التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[فتاوى] هل عباد القبور معذورون لوجود أئمة يضلونهم . للشيخ الفوزان – عقيدة

تعليمية تعليمية
[فتاوى] هل عباد القبور معذورون لوجود أئمة يضلونهم… للشيخ الفوزان -حفظه الله-

السلام عليكم

هذا مقطع صوتى لفضيلة الشيخ الفوزان -حفظه الله-

منقول من شبكة البيضاء -بارك الله فيها وفى منتدانا-

الملفات المرفقة (افحص الملف ببرامج الحماية وقم بالتبليغ عنه إذا وجدته مخالفا) تعليمية هل يُعذر المشرك بوجود علاماء ضلال.mp3‏ (555.6 كيلوبايت)

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[كتاب مصور] الرد على شبهات المستغيثين بغير الله تأليف الشيخ العلامة أحمد بن عيسى الحن

تعليمية تعليمية
[كتاب مصور] الرد على شبهات المستغيثين بغير الله تأليف الشيخ العلامة أحمد بن عيسى الحنبلي النجدي

كتاب :

تعليمية
الرد على شبهات المستغيثين بغير الله
تأليف الشيخ العلامة أحمد بن عيسى الحنبلي النجدي
اعتنى بنشرها وتصحيحها
الشيخ عبد السلام بن برجس بن ناصر آل عبد الكريم

مطابع دار طيبة الرياض / 1409هـ

رابط التحميل :
http://archive.org/download/abu_yaal…in_benissa.pdf


الملفات المرفقة (افحص الملف ببرامج الحماية وقم بالتبليغ عنه إذا وجدته مخالفا) تعليمية الرد على شبهات المستغيثين بغير الله تأليف الشيخ العلامة أحمد بن عيسى الحنبلي النجدي.pdf‏ (1.47 ميجابايت)

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[مقتطف] مفاسد تجويز التمائم من القرآن لمعالي الشيخ صالح آل الشيخ عقيدة –

تعليمية تعليمية
[مقتطف] مفاسد تجويز التمائم من القرآن لمعالي الشيخ صالح آل الشيخ -حفظه الله


قال الشيخ العلامة صالح آل الشيخ في شرحه الماتع على كتاب التوحيد :

إن تجويز اتخاذ التمائم من القرآن يترتب عليه مفاسد منها :
• أنه يفضي إلى الإشتباه فقد نرى من عليه التميمة فيشتبه علينا الأمر هل هذه تميمة شركية أم من القرآن ، وإذا ورد هذا الإحتمال فإن المنكِر على الشركيات يضعف عن الإنكار لأنه سيقول : يحتمل أن تكون من القرآن ، فإجازة تعليق التمائم من القرآن فيه إبقاء للتمائم الشركية لأن التمائم تكون مخفية غالبا ،وإما في جلد ، أو في نوع من القماش ونحو ذلك ،فإذا رأينا من علق تميمة وقلنا يحتمل أن تكون من القرآن وغيره ، فإذا استفصلت منه وقلت له : هل هذه تميمة شركية او من القرآن ؟ فمعلوم أن صاحب المنكر سيجيب بأنها من القرآن حتى بنجو من الإنكار ،لأنه يريد أن يسلم له تعليقها .
فمن المفاسد العظيمة أن في إقرار التمائم من القرآن إبقاء للتمائم الشركية وفي النهي عنها سد لذريعة الإشراك بالتمائم الشركية ولو لم يكن إلا هذا لكان كافيا
• أن الجهلة من الناس إذا علقوا التمائم من القرآن تعلقت قلوبهم بها ، فلا تكون عندهم مجرد أسباب ، بل بعنقدون أن فيها خاصية بنفسها بجلب النفع أو دفع الضر ، ولا شك أن في هذا فتحا لباب الإعتقادات الفاسدة على الناس يجب صدُّه ومن المعلوم أن الشريعة جاءت بسد الذرائع .
• ومن المفاسد المتحققة أيضا : أنه إذا علَّق شيئا من القرآن فإنه يعرضه للإمتهان فقد ينام عليه أو يدخل به مواضع قذرة أو يكون معه في حالات لا يليق أن يكون معه فيها شيئ من القرآن فهذا مما ينبغي اجتنابه وتركه .

• فتحصل بالدليل والتعليل : أن تعليق التمائم بجميع أنواعها لا يجوز ، فما كان منها من القرآن فنقول يحرم على الصحيح ولا يجوز ويجب إنكاره ، وماكان منها من غير القرآن فنقول فيه : إنه من الشرك بالله لقول النبي ﴿صلى الله عليه وسلم ﴾ : ﴿إن الرقى والتمائم والتِّوَلة شرك ﴾(1)والتخصيص نوع من العلم فيجب أن يكون فيه دليل خاص.
ـــــــــــــــــــ
(1) أخرجه أحمد﴿3615رقم381/1﴾ وأبو داود﴿3883﴾وابن ماجه﴿3530﴾وابن حبان ﴿456/13 رقم6090

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

من فضائل " لا إله إلاّ الله " في القرآن و السّنة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ
أيها الأفاضل : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

إن كلمة التوحيد " لا إله إلا الله " لأجلها خلقت الخليقة ، و أرسلت الرسل ، و أنزلت الكتب ، و بها افترق الناس إلى مؤمنين و كفار ، و سعداء أهل الجنة و أشقياء أهل النار ، فهي العروة الوثقى ، و هي كلمة التقوى ، و هي أعظم أركان الدين و أهم شعب الإيمان ، و هي سبيل الفوز بالجنة و النجاة من النار ، و هي كلمة الشهادة ، و مفتاح دار السعادة ، و أصل الدين و أساسه و رأس أمره ، و فضائل هذه الكلمة و موقعها من الدين فوق ما يصفه الواصفون و يعرفه العارفون ، قال الله تعالى : ((شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )) آل عمران18 .

أولا : بعض ما ورد في فضلها في القرآن الكريم :

1) جعلها الله زبدة دعوة الرسل و خلاصة رسالاتهم :

قال الله تعالى : ((وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ))الأنبياء25 .
و قال الله تعالى : ((وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ )) النحل36 .
و قال الله تعالى : ((يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ )) النحل2 .
قال سفيان بن عيينة : " ما أنعم الله على عبد من العباد نعمة أعظم من أن عرّفهم لا إله إلا الله " .

2) أنّ الله وصفها في القرآن بأنها الكلمة الطيبة :

قال الله تعالى : (( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء )) إبراهيم24 .
و هي القول الثابت في قوله تعالى : (( يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ )) إبراهيم27 .
و هي العهد في قوله تعالى : (( لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْداً )) مريم87
روي عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أنه قال : " العهد : شهادة أن لا إله إلا الله ، و يتبرّأ إلى الله عزّ و جلّ من الحول و القوة ، و هي رأس كلّ تقوى " .

3) أنها العروة الوثقى التي من تمسّك بها نجا و من لم يتمسّك بها هلك :

قال الله تعالى : ((لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )) البقرة256 .

4) أنها الكلمة الباقية التي جعلها إبراهيم الخليل ـ عليه السلام ـ في عقبه لعلّهم يرجعون :

قال الله تعالى : ((َإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ ،ِ إلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ ، وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )) الزخرف 26 ـ 28 .
و هي كلمة التقوى التي ألزمها الله أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ و كانوا أحق بها و أهلها :قال الله تعالى : ((إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً )) الفتح26 ، عن عمرو بن ميمون قال : " ما تكلم الناس بشيء أفضل من لا إله إلا الله ، فقال سعد بن عياض : أتدري ما هي يا أبا عبد الله ؟ هي والله كلمة التقوى ألزمها الله أصحاب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ و كانوا أحق بها و أهلها ـ رضي الله عنهم ـ " .

5) أنها منتهى الصواب و غايته :

قال الله تعالى : (( يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً ))النبأ38 .
روى علي بن طلحة ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ في قوله تعالى ((إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً )) أنه قال : " إلا من أذن له الرّب عزّوجل بشهادة أن لا إله إلا الله ، و هي منتهى الصواب " .

6) أنها هي دعوة الحق المرادة بقوله تعالى :

(( لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاء لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ )) الرعد14 .

