التصنيفات
العقيدة الاسلامية

فائدة عقدية

تعليمية تعليمية
فائدة عقدية لطالب العلوم الشرعية)

اذا أتي الساحر في سحره بمكفر قتل لردته حدا.
وان ثبت أنه قتل بسحره نفسا معصومة قتل قصاصا .
وان لم يأت في سحره بمكفر ولم يقتل نفسا ففي قتله بسحره خلاف ، والصحيح أنه يقتل حدا لردته ، وهذا قول أبي حنيفة ومالك وأحمد ـ رحمهم الله ـ .
أنظر فتاوي اللجنة الدائمة ، المجموعة الأولي .

للامانة الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




رحم الله ائمتنا
كم بين الاولون للاخرين
تعليمية




يعطيك العافيه على الموضوع

دمتم بود




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

قصة الأبرص والأقرع والأعمى فما هي قصتهم وهل لها علاقة بالتوحيد والفقه؟ -العلامة بن ال

تعليمية تعليمية
قصة الأبرص والأقرع والأعمى فما هي قصتهم وهل لها علاقة بالتوحيد والفقه؟ -العلامة بن العثيمين رحمه الله يجيب


السؤال: أحسن الله إليكم أبو عبد العزيز إبراهيم أبو حامد من الرياض يقول فضيلة الشيخ نسمع عن قصة الأبرص والأقرع والأعمى فما هي قصتهم وهل لها علاقة بالتوحيد والفقه؟
الجواب
الشيخ: قصة الأقرع وهو الذي ليس في رأسه شعر أن الله تعالى أراد أن يمتحنه وصاحبيه وهم الأبرص والأعمى فأرسل إليهم ملكا وسألهم ماذا يريدون فأما الأقرع فأخبر أنه يريد أن يذهب الله عنه القرع ويرزقه شعرا حسنا وسأله ماذا يحب من المال فقال الإبل فأعطاه ناقة عشراء وبارك الله في هذه الناقة ونتجت إبلا كثيرة حتى صار له وادي من الإبل وأما الأبرص فسأله الملك ماذا يريد فقال أريد أن يرزقني الله تعالى جلدا حسنا ويذهب عني هذا الذي قذرني الناس به فأعطي هذا وسأله ماذا يريد من المال فقال البقر فأعطاه بقرة حاملا وبارك الله فيها حتى صار له وادي من البقر وأما الأعمى فأتاه الملك وسأله ماذا يريد فقال أريد أن يرد الله إلى بصري فأبصر به الناس ولم يسأل بصرا قويا كما سأل صاحباه الأول الأقرع طلب شعرا حسنا والثاني طلب جلدا حسنا فأعطيا ما سألا الثالث الأعمى إنما طلب ما تحصل به الكفاية بصرا يبصر به الناس وصار هذا أبرك الثلاثة وسأله عن المال فلم يطلب أيضا أعلى المال بل طلب شاة فأعطي الشاة وبارك الله له فيها فصار له وادي من الغنم ثم أراد الله عز وجل أن يكمل الابتلاء فأتى الملك إلى الأقرع بصورته وهيأته يعني أتاه بصورة إنسان أقرع وسأله أن يعطيه من المال وذكره بنعمة الله عليه وأنه كان أقرع فأعطاه الله تعالى شعراً حسنا وكان فقيرا فأعطاه الله المال ولكنه والعياذ بالله أنكر نعمة الله وقال إنما أوتيت هذا المال كابرا عن كابر يعني ورثته من أب عن جد وأبى أن يعطيه وأتى الأبرص ومثله أجابه بمثل ما أجابه به الأقرع وأتى الأعمى بصورته وهيأته وقال إنه فقير وأبن سبيل وقد انقطعت به الحبال في سفره فسأله أن يعطيه شاة فأعطاه فقال له قد كنت أعمى فرد الله علي بصري وكنت فقيرا فأعطاني الله المال فخذ ما شئت منه ودع ما شئت فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله يعني ما أمنعك خذ اللي تَبِي هذا الأعمى شكر نعمة الله عليه برد البصر وشكر نعمة الله عليه بالصدقة بما أراد السائل من المال وكان هذا الرجل أعني الملك يقول لكل واحد من الاثنين إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت فدعا عليهما أن يردهما الله إلى حالهما إن كانا كاذبين وهما لاشك أنهما كاذبان والظاهر أن الله تعالى ردهما إلى حالهما الأولى فسلب الأقرع شعره وماله وكذلك الأبرص أما الأعمى فقال له الملك أمسك عليك مالك يعني لا أريد شيئا إنما ابتليتم فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك هذه هي القصة وفيها من العبر شيء كثير وفيها ما ينافي التوحيد وذلك بكفر النعمة بالنسبة للأقرع والأبرص وفيها أيضا ما يؤكد قدرة الله عز وجل حيث إن الله تعالى أزال القرع والبرص والعمى من هؤلاء في لحظة واحدة وفيه أيضا من الفقه أنه ينبغي للإنسان أن يتصدق مما أعطاه الله عز وجل وفيه أيضا من السلوك والمنهج أن الله سبحانه وتعالى قد يبتلي العبد بالنعم كما يبتليه بالنقم واختلف أرباب السلوك يعني أصحاب العبادات ورقة القلوب أيهما أفضل وأشد بلاءً فقال بعض العلماء الفقر والمرض أشد بلاءً من الغنى والصحة لأنه قل من يصبر وقال الآخرون بل الصحة والغنى أشد لأنه قَلَّ مَنْ يشكر والحقيقة أن كلا منهما ابتلاء وامتحان من الله عز وجل فالله تعالى قد يعطي المال والصحة والبنين وغير ذلك من حسنات الدنيا ليبتلي من أعطاه أيشكر أم يكفر وقد يسلب الله هذه النعم ليبتلي من سلبها عنه أيصبر أم يتضجر فعلى الإنسان أن ينتبه في مثل هذه الأمور وأن لا يتخذ من نعم الله سبحانه وتعالى وسيلة إلى البطر والأشر فإن الله قال (ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين).

منقول من موقع الشيخ

للامانة الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

ما ينــــــــافــــــــــــي كلمـــــــة التوحيــــــــــــد

المبحث الثالث:ما ينــــــــافــــــــــــي كلمـــــــة التوحيــــــــــــد

قال الشيخ العلامة الأستاذ فريد عصره ونحرير زمانه عبد العزيز بن عبد الله بن باز-رحمه الله وقدس روحه-مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء-سابقا-:

((…أما الفرق بين الأعمال التي تنافي هذه الكلمة وهـي لااله الاالله والتي تنافي كمالها الواجب فهو:

أن كل عمل أو قول أو اعتقاد يوقع صاحبه في الشرك الأكبر فهو ينافيها بالكلية ويضادها كدعاء الأموات والملائكة والأصنام والأشجار والأحجار والنجوم ونحو ذلك والذبح لهم والنذر والسجود لهم وغير ذلك

فهذا كله ينافي التوحيد بالكلية ويضاد هذه الكلمة ويبطلها وهي لااله الاالله ومن ذلك استحلال ما حرم الله من المحرمات المعلومة من الدين بالضرورة والاجماع كالزنا وشرب المسكر وعقوق الوالدين والربا ونحو ذلك ومن جحد ما أوجب الله من الأقوال والاعمال المعلومة من الدين بالضرورة والاجماع كوجوب الصلوات الخمس والزكاة وصوم رمضان وبر الوالدين والنطق بالشهادتين ونحو ذلك.

