التصنيفات
اسلاميات عامة

الإصلاح بين الناس

بسم الله الرحمن الرحيم

ما تزال المساعي والوساطة الحميدة ومحاولة الإصلاح بين الناس مرغوبة ومؤثرة في تحقيق الآثار والغايات الشريفة أكثر بكثير من فرض الأمر بالقوة، لأن أثر القوة يزول سريعاً، وأثر المسعى الحميد يطول ويبقى لانتزاع ما في الصدور من ضغائن، والاعتماد على التراضي، واحترام جميع الأطراف المتنازعة، وتحقيق التفاهم، وإظهار التسامح والتوادد، والاعتذار من المخطئ أمام من أخطأ معه، فتصفو النفوس وتلين.
وقد رغَّب الشرع العظيم بالإصلاح بين الناس لهذه المعاني كلها، فقد ورد في القرآن الكريم الأمر بالإصلاح والترغيب فيه، وجعل الصلح خيراً من اللجوء إلى الشدة والعنف، قال الله تعالى: ﴿ لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ﴾ [ النساء 4/114].
وقال سبحانه: ﴿وَالصُّلْحُ خَيْرٌ﴾ [ النساء 4/128].
ومن هذه الوصاية الشريفة: التسمية عند بدء الطعام أو الشراب، والأكل باليمين، والأكل من جانب القَصْعَة لا من رأسها، عن أبي حفص عُمر بن أبي سَلَمة ربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كنت غلاماً في حِجْر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت يدي تطيش في الصَّحْفة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا غلامسمِّ الله تعالى، وكُلْ مما يليك، فما زالت تلك طُعْمتي بعد».
ويبدأ الأمر بالصلاة من سن السابعة، روى أبو داود بإسناد حسن عن عمرو ابن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عَشْر، وفرِّقوا بينهم في المضاجع».
وفي رواية عند أبي داود والترمذي، وقال: حديث حسن: «علِّموا الصبي الصلاة لسبع سنين، واضربوه عليها ابن عَشْرِ سنين».
والمسؤولية في مجال الأمر بالواجبات والامتناع عن المحرَّمات متفاوتة ومشتركة، فالآمر يذكّر، وتبقى أمانة التنفيذ والالتزام على المأمور، والتذكير متكرر لا منقطع مرة واحدة أو مرات. والاشتراك في المسؤولية موزعة بين الأبوين حسبما يدخل في اختصاص كلٍّ منهما وما يتفق مع عنصر الرقابة والاطلاعِ على الواقعة، فينصح كل منهما من تحت رعايته، وقد يزجره ويوبخه إن قصَّر أو أهمل في القيام بالواجب، ورد في الحديث المتفق عليه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راعومسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها و مسؤولة عن رعيتها، والخادم راعٍ في مال سيده و مسؤول عن رعيته، فكلكم راعٍ و مسؤول عن رعيته».

***
  • أهم المصادر والمراجع:

-خلق المسلم: د. وهبة الزحيلي.
-التفسير المنير: د. وهبة الزحيلي.
-الجامع لأحكام القرآن: الإمام القرطبي.
-الآداب الإسلامية : محمد خير فاطمة.
-الآداب الشرعية: الإمام محمد بن مفلح.




بـــــــــــارك الله فيك و جزاك خيرا ..جعله في ميزان حستناتك




مشكوووووووووووووورة يا غالية على المووووووضووووووووووووووو وووع




التصنيفات
اسلاميات عامة

كلمة الإصلاح لذوي الإصـلاح الشيخ عبد المالك رمضاني

كلمة الإصلاح لذوي الإصـلاح
الشيخ عبد المالك رمضاني

الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
كم هي عظيمة مصيبة المسلمين اليوم وهم يلاقون ما يلاقون من الحاقدين عليهم المبغضين لديـنهم؛ في كل يوم تسقط لهم راية، وتنحسر خريطتهم قرية بعد قرية، وتتداعى عليهم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فتستنزف ثرواتهم، وتهدر كرامتهم، ويعتدى على دينهم جهارا نهارا، وهذه بلية سـوداء، وداهية دهياء، لا ينجي منها إلا الاعتصام بالله الذي لا يغلبه شيء، والاعتصام به هو الرجوع إلى وحيه.
وانطلاقا من هذا الواقع المرير، أتقدم بالنصح الصادق لمن أكرمهم الله فجعلهم دعاة إلى سبيله بأن يجعلوا نصوص الكتاب والسنة نصب أعينهم وهدي سادة المصلحين عليهم الصلاة والسلام أول مثال لدعوتهم، وأن يكرّسوا جهودهم للعمل بمقاصد هذا الدين حتى تزكو ثمرات أعمالهم، فترتكز عليها دعوتهم، فيحيوا في الناس مقصد «الإخلاص والاتباع» حتى يكونوا من أهل التوحيد والسنة حقيقة، فلا يكن همكم أن تكثر لكم الأتباع، وتشنف لكم الأسماع، وتشرئب لكم الأعنـاق، وتضرب إليكم آباط النياق، ولكن وطنوا أنفسكم على إرضاء ربكم، وهذا هو الإخلاص، ولن ترضو ربكم إلا باقتفاء أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في طريقة الإصلاح، وهذا هو الاتباع، وأن تحيوا فيهم مقصد «إصلاح الباطن والظاهر»؛ فتستوي بواطنهم بظواهرهم حتى يكونوا من أهل الصدق، وتحيوا فيهم مقصد «الذكر والشكر» حتى يكـونوا من أوليـاء الله الصالحين، وجماع ذلك «تقوى الله» التي ينبغي أن تشغلوا السـاحة الدعوية بالحديث عنها، بدءا بحق الله الأعظم الذي هو التوحيد وتركيزا عليه وعلى ما يتبعه؛ فإن من نصر حق الله نصره الله، وأن رائد ذلك كله العلم، ولذلك قال ابن تيمية في «مجموع الفتاوى» (20/131): «القرآن من أوله إلى آخره يأمر بالتقوى ويحض عليها، حتى لم يذكر في القرآن شيء أكثر منها(1)، وهي وصيـة الله إلى الأوّليـن والآخرين، وهي شعار الأولياء، وأول دعوة الأنبياء، وأهل أصحاب العاقبة، وأهل المقعد الصدق، إلى غير ذلك من صفاتها».
وقد ذكر الكلبي في «التسهيل لعلوم التنزيل» (1/36) خمسة عشر فضلا من فضائل التقوى في القرآن، فليرجع إليه من شاء.
ومن كلمات السلف في التقوى ما نقله عنهم ابن القيم في كتابه «الفوائد» (ص71)، قال رحمه الله: «ودَّع ابن عون رجلا فقال: عليك بتقوى الله؛ فإن المتقي ليست عليه وحشة، وقال زيد بن أسلم: كان يقال: من اتقى الله أحبه الناس وإن كرهوا، وقال الثوري لابن أبي ذئب: إن اتقيت الله كفاك الناس، وإن اتقيت الناس لن يغنوا عنك من الله شيئا، وقال سليمان بن داود: أوتينا مما أوتي الناس ومما لم يؤتوا، وعلمنا مما علم الناس ومما لم يعلموا، فلم نجد شيئا أفضل من تقوى الله في السر والعلانية، والعدل في الغضب والرضا، والقصد في الفقر والغنى».
ثم أعـود فأقـول للدعاة: وإن كنتم تأتـون السلاطين فتحدِّثونهم عن الحكم بالشريعة فجزاكم الله خيرا وسدد ألسنتكم في ذلك إلى محاسن الآداب، ورزقكم الحكمة وفصل الخطـاب، لكن يـجب أن تكونوا أول المتحاكمين إلى شريعة الله فيما تأتون وتذرون.
وكونوا مقتصدين في مثالب الحكام ولا تكونو فيها من المسرفين فيسلِّطهم الله عليكم بأشد مما تحذرون، وقبل أن تجتهدوا في توعية الناس بمصابهم في حكامهم، اجتهدوا في توعيتهم بمصـابهم في أنفسهم؛ فإنكم لم تؤتوا من قبلهم بقدر ما أوتيتم من قبل أنفسكم؛ قال الله ـ عز وجل ـ لخير الخلق صلى الله عليه وسلم: ﴿مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ﴾[النساء:79]، وقال لخير الأتباع رضي الله عنهم: ﴿قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ﴾[آل عمران:165]، فشرور الأنفس وسيئات الأعمال هي أصل كل بلية لو كان الدعاة يعقلون، فلذلك كان سيد المصلحين لا يزيد في افتتاح خطبه على التعوذ منها، فيقول: «…ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا» رواه أصحاب السنن وصححه الألباني في تحقيقه لها.
ولا تحرِّضوا الناس على مجاهدة عدوهم قبل تحريضهم على مجاهدة أنفسهم؛ فمن عجز عن نفسه التي بين جنبيه كيف يقدر على غيرها؟!
ولابن كثير ـ رحمه الله ـ كلام متين في «تفسيره» عند قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِين﴾[التوبة:123]، قال فيه: «وقوله: ﴿وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِين﴾ أي: قاتلوا الكفار وتوكّلوا على الله واعلموا أن الله معكم إن اتقيتموه وأطعتموه، وهكذ الأمر لما كانت القرون الثلاثة الذين هم خير هذه الأمة في غاية الاستقامة والقيام بطاعة الله تعالى، لم يزالوا ظاهرين على عدوهم، ولم تزل الفتوحات كثيرة، ولم تزل الأعداء في سفال وخسار، ثم لـما وقعت الفتن والأهواء والاختلاف بين الملوك، طمع الأعداء في أطراف البلاد وتقدموا إليها، فلم يمانعوا لشغل الملوك بعضهم ببعض، ثم تقدموا إلى حوزة الإسلام، فأخذوا من الأطراف بلدانا كثيرة، ثم لم يزالوا حتى استحـوذوا على كثير من بلاد الإسلام، ولله سبحانه الأمر من قبل ومن بعد، فكلما قام ملك من ملوك الإسلام وأطاع أوامر الله وتوكل عليه فتح الله عليه من البلاد واسترجع من الأعداء بحسبه، وبقدر ما فيه من ولاية الله، والله المسئول الـمؤمول أن يمكن المسلمين من تـواصي أعدائه الكافرين، وأن يعلي كلمتهم في سائر الأقاليم، إنه جواد كريم».
وللقرطبي الـمفسر ـ رحمه الله ـ كلام عظيـم في «الجامع لأحكام القرآن» عند قوله تعالى من سورة البقرة (249): ﴿كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ﴾، قال فيه (3/255): «وفي قولهم رضي الله عنهم ﴿كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ﴾ الآية، تحريض على القتال واستشعار للصبر واقتداء بمن صدق ربه، قلت: هكذا يجب علينا نحن أن نفعل؛ لكن الأعمال القبيحة والنيـات الفـاسدة منعت من ذلك حتى ينكسر العدد الكبير منا قدام اليسير من العدو كما شاهدناه غير مرة، وذلك بما كسبت أيدينا؛ وفي «البخاري»، قال أبو الدرداء: «إنما تقاتلون بأعمالكم»، وفيه مسند أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «هل ترزقون وتنصرون إلا بضعفائكم؟!»، فالأعمال فاسدة، والضعفاء مهملون، والصبر قليل، والاعتماد ضعيف، والتقوى زائلة، قال الله تعالى: ﴿اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ﴾[آل عمران:200]، وقال: ﴿وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ﴾[المائدة:23]، وقال: ﴿إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُون﴾[النحل:128]، وقـال: ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ﴾[الحج:40]، وقـال: ﴿إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُون﴾[الأنفال:45].
فهذه أسباب النصر وشروطه، وهي معدومة عندنا غير موجودة فينا، فإنا لله وإنا إليه راجعون على ما أصابنا وحلَّ بنا، بل لم يبق من الإسلام إلا ذكره، ولا من الدين إلا رسمه؛ لظهور الفساد ولكثرة الطغيان وقلة الرشـاد، حتى استولى العدو شرقا وغربا، برا وبحرا، وعمت الفتن وعظمت المحن، ولا عاصم إلا من رحم».
فانظروا إلى دقة هذا الكلام؛ ما أصدقه على الواقع، وما أسعد صاحبه بالنص! واعرفوا به أهل زمانكم، تدركوا من خلاله سبب تخلف النصر، ويتيسر لكم فهم ما يذكره العلماء الراسخون عن حكم الجهاد في ديار مسلمة قد استولت الشبهات والشهوات على أهلها إلا فئة قليلة من الغرباء، نسأل الله أن يؤنس غربتها، ويفرج كربتها.
وكونوا وقّافين عند النصوص، فبين أيديكم آيات من الكتاب بالـحق ناطق، وبيان من السنة صادق، واستنباط عالم، وشهادة عوالم، فالزموه ول تأخذكم به في الله لومة لائم، قال ابن القيم في «إعلام الموقعين» (2/159): «ونكتة المسألة أن تجريد التوحيدين في أمر الله لا يقوم له شيء البتة، وصاحبه مؤيّد منصور ولو توالت عليه زمر الأعداء».
وكونوا مشفقين على أرواح إخوانكم المسلمين وأعراضهم وأموالهم، فلا تعرضوها للتلف بفتوى دموية يرتجلها اللسان في ساعة فورة غضبية عمياء؛ فإن المسلم الغيور بقدر ما يحزنه أن يرى هذا الواقع الـمر يـحزنه أن يرى اليد الآثمة تتلقف إخـوانه لتذبّحهم بسبب عجلة من لا ينظر في المآل كما ينظر إلى سوء الحال؛ فإن النظر في المآلات والعواقب يعصم من كثير من الطيش والمعاطب، بل هو ميزان صحة الأعمال؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالخَوَاتِيمِ» متفق عليه.
فافهم هذا أيها المصلح؛ كي لا تكون أداة في يد العدو يستعملك له وأنت لا تشعر، ويستميلك إليه باستدراجك إلى حرب غير متكافئة لتُهدي له أرواح إخوانك بلا ثمن ولا نكاية فيه، يلتهمهم ثم يستفزّك ناظرا منك أن تقدّم له مجموعة أخرى ممن ربّيت على بعض الاستقامة، فينتقم منها ويورثك حسرة وندامة، وهكذا دواليك، حتى لا يبقي لك فرصة للإعداد إلا بعثر لك ما حواليك، قال الشيخ صالح الفوزان في «الـجهاد: أنواعه وأحكامه» (ص92): «كم يقتل من المسلمين بسبب مغامرة جاهل أغضب الكفار ـ وهم أقوى منه ـ فانقضوا على المسلمين تقتيلا وتشريدا وخرابا، ولا حول ولا قوة إلا بالله! ويسمون هذه المغامرة بالجهاد!! وهذا ليس هو الجهاد؛ لأنه لم تتوفر شروطه، ولم تتحقق أركانه، فهو ليس جهادا، وإنما هو عدوان لا يأمر الله ـ عز وجل ـ به».
واعلموا أنه كما يعد الإقدام في المعركة شجاعة ونصرا، فإن الإحجام ـ عند غلبة مفسدة الإقدام ـ يعد شجـاعة ونصرا؛ فقد خلص الله موسى وهارون ـ عليهما الصلاة والسلام ـ من فرعون من غير أن يقاتلاه، بل أهلكه الله وهما هاربان منه، فسمى الله خلاصهما انتصارا مع أنهما لم يواجهاه، ولا واجهه أحد من رعيتهما، فهذا الذي يعتبره الـمتهورون ذلا ومهانة سمـاه الله انتصارا، فقال: ﴿وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُون، وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيم، وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِين﴾[الصافات:114 ـ 116]
فتأملـوا كيف سماه نجاة ونصرا على الرغم من حرصهما على ترك المواجهة! بل أكد ذلك فوصفهم بالغلبة، فلماذا لا تجنبون ـ أيها الدعاة! ـ المسلمين اليوم عدوهم وقد عرفتم ـ بفقهكم للواقع!! ـ شراسته كما عرفتم ضعف إخوانكم؟! قـال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله في «تفسير سورة الصافات» (ص267): «والتخلص من العدو يسمى نصرا وفتحا وغلبة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة مؤتة حين كانت الراية مع زيد بن حارثة، ثم كانت مع جعفر بن أبي طالب، ثم كانت مع عبد الله بن رواحة، وكلهم قتلوا رضي الله عنهم، قال: «ثم أخذها خالد ففتح الله على يديه»، وخالد رضي الله عنه لم ينتصر على الروم ولم يغلبهم ولكن نجا منهم، فسمى النبي صلى الله عليه وسلم هذه النجاة فتحا، كما سمى الله تعالى هنا نجاة موسى وهارون وقومه من فرعون أنها نصر وغلبة».
وذكر ابن النحاس في «مشارع الأشواق إلى مصارع العشاق» (2/891) رواية فيها أن خالدا رضي الله عنه انحاز بالجيش عن القتال في مؤتة، ورجح أن ذلك عد نصرة للمسلمين؛ واعتبره من جهة حفظ من بقي من المسلمين.
هذا، وقد صد النبي صلى الله عليه وسلم عام الحديبية عن البيت الحرام، وسماه الله فتحا على الرغم من أن النبي صلى الله عليه وسلم جنب المؤمنين القتال، فقال: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا﴾[الفتح:1]، وجعله سببا للنصر، فقـال: ﴿وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا﴾[الفتح:3]، ولذلك كان البراء يقول: «تعدون أنتم الفتح فتح مكة، وقد كان فتح مكة فتحا، ونحن نَعُدُّ الفتحَ بيعةَ الرضوان يوم الحديبية…» رواه البخاري (4150)، وكان الزهري يقول: «لم يكن في الإسلام فتح قبل فتح الحديبية أعظم منه»، انظر «الفتح» (7/441)، قالوا هذا مع أن ما كان في الصلح هو ظلم صريح للمسلمين؛ إذ لم يكتف المشركون بطردهم عن أوطانهم، حتى صدوهم عن مجرد زيارة خفيفة له بأداء العمرة، مع ما فيه من منع مستضعفي مكة من الالتحاق بالرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة، وإجبار المسلمين على تسليم الفارين إليهم لمشركي مكة، والله المستعان.
وما كان من نصر في مثل هذه الحالات العصيبة إنما يحصـل بسبب صبر المؤمنـين وحرصهم على الطاعة ولو كانت النفس تنزع إلى الانتقام، فإن الصبر عند العجز من أقوى جند الله ـ عز وجل ـ، قال ابن القيم في «شفاء العليل» (ص64): «وزاد عناد القوم وطغيانهم، وذلك من أكبر العون على نفوسهم، وزاد صبر المؤمنين واحتمالهم والتزامهم لحكم الله وطاعة رسوله، وذلك من أعظم أسباب نصرهم، إلى غير ذلك من الأمور التي علمها الله ولم يعلمها الصحابة، ولهذا سماه فتحا».
فهذا من استنباط هذين العظيمين: البراء رضي الله عنه والزهري رحمه الله، وذاك الذي مضى في سورة الصافات من استنباط عظيم من علماء هذه الأمة: ابن عثيمين رحمه الله، لو كان المهمومون بالجهاد يهتمون بفقه الجهاد ويعرفون للعلماء قدرهم!

(1) عددتها فوجدتها ذكرت خمسا وثلاثين مرة ومائتي مرة، عدا المحتمل منها أو المشتق منها لغير معناها.




جزاكم الله خيرًا




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




بارك الله فيك




جزاكم الله كل خير




جزى الله خيرا كل من مر من هنا و دعا لنا.
بارك الله فيكم.




|||ردد معي|||~~~|||~~~|||الله||| ~~~|||أكبر|||
|||~~~|||~~~|||~~~اللهم ارزقنا الجــــــــــــــنه امين
|||ردد معي|||سبحان|||~~~|||الله| ||~~~|||وبحمده||

بارك الله فيك في ميزان حسناتك ان شاء الله

|||ردد معي|||~~~|||~~~|||الله||| ~~~|||أكبر|||
|||~~~|||~~~|||~~~اللهم ارزقنا الجــــــــــــــنه امين
|||ردد معي|||سبحان|||~~~|||الله| ||~~~|||وبحمده||




التصنيفات
اسلاميات عامة

التَّغيير المطلوب بقلم : فضيلة الشَّيخ توفيق عمروني الجزائري [مدير مجلَّة الإصلاح ]

التَّغيير المطلوب
بقلم :

فضيلة الشَّيخ توفيق عمروني الجزائري – حفظه الله ورعاه

بسم الله الرحمن الرحيم


ها هي مجلَّة " الإصلاح " تستقبل عامَها الخامس ، وأوطانٌ عربيَّةٌ وإسلاميَّةٌ تستفيقُ على وقع أحداث متتابعة متَسارعة كأمواج البَحر المتلاطمَة ، وانتفاضات ( شبابيَّة ) ، وثورات شعوب على حكَّامها، رافعة شعار التَّغيير ، وقد يُوافق ذلكَ مجرى السُّنن الكونيَّة من النِّهاية الوخيمة والعاقبة السَّيئة للظُّلم والجور والاستبداد ، لكن هذا لا يسوِّغ الخروج في هذه الثَّورات العارمة ، والمظاهرات الحاشدة ، لأنَّها ليسَت مِن أساليبِ الشَّريعة في المناصحة ، ولا من طرائق تَغيير المنكر ، ودفع الظُّلم ودَرئه ، كما قرَّره العلماء المحقِّقون من أهل السُّنَّة والجماعة.

إنَّ منَ المعلوم قطعًا أنَّ تغيير الأحوال بيد الله تعالى وحدَه ، يصرِّف الأمُور وفقَ مشيئتِه وإرادتِه ، يعزُّ ويذلُّ ، ويرفع ويضع ، ويؤتي الملك مَن يشاء وينـزعُه ممَّن يشاء ، لكن الله جعلَ لهذا التَّغيير سنَّةً كونيَّةً ، فلا تتحوَّل الأمَّة من حال الضَّيق والضَّنك إلى حال السَّعة والعزِّ والنِّعمة والـمَنعة ونحوها ، إلاَّ إذا أحدث أفرادُها التَّغيير في أنفُسهم ، قال الله تعالى : ﴿ إنَّ الله لاَ يُغَيّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمّ ،فليس منَ الحكمَة أن يعيشَ أحدٌ عمرًا طويلاً لا يسأمُ فيه منَ المطالبة باستِبدال حاكم أو تغيير حكومَةٍ ، ولا يلتفتُ يومًا إلى نفسه يعاتبُها ويلومُها ، ويُغيِّر ما بها من سُوءٍ ويطهِّرها ممَّا علق بها من شرور ، ويُصلح ما بينَه وبين ربِّه سبحانه .

وقد علَّمنا التَّاريخ أنَّ هذه الثَّورات قَد تحملُ معَها رياح التَّغيير ، فأطيحت أنظمة ، وأسقطت دول ، وقام على أنقاضها دولٌ بإيديولجيَّات وضعيَّة ، وفلسفات لائكيَّةٍ ، ونُظم علمانيَّةٍ غيَّبت الدِّين تغييبًا ، إلاَّ أنَّها لم تحقِّق للنَّاس ما كانوا يؤمِّلون ، وخابت معها الظُّنون .

إنَّ الَّذي دعا إليه الأنبياء والرُّسل – عليهم السَّلام – وعلى رأسهم خاتم النَّبييِّن صلى الله عليه وسلم ، هو التَّغيير النَّافع لكلِّ مجتمَع في أيِّ مكان وفي أيِّ زمان ، وهو الاجتماع على أنَّه لا إله إلاَّ الله ولا معبودَ بحقٍّ سواه ، ونبذ الشِّرك ومظاهره ، وأن يكونَ غرسُ التَّوحيد في نفوس أفراد الأمَّة هو القضيَّة الَّتي يقوم عليها النِّظام ، وبهذا يكون الإصلاح ويتحقَّق العدل ، وأمَّا التَّغيير الَّذي لا يضَع ذلك في حُسبانه ، ويجعل أمر التَّوحيد والدِّين هو آخرَ اهتماماتِه فهُو الخسرانُ بعينِه .

وعليه ، فأيُّ تغيير لا يأخُذُ بزمامِه ورثةُ الأنبياءِ ، يعني العُلماء الرَّبَّانيِّين فهو عُرضة للاضطراب والاختلال ، وقد يستَغرب هذا الكلام مَن لم تلتصق ثقافتُه بالوحي أو مَن صار لُقمةً سائغةً لوسائل الإعلام تصقُل ذهنَه وأفكارَه وتصوُّراتِه ، وأمَّا مَن لازمَ كتابَ الله وسنَّةَ رسوله صلى الله عليه وسلم علم
يقينًا أنَّه هو التَّغيير المطلوب .

المصدر : العدد الرابع والعشرون لمجلَّة الإصلاح الجزائرية
صانها الله من كل سوء
نقله على الجهاز في مجلس الواحد قبيل المغرب ليوم الإثنين :
7 جمادى الأولى 1443هـ الموافق لـ : 11 أفريل 2022 م
سفيان ابن عبد الله الجزائري – غفر الله له




تعليمية




اللهم اهدهم واهدينا شكرا لك ننتضر جديدك




جزاك الله كل خير




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




شكراااااااااااااااااااااا ااااااااااااا




|||ردد معي|||~~~|||~~~|||الله||| ~~~|||أكبر|||
|||~~~|||~~~|||~~~اللهم ارزقنا الجــــــــــــــنه امين
|||ردد معي|||سبحان|||~~~|||الله| ||~~~|||وبحمده||

بارك الله فيك في ميزان حسناتك ان شاء الله

|||ردد معي|||~~~|||~~~|||الله||| ~~~|||أكبر|||
|||~~~|||~~~|||~~~اللهم ارزقنا الجــــــــــــــنه امين
|||ردد معي|||سبحان|||~~~|||الله| ||~~~|||وبحمده||




التصنيفات
اسلاميات عامة

فضل الإصلاح بين المسلمين والرخصة في الكذب بينهم بما يوجب الصلح

تعليمية تعليمية

إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيِّئات أعمالنا ، من يهده الله ؛ فلا مُضِلَّ له ، ومن يضلل ؛ فلا هادي له .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
أما بعد : قال الله جل وعز : ﴿ لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما [النساء : 114] .
قال الإمام الطبري (9 / 201-202، ط- ابن تيمية) : « يعني جل ثناؤه بقوله : ﴿لا خير في كثير من نجواهم : لا خير في كثير من نجوى الناس جميعًا ، ﴿ إلا من أمر بصدقة أو معروف والمعروف هو كل ما أمر الله به أو ندب إليه من أعمال البر والخير، ﴿ أو إصلاح بين الناس وهو الإصلاح بين المتباينين أو المختصمين بما أباح الله الإصلاح بينهما ؛ ليتراجعا إلى ما فيه الألفة واجتماع الكلمة على ما أذن الله وأمر به .
ثم أخبر جل ثناؤه بما وعد من فعل ذلك فقال : ﴿ ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاةِ الله فسوف نؤتيه أجرًا عظيمًا يقول : ومن يأمر بصدقة أو معروف من الأمر ، أو يصلح بين الناس ، ﴿ ابتغاء مرضاة الله يعني : طلب رضى الله بفعله ذلك ، ﴿ فسوف نؤتيه أجرًا عظيمًا يقول : فسوف نعطيه جزاءً لما فعل من ذلك عظيمًا ، ولا حدَّ لمبلغ ما سمى الله ﴿عظيمًا يعلمه سواه .
وقال تعالى : ﴿ يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين [الأنفال : 1]
عن ابن عباس: ﴿ فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم قال : « هذا تحريجٌ من الله على المؤمنين أن يتقوا الله ويصلحوا ذات بينهم » . قال عباد : قال سفيان : هذا حين اختلفوا في الغنائم يوم بدر . صحيح رواه الطبري في التفسير (13 / 384، ط- ابن تيمية) والبخاري في الأدب المفرد (رقم 392- الزهيري) .
وعن السدي : ﴿ فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم أي : لا تَسْتَبُّوا . حسن رواه الطبري (13 / 384، ط- ابن تيمية) .
وقال تعالى : ﴿ وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون [الحجرات : 9-10]
عن ابن عباس قوله : « ﴿ وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن الله سبحانه أمر النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – والمؤمنين إذا اقتتلت طائفتان من المؤمنين أن يدعوهم إلى حكم الله ، وينصف بعضهم من بعض ، فإن أجابوا حكم فيهم بكتاب الله ، حتى ينصف المظلوم من الظالم ، فمن أبي منهم أن يجيب فهو باغ ، وحق على إمام المؤمنين أن يجاهدهم ويقاتلهم ، حتى يفيئوا إلى أمر الله ، ويقروا بحكم الله ». حسن رواه الطبري (21 / 357-358، ط- هجر) .
وعن قتادة قوله : « ﴿ وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله الآية ، ذُكر لنا أنها نزلت في رجلين من الأنصار كانت بينهما مدارأة في حقّ بينهما ، فقال أحدهما للآخر : لآخذنه عنوة لكثرة عشيرته ، وأن الآخر دعاه ليحاكمه إلى نبيّ الله – صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم – فأبى أن يتبعه ، فلم يزل الأمر حتى تدافعوا ، وحتى تناول بعضهم بعضا بالأيدي والنعال ، ولم يكن قتال بالسيوف ، فأمر الله أن تُقاتل حتى تفيء إلى كتاب الله ، وإلى حكم نبيه – صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم – ، وليست كما تأوّلها أهل الشبهات ، وأهل البدع، وأهل الفرى على الله وعلى كتابه ، أنه المؤمن يحلّ لك قتله ، فوالله لقد عظَّم الله حُرمة المؤمن حتى نهاك أن تظنّ بأخيك إلا خيرا ، فقال ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ الآية ». حسن رواه الطبري (21 / 360، ط، هجر) .
وعن مجاهد قال : الطائفة : « الرجل الواحد إلى الألف ، قال : ﴿ وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا إنما كانا رجلين ». حسن رواه الطبري (17 / 146، ط، هجر) .
وفي الحديث عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : « ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة ؟» ، قالوا : بلى يا رسول الله ، قال: « إصلاح ذات البين ؛ فإن فساد ذات البين هي الحالقة ». صحيح رواه الترمذي ، وقال: هذا حديث صحيح ، ويروى عن النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أنه قال: « هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر ، ولكن تحلق الدين ». انظر صحيح سنن الترمذي (3 / 607) .
وفساد ذات البين سببه الحسد والبغضاء كما في حديث الزبير بن العوام أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: « دب إليكم داء الأمم قبلكم : الحسد والبغضاء ، هي الحالقة، لا أقول: تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين ، والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أفلا أنبئكم بما يثبت ذاكم لكم ؟ أفشوا السلام بينكم ». حسن رواه الترمذي، المصدر السابق (3 / 607) .
ومن أسباب الحسد الحرص على الزعامة والرياسة في الدين كما في حديث كعب بن مالك الأنصاري قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : « ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم ؛ بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه » . رواه الترمذي ، وقال : هذا حديث حسن صحيح ، انظر صحيح سنن الترمذي (2 / 553) .
ومن أسباب البغضاء تتبع عورات الناس ، وذلك يفسدهم كما في حديث معاوية قال : سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول : « إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت أن تفسدهم » ، فقال أبو الدرداء : كلمة سمعها معاوية من رسول الله نفعه الله تعالى بها . صحيح رواه داود (10 / 388) وغيره .
ومن أسبابها تصيد زلات ذوي الهيئات للنات ، وقد أمرنا بٌإقالتها كما في حديث عائشة – رضي الله عنها- قالت : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : « أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود » . صحيح رواه أبو داود ، انظر صحيح أبي داود (3 / 48) . وفي رواية : « تجافوا لذوي الهيئات عثراتهم » قال الشافعي : سمعت من أهل العلم من يعرف هذا الحديث ويقول : نتجافى للرجل ذي الهيئة عن عثرته ما لم يكن حدا، زاد أبو عبد الله وأبو سعيد في روايتهما : قال الشافعي : وذوو الهيئات الذين يقالون عثراتهم : الذين ليسوا يعرفون بالشر ، فيزل أحدهم الزلة . رواه البيهقي في معرفة السنن والآثار (13 / 75) . وفي الأثر عن معاذ بن جبل قال : « كيف أنتم بثلاث : بزلة عالم ، وجدال المنافق بالقرآن، ودنيا تقطع أعناقكم ؟ فأما زلة العالم فإن اهتدى فلا تقلدوه دينكم ، وإن افتتن فلا تقطعوا عنه أناتكم . وجدال المنافق بالقرآن ، والقرآن حق عليه منار كمنار الطريق فما عرفتم فخذوه ، وما أنكرتم فكلوا علمه إلى عالمه . وأما الدنيا فمن جعل الله له الغنى في قلبه نفعته الدنيا ، ومن لم يجعل الله غناه في قلبه لم تنفعه الدنيا » . حسن رواه أبو داود في الزهد (ص/177، ط1، دار المشكاة) .
وسبب فساد ذات البين كله من ضعف الإيمان وقلة تقوى الله جل وعز كما في حيث ابن عمر قال: صعد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – المنبر ، فنادى بصوت رفيع ، فقال : « يا معشر من أسلم بلسانه ، ولم يفض الإيمان إلى قلبه لا تؤذوا المسلمين، ولا تعيروهم ، ولا تتبعوا عوراتهم ؛ فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته يفضحه ، ولو في جوف رحله ».
قال: ونظر ابن عمر يوما إلى البيت – أو إلى الكعبة – فقال : ما أعظمك وأعظم حرمتك ! والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك . حديث حسن رواه الترمذي ، انظر صحيح سنن الترمذي (2 / 391) .
وإني لأعجب من أناس أبيح لهم الكذب في الإصلاح بين المسلمين فاستباحوه في الإفساد بينهم ، ففي الحديث عن أمّ كلثوم بنت عُقبة أنها سمعت رسول الله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يقول: « ليس الكذّاب الذي يُصلح بين الناس فينمى خيراً أو يقول خيراً». رواه البخاري . وفي رواية مسلم قالت : « ما سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – رخص في شيء من الكذب إلا في ثلاث : الرجل يقول القول يريد به الإصلاح ، والرجل يقول القول في الحرب ، والرجل يحدث امرأته ، و المرأة تحدث زوجها ».
اللهم أصلح ذات بيننا ، وألف بين قلوبنا ، واهدنا سبل السلام ، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، اللهم بارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وأزواجنا وذرياتنا ، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ، اللهم اجعلنا شاكرين لنعمتك ، مثنين بها قابليها ، وأتممها علينا يا أرحم الراحمين .

وكتبه أبو طيبة محمد بن مبخوت لخمس بقين من رجب سنة 1443هـ.

تعليمية تعليمية




جزاك الله خيرا.




بارك الله فيك




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

منهج جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في الإصلاح الديني سليم مجوب

تعليمية تعليمية
منهج جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في الإصلاح الديني – الحلقة الأولى – سليم مجوبي

منهج جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في الإصلاح الديني – الحلقة الأولى –
سليم مجوبي
1 ـ الاهتمام بتطهير العقائد أول

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد: أخذت جمعية العلماء على عاتقها – منذ نشأتها – الدعوة إلى التوحيد وغرس العقيدة الصحيحة في النفوس، مقتفية في ذلك طريقة الأنبياء والمرسلين، الذين قال الله تعالى عنهم: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُون﴾ [الأنبياء:25]، وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ﴾ [النحل: 36].
و«هذا الكتاب العزيز فاقرأ وتدبَّر، تجد السُّوَر مكيَّها ومدنيَّها، تفيض القول في حديث المشركين الغابرين والمعاصرين، ولا تكاد تخلو سورة من هذا الحديث، ولا تكاد تجد غيره في سُوَر كثيرة…
ومن أسلوبه الحكيم جمعُه في دعوته بين بيان التوحيد ومزاياه، وإيضاحِ الشرك ودناياه، وبضدِّها تتميَّز الأشياء. وهذه أطوار البعثة من حين الأمر بالإنذار المطلق في سورة المدثر(1) إلى الأمر بإنذار العشيرة(2)، إلى الأمر بالصدع بالدعوة(3)، إلى الأمر بالهجرة(4) إلى الإذن بالقتال(5) إلى فتح مكة، إلى الإعلام بدنو الحِمام(6)، لم تخلُ من إعلان التوحيد وشواهده ومحاربة الشرك ومظاهره، ويكاد ينحصر غرض البعثة أولا في ذلك.
فلا ترك النبي صلى الله عليه وسلم التَّنديد بالأصنام وهو وحيد(7)، ولا ذهل عنه وهو محصور بالشِّعب ثلاث سنوات شديدة(8)، ولا نسيهُ وهو مختفٍ في هجرته والعدو مشتد في طلبه(9)، ولا قطع الحديث عنه وهو ظاهر بمدينته بين أنصاره(10) ولا غلق باب الخوض فيه بعد فتح مكة(11)، ولا شُغل عنه وهو يجاهد وينتصر ويكرُّ ولا يفرّ(12)، ولا اكتفى بطلب البيعة على القتال عن تكرير عرض البيعة على التوحيد ونبذ الشرك(13)، وهذه سيرته المدونة وأحاديثه المصحَّحة، فتتبَّعها تجد صدق ما ادَّعينا وتفصيل ما أجملنا»(14).
والدَّعوة إلى التَّوحيد هو الغرض الذي أُنشئت الجمعيّة من أجله(15)، ووجَّهت معظم نشاطها إليه، ومنتهى غايتها إذا وصلت إليه؛ ولذلك يقول الإبراهيمي: «إنّ الحدَّ الأخير الذي يحدِّده التاريخ لهذه الجمعيّة هو اليوم الذي يصبح فيه المسلمون كلُّهم بهذا الوطن ولا مرجع لهم في التماس الهداية إلا كتاب الله وسنّة رسوله، ولا سلطان على أرواحهم إلا الله الحيُّ القيُّوم، ولا مصرِّف لجوارحهم وإرادتهم إلا الإيمان الصحيح تنشأ عنه الأعمال الصحيحة فتُثمر آثاراً صحيحة… يوم يصبح المسلمون متساوين في العبوديّة لله، لا يعبدون غيره ولا يدعون سواه ولا يُسلمون وجوههم إلا إليه، ولا يتَّخذ بعضهم بعضاً أرباباً من دون الله»(16).
وقال الطيِّب العقبي: «هذا، وإنّ دعوتنا الإصلاحيّة قبل كلِّ شيء وبعده هي دعوة دينيّة محضة … وهي تتلخَّص في كلمتين: أن لا نعبد إلا الله وحده، وأن لا تكون عبادتُنا له إلا بما شرعه وجاء من عنده»(17).
ونشر العقيدة الصحيحة لا يتحقَّق إلا بتطهيرها وتخليصها مما علِق بها من شوائب الشِّرك والبدع، ممّا أحدثه في دين الله المحدِثون، وأشرك به مع الله غيرَه المشركون.
ولقد أدركت الجمعية هذا المبدأ فاهتمت به وجعلته نصب عينيها؛ فقد جاء في قانونها الداخليّ ما نصه:
«والعقيدة الحقَّة لها ميزان دقيق وهو الكتاب والسنَّة. فإذا عرضنا أكثر عقائد النَّاس على ذلك الميزان وجدناها طائشة، فأيُّ سبيل نسلكه لتقويمها؟ إن اقتصرنا على بيان العقيدة الصحيحة واجتهدنا في إقامة الأدلَّة، فإنّ التَّأثير يكون قليلاً، لأنَّ النُّفوسَ قد اصطبغت بعوائد وتقاليد مستحكمة، والفِطَرَ قد فسدت بما لابسها من خرافات وأوهام. فالواجب إذن أن نبدأ بمحاربة تلك البدع والخرافات بطُرق حكيمة تقرُب من أذواق النَّاس، فإذا ماتت البدع والخرافات، وصَفَت الفطرُ من ذلك الشَّوب سَهُل تلقين العقيدة الصَّحيحة وتلقَّتها الأمَّة بالقبول»(18).
وليس الإرشاد إلى الخير النَّافع بأولى من التَّنبيه على الباطل الضارّ، بل كلاهما غرض حسن، وسَنن لا يعدل عنه السَّاعون في خير سنن(19)، ولا تثبت تحلية إلا عن سبق تخلية.(20)
لقد تأسَّست الجمعيّة في وقت اشتدَّت فيه وطأة الاستعمار الفرنسي على الشَّعب الجزائري، وكان قد مرَّ على احتلاله للجزائر قرنٌ كاملٌ، ذاق فيه الجزائريّون ألواناً من العذاب، ومع هذا كلِّه كان من حكمة الجمعيّة الإعراضُ عن هذا الاستعمار الماديّ – في أوَّل الأمر – الذي يعتمد على الحديد والنَّار، وتوجيه ضرباتها إلى الاستعمار الرُّوحيّ الذي يمثِّله مشايخ الطُّرق المؤثِّرون في الشَّعب، المتغلغلون في جميع أوساطه، المتَّجرون باسم الدِّين، المتعاونون مع الاستعمار الماديّ عن رِضى وطواعية، من أجل تجهيل الأمَّة لئلاَّ تفيق بالعلم، وتفقيرها لئلاَّ تستعين بالمال على التَّحرر، فكان من سداد الرأي وإحكام التدبير البدءُ بمحاربة الاستعمار الثَّاني؛ لأنّه أضرُّ خطراً وأهون دفاعاً.(21)
يقول ابن باديس: «وبعدُ، فإنَّنا اخترنا الخطَّة الدِّينيّة على غيرها عن علم وبصيرة وتمسُّكا بما هو مناسب لفطرتنا وتربيتنا من النُّصح والإرشاد وبثِّ الخير، والثَّبات على وجهٍ واحدٍ، والسير في خط مستقيم… ولو أردنا أن ندخل الميدان السياسيّ لَدخلناه جهراً، ولَضربنا فيه المثل بما عُرف عنَّا من ثباتنا وتضحيتنا، ولَقُدْنا الأمَّة كلَّها للمطالبة بحقوقها، ولكان أسهلَ شيء علينا أن نسير بها على ما نرسمه لها، وأن نبلُغ من نفوسها إلى أقصى غايات التَّأثير عليها؛ فإنّ ممَّا نعلمه ولا يخفى على غيرنا أنّ القائد الذي يقول للأمَّة: إنَّك مظلومة في حقوقك وإنَّني أريد إيصالك إليها؛ يجد منها ما لا يجده من يقول لها: إنَّك ضالَّة عن أصول دِينك وإنَّني أريد هدايتك، فذلك تلبِّيه كلُّها، وهذا يقاومه معظمُها أو شطرُها، وهذا كلُّه نعلمه؛ ولكنَّنا اخترنا ما اخترنا لِما ذكرنا وبيَّنَّا، وإنَّنا – فيما اخترناه – بإذن الله لماضون وعليه متوكلون»(22).
وفي تقديم التَّصفية على التَّربية، والتَّخلية على التَّحلية يقول الإبراهيمي:«كان معقولاً جدًّا أنّ الإصلاح الدِّينيَّ لا يطمئنُّ به المضجع في هذه الدِّيار، ولا ترسخ جذوره إلا إذا مُهِّدت له الأرض ونُقِّيت. ولابدّ بعد وجود المقتضيات من إزالة الموانع. وموانع الإصلاح بهذه الدِّيار وعوائقُه هي طائفة أو طوائف، تختلف اسماً وصفةً، وتتَّحد رسماً وغايةً»(23).
ويذكر الإبراهيميّ أنّ الأوساط الإصلاحيّة تردَّدت في طريقة عملها بين رأيين:
الأول: توجيه الجهود إلى التَّعليم المثمر، وتكوين طائفة من المتعلِّمين مطبوعة بالطَّابع الإصلاحيّ علماً وعملاً، مسلَّحةٍ بالأدلّة، حتى إذا كثُر سوادها استُخدمت في الحرب على البدع وأهلها. وكان هو يميل في البداية إلى هذا الرأي.
الثاني: الهجوم على أهل الباطل والبدع، وإسماعُ العامَّة المغرورة بهم صوت الحقّ؛ لأنَّ البدع والمنكرات قد تغلغلت في الأمَّة وطال عليها الأمد، وشاب عليها الوالد وشبَّ الولد، فلا بدَّ من صيحة مُخيفة ورجَّة عنيفة تصدِّع بنيانها وتُزَلْزِل أركانَها، وتُضعف في النُّفوس هيبة أهل الباطل ورهبتهم.
قال: «وقد رجَح الرأيُ الثاني لمقتضياتٍ، لله من ورائها حكمة»(24).
ولقد عاب بعض الكُتّاب على الجمعيّة اشتغالَها بالردِّ على المنحرفين في العقيدة وصرفَ الجهود والأوقات في ذلك، على حساب غيره من مباحث العلم والتَّعليم والأخلاق والصَّنائع، مقلِّلا من أهميّة عملها هذا؛ ولأمثال هؤلاء يقول الإبراهيمي: «وقد يظنُّ الظانُّون وتنطق ألسنتهم بهذا الظنّ، أنّ هذه المنكرات التي نحاربها ونشتدُّ في حربها هي قليلة الخطر، ضعيفة الأثر، وأنّنا غلونا في إنكارها، وأنفقنا من الأوقات والجهود في حربها، ما كان حقيقاً أن يصرف في ناحية أخرى أهمّ، كالإصلاح العلميّ؛ وفات هؤلاء أنَّ اللوازم القريبة لتلك المنكرات التي تشتدُّ الجمعيّة في محاربتها التزهيدُ في العلم وإفساد الفطر وفشل العزائم، وقتل الفضائل النفسيّة، وإزالة الثِّقة بالنَّفس من النَّفس، وتضعيفُ المدارك وتخدير المشاعر، وهي رذائل لا تجتمع واحدة منها مع ملَكة علميّة صحيحة، فكيف بها إذا اجتمعت. فكان من الحكمة أن تبتدئ الجمعيّة بتطهير النُّفوس من الرذائل، وأن تجعل مِن صرخاتها عليها نذيرًا للنَّاشئة أن تتلطَّخ نفوسهم بشيء من أوضارها»(25).
إذ « كيف يُخلص في عبادة ربِّه من يعتقد أنّه لا يصلح هو لمناجاته، وأنّه لابدّ له من واسطة تقرِّبه زلفى إليه، وأنّ تلك الواسطة تضرُّه وتنفعه، وتُشقيه وتُسعده، وتُعطيه وتمنعه… أم كيف تتهذَّب أخلاق من يعتقد أنّ كلَّ ما هو عليه من عوائد فاسدة هو من الدِّين ومن سنَّة المتقدِّمين، وأنّ من يريد إصلاح تلك العوائد من الملحدين.
أم كيف تستقيم أعمال من يعتقد أنّ شيخه يُنجيه من النِّيران، أو أنّ الذِّكر الفلاني أو الصلاة الفلانيّة إذا قاله مُحِيَت عنه جميع الأوزار، وزُجّ في زمرة الأخيار، أو أنّ زيارة قبر شيخه تعدِل عبادة سبعين سنة، أو أنّ الطَّواف بقبره كالطَّواف بالبيت الحرام… أم كيف يعمل لِعزّ أو ينتصر من بغي من يعتقد أنّ ذلَّه واستعباده ومهانته أمرٌ مقدَّر عليه لا يسَعه إلا الصَّبرُ عليه حتى يتمَّ أجلُه، أو يأتيَ المهديّ فيخلِّصه … ويعتقد أنّ الأموات تتصرَّف له، وأنّها تدفع عنه كيد الظالمين وقوَّة الجبّارين، بل إنّها هي التي غضِبت عليه فجاءته بالبلايا وقادت إليه جيوش المحن، يتقدَّمها سيدي فلان ويسوقها سيدي فلان …»(26).
هذا ما حمل المصلحين المجدِّدين على الاهتمام بدعوة المسلمين إلى إقامة التَّوحيد وتخليصه من خيالات الشِّرك(27)، فكتبوا الكتابات ونشروا المقالات في جرائد الجمعيّة كالشِّهاب والبصائر وغيرها، الأمر الذي زعزع عقائد كانت تحسب من صميم الإيمان، ونسف صروحاً مشيَّدة من الخرافات والأوهام، ووضع الأساس للإصلاح الدينيّ في هذه الدِّيار، وزرع البذرة الأولى لتطهير العقائد والأفكار (28).

(1) في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّر قُمْ فَأَنذِر﴾ المدثر: 1 ـ 2.
(2) في قوله تعالى: ﴿وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِين﴾ الشعراء: 214.
(3) في قوله تعالى: ﴿فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ﴾ الحجر: 94.
(4) وإليه الإشارة في قوله تعالى: ﴿وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ﴾ الإسراء: 80، وانظر تفسير الطبري (15/57)، وتفسير ابن كثير (3/82).
(5) في قوله تعالى: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾ الحج: 39.
(6) الحمام بالكسر: الموت. انظر: لسان العرب (2/1007)، والإعلام به في قوله تعالى: ﴿إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾ السورة. انظر: تفسير ابن كثير (4/728).
(7) كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي في فجاج مكة وأسواقها ويقول: «يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا». انظر: مسند أحمد (25/404 – الرسالة)، وتفسير ابن كثير (4/731).
(8) جاء في السيرة لابن كثير (2/51) في ذكر قصة الشعب والحصار فيه: «ورسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك يدعو قومه ليلاً ونهاراً وسراً وجهاراً منادياً بأمر الله تعالى لا يتَّقي فيه أحداً من الناس».
(9) فقد قال لأبي بكر وهما في الغار: «لا تحزن إن الله معنا»، و«ما ظنك باثنين الله ثالثهما»،
وفيه من التوحيد وقوة التَّوكل ما لا يخفى.
(10) كان صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه: «إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر» الحديث. انظر: الصحيحة (2/634).
(11) بل في آخر حياته صلى الله عليه وسلم لم يدَع ذلك، كما في حديث جندب بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول – فذكر الحديث – وفيه: "ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك". وكما في حديث عائشة وابن عباس قالا: لما نُزل برسول الله صلى الله عليه وسلم (أي مرض الموت) طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك: «لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» يحذر ما صنعوا. أخرجهما مسلم: ح (1188) و (1187).
(12) ومن ذلك ما جاء في خروجه إلى غزوة حنين حين قال له بعض أصحابه – وكانوا حدثاء عهد بكفر – اجعل لنا ذات أنواط، فقال صلى الله عليه وسلم: «الله أكبر، إنها السنن (وفي رواية: سبحان الله) قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة…» الحديث. أخرجه الترمذي (2180) وصحّحه، وصححه الألباني في صحيح السنن، وفي ظلال الجنة (1/37).
(13) أخرج مسلم في صحيحه:[ كتاب الزكاة: باب كراهة المسألة للناس، (ح2400)-نووي] من حديث عوف بن مالك الأشجعي قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة أو ثمانية أو سبعة فقال: « ألا تبايعون رسول الله؟» وكنا حديث عهد ببيعة، فقلنا: قد بايعناك يا رسول الله. ثم قال: «ألا تبايعون رسول الله؟» (قالها ثلاثا). قال: فبسطنا أيدينا وقلنا: قد بايعناك فعلام نبايعك؟ قال: «على أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا…» الحديث.
(14) الشرك ومظاهره، للميلي: ص (44-45).
(15) وممن شهد لها بذلك؛ الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم، فقد قال في «الصارم المسلول على عابد الرسول» (ص31) وهو يرد على بعض طرقية الجزائر: «وفي جهته طائفة قائمة بالدعوة إلى التوحيد على ساق…»، وقال في (ص34): «وقد قيض الله له في قطره الجزائر طائفة يدعونه إلى التوحيد وينذرونه عن الشرك…»، وانظر كذلك: ص(7) و (12).
(16) آثار الابراهيمي: (1/138).
(17) جريدة السنة: (2/7).
(18) آثار الابراهيمي: (1/86)، من المادة (69) من القانون الداخلي للجمعية.
(19) الشرك ومظاهره، للميلي: ص (51).
(20) المصدر السابق: ص (89).
(21) انظر مجلة الثقافة: ع 87/ ص (23-24).
(22) جريدة الصراط: (15/4).
(23) سجل مؤتمر جمعية العلماء: ص (50).
(24) سجل مؤتمر جمعية العلماء: ص (50-51).
(25) آثار الابراهيمي: (1/144)، وانظر: سجل مؤتمر جمعية العلماء: ص (61).
(26) جريدة الشهاب:(3/190-191).
(27) الشرك ومظاهره، للميلي: ص (51).
(28) جريدة الشهاب: (2/4).

http://www.rayatalislah.com/article.php?id=29

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[صوتية] تسجيل صوتي لبيان مشايخ الإصلاح الموسوم بـ : هل السلفية خطر على الجزائر ؟- عقي

تعليمية تعليمية
[صوتية] تسجيل صوتي لبيان مشايخ الإصلاح الموسوم بـ : هل السلفية خطر على الجزائر ؟

تعليمية

وبعد : فهذا تسجيل صوتي لبيان مشايخ الدعوة السلفية بالجزائر الموسوم بـ :

تعليمية

وهو مشاركةٌ متواضعة في الدّفاع عن السّلفية السّمحة ضد المغرضين تجاهها في بلادنا ، وفي كل بلاد المسلمين ، وإسهامٌ المقلِّ في مساندة مشايخنا الكرام في ردّ عدوان المتطاولين على أغلى ما نملكه في هذه الدّنيا ، ولا أحسب هذه الكلمات الطيّبة ـ التي تتمتلء غيرةً وشجاعةً وجرأةً ـ إلا يلهج بها كل موحّدٍ في كلّ مكان ، ينتهج منهج السلف علما وعملا ودعوة ، وعقيدة وعبادة وسلوكا وأخلاقا ، عالما كان أو طالب علم أو عاميا ، فدونكم في المرفقات البيان ، والله المستعان .

هل السّلفية خطر على الجزائر ؟ [مسموع ]

هل السلفية خطر على الجزائر ؟ [ مقروء ]

المصغرات المرفقة تعليمية
الملفات المرفقة

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




بارك الله فيك موضوع قيم

استفدنا منه كثيرا




فيك بارك الله اخي




موضوع قيم ومفيد

بارك الله فيكي اختاه




التصنيفات
ادارة الابتدائيات والمعلميين والأولياء

الإصلاح في المنظومة التربوية

بتاريخ 15 / 12 / 2022 و في ندوة لجريدة الشرق
كشف وزير التربية الأسبق علي بن محمد بأن لجنة إصلاح المنظومة التربوية التي تم استحداثها بداية العشرية الحالية، استعانت بشخصيات من الخارج من ضمنها وزير التربية من تونس ووزير من لبنان، في حين تم إقصاء مختصين من الجزائر إلى جانب ممثلي أولياء التلاميذ والنقابات، متسائلا عن سبب وقوع تشنجات كلما تعلق الأمر بالحديث عن إصلاحات .
و الآن و بعد هذه المدة أود أن أطرح هذا الموضوع للمناقشة
– هل تجد أن الإصلاحات قد نجحت أم أنها قد فشلت؟
– كيف ترى مستقبل المنظومة التربوية؟




هناك ملف خاص سوف اقوم باعداد حول هذا الموضوع واسرار سوف تكشف لاول مرة وهي اختراق منظومتنا التربوية واستهداف عقيدنا الاسلامية وبالدليل القاطع

قريبا ان شاء الله