التصنيفات
رموز و شخصيات

لم يستطع لساني وصف هذا اللاعب انه زيزوووووووووووووو


تعليمية تعليمية

تعليمية
في البداية
تعليمية

تعليمية
منتدى خنشلة الرياضي

تعليمية تعليمية

تعليمية تعليمية

تعليمية

في هذا المنجم النقي
في هذا الصرح الكبير
في هذا المكان العالي
عند هذه الثروه الكبيرة
عند هذه الجوهرة المثيلة
عند ما اسمووه بالاسطورة
وماسيفقده عشاق الكورة
عند ماقال عنه مارودونا
وتشرف بيليه و رئيس الفيفا
عند من ملك القلوب لحظات
واسرها بعدها اياما وسنوات
عند من غازل الكرة
وتفنن بتدليعها و الهمس لها
واعلن حبه و شغفه بفنونها
اعلانه لم يكن بتصريح صحيفه
وانما امام ملايين محبه وجريحه
في لحظات حسم
ولحظات اخرى هادئه
لحظات تعرف ان الكره تريد من يعشق حركتها
لحظات تعرف ان الكره تريد من يعشق اثارتها
ولحظات اخرى
لحظات صخب و احتفالات
ولحظات حزن وعبرات
عند نجم ..
اوووه عفوا .. عند ملك ..
اف اسف ..
عند
الاستاذ
اسطورة هذا الزمان
زين الدين زيدان
عرفنا بما جرة العاده عليه
ان من يفارق حياتنا ليس بسبب موت فقط
ان نتذكر بعض مايربطنا به من صورة او رساله او هديه او عبارة او مقولة
لتذكر ايامنا الحلوه معه ليس الا
بعد اعلان زيدان اعتزاله
وصلت الي فكره ان نعلق كل مايجمعنا به من
1- صور
( ايا كان نوعها رياضيه اليوفي / الريال / فرنسا ) او شخصيه في حياته الطبيعيه
2- مقاطع فيديو
للمساته/ تمريراته / فنه/سحره /ترويضه لاصعب الكور/ تمريراته /لعبه لسهل الممتنع
3-مقابلات
الشخصيه / ماذا قال عنه النجوم / ماهو قال عنهم
نعلم انه اعلن اعتزاله
نريد قبل اختفائه
قبل مغادرته المستطيل الاخضر
قبل تعليق الاعلام السود لرحيله
ان يعلقنا به ذكرى
ان يجمعنا به منظر
ان نتذكر اياما خوالي
اضحكنا
امتعنا
اسعدنا
ابكانا
احززنا
ادهشنا
اتعبنا بكثرة التصفيق اليه
اتعب خصومه بكثرة ملاحقته
ليست سنه
ولا اثنتين
ليس فريق او اثثنين
وليس مركزا واحدا او اثنين
لعب في كذا مركز وكذا فريق
هنا في هذا الموضوع
ادعو بل اطلب من جميع عشاق
الاسطورة
زين الدين زيدان
جميع عشاقه / محبيه / جمهوره / وحتى خصومه ايضا ( في الملعب )

جماهير الريال
البارسا
الديبور
المان
تشلسي
ارسنال
اليوفي
الانتر
الميلان
روما
والى عشاق النجوم ايضا
دعوة عاااااااااااااااااااااااا ااااااااامة شااااااااااااااااااامله
من لديه منهم
صوره / مقطع فيديو / تصريح او مقابله
لزين الدين زيدان
الى انزالها ونشرها بهذا الموضوع
لتكن اشبه مايكون
بمكتبه خاصه
او بمرجع لنا
او لوحة ذكريات تجمعنا
بالاعب الكبير
أولا أقدم نبذه عن هذا الاعب العظيم

تعليمية

الأسم زين الدين زيدان
تاريخ الميلاد : 23 يونيو, 1972
الطّول : 185 سنتيمترًا
الوزن : 80 كج.

الوزن قبل الاعتزال عادي مدري الحين سمن ههههههه
بس يبقى خفيف صاحب مهاره والاثبات المباراة الخيريه

زيدان زيدان زيدان زيدان
تعليمية

موضوعنا هذا سنتحدث عن نجوم أثروا الملاعب بإبداعاتهم وقدموا للكرة الكثير أساطير غيروا مجرى التاريخ وجعلوا منهم مثال يحتذى بهم

سيكون الموضوع من عدة أجزاء نختار في كل جزء أسطورة نتحدث عن مسيرته في الملاعب مدعمة بالصور والفيديو ..

في أول جزء لهذا الموضوع لم نضع الأولوية إلا لمن يستحقها ..
زيدان الأسطورة الفرنسية واللاعب التاريخي هو من سنقص به شريط افتتاح هذا الموضوع ..

تعليمية

:: من هو زيدان ::

تعليمية

الاسم : زين الدين زيدان

الجنسية : فرنسي من أصل عربي

ولادته : 23 يونيو 1972 م

الطول : 1.85

عدد مبارياته الدولية : 108 مباراة

أول مباراة دولية : فرنسا Vs تشيكو سلوفاكيا

عدد أهدافه الدولية : 31 هدف

أول هدف : على تشيكو سلوفاكيا

الأندية التي لعب لها : بوردو الفرنسي . يوفنتوس الإيطالي . ريال مدريد الإسباني

تعليمية

:: مسيرة أسطورة ::

تعليمية

فرنسا لم تتخيل يوماً أن ظلم الإستعمار سينجب لهم لاعب تاريخي يغير مجرى تاريخها ويضع لها مكانة واسم تاريخي في عالم كرة القدم .!!

زيدان هو حسنة الإستعمار الوحيدة فاللاعب العربي الأصل والمولود في مارسيليا كان باستطاعته تمثيل أحد المنتخبين إلا أن مدرب الجزائر قال بأن زيدان لايمتلك السرعة الكافية للإنضمام إلى المنتخب ..!!

قد يكون زيدان محظوظاً لأنه لعب لفرنسا لا للجزائر فلو لعب للثاني لن يحقق ماحققه مع الديوك ..!!
ولن تصل إمكانياته الفنية إلى ماوصل إليه الآن ..!!

17 / 8 / 1994 نقطة الإنطلاق لأسطورة اسمها زين الدين زيدان ..
لعبت فرنسا لقاء ودي مع تشيكو سلوفاكيا زيزو الشاب على دكة البدلاء ينتظر الفرصة ..
تشيكو سلوفاكيا تتقدم بهدفين زيدان يدخل إلى أرض الملعب في الشوط الثاني وفي وقت شبه متأخر ..
ولأنه زيدان استطاع معادلة النتيجة بتسجيله هدفين لتنتهي المباراة 2/2 ..

زيدان مع اليوفي

تعليمية

لعب زيدان لليوفي من عام 1996 إلى 2001 حقق معهم إنجازات شخصية عالمية وبطولات محلية للفريق ووصول لنهائي دوري ابطال أوروبا لمرتين متتاليتين لم يحققوا أي من البطولتين ..
استطاع تحقيق الدوري الإيطالي مرتين متتاليتين
الدوري الإيطالي موسم 96م والدوري والسوبر الإيطالي موسم 97م بقيادة المدرب مارتشيلو ليبي ..

1998 سنة تاريخية لزيدان وللديوك ..!!

تعليمية

فرنسا تنظم كأس العالم وتلعب في مجموعة ضمت : السعودية والدانمارك وجنوب افريقيا ..
استطاعت فرنسا الفوز في جميع المباريات الثلاثة ..
وفي لقاء السعودية تحصل زيدان على بطاقة حمراء وأوقف مباراتين بعد مخاشنته احد لاعبي منتخبنا ..

النهائي الحلم الصغار يتسابقون إلى الشاشة قبل الكبار لرؤية زيدان ..
زيدان يسجل هدفين برأسه ويثبت أن وقت الحسم يظهر الرجال ويساهم في تسجيل الهدف الثالث ويصبح من اللاعبين القلائل الذين يسجلون هدفين في نهائي كأس العالم ..
ليحصل زيدان على جائزة الكرة الذهبية وأفضل لاعب في العالم ..

زيدان يجمع لفرنسا بطولة اوروبا مع كأس العالم

تعليمية

وفي كأس الأمم الأوروبية عام 2000م كان زيدان حاضرا وساهم بشكل فعال بالحصول على البطولة الأوروبية بعد تسجيله هدف ( بالتخصص ) من ركلة حرة أمام اسبانيا في دور الثمانية ..

وفي دور نصف النهائي أمام البرتغال زيدان يحسم المباراة بهدف ذهبي أوصل فرنسا إلى مباراة الذهب أمام الطليان لتحقق فرنسا البطولة الأوروبية ويحصل زيدان على أفضل لاعب في العالم للمرة الثانية بعد غيابه سنة واحدة عن أول لقب ..

وبذلك أصبحت فرنسا أول منتخب أوروبي يفوز بكأس العالم وبعدها كأس الأمم الأوروبية ليتصدر التصنيف العالمي للمنتخبات والفضل يعود ( بعد الله ) إلى زيدان ..

زيدان الأغلى في النادي الأقوى ..!!

تعليمية

وفي موسم 2001 م اليوفي يخسر زيدان اثر انتقاله إلى ريال مدريد بمبلغ 66 مليون جنيه استرليني ..

زيدان يثبت أن رحيله من أي فريق خسارة ..بعد تحقيقه دوري ابطال اوروبا في أول موسم له مع الريال بهدف خيالي في النهائي أمام باير ليفركوزن ..

موسم 2003 م حقق زيدان مع ريال مدريد الدوري الإسباني وحصل على أفضل لاعب في العالم للمرة الثالثة وهو رقم قياسي لم يحققه غيره إلا رونالدو ..!!

كأس العالم 2022 خيبة أمل لزيدان ولفرنسا ..!!

تعليمية

كأس العالم 2002 م خيبة أمل للفرنسيين خروج مبكر لحاملت اللقب من الدور الأول للبطولة إذ لم يشارك زيدان في أول مباراتين للإصابة وعاد في الثالثة أمام الدانمارك وخسرت فرنسا 2/0 إلا أنزيدان أبى أن يخرج خالي الوفاض مثل بلاده حيث حصل على أفضل لاعب في المباراة ..

زيدان يعلن الإعتزال الدولي ..!!

تعليمية

زيدان يعلن اعتزاله الدولي فقط بعد خروجهم أمام بطل يورور 2022 اليونان في دور 16 ..

فرنسا تستنجد بزيدان

2005 م وفي تصفيات كأس العالم 2022م وجدت فرنسا صعوبة في التأهل واستنجدت بزيدان ليعود ويزيل جميع المصاعب المواجهة للمنتخب الفرنسي في طريق التأهل ..

بطولة الــوداع ..!!

تعليمية

قبل الحدث العالمي بشهرين زيدان يعلن أن المونديال آخر مسيرته الكروية ..!!

اتت البطولة الأخيرة لزيدان الذي أبدع وأمتع في هذه البطولة وفي دور 16 استطاع زيزو أن يسجل هدف ويصنع آخر لتفوز فرنسا 3/1 على اسبانيا
دور الثمانية أمام البرازيل زيدان ظهر بمستواه المعروف وكان في أوج عطائه الكروي ..

تعليمية

واعطى حصة من المهارات للاعبي البرازيل ومن بينهم رونالدو ورونالدينيو ..

استطاعت فرنسا الفوز بهدف من صناعة زيدان الذي علم البرازيليين فنون الكرة وبالتخصص أمامهم ..

وكأن زيدان يقول (( لن تأخذ البرازيل كأس العالم وأنا أمامهم ..!! ))

تعليمية

دور الأربعة زيدان يحسم المباراة من ركلة جزاء أمام البرتغال لم يستطع ريكاردو ردها رغم معرفة الجميع بمن فيهم الحارس بذهاب الكرة في تلك الزاوية ..!!

:: النهائي الشهير ::

تعليمية

النهائي الشهير وكعادة زيدان حضر وسجل بلعبة فنية من ركلة جزاء كانت ثقة زيزو حاضرة في تلك اللعبة ..!!

قدم زيدان العديد من الفواصل المهارية واللمحات الفنية وأمتع الجمهور والمشاهدين وكأن زيدان هو من يضيف الجمال للنهائي فتجد أي نهائي بدون اسم زيدان يمر مرور الكرام أما إذا حضر فيجعل النهائي لايمحى من الذاكرة والتاريخ شاهد على هذا ..!!

نهاية غير متوقعة ..!!

تعليمية

تعليمية

تعليمية

قبل الذهاب لضربات الترجيح بعشر دقائق و بأسلوب مستفز وحقير ماتيرازي يتلفظ على الأسطورة زيدان بعد عجزه عن إيقافه بالطرق المشروعة زيدان يرد على ماتيرازي بضربة قوية برأسه تجاه صدر ماتيرازي ( الجبان ) ليطرد زيدان بالبطاقة الحمراء البعض اعتبرها نهاية سوداء بل هي نهاية رجل تحركت العروبة في دمه والغيره على عرضه ..!!

اعترف ماتيرازي بأنه أهان زيدان ، وقال إنه قام بشد زيدان من فانلته فقال له الأخير: "إذا كنت تريد قميصي فسأعطيك إياه بعد المباراة"، فرد عليه قائلاً: "أفضل العاهرة أختك" فالتفت إليه النجم الفرنسي وضربه برأسه في صدره

و قد اعتذر زيدان للأطفال الذين شاهدوه و لكنه رفض أن يعتذر لماتيرازي ..!!

زيدان رغم مافعله إلا أنه تحصل وبجدارة على أفضل لاعب في كأس العالم وأفضل لاعب وسط ميدان ..

زيدان الإنسان

تعليمية

شارك زيدان في العديد من المباريات الخيرية التي تنظمها هيئة الأمم المتحدة ولأنه زيدان المحبوب من الكل تم اختياره وتشكيل فريق له ( أصدقاء زيدان ) يضم العديد من النجوم أبرزهم الأسطورة سامي الجابر وفريق آخر بقيادة رونالدو ( أصدقاء رونالدو ) تقام مباراة بين الفريقين لمكافحة الفقر في العالم فوجود زيدان في الملعب يجبر الجميع على التواجد للإستمتاع بزيدان الذي لاينتهي بل يتقدم فنيا كلما تقدم عمره ..

تعليمية

تعليمية

:: الإنجازات الشخصية للأسطورة زيدان ::

* أفضل لاعب في العالم عام 1998 م

* أفضل لاعب في العالم عام 2000 م

* أفضل لاعب في العالم عام 2022 م

* الرقم القياسي في تحقيق لقب أفضل لاعب في العالم ثلاث مرات بالتساوي مع رونالدو ..

* من اللاعبين القلائل الذين سجلوا هدفين في نهائي كأس عالم

* أفضل لاعب أوروبي عام 1998 م

* أفضل لاعب في كأس العالم 2022 م

* أفضل لاعب وسط ميدان لعام 2022 م

تعليمية

تعليمية

:: إنجازات الأسطورة زيدان مع فرنسا ::

* الحصول على كأس العالم 1998 م

* الحصول على يورو 2000 م

* الحصول على كأس القارات 2001 م

* الحصول على كأس القارات 2022 م

تعليمية

تعليمية

:: إنجازات الأسطورة مع اليوفي ::

* الدوري الإيطالي 96 م / 97 م

* الدوري الإيطالي 97 م / 98 م

* كأس إيطاليا 97 م

تعليمية

تعليمية

:: إنجازات الأسطورة مع الريال ::

* دوري أبطال أوروبا 2001 م / 2022 م

* الدوري الإسباني 2022 م / 2022 م

تعليمية

:: قالوا عن زيدان ::

تعليمية

بعد المشاركة بجواره : زيدان أسطورة واللعب بجانبه متعة

تعليمية

كأس العالم 2022 فقد بريقه لغياب الفرنسي زين الدين زيدان ..

تعليمية

زين الدين زيدان بطلنا إلى الأبد … قالها له بعد إعلانه الإعتزال ..

تعليمية

انه عبقري انا اعترف انني لم استطع قطع الكره منه وكأن الكره مربوطه بقدمه ..

تعليمية

زيدان لاعب لايصدق لاتستطيع ايقافه كأن الكرة ملتصقه بقدميه ..

تعليمية

في حياتي لم ارى ثقه في عيون لاعب يسدد ضربة جزاء امامي الا في عيون زيزو واذكر حينها انني ارتعشت ..

تعليمية

إذا عجزنا عن فعل أي شيء بالكرة مررناها بسرعة الى زيدان لانه يعرف كيف يتصرف بها وكيف يمرر لنا ..

تعليمية

واخيرا تحقق حلمي باللعب بجانبه ، زيدان احسن لاعب بالعالم من يقول غير ذلك فهو مجنون ..

تعليمية

لا اخشى من أي فريق أو لاعب في العالم إلا زيدان فهو مبتكر طريقة السهل الممتنع في كرة القدم ..

تعليمية

:: صور الأسطورة زيدان ::

تعليمية

تعليمية


تعليمية

تعليمية

كان معكم :
فارس البرايجي

تعليمية تعليمية




شكرا لك على هاته المعلومات حول الملكي المدريدي والفرنسي

تعليمية




معلومات قيمة

جزاك الله خيرا اخي فارس

ننتظر جديد عن الرياضة




باركة الله فيك اخي




شكرا
زيزو موهبة جزائرية
مروركم نورى صفحتي وزادها جمالا




التصنيفات
رموز و شخصيات

عبد الحفيظ بوالصوف.والاستخبارات الجزائرية

تأسس جهاز المخابرات الجزائرية إبان ثورة التحرير الكبرى في الجزائرعلى يد عبد الحفيظ بوصوف لعبت دورا كبيرا أثناء الثورة وبعد الاستقلال ورغم قلة الامكانات آنذاك إلا أنها استطاعت أن تزرع جواسيس في الخارج وتجند جواسيس لها في الجزائر ، احتلت في السبعينيات المكانة السادسة عالميا والأولى عربيا في مجالها الاستخباراتي . من أبرز رجالها الأبطال مسعود زقار.
لمحة تاريخية

عند استقلال الجزائر سنة 1962 كان لديها جهاز استخبارات دو كفاءات عالية استطاع في حقيقة الامر الوقوف الند للند امام جهاز المخابرات الفرنسية في عديد المناسبات واستطاع ان يحقق انتصارات رائعة منها(قصة القنصلية الفرنسية في كل من تونس والمغرب-قصة القاعدة الامريكية في المغرب -قصة خبير السلاح الالماني وغيره من الخبراء-قصة الرائد في الجيش المغربي قصة السفارة التونسية في المانيا -وقصة اختراق حلف شمال الاطلسي-واختراق اتصالات الجنرالات الفرنسيين -وقصة الطيار الفرنسي) وغيرها من العمليات البطولية الرائعة
وتماشيا مع المرحلة الجديدة (مرحلة ما بعد الاستقلال)والصراع بين جيشي الحدود والقيادة المركزية من جهة والصراع بين وزارة الدفاع وقيادة المالق من جهة اخرى كان لازما على الجزائر تحصبن نفسها داخليا ثم النظر للخطر الخارجي
ومن هدا المنطلق بدات مرحلة اعادة هيكلة وتجديد فروع المخابرات الجزائرية المختلفة والتي كانت تقاد من قاعدة ديدوش مراد بليبيا والمتمتلة في

-dvcr
-dlg
-dl
-dcco
-ddrcne

هده الاجهزة كانت تحت قيادة كل من السي سلمان(د.و.ق) السي عباس ا(محمد لمقامي) السي لخضر (يزيد زرهوني) رجال الظل دو النفود الرهيب
وتعتبر هده الاجهزة النواة الحقيقية لجهاز المخابرات الجزائرية بعد الاستقلال
سنة 1965 النعطف الحاسم
سنة 1965 شهد جهاز المخابرات الجزائرية ثورة كبيرة في ميدان التنظيم والتقنية فقد التحق باهم اجهزته دفعة السجاد الاحمر ومجموعة ( الالمان) الدين تلقو تدريبهم في المانيا الشرقية اغلبهم ظباط
بالضافة الى اعادة هيكلة هدا الجهاز على شاكلة المخابرات الروسية كا جي بي ولكن بلمسات جزائرية فقد تم انشاء انشاء اجهزة جديدة منها قسم الامن الميداني و مهمته كشف مخالفي الامن داخل صفوف القوات المسلحة وحماية الجيش من الانشقاق والحيلولة دون وقوع انقلابات عسكرية خاصة وان البلاد في مرحلة انتقالية صعبة ومشكلة(ج.ح.ق.م) كان لايزال قائما ولو بنسبة قليلة وقد نجح القسم في افشال محاولة النقلاب العسكري سنة 1967 والتي تبعها تغبرات في صفوف الجيش من طرف القسم السري الدي كان لايعلم عليه الا حفنة من ظباط الامن العسكري وتحت قيادة بومدين رحمه الله مباشرة وقد قام بعمليات رهيبة في الجزائر والمانيا وفرنساو وغيرها من العواصم الاوروبية
sm et kgb قصة حب
رغم ان هدا المصطلح لايوجد في عالم المخابرات بتاتا الا انه الافضل لان التعاون بين الجهازين كان رهيبا الى ابعد الحدود ويمكن ابراز دالك فيما يلي
1/ كارلوس الدي كان يجوب اوروبا شرقا وغربا كان تحت رقابة الجهازين في الوفت الدي نشف ريق الموساد بل كان في بعض الاحيان مسيرا من طرفهما
2/تزويد المخابرات الروسية نظيرتها الجزائرية باجهزة تجسس وتنصت تعتبر من احدث ماانتجت الترسانة الروسية اناداك
3/تكليف المخابرات الروسية نظيرتها الجزائرية باختراق منطقة (ف) (اعتدز عن دكر اسمها لاسباب امنية) للحد من التوغل الامريكي وايجاد احزاب شيوعية ا-اشتراكية تكون موالية للروس وقد نجحت المخابرات الجزائرية في المهمة ويعود سبب تكليف المخابرات الجزائرية بالمهمة لاسباب تاريخية وبعد دلك تهاطلت على الجزائر كميات هائلة من الاسلحة
4/تنفيد خطة ( اليد المبسوطة) وهي واحدة من عمليات التغلغل الرهيبة للجهازين في العالم و فد ادكرها باتفصيل ان استطعت مرة اخرى
فالبنسبة للروي العملية كانت بمثابة حرب ايديولوجية اما للجزائر فكانت سياسة دولة
وغبرها الالوف المؤلفة من العمليات الرهيبة
الصراع الاستخباراتي الجزائري الفرنسي
فرنسا المستعمر القديم كان العدو اللدود لجهاز الامن العسكري وفد كان الصراع بينهما بعد الاستقلال مباشرة خاصة من طرف الفرنسيين فقد كان لهم نفود رهيب في الجزائر بفضل بعض الاحزاب العلمانية والبربرية المفبركة والمثقفون الفرنكفونيون وفد كان هؤلاء متوغلون داخل الاجهزة الحساسة في الدولة خاصة بعد سنة 1964 اضافة لبعض الاوروبين ورجال الدين الدين تبقى مهمتهم مستمرة الى هده اللحظة ومنهم في حقيقة الامر من كان برتية ظابط قي الجيش او المخابرات الفرنسية

تعليمية

ومن هدا النطلق كان الامن العسكري يعلم جيدا هدا التغلغل الرهيب لهؤلاء داخل السلطة وخطورتهم على الامن الوطني ( وللاسف الشديد لايزال بعضهم لحد الساعة) فقرر القيام بعملية(التغالغل المضاد) امقاومة هدا الاختراق الرهيب
في هده الفترة القى الامن العسكري القبض على عملاء للمخابرات الفرنسية بتهمة التجسس وهده بعض الامثلة
1/ضبط مجموعة من عملاء المخابرات الفرنسيةفي منطقة القبائل مهمتهم شحن الشعب ضد (لبنظام العربي)وتصويره وكانه سبب بؤس ابناء الامازيغ??
2/تفجير مقر جريدة المجاهد السان الناطق للنظام الجزائري من طرف المخابرات الفرنسية
3/ عرقلة المشاريع التنموية الوطنية بتحريك اياد الفرنسيين في الجزائر(الطابور الخامس)
4/ فتح المجال للموساد الاسرائلي من خلال حضور ظباط الموساد والخبراء الاسرائليين للتفجيرات النووية في الصحراء الجزائرية والتي بلغت 11 تفجير اغلبها في منطقة عين ايكر (170 من مدينة تمنراست)
5/اغتيال بعض القيادات الجزائرية النافدة ومحاولة الصاق التهمة في مخابرات بومدين لاضعاف موقفها
6/الاتفاق بين المخابرات الفرنسية والموساد واطراف اجنبية اخرى على جعل المغرب العربي منطقة صراع وقد خطط لدلك قبل خروج فرنسا سنة 1962 (الصراع الجزائري المغربي مثال مؤسف على دلك) هده النقطة كانت الاكثر نجاحا
7/ غرس عملاء الاستخبارات الفرنسية داخل الجيش الجزائري وقد كانت ناجحة لحد بعيد وقد حدث صراع رهيب بين الامن العسكري والاستخبارات الفرنسية وقد كان صيد العملاء مرهقا
الصراع الاستخباراتي الجزائري الاسرائلي
التواجدالاستخباراتي الاسرائلي في الجزائر يعود الى خمسينيات القرن الماضي عند تغلغل الموساد في الجزائر وسط اليهود وتجنيدهم للقضاء على الثورة في اطار الاتفاق الفرنسي الاسرائلي (المعلومات مقابل النووي) وهدا مثال عن هدا التوغل
غقد استطاع اليهود وبحكم علمهم بعادات وتقاليد البلد بالتغلغل والنصهار داخله التجسس على مجموعة من المجاهدين من الثوار في ولاية قسنطينة ومعرفة عدتهم وعتادهم ونوياهم وتحركاتهم وكل مايتعلق بحياتهم واخبرا الوساد الدي اخبر بدورهم المخابرات الفرنسية التي انقت عليهم وقضت عليهم في كمين عجيب
وقد كان هؤلاء المجاهدين يحاواون الهجوم على واحد من اهم المراكز الفرنسية في المنطقة مما ادى بقيادة جيش التحرير لاتخاد الحدر واخفاء نفسها قدر المستطاع

من هو أب المخابرات الجزائرية؟

إنه الشخصية النادرة ، والتي تعتبر شخصية من مجموع شخصيات فذة وقليلة التي ساهمت بشكل كبير وقطعي في جعل ثورة التحرير الجزائرية ، ثورة المعجزات،
إنه عبد الحفيظ بوالصوف.


