[سؤال] هل يجوز لعن الجمادات والأوصاف كالدستور والديمقراطية؟
للامانة العلمية الموضوع منقول |
||
العقيدة الاسلامية
[سؤال] هل يجوز لعن الجمادات والأوصاف كالدستور والديمقراطية؟
للامانة العلمية الموضوع منقول |
||
[فوائد مستخلصة] ما هو ضابط إظهار الدين لمن يعيش بين ظهراني المشركين للشيخ العالم حمد بن عتيق + [كتاب مصور] مجموع رسائل الشيخ ط3
بسم الله الرحمن الرحيم
ما هو ضابط إظهار الدين لمن يعيش بين ظهراني المشركين فهذا مقتطف من كلام العالم الفاضل حمد بن علي بن عتيق-رحمه الله- [ت: 1302هــ] وهو من أكابر تلاميذ العالم المحدث عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ-رحمه الله- صاحب "تيسير العزيز الحميد" وغيرها من الكتب النافعة، وهذا المقتطف من رسالته ((سبيل النجاة والفكاك من موالاة المرتدين والأتراك)) ، وفيه يبين الشيخ ضابط "إظهار الدين لمن كان يعيش بين المشركين" فما معنى الإظهار هنا؟ ومتى يقال: يجوز المكث بين الكفار؟ ولعلماء الدعوة النجدية رسائل عديدة وكلام كثير في هذا الباب ولعلي أجمع كلامهم في محل واحد ، وأقتصر هنا على ما في هذه الرسالة وهو مفيد نافع: اقتباس: وقال قبلها بصفحات: وهكذا قال في نفس الرسالة: وقد قمت بتصغير الحجم حيث نشر في 202 صفحة وبحجم 18مجا فقمت بتصغير حجمة ليسهل الانتفاع به فأصبح في 4 ميجا ، وأنصح أخواني باستخدام برنامج Apago PDF Shrink v4.5.6 فهو مميز وسهل وخفيف ونتائجه أفضل من adobe prof والله أعلم الملفات المرفقة (افحص الملف ببرامج الحماية وقم بالتبليغ عنه إذا وجدته مخالفا) هداية الطريق من رسائل وفتاوى الشيخ حمد بن علي بن عتيق .pdf‏ (4.10 ميجابايت) للامانة العلمية الموضوع منقول |
||
[فتاوى] الإقرار بالشهادتين مع ترك العمل
ما حكم من ترك جميع العمل الظاهر بالكلية وهو يقر بالشهادتين ويقر بالفرائض ولكنه لا يعمل شيئا ألبتة فهل هذا مسلم أم لا؟ علما بأنه ليس له عذر شرعي يمنعه من القيام بتلك الفرائض؟
لا يمكن أن يكون هناك تصديق صحيح لا يصلي صاحبه، ولا ينطق بالشهادتين وهو يعلم ما أعدَّ الله لمن نطق بالشهادتين ولمن تكلّم بكلمة التوحيد من الثواب، ولما أعدّ الله للمصلين من الثواب ولمن ترك الصلاة من العقاب، فلو كان عنده تصديق صحيح، وإيمان صحيح لبعثه على العمل، فلو كان عنده تصديق صحيح وإيمان صحيح لأحرق الشبهات والشهوات؛ فترك الصلاة إنما يكون عن شبهة والمعاصي إنما تكون عن شهوة، والإيمان الصادق يحرق هذه الشهوات والشبهات. للامانة العلمية الموضوع منقول |
||
بالتوفيق
[خطبة جمعة] – الذي يجب أن يكون – الشيخ / محمد بن سعيد رسلان – حفظه الله –
خطبة الجمعة 13 من ربيع الأول 1443هـ الموافق 25-1-2013م لفضيلة الشيخ الدكتور محمد بن سعيد رسلان – حفظه الله – بعنوان: الذي يجب أن يكون .. تحميلmp3 تعريف بموضوع الخطبة – لا إله إلا الله هي كلمة التوحيد .
