التصنيفات
اسلاميات عامة

التفريق بين العالم الكبير وطالب العلم منهج سلفي رصين يحاول الحلبي تضييعه وتمييعه

تعليمية تعليمية

بسم الله الرحمن الرحيم

إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدأن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةبدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فلا يستوي العالم وطالب العلم في الدرجة وإن وصفوا جميعاً بأنهم طلاب علم، ومن تلبيسات الحلبي الجديدة : إيهامه التسوية بين طالب العلم والعالم الكبير مطلقاً بحيث يعتبر كلٌ منهم مرجع يؤخذ منه العلم، ويحق له أن يختلف ويخالف العلماء الكبار .
ولا شك أن هذا يوقع الشباب في حيرة من أمرهم هل يأخذون بقول العالم الكبير أم بقول ذاك طالب العلم الذي يدخل فيه من تزبب قبل أن يتحصرم وتصدر قبل أن يتأهل !
ومنهج السلف : احترام العلماء الكبار والرجوع إليهم وتقديم قولهم على قول غيرهم ممن هو دونهم في مسائل الاجتهاد والمسائل التي لا يصلح إن يتكلم فيها إلا الكبار أمثالهم .
وإليك كلام الحلبي مع التعليق عليه :
قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص52) : المسألة الرابعة : العلماء الكبار معنى .
الحَقُّ يُعْرَفُ بِنُورِهِ، وَحُجَّتِهِ، وَدَلِيلِهِ، وَبُرْهَانِه؛ فلا كبيرَ -فِي العِلم- إلَّا العلمُ…
لِذَا؛ كَانَ «مِن العِبَارَاتِ المُوهِمَة : قَوْلُ بَعْضِهِم: «هَذا الشَّيْخُ لَيْسَ مِنَ العُلَماءِ الكِبَار»!
هَذِهِ الكَلِمَةُ يُرَدِّدُها بَعْضُ النَّاسِ إِذَا أَرادَ أَنْ يَرُدَّ كَلاَماً قَالَهُ أَحَدُ المَشَايِخ، أَوْ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَصْرِفَ أَحَداً عَنْ السَّمَاعِ لِهَذا الشَّيْخِ أَوِ الأَخْذِ مِنْه؛ وَبِخَاصَّةٍ فِيمَا هُوَ مِنْ بَابِ إِنْكَارِ المُنْكَرِ، وَالتَّحْذِيرِ مِنَ البِدَع، وَالتَّنْبِيهِ عَلَى الخَطأ.
وَهَذا مِنَ البَاطِل، الَّذِي هُوَ مِن نَفَثَاتِ الشَّيْطَان؛ لِيَصْرِفَ عَنِ السَّمَاعِ لِلحَقِّ أَوْ قَبُولَه.
وَهِيَ كَلِمَةٌ مَرْدُودَةٌ مِنْ وُجُوه …. ) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
قوله من ( العبارات الموهمة … ) فما بعده من كلام الشيخ محمد بازمول كما نبه عليه الحلبي في الحاشية .
والحلبي أراد بهذا النقل أن يقرر أن مصطلح العلماء الكبار ليس له كبير أثر، فكلٌ يؤخذ منه العلم، ويرجع إليه، ويستفاد منه . وهذا تحميل لكلام الشيخ محمد بازمول بما لم يُرِده؛ إذ مراد الشيخ محمد بازمول بكلامه الرد على من يرد الحق من أهلالأهواء والبدع بمثل هذه العبارة الموهمة، وليس مراده أن طالبالعلم الذي لم ترسخ قدمه في العلم له أن يعارضالعلماءالكبارالراسخين فيالعلم وفي المنهج السلفي – في غير المسائل المنصوصة – بعقله ورأيه دون احتراملأقوالهم !! إذ الشيخ محمد بازمول يحترمالعلماءالكبارولا يتقدمعليهمويقدم قولهم على قوله بكل رحابة صدر.
بل يرى الشيخ الأستاذ الدكتور محمد بازمول أن معارضة العلماء الكبار والتقدم بين أيديهم من سوء الأدب معهم ومن قلة الفقه في دين الله، ومنعلامات عدم الخيرية.
وكم رأيت أخي الشيخ محمد في مواقف يجتهد فيها برأيه ويقول فيها بقول فأخبره بأن الشيخ ربيع بن هادي المدخلي يقول كذا وكذا بخلاف ماقال !فيقول الشيخ محمد بازمول : أنا أترك قولي، الشيخ ربيع عالم كبير راسخ في العلم وقوله عندي مقدم على قولي اعتبرني لم أقل شيئاً وأنا أقول بقول الشيخربيع .
وكان من كلامه لي : إن الشيخ ربيع بن هادي المدخلي موفق مسدد في أجوبتهوكلامه ومواقفه مما يدل أنه على علم كبير، جزاه الله خيراً على مواقفه الصائبة …
– ومما يؤكد ما سبق قول الشيخ محمد بازمول في نصيحة له للحلبي وغيره : إن الطريقة التييسلكها هؤلاء الإخوة- علي الحلبي و سليم الهلالي – يعنيغير طريقة لائقة ولم يكن هذا الظن بهم،يعني كنت أتمنىأن يُعَلِّموا الشباب أنهم – أي : الحلبي وسليم – طلبة علم وأن لا يضعوا أنفسهم في مصاف العلماءولا يقفوا هم والعلماء على قدم المساواة، الشيخ ربيع يعني أكبر من الشيخسليم يمكن بـ30 سنة، طبقة عالية جداً الشيخ ربيع رجل متفرد في كلامه في هذه الأموريكاد يكون وحده في هذا الباب، لا أعرف رجلاً يعني مفرد كلامه ووقته لهذه القضايا ! وهو أسقط عن العلماء اسم فرض الكفاية، لولا أن الشيخ ربيع قام وأمثاله من أهل العلم قاموا بهذه الأمور لزم أهل العلم بسكوتهم عن أهل البدع وعن أهل الباطل وعن بيان الأخطاء التي يقع فيها هؤلاء الناس.
أقول: كان الواجب علىالشيخ سليم والشيخ علي أن لا يظهروا أي شيء فيه خلاف للعلماء خاصة في مثل هذهالقضايا وكان الواجب عليهم أن يكونوا تبعاً لهم لكي يربوا الشباب ويعلموهم إتباع العلماء وأنهم يحرصون عليهم وعلى كلمتهم وعلى إعلاء شأن العلم،فأناالحقيقةما أرضى عن هذا البيان ولا عن غيره من البيانات التي تصدر منهناك – من الأردن – وكأنهم يريدون أن يصنعوا هناك جبهة مقابلة لهيئة كبار العلماءعندنا أو كلام أهل العلم عندنا وهذا ما ينبغي ولا نستحسنه"انتهى
وقد عرضت هذا الكلام على الشيخ محمد بازمول فأيدني عليه بحمد الله تعالى وقال لي : كلامي هذا في مقامإقرار الحق، وليس في إقرار الباطل، وليس على الحق كبير، فهذا مقام وهذا مقام فهو منالعباراتالموهمةإذا يأتي شخص ويجعلها قاعدة له في ردالحق أما أن يأتي إنسان ويستدل بهذه القاعدة من أجل إقرار الباطل ليسهذا مقامها انتهى كلامه حفظه الله .
وهو واضح جداً في بيان أن هذه العبارة (فلان ليس من العلماء الكبار) إذا كان المقصود بها رد الحق فلا تقبل .
ليست في مقام بيان منزلة العلماء والرجوع إليهم خصوصاً عند الفتن والاختلاف فمنهج السلف أن لا يتقدم طالب العلم على العلماء الكبار .
فأين هذا الموقف المشرف معالعلماءالكبارواحترامهم وعدم التقدم عليهم فضلاً عمن يتهمالعلماءالكباربعدمفهم كلام سلف الأمة ومن يتهمالعلماءالكباربالتشدد والتحكم وإصدار الأحكام العسكرية !! تالله إنه لنذير سوء أن يصدر هذا الكلام في حق علمائناالكبارمن شخص يدعي أنه سلفي وخدم المنهج السلفي من أكثر منربع قرن, وأن مؤلفاته قاربت أو جاوزت المائتين . فالعبرة بالخواتيم .
ومما يدل على أن مراد الحلبي التسوية بين العلماء الكبار وغيرهم النص التالي من كلامه :
قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص54) بعد نقله كلام الشيخ محمد من كتابه عبارات موهمة : ( قُلْتُ: وَتأْكِيداً لِهَذا المَعْنَى: أَنْقُلُ جَوَابَ السُّؤَالِ الَّذِي سُئِلَهُ الشَّيْخُ زَيْد بن هَادِي المَدْخَلِي -حَفِظَهُ الله-:
مَتَى يُطْلَقُ عَلَى الشَّخْص (طَالِب عِلْم) ؟!
فَقَال :
«يُطْلَقُ عَلَيْه (طَالِب عِلْم) إِذَا طَلَبَ العِلْمَ؛ إِذَا شَرَعَ فِي طَلَبِ العِلْمِ فَهُوَ طَالِبُ عِلْمٍ صَغِير:
فَالصَّغِيرُ المُبْتَدِئ: طَالِبُ عِلْمٍ.
وَالمُتَوَسِّطُ: طَالِبُ عِلْمٍ.
وَالكَبِيرُ المُجْتَهِدُ: طَالِبُ عِلْمٍ.

فَكُلُّ مَنْ سَعَى وَسَلَك فِي طَرِيقِ العِلْمِ لِيُحَصِّلَهُ؛ فَهُوَ طَالِبُ عِلْمٍ.
وَهُوَ لَقَبٌ شَرِيفٌ؛ فَإِنَّ العِلْمِ مِيراثُ الأَنْبِيَاء، وَمَنْ طَلَبَهُ فَقَدْ طَلَبَ أَغْلَى المِيرَاثِ، وَهوَ مِيرَاثُ الرُّسُلِ وَالأَنْبِياء …) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعال :
– كلام الشيخ العلامة زيد المدخلي حفظه الله تعالى في بيان من يستحق أن يوصف بهذا اللقب الشريف ألا وهو طالب العلم دون تعرض لدرجات طالب العلم بالنسبة للعلم .
– والحلبي أراد بهذا النقل أن يؤكد أنه لا فرق في الحق بين عالم كبير وطالب العلم، وهذا حق فيما إذا كان في المسائل المنصوصة والتي لها أدلتها من الكتاب والسنة لكن ليست بحق في المسائل الاجتهادية والمسائل الكبار التي تحتاج لفهم وبعد نظر، إذ لا يستوي فيها طالب العلم مع العالم ولو اتصف الجميع بأنه طالب العلم . قال سفيان الثوري :"خذ الحلال والحرام من المشهورين في العلم وما سوى ذلك فمن المشيخة". أخرجه الرامهرمزي في المحدث الفاصل (406)، وقال مالك أخبرني رجل أنه دخل على ربيعة، فقال : ما يبكيك وارتاع لبكائه، فقال له : أدخلت عليك مصيبة ؟ فقال : لا، ولكن استفتي من لا علم له، وظهر في الإسلام أمر عظيم". أخرجه يعقوب الفسوي في المعرفة والتاريخ (1/670)، قال ابن عبد البر في جامع بيان العلم (2/96) :"إنما العلماء أهل الأثر والتفقه فيه، ويتفاضلون فيه بالإتقان والميز والفهم". انتهى ومما استفدته من أخي الشيخ محمد بازمول أنه " ليس كل من تصدر للناس، وتكلم بين أيديهم أهلاً ليكون عالماً؛ لأن المتصدرين على طبقات وأنواع :
فمنهم طبقة العلماء المجتهدين اجتهاداً مطلق.
وهؤلاء هم أهل الفتوى العامة والمرجع في النوازل العامة.
ومنهم طبقة : العلماء المجتهدين اجتهاداً جزئياً.
ومنهم : طبقة طلاب العلم الذين لم يبلغوا درجة العلماء.
ومنهم : طبقة العوام الذين تعلموا شيئاً يسيراً من العلم، ثم تصدروا للخطابة والدعوة.
ومنهم : طبقة لا يؤخذ منها العلم أبداً.
فهذه الطبقات يجب أن تعرف وأن نميز بينها. ويجب أن نعلم أنه ليس كل من تصدر للناس صلح لئن يفتيهم" انتهى
وقال الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه (2/324) :" ينبغي لإمام المسلمين أن يتصفح أحوال المفتين، فمن كان يصلح للفتوى أقره عليها، ومن لم يكن من أهلها منعه منها، وتقدم إليه بأن لا يتعرض لها وأوعده بالعقوبة، إن لم ينته عنها".
وقال الشيخ الفوزان في الأجوبة المفيدة (137) :"لا يمكن للإنسان أن يدعو إلى الله إلا إذا كان معه علم، وإن لم يكن معه علم فإنه لا يستطيع أن يدعو إلى الله، وإن دعا فإنه يخطئ أكثر مما يصيب.
فيشترط في الداعية : أن يكون على علم قبل أن يباشر الدعوة )قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي(. وهناك أمور ظاهرة بإمكان العامي أن يدعو إليها، مثل إقامة الصلاة، والنهي عن تركها مع الجماعة، والقيام على أهل البيت، وأمر الأولاد بالصلاة، هذه الأمور ظاهرة يعرفها العامي ويعرفها المتعلم لكن الأمور التي تحتاج إلى فقه، وتحتاج إلى علم أمور الحلال والحرام وأمور التوحيد والشرك هذه لابد فيها من العلم" انتهى .
ومما يدل على أن هناك فرقاً بين طالب العلم والعالم حديث أبي الدرداء أنه أتاه رجل في مَسْجِدِ دِمَشْقَ فقال يا أَبَا الدَّرْدَاءِ أَتَيْتُكَ من الْمَدِينَةِ مَدِينَةِ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِحَدِيثٍ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُحَدِّثُ بِهِ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فما جاء بِكَ تِجَارَةٌ قال لَا قال ولا جاء بِكَ غَيْرُهُ قال لَا قال فَإِنِّي سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول من سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فيه عِلْمًا سَهَّلَ الله له طَرِيقًا إلى الْجَنَّةِ وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ وَإِنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ يَسْتَغْفِرُ له من في السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ حتى الْحِيتَانِ في الْمَاءِ وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ على الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ على سَائِرِ الْكَوَاكِبِ إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لم يُوَرِّثُوا دِينَارًا ولا دِرْهَمًا إنما وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ .أخرجه أحمد في المسند (5/196) وأبو داود في السنن (3/317رقم3641، 3642) والترمذي في السنن (5/48رقم2682) والدارمي في السنن (1/110رقم342) وابن ماجه في السنن (1/81رقم223، 229) عن أبي الدرداء. والحديث صححه الألباني في سنن الترمذي (رقم2682).
وموضع الشاهد : أن النبي صلى الله عليه وسلم فرق بين العالم وطالب العلم.
وهذا واضح جداً .

أخوكم
أحمد بن عمر بن سالم بازمول

تعليمية تعليمية




بارك الله فيكم وسدد خطاكم وجعلكم من اهل الجنة ومن الطيبن يارب العالمين

ننتظر ان ينزف قلمك اكثر وننتظر منك كل ماهو جديد ومفيد

تقبلوا مروري المتواضع

المعلمة هنــاء




التصنيفات
القران الكريم

[سؤال] ما قول أهل العلم في كتاب تفسير ابن كثير تهذيب و ترتيب للخالدي، و القبس المنير

تعليمية تعليمية

[سؤال] ما قول أهل العلم في كتاب تفسير ابن كثير تهذيب و ترتيب للخالدي، و القبس المنير مختصر ابن كثير للأشقر

السلام عليكم و رحمة الله

ما قول أهل العلم في كتاب تفسير ابن كثير تهذيب و ترتيب للخالدي
و القبس المنير مختصر ابن كثير للأشقر

أنا لا أعرف الخالدي هذا، أرجو مساعدتي عاجلآ غير آجل

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




التصنيفات
الفقه واصوله

[طلب] فتاوى أهل العلم في حكم التأمينات

[طلب] فتاوى أهل العلم في حكم التأمينات

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
نرجو من إخواننا تزويدنا بكلام أهل العلم في حكم التأمينات…و ليكن منسقا على هيأة pdf ليتسنى لنا طبعها بإذن الله.
في انتظار ردكم بارك الله فيكم.

منقول لتعم للفائدة والاجر




التصنيفات
ادارة الابتدائيات والمعلميين والأولياء

خطاء في رسم العلم الجزائري بكتب السنة اولى ابتدائي

السلام عليكم
الملاحطة تتمثل فى خطاء رسم العلم الجزائري
*في كتاب التربية المدنية ص 71 فالنجمة بعيدة عن الخط الفاصل بين اللونين في فقرة (اكمل و الون علم وطني)
* اما في كتاب اللغة العربية ص 175 في ( معجمي المصور) فالنجمة رسمت بين الخط الفاصل
و كلا الرسمين خاطئين فهل من مصحح




بارك الله فيك على هذا التنبيه والموضوع القيم

حقا هذه كارثة اخرى تضرب الكتاب المدرسي

لا اعرف كثرة الاخطاء التي تمس بالمبادئ الوطنية الجزائرية

والسؤال المطروح هل تم طبع الكتاب هنا بالجزائر ؟؟؟ وان كان كاذلك هل من اشرف عليه جزائري ؟؟؟

شكرا اختي على هذه الملاحظات القيم ونفع الله بك

ننتظر مشاركاتك بفارغ الصبر

اختك هناء




بارك الله فييكم

واحي فيكم الروح الوطني

ارجو ان تصل هذه المعلومات الى الوزارة الوضية وسوف نعمل على اصالها ان شاء الله

شكرا اخيتي على هذه الملاحظة




بارك الله في الجميع

وأحيي فيكم الروح الوطنية و الغيرة على على هذا الوطن الذي ضحى من أجله الكثير و الكثير…
أما قضية الأخطاء فهي لا تعد و لا تحصى …
و للحديث بقية ……………………. ؟؟؟؟؟




السلام عليكم ورحمة الله .شكرا وبارك الله فيك على هذا التنبيه.بالنسبة لأي سنة .
أما في مايخص جميع الكتب الخاصة بعملية الإصلاح فهي مليئة بالأخطاء سواء في الرسم أو الكتابة أو حتى المعلومات.




اخي الخيال الاستاذة تتحدث عن كتاب السنة اولى ابتدائي




بارك الله في الجميع

وأحيي فيكم الروح الوطنية و الغيرة على على هذا الوطن الذي ضحى من أجله الكثير و الكثير…
أما قضية الأخطاء فهي لا تعد و لا تحصى …
و للحديث بقية ……………………. ؟؟؟؟؟




التصنيفات
اسلاميات عامة

كتاب مراتب طلب العلم وطرق تحصيله الشيخ رسلان

تعليمية تعليمية

بتاريخ اليوم: 03- نوفمبر-2009
صدر كتاب
مراتب طلب العلم وطرق تحصيله

• بيانات الكتاب :
عن أبي هريرةَ رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: «إنَّمَا العلمُ بالتَّعَلُّمِ, والحِلْمُ بالتَّحَلُّمِ, ومَنْ يَتَحَرَّ الخيرَ يُعْطَهُ, ومّنْ يَتَوَقَّ الشَّرَّ يُوقهُ». ذكره الألباني في الصحيحة رقم (342)
• صورة الكتاب :

تعليمية

• حجم الكتاب :
1,12 MB

• تاريخ الإضافة :

الثلاثاء 15 ذو القعدة 1443 هـ / 03 نونبر 2022 م 04:48:13 مساءًا

• نوع الكتاب :

Pdf

• تحميل الكتاب :


تعليمية
اضغط هنا للتحميل


بالتوفيق للجميع ان شاء الله

تعليمية تعليمية




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية




شكر الله لكِ و نفع بكِ الإسلام و المسلمين..




نفع الله بنا وبكم ان شاء الله شكرا لمروركم الطيب اختي سارة واخي عبد الكريم




شكرا وبارك الله فيك
تحية خالصة

جزاك الله كل خير




التصنيفات
القران الكريم

[بيان] "وأما السائل فلا تنهر " طالب العلم ||||

تعليمية تعليمية

[بيان] "وأما السائل فلا تنهر " طالب العلم

باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه
اما بعد:
قال العلامة الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله في تفسير قوله تعالى"(وأما السائل فلا تنهر)" :
اي لايصدر منك كلام للسائل يقتضي رده عن مطلوبه،بنهر وشراسة خلق،بل اعطه ما تيسر عندك أو رده بمعروف وإحسان.
ويدخل في هذا السائل للمال،والسائل للعلم،ولهذا كان المعلم مأمورا بحسن الخلق،مع المتعلم ،ومباشرته بالإكرام
والتحنن عليه،فإن في ذلك معونة له على قصده،وإكراما لمن كان يسعى في نفع العباد والبلاد.
وقال العلامة ابن العثيمين رحمه الله :
اول مايدخل في السائل ،السائل عن الشريعة عن العلم لاتنهره لانه اذا سألك تريد ان تبين له الشريعة وجب عليك ان
تبينها له لقول الله تبارك وتعالى :(وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه)(آل عمران:187)
لاتنهره ان نهرته نفرته.

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




التصنيفات
الفقه واصوله

[منهجية] "إنما العلم بالتعلم" الشيخ محمد عمر سالم بازمول

[منهجية] "إنما العلم بالتعلم" الشيخ محمد عمر سالم بازمول

"إنما العلم بالتعلم"([1])



هذا المقطع هو جزء من حديث مروي عن رسول الله ، وقد رأيت شرحه وبيانه في المسائل التالية:
المسألة الأولى : هذا الحديث علقه البخاري في كتاب العلم باب العلم قبل القول والعمل.
وهو مروي عن معاوية . وعن أبي الدرداء وعن أبي هريرة.
أمّا عن معاوية فأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (19/395)، وفي مسند الشاميين (1/431)، والخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه (1/12) من طريق عُتْبَةُ بن أَبِي حَكِيمٍ، [عن مكحول] عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ:"يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ، وَالْفِقْهُ بِالتَّفَقُّهِ، وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَإِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ".
قال في مجمع الزوائد (1/154): "رواه الطبراني في الكبير وفيه رجل لم يسم، وعتبة بن أبي حكيم وثقه أبو حاتم وأبو زرعة وابن حبان وضعفه جماعة"اهـ
وقال في فتح الباري (1/161): "قوله: "وأنما العلم بالتعلم" هو حديث مرفوع أيضا أورده بن أبي عاصم والطبراني من حديث معاوية أيضا بلفظ: "يا أيها الناس تعلموا إنما العلم بالتعلم والفقه بالتفقه ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين"، إسناده حسن إلا أن فيه مبهما اعتضد بمجيئه من وجه آخر، وروى البزار نحوه من حديث ابن مسعود موقوفا، ورواه أبو نعيم الأصبهاني مرفوعا، وفي الباب عن أبي الدرداء وغيره فلا يغتر بقول من جعله من كلام البخاري"اهـ
قلت: فالحديث مرفوعاً عن معاوية ، يصلح للتقوي والانجبار.
أمّا عن أبي الدرداء فأخرجه الطبراني (في الجزء المفقود من المعجم الكبير)، وفي الأوسط (3/118)، وفي مسند الشاميين (3/209)، وابن أبي الدنيا في الحلم ص43، وابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال ص272 الشاملة، والزهد لهناد (2/605)، وأبو نعيم في الحلية (5/174)، من طريق عَبْدِ الْمَلِكِ بن عُمَيْرٍ، عَنْ رَجَاءِ بن حَيْوَةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ، وَإِنَّمَا الْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ، مَنْ يَتَحَرَّى الْخَيْرَ يُعْطَهُ، وَمَنْ يَتَّقِ الشَّرَّ يُوقَهُ، ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ لَمْ يَسْكُنِ الدَّرَجَاتِ الْعُلا، وَلا أَقُولُ لَكُمُ الْجَنَّةَ: مَنْ تَكَهَّنَ، أَوِ اسْتَقْسَمَ، أَوْ رَدَّهُ مِنْ سَفَرٍ تَطَيُّرٌ"، قال الطبراني: "لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ سُفْيَانَ إِلا مُحَمَّدُ بن الْحَسَنِ"اهـ. قلت: مراده لم يروه عن سفيان مرفوعاً، وإلا فقد رواه ابن واهب عن سفيان موقوفاً على أبي الدرداء t، كما سيأتي عند ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله.
قال في مجمع الزوائد (1/154): "رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن الحسن بن أبي يزيد وهو كذاب"اهـ. قلت: وأورده ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/710)، وقال: " قال المؤلف هذا حديث لا يصح عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) والمتهم به محمد بن الحسن؛ قال احمد بن حنبل: ما أراه يساوي شيئا. وقال يحيى وأبو داؤد: كان يكذب. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال الدارقطني: لا شيء"اهـ؛ فعليه الحديث مرفوعاً عن أبي الدرداء t عن رسول الله ^، لا يثبت و لا يصلح للمتابعة والشواهد.
أمّا عن أبي هريرة فأخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الحلم ص17، والخطيب في " تاريخه " (9 / 127) من طريق إسماعيل بن مجالد ، عن عبد الملك بن عمير ، عن رجاء بن حيوة ، عن أبي هريرة ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إنما العلم بالتعلم ، والحلم بالتحلم ، ومن يتحر الخير يعطه ، ومن يتق الشر يوقه ».
وحسنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة تحت رقم (342)!
قلت: في نفسي شيء من ثبوت هذا السند، فإن إسماعيل بن مجالد خولف فيه، خالفه الثقات سفيان الثوري وعبيدالله بن عمرو، بروايته موقوفاً عن أبي الدرداء t لا عن أبي هريرة t، (وسيأتي ذكر روايتهما عند رواية أبي الدرداء الموقوفة)، فهذا السند يظهر أنه معلول، ورواية إسماعيل بن مجالد هذه شاذة، لا تصلح للتقوي بها.
وجاء موقوفاً بسند صحيح عن ابن مسعود عند وكيع في الزهد (3/831، تحت رقم 518)، وعن وكيع أخرجه ابن أبي شيبة (6/188)، وأحمد في الزهد ص300، وأبوخيثمة في العلم ص28، ولفظه: "إن أحداً لا يولد عالماً، وإنما العلم بالتعلم". وعند البزار في مسنده (5/423) من طريق أَبِي الأَحْوَصِ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ : "إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ ، وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا ، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ ضَلاَلَةٌ ، فَعَلَيْكُمْ بِهَذَا الْقُرْآنِ ، فَإِنَّهَا مَأْدُبَةُ اللهِ ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَأْخُذَ مِنْ مَأْدُبَةِ اللهِ فَلْيَفْعَلْ ، فَإِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ".
وعن أبي الدرداء أخرجه البيهقي في الشعب (7/398 بسيوني)، من طريق العلاء بن هلال عن عبيد الله بن عمرو، وأخرجه ابن عبدالبر في جامع بيان العلم وفضله (2/175 الشاملة) من طريق ابن وهب عن سفيان الثوري، كلاهما (عبيدالله بن عمرو والثوري عن عبدالملك بن عمير عن رجاء بن حيوة عن أبي الدرداء t موقوفاً عليه.
فالحديث أعني قوله: "إنما العلم بالتعلم" لا ينزل – إن شاء الله – عن الحسن لغيره، بسنده عن معاوية t مرفوعاً، ويشهد له وروده موقوفاً عن ابن مسعود t وأبي الدرداء t.
المسألة الثانية : المراد بالعلم العلم الشرعي، وهو القائم على اتباع كلام الله عزوجل وسنة رسوله ، وما جاء عن الصحابة . وهكذا في كل نص شرعي إنما يراد بالعلم العلم الشرعي. وأمّا العلوم القائمة على التجربة والملاحظة فهذه تعلمها من باب ?وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ? (الأنفال:60).
المسألة الثالثة : معنى الحديث : ليس العلم المعتبر إلا المأخوذ من الأنبياء وورثتهم على سبيل التعلم([2]). ففيه تأكيد أن طريق العلم الشرعي هو التعلم.
و(التعلم) على صيغة تفعل، وباب "تفعّلَ" يكون للتكلف غالباً، نحو "تعلّمَ وتصبر وتشجع وتحلم".
وقد يكون التكلف ممزوجاً بإِدعاء شيء ليس من شأن المدعي. نحو تكبر وتعظم وتسرّى، أي تكلف مظاهر الكبرياء والعظماء والسراة([3]).
ووزن "تَفَعّلَ" يكون لمطاوعة فعل غالباً نحو: "قَدَّمته فتقدم" كـ "تَقَدَّم" و "تزَكَّى" و "تقَدَّس" ومنه "اطَّهَرَ" و "ادَّكَرَ" بزيادةِ التاءِ وتضعيفِ العين ([4]).
والمقصود : أن معنى تعلم فيه معنى التكلف في طلب الشيء، وفيه معنى القصد والتوجه إليه. وفيه معنى التدرج في حصول الشيء.
المسألة الرابعة : فيه أن العلم الشرعي والمعرفة بالأحكام الشرعية لا تنال بالكشف والتجلي أو بالإشراق والتخلي، خلافاً لمن يقول: علمكم ميت عن ميت وعلمنا عن الحي الذي لا يموت : حدثني قلبي عن ربي؛ فلا مجال لكل ذلك، لأن العلم إنما يكون بالتعلم .
المسألة الخامسة : فيه أن العلم ليس طريقه العقل المجرد، فلا مكان للتحسين والتقبيح العقلي.
قال ابن تيمية رحمه الله: "والحكمة الحاصلة من الشرائع ثلاثة أنواع :
أحدها : أن يكون الفعل مشتملا على مصلحة أو مفسدة و لو لم يرد الشرع بذلك كما يعلم أن العدل مشتمل على مصلحة العالم و الظلم يشتمل على فسادهم فهذا النوع هو حسن و قبيح و قد يعلم بالعقل و الشرع قبح ذلك لا أنه أثبت للفعل صفة لم تكن لكن لا يلزم من حصول هذا القبح أن يكون فاعله معاقبا في الآخرة إذا لم يرد شرع بذلك و هذا مما غلط فيه غلاة القائلين بالتحسين و التقبيح فإنهم قالوا إن العباد يعاقبون على أفعالهم القبيحة و لو لم يبعث إليهم رسولا و هذا خلاف النص قال تعالى: ?وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا?، و قال تعالى: ?رسلا مبشرين و منذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل?، وقال تعالى: ?و ما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا يتلو عليهم آياتنا و ما كنا مهلكي القرى إلا و أهلها ظالمون?، وفى الصحيحين عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: "ما أحد أحب إليه العذر من الله و من أجل ذلك أرسل الرسل مبشرين و منذرين".
و النصوص الدالة على أن الله لا يعذب إلا بعد الرسالة كثيرة ترد على من قال من أهل التحسين و التقبيح أن الخلق يعذبون في الأرض بدون رسول أرسل إليهم.
النوع الثاني : أن الشارع إذا أمر بشيء صار حسنا و إذا نهى عن شيء صار قبيحا و اكتسب الفعل صفة الحسن و القبح بخطاب الشارع.
والنوع الثالث : أن يأمر الشارع بشيء ليمتحن العبد هل يطيعه أم يعصيه و لا يكون المراد فعل المأمور به كما أمر إبراهيم بذبح ابنه فلما أسلما و تله للجبين حصل المقصود ففداه بالذبح و كذلك حديث : "أبرص و أقرع و أعمى لما بعث الله إليهم من سألهم الصدقة فلما أجاب الأعمى قال الملك: أمسك عليك مالك فإنما ابتليتم فرضي عنك و سخط على صاحبيك"، فالحكمة منشؤها من نفس الأمر لا من نفس المأمور به. و هذا النوع و الذي قبله لم يفهمه المعتزلة و زعمت أن الحسن و القبح لا يكون إلا لما هو متصف بذلك بدون أمر الشارع و الأشعرية ادعوا أن جميع الشريعة من قسم الامتحان و أن الأفعال ليست لها صفة لا قبل الشرع و لا بالشرع و أما الحكماء و الجمهور فأثبتوا الأقسام الثلاثة و هو الصواب"اهـ([5]).
المسألة السادسة : فيه أنه لا سبيل للعلم الشرعي عن طريق الرياضات والخلوات، وانتظار حصول الخوارق والكرامات، بل طريقه طلب العلم الشرعي بتعلمه من الكتاب والسنة وما جاء عن السلف الصالح وأخذه عن العلماء الذين هم ورثة الأنبياء.
المسالة السابعة: فيه أن العلم لابد فيه من تكلف وجهد وتعب وعناء ومشقة، فلا ينال العلم مستحي و لا متكبر ولا ينال العلم براحة الجسد.
ولا بد فيه من تتبع المشايخ وثني الركب عندهم، والرحلة لطلبه.
قالت عائشة : "نعم النساء نساء الأنصار، لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين" أخرجه مسلم.
وقال مجاهد : " لا ينال العلم مستحي ولا مستكبر " .
عبد الله بن يحيى بن أبي كثير قال : سمعت أبي يقول : «لا ينال العلم براحة البدن»([6]).
المسألة الثامنة : فيه أن العلم ليس بمخصوص بأهل فن، و لا بأهل صنعة، و لا بأهل نسب معين، أو بلد معين، فإنما العلم بالتعلم.
المسألة التاسعة : فيه أن العلم ليس بمنحة و لا هدية و لا هبة، و لا شهادة و لا تزكية، إنما العلم بالتعلم.
المسألة العاشرة : أن العلم بكتاب الله وسنة رسوله وما جاء عن السلف الصالح طريقه تعلم ذلك، فالتقليد واتباع غير ذلك والتزامه ليس بعلم.
المسألة الحادية عشرة : فيه الترغيب في طلب العلم. وأن طريقه هو التعلم والأخذ عن العلماء الذين هم ورثة الأنبياء.
المسألة الثانية عشرة : فيه أن المنامات والرؤى ليست علماً، لأنها لا تكون بالتعلم. فلا يثبت بها حكم شرعي!
المسألة الثالثة عشرة : قوله: "والحلم بالتحلم" الحلم هو الأناة والطمأنينة وضبط النفس عند سورة الغضب، وترك العجلة والطيش في مكافأة من ظلمك، وهو خلق من الأخلاق الممدوحة شرعاً وعقلاً.
والتحلم تكلف ذلك.
ففيه أن خلق الحلم مكتسب.
وقد يكون جبلياً كما في حديث أَشَجُّ بني عَصَرٍ المعروف بأشج عبدالقيس واسمه المنذر بن عائذ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ فِيكَ خَلَّتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللهُ "، قُلْتُ: مَا هُمَا ؟ قَالَ: " الْحِلْمُ ، وَالْحَيَاءُ " قُلْتُ: أَقَدِيمًا كَانَ فِيَّ أَمْ حَدِيثًا ؟ قَالَ: " بَلْ قَدِيمًا " قُلْتُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَبَلَنِي عَلَى خَلَّتَيْنِ يُحِبُّهُمَا"([7]).
والظاهر أن هكذا سائر الأخلاق، فقد جاء في الصحيحين عن شقيق عن عبدالله قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله

كذابا"
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ
.1]) هذا المقال في أصله محاضرة ألقيتها مساء الثلاثاء 23/4/1432هـ، بمسجد شيخنا فضيلة الشيخ سعادة الأستاذ الدكتور/ وصي الله عباس، بحي شارع الحج، بمخطط طلال بن دغش، بوادي شبم.

([2]) فتح الباري (1/161).

([3]) جامع الدروس العربية (32/3 الشاملة).

([4]) معجم القواعد العربية (باب الفاء).

([5]) مجموع الفتاوى (8/434- 436).

([6]) جامع بيان العلم وفضله (الشاملة 1/436).

([7]) المسند الرسالة 29/361، تحت رقم 17828).

منقول لتعم للفائدة والاجر




بارك الله فيك اختاه

على الطرح المميز




بارك الله فيك على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق




بارك الله فيك




التصنيفات
ادارة الابتدائيات والمعلميين والأولياء

الدكتور عبد القادر فضيل يحاضر حول العلم والعلماء بمدينة سيدي عيسى

بدعوة من جمعية العلماء المسلمين – شعبة مدينة سيدي عيسى – قام الدكتور عبد القادر فضيل بزيارة اليوم 07/05/2012 لهذه المدينة حيث التقى بحشد من رجال التربية والتعليم بثانوية الحنية الجديدة وألقى محاضرة قيمة تمحورت حول أهمية العلم ودورالعلماء في عملية البناء والتغيير ، الحفل لقى استحسانا كبيرا من طرف الأولياء والمربيين خاصة وأنه كان متبوعا بتكريم الناجحين الآوائل في الأطوار الثلاثة ( الابتدائي + المتوسط + الثانوي )




التصنيفات
اسلاميات عامة

الصبر على طلب العلم و الزهد في الدنيا

تعليمية تعليمية

الصبر على طلب العلم و الزهد في الدنيا
لفضيلة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي حفظه الله

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته الحمد لله رب العالمين و أشهد أن لا إله إلا الله و حده لا شريك له و أشهد أن محمد عبده و رسوله صلى الله عليه و على أله و صحبه و سلم تسلما كثيرا أما بعد ففي هذا اليوم الثلاثاء السادس من شهر ذي القعدة عام 1443 هجرية في مسجد نور بمعبر نلتقي مع إخواننا في الله نتناصح بما يوافق كتاب الله و سنة رسوله عليه الصلاة و السلام و بما أننا مع طلاب علم فالنصيحة لطلاب العلم بالصبر على طلب العلم فإن الله سبحانه و تعالى يقول (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )) آل عمران (200) نداء من الله سبحانه و تعالى إلى جميع المؤمنين و المسلمين و طلاب العلم من باب أولى فيقول (( اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )) فعلق الفلاح في الدنيا و الآخرة على هذه الخصال الأربع الصبر و المصابرة و المرابطة و التقوى فالخصلة الأولى (( اصْبِرُوا )) ولم يحدد نوع دون أخر و إنما أطلق ليشمل جميع أنواع الصبر الأربعة الصبر على فعل الطاعات و الصبر على ترك المعاصي و الصبر على قضاء الله و قدره و الصبر على أذى الناس وما أطلقه الله لا يقيد و ما قيده الله لا يطلق (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا )) يشمل هذه الأنواع الأربعةعلى فعل الطاعات و طلب العلم من الطاعة و تحتاج يا طالب العلم إلى الصبر على طلب العلم لأنك في طاعة و في عبادة وقربى لله سبحانه و تعالى (( اصْبِرُوا وَصَابِرُوا )) و هكذا أيضا الصبر على ترك المعاصي فتحتاج إلى الصبر حتى لا تقع في المعاصي تحبس نفسك فلا تقع في المعصية و تحبس نفسك فلا تترك الطاعة و الصبر على أقدار الله المؤلمة بأن الله سبحانه و تعالى يقدر الخير و الشر فأما تقدير الخير فالنفس ترغب فيه لأنه خير و تفرح به لكن الصبر على الأقدار المؤلمة التي تمر في حياة الإنسان حتى يتوفاه الله و هي كثيرة و لا ينجوا منها أحد فما من أحد إلا و قدر الله له الأقدار المؤلمة في حياته من أمراض و أحزان و ألام و كرب إلى غير ذلك إلى سكرات الموت و إلى خروج روحه من جسده فأنت تحتاج إلى الصبر و الصبر مأخوذ من الصَبِرْ لمرارته مع احتساب الأجر إذا أردت أن يعظم الله أجرك فالصبر يكون مع احتساب الأجر تحتسبه عند الله و الصبر على أذى الناس كما أوصى لقمان الحكيم ابنه لقوله (( يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ )) لقمان (17) فإنه قد يؤذى و قد ينال منه فتصبر فأنت مأجور على هذا الصبر الأجر العظيم كما قال الله (( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ )) الزمر(10) (( اصْبِرُوا وَصَابِرُوا )) صابر غيرك و تألف غيرك بالصبر فتكون أكثر صبرا و مصابرة من غيرك (( وَرَابِطُوا )) المرابطة تكون على فعل الطاعات فطلب العلم يحتاج إلى مرابطة و الجهاد في سبيل الله كذلك و بر الوالدين و الدعوة إلى الله و انتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط جميع الأعمال الصالحة تحتاج إلى صير و مصابرة و مرابطة و استمرار ثم قال (( وَاتَّقُوا اللَّهَ )) و تقوى الله شامل بجميع ما تقدم و بما ذكر و ما لم يذكر لأن تقوى الله سبحانه و تعالى تكون بفعل الطاعات و ترك المحرمات و تصديق بما أخبر الله به و رسوله عليه الصلاة و السلام وتكون أيضا بفعل المستحبات و ترك المكروهات فإذا حصل هذا منك فأبشر بالفلاح فأنت من المفلحين الفائزين في الدنيا و الآخرة لأنك مؤمن مسلم و لأنك أيضا صابر و مصابر و مرابط على فعل الطاعات و متقي الله فيما أمرك تأتمر و فيما نهاك فتنتهي و فيما اخبر فتصدق فأنت من المفلحين و درجة الفلاح متفاوتة بين أهلها كل بحسبه هذا بحسب صبره و بحسب تقواه و بحسب مرابطته و هكذا لأن الصبر يتفاوت و لأن المصابرة كذلك و المرابطة كذلك و التقوى كذلك فلما تفاوتت الأعمال تفاوته الجزاء (( وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا )) الأحقاف (19) هم درجات عند ربهم الجنة درجات و النار دركات و الدرجات متفاوتة و دَرَكَات كذلك متفاوتة أهل الجنة بحسب طاعتهم و أهل النار بحسب عصيانهم و لا يظلم ربك أحد لا من هؤلاء و لا من هؤلاء و الله سبحانه و تعالى حكم عدل يجازي عباده بما يستحقون من أنواع الجزاء و من كمال عدله أنه خلق الجنة و النار لم يجعلهما دار واحدة جنة فقط و لا نار فقط و إنما خلق الدارين دار لأهل كرامته و هي الجنة بما أن طاعه ووحده و تقاه و الأخرى لأهل معصيته و غضبه فنسأل الله الجنة و ما قرب إليها من قول وعمل و نعوذ به من النار و ما قرب إليها من قول و عمل فأنت يا طالب العلم تحتاج إلى أن تصبر على طلب العلم و تصبر على العمل به و تصبر على تبليغه و تعليمه للناس و أنت أيضا محتاج إلى الزهد فإن العبد إذا منى الله عليه بالزهد و القناعة و العفة فإن هذا مما يعينه على طلب العلم أما لو كان يطلب العلم و لكن نفسه متعلقة بحب الدنيا فإن هذا قد لا يثبت إلا أن يشاء الله هدايته ، الدنيا و التعلق بها هذا من المصائب فكم فتن بالدنيا من الناس و كم هلك بها و زاغ قلبه بها كما جاء في الحديث عند ابن ماجه بإسناد حسن في أوله ((أن الرسول عليه الصلاة و السلام قد خرج يوما على أصحابه وهم يتذاكرون الفقر و يتخوفونه فسألهم عما يتذاكرون فيه ؟ فعرف أنهم يتذاكرون الفقر و يتخوفونه فقال آلفقر تخشون ؟ و الذي نفسي بيده لتصبن عليكم الدنيا صبا حتى لا يزيغ قلب أحدكم إذا غفل إلا هيه و ايم الله! لقد تركتكم على مثل البيضاء)) و قوله آلفقر تخشون ؟ هل أنتم تخافون من الفقر و الرزق مكتوب و الذي نفسي بيده لتصبن عليكم الدنيا صبا حتى لا يزيغ قلب أحدكم إذا غفل إلا هيه ( الدنيا ) فكم من أناس زاغت قلوبهم بسبب الدنيا فأنت يا طالب العلم تحتاج إلى الزهد و القناعة و العفة و الرضا بما قسم الله و أرضى بما قسم الله تكون أغنى الناس و الإيمان بأن المكتوب لا يخطئك ما كتب الله لك من أمر الرزق لا يمكن أن يخطئك لا يمكن أن يذهب عنك و إن الذي لم يكتب لا يمكن أن تتحصل عليه من أمر الدنيا و من أمر الرزق فإن الله سبحانه و تعالى قد كتب هذا كتب رزقك و أجلك و عملك و شقي أو سعيد ازهد في الدنيا يحبك الله و ازهد فيما عند الناس يحبك الناس هذه من وصايا رسول الله عليه الصلاة و السلام لأمته ازهد في الدنيا يحبك الله و ازهد فيما عند الناس يحبك الناس ازهد في الدنيا يحبك الله لأن الله سبحانه و تعالى لا يحب الدنيا لأنه لعنها كما جاء في الحديث (( الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله و ماوالاها و عالما أو متعلما )) من حديث أبي هريرة بإسناد حسن عند الترمذي و غيره فالله سبحانه و تعالى لعن الدنيا فأنت إذا كنت زاهدا فيها غير متعلق بها أحبك الله و ازهد فيما عند الناس يحبك الناس يحبونك لأنك لم تطالبهم بشيء من أموالهم فيحبونك كما قال الله (( وَلا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ * إِنْ يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ )) محمد (36-37 ) فإذا جعلت الدنيا يا طالب العلم وراء ظهرك و أقبلت على طلب العلم و صرت تحب طلب العلم و تعلق به قلبك فأنت على خير إن شاء الله لا تفكر في أمر الدنيا (( لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ )) الرعد (38) الزواج المكتبة المال السيارة إلى غير ذلك (( لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ )) ما تشعر إلا و الذي قد كُتِب لك جاءك أو تيسر أمرك و لأن هذا الذي هو التفكير في أمر الدنيا هو مما يحارب به الشيطان المؤمنين و طلاب العلم بالأخص التفكير بأمر الدنيا التفكير بالزواج و التفكير بالبيت و التفكير بالأثاث التفكير في العمل التفكير في الفلوس التفكير في أشياء و أشياء من أمور الدنيا الشيطان يريد أن يشغلك بها لذلك فلا تتعب نفسك (( لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ )) ما كتبه الله جاء في الوقت المحدد فما تشعر إلا و الأمور تتيسر من فضل الله عز وجل فألله ألله على إقبال على طلب العلم و الاهتمام به و العناية بالحفظ تهتم بالحفظ و تهتم بالكتب أيضا المفيدة و النافعة من فترة إلى أخرى تقتني كتابا ما بين الفترة و الأخرى تشتري الثاني و هكذا بعدها الثالث رويدا ، رويدا تكون مكتبة لنفسك رويدا ،رويدا ما تشعر إلا و أنت ما شاء الله عندك من الكتب الخير الكثير (( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ )) الطلاق (1-2) الله يكفيك ما أهمك إذا أنت توكلت على الله تقوى الله سبحانه و تعالى تعتبر من أسباب الرزق تجد بعض الناس من أهل الدنيا يكد فيها ليلا و نهارا و هو في نكد من أمره في تعب و في ظنك و طالب العلم في هناء و في عيش رغد و في طمأنينة و في راحة نفسية و أموره ميسرة و نفسه طيبة و لا يكد الليل و النهار و ما وفى بالمطلوب و ما بين الحين و الأخر يحصل شيء من الكوارث و الأمراض يخسر كذا، كذا من المال و طالب العلم الله يعافيه و يستره و يحفظه و يكرمه و يدافع عنه هب نفسك لله لطلب العلم للدعوة إلى الله و أبشر فالله أكرم منك الذي وهب نفسه للدين و للعلم معناه كريم هذا الإنسان جاد بنفسه و التي هي أعز شيء عليه جاد بها لله أنت تجود بنفسك للعلم و للدين و من أجل الدعوة أتظن أن الله ما يكرمك الله أكرم منك سبحانه فهو أكرم الكريمين تحظى بمحبة الله و بمكانة عالية عند الله و بدرجة رفيعة عند الله و الله سبحانه و تعالى هو أكرم منك فسيعطيك من فضله و كم من طلاب العلم ما شاء الله ما يشعر إلا و زواج يعرض عليه و هو ينظر المصلحة هل يقدمه أو يؤجله بعضهم يرى أن المصلحة أن يؤجل فيؤجله و يدعوا لمن أراد أن يزوجه فيقول جزاك الله خيرا و وفقك الله و أنا أرى أنني أؤجله بعض الوقت حتى أتمكن من طلب العلم و يأتي الثاني و يعرض عليه و يأتي الثالث و يعرض عليه هذا من الرزق و كونه ينظر في المصلحة لا حرج إذا رأى أن يقدمه قدمه و إذا رأى أن يؤجله أجله لا حرج ينظر إلى ما هو أصلح له لكن يرى أنه عنده حب للعلم و يرى أن يقدم العلم عن الزواج لفترة فلا بأس المهم موضوع الرزق لا تأخذ همه فإنه قد فرغ منه و أنت في الأصل مكفول هل تعرف ما معنى مكفول تُكِفل برزقك و من هو الذي تَكفل برزقك الغني الكريم الجواد الرحمن الرحيم هو الذي تكفل برزقك فبعض الناس يكد كدا عظيما في شيء قد ضمن له و هو في الأصل مكفول و لا يكد في أعمال الخير و أعمال الصلاح و أعمال الآخرة إلا من رحم الله، الشيطان يجعلهم يكرون و يكدون في الذي قد فرغ منه و يجعلهم يهملون و يضيعون ما هو مطلوب منهم و هو العلم الديني و العمل الصالح عليكم أن تحمدوا الله أن هيأ لكم هذا الجو و هذا المناخ و هذه الفرصة هذه نعمة عظيمة و الله مرة فترة من الفترات ما كان الناس يجيدون مأوى لطلب العلم و اجتماع و حضور الزملاء يشجع بعضهم بعضا على طلب العلم و مكتبة و تغذية و شيخ و سكن لكن أنت الآن الجو هيأ الله الذي هيأه لك فأنت تجد أمامك زملاء لست وحدك وجود زملاء مما يعين و يشجع على طلب العلم و أيضا تجد الدروس المفتوحة و الميسرة و هذا أيضا مما يعين على طلب العلم و أيضا المكتبة التي تحتوي على جملة كبيرة ضخمة من الكتب المفيدة و هذا أيضا مما يساعد و التغذية و هذا أيضا مما يساعد و معنى هذا أن اليمني الذي أتيحت له فرصة لطلب العلم في هذا الوقت ثم يضيع هذه الفرصة هذا غير شخص أخر يعيش في بلد أخر هذه الفرصة لم توفر له هذا وجد الفرصة لكنه لم يستغلها ،ضيعها هذا أثم إثمه أعظم من ذاك الذي في البلد الأخر الذي لم يتهيأ له مثل ما تهيأ لكم فاحمدوا الله على هذا الخير جزآكم الله خيرا احمدوا الله و اشكروه فإن الله يقول (( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ )) إبراهيم (7) فهناك ناس كفروا بهذه النعمة ،كانوا زملاء لكم ثم ما بالوا بهذه النعمة و راحوا وراء الدنيا يلهثون فلم يجدوا إلا النكد و العذاب ((إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)) ورجعوا نادمين ضيعوا العلم وضيعوا الوقت وضيعوا ما عندهم و لم يتحصلوا على الدنيا إلا ما كتب له و منهم من تخبط في الأهواء و راح في البدع و المعاصي فالحمد لله على هذا الخير العظيم و على هذه النعم على وجود المراكز مراكز أهل السنة في اليمن هذا خير عظيم و الله نعمة عظيمة مراكز ومساجد يدرس فيها العلم النافع للرجال و للنساء ، النساء في قسم النساء و الرجال في قسم الرجال دروس تعليم و كتب فأنظر إلى معارض الكتب كيف تتوالى هذا أيضا من النعم أنه ما من فترة و أخرى يأتي معرض حتى لو كان في المكلا فهو في بلدك يمكنك أن تذهب أو ترسل من يذهب يأتي لك بالكتب و لغيرك من المعرض الحمد لله الخير مهيأ ما علينا إلا أن نجتهد في طلب العلم و نحمد الله سبحانه و تعالى و تطلب العلم بإخلاص و تبتغي به وجه الله لأن الذي لا يكون مخلصا في طلب العلم فإنه قد لا يوفق لا بد من الإخلاص لا من أجل أن يقال أنك عالم أو حافظ أو خطيب أو محاضر أو قارئ و إنما من أجل الله ما الذي ينفعك من قول الناس الجنة بيد الله ما هي بيد الناس و الرفعة بيد الله و العزة بيد الله إنما تبتغي طلبك للعلم وجه الله سبحانه و تعالى وتوطن نفسك على الإخلاص لله في أول اليوم و تعاهد نفسك على الإخلاص بالدعاء و التضرع إلى الله أن يمن عليك بالإخلاص و أن يجعل أعمالك خالصة لوجهه الكريم كما قال الله (( وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ )) البينة (5) ما أمروا إلا بهذا مخلصين أعمالهم و دينهم و عبادتهم لله سبحانه و تعالى و الشيطان سيحاربك يا طالب العلم و كلما جاءك من باب فوجده مصدودا عليه تحول من باب أخر أنت عدوه و هو عدوك و هو يريد أن ينتصر عليك و أن يضلك فالعداوة قديمة بيننا و بين الشياطين ، شياطين الجن و أيضا شياطين الإنس العداوة قديمة و الحقد دفين و قديم و تعرفون ما فعل إبليس أب الجن لأدم عليه السلام أب البشر من هناك بدأت العداوة هذا أبو الجن و هذا أبو البشر فأبو الجن أخذ يخطط و يكيد و يلف و يدور و يمكر لأب البشر و أب الإنس أدم عليه السلام و أيضا أم الإنس حواء عليها السلام و قدر الله و ما شاء فعل و لله الحكمة البالغة و أقسم لهم الأيمان المغلظة أنه لهما من الناصحين فصدقا و أكل من تلك الشجرة و كان الذي كان فهو يقسم الأيمان المغلظة أنه سيضل ذريته كما أضله و أنه سيأتيهم من كل جانب الشيطان ما هو راض عنك أن تكون بمكان علم و في مكان توحيد و سنة وعبادة لأنك ستكون حربا عليه وهو لا يريد هذا فانتبه جزاك الله خيرا لا تتبع نفسك هواها كلما هزك شوق الذهاب إلى القرية الفلانية و المكان الفلاني مشيته فكر و شاور و استخر كما قال الله تعالى (( وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ )) آل عمران (159) و قال (( وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ)) الشورى (38) و كذلك الاستخارة و التفكير بعض الناس إذا هزه الشوق على أن يفتح بوفية قام و إلا بِقَالة وإلا أي حاجة فأنت فكر في أمرك لأن هذه قد تكون من جنس وساوس الشيطان لأدم الشيطان وسوس لأدم فيما يتعلق بتلك الشجرة و أنت وسوس لك بشجرة من نوع أخر اسمها البوفيه أو مطعم أو بقاله شجرة و من مات و أنك تجمع بين العلم و ما بين العمل و ستكون عندك فلوس و تدعوا إلى الله و تنفق على طلاب العلم و تفعل و تفعل و هي مكيدة فكم من أناس ذهبوا في هذا و ضاعوا فإذا أردت أن ينفع الله بك فجزاك الله خيرا اجتهد على طلب العلم و اجتهد بالحفظ و لا تنشغل بالدنيا و لا بهذه الفتن أيضا الفتن التي تحصل بين بعض الدعاة ، بعض العلماء أنت ابتعد عنها لا تنشغل بها فقد كُفيتَ يا طالب العلم الله كفاك بغيرك بالعلماء جزاهم الله خيرا يحلون الفتن العلماء يحلون الفتن و يحلون المشاكل بحلول طيبة إن شاء الله أنت طالب علم لا تنجرف و لا تنجر و لا تركض مع هذا و لا مع هذا، هذه نصيحة من أب لأبنائه و من أخ لإخوانه طلاب العلم أنهم يُقْدِمُون على طلب العلم و لا يخوضون في هذه الفتنة لا من قريب و لا من بعيد لماذا لأن الله قد عفاك من هذه الفتنة و لأن الله قد هيأ لها من يقوم بحلها و غيرها و هم أهل العلم أما أنت فمشغول و المشغول لا يشغل أنت مشغول بطلب العلم و طلب العلم ليس بالأمر الهين طلب العلم شيء عظيم كما قال الله ((إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلا ثَقِيلا)) المزمل (5) ((يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ)) مريم (12) هذا العلم يحتاج إلى قوة لأنه جهد كبير و مجهود كبير يتعلق بعقلك و بقلبك و بفكرك الحفظ ما هو سهل و هضم المسائل و فهم المسائل و بعضها دقيقة و ليست بالأمر الهين فكونك تخوضوا مع الخائضين الكلام سهل و القلقلة سهلة يقدر الإنسان يقلقل لأنه سهل ما في تعب يفتح لسانه و يقلقل كيف ما كانت القلقلة ، لا أنت مهمتك أكبر من هذا، المشاكل العظام لها رجال عظام عظماء يحلونها و أنت إن شاء الله سيأتي وقتك لحل مشاكل الأمة فلا تستعجل أنت الآن في طلب العلم فستمر عليه و إذا وجدت من زملائك من يخوض تذكره بنصائح العلماء تقول يا أخي أقبل على طلب العلم و هذه المسائل لها أهلها ،لها أهل العلم و يذكر بعضكم بعضا بهذا بعدم الخوض سواء في هذه الفتنة أو في غيرها من الفتن لأن الله سبحانه و تعالى جعل للعباد لكل شيء علاج فقال (( وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلا قَلِيلا )) النساء (83) تعيد المسألة إلى أهلها إذا كان أولئك صحابة رضي الله عليهم صحابة و مع ذلك يقول الله لهم ((وَلَوْ رَدُّوهُ)) كيف يخوضون فيه ((أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ)) يعني إلى أهله فأنتم من باب أولى رُدْ المسألة إلى أهلها و تشتغل بما هو أنفع لك بالعلم حفظا و فهما و قراءة و كتابةً و تدويناً و أمامك فنون و علوم كثيرة ما هو علم واحد ولا فن واحد وأنت محتاج إليها و الناس منتظرون لك الناس أهلك أقاربك جماعتك منتظرون لك تكون مبرزا في هذه العلوم لا الشغل بالقيل و القيل بالقلقة و قال فلان و قال فلان هذا ما هو علم فإن شاء الله تكونوا عند حسن ظن المشايخ بكم فتقبلون على طلب العلم أسأل الله سبحانه و تعالى التوفيق لي و لكم و لجميع المسلمين إلى هنا و صلى الله على نبينا محمد و على اله و سلم .

الملفات المرفقة تعليمية الصبر على طلب العلم و الزهد في الدنيا.doc‏ (81.5 كيلوبايت)

تعليمية تعليمية




شكرا وبارك الله فيك
تعليمية




جزاك الله خيرا




جزاكم الله خيرًا




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




التصنيفات
القران الكريم

:: جمع لبعض تفاسير أهل العلم " آية آية من حزب المفصل من القرآن الكريم " ::

تعليمية تعليمية

:: جمع لبعض تفاسير أهل العلم " آية آية من حزب المفصل من القرآن الكريم " ::

أبدأ بسم الله مستعينة بنقل لبعض تفاسيرأهل العلم لآية تلو آية بإذن الله تعالى من تفسيرحزب المفصل من كلام الله عز وجل , راجية المولى عز وجل أن يتم علينا نعمه برحمته ومنه وفضله إنه جواد كريم.
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله فى مقدمة تفسير هذه السورة :

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد.

فإننا نبدأ بتفسير سور المفصل التي تبتدىء من سورة ( ق) عند بعض العلماء، أو من سورة الحجرات عند آخرين.

وسنتكلم على سورة الحجرات لما فيها من الآداب العظيمة النافعة التي ابتدأها الله بقوله تبارك وتعالى: ( يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم ) ا . هـ

قال الإمام أبو عبد الله محمد بن احمد الأنصارى القرطبى رحمه الله :

فيه ثلاث مسائل:

الأولى: قوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله } قال العلماء : كان في العربي جفاء وسوء أدب في خطاب النبي صلى الله عليه وسلم وتلقيب الناس.

فالسورة في الأمر بمكارم الأخلاق ورعاية الآداب. وقرأ الضحاك ويعقوب الحضرمي {لا تَقَدَّموا} بفتح التاء والدال من التقدم. الباقون {تُقدِموا}بضم التاء وكسر الدال من التقديم. ومعناهما ظاهر، أي لا تقدموا قولا ولا فعلا بين يدي الله وقول رسوله وفعله فيما سبيله أن تأخذوه عنه من أمر الدين والدنيا, ومن قدم قوله أو فعله على الرسول صلى الله عليه وسلم فقد قدمه على الله تعالى، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم إنما يأمر عن أمر الله عز وجل.

الثانية: واختلف في سبب نزولها على أقوال ستة :

الأول : ما ذكره الواحدي من حديث ابن جريج قال : حدثني ابن أبي مليكة أن عبدالله بن الزبير أخبره أنه قدم ركب من بني تميم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو بكر : أمر القعقاع بن معبد. وقال عمر : أمر الأقرع بن حابس. فقال أبو بكر : ما أردت إلا خلافي. وقال عمر : ما أردت خلافك. فتماديا حتى ارتفعت أصواتهما، فنزل في ذلك{ يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله – إلى قوله – ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم } . رواه البخاري عن الحسن بن محمد بن الصباح، ذكره المهدوي أيضا.

الثاني : ما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يستخلف على المدينة رجلا إذا مضى إلى خيبر، فأشار عليه عمر برجل آخر، فنزل{ يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله } . ذكره المهدوي أيضا.

الثالث : ما ذكره الماوردي عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه وسلم أنفذ أربعة وعشرين رجلا من أصحابه إلى بني عامر فقتلوهم، إلا ثلاثة تأخروا عنهم فسلموا وانكفؤوا إلى المدينة، فلقوا رجلين من بني سليم فسألوهما عن نسبهما فقالا : من بني عامر، لأنهم أعز من بني سليم فقتلوهما، فجاء نفر من بني سليم إلى رسول الله صلى فقالوا : ان بيننا وبينك عهدا، وقد قتل منا رجلان، فوداهما النبي صلى الله عليه وسلم بمائة بعير، ونزلت عليه هذه الآية في قتلهم الرجلين.

وقال قتادة : إن ناسا كانوا يقولون لو أنزل فيّ كذا، لو أنزل فيّ كذا؟ فنزلت هذه الآية.

ابن عباس : نهوا أن يتكلموا بين يدي كلامه.

مجاهد : لا تفتاتوا على الله ورسوله حتى يقضي الله على لسان رسوله، ذكره البخاري أيضا.

الحسن : نزلت في قوم ذبحوا قبل أن يصلي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمرهم أن يعيدوا الذبح.

ابن جريج : لا تقدموا أعمال الطاعات قبل وقتها الذي أمر الله تعالى به ورسوله صلى الله عليه وسلم.

قلت : هذه الأقوال الخمسة المتأخرة ذكرها القاضي أبو بكر بن العربي، وسردها قبله الماوردي.

قال القاضي : وهي كلها صحيحة تدخل تحت العموم، فالله أعلم ما كان السبب المثير للآية منها، ولعلها نزلت دون سبب، والله أعلم.

قال القاضي : إذا قلنا إنها نزلت في تقديم الطاعات على أوقاتها فهو صحيح، لأن كل عبادة مؤقتة بميقات لا يجوز تقديمها عليه كالصلاة والصوم والحج، وذلك بين, إلا أن العلماء اختلفوا في الزكاة، لما كانت عبادة مالية وكانت مطلوبة لمعنى مفهوم، وهو سد خلة الفقير، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم استعجل من العباس صدقة عامين، ولما جاء من جمع صدقة الفطر قبل يوم الفطر حتى تعطى لمستحقيها يوم الوجوب وهو يوم الفطر، فاقتضى ذلك كله جواز تقديمها العام والاثنين, فإن جاء رأس العام والنصاب بحاله وقعت موقعها, وإن جاء رأس العام وقد تغير النصاب تبين أنها صدقة تطوع.

وقال أشهب : لا يجوز تقديمها على الحول لحظة كالصلاة، وكأنه طرد الأصل في العبادات فرأى أنها إحدى دعائم الإسلام فوفاها حقها في النظام وحسن الترتيب.

ورأى سائر علمائنا أن التقديم اليسير فيها جائز، لأنه معفو عنه في الشرع بخلاف الكثير.

وما قاله أشهب أصح، فإن مفارقة اليسير الكثير في أصول الشريعة صحيح، ولكنه لمعان تختص باليسير دون الكثير, فأما في مسألتنا فاليوم فيه كالشهر، والشهر كالسنة.

فإما تقديم كلي كما قال أبو حنيفة والشافعي، وإما حفظ العبادة على ميقاتها كما قال أشهب.

الثالثة: قوله تعالى {لا تقدموا بين يدي الله} أصل في ترك التعرض لأقوال النبي صلى الله عليه وسلم، وإيجاب اتباعه والاقتداء به، وكذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه : (مروا أبا بكر فليصل بالناس), فقالت عائشة لحفصة رضي الله عنهما : قولي له إن أبا بكر رجل أسيف وإنه متى يقم مقامك لا يُسْمع الناس من البكاء، فَمُرْ عمر فليصل بالناس, فقال صلى الله عليه وسلم : (إنكن لأنتن صواحب يوسف, مروا أبا بكر فليصل بالناس). فمعنى قول (صواحب يوسف) الفتنة بالرد عن الجائز إلى غير الجائز. وربما احتج بُغَاةُ القياس بهذه الآية. وهو باطل منهم، فإن ما قامت دلالته فليس في فعله تقديم بين يديه. وقد قامت دلالة الكتاب والسنة على وجوب القول بالقياس في فروع الشرع، فليس إذاً تقدمٌ بين يديه.

{ واتقوا الله } يعني في التقدم المنهي عنه.

{ إن الله سميع } لقولكم { عليم } بفعلكم.

قال الإمام الجليل الحافظ عماد الدين أبى الفداء إسماعيل بن كثير رحمه الله :

هذه آيات أدّب اللّه تعالى بها عباده المؤمنين، فيما يعاملون به الرسول صلى اللّه عليه وسلم من التوقير والاحترام، والتبجيل والإعظام، فقال تبارك وتعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تقدّموا بين يدي اللّه ورسوله} أي لا تسرعوا في الأشياء بين يديه أي قبله، بل كونوا تبعاً له في جميع الأمور.

قال ابن عباس: نهوا أن يتكلموا بين يدي كلامه ""وروى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أن المراد من الآية الكريمة {لا تقدموا بين يدي اللّه ورسوله} لا تقولوا خلاف الكتاب والسنة .

والقول الآخر هو رواية العوفي عنه وهو الأقوى والأرجح""،

وقال مجاهد: لا تفتاتوا على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بشيء حتى يقضي اللّه تعالى على لسانه، وقال الضحّاك: لا تقضوا أمراً دون اللّه ورسوله من شرائع دينكم، وقال الحسن البصري: لا تدعوا قبل الإمام، وقال قتادة: ذكر لنا أن ناساً كانوا يقولون: لو أنزل في كذا وكذا، لو صح كذا، فكره اللّه تعالى ذلك، {واتقوا اللّه} فيما أمركم به {إن اللّه سميع} أي لأقوالكم {عليم} بنياتكم.

قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدى رحمه الله :

هذا متضمن للأدب، مع الله تعالى، ومع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ والتعظيم له ، واحترامه، وإكرامه، فأمر ‏[‏الله‏]‏ عباده المؤمنين، بما يقتضيه الإيمان، بالله وبرسوله، من امتثال أوامر الله، واجتناب نواهيه، وأن يكونوا ماشين، خلف أوامر الله، متبعين لسنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في جميع أمورهم، و ‏[‏أن‏]‏ لا يتقدموا بين يدي الله ورسوله، ولا يقولوا، حتى يقول، ولا يأمروا، حتى يأمر، فإن هذا، حقيقة الأدب الواجب، مع الله ورسوله، وهو عنوان سعادة العبد وفلاحه، وبفواته، تفوته السعادة الأبدية، والنعيم السرمدي، وفي هذا، النهي ‏[‏الشديد‏]‏ عن تقديم قول غير الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ على قوله، فإنه متى استبانت سنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وجب اتباعها، وتقديمها على غيرها، كائنا ما كان ثم أمر الله بتقواه عمومًا، وهي كما قال طلق بن حبيب‏:‏ أن تعمل بطاعة الله، على نور من الله، ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله، على نور من الله، تخشى عقاب الله‏.‏

وقوله ( إن الله سميع ) أى : لجميع الأصوات فى حميع الأوقات , فى خفى المواضع والجهات .

وقوله‏:‏ ‏{‏عَلِيمٌ‏}‏ بالظواهر والبواطن، والسوابق واللواحق، والواجبات والمستحيلات والممكنات وفي ذكر الاسمين الكريمين ـ بعد النهي عن التقدم بين يدي الله ورسوله، والأمر بتقواه ـ حث على امتثال تلك الأوامر الحسنة، والآداب المستحسنة، وترهيب عن عدم الامتثال‏.‏

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :

إعلم أن الله تعالى إذا ابتدأ الخطاب بقوله: { يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم } فإنه كما قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه : إما خير تُؤمر به، وإما شر تنهى عنه، فأرعه سمعك، واستمع إليه لما فيه من الخير، وإذا صدَّر الله الخطاب بـ{يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم } دل ذلك على أن التزام ما خوطب به من مقتضيات الإيمان، وأن مخالفته نقص في الإيمان.

يقول الله عز وجل: {لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم } قيل: معنى {لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم } أي: لا تتقدموا بين يدي الله ورسوله، والمراد: لا تسبقوا الله ورسوله بقولٍ أو بفعل.

وقيل: المعنى لا تقدموا شيئاً بين يدي الله ورسوله. وكلاهما يصبان في مصب واحد، والمعنى: لا تسبقوا الله ورسوله بقولٍ ولا فعلٍ، وقد وقع لذلك أمثلة، فمن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : « لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين » لأن الذي يتقدم رمضان بصوم يوم أو يومين كأنه تقدم بين يدي الله ورسوله، فبدأ بالصوم قبل أن يحين وقته، ولهذا قال عمار بن ياسر رضي الله عنهما : « من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم » .

ومن التقدُّم بين يدي الله ورسوله البدع بجميع أنواعها، فإنها تقدم بين يدي الله ورسوله؛ بل هي أشد التقدم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، وإياكم ومحدثات الأمور ». وأخبر بأن « كل بدعة ضلالة » .

وصدق – عليه الصلاة والسلام – فإن حقيقة حال المبتدع أنه يستدرك على الله ورسوله ما فات، مما يدعي أنه شرع، كأنه يقول: إن الشريعة لم تكمل، وأنه كملها بما أتى به من البدعة، وهذا معارض تماماً لقوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم }.

فيقال لهذا الرجل الذي ابتدع: أهذا الذي فعلته كمال في الدين؟ إن قال: نعم، فإن قوله هذا يتضمن أو يستلزم تكذيب قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم }،

وإن قال: ليس كمالاً في الدين، قلنا: إذن هو نقص؛ لأن الله يقول: { فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون } فالبدعة كما أنها ضلالة في نفسها فهي في الحقيقة تتضمن الطعن في دين الله، وأنه ناقص، وأن هذا المبتدع كمله بما ادعى أنه من شريعة الله – عز وجل – فالمبتدعون كلهم تقدموا بين يدي الله ورسوله، ولم يبالوا بهذا النهي حتى وإن حسن قصدهم؛ فإن فعلهم ضلالة، وقد يُثاب على حسن قصده، ولكنه يؤزر على سوء فعله، ولهذا يجب على كل مبتدع علم أنه على بدعة أن يتوب منها، ويرجع إلى الله – عز وجل – ويلتزم سنة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده .

والبدعة أنواع كثيرة: بدع في العقيدة، وبدع في الأقوال، وبدع في الأفعال.

أما البدع في العقيدة ، فإنها تدور على شيئين:

إما تمثيل، وإما تعطيل.

فالتمثيل أن يثبت لله تعالى الصفات، لكن على وجه المماثلة، فإن هذا بدعة؛ لأنه لم يكن من طريق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وخلفائه الراشدين، فيكون بدعة، فمثلاً يثبت أن لله وجهاً ويجعله مماثلاً لأوجه المخلوقين، أو أن لله يداً ويجعلها مماثلة لأيدي المخلوقين، وهلم جرا، فهؤلاء مبتدعة بلا شك، وبدعتهم تكذيب لقوله تعالى: { ليس كمثله شيء } ولقوله: { ولم يكن له كفواً أحد }. ولقوله تعالى: { هل تعلم له سمياً } .

أما التعطيل فهو أن ينكر ما وصف الله تعالى به نفسه، فإن كان إنكار جحد وتكذيب، فهو كفر، وإن كان إنكار تأويل فهو تحريف وليس بكفر إذا كان اللفظ يحتمله، فإن كان لا يحتمله فلا فرق بينه وبين إنكار التكذيب، فمثلاً إذا قال إنسان: إن الله سبحانه وتعالى قال: { بل يداه مبسوطتان } والمراد باليدين النعمة نعمة الدين ونعمة الدنيا، أو نعمة الدنيا ونعمة الآخرة، فهذا تحريف؛ لأن النعمة ليست واحدة، ولا ألف ولا ملايين، { وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها } فليست النعمة اثنتين لا بالجنس ولا بالنوع، فيكون هذا تحريفاً وبدعة، لأنه على خلاف ما تلقاه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه، والأئمة الهداة من بعدهم.
أما البدعة في الأقوال : فمثل أولئك الذين يبتدعون تسبيحات أو تهليلات أو تكبيرات، لم ترد بها السنة، أو يبتدعون أدعية لم ترد بها السنة، وليست من الأدعية المباحة.
وأما بدع الأفعال : فمثل الذين يصفقون عند الذكر، أو يهزون رؤوسهم عند التلاوة تعبداً، أو ما أشبه ذلك من أنواع البدع، وكذلك الذين يتمسحون بالكعبة في غير الحجر الأسود والركن اليماني، وكذلك الذين يتمسَّحون بحجرة النبي صلى الله عليه وسلم، حجرة قبره الشريف، وكذلك الذين يتمسَّحون بالمنبر الذي يقال إنه منبر النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد النبوي، وكذلك الذين يتمسحون بجدران مقبرة البقيع أو بغير ذلك.
والبدع كثيرة: العقدية والقولية والفعلية، وكلها من التقدم بين يدي الله ورسوله، وكلها معصية لله ورسوله، فإن الله يقول: { لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم } والنبي – عليه الصلاة والسلام – يقول: «إياكم ومحدثات الأمور» .

ومن البدع ما يُصنع في رجب، كصلاة الرغائب التي تُصلَّى ليلة أول جمعة من شهر رجب، وهي صلاة ألف ركعة يتعبدون لله بذلك، وهذا بدعة لا تزيدهم من الله إلا بعداً؛ لأن كل من تقرَّب إلى الله بما لم يشرعه فإنه مبتدع ظالم، لا يقبل الله منه تعبده، لما ثبت في الصحيحين وغيرهما عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد» . ومن التقدم بين يدي الله تعالى ورسوله أن يقول الإنسان قولاً يُحكم به بين عباد الله أو في عباد الله، وليس من شريعة الله، مثل أن يقول: هذا حرام، أو هذا حلال، أو هذا واجب، أو هذا مستحب بدون دليل، فإن هذا من التقدم بين يدي الله ورسوله، وعلى من قال قولاً وتبين له أنه أخطأ فيه أن يرجع إلى الحق حتى لو شاع القول بين الناس وانتشر وعَمِلَ به مَن عمل من الناس، فالواجب عليه أن يرجع وأن يُعلن رجوعه أيضاً، كما أعلن مخالفته التي قد يكون معذوراً فيها إذا كانت صادرة عن اجتهاد ، فالواجب الرجوع إلى الحق، فإن تمادى الإنسان في مخالفة الحق فقد تقدم بين يدي الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

{ واتقوا الله } هذا تعميم بعد تخصيص؛ لأن التقدم بين يدي الله ورسوله مخالف للتقوى، لكن نص عليه وقدمه لأهميته، ومعنى { واتقوا الله } أي اتخذوا وقاية من عذاب الله – عز وجل – وهذا لا يتحقق إلا إذا قام الإنسان بفعل الأوامر وترك النواهي، بفعل الأوامر تقرُّباً إلى الله تعالى، ومحبة لثوابه، وترك النواهي خوفاً من عذاب الله – عز وجل – ، ومن الناس من إذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم، وتصاعد في نفسه وعز في نفسه، وأوغل في الإثم، وانتفخت أوداجه، وقال: أمثلي يُقال له: اتق الله! وما علم المسكين أن الله خاطب من هو أشرف منه ومن هو أتقى عباد الله لله، فأمره بالتقوى، قال الله تبارك وتعالى: { يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن الله كان عليماً حكيماً }.

وقال الله تعالى: {واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه }. ومن الذي لا يستحق أن يُؤمر بتقوى الله؟ فكل واحد منَّا يستحق أن يؤمر بتقوى الله – عز وجل – والواجب أنه إذا قيل له: اتق الله , أن يزداد خوفاً من الله ، وأن يراجع نفسه ، وأن ينظر ماذا أمر به ، إنه لم يؤمر أن يتقي فلاناً وفلاناً، إنما أمر أن يتقي الله عز وجل، وإذا فسرنا التقوى بأنها اتخاذ وقاية من عذاب الله بفعل أوامره، تقرباً إليه ومحبة لثوابه، وترك نواهيه خوفاً من عقابه، فإن أي إنسان يترك واجباً فإنه لم يتق الله، وقد نقص من تقواه بقدر ما حصل منه من المخالفة، فالتقوى مخالفتها تختلف،فقد تكون مخالفتها كفراًًً وقد تكون دون ذلك، فترك الصلاة مثلاً ترتفع به التقوى نهائياً؛ لأن تارك الصلاة كافر، كما دلَّ على ذلك كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأقوال الصحابة رضي الله عنهم، حتى إن بعض العلماء حكى إجماع الصحابة على أن تارك الصلاة كافر كفراً مخرجاً عن الملة، ومنهم التابعي المشهور عبدالله بن شقيق – رحمه الله – حيث قال: ( كان أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة ) .

وكذلك نقل إجماعهم إسحاق بن راهويه، ولم يصح عن أي صحابي أنه قال عن تارك الصلاة: إن تارك الصلاة في الجنة، أو إنه مؤمن، أو ما أشبه ذلك، والزاني لم يتق الله؛ لأنه زنا فخالف أمر الله وعصاه، والسارق لم يتق الله، وشارب الخمر لم يتق الله، والعاق لوالديه لم يتق الله، والقاطع لرحمه لم يتق الله، والأمثلة على هذا كثيرة، فقوله تعالى: { واتقوا الله } كلمة عامة شاملة تشمل كل الشريعة { إن الله سميع عليم } هذه الجملة تحذير لنا أن نقع فيما نهانا عنه من التقدُّم بين يدي الله ورسوله، أو أن نخالف ما أمر به من تقواه { سميع } أي سميع لما تقولون { عليم } أي عليم بما تقولون وما تفعلون؛ لأن العلم أشمل وأعم، إذ إن السمع يتعلق بالمسموعات، والعلم يتعلق بالمعلومات، والله تعالى محيط بكل شيء علماً، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، يقول العلماء – رحمهم الله -: إن السمع الذي اتصف به ربنا – عز وجل – ينقسم إلى قسمين: سمع إدراك وسمع إجابة، فسمع الإدراك معناه أن الله يسمع كل صوت خفي أو ظهر، حتى إنه – عز وجل – يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم: { قد سمع الله قول التى تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركمآ إن الله سميع بصير }. قالت عائشة – رضي الله عنها -: ( الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات، لقد كنت في الحجرة – أي حجرة النبي صلى الله عليه وسلم – والمرأة تجادله وهو يحاورها وإنه ليخفى عليَّ بعض حديثها ) .

والله – عز وجل – أخبر بأنه سمع كل ما جرى بين هذه المرأة وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا سمع إدراك .

ثم إن سمع الإدراك قد يُراد به :

بيان الإحاطة والشمول، وقد يراد به التهديد، وقد يُراد به التأييد.

فهذه ثلاثة أنواع.

الأول: يراد به بيان الإحاطة والشمول مثل هذه الآية.

الثاني: يُراد به التهديد مثل قوله تعالى: {لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأَنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق }. وانظر كيف قال: { سنكتب ما قالوا} حين وصفوا الله تعالى بالنقص ، قبل أن يقول : { وقتلهم الأَنبياء} مما يدلّ على أن وصف الله بالنقص أعظم من قتل الأنبياء.

الثالث: سمع يُراد به التأييد، ومنه قوله – تبارك وتعالى – لموسى وهارون : { لا تخافآ إننى معكمآ أسمع وأرى }، فالمراد بالسمع هنا التأييد يعني: أسمعك وأؤيدك ، يعني أسمع ما تقولان وما يُقال لكما.

أما سمع الإجابة فمعناه : أن الله يستجيب لمن دعاه، ومنه قول إبراهيم : {إن ربي لسميع الدعاء }. أي مجيب الدعاء، ومنه قول المصلي: ( سمع الله لمن حمده ) يعني استجاب لمن حمده فأثابه، ولا أدري أنحن ندرك معنى ما نقوله في صلاتنا أو أننا نقوله تعبداً ولا ندري ما المعنى؟! عندما نقول: الله أكبر، تكبيرة الإحرام يعني أن الله أكبر من كل شيء – عز وجل – ولا نحيط بذلك ؛ لأنه أعظم من أن تحيط به عقولنا.

وعندما نقول: سمع الله لمن حمده. يعني استجاب الله لمن حمده ، وليس المعنى أنه يسمعه فقط ، لأن الله يسمع من حمده ومن لا يحمده إذا تكلم ، لكن المراد أنه يستجيب لمن حمده بالثواب ، فهذا السمع يقتضي الاستجابة لمن دعاه .

أما قوله تعالى: { عليم } فالمراد أنه ذو علم واسع، قال الله تعالى: { لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما }. فعندما تؤمن بأن الله سميع ، وأن الله عليم ، هل يمكن وأنت في عقلك الراشد أن تقول ما لا يرضيه ؟ لا ، لأنه يسمع ، فلا ينبغي لك أن تُسمِع الله ما لا يرضاه منك ، أسمِعْهُ ما يحبه ويرضاه إذا كنت مؤمناً حقًّا بأن الله سميع، وأعتقد لو أن أباك نهاك عن قول من الأقوال فهل تتجرأ أن تسمعه ما لا يرضاه أو أن تسمعه ما نهاك عنه؟

فالله أعظم وأجلّ، فاحذر أن تسمع الله ما لا يرضاه منك، وإذا آمنت بأنه بكل شيء عليم وهذا أعم من السمع؛ لأنه يشمل القول والفعل وحديث النفس حتى ما توسوس به نفسك يعلمه – عز وجل – إذا علمت ذلك هل يمكن أن تفعل شيئاً لا يُرضيه؟

لا، لأنه ليس المقصود من إخبار الله لنا بأنه عليم بكل شيء، أن نعلم هذا وأن نعتقده فقط. بل المقصود هذا، والمقصود شيء آخر، وهو الثمرة والنتيجة التي تترتب على أنه بكل شيء عليم، فإذا علمنا بأنه بكل شيء عليم فهل نقول بما لا يرضى؟

لا، لأنه سوف يعلمه، وإذا علمنا بأنه على كل شيء عليم هل نعتقد ما لا يرضى؟

لا، لأننا نعلم أنه يعلم ما في قلوبنا، قال الله تعالى: { واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه }. وقال تعالى: { واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه}، يحول بينك وبين قلبك ، فيجب علينا إذا مر بنا اسم من أسماء الله تعالى ، أو صفة من صفات الله أن نؤمن بهذا الاسم ، وهذه الصفة، وأن نقوم بما هو الثمرة من الإيمان بهذا الاسم ، أو الصفة .

وما تضمنته الآية الكريمة من أدب عظيم وجه الله تعالى عباده إليه.

وهذا هو الأدب الأول .


إنتهى تفسير أول آية من سورة الحجرات

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




بوركت على الجلب الطيب جزاك الله خيرا




جزاك الله كل خير ع الطرح الموضوع القيم




بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين وعليه التكلان من الخذلان
اللهم صلي على المبعوث رحمة للعالمين
وآله وصحبه أجمعين ومن دعا بعوته إلى يوم الدين




تعليمية




شكرا جزيلا وبارك الله فيك