تعالوا نتعرف على هذه الشخصية العربية النادرة و العبقرية…………

ولد عبد الحفيظ بوصوف في ميلة التي كانت تابعة إقليميا لمحافظة قسنطينة . الواقعة في شرق الجزائر عام 1926 وبها تلقى تعليمه الابتدائي إنضم إلى حزب الشعب الجزائري بقسنطينة وتعرف على محمد بوضياف والعربي بن مهيدي وبن طوبال وغيرهم. عند إندلاع الثورة الجزائرية عين نائبا للعربي بن مهيدي بالمنطقة الخامسة وهران، مكلفّا بناحية تلمسان غرب الجزائر . بعد مؤتمر الصومام بمنطقة القبائل وسط الجزائر أصبح عضوا في المجلس الوطني للثورة الجزائرية ،عين وزير للاتصالات العامة والمواصلات بين أعوام 1958 – 1962 في الحكومة المؤقتة أسس جهاز المخابرات الجزائرية عام 1954 ولعب دورا كبيرا في تكوين إطارات في هذا المجال حتى لقّب بأب المخابرات الجزائرية ، لقد استطاع جمع 8 مليارات فرنك فرنسي قديم في عهد الثورة الجزائرية بفضل حنكته ودهائه، مقابل تجارته في الاستعلامات الدولية، حيث باع معلومات للولايات المتحدة، الاتحاد السوفييتي، الصين، اليابان ، وهذه المعلومات كانت تخص شئوناً دولية لهذه البلدان مصلحة فيها، وهناك إحدى عملياته البارعة اذ أنه كشف أحد عملاء المخابرات الأميركية بالجزائر إبان الثورة، وبعد استنطاقه تحصل منه على معلومات مهمة تتعلق ببعض الوزراء العرب العملاء لهذه الوكالة، فأخبر حكوماتهم العربية بذلك وتأكدت من صحة هذه المعلومات بعد تحقيقاتها حول الأشخاص المشار إليهم. أما قصة سكرتيرة في الناتو فهي واحدة من العمليات الناجحة لجهاز المخابرات الجزائرية في وقت الثورة الجزائرية تمثلت في تجنيد سكرتيرة فاتنة تعمل لدى جنرال كبير في حلف الناتو للقيام بتجنيده (تقنية استعمال النساء طبعا) وقد كان الهدف إيصال أجهزة اتصال حديثة لجهاز الإشارة لجيش التحرير بهدف الاتصال بين الوحدات وقد تمكن رجال عبد الحفيظ بوصوف من الحصول على الأجهزة وفي العديد من المرات التجسس على الاتصالات بين الوحدات الفرنسية واكتشاف الكثير من أسرار الجيش الفرنسي هذه العملية تمت بعد عملية السفينة اليونانية وإعدام اليوناني الخائن . لقد أسس عبد الحفيظ جهاز مخابرات قوي للثورة كما أنه بذكاءه الحاد جند بعض الوزراء في الحكومة الفرنسية لصالح ثورة الجزائر من بينهم ميشال دوبري الذي كان رئيس الوزراء في حكومة شارل ديغول ووزير الاقتصاد فوركاد ووزير الفلاحة إيدغار بيزاني وشخصيات أخرى لها صلة بالحكومة. و أوناسيس المليونير اليوناني الذي تزوج فيما بعد بأرملة الرئيس الأمريكي الراحل جون كيندي.
بعد استقلال الجزائر مباشرة ترك معترك السياسة وتفرغ لحياته الاجتماعية.

وفاته

توفي في 31 ديسمبر 1979 .

رؤساء المخابرات الجزائرية منذ إنشائها

* عبد الحفيظ بوصوف من 1954 إلى 1958
* هواري بومدين من 1958 إلى 1965
* قاصدي مرباح من 1965 إلى 1978
* نور الدين زرهوني من 1979 إلى 1981
* لكحل عياط من 1981 إلى 1988
* محمد بتشين من 1988 إلى 1990
* محمد مدين من 1990 إلى يومنا هذا

يتكون جهاز المخابرات الجزائري من ثلاث أجهزة ضخمة لكل منها مدير يرأسهم مدير عام المخابرات
وهده الأجهزة الثلاث هي:

DRS :دائرة الإستلام و الأمن ——-> الأمن الداخلي DCE :مديرية مكافحة الجوسسة——->مخابرات سرية وتعتبر أمن داخلي DDSE :مديرية التوثيق و الأمن الخارجي—->استخبارات خارجية

والجهاز الثالث تناط به مهام كبيرة كالتجسس وحماية مصالح الدولة في الأقاليم الأخرى ولايسمح للجهاز بالعمل داخل الدولة أو زرع العملاء بها كما لايسمح للجهازين الأخرين DRS و DCE
بالعمل خارج الحدود الجزائرية
وهده الأجهزة الثلاث تدير مايصل الى 17 فرع مختلف لكل تخصصه.

يعتبر جهاز المخابرات الجزائري من انشط المخابرات في العالم حيث قام بعدت عمليات نجحة وافشل عدت عمليت لاجهزت مخابرات عالمية في الجزئر و العالم وهده مجموعة من العماليات النجحة للمخابرات الجزائرية

تعليمية

افشال عدت محاولات لغتيال لرئيس الليبي معمر القدافي
افشال محاولت اغتيال الرئيس الفلسطيني ياسر عرافات وتصدي المقاتلات الجزائرية للطائرات الاسرائلية قبل الطائرات التونسية العملية كانت في تونس
اكتشاف شبكة بيروت الاسرائلية
تبليغ المخارات البنانية عن جاسوس اسرائيلي في بيروت عن طريق مخبر جزائري لكن اطلق سراحه وقتل المخبر الجزائري
عمليات في الجولان السوري
اعتراف كارلس بان امخابرات الجزائرية هي التي كانت تسير فيه.
عندما حاول الموساد الاسرائلي اغتيال خالد مشعل في الاردن وفشلوا في دلك عرضت الجزيرة وثيقة سرية تبين كيفية عمل الموساد وبينت الوثيقة كيف ان الموساد قسم العالم الى 15 رقعة جغرافية والمثير في كل دلك ان الجزائر رغم البعد الجغرافي عن اسرائيل الى انها جاءت في االترتيب رقم2 بعد مصر هدا ان دل فهو يدل علىان الجزائر تمثل اللاولوية للموساد والخطر المحدق.
وحتى تعرف قيمة المخابرات الجزائرية وصناديدها سادرج لكم بعض الحكايات المخابراتية الرائعة لابطال المخابرات الجزائرية فكن فخورا بجزائريتك وقل تحيا الجزائر

تعليمية

.




ماشاء الله عندنا جهاز قوي جدا

شطكرا على المعلومات

وتحيا الجزائر




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




التصنيفات
رموز و شخصيات

من انت؟

السلام عليكم
ما رايكم كل واحد يصف عقليته وروحه
موضوع غريب بعض الشيء لكن رائع سابدا

ala40
رجل معتوه مخبول أمضى نصف حياته فيقراءة الكتب، و من اسمه اشتقّت كلمة "غريب "
من أكثر المبدعين الملعونين في المنتدى ، حيث يوسم بأنه خيال، سراب، ، ومجنون. و إن توفير خواطره بشكل متاح للجميع لهو خطوة أخرى نحو الحرية الفكرية للقارئ. يريد ان يصبح فيلسوفاً، غريباً نوعاً، . لكن يستحق أن نسمعه-وحانت فرصته أخيراً.
من هو الغريب الذي بقي اسمه بمصطلح سراب ؟

"سراب " كابوس طويل، ينطلق بمشاهد خيال الحب والحقد. لكن هناك ما يشبه الحلم في مخيلته ، يبدو أن علاء المشؤوم قد ترجم تقريباً خيالاته المحمومة عن الألم إلى ضرب من الأدب. هو انسان مريب،
ala40مجرد خيال طبعاً. فهي نتاج رجل lمحب ، تصادف أنه كان عبقرية أدبية. فما من صفحة تبدي مرض علاء الواضح إلا وتبدي عبقريته أيضاً. لكن هذا التعريف المعذب والمعذب قطعة فن خالص بالقدر ذاته. فهو يضم مكافآت للقارئ القدير، كما يقدم نظرات سيكولوجية ثاقبة لمن يود فهم تجليات الشر لا تجاهلها.

والان صف نفسك؟




هيثم -فارس
مــن نســج الخيـــال
انا الضحكة المصطنعه التي تحمل كل معاني الاسى والحرمان …
انا صوت الحب ونهر المحبة والعطاء اكتب مشاعر المحبين بصمت …..
انا الذي يضحك خلف قلب مجروح
أنـا هاربٌ من الذكرى أنـا
المرسى لذكرى زمن ولى واختفى …

أنا من أكون ؟…………….




انا من انا
من هو سراب

سراب هو كائن رائع الذكاء مريض الاحساس ينطلق من طفولته في البحث عن السعادة المطلقة فلا يلقاها في الاسرة ولا في الحب ولا في العالم فيلقاها في كتابة مما يؤدي باختلاط الكتابة مع حياته

وانت من؟




انا هي انا




انا نور فتاة بسيطة بساطة هذه الحياة اجتماعية مرحة و محبة
تكره الظلم و تحب العدل و السلام
تعشق بلدها الجزائرية و هذا يتجلى في اسمها norجزائرية من ولاية خنشلة




تعليمية
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعليمية
تعليمية من أنــا تعليمية
أعوذ بالله من كلمة أنا
أنا إنسانة مع نفسي
قبل لا أكون معكم إنسانة
لي مبدأ بالحياة
ولي نظرة تحكم قناعاتي
أحاسيسي حقيقة ثابتة بالوصل والهجران
أنا بطبعي إذا … أحببت …أخلصت
أحب بكل إحساسي و مشاعري
غموضي في الهواء تصريح
وسره يفضح الكتمان
ونظرات الوله والوجد
هي أجمل عباراتي
ولا أجامل بأحاسيسي
ولا للمصلحة دور بعلاقاتي
لو ألغيت شعوري تجاه نفسي
ما بقى لي صديق ولا خلاّن
يرافقني على مر الزمن
أحب الصدق وأنطلق من نفسي للعالم
وأعمل به
كسبت ..أو كنت
أنا الخسرانة
تعليمية
إن الكتابة صراخي ولغة صمتي الداخلي
صمتي الذي لا يفضح إلاً لذاتي
الكتابة لها متعة خاصة بي
هي وقفة تأمل صادقة مع نفسي
لأن ليس هناك حواجز
بيني وبين أحاسيسي
إن الكتابة جزء من كياني
ووجودي وقناعاتي بالدنيا
وفي الوقت نفسه
هي القاسم المشترك
بيني وبين الناس
تعليمية
ليست مشكلتي إن لم يفهم البعض ما أعنيه
وليست مشكلتي .. إن لم تصل الفكرة لأصحابها
فهذه قناعاتي .. وهذه أفكاري

تعليمية
إذا غابت صورنا وضاعت أسامينا
فهذه ذكرانا
وبعض ماخطت أيادينا
لتكون من بعدنا
ذكرى وناقوس
على البعد ينادينا

تعليمية
إحترامي وتقديري للجميع
تعليمية
هذه انا




أنا بنت أبيها و عابدة لربها مؤمنة بنبيها لابسة لحجابها صادقة في قولها و صريحة في عبارتها




التصنيفات
رموز و شخصيات

زكي نجيب محمود

دراسة نقدية
تنهض رؤية "زكى نجيب محمود" الجمالية على عدة محاور، أهمها موقفه العام من القيم، وبشكل خاص القيمة الجمالية وفقًا لآراء الوضعية المنطقية ومدرسة التحليل، ثم رؤيته لماهية الفن بشكل عام، والشعر على وجه الخصوص، وأخيرًا آراؤه النقدية التى تمثلت فى موقفه من الشعر الجديد، ومن النقد المعاصر.
طبيعة القيم الجمالية
فى كتابه "خرافة الميتافيزيقا" والذى تغيّر عنوانه إلى "موقف من الميتافيزيقا"(1) يحدد غاية كتابه هذا بأنها هى بيان أن العبارات الميتافيزيقية خلو من المعنى، مع التأكيد على أن الميتافيزيقا هى البحث فى أشياء لا تقع تحت الحسّ. لا فعلاً ولا إمكانًا .. ومن بين الأشياء غير "المحسّة" التى يكتب عنها الفلاسفة الخير والجمال. ولذلك فإن العبارات التى تتحدث عن الجمال أو الخير (والقيم بصفة عامة) توضع فى زمرة الميتافيزيقا، وبالتالى فإنها خالية من المعنى، ولا تصلح أن تكون علمًا أو جزءا من علم.
الجمال لا يمكن أن يكون علمًا، أو جزءا من علم بناء على خلو كلمة "جمال" من المعنى، وذلك استنادًا إلى أن المعنى لابد أن يكون منصبّا على شىء موجود فى الخارج (خارج الإنسان) ويمكن رصده بواسطة الحواس أو بأجهزة مساعدة لها أما العالم "لا خير فيه ولا جمال، بمعنى أنه ليس من بين أشيائه شئ اسمه خير، وشئ اسمه جمال؛ فى العالم أشياء كثيرة؛ فيه أشجار وأنهار وأحجار، وصنوف شتّى من الحيوان، ثم يأتى الإنسان فتعلّمه الخبرة وتنشئه التربية على أن يحب شيئًا ويكره شيئًا، ومن هنا يكون ما أحبّه خيرًا وما كرهه شرًّا أو يكون ما يحبّه، جميلاً وما يكرهه قبيحًا .. والشئ يكون خيرًا أو شرًّا، جميلاً أو قبيحًا حسب ما نراه فى الشئ من خير أو جمال أو غير ذلك".(2)
الإنسان هو الذى يضْفى الجمال أو الخير على الشئ، أما الشئ فى ذاته، فلا خير فيه ولا جمال، ولا وجود بالمرّة – فى رأيه – لشئ جميل أو خيّر فى العالم. ولقد رأى "اسبينوزا" أن الأشياء تكون خيّرة لأن الناس يرغبون فيها، ولولا ذلك لما كان فيها أى خير، ويمكن أن ينسحب القول أيضًا على الأشياء الجميلة. فقيمة الشئ ليست كائنة فيه ولا هى بمثابة جزء منه، كما تكون عقارب هذه الساعة التى أمامى جزءًا منها يتّصل وينفصل؛ وإنما تنشأ قيمة الشئ من علاقتنا به، فنحن الذين نجعل للأشياء قيمتها، مهما يكن نوع تلك القيمة، اقتصادية أو خلقية أو جمالية، صادرين فى تقويمنا للأشياء عن مصالحنا الذاتية، فما يخدم لنا صالحًا كان له من القيمة بمقدار ما يخدم؛ ولذلك ترانا ندرج الأشياء المختلفة التى تشبع فينا حاجة أو غرضًا ندرجها فى سلم متفاوت من القيم، حسب تفاوتها فى إشباعها لحاجاتنا وتحقيقها لأغراضنا(3).
قيمة الأشياء إذن ليست كامنة، فى الشئ فى ذاته، بل هى ما يسبغه الإنسان على الشئ، وذلك يختلف وفقًا لأهوائه ومصالحه وحاجاته .. وبناءً على ذلك يكون "الفعل فضيلة أو رذيلة حسب ما يقوم به ذلك الفعل فى نهاية الأمر بتهيئة أسعد حياة ممكنة لأكبر عدد ممكن من الناس، وليس فى الفعل فى ذاته – كائنًا ما كان – شئ يجعله فضيلة أو رذيلة بغضّ النظر عن الظروف المحيطة به؛ حتى ليحدثنا علماء الأجناس البشرية بأنه ما من فعل يطوف بخيالك، إلا وجدته هو نفسه فضيلة عند بعض القبائل وفى نفس العصور، ورذيلة عند قبائل أخرى وفى عصور أخرى. (4)
ولكن هل معنى ذلك أن داعية "الوضعية المنطقية" يضع للمجتمع دورًا هامًا فى عملية التقويم؟ أم أن هذا قد جاء عرضًا ضمن محاولته إقناع القارئ بوجهة نظره فى نسبية القيم جمالية أو أخلاقية أو غير ذلك؟
إن الأساس الذى تقوم عليه رؤي "زكى نجيب محمود" هو التحليل اللغوى للعبارات التى يصوغها الإنسان وهى – وفقًا لما يراه "كارناب" – إما أن تكون وظيفتها التعبير أو التصوير. وتكون العبارة تعبيرية Expressive حين تريد أن تقول أنها منصرفة إلى إخراج ما يشعر به القائل داخل نفسه، مما يستحيل على سواه أن يراجعه فيه، لأنه شعور ذاتى خاص به، كشعوره باللّذة أو الألم مثلاً ثم نقول عن العبارة اللغوية إنها تصويرية (والأدق وصفية أو تقريرية) (5) حين نريد أن نقول بأنها قد أريد بها أن تصف شيئًا خارجًا عن ذات القائل .. وهذا التقسيم فى استعمال اللغة هو ما قصده "ريتشاردز" حين جعل اللغة إما تستعمل استعمالاً علميًا أو استعمالاً انفعاليًا.
وإذا كانت العبارة الجمالية انفعالية،تعبر عما فى أعماق نفس القائل من شعور خاص به، فإنه من المستحيل التحقق من صدق أو كذب هذه العبارة، وذلك لأن القائل لم يقدّم عن العالم المشترك بينه وبين الآخرين شيئًا.
وتأكيدًا لهذا الرأى نراه يقول بصيغة قاطعة: "الجملة الأخلاقية أو الجمالية ليست بذات معنى، لأنها لا تشير إلى عمل يمكن أداؤه للتحقق من صدق معناها المزعوم، ولا تكون الجملة بذات معنى إلا إذا أمكن تحويلها إلى عمل، فكل جملة لا تدلك بذاتها على ما يمكن عمله، بحيث يكون هذا العمل هو معناها الذى لا معنى لها سواه تكون صوتًا فارغًا، مهما قالت لنا القواميس عن معانيها. فالفكرة الواضحة هى ما يمكن ترجمتها إلى سلوك، وما لا يمكن ترجمته على هذا النحو لا ينبغى أن نقول عنه إنه فكرة غامضة، بل ليس هو بالفكرة على الإطلاق"(6).
وبناءً على ذلك يؤكد مرّة أخرى على أن الأخلاق والجمال ليسا بعلمين على الإطلاق، لأنه لا يتوافر فى أى منهما إمكانية التحقق من صدق العبارات التى تصاغ فيها قضاياهما. فكل ما نراه فى هذين المجالين ليس معرفة على الاطلاق، بل مجرد حالة شعورية وجدانية يحسّها صاحبها وحده. ومن هنا تكون المناقشة العقلية مستحيلة بين شخصين اختلفا على شئ بعينه يتعلق بالجمال أو الأخلاق، وذلك لأن المتكلم لا يقرر شيئًا، أو يصف شيئًا بحيث نستطيع أن نراجعه فى تقريره أو وصفه، إنه ينفعل فحسب، وهذا الانفعال لا سبيل إلى مناقشته. (7)
وإذا كان الجمال لا يتصف بصفة العلم، فإن الاختلاف فيه لا يكون اختلافًا فى الرأى – كما يحدث فى العلوم الطبيعية – بل يكون اختلافًا فى الميل والهوى، أى اختلافًا فى الرغبات والأغراض – على حد ما يرى "ستيفنسون" C.L.Stevenson – فالذى يشبع الحاجة عند أحدهما يختلف عما يشبع الحاجة عند الآخر. وبالتالى فإن "العبارة الجمالية بغير معنى، أى بغير واقعة تكون من العبارة بمثابة الأصل من صورته". (8) وأهواؤنا ومصالحنا هى التى ترى الجميل جميلاً، وهى التى توهمنا بما نسبغ على الشئ من قيمة. وهو نفس الشئ الذى توهمنا به العبارة الجمالية، والتى ليست بذات معنى – إذْ توهمنا بأنها جملة مفيدة لأن تركيبها النحوى يشبه تركيب الجمل المفيدة، مع أنها ليست – فى رأى "زكى نجيب محمود" – إلا كلامًا فارغًا. أنها لا تدل إلا على حالات نفسيه عند المتكلم، وتعبر عن انفعال يجيش بصدره. ومن ثم يؤكد على استحالة المناقشة العقلية بين شخصين اختلفا على تقويم شئ ما، وذلك لأن المتكلم لا يصف، ولا يقرر شيئًا ولا تمكن مراجعته للتأكد من صواب أو خطأ ما يقول.
ويؤكد "زكى نجيب محمود"(9) – مستعينًا بوجهة نظر "ريتشارد روبنسون Richard Robinson "- على تبنيه النظرية الانفعالية التى تسوّى بين الجمال والخير فى أن كليهما معتمد على الذات المدركة، لا على صفة الشئ المدرك. وهذا لا يلغى وجود القيم فى العالم – كما يرى البعض على حد تعبيره – وإنما يعنى أن القيم يجب أن توضع فى موضعها الصحيح، فلا تناقض بين أن يكون التقدير ذاتيًا، وبين أن نعتز به.
ولقد واجهت النظرية الانفعالية انتقادات(10) من هـ. ج. باتون H. J. Paton و"يونج A. E. Ewing"، فقد رأى "باتون" أنه لا وجود لمبررات تجعله يقبل هذه النظرية، وأنها أشبه بالرؤية الوجودية – على حد تعبيره – فى بدائيتها، أما "يونج" فقد رأى أن هذه النظرية تدفع إلى الوقوع فى التناقض. ولكن "زكى نجيب محمود"، الذى يتبنى وجهة نظر "ريتشارد روبنسون"، – يرى أن الذين ينفرون من النظرية الانفعالية إنما يتخذون فى الحقيقة من نفورهم هذا موقفًا دفاعيًا عن القيم التى يرغبون الاحتفاظ بها، لا موقفًا علميًا. وإن القول بالتناقض فى النظرية غير موجود، لأن التناقض – فى رأيه – يكون بين القضايا المنطقية، أما قولى عن شئ بأنه خير، وقولك عنه بأنه شر، وأيضًا (جميل) أو قبيح، فليس من القضايا المنطقية فى شئ.
إنّ القضايا المنطقية هى قضايا تقريرية وصفية إخبارية، أما التعبير عن الجميل والخير، أى عن الميول والرغبات فليس من هذا القبيل، وهنا يكون الاختلاف ناجمًا عن تعبيرين عن شعورين مختلفين.
ونتيجة لذلك فإن الحكم الأخلاقى هو تعبير عن انفعال المتكلم إزاء شئ ما، محاولاً أن يحدث انفعالاً مشابهًا له عند السامع، أى أنه لا صدق ولا كذب فيه. ذلك أن الحكم الأخلاقى – وبالتالى الجمالى – ليس حكمًا وصفيًا أو تقريريًا، فهو ليس حكمًا على شئ عينى موضوعى بعيدًا عن الميول والأهواء، ويؤكد مستشهدًا بـ اير A. J. Ayer(11) بأن الحكم الأخلاقى لا إثبات له ولا نفى، حكمه فى ذلك حكم صرخة أو كلمة الأمر وما إلى ذلك من الأشياء التى تعبّر عن حالة شخصيته ولا تصور أمرًا خارجيًا.
وإذا كان "جورج ادوارد مور" قد رأى بأن صفة خير لا يمكن تحليلها أو تعريفها بغيرها التى تدرك بالحواس، ذلك أن الخير يدرك بالحدس Intuition وكلمة خير تشير إلى صفة "لا طبيعية" لا يمكن إدراكها بالحواس الخمس المعروفة ويرى – "زكى نجيب محمود" – أن هذا الحدْس الذى يطالبه به (الحدسيون) فى إدراك القيم الموضوعية كالخير والجمال، هو من هذا الضرب العسير، وذلك لعدم القدرة على التأكد عند اختلاف الحدوس. ومن ثم كان النقاش فى هذه الأمور ضربًا من العبث لا ينتهى وإن طال أبد الآبدين.
إنّ هذا الاستبعاد للأحكام الجمالية (أو الأخلاقية) المعيارية من نطاق العلم، على أساس أن هذه الأحكام لا يمكن التأكد من صحتها بالتجربة وأن ما تعبر عنه لا يوجد فى الواقع، إنما هى مجرد تعبير عن انفعال يرتبط بالمتكلم (أو الناطق بالحكم)، فلا وجود لما يسمى بالخير أو الجمال، وأن هذه العبارات ليست إلا مجرد أوامر أو صيغ لغوية، وتعبيرات عن انفعالات نفسية. كما كان الارتكاز على التحليل للعبارات، مع عدم ربطها بالواقع، أساس القول بطبيعة القيم الجمالية (والأخلاقية أيضًا) على أساس أن هذه العبارات إنشائية (أو تعبيرية) تعبر عن انفعال، على عكس عبارات العلم الطبيعى الوصفية أو التقريرية.
إنّ هذه الرؤية إنما تنطلق من إنكار أصيل لمسألة تطوّر العالم، أو اتجاهه نحو هدف، كما أنها تحدد المعرفة بالحقائق فى إطار قدرة الحواس (وبعض الأجهزة المساعدة أحيانًا) على الإدراك فحسب.
وهذا الرأى – الوضعى المنطقى – الذى يحاول الردّ على المثالية، إنما هو بمثابة نكوص، وارتداد. لأن المثالية (عند "هيجل" على سبيل المثال) كانت ترى أن الفكر البشرى قادر على النفاذ إلى قوانين العالم. إن القول بأن التقويم الجمالى والأخلاقى بلا أساس علمى، ولا يمكن أن يصمد أمام أى تحليل، وبالتالى فهو مجرد لغو انفعالى فارغ والقول بالنسبية فى القيم الجمالية، اعتمادًا على المعنى اللغوى، أو العبارات وتصنيفها إنما هو محاولة للإفلات من المأزق الحقيقى الذى وقعت فيه (الوضعية المنطقية) عند القول بالنسبية، وهو الاتجاه إلى سبر أسباب وأغوار هذه النسبية. فالقول بأن هذه العبارات (الجمالية) ليست وصفية بل تعبيرية أو إنشائية، إنما نجم عن تعبيرها عن انفعال، هذا الانفعال يتباين بالضرورة من شخص لآخر وهذا محكوم بالمؤثرات التى تؤثر فى الشخص المنفعل.
فالحكم الجمالى لشخص يعيش فى هذا العصر يختلف كثيرًا عن الحكم لمن كان يعيش فى عصور سابقة، فى مجتمعات عبودية أو إقطاعية، فالمجتمع هو الذى تنشأ القيم فيه، ويوجدها الإنسان ويكون مستوى تطورها تعبيرًا عن درجة تطوره، ذلك أن القيم مرتبطة بالبناء الاجتماعى، والعلاقات الاقتصادية، وكل ما يؤثر فى الإنسان فى عصر معين، ومكان معين، هذه القيم الجمالية هى بمثابة جزء من البناء الفوقى الذى يتأثر بدرجة كبيرة بالبناء التحتى، ويؤثر فيه. وإذا كانت نشأة القيم (فى نسبيتها) غير لاهوتية، فهى من صنع الإنسان، وإن كانت تتحول فى بعض لحظات التاريخ إلى سلطة فى مواجهة هذا الإنسان الذى كان مبدعها حتى تتضافر الظروف التى تؤدى إلى تغيير فى سلّم القيم فيكون التغيير ضرورة اجتماعية وثقافية.
إن شجب الموقف المثالى (الذى ينطلق من أساس لاهوتى) لا يكون بمجرد الارتكاز على تحليل اللغة، وطبيعة العبارات الجمالية (من الناحية اللغوية) بل بالبحث عن الجذر والأساس الذى كانت هذه اللغة تعبيرًا عنه. إن القول بالنسبية لا يأتى من طبيعة هذه العبارات، بل هو بالأساس ناجم عن ارتباط القيم (جمالية أو أخلاقية .. وغيرها) ارتباطًا وثيقًا بالإنسان، هذا الكائن الاجتماعى الذى لا يكف عن التطور والتغيّر، والذى يغير ويعدّل فى الطبيعة، والبيئة المحيطة به، والذى تأتى القيم كتعبير عن علاقة معقدة بينه وبين أشياء وثيقة الصلة بذاته، على عكس العلم الطبيعى أو الرياضى، الذى يكون وجود الإنسان فيه مجرد ملاحظ، أو دارس، وعلاقته بموضوعاته خارجية.
إنّ المحاولة التى يقدمها "زكى نجيب محمود" فى رؤيته الوضعية المنطقية للقيم، لم تكن فحسب محاولة لرفض الميتافيزيقا، أو القول بأنها لا يمكن أن تقوم كعلم، وبالتالى (القيم) التى تشبه عباراتها نفس العبارات الميتافيزيقية، بل كان يحاول تجاهل الأسس التى تقوم عليها الرؤية النسبية للقيم بالأساس، والتى تتصل بالواقع الاجتماعى. وإلا ما معنى أن أهواءنا ومصالحنا هى التى تملى ما النفيس وما الخسيس فى تقدير القيمة الاقتصادية وأيضًا فى القيمة الجمالية والأخلاقية؟ وما مصدر هذه الأهواء؟ هل هذه الأهواء وثيقة الصلة بالوعى؟ وبالوضع الاجتماعى (والطبقى). وغيرها من العوامل الاجتماعية والتاريخية التى حاول تجاهلها؟ أم أن هذه المصالح والأهواء – معلقة بالهواء – أو ميتافيزيقية هى الأخرى؟
إذا كانت الرؤية الجمالية تختلف باختلاف المجتمعات والعصور، فإن الفيصل يكون فى دراسة درجة الوعى الجمالى فى إطاره الاجتماعى والتاريخى، لا فى الوقوف عند عتبات دراسة العبارات دراسة لغوية فحسب. والتى وإن كانت ذات أهمية بالنسبة لموضوع القيم، إلا أنها نتيجة لطبيعة القيم وليست سببًا.