أما الأقوال والأعمال والاعتقادات التى تضعف التوحيد والايمان وتنافي كمالها الواجب فهي كثيرة ومنها:

الشرك الأصغر كالرياء والحلف بغير الله وقول ما شاء الله وشاء فلان أو هذا من الله وفلان ونحو ذلك وهكذا جميع المعاصي كلها تضعف التوحيد والايمان

وتنافي كمالها الواجب

فالواجب الحذر من جميع ما ينافي التوحيد والايمان أو ينقص ثوابهما.

{مجموع فتاواه( 414،415/6 ) تحفة الاخوان{س:3}

منقول للفائدة




جزاكم الله خيرًا و نفع بكم




سدد الله خطاكم




جزاكم الله خير الجزاء




بارك الله فيكم وسدد خطاكم وجعلكم من اهل الجنة ومن الطيبن يارب العالمين




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

حُكم سب الأمير أو السلطان أو الحاكم

حُكم سب الأمير أو السلطان أو الحاكم


للشيخ عبد المالك رمضاني -حفظه الله-

قال ابن أبي عاصم في كتاب السنة : " باب كيف نصيحة الرعية للولاة "، وأسند فيه عن شريح بن عبيد الحضرمي وغيره قال: جلد عياض بن غنم صاحبَ دار حين فتحت، فأغلظ له هشام بن حكيم القول حتى غضب عياض، ثم مكث ليالي فأتاه هشام بن حكيم فاعتذر إليه، ثم قال هشام لعياض: ألم تسمع النبي -صلى الله عليه وسلم – يقول: إن مِن أشد الناس عذابا أشدهم عذابا في الدنيا للناس ، فقال عياض بن غنم: " يا هشام بن حكيم قد سمعنا ما سمعتَ ورأينا ما رأيتَ، أو لم تسمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم – يقول: مَن أراد أن يَنصح لسلطان بأمر فلا يُبْدِ له علانية، ولكن ليأخذ بيده فيَخْلُو به، فإن قَبِلَ منه فذاك، وإلا كان قد أدّى الذي عليه له ، وإنك يا هشام لأنت الجريء إذ تجتريء على سلطان الله، فهلاّ خشيتَ أن يقتلك السلطان فتكون قتيل سلطان الله تبارك وتعالى؟!"([1]).

وحتى لا يَعظم عليك أن نسبتُ مخالفي هذا المنهج إلى مسلك الخوارج، فإنني أورد هنا ما رواه الترمذي وغيره عن زياد بن كُسيب العدوي قال: كنتُ مع أبي بكرة تحت منبر ابن عامر، وهو يخطب وعليه ثياب رقاق، فقال أبو بلال: انظروا إلى أميرنا يلبس ثياب الفساق، فقال أبوبكرة: اسكت؛ سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم – يقول: من أهان سلطان الله في الأرض أهانه الله ([2]).

قال الذهبي: " أبو بلال هذا هو مرداس بن أُدَيّة، خارجيّ، ومن جهله عدَّ ثياب الرجال الرقاق لباس الفساق! "([3]).

ومثله ما رواه سعيد بن جُمْهان قال: أتيتُ عبد الله بن أبي أوفى -رضي الله عنه- وهو محجوب البصر، فسلّمت عليه، قال لي: مَن أنت؟ فقلت: أنا سعيد ابن جمهان، قال: فما فعل والدك؟ قلت: قتلَتْه الأزارقة([4])، قال -رضي الله عنه- : " لعن الله الأزارقة! لعن الله الأزارقة! حدَّثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم – أنهم كلاب النار، قال: قلت: الأزارقة وحدهم أم الخوارج كلها؟ قال -رضي الله عنه- : بلى الخوارج كلها، قال: قلت: فإن السلطان يظلم الناسَ ويفعل بهم، قال -رضي الله عنه- : فتناول يدي فغمزها بيده غمزة شديدة ثم قال: " ويحك يا ابن جمهان! عليك بالسواد الأعظم، عليك بالسواد الأعظم، إن كان السلطان يسمع منك فأْتِهِ في بيته فأخبره بما تعلم، فإن قَبِل منك وإلا فدَعْهُ؛ فإنك لست بأعلم منه "([5]).

فائدة:روى عبدالله بن أحمد بإسناده الصحيح إلى سعيد بن جمهان أنه قال: " كانت الخوارج تدعوني حتى كدتُ أن أدخل معهم، فرأت أخت أبي بلال في النوم أن أبا بلال كلب أهلب أسود، عيناه تذرفان، قال: فقالت: بأبي أنت يا أبا بلال! ما شأنك أراك هكذا؟ قال: جُعِلْنا بعدكم كلاب النار، وكان أبو بلال من رؤوس الخوارج "([6]).

وعلى كل حال فإن مجرَّد التحريض على السلطان المسلم ـ وإن كان
فاسقا ـ صنعة الخوارج، قال ابن حجر في وصف بعض أنواع الخوارج:
" والقَعَدية الذين يُزَيِّنون الخروجَ على الأئمة ولا يباشِرون ذلك "([7])
، وقال عبد الله بن محمد الضعيف: " قَعَدُ الخوارج هم أخبث الخوارج "([8]).

قلت: فأيّ الخطباء اليوم سَلِم من هذه اللوثة؟! ولاسيما منهم الذين يخطبون من الناس جمهرتهم والشهرة عندهم! فاللهم سلِّم!!
ولذلك قال الشيخ صالح السدلان فيهم: " .. فالبعض من الإخوان قد يفعل هذا بحسن نية معتقدا أن الخروج إنما يكون بالسلاح فقط، والحقيقة أن الخروج لا يقتصر على الخروج بقوة السلاح، أو التمرد بالأساليب المعروفة فقط، بل إن الخروج بالكلمة أشد من الخروج بالسلاح؛ لأن الخروج بالسلاح والعنف لا يُرَبِّيه إلا الكلمة فنقول للأخوة الذين يأخذهم الحماس، ونظن منهم الصلاح إن شاء الله تعالى عليهم أن يتريثوا، وأن نقول لهم رويدا فإن صلفكم وشدتكم تربي شيئا في القلوب، تربي القلوب الطرية التي لا تعرف إلا الاندفاع، كما أنها تفتح أمام أصحاب الأغراض أبوابا ليتكلموا وليقولوا ما في أنفسهم إن حقا وإن باطلا.

_____________________________ _____________________ ___________________
([1]) انظر ظلال الجنة في تخريج السنة للألباني رقم (1096) وقد رواه أحمد واللفظ له والحاكم وهو صحيح.
([2]) صحيح سنن الترمذي للألباني رقم (1812).
([3]) السير (14/508)، وكذا في (3/20). قلت: وهكذا سمة الخوارج: جمعوا بين سوء الإنكار، والجهل بالمنكَر نفسه؛ أي فساد العلم والعمل.

([4]) وهم أتباع نافع بن الأزرق الخارجي ..
([5]) رواه أحمد (4/382ـ 383) وحسنه الألباني في المصدر السابق ص (508).
([6]) كتاب السنة رقم (1509)، وقد انقلب اسم أبي سعيد ( جمهان ) على محقق الكتاب محمد سعيد القحطاني إلى ( جهمان )، والصواب ما أثبتُّه أعلاه، فليُتنبَّه!
([7]) هدي الساري ص (483)وانظر (( الإصابة ))عند ترجمة عمران بن حطّان، و(( غراس الأساس )) ص (372)، ثلاثتها لابن حجر؛ فإنك واجد في كل منها فائدة زائدة.
([8]) رواه أبو داود في (( مسائل أحمد )) ص (271) بسند صحيح، قال الحافظ عبد الغني بن سعيد: " رجلان نبيلان لزمهما لقبان قبيحان: معاوية بن عبد الكريم الضالّ؛ وإنما ضلَّ في طريق مكة، وعبد الله بن محمد؛ وإنما كان ضعيفاً في جسمه لا في حديثه "، كما في (( تهذيب الكمال )) للمزِّي (16/99)، وقال النسائي: " شيخ صالح ثقة، والضعيف لقب لكثرة عبادته ".


