بكر وخديجة وعلي بن أبي طالب، شعروا بالغربة، دي البداية طب والنهاية، وسيعود غريبا كما بدأ أي يأتي وقت من الأوقات سيرجع المسلم في زمن من الأزمان غريبا كما كان المتقدمون من الصحابة غرباء بين أهليهم وأزواجهم وذويهم. يقول العبد الصالح الإمام الأوزاعي إمام أهل الشام تعليقا على هذا الحديث (بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ) قال (أما إن أهل الإسلام أو أن الإسلام لا يذهب بالكلية ولكن يذهب أهل السنة فتجد الرجل الواحد في البلدة الواحدة) موجود أليس كذلك؟ رسم وقوم يتبعون ما يعلمون ويخالفون الكثير ولكن المعنيّ أهل السنة الذين يتمسكون بالكتاب والسنة على نهج السلف الذين ما غيروا وما بدلوا وجاءت من حولهم الفتن كالرياح العاصفة فما زادتهم إلا صلابة وما زادتهم إلا قوة، هؤلاء هم الغرباء المعنيون بقول نبينا صلى الله عليه وسلم فطوبى للغرباء. يقول الإمام بن رجب الحنبلي عليه رحمة الله (وأهل الغربة الثانية عبارة عن قسمين -بنص الحديث- القسم الأول أن يُصلح نفسه عند فساد الناس وما المعني بالفساد هنا؟ أي ترك السنة واتباع البدعة أي يجري وراء الأهواء، إتباع كل ناعق هذا هو المعني، الناس أفسدوا وغيروا وبدلوا ومشوا وراء أهل البدع والأهواء، يأتي هؤلاء القوم ويثبتون على ما هم عليه من الحق وإذا وقع أحدهم في شيء من الفساد يصلح نفسه، هذا القسم الأول أما القسم الثاني من أهل الغربة هم الذين يُصلحون أنفسهم ويصلحون ما أفسده الناس)، انتبهوا إخواني وإياك ثم إياك أن يفوتك قسم من القسمين إن وقعت في شيء تب إلى ربك وكما ذكرنا في آخر لقاء في هذا المسجد المُنَظَّر بنور الشرع المطهّر لأَن يكون أحدنا ضربا في الحق خيرا له من أن يكون رأسا في الباطل، لأن تكون ضربا في الحق متبعا للحق لا يعبه بك الناس ولا يعرف أحد عنك [أصرف] وخير لك في الدنيا والآخرة من أن تكون رأسا في الباطل يُشار إليك بالبنان ويجري وراءك القوم وفي الآخرة خزي وعار وفي الدنيا فضيحة. ولكن اصبر يمهلك الله ولكنه لن يهملك حاشا وكلا الواحد فينا إخواني إن لم يتدبر ويعرف ما يدور حوله لا خير فيه. (بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ)، النبي صلى الله عليه وسلم يقول (فطوبى للغرباء).

(طوبى للغرباء).. طوبى فيها قولين لأهل العلم معتبرين، القول الأول أنها الجنة كما قال تعالى (فطوبى لهم وحسن مآب)، والقول الثاني ما رواه الإمام أحمد بسند صحيح من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (طوبى لمن رآني وآمن بي وطوبى ثم طوبى ثم طوبى لمن لم يرني وآمن بي)، نص الحديث (طوبى لمن رآني وآمن بي وطوبى ثم طوبى ثم طوبى لمن لم يرني وآمن بي) فقالوا يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما طوبى؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم (شجرة في الجنة يسير الراكب فيها مائة عام ما يقطع ظلها)، (طوبى للغرباء) سُئل نبينا صلى الله عليه وآله وسلم عن الغرباء، روايات الحديث إن كانت مختلفة في الظاهر ولكنها متفقة في المضمون وهي لا تخرج عن أن هؤلاء القوم قلة، قلة في كل بلد تجد البلد الواحد لا تجد فيه إلا رجل، تجد البلد الغفير الكثير العدد ما يوجد فيه أحد، يبقى المزية الأولى والصفة الأولى للغرباء أنهم قلة ومن أجل هذا أخي الفاضل يا طالب العلم يا صاحب السنة أيها الغريب لا تنخدع ولا تتزعزع ولا يكن في صدرك حرج من أنك وحيدا فريدا ومن كان معك بالأمس ومن كان يسير معك تغير وتلوّن إحمد الله أن ثبتك على ما أنت عليه واسأله الثبات حتى تلقاه وخبّر نفسك بأنك من أهل الغربة الثانية واصبر على هذا حتى تلقى الله عز وجل، أقول هذا الكلام لأن كثيرا من إخواننا يبدأ يتحرك في صدره شيء ويتحرك في قلبه أشياء كيف يكون الجمع الغفير على غير ما نحن عليه؟ وهل كل هؤلاء الناس كلهم على ضلال؟ يا عبد الله دلت النصوص الشرعية الصريحة الصحيحة على أن الحق لا يُعرف بالكثرة كما صح ذلك عن علي بن أبي طالب وكما أشار إليه ربنا في كتابه (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله)، وصح عن علي بن أبي طالب أنه قال (إعرف الحق تعرف الرجال ولا تعرف الحق بالرجال)، وصح عن ابن مسعود أنه قال (الجماعة ما وافق الحق وإن كنت وحدك).

(بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء).. في سنن الإمام الترمذي وهو عند الإمام أحمد أيضا وسند الحديث حسن من حديث أبي أميّة الشعباني أنه قال (دخلت على أبي ثعلبة الخشني -وهو صحابي- فقلت له يا أبا ثعلبة ما تقول في هذه الآية؟ يبقى أبا أمية الشعباني أُشكلت عليه هذه الآية وهو من التابعين طيب يروح فين؟ يروح لصحابي أعلم الخلق فذهب إلى أبي ثعلبة الخشني وقال (يا أبا ثعلبة ما تقول في هذه الآية؟) فقال أبو ثعلبة (أيّ آية يا أبا أمية؟) قال (قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعا فينبؤكم بما كنتم تعملون)) فقام أبو ثعلبة الخشني وقال له (على الخبير سقطت) -إنت بقدر الله وقعت على الخبير- لقد سألتُ عنها خبيرا سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم -يبقى أتى العلم من بابه الأوحد ولا بقدر الله- [طيب خلاص بقى] النبي ماذا قال لك؟ ما دي المرجعية (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم) قال صلى الله عليه وسلم لأبي ثعلبة ولنا جميعا (بل اتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر فإذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخاصة نفسك فإن من ورائكم أيام الصبر كالقبض على الجمر للواحد فيهم أجر خمسين منكم) قالوا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم منا أو منهم؟ قال (بل منهم) وفي رواية لكنها لا تصح مرفوعة قال (لأنكم تجدون على الخير أعوانا وهم لا يجدون على الخير أعوانا) أيام المتمسك بالشرع وبالسنة وإن خالفه الجميع كالقبض على الجمر، أبشر يا من تمسكت ولم تتلوّن ولم تتغيّر، والحرام عندك هو حرام، والحلال عندك هو حلال، ما تغير بفتنة ولا تبدّل بزمن وما تغيّر بمكان بل هو حرام منذ نزل جبريل إلى قيام الساعة، بل هو حلال منذ نزل جبريل إلى قيام الساعة، أبشر بما يسرّك بنص الحديث (القابض على دينه أجر خمسين منكم) قالوا يا رسول الله منا أو منهم؟ قال (بل منكم) لأنكم تجدون على الخير أعوانا وهم لا يجدون على الخير أعوانا.

إخواني معشر المسلمين ونحن في زمن الغربة الثانية والمعنيّ بذلك أن الإنسان يتمسّك بالكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، فإذا تمسك بهذين الأصلين العظيمين وشعر بالغربة بين أهله وذويه فليعلم أنه على الحق. أوضح وأضرب مثالا، أنت مثلا أخي الفاضل ذهبت إلى بلد خارجي وبتبقى حركتك محدودة [..] فإذا اجتمع أهل البلد في مناسبة معينة واجتمعت معهم تشعر أنك غريب، بالضبط لو أنك في مصلى العيد في بلدك الإمام خَلَّص والناس تهنأ بعضها وأنت رجل لست من أهل البلدة [لا] تسلم على أحد ستحس نفسك أنك منزوي غريب، كذلك من لم يشعر بالغربة في زمن التكالب على الدنيا بعد أن ألبسوه عباءة الشرع فليعلم أنه ليس من أهل الغربة الثانية، كل الناس خرجوا ورفعوا شعار الشربعة وهي منهم بريئة وجلس قلة تقوقعوا لأنهم لم يشاركوا في بدعة وشعروا أنهم غرباء في أوطانهم في بلدهم، إياك أن تتزعزع وإياك أن يتحرك في صدرك شيء فأنت من أهل الغربة الثانية، أبشر وسل الله الثبات حتى تلقاه.

(بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء).. يبقى الصفة الأولى من صفة الغرباء صلى الله عليه وسلم ناس قلة ولكن لن تخلو الأرض من أحدهم الصفة الثانية لهؤلاء القوم أنهم يُصلحون ما أفسد الناس، وهذا الذي ندندن حوله ولا نتركه إلى قيام الساعة مهما تربص بنا الخائبون وفعل بنا الخبثاء وقالوا في حقنا ما قالوا يستحيل أن نترك هذا الأمر إلا أن يفصل العنق عن الجسد. (يصلحون ما أفسد الناس).. بدؤوا يغيرون في المعتقد يغيرون في ثوابت الشريعة وصل الأمر بأحدهم بجرأته بل بوقاحته أنه قال ليس هناك أيّ خلاف البتة بيننا وبين النصارى وغيرهم كلنا سواء، لن نسكت أبدا لأن من صفات أهل الغربة الثانية يصلحون ما أفسد الناس، فإذا تكلموا وغيروا وبدلوا وفينا نفس ينبض ولسان ينطق سنتكلم والحجة معنا والدليل حليفنا ونسأل الله عز وجل الرشد والصواب ونسأله الإخلاص في القول والعمل.

(بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ).. الوصف الثالث قال فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم (النزّاع من القبائل)، فيه أثر عن خالد بن الوليد والله يا إخواننا يرعب يقول عليه رحمة الله (إن الفتنة حق الفتنة أن تكون في بلد يُعمل فيه بالبلاء فتريد أن تنتقل إلى غيره فلا تجده)، إن الفتنة حق الفتنة أن تكون في بلد يعمل فيه بالبلاء بالتلوّن والتلاعب بالنصوص ولبس عباءة الشريعة على غيرها تريد أن تخرج إلى مكان آخر أطيب وأطهر فلا تجده. (النزاع من القبائل) أي ينزعون من أماكن البدعة والضلالة إلى أماكن السنة والهدي والرشاد.

(بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء).. أخي المسلم أختي المسلمة إن كنت بحق ولا تجامل نفسك لأنك إن جاملت نفسك فقد كذبت عليها، ومن أقبح أنواع الكذب أن يكذب الرجل على نفسه، لا تجامل، إن كنت من أهل الغربة الثانية فاسمع ما يُقال لك، يعني ماذا؟ يعني أنت مثلا مع عيالك وعائلتك وقبيلتك وحيّك عايش لكن حاسس أنك أنت غريب، الناس يخرجون وأنت قاعد، الناس يتكلمون وأنت ساكت، فشعرت بالغربة ومعك الأدلة الشرعية على أن ما أنت عليه هو الحق، إن كنت كذلك فاسمع أخي المبارك ما يُقال لك طيب.. وإن لم تكن كذلك وأعيذك بالله من ذلك فارجع إلى نفسك بوقفة صدق مع النفس وتمثَّل الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة وبالذات التنزل في كلام المخاطَب ارجع إلى كلام هؤلاء الذين تلوّنوا وتغيّروا قبل أن يبدّلوا تجد أن الحق أبلج أوضح من شمس النهار.

إخواني معشر المسلمين ما الواجب على أهل الغربة الثانية أن يفعلوه حتى يظلوا على ما هم عليه من الحق حتى يلقوا الله عز وجل كلام لمن هذا الكلام؟ إن شاء الله لي ولكم ولكل من كان على ما نحن عليه ما الواجب علينا حتى نظل على ما نحن عليه؟ واجب علينا إخواني كما قرّر ذلك الأئمة وسيأتي بالدليل ثلاثة أمور معتبرة:

