التصنيفات
اسلاميات عامة

إنكم تشددون عند ذكر الجماعات وإذا ذكر قتلى المسلمين مرّ على ألسنتكم مرور الكرام!!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سئل فضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم بن عامر الرحيلي – حفظه الله – السؤال التالي :

(بارك اللّه فيكم ، يقول هذا السّائل : يقول بعض النّاس : إنّكم تشدّدون عند ذكر الجماعات ، وإذا ذكر قتلى المسلمين مرّ على ألسنتكم مرور الكرام ، فبمذا نردّ عليه ؟)
الجواب:

(أوّلا، كما ذكرت لكم ، أنّ أهل السّنّة ينصحون النّاس ، ويبيّنون لهم دينهم ،
وأهل السّنّة الذين إستقاموا على السّنّة، – ونسأل اللّه أن نكون وإيّاكم منهم – لهم غيرة على دينهم وعلى عقيدتهم ،
ولهم غيرة على دماء المسلمين
واللّه لا يوجد مسلم ، ولو كان عنده ما عنده من التّقصير ، لا يغضب لقتل المسلمين، ولا يتألّم لقتل المسلمين،
فدعوى أنّ أهل السّنّة لا يغضبون […] لا ينتصرون لإخوانهم ،
هذا غير صحيح،
ولكنّ أهل السّنّة يعالجون الأمور معالجة حسنة،
ليست بالإثارة،

ليست الغيرة على دماء المسلمين عندما نسمع خبرا أنّه قُتل من المسلمين في بلد كذا أن يأتي الرّجل ويعتليَ المنبر، ويتشنّج أمام النّاس ، ويقول نفذ الصّبر،
مذا سنفعل؟
ما الذي قدّمنا ؟
ويهيّج النّاس
هل هذا من النّصح للمسلمين؟
ما الذي يريد هذا المهيّج؟
[…] مسجد عامّته من عوامّ المسلمين ،
ليس لهم حول ولا قوّة من هذا الكلام
واللّه لا نفع للمسلمين في هذا
وإنّما هو إثارة للفتنة
لكنّ أهل السّنّة يُناصحون الائمّة ، الذين بيدهم الحلّ والعقد،
ومناصحتهم سرّا،
هذا الذي ينفع،
ويدعون لإخوانهم،
ويوجّهونهم إلى الخير،
هذه هي الغيرة،
وأمّا التّشهير، هذا ليس من الغيرة،
والعاقل يتّعظ بغيره،
أنظروا إلى البلدان التي سلكت هذه المسالك
عندما تصدّى لمن يزعم أنّه ينتصر لدماء المسلمين إلى هذه الفتنة،
وأصبحوا يشهّرون ، ويسبّون ويشتمون ويلعنون،
ويقول النّاس :ما أغيرهم على دين اللّه
ما الذي أورثوا الأمّة؟
ورّثوهم فتن!
وأدخلوا الشّباب السّجون
وزجّوا بهم في الفتن
ثمّ بعد ذلك تخلّوا عنهم،
أمّا أهل السّنّة، يغارون واللّه على دماء المسلمين ويغضبون لهذا،
لكنّ غضبهم وغيرتهم منظبطة بالعقل ، وبالدّين ، وبالنّصّ،
فأهل السّنّة هم الذين يسعون لكشف هذه الغمّة عن المسلمين،
لكن بأيّ شيء؟
بالعلم والفقه،
وأنا أذكر مثالا لإمام من أئمّة أهل السّنّة،
قال ما قال، فطُعن فيه بسببها،
وإتّبع غير قوله،
ثمّ ما الذي أورث الأمّة؟
عندما إندلعت الفتنة في فلسطين،
وخرج ما يُسمّى بأطفال الحجارة،
وأخذوا يرمون اليهود بالحجارة،
فقام الكثير من المهيّجين، وقالوا هذا بداية النّصر، وهذا بداية الجهاد،
وأصبحوا يردّدون أنّ أطفال الحجارة غدا سيُخرجون اليهود،
ويبنون خيالات وأوهام،
ويصوّرون للنّاس أنّ هذا هوالجهاد،
فسُئل الشّيخ عبد العزيز بن باز:
ما تقولون في هؤلاء؟
قال :
هؤلاء لا حيلة لهم، ولا قدرة لهم على الجهاد،
وينبغي في هذه الأوقات عدم إثارة العدوّ ،الذي ليس للمسلمين تمكّن من قتاله،
فقيل أنّ هذه مداهنة،
وهذه كذا وكذا،
وهذه لو لم تصدر من الشيخ عبد العزيز بن باز لقيل فيه أكثر ممّا قيل في الشّيخ،
ثمّ ما هي النّتيجة؟
هذه السّنين قد مرّت،
ما الذي أورثت الأمّة؟
[…] هذه الفتنة،
ما الذي حصل للمسلمين؟
بعد أن كانوا في بيوتهم آمنين، دمّرت البيوت تماما،