المحاكاة – التعبير – الخلق
فى مقال له بعنوان: الشعر لا ينبئ .. يقول الدكتور زكى نجيب محمود:
"غفر الله لفلاسفة اليونان الأولين – "أفلاطون" و"أرسطو" على وجه التخصيص – حين تركوا للناس من بعدهم مبدأ فى النقد الأدبى أزاغ أبصارهم عن حقيقة الأدب وحقيقة الفن. حتى ليحتاج الأمر إلى أمثال هؤلاء الفحول ليصححوا الأوضاع بحيث يحررون الناس من حبائل ذلك المبدأ القديم الراسخ فى النفوس وأعنى به مبدأ المحاكاة الذى يجعل الفن محاكاة للطبيعة، فإن رسم رسام صورة قالوا له: ماذا "تعنى" هذه الصورة؟ .. أى أنهم يسألونه أين الشئ فى الطبيعة الذى جاءت الصورة لتحاكيه. والويل له إن قال لهم عن صورته إنها لا تصوّر من الطبيعة شيئًا. وإن أنشأ شاعر قصيدة بحثوا عن معانيها لينظروا أحقًا قالت أم قالت باطلاً .."(12) رافضًا نظرية المحاكاة على أساس أنها تدعو – من وجهة نظره – إلى أن يقول الشاعر أو الفنان شيئًا، أو معنى مما يصحّ – على حد تعبيره – أن تراجع القصيدة عليه ليحكم عليها بالحق أو بالبطلان. بل ويسخر منها لأنها تطالب الشاعر – على حد قوله – بالكتابة عن النيل العظيم، أو المقطم أو حوادث التاريخ التى تدور من حوله. كما تطالبه بأن يكون على صلة بما تقوله الصحف كما يفعل المعلقون السياسيون الذين يسايرون الحوادث يومًا بعد يوم.
وفى إطار تأكيده على ما هو الفن أو الشعر من وجهة نظره، فإنه بالإضافة إلى نقده السابق لنظرية المحاكاة، يقدم نقدًا آخر لنظرية "التعبير" فيقول:
"ثم غفر الله لجماعة من النقاد المحدثين الذين جاءوا وكأنما هم الثائرون على المبدأ القديم – مبدأ المحاكاة – وأعلنوا فى الناس أن فى جعبتهم سهمًا جديدًا هو أنفذ من السهم العتيق إلى حقائق الفن، فقالوا: لا .. ليس الفن وليس الأدب "تصويرًا" لهذا الشئ، أو ذاك مما تدركه الحواس، بل هو "تعبير" عن هذا الوجدان أو ذاك مما تضطرب به النفس .. وإنى لأعترف بأننى كنت إلى عهد قريب جدًا من أنصار هذا الرأى فى الأدب والفن، فبناء على هذا الرأى لا يجوز أن ننظر إلى الصورة – مثلاً – ونسأل: ماذا تصور من أشياء الطبيعة، لأنها لم تجئ لتصوّر شيئًا، وإنما هى انعكاس لما تختلج به نفس الفنان، تومئ إيماء وتوحى إيحاءً بنوع العاطفة التى لابد أن تكون قد ملأت عليه جوانحه وهو يسكب ألوانه على لوحته.. وكذلك إذا قرأت قصيدة من الشعر، فلا تلتمس معانيها فى جنبات الطبيعة، بل التمسها فى جوانح الشاعر نفسه. لأن ألفاظها إنما صيغت لتومئ وتوحى بما عسى أن تكون نفس الشاعر قد اختلجت به"(13). ويرى أن هذا الرأى لا يفترق عن رأى مدرسة المحاكاة. فما زال هناك الأصل الذى جاءت القطعة الفنية لتصوره، وإن القطعة الفنية ستكون نسخة من شئ أهم منها.
وإذا كان داعية الوضعية المنطقية يرفض المحاكاة، والتعبير، فبماذا ينصح إذن؟ وكيف تقرأ القصيدة أو يمكن تذوق اللوحة؟
يقول "زكى نجيب محمود": "اقرأ القصيدة من الشعر، وانْس أن فى العالم شيئًا سواها، عش فيها وحدها، ولا تدع خيالك يتسلل إلى شئ أمامها أو إلى شئ وراءها ثم انظر بعد ذلك: إلى أى حدّ ترى نفسك إزاء كائن متكامل الخلقة كامل التكوين .." (14) ثم يحاول أن يشرح – من وجهة نظره – معنى البيت، والقصيدة مؤكدًا على أن العمل الفنى كيان مستقل بذاته، وليست القصيدة أداة من الشعر ينقل بها الشاعر إلى القارئ شيئًا من المعرفة كائنة ما كانت، ولو كان ذلك هدفها، لما كان هناك ما يدعو إلى غناء الشعر، (15) ثم يأتى ببيت من الشعر لأمرىء القيس.
وليل كموج البحر أرخى سدوله علـىّ بأنــواع الهموم ليبتلى
مشيرًا بأن هذا البيت من الشعر لا إخبار فيه بالمعنى التصويرى المألوف، ولا إخبار عن قوانين النفس البشرية فى شعورها، ولا عن المجتمعات كيف تظهر وكيف تزول، بل ها هنا شئ فريد فى ذاته، يقرأ لذاته، ويفهم مستقلاً عن كل شئ سواه. (16) فالفن – فى رأيه – ليس له معنى، ولا ينبغى أن يكون له، إلا إذا أراد صاحبه أن يجعل منه مسخًا بين العلم والفن؛ فينتهى به إلى شئ لا هو إلى هذا ولا هو إلى ذاك. بل ولا يكون الفن فنًا إذا أعاد ما هو قائم بالفعل ولم يأت بخلق جديد، كما أن دنيا الفن لم تنشأ لتزودنا بنسخة أخرى من دنيا الواقع، وإلا لكان الفن عبثًا وباطلاً. (17)
كما أن مهمة الفنان ليست فى نقل الحوادث الواقعة بذاتها، بل عمله هو أن يلتقط الصورة من حوادث الواقع ثم يصب فيها ما شاء من مادة. وبهذا يكشف عن جوهر العالم الحقيقى، لأن جوهر هذا العالم هو الصور التى تنصب فيها الحوادث .. هذه الصورة خالدة، لا تموت. (18)
وإذا كانت المحاكاة تقتضى – فى رأيه – أن تكون القطعة الأدبية تصويرًا للخارج، أما التعبير فيرى أن العمل الفنى هو تصوير للداخل (داخل الإنسان) فإن "زكى نجيب محمود" يرى أن للعالم ثلاثة أوجه: الطبيعة فى الخارج – تختص بها العلوم وأحاديث الحياة اليومية الجارية. وذات فى الداخل تتبدى فى أحلام اليقظة وأحلام النوم وما إليها. ثم عالم من فن وأدب قائم بذاته لا يصوّر خارجًا ولا يعبر عن داخل، وإنما هو خلق، وعلى من يرتاده أن يعيش فيه، فلا يتخذ منه مجرد نافذة يطلّ منها إلى شئ سواه. فإذا وجد فى جوف القطعة الفنية ذاتها ما يغنيه فقد بلغ النشوة الفنية المقصودة، وإلا فليست تلك القطعة بالنسبة إليه من الفن فى شئ. (19)
إن هذا يعنى بالإضافة إلى رفضه نظريتى المحاكاة، والتعبير، تقديم نظرية أخرى – يراها متسقة مع أفكاره – هى نظرية الخلق. إنه يرفض النظرية التى جاءت من وجهة نظر المتلقى، وكذلك تلك التى كانت من زاوية الفنان لتقدم نظرية تعتمد على أن العمل الفنى قائم بذاته فى عزلة عما سواه، سواء كان ذلك التاريخ أو الواقع الاجتماعى أو الفنان (المبدع) نفسه. فالفن لا يقوم على المحاكاة للعالم الخارجى (رغم الفهم السطحى للمحاكاة والذى سوف نناقشه لاحقًا) ولا يقوم على التعبير عن انفعال الفنان سواء كان هذا الانفعال ذاتيًا صرفًا، أو كان فى علاقة وثيقة بالواقع المحيط به، بل يقوم الفن – من وجهة النظر هذه – على أساس أنه كيان مستقل ينفصل عن كل شئ آخر، وأنه قائم بذاته.
إنّ النقد الموجه هنا لنظرية المحاكاة منصب – على حد ما يرى "جيروم ستولنيتز" فى تصنيفه لأنواع المحاكاة، على النوع الأول، وهو "المحاكاة البسيطة" وهو الفهم السطحى والساذج للمحاكاة، والذى يختلف كثيرًا عما قاله "أرسطو"، والذى أوضح ذلك فى قوله: "وواضح كذلك ما قلناه أن مهمة الشاعر الحقيقية ليست فى رواية الأمور كما وقعت فعلاً، رواية ما يمكن أن يقع. والأشياء ممكنة إما بحسب الاحتمال أو بحسب الضرورة. ذلك أن المؤرخ والشاعر لا يختلفان بكون أحدهما يروى الأحداث شعرًا والآخر يرويها نثرًا (فقد كان من الممكن تأليف تاريخ "هيرودوتس" نظما ولكنه كان سيظل مع ذلك تاريخًا سواء كتب نظمًا أو نثرًا، وإنما يتميّزا من حيث أن أحدهما يروى الأحداث التى وقعت فعلاً بينما يروى الآخر الأحداث التى يمكن أن تقع. ولهذا كان الشعر أوفر حظًا من الفلسفة وأسمى مقامًا من التاريخ لأن الشعر بالأحرى يروى الكلّى بينما التاريخ يروى الجزئى".(20)
فلم يكن "أرسطو" يعنى بالقول بالمحاكاة نسخ الواقع، بل يهتم بالأساس بالرؤية الجمالية والفنية، وهذا عكس ما ساد لفترات طويلة – وما زال – لدى الكثير من الذين عالجوا آراء "أرسطو". وقد كان – كغيره من اليونانيين – انطلاقًا من معنى اللفظ اليونانى "فن"، والذى كان يعنى صنع شئ ما، وإدراك صورة ما فى هيولى. فالفنان منتج وصانع .. كما أن عملية الخلق بالنسبة للفنان والطبيعة ليستا عمليتين مختلفتين. (21)
إنّ الاختلاف مع نظرية المحاكاة ليس هو المشكلة إذن، وإنما عرض هذه النظرية بالطريقة التى تجعل المتلقى ينفر منها – وهو أمر تعرضت له هذه النظرية كثيرًا – هذا مع أننا لا نحبذ هذه النظرية فى نفس الوقت.
كذلك لم تكن نظرية "التعبير" تقوم على نفس المبدأ القديم للمحاكاة، وكل ما حث هو تبديل ثوب بثوب على حد تعبيره. فقد رأى "كروتشه" أن "الطير يغنى للغناء ولكنه فى غنائه يعبر عن مجمل حياته"(22) مؤسسا على ذلك كون الفن تعبيرًا أو لغة تعبيرية.
والجدير بالذكر أن "أوجين فيرون Eugen Veron" قد ميز بين التعبير وبين المحاكاة، بأن المحاكاة تقوم على أساس أصل ينظر إليه الفنان، ورأى أن التعبير إنما يكون عن المشاعر والانفعالات. ورغم أنه لم ينج من الفهم الساذج أيضًا لمفهوم المحاكاة، وعدم الالتفات إلى الاتجاهات التى حاولت تطويرها – أى المحاكاة – فى القرون السابقة. وعملية التعبير ليست عملية بسيطة، بل إن الفنان الذى يقع تحت تأثير الانفعال الجمالى، لا يقوم بمجرد النقل أو النسخ للعمل، سواء كان ذلك النسخ يتصل بالطبيعة أو من مخزون أفكاره، بل يعيش عملية (حمل) معقدة على حد تعبير "جون ديوى" – يتم فيها الحوار بين المواد المستخدمة وبين الانفعال، فيحدث التعديل – ليس فى المادة فحسب، بل وفى الانفعال أيضًا حتى يصير الانفعال جماليًا، أى يرتبط بموضوع عمل (مبدع) يكون هو نتيجة هذه العملية المعقدة. (23)
فليست مهمة الفنان فى المحاكاة، أو التعبير هى مجرد الاغتراف من مخزون لديه، فى الطبيعة (المحاكاة) أو فى داخله (التعبير). بل إن هذا التبسيط ليس إلا الوجه الآخر لما يقدمه (زكى نجيب محمود) عن نظرية الخلق، على أنها منبتة الصلة بالواقع والفنان – أى تقديمها فى هذه الصورة التبسيطية المسطحة.

ولم يكن الانتقال من نظرية المحاكاة إلى التعبير مجرد تبديل ثوب بثوب، مع الاحتفاظ بالمحتوى الأساس (أو الأصل)، بل كان الانتقال تعبيرًا عن تغيرات فى الواقع الاجتماعى، والظروف المحيطة بالإنسان جعلت الانتقال ضرورة. فإذا كانت المحاكاة هى التعبير الدقيق عن فن ما قبل الرأسمالية، حيث كانت الكلاسيكية هى المذهب المسيطر، وكان الإنسان الفرد غير موجود فى مركز الشعور، بل العلاقات الخارجية هى الأساس؛ فإن التعبير جاء نتيجة للاتجاه فى المجتمع الرأسمالى إلى إعلاء الفردية، ووضع الإنسان فى بؤرة الاهتمام، بعد العِرْق أو القبيلة أو العشيرة أو المدينة، ولذلك كان الفن كتعبير عن انفعال الإنسان نتيجة طبيعية لهذه التغيّرات. لقد أصبح العالم منظورًا إليه من خلال انعكاسه على ذات الفنان، وبالتالى صار العمل الفنى أكثر عمقًا، وأشد تعقيدًا.
وإذا كانت نظرية الخلق (أو الإبداع) تأتى فى الترتيب بعد هاتين النظرتين، فإن "زكى نجيب محمود" عندما يقدمها، إنما يقدمها – كالعادة – منفصلة عن الظروف التى أنتجتها، وكالعادة، كنوع من التخريج المنطقى الصرف لبعض العبارات التى يمكن أن تكون ذهنية أكثر منها واقعية.
فإذا كانت نظرية "الخلق" ترى أن العمل الفنى قائم بذاته، وأنه للمتعة الخالصة. فإن هذه النظرية لا يمكن أن تفهم بمعزل عن الظروف والملابسات التى يمكن أن تسمح بمثل هذه المتعة، وهذا الانصراف التام للاستمتاع بالعمل الفنى بعيدًا عن جميع المؤثرات الخارجية والداخلية. وذلك عندما أن يكون الإنسان فى ظروف ترف اجتماعى تسمح له بأن ينعزل عن حاجاته اليومية فلا يطلبها فى العمل الفنى، كما يكون بعيدًا عن الإرهاق الذهنى والجسدى والمشكلات النفسية والاجتماعية، وهذا وإن كان يتطلب وضعًا مثاليًا، فإنه يحوّل النظرية إلى نظرية مثالية، وإن كانت هى بالضرورة غير ذلك.
فما يطرحه "زكى نجيب محمود" من خلال رؤيته لهذه النظرية إنما يعيدنا إلى نوع من المثالية الذاتية، والتى كان يريد أن يدحضها ويرد عليها، سواء فى "خرافة الميتافيزيقا" – ورأيه فى القيم الجمالية – أو فى حديثه عن الشعر أو الفن.
إن الموقف الجمالى الذى يجب أن يعيشه المتلقى للعمل الفنى إنما يعنى أن العمل الفنى يتم تلقيه فى ذاته، دون الرجوع إلى شئ خارجه. وإذا كان تقويم العمل الفنى يجب أن يتم عبر وسائط فنية، فإن هذا لا يعنى أن الفن ينعزل تمامًا عن مبدعه، أو عن الواقع الاجتماعى، وليس بالضرورة معناه تجاهل الفنان لكل ما يدور حوله من حوادث ومواقف سياسية واجتماعية، وحروب .. وغيرها.
إنّ "الخلق" أو الإبداع لا يتم فى فراغ، وليس بعيدًا عن الواقع، كما أن العمل الفنى يحمل بالضرورة بصمات مبدعة – سواء بشكل مباشر أو غير مباشر – وإنّ علاقة جدلية تقوم بين المبدع من جهة، والمتلقى من جهة أخرى عبر عمل فنى محدّد، وإذا كان التركيز على العمل الفنى مفيد فى تحليله وتشريحه، فإن هذا يمثل جزءاً من النقد، وليس كل النقد.