الأمر الأول الذي يجب علي أنا وأنت أن نتمسك به حتى نلقى الله التمسك بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الدليل على ذلك في الترمذي عند النسائي من حديث العرباض بن سارية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (وإنه من يعش منكم بعدي فسيرى إختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار)، من يعش منكم بعدي فسيرى إختلافا كثيرا فعليكم -الفاء للتعقيب والمباشرة- بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم -تحذير- ومحدثات الأمور المحدث المعنيّ في الحديث بالتحذير منه هو أن يسلك الإنسان مسلكا ما سلكه نبينا يتقرب به إلى ربه أ يظن بهذا المسلك أن يصلح ما وقع الناس فيه من فساد هذا باختصار، إياكم ومحدثات الأمور المحدث هو أن يسلك المسلم مسلكا يتقرب به إلى الله ما سلكه نبينا ولا الصحابة محدث وبدعة بالإجماع وجه ثان أن يسلك مسلكا لم يسلكه نبينا ولا الصحابة يظن بزعمه بهذا المسلك أن [ينشد] البلاد مما وقع فيه من فساد وأن يصلح البلايا عند الناس مُحدَث محدَث باتفاق، إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة لذلك عند الحاكم بسند صحيح وعند الطبراني أيضا من حديث أبي واقذ الليثي يقول كنا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال (أما إنها ستكون فتن كقطع الليل المظلم) يقول أبي واقذ فقلنا يا رسول الله وما المخرج؟ يقول أبو واقد وكان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس على بساط حصير يعني فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم بيمينه البساط وقال (تمسك بالكتاب والسنة كما أمسك أنا بهذا البساط) تمسك بالكتاب والسنة فتن غير واضحة، كيف أقدّم عقلي على وحي ربي ! كيف أبغي المصلحة فيما حرّم ربنا ! سلكوا الشرك ووقعوا فيه إلى أذانهم بل وقعوا فيما يؤدي إلى الكفر الصُراح وظنوا بزعمهم أنهم يريدون صلاح البلاد والعباد أوردها سعد وهو مشتملُ ما هكذا يا سعد تورد الإبل، يقول أبو واقد ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم (إنها ستكون فتن) فقال معاذ أما تسمعون يقول النبي إنها ستكون فتن فقالوا يا رسول الله وما المخرج انظر قال (عليك بالأمر الأول)، ما المعنيّ بالأمر الأول القرون الثلاثة المفضلة، الصحابة وقبلهم زمن النبوة وزمن التابعين، عليك بالأمر الأول إخواني معشر المسلمين روى الإمام الحاكم في المستدرك بسند قال عنه الذهبي صحيح الإسناد من حديث أبي الطفيل يقول كنا بالكوفة إذ طلع علينا رجل فقال خرج الدجال يقول أبو الطفيل فامتلكنا الرعب وذهبنا إلى حذيفة بن أسيد وهو من الصحابة فقلت له يا أبا صريدة يزعم رجل أن الدجال قد خرج قال أقعد فجلس أبو الطفيل ثم قال له حذيفة بن أسيد إن الدجال لم يخرج الآن وله علامات ثلاث أما الأولى فإنه أعور وإن ربكم ليس بأعور وأما الثانية مكتوب بين عينيه كافر يقرؤها الأمي والكاتب وأما الثالثة لا يسخّرُ له من المطايا إلا الحمار فإنه رجس فوق رجس ثم قال حذيفة وهذا محل الشاهد من الحديث لأبي الطفيل أما غير الدجال أخاف عليكم قالوا وماهو يا أبا صريدة؟ قال فتن كقطع الليل المظلم قال أيّ الناس فيها شر؟ انظر أخي الفاضل وأعرني أذانا صاغية وقلوبا واعية فتن كقطع الليل المظلم قال أبو الطفيل أيّ الناس فيها شر؟ قال كل خطيب مسَقَّع وكل راكب موضِعٍ، كل خطيب مسقع قال العلماء أي البليغ المفوّه الذي يدعو الناس إلى البدعة ويمشي الناس وراءه هذا شر الناس، كل خطيب مسقع وكل راكب موضع أي راكب يسرع إذا سمع [الملك] يخرج ويخرج معه نساءه وبناته ومن لم يخرج يُنكر عليه، شر الناس كل خطيب مسقع كل راكب موضع قالوا يا أبا صُريدة وما خير الناس؟ أي في الفتن قال لهم كل غني خفيّ فقال أبو الطفيل يا أبا صريدة لست بغني قال له كن كابن اللبون لا ظهر يركب ولا ضرع يحلب. يبقى الواجب علينا في الأول يا إخواننا التمسك بالأمر الأول بالكتاب والسنة على نهج سلف الأمة، طيب لو أُشكل عليك الأمر؟ الأمور غير واضحة خلاص [اعتبر] من المتشابه والزم بيتك وابعد عن مواطن الفتن.
أسأل الله تعالى لي ولكم الهداية والرشاد وأسأله أن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح أقول ما تسمعون وأعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه وأستغفر الله العظيم لي ولكم.

الحمد لله رب العلمين وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين وخالق الخلق أجمعين ورازقهم فما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين. الواجب علينا معشر أهل الغربة الثانية حتى يثبتنا الله عز وجل على الحق علينا التمسك بالأمر الأول أي بالكتاب والسنة بفهم سلف الأمة. الواجب الثاني وهو إذا خُيّرنا بين العجز والفجور فليختر أحدنا العجز على الفجور ما معنى هذا الكلام؟ هذا عليه دليل وهو عند الطبراني وسنده صحيح من حديث أبي هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم (سيأتي على الناس زمان إذا خُيّر أحدهم بين العجز والفجور فليختر العجز على الفجور) ما المعنيّ بالعجز؟ التأني والتؤدة وعدم التسرع، والفجور التسرع، يبقى يأتي عليك زمان تُخير انظر إلى هذا سارع وعجل ويأتي كل خطيب مسقّع يلبّس الأمر ويغيّر ويبدّل ويلبس الباطل ثوب الحق وعامة الناس مساكين يندفعون خلفه بحميّة حب الشريعة، لا ! مخالف النبي صلى الله عليه وسلم يقول (فليختر العجز على الفجور) أي التؤدة وعدم التسرع والتروّي يختارهم ويمكث عليهم ولا يُسارع وليختر العجز على الفجور، أما إذا إختار الفجور وهو التسرع ويسير خلف كل ناعق ويمشي خلف كل زاعق هذا لا شك أنه سيقع في الفتن وهو لا يشعر يبقى إذا خير أحدنا بين العجز والفجور فليختر العجز على الفجور.