7) أنها هي الرابطة الحقيقية التي اجتمع عليها أهل دين الإسلام :

قال محمد الأمين الشنقيطي ـ رحمه الله ـ في كتابه " أضواء البيان " : " و الحاصل أن الرابطة الحقيقية التي تجمع المفترق و تؤلف المختلف هي رابطة " لا إله إلا الله " ، ألا ترى أن هذه الرابطة التي تجمع المجتمع الإسلامي كله كأنه جسد واحد ، و تجعله كالبنيان يشد بعضه بعضا ، عطفت قلوب حملة العرش و من حوله من الملائكة على بني آدم في الأرض مع ما بينهم من الاختلاف ، قال تعالى : ((الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ، رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ، وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )) غافر 7 ـ 9 ، فقد أشار الله تعالى إلى أن الرابطة التي ربطت بين حملة العرش و من حوله ، و بين بني آدم في الأرض حتى دعوا الله لهم هذا الدعاء الصالح العظيم إنما هي الإيمان بالله جلّ و علا …… و بالجملة فلا خلاف بين المسلمين أن الرابطة التي تربط أفراد أهل الأرض بعضهم ببعض و تربط بين أهل الأرض و السماء هي رابطة لا إله إلا الله ، فلا يجوز البتّة النداء برابطة غيرها " .

تعليمية أنها أفضل الحسنات :

قال الله تعالى : (( مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ )) النمل89
و ثبت في المسند و غيره عن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ قال : (( قلت يا رسول الله علّمني عملا يقرّبني من الجنّة ويباعدني من النّار ، فقال : إذا عملت سيئة فاعمل حسنة فإنّها عشر أمثالها ، قلت : يا رسول الله : أفمن الحسنات لا إله إلا الله ؟ قال : نعم هي أحسن الحسنات ))

ثانيا : بعض ما ورد في فضلها في السنّة النبوية :

1) أنها أفضل الأعمال و أكثرها تضعيفا و تعدل عتق الرقاب و تكون لقائلها حرزا من الشيطان :

عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : (( من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير ، في يوم مائة مرة ، كانت له عدل عشر رقاب ، و كتب له مائة حسنة ، و محي عنه مائة سيئة ، و لم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك )) الشيخان .

2) أنها أفضل ما قاله النبيون :

ثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال : (( خير الدعاء دعاء يوم عرفة ، و خير ما قلته أنا و النبيون من قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير )) الترمذي و حسنه الألباني .

3) أنها ترجح بصحائف الذنوب يوم القيامة :

عن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : (( يصاح برجل من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة ، فينشر له تسعة و تسعون سجّلا ، كلّ سجل منها مدّ البصر ، ثم يقول الله تبارك و تعالى له : أتنكر من هذا شيئا ؟ فيقول : لا يا رب ، فيقول عزّ و جلّ : ألك عذر أو حسنة ؟ فيهاب الرجل فيقول : لا يا رب ، فيقول عزّ و جلّ : بلى إن لك عندنا حسنة ، و إنه لا ظلم عليك ، فتخرج له بطاقة فيها : أشهد أن لا إله إلا الله و أنّ محمدا عبده و رسوله ، فيقول : يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجّلات ؟ فيقول عزّ و جلّ : إنّك لا تظلم ، قال : فتوضع السجّلات في كفّة و البطاقة في كفّة ، فطاشت السجّلات و ثقلت البطاقة )) أحمد و النّسائي و الترمذي و غيرهم .
و لا شك أن هذا قد قام بقلبه من الإيمان ما جعل بطاقته التي فيها لا إله إلا الله تطيش بتلك السجّلات ، إذ النّاس متفاضلون في الأعمال بحسب ما يقوم بقلوبهم من الإيمان ، و إلا فكم من قائل لا إله إلا الله لا يحصل له مثل هذا لضعف إيمانه بها في قلبه ، عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال : (( يخرج من النّار من قال لا إله إلا الله و في قلبه وزن برّة من خير ، و يخرج من النّار من قال لا إله إلا الله و في قلبه وزن ذرّة من خير )) صححه الألباني .
فدلّ ذلك على أنّ أهل لا إله إلا الله متفاوتون فيها بحسب ما قام في قلوبهم من إيمان .

4) أنّا لو وزنت بالسموات و الأرض رجحت بهنّ :

عن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : (( أنّ نوحا قال لابنه عند موته : آمرك بلا إله إلا الله ، فإنّ السموات السّبع و الأرضين السّبع لو وضعت في كفّة و وضعت لا إله إلا الله في كفّة رجحت بهنّ لا إله إلا الله ، و لو أنّ السموات السبع في حلقة مبهمة لقصمتهنّ لا إله إلا الله )) أحمد .

5) أنّا ليس لها دون الله حجاب ، بل تخرق الحجب حتى تصل إلى الله عزّو جلّ :

عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عنه ـ أنه قال : (( ما قال عبد لا إله إلا الله مخلصا إلا فتحت له أبواب السّماء حتى تفضي إلى العرش ما اجتنب الكبائر )) الترمذي .

6) أنها نجاة لقائلها من النّار :

في صحيح مسلم (( أنّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ سمع مؤذّنا يقول : أشهد أن لا إله إلا الله ، فقال : خرج من النّار )) مسلم .
و عن عتبان ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنّه قال : (( إنّ الله حرّم على النّار من قال : لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله )) الشيخان .

7) أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ جعلها أفضل شعب الإيمان :

عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أنّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : (( الإيمان بضع و سبعون شعبة ، أعلاها قول لا إله إلا الله ، و أدناها إماطة الأذى عن الطريق )) الشيخان .

تعليمية أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أخبر أنّها أفضل الذّكر :

عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال : سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : (( أفضل الذكر : لا إله إلا الله ، و أفضل الدعاء : الحمد لله )) الترمذي .

9) أنّ من قالها خالصا من قلبه يكون أسعد النّاس بشفاعة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم القيامة :

عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أنّه قال : قيل يا رسول الله من أسعد النّاس بشفاعتك يوم القيامة ؟ فقال : (( لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث ، أسعد النّاس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه أو نفسه )) البخاري .




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[خطبة جمعة] خطبة جمعة [صوتيا و مفرغة ] لمعالي

تعليمية تعليمية
[خطبة جمعة] خطبة جمعة [صوتيا و مفرغة ] ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) لمعالي الشيخ صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة جمعة 20 ربيع الأول 1443 ه
معالي الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله تعالى-
( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا )


الخطبة الأولى
الحمد لله رب العالمين أمر بالاجتماع والائتلاف ونهى عن التفرق والاختلاف وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ذوي العدل والإنصاف وسلم تسليما كثير أما بعد :