– معني وشروط ونواقض شهادة أن لا إله إلا الله وشهادة أن محمد رسول الله . – طاعة الرسول من طاعة الله . – بيان فضل العلم , وذم الجهل . – في بيان فضل العلم ( إيهما افضل الكلب المُعلم ام الكلب الجاهل ؟ ) – ضرورة المساوة بين القوتين العلمية والعملية . – شرح لطرق ووسائل تلبيس إبليس علي العلماء , وكيفية الخروج من هذا التلبيس . للامانة العلمية الموضوع منقول |
||
[خطبة جمعة] معنى الإضافة في: "رب العزة" الدكتور / محمد بن سعيد رسلان – حفظه الله –
معنى الإضافة في: "رب العزة" خطبة الجمعة 27 من ربيع الأول 1443هـ الموافق 8-2-2013م الدكتور / محمد بن سعيد رسلان – حفظه الله –
– تنزيه الله عن كل وصف لا يليق به سبحانه وتعالى للامانة العلمية الموضوع منقول |
||
اللهم امين ونسال الله ان ينفعنا بعلمه
[بيان] في بيان أصناف الخارجين على الحاكم وأحكام الثورات الشعبية
الجزائر في: 15 ربيع الثاني 1443ه
الموافق ل : 20 مارس 2022م
للامانة العلمية الموضوع منقول |
||
[كتاب مصور] الَّلآلئ البهية في شرح العقيدة الواسطية لمعالي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ
للامانة العلمية الموضوع منقول |
||
[كتاب مصور] [حصريا على الآجري] رسالة ’’أقوال ذوي العرفان في أن أعمال الجوارح داخلة في مسمى الإيمان’ بتقديم العلامة الفوزان [pdf, doc]
أَقْوَالُ ذَوِي العرْفَانْ
فضيلة الشيخ تاعلامة صالح بن فوزان الفوزان • نبذة عن الكتاب :
أما بعد فإن علاقة الإيمان بأعمال الجوارح وأنه لا إيمان لمن ترك الفرائض مسألة عظيمة جليلة قررها علماء أهل السنة والجماعة أخذاً من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ودين الإسلام لا يقوم على الدعاوى المجردة عن تصديقها بالأفعال ، يقول تعالى : )ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجـد له مـن دون الله وليــاً ولا نصـــيراً * ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيراً * ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيـــم حنيفــاً واتخــذ الله إبراهيــم خليــلاً( [ النساء:123-125]. فهرس الكتاب التحميل نسخة مصورة [PDF] مواضيع متعلقة بالموضوع
الملفات المرفقة
للامانة العلمية الموضوع منقول |
||
[صوتية وتفريغها] [فقه الواقع] فطوبى للغرباء / للشيخ عادل الشوربجي -حفظه الله تعالى-
بسم الله الرحمن الرحيم
فطوبى للغرباء لفضيلة الشيخ عادل الشوربنجي -حفظه الله تعالى- إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا ند ولا نظير ولا شبيه له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين، اللهم صل وسلم وزد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وارضى اللهم عن الصحابة الطيبين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وبقية العشرة وسائر الصحابة ومن مشى على طريقهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب:70-71].
إخواني معشر المسلمين الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه وهو عند الإمام أحمد ورواه أصحاب السنن ورواه الإمام مالك وهو حديث صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول (بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء)، هذه رواية مسلم أما غير مسلم فقيل يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن الغرباء؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم (النُزاع من القبائل) وفي رواية صحيحة قال (الذين يُصلحون ما أفسد الناس) وفي رواية صحيحة قال (أناس صالحون قليل في أناس سوء كثيرين) وفي رواية قال صلى الله عليه وآله وسلم (أناس صالحون من يطيعهم أقل ممن يعصيهم). هذا الحديث إخواني ونحن في وقتنا الحاضر وفي بلدنا هذه مصر في أمس وفي أدق الحاجة للوقوف على فقه هذا الحديث، إبتداءا هذا الحديث صنفه العلماء من باب الأخبار، ما المعنيّ بالأخبار؟ كلام العرب يا إخواني إما أن يكون خبر وإما أن يكون إنشاء، وكذلك كلام ربنا عز وجل وكلام نبينا صلى الله عليه وآله وسلم، فإذا أخبرنا ربنا عز وجل بخبر يلزمنا التصديق الذي ليس فيه شك وليس فيه ريب، وكذلك إذا أخبرنا نبينا صلى الله عليه وآله وسلم بخبر يلزمنا التصديق لا ريب فيه ولا تردد، وإذا تم التصديق الذي هو واجب وأصل من أصول الإيمان يلزم من هذا التصديق عمل في الجوارح، أوضح هذا بمثال فأقول هب أن شخصا هو عندك مُصَدَّقْ [..] أنت تصدقه في كل ما يخبرك وبينما أنت تسير في طريق قال لك يا فلان إلى أين تذهب؟ فقلت له أذهب إلى مكان كذا وأسلك طريق كذا، فقال إياك أن تسلك هذا الطريق فإن فيه وفيه وفيه إرجع على هذا الطريق، يبقى هذا الرجل أخبرك وهو عندك مُصدَق إن لم يؤثر هذا الخبر في سلوكك ما صدقت ولا نفعك الخبر، فبناءا على منزلته عندك وعلو قدره عندك وصدقه عندك تبدأ أنت تغير من سلوكك وتتأثر جوارحك وتترك هذا الطريق وتسلك طريقا آخر، هكذا المؤمن بالنسبة لأخبار المولى عز وجل وأخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم، هذا أصل عظيم إخواني عند أهل السنة والجماعة يجب علينا أن نراعيه ونستعين بالله عز وجل ونطبقه، فنبينا صلى الله عليه وسلم أخبرنا وقال (بدأ الإسلام غريبا -ليس هذا فحسب- وسيعود غريبا كما بدأ) يبقى أصبح الإسلام بُناءا على هذا النص له ثلاثة مراحل مرحلة البداية ومرحلة النهاية وبينهما مرحلة، البداية غربة والنهاية غربة، وبينهما كان الإسلام رايته خفّاقة مرفوعة يدين له القاصي بكل شيء ويعترف به ويلتزم به أو يعطي الجزية عن يد وهو صاغر، طيب البداية خلاص لا نتكلم فيها لأننا لم ندركها، طب النهاية هل يا تُرى في وقتنا الحاضر وفي مصرنا هذه وصل الأمر إلى الغربة الثانية أم لا؟ هذا الذي أريد أن أقرّره قبل أن أسرد بقية الحديث، وأصل كلام العلم في المسألة هل يا ترى الوضع الحاضر الذي نحن فيه فعلا ده غربة وهي المعنية بقول نبينا صلى الله عليه وآله وسلم (وسيعود غريبا كما بدأ)؟ ننظر إلى الأدلة الشرعية إخواني من السنة ومن الواقع الذي نعيشه، لأن من أخطر ما يتعرض له المسلم وطالب العلم أن لا يعي الواقع الذي يعيش فيه، ويبدأ مقفول على نفسه، ولا يتدبر ما يدور من حوله، يبقى في هذه الحالة يعيش في الدنيا ولا يعي وتغيب عنه أشياء ويغفل عن أشياء ينبغي أن يكون على علم تام بها.
