بسم الله الرحمن الرحيم
يخلط البعض بين الهمزة والألف, وبين الإثنين فرق.
تختلف الهمزة عن الألف في أنها تقبل الحركات, بينما لا يقبل الألف ذلك.
الهمزة قد تأتي في أول الكلمة, أو وسطها, أو آخرها, بينما لا تأتي الألف إلا في وسط الكلمة أو آخرها, ولا تقع في أولها, لأنها لا تكون إلا ساكنة وأول الكلمة لا يكون إلا متحركاً.
الهمزة : أنزل, يأكل, سماء
الألف : نام, سعى
تُسمى الألف التي لا تقبل الحركة ( وهي لا تكون إلا في وسط الكلمة أو طرفها ) بالألف اللينة, في حين تُسمى الهمزة التي تقبل الحركات بالألف اليابسة.
الألف اللينة هي مد ناشىء عن إشباع الفتحة فوق الحرف الذي قبلها.
والتفريق بين الهمزة والألف ليس شيئاً جديدا, فلقد انتبه إليه أوائل علماء اللغة كسيبويه والخليل.
يقول سيبويه : أصل حروف العربية تسعة وعشرون حرفاً : الهمزة, والألف, ……
الهمزة حرفٌ لا صورة له في الخط, وإنما يُكتب غالباً بصورة الألف أو الواو أو الياء, لأنها إذا سُهِّلت انقلبت إلى الحرف الذي كُتبت بصورته.
والقياس في كتابة الهمزة أن تُكتب بالحرف الذي تُسَهَّل إليه إذا خُففت في اللفظ, فالهمزة في مثل : " سأل وقرأ " تُكتب بالألف, لأنها إذا خففت تسهل إلى الألف, فتقول " سال وقرا" وفي مثل : "سؤال و مؤن ولؤلؤ" تُكتب بالواو , لأنها إذا خففت تُلفظ واواً, فتقول " سوال ومون ولولو", وفي مثل : " ذئاب وخطيئة و لآلىء" تُكتب بالياء, لأنها تُسهَّل إليها, فتقول : " ذياب وخطية ولآلي".
إن الهمزة في أول الكلمة إما أن تكون همزة وصل أو همزة قطع.
همزة القطع تكون واجبة الكتابة على الألف سواء أكانت مفتوحة أم مضمومة أم مكسورة, ويمكن معرفتها بأنها : الكلمة التي يُنطق بها في بدء الكلام وفي وصله.
همزة الوصل : هي الهمزة التي لا تكتب على الألف في أول الكلمة مطلقًا, وتعرف بأنها الهمزة التي ينطق بها في بدء الكلام, ولا ينطق بها في أثناء وصله بما قبله.
حدث اختلاف بين علماء اللغة فيما يتعلق بسبب تسمية همزة الوصل بهذا الاسم, فقال الكوفيون : سُميت بذلك لأنها تسقط, فيصل المتكلم ما قبلها بما بعدها. وقال البصريون : سُميت وصلا لأن المتكلم يصل بها إلى النطق بالساكن, وقال بعضهم : الأصح تسميتها " همزة إيصال" لا وصل, لأنها لا تصل بل تُوصل الناطق إلى النطق بالساكن بعدها..
هناك طريقة لتمييز همزة القطع من همزة الوصل وهي بإدخال "الواو " أو "الفاء" في أول الكلمة ولفظها, فإذا بقيت الهمزة – لفظاً – كانت همزة قطع, وإذا اختلفت – لفظاً – كانت همزة وصل, نحو :
إذا, وإذا, فإذا
أحسن, وأحسن, فأحسن.
استخدم, واستخدم, فاستخدم.
انتبه, وانتبه, فانتبه.
تكون الهمزة همزة وصل في الأحوال الآتية :
همزة " أل" المتصلة بالاسم التعريف مثل : المجتهد
شَذَّت همزة " ألبتة" إذ اعتبرت همزة قطع
– في أمر الفعل الثلاثي مثل : افهم, افتح, اسبح, اسجد.
– في ماضي الفعل الخماسي وأمره ومصدره مثل :
ارتحَل, انتَبهَ, ارتَحِلْ, انتبِهْ, اشتراك, اتحاد, امتحان
– في ماضي الفعل السداسي وأمره ومصدره مثل :
اسْتَخْرَجَ, استَخْرِجْ, استَفْهِمْ, اسْتِقْدام, استعلام, استبسال
– في الأسماء العشرة الآتية :
اسم
ابن
ابنة
اثنان
اثنتان
امرؤ
امرأة
است
ابنم
ايم الله
وما يُثنى من هذه الأسماء فهمزته همزة وصل أيضاً مثل : اسمان, امرؤان, ابنان.
المنسوب إلى كلمة اسم همزته همزة وصل مثل : الجملة الاسمية.
أما ما يُجمع منها فالجمع همزته همزة قطع مثل :
أبناء
أسماء
حركة همزة الوصل :
ُكسر همزة الوصل دائمًا, إلا همزة " أل" في الابتداء, فإنها تُفتح لكثرة الاستعمال, وإيثار الخفة وكذلك تُفتح همزة و " آيم".
ُضم همزة فعل الأمر المضموم العين, نحو : اُكُتب, وكذلك همزة الفعل الماضي الخماسي والسداسي المبني للمجهول مثل : " اُستعْلِمَ" " اُسْتُفْهِمَ"
أما الفعل نحو " اختار" فيجوز في همزته, إذا بُني للمجهول, الضم والكسر.
إذا أُسند فعل الأمر الناقص إلى ياء المخاطبة جاز الضم والكسر, والضم أرجح مثل : اُغزي, اِغزي. وأما نحو : " اِمشُوا" و " اِسعوا" فلا يجوز فيهما غير الكسر؛ لأن عينهما مكسورة, والضم عارض.
وذهب الكوفيون إلى أنَّ الأصل في حركة همزة الوصل أن تتبع حركة عين الفعل, فتُكسر في : " اِضْرِب" إتباعًا لكسرة الراء, وتُضم في : " اُدخل" إتباعاً لحركة الخاء.
للتبسيط : ملخص ما سبق : تكون همزة الوصل
مضمومة في : أمر الثلاثي, الفعل الخماسي والسداسي المبني للمجهول.
مفتوحة : همزة " أل" , و " ايمن ايم "
مكسورة في غير ما تقدم :
– في الأسماء العشرة عدا " ايمن" و " ايم"
– في ماضي الخماسي والسداسي المبنيين للمعلوم, وأمرهما ومصدرهما.
رسم همزة الوصل :
همزة الوصل لا تقع إلا في ابتداء الكلمة, وهي ترسم إذا وقعت في ابتداء الكلام, أي إذا نُطق بها, بشكل "ألف" فوقها أو تحتها الحركة مثل : " اِستفهم" " اُكتب"
إذا لم يُنطق بالهمزة, بسبب وقوعها في دَرج الكلام, فإنها تُرسم بصورة الألف فوقها صاد صغيرة, أو بصورة الألف المجردة من الصاد مثل :
جاء الرجل وابنه
ما اسمك أيها العزيز؟
حذف همزة الوصل :
تحذف همزة الوصل نطقًا وكتابة في مواضع منها :
أولا – "أل" إذا دخلت عليها لام الجر أو لام الابتداء :
قل للطالب أن ينتبه.
" وللآخرة خير لك من الأولى. "
ثانيًا – تحذف همزة الوصل من كلمة " اسم" من البسملة الكاملة, مثل : ( بسم الله الرحمن الرحيم), وتبقى الهمزة عند ما تكون البسملة ناقصة مثل : " باسم الله" " باسم العلي"
إذا دخلت عليها همزة الاستفهام, مثل " أَسمك حسنٌ؟" , أصلها " أئسمك حسن؟
ال دخول الواوأو الفاء على فعل يبتدىء بهمزة وصل بعدها همزة ساكنة, مثل : أْتمنْ" أصلهما " فإئتِ" و " إِئتمن"
ثالثًا :- كلمة "ابن" إذا وقعت مفردة بين علمين متصلين, وكانت نعتًا للعلم الأول, ولم تقع في أول السطر كتابة, مثل :
كان علي بن أبي طالب عالمًا ربانيًا.
وضع الخليل بن أحمد علم العروض.
– ينطبق الأمر على كلمة " ابنة"
خديجة بنت خويلد.
-لا تحذف كلمتا " ابن" و" ابنة" إذا :
– لم تأت بين علمين :
حضر البطل ابن البطل
قدم أحمد ابن جارتنا
فاز الذكي ابن حسن
أو كانت مثناة أو مجموعة :
جاء أحمد وعلي ابنا حسن.
نجح علي وحسن وصادق أبناء زكي.
– أما بعد حرف النداء, فيجوز حذفهما ويجوز إبقاؤهما :
يابن مكة ومنى.
يا ابن مكة ومنى.
همزة القطع :
تكون الهمزة همزة قطع وتجب كتابتها في أول الكلمة في الحالات التالية :
– جميع الأسماء العشرة عدا الأسماء التالية :
اسم و اسمان و اسميان وا سمية واسميتان
ابن و ابنان
ابنة و ابنتان
ابنُم
اثنان
اثنتان
امرؤ و امرؤان
امرأة
است واستان
ايم الله
أيمن الله
فهذه الأسماء همزتها همزة وصل أما غيرها من الأسماء فهمزته همزة قطع نحو : إبراهيم, إحسان, إسماعيل, إسحاق …
– الضمائر المبدوءة بهمزة نحو : أنا, أنت, إياك, إياكم.
– ماضي الفعل الثلاثي المبدوء بهمزة , وكذلك مصدره نحو: أخذ, أبى, إباء, أمْر.
– ماضي الفعل الرباعي المبدوء بهمزة وأمره ومصدره مثل : أَراد, أكمل, إقبال.
– كل فعل مبدوء بهمزة المضارعة سواءاً أكان ثلاثيًا, أم رباعيًا, أم خماسيًا, أم سداسيًا نحو : أَعلمُ , أُُشارِكُ, أَختارُ, أَستخرجُ.
– جميع الحروف تكون الهمزة همزة قطع عدا أل التعريف, فإن همزتها همزة وصل :
إن, أن, إلى, ألا, إذ, أم, أم
إضافة للفائدة فقط :
في اليمين لغات كثيرة تنيف على عشر لغات:
أيْمُنُ الله، إيْمُن الله، أيْمُ الله, إيْمُ الله، أمُ الله، مُ الله، مَ الله، مِ الله، لَيْمُنُ الله، مُنُ الله، مُنْ ربي، مِنْ ربي.
وأيمن الله ) بضم الميم والنون, وألفه الف وصل عند أكثر النحويين ولم يجئ في الأسماء ألف وصل مفتوحة غيره, ا نقله الجوهري.
( وأيم الله ويكسر أولهما ) عن ابن سيده.
وقال ابن الاثير : أهل الكوفة يقولون : أيمن جمع يمين للقسم, والألف فيها ألف وصل ويفتح ويكسر.
والكسر في أيم الله, حكاه يونس ونقله ابن جني.
وذهب ابن كيسان وابن درستويه إلى أن ألف أيمن ألف قطع, وهو جمع يمين وإنما خففت همزتها وطرحت في الوصل لكثرة استعمالهم لها.
ويقولان : إن أيم الله أصله أيمن الله حذفت النون كما حذفت من ( لم يكُ ) وأيمن الله بفتح الميم والهمزة, و قد تكسر الهمزة.
وإيم الله , بكسر الهمزة والميم, وقيل : ألفه ألف وصل , وهو قول النحويين إلا ما كان من ابن كيسان وابن درستويه كما ذكرنا.
و قالوا : هيمُ اللهِ, بفتح الهاء وضم الميم , والأصل أيم الله قلبت الهمزة هاء و ربما حذفوا منه الياء فقالوا: أِمِ الله مثلثة الميم وإِم الله بكسر الهمزة وضم الميم وفتحها, و ربما قالوا : مُنِ الله بضم الميم وكسر النون ومن الله مثلثة الميم والنون أي بضم الميم والنون وبفتحهما وبكسرهما, و ربما أبقوا الميم وحدها فقالوا : مُ اللهِ, مثلثة , أما الضم فهو الأصل وأما الكسر فلأنها صارت حرفا واحدا فيشبهونها بالباء, و ربما أدخلوا عليها اللام لتأكيد الابتداء فقالوا : لَيمُ الله ولَيمَنُ الله, الاخيرة نقلها الجوهري وحينئذ يذهب الألف في الوصل؛ قال نصيب :
فقال فريق القوم لما نشدتهم
نعم وفريق ليمن الله ما ندري
وهو مرفوع بالابتداء وخبره محذوف والتقدير َلْيمَنُ الله قسمي ولَيْمُنُ اللهِ ما أقسم به, وإذا خاطبت قلت : لَيْمُنُكَ.
وفي حديث عروة بن الزبير : أنه قال : َلَيْمُنُكَ لئن كنت ابتليت لقد عافيت وإن كنت أخذت لقد أبقيت.
وقال الأزهري : والعلة في ضم نون لَيْمُنُكَ كالعلة في قولهم لعمرُك كانه أُضمر فيها يمين ثان فقيل : وأَيْمُنك فلأيمُنك عظيمة وكذلك لعمرك فلعمرُك عظيم قاله الأحمر والفراء.
كل ذلك اسمُ وُضع للقسم والتقدير أَيمنُ الله قسمي, وأيمن الله ما أقسم به. " *
-انتهى-