من الصفحة 265 الى 268 –
من كتاب مدارك النظر في السياسة




قال الحسن البصري: " والله! لو أنّ الناس إذا ابتُلُوا مِن قِبَل سلطانهم صبروا، ما لبِثوا أن يرفع اللهُ ذلك عنهم؛ وذلك أنهم يَفزَعون إلى السيف فيوكَلُوا إليه! ووالله! ما جاؤوا بيوم خير قطّ!"، ثم تلا:{وتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا ودَمَّرْنا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُون}

و للاستزادة هذا هو الكتاب: مدارك النظر في السياسة

و كتبه : الشيخ عبد المالك بن أحمد بن المبارك رمضاني الجزائري حفظه الله

قرأه وقرّظه:

العلاّمة الشيخ: محمد ناصر الدين الألباني

والعلاّمة الشيخ: عبد المحسن بن حمد العبّاد البدر

تحميل الكتاب:

تعليمية




بارك الله فيك اختنا ام عبيد الله الاثرية على هاته الاصافة العطرة وعلى رفعك للكتاب جعله الله في ميزان حسناتك




جزام الله خيرا وحفظ الله حكامنا وان يهديهم الى سراط المستقيم




شكرا وبارك الله فيك على الموضوع القيم
جزاك الله كل خير




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

فوائد من كتاب : الشيخ العلامة بكر أبو زيد رحمه الله طبعة دا

تعليمية تعليمية
فوائد من كتاب : (درء الفتنة عن أهل السنة)الشيخ العلامة بكر أبو زيد رحمه الله طبعة دار العاصمة

بســــــم الله الرحمــــــان الرحيـــــــــــم

تعليمية

فوائد من كتاب : (درء الفتنة عن أهل السنة) طبعة دار العاصمة

الفائدة/01
"..أكثر ضلال الناس ناتج عن الانخداع عن هاتين الفرقتين و الانجراف في مسالكهما الملتوية، وهما: فرقة الخوارج و فرقة المرجئة".(ص:13)

الفائدة/02

ذكر الشيخ بكر – رحمه الله تعالى – أن من آثار فتنة المرجئة:"التهوين من خصال الإسلام و فرائضه – شأن أسلافهم من قبل -.
ومنها: التهوين من شأن الصلاة، لا سيما في هذا الزمان الذي كثر فيه إضاعة الصلوات و اتباع الشهوات، وطاشت فيه موجة المحبين، الذين لا يعرفون ربهم طرفة عين.
ومنها: التهوين من تحكيم شريعة الله في عباده، بل ومساندة من يتحاكم إلى الطاغوت، وقد أمر الله بالكفر به".(ص:20-21)

الفائدة/03
"لما كانت هذه الفتنة الإرجائية في مقابلة فتنة الخوارج الذين يقولون: ((بتكفير مرتكب الكبيرة)) وهي آخية لها في الضلال، و الابتداع، وسوء الآثار لا يجوز أن يدين الله بأي منهما مسلم قط، كان لزاما على أهل العلم و الإيمان بيان بطلانهما، و إظهار المذهب الحق الذي يجب على كل مسلم أن يدين الله به.
ونُحَذِّرَ المسلمين من هاتين الفتنتين، ومن هؤلاء المفتونين، المتجاوزين لحدود رب العالمين {ولا تطع أمر المسرفين.الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون }
ونُحَذِّرَ المسلمين من هؤلاء المحرومين المخذولين الذين يختارون الأقوال الباطلة الصادة عن الصراط المستقيم".(ص:21-22)

الفائدة/04
"و إن من الضلال المبين، والغش للمسلمين، و التدليس على شَبَبَتِهِمْ، جَلبُ أقوال الفرق الضالة، وكساؤها بلحاء الشريعة، ونسبتها لمذهب أهل السنة و الجماعة نتيجة لردود أفعال، وجَدَلِ المخاصمات!!فلا يجوز بحال الميل على أهواء النواصب لمواجهة الروافض، ولا لشيء من أهواء القدرية لمواجهة الجبرية، ولا لشيء من أهواء المرجئة لمواجهة الخوارج، أو العكس في ذلك كله، وهكذا من رد الباطل بمثله، و الضلالة بأخرى، وهذه جادة الأخسرين أعمالا.. ".(ص:22-23)

الفائدة/05
"و المخالفة في تلك الحقيقة الشرعية للإيمان: ابتداع، وضلال، وإعراض عن دلالة نصوص الوحي، وخرق للإجماع ".(ص:34)

الفائدة/06
"..إياك ثم إياك – أيها المسلم – أن تغتر بما فاه به بعض الناس،…لا سيما ما تلقفوه عن الجهمية و غلاة المرجئة من أن : ((العمل)) كمالي في حقيقة الإيمان ليس جزءًا منه، وهذا إعراض عن المحكم من كتاب الله – تعالى – في نحو ستين موضعا، مثل قول الله – تعالى -: {ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون}.
ونحوها في السنة كثير، وخرق لإجماع الصحابة و من تبعهم بإحسان.
وإياك يا عبد الله من الجنوح إلى الغلو ، فتهبط – وأنت لا تشعر – في مزالق الخوارج الذي تَبَنَّى – في المقابل –مذهبهم بعض نابتة العصرنا ".(ص:34-35)

الفائدة/07
"و إنما عظمت أقوال السلف في الإرجاء؛ لجرم آثاره، ولوازمه الباطلة، وقد تتابع علماء السلف على كشف آثاره السيئة على الإسلام و المسلمين".(ص:41)

الفائدة/08
"..إن الدعوات لمجرد إيمان خال من العمل هي إفك و خداع و تلبيس، بل هي من دس اليهود على أيدي الجهمية، وفروعها من المرجئة كالماسونية، وغيرهم..".(ص:47)

الفائدة/09
"لا يجوز لمسلم التحاشي عن تكفير من كفره الله تعالى و رسوله – صلى الله عليه و سلم -؛ لما فيه من تكذيبٍ لله – تعالى – ولرسوله – صلى الله عليه و سلم -".(ص:69)

تم بحمد الله نقل بعض الفوائد من كتاب (درء الفتنة عن أهل السنة) طبعة دار العاصمة ، تأليف الشيخ العلامة بكر أبو زيد رحمه الله تعالى وكان ذلك بعد صلاة العشاء ليوم الخميس من 6 شوال1429هـ. الجزائر

تعليمية ….منقووووووووووول…… .

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

العبادة( معناها.شروطها.أركانها.أنو اعها)

العبادة:

أ – معناها ب – شروطها ج – أركانها د – أنواعها .