أيها الناس اتقوا لله جل وعلا
واعلموا أن الله سبحانه أمرنا بالاجتماع والائتلاف
فقال سبحانه وتعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً)، قال سبحانه: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ)،
فبين سبحانه أن الاجتماع رحمة وأن الفرقة هلاك وعذاب فقال سبحانه: (وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ* إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ)،
لا يزال الخلق مختلفين إلا من رحم الله فإنهم لم يختلفوا فدل على أن الاجتماع رحمة (إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ)، فدل على أن الاجتماع رحمة وأن الفرقة عذاب وشقاء وتناحر وتخاصم وتقاتل وعداوات وثارات أما الاجتماع فإنه رحمة،
رحمة من الله يتراحم بها المؤمنون ويجتمعون على طاعة الله وأما الكفار والمنافقون (تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى)، فالاجتماع ليس بالأبدان فقط وإنما الاجتماع بالقلوب هو اجتماع القلوب ولو تفرقت الأبدان وأما إذا اجتمعت الأبدان والقلوب متفرقة فإن هؤلاء لا يعقلون ولا ينفهم اجتماعهم كما لم ينفع الكفار والمنافقين من قبل
ولذلك مما يدل على فائدة الاجتماع بين المسلمين أن الله أمرهم أن يجتمعوا يوميا للصلوات الخمس في المساجد اجتماعا يومي خمس مرات لأهل الحارات كل حارة تجتمع في مسجدها خمس مرات يرى بعضهم بعضا ويسلم بعضهم على بعض ويتعارفون ويتآلفون ويتفقدون بمن تخلف ويسألون عنه
وكذلك شرع الله الاجتماع اسبوعيا لأهل البلد وذلك في يوم الجمعة يجتمعون ويستمعون الخطبة ويستمعون إلى ذكر الله قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ* فَإِذَا قُضِيَتْ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)،
وكذلك شرع لنا اجتماعا سنويًا في صلاة العيدين شرع لنا اجتماعا سنويا في صلاة العيدين
واجتماعا سنويا لأهل الأرض كلهم من المسلمين وذلك في الحج اجتماع سنوي لأهل الأرض من المسلمين يجتمعون في الحج ويلتقي بعضهم ببعض ويتعارفون ويستفيد بعضهم من بعض هذا يدل على أن الإسلام يحرص على اجتماعنا في قلوبنا لا بأبداننا اجتماعنا كل سنة كل أسبوع كل يوم على عبادة الله وعلى ذكر الله هذا مما يربينا على الخير ومما يؤلف بين قلوبنا ومما يزيل الإحن والأحقاد فيما بيننا
هكذا الإسلام جاء بالأمر بالاجتماع بين المسلمين في كل يوم الاجتماع على عبادة الله (وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ)، الاجتماع على القيادة الواحدة ووحدة الكلمة بين الأمة والرعية الاجتماع على الكتاب والسنة (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ)، الذي هو الكتاب والسنة هو حبل الله المتين فاعتصموا به ولا تحيدوا عنه (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً)، ثم قال: (وَلا تَفَرَّقُوا)،
لما أمر بالاجتماع هل نجتمع على أطماع الدنيا؟ لا، نجتمع على الكتاب والسنة جميعا ولا تفرقوا نهى عن التفرق قال سبحانه: (وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)،
وصف النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين بأنهم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا ووصف أنهم "كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"، هكذا المسلمون وإذا حصل اختلاف في الرأي أو خصومة في مال أو غير ذلك فإننا نتاحكم إلى كتاب الله وسنة رسوله (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)،
هذا علاج النزاع والخصام فيما بيننا لأن الله أنزل الكتاب ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه فالله أنزل الكتاب ليحكم بيننا (وَأَنْ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ)، فإذا وجد الاختلاف لأنه من طبيعة البشر فعندنا العلاج الناجح ولله الحمد وهو الرجوع إلى كتاب الله تعالى إذا اختلفنا في مسائل العقيدة أو اختلفنا في مسائل العبادة أو اختلفنا في أي شيء (وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ)، نرجع إلى كتاب الله وهو يحكم بيننا ونرضى به ونسلم له وذلك خير لنا من البقاء على نزاعنا وخصوماتنا فالحمد لله، الحمد لله العلاج الناجح بأيدينا ومتوفر لدينا وهو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: "فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثير فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ"،
فلا نبقى على اختلافنا بل نرجع إلى كتاب ربنا وسنة نبينا ونرجع إلى علمائنا الذين يستطيعون استنباط الأحكام من الكتاب والسنة ليحكموا بيننا وينهوا الخلاف بيننا ونقنع بذلك (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً)،
لكن المؤمن يرضى بحكم الله ويطمئن قلبه بكتاب الله وسنة رسوله ويقنع بذلك ويسلم له وإذا بقي في نفسه حرج ولم يقنع فهذا دليل على عدم إيمانه أما المؤمن فإنه لا يجد في نفسه حرجا (ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ)، لا يجد في نفسه حرجا من ذلك لأنه يعلم أن الله أحكم الحاكمين وأنه سبحانه هو الحكم العدل وأنه سبحانه أنزل الكتاب ميزانًا نزنوا به أقوالنا وأعمالنا فنرضى به حكمًا بيننا هكذا المؤمنون يا عباد الله فاتقوا الله عباد الله،
الله جل وعلا قال: (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ)، كذلك إذا حصل اختلاف أو نزاع فإن الواجب علينا الإصلاح بين المتخاصمين قال سبحانه: (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً)،
فالإصلاح أمر عظيم (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا)، إذا كان الخلاف مسلحًا فنبدأ بالصلح إذا كان الإختلاف بين المؤمنين مسلحًا فنبدأ بالصلح (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى)، ولم تقبل الصلح (فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)، هكذا نعالج مشاكلنا لا نستورد الحلول من الكفار أو نلجأ للأمم المتحدة أو نلجأ إلى محاكم الكفار وإنما نلجأ إلى المحاكم الشرعية إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم محاكمهم ما أغنت عنهم شيئا ولا أنهت النزاع بينهم ولا أذهبت الإحن والأحقاد فيما بينهم
أما نحن والحمد لله فعندنا المحاكم الشرعية المبنية على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أيدي أهل العلم الذين هم ورثة الأنبياء فالحل عندنا ولله الحمد حل مشاكلنا عندنا لا صعوبة فيه وإنما الشأن في الرجوع إليه والإيمان به والاقتناع به هذا هو الشأن
ولذلك لما درج عليه سلف هذه الأمة سادوا العالم كله وأسقطوا الدولتين العظيمتين في وقتهم دولة الفرس ودولة الروم وصاروا تحت حكم المسلمين ووجدوا الراحة وجدت هذه الأمم الراحة في حكم الإسلام واطمأنت إلى ذلك لأن الله أنزله رحمة للعباد (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)،
فلنتق الله يا عباد الله ولنحمد الله على هذه النعمة التي منحنا الله إياها بإرسال هذا الرسول وإنزال هذا الكتاب وبقاء هذا الكتاب بيننا وسنة نبينا بيننا من أكبر النعم فكيف نضل وعندنا كتاب الله وسنة رسول الله كيف نلجأ إلى الغرب إلى محاكم الغرب ودساتيره وعندنا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هل هذا إلا من عمى البصيرة الله جل وعلا ذم اليهود الذين يحملون التوراة ولم ينتفعوا بها (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)، إننا إذا لجأنا إلى أعداءنا وهم يفرحون بذلك شكوى الجريح إلى الغربان والرخم يفرحون بذلك ولن ينفعونا أبدا ما نفعوا أنفسهم فكيف ينفعوننا لا نلجأ إليهم وإنما نلجأ إلى شرع الله عز وجل الذي هو للعالم كله لو أنهم عقلوا.
فاتقوا الله عباد الله واشكروا نعمة الله واعتزوا بهذا الدين وهذا الإسلام ولا تلتفتوا إلى غيره إن كنتم تريدون النجاة في الدنيا والآخرة إن كنتم تريدون تمام المصالح ودفع المضار فأرجعوا إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وادعوا إلى ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن،
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكرهُ على توفيقهِ وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابهِ وسلم تسليماً كثيرا، أما بعد:
أيُّها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا أنه يعيش بيننا فئات مما رضعوا من ألبان الغرب ومن مدارس الكفر رضعوا وجاؤوا يدعون إلى الفرقة والاختلاف ويقولون هذا من حرية الرأي وهذا من حرية الكلمة لا بد من التعددية لا بد من كذا وكذا ليس هناك وصاية على الناس يا سبحان الله!!
نضيع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم التي أمرنا الله أن نتوحد عليها وأن نرجع إليها وأن نصدر عنها ونقول كل يبقى على رأيه كل يبقى على فكره كل يأخذ برأيه لا بد من التعددية لا بد من ترك المذاهب الباطلة تنخر في جسم الأمة هذا حرام وهذا من الإلحاد في دين الله عز وجل،
نحن مسلمون ولله الحمد نحن مسلمون نحن أمة واحدة
نحن ليس لنا وصاية للظلم وإنما وصاية بالعدل ننفذ كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهي من مصلحة من نفذت عليه قبل مصلحة من نفذت له، كتاب الله وسنة رسوله شفاء للناس ورحمة فلنتق الله ولندعو هؤلاء الشباب وهؤلاء المثقفين ندعوهم إلى كتاب الله وسنة رسوله ونبين لهم بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن لعل الله أن يهديهم وإلا على الأقل أن نقيم الحجة عليهم ولكن علينا أن نَحذر منهم ونُحذر منهم.
فاتقوا الله عباد الله واعلموا أنَّ خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحدثاتها، وكل بدعة ضلالة، وعليكم بالجماعة، عليكم بالجماعة، جماعة المسلمين، فإنَّ يد الله على الجماعة، ولهذا لما قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم لما ذكر له الفتن قال: ما تأمرني يا رسول الله إذا أدركني ذلك قال: "تلزم جماعة المسلمين وإمامهم"، قال: فقلت إن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: "فأعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يأتيك الموت وأنت على ذلك".
فاتقوا الله عباد الله واحمدوا الله على نعمته، وعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ومن شذ شذ في النار.
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك نبيَّنا محمد، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائِه الراشدين، الأئمةِ المهديين، أبي بكرَ، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعَن الصحابةِ أجمعين، وعن التابعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين.
اللَّهُمَّ أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، وانصر عبادك الموحدين، واجعل هذا البلد آمناً رخاءًا سخاءًا وسائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين، اللهم آمنا في دورنا، وأصلح ولاة أمورنا واجعلهم هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، اللهم ول علينا وعلى المسلمين في كل مكان ول علينا خيارنا واكفنا شرارنا ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا وقنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم أصلح ولي أمرنا، اللهم اهده إلى ما فيه الخير للأمة، اللهم اهده إلى ما فيه الصلاح والإصلاح، اللهم وفقه لكل خير، اللهم جنب عنه كل شر، اللهم أبعد عنه بطانة السوء والمفسدين، يا رب العالمين، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم.
عبادَ الله، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)، (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)، فذكروا الله يذكركم، واشكُروه على نعمه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبرَ، واللهُ يعلمُ ما تصنعون.