الأمر الثالث وهو من أهم الأمور الثلاثة وهو علينا أن نرتبط بإخواننا الغرباء برباط وثيق حتى يهوّن بعضنا على بعض الغربة التي نعيشها. حينما يذهب مصريان في غير مصرهم يكون بينهم من الألفة والمودة والمحبة والزيارة لماذا؟ يقول لك يا أخي نهوّن على بعضنا اليومين إلي عايشينهم كذلك أنت الآن في زمن الغربة إذا نظرت في بلدك ممكن لا تجد من أهل الغربة إلا شخص واحد، ففي هذه الحالة لا بد أن ترتبط معه برباط وثيق، لا بد أن تغض الطرف عن هفواته، ولا بد أن تغض الطرف عن زلاته، هذا الكلام في حق من؟ أهل الغربة. مع أهل البدع والضلالة لا كرامة، يُذاع أمرهم ويُنشر ضلالهم ويُحذّر منهم بأعيانهم فلم يعد الأمر يحتمل فانخدع بهم الناس، واختلط الحابل بالنابل، وكل يدّعي وصلا بليلى وليلى لا تقرّ لهم بذلك، الشاهد إخواني أهل الغربة الثانية الذين على الحق الصريح من الكتاب والسنة، الذين الحلال عندهم حلال يستحيل أن يتحوّل إلى حرام إلا في حالة الضرورة تُقدّر بقدرها، والحرام عندهم حرام لا تُجوّزه حالة من الأحوال إلا إذا قرّره الأثبات من أهل العلم، هؤلاء إذا وجدت رجلا من أهل الغربة فارتبط معه برباط وثيق، وشُدّ على ساعده حتى يشدّ على عضدك حتى يهوّن بعضكم على بعض الغربة الشديدة التي نعيشها في هذا الوقت الحاضر. إخواني معشر المسلمين هذا الأمر أردت ويعلم الله عز وجل أن أذكر به نفسي وإخواني الذين ما عهدت منهم إلا التمسك بالأدلة والثبات عليها مهما قلّ عددهم ومهما تكلم في حقهم سفهاء البشرية وحثالة المجتمع أردت أن أستعين بالله أولا ثم بهذا النص النبوي الشريف ليكون عونا لنا بعد الله عز وجل حتى نعلم أننا على الحق من الكتاب والسنة، ومن قال غير ذلك فليرنا قرنه وليظهر ما في جعبته ولن نجد ما في جعبته إلا الكلام الأصلع والكلام الهابط، فاثبتوا على الحق وتمسكوا بما أنتم عليه ولا تغتروا بكثرة أهل الضلالة ولا بفصاحة ألسنتهم ولا بكثرة علمهم وعملهم، فوالله ما هو إلا سراب ماهي إلا سويعات وغدا سيظهر الأمر وتنجلي الحقيقة وحينئذ يفرح المؤمنون بنصر الله والله عز وجل من وراء القصد.
أسأل الله تبارك وتعالى لي ولكم الهداية والرشاد اللهم اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في أمرنا وانصرنا على القوم الكافرين اللهم لا تدع لنا في هذا اليوم العظيم ذنبا إلا غفرته ولا ميتا إلا رحمته ولا مريضا إلا شفيته ولا هما إلا فرجته ولا كربا إلا نفسته ولا عسيرا إلا يسرته ولا ضالا إلا هديته ولا أسيرا إلا فككته ولا غائبا إلا إلى أهله سالما غانما رددته اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين اللهم اجعل بلدنا هذا آمنا وسائر بلاد المسلمين اللهم قنا الفتن ما ظهر منها وما بطن. إخواني معشر المسلمين كلمة أخيرة وهي عبارة عن محورين المحور الأول من باب ما جوّزه العلماء وأجمعت كلمتهم عليه أسألكم أن تدعوا لنا أن يعجل الله عز وجل شفاءنا حتى نعود إلى دعوتنا وهذا أمر أمرنا به الله عز وجل أن يطلب المسلم الدعوة من أخيه الصالح ونحسبكم إن شاء الله عز وجل من الصالحين. الأمر الثاني لأنني لن أتمكن من الكلام أكثر من ذلك إن شاء الله عز وجل سأبدأ في دروسي في هذا المسجد المنوّر بشرع الله المطهر من الغد إن شاء الله عز وجل من الساعة التاسعة صباحا حتى بعد العشاء بساعة في دراسة الكتب التسع التي بدأنا فيها من فترة إن شاء الله غير قصيرة وكما تعلمون ما إنقطعنا إلا رغم أنفنا ولكن كلمة أقولها يسمعها الجميع طالما أن فينا نفس ينبض ولسان ينطق لن نكف ولن نسكت عن بيان الحق والتحذير من أهل البدعة والضلالة مهما علا شأنه وكثر عدده أيضا إعلام إخواني أن ما حدث لنا لا يخرج عن أمرين إثنين إما أن يكون من ذنوب إقترفناها فأراد المولى عز وجل أن يعجل لنا العقوبة في الدنيا فله الحمد في الأولى والآخرة وإما أن تكون الثانية وهي ما نرجوه أن يكون الله عز وجل أراد أن يرفع لنا الدرجات وهذا نرجوه من الله ولكن لا نقطع به من باب إتهام النفس ألا وليعلم الجميع أن ما شيع وانتشر على لسان بعض أصحاب اللحى أن ما حدث معنا من بعض الناس كان بسبب خلافات مادية هذا كذب صراح وحاشانا ومن الله عز وجل العصمة والسداد أن نأكل أموال الناس بالباطل بل والله خشية الرياء لتحدثنا عما ضاع منا من أموال وتركناها لله عز وجل ما حدث إخواني هو تسلط من أهل البدعة أرادوا أن يرعبوا القوم وأن يفعلوا [..] ما فعلوه منا ما قرأت مثله ولست مبالغا ما فعل معي ما قرأت مثله إلا مثل ما فعله مشركو مكة مع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وليس معنا هذا أن أتهم القوم بالشرك أو أزكي نفسي ولكن لا رحمة ولا شفقة ولا رأفة والله عز وجل من ورائهم محيط ولله عز وجل الحمد في الأولى والآخرة وله الفضل والمنة أن ردّنا وأخرجنا من بين أيديهم سالمين بحوله وقوته لا فضل لمخلوق إلا لله ولا منّة لأحد إلا لله فله الحمد في الأولى والآخرة وأسأل الله تبارك وتعالى كل من دعا لنا أو وقف بجوارنا في هذه المحنة وإن كان هذا من حقنا عليه وله حق علينا أسأل الله عز وجل أن يجزه عنا خير الجزاء وأن يجعل ما فعله في ميزان الحسنات يوم العرض على الواحد الديان إنه ولي ذلك والقادر عليه أقول ما تسمعون وجزاكم الله خيرا وصل اللهم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العلمين وأقم الصلاة.