أ- معنى العبادة: هي اسم جامع لكل ما يحبه الله تعالى ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة. ‏
‎‎ فكل حياة الإنسان عبادة لله سبحانه وتعالى، فالإنسان عبد لله في المسجد والسوق والمنزل والعمل، وفي كل مكان. ‏
ب- شروط العبادة:
‎‎ لا تقبل العبادة إلا بشرطين: ‏
‎‎ الأول: الإخلاص: فلابد أن تكون أعمال الإنسان وعبادته خالصة لله سبحانه، لا يشرك مع الله أحداً، ولا يرجو ثناءً ولا مدحاً من أحد. ‏
‎‎ قال عز وجل: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء } [البينة: 5]. ‏
‎‎ وقال تعليمية: (إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى الله ورَسُوله فَهِجْرَتُه إِلَى الله ورَسُوله، ومَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ ) رواه البخاري. ‏
‎‎ الثاني: أن تكون عبادته على وفق ما شرعه الله ورسوله، فمن عبد الله بشيء لم يشرعه الله، فعبادته مردودة عليه غير مقبولة. ‏
‎‎ قال رسول الله تعليمية: (مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ منهِ فَهُوَ رَدٌّ ) متفق عليه. ‏

‎‎ ج- أركان العبادة وأصولها:
‎‎ العبادة تقوم على أركان ثلاثة هي: المحبة، والرجاء، والخوف. ‏
1. المحبة لله تعالى:
‎‎ فهي أصل الإسلام، وهي التي تحدد صلة العبد بربه تبارك وتعالى، وهي نعمة لا يدركها إلا من ذاقها، وإذا كان حب الله لعبد من عبيده أمراً هائلاً عظيماً وفضلاَ غامراً جزيلاً، فإن إنعام الله على العبد بهدايته لحبه وتعريفه هذا المذاق الجميل الفريد الذي لا نظير له في مذاقات الحب كلها، ولا شبيه له، هو إنعام عظيم وفضل غامر جزيل أيضا. وقد تواردت الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة بهذه المعاني، فقال الله عز وجل: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً } [مريم: 24]. ‏
‎‎ وقال عز وجل: {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين } [التوبة: 24]. ‏
‎‎ وعن أنس رضي الله عنه أن النبي تعليمية قال: (ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّار ) رواه البخاري. ‏
‎‎ وحب الله تعالى ليس مجرد دعوى باللسان، ولا هياماً بالوجدان، بل لابد أن يصاحبه الاتباع لرسول الله تعليمية والسير على هداه وتحقيق منهجه في الحياة، والإيمان ليس كلمات تقال، ولا مشاعر تجيش ولكنه طاعة لله والرسول، وعمل بمنهج الله الذي يحمله الرسول، قال الله عز وجل: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم } [آل عمران: 31]. ‏
‎‎ تنبيه:
‎‎ ولكن بقي أن نشير هنا –تأكيداً لما سبق – إلى أن هذه المحبة هي غير المحبة الطبيعية للشيء، وغير محبة الرحمة والإشفاق ، كمحبة الوالد لولده الطفل، وليست محبة الإلف والأنس كمحبة الإخوة لبعضهم، أو لمن يجمعهم عمل واحد أو صناعة واحدة. وإنما هي المحبة الخاصة التي لا تصلح إلا لله تعالى، ومتى أحب العبد بها غيره كانت شركاً لا يغفره الله، وهي محبة العبودية المستلزمة للذل والخضوع والتعظيم وكمال الطاعة، وإيثاره سبحانه وتعالى على غيره. فهذه المحبة لا يجوز تعلقها أصلاً بغير الله. ‏
2. الرجاء:
‎‎ تعريفه: هو الاستبشار بجود الرب تبارك وتعالى، ومطالعة كرمه وفضله والثقة به. ‏
‎‎ الفرق بين الرجاء والتمني: أن الرجاء هو أن العبد يرجو ما عند الله عز وجل في الدار الآخرة، والرجاء لا يكون إلا مع العمل، فإذا كان بدون عمل فهو التمني المذموم، قال عز وجل: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً } [الكهف: 110]. ‏
‎‎ فالرجاء هو التمني المقرون بالعمل وفعل السبب، أما التمني فهو الرغبة المجردة عن العمل وبذل الأسباب. ‏
‎‎ عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله تعليمية قبل موته بثلاث يقول: (لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَّا وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَل ) رواه مسلم. ‏
‎‎ وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله تعليمية قال: (قَالَ اللَّهُ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي ) رواه البخاري. ‏
3. الخوف:
‎‎ فكما أن العبد يرجو ثواب الله ومغفرته، كذلك فهو يخاف الله ويخشاه، قال عز وجل: {فلا تخافوهم وخافون } [آل عمران: 175]. ‏
‎‎ فمن اتخذ مع الله نداً يخافه فهو مشرك. ‏
‎‎ قال الله عز وجل: {ولا أخاف ما تشركون به إلا أن يشاء ربي شيئاً وسع ربي كل شيء علماً أفلا تتذكرون وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطاناً فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون } [البقرة: 80-81]. ‏
‎‎ والقلب في سيره إلى الله عز وجل بمنزلة الطائر، فالمحبة رأسه، والخوف والرجاء جناحاه، فمتى سلم الرأس والجناحان فالطائر جيد الطيران، ومتى قُطع الرأس مات الطائر، ومتى فُقد الجناحان فهو عرضة لكل صائد وكاسر. ‏

د- أنواع العبادة:
‎‎ أنواعها من حيث العموم والخصوص نوعان: ‏
1. عبادة عامة:
‎‎ وهي تشمل عبودية جميع الكائنات لله عز وجل، يدخل فيها المؤمن والكافر والإنسان والحيوان، بمعنى: أن كل من في الكون تحت تصرف الله وقهره، قال عز وجل: {إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبداً } [مريم: 93]. ‏
‎2. عبادة خاصة: ‏
‎‎ وهي عبادة المؤمنين لربهم، وهي التي عناها الله عز وجل بقوله: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً } [النساء: 36]. ‏
‎‎ وهذه هي العبودية التي تحصل بها النجاة يوم القيامة. ‏

‎‎ هـ- أنواع العبادات من حيث تعلقها بالعباد:‏
‎1. عبادات اعتقادية:
‎‎ وهذه أساسها أن تعتقد أن الله هو الرب الواحد الأحد الذي ينفرد بالخلق والأمر وبيده الضر والنفع ولا يشفع عنده إلا بإذنه، ولا معبود بحق غيره. ‏
‎‎ ومن ذلك أيضا: الاعتقاد والتصديق بما أخبر الله تعالى عنه، كالإيمان بالملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر والقضاء والقدر في آيات كثيرة كقوله عز وجل: {ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين } [البقرة: 177]. ‏
2. عبادات قلبية:
‎‎ وهي الأعمال القلبية التي لا يجوز أن يقصد بها إلا الله تعالى وحده، فمنها: ‏
‎‎ المحبة التي لا تصلح إلا لله تعالى وحده، فالمسلم يحب الله تعالى، ويحب عباده الذين يحبونه سبحانه، ويحب دينه، قال الله عز وجل: {ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله } [البقرة: 165]. ‏
‎‎ ومنها التوكل: وهو الاعتماد على الله تعالى والاستسلام له، وتفويض الأمر إليه مع الأخذ بالأسباب، قال الله عز وجل: {وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين } [المائدة: 23]. ‏
‎‎ ومنها الخشية والخوف من إصابة مكروه أو ضر، فلا يخاف العبد أحداً غير الله تعالى أن يصيبه بمكروه إلا بمشيئة الله وتقديره، قال الله عز وجل: {فلا تخشوا الناس واخشون } [المائدة: 44].‏
3. عبادات لفظية أو قولية:
‎‎ وهي النطق بكلمة التوحيد، فمن اعتقدها ولم ينطق بها لم يحقن دمه ولا ماله، فقد قال الرسول تعليمية: (أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَإِذَا قَالُوهَا وَصَلَّوْا صَلَاتَنَا وَاسْتَقْبَلُوا قِبْلَتَنَا وَذَبَحُوا ذَبِيحَتَنَا فَقَدْ حَرُمَتْ عَلَيْنَا دِمَاؤُهُمْ وَأَمْوَالُهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّه ) رواه البخاري. ‏
‎‎ دعاء غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله تعالى، سواء كان طلباً للشفاعة أو غيرها من المطالب، قال الله عز وجل: {ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين } [يونس: 16]. ‏
4. عبادات بدنية:
‎‎ كالصلاة والركوع والسجود، قال الله عز وجل: {فصل لربك وانحر } [الكوثر: 2]. ‏
‎‎ ومنها الطواف بالبيت، حيث لا يجوز الطواف إلا به، قال عز وجل: {وليطوفوا بالبيت العتيق } [الحج: 29]. ‏
‎‎ ومنها الجـهاد في سبيل الله تعالى، قال عز وجل: {فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجراً عظيماً } [النساء: 74]. وكذلك وسائر أنواع العبادات البدنية كالصوم والحج.‏
5. عبادات مالية:
‎‎ كإخراج جزء من المال لامتثال أمر الله تعالى به، وهي الزكاة. ومما يدخل في العبادة المالية أيضاً: النذر، قال الله عز وجل: {يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيراً } [لإنسان: 7]. ‏