الشعر والشعراء
ما الشعر؟ ما مادته، وما طبيعته؟
يرى "زكى نجيب محمود" أن مادة الشعر هى الكلمات. وإذا كانت الكلمات فى طبيعتها الأولى رموزًا تواضع عليها أبناء الجماعة الواحدة لترمز إلى شئ سواها، ولكن هذه الأداة اللغوية سرعان ما تحوّلت عن طبيعتها الأولى فأصبحت لها طبيعتان، أما الطبيعة الثانية فهى أن تقف عند حد الأداة اللغوية ذاتها، لا تنفذ منها إلى شئ وراءها، أى أنها مطلوبة لذاتها. والشعر هو هذه الحالة الثانية، فلئن كانت مادة الشعر الكلمات، إلا أنها كلمات نسقت على نحو يمتع السمع لما فيها من صفات، ليس بينها صفة كونها مطابقة للأشياء والحوادث كما هى واقعة فى دنيانا التى نعيش فيها، فإذا كان بين الشعر من جهة وأشياء الواقع من جهة أخرى تطابق، فهو تطابق غير مباشر. وليس هو التطابق الذى يكون بين اللغة والأشياء فى أحاديث التفاهم التى نألفها فى حياتنا اليومية الجارية. (24)
فإذا كانت اللغة فى الحياة اليومية، وفى النثر عمومًا، تشير إلى أشياء موجودة فى الواقع، وإنها أداة للتفاهم، أى أن الدلالة تكون من أهم مقوماتها وهذه هى الطبيعة الأولى للغة، أما الطبيعة الثانية للغة، وهى اللغة الشعرية وهى الكلام الذى لا يراد به الإشارة إلى الواقع.
يقول "بارتون جونسون": فى "اللغة العادية غير الفنية يفسّر مضمون النص عامة على حدود شفرة مفردة، ولكن العلاقة – فى الأعمال الفنية – بين النص والنظام تكون – بالقطع مختلفة".(25)
ولكن اللغة الشعرية لم تتوقف عند هذا الحد، بل تجاوزت ذلك إلى اللغة اليومية، وتحولت لغة الحياة اليومية على أيدى شعراء مثل (ت. س. إليوت) وأتباعه من الشعراء العرب – "صلاح عبد الصبور"على سبيل المثال – إلى لغة شعرية "كانت بذلك أكثر اتّصالاً بالعصر والظروف الاجتماعية، بعد أن صار العصر هو "عصر الإنسان العادى، لا عصر الملوك والأبطال الذين يخرجون على الطبيعة ويصنعون أشياء خارقة وغير عادية".(26)
الجدير بالذكر أن "زكى نجيب محمود" فى "قشور ولباب" قد رأى أن لغة النثر يجوز أن تستخدم فى الشعر .. بل يستحيل أن يكون ثمة فارق جوهرى بين لغتى الشعر والنثر .. فكلاهما أداة بعينها، وكلاهما يخاطب عضوًا بعينه، ويمكن القول أن ما يكسو كليهما من الجسد قوامه مادة بعينها ونزعتاهما متقاربتان، بل تكادان تكونان متطابقتين، وليس يلزم أن يختلفا بالضرورة من حيث الدرجة. إن الشعر لا يهمى من العبرات ما يشبه عبرات الملائكة ولكنه يسفح دمعًا آدميًا طبيعيًا، إنه لا يستطيع أن يفاخر النثر بأن دماءً مقدسة تجرى فى عروقه فميّزت دماءه من دماء النثر، إذْ يدبّ فى عروقهما على السواء دم بشرى واحد. (27)
وهكذا نجد أن لغة الشعر ولغة النثر عنده تعودان للتقارب، وينزع عنهما الاختلاف، بعد أن كانتا متباينتين ..
ويعدّ التفرد أهم مايميّز الشعر – بل مميزات الفن على اختلاف أنواعه – وهو التفرد الذى لا يقبل التكرار، لا فى ماض ولا فى حاضر ولا فى مستقبل. (28)
وكذلك يرى أن أهم ما يميز الشعر عن غيره من الفنون – هو الحركة – فالشعر – عنده – كالموسيقا يملأ فترة من زمن، فلابد من امتداد زمنى، طال أو قصر، لقراءة القصيدة من الشعر، ولذلك كان أنسب ما يناسب الشعر هو ما يمتد على فترة من زمن، أعنى حركة وفعلاً تتطور أجزاؤه بحيث يستلزم طولاً زمنيًا لتمامه. وإذا كانت عبقرية التصوير وعبقرية النحت – على حد تعبيره – هى فى تجميد لحظة معينة فى مكان ثابت، فإن عبقرية الشعر فى إبراز الفاعلية والنشاط الحركى الذى ينساب على سلسلة من لحظات متعاقبات. (29)
وإذا كان النقد العربى القديم قد رأى أن أعذب الشعر أكذبه، فإن "زكى نجيب محمود" – تحت عنوان، أعذب الشعر أصدقه يحاول أن يفند هذا الرأى ويرد عليه. فيرى أن "ماكولى" (1808 – 1859) رأى أن الصدق هو مقياس الشعر الصحيح، فقد كان "هوميروس" صادقًا حين صور الحروب كما صورها، ورسم الأبطال كما رسمهم. وكذلك كان ("جون رسكن" 1819 – 1900) يرى أن الصدق أساس جودة الشعر. ويؤكد "زكى نجيب محمود" على هذا الرأى بقوله وهكذا يرى الناقد المثقف البصير أن أعذب الشعر أصدقه. (30)
ولكن أى نوع من الصدق؟
هل هو الصدق الفنى؟ أم الصدق الواقعى؟
إنه لا يوضح بدقة أى صدق يرى، وكذلك يمكننا أن نطرح سؤالاً:
ما هو الصدق! وما المعيار الذى نستطيع أن نقوم به هذا الصدق ونستدل به عليه إذا كان موجودًا فى العمل الفنى أم لا؟
وألا يتعارض ذلك مع رؤيته للإبداع، ونظرية الخلق، إذْ يكون الحكم على العمل الفنى من داخله (أى حكمًا شكليًا)، كما أن الفن – من وجهة نظره كما أسلفنا فى عرضنا – ليس محاكاة أو تعبيرًا عن انفعال..
ولنتجاوز ذلك إلى تعريف الشاعر…..
يقول "زكى نجيب محمود"(31) وليسمح لى القارئ أن أسأل: ماذا نعنى بكلمة شاعر؟ من هو الشاعر؟ ومن يخاطب بشعره؟ وأى عبارة ترجى منه؟
ثم يجيب بأنه إنسان يخاطب الناس. وقد أوتى أرهف إحساس، وحماسة أحر، وشعورًا أرقّ، ودراية أشمل بطبيعة البشر ونفسًا أوسع أفقًا مما يحتمل أن يكون لعامة الناس. ويتميز الشاعر بميل إلى التأثر أكثر مما عداه بالأشياء الخافية كأنها بادية لناظريه،كما أن له مقدرة على أن ينشئ فى نفسه عواطف هى فى حقيقة الأمر أبعد شبهًا بالعواطف التى تنشأ بما يقع فعلاً من الحوادث .. كما أنه يتميز عن الناس بقابليته العظيمة للتفكير أو الشعور حين لا يكون تحت مؤثر خارجى مباشر يستثير ذلك التفكير أو الشعور، ثم هو يتميز عن كل الناس بمقدرته الفائقة على التعبير عن تلك الخواطر والمشاعر على نحو ما نشأت فى نفسه.
وإذا كان الشاعر يتمتع بهذه المميزات التى تفصله عن الإنسان العادى وتجعله قادرًا على نقل العواطف والمشاعر وترجمتها إلى عمل فنى، فإنه – أى الشاعر – أيضًا فى رأى مفكرنا هو بمثابة حلقة وسطى بين عالم المعانى الخالدة من ناحية، وعالم الحياة الجارية العابرة من ناحية أخرى. ( 32) ووظيفته هى أن يرد للناس أحداث حياتهم الواقعية إلى صورها التى تكسبها معناها وإلا كانت مادة الحياة الجارية حادثات تتصاحب أو تتعاقب بلا معنى ولا مغزى. وعلى هذا فإنه يستمد صوره الثابتة من عالم علوى. (33)

كما أن الشاعر ينتقل من المرئى إلى المسموع إلى رحاب نفسه، ليجد هناك وراء ذلك المحسوس الجزئى المقيد بزمانه ومكانه، عالمًا من صور أيدية خالدة لا تقتصر على زمان بعينه ومكان بعينه. وهكذا يفعل العالم لولا أن العالم يستخلص تلك الصور هياكل من علاقات مجردة، وأما الشاعر فيقدمها عامرة بالمضمون والفحوى. فتصبح بالنسبة لوقائع الحياة الجارية بمثابة النموذج من تطبيقاته .. ومن هنا كان الشعر هو الذى يضفى على الحياة وقائع معناها .. فلئن قيل أن الشاعر الحق يصور الحياة، فليس التصوير المقصود هنا هو تصوير المرآة للواقف أمامها، بل هو تصوير المثال الثابت للجزئية الطارئة.(34) ولكن ألا يعيدنا هذا الرأى إلى نظرية المثل الأفلاطونية، وكذلك إلى نوع من المحاكاة، محاكاة المثل الأعلى؟ وأكثر من ذلك تلك اللغة العقادية الواضحة فى بداية الفقرة.
وعندما يسأل: فماذا نطلب من الشاعر؟ يجيب:
أنطالبه أن يتقصى بعقله حقائق الأشياء فى ذاتها ليصفها كما هى فى الواقع، مستقلة عن حواس الإنسان؟ إنه لو فعل كان بهذا الوصف الموضوعى أقرب إلى الفلاسفة والعلماء منه إلى أصحاب الفن والشعراء. أم نطالبه بأن يصف دنياه كما تقع فى نفسه، مهما تكن هذه الصورة الذاتية بعيدة عن الواقع؟ نعم، إنه ينبغى الشاعر فى رأى الناقد ألا يكترث بالأشياء فى ذاتها، بل واجبه أن يصوّرها بالنسبة إليه، ولعل هذا يعيدنا أيضًا إلى النظرية التعبيرية والتى تتعارض مع نظرية الخلق والتى نادى بها. ويتأكد ذلك أيضًا عندما يرى أن الشاعر والصوفى سواء، فأداة الإدراك لديهما هى "الذوق أو الحدس، أو الرؤية المباشرة التى تواجه الحق مواجهة لا تدع لصاحبها حاجة إلى إقامة البرهان، وأما المعين الذى يستقيان منه فهو الذات من باطن"(35) وهنا يؤكد أيضًا أن الشاعر إنما يقوم بـ (التعبير) عن انفعال، وخاصة إذا رجعنا إلى ما ذكره – "زكى نجيب محمود" – عن إرهاف حسّ الشاعر وقدرته الفائقة على نقل المؤثرات التى تقع على ذاته من الحادثات وترجمتها إلى لغة الشعر. بل يقع التناقض الحادّ بين أفكاره عندما يرى أن الشعر كائنة ما كانت صورته يجاوز حدود الشاعر إلى سواه، وبذلك تتحول اللغة التى يتعامل معها إلى لغة إشارة، إذْ يتضمن هذا أن تكون كلماته شحنة منقولة من طرف إلى طرف ؟ أى أنه ينقل انفعالاً، وبذلك يكون الشعر تعبيرًا، ولا يصمد أمام هذا الخلط القول بأنه ينقل حقيقة خالدة ندركها عن طريق موقف جزئى .. هذه الآراء التى تناقض أفكاره السابقة وتؤكد وقوعه تحت تأثير العقاد.
إن الموقف من الشعر والشاعر إنما يعيدنا هنا إلى نظريتى المحاكاة، والتعبير، ولا يمسّ من قريب أو بعيد نظرية الخلق، وإذا كان (المفكر) يتوجس من شئ، فإنما يتوجس من ربط الشاعر والشعر بالواقع، وإذا كان قد رفض التعبير – كتعبير عن انفعال -، سواء فى صلته بداخل الإنسان فحسب، أو فى جدل الداخل مع الخارج، أى الفنان مع الواقع الاجتماعى، وذلك عندنا صاغ نظرية الخلق، إلا أنه هنا يعود إليها، وبدلاً من أن يجعل الشعر، أو الفن عمومًا بلا معنى – كما سبق أن أوضحنا، وأنه قائم بذاته، وأن القصيدة ليست أداة تنقل المشاعر إلى القارئ، فإنه يعود ويرى أن الشاعر ينقل المشاعر، ويتغنى للناس جميعًا وينقل (الحقائق الخالدة؟!).

الشعر والأخلاق
يقول "زكى نجيب محمود":
"مادة الشعر ألفاظ مما تستخدمه أنت واستخدمه أنا فى قضاء شئون حياتنا، لكن لكل لفظ جانبين، فله الدلالة المنطقية التى يشير بها إلى الأشياء، وله كذلك الغزارة النفسية وعلى هذا الجانب النفسى يرتكز الشعر".(36)
أى أنه إذا كانت الكلمات تعتبر رموزًا لأشياء، أو دالا عليها فى جانب كان الجانب الآخر لها هو الذى يعنى الشعر – من وجهة نظره – ذلك الجانب غير المنطقى، وغير الدلالى، إنه فى ما تحمله الكلمة من شحنات نفسية وانفعالية يجعلها تعبر عن الذات الإنسانية بكل ما يعتمل فيها.
وليست كل ألفاظ اللغة فى الغزارة النفسية سواء، "بل منها ما لا يجرى مع تيار المشاعر إلا بأقل القليل، وعندئذ يقتصر على دلالته المنطقية وحدها، ولكن منها كذلك ما يعب عبًا من تيار المشاعر حتى لتصبح اللفظة كنبضة القلب. ومن هذا النوع الغزير بأغوار الوجدانية ينسج الشاعر شعره"(37). وهذا يعيدنا مرة أخرى إلى القول بلغة شعرية، ولغة غير ذلك، أى لغة منطقية أو علمية. ولعل هذا يقودنا إلى تفرقته بين العبارة العلمية والعبارة الشعرية إذ يرى أن العبارة العلمية لا يدخلها لبس ولا غموض، ولا يتعدد تفسيرها عند القارئين، بينما المثل الأعلى للقول الشعرى هو أن يحمل من المعانى ما لا حصر له إذا استطاع الشاعر ذلك، بحيث تتعدد زوايا الرؤيا عند مختلف السامعين أو القارئين. (38)
وبناءً على ذلك فإن مهمة الشاعر عنده هى أن "يظهر عبقرية اللغة العربية، وأن يخرج إلى الآذان سرّها"(39) ولذلك فإنه يرى أن دعاة شعر العامية إنما هم من العابثين. وهنا نراه فى جملة قصيرة. يلغى بجرة قلم، تراثًا وحاضرًا من الشعر الشفاهى والمكتوب من "ابن عروس" و"النديم" "وبيرم" و"فؤاد حداد" و"صلاح جاهين" و"الأبنودى"، و"سيد حجاب"، من أقطاب الشعر الشعبى والمكتوب باللهجة الدارجة (العامية). وهو بذلك يكون أميناً على المواقف العقادية التى تأثر بها بحكم أنه كان من بطانته. بالإضافة إلى أن هذا يؤكد على قوله بأن الشعر ليس وسيلة لأشياء أخرى، خاصة إذا علمنا أن شعر العامية، بلهجته، وقوته الشفاهية، هو الأكثر تأثيراً فى الجمهور ..
وإذا كان الشعر ليس وسيلة لغاية أسمى، وأن الأولوية للشعر ذاته ثم تأتى بقية الأغراض عوارض طارئة على الجوهر فهذا بدوره يؤكد أن الشعر لم يخلق ليخدم الأخلاق. وذلك اعتمادًا على أنّ القيمة الجمالية، وقيمة الخير هما بمثابة مجالين منفصلين، ومهمة كل منهما تختلف عن مهمة الأخرى.
وفى إطار توضيحه لهذه الفكرة – فكرة أن الشعر ليست مهمتّه أخلاقية – يقول: "لنأخذ فكرة من الأخلاق، وصورة من الشعر، كى نتبين الفارق بينهما، تقول الأخلاق – مثلاً – بوجوب التعاون بين الناس، فيكون الهدف من قولها هذا هو أن نصلح حياتنا العملية، بحيث ندخل فيها التعاون إذا لم يكن قائمًا، ويعطينا الشعر صورة الرجل الذى يطلق عليه اسم "هاملت" لا لكى نصلح شيئًا فى حياتنا، بل لنفهم تلك الحياة كلما صادفنا بين الناس رجلاً شبيهًا بـ "هاملت".(40)
وعلى ضوء ذلك فإن مهمة الأخلاق تكون الإرشاد إلى السلوك السليم، بينما مهمة الشعر هى جعلنا أكثر فهمًا للعالم – فى رأيه – فإن ظهر أى تأثير أخلاقى للشعر، فإنما يكون عارضًا وبشكل غير مقصود.
وفى محاولة تأكيد هذه الفكرة يعود بنا لآراء "الفارابى"، والتى ترى أن الفن ليس هادفًا بطبيعته، ولكن ذلك لا يمنع أن تأتى منه النتائج السلوكية التى نريدها. ويرى أنه "لا مناص من التفرقة الفاصلة بين مجال الشعر من ناحية، ومجال الأخلاق من ناحية أخرى، فلكل مجاله ومعياره. وإن الشعر ليظل شعرًا سواء رضيت عنه مبادئ الأخلاق أم لم ترض ما دام قد حقق لنا ما تقتضيه طبيعة فنه فلا فرق عند الفنان بين أن يصور الشاعر فضيلة أو أن يصور رذيلة، طالما هو قد أجاد فى الحالتين. إن دنيا الشعر ترحب "بأبى نواس" ترحيبها بـ "زهير" وإن "ملتون" بفردوسه المفقود لشاعر فى الجانب الإلهى من قصيدته كما هو شاعر فى جانب تصويره للشيطان. (41)
إن معيار الشعر الجيد لا علاقة له بموضوع الرذيلة أو الفضيلة، فالشعر الجيد هو الذى ينجح فى تصوير الفاضل كما ينجح فى تصوير الشرير، و"زهير بن أبى سلمى" و"أبو نواس" مستوعبان فى الشعر بصرف النظر عن أن أحدهما "أخلاقى" والآخر "ماجن" ونجاح الشاعر فى تصوير الشيطان نجاح لشعره، بنفس الدرجة التى ينجح فيها فى تصوير الإله (كما فعل ملتون فى الفردوس المفقود). فوسيلة الشعر وهى اللفظ، وهى هدفه الأول والأهم. ودوره ينحصر فى كيفية استخراج عبقرية اللفظ فى جرْس ونغم وقدرة على الإيحاء.
ويلتقى "زكى نجيب محمود" هنا مع "ريتشاردز" فى قوله إنّ الفن بصفة عامة والشعر بصفة خاصة يعنى ما يعنيه بالإيحاء لا بالتوجّه المباشر، فقد توحى إليك قصيدة شعر بما توحى، فى الأخلاق وفى غير الأخلاق، على أنها فى الوقت نفسه قد توحى لغيرك بمعنى آخر، دون أن يكون أحدكما حجة على الآخر، ومن هنا يجئ للشعر ثراؤه فى تنوع التأويل. (42) أما محاولة العثور على معنى واحد وحيد قصد إليه الشاعر فهذا ضرب من المحال. بل – وأقول أنا – إن هذا يعد إفقارًا للشعر وتبسيطًا لطبيعته.
والشعر يهتم بالدرجة الأولى بوسيلة أدائه، ذلك أننا لا نسأل ماذا قال الشاعر؟ بل كيف قال؟ والوسيلة – أى الألفاظ – هى فى الوقت نفسه غاية، ومن الإجحاف أن نطالب الشعر بالخروج عن طبيعته ليخدم شيئًا سواه. إن الشاعر الذى يقدم عظة، أو إرشادًا إنما ينفى عن نفسه كونه شاعرًا. فالشعر من أخص خصائصه أن يقف عند الجزئيات المفردة، من سلوك أو مرئيات أو غير ذلك مما يجئ إدراكه محددًا بحدود المكان والزمان. ولو أراد الشعر أن يكون رسالة أخلاقية ضاع منا الشعر والأخلاق معًا. كما يستشهد برأى "ليسنج" فى أن الشعر فعل. وإذا كانت الأخلاق تأمر، فإن الشعر يفسّر، والشعر كاشف عما استتر من لواعج النفس وخلجاتها لا يفرق فى ذلك بين خير وشرّ. إنه يكشف الغطاء عما لا تراه العين العابرة من طبائع الناس. ومهمة الشعر أن يغوص إلى الأعماق الخبيئة ليرى الرواسب عند القاع فيخرجها من حالة الشعور المبهم الغامض، إلى حالة التصوير الواضح، ليرى الإنسان نفسه كما هى. إن الشاعر يصور لك فردًا معيّنًا أو حالة شعورية خاصة من حب أو كراهية أو غضب أو رضا فهو يقدّم لك العام فى الخاص – وهذا هو موضع الإعجاز فى الشعر. وإذا كانت الأخلاق تنهانا عن الرذيلة وتحضنا على الفضيلة، فإن الشعر يفتح أعيننا على منابع الرذيلة والفضيلة معًا. (43)
وهكذا لكى يؤكد "زكى نجيب محمود" رأيه فإنه يستخدم كل الوسائل المتاحة لكى يؤكد على تباين مجالى الفن بصفة عامة والشعر بصفة خاصة، من جهة، والأخلاق من جهة أخرى مستعينًا فى ذلك بآراء "لاكون" و"ريتشاردز"، و"ليسنج" و"الفارابى" وغيرهم. بل إنه رغم اختلافه فيما سبق مع اتجاه "التعبير" فى الفن، نراه يستعين بمقولات هذه الاتجاه من بعض جوانبه ما دام هذا يساعد على دحض الرؤية الأخلاقية للفن. ولقد كان حديثه عن فصل الشعر عن الأخلاق بمثابة ردّ على الاتجاهات اللاهوتية والتقليدية التى تجعل من الشعر أداة ووسيلة أو وعاءً تصب فيه المفاهيم الأخلاقية والدينية ولكننا لوعدنا إلى فترة الخمسينيات والستينيات فإننا سوف نتأكد من أنه كان ردّ فعل تجاه الاتجاهات التى تنادى بالالتزام، وربط الفن والأدب بالسياسة والواقع الاجتماعى.
و"الشعر محايد، يصور لك العبقرى والأبله على حد سواء، فهو كالشمس تشرق على الكائنات بغير تمييز. (44) أى أن الشعر لا ينحاز فى تصويره للرذيلة أو للفضيلة، وإنما الشعر الحقّ هو الذى يقدم لك كل النماذج بشكل جيد ومقنع، لكى يمتع المتلقى، ويجعله يعيش مع الشعر ككائن حى.
ويرفض "زكى نجيب محمود" أن يكون الشعر تعبيرًا عن نفس صاحبه، إذْ يرى أن الشعر الغنائى فحسب هو الذى يعبر عن نفس صاحبه، أما ضروب الشعر الأخرى فلا شأن لها بنفس صاحبها، لأن نفس الشاعر الفرد ليس لها كل هذه الخطورة فى حياة الناس. ويقول ساخرًا: "إذا كان الشاعر يعبر عن نفسه هو فكيف أمكن للشاعر المسرحى – مثلاً – أن يسوق فى مسرحية واحدة حشدًا من الأنفس المتباينة. فأى هذه الأنفس تكون نفس الشاعر؟ فى أى الأشخاص الذين صوّرهم "شكسبير" يعبر الشاعر عن ذاته. (45)
رغم أن قوله بأن الشعر لا يعبر عن نفس صاحبه يتّسق مع قوله بنظرية الخلق، إلا أنه يتعارض مع آرائه التى كان – فى الصفحات السابقة من مقاله الذى نناقشه الآن – يسوقها فى محاولة الرد على أن الشعر مرتبط بالأخلاق، وحيث قلنا إنه يعود إلى القول "بالتعبير" وذلك عندما يجده ملاذًا لحل المشكلة، أو وسيلة أسهل فى الإقناع بفصل الشعر عن الأخلاق. وإلا كيف ينفصل الشعر تمامًا عن صاحبه فى حين يعبر عن أعماق النفس، وكيف يصور الشعر فردًا معيّناً، وحالة جزئية شعورية خاصة، وفى نفس الوقت دون أى دافع أو صلة تتصل بصاحبه؟ ما الذى يدفع الشاعر إلى الانفعال فى هذا الاتجاه دون ذاك؟ أما القول بأن الشاعر المسرحى لا يعبر عن نفسه عندما يصوغ مسرحية ما على أساس تعدد الشخصيات وتباينها، بافتراض أنه لو كان يعبر عن نفسه لكان عبر عن ذلك من خلال شخصية واحدة، لا شخصيات متعددة. وهذا قول مردود عليه، إذْ من قال بأنه لا توجد شخصية ضمن الشخصيات لا تعبر عن الشاعر بشكل قاطع .. إن الشاعر يمكن أن يعبر عن نفسه من خلال شخصية معينة، كما أنه من خلال الحوار والصراع بين الشخصيات يكون العمل الفنى متجهًا نحو مضمون معين أو مضامين معينة، من يقول بأن هذه المضامين لا صلة لها أبدًا بالشاعر إنما يدفعنا إلى طرح سؤال عن الدافع الذى دفع الشاعر إلى التأليف المسرحى، هل هو مجرد خلق الشخصيات وجعلها تتصارع؟ أم أن هناك شيئًا، قد لا يكون مباشرًا وواضحًا بشكل كاف، هو الذى جعله يصوغ عمله بهذه الصورة. إن عملية الإبداع ليست معلقة فى فراغ، وليست ضربًا من السحر، إنها خلق لعالم حىّ. هذا العالم الحىّ بالضرورة ذو صلة ما بالعالم الواقعى، بالعالم خارج الإنسان، وداخل الإنسان، وإن كان ليس صورة أو نسخة بسيطة منه لأنه لو كان كذلك، ما كانت هناك أهمية لوجوده، وانتفتْ صفة الإبداع عنه.
وفى حديثه عن الثقافة والإعلام(46) يرى أن الأصح أن تكون الخامة الفكرية وليدة ملاحظة الأديب لما يدور حوله ومع هذا الذى يلاحظه بنفسه، ويرفض وجود توجيه عام، من أى جهة، لميادين الخلق الأدبى والفنى وإلا فمن الذى وجه "توفيق الحكيم" نحو مضمون "عودة الروح" و"أهل الكهف"، ومن الذى وجه "نجيب محفوظ" فى (ميرامار) و(ثرثرة فوق النيل)؟ من الذى وجه "محمود حسن اسماعيل" بمادة شعره، ومن الذى طلب من "صلاح عبد الصبور" أن يكتب عن (الحلاج)؟ فليس لأى جهة أن توجه الكاتب إلى مضمون معين، كما أن الكاتب ليس من شأنه أن يقدم للناس أحكامًا عامة عن سلوكهم .. إنه أشبه بالكيماوى يقوم بتحليل المجتمع وأخلاقياته، والأحداث فى عرض الأديب لها وسبكه إياها هى التى تنبئ عن نفسها، دون أن ترد فى السياق نفسه عبارة إرشادية واحدة. وحسبنا نحن القراء أو المشاهدين أن نخرج بانطباع الساخط أو الثائر، إذا كان المعروض أمامنا حقيقياً بالسخط والثورة منا وليس فى وسعنا أن نحدّد للأديب الخلاّق طريقة تحليله وعرضه لما تناوله هو بالعرض والتحليل، ومن يدرى؟ لعله أن يحقق فضيلة العفة التى نريدها عن طريق العرى السافر للأجساد، إذا كان هذا العرى مدعاة للتقزز والنفور، وكثيرًا ما يحدث، إنه لم يكن فجورًا من رجال الفن حين نحتوا ما نحتوه، أو رسموا ما رسموه من أجساد عارية. ولم يكن فجورًا من أديب مثل "د. هـ. لورانس" حين كتب ما كتب من أدب مكشوف ليدعو به الناس إلى حياة طبيعية أرادها لهم مَنْ خلقهم بشرًا فيهم طبيعة البشر، كلا ولا هو من قبيل الفجور ما يعرض على مسارح أوروبا من صور الانحلال والعبث، لأن حياة هذا العصر التى تهتكت إذا لم تعرض على هذا النحو فكيف تعرض؟ أنضع المرآة أمام القرد لنرى غادة حسناء. إذا كان هدفنا الأخلاق أو السياسة فلنقصد إلى الأخلاق والسياسة مباشرة.
وهكذا يقف "زكى نجيب محمود" فى مواجهة الاتجاهات اللاهوتية التى تربط بين الأدب والأخلاق، وكذلك فى مواجهة الذين لم يروا الفن بوضعه الطبيعى بل رأوه مجرد وسيلة لشئ آخر.
وإذا كان الفنان، الشاعر أو الأديب ليس داعية للأخلاق، وليس موجهًا من أحد بل هو ينطلق من قناعاته ومفاهيمه الخاصة، وليس أداة دعاية لاتجاه سياسى محدد. فما هو موقفه تجاه الواقع.؟ إنه لا يرشدنا إلى سلوك، ولكنه قد يوحى بهذا السلوك، إنه لا يطلب الثورة والغضب، ولكنه قد يثير الثورة والغضب إنه قد يهدف إلى تعديل النظام القائم، ولكنه – من وجهة نظر "زكى نجيب محمود" كمفكر مسالم – لابد له من احترام القوانين، واحترام النظام القائم حتى يتم تعديله أو تغييره عن طريق الإقناع والاقتناع(47) مقتديا فى ذلك بموقف "سقراط" الذى تجرع السمّ حتى لا يخالف القوانين التى لا يوافق عليها. إنه هنا يفصل أيضًا فصلاً حادًّا بين دور الفنان والثورى. جاعلاً الثورى هو السياسى فحسب، وإن "زكى نجيب محمود" الذى يكرر فى العديد من مقالاته بعده عن السياسة رغم أن هذا الموقف السلبى هو بالضرورة موقف سياسى، يبدو كمفكر مسالم يفكر فى هدوء بعيدًا عن المواقف الفاصلة والتى تفرضها ضرورة كون إنسان ما ثوريًا.

