التصنيفات
القران الكريم

تفسير اية الكرسي للشيخ السعدي

اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255)

هذه الآية الكريمة أعظم آيات القرآن وأفضلها وأجلها، وذلك لما اشتملت عليه من الأمور العظيمة والصفات الكريمة، فلهذا كثرت الأحاديث في الترغيب في قراءتها وجعلها وردا للإنسان في أوقاته صباحا ومساء وعند نومه وأدبار الصلوات المكتوبات، فأخبر تعالى عن نفسه الكريمة بأن { لا إله إلا هو } أي: لا معبود بحق سواه، فهو الإله الحق الذي تتعين أن تكون جميع أنواع العبادة والطاعة والتأله له تعالى، لكماله وكمال صفاته وعظيم نعمه، ولكون العبد مستحقا أن يكون عبدا لربه، ممتثلا أوامره مجتنبا نواهيه، وكل ما سوى الله تعالى باطل، فعبادة ما سواه باطلة، لكون ما سوى الله مخلوقا ناقصا مدبرا فقيرا من جميع الوجوه، فلم يستحق شيئا من أنواع العبادة، وقوله: { الحي القيوم } هذان الاسمان الكريمان يدلان على سائر الأسماء الحسنى دلالة مطابقة وتضمنا ولزوما، فالحي من له الحياة الكاملة المستلزمة لجميع صفات الذات، كالسمع والبصر والعلم والقدرة، ونحو ذلك، والقيوم: هو الذي قام بنفسه وقام بغيره، وذلك مستلزم لجميع الأفعال التي اتصف بها رب العالمين من فعله ما يشاء من الاستواء والنزول والكلام والقول والخلق والرزق والإماتة والإحياء، وسائر أنواع التدبير، كل ذلك داخل في قيومية الباري، ولهذا قال بعض المحققين: إنهما الاسم الأعظم الذي إذا دعي الله به أجاب، وإذا سئل به أعطى، ومن تمام حياته وقيوميته أن { لا تأخذه سنة ولا نوم } والسنة النعاس { له ما في السماوات وما في الأرض } أي: هو المالك وما سواه مملوك وهو الخالق الرازق المدبر وغيره مخلوق مرزوق مدبر لا يملك لنفسه ولا لغيره مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض فلهذا قال: { من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه } أي: لا أحد يشفع عنده بدون إذنه، فالشفاعة كلها لله تعالى، ولكنه تعالى إذا أراد أن يرحم من يشاء من عباده أذن لمن أراد أن يكرمه من عباده أن يشفع فيه، لا يبتدئ الشافع قبل الإذن، ثم قال { يعلم ما بين أيديهم } أي: ما مضى من جميع الأمور { وما خلفهم } أي: ما يستقبل منها، فعلمه تعالى محيط بتفاصيل الأمور، متقدمها ومتأخرها، بالظواهر والبواطن، بالغيب والشهادة، والعباد ليس لهم من الأمر شيء ولا من العلم مثقال ذرة إلا ما علمهم تعالى، ولهذا قال: { ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض } وهذا يدل على كمال عظمته وسعة سلطانه، إذا كان هذه حالة الكرسي أنه يسع السماوات والأرض على عظمتهما وعظمة من فيهما، والكرسي ليس أكبر مخلوقات الله تعالى، بل هنا ما هو أعظم منه وهو العرش، وما لا يعلمه إلا هو، وفي عظمة هذه المخلوقات تحير الأفكار وتكل الأبصار، وتقلقل الجبال وتكع عنها فحول الرجال، فكيف بعظمة خالقها ومبدعها، والذي أودع فيها من الحكم والأسرار ما أودع، والذي قد أمسك السماوات والأرض أن تزولا من غير تعب ولا نصب، فلهذا قال: { ولا يؤوده } أي: يثقله { حفظهما وهو العلي } بذاته فوق عرشه، العلي بقهره لجميع المخلوقات، العلي بقدره لكمال صفاته { العظيم } الذي تتضائل عند عظمته جبروت الجبابرة، وتصغر في جانب جلاله أنوف الملوك القاهرة، فسبحان من له العظمة العظيمة والكبرياء الجسيمة والقهر والغلبة لكل شيء، فقد اشتملت هذه الآية على توحيد الإلهية وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات، وعلى إحاطة ملكه وإحاطة علمه وسعة سلطانه وجلاله ومجده، وعظمته وكبريائه وعلوه على جميع مخلوقاته، فهذه الآية بمفردها عقيدة في أسماء الله وصفاته، متضمنة لجميع الأسماء الحسنى والصفات العلا




تعليميةتعليمية




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين




تعليمية

تعليمية




التصنيفات
القران الكريم

رد بطلان رسالة منتشرة هذه الايام بعنوان : اسرار آية الكرسي

تعليمية تعليمية
ملاحظة:

تم تعديل الموضوع من طرف الادارة بعد التوضيح من الاشراف :

رد بطلان رسالة منتشرة هذه الايام بعنوان : اسرار آية الكرسي

تعليمية

سأورد الأن الرد على ما جاء في هذه الرسالة
والحقيقة هي من جهد مشكور ممن يغارون على الدين و العقيده فلنكن مثلهم غيورين على ديننا .. كذلك

المشاركة الاصلية ونص الرسالة المنتشرة هذه الايام عبر البريد والمنتديات والمواقع :

اقتباس:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وباركاته
((أسـرار آيـة الكرسي))
سيدة آيات القران
أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي
يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ
كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ )
لماذاهي سيدة آيات القران ؟
هي القاعدة الأساسية للدين لما فيها من توحيد خالص.
وهى أشرف آية في القرآن.
بها خمسون كلمة … وفى كل كلمة خمسون بركة.
وهى تعدل ثلث القرآن.
هي آية جمعت أكثر من 17 إسم من أسماء الله الحسنى.
متى نزلت ؟
نزلت ليلاً.
ولما نزلت خر كل صنم في الدنيا.
وكذلك خر كل ملك في الدنيا، وسقطت التيجان عن رؤوسهم وهربت الشياطين.
لماذا سميت أية الكرسي ؟
الكرسي هو أساس الحكم وهو رمز الملك.
وهى الدالة على الألوهية المطلقة .
رفعها الله في بدايتها باسمه ( الله ) وفى نهايتها باسمه ( العلى العظيم ).
وهى ترفع معها كل من تعلق بها واستمسك بها .
ومن حفظها حفظته ورفعته معها إلى أعلى مقام وأسمى منزلة.
ماذا قال عنها رسول الله – صلى الله علية واله وسلم – ؟
( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ لَهَا لِسَانًا وَشَفَتَيْنِ تُقَدِّسُ الْمَلِكَ عِنْدَ سَاقِ الْعَرْشِ )
( لِكُلِّ شَيْءٍ سَنَامٌ وَإِنَّ سَنَامَ الْقُرْآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَفِيهَا آيَةٌ هِيَ سَيِّدَةُ آيِات الْقُرْآنِ هِيَ آيَةُ الْكُرْسِيِّ )
هل تعلم فضل أية الكرسي ؟
هذه آية أنزلها الله جل ذكره وجعل ثوابها لقارئها عاجلاً واجلاً
فأما في العاجل
لمن قرأها فى زوايا بيته الأربع تكون للبيت حارسه وتخرج منه الشيطان.
لمن قرأها ليلا خرج الشيطان من البيت ولا يدخله حتى يصبح و آمنه الله على نفسه.
وهي لمن قرأها…في الفراش قبل النوم لنفسه أو لأولاده يحفظهم الله لا يقربهم شيطان حتى يصبحوا ويبعد عنهم
الكوابيس والأحلام المزعجة.
أما فى الآجل

لمن قرأها دبر كل صلاة يتولى قبض روحه الله ذو الجلال والإكرام.

(( الله))
هو اسم الذات العليا ويقال أنه الاسم الأعظم.
وكل الأسماء تابعه إليه على سبيل الوصف ( ولله الأسماء الحسنى )..
اسم يتحدى بها الله أن يُسمى به سواه.
( لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ )
هي شهادة منا بالتوحيد الخالص ومحلها القلب.
ولقد أرسل الله جميع الأنبياء عليهم السلام برسالة التوحيد.
جاء النفي في الأول حتى نتخلى عن الكفر والشرك وننظف قلبنا من جميع الآفات لكي توضع كلمة الله على أساس صحيح طاهر خالي من الدنس.
كل حركة في الحياة تؤدى إلى عمار الأرض فهى عبادة والإيمان القوى يثبت أقوال المؤمن وأفعاله فلا تهتز بعد ذلك مع تقلبات الحياة.
انشرها ولك اجرها في الاولى على عدد ما هو مذكور فيه
والثانيه على كل مسلم ومسلمه ومؤمن ومؤمنه لك اجر
لن تخسر شيئا
فقط ستخسر اجرا كان من الممكن ان تكسبه لو لم تنشرها
سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
يارب من فتح رسالتي وقرأها إفتح عليه بركات رزق من السماء
والأرض.. ومن نشرها بين العباد فلا تحرمه جنتك بغير حساب ولا سابقة
مـــــــنـــــقــــــــــ ــول





1- قوله ((سيدة آي القرآن)) : ورد في هذه الجملة حديث ضعيف و هو ((لكل شيء سنام وإن سنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن هي آية الكرسي)) قال أبو عيسى هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حكيم بن جبير وقد تكلم شعبة في حكيم بن جبير وضعفه ، قال الترمذي : حديث غريب ،قال الشيخ الألباني : ضعيف ..

2- قوله ((هي القاعدة الأساسية للدين لما فيها من توحيد خالص)) : هذا القول لا دليل عليه لا من كتاب الله و لا من صحيح سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا من صحيح أقوال الصحابة رضي الله عنهم أجمعين و لا من أقوال الثقات من المفسرين رحمهم الله تعالى.

3- قوله ((هي أشرف آية في القرآن)): الصحيح الثابت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنها أعظم آية في كتاب الله عز و جل ، و الدليل حديث أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( أبا المنذر أي آية معك من كتاب الله أعظم ، قال قلت الله ورسوله أعلم ، قال أبا المنذر أي آية معك من كتاب الله أعظم ، قال قلت الله لا إله إلا هو الحي القيوم ، قال فضرب في صدري وقال : ليهن لك يا أبا المنذر العلم )) قال الشيخ الألباني : حديث صحيح .

4- قوله ((بها خمسون كلمة … وفى كل كلمة خمسون بركة)): ورد في هذه العبارة حديث موضوع لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو ((سيد الناس آدم وسيد العرب محمد وسيد الروم صهيب وسيد الفرس سلمان وسيد الحبشة بلال وسيد الجبال طور سيناء وسيد الشجر السدر وسيد الأشهر المحرم وسيد الأيام الجمعة وسيد الكلام القرآن وسيد القرآن البقرة وسيد البقرة آية الكرسي أما إن فيها خمس كلمات في كل كلمة خمسون بركة)) قال الشيخ محمد بن ناصر الدين الألباني : حديث موضوع.

5- قوله ((وهى تعدل ثلث القرآن)): الثابت الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أن ((قل هو الله أحد)) هي التي تعدل ثلث القرآن ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم(قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن)). قال الشيخ الألباني: حديث صحيح. أما حديث ((آية الكرسي ربع القرآن)) فهو حديث ضعيف.

6- قوله ((هي آية جمعت أكثر من 17 أسم من أسماء الله الحسنى)): قوله هذا غير صحيح و يكفي شاهدا على عدم صحته آية الكرسي نفسها ، فأنا أطلب منك عزيزي القارئ أن تقرأ الآية و تعد أسماء الله الحسنى فيها فإنك ستجدها خمسة أسماء حسنى ، فعدم صحة قوله هذا واضحة بينة لكل مسلم لبيب .

7- قوله((نزلت ليلا ولما نزلت خر كل صنم في الدنيا وكذلك خر كل ملك في الدنيا، وسقطت التيجان عن رءوسهم وهربت الشياطين )): هذا القول لا دليل عليه لا من كتاب الله و لا من صحيح سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا من صحيح أقوال الصحابة رضي الله عنهم أجمعين ، و غاية ما ورد في هذا القول ما جاء في تفسير القرطبي عند تفسيره لآية الكرسي حيث قال ((روي عن محمد بن الحنفية أنه قال: لما نزلت آية الكرسي خر كل صنم في الدنيا، وكذلك خر كل ملك في الدنيا وسقطت التيجان عن رؤوسهم، وهربت الشياطين يضرب بعضهم على بعض إلى أن أتوا إبليس فأخبروه بذلك فأمرهم أن يبحثوا عن ذلك، فجاؤوا إلى المدينة فبلغهم أن آية الكرسي قد نزلت)) ، فإذاً هذا قول لمحمد بن الحنفية و ليس حديث صحيح ثابتٌ عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فتأملوا هذا و تنبهوا .

8- قوله ((لماذا سميت أية الكرسي ؟)) ثم أجاب بقوله ((الكرسي هو أساس الحكم وهو رمز الملك وهى الدالة على الألوهية المطلقة رفعها الله في بدايتها باسمه ( الله )وفى نهايتها باسمه ( العلى العظيم )وهى ترفع معها كل من تعلق بها واستمسك بها ومن حفظها حفظته ورفعته معها إلى أعلى مقام وأسمى منزلة )) : هذا القول لا دليل عليه لا من كتاب الله و لا من صحيح سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا من صحيح أقوال الصحابة رضي الله عنهم أجمعين و لا من أقوال الثقات من المفسرين رحمهم الله تعالى.

9- قوله((ماذا قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ لَهَا لِسَانًا وَشَفَتَيْنِ تُقَدِّسُ الْمَلِكَ عِنْدَ سَاقِ الْعَرْشِ)): هذا الحديث صحيح و النص الكامل له هو ((عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم قال قلت الله ورسوله أعلم قال يا أبا المنذر أي آية من كتاب الله معك أعظم قلت الله لا إله إلا هو الحي القيوم قال فضرب في صدري وقال ليهنك العلم أبا المنذر)) رواه مسلم وأبو داود , ورواه أحمد وابن أبي شيبة في كتابه بإسناد صحيح وزاد مسلم ((والذي نفسي بيده إن لهذه الآية لسانا وشفتين تقدس الملك عند ساق العرش)) قال الشيخ الألباني : حديث صحيح.