المصدر موقع معالي الشيخ صالح الفوزان

الخطبة صوتيا في المرفقات
الملفات المرفقة

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




بارك الله فيكي

جزاكي الخير المديد




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[بيان] آية الكرسي وما تضمنته من بيان التوحيد

تعليمية تعليمية
[بيان] آية الكرسي وما تضمنته من بيان التوحيد


قال العلامة ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله تعالى-:
أريد أن أتكلم بإيجاز عن معاني آية الكرسي؛ فإنَّها أعظم آية في كتاب الله، وورد في فضلها أحاديث كثيرة، وفي بيان عظم شأنها أحاديث.
ومن ذلك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لأحد القرَّاء من كبار الصحابة أبيِّ بن كعب -رضي الله عنه- قال : «يَا أَبَا المُنذِرِ، أَتَدرِي أَيُّ آيَةٍ مِن كِتَابِ اللَّهِ أَعظَمُ؟ قَالَ: قُلتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعلَمُ.
قَالَ: يَا أَبَا المُنذِرِ، أَتَدرِي أَيُّ آيَةٍ مِن كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعظَمُ؟ قَالَ: قُلتُ: ﴿اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ قَالَ: فَضَرَبَ فِي صَدرِي وَقَالَ: وَاللَّهِ لِيَهنِكَ العِلمُ أَبَا المُنذِرِ»([1]).
أدرك هذا الصحابي –رضي الله عنه- أن هذه الآية أعظم آية في كتاب الله، وهنأه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بهذا الفقه، ما تلقى هذا الأمر من رسول الله، إنَّما تفقه في كتاب الله، فأجابه بهذه الإجابة التي تدل على عمق فهمه وحسن تدبره لكتاب الله، فقال: «لِيَهنِكَ العِلمُ».
هذه الآية ذكر الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- فيها التَّوحيد: توحيد الألوهية، وتوحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات وعظمته وجلاله -سبحانه وتعالى-،﴿اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ﴾ إثبات توحيد الإلوهية الذي خلق الأولين والآخرين من أجله، وخلق من أجله الجنة والنار، وأرسل من أجله الرسل وأنزل من أجله الكتب ﴿اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ لا إله إلا الله معناها؛ لا معبود بحق إلا الله.
وهذا المعنى على اختصاره ووجازته ووضوحه ضيعه أهل البدع والضلال، وسنَّ لهم هذا الضياعَ أهلُ الباطل الذي حذَّر منه أهل الإسلام وحذَّروا من أهله وحذَّروا من كتبه، ففسَّروا (لا إله إلا الله) بأنه: لا خالق ولا رازق، وتأثَّر بهم أهل الأهواء والضلال، وصاروا يفسِّرون توحيد الألوهية الواضح الذي بعث الله به جميع الأنبياء لمواجهة المشركين والأمم الضَّالة وطمسوا معالمه بهذا التفسير، لا خالق لا رازق.
نعم ربنا هو الخالق الرازق والآيات في ذلك كثيرة؛ ولكن ليس هذا معنى (لا إله إلا الله)، معنى (لا إله إلا الله): لا معبود بحق إلا الله، إبطال عبادة الأوثان والأشجار والأحجار والجن والإنس والملائكة، وتخصيص العبادة بالله وحده الواحد القهار.
فالعبادات من الصلاة والزَّكاة والصوم والحج والدعاء والتوكل والخوف والرغبة والرهبة، كلها وغيرها من العبادات لا يجوز أن يُصرف منها ذرة لغير الله-عز وجل- ، لا لأنبياء ولا لغيرهم من مخلوقات الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-، ولا من الأنداد التي اتُّخذت مع الله مع الأسف الشديد، فيجب أن نفقه هذا التَّوحيد الذي بُعث به جميع الأنبياء وأن ننشره في النَّاس؛ فإن أهل البدع ينشرون باطلهم، وهناك جماعات ومدارس تقوم على هذا التَّفسير الباطل، فيضلون في معنى (لا إله إلا الله) هذه الكلمة العظيمة التي ذكرنا من شأنها وأنها بُعث من أجلها جميع الرسل، وأنزل من أجلها الكتب، وخلق من أجلها الجنة والنار، والناس يُسألون عنها في القبور: من ربك ؟ يقول: الله ربي. من نبيك؟ يقول: محمد -صلى الله عليه وسلم- نبيِّي.
هذه جملة تدور حولها هذه الرِّسالات كلها، تدور حولها آيات كثيرة وكثيرة في القرآن الكريم، وتتبَّعوا ذلك في القرآن.
ثم وصف الله نفسه بأنه الحي القيوم، الحي الحياة الدائمة التي لم يسبقها عدم ولا يعقبها شيء، هو الأول والآخر والظاهر والباطن، وهو بكل شيء عليم -سبحانه وتعالى-، هو الأول قبل كل شيء، والظاهر على كل شيء، والباطن الذي لا يخفى عليه شيء -سبحانه وتعالى-، والحي يتضمَّن جميع الأسماء والصفات؛ لأنه حي حياة كاملة، وتستلزم صفات الكمال كلها صفة السمع والبصر والقدرة والإرادة وسائر صفاته -سبحانه وتعالى-.
والقيوم القائم بنفسه والقائم على كل شيء، وقيوم السَّموات والأرضين -سبحانه وتعالى- يدبِّر هذا الكون، ويصرِّفه وهو قائم عليه، وهو قائم على كل نفس -سبحانه وتعالى- بعلمه وسمعه وبصره وقدرته وإرادته -سبحانه وتعالى-، فالقيوم يتضمن جميع صفات الأفعال، ويتضمن توحيد الربوبية أيضًا؛ يتضمن الخلق والرزق والإحياء والإماتة وما شاكل ذلك ﴿فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ﴾ [هود:107].
ثم ذكر ما يبيِّن كماله -سبحانه وتعالى- في هذه الحياة والقيومية، فقال: ﴿لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ﴾، وهذا من كمال حياته وقيوميته، هو يدبر هذا الكون، وينظِّمه، ويمسك السَّموات أن تقع على الأرض -سبحانه وتعالى-، فلا تأخذه سنة ولا نوم، وتعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا؛ لأن هذه من صفات الضعفاء، وعباده الفقراء المساكين يجعلها راحة لهم من التعب، ﴿وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا﴾ [النبإ: ٩]. تعالى الله علوًّا كبيرًا عن ذلك.
﴿لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾ بيَّن ملكه الواسع، وأن هذا الكون كله ملك له -سبحانه وتعالى- خاص به لا يشركه أحد في مثقال ذرة -سبحانه وتعالى-، السَّموات والأرضين والعرش والكرسي والجنة والنار والمخلوقات كلها؛ الله وحده المنفرد بخلقها والمنفرد بملكها -سبحانه وتعالى- ﴿لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾ ملك عظيم، ﴿مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [آل عمران:26].
هو الملك وهو مالك يوم الدين -سبحانه وتعالى-، ﴿لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّـهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾ [غافر:16]، فتذكروا من هذه الآيات عظمة الله -سبحانه وتعالى-، وعظِّموه حق تعظيمه، وهابوه كل الهيبة، وقوموا بالحقوق التي أوجبها عليكم لمصلحتكم أنتم، الله أكبر؛ هذه العبادات فيها مصالح للعباد، المرء يتوضأ؛ يغسل يديه فتسقط كل معصية اكتسبها بيديه، ويغسل وجهه فتسقط كل معصية نظر إليها بعينه، وإذا ختم الوضوء هذا بقوله: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنَّ محمَّدًا رسول الله، فتحت له أبواب الجنة، ألا ترى هذه مصلحة الوضوء، فكيف بالصلاة، وكيف بالزكاة، كيف بسائر العبادات، فما يشرع الله لعباده من أمر إلا لحكمة وإلا لمصالح عباده -سبحانه وتعالى- الرءوف الرحيم.
ولا يسخط العبادة إلا الكافرون والمنافقون، وأما المؤمن فيتلذذ بهذه العبادة ويطمع في عفو الله وجوده وكرمه -سبحانه وتعالى-، الأنبياء يعبدون الله رغبًا ورهبًا، ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ﴾ [الأنبياء:90]. يقول ضُلَّال الصُّوفية: لا نعبد الله طمعًا في جنَّته ولا خوفًا من ناره.
جعلوا أنفسهم فوق الأنبياء، انظروا الضلال كيف يجر إليه الشيطان إلى هذه الدرجة، الأنبياء يعبدون الله خوفًا ورغبًا، لا يكون العبد مؤمنًا إلا إذا خاف الله وراقبه في كل شئونه، خوف العبادة أصل أصيل في العبادات، وإذا فقده المرء خرج من دين الله -عز وجل-، إذا كان لا يخاف الله ولا يرغب فيما عنده يخرج من دينه، رسول الله كان أخشى الناس لله، «وَاللَّهِ إِنِّي لأَخشَاكُم لِلَّهِ وَأَتقَاكُم لَهُ»([2]).
وكان إذا دخل إلى الصَّلاة يُسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل خوفًا من الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-، ولا يخاف من الله إلا من قَدَّره حق قدره وعظَّمه حق تعظيمه، فنعوذ بالله من إخوان الشياطين.
﴿مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ﴾ عظيم جليل، ﴿هُوَ اللَّـهُ الَّذِي لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّـهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [الحشر:23-24].
سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، رب السَّموات والأرضين الجبار المتكبر فلا يرضى لأحد أن يتقدم بين يديه، حتى الشفاعة؛ لا يشفع عنده أحد إلا بعد أن يأذن، الأنبياء جميعًا يوم القيامة يعتذرون عن الشفاعة، تنزل الهموم والكروب والأهوال بالناس في عرصات القيامة، يقولون: «علَيكُم بِآدَمَ، فَيَأتُونَ آدَمَ عليه السلام فَيَقُولُونَ لَهُ: أَنتَ أَبُو البَشَرِ خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيكَ مِن رُوحِهِ، وَأَمَرَ المَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ، اشفَع لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحنُ فِيهِ أَلَا تَرَى إِلَى مَا قَد بَلَغَنَا؟! فَيَقُولُ آدَمُ: إِنَّ رَبِّي قَد غَضِبَ اليَومَ غَضَبًا لَم يَغضَب قَبلَهُ مِثلَهُ وَلَن يَغضَبَ بَعدَهُ مِثلَهُ، وَإِنَّهُ نَهَانِي عَنِ الشَّجَرَةِ فَعَصَيتُهُ، نَفسِي نَفسِي نَفسِي، اذهَبُوا إِلَى غَيرِي، اذهَبُوا إِلَى نُوحٍ.