موقف من الشعر الحر
يقول "زكى نجيب محمود":
"لقد كان محالاً أن يتغير الجو الثقافى فى العالم كله كل هذا التغيير الذى طرأ عليه فى القرن العشرين بصفة عامة، وفى العشرات الأخيرة من السنين من هذا القرن بوجه خاص دون أن يجد ذلك صداه فيما يقوله كل متكلم مثقف، لا فرق بين شاعر وناثر. ذلك أن عوامل كثيرة، وفى مقدمتها الوثبة العلمية فى المائة والخمسين عامًا الأخيرة، وهى وثبة غيرت من وجه الحياة ما لم تستطع أن تغيره آلاف الأعوام قبل ذلك".(48)
لقد كان للتقدم العلمى أثره الكبير على تغيير وتطوير أدوات الإنتاج مما أدى إلى تغير فى طبيعة العلاقات الإنتاجية وإلى التغير فى طبيعة العلاقات الطبقية فى المجتمع، الأمر الذى جعل الفنان يعيش نمطًا من العلاقات، ومن الحياة يختلف عما كان سائدًا من قبل، وبالتالى كانت هناك ضرورة بأن تتغير لغة الخطاب، أى يتأثر الفن والأدب بما حدث. وذلك لأن الفنان إنسان يعيش فى مجتمع، ويتأثر به ويؤثر فيه. هذا وإن كان (مفكرنا) يحاول جاهدًا عدم الإشارة إلى التغيرات الاجتماعية – رغم أنها جوهرية فى علاقتها بالفنان – فإن ذلك كان فى إطار محاولة اتساقه مع منطقه الخاص، والذى يفصل الفنان عن مجتمعه، وإن كان هنا لم يستطع قطع الأواصر نهائيًا بين الفنان أو الشاعر وعصره ومجتمعه مهما كانت اللغة التى يتحدث بها حيادية.
ويرى "زكى نجيب محمود" أن الشعراء المحدثين، قد وفّقوا فى القبض على حقيقة الشعور الإنسانى اليوم بإزاء الدنيا المعاصرة وأحداثها وضواغطها وكوارثها، كما وفقوا فى تجسيد كثير من القيم الشعرية التى أجمع عليها البصيرون بأسرار فن الشعر، كالوحدة العضوية بكل معناها، وكالتعبير بالصور تعبيرًا غير مباشر عما يراد الإيحاء به من المعانى دون التصريح الوعظى المباشر السخيف، وتشخيص الحقائق الكونية العامة فى خبرات نفسية جزئية محدّدة، هى الخبرات التى تمرّ بتجربة الشاعر نفسه دون ملق أو كذب أو رياء، وإنها لصفات كانت تنقص عددًا كبيرًا ممن كانوا ينظمون الشعر على منوال التقليد.
لقد قبض الشعراء الجدد أمثال "عبد الصبور"، و "حجازى" و"السياب"، وغيرهم على حقيقة الشعور الإنسانى، وكانوا أكثر قدرة على التعبير عما يجيش فى نفس الشاعر على عكس التقليديين الذين لم يوفقوا فى ذلك.
ولكن الناقد الكبير يستدرك، لينزع هذه الميزة من الشعراء الجدد (المحدثين) فيرى – بعد قوله بصدقهم فى الأسطر السابقة – أن منهم الصادق ومنهم الكاذب فى تعبيره عن تجربته الحيّة، كما أن من التقليديين من صدقوا فى التعبير، ومن قلدوا أو كذبوا، وبذلك – رغم كل ما قيل سابقًا – يستوى القديم والجديد، فليس الأمر أمر محدث وتقليدى، ولكنه أمر شاعر صادق وشاعر كاذب. مع أننا نرى أن مقولة الصدق والكذب فى الشعر لا طائل من ورائها، ذلك لأنه لا وجود لمعيار محدد لقياس ذلك. كما أنه لا وجود لصدق مطلق، وكذب مطلق. وكذلك لم يشر "الناقد" إلى نوع الصدق، هل هو الصدق الفنى، أم الصدق المطابق لمنطق الحياة، كما سبق أن أوضحنا ذلك فى موضع سابق.
وبعد أن يكون قد قدم، ما رآه، إشادة بالشعر الحرّ، نجده يتقدم ليحدّد – من وجهة نظره – نواقص هذا الشعر. إذْ يقول: "فكثيرًا ما يوغلون فى الإيحائية إلى حدّ الغموض المغلق الذى لا يوحى بشئ على الإطلاق، وكثيرًا ما يسرفون فى التشاؤم واليأس إلى حدّ الإغراق الذى لا يصدقه أحد. فلا ترى عندهم إلا الخراب والموت والفساد والوحل والحطام والعفن والانهيار والمرض والشلل والضياع والبيوت المهجورة، فهل هذا السواد القائم كله هو ما نحسّه حقًا فى حياتنا المعاصرة، لاسيما حياتنا نحن العرب، وهى الحياة التى تشيع الأمل فى أنفس الناس جميعًا، فهى إن كانت حياة كسيحة اليوم فلنا كل الأمل فى أن تستقيم وتنشط غدًا"(50).
إن هذا النقد هو أكثر أنواع النقد شيوعًا من أعداء مدرسة الشعر الحرّ، خاصة لو أننا قرأنا شعر تلك الفترة – منذ بداية هذا النوع من الشعر، حتى الستينيات – لوجدنا أنه لم يكن ممتلئًا بالغموض، والإيغال فى الإيحائية، بل كان أبسط كثيرًا من الشعر فى السنوات التى تلت، وكل ما حدث هو كونه شعرًا جديدًا على الذائقة الجمالية التى تدربت على الشعر التقليدى. وهنا يجدر بنا أن نفرق بين الغموض والعمق، وقد يكون استغلاق هذا الشعر على "ناقدنا" بسبب دخول الأسطورة والتضمين، والتناص، والرمز، وغيرها مما انتشر فى الشعر الحر، ويحتاج إلى تأنّ فى قراءة القصيدة. والإحاطة بأمور شتى خارج نطاق العمل الفنى حتى يمكن استجلاء مكنونه. ويمكن الإشارة هنا إلى "الأرض الخراب" للشاعر ت. س. إليوت. أو شعر "صلاح عبد الصبور" خاصة فى ديوانه "أحلام الفارس القديم" أو أنشودة المطر "للسياب" وغيرهم.
ويرى "زكى نجيب محمود" أن هؤلاء الشعراء لم يقعوا فحسب فى هذا الغموض المعيب، والكذب!! على أنفسهم وعلينا، بل هناك ما هو أسوأ فى تقديره، وهو ضعف البناء اللفظى. والشعر هو قبل كل شئ – فى رأيه – (فن لفظى يستخدم الألفاظ لذواتها قبل أن يستخدمها لما تعنيه!). ولكن كيف كان شعرهم معيبًا من ناحية البناء اللفظى؟ يستدل على ذلك عن طريق كون هؤلاء الشعراء لا يحفظون شعرهم، ولكن هل هذه حقيقة عامة لدى كل الشعراء. نحسب أن "داعية الوضعية المنطقية" لم يوفق فى هذا التعميم الذى لا أساس له، كما أنه لا علاقة له بالموضوع المراد مناقشته. إنه إذْ يؤكد على شرط الصياغة الشكلية فإنه هنا يقف ضد الشكل الجديد، والذى تحكمه قواعد تختلف عن الشكل القديم، بل إن متغيرات شتى ظهرت نتيجة لتغيرات الواقع والتفاعل بين هذا الواقع وبين الشعر الحرّ.
لقد تغيرت الحياة وتغير الشعر أيضًا، ولكن هل يكون التغير فى المضمون أم فى الشكل، أم تغيرّاً شاملاً؟ وهل ينفصل المضمون عن الشكل؟ إن ناقدنا الذى يرى أن العالم قد تغير فى بداية مقاله "نظرة محايدة إلى قضية الشعر الجديد" ويرى ضرورة تغير الشعر بناءً على ذلك، يعود فيرفض أى تغير أو تطور فى الشعر، شكلاً أو مضمونًا، بل يقف به عند اللفظ، وعند الرؤية التقليدية للشعر. لماذا؟ لأنه رغم التعلق بالتقدم العلمى، لا يريد أن يكون هذا التغير (سببًا، ونتيجة أيضًا وموازيًا) للتغيرات فى المجتمع وفى الفن. وإنه رغم امتداحه لما وقف عليه (الشعراء الجدد) من القبض على حقيقة الشعور الإنسانى اليوم بإزاء الدنيا المعاصرة.. إلخ، فإنه يرى ضرورة فصل الشعر عن الشاعر، وعن الحياة فى الصفحات التالية، وهنا تتحول الميزة إلى عيب، وذلك لأن ما قاله سابقًا لو سار فى طريقه الصحيح، فإنه بالضرورة سوف يربط الشاعر بواقعه، ويجعل له دورًا فى الحياة، وهذا ينسف الرأى التقليدى المعادى للشعر الحرّ، والذى يفصله فصلاً تامًا عن الواقع، ويجعل مهمته مجرد (الحفاظ!) على اللغة العربية وأى حفاظ!: كما أن هذه النظرة ليست نظرة محايدة للشعر الحر، بل هى نظرة مضادة له، ويبدو واضحًا أثر الاتجاهات التقليدية للجنة الشعر – آنذاك – بين ثناياها.
وفى إطار الهجوم على الشعر الحر يكتب تحت عنوان: "التجديد فى الشعر الحديث" مرتكزًا على التحليل اللغوى لمعانى الألفاظ، ينفى أن يكون فى الشعر – أى شعر تجديد – وذلك بقوله أن التجديد يعنى زوال القديم، كأن – فى رأيه – أن ظهور "المتنبى" يستلزم أن يزول "أمرؤ القيس"، مؤكدًا أن شأن الشعر كشأن سائر الفنون كلها "يجئ الجديد ليضاف إلى القديم إضافة الشقيق إلى شقيقه فى الأسرة الواحدة".(51)
ولكن رغم عدم انطباق مثال "المتنبى" و"أمرئ القيس" على ما يحدث فى الشعر الحر، إلا أن الشعر فى هذا العصر بالضرورة يختلف عنه فى العصر الجاهلى، ذلك لأن الحياة بكل ما فيها قد تغيّرت، بل ما حدث هو بمثابة انقلاب. ولا نظن أن الشاعر مطالب بالتزام نفس الشكل أو المضمون السابقين، كما أن استمتاعنا بالشعر القديم أو الفن القديم لا يعنى أبديته أو استمراره والسير على منواله، بل يعنى أن ذلك الشعر كان تعبيرًا عبقريًا عن الحياة فى عصره: وليس هناك ما يبرر تقليده، بل انسجامًا مع هذا الموقف تكون ضرورة الثورة عليه.
وبعد مناقشة طويلة ومقارنة بين بعض الأسماء الشعرية التى تمثل أنماطًا مختلفة من الصياغة الشكلية، والرؤية، فى محاولة للفصل فى أمر ما هو الجديد فى الشعر الجديد؟ يصل "زكى نجيب محمود" إلى القول: "على كل حال إننى أصرّح بأننى عاجز عن رؤية المميز الشعورى الذى من أجله كان الجديد المزعوم فى الشعر جديدًا. (52) ومن ثم يستدرك قائلاً: "لكن الذى لا تخطئه العين هو الاختلاف فى الشكل، فى القالب، فى الإطار .. فالجديد يتخفف من الالتزام الشكلى، فهو إن حافظ على شئ من الوزن، فهو لا يريد أن يلتزم القافية، فمهما يقل الشعراء الجدد، ومهما يقسموا بالله العظيم.. أنهم ينظمون شعرًا موزونًا، فلا أظنهم ينكرون أن مدى التزامهم أقل من مدى التزام الشاعر الذى يحافظ على عمود الشعر الموروث"(53) .. ويرى أنه إذا كان التخفف هو السمة المميزة، فإن ما يسمى بالجديد هو محاولة أريد بها أن تكون شعرًا لكنها لم تبلغ أن تحقق لنفسها ما أرادت، والفرق عندئذ لا يكون فرقًا بين شعر جديد، وشعر قديم، بل يصبح الفرق فرقًا بين الشعر وما ليس بشعر على الإطلاق، لأنّ الذى يميّز الفن فى شتى صنوفه هو "الشكل" الذى صبّ فيه موضوع ما، ولو انهار الشكل لم يعد الفن فنًا، حتى وإن بقى الموضوع كله بحذافيره لم ينقص شيئًا، هذه مسلمة يستحيل بغيرها أن نمضى فى المناقشة خطوة واحدة، وليس الشعر بدعًا بين هذه الفنون. (54)
إن الفرق بين النمطين من الشعر هو – فى رأيه – فرق فى الشكل، ولكنه لا يرى فى الشعر الحر شعرًا لأنه – على حد تعبيره – تخفف من الالتزام (بالموروث) الذى يحافظ عليه الشعر التقليدى. وإن الشكل هو جوهر الشعر. ولكن أى شكل؛ إنه الشكل الموروث. والشعر الحر أليس له شكل هو الآخر؟ إنه فى رأيه بلا شكل!! وقد خرج عن دائرة الشعر لأنه (إذا انهار الشكل لم يعد الفن فنًا)!!.
إن المعضلة إذن تكمن فى عدم الرغبة فى أن نسمى ما يصب فيه الشعر الحر (شكلاً)، وذلك اتساقًا مع الرؤية الشكلية – ولكنها الرؤية الضاربة بجذورها فى التقليدية، هى التى تجعل المفكر الكبير. يرفض هذا الشعر على أسس غير حقيقية وغير منطقية. فمعروف أن الشعر الحر له (شكل)، ويستحيل أن يكون بغير ذلك، وقد درس هذا الشكل كثيرًا فى النصف الثانى من القرن العشرين، وكان له من المنظرين من قدّم دراسات عميقة حول ذلك وقد دارت معارك ضارية بين النقاد فى هذا الشأن ولكن أن يثبت مفهوم الشكل فى الشعر عند نقطة ثابتة تتعلق بالموروث!! وهل كان هذا الموروث ثابتًا دائمًا ولم يداخله التطور، وما موقع ما قامت به الموشحات الأندلسية، ومدارس المهجر وأبوللّو – وغيرها، والتى كانت مقدمات للتغيير الجذرى الذى حدث فى مدرسة الشعر الحر .. وإذا كان "زكى نجيب محمود" يرى أنه من المستحيل علينا أن نقول عن قصيدة أنها حققت شكلاً ما فى ترتيب كلماتها، إلا إذا كان فى وسعنا أن نستخرج (قاعدة) يمكن وصفها للآخرين، بحيث إذا أراد واحد من هؤلاء الآخرين أن يسير على القاعدة نفسها استطاع ذلك".(55)
إن الرد الذى قال به الشعراء الجدد هو أن التفعيلة هى وحدة الوزن ولكن هذا الرد لا يشفى غليل ناقدنا ويرى أن الشعر التقليدى أيضًا يكرر التفعيلة الواحدة. ولكن الذى لم يشأ أن يذكره هو أن التفعيلة فى الشعر التقليدى تتكرر وفق عدد محدد فى كل شطر لا يزيد ولا ينقص فى البحر الواحد، أما فى الشعر الحر فإنها تتكرر وفق إيقاع داخلى نفسى يمليه موضوع القصيدة ومجالها الانفعالى. والجدير بالذكر أيضًا أن تطوّرًا كبيرًا حدث فى شكل القصيدة – وقد عاصره "زكى نجيب محمود" – ولم يقف الأمر عند مجرد تغير عدد التفعيلات فى القصيدة، فقد ظهر التدوير، وجاء استعمال التكرار، والحذف، والتضمين من نص آخر بما يمثله هذا النص من تباين فى الإيقاع وما يحدثه من صدمة لدى المتلقى – هذا عدا وظائف التضمين الأخرى. (56) كما أن القول بأن دور الناقد أو المنظر الجمالى هو استخراج قاعدة لأى نوع من أنواع الفن لكى يسير على هداها من يريد أن يكون فنانًا، فهذا منطق معكوس، ذلك أن الفنان هو الذى يبدع، والناقد يأتى دوره فيما بعد، والقاعدة المستخرجة ليست ملزمة إلزاما مبرمًا لمن يأتى، بل الأصح هو أن يأتى فنان آخر (أو شاعر آخر) ويغير، ويطورّ، وأحيانًا يدمّر هذه القاعدة، وذلك لكى يبدع جديدًا. أما ما يراه (ناقدنا) فإنه يعنى أن يكون الفن عمومًا (والشعر خاصة) يسير على قاعدة واحدة من الأزل إلى الأبد. بل وأى فن جديد لا تنطبق عليه القاعدة لا يكون فنًا، لأنه فقد شكله (الشكل التقليدى)، وهذا لا يقف ضد الإبداع وحسب، بل يعيدنا إلى النظريات التقليدية والتى لا ترى فى الإمكان أبدع مما كان.
يقول زكى نجيب محمود:
"جوهر الفن كائنا ما كان موضوعه – والأدب جزء من الفن بمعناه الأوسع – هو الشكل الذى أقامه الفنان إطارًا يبث فيه المضمون الخِبْرى (من الخبرة) الذى أراد أن يجسّده للعين أو الأذن. والشكل أو الصورة (Form) تبعًا لذلك هو – أو ينبغى أن يكون – موضع النظر بالدرجة الأولى عند الناقد .. ليس المراد بداهة أن تعرض على الناس أشكالاً خالية، بل لابد لهذه الأشكال أن تجئ مترعة بالمحتوى. لكن هذا المحتوى نفسه قد نعرضه سائبًا لا تضمه "صورة" فيظل معناه قائمًا، لكن لا يعود الفن عندئذ هو وسيلة نقل المعنى .. فكما أن الشكل وحده لا يكون شعرًا، فكذلك المضمون الحياتى وحده، متحللاً من قالب الشكل لا يكون شعرًا كذلك. (57)
أى أن الشكل هو الجوهر، وإن كان لابد أن يكون هذا الشكل ممتلئًا بمحتوى إلا أنه هو الذى "يجعل الفن فنًا".(58)
ومع اهتمامه الواضح بالشكل فى الشعر، ورأيه – والذى سبق لنا مناقشته – عن عدم إنباء الشعر بشئ ما، وأن الشعر فنّ لفظى، إلا أنه يرى فى دراسته للشعراء (الشابى، والتيجانى، والهمشرى) أنهم أصحاب رسالة وهم لا يكفيهم أن يكشفوا عن السّر غطاءه، بل "يضطلعون بعبء المنذر أو البشير، لذلك تراهم يثورون علانية على حاضرهم الكريه، ويستنهضون الهمم إلى المستقبل المأمول، وأمثال هؤلاء الشعراء من أصحاب الرسالات الهادية، هم الذين نشبههم بقابس النار من السماء ليهتدى بها الناس ها هنا على الأرض".(59)
وإذا كان هؤلاء الشعراء من أصحاب الرسالات فإن ذلك قد استتبع أن يجئ شعرهم ابتداعى الطابع.. والشاعر هنا ينسج آنًا بعد آن عالمًا من محض خياله يعيش فيه. وبذلك فهم من أصحاب الشعر الجديد فى رأيه، ولكن بأى معنى. كما يقول: "لا بمعنى التخريب والتحطيم وإشاعة الفوضى، بل بالمعنى الوحيد الذى يجوز قبوله فى كل فنّ جديد، وهو المعنى الذى تجرى على سنته الطبيعة فى خلقها كل جديد"(60) وبعد أن يقدّم برهانه من التغيرات التى تحدث فى الطبيعة متناسيًا أن الطبيعة إنما تقوم بتكرار الفصول الأربعة بشكل آلى لا تغيير ولا تجديد فيه، وهذا عكس الإبداع الذى رآه فى (نظرية الخلق (إبداعًا على غير مثال) ويصل التناقض إلى نهايته عندما يستشهد بنصّ "للشابى" يقول عنه:
"ولكن هناك نزعة غريبة يدين بها بعض الناس ممن يحملون التجديد على غير محمله، ويفهمونه على غير المراد منه. فهم يحسبون التجديد أن يأتى الشاعر فى أسلوبه ومعناه بما لا عين رأتْ ولا أذن سمعتْ، ولا خطر على قلب بشر، وأن يخلق آثاره من عدم. ويأتى بها غير مسبوقة بصورة أو مثال، وهى فكرة غريبة لا نفهم كيف يستطيع اعتقادها فريق من الناس ولكننا نسوق إليهم هاته الكلمة الصغيرة: إن الحياة نفسها ليست إلا الحرية ترسف فى القيود، وسلسلة يتّصل فيها الطريف بالتليد ..". (61)
الإبداع هو أن يقدم الفنان شيئًا جديدًا، على غير مثال، والإبداع تعبير عن الامتلاء بالحرية وامتلاكها، وكون الحياة لا تمنحنا هذه الحرية فهذا ما يبرر البحث عنها فى الفن. إن النصّ السابق إنما جاء كرد عنيف على الشعراء الجدد، بل وكان فى سياق هجوم على ما كتبه "لويس عوض" فى مقدمة "بلوتولاند"، إذ يقول "زكى نجيب محمود" وإنى لأعجب أن تكون الحقيقة ناصعة فى الأعين صارخة فى الآذان ثم لا يراها ولا يسمعها – لا أقول من لا يستطيع رؤيتها وسمعها – بل من لا يريد لها سمعًا ولا رؤية، وإلا فكيف جاز لناقد معاصر أن يكتب ذات يوم تحت عنوان "حطموا عمود الشعر" فيقول ما نصّه إن الشعر العربى قد مات وإن من يشكّ فى هذه الحقيقة – أى والله هكذا أسماها حقيقة – فليقرأ "جبران" و"ناجى" وأمثالهما، ثم يقول: أما شعائر الدفن فقد قام بها "أبو القاسم الشابى" ضمن آخرين .. هكذا يقول الناقد الذى لا يريد أن يرى أو يسمع"(62) ثم يأتى "زكى نجيب محمود" بالنص الذى ذكرناه – سابقًا – ليكون ردّا على التجديد .
لقد كان "لويس عوض" يشير إلى "أن الشعر العربى قد مات بموت "شوقى" عام 1932 كما يقول .. وحقيقة الحال أن عمود الشعر لم ينكسر فى جيلنا، وإنما انكسر فى القرن العاشر الميلادى: كسره الأندلسيون"(63)، وقد كان رأى "لويس عوض" هو محاولة لتحريك الواقع الشعرى الراكد، وكان رأيه حلقة ضمن الحلقات التى نقلت الشعر إلى واقع يختلف تمامًا عن الشعر منذ الجاهلية حتى ذلك الحين.
وفى إطار نقد زكى نجيب محمود لديوان "أغانى مهيار الدمشقى"(64) "لأدونيس" نجده يقول: ومن أول الديوان إلى آخره، تصادفك الصور الشعرية المبتكرة والأصيلة، وأن القارئ ليصادف فى هذا الديوان صورًا غريبة، لكنها موحية، فقد يصف الصوت باللون "جرس أخضر" والصاعقة الخضراء. كما أن الشاعر يستخدم اللغة لا لتعنى شيئًا غير اللفظ، بل "لتوحى" إنه خير مثال للشاعر الذى ينقلك من عالم الصحْو إلى عالم الأحلام، إذ تراه يشيع فى قصائده جو الأحلام ورموزها، فلئن كانت اللغة ذات المعانى المحدّدة صالحة لمنافع الحياة اليومية وللتقارير العلمية، فليست هى اللغة الصالحة للشعر، فالشاعر "ملك والحلم له قصر" ثم يصل فى نهاية المقال إلى القول: "أما بعد فبأى معيار نقيس الشاعر؟ أنقيسه بمقدار ما يوحى لنا بروح يريد لها أن تملأ النفوس؟ إذن فهو شاعر، أم نقيسه بمدى توفيقه فى نحت الصور الجديدة المبتكرة، ومدى قدرته فى استخدام اللغة استخدامًا جديدًا .. إذن فهو شاعر، أم نقيسه بمقدار ما يرتبط بروح عصره إما قبولاً أو رفضًا، إذن فهو شاعر".(65)
وهكذا نجده يتخذ موقفًا إيجابيًا من شعر "أدونيس" الذى يهتم باللفظ، وبما يوحى، ويقدم صورًا بديعة مبتكرة، وينقلك من الصحو إلى الأحلام .. وهو شاعر رافض "خريطتى أرض بلا خالق .. والرفض إنجيلى" ولكن "زكى نجيب محمود" يستدرك بعد أن كال "لأدونيس" المديح كى يقول أن الحيرة فالحيرة تستبد به، فلا يصبح سبيل الرأى واضح المعالم حين ينظر إلى هذا الشعر الملغز الرامز الموحى بعد أن تكون قد مرّت عليه القرون تلو القرون .. فيسأل: أتظل عندئذ له قوته وعمق أثره، حين لا يكون حول الناس ما يضئ لهم الإلغاز وذلك الرمز؟ وهل يقف الناس موقف التعاطف مع شعر "أدونيس" بعد ألف وخمسمائة عام .. هنا يجيب ناقدنا بأنه "لا يدرى". وهكذا مرّة أخرى يظهر العداء الخفى فى مواجهة الشعر الحرّ. إنه لا يستطيع رفضه ولكنه كان فى أعماقه متشربًا روح التقليد والشكلية، التى تحول بينه وبين الشعر الحرّ – خاصة إذا علمنا أنه كان أحد أعضاء لجنة الشعر التى يرأسها العقاد، والتى كانت تحيل قصائد الشعر الحر إلى لجنة النثر.
إذا كان "زكى نجيب محمود" قد وقف موقفا إيجابيا من "أدونيس" إلى حد كبير، لولا هذا الاستدراك الأخير الذى شابه، والذى جاء نتيجة لموقفه العام من الشعر الحر، فإن موقفه من كل من "صلاح عبد الصبور"، و"أحمد عبد المعطى حجازى" كان عنيفًا وواضحًا. فنجده يقدم موقفه من قضية الشعر الحر (الحديث) من خلال رأيه فى شعر "حجازى" قائلاً: "القضية التى أكتب من أجلها الآن هى قضية الشعر الحديث كله. وإن تكن ركيزة القول قصيدة بعينها لشاعر بعينه. أما القصيدة فهى التى جعلت من عنوانها عنوانًا لهذا المقال، وأما الشاعر فهو الأستاذ "أحمد عبد المعطى حجازى" فى ديوانه (مدينة بلا قلب) (65). وهنا نراه يحاول البرهنة على موقفه من الشعر الحر من خلال قصيدة واحدة، وهذا أمر لا يقرّه منطقه هو نفسه، وقد تكرر ذلك فى مقاله: "ما هكذا الناس فى بلادى" والذى جعل القصيدة تعبيرًا عن الديوان، وعن الشعر الحر، ولم يلق نظرة عامة أو اهتمامًا بأى قصيدة أخرى.
ونقده الموجه إلى الشعر الحر فى الديوانين (ديوان صلاح عبد الصبور – الناس فى بلادى، وديوان حجازى – مدينة بلا قلب) أن الشاعرين لم يلتزما من موروث قواعد النظم إلا أهونها لكى يكونّ شعرهما شعرًا حديثًا. ولكنه مع "صلاح عبد الصبور" يقول لو أن الشاعر نوقش فى التزامه بالموروث لكان ذلك غبنا عليه لأنه يكون خارج حصنه، وبذلك فإن "زكى نجيب محمود" يرى أن يحلل القصيدة المنقودة من حيث المضمون. وقد رأى "صلاح عبد الصبور" فى ردّه على "زكى نجيب محمود" أن ما قام به ليس إلا منهجًا (مفقرًا) فهو "يحلو له أن يسميه (أى المنهج) بالمنهج التحليلى فى مواجهة المنهج التركيبى الذى يتبعه بعض الدارسين، وانسجامًا منه مع مذهبه المنطقى، ولكنى أضنّ على الدكتور بهذه التسمية لمنهجه، لأن التحليل فى المنطق غير التحليل فى الأدب، فالتحليل فى الأدب تحليل لغوى أولاً، ثم أسلوبى ثانيًا، وليس هو تحليل للمعانى والمعطيات التى يهبها كل بيت لقارئه وحده، ودون ارتباط مع الأبيات الأخرى. ومما هو جدير بالذكر هنا، هو أن تحليل المعانى، أو شرح القصيدة بهذه الطريقة – ومع التعسف فى فرض بعض الأفكار عليها – ينافى الطريقة التى يدعو إليها "زكى نجيب محمود"، وهى التحليل الجمالى الذى ينصّب على الشكل، وهو نفس الموقف الذى كررّه عندما أراد أن يؤكد أن وسيلة الشعر هى اللفظ وهدفه الأول، فذكر رأى "الخنساء" فى بيت من الشعر لحسان بن ثابت: (68)
لنا الجفنات الغرّ يلمعن بالضحى وأسيافـنا يقطرن من نجدة دمًا
وكان رأى الخنساء يتعلق بالمعانى الدالة عليها الألفاظ، فكان الطريق الذى يسلكه عكس الاتجاه المراد.
وبعد أن يحلل قصيدة "صلاح عبد الصبور" يصل إلى النهاية التى يقول فيها: "هذا هو شعور الشاعر إزاء الناس فى بلاده، لكن ما هكذا الناس فى بلادى، فإذا كان الشاعر قد باع القالب الشعرى ابتغاء مضمون، فقد ضيع علينا القالب والمضمون معًا".(69)
وينهى "زكى نجيب محمود" مقاله عن قصيدة حجازى بقوله:
"أما بعد فواخسارتاه هذه الطاقة الشعرية أن تنسكب هكذا كما ينسكب السائل على الأرض فينداح، وتسيل أطرافه هنا وهناك، دون أن يجد القالب الذى يضمه بجدرانه، فيصونه إلى الأجيال الآتية ليقول الناس عندئذ كان هناك شاعر شاب تكلم عن ذات نفسه فجاءت عباراته تعبيرًا عن قومه وعن عصره".(70)
لقد كان القالب الموروث هو الفيصل فى رأى "زكى نجيب محمود" ولقد ردّ على هذا الرأى "صلاح عبد الصبور" عندما كتب فى مقاله ما هكذا يكون النقد فقال "ويقول الناقد: إننى لم أتبع من قواعد الشعر إلا التفعيلة الواحدة، ولنسأله ما هى قواعد الشعر فى نظره، هل هى التناول الشعرى والتعبير بالصورة؟ هل هى عمق الإحساس وتجسّد الأفكار؟ .. لا – لكن قواعد الشعر عند الدكتور كما يتضح من كلامه هى الوزن والقافية فحسب".(71) وإنه – أى الشاعر – لم يضيع القالب ولا المضمون، وإن قصيدته موزونة كلها حسب تفعيلة بحر الرجز .. وإن قصيدته رغم عدم التزامها بوحدة القافية فإنها أغنى بالموسيقا المتميّزه من كثير من القصائد ذات القوافى الطنانة. (72)
وهكذا نجد أن "زكى نجيب محمود" فى موقفه من الشعر الحر كان مشدودًا إلى الموقف التقليدى، وموقف لجنة الشعر آنذاك، والتى كانت ترى هذا النمط من الشعر الحر أنه ليس بشعر بل كانت تتم إحالته إلى لجنة النثر، وإن تكن لهجته أقل عداء من لهجة أستاذه "العقاد" الذى أطلق على هذا الشعر – كلمة "الشعر السايب" أو من (صالح جودت) الذى رأى أن هذا الشعر (دسيسة قرمزية). (73) وقد قال العقاد: "إن الشعراء المحدثين يتعللون بالغيرة الشعبية، ويزعمون أن الشعر الموزون المقفى ترف "بورجوازى"(74) ورأى "عبد الصبور" أن هذا الكلام تفوح منه رائحة السياسة.
وإذا كان "زكى نجيب محمود" يرى أن الشعر الحرّ لا يحفظه حتى أصحابه، وأنه أقل تأثيرًا فى السامع، رغم أن هذا يناقض رأيه فى أن الشعر يجب أن يوحى لا أن ينبئ، إلا أن الإيحاء يتحول لديه إلى غموض، ويصبح الشعر الجاهلى شعرًا خالدًا بسبب قالبه أو شكله العمودى. ولكن مع تعقيد الحياة وتغير مهمة الشعر والشاعر، صار الشعر الحر فى رأى شعرائه ونقاده الذين نظّروا له وقدموه للجمهور لا يتجه إلى المستمع بقدر ما يتجه إلى القارئ – كما يرى عبد الصبور -(75) فالإنسان المستمع عادة يكون مستمعًا وسط جماعة، أما الإنسان القارئ فهو يواجه العمل الفنى مواجهة شخصية. وهذا الاختلاف واضح بين جمهور الشعر القديم وجمهور الشعر الحرّ هو الذى جعل الآنية القديمة – أى الشكل القديم – تضيق عن الخمر الجديدة فتنكسر الآنية، ثم يعاد تشكيلها، طمعًا فى الوصول إلى التعبير الفردى الذاتى، الذى يخاطب به الشاعر المفرد قارئه المفرد.
* * * * * *

خــاتمــة
وفى النهاية فإننا نرى أن "زكى نجيب محمود" قد حمل راية القول بنسبية القيم، وعدم ثباتها، فى مواجهة الاتجاهات اللاّهوتية التى كانت تقول بالقيم المطلقة، وقد استند فى رؤيته هذه على تحليل العبارات الجمالية والأخلاقية، والتى رآها تعبيرًا عن انفعال، وأن الشخص هو الذى يضفى على الشئ قيمته الجمالية بناءً على رغبته، ولا وجود لشئ جميل فى ذاته، وكان ذلك اتساقًا مع رؤيته الفلسفية العامة. وكان يؤكد على أن العبارة الجمالية لا تحمل معنى، أى لا تشير إلى شئ يمكن إدراكه بالحواس، بل هى تعبير عن انفعال الشخص فى مواجهة الموضوع، ولذا فإننا لا نستطيع الوصول إلى تعميم، أو إلى مساءلة الشخص فى موقفه. وفى هذا الإطار فإنه قد دافع عن النظرية الانفعالية ضد منتقديها فقد كان رأيه مؤسسًا على هذه النظرية. كما رفض رؤية (جورج إدوارد مور) الأخلاقية – المؤسسة على أن إدراك الخير يكون عن طريق الحدس، ولكنه فى نفس الوقت استند إليه فى تقويضه للميتافيزيقا – فى الفصل التالى مباشرة من كتابه موقف من الميتافيزيقا.
والجدير بالذكر أن القول بنسبية القيم لدى "زكى نجيب محمود" يؤكد أنه كان يتحاشى الرؤية التاريخية والاجتماعية، رغم قوة هذه الاتجاهات فى التأكيد على نسبية القيم.
وعندما انتقل إلى القول بنظرية الخلق Creation أو الإبداع فى مواجهة نظريات (المحاكاة والتعبير) فإننا نراه هنا يواجه النظرية الانفعالية أو التعبيرية التى ترى أن الفن تعبير عن انفعال الإنسان (أى المبدع)، بالقول بأن العمل الفنى لا صلة له بداخل أو خارج الإنسان، وإنما هو إبداع شكلى محض، وبذلك يقوّض النظرية التى أقام على أساسها نظريته فى نسبية القيم، ولو مدّت الخطوط على استقامتها، فإن الذى يمكن قوله هنا بالنسبة للقيم الجمالية، هو أنها قيم وصفية أو تقريرية وهذا ما كان يردّ عليه، ويدحضه فى قوله بنسبية القيم.
كما أن قوله بنظرية الإبداع (الخلق) كانت تقوم على الفصل بين العمل الفنّى وكل ما عداه، أى المجال الاجتماعى والتاريخى، والمجال النفسى، والوقوف على الجوانب الجمالية فحسب فى العمل الفنى (أو الجوانب الشكلية بمعنى أدق). وهذا الرأى يجعل هذه النظرية (نظرية الخلق) لا تتسق مع القول بنسبية القيم. ذلك أن القول بالإبداع على غير مثال، مع وضع المؤثرات الداخلية والخارجية بالنسبة للإنسان (المجتمع والظروف، والشعور ..) فى الاعتبار يجعل المجال مفتوحًا للقول بنسبية القيم على أسس اجتماعية وتاريخية، وهذا ما كان يرفضه (زكى نجيب محمود) تبعًا لوجهة نظره الفلسفية.
وإذا كان مفكرنا قد قال بنسبية القيم (خاصة الجمالية) ونظرية الخلق – رغم ما رأيناه من الأسس المتناقضة التى قامت عليها رؤيته فإن نظرته التوفيقية، والتى تجلت فى رؤيته السابقة، نجدها تتضح أيضًا عندما يرفض الشعر الحر، ويقول بأن "الشعر كلام موزون ومقفى"، وهى الرؤية التقليدية والتى تتعارض مع (الإبداع على غير مثال)، إلا أنه انطلاقًا من رؤيته أن الفن شكل، يؤكد على الشكل التقليدى، مع أن المفترض أن يكون الإبداع – ووفقًا لما قاله – ينصب على الشكل بالدرجة الأولى. ولكن النزعة التوفيقية هى التى جعلته يجمع بين الخلق والتقليد فى آن واحد، مع أنه رفض نظرية المحاكاة Imitation فى أول الأمر، بل وسخر منها سخرية مرّة.
وهكذا نجد أن "النزعة التوفيقية" هى التى جعلته يجمع الآراء المتناقضة فى الفن، ويشيد بقصائد العقاد – خاصة تلك التى لا شعر فيها – ويفضل (محمود عماد) على "صلاح عبد الصبور"، ويرى أن الشكل التقليدى هو الشكل الأمثل، مع أنه كان يقول بنسبية القيم الجمالية ونظرية الخلق. ويرفض التجديد فى الشعر، رغم قوله بالثورة فى العلم والقطيعة بين الماضى والحاضر. وأن الفن لا يكون فنًا إذا أعاد ما هو قائم. وأن عالم الفن عالم قائم بذاته.




تعليمية




موضوع نقدي قيّم يستوجب القراءة المتأنية والتأمل فيما وُضع من آراء ومفاهيم

للشعر وخصائصه وتباينه عبر العصور إلى جانب إبراز المعتقد والقيم الخلقية والإبداعية

في خلق التمايز وووو أمور كثيرة كشف عنها هذا الناقد في هذا الطرح .

وأتمنى لطلبة الادب العربي الجامعيين قراءة هذا الطرح والتمعن فيه فهو جد مفيد .

بارك الله فيك الأخ بن دعيمة حمزة على هذا الجلب الرائع والمفيد




شكرا جزيلا لك.