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

العلاقة التلازمية بين العقيدة والمنهج للشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله

تعليمية تعليمية

العلاقة التلازمية بين العقيدة والمنهج
للشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله تعالى

الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فمن المعلوم أنّ لفظة: «العقيدة» لم يرد استعمالها في الكتاب والسُّنَّة، ولا في أُمَّهات معاجمِ اللغة، واستعمل الأئمَّة السابقون ما يدلُّ عليها، ﻛ: «السنَّة»، و«الإيمان»، و«الشريعة»، واستعمل كثيرٌ من الأئمَّة لفظتي: «اعتقاد»، و«معتقد»، كابن جرير الطبري، واللالكائي، والبيهقي.
فمن الناحية الاصطلاحية تستعمل لفظة: «العقيدة» عند إطلاقها للدلالة على: «ما يَعقِدُ عليه العبدُ قلبه من حقٍّ أو باطلٍ»، أمَّا استعمالها مقيَّدةً بصفةٍ، كعبارة: «العقيدة الإسلامية»، فقد عرَّفها بعضُهم بأنها: «الإيمان الجازِمُ بالله، وما يجب له في أُلُوهيَّته، ورُبُوبِيَّته، وأسمائه وصفاتِه، والإيمان بملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقَدَر، خيره وشرِّه، وبكلِّ ما جاءت به النصوص الصحيحة من أصول الدِّين، وأمور الغيب وأخباره، وما أجمع عليه السلف الصالح، والتسليم لله تعالى في الحُكم والأمر والقدر والشرع، ولرسوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم بالطاعة والتحكيم والاتباع».
فالعقيدة في الإسلام تقابل الشريعة؛ لأنَّ المراد بالشريعة التكاليف العَملية التي جاء بها الإسلام في العبادات والمعاملات، بينما العقيدة هي أمورٌ عِلمية يجب على المسلم أن يعتقدها في قلبه؛ لأن الله تعالى أخبره بها بطريق وحيه إلى رسوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، والصلة بينهما وثيقة جدًّا، يجتمعان في الإيمان عند الانفراد؛ لأنَّ له شِقَّين: عقيدة نقية راسخة تستكنُّ في القلب، وشِقٌّ آخر يتمثَّل في العمل الذي يظهر على الجوارح، فكان الإيمان عقيدةً يرضى بها قلب صاحبها، ويعلن عنها بلسانه، ويرتضي المنهج الذي جعله الله متَّصلاً بها، لذلك جاء من أقوال علماء السلف في الإيمان أنَّه اعتقاد بالجَنان، ونُطق باللِّسان وعمل بالأركان.

هذا، والاعتماد على صحَّة هذه العقيدة لا يكون إلاَّ وَفق منهجٍ سليمٍ، قائمٍ على صحيح المنقول الثابت بالكتاب والسُّنَّة والآثار الواردة عن الصحابة رضي الله عنهم، والتابعين من أئمَّة الهدى ومصابيحِ الدُّجَى الذين سلكوا طريقهم، كما قال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ»(١- أخرجه البخاري في «صحيحه» كتاب الشهادات، باب لا يشهد على شهادة جور إذا أشهد: (2509)، ومسلم في «صحيحه» كتاب فضائل الصحابة، باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين…: (6472)، والترمذي في «سننه» كتاب المناقب، باب ما جاء في فضل من رأى النبي وصحبه: (3859)، وابن حبان في «صحيحه»: (7228)، وأحمد في «مسنده»: (5383)، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه). فكان هذا الصراط القويم المتمثِّل في طلب العلم بالمطالب الإلهية عن الاستدلال بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية، والاسترشاد بفهم الصحابة والتابعين ومَن التزم بنهجهم من العلماء، من أعظم ما يتميَّز به أهل السُّنَّة والجماعة عن أهل الأهواء والفُرقة، ومن مميِّزاتهم الكبرى: عدم معارضتهم الوحي بعقلٍ أو رأيٍ أو قياسٍ وتقديمهم الشرع على العقل، مع أنَّ العقلَ الصحيح لا يُعارض النصَّ الصحيح، بل هو موافق له، ورفضهم التأويلالكلاميللنصوص الشرعية بأنواع المجازات، واتخاذهم الكتاب والسنَّة ميزانًا للقَبول والرفض، تلك هي أهمُّ قواعد المنهج السلفي وخصائصه الكبرى، التي لم يتَّصف بها أحد سواهم؛ ذلك لأنَّ مصدر التلقِّي عند مخالفيهم من أهل الأهواء والبدع هو العقل الذي أفسدته تُرَّهات الفلاسفة، وخُزَعْبَلات المناطقة، وتَمَحُّلاَت المتكلِّمين، فأفرطوا في تحكيم العقل وردّ النصوص ومعارضتها به، وغير ذلك مِمّا هو معلوم من مذهب الخلف.
هذا؛ وقد كان من نتائج المنهج القويم اتّحاد كلمة أهل السنّة والجماعة بتوحيد ربِّهم، واجتماعهم باتباع نبيِّهم صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، واتفاقهم في مسائل الاعتقاد وأبوابه، قولاً واحدًا، لا يختلف مهما تباعدت عنهم الأمكنة، واختلفت عنهم الأزمنة.
فالمنهج السليم يؤدِّي إلى الاعتقاد السليم، فيستدلُّ بصحَّة العقيدة على سلامة المنهج، فهو من الاستدلال بالمعلول على العلَّة، كالاستدلال بوجود أثر الشيء على وجوده، وبعدمه على عدمه، فهو من قياس الدلالة عند الأصوليِّين، وقد تكون العقيدة سليمةً في بعض جوانبها، فاسدةً في بعضها الآخر، فيستدلُّ على جانبها الصحيح بصِحَّة المنهج فيه، وعلى الفاسد بفساد منهجه فيه، مثل أن يعتقد عقيدة السلف في الأسماء والصفات، ويعتقدَ مسائل الخروج والحزبية وغيرهما، فيستدلُّ على صحة عقيدته في الأسماء والصفات بصحة المنهج فيها المتمثِّل في الاستدلال بالكتاب والسنَّة، والاسترشاد بفهم السلف الصالح، كما يستدلُّ على فساد عقيدته في الجانب الآخر تركه المنهج السلفيّ فيه.
والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.