10- قوله ((لِكُلِّ شَيْءٍ سَنَام وَإِنَّ سَنَامَ الْقُرْآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَفِيهَا آيَةٌ هِيَ سَيِّدَةُ آيِ الْقُرْآنِ هِيَ آيَةُ الْكُرْسِيّ)): ما ورد في هذه العبارة حديث ضعيف و نصه كاملاً هو ((حدثنا محمود بن غيلان حدثنا حسين الجعفي عن زائدة عن حكيم بن جبير عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول اللهصلى الله عليه و سلم لكل شيء سنام وإن سنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن هي آية الكرسي ( قال أبو عيسى هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حكيم بن جبير وقد تكلم شعبة في حكيم بن جبير وضعفه، قال الترمذي : حديث غريب ، و قال الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة : حديث ضعيف.

11- قوله((هذه آية أنزلها الله جل ذكره وجعل ثوابها لقارئها عاجلاً وآجلا فأما في العاجل لمن قرأها فى زوايا بيته الأربع تكون للبيت حارسه وتخرج منه الشيطان لمن قرأها ليلا خرج الشيطان من البيت ولا يدخله حتى يصبح و آمنه الله على نفسه )): هذا القول بنفس هذه العبارة لا دليل عليه لا من كتاب الله و لا من صحيح سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا من صحيح أقوال الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.و الثابت الصحيح من سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم هو حديث أبو هريرة رضي الله عنه قال : (وكلني رسول الله صلى الله عليه و سلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته وقلت والله لأرفَعَنَّك إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة قال فخليت عنه فأصبحت فقال النبي r يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة . قال قلت يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله قال أما إنه قد كذبك وسيعود . فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم إنه سيعود . فرصدته فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال دعني فإني محتاج وعلي عيال لا أعود فرحمته فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول اللهصلى الله عليه و سلم يا أبا هريرة ما فعل أسيرك ؟ قلت يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله قال أما إنه قد كذبك وسيعود . فرصدته الثالثة فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم لا تعود ثم تعود قال دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها قلت ما هو قال إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربنك شيطان حتى تصبح فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعل أسيرك ؟ قلت زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله قال النبيصلى الله عليه و سلمأما إنه قد صدقك وهو كذوب تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة قال لا قال ذاك شيطان ( .. رواه البخاري.

12- قوله((و هي لمن قرأها… في الفراش قبل النوم لنفسه أو لأولاده يحفظهم الله لا يقربهم شيطان حتى يصبحوا ويبعد عنهم الكوابيس والأحلام المزعجة)): صريح هذه العبارة لا يوجد عليه نص صحيح لا من كتاب الله عز وجل و لا من صحيح سنة رسول الله r و لا من أقوال الخلفاء الراشدين المهديين من بعده صلى الله عليه و سلم و رضي الله عنهم و أرضاهم أجمعين . و الحديث الصحيح الثابت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم هو ما ذكرناه في النقطة السابقة ..

13- قوله((أما في الآجل لمن قرأها دبر كل صلاة يتولى قبض روحه الله ذو والإكرام الجلال)): ورد في هذه العبارة حديث موضوع و هو ((من قرأ آية الكرسي لم يتول قبض نفسه إلا الله تعالى)) قال الشيخ محمد بن ناصر الدين الألباني في السلسلة الضعيفة : حديث موضوع.

هذه بعض التنبيهات على ما جاء في بريد آية الكرسي من أحاديث موضوعة أو ضعيفة، و أحب أن أنصح جميع زملائي بالتأكد من صحة الأحاديث التي ترد في الرسائل البريدية قبل أن ينشرها لغيره من الزملاء و قد لاحظت كثرة انتشارها في الفترة الأخيرة ، وقد يقول قائل إني لا أنشرها إلا رغبةً مني في نشر الخير ، و لكن كما قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه و أرضاه ((وكم من مريد للخير لن يصيبه ))

و الرجاء الرجوع إلى هذا الموضوع

فالواجب على الجميع أن يحرص على نشر الصحيح الثابت من سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم قولاً و عملاً و تقريراً و الاكتفاء بذلك ففيه الخير الكثير و غُنيَةٌ عن غيره من الأحاديث الضعيفة و الأقوال الموضوعة ، و الحرص على ما جاء عن كبار الصحابة رضي الله عنهم في تفسير كتاب الله و الاكتفاء بفهمهم لكتاب الله و لسنة رسول الله صلى الله عليه و سلم و الوقوف عند ذلك و عدم الزيادة عليه ، و الرجوع إلى كتب الكبار من المفسرين رحمهم الله تعالى ، و أحب أن أنبه أيضاً على بعض الرسائل البريدية التي تنسب أدعية لرسول الله صلى الله عليه و سلم و هي لم تثبت عنه صلى الله عليه و سلم و لا عن أحد من كبار الصحابة رضي الله عنهم و أرضاهم أجمعين ، هذا و الله أعلم و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم على سيدنا و نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم أجمعين.

إذا كنت قد نشرت ذلك البريد (آية الكرسي) الذي يحتوي على الأحاديث الضعيفة و الموضوعة لغيرك من الزملاء فأرجو منك أن ترسل له هذه الملاحظات حتى يتنبه و جزاك الله خيراً

و الله تعالى أعلم

ملاحظة:

تم تعديل الموضوع من طرف الادارة بعد التوضيح من الاشراف :

تعليمية تعليمية




بارك الله فيك
عفوا لم اكن ادري
ان شاء الله لن تكرر في المرات القادمة
وان شاء الله الكل ينتفع بالاضافة الراقية
مشكووورة




بارك الله فيك موضوع مميز

جزاكم الله خيرااااا

ننتظر المزيد




جزاك الله كل خير ع الطرح الموضوع القيم




التصنيفات
القران الكريم

من فضائل آية الكرسي

تعليمية تعليمية

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
اليكم احبتي الكرام بعضا من فضائل آية الكرسي
:_here:

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ، ونشهد أن لا إله إلا الله شهادة حق نسأله أن يثبتنا عليها في الحياة وعند الممات ، ونشهد أن محمدا عبده ورسوله بعثه رحمة لجميع الكائنات ، وأرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على سائر الديانات ، وأنزل عليه آيات بينات ، وبراهين نيرات ، عصمة ونجاة ، ودستورا للحياة ، من سار على دربه فاز بالجنات ومن أعرض عنه مُـني بالحسرات وطرح في الدركات 0

وبعد فالقرآن الكريم هو الحجة البالغة والمعجزة الخالدة معين لا ينضب وعطاء متجدد ونهر فياض وبحر لا ساحل له ، لا عزة ولا كرامة ولا رشد ولا استقامة إلا لمن استمسك به قال تعإلى ]فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ
إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {43} وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ {44}[سورة الزخرف
شرف للعرب لأنه نزل بلسانهم وعلموه لغيرهم ، وشرف لكل من عمل به ودعا إليه 0
كتاب عزيز : عزيز لأنه نزل من عند العزيز ، عزيز لأنه سبيل العزة لكل من آمن به ، عزيز لا مثيل له ولا شبيه فهو كتاب فريد 0
عزيز : بعيد عن أيدي العابثين التي امتدت إلى الكتب السابقة بالتحريف والتبديل ، بعيد عن أي تناقض أو اضطراب قال تعإلى ] وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ {41} لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ {42} [ سورة فصلت
وقال جل وعلا ]أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا {82} [ وقال سبحانه ] إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ {9}[سورة الحجر
وهذه الرسالة الوجيزة حول أية كريمة هي أعظم آي القرآن ، جمعت من الأحاديث النبوية ما يدل على فضلها وفوائدها .
والله أسأل أن يرزقنا القبول وأن يهدينا إلى سواء السبيل
وأن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وأن يرزقنا به الثواب الجزيل
السلااااام



آية الكرسي حصن منيع لقارئها

1- روى البخاري في صحيحه بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال وكلني رسول اللهe بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آت، فجعل يحثو من الطعام، فأخذته وقلت: والله لأرفعنك إلى رسول الله eقال: إني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة، قال: فخليت عنه، فأصبحت فقال النبي e (يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة). قال: قلت: يا رسول الله، شكا حاجة شديدة، وعيالا فرحمته فخليت سبيله، قال: (أما إنه قد كذبك، وسيعود). فعرفت أنه سيعود، لقول رسول الله e (إنه سيعود). فرصدته، فجاء يحثو من الطعام، فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله eقال: دعني فإني محتاج وعلي عيال، لا أعود، فرحمته فخليت سبيله، فأصبحت فقال لي رسول اللهe: (يا أبا هريرة ما فعل أسيرك). قلت: يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا، فرحمته فخليت سبيله، قال: (أما إنه كذبك، وسيعود). فرصدته الثالثة، فجاء

يحثو من الطعام، فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله، وهذا آخر ثلاث مرات تزعم لا تعود، ثم تعود، قال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها، قلت ما هو؟ قال: إذا أويت إلى فراشك، فاقرأ آية الكرسي: } الله لا إله إلا هو الحي القيوم{. حتى تختم الآية، فإنك لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربنك شيطان حتى تصبح، فخليت سبيله فأصبحت، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما فعل أسيرك البارحة). قلت: يا رسول الله، زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله، قال: (ما هي). قلت: قال لي: إذا أويت إلى فراشك، فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}. وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح وكانوا أحرص شيء على الخير فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أما إنه قد صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة). قال: لا، قال: ( ذاك شيطان ) .

2 – ووقع مثل ذلك لمعاذ بن جبل t ، روى هذا الحديث الطبراني في المعجم الكبير ونصه [عن بريدة قال بلغني أن معاذ بن جبل أخذ الشيطان على عهد رسول الله r فأتيته فقلت بلغني أنك أخذت الشيطان على عهد رسول الله r قال نعم ضم إلى رسول الله r تمر الصدقة فجعلته في غرفة لي فكنت أجد فيه كل يوم نقصانا فشكوت ذلك إلى رسول الله r فقال لي هو عمل الشيطان فرصدته ليلا فلما ذهب هون من الليل أقبل على صورة الفيل فلما انتهى إلى الباب دخل من خلل الباب على غير صورته فدنا من التمر فجعل يلتقمه فشددت على ثيابي فتوسطته فقلت أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله يا عدو الله ، وثبتَ إلى تمر الصدقة فأخذتَه وكانوا أحق به منك لأرفعنّك إلى رسول الله r فيفضحك فعاهدَني أن لا يعود فغدوت إلى رسول الله r فقال ما فعل أسيرك ؟ فقلت عاهدني أن لا يعود قال إنه عائد فارصده فرصدته الليلة الثانية فصنع مثل ذلك وصنعت مثل ذلك وعاهدني على ألا يعود فخليت سبيله ثم غدوت إلى رسول الله r لأخبره فإذا مناديه ينادي أين معاذ فقال لي
يا معاذ ما فعل أسيرك ؟ فأخبرته فقال لي إنه عائد فارصده فرصدته الليلة الثالثة فصنع مثل ذلك وصنعت مثل ذلك فقلت يا عدو الله عاهدتني مرتين وهذه الثالثة لأرفعنك إلى رسول الله r فيفضحك فقال إني شيطان ذو عيال وما أتيتك إلا من نصيبين ولو أصبت شيئا دونه ما أتيتك ولقد كنا في مدينتكم هذه حتى بعث صاحبكم فلما نزلت عليه آيتان أنفرتنا منها فوقعنا بنصيبين ولا يقرآن في بيت إلا لم يلج فيه الشيطان ثلاثا فإن خليت سبيلي علمتكهما قلت نعم قال آية الكرسي وخاتمة سورة البقرة (آمن الرسول ) إلى آخرها فخليت سبيله ثم غدوت إلى رسول الله r لأخبره فإذا مناديه ينادي أين معاذ بن جبل فلما دخلت عليه قال لي ما فعل أسيرك ؟ قلت عاهدني أن لا يعود وأخبرته بما قال فقال رسول الله r صدق الخبيث وهو كذوب قال فكنت أقرؤهما عليه بعد ذلك فلا أجد فيه نقصانا . [1]
– ووقع مثل ذلك لأبي أسيد الساعدي كما في المعجم الكبير للطبراني ونصه [ رواه الطبراني عن شيخه يحي بن عثمان بن صالح وهو صدوق إن شاء الله كما قال الذهبي ، قال ابن أبي حاتم : وقد تكلموا فيه ، وبقية رجاله وثقوا 0 وعن مالك بن حمزة بن أبي أسيد عن أبيه عن جده أبي أسيد الساعدي الخزرجي وله بئر بالمدينة يقال لها بئر بضاعة وقد بصق فيها النبي r فهي يبشَّر بها ويتيمن بها قال فلما قطع أبو أسيد تمر حائطه جعله في غرفة فكانت الغول تخالفه إلى مشرَّته فتسرق تمره وتفسده عليه فشكا ذلك إلى رسول الله r فقال تلك الغول يا أبا أسيد فاستمع عليها فقالت الغول يا أبا أسيد اعفني أن تكلفني أن أذهب إلى رسول الله r وأعطيك موثقا من الله أن لا أخالفك إلى بيتك ولا أسرق تمرك وأدلك على آية تقرؤها في بيتك فلا تخالف إلى أهلك وتقرؤها على إناثك فلا تكشف غطاءه فأعطته الموثق الذي ضبى به
3 منها فقالت الآية التي أدلك عليها هي آية الكرسي ثم حكت أسنانها تضرّط فأتى النبي r فقص عليه القصة حيث ولت فقال النبي r صدقت وهي كذوب [1].
4- ووقع مثل ذلك أيضا لأبى بن كعب رضى الله عنه :
روى ابن حبان في صحيحه بسنده عن ابن أبى بن كعب أن أباه رضي الله عنه أخبره : * أنه كان له جرن من تمر فكان ينقص فحرسه ذات ليلة فإذا هو بدابة شبه الغلام المحتلم فسلم عليه فرد عليه السلام فقال ما أنت ؟ جنى أم إنسى؟ قال : جنى قال : فناولنى يدك ، فناوله يده فإذا يده يد كلب وشعره شعر كلب قال هذا خلق الجن قال قد علمت الجن أن ما فيهم رجل أشد منى ، قال فما جاء بك؟ قال بلغنا أنك تحب الصدقة ، فجئنا نصيبُ من طعامك قال فما ينجينا منكم ؟ قال هذه الآية التي في سورة (البقرة ) { الله لا إله إلا هو الحى القيوم } من قالها حين يمسى أجير منا حتى يصبح ومن قالها حين يصبح أجير منا حتى يمسى ، فلما أصبح أتى رسول الله r فذكر ذلك له فقال (صدق الخبيث )
5 – وروى الإمام الترمذى في السنن عن أبى أيوب الأنصارى رضى الله عنه أنه كانت له سهوة فيها تمر ، وكانت تجئ الغول فتأخذ منه ، فشكا ذلك إلى النبى r فقال : اذهب فإذا رأيتها فقل : باسم الله أجيبى رسول الله 0 قال : فأخذها فحلفت أن لا تعود فأرسلها 0 فجاء إلى رسول الله r فقال :ما فعل أسيرك ؟ قال : حلفتْ أن لا تعود 0 قال : كذبتْ وهي معاودة للكذب 0 قال : فأخذها مرة أخرى ، فحلفت أن لا تعود ، فأرسلها 0 فجاء إلى النبي r فقال : ما فعل أسيرك ؟ قال : حلفت أن لا تعود ، فقال : كذبت وهى معاودة للكذب فأخذها فقال : ما أنا بتارككِ حتى أذهب بكِ إلى النبي r ، فقالت : إني ذاكرة لك شيئا ، آية الكرسي اقرأها في بيتك فلا يقربك شيطان ولا غيره 0 فجاء إلى النبي r فقال : ما فعل أسيرك ؟ قال : فأخبره بما قالت ، قال : صدقت وهي كذوب 0 [1]
ومن جملة هذه الأحاديث السابقة يتبين لنا جانب من جوانب عظمة هذه الآية الكريمة ، فهي لقارئها حصن منيع وهي حرز أمان للبيت الذي تقرأ فيه فلا يلجه شيطان ، فعلى كل مسلم أن يداوم على قراءتها في الصباح وفي المساء وحين يأوي إلى فراشه حتى يوكل الله عز وجل له من يحفظه في صباحه ومسائه وفي يقظته ومنامه 0