(طوبى للغرباء).. طوبى فيها قولين لأهل العلم معتبرين، القول الأول أنها الجنة كما قال تعالى (فطوبى لهم وحسن مآب)، والقول الثاني ما رواه الإمام أحمد بسند صحيح من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (طوبى لمن رآني وآمن بي وطوبى ثم طوبى ثم طوبى لمن لم يرني وآمن بي)، نص الحديث (طوبى لمن رآني وآمن بي وطوبى ثم طوبى ثم طوبى لمن لم يرني وآمن بي) فقالوا يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما طوبى؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم (شجرة في الجنة يسير الراكب فيها مائة عام ما يقطع ظلها)، (طوبى للغرباء) سُئل نبينا صلى الله عليه وآله وسلم عن الغرباء، روايات الحديث إن كانت مختلفة في الظاهر ولكنها متفقة في المضمون وهي لا تخرج عن أن هؤلاء القوم قلة، قلة في كل بلد تجد البلد الواحد لا تجد فيه إلا رجل، تجد البلد الغفير الكثير العدد ما يوجد فيه أحد، يبقى المزية الأولى والصفة الأولى للغرباء أنهم قلة ومن أجل هذا أخي الفاضل يا طالب العلم يا صاحب السنة أيها الغريب لا تنخدع ولا تتزعزع ولا يكن في صدرك حرج من أنك وحيدا فريدا ومن كان معك بالأمس ومن كان يسير معك تغير وتلوّن إحمد الله أن ثبتك على ما أنت عليه واسأله الثبات حتى تلقاه وخبّر نفسك بأنك من أهل الغربة الثانية واصبر على هذا حتى تلقى الله عز وجل، أقول هذا الكلام لأن كثيرا من إخواننا يبدأ يتحرك في صدره شيء ويتحرك في قلبه أشياء كيف يكون الجمع الغفير على غير ما نحن عليه؟ وهل كل هؤلاء الناس كلهم على ضلال؟ يا عبد الله دلت النصوص الشرعية الصريحة الصحيحة على أن الحق لا يُعرف بالكثرة كما صح ذلك عن علي بن أبي طالب وكما أشار إليه ربنا في كتابه (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله)، وصح عن علي بن أبي طالب أنه قال (إعرف الحق تعرف الرجال ولا تعرف الحق بالرجال)، وصح عن ابن مسعود أنه قال (الجماعة ما وافق الحق وإن كنت وحدك). (بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء).. في سنن الإمام الترمذي وهو عند الإمام أحمد أيضا وسند الحديث حسن من حديث أبي أميّة الشعباني أنه قال (دخلت على أبي ثعلبة الخشني -وهو صحابي- فقلت له يا أبا ثعلبة ما تقول في هذه الآية؟ يبقى أبا أمية الشعباني أُشكلت عليه هذه الآية وهو من التابعين طيب يروح فين؟ يروح لصحابي أعلم الخلق فذهب إلى أبي ثعلبة الخشني وقال (يا أبا ثعلبة ما تقول في هذه الآية؟) فقال أبو ثعلبة (أيّ آية يا أبا أمية؟) قال (قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعا فينبؤكم بما كنتم تعملون)) فقام أبو ثعلبة الخشني وقال له (على الخبير سقطت) -إنت بقدر الله وقعت على الخبير- لقد سألتُ عنها خبيرا سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم -يبقى أتى العلم من بابه الأوحد ولا بقدر الله- [طيب خلاص بقى] النبي ماذا قال لك؟ ما دي المرجعية (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم) قال صلى الله عليه وسلم لأبي ثعلبة ولنا جميعا (بل اتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر فإذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخاصة نفسك فإن من ورائكم أيام الصبر كالقبض على الجمر للواحد فيهم أجر خمسين منكم) قالوا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم منا أو منهم؟ قال (بل منهم) وفي رواية لكنها لا تصح مرفوعة قال (لأنكم تجدون على الخير أعوانا وهم لا يجدون على الخير أعوانا) أيام المتمسك بالشرع وبالسنة وإن خالفه الجميع كالقبض على الجمر، أبشر يا من تمسكت ولم تتلوّن ولم تتغيّر، والحرام عندك هو حرام، والحلال عندك هو حلال، ما تغير بفتنة ولا تبدّل بزمن وما تغيّر بمكان بل هو حرام منذ نزل جبريل إلى قيام الساعة، بل هو حلال منذ نزل جبريل إلى قيام الساعة، أبشر بما يسرّك بنص الحديث (القابض على دينه أجر خمسين منكم) قالوا يا رسول الله منا أو منهم؟ قال (بل منكم) لأنكم تجدون على الخير أعوانا وهم لا يجدون على الخير أعوانا. إخواني معشر المسلمين ونحن في زمن الغربة الثانية والمعنيّ بذلك أن الإنسان يتمسّك بالكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، فإذا تمسك بهذين الأصلين العظيمين وشعر بالغربة بين أهله وذويه فليعلم أنه على الحق. أوضح وأضرب مثالا، أنت مثلا أخي الفاضل ذهبت إلى بلد خارجي وبتبقى حركتك محدودة [..] فإذا اجتمع أهل البلد في مناسبة معينة واجتمعت معهم تشعر أنك غريب، بالضبط لو أنك في مصلى العيد في بلدك الإمام خَلَّص والناس تهنأ بعضها وأنت رجل لست من أهل البلدة [لا] تسلم على أحد ستحس نفسك أنك منزوي غريب، كذلك من لم يشعر بالغربة في زمن التكالب على الدنيا بعد أن ألبسوه عباءة الشرع فليعلم أنه ليس من أهل الغربة الثانية، كل الناس خرجوا ورفعوا شعار الشربعة وهي منهم بريئة وجلس قلة تقوقعوا لأنهم لم يشاركوا في بدعة وشعروا أنهم غرباء في أوطانهم في بلدهم، إياك أن تتزعزع وإياك أن يتحرك في صدرك شيء فأنت من أهل الغربة الثانية، أبشر وسل الله الثبات حتى تلقاه. (بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء).. يبقى الصفة الأولى من صفة الغرباء صلى الله عليه وسلم ناس قلة ولكن لن تخلو الأرض من أحدهم الصفة الثانية لهؤلاء القوم أنهم يُصلحون ما أفسد الناس، وهذا الذي ندندن حوله ولا نتركه إلى قيام الساعة مهما تربص بنا الخائبون وفعل بنا الخبثاء وقالوا في حقنا ما قالوا يستحيل أن نترك هذا الأمر إلا أن يفصل العنق عن الجسد. (يصلحون ما أفسد الناس).. بدؤوا يغيرون في المعتقد يغيرون في ثوابت الشريعة وصل الأمر بأحدهم بجرأته بل بوقاحته أنه قال ليس هناك أيّ خلاف البتة بيننا وبين النصارى وغيرهم كلنا سواء، لن نسكت أبدا لأن من صفات أهل الغربة الثانية يصلحون ما أفسد الناس، فإذا تكلموا وغيروا وبدلوا وفينا نفس ينبض ولسان ينطق سنتكلم والحجة معنا والدليل حليفنا ونسأل الله عز وجل الرشد والصواب ونسأله الإخلاص في القول والعمل. (بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ).. الوصف الثالث قال فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم (النزّاع من القبائل)، فيه أثر عن خالد بن الوليد والله يا إخواننا يرعب يقول عليه رحمة الله (إن الفتنة حق الفتنة أن تكون في بلد يُعمل فيه بالبلاء فتريد أن تنتقل إلى غيره فلا تجده)، إن الفتنة حق الفتنة أن تكون في بلد يعمل فيه بالبلاء بالتلوّن والتلاعب بالنصوص ولبس عباءة الشريعة على غيرها تريد أن تخرج إلى مكان آخر أطيب وأطهر فلا تجده. (النزاع من القبائل) أي ينزعون من أماكن البدعة والضلالة إلى أماكن السنة والهدي والرشاد. (بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء).. أخي المسلم أختي المسلمة إن كنت بحق ولا تجامل نفسك لأنك إن جاملت نفسك فقد كذبت عليها، ومن أقبح أنواع الكذب أن يكذب الرجل على نفسه، لا تجامل، إن كنت من أهل الغربة الثانية فاسمع ما يُقال لك، يعني ماذا؟ يعني أنت مثلا مع عيالك وعائلتك وقبيلتك وحيّك عايش لكن حاسس أنك أنت غريب، الناس يخرجون وأنت قاعد، الناس يتكلمون وأنت ساكت، فشعرت بالغربة ومعك الأدلة الشرعية على أن ما أنت عليه هو الحق، إن كنت كذلك فاسمع أخي المبارك ما يُقال لك طيب.. وإن لم تكن كذلك وأعيذك بالله من ذلك فارجع إلى نفسك بوقفة صدق مع النفس وتمثَّل الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة وبالذات التنزل في كلام المخاطَب ارجع إلى كلام هؤلاء الذين تلوّنوا وتغيّروا قبل أن يبدّلوا تجد أن الحق أبلج أوضح من شمس النهار. إخواني معشر المسلمين ما الواجب على أهل الغربة الثانية أن يفعلوه حتى يظلوا على ما هم عليه من الحق حتى يلقوا الله عز وجل كلام لمن هذا الكلام؟ إن شاء الله لي ولكم ولكل من كان على ما نحن عليه ما الواجب علينا حتى نظل على ما نحن عليه؟ واجب علينا إخواني كما قرّر ذلك الأئمة وسيأتي بالدليل ثلاثة أمور معتبرة: الأمر الأول الذي يجب علي أنا وأنت أن نتمسك به حتى نلقى الله التمسك بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الدليل على ذلك في الترمذي عند النسائي من حديث العرباض بن سارية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (وإنه من يعش منكم بعدي فسيرى إختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار)، من يعش منكم بعدي فسيرى إختلافا كثيرا فعليكم -الفاء للتعقيب والمباشرة- بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم -تحذير- ومحدثات الأمور المحدث المعنيّ في الحديث بالتحذير منه هو أن يسلك الإنسان مسلكا ما سلكه نبينا يتقرب به إلى ربه أ يظن بهذا المسلك أن يصلح ما وقع الناس فيه من فساد هذا باختصار، إياكم ومحدثات الأمور المحدث هو أن يسلك المسلم مسلكا يتقرب به إلى الله ما سلكه نبينا ولا الصحابة محدث وبدعة بالإجماع وجه ثان أن يسلك مسلكا لم يسلكه نبينا ولا الصحابة يظن بزعمه بهذا المسلك أن [ينشد] البلاد مما وقع فيه من فساد وأن يصلح البلايا عند الناس مُحدَث محدَث باتفاق، إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة لذلك عند الحاكم بسند صحيح وعند الطبراني أيضا من حديث أبي واقذ الليثي يقول كنا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال (أما إنها ستكون فتن كقطع الليل المظلم) يقول أبي واقذ فقلنا يا رسول الله وما المخرج؟ يقول أبو واقد وكان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس على بساط حصير يعني فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم بيمينه البساط وقال (تمسك بالكتاب والسنة كما أمسك أنا بهذا البساط) تمسك بالكتاب والسنة فتن غير واضحة، كيف أقدّم عقلي على وحي ربي ! كيف أبغي المصلحة فيما حرّم ربنا ! سلكوا الشرك ووقعوا فيه إلى أذانهم بل وقعوا فيما يؤدي إلى الكفر الصُراح وظنوا بزعمهم أنهم يريدون صلاح البلاد والعباد أوردها سعد وهو مشتملُ ما هكذا يا سعد تورد الإبل، يقول أبو واقد ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم (إنها ستكون فتن) فقال معاذ أما تسمعون يقول النبي إنها ستكون فتن فقالوا يا رسول الله وما المخرج انظر قال (عليك بالأمر الأول)، ما المعنيّ بالأمر الأول القرون الثلاثة المفضلة، الصحابة وقبلهم زمن النبوة وزمن التابعين، عليك بالأمر الأول إخواني معشر المسلمين روى الإمام الحاكم في المستدرك بسند قال عنه الذهبي صحيح الإسناد من حديث أبي الطفيل يقول كنا بالكوفة إذ طلع علينا رجل فقال خرج الدجال يقول أبو الطفيل فامتلكنا الرعب وذهبنا إلى حذيفة بن أسيد وهو من الصحابة فقلت له يا أبا صريدة يزعم رجل أن الدجال قد خرج قال أقعد فجلس أبو الطفيل ثم قال له حذيفة بن أسيد إن الدجال لم يخرج الآن وله علامات ثلاث أما الأولى فإنه أعور وإن ربكم ليس بأعور وأما الثانية مكتوب بين عينيه كافر يقرؤها الأمي والكاتب وأما الثالثة لا يسخّرُ له من المطايا إلا الحمار فإنه رجس فوق رجس ثم قال حذيفة وهذا محل الشاهد من الحديث لأبي الطفيل أما غير الدجال أخاف عليكم قالوا وماهو يا أبا صريدة؟ قال فتن كقطع الليل المظلم قال أيّ الناس فيها شر؟ انظر أخي الفاضل وأعرني أذانا صاغية وقلوبا واعية فتن كقطع الليل المظلم قال أبو الطفيل أيّ الناس فيها شر؟ قال كل خطيب مسَقَّع وكل راكب موضِعٍ، كل خطيب مسقع قال العلماء أي البليغ المفوّه الذي يدعو الناس إلى البدعة ويمشي الناس وراءه هذا شر الناس، كل خطيب مسقع وكل راكب موضع أي راكب يسرع إذا سمع [الملك] يخرج ويخرج معه نساءه وبناته ومن لم يخرج يُنكر عليه، شر الناس كل خطيب مسقع كل راكب موضع قالوا يا أبا صُريدة وما خير الناس؟ أي في الفتن قال لهم كل غني خفيّ فقال أبو الطفيل يا أبا صريدة لست بغني قال له كن كابن اللبون لا ظهر يركب ولا ضرع يحلب. يبقى الواجب علينا في الأول يا إخواننا التمسك بالأمر الأول بالكتاب والسنة على نهج سلف الأمة، طيب لو أُشكل عليك الأمر؟ الأمور غير واضحة خلاص [اعتبر] من المتشابه والزم بيتك وابعد عن مواطن الفتن. الحمد لله رب العلمين وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين وخالق الخلق أجمعين ورازقهم فما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين. الواجب علينا معشر أهل الغربة الثانية حتى يثبتنا الله عز وجل على الحق علينا التمسك بالأمر الأول أي بالكتاب والسنة بفهم سلف الأمة. الواجب الثاني وهو إذا خُيّرنا بين العجز والفجور فليختر أحدنا العجز على الفجور ما معنى هذا الكلام؟ هذا عليه دليل وهو عند الطبراني وسنده صحيح من حديث أبي هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم (سيأتي على الناس زمان إذا خُيّر أحدهم بين العجز والفجور فليختر العجز على الفجور) ما المعنيّ بالعجز؟ التأني والتؤدة وعدم التسرع، والفجور التسرع، يبقى يأتي عليك زمان تُخير انظر إلى هذا سارع وعجل ويأتي كل خطيب مسقّع يلبّس الأمر ويغيّر ويبدّل ويلبس الباطل ثوب الحق وعامة الناس مساكين يندفعون خلفه بحميّة حب الشريعة، لا ! مخالف النبي صلى الله عليه وسلم يقول (فليختر العجز على الفجور) أي التؤدة وعدم التسرع والتروّي يختارهم ويمكث عليهم ولا يُسارع وليختر العجز على الفجور، أما إذا إختار الفجور وهو التسرع ويسير خلف كل ناعق ويمشي خلف كل زاعق هذا لا شك أنه سيقع في الفتن وهو لا يشعر يبقى إذا خير أحدنا بين العجز والفجور فليختر العجز على الفجور. الأمر الثالث وهو من أهم الأمور الثلاثة وهو علينا أن نرتبط بإخواننا الغرباء برباط وثيق حتى يهوّن بعضنا على بعض الغربة التي نعيشها. حينما يذهب مصريان في غير مصرهم يكون بينهم من الألفة والمودة والمحبة والزيارة لماذا؟ يقول لك يا أخي نهوّن على بعضنا اليومين إلي عايشينهم كذلك أنت الآن في زمن الغربة إذا نظرت في بلدك ممكن لا تجد من أهل الغربة إلا شخص واحد، ففي هذه الحالة لا بد أن ترتبط معه برباط وثيق، لا بد أن تغض الطرف عن هفواته، ولا بد أن تغض الطرف عن زلاته، هذا الكلام في حق من؟ أهل الغربة. مع أهل البدع والضلالة لا كرامة، يُذاع أمرهم ويُنشر ضلالهم ويُحذّر منهم بأعيانهم فلم يعد الأمر يحتمل فانخدع بهم الناس، واختلط الحابل بالنابل، وكل يدّعي وصلا بليلى وليلى لا تقرّ لهم بذلك، الشاهد إخواني أهل الغربة الثانية الذين على الحق الصريح من الكتاب والسنة، الذين الحلال عندهم حلال يستحيل أن يتحوّل إلى حرام إلا في حالة الضرورة تُقدّر بقدرها، والحرام عندهم حرام لا تُجوّزه حالة من الأحوال إلا إذا قرّره الأثبات من أهل العلم، هؤلاء إذا وجدت رجلا من أهل الغربة فارتبط معه برباط وثيق، وشُدّ على ساعده حتى يشدّ على عضدك حتى يهوّن بعضكم على بعض الغربة الشديدة التي نعيشها في هذا الوقت الحاضر. إخواني معشر المسلمين هذا الأمر أردت ويعلم الله عز وجل أن أذكر به نفسي وإخواني الذين ما عهدت منهم إلا التمسك بالأدلة والثبات عليها مهما قلّ عددهم ومهما تكلم في حقهم سفهاء البشرية وحثالة المجتمع أردت أن أستعين بالله أولا ثم بهذا النص النبوي الشريف ليكون عونا لنا بعد الله عز وجل حتى نعلم أننا على الحق من الكتاب والسنة، ومن قال غير ذلك فليرنا قرنه وليظهر ما في جعبته ولن نجد ما في جعبته إلا الكلام الأصلع والكلام الهابط، فاثبتوا على الحق وتمسكوا بما أنتم عليه ولا تغتروا بكثرة أهل الضلالة ولا بفصاحة ألسنتهم ولا بكثرة علمهم وعملهم، فوالله ما هو إلا سراب ماهي إلا سويعات وغدا سيظهر الأمر وتنجلي الحقيقة وحينئذ يفرح المؤمنون بنصر الله والله عز وجل من وراء القصد. [..] كلمة غير واضحة للامانة العلمية الموضوع منقول |
||
[مقال] التحذير من الدعوة لـ [ وحدة الأديان ] ! والدخول في مؤتمراتها وندواتها ، والانتماء إلى محافلها ! ـ اللجنة الدائمة ـ
التحذير من الدعوة لـ [ وحدة الأديان ] ! والدخول في مؤتمراتها وندواتها ، والانتماء إلى محافلها ! ـ اللجنة الدائمة ـ
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . أما بعد : فإن [ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ] استعرضت ما ورد إليها من تساؤلات ، وما ينشر في وسائل الإعلام من آراء ومقالات بشأن الدعوة إلى [ وحدة الأديان ] : دين الإسلام ، ودين اليهود ، ودين النصارى ، وما تفرع عن ذلك من دعوة إلى بناء مسجد وكنيسة ومعبد في محيط واحد ، في رحاب الجامعات والمطارات والساحات العامة ، ودعوة إلى طباعة القرآن الكريم والتوراة والإنجيل في غلاف واحد إلى غير ذلك من آثار هذه الدعوة ، وما يعقد لها من مؤتمرات وندوات وجمعيات في الشرق والغرب ، وبعد التأمل والدراسة فإن [ اللجنة ] تقرر ما يلي : • أولاً : أن من أصول الاعتقاد في الإسلام ، المعلومة من الدين بالضرورة ، والتي أجمع عليها المسلمون ، أنه لا يوجد على وجه الأرض دين حق سوى دين الإسلام ، وأنه خاتمة الأديان ، وناسخ لجميع ما قبله من الأديان والملل والشرائع ، فلم يبق على وجه الأرض دين يتعبد الله به سوى الإسلام قال الله تعالى : ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) . [ آل عمران : 85 ] .