وهُدِمَتْ المساجد،
وهدمت المدارس،
وهدمت المرافق كلّها،
وأصبحوا في […] في أرض قاحلة،
ثمّ ما هي النّتيجة؟!
النّتيجة رجعوا وخضعوا الآن، هم أنفسهم ، ويقولون الآن السّلطة، والمهادنة، بعد أن دمّروا كلّ شيء
هذه نتيجة التّهوّر
يظهرون الغيرة على دماء المسلمين ويزجّون بهم في الفتن
والذي ينهى عن الطّيش ، يُقال له مداهن؟!
هؤلاء العلماء أغير النّاس على دين اللّه
لكن يعالجون الأمور بحكمة
وأمّا ما ذكره السّائل من الفرق، فواللّه إنّ البدعة أشدّ على النّاس من المعصية
قتل المسلمين إذا كان من المسلمين معصية،
وإذا كان من الكفّار فهو شهادة للمسلمين،
إذا قتل المسلم المسلم، فهذه معصية من المسلم في حقّ أخيه
قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم (القاتل والمقتول في النّار)
إذا إلتقى المسلمَيْنِ بسيفيهما، فالقاتل والمقتول في النّار،
ووعيد شديد،
وأمّا المسلم إذا قُتل على أيدي الكفّار فهي شهادة له ، إن شاء اللّه،
فعلى كلّ حال إن صدر القتل من المسلمين فهو معصية،
وإن صدر قتل للمسلمين من الكفّار فهذا من الإبتلاء الذي يحصل للمسلمين ، و[…] رفعة،
لكن ما يُبتلى به المسلمون من البدع في دينهم ، فالفتنة أشدّ من القتل، كما قال اللّه عزّ وجلّ ،
والفتنة هي البدعة كما فسّرها السّلف،
وأهل السّنّة ينطلقون من فقه،
ففتنة البدع على الأمّة أشدّ من فتنة المعاصي،
ولكم أن تتأمّلوا:
من الذي قتل عمر؟
هو رجل من أهل الكفر ، بدافع من أهل الزّيغ والضّلال،
من الذي قتل عثمان؟أهل البدع
من الذي قتل عليّا رضي اللّه عنه؟
من الذي طعن معاوية؟
من الذي سبّ الصّحابة ولعنهم؟
من الذي طعن في العلماء؟
من الذي خرج على الحكّام؟
من الذي يُفجّر في بلاد المسلمين اليوم؟
أهل المعاصي أم أهل البدع؟
أهل البدع
ولهذا أهل السّنّة يحذّرون من البدع
لأنّ أمرها خطير
وهي أشدّ ما تكون على الأمّة
ولهذا قال سفيان بن عيينة : البدعة أحبّ إلى إبليس من المعصية
لأنّ المعصية يُتاب منها،
وأمّا البدعة فلا يُتاب منها،
حتّى بعض الآن الذين يقتلون المسلمين
بعض الآن الذين يقتلون المسلمين قد يُوعظ في ساعة فيتوب إلى اللّه
لكن أنظر إلى المبتدع: لا يتوب
ليس المقصود أنّه إذا تاب لا يتوب اللّه عليه
لكن لا يتوب لأنّه يرى أنه على خير وعلى هداية
فينبغي للإخوة،-ونحن واللّه نحب لإخواننا الخير-أن يفهموا دينهم
لا ينبغي لنا ان نهوّن من أمر البدع والتّحذير منها
بل إنّ التّحذير من البدع هو نجاة الأمّة
لزوم الجماعة والجهاد في سبيل اللّه مقامه على السّنّة
لا جهاد مع البدع والتّفرّق

فنحن عندما ندعوا إلى السّنّة ونبذ البدع، هذه دعوة إلى لزوم الجماعة
لزوم الجماعة يقوم عليها الجهاد
وأمّا المعاصي ، فنحن نحذّر منها
ولا نرى واللّه السكوت عن معصية
ونحن نتلمّس إذا ما وُجدت مخالفة في الأمّة من أكل الحرام،
من وجود المعاصي،
من بعض المخالفات الشّرعيّة،
يتكلّم أهل العلم ويُبيّن هذا،
وأهل السّنّة لا يسكتون عن خطأ،
وإن كانوا يعتنون بالتّحذير من البدع أكثر من عنايتهم بالتّحذير من المعاصي لأنّ البدع أشدّ على الأمّة من المعصية)

منقول

لقاء مفتوح مع الشيخ إبراهيم الرحيلي

دورة إمام دار الهجرة العلمية السابعة

المقامة في مسجد القبلتين بالمدينة النبوية لعام 1443هـ


[…] كلام غير واضح




جزاك الله كل خير أختي ام عبيد الله

ونفعنا الله وسدد خطانا لما يحب

بوركت




التصنيفات
اسلاميات عامة

لا تقل ياستار وقل يا ستير هام لكل المسلمين

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ,,,

هل تعلم أن هذا الإسم ليس من أسماء الله …. احذر حفظك الله

قد يبدو الأمر غريبا ً نوعا ً ما .. أو مفاجئا ً كذلك .. !!

و لكن هذه هي الحقيقة أحبتي في الله ..

حيث يعتقد كثير من الناس أن هذا الإسم من أسماء الله .. ولكنه في الحقيقة

ليس كذلك ..

فهذا الإسم ..
.
.
.
.

( الســتار ) ..

ليس من أسماءه سبحانه و تعالى ..

ولكنه هذا لا يغير من حقيقة أن الله تعالى يستر الناس …

يستر أخطاءهم و ذنوبهم و أفعالهم القبيحة ..

لأن هناك فرق بين .. ( الصفة ) و ( الإسم ) ..

فالله تعالى من صفاته الستر .. ولكن ليس من اسمه ( الستار ) . .

لأن الإسم الشرعي هو ..
.
.
.
.
( الســتير ) ..

وقد ورد ذلك عن النبي المصطفى عليه الصلاة و السلام ..

( إن الله حيّي ٌ ستِّير … ) ..

و أسماء الله توقيفية .. أي يجب أن نرجع للدليل قبل إطلاق الإسم ..

فقد ورد الدليل على ( الستير ) و لم يرد على ( الستار ) ..

كما أن الستار .. اسم للخمر ..لأنه يستر العقل و العياذ بالله ,,

وكذا الليل من أسماءه الستار .. لأنه يستر و يحجب ضوء النهار ..