آية الكرسي أعظم آية في كتاب الله :

6- وروى الإمام مسلم في صحيحه بسنده عن أبى بن كعب رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا المنذر: أتدرى أى آية من كتاب الله أعظم؟ قال : قلت : الله ورسوله أعلم ، قال يا أبا المنذر أتدرى أى آية من كتاب الله معك أعظم ؟ قال قلت (الله لا إله إلا هو الحى القيوم ) ؟ قال فضرب بصدرى وقال والله ليهنك العلم أبا المنذر

اشتمال آية الكرسي على اسم الله الأعظم

7- روى الإمام أحمد في مسنده بسنده عن أسماء بنت يزيد رضى الله عنها قالت سمعت رســول الله r يقول في هاتين الآيتين } الماللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَالْحَيُّ الْقَيُّوم { و }اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَالْحَيُّ الْقَيُّوم {إن فيهما اسم الله الأعظم
8 – وروى الإمام الحاكم في مستدركه بسنده عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبى أمامة t عن النبى r قال ( إن اسم الله الأعظم لفي ثلاث سور : سورة البقرة وآل عمران وطه ) قال القاسم فالتمستها فوجدت في سورة البقرة آية الكرسي } اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُو الْحَيُّ الْقَيُّوم { وفي سورة آل عمران } الم اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُو الْحَيُّ الْقَيُّوم { وفي سورة طه } وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا { الآية 111. [1]


آية الكرسي سيدة آي القرآن

9- عن أبي هريرة t قال قال رسول الله r ( لكل شيئ سنام وسنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن ، هي آية الكرسي )

قارئها دبر كل صلاة في ذمة الله :

10 – وروى الطبراني في المعجم الكبير وفي كتاب الدعاء بسنده عن عبد بن حسن بن حسن بن علي عن أبيه عن جده قال قال رسول الله r من قرأ آية الكرسي في دبر الصلاة المكتوبة كان في ذمة الله U حتى الصلاة الأخرى 01 [1]

قارئها دبر كل صلاة من أهل الجنة :

وروى الطبرانى والنسائى وابن حبان وابن السنى وغيرهم عن أبى أمامة t قال قال رسول الله r (من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت )

نسأل الله العظيم أن يرزقنا حسن الخاتمة ، فهو تعالى الموفق والهادي إلى سواء السبيل 0

:منقول:
بغية تعميم الفائدة

تعليمية تعليمية




تعليمية تعليمية
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

السلام عليكم احبتي الاعضاء الزوار
كيف يعقل اخواني ان يدرج موضوع بهذا الحجم
من الاهمية
ولا يستفيد منه احد

املنا الاطلاع والاستفادة وان كان فلا باس من رد بسيط
لو سمحتم
اخوكم : مبارك

تعليمية تعليمية




جزاك الله كل خير أخي مبارك على هذا الموضوع
جعله الله في ميزان حسناتكم




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

ممكن تغير حجم الخط




شكرا اخ مبارك على الموضوع الاكثر من مميز
بارك الله فيك

4040404040404040 type=”text/40404040404040404040″>doPoem(0)4040404040404040404040




جزآآآآآآآآآآآآآآآآكـ الله خيرا يا اخي




جزاك الله خيرا و جعله في ميزان حسناتك




التصنيفات
القران الكريم

فوائد من آية الكرسي

( اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ) (البقرة:255)

التفسير:

هذه الآية أعظم آية في كتاب الله كما سأل النبي صلى الله عليه وسلم أبيّ بن كعب، وقال: «أي آية أعظم في كتاب الله؟) قال: آية الكرسي؛ فضرب على صدره، وقال: (ليهنك العلم يا أبا المنذر) »؛ ولهذا من قرأها في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح؛ وهي مشتملة على عشر جمل؛ كل جملة لها معنى عظيم جداً.

قوله تعالى: { الله لا إله إلا هو }: الاسم الكريم مبتدأ؛ وجملة: { لا إله إلا هو } خبر؛ وما بعده: إما أخبار ثانية؛ وإما معطوفة؛ و{ إله } بمعنى مألوه؛ و«المألوه» بمعنى المعبود حباً، وتعظيماً؛ ولا أحد يستحق هذا الوصف إلا الله سبحانه وتعالى؛ والآلهة المعبودة في الأرض، أو المعبودة وهي في السماء – كالملائكة – كلها لا تستحق العبادة؛ وهي تسمى آلهة؛ لكنها لا تستحق ذلك؛ الذي يستحقه رب العالمين، كما قال تعالى: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم} [البقرة: 21] ، وقال تعالى: {ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل} [الحج: 62] .
و{ إله } اسم لا؛ و{ لا } هنا نافية للجنس؛ ولا النافية للجنس تدل على النفي المطلق العام لجميع أفراده؛ وهي نص في العموم؛ فـ{ لا إله } نفي عام محض شامل لجميع أفراده؛ وقوله تعالى: { إلا هو } بدل من خبر { لا } المحذوف؛ لأن التقدير: لا إله حق إلا هو؛ والبدل في الحقيقة هو المقصود بالحكم، كما قال ابن مالك:
(التابع المقصود بالحكم بلا واسطة هو المسمى بدلاً) وهذه الجملة العظيمة تدل على نفي الألوهية الحق نفياً عاماً قاطعاً إلا لله تعالى وحده.
وقوله تعالى: { الحي القيوم } هذان اسمان من أسمائه تعالى؛ وهما جامعان لكمال الأوصاف، والأفعال؛ فكمال الأوصاف في { الحي }؛ وكمال الأفعال في { القيوم }؛ لأن معنى { الحي } ذو الحياة الكاملة؛ ويدل على ذلك «أل» المفيدة للاستغراق؛ وكمال حياته تعالى: من حيث الوجود، والعدم؛ ومن حيث الكمال، والنقص؛ فحياته من حيث الوجود، والعدم؛ أزلية أبدية – لم يزل، ولا يزال حياً؛ ومن حيث الكمال، والنقص: كاملة من جميع أوصاف الكمال – فعلمه كامل؛ وقدرته كاملة؛ وسمعه، وبصره، وسائر صفاته كاملة؛ و{ القيوم }: أصلها من القيام؛ ووزن «قيوم» فيعول؛ وهي صيغة مبالغة؛ فهو القائم على نفسه فلا يحتاج إلى أحد من خلقه؛ والقائم على غيره فكل أحد محتاج إليه.
قوله تعالى: { لا تأخذه سنة ولا نوم } أي لا يعتريه نعاس، ولا نوم؛ فالنوم معروف؛ والنعاس مقدمته.
قوله تعالى في الجملة الثالثة: { له ما في السموات وما في الأرض } أي له وحده؛ ففي الجملة حصر لتقديم الخبر على المبتدأ؛ و{ السموات } جمعت؛ و{ الأرض } أفردت؛ لكنها بمعنى الجمع؛ لأن المراد بها الجنس.
قوله تعالى في الجملة الرابعة: { من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه }؛ { من } اسم استفهام مبتدأ؛ و{ ذا} ملغاة إعراباً؛ ويأتي بها العرب في مثل هذا لتحسين اللفظ؛ و{ الذي } اسم موصول خبر { من }؛ والمراد بالاستفهام هنا النفي بدليل الإثبات بعده، حيث قال تعالى: { إلا بإذنه }.
و«الشفاعة» في اللغة: جعل الوتر شفعاً؛ وفي الاصطلاح: التوسط للغير لجلب منفعة، أو دفع مضرة؛ فشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم في أهل الموقف أن يقضي الله بينهم بعدما يلحقهم من الهمّ، والغمّ ما لا يطيقون: شفاعة لدفع مضرة؛ وشفاعته في أهل الجنة أن يدخلوا الجنة: شفاعة في جلب منفعة.
وقوله تعالى: { إلا بإذنه } أي الكوني؛ يعني: إلا إذا أذن في هذه الشفاعة – حتى أعظم الناس جاهاً عند الله لا يشفع إلا بإذن الله؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة – وهو أعظم الناس جاهاً عند الله؛ ومع ذلك لا يشفع إلا بإذن الله لكمال سلطانه جلّ وعلا، وهيبته؛ وكلما كمل السلطان صار أهيب للملِك، وأعظم؛ حتى إن الناس لا يتكلمون في مجلسه إلا إذا تكلم؛ وانظر وصف رسولِ قريشٍ النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه، حيث وصفهم بأنه إذا تكلم سكتوا؛ كل ذلك من باب التعظيم.
قوله تعالى: { يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم }؛ هذه هي الجملة السادسة؛ و«العلم» عند الأصوليين: إدراك الشيء إدراكاً جازماً مطابقاً؛ فعدم الإدراك: جهل؛ والإدراك على وجه لا جزم فيه: شك؛ والإدراك على وجه جازم غير مطابق: جهل مركب؛ فلو سئلت: متى كانت غزوة بدر؟ فقلت: «لا أدري» فهذا جهل؛ ولو سئلت: متى كانت غزوة بدر؟ فقلت: «إما في الثانية؛ أو في الثالثة» فهذا شك؛ ولو سئلت: متى كانت غزوة بدر؟ فقلت: «في السنة الخامسة» فهذا جهل مركب؛ والله عز وجل يعلم الأشياء علماً تاماً شاملاً لها جملة، وتفصيلاً؛ وعلمه ليس كعلم العباد؛ ولذلك قال تعالى: { يعلم ما بين أيديهم } أي المستقبل؛ { وما خلفهم} أي الماضي؛ وقد قيل بعكس هذا القول؛ ولكنه بعيد؛ فاللفظ لا يساعد عليه؛ و{ ما } من صيغ العموم؛ فهي شاملة لكل شيء سواء كان دقيقاً أم جليلاً؛ وسواء كان من أفعال الله أم من أفعال العباد.
قوله تعالى: { ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء } لها معنيان؛
المعنى الأول: لا يحيطون بشيء من علم نفسه؛ أي لا يعلمون عن الله سبحانه وتعالى من أسمائه، وصفاته، وأفعاله، إلا بما شاء أن يعلمهم إياه، فيعلمونه؛
المعنى الثاني: ولا يحيطون بشيء من معلومه – أي مما يعلمه في السموات، والأرض – إلا بما شاء أن يعلمهم إياه، فيعلمونه؛ وقوله تعالى: { إلا بما شاء } استثناء بدل من قوله تعالى: { شيء }؛ لكنه بإعادة العامل؛ وهي الباء؛ و «ما» يحتمل أن تكون مصدرية؛ أي: إلا بمشيئته؛ ويحتمل أن تكون موصولة؛ أي: إلا بالذي شاء؛ وعلى التقدير الثاني يكون العائد محذوفاً؛ والتقدير: إلا بما شاءه.