والإسلام بعد بعثة محمد – صلى الله عليه وسلم – هو ما جاء به دون ما سواه من الأديان . • ثانيًا : ومن أصول الاعتقاد في الإسلام أن كتاب الله تعالى : [ القرآن الكريم ] هو آخر كتب الله نزولاً وعهدًا برب العالمين ، وأنه ناسخ لكل كتاب أنزل من قبل من التوراة والزبور والإنجيل وغيرها ، ومهيمن عليها ، فلم يبق كتاب منزل يتعبد الله به سوى : [ القرآن الكريم ] . قال الله تعالى : ( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ) . [ المائدة : 48 ] . • ثالثًا : يجب الإيمان بأن [ التوارة والإنجيل ] قد نسخا بالقرآن الكريم ، وأنه قد لحقهما التحريف والتبديل بالزيادة والنقصان ؛ كما جاء بيان ذلك في آيات من كتاب الله الكريم منها قول الله تعالى : ( فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ ) . [ المائدة : 13 ] . وقوله – جل وعلا – : ( فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ ) . [ البقرة : 79 ] . وقوله سبحانه : ( وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) . [ آل عمران : 78 ] . ولهذا فما كان منها صحيحًا ؛ فهو منسوخ بالإسلام ، وما سوى ذلك فهو محرف أو مبدل . وقد ثبت عن النبي – صلى الله عليه وسلم – : أنه غضب حين رأى مع عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – صحيفة فيها شيء من التوراة ، وقال – عليه الصلاة والسلام – : ( أفي شك أنت يا ابن الخطاب !؟ ألم آت بها بيضاء نقية !؟ لو كان أخي موسى حيًا ما وسعه إلا اتباعي ) . [ رواه أحمد والدارمي وغيرهما ] . • رابعًا : ومن أصول الاعتقاد في الإسلام : أن نبينا ورسولنا محمدًا – صلى الله عليه وسلم – هو خاتم الأنبياء والمرسلين ؛ كما قال الله تعالى : ( مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ) . [ الأحزاب : 40 ] . فلم يبق رسول يجب اتباعه سوى محمد – صلى الله عليه وسلم – ، ولو كان أحد من أنبياء الله ورسله حيًا لما وسعه إلا اتباعه – صلى الله عليه وسلم – ، وأنه لا يسع أتباعهم إلا ذلك ؛ كما قال الله تعالى : ( وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ ) . [ آل عمران : 81 ] . ونبي الله عيسى – عليه الصلاة والسلام – إذا نزل في آخر الزمان يكون تابعًا لمحمد – صلى الله عليه وسلم – وحاكمًا بشريعته . وقال الله تعالى : ( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ ) . [ الأعراف : 157 ] . كما أن من أصول الاعتقاد في الإسلام : أن بعثة محمد – صلى الله عليه وسلم – عامة للناس أجمعين ، قال الله تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ) . [ سبأ : 28 ] . وقال سبحانه : ( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا ) . [ الأعراف : 158 ] . وغيرها من الآيات . • خامسًا : ومن أصول الإسلام أنه يجب اعتقاد كفر كل من لم يدخل في الإسلام من اليهود والنصارى وغيرهم وتسميته كافرًا ، وأنه عدو لله ورسوله والمؤمنين ، وأنه من أهل النار ؛ كما قال تعالى : ( لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ ) . [ البينة : 1 ] . وقال – جل وعلا – : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ ) . [ البينة : 6 ] . وغيرها من الآيات . وثبت في " صحيح مسلم " : أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : ( والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة ، يهودي ولا نصراني ، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار ) . ولهذا : فمن لم يكفر اليهود والنصارى فهو كافر ، طردًا لقاعدة الشريعة : ( من لم يكفر الكافر فهو كافر ) . • سادسا : وأمام هذه الأصول الاعتقادية والحقائق الشرعية ، فإن الدعوة إلى : [ وحدة الأديان ] والتقارب بينها وصهرها في قالب واحد دعوة خبيثة ماكرة ، والغرض منها خلط الحق بالباطل ، وهدم الإسلام وتقويض دعائمه ، وجر أهله إلى ردة شاملة ، ومصداق ذلك في قول الله سبحانه : ( وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ) . [ البقرة : 217 ] . وقوله – جل وعلا – : ( وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً ) . [ النساء : 89 ] . • سابعًا : وإن من آثار هذه الدعوة الآثمة إلغاء الفوارق بين الإسلام والكفر ، والحق والباطل ، والمعروف والمنكر ، وكسر حاجز النفرة بين المسلمين والكافرين ، فلا ولاء ولا براء ، ولا جهاد ولا قتال لإعلاء كلمة الله في أرض الله ، والله – جل وتقدس – يقول : ( قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ) . [ التوبة : 29 ] . ويقول – جل وعلا – : ( وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ) . [ التوبة : 36 ] . • ثامنًا : أن الدعوة إلى [ وحدة الأديان ] إن صدرت من مسلم ؛ فهي تعتبر ردة صريحة عن دين الإسلام ، لأنها تصطدم مع أصول الاعتقاد ؛ فترضى بالكفر بالله – عز وجل – ، وتبطل صدق القرآن ونسخه لجميع ما قبله من الكتب ، وتبطل نسخ الإسلام لجميع ما قبله من الشرائع والأديان ، وبناء على ذلك فهي فكرة مرفوضة شرعًا ، محرمة قطعًا بجميع أدلة التشريع في الإسلام من قرآن وسنة وإجماع . • تاسعا : وتأسيسا على ما تقدم : 1) فإنه لا يجوز لمسلم يؤمن بالله ربًا ، وبالإسلام دينًا ، وبمحمد – صلى الله عليه وسلم – نبيًا ورسولاً ، الدعوة إلى هذه الفكرة الآثمة ، والتشجيع عليها ، وتسليكها بين المسلمين ، فضلا عن الاستجابة لها ، والدخول في مؤتمراتها وندواتها ، والانتماء إلى محافلها . 2) لا يجوز لمسلم طباعة التوراة والإنجيل منفردين ، فكيف مع القرآن الكريم في غلاف واحد !! فمن فعله أو دعا إليه ؛ فهو في ضلال بعيد ، لما في ذلك من الجمع بين الحق [ القرآن الكريم ] والمحرف أو الحق المنسوخ [ التوراة والإنجيل ] . 3) كما لا يجوز لمسلم الاستجابة لدعوة : [ بناء مسجد وكنيسة ومعبد ] في مجمع واحد ، لما في ذلك من الاعتراف بدين يعبد الله به غير دين الإسلام ، وإنكار ظهوره على الدين كله ، ودعوة مادية إلى أن الأديان ثلاثة ؛ لأهل الأرض التدين بأي منها ، وأنها على قدم التساوي ، وأن الإسلام غير ناسخ لما قبله من الأديان . ولا شك أن إقرار ذلك أو اعتقاده أو الرضا به كفر وضلال ؛ لأنه مخالفة صريحة للقرآن الكريم والسنة المطهرة وإجماع المسلمين ، واعتراف بأن تحريفات اليهود والنصارى من عند الله – تعالى الله عن ذلك – ؛ كما أنه لا يجوز تسمية الكنائس [ بيوت الله ] ، وأن أهلها يعبدون الله فيها عبادة صحيحة مقبولة عند الله ، لأنها عبادة على غير دين الإسلام ، والله تعالى يقول : ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) . [ آل عمران : 85 ] . بل هي : بيوت يكفر فيها بالله . نعوذ بالله من الكفر وأهله . قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – في " مجموع الفتاوى " : (22/162) : ( ليست – أي : البيع والكنائس – بيوت الله ، وإنما بيوت الله المساجد ، بل هي بيوت يكفر فيها بالله ، وإن كان قد يذكر فيها ، فالبيوت بمنزلة أهلها وأهلها كفار ، فهي بيوت عبادة الكفار ) . • عاشرًا : ومما يجب أن يعلم : أن دعوة الكفار بعامة وأهل الكتاب بخاصة إلى الإسلام واجبة على المسلمين بالنصوص الصريحة من الكتاب والسنة ، ولكن ذلك لا يكون إلا بطريق البيان والمجادلة بالتي هي أحسن ، وعدم التنازل عن شيء من شرائع الإسلام ، وذلك للوصول إلى قناعتهم بالإسلام ودخولهم فيه ، أو إقامة الحجة عليهم . ( لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ ) . [ الأنفال : 42 ] . قال الله تعالى : ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ) . [ آل عمران : 64 ] . أما مجادلتهم ، واللقاء معهم ، ومحاورتهم لأجل النزول عند رغباتهم ، وتحقيق أهدافهم ، ونقض عرى الإسلام ومعاقد الإيمان ؛ فهذا باطل يأباه الله ورسوله والمؤمنون – والله المستعان على ما يصفون – . قال تعالى : ( وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكَ ) . [ المائدة : 49 ] . وإن [ اللجنة ] إذ تقرر ذلك وتبينه للناس ؛ فإنها توصي المسلمين بعامة وأهل العلم بخاصة بتقوى الله تعالى ومراقبته ، وحماية الإسلام ، وصيانة عقيدة المسلمين من الضلال ودعاته ، والكفر وأهله ، وتحذرهم من هذه الدعوة الكفرية الضالة : [ وحدة الأديان ] ، ومن الوقوع في حبائلها ، ونعيذ بالله كل مسلم أن يكون سببًا في جلب هذه الضلالة إلى بلاد المسلمين وترويجها بينهم . نسأل الله سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى : أن يعيذنا جميعًا من مضلات الفتن ، وأن يجعلنا هداة مهتدين ، حماة للإسلام على هدى ونور من ربنا حتى نلقاه وهو راض عنا . وبالله التوفيق ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . فتوى صدرت برقم 19402 في 25-1-1418هـ عن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء برئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء (الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء) السعودية. واللجنة التي أصدرت هذه الفتوى مكونة من للامانة العلمية الموضوع منقول |
||