فَيَأتُونَ نُوحًا فَيَقُولُونَ: يَا نُوحُ، إِنَّكَ أَنتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إِلَى أَهلِ الأرضِ، وَقَد سَمَّاكَ اللَّهُ عَبدًا شَكُورًا اشفَع لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحنُ فِيهِ؟! فَيَقُولُ: إِنَّ رَبِّي -عز وجل- قَد غَضِبَ اليَومَ غَضَبًا لَم يَغضَب قَبلَهُ مِثلَهُ، وَلَن يَغضَبَ بَعدَهُ مِثلَهُ، وَإِنَّهُ قَد كَانَت لِي دَعوَةٌ دَعَوتُهَا عَلَى قَومِي، نَفسِي نَفسِي نَفسِي، اذهَبُوا إِلَى غَيرِي، اذهَبُوا إِلَى إِبرَاهِيمَ.
فَيَأتُونَ إِبرَاهِيمَ، فَيَقُولُونَ: يَا إِبرَاهِيمُ، أَنتَ نَبِيُّ اللَّهِ وَخَلِيلُهُ مِن أَهلِ الأرضِ اشفَع لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحنُ فِيهِ؟! فَيَقُولُ لَهُم: إِنَّ رَبِّي قَد غَضِبَ اليَومَ غَضَبًا لَم يَغضَب قَبلَهُ مِثلَهُ وَلَن يَغضَبَ بَعدَهُ مِثلَهُ، وَإِنِّي قَد كُنتُ كَذَبتُ ثَلَاثَ كَذَبَاتٍ…»([3]).
ويعتذر آدم، يعتذر ويذكر ذنبه، يذكر معصيته؛ «وَإِنَّهُ نَهَانِي عَنِ الشَّجَرَةِ فَعَصَيتُهُ» أكله من الشجرة رغم أنه تاب منها توبة عظيمة، ومع ذلك لا يزال الحياء من الله يلاحقه، تاب إلى الله وأناب وعَبَدَه -الله أعلم- مئات السنين؛ لأن حياته كانت طويلة، ومع ذلك لا يزال خجلًا حيِيًّا من الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- يستحي أن يشفع لأنه نهاه عن تلك الشجرة فأكل منها، ما نسيها، هكذا المؤمن، نوح دعا قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا إلى التوحيد ليلًا ونهارًا، سرًّا وجهارًا، وما يزدادون إلا كفرًا وضلالًا وعنادًا، فدعا عليهم فأهلكهم الله، فيقول: «وَإِنَّهُ قَد كَانَت لِي دَعوَةٌ دَعَوتُهَا»، فيعتذر وهي دعوة حق، والله أيَّده في ذلك وانتقم له من أعدائه، ومع ذلك جعلها عذرًا، الحياء من الله أمر عظيم، في النبوات الأولى: «إِنَّ مِمَّا أَدرَكَ النَّاسُ مِن كَلَامِ النُّبُوَّةِ: إِذَا لَم تَستَحِ فَاصنَع مَا شِئتَ»([4]). فالحياء خلق عظيم جدًّا جدًّا، يجب أن يتحلى به المؤمن.
وإبراهيم -عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- اعتذر، ((وَإِنِّي قَد كُنتُ كَذَبتُ ثَلَاثَ كَذَبَاتٍ)). وهي تورية في الله-عز وجل- ليست كذبًا حقيقيًّا: لما عزم على تحطيم الأصنام التي اتخذوها أندادًا مع الله-عز وجل- ، وهذا عمل عظيم لا يلحق أحد فيه إبراهيم إلا محمدًا -عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- الذي حطَّم الأصنام، قال: إني سقيم، فلما ذهبوا، أخذ معوله وذهب يحطم الأصنام ﴿فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ﴾ [الصافات:93]. ذكر الله قصته في عدد من السور، الشاهد أنه اعتبر هذه كذبة يستحي من الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- يوم القيامة أن يشفع.
الثانية: أنه لما هاجر في الله -سبحانه وتعالى- من بلاده العراق إلى الأرض المباركة مر على طاغية؛ سلطان جبار قال له زبانيته الأخِساء: إن هنا رجلًا مَرَّ بامرأة لا ينبغي أن تكون إلا لك، أجمل النساء، عرف إبراهيم ذلك، فقال لها: إذا جئت عنده قولي: إن هذا أخي -لأن إبراهيم اعتقد لو عرف أنه زوجها لقتله- لأنك أنت أختي في الله، ما هنا مسلم إلا أنا وأنت -عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-.
هذه اعتبرها كذبة يخجل منها يوم القيامة، كم يكذب الإنسان في أيام حياته وينسى كل هذا الكذب، ونعوذ بالله من الكذب الذي هو من أخبث الصفات؛ بل هو ركن من أركان الكفر بالله -سبحانه وتعالى-، وإبراهيم لم يكذب، بل هي تورية وكلها في الله -عز وجل- واعتذر عن الشفاعة.
((اذهَبُوا إِلَي غَيرِي، اذهَبُوا إِلَى مُوسَى، فَيَأتُونَ مُوسَى، فَيَقُولُونَ: يَا مُوسَى أَنتَ رَسُولُ اللَّهِ، فَضَّلَكَ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ وَبِكَلَامِهِ عَلَى النَّاسِ، اشفَع لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحنُ فِيهِ؟!
فَيَقُولُ: إِنَّ رَبِّي قَد غَضِبَ اليَومَ غَضَبًا لَم يَغضَب قَبلَهُ مِثلَهُ، وَلَن يَغضَبَ بَعدَهُ مِثلَهُ، وَإِنِّي قَد قَتَلتُ نَفسًا لَم أُومَر بِقَتلِهَا، نَفسِي نَفسِي نَفسِي، اذهَبُوا إِلَى غَيرِي، اذهَبُوا إِلَى عِيسَى.
فَيَأتُونَ عِيسَى فَيَقُولُونَ: يَا عِيسَى أَنتَ رَسُولُ اللَّهِ، وَكَلِمَتُهُ أَلقَاهَا إِلَى مَريَمَ وَرُوحٌ مِنهُ، وَكَلَّمتَ النَّاسَ فِي المَهدِ صَبِيًّا، اشفَع لَنَا، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحنُ فِيهِ؟!
فَيَقُولُ عِيسَى: إِنَّ رَبِّي قَد غَضِبَ اليَومَ غَضَبًا لَم يَغضَب قَبلَهُ مِثلَهُ، وَلَن يَغضَبَ بَعدَهُ مِثلَهُ -وَلَم يَذكُر ذَنبًا- نَفسِي نَفسِي نَفسِي، اذهَبُوا إِلَى غَيرِي، اذهَبُوا إِلَى مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم-.
فَيَأتُونَ مُحَمَّدًا -صلى الله عليه وسلم- فَيَقُولُونَ: يَا مُحَمَّدُ أَنتَ رَسُولُ اللَّهِ وَخَاتَمُ الَأنبِيَاءِ، وَقَد غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، اشفَع لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحنُ فِيهِ؟! فَأَنطَلِقُ فَآتِي تَحتَ العَرشِ، فَأَقَعُ سَاجِدًا لِرَبِّي -عز وجل- ثُمَّ يَفتَحُ اللَّهُ عَلَي مِن مَحَامِدِهِ وَحُسنِ الثَّنَاءِ عَلَيهِ شَيئًا لَم يَفتَحهُ عَلَى أَحَدٍ قَبلِي، ثُمَّ يُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ ارفَع رَأسَكَ، سَل تُعطَه، وَاشفَع تُشَفَّع، فَأَرفَعُ رَأسِي، فَأَقُولُ: أُمَّتِي يَا رَبِّ، أُمَّتِي يَا رَبِّ. فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ، أَدخِل مِن أُمَّتِكَ مَن لَا حِسَابَ عَلَيهِم مِنَ البَابِ الَأيمَنِ مِن أَبوَابِ الجَنَّةِ، وَهُم شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ الأبوَابِ)).
موسى يعتذر؛ لأنه قتل القبطي الكافر المعتدي، قتله بغير إذن من الله فاعتبر هذا ذنبًا خجل منه أن يتقدم إلى الشفاعة، ويحيل إلى عيسى وعيسى يحيل إلى محمد -عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- فيقول: «أنا لها»([5]). فيذهب فيخرُّ ساجدًا تحت العرش فيدعو ويدعو ويدعو دعاء طويلًا، ثم يستأذن في الشفاعة فيؤذن له، ولهذا قال -سبحانه وتعالى-: ﴿مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ﴾ من الذي يستطيع أن يشفع عند الله -عز وجل- العظيم الجليل؟ لا يستطيع أحد إلا بإذنه، والشفاعة ملك لله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-.
﴿قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا﴾ [الزمر:44]. ولهذا لا يجوز أن تطلب من الأموات ولا الغائبين، وتطلب من الحي أن يشفع لك، أمَّا الميِّت فإذا طلبت منه الشفاعة فقد طلبت منه حقًّا خالصًا لله، لا يحصل إلَّا لمن أذن الله له -سبحانه وتعالى-.
﴿قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا﴾ الروافض والقبوريون يطلبون الشفاعة من الأموات؛ بل يذبحون لهم؛ بل يستغيثون بهم، بل يعتقدون فيهم أنهم يعلمون الغيب ويتصرفون في الكون، ما وقفوا عند الشرك في الألوهية؛ تجاوزوا ذلك إلى الشرك في الربوبية، ﴿قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّـهُ﴾ [النمل:65]. -سبحانه وتعالى-.
والله يقول لنبيه أفضل البشر وأقربهم إليه: ﴿قُل لَّا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّـهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ﴾ [الأنعام:50].
﴿قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّـهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ [الأعراف:188].
فيعتقدون في الأولياء، وبعضهم في غير الأولياء، وبعضهم معبودات من الحيوانات، من مكائد أهل الضلال والإلحاد قد يقبرون حيوانًا حمارًا أو غيره، ويقولون: هذا ولي، فيُقبل الجهلة والسفهاء وضلال الصوفية على هذا القبر يقدِّسونه ويطوفون به ويطلبون منه ما لا يُطلب إلا من الله -سبحانه وتعالى-، وهذا ينافي توحيد الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-.
الشَّاهد: أنَّ الشَّفاعة ملك الله -سبحانه وتعالى- فلا يجوز أن تُطلَب من حي ولا ميت، والرسول -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة، والأنبياء لا يشفعون عند الله إلا بإذنه ﴿وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ﴾ [النجم:26]. منهم جبريل, ميكائيل فيهم ملَك الجبال، فيهم ملَك أذن لنبيه أن يتكلم عنه بين شحمة أذنيه وعاتقه كما بين السماء والأرض، وملك يستطيع أن يأخذ الجبال يضرب بعضها ببعض، ورسول الله -عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- جاءه ملك الجبال وقال: ((وَأَنَا مَلَكُ الجِبَال،ِ وَقَد بَعَثَنِي رَبُّكَ إِلَيكَ لِتَأمُرَنِي بِأَمرِكَ، فَمَا شِئتَ، إِن شِئتَ أَن أُطبِقَ عَلَيهِمُ الَاخشَبَينِ))([1]) على كفار قريش، هؤلاء الملائكة العظام، وجبريل له ستمائة جناح تغطي بين السَّماء والأرض، ومع ذلك يتضاءلون أمام عظمة الله خوفًا وإجلالًا وتعظيمًا.
هؤلاء الملائكة لا يشفعون عند الله إلَّا من بعد إذنه.
صارت الشَّفاعة لعبة عند الجهلة والسُّفهاء والضُّلال، نسأل الله العافية.
المصدر:
نفحات الهدى والإيمان من مجالس القرآن ص [26 -37]