قوله تعالى: { وسع كرسيه السماوات والأرض }؛ أي شمل، وأحاط، كما يقول القائل: وسعني المكان؛ أي شملني، وأحاط بي؛ و «الكرسي» هو موضع قدمي الله عز وجل؛ وهو بين يدي العرش كالمقدمة له؛ وقد صح ذلك عن ابن عباس موقوفاً، ومثل هذا له حكم الرفع؛ لأنه لا مجال للاجتهاد فيه؛ وما قيل من أن ابن عباس رضي الله عنهما يأخذ عن بني إسرائيل فلا صحة له؛ بل الذي صح عنه في البخاري أنه كان ينهى عن الأخذ عن بني إسرائيل؛ فأهل السنّة والجماعة عامتهم على أن الكرسي موضع قدمي الله عز وجل؛ وبهذا جزم شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، وغيرهما من أهل العلم، وأئمة التحقيق؛ وقد قيل: إن «الكرسي» هو العرش؛ ولكن ليس بصحيح؛ فإن «العرش» أعظم، وأوسع، وأبلغ إحاطة من الكرسي؛ وروي عن ابن عباس أن { كرسيه }: علمه؛ ولكن هذه الرواية أظنها لا تصح عن ابن عباس(122)؛ لأنه لا يعرف هذا المعنى لهذه الكلمة في اللغة العربية، ولا في الحقيقة الشرعية؛ فهو بعيد جداً من أن يصح عن ابن عباس رضي الله عنهما؛ فالكرسي موضع القدمين؛ وقد جاء الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما السموات السبع والأرضون بالنسبة للكرسي إلا كحلقة ألقيت في فلاة من الأرض وإن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة»؛ وهذا يدل على سعة هذه المخلوقات العظيمة التي هي بالنسبة لنا من عالم الغيب؛ ولهذا يقول الله عز وجل: {أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها} [ق~: 6] ؛ ولم يقل: أفلم ينظروا إلى الكرسي؛ أو إلى العرش؛ لأن ذلك ليس مرئياً لنا؛ ولولا أن الله أخبرنا به ما علمنا به.
قوله تعالى: { ولا يؤوده }؛ أي لا يثقله، ويشق عليه { حفظهما }؛ أي حفظ السموات، والأرض؛ وهذه الصفة صفة منفية.
قوله تعالى: { وهو العلي العظيم }: مثل هذه الجملة التي طرفاها معرفتان تفيد الحصر؛ فهو وحده العلي؛ أي ذو العلو المطلق، وهو الارتفاع فوق كل شيء؛ و{ العظيم } أي ذو العظمة في ذاته، وسلطانه، وصفاته.

الفوائد:

1 – من فوائد الآية: إثبات هذه الأسماء الخمسة؛ وهي { الله }؛ { الحي }؛ { القيوم }؛ { العلي }؛ { العظيم }؛ وما تضمنته من الصفات.
2 – ومنها: إثبات انفراد الله تعالى بالألوهية في قوله تعالى: { لا إله إلا هو }.
3 – ومنها: إبطال طريق المشركين الذين أشركوا بالله، وجعلوا معه آلهة.
4 – ومنها: إثبات صفة الحياة لله عز وجل؛ وهي حياة كاملة: لم تسبق بعدم، ولا يلحقها زوال، ولا توصف بنقص، كما قال تعالى: {هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم} [الحديد: 3] ، وقال تعالى: {وتوكل على الحي الذي لا يموت} [الفرقان: 58] ، وقال تعالى: {ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} [الرحمن: 27] .
5 – ومنها: إثبات القيومية لله عز وجل؛ لقوله تعالى: { القيوم }؛ وهذا الوصف لا يكون لمخلوق؛ لأنه ما من مخلوق إلا وهو محتاج إلى غيره: فنحن محتاجون إلى العمال، والعمال محتاجون إلينا؛ ونحن محتاجون إلى النساء، والنساء محتاجة إلينا؛ ونحن محتاجون إلى الأولاد، والأولاد يحتاجون إلينا؛ ونحن محتاجون إلى المال، والمال محتاج إلينا من جهة حفظه، وتنميته؛ والكل محتاج إلى الله عز وجل؛ لقوله تعالى: {يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد} [فاطر: 15] ؛ وما من أحد يكون قائماً على غيره في جميع الأحوال؛ بل في دائرة ضيقة؛ ولهذا قال الله تعالى: {أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت} [الرعد: 33] ؛ يعني الله؛ فلا أحد سواه قائم على كل نفس بما كسبت.
6 – ومن فوائد الآية: أن الله تعالى غني عما سواه؛ وأن كل شيء مفتقر إليه تعالى؛ فإن قلت: كيف تجمع بين هذا، وبين قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم} [محمد: 7] ، وقوله تعالى: {ولينصرن الله من ينصره} [الحج: 40] ؛ فأثبت أنه يُنصر؟
فالجواب: أن المراد بنصره تعالى نصر دينه.
7 – ومنها: تضمن الآية لاسم الله الأعظم الثابت في قوله تعالى: { الحي القيوم }؛ وقد ذكر هذان الاسمان الكريمان في ثلاثة مواضع من القرآن: في «البقرة»؛ و«آل عمران»؛ و«طه»؛ في «البقرة»: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} [البقرة: 255] ؛ وفي «آل عمران»: { الله لا إله إلا هو الحي القيوم }؛ وفي «طه»: {وعنت الوجوه للحي القيوم} [طه: 111] ؛ قال أهل العلم: وإنما كان الاسم الأعظم في اجتماع هذين الاسمين؛ لأنهما تضمنا جميع الأسماء الحسنى؛ فصفة الكمال في { الحي }؛ وصفة الإحسان، والسلطان في { القيوم }.
8 – ومن فوائد الآية: امتناع السِّنَة والنوم لله عز وجل؛ وذلك لكمال حياته، وقيوميته، بحيث لا يعتريهما أدنى نقص؛ لقوله تعالى: { لا تأخذه سنة ولا نوم }؛ وهذه من الصفات المنفية؛ والإيمان بالصفات المنفية يتضمن شيئين؛
أحدهما: الإيمان بانتفاء الصفة المذكورة؛
والثاني: إثبات كمال ضدها؛ لأن الكمال قد يطلق باعتبار الأغلب الأكثر، وإن كان يرد عليه النقص من بعض الوجوه؛ لكن إذا نفي النقص فمعناه أن الكمال كمال مطلق لا يرد عليه نقصٌ أبداً بوجه من الوجوه؛ مثال ذلك: إذا قيل: «فلان كريم» فقد يراد به أنه كريم في الأغلب الأكثر؛ فإذا قيل: «فلان كريم لا يبخل» عُلم أن المراد كمال كرمه، بحيث لا يحصل منه بخل؛ وهنا النفي حصل بقوله تعالى: { لا تأخذه سنة ولا نوم }؛ فدل على كمال حياته، وقيوميته.

9 – ومن فوائد الآية: إثبات الصفات المنفية؛ لقوله تعالى: { لا تأخذه سنة ولا نوم }، وقوله تعالى: { ولا يؤوده حفظهما }؛ و«الصفات المنفية» ما نفاه الله عن نفسه؛ وهي متضمنة لثبوت كمال ضدها.
10 – ومنها: عموم ملك الله؛ لقوله تعالى: { له ما في السموات وما في الأرض }.
ويتفرع على كون الملك لله ألا نتصرف في ملكه إلا بما يرضاه.
11 – ومنها: أن الحكم الشرعي بين الناس، والفصل بينهم يجب أن يكون مستنداً على حكم الله؛ وأن اعتماد الإنسان على حكم المخلوقين، والقوانين الوضعية نوع من الإشراك بالله عز وجل؛ لأن الملك لله عز وجل.
12 – ومنها: تسلية الإنسان على المصائب، ورضاه بقضاء الله عز وجل، وقدره؛ لأنه متى علم أن الملك لله وحده رضي بقضائه، وسلّم؛ ولهذا كان في تعزية النبي صلى الله عليه وسلم لابنته أنه قال: «إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى».
13 – ومنها: عدم إعجاب الإنسان بما حصل بفعله؛ لأن هذا من الله؛ والملك له.
14 – ومنها: اختصاص الله تعالى بهذا الملك؛ يؤخذ من تقديم الخبر: { له ما في السموات }؛ لأن الخبر حقه التأخير؛ فإذا قُدِّم أفاد الحصر.
15 – ومنها: إثبات أن السموات عدد؛ لقوله تعالى: { السموات }؛ وأما كونها سبعاً، أو أقل، أو أكثر، فمن دليل آخر.
16 – ومنها: كمال سلطان الله لقوله تعالى: { من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه }؛ وهذا غير عموم الملك؛ لكن إذا انضمت قوة السلطان إلى عموم الملك صار ذلك أكمل، وأعلى.
17 – ومنها: إثبات الشفاعة بإذن الله؛ لقوله تعالى: { إلا بإذنه }؛ وإلا لما صح الاستثناء.
18 – ومنها: إثبات الإذن – وهو الأمر -؛ لقوله تعالى: { إلا بإذنه }؛ وشروط إذن الله في الشفاعة: رضى الله عن الشافع؛ وعن المشفوع له؛ لقوله تعالى: {وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئاً إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى} [النجم: 26] ، وقوله تعالى: {ولا يشفعون إلا لمن ارتضى} [الأنبياء: 28] .
19 – ومنها: إثبات علم الله، وأنه عام في الماضي، والحاضر، والمستقبل؛ لقوله تعالى: { يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم }.
20 – ومنها: الرد على القدرية الغلاة؛ لقوله تعالى: { يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم }؛ فإثبات عموم العلم يرد عليهم؛ لأن القدرية الغلاة أنكروا علم الله بأفعال خلقه إلا إذا وقعت.
21 – ومنها: الرد على الخوارج والمعتزلة في إثبات الشفاعة؛ لأن الخوارج، والمعتزلة ينكرون الشفاعة في أهل الكبائر؛ لأن مذهبهما أن فاعل الكبيرة مخلد في النار لا تنفع فيه الشفاعة.
22 – ومنها: أن الله عز وجل لا يحاط به علماً كما لا يحاط به سمعاً، ولا بصراً؛ قال تعالى: {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار} [الأنعام: 103] ، وقال تعالى: {ولا يحيطون به علماً} [طه: 110] .
23 – ومنها: أننا لا نعلم شيئاً عن معلوماته إلا ما أعلمنا به؛ لقوله تعالى: { ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء } على أحد الوجهين في تفسيرها.
24 – ومنها: تحريم تكييف صفات الله؛ لأن الله ما أعلمنا بكيفية صفاته؛ فإذا ادعينا علمه فقد قلنا على الله بلا علم.
25 – ومنها: الرد على الممثلة؛ لأن ذلك قول على الله بلا علم؛ بل بما يعلم خلافه؛ لقوله تعالى: {ليس كمثله شيء} [الشورى: 11] .
26 – ومنها: إثبات مشيئة الله؛ لقوله: { إلا بما شاء }.
27 – ومنها: عظم الكرسي؛ لقوله تعالى: { وسع كرسيه السموات والأرض }.
28 – ومنها: عظمة خالق الكرسي؛ لأن عظم المخلوق يدل على عظمة الخالق.
29 – ومنها: كفر من أنكر السموات، والأرض؛ لأنه يستلزم تكذيب خبر الله؛ أما الأرض فلا أظن أحداً ينكرها؛ لكن السماء أنكرها من أنكرها، وقالوا: ما فوقنا فضاء لا نهاية له، ولا حدود؛ وإنما هي سدوم، ونجوم، وما أشبه ذلك؛ وهذا لا شك أنه كفر بالله العظيم سواء اعتقده الإنسان بنفسه، ووهمه؛ أو صدَّق من قال به ممن يعظمهم إذا كان عالماً بما دل عليه الكتاب والسنّة.
30 – ومنها: إثبات قوة الله؛ لقوله تعالى: { ولا يؤوده حفظهما }.
31 – ومنها: أنه سبحانه وتعالى لا يثقل عليه حفظ السموات، والأرض؛ لقوله تعالى: { ولا يؤوده حفظهما}؛ وهذه من الصفات المنفية؛ فهي كقوله تعالى: {وما مسنا من لغوب} [ق~: 38] .
32 – ومنها: إثبات ما تتضمنه هذه الجملة: { ولا يؤوده حفظهما }؛ وهي العلم، والقدرة، والحياة، والرحمة، والحكمة، والقوة.
33 – ومنها: أن السموات، والأرض تحتاج إلى حفظ؛ لقوله تعالى: { ولا يؤوده حفظهما }؛ ولولا حفظ الله لفسدتا؛ لقوله تعالى: {إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليماً غفوراً} [فاطر: 41] .
34 – ومنها: إثبات علو الله سبحانه وتعالى أزلاً، وأبداً؛ لقوله تعالى: { وهو العلي }؛ و{ العلي } صفة مشبهة تدل على الثبوت، والاستمرار؛ وعلوّ الله عند أهل السنة، والجماعة ينقسم إلى قسمين؛ الأول: علو الذات؛ بمعنى أنه سبحانه نفسه فوق كل شيء؛ وقد دل على ذلك الكتاب، والسنة، وإجماع السلف، والعقل، والفطرة؛ وتفصيل هذه الأدلة في كتب العقائد؛ وخالفهم في ذلك طائفتان؛ الأولى: من قالوا: إنه نفسه في كل مكان في السماء، والأرض؛ وهؤلاء حلولية الجهمية، ومن وافقهم؛ وقولهم باطل بالكتاب، والسنّة، وإجماع السلف، والعقل، والفطرة؛ الطائفة الثانية: قالوا: إنه لا يوصف بعلوّ، ولا غيره؛ فهو ليس فوق العالم، ولا تحته، ولا عن يمين، ولا عن شمال، ولا متصل، ولا منفصل؛ وهذا قول يكفي تصوره في رده؛ لأنه يَؤول إلى القول بالعدم المحض؛ إذ ما من موجود إلا وهو فوق، أو تحت، أو عن يمين، أو شمال، أو متصل، أو منفصل؛ فالحمد لله الذي هدانا للحق؛ ونسأل الله أن يثبتنا عليه؛ والقسم الثاني: علو الصفة: وهو أنه كامل الصفات من كل وجه لا يساميه أحد في ذلك؛ وهذا متفق عليه بين فرق الأمة، وإن اختلفوا في تفسير الكمال.
35 – ومن فوائد الآية: الرد على الحلولية، وعلى المعطلة النفاة؛ فالحلولية قالوا: إنه ليس بعالٍ؛ بل هو في كل مكان؛ والمعطلة النفاة قالوا: لا يوصف بعلو، ولا سفل، ولا يمين، ولا شمال، ولا اتصال، ولا انفصال.
36 – ومنها: التحذير من الطغيان على الغير؛ لقوله تعالى: { وهو العلي العظيم }؛ ولهذا قال الله في سورة النساء: {فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان علياً كبيراً} [النساء: 34] ؛ فإذا كنت متعالياً في نفسك فاذكر علو الله عز وجل؛ وإذا كنت عظيماً في نفسك فاذكر عظمة الله؛ وإذا كنت كبيراً في نفسك فاذكر كبرياء الله.
37 – ومنها: إثبات العظمة لله؛ لقوله تعالى: { العظيم }.
38 – ومنها: إثبات صفة كمال حصلت باجتماع الوصفين؛ وهما العلوّ، والعظمة.

تفسير سورة البقرة لبن عثيمين رحمه الله




تعليميةما اعظم هته الاية سبحان قائلها مشكوووووووووووور على هذا الموضوع الثري القيم ثقل به الله ميزان حسناتك




التصنيفات
القران الكريم

[مقطع صوتي] تفسير آية الكرسي ||||

تعليمية تعليمية

[مقطع صوتي] تفسير آية الكرسي

تفسير آية الكرسي للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله و رعاه

من هنا

الملفات المرفقة (افحص الملف ببرامج الحماية وقم بالتبليغ عنه إذا وجدته مخالفا) تعليمية تفسير آية الكرسي.mp3‏ (15.13 ميجابايت)

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




التصنيفات
القران الكريم

[شرح] آية الكرسي وما تضمنته من بيان التوحيد حفظه

تعليمية تعليمية

[شرح] آية الكرسي وما تضمنته من بيان التوحيد -الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله تعالى-

تعليمية

قال العلامة ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله تعالى-:
أريد أن أتكلم بإيجاز عن معاني آية الكرسي؛ فإنَّها أعظم آية في كتاب الله، وورد في فضلها أحاديث كثيرة، وفي بيان عظم شأنها أحاديث.
ومن ذلك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لأحد القرَّاء من كبار الصحابة أبيِّ بن كعب -رضي الله عنه- قال : «يَا أَبَا المُنذِرِ، أَتَدرِي أَيُّ آيَةٍ مِن كِتَابِ اللَّهِ أَعظَمُ؟ قَالَ: قُلتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعلَمُ.
قَالَ: يَا أَبَا المُنذِرِ، أَتَدرِي أَيُّ آيَةٍ مِن كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعظَمُ؟ قَالَ: قُلتُ: ﴿اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ قَالَ: فَضَرَبَ فِي صَدرِي وَقَالَ: وَاللَّهِ لِيَهنِكَ العِلمُ أَبَا المُنذِرِ»([1]).
أدرك هذا الصحابي –رضي الله عنه- أن هذه الآية أعظم آية في كتاب الله، وهنأه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بهذا الفقه، ما تلقى هذا الأمر من رسول الله، إنَّما تفقه في كتاب الله، فأجابه بهذه الإجابة التي تدل على عمق فهمه وحسن تدبره لكتاب الله، فقال: «لِيَهنِكَ العِلمُ».
هذه الآية ذكر الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- فيها التَّوحيد: توحيد الألوهية، وتوحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات وعظمته وجلاله -سبحانه وتعالى-،﴿اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ﴾ إثبات توحيد الإلوهية الذي خلق الأولين والآخرين من أجله، وخلق من أجله الجنة والنار، وأرسل من أجله الرسل وأنزل من أجله الكتب ﴿اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ لا إله إلا الله معناها؛ لا معبود بحق إلا الله.
وهذا المعنى على اختصاره ووجازته ووضوحه ضيعه أهل البدع والضلال، وسنَّ لهم هذا الضياعَ أهلُ الباطل الذي حذَّر منه أهل الإسلام وحذَّروا من أهله وحذَّروا من كتبه، ففسَّروا (لا إله إلا الله) بأنه: لا خالق ولا رازق، وتأثَّر بهم أهل الأهواء والضلال، وصاروا يفسِّرون توحيد الألوهية الواضح الذي بعث الله به جميع الأنبياء لمواجهة المشركين والأمم الضَّالة وطمسوا معالمه بهذا التفسير، لا خالق لا رازق.
نعم ربنا هو الخالق الرازق والآيات في ذلك كثيرة؛ ولكن ليس هذا معنى (لا إله إلا الله)، معنى (لا إله إلا الله): لا معبود بحق إلا الله، إبطال عبادة الأوثان والأشجار والأحجار والجن والإنس والملائكة، وتخصيص العبادة بالله وحده الواحد القهار.
فالعبادات من الصلاة والزَّكاة والصوم والحج والدعاء والتوكل والخوف والرغبة والرهبة، كلها وغيرها من العبادات لا يجوز أن يُصرف منها ذرة لغير الله-عز وجل- ، لا لأنبياء ولا لغيرهم من مخلوقات الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-، ولا من الأنداد التي اتُّخذت مع الله مع الأسف الشديد، فيجب أن نفقه هذا التَّوحيد الذي بُعث به جميع الأنبياء وأن ننشره في النَّاس؛ فإن أهل البدع ينشرون باطلهم، وهناك جماعات ومدارس تقوم على هذا التَّفسير الباطل، فيضلون في معنى (لا إله إلا الله) هذه الكلمة العظيمة التي ذكرنا من شأنها وأنها بُعث من أجلها جميع الرسل، وأنزل من أجلها الكتب، وخلق من أجلها الجنة والنار، والناس يُسألون عنها في القبور: من ربك ؟ يقول: الله ربي. من نبيك؟ يقول: محمد -صلى الله عليه وسلم- نبيِّي.
هذه جملة تدور حولها هذه الرِّسالات كلها، تدور حولها آيات كثيرة وكثيرة في القرآن الكريم، وتتبَّعوا ذلك في القرآن.
ثم وصف الله نفسه بأنه الحي القيوم، الحي الحياة الدائمة التي لم يسبقها عدم ولا يعقبها شيء، هو الأول والآخر والظاهر والباطن، وهو بكل شيء عليم -سبحانه وتعالى-، هو الأول قبل كل شيء، والظاهر على كل شيء، والباطن الذي لا يخفى عليه شيء -سبحانه وتعالى-، والحي يتضمَّن جميع الأسماء والصفات؛ لأنه حي حياة كاملة، وتستلزم صفات الكمال كلها صفة السمع والبصر والقدرة والإرادة وسائر صفاته -سبحانه وتعالى-.
والقيوم القائم بنفسه والقائم على كل شيء، وقيوم السَّموات والأرضين -سبحانه وتعالى- يدبِّر هذا الكون، ويصرِّفه وهو قائم عليه، وهو قائم على كل نفس -سبحانه وتعالى- بعلمه وسمعه وبصره وقدرته وإرادته -سبحانه وتعالى-، فالقيوم يتضمن جميع صفات الأفعال، ويتضمن توحيد الربوبية أيضًا؛ يتضمن الخلق والرزق والإحياء والإماتة وما شاكل ذلك ﴿فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ﴾ [هود:107].
ثم ذكر ما يبيِّن كماله -سبحانه وتعالى- في هذه الحياة والقيومية، فقال: ﴿لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ﴾، وهذا من كمال حياته وقيوميته، هو يدبر هذا الكون، وينظِّمه، ويمسك السَّموات أن تقع على الأرض -سبحانه وتعالى-، فلا تأخذه سنة ولا نوم، وتعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا؛ لأن هذه من صفات الضعفاء، وعباده الفقراء المساكين يجعلها راحة لهم من التعب، ﴿وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا﴾ [النبإ: ٩]. تعالى الله علوًّا كبيرًا عن ذلك.
﴿لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾ بيَّن ملكه الواسع، وأن هذا الكون كله ملك له -سبحانه وتعالى- خاص به لا يشركه أحد في مثقال ذرة -سبحانه وتعالى-، السَّموات والأرضين والعرش والكرسي والجنة والنار والمخلوقات كلها؛ الله وحده المنفرد بخلقها والمنفرد بملكها -سبحانه وتعالى- ﴿لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾ ملك عظيم، ﴿مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [آل عمران:26].
هو الملك وهو مالك يوم الدين -سبحانه وتعالى-، ﴿لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّـهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾ [غافر:16]، فتذكروا من هذه الآيات عظمة الله -سبحانه وتعالى-، وعظِّموه حق تعظيمه، وهابوه كل الهيبة، وقوموا بالحقوق التي أوجبها عليكم لمصلحتكم أنتم، الله أكبر؛ هذه العبادات فيها مصالح للعباد، المرء يتوضأ؛ يغسل يديه فتسقط كل معصية اكتسبها بيديه، ويغسل وجهه فتسقط كل معصية نظر إليها بعينه، وإذا ختم الوضوء هذا بقوله: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنَّ محمَّدًا رسول الله، فتحت له أبواب الجنة، ألا ترى هذه مصلحة الوضوء، فكيف بالصلاة، وكيف بالزكاة، كيف بسائر العبادات، فما يشرع الله لعباده من أمر إلا لحكمة وإلا لمصالح عباده -سبحانه وتعالى- الرءوف الرحيم.
ولا يسخط العبادة إلا الكافرون والمنافقون، وأما المؤمن فيتلذذ بهذه العبادة ويطمع في عفو الله وجوده وكرمه -سبحانه وتعالى-، الأنبياء يعبدون الله رغبًا ورهبًا، ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ﴾ [الأنبياء:90]. يقول ضُلَّال الصُّوفية: لا نعبد الله طمعًا في جنَّته ولا خوفًا من ناره.
جعلوا أنفسهم فوق الأنبياء، انظروا الضلال كيف يجر إليه الشيطان إلى هذه الدرجة، الأنبياء يعبدون الله خوفًا ورغبًا، لا يكون العبد مؤمنًا إلا إذا خاف الله وراقبه في كل شئونه، خوف العبادة أصل أصيل في العبادات، وإذا فقده المرء خرج من دين الله -عز وجل-، إذا كان لا يخاف الله ولا يرغب فيما عنده يخرج من دينه، رسول الله كان أخشى الناس لله، «وَاللَّهِ إِنِّي لأَخشَاكُم لِلَّهِ وَأَتقَاكُم لَهُ»([2]).
وكان إذا دخل إلى الصَّلاة يُسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل خوفًا من الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-، ولا يخاف من الله إلا من قَدَّره حق قدره وعظَّمه حق تعظيمه، فنعوذ بالله من إخوان الشياطين.
﴿مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ﴾ عظيم جليل، ﴿هُوَ اللَّـهُ الَّذِي لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّـهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [الحشر:23-24].
سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، رب السَّموات والأرضين الجبار المتكبر فلا يرضى لأحد أن يتقدم بين يديه، حتى الشفاعة؛ لا يشفع عنده أحد إلا بعد أن يأذن، الأنبياء جميعًا يوم القيامة يعتذرون عن الشفاعة، تنزل الهموم والكروب والأهوال بالناس في عرصات القيامة، يقولون: «علَيكُم بِآدَمَ، فَيَأتُونَ آدَمَ عليه السلام فَيَقُولُونَ لَهُ: أَنتَ أَبُو البَشَرِ خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيكَ مِن رُوحِهِ، وَأَمَرَ المَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ، اشفَع لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحنُ فِيهِ أَلَا تَرَى إِلَى مَا قَد بَلَغَنَا؟! فَيَقُولُ آدَمُ: إِنَّ رَبِّي قَد غَضِبَ اليَومَ غَضَبًا لَم يَغضَب قَبلَهُ مِثلَهُ وَلَن يَغضَبَ بَعدَهُ مِثلَهُ، وَإِنَّهُ نَهَانِي عَنِ الشَّجَرَةِ فَعَصَيتُهُ، نَفسِي نَفسِي نَفسِي، اذهَبُوا إِلَى غَيرِي، اذهَبُوا إِلَى نُوحٍ.
فَيَأتُونَ نُوحًا فَيَقُولُونَ: يَا نُوحُ، إِنَّكَ أَنتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إِلَى أَهلِ الأرضِ، وَقَد سَمَّاكَ اللَّهُ عَبدًا شَكُورًا اشفَع لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحنُ فِيهِ؟! فَيَقُولُ: إِنَّ رَبِّي -عز وجل- قَد غَضِبَ اليَومَ غَضَبًا لَم يَغضَب قَبلَهُ مِثلَهُ، وَلَن يَغضَبَ بَعدَهُ مِثلَهُ، وَإِنَّهُ قَد كَانَت لِي دَعوَةٌ دَعَوتُهَا عَلَى قَومِي، نَفسِي نَفسِي نَفسِي، اذهَبُوا إِلَى غَيرِي، اذهَبُوا إِلَى إِبرَاهِيمَ.
فَيَأتُونَ إِبرَاهِيمَ، فَيَقُولُونَ: يَا إِبرَاهِيمُ، أَنتَ نَبِيُّ اللَّهِ وَخَلِيلُهُ مِن أَهلِ الأرضِ اشفَع لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحنُ فِيهِ؟! فَيَقُولُ لَهُم: إِنَّ رَبِّي قَد غَضِبَ اليَومَ غَضَبًا لَم يَغضَب قَبلَهُ مِثلَهُ وَلَن يَغضَبَ بَعدَهُ مِثلَهُ، وَإِنِّي قَد كُنتُ كَذَبتُ ثَلَاثَ كَذَبَاتٍ…»([3]).
ويعتذر آدم، يعتذر ويذكر ذنبه، يذكر معصيته؛ «وَإِنَّهُ نَهَانِي عَنِ الشَّجَرَةِ فَعَصَيتُهُ» أكله من الشجرة رغم أنه تاب منها توبة عظيمة، ومع ذلك لا يزال الحياء من الله يلاحقه، تاب إلى الله وأناب وعَبَدَه -الله أعلم- مئات السنين؛ لأن حياته كانت طويلة، ومع ذلك لا يزال خجلًا حيِيًّا من الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- يستحي أن يشفع لأنه نهاه عن تلك الشجرة فأكل منها، ما نسيها، هكذا المؤمن، نوح دعا قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا إلى التوحيد ليلًا ونهارًا، سرًّا وجهارًا، وما يزدادون إلا كفرًا وضلالًا وعنادًا، فدعا عليهم فأهلكهم الله، فيقول: «وَإِنَّهُ قَد كَانَت لِي دَعوَةٌ دَعَوتُهَا»، فيعتذر وهي دعوة حق، والله أيَّده في ذلك وانتقم له من أعدائه، ومع ذلك جعلها عذرًا، الحياء من الله أمر عظيم، في النبوات الأولى: «إِنَّ مِمَّا أَدرَكَ النَّاسُ مِن كَلَامِ النُّبُوَّةِ: إِذَا لَم تَستَحِ فَاصنَع مَا شِئتَ»([4]). فالحياء خلق عظيم جدًّا جدًّا، يجب أن يتحلى به المؤمن.
وإبراهيم -عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- اعتذر، ((وَإِنِّي قَد كُنتُ كَذَبتُ ثَلَاثَ كَذَبَاتٍ)). وهي تورية في الله-عز وجل- ليست كذبًا حقيقيًّا: لما عزم على تحطيم الأصنام التي اتخذوها أندادًا مع الله-عز وجل- ، وهذا عمل عظيم لا يلحق أحد فيه إبراهيم إلا محمدًا -عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- الذي حطَّم الأصنام، قال: إني سقيم، فلما ذهبوا، أخذ معوله وذهب يحطم الأصنام ﴿فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ﴾ [الصافات:93]. ذكر الله قصته في عدد من السور، الشاهد أنه اعتبر هذه كذبة يستحي من الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- يوم القيامة أن يشفع.
الثانية: أنه لما هاجر في الله -سبحانه وتعالى- من بلاده العراق إلى الأرض المباركة مر على طاغية؛ سلطان جبار قال له زبانيته الأخِساء: إن هنا رجلًا مَرَّ بامرأة لا ينبغي أن تكون إلا لك، أجمل النساء، عرف إبراهيم ذلك، فقال لها: إذا جئت عنده قولي: إن هذا أخي -لأن إبراهيم اعتقد لو عرف أنه زوجها لقتله- لأنك أنت أختي في الله، ما هنا مسلم إلا أنا وأنت -عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-.
هذه اعتبرها كذبة يخجل منها يوم القيامة، كم يكذب الإنسان في أيام حياته وينسى كل هذا الكذب، ونعوذ بالله من الكذب الذي هو من أخبث الصفات؛ بل هو ركن من أركان الكفر بالله -سبحانه وتعالى-، وإبراهيم لم يكذب، بل هي تورية وكلها في الله -عز وجل- واعتذر عن الشفاعة.
((اذهَبُوا إِلَي غَيرِي، اذهَبُوا إِلَى مُوسَى، فَيَأتُونَ مُوسَى، فَيَقُولُونَ: يَا مُوسَى أَنتَ رَسُولُ اللَّهِ، فَضَّلَكَ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ وَبِكَلَامِهِ عَلَى النَّاسِ، اشفَع لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحنُ فِيهِ؟!
فَيَقُولُ: إِنَّ رَبِّي قَد غَضِبَ اليَومَ غَضَبًا لَم يَغضَب قَبلَهُ مِثلَهُ، وَلَن يَغضَبَ بَعدَهُ مِثلَهُ، وَإِنِّي قَد قَتَلتُ نَفسًا لَم أُومَر بِقَتلِهَا، نَفسِي نَفسِي نَفسِي، اذهَبُوا إِلَى غَيرِي، اذهَبُوا إِلَى عِيسَى.
فَيَأتُونَ عِيسَى فَيَقُولُونَ: يَا عِيسَى أَنتَ رَسُولُ اللَّهِ، وَكَلِمَتُهُ أَلقَاهَا إِلَى مَريَمَ وَرُوحٌ مِنهُ، وَكَلَّمتَ النَّاسَ فِي المَهدِ صَبِيًّا، اشفَع لَنَا، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحنُ فِيهِ؟!
فَيَقُولُ عِيسَى: إِنَّ رَبِّي قَد غَضِبَ اليَومَ غَضَبًا لَم يَغضَب قَبلَهُ مِثلَهُ، وَلَن يَغضَبَ بَعدَهُ مِثلَهُ -وَلَم يَذكُر ذَنبًا- نَفسِي نَفسِي نَفسِي، اذهَبُوا إِلَى غَيرِي، اذهَبُوا إِلَى مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم-.
فَيَأتُونَ مُحَمَّدًا -صلى الله عليه وسلم- فَيَقُولُونَ: يَا مُحَمَّدُ أَنتَ رَسُولُ اللَّهِ وَخَاتَمُ الَأنبِيَاءِ، وَقَد غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، اشفَع لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحنُ فِيهِ؟! فَأَنطَلِقُ فَآتِي تَحتَ العَرشِ، فَأَقَعُ سَاجِدًا لِرَبِّي -عز وجل- ثُمَّ يَفتَحُ اللَّهُ عَلَي مِن مَحَامِدِهِ وَحُسنِ الثَّنَاءِ عَلَيهِ شَيئًا لَم يَفتَحهُ عَلَى أَحَدٍ قَبلِي، ثُمَّ يُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ ارفَع رَأسَكَ، سَل تُعطَه، وَاشفَع تُشَفَّع، فَأَرفَعُ رَأسِي، فَأَقُولُ: أُمَّتِي يَا رَبِّ، أُمَّتِي يَا رَبِّ. فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ، أَدخِل مِن أُمَّتِكَ مَن لَا حِسَابَ عَلَيهِم مِنَ البَابِ الَأيمَنِ مِن أَبوَابِ الجَنَّةِ، وَهُم شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ الأبوَابِ)).
موسى يعتذر؛ لأنه قتل القبطي الكافر المعتدي، قتله بغير إذن من الله فاعتبر هذا ذنبًا خجل منه أن يتقدم إلى الشفاعة، ويحيل إلى عيسى وعيسى يحيل إلى محمد -عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- فيقول: «أنا لها»([5]). فيذهب فيخرُّ ساجدًا تحت العرش فيدعو ويدعو ويدعو دعاء طويلًا، ثم يستأذن في الشفاعة فيؤذن له، ولهذا قال -سبحانه وتعالى-: ﴿مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ﴾ من الذي يستطيع أن يشفع عند الله -عز وجل- العظيم الجليل؟ لا يستطيع أحد إلا بإذنه، والشفاعة ملك لله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-.
﴿قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا﴾ [الزمر:44]. ولهذا لا يجوز أن تطلب من الأموات ولا الغائبين، وتطلب من الحي أن يشفع لك، أمَّا الميِّت فإذا طلبت منه الشفاعة فقد طلبت منه حقًّا خالصًا لله، لا يحصل إلَّا لمن أذن الله له -سبحانه وتعالى-.
﴿قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا﴾ الروافض والقبوريون يطلبون الشفاعة من الأموات؛ بل يذبحون لهم؛ بل يستغيثون بهم، بل يعتقدون فيهم أنهم يعلمون الغيب ويتصرفون في الكون، ما وقفوا عند الشرك في الألوهية؛ تجاوزوا ذلك إلى الشرك في الربوبية، ﴿قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّـهُ﴾ [النمل:65]. -سبحانه وتعالى-.
والله يقول لنبيه أفضل البشر وأقربهم إليه: ﴿قُل لَّا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّـهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ﴾ [الأنعام:50].
﴿قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّـهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ [الأعراف:188].
فيعتقدون في الأولياء، وبعضهم في غير الأولياء، وبعضهم معبودات من الحيوانات، من مكائد أهل الضلال والإلحاد قد يقبرون حيوانًا حمارًا أو غيره، ويقولون: هذا ولي، فيُقبل الجهلة والسفهاء وضلال الصوفية على هذا القبر يقدِّسونه ويطوفون به ويطلبون منه ما لا يُطلب إلا من الله -سبحانه وتعالى-، وهذا ينافي توحيد الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-.
الشَّاهد: أنَّ الشَّفاعة ملك الله -سبحانه وتعالى- فلا يجوز أن تُطلَب من حي ولا ميت، والرسول -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة، والأنبياء لا يشفعون عند الله إلا بإذنه ﴿وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ﴾ [النجم:26]. منهم جبريل, ميكائيل فيهم ملَك الجبال، فيهم ملَك أذن لنبيه أن يتكلم عنه بين شحمة أذنيه وعاتقه كما بين السماء والأرض، وملك يستطيع أن يأخذ الجبال يضرب بعضها ببعض، ورسول الله -عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- جاءه ملك الجبال وقال: ((وَأَنَا مَلَكُ الجِبَال،ِ وَقَد بَعَثَنِي رَبُّكَ إِلَيكَ لِتَأمُرَنِي بِأَمرِكَ، فَمَا شِئتَ، إِن شِئتَ أَن أُطبِقَ عَلَيهِمُ الَاخشَبَينِ))([1]) على كفار قريش، هؤلاء الملائكة العظام، وجبريل له ستمائة جناح تغطي بين السَّماء والأرض، ومع ذلك يتضاءلون أمام عظمة الله خوفًا وإجلالًا وتعظيمًا.
هؤلاء الملائكة لا يشفعون عند الله إلَّا من بعد إذنه.
صارت الشَّفاعة لعبة عند الجهلة والسُّفهاء والضُّلال، نسأل الله العافية.
المصدر:
نفحات الهدى والإيمان من مجالس القرآن ص [26 -37]

([1]) أخرجه مسلم، كتاب: صلاة المسافرين، باب: فضل سورة الكهف وآية الكرسي (1921) عن أبي بن كعب -رضي الله عنه-.

([2]) متفق عليه: أخرجه البخاري، واللفظ له، كتاب: النكاح، باب: الترغيب في النكاح
(4776)، ومسلم، كتاب: الصيام، باب: صحَّة صوم من طلع عليه الفجر وهو جنب
(1868) من حديث أنس و عائشة -رضي الله عنها-.

([3]) متفق عليه: أخرجه البخاري، كتاب: التفسير باب: سورة الإسراء (4435)، ومسلم، كتاب: الإيمان، باب: أدنى أهل الجنَّة منزلة فيها (501) عن أبي هريرة -رضي الله عنه-.

([4]) أخرجه البخاري، كتاب: أحاديث الأنبياء، باب: أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم
(3296) عن أبي مسعود -رضي الله عنه-.

([5]) هذه اللفظة في حديث أنس -رضي الله عنه- أخرجها البخاري، كتاب: التوحيد، باب: كلام الرب -تبارك وتعالى- يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم (7072)، ومسلم، كتاب: الإيمان، باب: أدنى أهل الجنَّة منزلة فيها (500).

([6]) متفق عليه: أخرجه البخاري، كتاب: بدء الخلق، باب: ((إذا قال أحدكم: آمين والملائكة في السماء فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه)) (3059)، ومسلم، كتاب: الجهاد والسير، باب: ما لقي النَّبيُّ – -صلى الله عليه وسلم من أذى المشركين والمنافقين (4754) عن عائشة -رضي الله عنها-.

تعليمية

المصغرات المرفقة تعليمية تعليمية

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




تعليمية
تعليمية




بارك الله فيك




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

هل يصح ان يوصف ان الكرسي موضع القدمين ،و انه يحمله أربعة أملاك , لكل ملك أربعة وجوه؟

تعليمية تعليمية
هل يصح ان يوصف ان الكرسي موضع القدمين ،و انه يحمله أربعة أملاك , لكل ملك أربعة وجوه؟

هل يصح ان يوصف ان الكرسي موضع القدمين ،و انه يحمله أربعة أملاك , لكل ملك أربعة وجوه؟

أعلم أنه لا يصح في صفة الكرسي غير حديث
(ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة ، وفضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة) الحديث ,اما بعض الرويات وفيها أنه موضع القدمين , وأن له أطيطاً كأطيط الرحل الجديد , وأنه يحمله أربعة أملاك , لكل ملك أربعة وجوه , وأقدامهم في الصخرة التي تحت الأرض السابعة …. إلخ , فهذا كله لا يصح مرفوعاً عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وبعضه أشد ضعفاً من بعض , وقد خرجت بعضها فيما علقناه على كتاب (ما دل عليه القرآن مما يعضد الهيئة الجديدة القويمة البرهان) ملحقاً بآخره طبع المكتب الإسلامي.
انتهى كلام الالباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم109.

للامانة الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




بوركت أختي على النقل الطيب

جزاك الله خيرا




جزاك الله خير على الفائدة الطيبة




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[بيان] آية الكرسي وما تضمنته من بيان التوحيد

تعليمية تعليمية
[بيان] آية الكرسي وما تضمنته من بيان التوحيد


قال العلامة ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله تعالى-:
أريد أن أتكلم بإيجاز عن معاني آية الكرسي؛ فإنَّها أعظم آية في كتاب الله، وورد في فضلها أحاديث كثيرة، وفي بيان عظم شأنها أحاديث.
ومن ذلك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لأحد القرَّاء من كبار الصحابة أبيِّ بن كعب -رضي الله عنه- قال : «يَا أَبَا المُنذِرِ، أَتَدرِي أَيُّ آيَةٍ مِن كِتَابِ اللَّهِ أَعظَمُ؟ قَالَ: قُلتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعلَمُ.
قَالَ: يَا أَبَا المُنذِرِ، أَتَدرِي أَيُّ آيَةٍ مِن كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعظَمُ؟ قَالَ: قُلتُ: ﴿اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ قَالَ: فَضَرَبَ فِي صَدرِي وَقَالَ: وَاللَّهِ لِيَهنِكَ العِلمُ أَبَا المُنذِرِ»([1]).
أدرك هذا الصحابي –رضي الله عنه- أن هذه الآية أعظم آية في كتاب الله، وهنأه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بهذا الفقه، ما تلقى هذا الأمر من رسول الله، إنَّما تفقه في كتاب الله، فأجابه بهذه الإجابة التي تدل على عمق فهمه وحسن تدبره لكتاب الله، فقال: «لِيَهنِكَ العِلمُ».
هذه الآية ذكر الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- فيها التَّوحيد: توحيد الألوهية، وتوحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات وعظمته وجلاله -سبحانه وتعالى-،﴿اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ﴾ إثبات توحيد الإلوهية الذي خلق الأولين والآخرين من أجله، وخلق من أجله الجنة والنار، وأرسل من أجله الرسل وأنزل من أجله الكتب ﴿اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ لا إله إلا الله معناها؛ لا معبود بحق إلا الله.
وهذا المعنى على اختصاره ووجازته ووضوحه ضيعه أهل البدع والضلال، وسنَّ لهم هذا الضياعَ أهلُ الباطل الذي حذَّر منه أهل الإسلام وحذَّروا من أهله وحذَّروا من كتبه، ففسَّروا (لا إله إلا الله) بأنه: لا خالق ولا رازق، وتأثَّر بهم أهل الأهواء والضلال، وصاروا يفسِّرون توحيد الألوهية الواضح الذي بعث الله به جميع الأنبياء لمواجهة المشركين والأمم الضَّالة وطمسوا معالمه بهذا التفسير، لا خالق لا رازق.
نعم ربنا هو الخالق الرازق والآيات في ذلك كثيرة؛ ولكن ليس هذا معنى (لا إله إلا الله)، معنى (لا إله إلا الله): لا معبود بحق إلا الله، إبطال عبادة الأوثان والأشجار والأحجار والجن والإنس والملائكة، وتخصيص العبادة بالله وحده الواحد القهار.
فالعبادات من الصلاة والزَّكاة والصوم والحج والدعاء والتوكل والخوف والرغبة والرهبة، كلها وغيرها من العبادات لا يجوز أن يُصرف منها ذرة لغير الله-عز وجل- ، لا لأنبياء ولا لغيرهم من مخلوقات الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-، ولا من الأنداد التي اتُّخذت مع الله مع الأسف الشديد، فيجب أن نفقه هذا التَّوحيد الذي بُعث به جميع الأنبياء وأن ننشره في النَّاس؛ فإن أهل البدع ينشرون باطلهم، وهناك جماعات ومدارس تقوم على هذا التَّفسير الباطل، فيضلون في معنى (لا إله إلا الله) هذه الكلمة العظيمة التي ذكرنا من شأنها وأنها بُعث من أجلها جميع الرسل، وأنزل من أجلها الكتب، وخلق من أجلها الجنة والنار، والناس يُسألون عنها في القبور: من ربك ؟ يقول: الله ربي. من نبيك؟ يقول: محمد -صلى الله عليه وسلم- نبيِّي.
هذه جملة تدور حولها هذه الرِّسالات كلها، تدور حولها آيات كثيرة وكثيرة في القرآن الكريم، وتتبَّعوا ذلك في القرآن.
ثم وصف الله نفسه بأنه الحي القيوم، الحي الحياة الدائمة التي لم يسبقها عدم ولا يعقبها شيء، هو الأول والآخر والظاهر والباطن، وهو بكل شيء عليم -سبحانه وتعالى-، هو الأول قبل كل شيء، والظاهر على كل شيء، والباطن الذي لا يخفى عليه شيء -سبحانه وتعالى-، والحي يتضمَّن جميع الأسماء والصفات؛ لأنه حي حياة كاملة، وتستلزم صفات الكمال كلها صفة السمع والبصر والقدرة والإرادة وسائر صفاته -سبحانه وتعالى-.
والقيوم القائم بنفسه والقائم على كل شيء، وقيوم السَّموات والأرضين -سبحانه وتعالى- يدبِّر هذا الكون، ويصرِّفه وهو قائم عليه، وهو قائم على كل نفس -سبحانه وتعالى- بعلمه وسمعه وبصره وقدرته وإرادته -سبحانه وتعالى-، فالقيوم يتضمن جميع صفات الأفعال، ويتضمن توحيد الربوبية أيضًا؛ يتضمن الخلق والرزق والإحياء والإماتة وما شاكل ذلك ﴿فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ﴾ [هود:107].
ثم ذكر ما يبيِّن كماله -سبحانه وتعالى- في هذه الحياة والقيومية، فقال: ﴿لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ﴾، وهذا من كمال حياته وقيوميته، هو يدبر هذا الكون، وينظِّمه، ويمسك السَّموات أن تقع على الأرض -سبحانه وتعالى-، فلا تأخذه سنة ولا نوم، وتعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا؛ لأن هذه من صفات الضعفاء، وعباده الفقراء المساكين يجعلها راحة لهم من التعب، ﴿وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا﴾ [النبإ: ٩]. تعالى الله علوًّا كبيرًا عن ذلك.
﴿لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾ بيَّن ملكه الواسع، وأن هذا الكون كله ملك له -سبحانه وتعالى- خاص به لا يشركه أحد في مثقال ذرة -سبحانه وتعالى-، السَّموات والأرضين والعرش والكرسي والجنة والنار والمخلوقات كلها؛ الله وحده المنفرد بخلقها والمنفرد بملكها -سبحانه وتعالى- ﴿لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾ ملك عظيم، ﴿مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [آل عمران:26].
هو الملك وهو مالك يوم الدين -سبحانه وتعالى-، ﴿لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّـهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾ [غافر:16]، فتذكروا من هذه الآيات عظمة الله -سبحانه وتعالى-، وعظِّموه حق تعظيمه، وهابوه كل الهيبة، وقوموا بالحقوق التي أوجبها عليكم لمصلحتكم أنتم، الله أكبر؛ هذه العبادات فيها مصالح للعباد، المرء يتوضأ؛ يغسل يديه فتسقط كل معصية اكتسبها بيديه، ويغسل وجهه فتسقط كل معصية نظر إليها بعينه، وإذا ختم الوضوء هذا بقوله: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنَّ محمَّدًا رسول الله، فتحت له أبواب الجنة، ألا ترى هذه مصلحة الوضوء، فكيف بالصلاة، وكيف بالزكاة، كيف بسائر العبادات، فما يشرع الله لعباده من أمر إلا لحكمة وإلا لمصالح عباده -سبحانه وتعالى- الرءوف الرحيم.
ولا يسخط العبادة إلا الكافرون والمنافقون، وأما المؤمن فيتلذذ بهذه العبادة ويطمع في عفو الله وجوده وكرمه -سبحانه وتعالى-، الأنبياء يعبدون الله رغبًا ورهبًا، ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ﴾ [الأنبياء:90]. يقول ضُلَّال الصُّوفية: لا نعبد الله طمعًا في جنَّته ولا خوفًا من ناره.
جعلوا أنفسهم فوق الأنبياء، انظروا الضلال كيف يجر إليه الشيطان إلى هذه الدرجة، الأنبياء يعبدون الله خوفًا ورغبًا، لا يكون العبد مؤمنًا إلا إذا خاف الله وراقبه في كل شئونه، خوف العبادة أصل أصيل في العبادات، وإذا فقده المرء خرج من دين الله -عز وجل-، إذا كان لا يخاف الله ولا يرغب فيما عنده يخرج من دينه، رسول الله كان أخشى الناس لله، «وَاللَّهِ إِنِّي لأَخشَاكُم لِلَّهِ وَأَتقَاكُم لَهُ»([2]).
وكان إذا دخل إلى الصَّلاة يُسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل خوفًا من الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-، ولا يخاف من الله إلا من قَدَّره حق قدره وعظَّمه حق تعظيمه، فنعوذ بالله من إخوان الشياطين.
﴿مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ﴾ عظيم جليل، ﴿هُوَ اللَّـهُ الَّذِي لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّـهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [الحشر:23-24].
سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، رب السَّموات والأرضين الجبار المتكبر فلا يرضى لأحد أن يتقدم بين يديه، حتى الشفاعة؛ لا يشفع عنده أحد إلا بعد أن يأذن، الأنبياء جميعًا يوم القيامة يعتذرون عن الشفاعة، تنزل الهموم والكروب والأهوال بالناس في عرصات القيامة، يقولون: «علَيكُم بِآدَمَ، فَيَأتُونَ آدَمَ عليه السلام فَيَقُولُونَ لَهُ: أَنتَ أَبُو البَشَرِ خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيكَ مِن رُوحِهِ، وَأَمَرَ المَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ، اشفَع لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحنُ فِيهِ أَلَا تَرَى إِلَى مَا قَد بَلَغَنَا؟! فَيَقُولُ آدَمُ: إِنَّ رَبِّي قَد غَضِبَ اليَومَ غَضَبًا لَم يَغضَب قَبلَهُ مِثلَهُ وَلَن يَغضَبَ بَعدَهُ مِثلَهُ، وَإِنَّهُ نَهَانِي عَنِ الشَّجَرَةِ فَعَصَيتُهُ، نَفسِي نَفسِي نَفسِي، اذهَبُوا إِلَى غَيرِي، اذهَبُوا إِلَى نُوحٍ.
فَيَأتُونَ نُوحًا فَيَقُولُونَ: يَا نُوحُ، إِنَّكَ أَنتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إِلَى أَهلِ الأرضِ، وَقَد سَمَّاكَ اللَّهُ عَبدًا شَكُورًا اشفَع لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحنُ فِيهِ؟! فَيَقُولُ: إِنَّ رَبِّي -عز وجل- قَد غَضِبَ اليَومَ غَضَبًا لَم يَغضَب قَبلَهُ مِثلَهُ، وَلَن يَغضَبَ بَعدَهُ مِثلَهُ، وَإِنَّهُ قَد كَانَت لِي دَعوَةٌ دَعَوتُهَا عَلَى قَومِي، نَفسِي نَفسِي نَفسِي، اذهَبُوا إِلَى غَيرِي، اذهَبُوا إِلَى إِبرَاهِيمَ.
فَيَأتُونَ إِبرَاهِيمَ، فَيَقُولُونَ: يَا إِبرَاهِيمُ، أَنتَ نَبِيُّ اللَّهِ وَخَلِيلُهُ مِن أَهلِ الأرضِ اشفَع لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحنُ فِيهِ؟! فَيَقُولُ لَهُم: إِنَّ رَبِّي قَد غَضِبَ اليَومَ غَضَبًا لَم يَغضَب قَبلَهُ مِثلَهُ وَلَن يَغضَبَ بَعدَهُ مِثلَهُ، وَإِنِّي قَد كُنتُ كَذَبتُ ثَلَاثَ كَذَبَاتٍ…»([3]).
ويعتذر آدم، يعتذر ويذكر ذنبه، يذكر معصيته؛ «وَإِنَّهُ نَهَانِي عَنِ الشَّجَرَةِ فَعَصَيتُهُ» أكله من الشجرة رغم أنه تاب منها توبة عظيمة، ومع ذلك لا يزال الحياء من الله يلاحقه، تاب إلى الله وأناب وعَبَدَه -الله أعلم- مئات السنين؛ لأن حياته كانت طويلة، ومع ذلك لا يزال خجلًا حيِيًّا من الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- يستحي أن يشفع لأنه نهاه عن تلك الشجرة فأكل منها، ما نسيها، هكذا المؤمن، نوح دعا قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا إلى التوحيد ليلًا ونهارًا، سرًّا وجهارًا، وما يزدادون إلا كفرًا وضلالًا وعنادًا، فدعا عليهم فأهلكهم الله، فيقول: «وَإِنَّهُ قَد كَانَت لِي دَعوَةٌ دَعَوتُهَا»، فيعتذر وهي دعوة حق، والله أيَّده في ذلك وانتقم له من أعدائه، ومع ذلك جعلها عذرًا، الحياء من الله أمر عظيم، في النبوات الأولى: «إِنَّ مِمَّا أَدرَكَ النَّاسُ مِن كَلَامِ النُّبُوَّةِ: إِذَا لَم تَستَحِ فَاصنَع مَا شِئتَ»([4]). فالحياء خلق عظيم جدًّا جدًّا، يجب أن يتحلى به المؤمن.
وإبراهيم -عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- اعتذر، ((وَإِنِّي قَد كُنتُ كَذَبتُ ثَلَاثَ كَذَبَاتٍ)). وهي تورية في الله-عز وجل- ليست كذبًا حقيقيًّا: لما عزم على تحطيم الأصنام التي اتخذوها أندادًا مع الله-عز وجل- ، وهذا عمل عظيم لا يلحق أحد فيه إبراهيم إلا محمدًا -عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- الذي حطَّم الأصنام، قال: إني سقيم، فلما ذهبوا، أخذ معوله وذهب يحطم الأصنام ﴿فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ﴾ [الصافات:93]. ذكر الله قصته في عدد من السور، الشاهد أنه اعتبر هذه كذبة يستحي من الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- يوم القيامة أن يشفع.
الثانية: أنه لما هاجر في الله -سبحانه وتعالى- من بلاده العراق إلى الأرض المباركة مر على طاغية؛ سلطان جبار قال له زبانيته الأخِساء: إن هنا رجلًا مَرَّ بامرأة لا ينبغي أن تكون إلا لك، أجمل النساء، عرف إبراهيم ذلك، فقال لها: إذا جئت عنده قولي: إن هذا أخي -لأن إبراهيم اعتقد لو عرف أنه زوجها لقتله- لأنك أنت أختي في الله، ما هنا مسلم إلا أنا وأنت -عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-.
هذه اعتبرها كذبة يخجل منها يوم القيامة، كم يكذب الإنسان في أيام حياته وينسى كل هذا الكذب، ونعوذ بالله من الكذب الذي هو من أخبث الصفات؛ بل هو ركن من أركان الكفر بالله -سبحانه وتعالى-، وإبراهيم لم يكذب، بل هي تورية وكلها في الله -عز وجل- واعتذر عن الشفاعة.
((اذهَبُوا إِلَي غَيرِي، اذهَبُوا إِلَى مُوسَى، فَيَأتُونَ مُوسَى، فَيَقُولُونَ: يَا مُوسَى أَنتَ رَسُولُ اللَّهِ، فَضَّلَكَ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ وَبِكَلَامِهِ عَلَى النَّاسِ، اشفَع لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحنُ فِيهِ؟!
فَيَقُولُ: إِنَّ رَبِّي قَد غَضِبَ اليَومَ غَضَبًا لَم يَغضَب قَبلَهُ مِثلَهُ، وَلَن يَغضَبَ بَعدَهُ مِثلَهُ، وَإِنِّي قَد قَتَلتُ نَفسًا لَم أُومَر بِقَتلِهَا، نَفسِي نَفسِي نَفسِي، اذهَبُوا إِلَى غَيرِي، اذهَبُوا إِلَى عِيسَى.
فَيَأتُونَ عِيسَى فَيَقُولُونَ: يَا عِيسَى أَنتَ رَسُولُ اللَّهِ، وَكَلِمَتُهُ أَلقَاهَا إِلَى مَريَمَ وَرُوحٌ مِنهُ، وَكَلَّمتَ النَّاسَ فِي المَهدِ صَبِيًّا، اشفَع لَنَا، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحنُ فِيهِ؟!
فَيَقُولُ عِيسَى: إِنَّ رَبِّي قَد غَضِبَ اليَومَ غَضَبًا لَم يَغضَب قَبلَهُ مِثلَهُ، وَلَن يَغضَبَ بَعدَهُ مِثلَهُ -وَلَم يَذكُر ذَنبًا- نَفسِي نَفسِي نَفسِي، اذهَبُوا إِلَى غَيرِي، اذهَبُوا إِلَى مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم-.
فَيَأتُونَ مُحَمَّدًا -صلى الله عليه وسلم- فَيَقُولُونَ: يَا مُحَمَّدُ أَنتَ رَسُولُ اللَّهِ وَخَاتَمُ الَأنبِيَاءِ، وَقَد غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، اشفَع لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحنُ فِيهِ؟! فَأَنطَلِقُ فَآتِي تَحتَ العَرشِ، فَأَقَعُ سَاجِدًا لِرَبِّي -عز وجل- ثُمَّ يَفتَحُ اللَّهُ عَلَي مِن مَحَامِدِهِ وَحُسنِ الثَّنَاءِ عَلَيهِ شَيئًا لَم يَفتَحهُ عَلَى أَحَدٍ قَبلِي، ثُمَّ يُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ ارفَع رَأسَكَ، سَل تُعطَه، وَاشفَع تُشَفَّع، فَأَرفَعُ رَأسِي، فَأَقُولُ: أُمَّتِي يَا رَبِّ، أُمَّتِي يَا رَبِّ. فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ، أَدخِل مِن أُمَّتِكَ مَن لَا حِسَابَ عَلَيهِم مِنَ البَابِ الَأيمَنِ مِن أَبوَابِ الجَنَّةِ، وَهُم شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ الأبوَابِ)).
موسى يعتذر؛ لأنه قتل القبطي الكافر المعتدي، قتله بغير إذن من الله فاعتبر هذا ذنبًا خجل منه أن يتقدم إلى الشفاعة، ويحيل إلى عيسى وعيسى يحيل إلى محمد -عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- فيقول: «أنا لها»([5]). فيذهب فيخرُّ ساجدًا تحت العرش فيدعو ويدعو ويدعو دعاء طويلًا، ثم يستأذن في الشفاعة فيؤذن له، ولهذا قال -سبحانه وتعالى-: ﴿مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ﴾ من الذي يستطيع أن يشفع عند الله -عز وجل- العظيم الجليل؟ لا يستطيع أحد إلا بإذنه، والشفاعة ملك لله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-.
﴿قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا﴾ [الزمر:44]. ولهذا لا يجوز أن تطلب من الأموات ولا الغائبين، وتطلب من الحي أن يشفع لك، أمَّا الميِّت فإذا طلبت منه الشفاعة فقد طلبت منه حقًّا خالصًا لله، لا يحصل إلَّا لمن أذن الله له -سبحانه وتعالى-.
﴿قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا﴾ الروافض والقبوريون يطلبون الشفاعة من الأموات؛ بل يذبحون لهم؛ بل يستغيثون بهم، بل يعتقدون فيهم أنهم يعلمون الغيب ويتصرفون في الكون، ما وقفوا عند الشرك في الألوهية؛ تجاوزوا ذلك إلى الشرك في الربوبية، ﴿قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّـهُ﴾ [النمل:65]. -سبحانه وتعالى-.
والله يقول لنبيه أفضل البشر وأقربهم إليه: ﴿قُل لَّا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّـهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ﴾ [الأنعام:50].
﴿قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّـهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ [الأعراف:188].
فيعتقدون في الأولياء، وبعضهم في غير الأولياء، وبعضهم معبودات من الحيوانات، من مكائد أهل الضلال والإلحاد قد يقبرون حيوانًا حمارًا أو غيره، ويقولون: هذا ولي، فيُقبل الجهلة والسفهاء وضلال الصوفية على هذا القبر يقدِّسونه ويطوفون به ويطلبون منه ما لا يُطلب إلا من الله -سبحانه وتعالى-، وهذا ينافي توحيد الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-.
الشَّاهد: أنَّ الشَّفاعة ملك الله -سبحانه وتعالى- فلا يجوز أن تُطلَب من حي ولا ميت، والرسول -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة، والأنبياء لا يشفعون عند الله إلا بإذنه ﴿وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ﴾ [النجم:26]. منهم جبريل, ميكائيل فيهم ملَك الجبال، فيهم ملَك أذن لنبيه أن يتكلم عنه بين شحمة أذنيه وعاتقه كما بين السماء والأرض، وملك يستطيع أن يأخذ الجبال يضرب بعضها ببعض، ورسول الله -عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- جاءه ملك الجبال وقال: ((وَأَنَا مَلَكُ الجِبَال،ِ وَقَد بَعَثَنِي رَبُّكَ إِلَيكَ لِتَأمُرَنِي بِأَمرِكَ، فَمَا شِئتَ، إِن شِئتَ أَن أُطبِقَ عَلَيهِمُ الَاخشَبَينِ))([1]) على كفار قريش، هؤلاء الملائكة العظام، وجبريل له ستمائة جناح تغطي بين السَّماء والأرض، ومع ذلك يتضاءلون أمام عظمة الله خوفًا وإجلالًا وتعظيمًا.
هؤلاء الملائكة لا يشفعون عند الله إلَّا من بعد إذنه.
صارت الشَّفاعة لعبة عند الجهلة والسُّفهاء والضُّلال، نسأل الله العافية.
المصدر:
نفحات الهدى والإيمان من مجالس القرآن ص [26 -37]