فليعلم ذلك ..

والله تعالى أعلى و اعلم ..

.
.
.
منقول للفائدة والأهمية

دمتم في رعاية الله




ما شاء الله عليك منورة بمواضيعك الراقية




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




شكرا جزيلا لك.




بارك الله فيك




شكراااااااا بارك الله فيك على المعومة




بارك الله فيكي اختاه

جزاكي الله خيرا




التصنيفات
اسلاميات عامة

فضل الإصلاح بين المسلمين والرخصة في الكذب بينهم بما يوجب الصلح

تعليمية تعليمية

إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيِّئات أعمالنا ، من يهده الله ؛ فلا مُضِلَّ له ، ومن يضلل ؛ فلا هادي له .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
أما بعد : قال الله جل وعز : ﴿ لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما [النساء : 114] .
قال الإمام الطبري (9 / 201-202، ط- ابن تيمية) : « يعني جل ثناؤه بقوله : ﴿لا خير في كثير من نجواهم : لا خير في كثير من نجوى الناس جميعًا ، ﴿ إلا من أمر بصدقة أو معروف والمعروف هو كل ما أمر الله به أو ندب إليه من أعمال البر والخير، ﴿ أو إصلاح بين الناس وهو الإصلاح بين المتباينين أو المختصمين بما أباح الله الإصلاح بينهما ؛ ليتراجعا إلى ما فيه الألفة واجتماع الكلمة على ما أذن الله وأمر به .
ثم أخبر جل ثناؤه بما وعد من فعل ذلك فقال : ﴿ ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاةِ الله فسوف نؤتيه أجرًا عظيمًا يقول : ومن يأمر بصدقة أو معروف من الأمر ، أو يصلح بين الناس ، ﴿ ابتغاء مرضاة الله يعني : طلب رضى الله بفعله ذلك ، ﴿ فسوف نؤتيه أجرًا عظيمًا يقول : فسوف نعطيه جزاءً لما فعل من ذلك عظيمًا ، ولا حدَّ لمبلغ ما سمى الله ﴿عظيمًا يعلمه سواه .
وقال تعالى : ﴿ يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين [الأنفال : 1]
عن ابن عباس: ﴿ فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم قال : « هذا تحريجٌ من الله على المؤمنين أن يتقوا الله ويصلحوا ذات بينهم » . قال عباد : قال سفيان : هذا حين اختلفوا في الغنائم يوم بدر . صحيح رواه الطبري في التفسير (13 / 384، ط- ابن تيمية) والبخاري في الأدب المفرد (رقم 392- الزهيري) .
وعن السدي : ﴿ فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم أي : لا تَسْتَبُّوا . حسن رواه الطبري (13 / 384، ط- ابن تيمية) .
وقال تعالى : ﴿ وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون [الحجرات : 9-10]
عن ابن عباس قوله : « ﴿ وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن الله سبحانه أمر النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – والمؤمنين إذا اقتتلت طائفتان من المؤمنين أن يدعوهم إلى حكم الله ، وينصف بعضهم من بعض ، فإن أجابوا حكم فيهم بكتاب الله ، حتى ينصف المظلوم من الظالم ، فمن أبي منهم أن يجيب فهو باغ ، وحق على إمام المؤمنين أن يجاهدهم ويقاتلهم ، حتى يفيئوا إلى أمر الله ، ويقروا بحكم الله ». حسن رواه الطبري (21 / 357-358، ط- هجر) .
وعن قتادة قوله : « ﴿ وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله الآية ، ذُكر لنا أنها نزلت في رجلين من الأنصار كانت بينهما مدارأة في حقّ بينهما ، فقال أحدهما للآخر : لآخذنه عنوة لكثرة عشيرته ، وأن الآخر دعاه ليحاكمه إلى نبيّ الله – صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم – فأبى أن يتبعه ، فلم يزل الأمر حتى تدافعوا ، وحتى تناول بعضهم بعضا بالأيدي والنعال ، ولم يكن قتال بالسيوف ، فأمر الله أن تُقاتل حتى تفيء إلى كتاب الله ، وإلى حكم نبيه – صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم – ، وليست كما تأوّلها أهل الشبهات ، وأهل البدع، وأهل الفرى على الله وعلى كتابه ، أنه المؤمن يحلّ لك قتله ، فوالله لقد عظَّم الله حُرمة المؤمن حتى نهاك أن تظنّ بأخيك إلا خيرا ، فقال ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ الآية ». حسن رواه الطبري (21 / 360، ط، هجر) .
وعن مجاهد قال : الطائفة : « الرجل الواحد إلى الألف ، قال : ﴿ وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا إنما كانا رجلين ». حسن رواه الطبري (17 / 146، ط، هجر) .
وفي الحديث عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : « ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة ؟» ، قالوا : بلى يا رسول الله ، قال: « إصلاح ذات البين ؛ فإن فساد ذات البين هي الحالقة ». صحيح رواه الترمذي ، وقال: هذا حديث صحيح ، ويروى عن النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أنه قال: « هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر ، ولكن تحلق الدين ». انظر صحيح سنن الترمذي (3 / 607) .
وفساد ذات البين سببه الحسد والبغضاء كما في حديث الزبير بن العوام أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: « دب إليكم داء الأمم قبلكم : الحسد والبغضاء ، هي الحالقة، لا أقول: تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين ، والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أفلا أنبئكم بما يثبت ذاكم لكم ؟ أفشوا السلام بينكم ». حسن رواه الترمذي، المصدر السابق (3 / 607) .
ومن أسباب الحسد الحرص على الزعامة والرياسة في الدين كما في حديث كعب بن مالك الأنصاري قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : « ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم ؛ بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه » . رواه الترمذي ، وقال : هذا حديث حسن صحيح ، انظر صحيح سنن الترمذي (2 / 553) .
ومن أسباب البغضاء تتبع عورات الناس ، وذلك يفسدهم كما في حديث معاوية قال : سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول : « إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت أن تفسدهم » ، فقال أبو الدرداء : كلمة سمعها معاوية من رسول الله نفعه الله تعالى بها . صحيح رواه داود (10 / 388) وغيره .
ومن أسبابها تصيد زلات ذوي الهيئات للنات ، وقد أمرنا بٌإقالتها كما في حديث عائشة – رضي الله عنها- قالت : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : « أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود » . صحيح رواه أبو داود ، انظر صحيح أبي داود (3 / 48) . وفي رواية : « تجافوا لذوي الهيئات عثراتهم » قال الشافعي : سمعت من أهل العلم من يعرف هذا الحديث ويقول : نتجافى للرجل ذي الهيئة عن عثرته ما لم يكن حدا، زاد أبو عبد الله وأبو سعيد في روايتهما : قال الشافعي : وذوو الهيئات الذين يقالون عثراتهم : الذين ليسوا يعرفون بالشر ، فيزل أحدهم الزلة . رواه البيهقي في معرفة السنن والآثار (13 / 75) . وفي الأثر عن معاذ بن جبل قال : « كيف أنتم بثلاث : بزلة عالم ، وجدال المنافق بالقرآن، ودنيا تقطع أعناقكم ؟ فأما زلة العالم فإن اهتدى فلا تقلدوه دينكم ، وإن افتتن فلا تقطعوا عنه أناتكم . وجدال المنافق بالقرآن ، والقرآن حق عليه منار كمنار الطريق فما عرفتم فخذوه ، وما أنكرتم فكلوا علمه إلى عالمه . وأما الدنيا فمن جعل الله له الغنى في قلبه نفعته الدنيا ، ومن لم يجعل الله غناه في قلبه لم تنفعه الدنيا » . حسن رواه أبو داود في الزهد (ص/177، ط1، دار المشكاة) .
وسبب فساد ذات البين كله من ضعف الإيمان وقلة تقوى الله جل وعز كما في حيث ابن عمر قال: صعد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – المنبر ، فنادى بصوت رفيع ، فقال : « يا معشر من أسلم بلسانه ، ولم يفض الإيمان إلى قلبه لا تؤذوا المسلمين، ولا تعيروهم ، ولا تتبعوا عوراتهم ؛ فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته يفضحه ، ولو في جوف رحله ».
قال: ونظر ابن عمر يوما إلى البيت – أو إلى الكعبة – فقال : ما أعظمك وأعظم حرمتك ! والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك . حديث حسن رواه الترمذي ، انظر صحيح سنن الترمذي (2 / 391) .
وإني لأعجب من أناس أبيح لهم الكذب في الإصلاح بين المسلمين فاستباحوه في الإفساد بينهم ، ففي الحديث عن أمّ كلثوم بنت عُقبة أنها سمعت رسول الله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يقول: « ليس الكذّاب الذي يُصلح بين الناس فينمى خيراً أو يقول خيراً». رواه البخاري . وفي رواية مسلم قالت : « ما سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – رخص في شيء من الكذب إلا في ثلاث : الرجل يقول القول يريد به الإصلاح ، والرجل يقول القول في الحرب ، والرجل يحدث امرأته ، و المرأة تحدث زوجها ».
اللهم أصلح ذات بيننا ، وألف بين قلوبنا ، واهدنا سبل السلام ، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، اللهم بارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وأزواجنا وذرياتنا ، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ، اللهم اجعلنا شاكرين لنعمتك ، مثنين بها قابليها ، وأتممها علينا يا أرحم الراحمين .