الجزائر في: 16 جمادى الأولى 1443ﻫ


الموافق ﻟ: 21 مـاي 2022م


١-أخرجه البخاري في «صحيحه» كتاب الشهادات، باب لا يشهد على شهادة جور إذا أشهد: (2509)، ومسلم في «صحيحه» كتاب فضائل الصحابة، باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين…: (6472)، والترمذي في «سننه» كتاب المناقب، باب ما جاء في فضل من رأى النبي وصحبه: (3859)، وابن حبان في «صحيحه»: (7228)، وأحمد في «مسنده»: (5383)، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
http://www.ferkous.com/rep/M28.php

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

حقيقة التقوى، وشهادة أنْ لا إله إلاَّ الله

بسم الله الرحمن الرحيمإِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَى اللهُ وَسَلَمَ وَبَارَكَ عَلَيهِ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصَحَابِهِ أَجْمَعِين. أَمَّا بَعْدُ:

أيُّها الإخوة في الله، تكلَّمنا بالأمس عن ظاهرة: الضيق والقلق والحالات النفسية والاضطرابات التي تُصيب الناس، وبيَّنَّا أسبابها من ضعف الصلة بالله -جلَّ وعلا-، وضعف الإيمان، والتعلق بغير الله -سبحانه وتعالى-، وما إلى ذلك من أسباب.

ثم بيَّنَّا الأسباب التي ينبغي أن تُفْعَلَ في مثل هذه الأحوال؛ من توثيق الصلة بالله –جلَّ وعلا-، والمُواظَبةُ على العبادات بما فيها الفرائض والنوافل, ونحو ذلك من الأسباب التي ينبغي أن يلجأ إليها المسلمُ بعد الله -سبحانه وتعالى-، مع التحذيرِ من التسويف والإعراض عن ذكر الله- جلَّ وعلا-, وأشَرْنا إلى أن من الأسباب: المُواظبة على ذكر الله -سبحانه وتعالى-، سواء في ذلك أذكار الصباح، أو أذكار المساء، أو أذكار النوم، أو أذكار السفر، أو أذكار الخروج من المنزل والدخول إليه، وأذكار الملابس الجديدة؛ بل حتى وأذكار الخلاء؛ أي: عند دخول الخلاء وعند الخروج منه، وكذلك أذكارٌ حتى في حال إرادة رجل مضاجعة أهله؛ فإنَّ هذه الأذكار حصونٌ عظيمٌ لمن وفَّقه الله -سبحانه وتعالى-، وسار على نهج النبي صلى الله عليه وسلّم وصحبه الكرام في ذلك, ووعدتُكم بالكلام على أمر عظيم؛ ألا وهو: "الدعاء" واللجوء إلى الله -تبارك وتعالى-، والتعلق به، وتعليق قضاء الحوائج به -سبحانه وتعالى-.
والدعاء سنتكلَّمُ عليه في العناصر الآتية:
أولاً: ما هو الدعاء، وما هي أقسامُه؟
ثانيًا: شروط قبول الدعاء.
وثالثًا: فوائد الدعاء، وآدابه.
فأقول بالله توفيقًا: إنََّ الدعاء في اللغة هو: الطلب, دعاه؛ أي: ناداه وطلبه، دعا فُلانٌ فُلاناً؛ أي: ناداهُ وطلبه.
وفي الشرع؛ ينقسم إلى قسمين: دعاء عبادة ودعاء مسألة.
فأما دعاء العبادة؛ فهو شاملٌ لجميع أنواع العبادة التي يتقربُ بها العبدُ المسلمُ إلى ربه, وقد جاء إطْلاقُ الدعاء على العبادة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة؛ قال الله -سبحانه وتعالى-: ﴿قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ﴾ [الفرقان: ٧٧]؛ أي: لولا عبادتكم.
وقال -تعالى-: ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾ [الجن: ١٨]؛ أي: فلا تعبدوا.
وقال -جلَّ وعلا-: ﴿وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ﴾ [المؤمنون: ١١٧].وقال -جلَّ وعلا-: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: ٦٠]
وكل عبادةٍ دعاءٌ، كل عبادة يتقرب المرءُ إلى ربه؛ هي الدعاء؛ ولذلك الصلاة تُسمى: دعاءً، وكذلك الذبح والنذر، وسائر ما يتقربُ به إلى الله -سبحانه وتعالى-؛ لأنك عندما تُقدِّم هذه القربى؛ إنما تطلب من الله تعالى أن يتقبل منك، وأن يُثيبك عليها؛ تفعل ذلك من أجل رضاه سبحانه، والبُعدِ عن سخطه؛ ﴿وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا﴾ [الأنبياء: ٩٠].
والقسم الثاني: دعاء المسألة؛ وهو التوجهُ إلى الله -سبحانه وتعالى- بطلب جلب خيرٍ، أو دفع ضرٍ؛ وهو أخص أنواع العبادة؛ بل هو العبادة ذاتُها, وقد ذكرنا الدعاء الذي بمعنى العبادة؛ دلتْ عليه الآيات والأحاديث, ومن الأحاديث: قول النبي صلى الله عليه وسلّم: ((الدعاء هو العبادة))، وهذه الرواية صحيحة، وفي روايةٍ أخرى فيها كلامٌ: ((الدعاء مخُ العبادة))؛ والمعنى واحدٌ؛ أي: إنَّ الدعاء كلهُ هو عبادةُ الله.
وأخطر المسائل التي زلَّتْ فيها الأقدام، وزاغتْ فيها العقول والأفهام، وكثرتْ فيها الأوهام؛ إنما هو الدعاء؛ فالبعض من الناس يلجأ إلى ميّتٍ في قبره، وهو ينتسبُ إلى الإسلام, يلجأ إلى ميّتٍ في قبره؛ فيسأله قضاء الحاجات، وكشف الكُربات، وإزالة الملمات. انتبهت –يا عبد الله–؟
ولِذلك فإن الدعاء العظيم له شروطٌ حتى يكون مُستجابًا؛ لأن الكثير من الناس؛ يقول: "أنا دعوتُ ودعوتُ ودعوتُ؛ فلم يُستجبْ لي"، وهذا مما يُـخل بالشروط؛ الاستبطاء واليأس ونحو ذلك. وأول شروط الدعاء:
الإخلاص لله -سبحانه وتعالى-؛ بأن لا يدعو غير الله، ولا يسأل إلّا الله، وأن لا يذبح إلّا لله، وأن لا ينذر إلّا لله، وأن لا يستغيث إلّا باللهِ، وأن لا يُعلِّق جميع حوائجه إلّا بالله -سبحانه وتعالى-، ولا يلجأ إلى أحد سواه، ومَنْ توكل على الله كفاه.

والإخلاص يناقِضُه الشرك، والتعلق بغير الله؛ كدعاء الأموات والأحياء، والجمادات أو النباتات، أو الشجر والحجر، أو التُراب والمدر، أو الملائكة والنبيين، أو نحو ذلك؛ فإن هذا الأمر –أعني: الدعاء- من أعظم أنواع العبادة التي لابُد فيها مِنَ الإخلاص لله -تبارك وتعالى, وقد يستغرب، وقد يتساءل مُتسائل: هل هناك مَنْ يدعو غير الله؟ هل يُتصوَّر أن مسلمًا يدَّعي الإسلام يدعو غير الله؟ نعم –يا عبد الله- يُوجد، كثير من الناس يشهدون لا إله إلّا اللهُ وأن محمد رسول الله، ويُقيمون الصلاة، ويُؤتون الزكاة، ويصومون رمضان، يحجّون البيت، ومع ذلك يدعون غير الله! فلذلك لا يقبل الله مِنْ أحدهم صرفًا ولا عدلاً؛ وإنما أتعب نفسه فقط؛ فيتوجه إلى ميّتٍ في قبره؛ فيُعلِّق حوائجَهُ به؛ بل تسمع مَنْ يقول: مدد يا فُلان! أغثني يا فلان! أنا في حماك يا فلان! ألتجئُ إليك يا فُلان! خذ بيدي يا فُلان! مِنَ المخلوقين أحياءً كانواْ أوْ أمواتًا.