([1]) أخرجه مسلم، كتاب: صلاة المسافرين، باب: فضل سورة الكهف وآية الكرسي (1921) عن أبي بن كعب -رضي الله عنه-.

([2]) متفق عليه: أخرجه البخاري، واللفظ له، كتاب: النكاح، باب: الترغيب في النكاح
(4776)، ومسلم، كتاب: الصيام، باب: صحَّة صوم من طلع عليه الفجر وهو جنب
(1868) من حديث أنس و عائشة -رضي الله عنها-.

([3]) متفق عليه: أخرجه البخاري، كتاب: التفسير باب: سورة الإسراء (4435)، ومسلم، كتاب: الإيمان، باب: أدنى أهل الجنَّة منزلة فيها (501) عن أبي هريرة -رضي الله عنه-.

([4]) أخرجه البخاري، كتاب: أحاديث الأنبياء، باب: أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم
(3296) عن أبي مسعود -رضي الله عنه-.

([5]) هذه اللفظة في حديث أنس -رضي الله عنه- أخرجها البخاري، كتاب: التوحيد، باب: كلام الرب -تبارك وتعالى- يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم (7072)، ومسلم، كتاب: الإيمان، باب: أدنى أهل الجنَّة منزلة فيها (500).

([6]) متفق عليه: أخرجه البخاري، كتاب: بدء الخلق، باب: ((إذا قال أحدكم: آمين والملائكة في السماء فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه)) (3059)، ومسلم، كتاب: الجهاد والسير، باب: ما لقي النَّبيُّ – -صلى الله عليه وسلم من أذى المشركين والمنافقين (4754) عن عائشة -رضي الله عنها-.

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
السنة الثالثة متوسط

سبب نزول آية الكرسي .؟؟

سبب نزول آية الكرسي…؟؟

جميل جدا

الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات

وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا

يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يئوده حفظهما و

هو العلي العظيم

صدق الله العظيم

سأل بنو إسرائيل رسولهم موسي هـل ينام ربك ؟؟؟؟

فقال موسي : اتقوا الله!!!

فناداه ربه عز و جل: سألوك يا موسي هل ينام ربك؟؟

فخذ زجاجتين في يديك و قم الليل..

ففعل موسي ،

فلما ذهب منه الليل ثلثه نعس فوقع لكبتيه ،

ثم انتعش فضبطهما حتى إذا كان أخر الليل نعس موسي فسقطت الزجاجتان عنه

فانكسرتا .

قال تعالى: يا موسى لو كنت أنام لسقطت السماوات و الأرض فهلكن كما هلكت

الزجاجتان في يديك .

ولهذا السبب أنزلت أية الكرسي.

و يستحب قراءة أية الكرسي عقب كل صلاة ،

و قبل النوم وعند الاستيقاظ !

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

من دعا إلى هدىً، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا …




التصنيفات
السنة الثالثة متوسط

سر آية الكرسي

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

سر اية الكرسي
يارب من فتح رسالتي وقرأها إفتح عليه بركات رزق السماء
سيدة آيات القران
( أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم )

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِييَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا! شَاء وَسِعَ

كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ
لماذا هي سيدة آيات القران ؟
· هي القاعدة الأساسية للدين لما فيها من توحيد خالص .
· وهى أشرف آية في القرآن .
· بها خمسون كلمة … وفى كل كلمة خمسون بركة .
· وهى تعدل ثلث القرآن .
· هي آية جمعت أكثر من 17 أسم من أسماء الله الحسنى .
لماذا سميت أية الكرسي ؟
· هى الدالة على الألوهية المطلقة .
· رفعها الله في بدايتها باسمه ( الله ) وفى نهايتها باسمه ( العلى العظيم )
· وهى ترفع معها كل من تعلق بها واستمسك بها …
· ومن حفظها حفظته ورفعته معها إلى أعلى مقام وأسمى منزلة .
ماذا قال عنها رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – ؟

( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ لَهَا لِسَانًا وَشَفَتَيْنِ تُقَدِّسُ الْمَلِكَ عِنْدَ سَاقِ الْعَرْشِ )

لِكُلِّ شَيْءٍ سَنَامٌ وَإِنَّ سَنَامَ الْقُرْآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَفِيهَا آيَةٌ هِيَ سَيِّدَةُ آيِ الْقُرْآنِ هِيَ آيَةُ الْكُرْسِيِّ

هل تعلم فضل أية الكرسي ؟

هذه آية أنزلها الله جل ذكره وجعل ثوابها لقارئها عاجلاً واجلاً
[فأما في العاجل
· لمن قرأها فى زوايا بيته الأربع تكون للبيت حارسه وتخرج منه الشيطان .
· لمن قرأها ليلا خرج الشيطان من البيت ولا يدخله حتى يصبح و آمنه الله على نفسه .
و هي لمن قرأها …

في الفراش قبل النوم لنفسه أو لأولاده يحفظهم الله لا يقربهم شيطان حتى يصبحوا ويبعد عنهمالكوابيس والأحلام المزعجة .
أما فى الآجل
لمن قرأها دبر كل صلاة لا يكون بينه و بين الجنة إلا الموت

( الله )
هو اسم الذات العليا ويقال أنه الاسم الأعظم .

وكل الأسماء تابعه إليه على سبيل الوصف ( ولله الأسماء الحسنى )
اسم يتحدى بها الله أن يُسمى به سواه .

( لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ )

هي شهادة منا بالتوحيد الخالص ومحلها القلب .

ولقد أرسل الله جميع الأنبياء عليهم السلام برسالة التوحيد .
جاء النفي في الأول حتى نتخلى عن الكفر والشرك وننظف قلبنا من جميع الآفات لكي توضع كلمة الله على أساس صحيح طاهر خالي من الدنس .
كل حركة في الحياة تؤدى إلى إرضاء الله فهى عبادة والله يثبت أقوال المؤمن وأفعاله فلاتهتز بعد ذلك مع تقلبات الحياة .
———— —
سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضاء نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

اللهم ارحم المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات
———–

انشرها : ولك أجرها في الأولى على عدد ما هو مذكور فيه
والثانيه على كل مسلم ومسلمه ومؤمن ومؤمنه لك اجر
لن تخسر شيئا
فقط ستخسر اجرا كان من الممكن ان تكسبه لو لم تنشرها
سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك و طاعتك
يارب من فتح رسالتي وقرأها إفتح عليه بركات رزق من السماءوالأرض..
ومن نشرها بين العباد فلا تحرمه جنتك بغير حساب ولا سابقة عذاب

كلمة شكرا تكفي




شكرا والف شكرا على الموضوع المفيد والقيم اختي الكريمة




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




مشكوووووورة والله يعطيك الف عافيه




شكرا والف شكرا




شكرا جزيلا و جزاك الله الف خير




الله يعطيك الف عافية