بارك الله فيك اخي بإنتظار المزيد من ابداعاتك
لك ودي




التصنيفات
رموز و شخصيات

عبد الحميد بن باديس تعريف مختصر

ولد الامام عبد الحميد بن باديس سنة 1889 بقسنطينة بالجزائر من أسرة معروفة بالعلم والجاه تعلم القرأن وحفظه في سن 13 سنة من عمره على يد الشيخ حمدان الونيسي سافر الى تونس سنة 1908 حيث واصل تعليمه العالي في جامعة الزيتونة وفي سنه 1913عاد الى الجزائر أين بدأنشاطه كمدرس في جامع الأخضر واهتم بنشر العلم والدين ___ سافر الى البقاع المقدسة ليؤدي فريضة الحج وهناك تعرف على الشيخ الابراهيمي ___ باشر عمله ونشاطه الاصلاحي جاعلا من المسجد منطلقا فاهتم بتعليم الصغار وتوعية الكبار واتخد من الصحافة وسيلة أخرى لنشر الوعي الديني والسياسي حارب الخرافات والبدع ورفض فكرة الادماج أي ادماج الجزائر بفرنسا في وقت الاحتلال الفرنسي وأعتبر كل من تجنس بالجنسية الفرنسية مرتدا ___اذالك ظهرت اشرافه عدة مجلات منها المنفد1925 والشهاب و البصائر وعمل على تفسير القرأن الكريم وفي سنة 1931 كان من البارزين في تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ___ كان عبد الحميد بن باديس مفكرا ومرشدا ومربيا سخر كل طاقاته المادية والبشرية لاصلاح أحوال المجتمع الجزائري وللحفاظ على الهوية الجزائرية الاسلام ديننا والعربية لغتنا والجزائر وطننا ___ تصدى لفكرة الادماج عن طريق اصدار الفتاوى ونجح في بناء جيل ساهم بقوة في ثورة نوفمبر1954 توفي الامام في 16 أفريل 1940 وأعتبر هدا اليوم 16 أفريل يوم العلم لاحياء ذكرى وفاة أحد أبناء وأبطال هذه الأرض الحبيبة الغالية الجزائر رحمه الله وأسكنه فسيحه جناته وعاشت الجزائر حرة مستقلةتعليمية




[بارك الله فيكم




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




جزاك الله خيرا.




بارك الله فيك وفي قلمك بالتوفيق
وننتظر المزيد من ابداعاتك




بارك الله فيك أختي الفاضلة على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق




التصنيفات
رموز و شخصيات

جلسة مع العالم محمد الصالح الصديق

"الشروق" تكرّم العالم المجاهد "محمد الصالح الصديق" صاحب المائة كتاب وكتاب

27/08/2009 تومي عياد الأحمدي/ هشام موفق
حجم الخط: <a href="http://40404040404040404040:tsz('article_body','12px')” target=”_blank” rel=”nofollow”> تعليمية <a href="http://40404040404040404040:tsz('article_body','16px')” target=”_blank” rel=”nofollow”> تعليمية
تعليميةمحمد الصالح الصديق.. ثنائية القلم والرشاش- تصوير بلال.ز
مواصلة لسلسلة التكريمات التي تخص بها مؤسسة "الشروق" العلماء الجزائريين والمفكرين الأجلاء، تم تكريم الأستاذ الأديب والعالم الفذ الشيخ محمد الصالح الصديق صبيحة يوم أمس الأول بحضور ثلة من رفقائه على رأسهم الشيخ العلامة محمد الطاهر آيت علجت، الذي أشاد بخصال المكرم وعرج على أهم المحطات التي جمعتهما.

  • وأثنى مدير "الشروق" الأستاذ علي فضيل بدوره على صاحب تركة المائة كتب وكتاب، مؤكدا تمسك المؤسسة بهذه السنة الحسنة، سنة تكريم العلماء والأدباء والمفكرين الجزائريين. من جهته عبر الشيخ محمد الصالح الصديق عن سعادته الغامرة وهو يجلس بين رفقاء دربه، ودعا لـ "الشروق" التي منحته هذه الفرصة بدوام التألق والإشراق.
  • وأجمع رفقاء المحتفى به على أن هذا الرجل جدير بهذا التكريم، بالنظر لمساره الطويل الذي قضاه طالبا ومعلما ومجاهدا وكاتبا، حتى بلغت شهرته الآفاق وأصبح مرجعا يقصده طلاب العلم من كل صوب. وأُلبس الشيخ محمد الصالح الصديق برنوس "الشروق" كما مُنح درع العرفان والتقدير، بالإضافة إلى صك. واختتم التكريم برفع أيدي الدعاء للجزائر والجزائريين بالخير واليمن والبركات في هذا الشهر الكريم.
  • علي فضيل (مدير عام الشروق):
  • الشيخ محمد الصديق قامة علمية نفخر بها
  • عبر الأستاذ علي فضيل عن سعادته الغامرة وهو يجلس في حضرة الأديب العلامة محمد الصالح الصديق، الذي اعتبره قامة شاهقة في ميدان العلم والمعرفة، واعتبر تكريمه في هذا الشهر المبارك تكريما للفكر والعلم والأدب وللمجاهدين المخلصين، الذين نذروا حياتهم لبناء وطنهم. كما أكد أنه شخصيا كان يتابع أحاديثه المتلفزة والإذاعية التي كانت تطرب لها الآذان خاصة وأنه يلقيها بلغة عربية فصيحة موسيقاها قبائلية ناصعة، وأشار الأستاذ علي فضيل إلى ضرورة التعريف بفكر الأستاذ محمد الصالح الصديق للأجيال خاصة وأنه صاحب 101 كتاب، التي تعتبر خزانا معرفيا لا ينضب.
  • الشيخ محمد الطاهر آيت علجت
  • محمد الصالح جمع بين عراقة النسب وصلاح الأعمال
  • أثنى الشيخ محمد الطاهر آيت علجت على الشيخ محمد الصالح الصديق ثناء عاطرا، حيث ذكّر بنسبه العريق وعراقة أسرته في العلم والفضل والصلاح، قبل أن يذكر مآثر الشيخ محمد الصالح، قائلا إنه جمع بين بين عراقة النسب وصلاح العمل،لاسيما وأن العلاقة بين الرجلين وطيدة تعمّقت خلال دراسة الشيخين في الزيتونة بتونس، ثم بليبيا حيث كان الشيخ محمد الصالح الصديق مسؤولا إعلاميا لجبهة التحرير الوطني، في حين كان الشيخ محمد الطاهر آيت علجت مسؤولا ثقافيا لها في نفس المكان.
  • وذكّر الشيخ آيت علجت بسعة علم الشيخ محمد الصالح وأشار إلى جملة من تآليفه، معتبرا أنه كان السبب الذي جعله يقبل التوجه إلى ليبيا لما يعرفه عنه من حسن الخلق ورجاحة العقل وصدق اللهجة والإخلاص لقضية الجزائر وكفاح شعبها.
  • الشيخ محمد الصالح الصديق يرتدي برنوس "الشروق" ويصرح:
  • تكريم الشروق يعكس اهتمامها برجال العلم والثقافة
  • بتواضعه المعهود قال الأستاذ محمد الصالح الصديق بعد ارتدائه لبرنوس الشروق "يعجز اللسان عن وصف هذا الموقف الجليل الذي حبتني به جريدة الشروق، القريبة من نفسي لخطها الوطني العروبي الأصيل، أحس أني في لحظة صوفية شاعرية وأنا أستمع لشهادات الرفقاء والإخوة، الذين قالوا فيّ كلاما كبيرا قد لا أستحقه، إني سعيد بهذا التكريم وأشكر الشروق التي سنت هذه السنة الحميدة، التي تعكس مدى اهتمامها بالعلماء والمفكرين من أبناء هذا الوطن الحبيب". بعدها رفع يديه بالدعاء للجزائر بالخير الكثير وللشروق بدوام التألق والإشراق.
  • محمد الهادي الحسني:
  • "اسم محمد الصالح الصديق يعبر عنه"
  • روى الأستاذ محمد الهادي الحسني علاقته بالشيخ محمد الصالح الصديق، علاقة قال إنها بدأت بالتلمذة في سنة 1964 في ثانوية عبان رمضان رقت إلى صداقة وصحبة، وذكر محمد الهادي الحسني أن الشيخ محمد الصالح الصديق كان في قمة التواضع حيث أنه كان يسمح له بالجلوس إليه، وهو بعد تلميذ مجالسة الأصدقاء.
  • وذكر الهادي الحسني الذي شارك "الشروق" في ندوة كرمت فيها الشيخ محمد الصالح الصديق أن للشيخ أفضالا كثيرة عليه لعل أهمها انه هو الذي لفت انتباهه إلى مكانة وقيمة الشيخ البشير الإبراهيمي وقال "ذات يوم دخل علينا الأستاذ محمد الصالح على غير عادته.. دخل عابس الوجه مقطب الجبين، وضع محفظته على الطاولة، وقال لنا اليوم فقط الجزائر اعلم علمائها وأبلغ بلغائها.. الشيخ محمد البشير الإبراهيمي" وذكر الأستاذ محمد الهادي الحسني انه قبل ذلك كان يعتقد أن البشير الإبراهيمي مجرد إمام عادي..
  • بالإضافة إلى إشادته بأخلاق محمد الصالح الصديق التي قال بأنها تعبر عن اسمه، روى الهادي الحسني انه لما كاتب في الثمانينيات مقالا يمدح فيه الشيخ محمد الصالح الصديق وقال عنه إنه مريض بالكتابة وما دام أنه لم ييأس من التعقيدات والعراقيل التي كان يجدها كل كاتب فإنه لن يشفي من المرض، قال الحسني إن العقيد محمدي السعيد لم يفهم المدح فثارت ثائرته وهدد بالانتقام من الهادي الحسني.
  • وفي سياق تقديمه لشهادته حول الشيخ محمد الصالح الصديق أشاد محمد الهادي الحسني باستمراره على نفس النهج الذي السابق، وقال إن من يقرأ ما كان يكتبه محمد الصالح الصديق الآن في البصائر لا يجد تناقضا أو انقطاعا أو اختلافا بين الرجلين وذكر محمد الهادي بيتين من الشعر قيلا في الشيخ محمد الصالح الصديق الأول قاله محمد العيد آل خليفة سنة 1952:
  • لما لا تكون لما تروم من المنى *** كفؤا وأنت "الصالح الصديق"
  • والبيت الثاني قاله أبو اليقضان سنة 1955 في حق محمد الصالح الصديق وجاء فيه
  • يا أيها "الصديق" بشرى بالمنى *** إذ نلت حقا أفخر النيشان.
  • الدكتور أحمد بن نعمان:
  • "الله لم يقبض محمد الصالح الصديق شهيدا لأنه أراد له دورا في الجهاد الأكبر"
  • قال الدكتور احمد بن نعمان الذي كان محمد الصالح الصديق زميلا لوالده الشهيد ومعلما لكثير من أعمامه، فقد أشاد بالدور الذي لعبه محمد الصالح الصديق في الدفاع عن اللغة العربية والهوية الوطنية التي قال بأنها هي الجهاد الأكبر. وقال أحمد بن نعمان إن هناك أمما تمتلك أهراما حجرية وهبتها لها الطبيعة إلا أن في الجزائر أهراما بشرية منها الشيخ محمد الصالح الصديق، وقال إن الأهرام البشرية أهم من الأهرام الحجرية لأنها أهرام إرادية وليست هبة طبيعية يمكن لزلزال أن يذهب بها.
  • وأضاف أن محمد الصالح الصديق الذي كرمته "الشروق" أول أمس، رجل صالح وصادق تعلم من القرآن رسمه وأخلاقه حتى أنه "قرآن يمشي" وقال إن محمد الصالح الصديق يستحق أن يطلق عليه اسم ذي القرنين، لأنه عاش في قرنين، ويستحق ان يطلق عليه اسم ذي الثقافتين لأنه يستميت في الدفاع عن الثقافة العربية وعن الثقافة الإسلامية، وذي المائتين لأنه ألف إلى حد الآن 103 من الكتب، وأشاد بن نعمان بمبادرة "الشروق" لتكريم محمد الصالح الصديق وعدد من العلماء والمفكرين.
  • الدكتور عامر مصباح:
  • "ألفت21 كتابا بفضل أستاذي محمد الصالح الصديق"
  • ركز الدكتور عامر مصباح، في كلمته التي ألقاها خلال الحفل التكريمي الذي أقامته "الشروق" على شرف الشيخ محمد الصالح الصديق، على تشجيع الشيخ محمد الصالح للشباب على البحث والتأليف، وقال إنه شخصيا حضي بدعم وتشجيع من الشيخ محمد الصالح الصديق الذي ساعدته على التعرف على اغلب دور النشر، وقال عامر مصباح "الشيخ محمد الصالح الصديق يقول لي دائما اكتب وليس هناك كتاب لا ينشر" وبالفعل قال الدكتور عامر انه لا يبقى كتاب أكثر من شهر على مكتبه إلا ونشر، وقال إنه كلما لقي مشكلة أو واجه إحباطا من دور النشر ذهب إلى الشيخ محمد الصالح ليذهب عنه ما يجده من نفسه من اثر الإحباط.
  • الشاعر الصادق سلايمية:
  • "بدأت أقرأ كتاب محمد الصالح حين بدأت أهجي الحروف الأبجدية"
  • أنشد الشاعر صادق سلايمية قصيدة مدح فيها محمد الصالح الصديق الذي اعتبره واحدا من عظماء الجزائر، وقال إنه أول ما قرأ في حياته هو كتاب العقيد عميروش الذي ألفه محمد الصالح الصديق، وقال إنه قرأه منذ أن كان يتعلم تهجية القراءة والحروف، وقال إنه بعد أن تعرف على محمد الصالح الصديق وجده رجلا يزرع الأمل ويعين الناس على تفجير مواهبهم والطاقات التي بداخلهم.
  • النائب إسماعيل ميرة:
  • "محمد الصالح الصديق عالم نحرير وأديب عبقري جمع الله فيه كل آيات الطيبة والوقار"
  • النائب اسماعيل ميرة مؤلف كتاب "المجاهد محمد الصالح الصديق بين صرير الأقلام وقعقعة السلاح" والذي أنجز منه طبعتين، قال في كلمته التي أثنى من خلالها على مبادرة "الشروق": "محمد الصالح الصديق عالم نحرير وأديب عبقري جمع الله فيه كل آيات الطيبة والوقار، وقد وفقه الله تعال بعون منه الى الجمع بين الجهاد بالقلم والجهاد بالبدن" وأضاف إنه أفنى أسعد وأشقى أيام حياته في خدمة الجزائر، لكن اسماعيل ميرة -نجل الشهيد عبد الرحمان ميرة- قال إن هناك فرقا في التعامل مع العلماء وغيرهم.
  • وعاد إلى كلمة ألقاها الدكتور عبد المجيد بيرم بمناسبة تكريم الشيخ محمد الصالح الصديق قال فيها "حينما نجري موازنة بين تكريم اصحاب العقول والأقلام وأصحاب الخواصر والأقدام نجد بونا شاسعا بينهما".
  • وذكر إسماعيل ميرة في ختام تدخله طرفة وقعت بين الشيخ وقضاة في المسجد النبوي الشريف حين كان في زيارة إلى المسجد النبوي وقامت زوجته بتصوير قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ما عتبره القضاة تعديا على الشرع الذي حرم التصوير، ولكن المحاكمة والنقاش انتهت بدعوة الشيخ إلى عشاء اعتذر عنها.
  • الدكتور عبد الرزاق ڤسوم:
  • "الشيخ محمد الصالح ممن ينسحب ليستجيب"
  • اعتبر أستاذ الفلسفة بجامعة الجزائر، الدكتور عبد الرزاق ڤسوم، الشيخ محمد الصالح الصديق أحد أعمدة العلم والأدب في الجزائر، وأحد عظمائها الذين جمعوا بين العلم النافع وتعليم الخير ودماثة الخلق.
  • وقال في شهادته التي ألقاها في حفل التكريم: "إن المرء ليجد صعوبة في الحديث عن صنفين من الناس، الصنف الأول هم الذين لا نجد ما نتحدث عنهم من شح في المصادر أو فقر في المعلومات، والصنف الثاني هم من كانوا على شاكلة العالم محمد الصالح الصديق، الذين تعددت مجالات اهتماماتهم وجوانب العظمة في شخصيتهم أو حياتهم".
  • وعدّد قسوم نواحي العظمة في شخصية وحياة المكرَّم، مشيرا في كلمته إلى "الأدب الملتزم الهادف" الذي سعى الشيخ الصالح الصديق إلى نشره في كتاباته التي تعدّت الـ 100، و"علوم القرآن الإسلامية التي يسقطها على واقع الأمة"، منوها بدوره الجهادي الملتزم بقضايا الوطن الذي خاضه بالسلاح والإعلام، ولافتا إلى دماثة خلقه، وروح الدعابة والفكاهة التي تميزه عن كثير ممن كتبوا في تلك الفنون.
  • واستعان الدكتور بما يقوله الفلاسفة في وصف سلوك الشيخ محمد الصالح حين قال: "الشيخ الصديق ممن ينسحب ليستجيب دون انزواء، ينسحب للتأمل والتفكر، ثم يستجيب بالإنتاج الذي يعود بالفائدة على الأمة"، معتبرا إياه "ناسكا في معبد الثقافة ممن تعدت مؤلفاتُهم حياتَهم".
  • ولم يغفل الدكتور ڤسوم الإشادة بلفتة "الشروق" التكريمية، وطالب بأن تكون هذه الخطوات في تكريم علماء وأعلام الجزائر "سنة حسنة" تدأب على تكرارها، وقال: "نُشيد بالسنة الحسنة للشروق بتكريم من أهملهم الإعلام، وتقدّمهم كأمثلة للأجيال الصاعدة"، معبرا عن اعتزازه الخاص عندما يُدعى إلى لقاء يضم نخبة من العلماء والمثقفين والملتزمين بقضايا الأمة وثوابت الوطن"، حسب تعبيره.
  • عبد الحميد عبدوس (مدير تحرير البصائر):
  • "الشيخ محمد الصالح هو من حبب إلينا اللغة العربية"
  • قال عبد الحميد عبدوس، مدير تحرير أسبوعية البصائر لسان حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، إن الشيخ محمد الصالح صديق هو من حبب إليه اللغة العربية، عندما كان طالبا عنده في ثانوية "ابن خلدون" بداية السبعينيات، وببرامجه في الإذاعة الوطنية إذاك، مشيرا إلى الغربة التي كانت تعيشها اللغة العربية في ذلك الوقت إلى درجة أنه "كنا نستحيي أن نمشي بجريدة معربة في الشارع" حسب تعبيره.
  • وأثنى عبدوس في كلمته المقتضبة في التكريم، على "الأخلاق العالية التي يتميز بها محمد الصالح الصديق، وخاصة خلق التواضع فيه، وقال في شهادته "كنا نعتقد لما كنا في الثانوية أن نجم الإذاعة لا يقترب إليه إلا بموعد، لكننا وجدنا في الشيخ محمد الصالح مثال التواضع والحب والحرص".
  • وأضاف مدير تحرير البصائر:"حتى اليوم ما زال الشيخ متواضعا، ومنضبطا حتى في مقالاته التي يرسلها للبصائر، من حيث التوقيت والتصحيح".
  • الدكتور محمد الشريف إيلمان:
  • "أنا أعمل على ترجمة كتب للشيخ محمد الصالح الصديق"
  • كشف الدكتور محمد الشريف إيلمان عن مشروع ترجمة أعمال الشيخ محمد الصالح الصديق، وقال في الندوة التكريمية: "أعكف على ترجمة رسالة الشيخ محمد الصالح "ومضات من سورة الفاتحة" وتحقيقها"، بعد انقطاع اضطراري حسبه.
  • وامتدح المتحدث في شهادته خصال الشيخ، وتعرض في كلمته إلى ملابسات تعرّفه عليه، مثنيا على حرص الشيخ الصالح على الحث على الإبداع في كل مجالات الحياة، خاصة الكتابة والنشر منها، وقال: "كلما ألتقي الشيخ الصديق يبادرني بالسؤال: "ماذا كتبت وماذا نشرت؟".
  • ** بورتريه
  • الشيخ محمد الصالح الصديق: عمـيد المؤلفـين وصوت الثـورة
  • يقول: "لتبقى شابا يلزمك الإيمان واحترام الوقت والمشي"
  • استقبلنا ببيته بالقبة، وكان الزمن مساء رمضانيا ساخنا، كنا نعتقد في البداية أن السنوات الأربع والثمانين وتعب هذا الشهر الكريم سيرهقان صاحب المائة كتاب وكتاب، لكننا تفاجأنا بشاب يافع حاضر البديهة والنكتة، ينطق بالحكمة ويسترسل في الحديث عن ذكرياته الكثيرة، حتى توغل معه في أعماقها وتعيش حالاتها. جمعنا معه المقام أكثر من ثلاث ساعات، اكتشفنا فيها معدن هذا الرجل الذي يحمل في ذاته شخصيات متعددة "الأديب، المفكر، الفقيه، الصحفي…" وسبق وأن رأيناه بهذه الأوصاف من خلال كتبه التي غزت الآفاق شهرة، وتوالدت الواحد تلو الآخر حتى امتلأت بها المكتبات.. هو العلامة الأديب المجاهد محمد الصالح الصديق، الذي نذر حياته لخدمة وطنه ودينه ولغته:
  • حفظه القرآن على يدي والده
  • حظيت تيزي وزو، المدينة النائمة في حضن البحر ملفوفة بخضرة الطبيعة ورائحة التاريخ العريق، بميلاد واحد من أهرام الجزائر الشاهقة علما وأدبا وثقافة، هو المجاهد الأديب العلامة محمد الصالح الصديق، الذي هلت بشائر حلوله الدنيا يوم 19 ديسمبر 1925 بقرية "أبيزار"، وشهدت خطواته الأولى قرية "إبسكرين" الواقعة في ضواحي بلدية "أفريحة" دائرة عزازڤة. والده الحاج البشير آيت الصديق إمام المنطقة لأكثر من 40 سنة حفظه القرآن ومبادئ اللغة العربية وهو لم يتجاوز التاسعة.
  • ابن باديس يتنبأ له بمستقبل علمي باهر
  • شاءت الأقدار أن يلتقي الطفل محمد الصالح الصديق بالإمام العلامة ابن باديس بالعاصمة أثناء مرافقته لوالده في نزهة، فاكتشف إمام المصلحين أن هذا الطفل يحمل في صدره كتاب الله كاملا، فوضع يده اليمنى على رأسه وقرأ قوله تعالى: "وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما" ودعا له أن يفتح أمامه أبواب المعرفة والعلم الخصيب. وبعد أن أكمل تعليمه الابتدائي أدخله والده معهد عبد الرحمان اليلولي، وعندما أنهى دراسته هناك التحق بجامع الزيتونة أين فتح الله عليه ونال شهادة التحصيل.
  • نشر كتابا وهو لا يزال طالبا بالزيتونة
  • لم يحدث في تاريخ الزيتونة أن حظي طالب بشرف تأليف ونشر كتاب إلا محمد الصالح الصديق، حيث تمكن من تأليف كتاب موسوم بـ "أدباء التحصيل" ونشره على حسابه سنة 1951، وهو ما جلب له الانتباه ومكنه من تبوئ مكانة خاصة عند أساتذته خاصة منهم محمد بوشربية.
  • بعد انتهاء دراسته بتونس عاد إلى أرض الوطن وعين أستاذا بمعهد "سيدي عبد الرحمان اليلولي" إضافة إلى تكليفه بشؤون إدارته، فتفانى في مهمته حتى أصبح مثالا يحتذى به في الجدية واحترام الوقت والعلم الغزير.
  • تعرضه للاستنطاق وقصة إصدار كتابه الثاني "مقاصد القرآن"
  • ذاع صيت الشيخ محمد الصالح الصديق لدرجة أن تعرض لاستنطاق بشع من قبل السلطات الفرنسية خاصة بعد علمها بنشاطه الثوري، الذي بدأه منذ فجر اندلاع الثورة التحريرية المباركة مكلفا بجمع المال، بعدها بأشهر أصدر كتابه الثاني "مقاصد القرآن" الذي انطلقت شهرته في الأفق حتى بلغ إلى أيدي الرئيس جمال عبد الناصر والملك محمد الخامس، اللذين كتبا إليه رسالتي مدح وثناء، كما مدحه محمد العيد آل خليفة وأبو اليقظان الجزائري والشاعر التونسي محمد مزهود بقصائد شعرية عصماء.
  • وفي سنة 1956 أوقف من جديد من قبل السلطات الاستعمارية، وتعرض لاستنطاق بشع، وعندما لم يظفر منه الضابط بمعلومات أخرج له كتابه "مقاصد القرآن" وقاله له: "إن من يؤلف كتابا لا يمكن له أن يكون محايدا، لذلك لن نثق فيك وسنجعلك تدفع الثمن حياتك"، لكن مشيئة الله أنقذته من مخالبهم فأطلق سراحه وما كاد يصدق. لكن ما وقع لم يثن عزمه في مواصلة طريق الجهاد، حيث واصل مهمة جمع الأسلحة والمال لصالح الثورة.
  • سفره إلى تونس بوثائق مزورة
  • عندما أحس الشيخ محمد الصالح الصديق أنه آيل للهلاك على أيدي جنود المستعمر، نصحته قيادة الولاية الثالثة بالسفر إلى تونس لتولي مهمة أخرى، فاستجاب للنصيحة وسافر إليها جوا من فرنسا بوثائق مزورة، ولبث هناك زمنا مناضلا في القاعدة الثورية، ثم انتقل إلى ليبيا بطلب من المجاهد علي محساس الذي كان يدير جريدة "المقاومة" هناك وهي اللسان الرسمي لجبهة وجيش التحرير الوطني، حيث عينه محررا في القسم العربي، بعدها تقرر أن يكون إلى جانب الرائد إيدير في المنطقة القتالية بـ "فزان" على الحدود الجزائرية الليبية. بعدها عين سنة 1958 مكلفا بالإعلام بالقاعدة الثورية بليبيا، يلقي المحاضرات ويحرر المقالات ويخاطب إذاعيا للترويج للقضية الجزائرية حتى نالت الجزائر استقلالها سنة 1962.
  • زواجه وسجنه من طرف بورقيبة
  • عندما كان الأستاذ محمد الصالح الصديق مسؤولا لمكتب الإعلام بليبيا قرر أن يكمل نصف دينه، فكانت من نصيبه فتاة جزائرية مقيمة بتونس بنى بها بحضور الشهيد عبد الرحمان ميرة، السعيد محمدي والسعيد يازوران. وعندما تأهب للعودة مع زوجته إلى مقر عمله بليبيا على متن سيارة فارهة لأحد أصدقائه يدعى مختار الجيجلي، وفي الطريق مروا على مدينة "مدنين" لكنهم تفاجؤوا بسيارة عسكرية تونسية توقفهم في الطريق، نزل منها ضابط وقال له: إن الوالي يستضيفك بمقر إقامته، فما كان من الأستاذ محمد الصالح الصديق إلا قبول الدعوة، لكنه فوجئ بالضابط يضعه في السجن رفقة زوجته حيث لبثا فيه 19 يوما من دون أن يعرفا سببا لذلك، حتى أفرج عنهما بوساطة من كريم بلقاسم الذي علم بالأمر عن طريق شرطية فتاة جزائرية كانت تعمل مخبرة في هذا السجن لصالح الثورة الجزائرية. واستنتج الأستاذ الصديق أن سبب سجنه هو تصريح صحفي قال فيه "إن الرئيس بورقيبة رجل حزم وعزم، فهو يخدم ثورتنا بكل قوة، فلا أظنه يقبل فكرة مد أنبوب بترول من الجزائر إلى إيطاليا عبر الأراضي التونسية، إلا إذا كان خائنا..".
  • محمد الصالح الصديق هو من دشن "صوت الجزائر" بليبيا وليس "الأمين دباغين"
  • يفند الأستاذ محمد الصالح الصديق ما يشاع حول تدشين إذاعة "صوت الجزائر بليبيا" من طرف الأمين دباغين حسب رواية الأستاذ عبد القادر نور في إحدى مقالاته، حيث أكد أنه هو من دشن هذه الإذاعة في ليبيا بحضور بشير قاضي وحسن يامي.
  • والجدير بالذكر أن فضيلة الشيخ لم يتوقف عن التأليف وهو يزاول مهامه في الدعاية للثورة حيث أصدر "صور من البطولة، عميروش، من قلب اللهب، والجزائر بين الماضي والحاضر" منها ما ترجم للغات أجنبية.
  • "عندما دخلت مجلسه قال العقاد: قفوا للجزائر"
  • من جملة ما يتذكره الأستاذ محمد الصالح الصديق لقاءه التاريخي مع الأديب الكبير العقاد ببيته بالقاهرة، يقول "قدمت طلب مقابلة للعقاد عن طريق سكرتيرته، فكان لي ذلك، حيث قصدت مجلسه الكائن ببيته بمصر الجديدة، ولما دخلت وجدت العقاد يجلس بين نخبة من المثقفين والأدباء، وبمجرد إلقائي السلام قال العقاد "قوموا للجزائر" ثم طلب مني الجلوس إلى جانبه، وسألني أسئلة محرجة عن الثورة التحريرية".
  • "عندما سألت طه حسين عن الثورة الجزائرية قال لي "مش وقتو""
  • قال الشيخ محمد الصالح الصديق إنه التقى مرتين بالأديب الكبير طه حسين، المرة الأولى كانت بتونس "طلب بورقيبة من طه حسين تشريف جامع الزيتونة بحضوره حفل تخرج الطلبة في آخر السنة الدراسية، وكنت من بين المدعوين باعتباري ممثلا لجبهة التحرير الوطني أنا والشيخ عبد الرحمان شيبان، وخلال المحاضرة التي ألقاها طه حسين لم يشر هذا الأخير في معرض حديثه إلى ثورة الجزائر التي كانت أهم حدث في تلك الفترة في العالم ككل، وهو الأمر الذي جعل الناس يسبونه، وجعلني أطلب لقاءه لأقدم له احتجاجي، وبعد مشقة وصلت إليه، وعندما سألته: لماذا لم تتحدث عن الثورة الجزائرية قال لي "مش وقتو"، وهي نفس الجملة التي قالها لي بعد عشر سنوات في لقائي الثاني به ببيته بالقاهرة، ولم أعرف السبب إلى اليوم".
  • "عميروش أهداني ساعة يد ما زالت إلى اليوم"
  • مما يتذكره الشيخ محمد الصالح الصديق عن الشهيد عميروش ذكرى لا تزال راسخة في مخيلته "ذات يوم كنت أكتب مقالا حول الشهيد البطل شيحاني بشير، فجاء عميروش ووجدني على تلك الحال، فطلب مني ترك الكتابة والذهاب معه لتناول وجبة الغداء، لكني رفضت وقلت له لا أستطيع الذهاب حتى أكمل المقال، فغضب، لكنه عندما عرف بأن موضوعه يدور حول شيحاني بشير تركني لحالي، وقبل أن يذهب أهداني ساعة يد وقال لي: هذه هدية لتعد بها الساعات والدقائق الباقية لفرنسا بالجزائر".
  • قصة الأميرة
  • "توسمت في بوتفليقة أن يكون رئيسا"
  • روى الشيخ أنه التقى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة غداة الاستقلال مباشرة بمطار ليبيا "كلفت باستقبال بوتفليقة الذي كان سيسافر إلى القاهرة برفقة بشير بومعزة، ولأن الطائرة تتوقف بمطار ليبيا وصلني تيليغراما لاستقبال هذين الأخوين، ومن حسن الحظ أنه لدى وصولهما إلى ليبيا تأخرت الطائرة المتجهة إلى القاهرة لمدة ثلاث ساعات، كانت فرصة تحدثت فيها مع بوتفليقة في ميادين شتى، فانبهرت بثقافته الموسوعية، وأهم انطباع ظل راسخا في مخيلتي هو حديثه من موقع رئيس للجمهورية، وهو ما تحقق له بعد أكثر من 30 سنة، فعندما فاز بالعهدة الأولى راسلته مهنئا وذكرته بلقائنا، فأمر أن تنشر هذه الرسالة في الصحافة الوطنية.
  • رئيسا لهيئة إحياء التراث
  • بعد الاستقلال التحق الأستاذ محمد الصالح الصديق بوزارة الخارجية، وكان يأمل في تعيينه بمنصب يليق بمقامه، لكنه ظل قابعا في مكاتب الوزارة من دون أمل، فاستقال والتحق بالتعليم الذي زاوله أستاذا للغة العربية والتربية الإسلامية من سنة 1965 إلى سنة 1981. وفي عهد تولي الشيخ عبد الرحمان شيبان لحقيبة وزارة الشؤون الدينية عين في منصب رئيس لهيئة إحياء الثراث، وكان من أجل أعمالها إحياء فكر ابن باديس. وإلى جانب مهمته تلك كان الأستاذ محمد الصالح الصديق يؤلف الكتب ويقدم أحاديث في الإذاعة والتلفزيون ويكتب المقالات وينشط المحاضرات.




شكرا لك استاذة على هذا اللمحة والنقل الطيب لهذه الشخصية الثورية والفكرية

بارك الله فيك




مشكوووووووووووووووووووووو ووووور تواجدك على صفحتي

وفقك الله واحسن إليك .

تعليمية




التصنيفات
رموز و شخصيات

قوات المارينز استفادت من تفوق الجيش الجزائري في مكافحة الارهاب

قوات المارينز استفادت من تفوق الجيش الجزائري في مكافحة الارهاب

العسكريون* ‬الجزائريون* ‬لهم* ‬قدرة* ‬على* ‬تحمل* ‬أقسى* ‬الظروف

في كتاب جديد صدر في الولايات المتحدة الأمريكية ينقل الصحفي الأمريكي الشهير روبرت كابلان كثيرا من تفاصيل التواجد العسكري الأمريكي في منطقة الساحل الإفريقي بالقرب من الحدود الجزائرية.

ملاحظات وشهادات ميدانية عاشها وسجلها حرفيا خلال مرافقته طوال أسابيع لفوج من* ‬المارينز* ‬الأمريكي* ‬في* ‬مهمة* ‬استطلاع* ‬وتدريب* ‬في* ‬المنطقة*.‬ * ‬ الصحفي روبرت كابلان، هو أحد كبار المتخصصين في سويولوجيا المؤسسة العسكرية الأمريكية وتدخلاتها في مختلف الأزمات الدولية، "كنت داخل تويوتا بيك اب بيضاء يقودها اللواء بول بيكر من دروموند، اوكلاهوما، قائد فصيلة من البحرية لتدريب الفريق، الذي يتكون من أربعة وعشرين من الرجال"، يذكر الصحفي في كتابه "طيار وقاع السفينة، همهمات الماء الأزرق.. العسكرية الأمريكية فى الجو، في البحر، وعلى أرض الواقع" وفي مقتطف بعنوان "بنادق أمريكية في إفريقيا..
مع فصيلة البحرية – الساحل الإفريقي صيف 2022" يقول الكاتب إنه وفي مطلع صيف 2022، ومثلما كانت الولايات المتحدة مستغرقة على نحو فعال بقيادة بول بريمر في تفكيك سلطة التحالف المؤقتة في العراق، غادر فوج من مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) والقوات الخاصة للجيش إلى منطقة الساحل الإفريقي ما وراء الصحراء الكبرى على الحدود الجزائرية مع دولتي النيجر ومالي "واحدة من عدد قليل من ساحات القتال في الحرب العالمية على الإرهاب بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية لدخول العسكرية" كان الهدف المباشر محاصرة محاولات الاختراق التي تنفذها القاعدة في المنطقة "التي تعتبر بيئة خصبة للتطرف وتفتقد الى مؤسسات ثقافية بديلة" وشكلت مصدرا للدعم اللوجيستي والتزود بالسلاح من طرف الجماعة السلفية للدعوة والقتال "لقد كدسوا الأسلحة والمركبات في مالي لاستخدامها في الجزائر"، يقول الكاتب، ويضيف أن طائرات مراقبة أمريكية بحرية كانت تجوب مبكرا المنطقة لذلك، ويعترف لاحقا في مقطع آخر من الكتاب ان أعين الأمريكيين انفتحت على الساحل الإفريقي أيضا، لأنها "مصادر النفط الكبيرة في إفريقيا الغربية شكلت مصدر إغراء لدى الولايات المتحدة، ففي عام 2022 كانت الولايات المتحدة تستورد 15 ٪ من نفطها من دول غرب افريقيا، وهو رقم يتوقع ان يرتفع الى 25 في المئة.. كان هناك، أيضا، ارتفاع شبح الصين، والذين كانوا الى حد كبير يركزون الاستثمار في منطقة الساحل بشكل يحد من نفوذ الأمريكيين".
ويسترسل في حديثه عن الخطوات التي بادرت بها أمريكا "نظرا لهذه الظروف، العسكرية الأمريكية أرسلت قوات خاصة لجيشي مالي وموريتانيا، ورجال* ‬المارينز* ‬الى* ‬تشاد،* ‬النيجر* ‬والسنغال* ‬وبلدان* ‬أخرى* ‬ضمن* ‬مبادرة* ‬عموم* ‬الساحل،* ‬التي* ‬صممت* ‬لتكون* ‬خطوة* ‬وقائية،* ‬لتفادي* ‬الحاجة* ‬الى* ‬نشر* ‬واسع* ‬النطاق* ‬ضد* ‬الإرهابيين،* ‬كما* ‬هو* ‬الحال* ‬في* ‬أفغانستان*". ‬

الجزائريون* ‬رفضوا* ‬رغبة* ‬أمريكا* ‬في* ‬إقامة* ‬قاعدة* ‬عسكرية*

"جزء من ذلك الفوج الأمريكي دخل الساحل الإفريقي عبر الجزائر"، ممثلا في 11 عنصرا من الكتيبة الأولى من الجيش العاشر الأمريكي قادمين من ألمانيا، حيث تستقر القيادة العسكرية الأمريكية في أوروبا "فوج من 11 عسكريا من القبعات الخضر دخل الصحراء عبر مطار تمنراست بعد أن قضى ليلة في السفارة الأمريكية في الجزائر العاصمة، وفي تمنراست تم استقبالهم من قبل مجموعة من كبار الضباط في الجيش الجزائري، جاؤوا لإجراء تدريبات مشتركة مع الفرقة 41 من القوات الخاصة الجزائرية".
يذكر الكاتب أنه أعجب بقوة احتمال ونشاط المجموعة الجزائرية، حيث لاحظ أن القوات الجزائرية "لم تكن مجهزة عسكريا بشكل جيد"، لكنه ينقل في كتابه تأكيده "التفوق الذي أظهره الجزائريون بقدرتهم على البقاء لفترة طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة فقط مع قليل من الماء وبعض حبات التمر"، وينقل الصحفي الأمريكي ما رآه خلال خمسة أسابيع هي المدة التي قضاها الأمريكيون في تقييم »تكتيكات« الهجوم لدى العسكريين الجزائريين، ويقول إن ذلك شكّل دروسا هامة في طريقتهم لمحاربة الإرهاب، كما تحدث عن الرغبة الأمريكية في إقامة قاعدة عسكرية في المنطقة دون أن يلقى ذلك تجاوبا من الجزائريين حتى إن لم يمنع أحد المسؤولين الجزائريين من أن يوحي لمحدثيه الأمريكيين بأنهم مستعدون لعمليات مشتركة ضد الإرهاب في الساحل الإفريقي، فكرة حذفها الجزائريون لاحقا من أجندتهم، "لكنها لم تمنع المارينز الأمريكي من مواصلة تغلغله* ‬عبر* ‬برامج* ‬عسكرية* ‬جديدة* ‬تجاوزت* ‬تكاليفها* ‬600* ‬مليون* ‬دولار* ‬منها* ‬فلنتوك* ‬2005* ‬ثم* ‬2007*". ‬


تعليمية







التصنيفات
رموز و شخصيات

سيدي عيسى تستقبل ابنها ننتظر حضوركم للاحتفالية

تعليمية




جميل

تمنينا لو حضرنا نحن لهذا اللقاء الرائع

شكرا يا استاذ على الدعوة




مشكور أخي الفاضل على المرور.




بارك الله فيك اخي




التصنيفات
رموز و شخصيات

شخصيات من تاريخ الجزائر

ملاحظة:
موضوع يحتاج لتعديل تم حذف المحتوى لوجود مشاكل تقنية

ينقل لقسم المواضيع

فريق الاشراف




محمد بوضياف
تعليمية

ولد محمد بوضياف في 23 يونيو 1919 باولاد ماضي بولاية المسيلة.
في سنة 1942، اشتغل بمصالح تحصيل الضرائب بجيجل.
انضم إلى صفوف حزب الشعب و بعدها اصبح عضوا في المنظمة السرية .
في 1950، حوكم غيابيا إذ التحق بفرنسا في 1953 حيث اصبح عضوا في حركة انتصار الحريات الديمقراطية.
بعد عودته إلى الجزائر، ساهم في تنظيم ميلاد اللجنة الثورية للوحدة و العمل كان من بين أعضاء مجموعة الإثني و العشرين (22) المفجرة للثورة التحريرية.
اعتقل في حادثة اختطاف الطائرة في 22 أكتوبر 1956 من طرف السلطات الاستعمارية التي كانت تقله و رفقائه من المغرب إلى تونس.
في سبتمبر 1962، أسس حزب الثورة الاشتراكية.
في يونيو 1963، تم توقيفه و سجنه في الجنوب الجزائري لمدة ثلاثة أشهر، لينتقل بعدها للمغرب.
ابتداءا من 1972، عاش متنقلا بين فرنسا و المغرب في إطار نشاطه السياسي إضافة إلى تنشيط مجلة الجريدة.
في سنة 1979، بعد وفاة الرئيس هواري بومدين، قام بحل حزب الثورة الاشتراكية و تفرغ لأعماله الصناعية إذ كان يسير مصنعا للآجر بالقنيطرة في المملكة المغربية.
في يناير 1992، بعد استقالة الرئيس الشادلي بن جديد، استدعته الجزائر لينصب رئيسا لها و في 29 يونيو من نفس السنة اغتيل الرئيس "محمد بوضياف" في مدينة عنابة




تعليمية تعليمية
شكراااااااااااا لك اخيييييييييي سبا جعله الله في ميزان حسناتك
تعليمية تعليمية




تعليمية




شكرا جزيلا لك.




مشكور على الموضوع الرائع الله يعطيك العافية ننتظر جديدك
تحياتي




التصنيفات
رموز و شخصيات

عبد الحميد بن باديس


د الحميد بن باديس في 05ديسمبر 1889 بقسنطينة من عائلة ميسورة الحال تعود أصولها إلى بني زيري التي ينتمي إليها مؤسس مدينة الجزائر بولكين بن منّاد ، تلقى تعليمه الأول بمدينة قسنطينة على يد الشيخ حمدان لونيسي و حفظ القرآن الكريم في صغره .انتقل بن باديس سنة 1908 إلى تونس لمواصلة تعليمه بجامع الزيتونة ، وبه تتلمذ على يد الشيخ الطاهر بن عاشور ، وتحصّل بعد 04 سنوات على إجازة الزيتونة . ومن تونس رحل إلى الحجاز لأداء فريضة الحج و استقر بالمدينة المنورة أين التقى معلمه الأول حمدان لونيسي و هناك واصل تلقي العلم حتى حاز درجة العالم ، و في طريق عودته إلى الجزائر عرّج على القاهرة و بها تتلمذ على يد الشيخ رشيد رضا .

2- النشاط الإصلاحي
بعد استقراره بقسنطينة بدأ الشيخ عبد الحميد بن باديس مهمته الإصلاحية بعد أن نضج وعيه الإسلامي و تأثر بأفكار الجامعة الإسلامية ، و أدرك أن طريق الإصلاح يبدأ بالتعليم لأنه لا يمكن للشعب الجاهل أن يفهم معنى التحرر و محاربة الاستعمار ، لذلك باشر بن باديس تأسيس المدارس و تولّى بنفسه مهمة التعليم ، و ركزّ على تعلم الكبار بفتح مدارس خاصة بهم لمحو الأمية ، كما اهتم بالمرأة من خلال المطالبة بتعليم الفتيات إذ أنشأ أول مدرسة للبنات بقسنطينة سنة 1918 ، واعتبر تعليم المرأة من شروط نهضة المجتمع لكن تعليم المرأة لا يعني تجاوز التقاليد و الأخلاق الإسلامية .وسع بن باديس نشاطه ليفتتح عدة مدارس في جهات مختلفة من الوطن بتأطير من شيوخ الإصلاح أمثال البشير الإبراهيمي و مبارك الميلي و غيرهم …كما ساهم في فتح النوادي الثقافية مثل نادي الترقي بالعاصمة ، وساعد على تأسيس الجمعيات المسرحية و الرياضية .
3- منهجه في الإصلاح
اعتمد بن باديس على عقلية الإقناع في دعوته إلى إصلاح أوضاع المجتمع ، وحارب الطرقية و التصوف السلبي الذي أفرز عادات و خرافات لا تتماشى و تعاليم الإسلام الصحيحة ، كما نبذ الخلافات الهامشية بين شيوخ الزوايا و دعا إلى فهم الإسلام فهما صحيحا بعيدا عن الدجّل و الشعوذة ورفض التقليد الأعمى و الارتباط بالإدارة الاستعمارية و قد اختصر مشروعه الإصلاحي في : "الإسلام ديننا ، و العربية لغتنا و الجزائر وطننا." . وقد وقف في وجه دعاة الاندماج و قاومهم بفكره و كتاباته ومحاضراته ، وعبّر عن أرائه في جريدة الشهاب و المنتقد و البصائر و اهتم بن باديس بنشر الثقافة الإسلامية من خلال بناء المدارس و المساجد و توسيع النشاط الدعوي والثقافي والصحافي، لذلك عمل مع أقرانه من أمثال الشيخ البشير الإبراهيمي، العربي التبسّي والطيب العقبي على تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في 05 ماي 1931 وانتخب رئيسا لها إلى غاية وفاته في 16 أفريل 1940، وهو في الواحدة والخمسين من عمره .شارك ضمن وفد المؤتمر الإسلامي سنة 1936 وسافر إلى باريس لتقديم مطالب المؤتمر إلى الحكومة الفرنسية، وبعد العودة ألقى خطابا متميزا في التجمع الذي نظمه وفد المؤتمر بتاريخ 02أوت 1936 لتقديم نتائج رحلته، وقد كان خطاب عبد الحميد بن باديس معبّرا عن مطالب الجزائريين




اتمنا ان يعجبكم




شكرا لك على موضوع




العفو اختي حلوم




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




بارك الله فيگ اختى
إن
هذه
الأمة
الجزائرية الإسلامية ليست هي فرنسا، ولا يمكن أن تكون
فرنسا، ولا تريد أن
تصير
فرنسا، ولا تستطيع أن تصير فرنسا ولو
أرادت… بل هي أمة بعيدة عن فرنسا كل
البعد.. في لغتها، وفي أخلاقها،
وفي دينها

صدق عبد الحميد بن باديس




السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته :
بارك الله فيك