نعم، هذا هو الواقع أنه يُوجد أُناس يُعلّقون أمورهم بغير الله، وهم يفعلون جميع الطاعات لكنهم ينقضونها؛ كالتي نقضت غزلها بعد قوةٍ أنكاثًا تمامًا؛ فيدعو ميّتًا في قبره لا حراك به، لا ينفعه ولا يضره؛ بل يضره في كونه يدعوه من دون الله -سبحانه وتعالى-, ويسأله المدد والولد، ويسأله ما لا يُسأل إلّا من الله -تبارك وتعالى-؛ قال اللهُ -جلَّ وعلا- رادًا على هذا الصنف: ﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ* وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ ﴾ [الأحقاف: ٥–٦].
وقال -جل وعلا-: ﴿وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ﴾ [فاطر: ١٣–١٤].
تأملْ –يا عبد الله!– كيف نفى اللهُ عن هذه المعبودات التي تُدعى وتُعْبدُ من دون الله عدة الأمور: الأمر الأول: أنهم لا يملكون لك شيئًا؛ إذْ أنهم هم بحاجةٍ إلى دعاء إخوانهم إن كانواْ مسلمين, فكيف يُطلب ممن هو مُحتاجٌ إلى الدعاء؛ كيف يُلْجَأُ إليه ويُدْعَا من دون الله -سبحانه وتعالى-؟! فالمقصود أنهُ لا يملك شيئًا، وقد نفى ذلك بعدة مُؤكدات: بلا النافية، وبمن المؤكدة -أيًا كان-، وبتنكير الشيء الذي ذُكِرْ وهو قطمير؛ ثلاثة مُؤكدات؛ ثُمَّ أكد بقوله: ﴿إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ﴾.
أولاً: لا يملكون شيئًا من دون الله،

وثانيًا: لو دعوتهم مِنْ هنا وإلى يوم القيامة؛ فإنهم لا يسمعون، وما أنت بمُسْمِعٍ مَنْ في القبور, مهما دعوت فإنهم لا يسمعون دُعائك، ولا يدرون عنك ماذا تقول؛ ثم قال: ﴿وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ﴾
هذا افتراض, فلو أن قُدِّرَ أنهم سمعوا الدعاء؛ فإنهم غير قادرين على الإجابة, إذْ أنَّ فَاقَدَ شيء لا يُعطيه، والذي لا يقدر على شيء لا يُطلب منهُ، وإنما يُلجئ إلى الله -عزَّ وجل-؛ لأنه لا يُعجزُ شيءٌ، وهو على كل شيءٍ قدير: ((يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قامواْ على صعيد واحد فسْألوني فأعطيتُ كلَّ واحد مسألته؛ ما نقص ذلك من ملكي شيئًا إلّا كما ينقص المخيط إذْ أُدْخِلَ البحر))؛ ثم نفى أمرًا رابعًا: ﴿وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ﴾ فإنهم يتبرءون ممن يعبدهم يوم القيامة؛ ويقولون: ربنا ما كانواْ إيانا يعبدون، فإذا كانتْ كل هذه منفيةً عن العبد؛ فكيف يدعو غير الله -سبحانه وتعالى-؟! ويتضرع إلى غير الله -جل وعلا-؟!
إذنْ الشرط الأول: الإخلاص, والإخلاص يُضادُ الشرك والرياء, والشرك الخفي؛ فاحْذروا من ذلك.
الشرط الثاني: البُعد عن أكل الأموال المحرمة؛ فإنَّ أكْلَ أموال المحرمةِ من أعظم موانع إجابة الدعاء, لا يُستجابُ له؛ لأن أَكْلَه حرامٌ، ولأنهُ غُذِّيَ بالحرام, سأل سعد بن أبي وقاص –رضي الله عنه– سأل النبي صلى الله عليه وسلّم؛ وقال: "يا رسول الله ادعوا اللهَ أن يجعلني مستجاباً الدعوة" فماذا قال له؟ ((أطب مطعمك تكون مستجاب، ومشربك تكون مستجاب الدعوة))، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلّم: ((أن رجلاً أشعث أغبر الذي يمد يديه إلى السماء، ومطعمه حرامٌ وملبسه حرامٌ وغُذِّيَ بالحرام؛ فأنى يُستجابُ لذلك؟!)) كيف يُستجابُ، وقد نبت لحمُه من السُّحت؟!

والشرط الثالث: أن لا يستبطئ الإجابة، وأن لا يندم على الدعاء؛ فيقول: سألتُ وسألتُ وسألتُ؛ فلم يُستجبْ لي. فأولاً: تفقد نفسك لعلك قد وقعتَ في بعض الشروط في ارتكاب بعض ما يُخالِفُ الدعاء؛ فكيف ذلك؟
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما من عبد يدعو بدعاءٍ ليس فيه اعتداءٌ)) وهذا يجرنا
للشرط الرابع: ((ليس فيه اعتداءٌ و قطيعة رحم إلّا وأُعطي إحدى الثلاث إما أن يستجابُ دعائهُ، وإما أن ترفع له بها الحسنة، وإما تُحط عنه بها السيئة))
لكن بشرط أن لا تكون فيها قطيعة رحمٍ أو اعتداء، فإذا لم تكن فيها قطيعة رحمٍ ولا اعتداء؛ فإنها ستُحْفَظُ لك على أحد هذه الوجوه الثلاثة؛ فإياك أن تقول: "أنا دعوتُ ودعوتُ ودعوتُ" اجتهد في الدعاء لا تستبطئ الإجابة، ودعْ الإجابة عند الله -عزَّ وجل-؛ ولذلك يروى عن بعض السلف أنه كان يقول: "إنني لا أحمل همُّ الإجابة؛ وإنما أحمل همُّ الدعاء"؛ فعلى المسلم أن يجتهد في توافر هذه الشروط، وأن لا يتقاعس عن تطبيقها إذا أراد إجابةَ الدعاء, وقطيعة الرحم؛ مثل مَنْ يدعو على أهله وأقاربه, والاعتداء كأن يطلب أمراً مُخالفًا لسنن الله الكونية؛ يعني لو أن شخص بني آدم؛ قال: "اللهم اجعلني جناحين, أطير بهما كالطائر"؛ هذا اعتداءٌ, لو قال: "اللهم امكني مِنْ مال فُلان" هذا اعتداءٌ, ولو قال: "اللهم اجعلني مثلاً كذا وكذا" أي شيء مِنَ الأمور التي تُخالف سننَ الله الكونية؛ فإنَّ هذا الأمر في غاية الخطورة، فانتبه –يا عبد الله!– والجأ إلى الدعاء, اسألِ اللهَ كلَّ شيءٍ, اسأل ما شئتَ مِنْ خيري الدنيا والآخرة, قُمْ آخر الليل وتوضأ فأحسن وُضوئك ثُمَّ توجه إلى ربك -سبحانه وتعالى- عندما يُنادي عبادَه: ((من يدعوني فأستجيب له من يستغفرني فأغفر له, من يسألني فأعطيه))، فهذا سهام الليل، يُسمّيه العلماء سهام الليل؛ فعليك به –يا عبد الله!– واجتهد في تطبيقه؛ حتى تكون مُستجاب الدعوة، وحتى يجعل اللهُ لك من كل همٍّ فرجًا، ومِنْ كلِّ ضيقٍ مخرجًا.
واعلم أنك متى لجأتَ إلى الله -جلَّ وعلا-؛ فإنَّ الله -عزَّ وجل- يحفظك ويرعاك، ويُشْتَرط في هذا أن تبتعد عن المعاصي أيضًا، وأن تبتعد عن مُخالفةِ أمر الله -جلَّ وعلا، وتُقْبِلُ على الله -سبحانه وتعالى- تسأله وتدعوه.
أسأل اللهَ الكريم رب العرش العظيم بأسمائه الحسنى والصفات العلى أن يُوفِّقني وإياكم لما يحبه ويرضاه، وأن يجعلنا ممن يستمع القول فيتبعُ أحسنه, وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين, وصلى الله عليه وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصبحه أجمعين.