[..] كلمة غير واضحة

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[مقال] التحذير من الدعوة لـ [ وحدة الأديان ] ! والدخول في مؤتمراتها وندواتها ، والانت

تعليمية تعليمية
[مقال] التحذير من الدعوة لـ [ وحدة الأديان ] ! والدخول في مؤتمراتها وندواتها ، والانتماء إلى محافلها ! ـ اللجنة الدائمة ـ


التحذير من الدعوة لـ [ وحدة الأديان ] ! والدخول في مؤتمراتها وندواتها ، والانتماء إلى محافلها !
ـ اللجنة الدائمة ـ

الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . أما بعد : فإن [ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ] استعرضت ما ورد إليها من تساؤلات ، وما ينشر في وسائل الإعلام من آراء ومقالات بشأن الدعوة إلى [ وحدة الأديان ] : دين الإسلام ، ودين اليهود ، ودين النصارى ، وما تفرع عن ذلك من دعوة إلى بناء مسجد وكنيسة ومعبد في محيط واحد ، في رحاب الجامعات والمطارات والساحات العامة ، ودعوة إلى طباعة القرآن الكريم والتوراة والإنجيل في غلاف واحد إلى غير ذلك من آثار هذه الدعوة ، وما يعقد لها من مؤتمرات وندوات وجمعيات في الشرق والغرب ، وبعد التأمل والدراسة فإن [ اللجنة ] تقرر ما يلي :

• أولاً : أن من أصول الاعتقاد في الإسلام ، المعلومة من الدين بالضرورة ، والتي أجمع عليها المسلمون ، أنه لا يوجد على وجه الأرض دين حق سوى دين الإسلام ، وأنه خاتمة الأديان ، وناسخ لجميع ما قبله من الأديان والملل والشرائع ، فلم يبق على وجه الأرض دين يتعبد الله به سوى الإسلام قال الله تعالى : ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) . [ آل عمران : 85 ] .

والإسلام بعد بعثة محمد – صلى الله عليه وسلم – هو ما جاء به دون ما سواه من الأديان .

• ثانيًا : ومن أصول الاعتقاد في الإسلام أن كتاب الله تعالى : [ القرآن الكريم ] هو آخر كتب الله نزولاً وعهدًا برب العالمين ، وأنه ناسخ لكل كتاب أنزل من قبل من التوراة والزبور والإنجيل وغيرها ، ومهيمن عليها ، فلم يبق كتاب منزل يتعبد الله به سوى : [ القرآن الكريم ] . قال الله تعالى : ( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ) . [ المائدة : 48 ] .

• ثالثًا : يجب الإيمان بأن [ التوارة والإنجيل ] قد نسخا بالقرآن الكريم ، وأنه قد لحقهما التحريف والتبديل بالزيادة والنقصان ؛ كما جاء بيان ذلك في آيات من كتاب الله الكريم منها قول الله تعالى : ( فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ ) . [ المائدة : 13 ] .