وكتبه أبو طيبة محمد بن مبخوت لخمس بقين من رجب سنة 1443هـ.

تعليمية تعليمية




جزاك الله خيرا.




بارك الله فيك




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

فتاوى الشيخ الالباني رحمه الله في التعامل مع الحكام المسلمين

تعليمية تعليمية

السلام عليكم ورحمة الله
أما بعد فهذه بعض فتاوى العلامة الالباني رحمه الله في التعامل مع الحكام المسلمين الذين لا يحكمون بما أنزل الله

1) تكلم الشيخ رحمه الله على الناس الذين يسبون الحكام ؟
2) الحكام الذين لا يحكمون بما أنزل الله ولا يرفعون راية الجهاد في سبيل الله ؟
3) الإضراب عن الطعام من أجل التأثير على قرارات الحكام ؟
4) ما ذا نفعل إذا رأينا كفراً بواحاً من هؤلاء الحكام ؟
5) ما هي أنواع الكفر ؟ ومتى يكون الحاكم بغير ما أنزل الله كافراً ؟
6) هل يجوز مبايعة الحاكم الذي لا يحكم بما أنزل الله ؟

http://www.salafishare.com/fr/329CO48911PK/18DRJE1.rar

منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




بارك الله فيك اختي نانو على هدا الموضوع الرائع و المفيد كثيرا
و الكثير لا يعرف فتوى العلماء في التعامل مع الحكام و الكثير يجري وراء السب و الشتم و يظن انه حق عليه
على العموم بارك الله و جزاك الله كل خير و سترك اختي و سدد خطاك الى كل ما خير .