([1]) أخرجه مسلم، كتاب: صلاة المسافرين، باب: فضل سورة الكهف وآية الكرسي (1921) عن أبي بن كعب -رضي الله عنه-.

([2]) متفق عليه: أخرجه البخاري، واللفظ له، كتاب: النكاح، باب: الترغيب في النكاح
(4776)، ومسلم، كتاب: الصيام، باب: صحَّة صوم من طلع عليه الفجر وهو جنب
(1868) من حديث أنس و عائشة -رضي الله عنها-.

([3]) متفق عليه: أخرجه البخاري، كتاب: التفسير باب: سورة الإسراء (4435)، ومسلم، كتاب: الإيمان، باب: أدنى أهل الجنَّة منزلة فيها (501) عن أبي هريرة -رضي الله عنه-.

([4]) أخرجه البخاري، كتاب: أحاديث الأنبياء، باب: أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم
(3296) عن أبي مسعود -رضي الله عنه-.

([5]) هذه اللفظة في حديث أنس -رضي الله عنه- أخرجها البخاري، كتاب: التوحيد، باب: كلام الرب -تبارك وتعالى- يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم (7072)، ومسلم، كتاب: الإيمان، باب: أدنى أهل الجنَّة منزلة فيها (500).

([6]) متفق عليه: أخرجه البخاري، كتاب: بدء الخلق، باب: ((إذا قال أحدكم: آمين والملائكة في السماء فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه)) (3059)، ومسلم، كتاب: الجهاد والسير، باب: ما لقي النَّبيُّ – -صلى الله عليه وسلم من أذى المشركين والمنافقين (4754) عن عائشة -رضي الله عنها-.

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[مقطع صوتي] ما حكم دراسة بعض المصنفات المفيدة التي ألّفها مبتدعة؟ [ جواب الشيخ عبيد ا

تعليمية تعليمية
[مقطع صوتي] ما حكم دراسة بعض المصنفات المفيدة التي ألّفها مبتدعة؟ [ جواب الشيخ عبيد الجابري حفظه الله]

تعليمية

السؤال:

سائل من الجزائر يقول: عندنا يُنصح الطالب في دراسة الفقه المالكي لمنظومة ابن عاشر، لكن بعض أخواننا يشنِّع علينا كون مؤلفها أشعريًا صوفيًا، وهو قد نصَّ على ذلك في مقدمة وخاتمة منظومته، فما حكم دراسة بعض المصنفات المفيدة التي ألَّفها مبتدعة؟

الجواب صوتي :

الجواب مفرغ :

أولًا: ما كان بدعة بحتًا فهذا لا يَحِلُّ النظر فيه إلَّا لعالم متمكِّن راسخ، ويريد أن يردَّ على المبتدعة من كتبهم، فلو أنَّنا رددنا على المبتدعة بأقوال أئمة أهل السنة لم يقبلوا منا، لكن حينما يكون النقل الشنيع البدعي من كتب أئمتهم، فهُنا إِمَّا أن يقبلوا وإِمَّا أن تقوم عليهم الحُجَّة.
الثاني: ما كان خليطًا فيه سنة وبدعة، كذلك لا يحل النظر فيه إِلَّا لمن ذُكر؛ لأنه يستفيد من ما هو سنة ويدع الآخر.
تفسير الكشَّاف للزمخشري فيه بدع، فالرجل معتزلي جَلْد، ولهذا قال قائل أهل السنة "إنا نستخرج اعتزاليات الزمخشري بالمناقيش" يعني من كتبه، وبهذا تعلمون أنَّ من كان مبتدءًا أو لم يكن راسخًا في العلم لا يحل له النظر في كتب هؤلاء.
الثالث: ما كان في السُّنة محض وإن كان صاحبه صاحب بدعة، فمثلًا يُحقِّق كتابًا في الفقه، ولا يزيد شيء، قد يحقِّق كتابًا في العقيدة والعالم الراسخ صاحب السُّنة يقول ليس فيه شيء، لم يقع فيه على خلل ولا عيب فلا بأس به كذلك، أو كتابًا في الحديث يجمع مثلًا أحاديث الصحيحين في باب كذا، ولم يُدخِل عليه شيء مُتعيِّش يطلب الكسب، وهو مبتدع فهذا الأمر فيه واسع، وإن كان في دواوين أهل السُّنة في جميع الفنون الشرعي الذي أساسه العقيدة الصحيحة من الكتابِ والسُّنة وعلى فهم السلف الصالح أَوْلى من كتب هذا.
بَقِي الحال الذي أظنه محل السؤال وهو أنَّه إذا كانت هذي الدراسة إلزامية من مدارس الدولة، فتفطَّنوا لأشعريات الرجل والكتاب في العقيدة؛ لأن الفقه في الغالب ما يكون في شيء، لا يكون فيه شيء في العقيدة، يشرح كتاب الطهارة على ما هو، أَمَّا إذا كان المصنَّف في العقيدة؛ فهُنا تفطَّنوا، علِّموا أولادكم زلَّات الرجل وشططه في العقيدة، وأنا لم أقرأ للرجل شيئًا، ثُمَّ إذا جاء الاختبار استعمل التعريض، قال المصنف كذا وقال مثلًا فلان كذا استعمل المعاريض.
القارئ: شيخ يظهر من السؤال أنَّ المنظومة في الفقه ولكن المسائل عقدية في مقدمتها وخاتمتها، وأنَّها ليست دراسة نظامية، لأنه يقول يُنصح الطلاب بذلك.
الشيخ: أنا نبَّهت قلت إذا كانت الفقهية تُدرس على ما هي، أمَّا المقدمة يعني الأمور العقدية هذه أمور يُنَبّه الطلاب عليها، يُنَبَّه على الخلل، أو تُحذف مرة واحدة، ويقتصر المدِّرس على الفقه بدءً ونهاية والطلاب يدرِّسهم دواوين العقيدة الصحيحة. نعم.
الملفات المرفقة

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




السلام علبكم




شكرا على النقل المفيد
بارك الله فيك و زادها فى ميزان حسناتك




بارك الله فيك وجزاكي الله خيرا ان شاء الله




بارك الله فيك وجزاكي الله خيرا ان شاء الله




شكرا لمروركم




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[صوتية وتفريغها] ما توجيهكم للذين يتعرضون للحاكم فيما يتعلق بالأموال وزيادة الدخل؟ "

تعليمية تعليمية
[صوتية وتفريغها] ما توجيهكم للذين يتعرضون للحاكم فيما يتعلق بالأموال وزيادة الدخل؟ "الشيخ صالح السحيمي"


تعليمية

أحسن الله إليكم يقول السائل:

نريد توجيه نصيحة للذين يتعرضون للحاكم فيما يتعلق بالأموال والوظائف وزيادة الدخل وتوفير الإسكان للمواطنين؛ويقولون أيضًا:نحن محرومون من الدعم المالي في الوقت نفسه يذهبون بالملايين للدول الخارجية.

وهل من نصيحة للذين يتابعون قناة الإصلاح لسعد الفقيه فيتأثرون بشبهه؟

الجواب:

الفتن قائمة وأثَّرتْ على بعض الناس في بلادنا فيقلدون الغرب حتى في كلماتهم وفي مطالباتهم، ويدَّعون ما يسمى بالبطالة والعَطَلَةَ وهذا كله كذب، ليست هناك بطالة، أقل شخص الذي يأخذ إما راتب في الضمان الاجتماعي أو ما يسمى بحافز أو غير ذلك، وإنني أتساءل هل وجد في عهد الدولة الإسلامية القديمة من عهد الخلفاء الراشدين أن كل الناس وُظِّفوا وأُعطوا أُعطيات ورواتب بحيث يصبحون عالة على المجتمع لا يعملون البتة؟! استقرءوا التاريخ،لم يوجد شيئ من هذا!، والفقر والغنى هذا يعني قدر من الله – عز وجل -، ولذلك قبل هذا وذاك النبي -صلى الله عليه وسلم- توفي ودرعه مرهون عند يهودي.

وكثيرًا ما ربط على بطنه الحجر من الجوع، ولم يبت في بيته درهمٌ واحد، ألا كان يجدر لو كان الأمرُ كما يدَّعي هؤلاء أنه يذهب إلى هؤلاء الأغنياء من الصحابة فيطالبهم بأن يعطوهم من أموالهم وينفقوا على سائر الفقراء ولم يعد فقيرًا في الأمة، هذا غيرُ صحيح، بل لمَّا جاء بعد الفقراء للنبي -صلى الله عليه وسلم- وقالوا يا رسول الله: ((ذهَب أَهْلُ الدُّثورِ بالأُجورِ، يُصَلُّونَ كما نُصَلِّي، ويَصُومُونَ كما نَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُون بِفضُولِ أَمْوَالِهِمْ. قَالَ: أوَ ليسَ قَدْ جَعَلَ اللهُ لَكُمْ مَا تَصَدَّقُونَ؟ إنَّ لَكُمْ بكلِّ تَسْبيحَةٍ صَدَقَةً، وكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً، وكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً، وَأَمْرٍ بِالْمَعرُوفِ صَدَقَةً، وَنَهْيٍ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةً )) إلى آخر الحديث وبعد فترة جاء هؤلاء الفقراء ((فَقَالُوا: سَمِعَ إِخْوَانُنَا أَهْلُ الْأَمْوَالِ بِمَا فَعَلْنَا فَفَعَلُوا مِثْلَهُ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ)) وهل عرفتم عبر التاريخ أن المسلمين كانوا ينازعون الحاكم في ماله إن الفتنة التي أُثيرت على عثمان -رضي الله عنه- حتى وصلوا إليه وقتلوه واستباحوا هذا الدم الطاهر، دم ذي النوريين المبشر بالجنة على بلوىً تصيبه، الذي زوجهُ النبي ابنتيه، وقال له: ((لَوْ كَانَ لَنَا ثَالِثَةٌ لَزَوَّجْنَاكَ))، والذي هو مجهز جيش العسرة، من السابقين الأوليين في الإسلام، والبكاء من خشية الله، والذي تستحي منه الملائكة، إنما ثار من ثار من أجل هذه الأفكار، الأموال الاستئثار بالمال مُحاباة الأقارب ونحو ذلك مما نسبوا إلى عثمان -رضي الله عنه-، وهم كثيرُ منهم حتى ليسوا فقراء فتجمعوا واجتمعوا على هذا الخليفة الراشد وحصل ما حصل حتى إن أحدهم ليصعد على جمجمتِهِ الطاهرة ويقول والله ما وجدتُ يومًا من أيام الله ولا يوم من أيام الجهاد أفضل من هذا اليوم ﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِ‌ينَ أَعْمَالًا (١٠٣) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (١٠٤)﴾ [الكهف: 103- 104 ]، وأما ما قد يُدفع ببعض الدول إما إكتفاءً لشرهم وتفاديًا لشرهم، أو يعني إعانة لبعض المسلمين الذين يتعرضون للأذى وللقتل والتشريد في كل مكان أو نحو ذلك، نحنُ بدلًا من هذا المفروض نشجع على هذا بدل من أن نعترض نحنُ ولله الحمد، نحمدُ الله -عز وجل- قبل أربعين أو خمسين سنة على ماذا كنا عليه؟ كُنا نأكل أوراق الشجر ما عندنا شيء حتى المدارس كانت قليلة، وكان الذي يجد وظيفة عسكري يعتبر قد حصل الشيء الكثير، الآن ولله الحمد والمنة، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (( مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا )) فاحمد الله يا عبد الله على الأمن، واحمد الله على الطمأنينة، واحمد الله على رغد العيش، واحمد الله على الأمن والأمان، واجتهد أنت في طلب العلم وفي طلب المعالي، أما أنك تأتي وتنام عند أمك لا تريد دخول جامعات ولا ترغب في دخول جامعات، ثم تقول أنا جلست بدون وظيفة وجلست بدون شيء، يا أخي هذا والله من الظلم أن يتفوه بمثل هذه الكلمات،

ثم من قال أن الدولة ملزمة بتوظيف كل أحدٍ على وجه الأرض أو إعطائِه نقودًا، هذا لم يوجد لا في عصر الخلفاء الراشدين ولا في عصر بني أمية ولا في عصر بني العباس، هذا إن شاء الله إذا نزل عيسى -عليه السلام- في آخر الزمان وقتل الدجال هو الذي يُعطي حتى لا يري الأعطية موضعًا يغتني جميع الناس، حتى إنه يريد أن يعطي ما يجد أحد يقبل من كثرة الخير، لكن أما أننا ونحن في هذه النعمة والخير تُردد ما يردُده الغرب والأوربين والفسقة والشيوعيون أنكم في حالة فقر وأنكم، يا أخي بالأمس ماذا كنت، أنت الآن في بيت فاره وسيارة فارهة، بالأمس أنا وأنت كنا في عشش أتقي الله –عز وجل- وفي بيت شَعر، والله أخذنا الكفاءة ونحنُ في بيت شعر لكن بُنيت مدارس في كل مكان يعني إخوان علينا أن نحمد الله على هذا الفضل وعلى هذا الأمن انظروا والناس يتخطفون من حولكم انظروا إلى هذه النعمة التي أنعم الله -تبارك وتعالى- بها علينا، انظروا إلى ما يجري في البلاد المجاورة، يا أخي الصومال الآن يتمنون حكم زياد بري الطاغية المعروف الذي مسخ الشريعة في الصومال، يتمنونه يقولوا يا ليته يجي حتى راضين به يجي على علاته من أجل أن يوفر لهم فقط الأمن، فاحمدوا الله على هذه النعمة، واشكروه على ذلك، واجتهدوا في الدعاء واللجوء إلى الله -سبحانه وتعالى- فيما ينوبكم
وفقنا الله وإياكم لكل خير وإلى درس إن شاء الله لنتم فيه هذا الكتاب النفيس بإذن الله تعالى، نسأل الله لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح.

وصلى اللهم وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


تعليمية

المصغرات المرفقة تعليمية تعليمية
الملفات المرفقة

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[صوتية وتفريغها] حكم الإنكار العلني على ولاة الأمر ردًّاعلى «ناصر العمر» للعلامة: محم

تعليمية تعليمية
[صوتية وتفريغها] حكم الإنكار العلني على ولاة الأمر ردًّاعلى «ناصر العمر» للعلامة: محمد بن هادي المدخلي

حكم الإنكار العلني على ولاة الأمر ردًّا على «ناصر العمر»
تعليمية


السؤال:
يقول السّائل: ظهر بعضُ دُعاة الفتنة وتكلّم في إحدى تغريداتِهِ أنّ الإنكار العلني على وُلاة الأمر من منهج السّلف الصّالح، فما رأيكم بهذه المقولة؟

الجواب:
الحمدُ للهِ؛ والصّلاة والسّلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد:

فهذا كَذِبٌ على السّلف الصّالح –رضي الله عنهُم وأرضاهم-، بلِ السّلف الصّالِح –رضي الله مُلتزِمُون بحديث النّبيّ –صلّى اللهُ عليهِ وسلّم- وهُوَ قولُه:(من كانَت عندَهُ نصيحَة لذِي سُلطَان فلا يُبْدِهِ علانيةً ولكن لِيأخُذ بيده وَلْيُخلُ بهِ وَلْيُحدِّثهُ فيما بينَهُ وبينَهُ، فإن قَبِلَ فَذَاكَ وإلاّ كان قد أدَّى الذي عليهِ) هذا هُوَ نصُّ الحديث، انظروا إلى قول النّبيّ –صلّى اللهُ عليهِ وسلّم-:(من كان عندَهُ نصيحَة لذِي سُلطَان…) إيش؟ (…فلا يُبْدِهِ علانيةً…) تعرفون حينئذ مصداق هذه المقالة من كذِبها، النّبيّ يقول –صلّى الله عليه وسلّم-:(…فلا يُبْدِهِ علانيةً…) وهذا يقول: الإنكار عليهم علانية من منهج السّلف
!! معناه: أنّ السّلف الصّالح –رضي الله عنهُم- كانوا على خلاف قول النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم-؛ وكفى بهذا شُنْعَةً وعيبًا وذمًّا للسّلف الصّالِح –حاشاهُم رضي الله عنهُمْ وأرضاهُم-.

وإنّما هذا دأبُ من لم يتأدَّب بالأحاديث النّبويّة ولا بمنهج السّلف الصّالح –رضي الله عنهم جميعًا-، بل هذا الحديث الذي سمعتُم قبل قليلٍ جاء في بعض ألفاظه:(فإن كان يسمَع منك) ما كُلّ أحد يقول: أنا أنصح السّلطان
! ما كُلّ أحد يستمع إليه السّلطان! السّلطان يسمَع من العُلَماء ويسمَع من الوُزرَاء ويسمَع من الأُمرَاء ويسمَع من وُجهَاء النّاس الصّالحين ذوي الكَرَم والفضل والمروءة أصحاب الخبرة والتّجربة؛ ما هو كلّ واحد يقول: أنا أنصح للسُّلطان! إذا كان يقبَل منك فائتِهِ ولا تُبدِهِ علانيةً.

وهؤلاء قد يتمسّكونَ بأحاديث فيه الإنكار العلني على الأُمرَاء مثل ما جرى من أبي سعيد مع مروان؛ –رضي الله تعالى عنه- أبو سعيد الخُدريّ حينما قدّم الخُطبَة على الصّلاة في العيد فجبذه قال: لا؛ الصّلاة ثُمّ الخطبة؛ قال: قد ذهب ما هُنالِك؛ فقال: أمّا هذا فقد أدّى الذي عليهِ؛ هذا واحد.

النّصّ الثّاني:(أفضَلُ الجهاد كلمةُ حقٍّ عند سُلطانٍ جائرٍ) ونحنُ نقول بالحديث هذا ونقول بالحديث هذا؛ قُول: تفضّل الله يعينك تعال عندَ السّلطان إذا طلع على المنبر وجُرّه بثوبه ولاّ ببشته جُرّه
! وقُل لهُ: هاه؛ كذَا! روح عند السّلطان في محضره ومجلسه ومُره وانهَهُ، ما هُو أما النّاس أبعَد ما تكون عن السُّلطان!


هذا ينطبقُ عليه قول القائل:

وإذا ما خلا الجبانُ بأرضٍ *** طلب الطّعن وحدهُ والنِّزالا

هاه؛ من ينزل؟! ما عندَهُ أحد! في الخلاَ الخالي! وإلاّ يكون في أقصى البلاد ويُلقي الكلمة ويخرج يتوارى من الشّجاعة! هذا ما هو صحيح.

وَلْيُعْلَم كما قال الإمام أحمَد –رحمهُ الله تعالى ورضيَ عنهُ- أنّ السّلاطين ليسُوا كغيرهِم؛ فالإنكار عليهم إنّما يكون على سبيل الوعظ والتّخويف؛ يُخوّفون بالله ويُلقى له الإنكار على سبيل الموعظة؛ قادمٌ بين يدي الله؛ ستلقَى الله جلّ وعلا، أيُّها السّلطان خاف الله في رعيَّتِك، الله سائلك عمّن استرعاك عليهم ونحو ذلك..

قال الإمام أحمد: (تدرُون لماذا؟) انظر العلّة؛ قال:(لأنّ السُّلطَان بيدِهِ السّيف والشّيطان ينزَغ) لو غزّه الشّيطان وقضى عليك بسببِ سوء خطابك، من الذي تسبَّب فيه؟
! أنتَ؛ أنتَ أيُّها المُسيء في الخطاب!

فالسّلاطين لهُم حقوق، والنّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- يقول في الحديث الصّحيح:(السُّلطَان ظلُّ الله في الأرض، من أكرمه أكرمهُ الله، ومن أهانَهُ أهانَهُ الله) وهذا حديث صحيح.

هَيْبَةُ السّلاطين يا إخوتي وأبنائي وأحبَّتِي وبناتِي كذلك المُستمعات هيبةُ السّلاطين إذا ذَهَبَت من القلوب اختلّ الأمن؛ كُلّ واحد يفعَل ما يشاء
! فيضطرب الأمن وتعيش البلاد فوضى؛ ولا أحتاج إلى كثير من الكلام في هذه النّقطة نحنُ نرى ونُشاهِد ما حلّ ببعض بُلْدَان المُسلِمين ممّن جاورنا.

أسألُ اللهَ جلّ وعلا أن يَصْرِفَ عن بلدنا هذه كُلّ سُوءٍ وبلاء، وأن يرفَع البلاء والسُّوء الذي نَزَل بِبُلْدَان إخواننا المُسلِمين، وأن يُؤمِّننا في أوطانِنا، وأن يُصلِح أحوالنا وأحوال أُمرائنا ووُلاة أمرنا، إنّه جوادٌ كريمٌ.



وصلّى الله وسلّم وبارك على عبدِهِ ورسولهِ نبيِّنا مُحمّد وعلى آلِهِ وأصحابِهِ وأتباعِهِ بإحسَان.
اهـ


وفرّغه:/ أبو عبد الرحمن أسامة
18 / جمادى الأولى / 1443هـ

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




بارك الله فيك

جزاك الخير المديد




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[جمع] مخطط اقسام العبادات

تعليمية تعليمية
[جمع] مخطط اقسام العبادات


اقسام الدعاء
اقسام الخوف
اقسام النذر
الملفات المرفقة

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية