التصنيفات
اسلاميات عامة

الصبر على طلب العلم و الزهد في الدنيا

تعليمية تعليمية

الصبر على طلب العلم و الزهد في الدنيا
لفضيلة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي حفظه الله

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته الحمد لله رب العالمين و أشهد أن لا إله إلا الله و حده لا شريك له و أشهد أن محمد عبده و رسوله صلى الله عليه و على أله و صحبه و سلم تسلما كثيرا أما بعد ففي هذا اليوم الثلاثاء السادس من شهر ذي القعدة عام 1443 هجرية في مسجد نور بمعبر نلتقي مع إخواننا في الله نتناصح بما يوافق كتاب الله و سنة رسوله عليه الصلاة و السلام و بما أننا مع طلاب علم فالنصيحة لطلاب العلم بالصبر على طلب العلم فإن الله سبحانه و تعالى يقول (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )) آل عمران (200) نداء من الله سبحانه و تعالى إلى جميع المؤمنين و المسلمين و طلاب العلم من باب أولى فيقول (( اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )) فعلق الفلاح في الدنيا و الآخرة على هذه الخصال الأربع الصبر و المصابرة و المرابطة و التقوى فالخصلة الأولى (( اصْبِرُوا )) ولم يحدد نوع دون أخر و إنما أطلق ليشمل جميع أنواع الصبر الأربعة الصبر على فعل الطاعات و الصبر على ترك المعاصي و الصبر على قضاء الله و قدره و الصبر على أذى الناس وما أطلقه الله لا يقيد و ما قيده الله لا يطلق (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا )) يشمل هذه الأنواع الأربعةعلى فعل الطاعات و طلب العلم من الطاعة و تحتاج يا طالب العلم إلى الصبر على طلب العلم لأنك في طاعة و في عبادة وقربى لله سبحانه و تعالى (( اصْبِرُوا وَصَابِرُوا )) و هكذا أيضا الصبر على ترك المعاصي فتحتاج إلى الصبر حتى لا تقع في المعاصي تحبس نفسك فلا تقع في المعصية و تحبس نفسك فلا تترك الطاعة و الصبر على أقدار الله المؤلمة بأن الله سبحانه و تعالى يقدر الخير و الشر فأما تقدير الخير فالنفس ترغب فيه لأنه خير و تفرح به لكن الصبر على الأقدار المؤلمة التي تمر في حياة الإنسان حتى يتوفاه الله و هي كثيرة و لا ينجوا منها أحد فما من أحد إلا و قدر الله له الأقدار المؤلمة في حياته من أمراض و أحزان و ألام و كرب إلى غير ذلك إلى سكرات الموت و إلى خروج روحه من جسده فأنت تحتاج إلى الصبر و الصبر مأخوذ من الصَبِرْ لمرارته مع احتساب الأجر إذا أردت أن يعظم الله أجرك فالصبر يكون مع احتساب الأجر تحتسبه عند الله و الصبر على أذى الناس كما أوصى لقمان الحكيم ابنه لقوله (( يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ )) لقمان (17) فإنه قد يؤذى و قد ينال منه فتصبر فأنت مأجور على هذا الصبر الأجر العظيم كما قال الله (( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ )) الزمر(10) (( اصْبِرُوا وَصَابِرُوا )) صابر غيرك و تألف غيرك بالصبر فتكون أكثر صبرا و مصابرة من غيرك (( وَرَابِطُوا )) المرابطة تكون على فعل الطاعات فطلب العلم يحتاج إلى مرابطة و الجهاد في سبيل الله كذلك و بر الوالدين و الدعوة إلى الله و انتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط جميع الأعمال الصالحة تحتاج إلى صير و مصابرة و مرابطة و استمرار ثم قال (( وَاتَّقُوا اللَّهَ )) و تقوى الله شامل بجميع ما تقدم و بما ذكر و ما لم يذكر لأن تقوى الله سبحانه و تعالى تكون بفعل الطاعات و ترك المحرمات و تصديق بما أخبر الله به و رسوله عليه الصلاة و السلام وتكون أيضا بفعل المستحبات و ترك المكروهات فإذا حصل هذا منك فأبشر بالفلاح فأنت من المفلحين الفائزين في الدنيا و الآخرة لأنك مؤمن مسلم و لأنك أيضا صابر و مصابر و مرابط على فعل الطاعات و متقي الله فيما أمرك تأتمر و فيما نهاك فتنتهي و فيما اخبر فتصدق فأنت من المفلحين و درجة الفلاح متفاوتة بين أهلها كل بحسبه هذا بحسب صبره و بحسب تقواه و بحسب مرابطته و هكذا لأن الصبر يتفاوت و لأن المصابرة كذلك و المرابطة كذلك و التقوى كذلك فلما تفاوتت الأعمال تفاوته الجزاء (( وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا )) الأحقاف (19) هم درجات عند ربهم الجنة درجات و النار دركات و الدرجات متفاوتة و دَرَكَات كذلك متفاوتة أهل الجنة بحسب طاعتهم و أهل النار بحسب عصيانهم و لا يظلم ربك أحد لا من هؤلاء و لا من هؤلاء و الله سبحانه و تعالى حكم عدل يجازي عباده بما يستحقون من أنواع الجزاء و من كمال عدله أنه خلق الجنة و النار لم يجعلهما دار واحدة جنة فقط و لا نار فقط و إنما خلق الدارين دار لأهل كرامته و هي الجنة بما أن طاعه ووحده و تقاه و الأخرى لأهل معصيته و غضبه فنسأل الله الجنة و ما قرب إليها من قول وعمل و نعوذ به من النار و ما قرب إليها من قول و عمل فأنت يا طالب العلم تحتاج إلى أن تصبر على طلب العلم و تصبر على العمل به و تصبر على تبليغه و تعليمه للناس و أنت أيضا محتاج إلى الزهد فإن العبد إذا منى الله عليه بالزهد و القناعة و العفة فإن هذا مما يعينه على طلب العلم أما لو كان يطلب العلم و لكن نفسه متعلقة بحب الدنيا فإن هذا قد لا يثبت إلا أن يشاء الله هدايته ، الدنيا و التعلق بها هذا من المصائب فكم فتن بالدنيا من الناس و كم هلك بها و زاغ قلبه بها كما جاء في الحديث عند ابن ماجه بإسناد حسن في أوله ((أن الرسول عليه الصلاة و السلام قد خرج يوما على أصحابه وهم يتذاكرون الفقر و يتخوفونه فسألهم عما يتذاكرون فيه ؟ فعرف أنهم يتذاكرون الفقر و يتخوفونه فقال آلفقر تخشون ؟ و الذي نفسي بيده لتصبن عليكم الدنيا صبا حتى لا يزيغ قلب أحدكم إذا غفل إلا هيه و ايم الله! لقد تركتكم على مثل البيضاء)) و قوله آلفقر تخشون ؟ هل أنتم تخافون من الفقر و الرزق مكتوب و الذي نفسي بيده لتصبن عليكم الدنيا صبا حتى لا يزيغ قلب أحدكم إذا غفل إلا هيه ( الدنيا ) فكم من أناس زاغت قلوبهم بسبب الدنيا فأنت يا طالب العلم تحتاج إلى الزهد و القناعة و العفة و الرضا بما قسم الله و أرضى بما قسم الله تكون أغنى الناس و الإيمان بأن المكتوب لا يخطئك ما كتب الله لك من أمر الرزق لا يمكن أن يخطئك لا يمكن أن يذهب عنك و إن الذي لم يكتب لا يمكن أن تتحصل عليه من أمر الدنيا و من أمر الرزق فإن الله سبحانه و تعالى قد كتب هذا كتب رزقك و أجلك و عملك و شقي أو سعيد ازهد في الدنيا يحبك الله و ازهد فيما عند الناس يحبك الناس هذه من وصايا رسول الله عليه الصلاة و السلام لأمته ازهد في الدنيا يحبك الله و ازهد فيما عند الناس يحبك الناس ازهد في الدنيا يحبك الله لأن الله سبحانه و تعالى لا يحب الدنيا لأنه لعنها كما جاء في الحديث (( الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله و ماوالاها و عالما أو متعلما )) من حديث أبي هريرة بإسناد حسن عند الترمذي و غيره فالله سبحانه و تعالى لعن الدنيا فأنت إذا كنت زاهدا فيها غير متعلق بها أحبك الله و ازهد فيما عند الناس يحبك الناس يحبونك لأنك لم تطالبهم بشيء من أموالهم فيحبونك كما قال الله (( وَلا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ * إِنْ يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ )) محمد (36-37 ) فإذا جعلت الدنيا يا طالب العلم وراء ظهرك و أقبلت على طلب العلم و صرت تحب طلب العلم و تعلق به قلبك فأنت على خير إن شاء الله لا تفكر في أمر الدنيا (( لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ )) الرعد (38) الزواج المكتبة المال السيارة إلى غير ذلك (( لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ )) ما تشعر إلا و الذي قد كُتِب لك جاءك أو تيسر أمرك و لأن هذا الذي هو التفكير في أمر الدنيا هو مما يحارب به الشيطان المؤمنين و طلاب العلم بالأخص التفكير بأمر الدنيا التفكير بالزواج و التفكير بالبيت و التفكير بالأثاث التفكير في العمل التفكير في الفلوس التفكير في أشياء و أشياء من أمور الدنيا الشيطان يريد أن يشغلك بها لذلك فلا تتعب نفسك (( لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ )) ما كتبه الله جاء في الوقت المحدد فما تشعر إلا و الأمور تتيسر من فضل الله عز وجل فألله ألله على إقبال على طلب العلم و الاهتمام به و العناية بالحفظ تهتم بالحفظ و تهتم بالكتب أيضا المفيدة و النافعة من فترة إلى أخرى تقتني كتابا ما بين الفترة و الأخرى تشتري الثاني و هكذا بعدها الثالث رويدا ، رويدا تكون مكتبة لنفسك رويدا ،رويدا ما تشعر إلا و أنت ما شاء الله عندك من الكتب الخير الكثير (( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ )) الطلاق (1-2) الله يكفيك ما أهمك إذا أنت توكلت على الله تقوى الله سبحانه و تعالى تعتبر من أسباب الرزق تجد بعض الناس من أهل الدنيا يكد فيها ليلا و نهارا و هو في نكد من أمره في تعب و في ظنك و طالب العلم في هناء و في عيش رغد و في طمأنينة و في راحة نفسية و أموره ميسرة و نفسه طيبة و لا يكد الليل و النهار و ما وفى بالمطلوب و ما بين الحين و الأخر يحصل شيء من الكوارث و الأمراض يخسر كذا، كذا من المال و طالب العلم الله يعافيه و يستره و يحفظه و يكرمه و يدافع عنه هب نفسك لله لطلب العلم للدعوة إلى الله و أبشر فالله أكرم منك الذي وهب نفسه للدين و للعلم معناه كريم هذا الإنسان جاد بنفسه و التي هي أعز شيء عليه جاد بها لله أنت تجود بنفسك للعلم و للدين و من أجل الدعوة أتظن أن الله ما يكرمك الله أكرم منك سبحانه فهو أكرم الكريمين تحظى بمحبة الله و بمكانة عالية عند الله و بدرجة رفيعة عند الله و الله سبحانه و تعالى هو أكرم منك فسيعطيك من فضله و كم من طلاب العلم ما شاء الله ما يشعر إلا و زواج يعرض عليه و هو ينظر المصلحة هل يقدمه أو يؤجله بعضهم يرى أن المصلحة أن يؤجل فيؤجله و يدعوا لمن أراد أن يزوجه فيقول جزاك الله خيرا و وفقك الله و أنا أرى أنني أؤجله بعض الوقت حتى أتمكن من طلب العلم و يأتي الثاني و يعرض عليه و يأتي الثالث و يعرض عليه هذا من الرزق و كونه ينظر في المصلحة لا حرج إذا رأى أن يقدمه قدمه و إذا رأى أن يؤجله أجله لا حرج ينظر إلى ما هو أصلح له لكن يرى أنه عنده حب للعلم و يرى أن يقدم العلم عن الزواج لفترة فلا بأس المهم موضوع الرزق لا تأخذ همه فإنه قد فرغ منه و أنت في الأصل مكفول هل تعرف ما معنى مكفول تُكِفل برزقك و من هو الذي تَكفل برزقك الغني الكريم الجواد الرحمن الرحيم هو الذي تكفل برزقك فبعض الناس يكد كدا عظيما في شيء قد ضمن له و هو في الأصل مكفول و لا يكد في أعمال الخير و أعمال الصلاح و أعمال الآخرة إلا من رحم الله، الشيطان يجعلهم يكرون و يكدون في الذي قد فرغ منه و يجعلهم يهملون و يضيعون ما هو مطلوب منهم و هو العلم الديني و العمل الصالح عليكم أن تحمدوا الله أن هيأ لكم هذا الجو و هذا المناخ و هذه الفرصة هذه نعمة عظيمة و الله مرة فترة من الفترات ما كان الناس يجيدون مأوى لطلب العلم و اجتماع و حضور الزملاء يشجع بعضهم بعضا على طلب العلم و مكتبة و تغذية و شيخ و سكن لكن أنت الآن الجو هيأ الله الذي هيأه لك فأنت تجد أمامك زملاء لست وحدك وجود زملاء مما يعين و يشجع على طلب العلم و أيضا تجد الدروس المفتوحة و الميسرة و هذا أيضا مما يعين على طلب العلم و أيضا المكتبة التي تحتوي على جملة كبيرة ضخمة من الكتب المفيدة و هذا أيضا مما يساعد و التغذية و هذا أيضا مما يساعد و معنى هذا أن اليمني الذي أتيحت له فرصة لطلب العلم في هذا الوقت ثم يضيع هذه الفرصة هذا غير شخص أخر يعيش في بلد أخر هذه الفرصة لم توفر له هذا وجد الفرصة لكنه لم يستغلها ،ضيعها هذا أثم إثمه أعظم من ذاك الذي في البلد الأخر الذي لم يتهيأ له مثل ما تهيأ لكم فاحمدوا الله على هذا الخير جزآكم الله خيرا احمدوا الله و اشكروه فإن الله يقول (( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ )) إبراهيم (7) فهناك ناس كفروا بهذه النعمة ،كانوا زملاء لكم ثم ما بالوا بهذه النعمة و راحوا وراء الدنيا يلهثون فلم يجدوا إلا النكد و العذاب ((إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)) ورجعوا نادمين ضيعوا العلم وضيعوا الوقت وضيعوا ما عندهم و لم يتحصلوا على الدنيا إلا ما كتب له و منهم من تخبط في الأهواء و راح في البدع و المعاصي فالحمد لله على هذا الخير العظيم و على هذه النعم على وجود المراكز مراكز أهل السنة في اليمن هذا خير عظيم و الله نعمة عظيمة مراكز ومساجد يدرس فيها العلم النافع للرجال و للنساء ، النساء في قسم النساء و الرجال في قسم الرجال دروس تعليم و كتب فأنظر إلى معارض الكتب كيف تتوالى هذا أيضا من النعم أنه ما من فترة و أخرى يأتي معرض حتى لو كان في المكلا فهو في بلدك يمكنك أن تذهب أو ترسل من يذهب يأتي لك بالكتب و لغيرك من المعرض الحمد لله الخير مهيأ ما علينا إلا أن نجتهد في طلب العلم و نحمد الله سبحانه و تعالى و تطلب العلم بإخلاص و تبتغي به وجه الله لأن الذي لا يكون مخلصا في طلب العلم فإنه قد لا يوفق لا بد من الإخلاص لا من أجل أن يقال أنك عالم أو حافظ أو خطيب أو محاضر أو قارئ و إنما من أجل الله ما الذي ينفعك من قول الناس الجنة بيد الله ما هي بيد الناس و الرفعة بيد الله و العزة بيد الله إنما تبتغي طلبك للعلم وجه الله سبحانه و تعالى وتوطن نفسك على الإخلاص لله في أول اليوم و تعاهد نفسك على الإخلاص بالدعاء و التضرع إلى الله أن يمن عليك بالإخلاص و أن يجعل أعمالك خالصة لوجهه الكريم كما قال الله (( وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ )) البينة (5) ما أمروا إلا بهذا مخلصين أعمالهم و دينهم و عبادتهم لله سبحانه و تعالى و الشيطان سيحاربك يا طالب العلم و كلما جاءك من باب فوجده مصدودا عليه تحول من باب أخر أنت عدوه و هو عدوك و هو يريد أن ينتصر عليك و أن يضلك فالعداوة قديمة بيننا و بين الشياطين ، شياطين الجن و أيضا شياطين الإنس العداوة قديمة و الحقد دفين و قديم و تعرفون ما فعل إبليس أب الجن لأدم عليه السلام أب البشر من هناك بدأت العداوة هذا أبو الجن و هذا أبو البشر فأبو الجن أخذ يخطط و يكيد و يلف و يدور و يمكر لأب البشر و أب الإنس أدم عليه السلام و أيضا أم الإنس حواء عليها السلام و قدر الله و ما شاء فعل و لله الحكمة البالغة و أقسم لهم الأيمان المغلظة أنه لهما من الناصحين فصدقا و أكل من تلك الشجرة و كان الذي كان فهو يقسم الأيمان المغلظة أنه سيضل ذريته كما أضله و أنه سيأتيهم من كل جانب الشيطان ما هو راض عنك أن تكون بمكان علم و في مكان توحيد و سنة وعبادة لأنك ستكون حربا عليه وهو لا يريد هذا فانتبه جزاك الله خيرا لا تتبع نفسك هواها كلما هزك شوق الذهاب إلى القرية الفلانية و المكان الفلاني مشيته فكر و شاور و استخر كما قال الله تعالى (( وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ )) آل عمران (159) و قال (( وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ)) الشورى (38) و كذلك الاستخارة و التفكير بعض الناس إذا هزه الشوق على أن يفتح بوفية قام و إلا بِقَالة وإلا أي حاجة فأنت فكر في أمرك لأن هذه قد تكون من جنس وساوس الشيطان لأدم الشيطان وسوس لأدم فيما يتعلق بتلك الشجرة و أنت وسوس لك بشجرة من نوع أخر اسمها البوفيه أو مطعم أو بقاله شجرة و من مات و أنك تجمع بين العلم و ما بين العمل و ستكون عندك فلوس و تدعوا إلى الله و تنفق على طلاب العلم و تفعل و تفعل و هي مكيدة فكم من أناس ذهبوا في هذا و ضاعوا فإذا أردت أن ينفع الله بك فجزاك الله خيرا اجتهد على طلب العلم و اجتهد بالحفظ و لا تنشغل بالدنيا و لا بهذه الفتن أيضا الفتن التي تحصل بين بعض الدعاة ، بعض العلماء أنت ابتعد عنها لا تنشغل بها فقد كُفيتَ يا طالب العلم الله كفاك بغيرك بالعلماء جزاهم الله خيرا يحلون الفتن العلماء يحلون الفتن و يحلون المشاكل بحلول طيبة إن شاء الله أنت طالب علم لا تنجرف و لا تنجر و لا تركض مع هذا و لا مع هذا، هذه نصيحة من أب لأبنائه و من أخ لإخوانه طلاب العلم أنهم يُقْدِمُون على طلب العلم و لا يخوضون في هذه الفتنة لا من قريب و لا من بعيد لماذا لأن الله قد عفاك من هذه الفتنة و لأن الله قد هيأ لها من يقوم بحلها و غيرها و هم أهل العلم أما أنت فمشغول و المشغول لا يشغل أنت مشغول بطلب العلم و طلب العلم ليس بالأمر الهين طلب العلم شيء عظيم كما قال الله ((إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلا ثَقِيلا)) المزمل (5) ((يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ)) مريم (12) هذا العلم يحتاج إلى قوة لأنه جهد كبير و مجهود كبير يتعلق بعقلك و بقلبك و بفكرك الحفظ ما هو سهل و هضم المسائل و فهم المسائل و بعضها دقيقة و ليست بالأمر الهين فكونك تخوضوا مع الخائضين الكلام سهل و القلقلة سهلة يقدر الإنسان يقلقل لأنه سهل ما في تعب يفتح لسانه و يقلقل كيف ما كانت القلقلة ، لا أنت مهمتك أكبر من هذا، المشاكل العظام لها رجال عظام عظماء يحلونها و أنت إن شاء الله سيأتي وقتك لحل مشاكل الأمة فلا تستعجل أنت الآن في طلب العلم فستمر عليه و إذا وجدت من زملائك من يخوض تذكره بنصائح العلماء تقول يا أخي أقبل على طلب العلم و هذه المسائل لها أهلها ،لها أهل العلم و يذكر بعضكم بعضا بهذا بعدم الخوض سواء في هذه الفتنة أو في غيرها من الفتن لأن الله سبحانه و تعالى جعل للعباد لكل شيء علاج فقال (( وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلا قَلِيلا )) النساء (83) تعيد المسألة إلى أهلها إذا كان أولئك صحابة رضي الله عليهم صحابة و مع ذلك يقول الله لهم ((وَلَوْ رَدُّوهُ)) كيف يخوضون فيه ((أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ)) يعني إلى أهله فأنتم من باب أولى رُدْ المسألة إلى أهلها و تشتغل بما هو أنفع لك بالعلم حفظا و فهما و قراءة و كتابةً و تدويناً و أمامك فنون و علوم كثيرة ما هو علم واحد ولا فن واحد وأنت محتاج إليها و الناس منتظرون لك الناس أهلك أقاربك جماعتك منتظرون لك تكون مبرزا في هذه العلوم لا الشغل بالقيل و القيل بالقلقة و قال فلان و قال فلان هذا ما هو علم فإن شاء الله تكونوا عند حسن ظن المشايخ بكم فتقبلون على طلب العلم أسأل الله سبحانه و تعالى التوفيق لي و لكم و لجميع المسلمين إلى هنا و صلى الله على نبينا محمد و على اله و سلم .

الملفات المرفقة تعليمية الصبر على طلب العلم و الزهد في الدنيا.doc‏ (81.5 كيلوبايت)

تعليمية تعليمية




شكرا وبارك الله فيك
تعليمية




جزاك الله خيرا




جزاكم الله خيرًا




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




التصنيفات
القران الكريم

:: جمع لبعض تفاسير أهل العلم " آية آية من حزب المفصل من القرآن الكريم " ::

تعليمية تعليمية

:: جمع لبعض تفاسير أهل العلم " آية آية من حزب المفصل من القرآن الكريم " ::

أبدأ بسم الله مستعينة بنقل لبعض تفاسيرأهل العلم لآية تلو آية بإذن الله تعالى من تفسيرحزب المفصل من كلام الله عز وجل , راجية المولى عز وجل أن يتم علينا نعمه برحمته ومنه وفضله إنه جواد كريم.
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله فى مقدمة تفسير هذه السورة :

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد.

فإننا نبدأ بتفسير سور المفصل التي تبتدىء من سورة ( ق) عند بعض العلماء، أو من سورة الحجرات عند آخرين.

وسنتكلم على سورة الحجرات لما فيها من الآداب العظيمة النافعة التي ابتدأها الله بقوله تبارك وتعالى: ( يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم ) ا . هـ

قال الإمام أبو عبد الله محمد بن احمد الأنصارى القرطبى رحمه الله :

فيه ثلاث مسائل:

الأولى: قوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله } قال العلماء : كان في العربي جفاء وسوء أدب في خطاب النبي صلى الله عليه وسلم وتلقيب الناس.

فالسورة في الأمر بمكارم الأخلاق ورعاية الآداب. وقرأ الضحاك ويعقوب الحضرمي {لا تَقَدَّموا} بفتح التاء والدال من التقدم. الباقون {تُقدِموا}بضم التاء وكسر الدال من التقديم. ومعناهما ظاهر، أي لا تقدموا قولا ولا فعلا بين يدي الله وقول رسوله وفعله فيما سبيله أن تأخذوه عنه من أمر الدين والدنيا, ومن قدم قوله أو فعله على الرسول صلى الله عليه وسلم فقد قدمه على الله تعالى، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم إنما يأمر عن أمر الله عز وجل.

الثانية: واختلف في سبب نزولها على أقوال ستة :

الأول : ما ذكره الواحدي من حديث ابن جريج قال : حدثني ابن أبي مليكة أن عبدالله بن الزبير أخبره أنه قدم ركب من بني تميم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو بكر : أمر القعقاع بن معبد. وقال عمر : أمر الأقرع بن حابس. فقال أبو بكر : ما أردت إلا خلافي. وقال عمر : ما أردت خلافك. فتماديا حتى ارتفعت أصواتهما، فنزل في ذلك{ يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله – إلى قوله – ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم } . رواه البخاري عن الحسن بن محمد بن الصباح، ذكره المهدوي أيضا.

الثاني : ما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يستخلف على المدينة رجلا إذا مضى إلى خيبر، فأشار عليه عمر برجل آخر، فنزل{ يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله } . ذكره المهدوي أيضا.

الثالث : ما ذكره الماوردي عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه وسلم أنفذ أربعة وعشرين رجلا من أصحابه إلى بني عامر فقتلوهم، إلا ثلاثة تأخروا عنهم فسلموا وانكفؤوا إلى المدينة، فلقوا رجلين من بني سليم فسألوهما عن نسبهما فقالا : من بني عامر، لأنهم أعز من بني سليم فقتلوهما، فجاء نفر من بني سليم إلى رسول الله صلى فقالوا : ان بيننا وبينك عهدا، وقد قتل منا رجلان، فوداهما النبي صلى الله عليه وسلم بمائة بعير، ونزلت عليه هذه الآية في قتلهم الرجلين.

وقال قتادة : إن ناسا كانوا يقولون لو أنزل فيّ كذا، لو أنزل فيّ كذا؟ فنزلت هذه الآية.

ابن عباس : نهوا أن يتكلموا بين يدي كلامه.

مجاهد : لا تفتاتوا على الله ورسوله حتى يقضي الله على لسان رسوله، ذكره البخاري أيضا.

الحسن : نزلت في قوم ذبحوا قبل أن يصلي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمرهم أن يعيدوا الذبح.

ابن جريج : لا تقدموا أعمال الطاعات قبل وقتها الذي أمر الله تعالى به ورسوله صلى الله عليه وسلم.

قلت : هذه الأقوال الخمسة المتأخرة ذكرها القاضي أبو بكر بن العربي، وسردها قبله الماوردي.

قال القاضي : وهي كلها صحيحة تدخل تحت العموم، فالله أعلم ما كان السبب المثير للآية منها، ولعلها نزلت دون سبب، والله أعلم.

قال القاضي : إذا قلنا إنها نزلت في تقديم الطاعات على أوقاتها فهو صحيح، لأن كل عبادة مؤقتة بميقات لا يجوز تقديمها عليه كالصلاة والصوم والحج، وذلك بين, إلا أن العلماء اختلفوا في الزكاة، لما كانت عبادة مالية وكانت مطلوبة لمعنى مفهوم، وهو سد خلة الفقير، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم استعجل من العباس صدقة عامين، ولما جاء من جمع صدقة الفطر قبل يوم الفطر حتى تعطى لمستحقيها يوم الوجوب وهو يوم الفطر، فاقتضى ذلك كله جواز تقديمها العام والاثنين, فإن جاء رأس العام والنصاب بحاله وقعت موقعها, وإن جاء رأس العام وقد تغير النصاب تبين أنها صدقة تطوع.

وقال أشهب : لا يجوز تقديمها على الحول لحظة كالصلاة، وكأنه طرد الأصل في العبادات فرأى أنها إحدى دعائم الإسلام فوفاها حقها في النظام وحسن الترتيب.

ورأى سائر علمائنا أن التقديم اليسير فيها جائز، لأنه معفو عنه في الشرع بخلاف الكثير.

وما قاله أشهب أصح، فإن مفارقة اليسير الكثير في أصول الشريعة صحيح، ولكنه لمعان تختص باليسير دون الكثير, فأما في مسألتنا فاليوم فيه كالشهر، والشهر كالسنة.

فإما تقديم كلي كما قال أبو حنيفة والشافعي، وإما حفظ العبادة على ميقاتها كما قال أشهب.

الثالثة: قوله تعالى {لا تقدموا بين يدي الله} أصل في ترك التعرض لأقوال النبي صلى الله عليه وسلم، وإيجاب اتباعه والاقتداء به، وكذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه : (مروا أبا بكر فليصل بالناس), فقالت عائشة لحفصة رضي الله عنهما : قولي له إن أبا بكر رجل أسيف وإنه متى يقم مقامك لا يُسْمع الناس من البكاء، فَمُرْ عمر فليصل بالناس, فقال صلى الله عليه وسلم : (إنكن لأنتن صواحب يوسف, مروا أبا بكر فليصل بالناس). فمعنى قول (صواحب يوسف) الفتنة بالرد عن الجائز إلى غير الجائز. وربما احتج بُغَاةُ القياس بهذه الآية. وهو باطل منهم، فإن ما قامت دلالته فليس في فعله تقديم بين يديه. وقد قامت دلالة الكتاب والسنة على وجوب القول بالقياس في فروع الشرع، فليس إذاً تقدمٌ بين يديه.

{ واتقوا الله } يعني في التقدم المنهي عنه.

{ إن الله سميع } لقولكم { عليم } بفعلكم.

قال الإمام الجليل الحافظ عماد الدين أبى الفداء إسماعيل بن كثير رحمه الله :

هذه آيات أدّب اللّه تعالى بها عباده المؤمنين، فيما يعاملون به الرسول صلى اللّه عليه وسلم من التوقير والاحترام، والتبجيل والإعظام، فقال تبارك وتعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تقدّموا بين يدي اللّه ورسوله} أي لا تسرعوا في الأشياء بين يديه أي قبله، بل كونوا تبعاً له في جميع الأمور.

قال ابن عباس: نهوا أن يتكلموا بين يدي كلامه ""وروى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أن المراد من الآية الكريمة {لا تقدموا بين يدي اللّه ورسوله} لا تقولوا خلاف الكتاب والسنة .

والقول الآخر هو رواية العوفي عنه وهو الأقوى والأرجح""،

وقال مجاهد: لا تفتاتوا على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بشيء حتى يقضي اللّه تعالى على لسانه، وقال الضحّاك: لا تقضوا أمراً دون اللّه ورسوله من شرائع دينكم، وقال الحسن البصري: لا تدعوا قبل الإمام، وقال قتادة: ذكر لنا أن ناساً كانوا يقولون: لو أنزل في كذا وكذا، لو صح كذا، فكره اللّه تعالى ذلك، {واتقوا اللّه} فيما أمركم به {إن اللّه سميع} أي لأقوالكم {عليم} بنياتكم.

قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدى رحمه الله :

هذا متضمن للأدب، مع الله تعالى، ومع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ والتعظيم له ، واحترامه، وإكرامه، فأمر ‏[‏الله‏]‏ عباده المؤمنين، بما يقتضيه الإيمان، بالله وبرسوله، من امتثال أوامر الله، واجتناب نواهيه، وأن يكونوا ماشين، خلف أوامر الله، متبعين لسنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في جميع أمورهم، و ‏[‏أن‏]‏ لا يتقدموا بين يدي الله ورسوله، ولا يقولوا، حتى يقول، ولا يأمروا، حتى يأمر، فإن هذا، حقيقة الأدب الواجب، مع الله ورسوله، وهو عنوان سعادة العبد وفلاحه، وبفواته، تفوته السعادة الأبدية، والنعيم السرمدي، وفي هذا، النهي ‏[‏الشديد‏]‏ عن تقديم قول غير الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ على قوله، فإنه متى استبانت سنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وجب اتباعها، وتقديمها على غيرها، كائنا ما كان ثم أمر الله بتقواه عمومًا، وهي كما قال طلق بن حبيب‏:‏ أن تعمل بطاعة الله، على نور من الله، ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله، على نور من الله، تخشى عقاب الله‏.‏

وقوله ( إن الله سميع ) أى : لجميع الأصوات فى حميع الأوقات , فى خفى المواضع والجهات .

وقوله‏:‏ ‏{‏عَلِيمٌ‏}‏ بالظواهر والبواطن، والسوابق واللواحق، والواجبات والمستحيلات والممكنات وفي ذكر الاسمين الكريمين ـ بعد النهي عن التقدم بين يدي الله ورسوله، والأمر بتقواه ـ حث على امتثال تلك الأوامر الحسنة، والآداب المستحسنة، وترهيب عن عدم الامتثال‏.‏

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :

إعلم أن الله تعالى إذا ابتدأ الخطاب بقوله: { يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم } فإنه كما قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه : إما خير تُؤمر به، وإما شر تنهى عنه، فأرعه سمعك، واستمع إليه لما فيه من الخير، وإذا صدَّر الله الخطاب بـ{يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم } دل ذلك على أن التزام ما خوطب به من مقتضيات الإيمان، وأن مخالفته نقص في الإيمان.

يقول الله عز وجل: {لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم } قيل: معنى {لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم } أي: لا تتقدموا بين يدي الله ورسوله، والمراد: لا تسبقوا الله ورسوله بقولٍ أو بفعل.

وقيل: المعنى لا تقدموا شيئاً بين يدي الله ورسوله. وكلاهما يصبان في مصب واحد، والمعنى: لا تسبقوا الله ورسوله بقولٍ ولا فعلٍ، وقد وقع لذلك أمثلة، فمن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : « لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين » لأن الذي يتقدم رمضان بصوم يوم أو يومين كأنه تقدم بين يدي الله ورسوله، فبدأ بالصوم قبل أن يحين وقته، ولهذا قال عمار بن ياسر رضي الله عنهما : « من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم » .

ومن التقدُّم بين يدي الله ورسوله البدع بجميع أنواعها، فإنها تقدم بين يدي الله ورسوله؛ بل هي أشد التقدم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، وإياكم ومحدثات الأمور ». وأخبر بأن « كل بدعة ضلالة » .

وصدق – عليه الصلاة والسلام – فإن حقيقة حال المبتدع أنه يستدرك على الله ورسوله ما فات، مما يدعي أنه شرع، كأنه يقول: إن الشريعة لم تكمل، وأنه كملها بما أتى به من البدعة، وهذا معارض تماماً لقوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم }.

فيقال لهذا الرجل الذي ابتدع: أهذا الذي فعلته كمال في الدين؟ إن قال: نعم، فإن قوله هذا يتضمن أو يستلزم تكذيب قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم }،

وإن قال: ليس كمالاً في الدين، قلنا: إذن هو نقص؛ لأن الله يقول: { فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون } فالبدعة كما أنها ضلالة في نفسها فهي في الحقيقة تتضمن الطعن في دين الله، وأنه ناقص، وأن هذا المبتدع كمله بما ادعى أنه من شريعة الله – عز وجل – فالمبتدعون كلهم تقدموا بين يدي الله ورسوله، ولم يبالوا بهذا النهي حتى وإن حسن قصدهم؛ فإن فعلهم ضلالة، وقد يُثاب على حسن قصده، ولكنه يؤزر على سوء فعله، ولهذا يجب على كل مبتدع علم أنه على بدعة أن يتوب منها، ويرجع إلى الله – عز وجل – ويلتزم سنة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده .

والبدعة أنواع كثيرة: بدع في العقيدة، وبدع في الأقوال، وبدع في الأفعال.

أما البدع في العقيدة ، فإنها تدور على شيئين:

إما تمثيل، وإما تعطيل.

فالتمثيل أن يثبت لله تعالى الصفات، لكن على وجه المماثلة، فإن هذا بدعة؛ لأنه لم يكن من طريق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وخلفائه الراشدين، فيكون بدعة، فمثلاً يثبت أن لله وجهاً ويجعله مماثلاً لأوجه المخلوقين، أو أن لله يداً ويجعلها مماثلة لأيدي المخلوقين، وهلم جرا، فهؤلاء مبتدعة بلا شك، وبدعتهم تكذيب لقوله تعالى: { ليس كمثله شيء } ولقوله: { ولم يكن له كفواً أحد }. ولقوله تعالى: { هل تعلم له سمياً } .

أما التعطيل فهو أن ينكر ما وصف الله تعالى به نفسه، فإن كان إنكار جحد وتكذيب، فهو كفر، وإن كان إنكار تأويل فهو تحريف وليس بكفر إذا كان اللفظ يحتمله، فإن كان لا يحتمله فلا فرق بينه وبين إنكار التكذيب، فمثلاً إذا قال إنسان: إن الله سبحانه وتعالى قال: { بل يداه مبسوطتان } والمراد باليدين النعمة نعمة الدين ونعمة الدنيا، أو نعمة الدنيا ونعمة الآخرة، فهذا تحريف؛ لأن النعمة ليست واحدة، ولا ألف ولا ملايين، { وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها } فليست النعمة اثنتين لا بالجنس ولا بالنوع، فيكون هذا تحريفاً وبدعة، لأنه على خلاف ما تلقاه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه، والأئمة الهداة من بعدهم.
أما البدعة في الأقوال : فمثل أولئك الذين يبتدعون تسبيحات أو تهليلات أو تكبيرات، لم ترد بها السنة، أو يبتدعون أدعية لم ترد بها السنة، وليست من الأدعية المباحة.
وأما بدع الأفعال : فمثل الذين يصفقون عند الذكر، أو يهزون رؤوسهم عند التلاوة تعبداً، أو ما أشبه ذلك من أنواع البدع، وكذلك الذين يتمسحون بالكعبة في غير الحجر الأسود والركن اليماني، وكذلك الذين يتمسَّحون بحجرة النبي صلى الله عليه وسلم، حجرة قبره الشريف، وكذلك الذين يتمسَّحون بالمنبر الذي يقال إنه منبر النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد النبوي، وكذلك الذين يتمسحون بجدران مقبرة البقيع أو بغير ذلك.
والبدع كثيرة: العقدية والقولية والفعلية، وكلها من التقدم بين يدي الله ورسوله، وكلها معصية لله ورسوله، فإن الله يقول: { لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم } والنبي – عليه الصلاة والسلام – يقول: «إياكم ومحدثات الأمور» .

ومن البدع ما يُصنع في رجب، كصلاة الرغائب التي تُصلَّى ليلة أول جمعة من شهر رجب، وهي صلاة ألف ركعة يتعبدون لله بذلك، وهذا بدعة لا تزيدهم من الله إلا بعداً؛ لأن كل من تقرَّب إلى الله بما لم يشرعه فإنه مبتدع ظالم، لا يقبل الله منه تعبده، لما ثبت في الصحيحين وغيرهما عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد» . ومن التقدم بين يدي الله تعالى ورسوله أن يقول الإنسان قولاً يُحكم به بين عباد الله أو في عباد الله، وليس من شريعة الله، مثل أن يقول: هذا حرام، أو هذا حلال، أو هذا واجب، أو هذا مستحب بدون دليل، فإن هذا من التقدم بين يدي الله ورسوله، وعلى من قال قولاً وتبين له أنه أخطأ فيه أن يرجع إلى الحق حتى لو شاع القول بين الناس وانتشر وعَمِلَ به مَن عمل من الناس، فالواجب عليه أن يرجع وأن يُعلن رجوعه أيضاً، كما أعلن مخالفته التي قد يكون معذوراً فيها إذا كانت صادرة عن اجتهاد ، فالواجب الرجوع إلى الحق، فإن تمادى الإنسان في مخالفة الحق فقد تقدم بين يدي الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

{ واتقوا الله } هذا تعميم بعد تخصيص؛ لأن التقدم بين يدي الله ورسوله مخالف للتقوى، لكن نص عليه وقدمه لأهميته، ومعنى { واتقوا الله } أي اتخذوا وقاية من عذاب الله – عز وجل – وهذا لا يتحقق إلا إذا قام الإنسان بفعل الأوامر وترك النواهي، بفعل الأوامر تقرُّباً إلى الله تعالى، ومحبة لثوابه، وترك النواهي خوفاً من عذاب الله – عز وجل – ، ومن الناس من إذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم، وتصاعد في نفسه وعز في نفسه، وأوغل في الإثم، وانتفخت أوداجه، وقال: أمثلي يُقال له: اتق الله! وما علم المسكين أن الله خاطب من هو أشرف منه ومن هو أتقى عباد الله لله، فأمره بالتقوى، قال الله تبارك وتعالى: { يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن الله كان عليماً حكيماً }.

وقال الله تعالى: {واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه }. ومن الذي لا يستحق أن يُؤمر بتقوى الله؟ فكل واحد منَّا يستحق أن يؤمر بتقوى الله – عز وجل – والواجب أنه إذا قيل له: اتق الله , أن يزداد خوفاً من الله ، وأن يراجع نفسه ، وأن ينظر ماذا أمر به ، إنه لم يؤمر أن يتقي فلاناً وفلاناً، إنما أمر أن يتقي الله عز وجل، وإذا فسرنا التقوى بأنها اتخاذ وقاية من عذاب الله بفعل أوامره، تقرباً إليه ومحبة لثوابه، وترك نواهيه خوفاً من عقابه، فإن أي إنسان يترك واجباً فإنه لم يتق الله، وقد نقص من تقواه بقدر ما حصل منه من المخالفة، فالتقوى مخالفتها تختلف،فقد تكون مخالفتها كفراًًً وقد تكون دون ذلك، فترك الصلاة مثلاً ترتفع به التقوى نهائياً؛ لأن تارك الصلاة كافر، كما دلَّ على ذلك كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأقوال الصحابة رضي الله عنهم، حتى إن بعض العلماء حكى إجماع الصحابة على أن تارك الصلاة كافر كفراً مخرجاً عن الملة، ومنهم التابعي المشهور عبدالله بن شقيق – رحمه الله – حيث قال: ( كان أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة ) .

وكذلك نقل إجماعهم إسحاق بن راهويه، ولم يصح عن أي صحابي أنه قال عن تارك الصلاة: إن تارك الصلاة في الجنة، أو إنه مؤمن، أو ما أشبه ذلك، والزاني لم يتق الله؛ لأنه زنا فخالف أمر الله وعصاه، والسارق لم يتق الله، وشارب الخمر لم يتق الله، والعاق لوالديه لم يتق الله، والقاطع لرحمه لم يتق الله، والأمثلة على هذا كثيرة، فقوله تعالى: { واتقوا الله } كلمة عامة شاملة تشمل كل الشريعة { إن الله سميع عليم } هذه الجملة تحذير لنا أن نقع فيما نهانا عنه من التقدُّم بين يدي الله ورسوله، أو أن نخالف ما أمر به من تقواه { سميع } أي سميع لما تقولون { عليم } أي عليم بما تقولون وما تفعلون؛ لأن العلم أشمل وأعم، إذ إن السمع يتعلق بالمسموعات، والعلم يتعلق بالمعلومات، والله تعالى محيط بكل شيء علماً، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، يقول العلماء – رحمهم الله -: إن السمع الذي اتصف به ربنا – عز وجل – ينقسم إلى قسمين: سمع إدراك وسمع إجابة، فسمع الإدراك معناه أن الله يسمع كل صوت خفي أو ظهر، حتى إنه – عز وجل – يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم: { قد سمع الله قول التى تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركمآ إن الله سميع بصير }. قالت عائشة – رضي الله عنها -: ( الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات، لقد كنت في الحجرة – أي حجرة النبي صلى الله عليه وسلم – والمرأة تجادله وهو يحاورها وإنه ليخفى عليَّ بعض حديثها ) .

والله – عز وجل – أخبر بأنه سمع كل ما جرى بين هذه المرأة وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا سمع إدراك .

ثم إن سمع الإدراك قد يُراد به :

بيان الإحاطة والشمول، وقد يراد به التهديد، وقد يُراد به التأييد.

فهذه ثلاثة أنواع.

الأول: يراد به بيان الإحاطة والشمول مثل هذه الآية.

الثاني: يُراد به التهديد مثل قوله تعالى: {لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأَنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق }. وانظر كيف قال: { سنكتب ما قالوا} حين وصفوا الله تعالى بالنقص ، قبل أن يقول : { وقتلهم الأَنبياء} مما يدلّ على أن وصف الله بالنقص أعظم من قتل الأنبياء.

الثالث: سمع يُراد به التأييد، ومنه قوله – تبارك وتعالى – لموسى وهارون : { لا تخافآ إننى معكمآ أسمع وأرى }، فالمراد بالسمع هنا التأييد يعني: أسمعك وأؤيدك ، يعني أسمع ما تقولان وما يُقال لكما.

أما سمع الإجابة فمعناه : أن الله يستجيب لمن دعاه، ومنه قول إبراهيم : {إن ربي لسميع الدعاء }. أي مجيب الدعاء، ومنه قول المصلي: ( سمع الله لمن حمده ) يعني استجاب لمن حمده فأثابه، ولا أدري أنحن ندرك معنى ما نقوله في صلاتنا أو أننا نقوله تعبداً ولا ندري ما المعنى؟! عندما نقول: الله أكبر، تكبيرة الإحرام يعني أن الله أكبر من كل شيء – عز وجل – ولا نحيط بذلك ؛ لأنه أعظم من أن تحيط به عقولنا.

وعندما نقول: سمع الله لمن حمده. يعني استجاب الله لمن حمده ، وليس المعنى أنه يسمعه فقط ، لأن الله يسمع من حمده ومن لا يحمده إذا تكلم ، لكن المراد أنه يستجيب لمن حمده بالثواب ، فهذا السمع يقتضي الاستجابة لمن دعاه .

أما قوله تعالى: { عليم } فالمراد أنه ذو علم واسع، قال الله تعالى: { لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما }. فعندما تؤمن بأن الله سميع ، وأن الله عليم ، هل يمكن وأنت في عقلك الراشد أن تقول ما لا يرضيه ؟ لا ، لأنه يسمع ، فلا ينبغي لك أن تُسمِع الله ما لا يرضاه منك ، أسمِعْهُ ما يحبه ويرضاه إذا كنت مؤمناً حقًّا بأن الله سميع، وأعتقد لو أن أباك نهاك عن قول من الأقوال فهل تتجرأ أن تسمعه ما لا يرضاه أو أن تسمعه ما نهاك عنه؟

فالله أعظم وأجلّ، فاحذر أن تسمع الله ما لا يرضاه منك، وإذا آمنت بأنه بكل شيء عليم وهذا أعم من السمع؛ لأنه يشمل القول والفعل وحديث النفس حتى ما توسوس به نفسك يعلمه – عز وجل – إذا علمت ذلك هل يمكن أن تفعل شيئاً لا يُرضيه؟

لا، لأنه ليس المقصود من إخبار الله لنا بأنه عليم بكل شيء، أن نعلم هذا وأن نعتقده فقط. بل المقصود هذا، والمقصود شيء آخر، وهو الثمرة والنتيجة التي تترتب على أنه بكل شيء عليم، فإذا علمنا بأنه بكل شيء عليم فهل نقول بما لا يرضى؟

لا، لأنه سوف يعلمه، وإذا علمنا بأنه على كل شيء عليم هل نعتقد ما لا يرضى؟

لا، لأننا نعلم أنه يعلم ما في قلوبنا، قال الله تعالى: { واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه }. وقال تعالى: { واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه}، يحول بينك وبين قلبك ، فيجب علينا إذا مر بنا اسم من أسماء الله تعالى ، أو صفة من صفات الله أن نؤمن بهذا الاسم ، وهذه الصفة، وأن نقوم بما هو الثمرة من الإيمان بهذا الاسم ، أو الصفة .

وما تضمنته الآية الكريمة من أدب عظيم وجه الله تعالى عباده إليه.

وهذا هو الأدب الأول .


إنتهى تفسير أول آية من سورة الحجرات

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




بوركت على الجلب الطيب جزاك الله خيرا




جزاك الله كل خير ع الطرح الموضوع القيم




بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين وعليه التكلان من الخذلان
اللهم صلي على المبعوث رحمة للعالمين
وآله وصحبه أجمعين ومن دعا بعوته إلى يوم الدين




تعليمية




شكرا جزيلا وبارك الله فيك




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

كلام أهل العلم في مسألة الطعام والفجرين

تعليمية تعليمية

قال النووي -رحمه الله-: قال أصحابنا: والأحكام كلها معلقة بالفجر الثاني، فيه يدخل وقت صلاة الصبح ,ويخرج وقت العشاء ,ويدخل في الصوم ,ويحرم به الطعام والشراب على الصائم ,وبه ينقضي الليل ويدخل النهار ,ولا يتعلق بالفجر الأول ((الكاذب)) شيء من الأحكام بإجماع المسلمين)). [المجموع (3/44)]وقال أبو عمر بن عبد البر: ((أجمع العلماء؛ على أن وقت صلاة الصبح طلوع الفجر الثاني إذا تبين طلوعه، وهو البياض المنتشر من أفق المشرق، والذي لا ظلمة بعده)). [الإجماع ص46]
وقال ابن حزم: ((ولا يجزئ لها الأذان الذي كان قبل الفجر، لأنه أذان سحور، لا أذان للصلاة، ولا يجوز أن يؤذن لها قبل المقدار الذي ذكرناه.وروى بسنده عن الحسن البصري أن رجلاً قال: يا أباسعيد، الرجل يؤذن قبل الفجر يوقظ الناس؟ فغضب وقال: علوج فراغ، لو أدركهم عمر بنالخطاب لأوجع جنوبهم! من أذن قبل الفجر فإنما صلى أهل ذلك المسجد بإقامة لا أذان فيه)) وفي رواية: ((أنه سمع مؤذناً أذن بليل فقال: ((علوج تباري الديوك، وهل كان الأذان على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا بعد ما يطلع الفجر)).
وعن إبراهيم النخعي قال: سمع علقمة ابن قيس مؤذناً بليل فقال: لقد خالف هذا سنة من سنة أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لو نام على فراشه لكان خيراً له))، وفي رواية عن النخعي قال: كانوا إذا أذن المؤذن بليل قالوا له: اتق الله وأعد أذانك)). [المحلى 3/117-118]وقال محمد بن رشد: ((واختلفوا في أوله (الإمساك)، فقال الجمهور: هو طلوع الفجر الثاني المستطير الأبيض، لثبوت ذلك عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعني ,حده بالمستطير [بداية المجتهد (1/288)].قال ابن قدامة : وجملته ؛ أن وقت الصبح يدخل بطلوع الفجر الثاني إجماعاً، وقد دلت عليه أخبار المواقيت، وهو البياض المنتشر في الأفق، ويسمى الفجر الصادق, لأنه صدقك عن الصبح وبينه لك. [المغني (1/385) طبعة دار الإفتاء]وقال شمس الدين السرخسي: ((والفجر فجران؛كاذب تسميه العرب ذنب السرحان، وهو البياض الذي يبدو في السماء طولاً، ويعقبه ظلام، والفجر الصادق وهو البياض المنتشر في الأفق، فبطلوع الفجر الكاذب لا يدخل وقت الصلاة, ولا يحرم الأكل على الصائم ما لم يطلع الفجر الصادق…)). [كتاب المبسوط (1/141) طبعة دار الفكر]وقال كمال الدين بن الهمام: ولا معتبر بالفجر الكاذب،وهو البياض الذي يبدو طولاً ثم يعقبه الظلام لقوله عليه الصلاة والسلام: (( لايغرنكم أذان بلال ولا الفجر المستطيل)) وإنما الفجر في الأفق)) أي المنتشر فيه. [فتح القدير (1/219)] وقال قبل ذلك: ثم صلى الفجر حين برق الفجر، وحرم الطعام على الصائم (1/218).

التقاويم وضعت على وقت الفجر الكاذب .
والمشكلة نشأت من أن معظم الفلكيين والخبراء الجغرافيين والعسكريين لا يفرقون بين الفجرين، لأن هذا لا يهمهم ، ولأنهم يرون أن أول ضوء هو الفجر عندهم، فلذلك وضعوا التقاويم بناءً على ذلك. وأما في الشرع؛ فالضوء الأول هو الفجر الكاذب، ومن هنا وقع الخطأ، وكان مقداره مقدار ما بين الفجرين، وهو عشرون دقيقة، تزيد ثلاثة دقائق أو تنقص حسب طول الليل والنهار.وقد قامت عدة مشاهدات وشهادات من فضلاء ، وتمت عدة دراسات تبين بالدليل العلمي، والرؤية الواقعية، أن معظم التقاويم ومنها تقويم أم القرى، قد وقعت في هذا الخطأ، إذ وُقِّت الفجر فيها على الفجر الكاذب .وهذا أمر بالغ الخطورة،حيث يصلي كثير من المسلمين ـ وبخاصة النساء في البيوت ـ والمتعجلون من الأئمة،يصلون بُعيد أذان الفجر الكاذب، أي: قبل طلوع الفجر الصادق، مما يترتب على ذلك فساد الصلاة على من علم ذلك، كما لا يخفى على كل مسلم.لذا وجب على المسلم التنبه إلى هذه المسألة، والنظر فيها نظر علم، واتباع، وتمحيص، لا نظر تقليد، لا يفرق بين دليل وتزيين، واتباع وتقليد، ولا يجوز له الاعتماد على تقويـم مُعَدٍّ على حساب فلكي، لايُدرى عن واضعيه، مقدار علمهم الشرعي، واتباعهم للسنة، بخاصة وقد تبين بالدليل القطعي خطؤه، وشهد على ذلك العلماءالعدول.

أدلة الذين يرون خطأ التقاويم وشهاداتهم على ذلك:
الأول: شهادة الحافظ العسقلاني في ذلك:وهو دليل واضح قوي، يبين فيه سبب الـخطأ، وبدايته، وهو ما قاله الـحافظ ابن حجر في [فتح الباري: ( 4/ 199)]: (تنبيه)من البدع المنكرة ما أحدث في هذا الزمان من إيقاع الأذان الثاني قبل الفجر بنحو ثلث ساعة في رمضان، وإطفاء المصابيح التي جعلت علامة لتحريم الأكل والشرب على من يريد الصيام، زعماً ممن أحدثه: أنه للاحتياط في العبادة، ولا يعلم بذلك إلا آحاد الناس، وقد جرهم ذلك إلى أن صاروا لا يؤذنون إلا بعد الغروب بدرجة،لتمكين الوقت زعموا، فأخروا الفطر، وعجلوا السحور، وخالفوا السنة، فلذلك قل عنهم الخير، وكثر فيهم الشر، والله المستعان ))، والدرجة تقدر من 4- 4.45دقيقة.

الثاني: شهادة العلامة القرافي -رحمه الله- قال( جرت عادة المؤذنين, وأرباب المواقيت بتسيير درج الفلك إذا شاهدوا المتوسط من درج الفلك, أوغيره من درج الفلك الذي يقتضي أن درجة الشمس قربت من الأفق قرباً يقتضي أن الفجر طلع، أمروا الناس بالصلاة والصوم مع أن الأفق يكون صاحياً لا يخفى فيه طلوع الفجر لو طلع، ومع ذلك لا يجد الإنسان للفجر أثراً البتة، وهذا لا يجوز، فإن الله تعالى إنما نصب سبب وجوب الصلاة ظهور الفجر فوق الأفق ولم يظهر، فلا تجوز الصلاة حينئذ،فإنه إيقاع للصلاة قبل وقتها، وبدون سببها)). [الفروق (2/3)، 301]

الثالث: شهادة العلامة محمد رشيد رضا:قد قرر هذه الحقيقة، وأشار إلى أن هذا الخطأ وقعحين وُضع التقويم: الشيخ محمد رشيد رضا في تفسيره "المنار" عند قوله تعالى: ( حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر(. [البقرة(187)]، قال (2/184 ): ( ومن مبالغة الخلف في تحديد الظواهر مع التفريط في إصلاح الباطن من البـر والتقوى،أنهم حددوا الفجر، وضبطوه بالدقائق، وزادوا عليه في الصيام، إمساك عشرين دقيقة تقريباً، وأما وقت المغرب، فيزيدون فيه على وقت الغروب التام خمس دقائق على الأقل، ويشترط بعض الشيعة فيه ظهور بعض النجوم. وهذا نوع من اعتداء على حدود الله تعالى…. بيد أنه يجب إعلام المسلميـن… بأن وقت الإمساك الذي يرونه في التقاويم ( النتائج ) والصحف، إنما وضع لتنبيه الناس إلى قرب طلوع الفجر الذي يجب في بدءالصيام… وأن من أكل، وشرب حتى طلوع الفجر الذي تصح فيه صلاته، ولو بدقيقة واحدة،فإن صيامه صحيح.. )). قلت: والذي يظهر من كلام الحافظ، وكلام محمد رشيد رضا أن تقديم الأذان إلى الفجر الكاذب كان في رمضان أول الأمر، ثم صار مع مرور الزمن في أشهر السنة كافة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

الرابع: شهادة العلامة تقي الدين الهلالي: قام بعض العلماء في بلاد المغرب, وفي مقدمتهم الشيخ تقي الدين الهلالي باستطلاع الفجر, وتبين لهم كما تبين لإخوانهم, وقد أصدر الشيخ الهلالي بيانًا بذلك.( ( اكتشفت بما لا مزيد عليه من البحث والتحقيق، والمشاهد المتكررة من صحيح البصر .. أن التوقيت لأذان الصبح لا يتفق مع التوقيت الشرعي، وذلك أن المؤذن يؤذن قبل تبين الفجر تبيناً شرعياً)). [رسالة بيان الفجر الصادق وامتيازه عن الفجر الكذاب ص2]

الخامس: شهادة الشيخ الألباني:قام أخوة في بلاد الشام،وعلى رأسهم العلامة الألباني -رحمه الله – باستطلاع الفجر، وتبيـن لهم ما ذكرنا،وصرح الشيخ بذلك في شريط مسجل وذكر ذلك في كتابه سلسلة الأحاديث الصحيحة (5/52) رقم (2031) .(( وقد رأيت ذلك بنفسي مراراً من داري في جبل هملان -جنوب شرق عمان- ومكنني ذلك من التأكد من صحة ما ذكره بعض الغيورين على تصحيح عبادة المسلمين ؛ أن أذان الفجر في بعض البلاد العربية يرفع قبل الفجر الصادق بزمن يتراوح بين العشرين والثلاثين دقيقة، أي قبل الفجر الكاذب أيضاً، وكثيراً ما سمعت إقامة صلاة الفجر من بعض المساجد مع طلوع الفجر الصادق، وهم يؤذنون قبلها بنحو نصف ساعة، وعلى ذلك فقدصلوا سنة الفجر قبل وقتها، وقد يستعجلون بأداء الفريضة قبل وقتها في شهر رمضان…وفي ذلك تضييق على الناس بالتعجيل بالإمساك عن الطعام، وتعريض لصلاة الفجر للبطلان، وما ذلك إلا بسبب اعتمادهم على التوقيت الفلكي , وإعراضهم عن التوقيت الشرعي , كما جاء في قوله سبحانه وتعالى: ((وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر)) وحديث: ((فكلوا واشربوا حتى يعترض لكم الأحمر))، وهذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين)). [السلسلة الصحيحة (5/52) حديث رقم (2031)]

السادس: شهادة شيوخ من المملكة:قام أخوة شيوخ فضلاء من طلبةا لعلم في السعودية، باستطلاع الفجر، في أكثر من مجموعة أكثر من مرة ، وتبيـن لهم صحة ما ذكرنا. – وبرفقه تقرير من بعضهم -ومنهم الشيخ:عمر بن عبد العزيزالعثمان ، عبد الـمحسن العبيكان, عبد العزيز السدحان،، وغيـرهم وكنت مع بعضهم،

شهادة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-( بالنسبة لصلاة الفجر؛ المعروف أن التوقيت الذي يعرفه الناس ليس بصحيح، فالتوقيت مقدم على الوقت بخمس دقائق على أقل تقدير،وبعض الإخوان خرجوا إلى البر فوجدوا أن الفرق بين التوقيت الذي بأيدي الناس وبين طلوع الفجر نحو ثلث ساعة، فالمسألة خطيرة جداً، ولهذا لا ينبغي للإنسان في صلاةا لفجر أن يبادر في إقامة الصلاة، وليتأخر نحو ثلث ساعة أو (25) دقيقة حتى يتيقن أن الفجر قد حضر وقته)). [شرح رياض الصالحين (3/216)]

منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




مشكورة على الموضوع المميز




يُرفع للفائدة




التصنيفات
ادارة الابتدائيات والمعلميين والأولياء

انشودة لننطلق بمناسبة يوم العلم 16 افريل

تعليمية

أقـــــــــــــــــــــــ دم لكــــــــــــم

انشــودة لنـــنطلـــق بمــناسبــة يـــوم العــلم

http://www.safeshare.tv/w/zIithsgUZA

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ

لمزيد من المقاطع سجل دخولك على الفيس بوك و اكتب في

خانة البحث عبارة

نقابة أساتذة التعليم الابتدائي




بارك الله فيك ان شاء الله يستفيد منه الجميع نترقب المزيد من مشاركاتك




بارك الله فيك




بارك الله فيك

جزاك الخير

ان شاء الله يستفيد منها الجميع




كالعادة ابداع رائع

وطرح يستحق المتابعة

شكراً لك

بانتظار الجديد القادم
دمت بكل خير




بارك الله فيك

جزاك الخير…. ان شاء الله يستفيذ منها الجميع




بارك الله فيك

جزاك الخير…. ان شاء الله يستفيذ منها الجميع




التصنيفات
اسلاميات عامة

انظر كيف كابدوا المشاق في سبيل تحصيل العلم أيها المُفَرِطْ تأمل !

تعليمية تعليمية

الرحلة لطلب العلم

قال ابن أبي حاتم سمعت أبي يقول
خرجنا من المدينة، من عند داود الجعفري ، وصرنا إلى الجار وركبنا البحر، فكانت الريح في وجوهنا ، فبقينا في البحر ثلاثة أشهر ، وضاقت صدورنا ، وفني ما كان معنا ، وخرجنا إلى البر نمشي أياما ، حتى فني ما تبقى معنا من الزاد والماء ، فمشينا يوما لم نأكل ولم نشرب ، ويوم الثاني كمثل ، ويوم الثالث ، فلما كان يكون المساء صلينا ، وكنا نلقي بأنفسنا [ حيث كنا ] ، فلما أصبحنا في اليوم الثالث ، جعلنا نمشي على قدر طاقتنا، وكنا ثلاثة أنفس : شيخ نيسابوري ، وأبو زهير المروروذي ، فسقط الشيخ مغشيا عليه ، فجئنا نحركه وهو لا يعقل ، فتركناه ، ومشينا قدر فرسخ ، فضعفت ، وسقطت مغشيا علي ، ومضى صاحبي يمشي ، فبصر من بعد قوما ، قربوا سفينتهم من البر ، ونزلوا على بئر موسى ، فلما عاينهم ، لوح بثوبه إليهم ، فجاؤوه معهم ماء في إداوة .
فسقوه وأخذوا بيده ، فقال لهم : الحقوا رفيقين لي ، فما شعرت إلا برجل يصب الماء على وجهي ، ففتحت عيني ، فقلت: اسقني ، فصب من الماء في مشربة قليلا ، فشربت ، ورجعت إلي نفسي ، ثم سقاني قليلا ، وأخذ بيدي ، فقلت: ورائي شيخ ملقى ، فذهب جماعة إليه ، وأخذ بيدي ، وأنا أمشي وأجر رجلي ، حتى إذا بلغت إلى عند سفينتهم ، وأتوا بالشيخ ، وأحسنوا إلينا ، فبقينا أياما حتى رجعت إلينا أنفسنا ، ثم كتبوا لنا كتابا إلى مدينة يقال لها : راية إلى واليهم ، وزودونا من الكعك والسويق والماء .
فلم نزل نمشي حتى نفد ما كان معنا من الماء والقوت ، فجعلنا نمشي جياعا على شط البحر ، حتى دفعنا إلى سلحفاة مثل الترس ، فعمدنا إلى حجر كبير ، فضربنا على ظهرها ، فانفلق ، فإذا فيها مثل صفرة البيض ، فتحسيناه حتى سكن عنا الجوع ، ثم وصلنا إلى مدينة الراية ، وأوصلنا الكتاب إلى عاملها ، فأنزلنا في داره ، فكان يقدم لنا كل يوم القرع ، ويقول لخادمه : هاتي لهم اليقطين المبارك.
فيقدمه مع الخبز أياما ، فقال واحد منا : ألا تدعو باللحم المشؤوم ؟ ! فسمع صاحب الدار، فقال: أنا أحسن بالفارسية، فإن جدتي كانت هروية، وأتانا بعد ذلك باللحم، ثم زودنا إلى مصر .

سير أعلام النبلاء (13/257-258 )

منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك




شكرا وبارك الله فيك على الموضوع القيم
جزاك الله كل خير
تحياتي الخالصة

أخوك يحيى




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

نصيحة في الحذر من مكائد أهل البدع واخذ العلم عن الأكابر

قال الشيخ ربيع حفظه الله:

((وأنصح الشباب السلفي في العالم الذين يخدعون بعدنان وأمثاله من الحزبيين والمبتدعين أن يكونوا على غاية الحذر من تلبيس هؤلاء وفتنتهم وشرورهم ولا سيما عدنان الذي يلبس اللباس السلفي زوراً ، ويحارب أهله ودعاته حرباً لا يُعرف مثلها من أشد أهل البدع ، أحذرهم من هذا الرجل أشد التحذير وأنفرهم والله حباً لهم وأريد أن يسيروا في طريق السلف ، وهم والله في غنيةٍ عنه لأنه لا يأتيهم إلا بالقواعد الباطلة والهراء والكلام الفاسد ، فأحذرهم منه ومن ألاعيبه وأكاذيبه وتلبيساته ، وأن يعتبروا أن الإسلام لا يؤخذ من أمثال هؤلاء .

وقد قال علماء السلف كابن المبارك وأمثاله :

" إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم " .

فلا يؤخذ الدين من الملبسين الأدعياء ، ولا من الواضحين في الضلال ، ولا من غيرهم ، وإنما يأخذون العلم من أهل العلم الثقات العدول الموالين في الله والمعادين فيه والمنابذين للباطل والداعين إلى الحق وإلى الهدى المستقيم ، عليهم أن يختاروا ويتثبتوا ولا يتسرعوا فيسمعوا أو يقرؤوا لكل من هب ودب ؛ لأن كثيراً منهم في مرحلة البداية لا يميزون بين حقٍ وباطل فيقرؤون لأمثال من ذكرت فيخرجونه عن منهج الله إلى مناهجهم الفاسدة ، فليحذروا تلك المقولة المضللة :

" نقرأ في الكتب ونسمع من الأشخاص وما كان من حقٍ أخذناه ، وما كان من باطلٍ رددناه " )).




جزاك الله كل خير أختي أريج

على الموضوع




التصنيفات
الشعر والنثر

متى تاخذ العلم

اذا كنت تؤذى بحر المصيف ويبس الخريف وبرد الشتاء
ويلهيك حسن زمان الربيع فاخذك للعلم قلي متى
قائل هذه الابيات
الامام العلامة المحدث اللغوي ابو الحسين احمد بن فارس وكان راسافي الادب بصيرا بفقه مالك مناضرا متكلما على طريقة اهل الحق
كان يقول
من قصر علمه في اللغة و غولط غلط




تعليمية




بارك الله فيك




ربى يعطيك العافيـــــــــــــــه




التصنيفات
منتدى الطلبات والبحوث الدراسية للتعليم الابتدائي

طلب مسرحيات للأطفال تحصيرا للاحتفال بيوم العلم

تعليمية اطلب من الأساتذة الكرام افادتنا بمسرحيات للاطفال وذلك تحصيرا للاحتفال بيوم العلمتعليمية




التصنيفات
اسلاميات عامة

يجب أن تحرص على نشر العلم بكل نشاط وقوة

يجب أن تحرص على نشر العلم بكل نشاط وقوة ـ لفضيلة الشيخ ابن باز رحمه الله

السؤال :

إن هداية الناس ثمرة لانتشار العلم الشرعي بين الناس ولكن من الملاحظ أن الباطل أكثر انتشارا عبر الصحافة وكافة وسائل الإعلام ومناهج التدريس . فما موقف الدعاة والعلماء من هذا؟

الجواب :
هذه واقعة منتشرة في الزمان كله وحكمة أرادها الله سبحانه كما قال تعالى: وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ، ويقول سبحانه: وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ؛ لكن هذا يختلف ففي بلاد يكثر وفي بلاد يقل وفي قبيلة يكثر وفي قبيلة يقل. وأما بالنسبة إلى الدنيا فأكثر الخلق على غير الهدى ولكن هذا يتفاوت بالنسبة إلى بعض الدول وفي بعض البلاد وبعض القرى وبعض القبائل.
فالواجب على أهل العلم أن ينشطوا وأن لا يكون أهل الباطل أنشط منهم، بل يجب أن يكونوا أنشط من أهل الباطل في إظهار الحق والدعوة إليه أينما كانوا: في الطريق وفي السيارة وفي الطائرة وفي المركبة الفضائية وفي بيته وفي أي مكان، عليهم أن ينكروا المنكر بالتي هي أحسن، ويعلموا بالتي هي أحسن بالأسلوب الطيب والرفق واللين، يقول الله عز وجل: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ، ويقول سبحانه فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من دل على خير فله مثل أجر فاعله))، ويقول صلى الله عليه وسلم: ((إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه))، فلا يجوز لأهل العلم السكوت وترك الكلام للفاجر والمبتدع والجاهل فإن هذا غلط عظيم ومن أسباب انتشار الشر والبدع واختفاء الخير وقلته وخفاء السنة. فالواجب على أهل العلم أن يتكلموا بالحق ويدعوا إليه وأن ينكروا الباطل ويحذروا منه، ويجب أن يكون ذلك عن علم وبصيرة كما قال الله عز وجل: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ وذلك بعد العناية بأسباب تحصيل العلم من الدراسة على أهل العلم وسؤالهم عما أشكل وحضور حلقات العلم والإكثار من تلاوة القرآن الكريم وتدبره ومراجعة الأحاديث الصحيحة حتى تستفيد وتنشر العلم كما أخذته عن أهله بالدليل مع الإخلاص والنية الصالحة والتواضع ويجب أن تحرص على نشر العلم بكل نشاط وقوة، وألا يكون أهل الباطل أنشط في باطلهم وأن تحرص على نفع المسلمين في دينهم ودنياهم. وهذا واجب العلماء شيوخا وشبابا أينما كانوا بأن ينشروا الحق بالأدلة الشرعية ويرغبوا الناس فيه وينفروهم من الباطل ويحذروهم منه عملا بقوله عز وجل: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى، وقوله سبحانه: وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ هكذا يكون أهل العلم أينما كانوا يدعون إلى الله ويرشدون إلى الخير وينصحون لله ولعباده بالرفق فيما يأمرون به وفيما ينهون عنه وفيما يدعون إليه حتى تنجح دعوتهم ويفوز الجميع بالعاقبة الحميدة والسلامة من كيد الأعداء. والله المستعان.




جزاكم الله خيرا

نسأل الله أن يجعلنا ممن يدعون إليه ويرشدون إلى الخير وينصحون لله ولعباده بالرفق و الحكمة و الموعظة الحسنة


اللهم آمين




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عبيد الله الأثرية تعليمية
جزاكم الله خيرا

نسأل الله أن يجعلنا ممن يدعون إليه ويرشدون إلى الخير وينصحون لله ولعباده بالرفق و الحكمة و الموعظة الحسنة


اللهم آمين

بارك الله فيك على المرور وجزاك الله خير الجزاء




شكرا وبارك الله فيك
جزاك الله خيرا

تحية طيبة




وفيك بارك الله اخي يحى




بارك الله فيكم




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رنين تعليمية
بارك الله فيكم

وفيك بارك الله




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

كلام أهل العلم في معاملة الحكام

تعليمية تعليمية

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فبلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد
فهذه بعض أقوال أهل العلم في مما ينبغي أن يعرفه المسلم عن أحكام معاملة ولاة أمر المسلمين في كل زمان ومكان.

الإمام حنبل – رحمه الله تعالي -:
((أجتمع فقهاء بغداد في ولاية الواثق إلي أبي عبد الله – يعني الإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله تعالي – وقالوا له: أن الأمر قد تفاقم وفشا – يعنون: إظهار القول بخلق القرآن، وغير ذلك ولا نرضي بإمارته ولا سلطانه !
فناظرهم في ذلك، وقال: عليكم بالإنكار في قلوبكم ولا تخلعوا يداً من طاعة، ولا تشقوا عصا المسلمين، ولا تسفكوا دمائكم ودماء المسلمين معكم وانظروا في عاقبة أمركم، واصبروا حتى يستريح بر، ويستراح من فاجر
(وقال ليس هذا – يعني نزع أيديهم من طاعته – صواباً، هذا خلاف الآثار )
*الآداب الشرعية لابن مفلح:(1/195/196)، وأخرج القصة الخلال في السنة ص 133

يقول الحسن البصري – رحمه الله تعالي – في الأمراء :
هم يلون من أمورنا خمساً :
الجمعة، والجماعة، والعيد، والثغور، والحدود.
والله لا يستقيم الدين إلا بهم، وإن جاروا وظلموا والله لما يصلح الله بهم أكثر مما يفسدون، مع أن طاعتهم والله لغبطة وأن فرقتهم لكفر
*(آداب الحسن البصري )لابن الجوزي:(ص121 )،وينظر(جامع العلوم والحكم)لابن رجب

جاء في كتاب السنة للإمام الحسن بن على البربهاري–رحمه الله تعالي– حيث قال:
(إذا رأيت الرجل يدعوا على سلطان: فاعلم أنه صاحب هوى.
وأن سمعت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله تعالي
*(الآداب الشرعية) لابن مفلح:(1/195/196)وأخرج القصة الخلال في(السنة): 133ص

يقول الفضيل بن عياض: لو كان لي دعوة ما جعلتها إلا في السلطان.
فأمرنا أن ندعو لهم بالصلاح، ولم نؤمر أن ندعو عليهم – وإن جاروا وظلموا -، لأن جورهم وظلمهم على أنفسهم وعلى المسلمين
*طبقات الحنابلة(2/36)ومقولة الفضيل بن عياض،وأخرجها أبو نعيم في(الحلية )( 8/91-92) وفي (فضيلة العادلين من الولاة)(ص 171-172)

كان العلماء يقولون: إذا استقامت لكم أمور السلطان،فأكثروا حمد الله تعالى وشكره.
وأن جاءكم منه ما تكرهون، وجهوه إلي ما تستوجبونه بذنوبكم وتستحقونه بآثامكم.
وأقيموا عذر السلطان، لانتشار الأمور عليه، وكثرة ما يكابده من ضبط جوانب المملكة، واستئلاف الأعداء وإرضاء الأولياء، وقلة الناصح وكثرة التدليس والطمع ))
* من كتاب ( سراج الملوك ) للطرطوشي ( ص 43 )

وكان بن عمر – ومن أدرك الحجاج من أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام لا ينازعونه، ولا يمتنعون من طاعته فيما يقوم به الإسلام، ويكمل به الإيمان.
وكذلك من في زمنه من التابعين، كابن المسيب والحسن البصري وابن سيرين، وإبراهيم التيمي، وأشباههم ونظرائهم من سادات الأمة.

والطبقة الثانية من أهل العلم، كأحمد بن حنبل، ومحمد بن إسماعيل، وحمد بن إدريس، واحمد بن نوح، وأسحق بن راهوية، وإخوانهم… وقع في عصرهم من الملوك ما وقع من البدع العظام وإنكار الصفات، ودعوا إلي ذلك، وامتحنوا فيه وقتل من قتل، كأحمد بن نصر، ومع ذلك، فلا يعلم أن أحداً منهم نزع يداً من طاعة، ولا رأي الخروج عليهم.. )
فتأمل هذا الكلام البديع وانظر فيه بعين الإنصاف، تجده من مشكاة السلف الصالح، على وفق الكتاب والسنة والقواعد العامة بعيداً عن الإفراط والتفريط.
وكلام أئمة الدعوة – رحمهم الله تعالي – كثير في هذا الباب، تري طائفة منه في الجزء السابع من كتاب (( الدرر السنية في الأجوبة النجدية )).
كل هذا يؤيد ضرورة الاهتمام بهذا الأصل العقدي، وترسيخه عند غلبة الجهل به، أو فشوا الأفكار المنحرفة عن منهج أهل السنة فيه.
ولا ريب أن الزمن الذي نعيش فيه الآن أجتمع فيه الأمران:
غلبة الجهل بهذا الأمر، وفشوا الأفكار المنحرفة فيه.

والسلام عليكم ورحمة الله
من كتاب المعتقد الصحيح الواجب على كل مسلم اعتقاده للشيخ عبدالسلام بن برجس آل عبدالكريم رحمه الله وغفر له

منقول للفائدة

تعليمية تعليمية