بارك الله فيك على الموضوع المهم والقيم

اللهم وفق حكامنا لما فيه الخير وان يحفظ وطننا




لهم ما حملو ولكم ماحملتم …
شكرا على الموضوع المهم وبارك الله
فيك نانو……..جيد جدا




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

أربع قواعد من قواعد الدين؛ يميز بهن المسلم، بين مذهب المسلمين، من مذهب المشركين

السلام عليكم ورحمة الله

أربع قواعد من قواعد الدين؛ يميز بهن المسلم، بين مذهب المسلمين، من مذهب المشركين

القاعدة الأولى: أن هؤلاء المشركين، الذين قاتلهم رسول الله مقرون: بأن الله هو الخالق، الرازق، المحيي، المميت، المدبر – الضار، النافع؛ ولم ينفعهم إقرارهم، إذ لم يخلصوا الدعاء لله وحده؛ والدليل على ذلك، قوله تعالى: (قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون) [يونس: 31] وقوله تعالى: (قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله) إلى قوله: (فأنَّى تسحرون) [المؤمنون: 84 – 89] وقوله تعالى: (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولون الله قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته) [الزمر: 38] 0
وقال تعالى: (قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض وما لهم فيهما
من شرك وماله منهم من ظهير) [سبأ: 22] وقال تعالى: (والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير، إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم) [فاطر: 13 – 14] وقال تعالى: (قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السموات) إلى قوله: (وكانوا بعبادتهم كافرين) [الأحقاف: 4 – 6]

القاعدة الثانية: أن هؤلاء المشركين، الذين قاتلهم رسول الله ما قصدوا من قصدوا بعبادتهم، إلا لأجل التقرب، والشفاعة منهم إلى الله، وأنه عزَّ وجلَّ: نزه نفسه عن أن يتخذ من دونه ولي أو شفيع، بل أمرنا بالإخلاص؛ وهو: أن لا يجعل له واسطة؛ فلا نستغيث، ولا نستعين إلا به؛ والدليل على ذلك، قوله تعالى: (والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفي) [الزمر: 3] وقال تعالى: (ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله) [يونس: 18] وقال تعالى: (أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئاً ولا يعقلون، قل لله الشفاعة جميعاً) الآية [الزمر 43 – 44]

القاعدة الثالثة: أن رسول الله أرسل إلى أناس، منهم: من يعبد الأصنام الجمادات، والسحرة، والكهنة، والشياطين؛ ومنهم: من يعبد الملائكة، والصالحين؛ فلم يفرق بين الكل، بل قاتلهم جميعاَ، ولا فرق بينهم، إلى أن

(ص35) كان الدين كله لله؛ والدليل على ذلك، قوله تعالى: (قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا، أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه) [الإسراء: 56 – 57] وقال تعالى: (ويوم يحشرهم جميعاً ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون، قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم) [سبأ: 40 – 41] وقال تعالى: (ويوم نحشرهم جميعاً ثم نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤكم فزيلنا بينهم وقال شركاؤهم ما كنتم إيانا تعبدون) [يونس: 28]

القاعدة الرابعة: أن هؤلاء المشركين، الذين قاتلهم النبي إذا أصابهم الضر، لم يجعلوا لله واسطة، بل يدعونه وحده، مخلصين له الدين، والدليل على ذلك، قوله تعالى: (فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون) [العنكبوت: 65] وقوله تعالى: (وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه ثم إذا أذاقهم منه رحمة إذا فريق منهم بربهم يشركون) [الروم: 33] وقوله تعالى: (وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد) [لقمان: 32]

وصلى الله على محمد

المصدر : الدررد السنية في الاجوبة النجدية

فهرس الجزء الثاني ( العقائد )

منقول للفائدة




جزاك الله كل خير على الموضوع القيم




جزاكم الله خيرًا على النقل الطيب..




شكرا وبارك الله فيك

جزاك الله كل خير




تعليمية تعليمية
بسم الله الرحمن الرحيم
تعليمية تعليمية

تعليمية تعليمية
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

شكرا أخي عبد الحفيظ على هدا الموضوع وأتمنى المزيد

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

منهج جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في الإصلاح الديني سليم مجوب

تعليمية تعليمية
منهج جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في الإصلاح الديني – الحلقة الأولى – سليم مجوبي

منهج جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في الإصلاح الديني – الحلقة الأولى –
سليم مجوبي
1 ـ الاهتمام بتطهير العقائد أول

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد: أخذت جمعية العلماء على عاتقها – منذ نشأتها – الدعوة إلى التوحيد وغرس العقيدة الصحيحة في النفوس، مقتفية في ذلك طريقة الأنبياء والمرسلين، الذين قال الله تعالى عنهم: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُون﴾ [الأنبياء:25]، وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ﴾ [النحل: 36].
و«هذا الكتاب العزيز فاقرأ وتدبَّر، تجد السُّوَر مكيَّها ومدنيَّها، تفيض القول في حديث المشركين الغابرين والمعاصرين، ولا تكاد تخلو سورة من هذا الحديث، ولا تكاد تجد غيره في سُوَر كثيرة…
ومن أسلوبه الحكيم جمعُه في دعوته بين بيان التوحيد ومزاياه، وإيضاحِ الشرك ودناياه، وبضدِّها تتميَّز الأشياء. وهذه أطوار البعثة من حين الأمر بالإنذار المطلق في سورة المدثر(1) إلى الأمر بإنذار العشيرة(2)، إلى الأمر بالصدع بالدعوة(3)، إلى الأمر بالهجرة(4) إلى الإذن بالقتال(5) إلى فتح مكة، إلى الإعلام بدنو الحِمام(6)، لم تخلُ من إعلان التوحيد وشواهده ومحاربة الشرك ومظاهره، ويكاد ينحصر غرض البعثة أولا في ذلك.
فلا ترك النبي صلى الله عليه وسلم التَّنديد بالأصنام وهو وحيد(7)، ولا ذهل عنه وهو محصور بالشِّعب ثلاث سنوات شديدة(8)، ولا نسيهُ وهو مختفٍ في هجرته والعدو مشتد في طلبه(9)، ولا قطع الحديث عنه وهو ظاهر بمدينته بين أنصاره(10) ولا غلق باب الخوض فيه بعد فتح مكة(11)، ولا شُغل عنه وهو يجاهد وينتصر ويكرُّ ولا يفرّ(12)، ولا اكتفى بطلب البيعة على القتال عن تكرير عرض البيعة على التوحيد ونبذ الشرك(13)، وهذه سيرته المدونة وأحاديثه المصحَّحة، فتتبَّعها تجد صدق ما ادَّعينا وتفصيل ما أجملنا»(14).
والدَّعوة إلى التَّوحيد هو الغرض الذي أُنشئت الجمعيّة من أجله(15)، ووجَّهت معظم نشاطها إليه، ومنتهى غايتها إذا وصلت إليه؛ ولذلك يقول الإبراهيمي: «إنّ الحدَّ الأخير الذي يحدِّده التاريخ لهذه الجمعيّة هو اليوم الذي يصبح فيه المسلمون كلُّهم بهذا الوطن ولا مرجع لهم في التماس الهداية إلا كتاب الله وسنّة رسوله، ولا سلطان على أرواحهم إلا الله الحيُّ القيُّوم، ولا مصرِّف لجوارحهم وإرادتهم إلا الإيمان الصحيح تنشأ عنه الأعمال الصحيحة فتُثمر آثاراً صحيحة… يوم يصبح المسلمون متساوين في العبوديّة لله، لا يعبدون غيره ولا يدعون سواه ولا يُسلمون وجوههم إلا إليه، ولا يتَّخذ بعضهم بعضاً أرباباً من دون الله»(16).
وقال الطيِّب العقبي: «هذا، وإنّ دعوتنا الإصلاحيّة قبل كلِّ شيء وبعده هي دعوة دينيّة محضة … وهي تتلخَّص في كلمتين: أن لا نعبد إلا الله وحده، وأن لا تكون عبادتُنا له إلا بما شرعه وجاء من عنده»(17).
ونشر العقيدة الصحيحة لا يتحقَّق إلا بتطهيرها وتخليصها مما علِق بها من شوائب الشِّرك والبدع، ممّا أحدثه في دين الله المحدِثون، وأشرك به مع الله غيرَه المشركون.
ولقد أدركت الجمعية هذا المبدأ فاهتمت به وجعلته نصب عينيها؛ فقد جاء في قانونها الداخليّ ما نصه:
«والعقيدة الحقَّة لها ميزان دقيق وهو الكتاب والسنَّة. فإذا عرضنا أكثر عقائد النَّاس على ذلك الميزان وجدناها طائشة، فأيُّ سبيل نسلكه لتقويمها؟ إن اقتصرنا على بيان العقيدة الصحيحة واجتهدنا في إقامة الأدلَّة، فإنّ التَّأثير يكون قليلاً، لأنَّ النُّفوسَ قد اصطبغت بعوائد وتقاليد مستحكمة، والفِطَرَ قد فسدت بما لابسها من خرافات وأوهام. فالواجب إذن أن نبدأ بمحاربة تلك البدع والخرافات بطُرق حكيمة تقرُب من أذواق النَّاس، فإذا ماتت البدع والخرافات، وصَفَت الفطرُ من ذلك الشَّوب سَهُل تلقين العقيدة الصَّحيحة وتلقَّتها الأمَّة بالقبول»(18).
وليس الإرشاد إلى الخير النَّافع بأولى من التَّنبيه على الباطل الضارّ، بل كلاهما غرض حسن، وسَنن لا يعدل عنه السَّاعون في خير سنن(19)، ولا تثبت تحلية إلا عن سبق تخلية.(20)
لقد تأسَّست الجمعيّة في وقت اشتدَّت فيه وطأة الاستعمار الفرنسي على الشَّعب الجزائري، وكان قد مرَّ على احتلاله للجزائر قرنٌ كاملٌ، ذاق فيه الجزائريّون ألواناً من العذاب، ومع هذا كلِّه كان من حكمة الجمعيّة الإعراضُ عن هذا الاستعمار الماديّ – في أوَّل الأمر – الذي يعتمد على الحديد والنَّار، وتوجيه ضرباتها إلى الاستعمار الرُّوحيّ الذي يمثِّله مشايخ الطُّرق المؤثِّرون في الشَّعب، المتغلغلون في جميع أوساطه، المتَّجرون باسم الدِّين، المتعاونون مع الاستعمار الماديّ عن رِضى وطواعية، من أجل تجهيل الأمَّة لئلاَّ تفيق بالعلم، وتفقيرها لئلاَّ تستعين بالمال على التَّحرر، فكان من سداد الرأي وإحكام التدبير البدءُ بمحاربة الاستعمار الثَّاني؛ لأنّه أضرُّ خطراً وأهون دفاعاً.(21)