جزاكم الله خير الجزاء على هذا الموضوع الطيب

نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه

و حفظ الله الشيخ صالح السحيمي و نفعنا بعلمه




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عبيد الله تعليمية
جزاكم الله خير الجزاء على هذا الموضوع الطيب

نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه

و حفظ الله الشيخ صالح السحيمي و نفعنا بعلمه

وجزاك الله بالمثل
اللهم آمين




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

في حكم التعبيد باسم «السَّتَّار»

في حكم التعبيد باسم «السَّتَّار»




للشيخ أبي عبد المعز

محمد علي فركوس حفظه الله تعالى





السـؤال:

لقد انتشر عند كثيرٍ من الناس أنَّ «السَّتَّار» من أسماء الله تعالى،

فهل هذا صحيح؟

وهل يجوز تعبيد الأسماء به؟

الجـواب:

الحمدُ لله ربِّ العالمين،

والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين،

وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين،

أمّا بعد:

فاعلم أنَّ الأسماءَ الحُسنى -عند السلف-

توقيفيةٌ لا تُؤخذُ من غيرِ النصوص الشرعية الثابتةِ،

وهي غيرُ محصورةٍ بعددٍ مُعيَّنٍ، واستأثرَ اللهُ تعالى بعلمه بها،

وأسماؤُه سبحانه محكمةٌ وهي دالَّةٌ على ذاتِ الله مع دلالتها على الصِّفة،

فإن أُريد بالصِّفة المتضمِّنة في الاسم معناها فهذا مُحكَمٌ،

وإن أريد حقيقة الصفة وكيفيتها فهذا من المتشابه الحقيقي الذي

لا يعلمه إلاَّ الله، لذلك يجب الإيمان بالاسم،

وبما دلَّ عليه من معنى بلا كَيْفٍ، وبما تعلَّق به من أَثَرٍ،

فهذه أركان الإيمان بأسمائه الحسنى في كمالها وجلالها

وليس فيها ما يتضمَّن الشرَّ.

واسم «الستير» من أسماء الله الحسنى الثابتة بما أخرجه أبو داود وغيرُه

بسندٍ صحيحٍ من حديث يعلى بن أُمَيَّةرضي الله عنه:

أنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم رَأَى رَجُلاً يَغْتَسِلُ بالبَرَازِ بِلاَ إزَارٍ،

فَصَعِدَ المِنْبَرَ فَحَمِدَ اللهَ وَأثْنَى عَلَيْهِ،

ثُمَّ قال:

«إنَّ اللهَ حَيِيٌّ سِتِّيرٌ يُحِبُّ الحَيَاءَ وَالسِّتْرَ فإذَا اغْتَسَلَ أحَدُكُم فَلْيَسْتَتِرْ»(1).

أما اسم «السَّتَّار» فلا أعلمُه من أسماءِ الله الحسنى الثابتةِ

عن النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم،

وهو اسمٌ متداولٌ خطأً عند عامَّة المجتمع الجزائريِّ

حتى عُبِّدت أسماءُ الناس به،

فسمّوا ﺑ: «عبد الستار»،

والصواب الصحيح أن يعبَّد الاسم الثابت عنه فيقال:

«عبد السِّـتِّير».

والعلمُ عند اللهِ تعالى،

وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين،

وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين،

وسَلَّم تسليمًا.

الجزائر في: 03 ربيع الأول 1443ﻫ

الموافق ﻟ: 10 مارس 2022م

١- أخرجه أبو داود في «سننه» كتاب الحمام، باب النهى عن التعري: (4012)،

والنسائي في «سننه» كتاب الغسل والتيمم، باب الاستتار عند الاغتسال: (406)،
وأحمد في «مسنده»: (17509)، من حديث يعلى بن أمية رضي الله عنه، والحديث صححه النووي في «الخلاصة»: (1/204)، والألباني في «الإرواء»: (2335).





تعليمية




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

معلومات قيمة كنا نجهلها

شكراااااااااا




شكرا لكي اختاه وبارك الله فيكي
تحياتي




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

الشباب . والإهتمام بالكتاب والسنة !

كُتب : [ 19 – 04 – 2022 – 16:08 ]

الشباب … والإهتمام بالكتاب والسنة !

سماحة الإمام الوالد عبد العزيز بن عبد الله بن باز : من أهم الأمور وأعظمها : العناية بالقرآن ، فإن القرآن الكريم هو رأس كل خير ، وهو ينبوع السعادة ، فينبغي للشباب أن يُعنى بكتاب الله ، وأن يكون له نصيب من تلاوته ، وتدبر معانيه ، وحفظه ، حتى يستنبط منه ما أراد الله من العباد من أحكام وشرائع ، من أوامر ونواهٍ ، وأخبار وقصص ، حتى يكون على بينة فيما مضى وفيما يأتي ، وعلى بينة في أحكام الله وشرائعه .

بعد ذلك : السنة المطهرة ، ينبغي للشباب أن يُعنى بها حفظًا ودراسة ، وتفقهًا ومذاكرةً فيما بينهم ، وسؤالاً للمدرسين والعلماء عما أشكل ، فيكون وقته محفوظًا بين دراسة وحفظ ، وبين مذاكرة ، وبين سؤال من المدرسين والعلماء والموجهين عن كل ما يشكل من ذلك .

ولا يتأتى هذا إلا بعد العناية والدراسة والتدبر في كتاب الله وسنة الرسول – صلى الله عليه وسلم – ، وهكذا العلوم الأخرى التي يتعلمها لمصلحة الأمة ، وحماية دينها ودنياها ، وحماية الأوطان عن مكائد الأعداء .

فهو لا يزال في علم نافع ، وفي فوائد يستفيدها إما في دينه وإما في دنياه ، مع حفظ الأوقات الأخرى في المذاكرة والسؤال والمطالعة فيما يحتاج إليه ، وبقية الوقت يكون محفوظًا – أيضًا – في حاجته الخاصة … في نومه ، وتناول طعامه وشرابه ، وفي صلته بأهله ، وغير هذا من شؤونه .




بارك الله وجزاك خير الجزاء على ما نقلت من فائدة
نسال الله عز وجل ان يجعلنا من من يستمعون القول فيتبعون احسنه
ويثبتنا على سنه رسوله الكريم عليه افضل الصلاة والتسليم




امين و اياكم




جزآك الله خيــ:ـــرآ غاليتي أم همام على الجلب الطيب للموضوع
جعله الله في ميزان حسناتك و نفعنا به
تقبلي مروري و تحيتي




امين و اياك
بارك الله فيك




جزاكم الله خيرا على الموضوع القيم

تقبلي مروري المتواضع




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم

القران والسنة اول ما اوصانا به رسولنا صلى الله عليه وسلم

شكرا لك