وقوله – جل وعلا – : ( فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ ) . [ البقرة : 79 ] .

وقوله سبحانه : ( وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) . [ آل عمران : 78 ] .

ولهذا فما كان منها صحيحًا ؛ فهو منسوخ بالإسلام ، وما سوى ذلك فهو محرف أو مبدل .

وقد ثبت عن النبي – صلى الله عليه وسلم – : أنه غضب حين رأى مع عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – صحيفة فيها شيء من التوراة ، وقال – عليه الصلاة والسلام – : ( أفي شك أنت يا ابن الخطاب !؟ ألم آت بها بيضاء نقية !؟ لو كان أخي موسى حيًا ما وسعه إلا اتباعي ) . [ رواه أحمد والدارمي وغيرهما ] .

• رابعًا : ومن أصول الاعتقاد في الإسلام : أن نبينا ورسولنا محمدًا – صلى الله عليه وسلم – هو خاتم الأنبياء والمرسلين ؛ كما قال الله تعالى : ( مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ) . [ الأحزاب : 40 ] .

فلم يبق رسول يجب اتباعه سوى محمد – صلى الله عليه وسلم – ، ولو كان أحد من أنبياء الله ورسله حيًا لما وسعه إلا اتباعه – صلى الله عليه وسلم – ، وأنه لا يسع أتباعهم إلا ذلك ؛ كما قال الله تعالى : ( وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ ) . [ آل عمران : 81 ] .

ونبي الله عيسى – عليه الصلاة والسلام – إذا نزل في آخر الزمان يكون تابعًا لمحمد – صلى الله عليه وسلم – وحاكمًا بشريعته .

وقال الله تعالى : ( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ ) . [ الأعراف : 157 ] .

كما أن من أصول الاعتقاد في الإسلام : أن بعثة محمد – صلى الله عليه وسلم – عامة للناس أجمعين ، قال الله تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ) . [ سبأ : 28 ] .

وقال سبحانه : ( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا ) . [ الأعراف : 158 ] .

وغيرها من الآيات .

• خامسًا : ومن أصول الإسلام أنه يجب اعتقاد كفر كل من لم يدخل في الإسلام من اليهود والنصارى وغيرهم وتسميته كافرًا ، وأنه عدو لله ورسوله والمؤمنين ، وأنه من أهل النار ؛ كما قال تعالى : ( لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ ) . [ البينة : 1 ] .

وقال – جل وعلا – : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ ) . [ البينة : 6 ] .

وغيرها من الآيات .

وثبت في " صحيح مسلم " : أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : ( والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة ، يهودي ولا نصراني ، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار ) .

ولهذا : فمن لم يكفر اليهود والنصارى فهو كافر ، طردًا لقاعدة الشريعة : ( من لم يكفر الكافر فهو كافر ) .

• سادسا : وأمام هذه الأصول الاعتقادية والحقائق الشرعية ، فإن الدعوة إلى : [ وحدة الأديان ] والتقارب بينها وصهرها في قالب واحد دعوة خبيثة ماكرة ، والغرض منها خلط الحق بالباطل ، وهدم الإسلام وتقويض دعائمه ، وجر أهله إلى ردة شاملة ، ومصداق ذلك في قول الله سبحانه : ( وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ) . [ البقرة : 217 ] .

وقوله – جل وعلا – : ( وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً ) . [ النساء : 89 ] .

• سابعًا : وإن من آثار هذه الدعوة الآثمة إلغاء الفوارق بين الإسلام والكفر ، والحق والباطل ، والمعروف والمنكر ، وكسر حاجز النفرة بين المسلمين والكافرين ، فلا ولاء ولا براء ، ولا جهاد ولا قتال لإعلاء كلمة الله في أرض الله ، والله – جل وتقدس – يقول : ( قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ) . [ التوبة : 29 ] .

ويقول – جل وعلا – : ( وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ) . [ التوبة : 36 ] .

• ثامنًا : أن الدعوة إلى [ وحدة الأديان ] إن صدرت من مسلم ؛ فهي تعتبر ردة صريحة عن دين الإسلام ، لأنها تصطدم مع أصول الاعتقاد ؛ فترضى بالكفر بالله – عز وجل – ، وتبطل صدق القرآن ونسخه لجميع ما قبله من الكتب ، وتبطل نسخ الإسلام لجميع ما قبله من الشرائع والأديان ، وبناء على ذلك فهي فكرة مرفوضة شرعًا ، محرمة قطعًا بجميع أدلة التشريع في الإسلام من قرآن وسنة وإجماع .

• تاسعا : وتأسيسا على ما تقدم :

1) فإنه لا يجوز لمسلم يؤمن بالله ربًا ، وبالإسلام دينًا ، وبمحمد – صلى الله عليه وسلم – نبيًا ورسولاً ، الدعوة إلى هذه الفكرة الآثمة ، والتشجيع عليها ، وتسليكها بين المسلمين ، فضلا عن الاستجابة لها ، والدخول في مؤتمراتها وندواتها ، والانتماء إلى محافلها .

2) لا يجوز لمسلم طباعة التوراة والإنجيل منفردين ، فكيف مع القرآن الكريم في غلاف واحد !! فمن فعله أو دعا إليه ؛ فهو في ضلال بعيد ، لما في ذلك من الجمع بين الحق [ القرآن الكريم ] والمحرف أو الحق المنسوخ [ التوراة والإنجيل ] .

3) كما لا يجوز لمسلم الاستجابة لدعوة : [ بناء مسجد وكنيسة ومعبد ] في مجمع واحد ، لما في ذلك من الاعتراف بدين يعبد الله به غير دين الإسلام ، وإنكار ظهوره على الدين كله ، ودعوة مادية إلى أن الأديان ثلاثة ؛ لأهل الأرض التدين بأي منها ، وأنها على قدم التساوي ، وأن الإسلام غير ناسخ لما قبله من الأديان .

ولا شك أن إقرار ذلك أو اعتقاده أو الرضا به كفر وضلال ؛ لأنه مخالفة صريحة للقرآن الكريم والسنة المطهرة وإجماع المسلمين ، واعتراف بأن تحريفات اليهود والنصارى من عند الله – تعالى الله عن ذلك – ؛ كما أنه لا يجوز تسمية الكنائس [ بيوت الله ] ، وأن أهلها يعبدون الله فيها عبادة صحيحة مقبولة عند الله ، لأنها عبادة على غير دين الإسلام ، والله تعالى يقول : ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) . [ آل عمران : 85 ] .

بل هي : بيوت يكفر فيها بالله . نعوذ بالله من الكفر وأهله .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – في " مجموع الفتاوى " : (22/162) : ( ليست – أي : البيع والكنائس – بيوت الله ، وإنما بيوت الله المساجد ، بل هي بيوت يكفر فيها بالله ، وإن كان قد يذكر فيها ، فالبيوت بمنزلة أهلها وأهلها كفار ، فهي بيوت عبادة الكفار ) .

• عاشرًا : ومما يجب أن يعلم : أن دعوة الكفار بعامة وأهل الكتاب بخاصة إلى الإسلام واجبة على المسلمين بالنصوص الصريحة من الكتاب والسنة ، ولكن ذلك لا يكون إلا بطريق البيان والمجادلة بالتي هي أحسن ، وعدم التنازل عن شيء من شرائع الإسلام ، وذلك للوصول إلى قناعتهم بالإسلام ودخولهم فيه ، أو إقامة الحجة عليهم .

( لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ ) . [ الأنفال : 42 ] .

قال الله تعالى : ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ) . [ آل عمران : 64 ] .

أما مجادلتهم ، واللقاء معهم ، ومحاورتهم لأجل النزول عند رغباتهم ، وتحقيق أهدافهم ، ونقض عرى الإسلام ومعاقد الإيمان ؛ فهذا باطل يأباه الله ورسوله والمؤمنون – والله المستعان على ما يصفون – . قال تعالى : ( وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكَ ) . [ المائدة : 49 ] .

وإن [ اللجنة ] إذ تقرر ذلك وتبينه للناس ؛ فإنها توصي المسلمين بعامة وأهل العلم بخاصة بتقوى الله تعالى ومراقبته ، وحماية الإسلام ، وصيانة عقيدة المسلمين من الضلال ودعاته ، والكفر وأهله ، وتحذرهم من هذه الدعوة الكفرية الضالة : [ وحدة الأديان ] ، ومن الوقوع في حبائلها ، ونعيذ بالله كل مسلم أن يكون سببًا في جلب هذه الضلالة إلى بلاد المسلمين وترويجها بينهم .

نسأل الله سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى : أن يعيذنا جميعًا من مضلات الفتن ، وأن يجعلنا هداة مهتدين ، حماة للإسلام على هدى ونور من ربنا حتى نلقاه وهو راض عنا .

وبالله التوفيق ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

فتوى صدرت برقم 19402 في 25-1-1418هـ عن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء برئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء (الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء) السعودية. واللجنة التي أصدرت هذه الفتوى مكونة من
سماحة الرئيس العام ومفتي عام المملكة العربية السعودية
(الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز) رئيسًا
(الشيخ عبد العزيز ابن عبد الله آل الشيخ) نائبًا
وعضوية كل من الشيخ د. بكر أبو زيد، و الشيخ د. صالح بن فوزان الفوزان.

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




بارك الله فيك أخيتي ونفع بكِ