يقول ابن باديس: «وبعدُ، فإنَّنا اخترنا الخطَّة الدِّينيّة على غيرها عن علم وبصيرة وتمسُّكا بما هو مناسب لفطرتنا وتربيتنا من النُّصح والإرشاد وبثِّ الخير، والثَّبات على وجهٍ واحدٍ، والسير في خط مستقيم… ولو أردنا أن ندخل الميدان السياسيّ لَدخلناه جهراً، ولَضربنا فيه المثل بما عُرف عنَّا من ثباتنا وتضحيتنا، ولَقُدْنا الأمَّة كلَّها للمطالبة بحقوقها، ولكان أسهلَ شيء علينا أن نسير بها على ما نرسمه لها، وأن نبلُغ من نفوسها إلى أقصى غايات التَّأثير عليها؛ فإنّ ممَّا نعلمه ولا يخفى على غيرنا أنّ القائد الذي يقول للأمَّة: إنَّك مظلومة في حقوقك وإنَّني أريد إيصالك إليها؛ يجد منها ما لا يجده من يقول لها: إنَّك ضالَّة عن أصول دِينك وإنَّني أريد هدايتك، فذلك تلبِّيه كلُّها، وهذا يقاومه معظمُها أو شطرُها، وهذا كلُّه نعلمه؛ ولكنَّنا اخترنا ما اخترنا لِما ذكرنا وبيَّنَّا، وإنَّنا – فيما اخترناه – بإذن الله لماضون وعليه متوكلون»(22).
وفي تقديم التَّصفية على التَّربية، والتَّخلية على التَّحلية يقول الإبراهيمي:«كان معقولاً جدًّا أنّ الإصلاح الدِّينيَّ لا يطمئنُّ به المضجع في هذه الدِّيار، ولا ترسخ جذوره إلا إذا مُهِّدت له الأرض ونُقِّيت. ولابدّ بعد وجود المقتضيات من إزالة الموانع. وموانع الإصلاح بهذه الدِّيار وعوائقُه هي طائفة أو طوائف، تختلف اسماً وصفةً، وتتَّحد رسماً وغايةً»(23).
ويذكر الإبراهيميّ أنّ الأوساط الإصلاحيّة تردَّدت في طريقة عملها بين رأيين:
الأول: توجيه الجهود إلى التَّعليم المثمر، وتكوين طائفة من المتعلِّمين مطبوعة بالطَّابع الإصلاحيّ علماً وعملاً، مسلَّحةٍ بالأدلّة، حتى إذا كثُر سوادها استُخدمت في الحرب على البدع وأهلها. وكان هو يميل في البداية إلى هذا الرأي.
الثاني: الهجوم على أهل الباطل والبدع، وإسماعُ العامَّة المغرورة بهم صوت الحقّ؛ لأنَّ البدع والمنكرات قد تغلغلت في الأمَّة وطال عليها الأمد، وشاب عليها الوالد وشبَّ الولد، فلا بدَّ من صيحة مُخيفة ورجَّة عنيفة تصدِّع بنيانها وتُزَلْزِل أركانَها، وتُضعف في النُّفوس هيبة أهل الباطل ورهبتهم.
قال: «وقد رجَح الرأيُ الثاني لمقتضياتٍ، لله من ورائها حكمة»(24).
ولقد عاب بعض الكُتّاب على الجمعيّة اشتغالَها بالردِّ على المنحرفين في العقيدة وصرفَ الجهود والأوقات في ذلك، على حساب غيره من مباحث العلم والتَّعليم والأخلاق والصَّنائع، مقلِّلا من أهميّة عملها هذا؛ ولأمثال هؤلاء يقول الإبراهيمي: «وقد يظنُّ الظانُّون وتنطق ألسنتهم بهذا الظنّ، أنّ هذه المنكرات التي نحاربها ونشتدُّ في حربها هي قليلة الخطر، ضعيفة الأثر، وأنّنا غلونا في إنكارها، وأنفقنا من الأوقات والجهود في حربها، ما كان حقيقاً أن يصرف في ناحية أخرى أهمّ، كالإصلاح العلميّ؛ وفات هؤلاء أنَّ اللوازم القريبة لتلك المنكرات التي تشتدُّ الجمعيّة في محاربتها التزهيدُ في العلم وإفساد الفطر وفشل العزائم، وقتل الفضائل النفسيّة، وإزالة الثِّقة بالنَّفس من النَّفس، وتضعيفُ المدارك وتخدير المشاعر، وهي رذائل لا تجتمع واحدة منها مع ملَكة علميّة صحيحة، فكيف بها إذا اجتمعت. فكان من الحكمة أن تبتدئ الجمعيّة بتطهير النُّفوس من الرذائل، وأن تجعل مِن صرخاتها عليها نذيرًا للنَّاشئة أن تتلطَّخ نفوسهم بشيء من أوضارها»(25).
إذ « كيف يُخلص في عبادة ربِّه من يعتقد أنّه لا يصلح هو لمناجاته، وأنّه لابدّ له من واسطة تقرِّبه زلفى إليه، وأنّ تلك الواسطة تضرُّه وتنفعه، وتُشقيه وتُسعده، وتُعطيه وتمنعه… أم كيف تتهذَّب أخلاق من يعتقد أنّ كلَّ ما هو عليه من عوائد فاسدة هو من الدِّين ومن سنَّة المتقدِّمين، وأنّ من يريد إصلاح تلك العوائد من الملحدين.
أم كيف تستقيم أعمال من يعتقد أنّ شيخه يُنجيه من النِّيران، أو أنّ الذِّكر الفلاني أو الصلاة الفلانيّة إذا قاله مُحِيَت عنه جميع الأوزار، وزُجّ في زمرة الأخيار، أو أنّ زيارة قبر شيخه تعدِل عبادة سبعين سنة، أو أنّ الطَّواف بقبره كالطَّواف بالبيت الحرام… أم كيف يعمل لِعزّ أو ينتصر من بغي من يعتقد أنّ ذلَّه واستعباده ومهانته أمرٌ مقدَّر عليه لا يسَعه إلا الصَّبرُ عليه حتى يتمَّ أجلُه، أو يأتيَ المهديّ فيخلِّصه … ويعتقد أنّ الأموات تتصرَّف له، وأنّها تدفع عنه كيد الظالمين وقوَّة الجبّارين، بل إنّها هي التي غضِبت عليه فجاءته بالبلايا وقادت إليه جيوش المحن، يتقدَّمها سيدي فلان ويسوقها سيدي فلان …»(26).
هذا ما حمل المصلحين المجدِّدين على الاهتمام بدعوة المسلمين إلى إقامة التَّوحيد وتخليصه من خيالات الشِّرك(27)، فكتبوا الكتابات ونشروا المقالات في جرائد الجمعيّة كالشِّهاب والبصائر وغيرها، الأمر الذي زعزع عقائد كانت تحسب من صميم الإيمان، ونسف صروحاً مشيَّدة من الخرافات والأوهام، ووضع الأساس للإصلاح الدينيّ في هذه الدِّيار، وزرع البذرة الأولى لتطهير العقائد والأفكار (28).

(1) في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّر قُمْ فَأَنذِر﴾ المدثر: 1 ـ 2.
(2) في قوله تعالى: ﴿وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِين﴾ الشعراء: 214.
(3) في قوله تعالى: ﴿فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ﴾ الحجر: 94.
(4) وإليه الإشارة في قوله تعالى: ﴿وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ﴾ الإسراء: 80، وانظر تفسير الطبري (15/57)، وتفسير ابن كثير (3/82).
(5) في قوله تعالى: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾ الحج: 39.
(6) الحمام بالكسر: الموت. انظر: لسان العرب (2/1007)، والإعلام به في قوله تعالى: ﴿إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾ السورة. انظر: تفسير ابن كثير (4/728).
(7) كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي في فجاج مكة وأسواقها ويقول: «يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا». انظر: مسند أحمد (25/404 – الرسالة)، وتفسير ابن كثير (4/731).
(8) جاء في السيرة لابن كثير (2/51) في ذكر قصة الشعب والحصار فيه: «ورسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك يدعو قومه ليلاً ونهاراً وسراً وجهاراً منادياً بأمر الله تعالى لا يتَّقي فيه أحداً من الناس».
(9) فقد قال لأبي بكر وهما في الغار: «لا تحزن إن الله معنا»، و«ما ظنك باثنين الله ثالثهما»،
وفيه من التوحيد وقوة التَّوكل ما لا يخفى.
(10) كان صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه: «إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر» الحديث. انظر: الصحيحة (2/634).
(11) بل في آخر حياته صلى الله عليه وسلم لم يدَع ذلك، كما في حديث جندب بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول – فذكر الحديث – وفيه: "ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك". وكما في حديث عائشة وابن عباس قالا: لما نُزل برسول الله صلى الله عليه وسلم (أي مرض الموت) طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك: «لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» يحذر ما صنعوا. أخرجهما مسلم: ح (1188) و (1187).
(12) ومن ذلك ما جاء في خروجه إلى غزوة حنين حين قال له بعض أصحابه – وكانوا حدثاء عهد بكفر – اجعل لنا ذات أنواط، فقال صلى الله عليه وسلم: «الله أكبر، إنها السنن (وفي رواية: سبحان الله) قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة…» الحديث. أخرجه الترمذي (2180) وصحّحه، وصححه الألباني في صحيح السنن، وفي ظلال الجنة (1/37).
(13) أخرج مسلم في صحيحه:[ كتاب الزكاة: باب كراهة المسألة للناس، (ح2400)-نووي] من حديث عوف بن مالك الأشجعي قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة أو ثمانية أو سبعة فقال: « ألا تبايعون رسول الله؟» وكنا حديث عهد ببيعة، فقلنا: قد بايعناك يا رسول الله. ثم قال: «ألا تبايعون رسول الله؟» (قالها ثلاثا). قال: فبسطنا أيدينا وقلنا: قد بايعناك فعلام نبايعك؟ قال: «على أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا…» الحديث.
(14) الشرك ومظاهره، للميلي: ص (44-45).
(15) وممن شهد لها بذلك؛ الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم، فقد قال في «الصارم المسلول على عابد الرسول» (ص31) وهو يرد على بعض طرقية الجزائر: «وفي جهته طائفة قائمة بالدعوة إلى التوحيد على ساق…»، وقال في (ص34): «وقد قيض الله له في قطره الجزائر طائفة يدعونه إلى التوحيد وينذرونه عن الشرك…»، وانظر كذلك: ص(7) و (12).
(16) آثار الابراهيمي: (1/138).
(17) جريدة السنة: (2/7).
(18) آثار الابراهيمي: (1/86)، من المادة (69) من القانون الداخلي للجمعية.
(19) الشرك ومظاهره، للميلي: ص (51).
(20) المصدر السابق: ص (89).
(21) انظر مجلة الثقافة: ع 87/ ص (23-24).
(22) جريدة الصراط: (15/4).
(23) سجل مؤتمر جمعية العلماء: ص (50).
(24) سجل مؤتمر جمعية العلماء: ص (50-51).
(25) آثار الابراهيمي: (1/144)، وانظر: سجل مؤتمر جمعية العلماء: ص (61).
(26) جريدة الشهاب:(3/190-191).
(27) الشرك ومظاهره، للميلي: ص (51).
(28) جريدة الشهاب: (2/4).

http://www.rayatalislah.com/article.php?id=29

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية