التصنيفات
اسلاميات عامة

تحذير الشيخ صالح السحيمي من قناتَي " طيور الجنة " و " الرسالة "

تعليمية تعليمية

سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته

هذا سائلٌ يقول نصيحة للزوجات تجاه أزواجهن والعكس كذلك وكذلك وصية أخرى بخصوص بما يتعلّق بتربية الأبناء

يقول الله سبحانه وتعالى : { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون } [النساء/56]
على المسلم الجدّ والاجتهاد في تربية أولاده وحمايتهم من أهل الافراط والتفريط الذين أسلفنا الكلام عليهم من أهل الشهوات وأهل الشبهات .
حافظ عليهم. فإنهم يتخطفون من بين يديك وأنت لا تشعر.
راقبهم مع من يمشون ومع من ..، ومن يصاحبون ،وممّن يستفيدون ،وعلى من يقرأون ،وعمّن يأخذون ،ومع من يخلون ،ومع من يسافرون، أو حتى مع من يحجون أو يعتمرون.
فاختر لهم الرفقة الصالحة والمرء مع من أحب، والمرء على دين خليله.
جاء رجل أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله ،أخبرني عن الساعة . قال :ماذا أعددتَ لها؟ قال: حُبَّ الله ورسوله .قال : المرء مع من أحب أو أنت مع من أحببت.
قال أنس راوي الحديث رضي الله عنه فوالله ما فرحنا بشيء بمثل ما فرحنا به يومئذٍ. فإننا نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر . فالمرء مع من أحب.
فانتبه ،واجتهد في تربيتهم ،ولا تجعلهم يذهبون إلى الخارج يصطادهم أهل الشهوات وأهل الشبهات ،ولا تجعلهم يخلون بالانترنت دون رقابة منك .ولا تجعلهم يجلسون على الفضائيات -سواء منها ذات الإفراط أو ذات التفريط- وبعضها تتحدث بإسم الدين ،وكلّها تنخرُ في عظام الأمّة ،وأمرها خطير جدًا
.أضرب لكم مثالًا اسمحوا لي بالتصريح به ما يُسمّى بقناة طيور الجنّة الآن ..هذه ليس من إسمها نصيب هي تبثُّ الموسيقى وتعلّم أولادنا ،ماذا؟ الغناء.
وتذيع الشركيّات.تذيع أناشيد فيها شرك ،فيها دعوة لغير الله عز وجل فلا تنخدعوا بالمسمّيات، لا تنخدعوا بالمسمّيات.
كذلك ما يُسمّى بقناة الرسالة ،ففيها من الغُثاء ،وفيها من الأذى، وفيها من التحريف والتهويل، وفيها من غمز العلماء الأجلاء ،وفيها من التعويد على الغناء بالموسيقى الكلاسيكيّة أو العاديّة أو الموسيقى التي بالفم الشيء الكثير. فاحذروا وهذه بعض..
وأنا أحذر من هاتين القناتين لأنهما تتحدثان بإسم الدين .وأما القنوات الفاسدة فكل مسلم عاقل ، الأخرى التي تدعو إلى الخنا والمجون والدعارة والفسق فهذه يمجُّها كل ذي عقل سليم .
لكن إياك ومن يدسون السُمّ في الدسم .إياك ومن يدّعون أن الإسلام شعاره التمثيليات والأناشيد. ليس للأناشيد شعارات إسلاميّة ولا التمثيليات. كذبوا على الاسلام تمثيليات إسلامية، أناشيد إسلامية، وكذا إسلامي ، وملعب إسلامي وكرة إسلامية الخ ..
يعني ، أفٍ لإسلام لا يُنشر إلا بالتمثيليات أو بالأغاني التي تُسمّى بالأناشيد.
أما حقوق الأزواج، يقول الله عز وجل : { … ولهنّ مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة … }
[النساء/95]
فيجب على الزوج القيام بحقوق زوجته .يكسوها إذا اكتسى، ويؤكّلها إذا أكل، ويسكنها إذا سكن ،وينفق عليها ،ويُلاطفها ،ويُظهر محبتها ،ويجتهد في مراعاة أحوالها، ويغضُّ الطرف عن هفواتها ،ويمازحُها .
تقول عائشةُ رضي الله عنها سابقتُ رسول الله صلى الله وسلم فسبقتُه فلمّا حملتُ اللحم سابقته فسبقني .قال :هذه بتلك.
وكان صلى الله عليه وسلم من لطفه مع زوجاته يتحرّى المكان في الإناء الذي شربتْ منه عائشةُ رضي الله عنها فيضع فاهُ مكان فِيها -رضي الله عنها.
وعليه العدل إن كان من المعددين – العدل بين الزوجات -وعليه الجدّ والاجتهاد في حفظ بيته من كل ما يخدش الحياء وعليه أن … ويربيها على طاعة الله ويكون قدوة لها أيضًا في ذلك كما أن عليها أن تجتهد في حُرمة رعاية زوجها وأداء حقوقه كاملة والجدّ والاجتهاد في مراعاته، وإظهار المحبّة له، والتلطّف معه .لا تقول مثل يعني إذا جاءها وهومتعب من شغل العمل جاءت له بسلّة من القضايا والمطالبات التي تعكّر له صفوه .
أظهري له المحبّة، أظهري له السرور تهيأوا له،تهيأي له قبل قدومه .
إجتهدي في تطبيق شرع الله عز وجل في تربية أمانة في صيانته وفي صيانة عرضه وماله وأولاده وكلكم راع ٍ وكلكم مسؤول عن رعيته،نعم .
لعلنا نستميح إخوتنا عذرًا، ونكتفي بهذا وأستوعدكم الله الذي لا تضيع ودائعه ،وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه. اهـ

:: المادة الصوتيّة للتحميل::

،، المصدر،،


منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




جزاكِ الله خيرًا أخيتي نادية و نفع بكِ الإسلام و المسلمين و حفظ الشيخ صالح السحيمي و نفعنا بعلمه..




بارك الله فيك جعلها الله في ميزانك




اسمح لي ابدي اعجابي بقلمك وتميزك واسلوبك الراقي وتالقك
مشكووووووره والله يعطيك الف عافيه




بارك الله فيك وجعله في موازين اعمالك
وجزاك الله خيرا




التصنيفات
الشعر والنثر

صوت الجنة الضائع

صوتها كان عجيباً

كان مسحوراً قوياً.. و غنياً..

كان قداساً شجيّاً

نغماً و انساب في أعماقنا

فاستفاقت جذوة من حزننا الخامد

من أشواقنا

و كما أقبل فجأة

صوتها العذب، تلاشى، و تلاشى..

مسلّماً للريح دفئَه

تاركاً فينا حنيناً و ارتعاشا

صوتها.. طفل أتى أسرتنا حلواً حبيباً

و مضى سراً غريبا

صوتها.. ما كان لحناً و غناءاً

كان شمساً و سهوباً ممرعه

كان ليلا و نجوما

و رياحاً و طيوراً و غيوما

صوتها.. كان فصولاً أربعه

لم يكن لحناً جميلاً و غناءا

كان دنياً و سماءا

***

و استفقنا ذات فجر

و انتظرنا الطائر المحبوب و اللحن الرخيما

و ترقّبنا طويلا دون جدوى

طائر الفردوس قد مدّ إلى الغيب جناحا

و النشيد الساحر المسحور.. راحا..

صار لوعه

صار ذكرى.. صار نجوى

و صداه حسرةً حرّى.. و دمعه

***

نحن من بعدك شوق ليس يهدا

و عيونٌ سُهّدٌ ترنو و تندى

و نداءٌ حرق الأفقَ ابتهالاتِ و وجْدا

عُدْ لنا يا طيرنا المحبوب فالآفاق غضبى مدلهمّه

عد لنا سكراً و سلوانا و رحمه

عد لنا وجهاً و صوتا

لا تقل: آتي غداً

إنا غداً.. أشباح موتى !!




تعليمية




التصنيفات
اسلاميات عامة

ماما ماما لم نبني اليوم قصراً في الجنة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لم تكمل عامها الثالث..

تتلعثم بالحروف

تقف خلف أمها تشد فستانها..

ماما ماما لم نبني اليوم قصراً في الجنة..،

اعتقدت أني سمعت خطأً

إلا أن الفتاة كررتها، ثم وقف أخوتها إلى جانبها وأخذوا يرددون ما قالته أختهم الصغيرة..

رأت الفضول في عيني

فابتسمت وقالت لي

أتحبين أن تري كيف أبني وأبنائي قصراً في الجنة..

فوقفت أرقب ما سيفعلونه

جلست الأم وتحلق أولادها حولها ..

أعمارهم تتراوح بين العاشرة إلى السنة والنصف،

جلسوا جميعهم مستعدين ومتحمسين.

بدأت الأم وبدؤوا معها في قراءة سورة الإخلاص:

{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ }

ثم كرروها عشر مرات..

عندما انتهوا صرخوا بصوت واحد فرحيين..

"الحمد لله بنينا بيتاً في الجنة"

سألتهم الأم وماذا تريدون أن تضعوا في هذا القصر..

رد الأطفال نريد كنوزاً يا أمي،

فبدؤوا يرددون "لا حول ولا قوة إلا بالله.. لا حول ولا قوة إلا بالله..

ثم عادت فسألتهم

من منكم يريد أن يشرب من يد رسول الله تعليمية شربة لا يظمأ بعدها أبداً،

ويبلغه صلاتكم عليه..

فشرعوا جميعهم يقولون

" اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد".

تابعوا بعدها التسبيح والتكبير والتهليل..

ثم انفضوا كل إلى عمله..

فمنهم من تابع مذاكرة دروسه

ومنهم من عاد إلى مكعباته يعيد بنائها..

فقلت لها ما كان ذلك؟..

قالت أبنائي يحبون جلوسي بينهم ويفرحون عندما أجمعهم

وأجلس وسطهم أحببت أن استغل فرحتهم بوجودي بأن أعلّمهم وأعودهم على ذكر الله،

فمتى ما اعتادوه انتظموا عليه وهذا ما آمل منهم..

وما أعلّمه لهم استندت فيه على

أحاديث لرسول الله تعليمية حيث قال:

{‏ ‏من قرأ ‏ ‏قل هو الله أحد ‏ ‏حتى يختمها عشر مرات بنى الله له قصرا في الجنة}

كما قال رسول الله – صلى الله عليه واله سلم في حديث آخر – :

{يا عبد الله بن قيس ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ؟[ فقلت : بلى يا رسول الله ، قال : {قل لا حول ولا قوة إلا بالله} .رواه البخاري ومسلم.

و قال عليه أفضل الصلاة والسلام (صلوا على حيثما كنتم فإن صلاتكم تبلغني) فأحببت أن أنقل لهم

هذه الأحاديث وأعلّمها لهم بطريقة يمكن لعقلهم الصغير أن يفهمها فهم يروون القصور

في برامج الأطفال ويتمنون أن يسكنوها..

ويشاهدون أبطال الكرتون وهم يتصارعون للحصول على الكنز..

تركتها وأنا أفكر في بيوتنا المسلمة..

على أي من الكلام يجتمعون..

وماذا يقولون.. وهل هم يجتمعون؟…

وأي علاقة تلك التي تنشأ بين الأم وأبناءها عندما يجلسون يقرؤون القرآن ويذكرون..؟

خرجت من عندها وأنا أردد هذه الآية:

{ وَأَن لَّيْسَ للا نسَانِ الا مَا سَعَى وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الاوْفَى وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى}




اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
تمت القراءة وأخذ الفائدة ولله الحمد
شكرا لك ياشهد
وبارك الله فيك




جميل يا شهد أن نربي أبناءنا على حب الله و رسوله، و تربيتهم تربية صالحة سليمة لكن في القصة التي نقلتها ممكن القاريء لها يستفيد كثيرا و يدرك ما الذي يجب علينا تربية أبناءنا عليه

لكن

نتوقف قليلا، هذه القصة بالرغم مما حملته من معان إلا أنها تحمل بين طياتها أمرا محدثا لم يكن على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو الذكر الجماعي، و أنا هنا أنقل لكن هذا الأثر عن حكم الذكر الجماعي:

عن عمر بن يحيى بن عمرو بن سلمة الهمداني قال : حدثني أبي قال : كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود قبل صلاة الغداة ، فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد ، فجاءنا أبو موسى الأشعري ، فقال : أخرج إليكم أبو عبد الرحمن بعد ؟ قلنا:لا ، فجلس معنا حتى خرج ، فلما خرج قمنا إليه جميعا ، فقال له أبو موسى : يا أبا عبد الرحمن ! إني رأيت في المسجد آنفا أمرا أنكرته ، ولم أر والحمد لله إلا خيرا ، قال : فما هو ؟ فقال : إن عشت فستراه ، قال : رأيت في المسجد قوما حلقا جلوسا ، ينتظرون الصلاة ، في كل حلقة رجل ، وفي أيديهم حصى ، فيقول : كبروا مائة ، فيكبرون مائة ، فيقول : هللوا مائة ، فيهللون مائة ، ويقول سبحوا مائة ، فيسبحون مائة ، قال : فماذا قلت لهم ؟ قال : ما قلت لهم شيئا انتظار رأيك ، قال : أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم ، وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم شيء ؟ ثم مضى ومضينا معه ، حتى أتى حلقة من تلك الحلق ، فوقف عليهم ، فقال : ما هذا الذي أراكم تصنعون ؟ قالوا : يا أبا عبد الرحمن ! حصى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح ، قال : فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء ، ويحكم يا أمة محمد ! ما أسرع هلكتكم ! هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون ، وهذه ثيابه لم تبل ، وآنيته لم تكسر ، والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد ، أو مفتتحو باب ضلالة ؟ ! قالوا : والله يا أبا عبد الرحمن ! ما أردنا إلا الخير ، قال : وكم من مريد للخير لن يصيبه ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا : أن قومًا يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم. أخرجه الدارمي و صححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة
، وأيم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم ! ثم تولى عنهم ، فقال عمرو بن سلمة : فرأينا عامة أولئك الحلق يطاعنوننا يوم النهروان مع الخوارج .

ويستفاد منه أن العبرة ليست بكثرة العبادة ، وإنما بكونها على السنة ، بعيدة عن البدعة ، وقد أشار إلى هذا ابن مسعود رضي الله عنه بقوله أيضا : اقتصاد في سنة ، خير من اجتهاد في بدعة . ومنها : أن البدعة الصغيرة بريد إلى البدعة الكبيرة .

فهذه الأم يا شهد تعلم أبناءها لكن شرط أن يكون على السنة..




تعليمية




شكرا وبارك الله فيك
تحية خالصة

جزاك الله كل خير




التصنيفات
الحياة الزوجية

أيتها الزوجة طاعة الزوج مفتاح الجنة

قررت الشريعة الإسلامية بجميع مصادرها حق الزوج على الزوجة بالطاعة، إذ عليها أن تطيعه في غير معصية، وأن تجتهد في تلبية حاجاته، بحيث يكون راضياً شاكراً

ونجد ذلك بقول النبي – صلى الله عليه وسلم- في الحديث النبوي الشريف إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها دخلت جنة ربها .

وفي قول الله سبحانه وتعالى: فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا. وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها
فمن أول الحقوق التي قررها الدين للرجل هي أن تطيعه زوجته في كل ما طلب منها في نفسها مما لا معصية فيه، إذ ورد أن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

بالتالى عليها أن تأتمر بأمره، أن نادى لبت، وإن نهى أطاعت، وإن نصح استجابت، فإذا نهى أن يدخل قريب أو بعيد محرم أو غير محرم إلى بيته في أثناء غيابه أطاعت.
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: ألا أن لكم على نسائكم حقاً، ولنسائكم عليكم حق، فأما حقكم على نسائكم ألا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون.

زوجات مطيعات
والزوجة التي تعرف واجباتها الدينية تجاه زوجها، على وعي تام بأهمية طاعة الزوج، وتقول السيدة مها جابر:أن على الزوجة أن تسلس قيادها لزوجها فيما يفيد وينفع، حتى تهيئ لأفراد الأسرة أجواء الأمان والحماية والاستقرار والمودة، وليكونوا أعضاء أسوياء تمضي بهم سفينة الحياة بعيداً عن الهزات التي قد تتعرض لها، وفي المقابل فإن الإسلام قد أعطى المرأة حقها كاملاً وأوجب على الرجل إكرام زوجته وصيانة حقوقها، وتهيئة الحياة الكريمة لها لتصبح له طيعة ومحبة .

أما السيدة منى المؤذن فتقول: إذا كانت طاعة الزوج قد فرضت على الزوجة كأمر واجب القيام به فما ذلك إلا لأن المسؤولية والتبعية يتحملها الرجل، والرجل راع في بيته وهو مسؤول عن رعيته، كما أنه قد فرض فيه أنه أبعد نظراً وأوسع أفقاً، وأنه قد يعلم أموراً لا تعلمها الزوجة بحكم اتساع دائرته، أو يرى بحكم تجاربه وخبرته ما لا تراه هي، والزوجة العاقلة هي التي تقوم بطاعة زوجها وتنفيذ أوامره، وتستجيب لآرائه ونصحه برغبة وإخلاص، فإذا ما رأت فيه ما هو خطأ في نظرها تبادلت معه وجوه الرأي، وأرشدت إلى موضع الخطأ بلين ورفق واقتناع، فالهدوء والعبارة اللينة تفعل فعل السحر في النفوس.

وقد تجد آفة الغرور و الاستعلاء طريقها إلى المرأة، وهنا تقول السيدة عبير مرشد: في حال وصلت هذه الآفة إلى قلبها فقل على الدنيا السلام، إذ تصبح الشركة الزوجية مهددة بأخطر أنواع المشاحنات والمنازعات، فإن الرجل قوام الأسرة بحكم وظيفته التي وهبها الله له، إذا حاولت الزوجة أن تغير من خلق الله وسنته فإن ذلك لن يعود عليها إلا بأضر النتائج.

وعن طريقة تعامل السيدة لينا الغضبان مع زوجها تقول: إذا دعاني زوجي إلى طاعة الله والرسول فاستجيب لدعوته من غير تضرر، ففي ذلك النجاة والغفران، وإذا طلب مني الاحتشام وعدم التبرج فأطيع أمره، ففي ذلك الفوز والرضوان من الله، ولا يهمني ما درج عليه المجتمع فالله يقول :﴿ وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ﴾. وإذا طلب مني الاعتدال في نفقات البيت أكون معه بقلبي وحبي وإخلاصي فتلك هي أصول الحياة الزوجية التي وضعها الله بالمودة والرحمة، وأعلم أنه عندما يغضب زوجي من أفعالى بعد نصح وتوجيه فإن السماء تغضب لغضبه.

تقول السيدة خديجة حجازي: إن الطاعة ربما تكون ثقيلة على النفس، وبقدر استعداد الزوجة للقيام بها والإخلاص في أدائها كان الجزاء بقدرها، فقد ذكر الرسول – صلى الله عليه وسلم- النساء بخير وبين أنهن يؤدين خدمات لا يمكن لغيرهن القيام بها ويقدمن تضحيات من أعصابهن وأجسامهن ينوء غيرهن بها، فقد خلقن لأداء رسالة سامية ومهمة، ولهن عند الله الأجر وعظيم الثواب، ولن يكمل هذا الأجر إلا بطاعة الزوج وإرضائه وعدم الإتيان بشيء يكرهه

أما هناء الصالح فتقول :أن الرجل قوام على الأسرة فهو راعيها ومراقب أخلاقها وشؤونها، فواجب على جميع أفراد الأسرة طاعته، ثم هو مكلف بأعباء الأسرة والسعي للإنفاق عليها وقضاء حاجاتها، وهكذا نظمت الأسرة على أن يكون لها راع وصاحب أمر مطاع ورعية تسمع وتطيع.

حدود الطاعة
على أن هذه الطاعة المفروضة على المرأة لزوجها ليست طاعة عمياء وليست طاعة بدون قيد أو شرط أو حدود، وإنما هي طاعة الزوجة الصالحة للزوج الصالح النقي، التي تعتمد على الثقة بشخصه والإيمان بإخلاصه والصلاح في تصرفاته والطاعة المبنية على التشاور والتفاهم تُدعم من كيان الأسرة وأحوالها وتزيد من أواصرها وقوتها، فالمشاورة بين الزوجين واجبة في كل ما يتصل بشؤون الأسرة، بل أنها يجب أن تمتد إلى كل ما يقوم به الرجل من عمل، فليس هناك كالزوجة المخلصة الصادقة مستشار، تعين زوجها وتهديه بعواطفها وتحميه بغريزتها وتغذيه برأيها، وقد كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يستشير زوجاته ويأخذ برأيهن في بعض الأمور الهامة.

وقد استشار رسول الله – صلى الله عليه وسلم- زوجته أم سلمة في أحرج المواقف وأعصبها فكان لمشورتها ورأيها الثاقب أثر كبير في انفراج الأزمة وعودة الأمور إلى مجراها الطبيعي .

وفي النهاية نجد أن الإسلام قد نظم الحقوق الممنوحة لكل من الزوجين، بحيث لو قام بها كل واحد خير قيام لسعد هو وأسعد من حوله، أما إذا أساء أحدهما استخدام هذا الحق فشلت الحياة الزوجية.

فالحياة الزوجية شركة بين الزوجين، وكما قرر الإسلام حقوقاً للزوج قرر أيضاً حقوقاً للزوجة وبين كذلك الواجبات المفروضة على كل منهما، فإن هما قاما باتباعها خير قيام وعرف كل منهما حقوقه وواجباته كما جاءت في الإسلام سعدت الأسرة وأظلتها السكينة وغمرتها رحمة الله.

منقول للافادة




بارك الله فيك.




بارك الله فيك أختي الفاضلة على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق




التصنيفات
اسلاميات عامة

♥♥۩۞۩♥♥ هل رأيت الجنة ♥♥۩۞۩♥♥

تعليمية

تعليمية

هل رأيت الجنة ؟؟

تعليمية

حديث عن الجنة وبعض ما فيها جعلنا الله من أهلها قولو آمين

– مفتاح الجنة :

الجنة مفتاحها لا آله إلا الله محمد رسول الله

والأعمال الصالحة هي أسنان المفتاح التي بها يعمل …

أول من يدخلها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

بعد أن يشفع للمؤمنين بدخولها

2- ذكر أسماء أبوابها :

" وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها

وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين "( الزمر- 73)

3- أبواب الجنة ثمانية قيل أن أسماؤها :

1- باب محمد صلى الله عليه وسلم وهو باب ( التوبة)

2- باب الصلاة

3- باب الصوم وهو باب ( الريان)

4- باب الزكاة

5- باب الصدقة

6- باب الحج والعمرة

7- باب الجهاد

8- باب الصلة

4- درجات الجنة وغرفها :

والجنة درجات أعلاها الفردوس الأعلى وهو تحت عرش الرحمن جل وعلا

ومنه تخرج أنهار الجنة الأربعة الرئيسية( نهر اللبن – نهر العسل – نهر الخمر – نهر الماء ).

وأعلى مقام في الفردوس الأعلى هو مقام الوسيلة

و هي أقرب الدرجات إلى عرش الرحمن ، يقول صلى الله عليه وآله وسلم

(إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا ثم سلوا

لي الوسيلة فإنها منزلة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو ومن سأل لي الوسيلة حلت عليه

الشفاعة )

الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الترمذي – الصفحة أو الرقم: 3614

خلاصة الدرجة: صحيح

-يقول ابن القيم يرحمه الله: " و لما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظـم الخلق عبودية لربه ، وأعلمهم به ،

وأشدهم له خشية ، وأعظمهم له محبة ، كانت منزلته أقرب المنازل إلى الله ، وهي أعلى درجة في الجنة ، وأمر

النبي صلى الله عليه وسلم أمته أن يسألوها له ، لينالوا بهذا الدعاء الزلفى من الله و زيادة الإيمان

وقال صلى الله عليه وسلم (سلوا الله لي الوسيلة قالوا يا رسول الله وما الوسيلة قال أعلى درجة في الجنة لا ينالها إلا

رجل واحد أرجو أن أكون أنا هو)

الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الترمذي – الصفحة أو الرقم: 3612

خلاصة الدرجة: صحيح

وقوله صلى الله عليه وسلم (الوسيلة درجة عند الله ليس فوقها درجة فسلوا الله أن يؤتيني الوسيلة على خلقه)

الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: الألباني – المصدر: السلسلة الصحيحة – الصفحة أو الرقم: 7//1536

خلاصة الدرجة: إسناده صحيح

ومن سأل الله له الوسيلة حلت له شفاعته صلى الله عليه وسلم يوم القيامة .

ثم غرف أهل عليين وهى قصور متعددة الأدوار من الدر والجوهر

تجرى من تحتها الأنهار يتراءون لأهل الجنة

كما يرى الناس الكواكب والنجوم في السماوات العلا

وهى منزلة الأنبياء والشهداء والصابرين من أهل البلاء والأسقام والمتحابين في الله
.
وفى الجنة غرف ( قصور ) من الجواهر الشفافة يرى ظاهرها من باطنها

وهى لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وبات قائما والناس نيام .

ثم باقي أهل الدرجات وهى مئة درجة وأدناهم منزلة من كان له

ملك مثل عشرة أمثال أغنى ملوك الدنيا . –

ذكر أسماء بعض أنهار الجنة وعيونها :

وللجنة أنهار وعيون تنبع كلها من الأنهار الأربعة الخارجة من الفردوس الأعلى

وقد ورد ذكر أسماء

بعضها في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة منها :

– نهر الكوثر :

وهو نهر أعطى لرسول الله صلى الله عليه وآله و سلم في الجنة

ويشرب منه المسلمون في الموقف يوم القيامة شربة لا يظمأ ون من بعدها أبدا بحمد الله

وقد سميت إحدى سور القرآن باسمه ووصفه رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم

بأن حافتاه من قباب اللؤلؤ المجوف وترابه المسك وحصباؤه اللؤلؤة وماؤه أشد بياضا من الثلج

وأحلى من السكر وآنيته من الذهب والفضة .

2- نهر البيدخ :

وهو نهر يغمس فيه الشهداء فيخرجون منه كالقمر ليلة البدر

وقد ذهب عنهم ما وجدوه من أذى الدنيا. :

– نهر بارق :

وهو نهر على باب الجنة يجلس عنده الشهداء

فيأتيهم رزقهم من الجنة بكرة وعشيا.

4- عين تسنيم :

وهى أشرف شراب أهل الجنة وهو من الرحيق المختوم

ويشربه المقربون صرفا ويمزج بالمسك لأهل اليمين

5- عين سلسبيل :

وهى شراب أهل اليمين ويمزج لهم بالزنجبيل

6- عين مزاجها الكافور :

وهى شراب الأبرار وجميعها أشربة لا تسكر ولا تصدع

ولا تذهب العقل بل تملأ شاربيها سرورا ونشوة لا يعرفها أهل الدنيا

يطوف عليهم بها ولدان مخلدون كأنهم لؤلؤا منثورا بكؤوس من ذهب وقوارير من فضه .

وطعام أهل الجنة من اللحم والطير والفواكه وكل ما اشتهت أنفسهم

( لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد) ق-35

تعليميةهذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 648×443.تعليمية

أشجار الجنة

وجميعها سيقانها من الذهب وأوراقها من الزمرد الأخضر والجوهر وقد ذكر منها:

1- شجرة طوبى :

قال عنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

أنها تشبه شجرة الجوز وهى بالغة العظم في حجمها وتتفتق ثمارها عن ثياب

أهل الجنة في كل ثمرة سبعين ثوبا ألوانا ألوان من السندس (الحرير الرقيق )

والإستبرق ( الحرير السميك ) لم ير مثلها أهل الدنيا ينال منها المؤمن ما يشاء

وعندها يجتمع أهل الجنة فيتذكرون لهو الدنيا ( اللعب والطرب والفنون)

فيبعث الله ريحا من الجنة تحرك تلك الشجرة بكل لهو كان في الدنيا .

سدرة المنتهى :

وهي شجرة عظيمة تحت عرش الرحمن ويخرج من أصلها أربعة أنهار

ويغشاها نور الله والعديد من الملائكة وهى مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام

ومعه أطفال المؤمنينالذين ماتوا وهم صغار يرعاهم كأب لهم جميعا

وأوراقها تحمل علم الخلائق وما لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى

وفى الجنة أشجار من جميع ألوان الفواكه المعروفة في الدنيا ليس منها إلا الأسماء

أما الجوهر فهو ما لا يعلمه إلا الله وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن:

" لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا

قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها "( البقرة-25)

وقد ذكر من ثمار الجنة :

التين – العنب – الرمان – الطلح ( الموز ) والبلح ( النخيل ) و السدر( النبق)

وجميع ما خلق الله تبارك وتعالى لأهل الدنيا من ثمار .

تعليمية

صفة أهل الجنة

1- الرجــــال :

يبعث الله الرجال من أهل الجنة على صورة أبيهم آدم جردا

( بغير شعر يغطى أبدانهم ) مردا (طوال القامة ستون ذراعا أي حوالي ثلاثة وثلاثون مترا )

مكحلين في الثالثة والثلاثين من العمر

على مسحة وصورة يوسف وقلب أيوب ولسان محمد عليه الصلاة والسلام

( أي يتكلمون العربية )

وقد أنعم الله عليهم بتمام الكمال والجمال والشباب لا يموتون ولا ينامون .

2- النســــاء :

ونساء الجنة صنفان

الحور العين :

وهن خلق مخلوقات لأهل الجنة وصفهن الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز بأنهن :

( كأنهن الياقوت والمرجان )( الرحمن – 58 ) وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون ( الواقعة – 22 )

( كأنهن بيض مكنون ( الصافات -49 وهن نساء نضيرات جميلات ناعمات

لو أن واحدة منهن اطلعت على أهل الأرض لأضاءت الدنيا وما عليها

وللمؤمن منهن ما لا يعد ولا يحصى …

قال عليه الصلاة والسلام إن السحابة لتمر بأهل الجنة

فيسألونها أن تمطرهم كواعب أترابا فتمطرهم ما يشاءون من الحور العين .

نساء الدنيا المؤمنات اللاتي يدخلهن الله الجنة برحمته :

وهؤلاء هن ملكات الجنة وهن اشرف وأفضل وأكمل وأجمل

من الحور العين ( لعبادتهن الله في الدنيا )

وفى حديث رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم لأم سلمة رضي الله عنها

أن فضل نساء الدنيا على الحور العين كفضل ظاهر الثوب على بطانته

وقد أعد الله لهن قصورا ونعيما ممدودا أعطاهن الله شبابا دائما وجمالا لم تره عين من قبل

قال صلى الله عليه و آله و سلم في وصفهن أن المؤمن لينظر إلي مخ ساقها ( أي زوجته )

كما ينظر أحدكم إلى السلك من الفضة في الياقوت ( كأنهن في شفافية الجواهر )

على رؤوسهن التيجان وثيابهن الحرير .

الغلمان :

وهم خلق من خلق الجنة وهم خدم الجنة الصغار

يطوفون على أهل الجنة بالطعام والشراب وقائمين على خدمتهم

وهم من تمام النعيم لأهل الجنة فرؤيتهم وحدها دون خدمتهم من المسرة .

ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا ( الإنسان – 19

المولودون في الجنة :

وإذا أشتهى أحد من أهل الجنة الولد ( الإنجاب )

أعطاه الله برحمته كما يشاء وهذه رحمة لمن حرم الإنجاب في الدنيا ولمن يحرمها أيضا إذا شاء .

لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين ( الزمر -34 )

قال صلى الله علية و آله و سلم ( إذا اشتهى المؤمن الولد في الجنة كان حمله , ووضعه , وسنه ‘

أي نموه إلى السن الذي يرغبه المؤمن ‘ في ساعة كما يشتهى) .
تعليمية

اللهم اجعلنا من ورثة جنتك وأهلا لنعمتكـ

وأسكنا قصورها برحمتك وارزقنا فردوسكـ الأعلى حنانا منك ومنا

و إن لم نكن لها أهلا فليس لنا من العمل ما يبلغنا هذا الأمل

إلا حبكـ وحب رسولكـ صلى الله عليه و آلهـ وسلم والحمد لله رب العالمين

تعليمية

ولكم مني خالص الحـب والتقديــر والاحتــرام

الملتـ الجنة ــقى

تعليمية

منقول للافادة




شكرا لك اختي رنين نسال الله لك الجنة يارب ولجميع المسلمين

اللهم ارزقنا الجنة برحمتك يارب العالمين

الف شكرا على الموضوع القيم




أميــــــــن

مشكووووووور أخ عبدو على المتابعة

نورت موضوعي




مشكورة اخت رنين على الموضوع الاكثر من مميز




مشكووورة سارة على المرور




شكرا وبارك الله فيك على الموضوع القيم
جزاك الله كل خير
تحياتي الخالصة

أخوك يحيى




التصنيفات
السنة الخامسة ابتدائي

دراسة النص : الشوق الى الجنة

قال الرَّسُولُ القائدُ لجُنُودِه المجاهدينَ في معركةِ بَدْرٍ: (قُوْمُوْا إلى جنَّةٍ عَرْضُها السَّماواتُ والأرضُ).
فسألَه المجاهدُ عُمَيْرُ بنُ الحُمامِ: يا رسولَ اللهِ. جنَّةٍ عَرْضُها السَّماواتُ والأرضُ؟.
فأجابَه الرسولُ القائدُ: نَعَمْ.
فقال عميرٌ: بَخٍ بَخٍ.
ثُمَّ أخرجَ عميرٌ تَمَراتٍ كانتْ معَهُ، ورماها وهو يقولُ:
ـ لَئِنْ أنا حَيِيْتُ حتى آكُلَ هذه ـ التمرات ـ إنّها حياةٌ طويلةٌ.
وقاتلَ قِتالَ الأبطالِ حتَّى استُشْهِدَ.

تعليمية

الأسئلة:
1) أعربْ: قوموا ـ قتالَ.
2) ما معنى: (بَخٍ بَخٍ) و(حييتُ)؟.
3) ثُمَّ حرف عَطْف. فما هي حروف العطف الأخرى؟.
4) متى حدثت معركة بدر؟.
5) عمير اسم مصغر. ما هو الاسم الأصلي له قبل التصغير؟.

تعليمية

الأجوبة:

1) قوموا: فعل أمر مبني على حذف النون لاتصاله بواو الجماعة. و(واو الجماعة): ضمير متصل. فاعل.
2) بَخٍ: كلمة تقال عند المدح والرِّضا بالشيء. و(بَخٍ) الثانية: توكيد للأولى. حييت: عِشْتُ.
3) الواو، الفاء، ثمَّ، حتَّى، أو، أمْ، بَلْ، لكنْ، لا.
4) في السنة الثانية للهجرة.
5) عمر صغروه على وزن (فُعَيْل) فقالوا (عُمْيَر).




بورك فيك على هذه المشاركة النافعة

وأنا أقترح تغيير العنوان حتى يخدم القسم المخصص إلى: " استعد معي لحل هذا النص "

وجزاك الله خيرا على المشاركة وننتظر منك المزيد وفقك الله.




بارك الله فيك و جزاك خيرا




جزاك الله خيرا على المشاركة وننتظر منك المزيد وفقك الله.تعليمية: educ40_smilies_13::educ40 _smilies_13::educ40_smili es_13:تعليمية تعليمية:educ4 0_smilies_13::educ40_smil ies_13::educ40_smilies_13 :تعليمية:educ 40_smilies_13::educ40_smi lies_13:




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم واحسن اليكم وجعل ما تقدمون في ميزان حسناتكم

موضوع منظم + مفيد + مهم

تم التقيم




بارك الله فيك

موضوع مفيد جداااا لا تبخل علينا بمثل هذه المشاركات

ننتظر اكثر

المعلمة هناء




التصنيفات
اسلاميات عامة

الطريق إلى الجنة

السلام عليكم و ر حمة الله وبركاته أما بعد :

-”من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة” [البخاري]

-”من آمن بالله و برسوله,وأقام الصلاة,وصام رمضان,كان حقا على الله أن يدخله الجنة” [البخاري]

-”من بنى مسجدا يبتغي به وجه الله بنى الله له مثله في الجنة” [البخاري]

-”من صلى البردين دخل الجنة” [البخاري]

-”من غدا إلى المسجد و راح أعدّ اللّه له نزله من الجنة كلما غدا أو راح” [البخاري]

-”من يضمن لي ما بين لحييه و ما بين رجليه أضمن له الجنة” [البخاري]

-”من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بني له بهن بيت في الجنة” [مسلم]

-”من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة” [مسلم]

-”من قال مثل ما يقول المؤذن من قلبه دخل الجنة” [أبو داوود]

-”ما من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء و يصلي ركعتين يقبل بقلبه و وجهه عليهما إلاّ وجبت له الجنة” [أبو دلوود]

-”من قال رضيت بالله ربا,وبالإسلام دينا,وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا وجبت له الجنة” [أبو داوود]

-”من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة” [أبو داوود]

-”من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة” [الترمذي]

-”من مات و هو برئ من ثلاث:الكبر,و الغلول,والدين دخل الجنة” [الترمذي]

-”من عال جاريتين دخلت أنا وهو الجنة” [الترمذي]

-”من أذن اثنتي عشرة سنة وجبت له الجنة” [الترمذي]

-”من سأل الله الجنة ثلاث مرات قالت الجنة:اللهم أدخله الجنة” [الترمذي]

-”من عاد مريضا أو زار أخا له في الله ناداه مناد أن طبت و طاب ممشاك,وتبوأت من الجنة منزلا” [ الترمذي]

-”إن الصدق يهدي إلى البر و إن البر يهدي إلى الجنة” [البخاري]

-”تكفل الله لمن جاهد في سبيله لا يخرجه إلا الجهاد في سبيله و تصديقه كلماته بأن يدخله الجنة” [البخاري]

-”أيها الناس, أفشو السلام ,وأطعموا الطعام,وصلو والناس نيام,تدخلون الجنة بسلام” [التلرمذي]

-” العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما,والحجّ المبرور ليس له جزاء إلا الجنة” [البخاري]

-”إنّ للّه تسعة وتسعين إسما مائة إلاّ واحدا,من أحصاها دخل الجنة” [البخاري]

-”لقد رأيت رجلا يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس” [مسلم]

-”اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت, خلقتني وأنا عبدك و أنا على وعدك وعهدك ووعدك ما استطعت, أعوذ بك من شر ما صنعت,و أبوء لك بنعمتك عليّ و أبوء لك بذنبي فاغفر لي,فإنّه لا يغفر الذنوب إلاّ أنت.من قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة,ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة” [البخاري]


والصلاة والسلام على أشرف المرسلين..


الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر    الاســـم:	56c9d7815e.jpg‏  المشاهدات:	24  الحجـــم:	5.0 كيلوبايت  الرقم:	673  


التصنيفات
السنة الثانية متوسط

بحث عن العشرة المبشرين بالجنة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو عبيدة بن الجراح [رضي الله عنه]
روي عن أنس [رضي الله عنه] أن رسول الله [صلى الله عليه وسلم] قال عن أبي عبيدة بن الجراح:((إنه أمين هذه الأمة)). الأمين هنا هو الثقة والأمانة صفة لكل صحابة رسول الله [صلى الله عليه وسلم] , وإن كان لكل صاحب من أصحاب النبي [صلى الله عليه وسلم] سمة اختصه بها رسول الله [صلى الله عليه وسلم] , فقد وصف عثمان بن عفان [رضي الله عنه] بالحياء وعلياً [رضي الله عنه] بالقضاء وقال عن أبي بكر:((لو كنت متخذاً خليلاً لكان أبا بكر)). إنه أول من لقب بأمير الأمراء. يلتقي نسبه مع رسول الله [صلى الله عليه وسلم] في فهر"اسم أحد جدوده" كان إسلام أبي عبيدة في بداية الإسلام حين دعاه أبو بكر إلى دين الله ثم هاجر إلى الحبشة واشتاق إلى رسول الله [صلى الله عليه وسلم] ,فعاد مسرعاً ليسعد بصحبته ثم هاجر إلى المدينة وآخى النبي [صلى الله عليه وسلم] بينه وبين سعد بن معاذ .

غزوة بدر

كانت بطولة أبي عبيدة بن الجراح يوم بدر حتى إن المشركين كانوا يبتعدون عنه في أرض المعركة إلا أن أحدهم وكان فارساً أصر على التصدي له فهجم عليه أبو عبيدة فقتله وكان هذا الفارس الذي قتله أبو عبيدة هو أباه .

القرآن يتلى فيه

رضي الله تعالى عن أبي عبيدة فقد أنزل الله سبحانه وتعالى فيه قرآناً يقول تعالى وهو أصدق القائلين:((لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون)) [ المجادلة : 22 ] .

موقعة أحد

يوم أحد لما عصى الرماة أمر رسول الله [صلى الله عليه وسلم] , وهجم المشركون على المسلمين فاستشهد من المسلمين مَن استشهد وكسرت رباعية النبي [صلى الله عليه وسلم] , وشج في وجهه وكان الدم يسيل على وجهه ودخلت حلقتان من المغفر في وجنته الشريفة قام أبو عبيدة ونزع الحلقتين اللتين دخلتا في وجنة رسول الله [صلى الله عليه وسلم] , نزعهما عن النبي [صلى الله عليه وسلم] بفمه فسقطت ثنتاه .

غزوة ذات السلاسل

أرسله رسول الله [صلى الله عليه وسلم] في مدد إلى عمرو بن العاص في غزوة ذات السلاسل وقال لعمرو بن العاص [رضي الله عنه] :((إن رسول الله [صلى الله عليه وسلم] قال لي"لا تختلفا" والله إنك إن عصيتني يا عمرو فإني أطيعك حباً في رسول الله [صلى الله عليه وسلم] )) فقال عمرو:((أنا الأمير أنت مدد لي)) فقال أبو عبيدة:((لك ما شئت)) .

أمين هذه الأمة

نزل وفد نجران المدينة فقابلهم أبو عبيدة ودعاهم إلى الإسلام فأبوا ولكنهم سألوا عن عيسى عليه السلام فنزلت الآية الجليلة:((إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون)) [ آل عمران : 59 ] . ولكنهم قالوا لرسول الله [صلى الله عليه وسلم] :((إنا نعطيك الجزية وابعث معنا رجلاً أميناً)) فقال رسول الله [صلى الله عليه وسلم] :((قم يا أبا عبيدة بن الجراح)) فلما قام قال رسول الله [صلى الله عليه وسلم] :((هذا أمين هذه الأمة)) "رواه البخاري" .

جهاده

اشترك في كل الغزوات مع رسول الله [صلى الله عليه وسلم] حتى توفي [صلى الله عليه وسلم] , أما في يوم السقيفة فقد جمع شمل المسلمين على أبي بكر ولقد كان له موقف عظيم حين ولاه عمر بن الخطاب [رضي الله عنه] لواء المسلمين في حصار دمشق فكتم الخبر عن خالد بن الوليد الذي كان يقود جيش المسلمين حتى انتهت المعركة فعلم خالد فجاءه متعجبًا منه وهو يقول له:((يغفر الله لك أتاك كتاب أمير المؤمنين بالولاية فلماذا لم تخبرني؟ وقد صليت خلفي وأنت القائد والأمير؟))فقال له أبو عبيدة:((لا عليك يا أخي ما كنت لأكسر عليك حربك فو الله إني ما أريد سلطان الدنيا فكل ذلك سيصير إلى زوال وإنما نحن إخوان بأمر الله عز وجل)) .

كان الفرسان من خيرة شباب المسلمين يفرحون ويسعون إلى أن يكونوا تحت قيادته في الحروب, فقد روي أن خالد بن سعيد ذهب إلى أبي بكر الصديق يطلب أن ينضم إلى جيش أبي عبيدة رافضاً أن يكون في جيش ابن عمه يزيد بن أبي سفيان .

أمير الشام

كانت أكبر جيوش الإسلام الجيش الذي تولاه أبو عبيدة بالشام عتاداً وعدداً وكان أهل الشام قد بهرتهم شخصيته وحلمه ورفقه وسعة صدره وحبه للإسلام. وحين قيادته للجيوش قام فيها خطيباً وبعد ما أثنى على الله وحمده قال لهم:((إنني مسلم من قريش والله لو أن فيكم من أحد يفضلني بتقوى إلا ووددت لو كنت في سلاخه"أي في جلده")) ولقد كان لصفاته التي أحبها أهل الشام أثر كبير في تسليم بعض مدن الشام له صلحاً بدون حرب .

فتحه اللاذقية

كانت اللاذقية بسوريا ببلاد الشام محصنة ولها باب عظيم لا يستطيع أحد اقتحامه فأمر أبو عبيدة بحفر حفائر عظيمة يستطيع الفارس المسلم المحارب أن يختفي داخلها وهو على فرسه وأظهر المسلمون أنهم عائدون إلى ديارهم وفي ظلام الليل تسلل المسلمون واستروا في تلك الحفائر وفي الصباح خرج أهالي اللاذقية وهم يظنون أن المسلمين قد انصرفوا عنهم, حين خرج أهالي اللاذقية فوجئوا بالمسلمين يصيحون بهم ويخرجون عليهم وبهذا فتحت اللاذقية .

اليرموك

قبل معركة اليرموك توجه أبو عبيدة ومعه يزيد بن أبي سفيان وبعض المسلمين إلى القائد الرومي ودعوه إلى الإسلام ودعا أيضاً الرسول الرومي الذي أرسله إليه وزير ملك الروم إلى الإسلام فأسلم .

فلسطين

وجاء دور فلسطين ـ بيت المقدس ـ وكان الحصار العظيم حتى طلب الأساقفة منه أن يصالحهم على أن يكتب الصلح أمير المؤمنين ويسلم إليه مفتاح المدينة . وحضر عمر [رضي الله عنه] , كما عرفنا في تاريخ عمر من قبل .

عمر وأبو عبيدة ومعاذ والمال

إنه كان من الفئة التي تحدث عنها القرآن فقال تعالى:((ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)) [ الحشر : 9 ] .

فقد ذهب عمر بن الخطاب يوماً إلى منزل أبي عبيدة فلم ير عنده إلا لبدا وصفحة وقربة ماء وهو أمير. فتعجب عمر وسأله:((أعندك طعام؟)) فأحضر أبو عبيدة له بعض كسرات من الخبز فلما عاد عمر إلى داره أخذ من بيت مال المسلمين أربعمائة دينار ووضعها في صرة وأرسلها مع غلامه إلى أبي عبيدة وطلب منه أن ينظر ماذا يفعل بها ويأتيه بالخبز . فجاءه الغلام بعد وقت قصير يخبره أنه قسَّم المبلغ وأرسله إلى عدد كبير من الناس المستحقين للمال .

ونفس هذا الموقف النبيل فعله أيضاً الصحابي الجليل معاذ بن جبل حين أرسل إليه عمر بن الخطاب [رضي الله عنه] أربعمائة دينار مع غلام. فقام بإنفاقها جميعاً على من يستحقها من الناس . وقالت زوجت معاذ [رضي الله عنه] له:((إنك تنفق المال الذي أرسله لك أمير المؤمنين على المساكين ونحن أهل بيتك أيضاً مساكين فلم لم تعطينا بعضه؟)) فكان ما تبقى دينارين فأعطاهما لها.

هكذا كان الصحابة رضي الله عنهم وصلى الله على إمامهم وقدوتهم وأسوتهم محمد عليه الصلاة والسلام .

***رضي الله عن أبو عبيدة بن الجراح وعن صحابة رسول الله [صلى الله عليه وسلم] وعن التابعين***
————————————————————————————————————————————————————————————-
أبو بكر الصديق
أحد العشرة المبشرين بالجنة

ثاني اثنين اذ هما في الغار ، اذ يقول لصاحبه *)
(* لا تحزن ان الله معنا
قرآن كريم

هو عبد الله بن أبي قحافة، من قبيلة قريش، ولد بعد الرسول -صلى الله عليه وسلم- بثلاث
سنيـن ، أمه أم الخير سلمى بنت صخر التيمية بنت عم أبيه ، كان يعمل بالتجارة ومـن
أغنياء مكـة المعروفين ، وكان أنسب قريشاً لقريش وأعلم قريـش بها وبما كان فيها من
خير وشـر وكان ذا خلق ومعروف يأتونه الرجال ويألفونـه اعتنـق الاسلام دون تردد فهو
أول من أسلم من الرجال الأحرار ثم أخذ يدعو لدين اللـه فاستجاب له عدد من قريش من
بينهم عثمـان بن عفـان ، والزبيـر بن العـوام ، وعبدالرحمـن بن عـوف ، والأرقـم
ابن أبي الأرقـم000

إسلامه

لقي أبو بكر -رضي الله عنه- رسول الله -صلى الله عليه و سلم- فقال 🙁 أحقّ ما تقول قريش يا محمد من تركِكَ آلهتنا ، وتسفيهك عقولنا وتكفيرك آباءَنا ؟!)000فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- 🙁 إني رسول الله يا أبا بكر ، ونبّيه بعثني لأبلغ رسالته ، وأدعوك الى الله بالحق ، فوالله إنه للحق أدعوك الى الله يا أبا بكر ، وحده لا شريك له ، ولا نعبد غيره ، و الموالاة على طاعته أهل طاعته )000وقرأ عليه القرآن فلم ينكر ، فأسلم وكفر بالأصنام وخلع الأنداد ، و أقرّ بحقّ الإسلام ورجع أبو بكر وهو مؤمن مُصَدّق000يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- 🙁 ما دعوت أحدا إلى الإسلام إلا كانت له عنه كَبْوَة وتردد ونظر إلا أبا بكر ما عَتّم عنه حين ذكرته له وما تردد فيه )000

أول خطيب

عندما بلغ عدد المسلمين تسعة وثلاثين رجلاً ، ألح أبو بكر على الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الظهور فقال الرسول 🙁 يا أبا بكر إنّا قليل )000فلم يزل يلح حتى ظهر الرسول -صلى الله عليه وسلم- وتفرّق المسلمون في نواحي المسجد ، وكل رجل معه ، وقام أبو بكر خطيباً ورسول الله جالس ، وكان أول خطيب دعا الى الله عزّ وجل والى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-000
وثار المشركون على أبي بكر وعلى المسلمين ، فضربوهم ضربا شديدا ، ووُطىءَ أبو بكر ودنا منه الفاسق عتبة بن ربيعة ، فجعل يضربه بنعلين مخصوفين ، وأثّر على وجه أبي بكر حتى لا يعرف أنفه من وجهه ، وجاء بنو تيم تتعادى ، فأجلوا المشركين عن أبي بكر ، وحملوا أبا بكر في ثوب حتى أدخلوه ولا يشكون في موته ، ورجعوا بيوتهم و قالوا 🙁 والله لئن مات أبو بكـر لنقتلـن عُتبة )000ورجعوا الى أبي بكر وأخذوا يكلمونـه حتى أجابهم فتكلم آخر النهار فقال 🙁 ما فعـل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؟)000فنالوه بألسنتهم وقاموا000

أم الخير

ولمّا خلت أم الخير ( والـدة أبي بكر ) به جعـل يقول 🙁 ما فعل رسول الله -صلـى اللـه عليه وسلم-؟)000قالت 🙁 والله ما لي علم بصاحبك )000قال 🙁 فاذهبي الى أم جميل بنت الخطاب فاسأليها عنه )000فخرجت حتى جاءت أم جميل ، فقالت 🙁 إن أبا بكر يسألك عن محمد بن عبد الله ؟)000قالت 🙁 ما أعرف أبا بكر ولا محمد بن عبد الله وإن تحبي أن أمضي معك الى ابنك فعلت ؟)000قالت 🙁 نعم )000فمضت معها حتى وجدت أبا بكر صريعا ، فدنت أم جميل وأعلنت بالصياح وقالت 🙁 إنّ قوما نالوا منك هذا لأهل فسق ؟! وإنّي لأرجو أن ينتقـم اللـه لك )000

قال 🙁 فما فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؟)000 قالت 🙁 هذه أمك تسمع ؟)000قال 🙁 فلا عين عليك منها )000قالت 🙁 سالم صالح )000قال 🙁 فأين هو ؟)000قالت 🙁 في دار الأرقم )000قال 🙁 فإن لله عليّ ألِيّة ألا أذوق طعاما أو شرابا أو آتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- )000فأمهَلَتا حتى إذا هدأت الرِّجْل وسكن الناس خرجتا به يتكىء عليهما حتى دخل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فانكب عليه يقبله وانكبّ عليه المسلمون ورقّ رسول الله فقال أبو بكر 🙁 بأبي أنت وأمي ليس بي إلاّ ما نال الفاسق من وجهي ، وهذه أمي بَرّة بوالديها ، وأنت مبارك فادعها الى الله ، وادع الله لها عسى أن يستنقذها بك من النار )000فدعا لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم دعاها الى الله عزّ وجل ، فأسلمت فأقاموا مع رسول الله في الدار شهراً ، وكان حمزة يوم ضُرِب أبو بكر قد أسلم000

جهاده بماله

أنفق أبوبكر معظم ماله في شراء من أسلم من العبيد ليحررهم من العبودية ويخلصهم من العذاب الذي كان يلحقه بهم ساداتهم من مشركي قريش ، فأعتق بلال بن رباح وستة آخرين من بينهم عامر بن فهيرة وأم عبيس
فنزل فيه قوله تعالى :"( وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى ")000

منزلته من الرسول

كان -رضي الله عنه- من أقرب الناس الى قلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأعظمهم منزلة عنده حتى قال فيه 🙁 ان من أمَنِّ الناس علي في صحبته وماله أبوبكر ، ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلا ، ولكن أخوة الاسلام ومودته ، لا يبقين في المسجد باب إلا سُدّ إلا باب أبي بكر )000
كما أخبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأن أبا بكر أرحم الأمة للأمة ، وأنه أول من يدخل معه الجنة فقد قال له الرسول -صلى الله عليه وسلم- 🙁 أما إنك يا أبا بكر أول من يدخل الجنة من أمتي )000وأنه صاحبه على الحوض فقد قال له الرسول -صلى الله عليه وسلم- 🙁 أنت صاحبي على الحوض ، وصاحبي في الغار )000
كما أن أبو بكر الصديق هو والد أم المؤمنين عائشة لذا كان عظيـم الإفتخـار بقرابته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومصاهرته له وفي ذلك يقول 🙁 والذي نفسي بيـده لقرابة رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- أحبُّ إليّ من أن أصل قرابتي )000

الإسراء والمعراج

وحينما أسري برسول الله -صلى الله عليه وسلم- من مكة الى بيت المقدس ذهب الناس الى أبي بكر فقالوا له 🙁 هل لك يا أبا بكر في صاحبك ، يزعم أنه قد جاء هذه الليلة بيت المقدس وصلى فيه ورجع الى مكة !)000فقال لهم أبو بكر 🙁 إنكم تكذبون عليه )000فقالوا 🙁 بلى ، ها هو ذاك في المسجد يحدث به الناس ) فقال أبو بكر 🙁 والله لئن كان قاله لقد صدق ، فما يعجّبكم من ذلك ! فوالله إنه ليخبرني أن الخبر ليأتيه من الله من السماء الى الأرض في ساعة من ليل أو نهار فأصدقه ! فهذا أبعد مما تعجبون منه )000

ثم أقبل حتى انتهى الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال 🙁 يا نبي الله ، أحدثت هؤلاء القوم أنك جئت بيت المقدس هذه الليلة ؟)000قال 🙁 نعم )000قال 🙁 يا نبي الله فاصفه لي ، فإني قد جئته )000فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- 🙁 فرفع لي حتى نظرت إليه)000فجعل الرسول الكريم يصفه لأبي بكر ويقول أبو بكر 🙁 صدقت ، أشهد أنك رسول الله )000حتى إذا انتهى قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأبي بكر 🙁 وأنت يا أبا بكر الصديق )000فيومئذ سماه الصديق000

الصحبة

ولقد سجل له القرآن الكريم شرف الصحبة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أثناء الهجرة الى المدينةالمنورة
فقال تعالى :"( ثاني اثنين اذ هما في الغار ، اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا )"000
كان أبو بكر رجلا ذا مال ، فاستأذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-في الهجرة فقال له الرسول 🙁 لا تعْجل لعل الله يجعل لك صاحباً )000فطمع بأن يكون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنما يعني نفسه حين قال له ذلك ، فابتاع راحلتين فاحتبسهما في داره يعلفهما إعدادا لذلك ، وفي يوم الهجرة ، أتى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بيت أبي بكر بالهاجرة في ساعة كان لا يأتي فيها ، فلما رآه أبو بكر قال 🙁 ما جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-هذه الساعة إلا لأمر حدث )000

فلما دخل تأخر له أبو بكر عن سريره ، فجلس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وليس عند أبي بكر إلا أسماء وعائشة ، فقال الرسول 🙁 أخرج عني من عندك )000فقال أبو بكر 🙁 يا رسول الله ، إنما هما ابنتاي ، وما ذاك ؟ فداك أبي وأمي !)000فقال 🙁 إن الله قد أذن لي في الخروج والهجرة )000فقال أبو بكر 🙁 الصُّحبة يا رسول الله ؟)000قال 🙁 الصُّحبة )000تقول السيدة عائشة 🙁 فوالله ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أن أحدا يبكي من الفرح حتى رأيت أبا بكر يبكي يومئذ )000ثم قال أبو بكر 🙁 يا نبيّ الله إن هاتين راحلتان قد كنت أعددتهما لهذا )000فاستأجرا عبد الله بن أرْقَط ، وكان مشركاً يدلهما على الطريق ، فدفعا إليه راحلتيهما ، فكانت عنده يرعاهما لميعادهما000

أبواب الجنـة

‏عن أبا هريرة ‏قال :‏ ‏سمعت رسول الله ‏-صلى الله عليه وسلم- ‏‏يقول :(‏ ‏من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دعي من أبواب‏ ‏-يعني الجنة- يا عبد الله هذا خير ، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ، ومن كان من أهل الجهاد ، دعي من باب الجهاد ، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الصيام وباب الريان )000فقال أبو بكر ‏:( ‏ما على هذا الذي يدعى من تلك الأبواب من ضرورة )000وقال 🙁 هل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله )000قال 🙁 نعم ، وأرجو أن تكون منهم يا ‏‏أبا بكر )000

مناقبه وكراماته

مناقب أبو بكر -رضي الله عنه- كثيرة ومتعددة فمن مناقبه السبق الى أنواع الخيرات والعبادات حتى قال عمر بن الخطاب 🙁 ما سبقت أبا بكر الى خير إلاّ سبقني )000وكان أبو بكر الصديق يفهم إشارات الرسول -صلى الله عليه وسلم- التي تخفى على غيره كحديث 🙁 أن عبداً خيره الله بين الدنيا وبين ما عنده ، فاختار ما عنده ) ، ففهم أنه عليه الصلاة والسلام ينعي نفسه ، ومن ذلك أيضا فتواه في حضرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وإقراره على ذلك000
وهو أول خليفة في الإسلام ، وأول من جمع المصحـف الشريـف ، وأول من أقام للناس حجّهـم في حياة رسـول اللـه -صلى اللـه عليـه وسلم- وبعده000وكان في الجاهلية قد حرم على نفسه شرب الخمر ، وفي الإسلام امتنع عن قول الشعر000كما أنه -رضي الله عنه- لم يفته أي مشهد مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-000وقد قال له الرسول -صلى اللـه عليه وسلم- 🙁 أنت عتيق الله من النار ) ، فسمّي عتيقاً000

وقد بلغ بلال بن رباح أن ناساً يفضلونه على أبي بكر فقال 🙁 كيف تفضِّلوني عليه ، وإنما أنا حسنة من حسناته !!)000

عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال : ‏كنت جالسا عند النبي ‏-‏صلى الله عليه وسلم- ‏‏إذ أقبل ‏‏أبو بكر‏ ‏آخذا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته ، فقال النبي ‏-‏صلى الله عليه وسلم-:( ‏‏أما صاحبكم فقد ‏‏غامر ‏‏)000فسلم وقال 🙁 إني كان بيني وبين ‏‏ابن الخطاب ‏ ‏شيء ، فأسرعت إليه ثم ندمت ، فسألته أن يغفر لي ، فأبى علي فأقبلت إليك )000فقال 🙁 يغفر الله لك يا ‏أبا بكر ‏)000‏ثلاثا ، ثم إن ‏عمر ‏ندم ، فأتى منزل ‏أبي بكر ‏، ‏فسأل 🙁 أثم ‏أبو بكر ‏)000 فقالوا 🙁 لا )000فأتى إلى النبي ‏-‏صلى الله عليه وسلم- ‏‏فسلم ، فجعل وجه النبي‏ -‏صلى الله عليه وسلم- ‏‏يتمعر ، حتى أشفق ‏‏أبو بكر ،‏ ‏فجثا ‏‏على ركبتيه فقال 🙁 يا رسول الله ، والله أنا كنت أظلم مرتين )000فقال النبي ‏-‏صلى الله عليه وسلم-:( ‏إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت ، وقال ‏ أبو بكر‏ ‏صدق ، وواساني بنفسه وماله ، فهل أنتم تاركوا لي صاحبي )000مرتين فما أوذي بعدها000

خلافته

وفي أثناء مرض الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمره أن يصلي بالمسلمين ، وبعد وفاة الرسول الكريم بويع أبوبكر بالخلافة في سقيفة بني ساعدة ، وكان زاهدا فيها ولم يسع اليها ، اذ دخل عليه ذات يوم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فوجده يبكي ، فساله عن ذلك فقال له 🙁 يا عمر لا حاجة لي في امارتكم !!)000 فرد عليه عمر 🙁 أين المفر ؟ والله لا نقيلك ولا نستقيلك) 0000

جيش أسامة

وجَّه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسامة بن زيد في سبعمائة الى الشام ، فلمّا نزل بـذي خُشُـب -واد على مسيرة ليلة من المدينة- قُبِض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وارتدّت العرب حول المدينة ، فاجتمع إليه أصحاب رسول الله فقالوا 🙁 يا أبا بكر رُدَّ هؤلاء ، تُوجِّه هؤلاء الى الروم وقد ارتدت العرب حول المدينة ؟!)000فقال 🙁 والذي لا إله إلا هو لو جرّت الكلاب بأرجل أزواج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما رَدَدْت جيشاً وجَّهه رسول الله ولا حللت عقدَهُ رسول الله )000فوجّه أسامة فجعل لا يمر بقبيل يريدون الارتداد إلا قالوا 🙁 لولا أن لهؤلاء قوّة ما خرج مثل هؤلاء من عندهم ، ولكن ندعهم حتى يلقوا الروم )000فلقوا الروم فهزموهم وقتلوهم ورجعوا سالمين فثبتوا على الإسلام000

حروب الردة

بعد وفـاة الرسـول -صلى الله عليه وسلم- ارتدت العرب ومنعت الزكاة ، واختلـف رأي الصحابة في قتالهم مع تكلمهم بالتوحيـد ، قال عمر بن الخطاب 🙁 كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- 🙁 أُمرتُ أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فإذا قالوها عصموا منّي دماءَهم وأموالهم إلا بحقها ، وحسابهم على الله )؟!)000فقال أبو بكر 🙁 الزكاة حقُّ المال )000وقال 🙁 والله لأقاتلن من فرّق الصلاة والزكاة ، والله لو منعوني عَنَاقاً كانوا يُؤدّونها الى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لقاتلتهم على منعها )000ونصب أبو بكر الصديق وجهه وقام وحده حاسراً مشمِّراً حتى رجع الكل الى رأيه ، ولم يمت حتى استقام الدين ، وانتهى أمر المرتدين000

جيوش العراق والشام

ولمّا فرغ أبو بكر -رضي الله عنه- من قتال المرتدين بعث أبا عبيدة الى الشام وخالد بن الوليد الى العراق ، وكان لا يعتمد في حروب الفتوحات على أحد ممن ارتدَّ من العرب ، فلم يدخل في الفتوح إلا من كان ثابتا على الإسلام000

استخلاف عمر

لمّا أراد أبو بكر أن يستخلف عمر بن الخطاب بعث إليه وقال 🙁 إني أدعوك إلى أمر متعب لمن وليه ،فاتق الله يا عمر بطاعته ، وأطعه بتقواه ، فإن المتقي آمن محفوظ ، ثم إن الأمر معروض لا يستوجبه إلا من عمل به ، فمن أمر بالحق وعمل بالباطل ، وأمر بالمعروف وعمل بالمنكر يوشك أن تنقطع أمنيتُهُ ، وأن يحبط عمله ، فإن أنت وليت عليهم أمرهم فإن استطعت أن تخفّ يدك من دمائهم ، وأن تصم بطنك من أموالهم ، وأن يخف لسانك عن أعراضهم ، فافعل ولا حول ولا قوة إلا بالله )000

وفاته

ولد أبو بكر في مكة عام ( 51 قبل الهجرة ) ومات بالمدينة بعد الرسول -صلى الله عليه وسلم- بسنتين وثلاثة أشهر وبضع ليال سنة ( 13 هـ )000ولمّا كان اليوم الذي قُبض فيه أبو بكر رجّت المدينة بالبكاء ، ودهش الناس كيوم قُبض الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، وجاء علي بن أبي طالب باكيا مسرعا وهو يقول 🙁 اليوم انقطعت خلافة النبوة)000حتى وقف على البيت الذي فيه أبو بكر مسجّىً فقال 🙁 رحمك الله يا أبا بكر ، كنت أول القوم إسلاما ، وأكملهم إيمانا ، وأخوفهم لله ، وأشدهم يقينا ، وأعظمهم عناءً ، وأحوطهم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وأحدبهم على الإسلام ، وآمنهم على أصحابه ، وأحسنهم صُحْبة ، وأفضلهم مناقب ، وأكثرهم سوابق ، وأرفعهم درجة ، وأشبههم برسول الله -صلى الله عليه وسلم- به هدياً وخُلُقاً وسمتاً وفعلاً000
————————————— ———————————- ——————————————— ———————————————————- –
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الفاروق عمر بن الخطاب [رضي الله عنه]

لعمر بن الخطاب منزلة عظيمة ومكانة رفيعة أيضا في رفع صرح الإسلام . كان عمر الخليفة العادل [رضي الله عنه] يؤدي الحقوق إلى أصحابها , وكان زاهدا وعابدا ناسكا , قويا أمينا , هو بحق إمام المتقين .فعمر شخصية فريدة في نوعها فذة , عظمة في بساطة , يقين في قوة , قوة في عدل , ورحمة ورأفة بجميع المسلمين .

قوته وبطشه

كان عمر في الجاهلية تاجرا مشهورا من أشراف قريش , وكان سفيرا لقريش في الحرب والسلم , والغريب أنه كان من أشد الناس عداوة لرسول الله [صلى الله عليه وسلم] , لدرجة أنه كان يعذب جارية بني مؤمل حتى اشتراها أبو بكر وأعتقها .

إسلامه رضي الله عنه

خرج عمر يسعى إلى رسول الله [صلى الله عليه وسلم] يبغي قتله , بعدما هاجر المسلمون إلى الحبشة ، فقابل صديق له ، فلما علم عمر قال له : (( ألا تذهب لقتل أختك وزوجها سعيد بن زيد فقد أسلما)) فأسرع إليهما والغضب يكاد يذهب بعقله ، فلما دخل عليها وكان عندها قوم يقرأون القرآن فاختبئوا منه رعبا وخوفا ، فضرب شقيقته وزوجها فلما رأى الدم يسيل من وجه شقيقته أخذته الرأفة بها فقال لها ((أريني الصحيفة التي كانت معك)) فرفضت فاطمة بنت الخطاب أن تعطيها له حتى يتوضأ ويغتسل ، فجعل فأعطته الصحيفة فتغير حال عمر حين قرأ القرآن .

بسم الله الرحمن الرحيم

(طـه (1) ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى (2) إلا تذكرة لمن يخشى (3)) [ طــه : ا-3]

وأشرق نور الإيمان في قلب عمر حين قرأ القرآن ، فأسلم عمر وأعلن إسلامه ، وذهب إلى أبى جهل وأخبره أنه تبع دين محمد [صلى الله عليه وسلم] ، دين الحق ، وكان إسلام عمر بعد إسلام حمزة عم الرسول [صلى الله عليه وسلم] بثلاثة أيام . كان رسول الله [صلى الله عليه وسلم] يدعو الله أن يعز ويؤيده بإسلام عمر ، وبإسلام حمزة وعمر أصبح المسلمون يجهرون بإسلامهم وصلاتهم .

هجرة عمر رضي الله عنه إلى المدينة

حين هاجر رسول الله [صلى الله عليه وسلم] إلى المدينة ومعه أبو بكر ، أخذت قريش تؤذي وتمنع من يخرج للهجرة من المسلمين ، ولكن عمر [رضي الله عنه] هاجر وهو متقلد سيفه ، وقد حمل قوسه وأسهمه في يده وذهب إلي الكعبة وطاف سبعا ثم صلى ركعتين عند المقام ودار يحول أشراف مكة واحدا واحدا ، وهم يومئذ أهل شرك ، وقال لهم : ((من أراد أن تثكله أمه (أي تفقده) وييتم ولده ، وترمل زوجته ، فليحقني وراء هذا الوادى فما تبعه أحد فليحقني وراء هذا الوادي)) فما تبعه أحد.

شهد الفاروق عمر بن الخطاب [رضي الله عنه] كل الغزوات مع رسول الله [صلى الله عليه وسلم] . وحين حضرت أبو بكر [رضي الله عنه] الوفاة ، أوصى بالخلافة من بعده لعمر بن الخطاب [رضي الله عنه] . وكان عمر قد وضع دستور للناس كله عدل وصدق وأمان ، فها هو يقول للناس ((إن الله قد ابتلاكم بي وابتلاني بكم ، وأبقاني فيكم)) . وأخبر الناس أن سوف يحسن إلي من أحسن ، ويعاقب من يسيء ، وطلب منهم إذا رأوا فيه اعوجاجا أن يقوموه . فقال له أحدهم: ((والله لو رأينا فيك إعوجاجا لقومناك بسيوفنا)) . فلم يغضب عمر قائلا ((الحمد لله الذي جعل الأمر شوري بينكم وبيني)) .

خلافة عمر العادل الزاهد

لعمر بن الخطاب موقف غاية في الإنصاف والعدل . جاء أحد المصريين إلى الخليفة العادل عمر [رضي الله عنه] يشكو عمرو بن العاص وابنه الذي كان بينهما سباق بالخيل , فسبق المصري ابن عمرو بن العاص. فلما غضب ابن عمرو بن العاص قام بضرب المصري بالسوط وهو يقول له :((خذها وأنا ابن الأكرمين)). فذهب المصري إلى الخليفة العادل عمر بن الخطاب [رضي الله عنه] لكي يشكو إليه ما فعله ابن عمرو بن العاص , فأرسل عمر بن الخطاب [رضي الله عنه] إلي عمرو بن العاص وابنه ليحضرا إليه. . . فلما وصلا إليه وقدما عليه أعطى للمصري سوطا وطلب منه أن يضرب ابن عمرو بن العاص وهو يقول له : ((اضرب ابن الأكرمين, فأخذ المصري السوط وضرب ابن عمرو بن العاص)). وقال عمر قولته الشهيرة :((متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً)).

وجعل لكل فرد في الدولة راتباً يكفيه, كما كان يعفي من أهل الكتاب من لا يستطيع دفع الجزية, بينما كان يسير وهو في المدينة وثوبه به أكثر من عشرين رقعة.

لعمر قصة شهيرة مع أحد الرعية, وقف ذات يوم على المنبر ليخطب في الناس , فقال له أحدهم:((والله لا نستمع إليك وقد ميزت نفسك علينا يا أمير المؤمنين, فأعطيت لكل واحد منا جلباباً واحداً وأخذت لنفسك جلبابين)), فنادى عمر رضي الله عنه على ابنه عبد الله ليقول له :(( يا عبد الله, من صاحب الجلباب الثاني؟)) فيقول عبد الله:((إنه لي يا أمير المؤمنين, ولكنى تركته لك)) فأكمل عمر:((وانتم كما تعلمون أنني رجل طوال"طويل القامة" وكان الجلباب الأول قصيراً ,فأعطاني ولدي جلبابه فأطلت به جلبابي)) فيعتذر إليه الرجل وهو يقول له :((الآن نسمع لك يا أمير المؤمنين ونطيع)).

صفاته رضي الله عنه

كان عمر قوياً في الحق, رحيماً بالفقراء والمساكين, وكان ذا شخصية مهيبة, ورغم ذلك كان سريع البكاء والخشوع بين يدي ربه , وصاحب فراسة نادرة وعجيبة, فذات مرة حدث أنه كان يخطب خطبة الجمعة والناس يستمعون إليه إذ به ينادي بأعلى صوته:((يا سارية الجبل"أي الزم الجبل وأعط ظهرك إليه لكي تحذر عدوك من خلفك"ومن استرعى الذئب ظلم)).وعاد يكمل خطبته وصلى بالناس. وبعد الصلاة سأله علي [رضي الله عنه] :((سمعناك تنادي"يا سارية الجبل" ؟)). فقال عمر((أو سمعتني يا علي؟)), فقال علي بن أبي طالب ((وكل من في المسجد سمعك)),فقال عمر [رضي الله عنه] ((لقد رأيت كأن المشركين التفوا حول المسلمين وكادوا يهزمونهم, وهم يمرون بجبل, فلو اتجهوا إليه انتصروا على المشركين, وإن تركوه هلكوا وانهزموا, فصحت بهم "الجبل الجبل")). وبعد مرور شهر على تلك الخطبة جاءه البشير فقال لهم ((إنهم سمعوا في ذلك اليوم صوتاً يشبه صوت عمر بن الخطاب وهو يقول "يا سارية الجبل الجبل" واتجهنا إليه, وفتح الله علينا بالنصر)).

الزهد والتقشف والورع والنزاعة

في عام الرمادة, كان هذا العام هو عام المجاعة الشديدة, أمر عمر بذبح جزور وتوزيع لحمه على أهل المدينة, فأُبقيَ لأمير المؤمنين جزء طيب من لحمه وعند الغداء وضع أمامه, فقال:((بئس الوالي إن أكلت أنا أطيب ما فيها وتركت للناس عظامها)) وأمر فرفعت من أمامه وطلب الخبز والزيت.

في إحدى جولاته التفـتيشية التي كان يفاجئ بها الأسواق وجد أبلاً سمينة, فسأل لمن هذا؟ فقالوا:((إنها إبل عبد الله بن عمر)) فانتفض عمر بشدة وأرسل في طلب ابنه عبد الله .وسأله:((من أين لك بثمنها؟)) فقال عبد الله:((اشتريتها بمالي لأتاجر فيها)) فقال عمر:((ارجعها إلى بيت مال المسلمين, وخذ ما دفعته فيها فقط)) .

وعبد الله بن عمر [رضي الله عنهم] كان من الأتقياء الصالحين, وهو من رواة الأحاديث. وقد رفض عمر [رضي الله عنه] إلحاح أصحابه كي يوليه منصباً من مناصب الدولة, أو أن يرشحه للخلافة.

تواضعه رضي الله عنه

تذكرون حين وفد بعض التجار إلى المدينة ونصبوا خيامهم على مشارفها, فلما خرج عمر ومعه عبد الرحمن بن عوف ليتفقد أحوال القافلة وجلسا على مقربة من القافلة.وقال عمر لعبد الرحمن [رضي الله عنه] :((سنمضي هنا بقية الليل نحرس ضيوفنا)). ولكن سمع صوت بكاء طفل فقام ليتبع الصوت, وقال لأم الطفل:((اتقي الله يا هذه, وأحسني إلى طفلك)) فقالت له المرأة:((إني أفطمه, ولهذا يبكي)) فقال لها عمر:((كيف تفطمينه وهو صغير هكذا؟)) فقالت له المرأة:((لأن أمير المؤمنين لا يعطي الراتب للطفل الرضيع ويعطيه للفطيم فقط)) .

ويروى عن عبد الرحمن بن عوف أن أمير المؤمنين عمر في تلك الليلة حين صلى بالمسلمين الفجر لم يستطع الناس أن تتبين قراءته من شدة بكائه. . . وظل يردد:((كم قتلت من أولاد المسلمين يا عمر)). وأمر المنادي أن ينادي في الناس :((لا تعجلوا بفطام أطفالكم)) فقد أمر أمير المؤمنين لكل وليد براتب وكسوة وطعام .

عدله مع أهل الكتاب

ها هو عمر يسطر أكبر شهادة للإسلام أنه دين التسامح والإخاء والمودة والسلام والرحمة. حدث ذلك حين طلب أساقفة بيت المقدس تسليمها إلى أمير المؤمنين بنفسه, فحضر إليهم وكتب لهم أماناً على أنفسهم وأولادهم وأموالهم وجميع كنائسهم لا تهدم ولا تسكن. وحين أذن مؤذن للصلاة وكان عمر جالساً في كنيسة القيامة خرج مسرعاً ليصلي خارج الكنيسة في الأرض الفضاء أمامها, وقال للبطاركة:((لو صليت داخل الكنيسة لأخذها المسلمون من بعدي وقالوا "هنا صلى عمر")).

وكان العهد الذي سطره التاريخ لعمر منذ ألف وأربعمائة سنة ونيف يقول لأهل إيلياء:((هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين, أعطاهم الأمان)) .

عمر رضي الله عنه ونظام الحكم

كان عمر هو الذي أنشأ الحكومة وجعل لها الدواوين ونظم فيها الإدارة والقضاء وجعل فيها بيت المال, وهو الذي أشار بوضع علم النحو لحفظ اللغة العربية, كما أنه ألح على أبي بكر في جمع القرآن الكريم وبدأ أبو بكر بجمع القرآن الكريم, ولما توفى أكمل عمر حتى كان عهد عثمان [رضي الله عنه] , فكان المصحف الذي نعرفه الآن .

الخليفة العادل يعظ أحد الرعية

ولكن ما هي قصة الرجل الذي وعظه عمر بلطف وإنسانية ؟؟؟؟

كان هذا الرجل يشرب الخمر, ولما سأل عنه عمر فقيل له:((إنه لا يكاد يتركها)). فتألم عمر لذلك فكتب إلى الرجل يقول له((إني أحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو "غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير" [غافر: 3] )). فلما وصلت الرسالة إلى الرجل أخذ يردد هذه الآية حتى تاب الله عليه. فامتنع عن شرب الخمر, فلما بلغ خبره عمر قال للناس:((هكذا فاصنعوا إذا رأيتم أخاً لكم زل, فسددوا وادعوا الله أن يتوب عليه ولا تعينوا الشيطان عليه)) .

مصر وعروس النيل

ذهب أهل مصر إلى عمرو بن العاص بعدما فتح مصر في شهر بؤونة فأخبروه أن النيل لا يجري بالخير إلا إذا ألقوا فيه عروساً جميلة, إنسانة حية وتكون في أبهى زينة وأجمل ثياب وتتحلى بالحلي, وظلوا يلحون على عمرو بن العاص ثلاثة أشهر كاملة, فأرسل عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب يسأله في أمرهم هذا؟ فأرسل عمر بن الخطاب رسالة قال فيها:((من عبد الله عمر إلى نيل مصر, أما بعد فإن كنت تجري من قِبَلك فلا تجرِ, وإن كنت تجري من قِبَل الله تعالى, فنسأل الله العظيم أن يجريك)) وبعدما ألقيت فيه ورقة عمر, أجرى الله النيل ستة عشر ذراعاً .

عدل عمر وحكمته

في أحد الأيام أحضروا لعمر غلماناً قد سرقوا ناقة رجل, ورآهم عمر وأجسامهم ضئيلة وهزيلة, والبؤس باد عليهم, ووجوههم صفراء, فأحضر سيدهم وقال له:((لقد كدت أعاقبهم لولا علمي أنك تجيعهم, فلما جاعوا سرقوا, ولن أعاقبهم بل أعاقبك أنت, وعليك أن تقوم بدفع ثمنها إلى الرجل)) وقال للغلمان:((اذهبوا ولا تعودوا لمثل هذا مرة ثانية)) .

وفاة عمر رضي الله عنه

وهكذا ظل عمر يحكم بالعدل والإنصاف ويعيش تقشفاً زاهداً حتى كان ذات يوم يصلي بالناس فاختبأ له غلام مـجوسي"من عبدة النار" يسمى أبا لؤلؤة وطعن عمر بخنجر, ولما قبض عليه انتحر .

***رضي الله عن عمر بن الخطاب وعن صحابة رسول الله [صلى الله عليه وسلم] وعن التابعين***
————————————————————————————————————————————————————————————-
عثمان بن عفان
أحد العشرة المبشرين بالجنة

" ألا أستحي ممن تستحي منه الملائكة "

حديث شريف

عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أميّة القرشي ، أحد العشرة المبشرين بالجنة
وأحد الستة الذي جعل عمر الأمر شورى بينهم ، وأحد الخمسة الذين أسلموا على
يد أبي بكر الصديق ، توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-وهو عنه راضٍ
صلى إلى القبلتيـن وهاجر الهجرتيـن وبمقتله كانت الفتنة الأولى في الإسلام

إسلامه

كان عثمان بن عفان -رضي الله عنه- غنياً شريفاً في الجاهلية ، وأسلم بعد البعثة بقليل ، فكان من السابقين إلى الإسلام ، فهو أول من هاجر إلى الحبشة مع زوجته رقيّة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الهجرة الأولى والثانية وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- 🙁 إنّهما لأوّل من هاجر إلى الله بعد لوطٍ )000( إن عثمان لأول من هاجر إلى الله بأهله بعد لوطٍ )000
وهو أوّل من شيّد المسجد ، وأوّل من خطَّ المفصَّل ، وأوّل من ختم القرآن في ركعة ، وكان أخوه من المهاجرين عبد الرحمن بن عوف ومن الأنصار أوس بن ثابت أخا حسّان000

قال عثمان 🙁 ان الله عز وجل بعث محمداً بالحق ، فكنتُ ممن استجاب لله ولرسوله ، وآمن بما بُعِثَ به محمدٌ ، ثم هاجرت الهجرتين وكنت صهْرَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبايعتُ رسول الله فوالله ما عصيتُه ولا غَشَشْتُهُ حتى توفّاهُ الله عز وجل )000

الصّلابة

لمّا أسلم عثمان -رضي الله عنه- أخذه عمّه الحكم بن أبي العاص بن أميّة فأوثقه رباطاً ، وقال 🙁 أترغبُ عن ملّة آبائك إلى دين محدث ؟ والله لا أحلّك أبداً حتى تدعَ ما أنت عليه من هذا الدين )000فقال عثمان 🙁 والله لا أدَعُهُ أبداً ولا أفارقُهُ )000فلمّا رأى الحكم صلابتَه في دينه تركه000

ذي النورين

لقّب عثمان -رضي الله عنه- بذي النورين لتزوجه بنتيْ النبي -صلى الله عليه وسلم- رقيّة ثم أم كلثوم ، فقد زوّجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ابنته رقيّة ، فلّما ماتت زوّجه أختها أم كلثوم فلمّا ماتت تأسّف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على مصاهرته فقال 🙁 والذي نفسي بيده لو كان عندي ثالثة لزوّجنُكَها يا عثمان )000

سهم بَدْر

أثبت له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سهمَ البدريين وأجرَهم ، وكان غاب عنها لتمريضه زوجته رقيّة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-000فقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- 🙁 إن لك أجر رجلٍ ممن شهد بدراً وسهمه )000

الحديبية

بعث الرسول -صلى الله عليه وسلم- عثمان بن عفان يوم الحديبية إلى أهل مكة ، لكونه أعزَّ بيتٍ بمكة ، واتفقت بيعة الرضوان في غيبته ، فضرب الرسول -صلى الله عليه وسلم- بشماله على يمينه وقال 🙁 هذه يدُ عثمان )000فقال الناس 🙁 هنيئاً لعثمان )000

جهاده بماله

قام عثمان بن عفان -رضي الله عنه- بنفسه وماله في واجب النصرة ، كما اشترى بئر رومة بعشرين ألفاً وتصدّق بها ، وجعل دلوه فيها لدِلاِءِ المسلمين ، كما ابتاع توسعة المسجد النبوي بخمسة وعشرين ألفاً

كان الصحابة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزاةٍ ، فأصاب الناس جَهْدٌ حتى بدت الكآبة في وجوه المسلمين ، والفرح في وجوه المنافقين ، فلما رأى الرسول -صلى الله عليه وسلم- ذلك قال 🙁 والله لا تغيب الشمس حتى يأتيكم الله برزقٍ )000فعلم عثمان أنّ الله ورسوله سيصدقان ، فاشترى أربعَ عشرة راحلةً بما عليها من الطعام ، فوجّه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- منها بتسعٍ ، فلما رأى ذلك النبي قال 🙁 ما هذا ؟)000
قالوا : أُهدي إليك من عثمان 0 فعُرِفَ الفرحُ في وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والكآبة في وجوه المنافقين ، فرفع النبي -صلى الله عليه وسلم- يديه حتى رُؤيَ بياضُ إبطيْه ، يدعو لعثمان دعاءً ما سُمِعَ دعا لأحد قبله ولا بعده 🙁 اللهم اعط عثمان ، اللهم افعل بعثمان )000

قالت السيدة عائشة -رضي الله عنها-: دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عليَّ فرأى لحماً فقال 🙁 من بعث بهذا ؟)000قلت : عثمان 0 فرأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رافعاً يديْهِ يدعو لعثمان

جيش العُسْرة

وجهّز عثمان بن عفان -رضي الله عنه- جيش العُسْرَة بتسعمائةٍ وخمسين بعيراً وخمسين فرساً ، واستغرق الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الدعاء له يومها ، ورفع يديه حتى أُريَ بياض إبطيه000فقد جاء عثمان إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بألف دينار حين جهّز جيش العسرة فنثرها في حجره ، فجعل -صلى الله عليه وسلم- يقلبها ويقول 🙁 ما ضرّ عثمان ما عمل بعد اليوم )000مرتين

الحياء

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- 🙁 أشد أمتي حياءً عثمان )000

قالت السيدة عائشة -رضي الله عنها- : استأذن أبو بكر على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو مضطجع على فراش ، عليه مِرْطٌ لي ، فأذن له وهو على حاله ، فقضى الله حاجته ، ثم انصرف ثم استأذن عمر فأذن له ، وهو على تلك الحال ، فقضى الله حاجته ، ثم انصرف ثم استأذن عثمان ، فجلس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصلح عليه ثيابه وقال 🙁 اجمعي عليك ثيابك )000فأذن له ، فقضى الله حاجته ثم انصرف ، فقلت 🙁 يا رسول الله ، لم أركَ فزِعْتُ لأبي بكر وعمر كما فزعت لعثمان !!)000
فقال 🙁 يا عائشة إن عثمان رجل حيي ، وإني خشيت إنْ أذنْتُ له على تلك الحال أن لا يُبَلّغ إليّ حاجته )000وفي رواية أخرى 🙁 ألا أستحي ممن تستحيي منه الملائكة )000

فضله

دخل رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- على ابنته وهي تغسل رأس عثمان فقال 🙁 يا بنيّة أحسني إلى أبي عبد الله فإنّه أشبهُ أصحابي بي خُلُقـاً )000وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:( مَنْ يُبغضُ عثمان أبغضه الله )000وقال 🙁 اللهم ارْضَ عن عثمان )000وقال 🙁 اللهم إن عثمان يترضّاك فارْضَ عنه )000

اختَصّه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بكتابة الوحي ، وقد نزل بسببه آيات من كتاب الله تعالى ، وأثنى عليه جميع الصحابة ، وبركاته وكراماته كثيرة ، وكان عثمان -رضي الله عنه- شديد المتابعة للسنة ، كثير القيام بالليل

قال عثمان -رضي الله عنه- 🙁 ما تغنيّتُ ولمّا تمنّيتُ ، ولا وضعتُ يدي اليمنى على فرجي منذ بايعتُ بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما مرّت بي جمعة إلا وإعتقُ فيها رقبة ، ولا زنيتُ في جاهلية ولا إسلام ، ولا سرقت )000

اللهم اشهد

عن الأحنف بن قيس قال : انطلقنا حجّاجاً فمروا بالمدينة ، فدخلنا المسجد ، فإذا علي بن أبي طالب والزبير وطلحة وسعد بن أبي وقاص 0 فلم يكن بأسرع من أن جاء عثمان عليه ملاءة صفراء قد منع بها رأسه فقال 🙁 أها هنا علي ؟)000قالوا : نعم 0 قال 🙁 أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال 🙁 من يبتاع مِرْبدَ بني فلان غفر الله له ؟)000فابتعته بعشرين ألفاً أو بخمسة وعشرين ألفاً ، فأتيت رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت 🙁 إني قد ابتعته )000 فقال 🙁 اجعله في مسجدنا وأجره لك ) ؟000قالوا : نعم

قال 🙁 أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال 🙁 من يبتاع بئر روْمة غفر الله له ) فابتعتها بكذا وكذا ، فأتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت 🙁 إني قد ابتعتها )000فقال 🙁 اجعلها سقاية للمسلمين وأجرها لك )؟000قالوا : نعم

قال 🙁 أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نظر في وجوه القوم يوم ( جيش العُسرة ) فقال 🙁 من يجهز هؤلاء غفر الله له )000فجهزتهم ما يفقدون خطاماً ولا عقالاً )؟000قالوا : نعم

قال 🙁 اللهم اشهد اللهم اشهد )000ثم انصرف

الخلافة

كان عثمان -رضي الله عنه- ثالث الخلفاء الراشدين ، فقد بايعه المسلمون بعد مقتل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- سنة 23 هـ ، فقد عيَّن عمر ستة للخلافة فجعلوا الأمر في ثلاثة ، ثم جعل الثلاثة أمرهم إلى عبد الرجمن بن عوف بعد أن عاهد الله لهم أن لا يألوا عن أفضلهم ، ثم أخذ العهد والميثاق أن يسمعوا ويطيعوا لمن عيّنه وولاه ، فجمع الناس ووعظهم وذكّرَهم ثم أخذ بيد عثمان وبايعه الناس على ذلك ، فلما تمت البيعة أخذ عثمان بن عفان حاجباً هو مولاه وكاتباً هو مروان بن الحكم

ومن خُطبته يوم استخلافه لبعض من أنكر استخلافه أنه قال 🙁 أمّا بعد ، فإنَّ الله بعث محمداً بالحق فكنت ممن استجاب لله ورسوله ، وهاجرت الهجرتين ، وبايعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، والله ما غششْتُهُ ولا عصيتُه حتى توفاه الله ، ثم أبا بكر مثله ، ثم عمر كذلك ، ثم استُخْلفتُ ، أفليس لي من الحق مثلُ الذي لهم ؟!)000

الخير

انبسطت الأموال في زمنه حتى بيعت جارية بوزنها ، وفرس بمائة ألف ، ونخلة بألف درهم ، وحجّ بالناس عشر حجج متوالية000

الفتوح الإسلامية

وفتح الله في أيام خلافة عثمان -رضي الله عنه- الإسكندرية ثم سابور ثم إفريقية ثم قبرص ، ثم إصطخر الآخـرة وفارس الأولى ثم خـو وفارس الآخـرة ، ثم طبرستان ودُرُبجرْد وكرمان وسجستان ، ثم الأساورة في البحر ثم ساحل الأردن000

الفتنة

ويعود سبب الفتنة التي أدت إلى الخروج عليه وقتله أنه كان كَلِفاً بأقاربه وكانوا قرابة سوء ، وكان قد ولى على أهل مصر عبدالله بن سعد بن أبي السّرح فشكوه إليه ، فولى عليهم محمد بن أبي بكر الصديق باختيارهم له ، وكتب لهم العهد ، وخرج معهم مددٌ من المهاجرين والأنصار ينظرون فيما بينهم وبين ابن أبي السّرح ، فلمّا كانوا على ثلاثة أيام من المدينة ، إذ همّ بغلام عثمان على راحلته ومعه كتاب مفترى ، وعليه خاتم عثمان ، إلى ابن أبي السّرح يحرّضه ويحثّه على قتالهم إذا قدموا عليه ، فرجعوا به إلى عثمان فحلف لهم أنّه لم يأمُره ولم يعلم من أرسله ، وصدق -رضي الله عنه- فهو أجلّ قدراً وأنبل ذكراً وأروع وأرفع من أن يجري مثلُ ذلك على لسانه أو يده ، وقد قيل أن مروان هو الكاتب والمرسل !000

ولمّا حلف لهم عثمان -رضي الله عنه- طلبوا منه أن يسلمهم مروان فأبى عليهم ، فطلبوا منه أن يخلع نفسه فأبى ، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان قد قال له 🙁 عثمان ! أنه لعلّ الله أن يُلبسَكَ قميصاً فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه )000

الحصار

فاجتمع نفر من أهل مصر والكوفة والبصرة وساروا إليه ، فأغلق بابه دونهم ، فحاصروه عشرين أو أربعين يوماً ، وكان يُشرف عليهم في أثناء المدّة ، ويذكّرهم سوابقه في الإسلام ، والأحاديث النبوية المتضمّنة للثناء عليه والشهادة له بالجنة ، فيعترفون بها ولا ينكفّون عن قتاله !!000وكان يقول 🙁 إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عهد إليّ عهداً فأنا صابرٌ عليه )000( إنك ستبتلى بعدي فلا تقاتلن )000

وعن أبي سهلة مولى عثمان : قلت لعثمان يوماً 🙁 قاتل يا أمير المؤمنين )000قال 🙁 لا والله لا أقاتلُ ، قد وعدني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمراً فأنا صابر عليه )000

واشرف عثمان على الذين حاصروه فقال 🙁 يا قوم ! لا تقتلوني فإني والٍ وأخٌ مسلم ، فوالله إن أردتُ إلا الإصلاح ما استطعت ، أصبتُ أو أخطأتُ ، وإنكم إن تقتلوني لا تصلوا جميعاً أبداً ، ولا تغزوا جميعاً أبداً ولا يقسم فيؤكم بينكم )000فلما أبَوْا قال 🙁 اللهم احصهم عدداً ، واقتلهم بدداً ، ولا تبق منهم أحداً )000فقتل الله منهم مَنْ قتل في الفتنة ، وبعث يزيد إلى أهل المدينة عشرين ألفاً فأباحوا المدينة ثلاثاً يصنعون ما شاءوا لمداهنتهم000

مَقْتَله

وكان مع عثمان -رضي الله عنه- في الدار نحو ستمائة رجل ، فطلبوا منه الخروج للقتال ، فكره وقال 🙁 إنّما المراد نفسي وسأقي المسلمين بها )000فدخلوا عليه من دار أبي حَزْم الأنصاري فقتلوه ، و المصحف بين يديه فوقع شيء من دمـه عليه ، وكان ذلك صبيحـة عيد الأضحـى سنة 35 هـ في بيته بالمدينة

ومن حديث مسلم أبي سعيد مولى عثمان بن عفان : أن عثمان أعتق عشرين عبداً مملوكاً ، ودعا بسراويل فشدَّ بها عليه ، ولم يلبَسْها في جاهلية ولا إسلام وقال 🙁 إني رأيتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- البارحة في المنام ، ورأيت أبا بكر وعمر وأنهم قالوا لي : اصبر ، فإنك تفطر عندنا القابلة )000فدعا بمصحف فنشره بين يديه ، فقُتِلَ وهو بين يديه

كانت مدّة ولايته -رضي الله عنه وأرضاه- إحدى عشرة سنة وأحد عشر شهراً وأربعة عشر يوماً ، واستشهد وله تسعون أو ثمان وثمانون سنة000
ودفِنَ -رضي الله عنه- بالبقيع ، وكان قتله أول فتنة انفتحت بين المسلمين فلم تنغلق إلى اليوم000

يوم الجمل

في يوم الجمل قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- 🙁 اللهم إني أبرأ إليك من دم عثمان ، ولقد طاش عقلي يوم قُتِل عثمان ، وأنكرت نفسي وجاؤوني للبيعة فقلت 🙁 إني لأستَحْيي من الله أن أبايع قوماً قتلوا رجلاً قال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:( ألا أستحيي ممن تستحيي منه الملائكة )000وإني لأستحي من الله وعثمان على الأرض لم يدفن بعد

فانصرفوا ، فلما دُفِنَ رجع الناس فسألوني البيعة فقلت 🙁 اللهم إني مشفقٌ مما أقدم عليه )000ثم جاءت عزيمة فبايعتُ فلقد قالوا 🙁 يا أمير المؤمنين ) فكأنما صُدِعَ قلبي وقلت 🙁 اللهم خُذْ مني لعثمان حتى ترضى )000
————————————————————————————————————————————————————————————-
الإمام عليّ ابن أبي طالب
كرّم الله وجهه
هو عليّ بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم . أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم . وهو ابن عم النبي محمد صلى الله عليه وسلّم ، وزوج فاطمة الزهراء ابنة الرسول . رزق منها ثلاثة من الذكور هم: الحسن، والحسين، ومحسن وبنتين هما : زينب وأم كلثوم .

ولد الإمام عليّ في مكة سنة 601 م، وهو أوّل من أسلم من الصبيان ولم يسجد لصنم. لهذا نقول "عليّ كرّم الله وجهه".

اشترك في جميع الغزوات عدا تبوك . وامتاز بكونه شاعراً وخطيباً بارعاً ويعدّ من الخلفاء الراشدين الصالحين .

وتعتقد طائفة من الشيعة أن عليّاً معصوم عن الكبائر والصغائر ، وأن فيه جزءا لإله اتّحد بعبده ، وأنه يعلم الغيب.

والصحيح أن الإمام عليّ أحسن الإسلام علماً وفقهاً .

بعد وفاة النبي بويع أبو بكر بالخلافة ، وأوصى بها قبل وفاته لعمر بن الخطاب . وبعد مقتل عمر انتقلت الخلافة إلى عثمان بن عفّان . إلاّ انه ، وبسبب سياسته ، قتل سنة (656) م ، واستلم عليّ الخلافة ، فيما الصعاب والمؤامرات أحاطت به من كل جانب . فكانت معركة الجمل ، وهي المعركة التي وقعت بين الفريق الذي جمع أنصار الإمام علي وبين فريق طلحة والزبير وعائشة الذين طالبوا بدم عثمان ، ووضعوا اللوم على عليّ واتهموه بقبول دعوة الثوار ، ومن ثم ضمّهم إلى صفوف جيشه . وكان النصر في هذه المعركة حليف عليّ .

بعد أن انتهى من حرب الحجازيين ، كانت معركة صفين (عام 657 م) بينه وبين معاوية بن أبي سفيان . وكاد علي أن ينتصر لولا خدعة عمرو بن العاص الذي دعا إلى رفع المصاحف على أسنّة الرماح ، أي جعل القرآن حكماً بين الناس . وقد قبل عليّ التحكيم تحت ضغط جنده الأمر الذي أضعف مركزه .

في سنة 661 استشهد الإمام عليّ على يد خارجي يدعى عبد الرحمن بن ملجم .

الإمام عليّ بين فكّي التاريخ

مما لا شك فيه أن الإمام عليّ لاقى الويلات أثناء حكمه من جميع الأطراف . وقد استطاع بما عُرف عنه من كرم وشجاعة الاستمرار والثبوت .

لكنّ أهل العراق خذلوه ، والخوارج اغتالوه . فاتجهت عجلة التاريخ اتجاهاً لم يكن يرغبه الإمام الذي سار إلى موقعة الجمل وصفين محاولاً إحقاق الحق وتوحيد صفوف المسلمين ، لكنه أخفق ، بعد أن لم يستطع حسم المعركة ضد معاوية .

وهناك الكثير من الباحثين العرب والمستشرقين الذين يتهمون الإمام علي بأنه لم يكن رجل سياسة ناجحاً ، وانه أكثر من الأخطاء وخاصة عندما عزل معاوية بن أبي سفيان ، والي الشام منذ زمن عثمان بن عفّان .

لكننا حين نقلّب صفحات التاريخ نستطيع أن نقول إن الإمام عليّ كان رجل دولة وإنساناً ذكياً وشجاعاً . وإلاّ فكيف نفسّر أن الخلفاء الراشدين عمر وأبا بكر وعثمان اتخذوه مستشاراً لهم؟!

كما أن صفاته تدلنا على مدى قوته الجسدية والنفسية ، فهو يميل إلى القصر ، آدم ، أصلع مبيض الرأس ، طويل الرقبة، ثقيل العينين في دعج وسعة ، حسن الوجه ، واضح البشاشة ، عريض المنكبين لهما مشاش ، ضخم العضلة ، ضخم الذراع ، تمتّع بقوة بالغة ، فربما رفع الفارس بيده فجلد به الأرض غير جاهد . وقد اشتهر عنه انه لم يصارع أحداً إلا صرعه . ولم يبارز أحداً إلا قتله .

وهو لا يهاب الموت . فقد اجترأ وهو فتى ناشىء على عمرو بن ورد فارس الجزيرة العربية الذي كان يقوم بألف رجل . وكان ذلك يوم وقعة الخندق أو الأحزاب ، حين خرج عمرو مقنعا بالحديد ينادي جيش المسلمين : "من يبارز؟ " فصاح علي : " أنا يا رسول الله " فقال له الرسول " اجلس انه عمرو " . وفي النهاية أذن له الرسول ، فنظر إليه عمرو فاستصغره ، لكنّ عليا قتله .

ألا يحق لعلي ما يحق لغيره من الخلفاء الراشدين؟

نعم، لقد قام عليّ بن أبي طالب بعزل ولاة عثمان . ومعروف أن عثمان ولّى أقرباءه الذين بذّروا الأموال . والحقيقة إن العزل لم يتم إلا في حق معاوية بن أبي سفيان وخالد بن أبي العاص والي مكة.

وقد قام عمر الفاروق رضي الله عنه بعزل خالد بن الوليد والمثنى بن الحارثة ، وهما قائدان كبيران . وكذلك ولّى عمر بن الخطاب عمرو بن العاص مصر وهو الذي فتحها ، وولى المغيرة بن شعبة على الكوفة ، فعزلهما عثمان .

وهكذا نجد أن لكل خليفة ظروفه واعتباراته واجتهاده في تعيين الولاة لضمان نجاعة العمل .

ثم إنّ الولاة الذين عيّنهم الإمام عليّ هم من كبار الصحابة ولهم فضل في الإسلام مثل : سهل بن حنيف ، قيس بن سعد بن عبادة ، عبد الله بن عباس بن عبد المطّلب .

مهزلة التحكيم …

اجتمع الحكمان بدومة الجندل، التي وقع عليها الاختيار لكونها وسطا بين العراق والشام . وقد مثّل الإمام عليًّاً أبو موسى الأشعري الذي كان شيخاً طاعناً في السن ، أما معاوية فمثّله عمرو بن العاص الملقب بثعلب العرب .

وكان القرار معروفاً لمن عرف الحكمين ، فأبو موسى الأشعري أراد حقن دماء المسلمين ووقف القتال ، لذا رأى انه يجب عزل علي ومعاوية . ويرجع هذا القرار لعمرو بن العاص الذي اقنع أبا موسى الأشعري بذلك ، والذي لجأ إلى هذه الحيلة لإرضاء صاحبه معاوية .

أراد أبو موسى الأشعري تولية عبد الله بن عمر خليفة ، وأراد عمرو بن العاص تولية ابنه عبد الله . وكاد أبو موسى الأشعريّ يوافقه ولذا قررا خلع الاثنين دون الاتفاق على غيرهما .

تقدّم أبو موسى الأشعري وقال " نخلع عليا ومعاوية ونستقبل الأمة بهذا الأمر فيولّوا منهم من أحبّوا عليهم .. وإني قد خلعت علياً ومعاوية فاستقبلوا أمركم وولّوا عليكم من رأيتموه لهذا الأمر أهلاً ".

وتلاه عمرو فقال: "… إن هذا قال ما سمعتم وخلع صاحبه ، وأنا اخلع صاحبه كما خلعه ، واثبِّت صاحبي معاوية فإنّه وليّ عثمان بن عفّان رضي الله عنه ، والمطالب بدمه أحقّ الناس بمقامه ".

فغضب أبو موسى وصاح به : "ما لك لا وفّقك الله غدرتَ وفجرت؟ إنما مثلك مثل الكلب إن تحمل عليه يلهث وان تتركه يلهث".

فابتسم عمرو بن العاص وهو يقول: " إنما مثلك كمثل الحمار يحمل أسفارا ".

وهنا .. انتهت المهزلة ، ورجع الخلاف إلى ما كان عليه في السابق . ووقع الإمام عليّ في كمين ، لأنه وافق على التحكيم ، الأمر الذي رفع من مكانة معاوية وجعله ندا مساوياً له ، وهو خليفة المسلمين ورابع الخلفاء الراشدين .

كما أضعف موقفه أن يمثّله رجل طاعن في السن مثل أبي موسى الأشعري وأن يمثّل معاوية رجل هو داهية العرب وصاحب مشورة رفع المصاحف في صِفّين . ومن الطبيعي أن يبدع رجل كهذا مكراً آخر .

ثم ماذا كانت صلاحيات الحكمين لعزل علي أو معاوية أو أحدهما ؟! إنّ هذا التحكيم أضعف من مكانة عليّ السياسية ، وهو ربح آخر لمعاوية وعمرو بن العاص . زد على ذلك خروج الخوارج من جيش عليّ وانشغاله بقتالهم ومن ثم استشهاده على يد واحد منهم .

استشهاد الإمام عليّ (661 م)

اجتمع ثلاثة رجال من الخوارج واتّفقوا على قتل عليّ بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص . وقد أخذ عبد الرحمن بن ملجم على عاتقه قتل عليّ .

دخل بن ملجم المسجد في بزوغ الفجر وجعل يكرر الآية : "ومن الناس من يشتري نفسه ابتغاء مرضاة الله "، فاقبل عليّ وظنّ أن الرجل ينسى نفسه فيها ، فقال : "والله رؤوف بالعباد " ثم انصرف عليّ ناحية عبد الرحمن بن ملجم ، وعندها ضربه بالسيف المسموم على رأسه . فقال علي : " احبسوه ثلاثاً وأطعموه واسقوه ، فإن أعش أرَ فيه رأيي ، وإن متّ فاقتلوه ولا تمثّلوا به ". لكنّ الإمام عليّ مات من الضربة ، فأخذه عبد الله بن جعفر فقطع يديه ورجليه ثم قطع لسانه وضرب عنقه .

أما الخارجي الثاني الحرث بن عبد الله التميمي الذي أخذ على عاتقه قتل معاوية ، فلم يجد إلى ذلك سبيلا .

أما الخارجي الثالث عمرو بن بكير التميمي فنوى قتل عمرو بن العاص لكن لسوء حظه وحسن حظ عمرو بن العاص ، انه أرسل مكانه للصلاة رجلاً يقال له خارج فضربه الخارجي وقتله.

قال الحسن صبيحة تلك الليلة: أيها الناس انه قتل فيكم رجل كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يبعثه فيكتنفه جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره فلا ينثني حتى يفتح الله له . وما ترك إلا ثلاثمائة درهم .

وها نحن نرى كيف تتجلى عظمة الرجل حتى وهو يموت ، وذلك من خلال معاملته لقاتله ، الذي ضربه بالسيف في المسجد في شهر رمضان … فهو يأمر قبل موته بان يتم سجن القاتل ، فإذا مات فليقتل على أن لا يُمَثَّل به . ورغم كونه خليفة ، وهو الذي يدير شؤون الدولة الإسلامية إلا انه عاش فقيراً ومات فقيراً ، ولم يترك إلا ثلاثمائة درهم .

وأروع ما ترك لنا الإمام علي عدا سيرته الطيبة كتاب " نهج البلاغة " الذي جمعه الشريف الرضي . وإن نظرة سريعة للكتاب تكشف شخصية الإمام عليّ الفذّة ، صاحب الخيال الواسع والإيمان الراسخ بالله تعالى ، الذي يحمل الرأي السديد في الدين والاجتماع .

ومن روائع الإمام عليّ خطبة الجهاد المعروفة .

قصة عن شجاعة الإمام عليّ

ونورد فيما يلي هذه القصة التي تدلّ على شجاعة الإمام علي بن أبي طالب ومهابة الفرسان منه .

في معركة صفين ، وبينما كان القتال على أشدّه بين جيش عليّ وجيش معاوية ، كان لمعاوية مولى يدعى حريث ، وكان حريث هذا فارس معاوية الذي يعدّه لكل مبارزة ولكل عظيم . وكان حريث يلبس سلاح معاوية ، متشبهاً به، فإذا قاتل قال الناس ذاك معاوية .

وقد دعاه معاوية في معركة صفين وقال له: يا حريث .. ضع رمحك حيث شئت، لكن اتَّقِ علياًً .

ولكنّ عمرو بن العاص المعروف بمكره قال له : لو كنت قريشياً لأحبّ معاوية أن تقتل علياً ولكنه كره أن يكون لك حظها ، فإن رأيت فرصة فأقدِم …

وخرج علي أمام الخيل وحمل عليه حريث فنادى : يا عليّ هل لك في المبارزة؟ فأقدم عليّ وهو يقول :

أنا عليّ وابن عبـد المطَّلِبْ نحن لعمر الله أولى بالكُتُبْ

منا النبيّ المصطفى غير كذبْ أهل اللواء والمقام والحُجُبْ

نحن نصرناه على جلّ العربْ يا أيها العبد الضرير المنتدَبْ

ثم ضربه عليّ فقتله فجزع عليه معاوية وعاتب عمرو بن العاص وقال له :

حُريثُ ألمْ تعلمْ وجهلُكَ ضائرُ بأنّ عليّاً للفوارسِ قاهِرُ

وإنّ عليّا لم يبارزه فارسٌ من الناس إلا أقعدته الأظافر

أمرتك أمراً حازماً فعصيتني فجدّك إذ لم تقبل النصحَ عاثر

ودلاّك عمرو والحوادث جمّة غروراً وما جرّت عليك المقادِر

وظنّ حريث أنّ عمرواً نصيحَهُ وقد يهلك الإنسان من لا يحاذر

من أقواله المأثورة

1 – لا رأي لمن لا يطاع .

2 – القناعة كنز لا يفنى .

3 – ليس كلّ من رمى أصاب .

4 – التواضع نعمة لا يفطن إليها الحاسد .

5 – لا قرين كحسن الخلق .

6 – لا علم كالتفكير .

7 – لا ميراث كالأدب .

8 – لا إيمان كالحياء والصبر .

9 – الناس أعداء ما جهلوا .

10 – لا تطلب الحياة لتأكل ، بل أطلب الأكل لتحيا .
————————————————————————————————————————————————————————————-
الزبير بن العوَّام
الزُبير بن العوام بن خُويلد .حواريُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وابن عمته صفيه بنت عبد المطلب، وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستة أهل الشورى، وأول من سلّ سيفه في سبيل الله، أبو عبد الله رضي الله عنه.

أسلم وهو حدث له ست عشرة سنة .

عن موسى بن طلحة قال: كان عليّ والزبير وطلحة وسعد عذار عام واحد، يعني ولدوا في سنة .

قال عروة: جاء الزبير بسيفه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: مالك ؟ قال: أُخبرت أنك أخذت، قال: فكنت صانعاً ماذا ؟ قال: كنت أضرب به من أخذك. فدعا له ولسيفه.
وروى هشام، عن أبيه عروة، أن الزبير كان طويلاً تخُط رجلاه الأرض إذا ركب الدابة، أشعر، وكانت أمه صفية تضربه ضرباً شديداً وهو يتيم، فقيل لها، قتلتِه، أهلكته، قالت:

إنما أضربه لكي يدب ويَجُر الجيش ذا الجلب

وقال هشام بن عروة، عن أبيه، قال: كانت على الزبير يوم بدر عمامة صفراء، فنزل جبريل على سيماء الزبير.

وفيه يقول عامر بن صالح بن عبد الله بن الزبير:
جَدي ابن عمة أحمد ووزيره عند البلاء وفارس الشقراء
وغداة بدر كـان أول فارسٍ شهد الوغى في اللامة الصفراء
نزلت بسيماه الملائك نُصرة بالحوض يوم تألب الأعــداءِ

وهو ممن هاجر إلى الحبشة ولم يطل الإقامة بها.

وقال جابر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق: من يأتينا بخبر بني قريظة ؟ فقال الزبير: أنا، فذهب على فرس فجاء بخبرهم، ثم قال الثانية، فقال الزبير: أنا فذهب، ثم الثالثة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لكل نبي حواري ،و حواريي الزبير)).

عن الثوري قال : هؤلاء الثلاثة نجدة الصحابة: حمزة وعلي والزبير .

عن عروة قال: كان في الزبير ثلاث ضربات بالسيف: إحداهن في عاتقة، إن كنتُ لأدخل أصابعي فيها، ضُرب ثنتين يوم بدر ، وواحدة يوم اليرموك .

عن مروان، قال: أصاب عثمان رُعاف سنة الرُعاف، حتى تخلّف عن الحجّ و أوصى، فدخل عليه رجل من قريش، فقال: استخلف، قال : وقالوه؟ قال: نعم، قال: من هو ؟ فسكت، قال: ثم دخل عليه رجل آخر، فقال له مثل ذلك، وردّ عليه نحو ذلك، قال: فقال عثمان : قالوا الزبير ؟ قالوا : نعم، قال : أما والذي نفسي بيده، إن كان لأخيرهم ما عملتُ، وأحبهُم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .

عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: انصرف الزبير يوم الجمل على عليّ، فلقيه ابنه عبد الله، فقال: جُبناً ، جُبناً ! قال: قد علم الناس أني لست بجبان، ولكن ذكرني عليُّ شيئاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فحلفت أن لا أقاتله، ثم قال :
ترك الأمور التي أخشى عواقبها في الله أحسنُ في الدُنيا وفي الدين

وقيل أنه أنشد:
ولعد علمتُ لو أن علمي نافعي أن الحياة من الممـات قـريبُ

فلم ينشب أن قتله ابن جُرموز .

عن جون بن قتادة قال: كنت مع الزبير يوم الجمل، وكانوا يُسلمون عليه بالإمرة، إلى أن قال: فطعنه ابن جرموز فأثبته، فوقع، ودُفن بوادي السباع، وجلس عليّ رضي الله عنه يبكي عليه هو وأصحابه .

عن أبي نظرة قال: جيء برأس الزُبير إلى علي فقال علي: تبوّأ يا أعرابي مقعدك من النار، حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قاتل الزبير في النّار .

عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن الزبير قال: لقيت يوم بدر عُبيدة بن سعيد بن العاص، وهو مُدجج لا يُرى إلا عيناه، وكان يكنى أبا ذات الكرِش فحملتُ عليه بالعنزة فطعنته في عينه فمات، فأخبرت أن الزبير قال: لقد وضعت رجلي عليه ثم تمطيت فكان الجهد أن نزعتُها، يعني الحربة، فلقد انثنى طرفها.

قُتل سنة ست وثلاثين، وله بضع وخمسون سنة.

قال ابن المديني: سمعت سفيان يقول: جاء جُرموز إلى مُصعب بن الزبير، يعني لما ولي إمرة العراق لأخيه الخليفة عبد الله بن الزبير فقال: أقِدني الزبير، فكتب في ذلك يُشاور إبن الزبير، فجاءه الخبر: أنا أقتل إبن جرموز بالزُبير ؟ ولا بشسع نعله .

قلتُ : أكل المُعثر يديه ندماً على قتله، واستغفر الله، لا كقاتل طلحة وقاتل عثمان وقاتل علي ..
————————————————————————————————-”———–‘———–‘—————‘———————————‘———–
سعيد بن زيد بن عمرو
إبن عمرو بن نفيل القرشي العدويٌّ
أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، ومن السابقين الأولين البدريين، ومن الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه .
شهد المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وشهد حصار دمشق وفتحها ، فولاّه عليها أبو عبيدة بن الجراح ، فهو أول من عمل نيابة دمشق من هذه الأمة .
كان والده زيد بن عمرو ممن فرّ إلى الله من عبادة الأصنام ، وساح في أرض الشام يتطلب الدين القيم ، فرأى النصارى واليهود ، فكره دينهم ، وقال : اللهم إني على دين إبراهيم ، ولكن لم يظفر بشريعة إبراهيم عليه السلام كما ينبغي ، ولا رأى من يوقفه عليها ، رأى النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يعش حتى بعث .
عن أسماء بنت أبي بكر قالت : لقد رأيت زيد بن عمرو بن نفيل قائماً مسنداً ظهره إلى الكعبة يقول : يا معشر قريش ! والله ما فيكم أحدٌ على دين إبراهيم غيري . وكان يحي الموؤودة ، يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته : مه ! لا تقتلها. أنا أكفيك مؤنتها، فيأخذها ، فإذا ترعرعت ، قال لأبيها : إن شئت ، دفعتها إليك ، وإن شئت ، كفيتك مؤنتها.

عن أسماء أن ورقة كان يقول : اللهم إني لو أعلم أحب الوجوه إليك ، عبدتك به ، ولكني لا أعلم ، ثم يسجد على راحته .
عن زيد بن حارثة قال : خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مردفي … في أيام الحر ، حتى إذا كنا بأعلى الوادي ، لقي زيد بن عمرو ، فحيّى أحدهما الآخر ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ما لي أرى قومك قد شنفوا لك ، أي : أبغضوك ؟ قال : أما والله إن ذلك مني لغير نائرة كانت مني إليهم ، ولكني أراهم على ضلالة ، فخرجت أبتغي الدين، حتى قدمت على أحبار أيلة ، فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به ، فدُللت على شيخ بالجزيرة ، فقدمت عليه ، فأخبرته ، فقال : إن كل من رأيت في ضلالة ، إنك لتسأل عن دين هو دين الله وملائكته ، وقد خرج في أرضك نبي ، أو هو خارج ، ارجع إليه واتبعه ، فرجعت فلم أحس شيئاً … ثم تفرقا ، ومات زيد قبل المبعث ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يأتي أمة وحده .

وامرأة سعيد هي ابنة عمه فاطمة أخت عمر بن الخطاب ، وأخته عاتكة زوجة عمر .

أسلم قبل دخول النبي صلى الله عليه وسلم دار الأرقم ، وهاجر مع زوجته ، وكانا من سادات الصحابة .

لم يشهد بدراً لأنه قد كان بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وطلحة بن عبيد الله بين يديه يتجسسان أخبار قريش فلم يرجعا حتى فرغ من بدر فضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمهما وأجرهما ، وشهد أحداً والخندق والحديبية والمشاهد .

وردت عدة أحاديث في أنه من أهل الجنة ، وأنه من الشهداء .
عن هشام بن عروة ، عن أبيه : أن أروى بنت أويس ادعت أن سعيداً أخذ شيئاً من أرضها ، فخاصمته إلى مروان ، فقال سعيد : أنا كنت آخذ من أرضها شيئاً بعد الذي سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، سمعته يقول : " من أخذ شيئاً من الأرض طوقه إلى سبع أرضين " قال مروان : لا أسألك بينة بعد هذا ، فقال سعيد : اللهم إن كانت كاذبة فأعم بصرها ، واقتلها في أرضها . فما ماتت حتى عميت ، وبينا هي تمشي في أرضها إذ وقعت في حفرة فماتت .
قلت – أي الذهبي – : لم يكن سعيداً متأخراً عن رتبة أهل الشورى في السابقة والجلالة ، وإنما تركه عمر رضي الله عنه لئلا يبقى له فيه شائبة حظ لأنه ختنه وابن عمه ، ولو ذكره في أهل الشورى لقال الرافضيّ : حابى ابن عمه . فأخرج منها ولده وعصبته ، فكذلك فليكن العمل الله.
مات سعيد بن زيد بالعقيق ، فغسله سعد بن أبي وقاص ، وكفنه ، وخرج معه .
توفي سعيد سنة إحدى وخمسين ، وهو ابن بضع وسبعين سنة ، وقبر بالمدينة .
————————————————————————————————————————————————————————————-
طلحة بن عبيد الله
طلحة بن عُبيد الله بن عثمان القُرشي التَّيمي المكي ، أبو محمد .أحد العشرة المشهود لهم بالجنة .
كان ممن سبق إلى الإسلام ، و أوذي في الله ، ثم هاجر ، فاتفق أنه غاب عن وقعة بدر في تجارة له بالشام، و تألم لغيبته ، فضرب له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بسهمه و أجره .
وفي جامع أبي عيسى بإسناد حسن ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم أحد 🙁 أوجب طلحة).
قال ابن أبي خالد عن قيس قال : رأيت يد طلحة التي وقى بها النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد شلاء .
عن جابر قال : لما كان يوم أحد ، وولَّى الناس ، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناحية اثنى عشر رجلاً ، منهم طلحة ، فأدركهم المشركون ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : من لِلقوم ؟ قال طلحة : أنا ، قال : كما أنت ، فقال رجل : أنا ، فقال : أنت ، فقاتل حتى قُتل ، ثم التفت فإذا المشركون ،فقال : من لهم ؟ قال طلحة : أنا ، قال : كما أنت ، فقال رجل من الأنصار : أنا ، قال : أنت ،فقاتل حتى قُتل ، فلم يزل كذلك حتى بقي مع نبي الله طلحة ، فقال : من للقوم ؟ قال طلحلة : أنا ، فقاتل طلحة ، قتال الأحد عشر ، حتى قُطعت أصابعُه ،فقال : حَسَّ [كلمة تقال عند الألم ]، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لو قلت :بسم الله لرفعتك الملائكة و الناس ينظرون )) ثم ردّ الله المشركين .

وفي صحيح مسلم من حديث أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على حراء هو و أبو بكر ، وعمر، وعثمان ،و علي ،و طلحة، و الزبير، فتحركت الصخرة ، فقال رسول الله :(( اهدأ فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد)).

عن طلحة بن يحيى ، حدثتني جدتي سُعدى بنت عوف قالت : دخلتُ على طلحة يوماً وهو خاثر [ غير نشيط ] فقلت : مالك ؟ لعل رابك من أهلك شيء ؟ قال : لا والله ،ونعم حَليلةُ المسلم أنت ، ولكن مالٌ عندي قد غَمني فقلت : ما يَغُمُّك ،عليك بقومك ، قال : يا غلام ! ادعُ لي قومي ، فقسمه فيهم ، فسألت الخازن : كم أعطى ؟ قال : أربع مئة ألف .

عن علقمة بن وقاص الليثي ، قال : لما خرج طلحة ، و الزبيرُ ،وعائشة للطلب بدم عثمان ، عرَّجوا عن منصرفهم بذات عِرق ، فاستصغروا عُروة بن الزبير ، و أبا بكر بن عبد الرحمن فردُوهما ، قال : ورأيت طلحة ، و أحب المجالس إليه أخلاها ، وهو ضارب بلحيته على زَوره ، فقلت : ياأبا محمد ! إني أراك و أحبُّ المجالس إليك أخلاها ، إن كنت تكره هذا الأمر فدعه ، فقال : ياعلقمة ! لا تلمني ، كنا أمس يداً واحدة على من سوانا ، فأصبحنا اليوم جبلين من حديد ، يزحف أحدنا إلى صاحبه ، ولكنه كان مني شيء في أمر عثمان ، مما لا أرى كفَّارته إلا سفك دمي ، وطَلب دَمِهِ . قلتُ : الذي كان منه في حق عثمان تمغفل و تأليب ، فعله باجتهاد ، ثم تغير عندما شاهد مصرع عثمان، فندم على ترك نُصرته رضي الله عنهما ، وكان طلحة أول من بايع علياً ، أرهقه قَتلةُ عثمان ، وأحضروه حتى بايع .
عن قيس قال : رأيت مروان بن الحكم حين رمى طلحة يومئذ بسهم ، فوقع في ركبته ، فمازال يَسنخُّ حتى مات .
عن جابر أنه سمع عمر يقول لطلحة : مالي أراك شَعِثتَ و اغبررت مُذ توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ لعله أن مابك إمارة ابن عمك ، يعني أبا بكر ، قال : معاذ الله ، إني سمعته يقول :((إني لأعلم كلمة لا يقولها رجل يحضرهُ الموت ، إلا وجد رُوحه لها رَوحاً حين تخرج من جسده ، وكانت له نوراً يوم القيامة )). فلم أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها ، ولم يخبرني بها، فذاك الذي دخلني . قال عمر : فأنا أعلمها، قال : فلله الحمد، فما هي ؟ قال : الكلمة التي قالها لعمه ، قال: صدقت .

وكان قتله في سنة ست وثلاثين، وهو ابن ثنتين و ستين سنة أو نحوها، وقبره بظاهر البصرة.
————————————————————————————————————————————————————————————-

عبد الرحمن بن عوف

عبد الرحمن بن عوف، أحد العشرة ، وأحد الستة أهل الشورى ، وأحد السابقين البدريين القرشي الزهري . وهو أحد الثمانية الذين بادروا إلى الإسلام .
وكان اسمه في الجاهلية عبد عمرو ، وقيل عبد الكعبة ، فسمَّاه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن .
قال عنه ابن عباس : جلسنا مع عمر ، فقال:هل سمعت عن رسول الله صلىالله عليه وسلم شيئاً أمر به المرءَ المسلم إذا سها في صلاته ، كيف يصنع ؟ فقلت : لا والله ، أوسمعتَ أنت يا أمير المؤمنين من رسول الله في ذلك شيئاً ؟ فقال: لا والله . فبينا نحن في ذلك أتى عبد الرحمن بن عوف فقال : فيم أنتما ؟ فقال عمر : سألتُه ، فأخبره . فقال له عبد الرحمن : لكني قد سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر في ذلك ، فقال له عمر: فأنت عندنا عدلٌ، فماسمعت؟ قال : سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { إذا سها أحدُكم في صلاته حتى لا يدري أزاد أم نقص ، فإن كان شكَ في الواحدة و الثنتين فليجعلها واحدة ، و إذا شك في الثنتين أ والثلاث فليجعلها ثنتين ، و إذا شك في الثلاث و الأربع فليجعلها ثلاثاً حتى يكونَ الوهم في الزيادة ، ثم يسجد سجدتين ، وهو جالس ، قبل أن يسلِّم ثم يسلِّم}.
فأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم و إن كانوا عدولاً فبعضهم أعدل من بعض و أثبت، فهنا عمرُ قنع بخبر عبد الرحمن ، وفي قصة الاستئذان يقول: ائت بمن يشهد معك ، وعليّ بن أبي طالب يقول : كان إذا حدثني رجل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم استحلفته ، وحدثني أبو بكر ، وصدق أبو بكر . فلم يَحتج علي أن يستحلف الصديق ، و الله أعلم.
قال المدائني : وُلد عبد الرحمن بعدعام الفيل بعشر سنين .
عن ابن اسحاق قال : كان ساقط الثنتين ، اهتم ، أعسر ، أعرج ، كان أصيب يوم أحد فهُتِمَ ، وجُرح عشرين جراحة بعضها في رجله فعرج .

قال عثمان: ما يستطيع أحدٌ أن يعتدَّ على هذا الشيخ فضلاً في الهجرتين جميعاً .

ومن مناقبه: أن النبي صلى الله عليه وسلم شهد له بالجنة ، و أنه من أهل بدر، ومن أهل هذه الآية:{ لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة } وقد صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وراءه .
عن عمرو بن وهب الثقفي قال : كنا مع المغيرة بن شعبة ، فسئل : هل أم النبي صلى الله عليه وسلم أحدٌ من هذه الأمة غيرُ أبي بكر ؟ فقال : نعم . فذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ، ومسح على خُفيه و عمامته ، و أنه صلى خلفَ عبد الرحمن بن عوف ، وأنا معه، رَكعة من الصبح ، وقضينا الركعة التي سُبقنا .

وعن قتادة :{ الذين يلمزون المُطوعين من المؤمنين في الصدقات } التوبة 79قال : تصدَق عبدُ الرحمن بن عوف بشطر ماله أربعة آلاف دينار . فقال أناسٌ من المنافقين : إن عبد الرحمن لعظيم الرياء .
وعن شقيق قال : دخل عبد الرحمن على أمِّ سلمة فقال : يا أمَّ المؤمنين ! إني أخشى أن أكون قد هلكت ، إني من أكثر قريش مالاً ، بعتُ أرضاً لي بأربعين ألف دينار . قالت : يابنيَّ ! أنفق، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن من أصحابي من لن يراني بعد أن أفارقه)) فأتيتُ عمر فأخبرته ،فأتاها، فقال : بالله أنا منهم ؟ قالت : اللهم لا ، ولن أبرئ أحداً بعدك .
وعن أبي هريرة قال : كان بين خالد وعبد الرحمن بن عوف شيء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(( دعوا لي أصحابي أو أصيحابي ، فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهباً لم يُدرك مُدَّ أحدهم ولا نَصيفه)) .
وعنه أيضاً أن رسول الله صلىالله عليه وسلم قال : (( خيارُكم خيارُكم لنسائي ))، فأوصى لهنَّ عبدُ الرحمن بحديقة قُومت بأربع مئة ألف .
ومن أفضل أعمال عبد الرحمن عزلُه نفسه من الأمر وقت الشورى ، و اختياره للأمة من أشار به أهلُ الحلِّ و العقد ، فنهض في ذلك أتمََ نهوض على جمع الأمة على عثمان ، ولو كان محابياً فيها لأخذها لنفسه، أو لولاها ابن عمه وأقرب الجماعة إليه سعد بن أبي وقاص .

وعن إبراهيم بن عبد الرحمن ، قال : غُشي على عبد الرحمن بن عوف في وجعه حتى ظنُّوا أنه قد فاضت نفسه ، حتى قاموا من عنده ، وجلَّلوه ، فأفاق يكبر ، فكبَّر أهلُ البيت ، ثم قال لهم : غُشِي علي آنفاً ؟ قالوا : نعم، قال : صدقتم ! انطلق بي في غَشيتي رجلان أجد فيهما شدة و فظاظة ، فقالا : انطلق نحاكمك إلى العزيز الأمين ، فانطلقا بي حتى لقيا رجلاً ، قال :أين تذهبان بهذا ؟ قالا : نحاكمه إلى العزيز الأمين ، فقال : ارجعا فإنه من الذين كتب لهم السعادة و المغفرة وهم في بطون أمهاتهم ، و إنه سَيُمتَّع به بنوه إلى ماشاء الله ، فعاش بعد ذلك شهراً .
وقال إبراهيم بن سعد عن أبيه ، عن جده ، سمع عليَّاً يقول يوم مات عبد الرحمن بن عوف : اذهب ياابن عوف ! فقد أدركت صفوها وسَبقتَ رنقها .الرنق : الكدر.
وعن أنس قال : رأيتُ عبد الرحمن بن عوف ، قُسم لكل امرأة من نسائه بعد موته مئة ألف .

ولما هاجر إلى المدينة فقيراً لا شيء له آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع أحد النُّقباء ، فعرض عليه أن يُشاطِرهُ نعمته ، و أن يطلِّق له أحسنَ زوجتيه ، فقال له : بارك الله لك في أهلك ومالِك ، ولكن دُلني على السوق ، فذهب فباع واشترى وربح ، ثم لم ينشب أن صار معه دراهم ، فتزوج امرأة على زِنَة نواةٍ من ذهب ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : (( أولِم ولو بشاة ))، ثم آل أمره في التجارة إلى ما آل .

وفاته: سنة اثنتين و ثلاثين ، ودُفن بالبقيع




رائع رائع رائع الف شكر لك على الطرح

والله يعطيك العافية

ننتظر جديدك دوووم

لك كل الود




لاشكر على واجب




بارك الله فيك أخي الفاضل على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق




جزاكم الله خيرا.




التصنيفات
اسلاميات عامة

وصف الجنة جعلنا الله من أهلها


وصف الجنة جعلنا الله من أهلها

الحمدُ لله مبلِّغ الراجِي فوق مأمولِه، ومعطي السائِل زيادةً على سُؤلِه، المنَّانِ على التائب بصَفحِه وقَبولِه، خَلق الإِنسانَ وأَنشأَ داراً لِحُلُولِه، وجعل الدنيا مرحلةً لِنُزولِه، فتوَطَّنها مَنْ لم يعرفْ شَرفَ الأخرى لخُمُوُلِه، فأخذَ منها كارهاً قبل بلوغِ مأموله، ولم يُغْنِه ما كسَبه من مالٍ وولدٍ حتى انهْزَم في فُلولِه، أوَ مَا تَرى غِربانَ الْبَين تَنُوحُ على طُلُولِه، أمَّا الموفَّقُ فَعَرَفَ غرورَها فلمْ ينخدِع بمُثُولِه، وسابَقَ إلى مغفرةٍ من الله وجنةٍ عرضُها السماء والأرضُ أعِدَّتْ للذينَ آمنوا بالله ورسولِه، وأشْهدُ أنْ لا إِله إِلاَّ الله وحدَه لا شريكَ له شهادةَ عارفٍ بالدليلِ وأصُولِه، وأشْهدُ أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه ما ترَدَّد النسيمُ بين شمالِه وجنوبِه ودَبُورِه وقَبولِه، صلَّى الله عليه وعلى أبي بكر صاحبِه في سفرِهِ وحلولِه، وعلى عمرَ حامِي الإِسلامِ بسيفٍ لا يخافُ من فُلولِه، وعلى عثمانَ الصابرِ على البلاءِ حينَ نزولِه، وعلى عليٍّ الماضِي بشجاعتِه قبلَ أن يصولَ بنصُولِه، وعلى آلِه وأصحابِه والتابعينَ لهم بإحسانٍ ما امتَدَّ الدهرُ بِطُوله، وسلَّم تسليماً.
إخواني: سارعُوا إلى مغفرةٍ من ربكم وجنةٍ عرضُها كعرضِ السماءِ والأرض، فيها ما لا عينٌ رأتْ ولا أذنٌ سمِعتْ ولا خَطرَ على قلبِ بشرٍ. قال الله تعالى: {مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِى وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأَنْهَـرُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا } [الرعد: 53]، وقال تعالى: {مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِى وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَآ أَنْهَارٌ مِّن مَّآءٍ غَيْرِ ءَاسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَـارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّـارِبِينَ وَأَنْهَـارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ } [محمد: 15]، وقال تعالى: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّـالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّـاتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأَنْهَـارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِى رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَـبِهاً وَلَهُمْ فِيهَآ أَزْوَجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَـالِدُونَ } [البقرة: 25]، وقال تعالى: {وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَـلُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً * وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِـَانِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَاْ * قَوَارِيرَاْ مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً * وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْساً كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلاً * عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً * وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَنٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَّنثُوراً * وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً } [الإِنسان: 14 -20]، وقال تعالى: {فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * لاَّ تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً * فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ * فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ * وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ * وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ * وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ } [الغاشية: 10 -16]، وقال تعالى: {يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ } [الحج: 23]، وقال تعالى: {عَـالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّواْ أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَـاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً } [الإِنسان: 21]، وقال تعالى: {مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِىٍّ حِسَانٍ } [الرحمن: 76]، وقال تعالى: {مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الاَْرَائِكِ لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلاَ زَمْهَرِيراً } [الإِنسان: 13]، وقال تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِى مَقَامٍ أَمِينٍ * فِى جَنَّـتٍ وَعُيُونٍ * يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَـابِلِينَ * كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَـاهُم بِحُورٍ عِينٍ * يَدْعُونَ فِيهَا بِكلِّ فَـاكِهَةٍ ءَامِنِينَ } [الدخان: 51- 55]، وقال تعالى: {ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَجُكُمْ تُحْبَرُونَ * يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَـافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَبٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الاَْنْفُسُ وَتَلَذُّ الاَْعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَـالِدُونَ * وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِى أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * لَكُمْ فِيهَا فَـكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِّنْهَا تَأْكُلُونَ * إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِى عَذَابِ جَهَنَّمَ خَـالِدُونَ } [الزخرف: 70 -74]، وقال تعالى: {فِيهِنَّ قَـصِرَتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنٌّ * فَبِأَىِّ ءَالاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ } [الرحمن: 56- 58]، وقال تعالى: {فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ * فَبِأَىِّ ءَالاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * حُورٌ مَّقْصُورَتٌ فِى الْخِيَامِ } [الرحمن: 70- 72]، وقال تعالى: {فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِىَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [السجدة: 17]، وقال تعالى: {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَائِكَ أَصْحَـابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَـلِدُونَ } [يونس: 26]. فالْحُسنَى هي الجنةُ لأنَّهُ لا دارَ أحسنُ منها، والزيادةُ هي النظرُ إلى وجهِ الله الكريمِ رزقَنَا الله ذلك بِمنِّهِ وكرمِه. والآياتُ في وصفِ الجنةِ ونعيمها وسرورها وأنْسِهَا وحبُورِها كثيرةٌ جداً.
وأما الأحاديثُ فعن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: قُلْنَا: يا رسولَ الله حدِّثنَا عن الجنةِ ما بناؤُهَا قال: «لَبِنَةٌ ذهبٍ ولبنةٌ فضةٍ، ومِلاَطُها المسكُ، وحَصباؤها اللؤلؤُ والياقوتُ، وترابُها الزَعفرانُ، مَنْ يدخلُها ينعمُ ولا يبأسُ، ويخلُدُ ولا يموتُ، لا تَبْلَى ثيابه ولا يَفْنى شبابُه»، رواه أحمد والترمذي.
وعن عِتَبةَ بن غزوانَ رضي الله عنه أنه خطَب فحمد الله وأثْنَى عليه، ثم قالَ: «أمَّا بعدُ فإن الدنيا قد آذَنَتْ بِصُرْمِ ووَلَّتْ حذَّاءَ ولم يبْقَ منها إلا صُبابةٌ كصُبابةِ الإِناء يصطبُّها صاحبُها، وإنَّكُمْ منتقِلونَ منها إلى دارٍ لا زوالَ لها فانتقلوا بخير ما يَحْضُرَنكُمْ. ولَقَدْ ذُكِرَ لنا أنَّ مِصراعينِ منْ مصاريعِ الجنةِ بيْنَهما مسيرةُ أربعينَ سَنَةً، وليأتِينَّ عليه يومٌ وهو كَظِيظٌ مِنَ الزحامِ»، رواه مسلم.
وعن سهلِ بنِ سعدٍ رضي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قالَ: «في الجنةِ ثمانيةُ أبوابٍ فيها بابٌ يسمَّى الريَّانَ لا يدخلُه إلا الصائمون»، متفق عليه.
وعن أسامةَ بن زيدٍ رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «ألاَ هَلْ من مُشَمِّرٍ إلى الجنةِ، فإنَّ الجنةَ لا خطر لها
[53]، هي وَرَبِّ الكعبةِ نورٌ يَتَلأْلأُ وريحانةٌ تَهْتزُّ وقصرٌ مشِيدٌ ونهرٌ مطَّردٌ وثَمَرةٌ نضِيْجَةٌ وزوجةٌ حسناءُ جميلةٌ وحُلَلٌ كثيرةٌ ومُقَامٌ في أبدٍ في دارٍ سليمةٍ وفاكهةٌ وخضرةٌ وحَبْرةٌ ونعمةٌ في مَحَلَّةٍ عاليةٍ بهيَّةٍ، قالوا: يا رسولَ الله نحن المشمِّرون لها. قال: قولوا إنْ شاء الله. فقال القوم: إنْ شاء الله»، رواه ابن ماجةَ والبيهقيُّ وابنُ حبَّانَ في صحيحه[54].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «إن في الجنةِ مئة درجةٍ أعَدَّها الله للمجاهدِين في سبيلِه بينَ كلِّ درجتين كما بينَ السماءِ والأرض. فإذَا سألتُمُ الله فأسألُوه الفِرْدوسَ فإنَّهُ وسطُ الجنة وأعلى الجنة ومنه تفجَّرُ أنهار الجنة وفوقَه عرشُ الرحمنِ»، رواه البخاريُّ وله عن أبي سعيدٍ رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال: «إن أهْلَ الجنةِ يَتراءَوْنَ أهل الغرَفِ فوقَهم كما تَتَراءَوْنَ الكوكبَ الدُّرِّيَّ الغابرَ في الأفُق من المشرق أو المغرب لتفاضلِ ما بيْنَهم. قالوا: يا رسولَ الله تلك مَنازلُ الأنبياءِ لا يبلغُها غيرُهم قال: بَلَى والَّذِي نَفْسِي بِيَدهِ رجالٌ آمنوا بالله وصدَّقُوا المرسلينَ». وعن أبي مالكٍ الأشعريِّ رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال: «إن في الجنةِ غُرَفاً يُرَى ظاهرُها من باطِنُها وباطنُها مِن ظاهرِها أعَدَّها الله لمَنْ أطْعَمَ الطعامَ وأدامَ الصيامَ وصلَّى بالليلِ والناس نيامٌ»، أخرجه الطبراني[55]. وعن أبي موسَى رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قالَ: «إنَّ للمؤمِن في الجنة لخيمةً من لؤلؤة واحدةٍ مجوفة طولها في السماء ستون ميلاً للمؤمن فيها أهلُون يطوفُ علِيهمْ فلا يَرَى بعضُهم بعضاً»، متفق عليه.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال: «إنَّ أوَّلَ زُمْرَةٍ تدخلُ الجَنةَ على صُورةِ القمر ليلةَ البدْرِ، ثم الذينَ يلونَهُمُ على أشَدِّ نجمِ في السماءِ إضاءةً، ثم همْ بعَدَ ذلك منازلُ لا يتَغَوَّطُونَ، ولا يبولُونَ، ولا يمتخِطون، ولا يبصُقون، أمشاطُهُم الذهبُ، ومجامِرُهم الأُلوَّة، ورشْحُهمُ المِسْكُ، أخلاقُهم على خَلْقِ رجلٍ واحدٍ على طولِ أبيْهم آدمَ ستُون ذِراعاً». وفي روايةٍ: «لا اختلافَ بينَهم ولا تباغِضَ، قلوبُهُم قلبٌ واحدٌ يسبِّحونَ الله بُكرةً وعشِياً». وفي روايةٍ: «وأزُواجُهُم الحورُ العِين». وله مِن حديث جابر رضي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال: «إن أهل الجنةِ يَأكلُون فيها ويشْرَبُون ولا يتفُلُون ولا يبُولونَ ولا يَتَغَوَّطونَ ولا يمْتَخِطون، قالوا: فما بالُ الطعام؟ قال: جُشاءٌ ورَشْحٌ كَرشحِ المسكِ يُلْهَمُونَ التسبيحَ والتحميدَ كما يُلْهَمُونَ النَّفس».
وعن زيدِ بن أرقمَ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «والذي نفسُ محمدٍ بيدِه إن أحدَهُمْ (يعني أهل الجنةِ) ليُعْطَى قوةَ مئةِ رجلٍ في الأكل والشرب والجماعِ والشهوةِ تكون حاجةُ أحدهم رَشْحاً يفيض مِنْ جلودهم كرشْحِ المسْكِ فَيَضْمُر بطنه»، أخرجه أحمد والنسائي[56]. وعن أنس رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال: «لقاب قوسِ أحدِكم أو موضعِ قدمٍ في الجنة خيرٌ من الدنيا وما فيهَا، ولَوْ أنَّ امرأةً من نساءِ الجنة اطلعتْ إلى الأرض لأضاءت ما بيْنَهُمَا ولملأت ما بينهما ريحاً ولنَصِيِفُها (يعني الخمارَ) خيرٌ من الدنيا وما فيها»، رواه البخاري.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال: «إنَّ في الجنة لسُوقاً يأتونَها كُلَّ جمعةٍ فتَهبُّ ريحُ الشَّمالِ فتحثو في وجوهِهِم وثيابِهم فيزدادُونَ حُسناً وجَمَالاً، فيرجعونَ إلى أهلِيْهمْ فيقولُونَ لهم: والله لقد ازددتم بعدنا حسناً وجمالاً فيقولون: وأنتم والله لقد ازددتم بعدَنا حسنا وجمالاً»، رواه مسلم.
وله عن أبي سعيد رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قالَ: «إذا دخل أهل الجنةِ الجنة ينادِي منادٍ: إن لكمْ أنّ تَصِحُّوا فلا تَسْقموا أبداً وإن لكم أن تَحْيَوْا فلا تموتوا أبداً، وإنَّ لكم أن تشِبُّوا فلا تَهرموا أبداً. وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبداً وذلك قولُ الله عز وجل:
{وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } [الأعراف: 43]».

وفي الصحيحين عن أبي هريرةَ رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال: «قال الله عزَّ وجلَّ: أعْدَدْتُ لعبادي الصالحينَ مَا لاَ عَيْنٌ رأتْ ولا أذنٌ سمعتْ ولا خطرَ على قلب بَشَر. وأقْرَؤوا إن شئتُم {فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِىَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [السجدة: 17]».
وعن صُهَيب رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال: «إذا دخلَ أهلُ الجنةِ الجنةَ نادىَ منادٍ يا أهلَ الجنةِ إن لكم عندَ الله مَوْعِداً يريدُ أن يُنْجِزَكُمُوهُ، فيقولونَ: ما هُو ألَمْ يُثَقِّلْ موازينَنَا ويُبَيِّضْ وجوهَنا ويدخلْنا الجنةَ ويزحْزحْنا عن النار؟ قال: فيكشفُ لهم الحِجَاب فينظرون إليه فوالله ما أعطاهم الله شيئاً أحبَّ إليهمْ من النظرِ إليه ولا أقَرَّ لأعينِهم منهُ»، رواه مسلمٌ. وله من حديثِ أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه أنَّ الله يقول لأهلِ الجنةِ: «أحِلُّ عليكم رضوانِي فلا أسخطُ عليكم بعدَه أبداً».

اللَّهُمَّ ارزقنا الخُلْدَ في جنانِك، وأحِلَّ علينا فيها رضوانَك، وارزقْنا لَذَّة النظرِ إلى وجهك والشوقَ إلى لقائك من غيرِ ضرَّاءَ مُضِرَّة ولا فتنةٍ مُضلةٍ.
اللَّهُمَّ صلِّ وسلَّم وبارِكْ على عبدِك ونبيِّك محمدٍ وعلى آلِهِ وأصحابِه أجمعين.
———————-
[53] أي لا مثيل له ولا عديل.
[54] إسناده ضعيف.
[55] رواه أيضاً الإمام أحمد بزيادة: "وألان الكلام".
[56] قال المنذري في الترغيب والترهيب: رواته محتج بهم، في الصحيح، ورواه الطبراني بإسناد صحيح وبان حبان في صحيحه والحاكم.

من مجالس شهر رمضان للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته

شكرا لك و جزاك الله خيرا

و جعل الجنة مثواك

مع حبيب رب العالمين المصطفى عليه افضل الصلاة و آله وصحبه أجميعن




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الغزالة تعليمية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته

شكرا لك و جزاك الله خيرا

و جعل الجنة مثواك

مع حبيب رب العالمين المصطفى عليه افضل الصلاة و آله وصحبه أجميعن

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته

جزاك الله بالمثل

اللهم آمين وإياكم

اللهم اننا نسألأك الجنة وما قرب منها من قول وعمل




بارك الله فيك واصل في التميز




التصنيفات
اسلاميات عامة

رسالة في دخول الجنة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله


ولا ريب أن العمل الصالح سبب لدخول الجنة والله قدر لعبده المؤمن وجوب الجنة بما ييسره له من العمل الصالح كما قدر دخول النار لمن يدخلها بعمله السيء كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه و سلم قال( ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار) قالوا يا رسول الله أفلا نتكل على الكتاب وندع العمل قال( لا اعملوا فكل ميسر لما خلق له أما من كان من أهل السعادة فسييسره لعمل أهل السعادة وأما من كان من أهل الشقاوة فسييسره لعمل أهل الشقاوة) وقال (إن الله خلق للجنة أهلا وخلقها لهم وهم في أصلاب آبائهم وبعمل أهل الجنة يعملون وخلق للنار أهلا وخلقها لهم وهم في أصلاب آبائهم وبعمل أهل النار يعملون)
وإذا عرف أن الباء هنا للسبب فمعلوم أن السبب لا يستقل بالحكم فمجرد نزول المطر ليس موجبا للنبات بل لا بد من أن يخلق الله أمورا أخرى ويدفع عنه الآفات المانعة فيربيه بالتراب والشمس والريح ويدفع عنه ما يفسده فالنبات محتاج مع هذا السبب إلى فضل من الله أكبر منه
وأما قوله صلى الله عليه و سلم (لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل )
فإنه ذكره في سياق أمره لهم بالإقتصاد قال (سددوا وقاربوا واعلموا أن أحدا منكم لن يدخل الجنة بعمله)
وقال (إن هذا الدين متين وإنه لن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدجلة والقصد تبلغوا)
فنفى بهذا الحديث ما قد تتوهمه النفوس من أن الجزاء من الله عز و جل على سبيل المعاوضة والمقابلة كالمعاوضات التي تكون بين الناس في الدنيا
فإن الأجير يعمل لمن استأجره فيعطيه أجره بقدر عمله على طريق المعاوضة إن زاد أجرته وإن نقص نقص أجرته وله عليه أجرة يستحقها كما يستحق البائع الثمن فنفى صلى الله عليه و سلم أن يكون جزاء الله وثوابه على سبيل المعاوضة والمقابلة والمعادلة
والباء هنا كالباء الداخلة في المعاوضات كما يقال استأجرت هذا بكذا وأخذت أجرتي بعملي

وكثير من الناس قد يتوهم ما يشبه هذا وهذا غلط من وجوه
أحدها أن الله تعالى ليس محتاجا إلى عمل العباد كما يحتاج المخلوق إلى عمل من يستأجره بل هو سبحانه كما قال في الحديث القدسي الصحيح( إنكم لن تبلغوا نفعي فتنفعوني ولن تبلغوا ضري فتضروني )
والعباد إنما يعملون لأنفسهم كما قال تعالى (لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت )سورة البقرة 286 وقال تعالى (من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها) سورة فصلت 46 وقال( إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم) سورة الزمر 7 وقال تعالى (ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم) سورة النمل 40
وقال تعالى (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين) سورة آل عمران 97
وأما العباد فإنهم محتاجون إلى من يستعملون لجلب منفعة أو دفع مضرة ويعطونه أجرة نفعه لهم
الثاني أن الله هو الذي من على العامل بأن خلقه أولا وأحياه ورزقه ثم بأن أرسل إليه الرسل وأنزل إليه الكتب ثم بأن يسر له العمل وحبب إليه الإيمان وزينه في قلبه وكره إليه الكفر والفسوق والعصيان
والمخلوق إذا عمل لغيره لم يكن المستعمل هو الخالق لعمل أجيره فكيف يتصور أن يكون للعبد على الله عوض وهو خلقه وأحدثه وأنعم على العبد به وهل تكون إحدى نعمتيه عوضا عن نعمته الأخرى وهو ينعم بكلتيهما
الوجه الثالث أن عمل العبد لو بلغ ما بلغ ليس هو مما يكون ثواب الله مقابلا له ومعادلا حتى يكون عوضا بل أقل أجزاء الثواب يستوجب أضعاف ذلك العمل
الرابع أن العبد قد ينعم ويمتع في الدنيا بما أنعم الله به عليه مما يستحق بإزائه أضعاف ذلك العمل إذا طلبت المعادلة والمقابلة وإذا كان كذلك لم يبالغوا في الإجتهاد مبالغة من يضره الاجتهاد كالمنبت الذي لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى وزال عنهم العجب وشهدوا إحسان الله بالعمل
الخامس أن العباد لا بد لهم من سيئات ولا بد في حياتهم من تقصير فلولا عفو الله لهم عن السيئات وتقبله أحسن ما عملوا لما استحقوا ثوابا ولهذا قال صلى الله عليه و سلم (من نوقش الحساب عذب) قالت عائشة يا رسول الله أليس الله يقول( فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا سور ) الإنشقاق 7 8 قال (ذلك العرض ومن نوقش الحساب عذب)
ولهذا جاء في حديث الشفاعة الصحيح إذا طلبت الشفاعة من أفضل الخلق آدم ونوح وإبراهيم وموسى واعتذر كل منهم بما فعل قال لهم عيسى اذهبوا إلى محمد عبد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر
ولهذا قال في الحديث لما قيل له ولا أنت يا رسول الله قال (ولا أنا إلا أن يتغمدني الله بعفوه )فتبين بهذا الحديث أنه لا بد من عفو الله وتجاوزه عن العبد وإلا فلو ناقشه على عمله لما استحق به الجزاء قال الله تعالى (أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة) سورة الأحقاف 16 وقال تعالى( والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون إلى قوله ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون )سورة الزمر 33 35

وإذا تبين ذلك أفاد هذا الحديث ألا يعجب العبد بعمله بل يشهد نعم الله عليه وإحسانه إليه في العمل وأنه لا يستكثر العمل فإن عمله لو بلغ ما بلغ إن لم يصفح ويعف عنه ويتفضل عليه لم يستحق به شيئا وأنه لا يكلف من العمل ما لا يطيق ظانا أنه يزداد بذلك أجره كما يزداد أجر الأجير الذي يعمل فوق طاقته فإن ذلك يضره إذ المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى
وأحب العمل ما داوم عليه صاحبه فإن الأعمال بالخواتيم بخلاف عمل الأجراء في الدنيا فإن الأجرة تتقسط على المنفعة فإذا عمل بعض العمل استحق من الأجرة بقدر ما عمل ولو لم يعمل إلا قليلا فمن ختم له بخير استحق الثواب وكفر الله بتوبته سيئاته ومن ختم له بكفر أحبطت ردته حسناته فلهذا كان العمل الذي داوم عليه صاحبه إلى الموت خيرا ممن أعطى قليلا ثم أكدى وكلف نفسه ما لا يطيق كما يفعله كثير من العمال
فقوله صلى الله عليه و سلم( سددوا وقاربوا واعلموا أن أحدا منكم لن يدخل الجنة بعمله ) ينفي المعاوضة والمقابلة التي يولد اعتقادها هذه المفاسد
وقوله بما كنتم تعملون يثبت السبب الموجب لأن يفعله العبد ولهذا قال بعضهم اعمل وقدر أنك لم تعمل وقال آخر لا بد منك وبك وحدك لا يجيء شيء
فلا بد من العمل المأمور به ولا بد من رجاء رحمة الله وعفوه وفضله وشهود العبد لتقصيره ولفقره إلى فضل ربه وإحسان ربه إليه
وقد قال سفيان بن عيينة كانوا يقولون ينجون من النار بالعفو ويدخلون الجنة بالرحمة ويتقاسمون المنازل بالأعمال
فنبه على أن مقادير الدرجات في الجنه تكون بالأعمال وأن نفس الدخول هو بالرحمة فإن الله قد يدخل الجنة من ينشئه لها في الدار الآخرة بخلاف النا رفإنه أقسم أن يملأها من إبليس وأتباعه
لكن مع هذا فالعمل الصالح في الدنيا سبب للدخول والدرجة وإن كان الله يدخل الجنة بدون هذا السبب كما يدخل الأبناء تبعا لآبائهم وليس كل ما يحصل بسبب لا يحصل بدونه كالموت الذي يكون بالقتل ويكون بدون القتل ومن فهم أن السبب لا يوجب المسبب بل لا بد أن يضم الله إليه أمورا أخرى وأن يدفع عنه آفات كثيرة وأنه قد يخلق المسبب بدون السبب انفتح له حقيقة الأمر من هذا وغيره والله تعالى أعلم
آخره والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليم كثيرا

هذا والله اعلم وقد تم بعون الله

رسالة في دخول الجنة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله




مشكوووووووووووووور