التصنيفات
اسلاميات عامة

نصيحة بطلب العلم النافع والحذر من أهل البدع ومكرهم

نصيحة غالية من الشيخ ربيع حفظه الله الى الشباب السلفي:

نصيحة بطلب العلم النافع والحذر من أهل البدع ومكرهم


قال الشيخ ربيع:
((فأنصح الشباب السلفي :
أولاً: أن يطلبوا العلم وأن يجالسوا أهل الخير وأن يحذروا أهل الشر، فإن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ضرب مثلاً للجليس السوء وآثاره السيئة، والجليس الخير وآثاره الطيبة، فقال: (( مثل الجليس الصالح والجليس السوء، كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، – يعني أنت رابح و مستفيد منه على كل حال من الأحوال، لا تجد منه إلا الخير، كالنخلة كلها خير، وكلها نفع كما هو مثل المؤمن – والجليس السوء كنافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن لا تسلم من دخانه )) [18] فالأذى لابد لاحق بك، والشر لا بد أن يلحق بك، جسيماً أو خفيفاً، فإذا كان لابد من الضرر من مجالسة أصحاب السوء، فلماذا تحرص على مجالستهم ومخالطتهم ما دليلك على الجواز، الرسول صلى الله عليه و سلم حَذَّر ، الرسول صلى الله عليه و سلم أنذر، الرسول صلى الله عليه و سلم بَيَّن الخطر فما هو عذرك ، و أئمة الإسلام حَذروا وأنذروا ، ونفذوا توجيهات الرسول عليه الصلاة والسلام ، وتوجيهات القرآن الكريم والسنة، فبأيِّ دليل تخالف منهج أهل السنة والجماعة، وتتحدى إخوانك الذين يحبون لك الخير، ويخافون عليك من الوقوع في الشر.
فأنا أنصح الشبابٍ السلفي أينما كانوا، وأينما نزلوا، أن يدرسوا منهج السلف، وأن يعرفوا قدْر أهل السنة والجماعة، وأن يدركوا فيهم أنهم أهل النصح، وأهل الخبرة، وما يقولونه –والله – يتحقق فيمن يأخذ بقولهم أو يخالفهم، فمن خالفهم؛ فالغالب عليه الوقوع في الباطل، والوقوع في الشر، ومن استفاد منهم سَلِمَ ونجى،والسلامة والنجاة لا يعدلها شيء.
وإذا كان كبار السلف من أمثال أيوب السختياني ، وابن سيرين، ومجاهد، وغيرهم، لا يطيقون أن يسمعوا كلمة أو نصف كلمة من أهل الباطل، ولا يسمحون لك أن تناظر أهل البدع؛ لأن المناظرة تجرك إلى الوقوع في الفتنة، فهم أهل خبرة، وأهل ذكاء، وأهل نصح، فأوصي الشباب أن يستفيدوا:
أولاً: من كتاب الله .
ثانياً: من سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم .

ثالثاً: من توجيهات ومواقف السلف الصالح ، بدأً بالصحابة، وعلى رأسهم عمر، الخليفة الراشد، وعلي بن أبي طالب، رضوان الله عليهم ، وعبد الله ابن عباس، وجابر بن عبد الله، و عبد الله بن عمر، رضوان الله عليهم جميعاً…
الشاهد أنَّا كما ذكرنا غير مرة أن الله حذرنا من أهل البدع، وبين أن مقاصدهم سيئة، والرسول صلى الله عليه و سلم أكَّدَ ذلك وحذر منهم، حذر منهم عليه الصلاة والسلام، فَهِمَ السلف من هذه النصوص ومن غيرها الكثير والكثير، فهموا منها المواقف السليمة والصحيحة من أهل البدع والضلال، ودَوَّنوا ذلك في كتبهم، وقالوا إن المبتدع لا غيبة له، وأنه يجب التحذير منه، وأن محاربة أهل البدع جهاد، وهو أفضل من الضرب بالسيوف لماذا ؟ لأن هذا يفسد الدين مباشرة، هذا يفسد الدين، الفاسد يفسد الدين، الفاسق معترف بأنه منحرف، وأنه مخالف للدين، ويُحدِّث نفسه بالتوبة، أما هذا لا، هذا يُفسد الدين، ويفسد الناس، لهذا نرى أن الله تبارك وتعالى حارب أحبار اليهود ورهبانهم وعلماء السوء منهم أشدَّ من محاربته للحكام والطغاة الجبابرة لماذا ؟ لأن أولئك ضلالهم وفسادهم معروف وواضح للناس، لكن هؤلاء يلبسون الحق بالباطل، كما قال تبارك وتعالى{لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون ] ، وهذا حال أهل البدع عندهم شيء من الحق أو شيء من الضلالة يلبسونه بشيء من الحق حتى يروج، طرق ماكرة، فالله سبحانه وتعالى أعلم بعباده، تراه كم صب من اللوم والذم والتحذير والطعن لليهود وعلمائهم وللنصارى لماذا ؟ لأنهم أفسدوا دين الله، وهذا شأن أهل البدع ولهم حظ من هذا الذم الذي يوجهه الله تبارك وتعالى إلى اليهود والنصارى، والدليل قول الرسول صلى الله عليه و سلم (( لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه)) فقد وقع أهل البدع في هذا الشر، وتابعوا اليهود في التأويل وفي التحريف وفي الكذب وفي نشر الباطل والدعاية في الباطل، شاركوهم في كل هذه الأشياء، فالشبه قوية جداً بينهم وبين هؤلاء، وقد أخبر الرسول صلى الله عليه و سلم أن هؤلاء سيتابعونهم.
فنحن عل كل حال بعد هذا كله ننصح الشباب السلفي أن يُقبلوا على طلب العلم، وأن يحرصوا على معاشرة الصالحين، وأن يحذروا كل الحذر من مخالطة أهل البدع وأهل الشبه والفتن، وهذه النصيحة أرجو أن تلقى آذاناً صاغية من إخواننا طلاب الحق وأهل الحق، ونسأل الله أن ينفعنا وإياهم، وأن يجعلنا وإياهم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يجعلنا من أتباع محمدصلى الله عليه وسلم الذين يُؤثِرون طاعته واتباعه على كل أمر من أمور الحياة هذه، إن ربنا سميع الدعاء . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم )).
فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي ـ حفظه الله ـ


منقول من منتديات التصفية و التربية





التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[صوتية] تحذير الشيخ صالح السحيمي من كتاب هارماجدون ومن أخذ العلم من

تعليمية تعليمية
[صوتية] تحذير الشيخ صالح السحيمي -حفظه الله تعالى- من كتاب هارماجدون ومن أخذ العلم من دعاة الفضائيات

بسم الله الرحمن الرحيم

تحذير الشيخ صالح السحيمي من كتاب هارماجدون وكذلك من أخد العلم من دعاة الفضائيات

من شرح نونية القحطاني

لفضيلة الشيخ صالح بن سعد السحيمي حفظه الله

لتحميل المادة الصوتية من هنا

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
بلدان ومدن

تاريخ العلم الجزائري ـ علم بلادي ـ

تعليمية تعليمية

تــاريخ العلـم الجزائري

تعليمية

تعليمية

ترجع فكرة تصميم علم وطني حسب المؤرخين إلى سنة 1929، العام الذي فكر فيه "مصالي الحاج" في علم يرمز للحرية بعدما أصبح يردد وينادي باستقلال الجزائر منذ عام 1927 بمدينة بروكسل ببلجيكا. عام بعد عام أصبحت الفكرة حلم واعتمد نجم شمال إفريقيا هذا المبدأ ما بين سنتين 1933 – 1934 لما اعتمد راية فيها الألوان (الأبيض، الأخضر والأحمر) للتعبير على وحدة الدول الثلاث في شمال إفريقيا.

مصالي الحاج

والعلم في شكله الحالي ظهر لأول مرة في مظاهرات 17 جويلية عام 1937 في بلكلور بالجزائر ويعود تصميمه وحياكته لزوجة "مصالي الحاج" قبل المظاهرات بأيام..

تعليمية
تعليمية

أصل العلم الأصلي يعود للأمير عبد القادر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة وزعيم المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الفرنسي، الذي تبنى راية مغايرة للتي كانت معتمدة قبل دخول الفرنسيين للجزائر فاختفى العلم الأحمر الذي ميزة فترة الحكم العثماني للجزائر منذ القرن السادس عشر حتى انتزعه الفرنسيون من فوق قلعة ملاي حسن بالجزائر في 04 جويلية عام 1830.

الأمير عبد القادر

واستمرت راية الأمير عبد القادر ترفرف عاليا ما بين 1830 – 1847 التي احتوت كف ربما كدلالة على المبايعة في الوسط آية قرآنية "نصر من الله وفتح قريب" وعلى الجانب الآخر "ناصر الدين عبد القادر" واستعملت ألوان علم الأمير الأخضر في أعلاه وأسفله وفي الوسط أبيض. ولم يكن ظهور هذا العلم بمحض الصدفة في هذه الفترة بل كان يرمز إلى استقلال سياسي عن الدولة العثمانية بعد أفول حكمها في الجزائر وإذانا بظهور الدولة الجزائرية الحديثة…

تعليمية
تعليمية

بعد نهاية مقاومة الأمير عبد القادر لم يظهر علم إلى غاية سنة 1910، ولم يكن رافعوه يشكلون حزبا سياسيا أو جمعية منظمة بل كانوا عمالا جزائريين بميناء سكيكدة خلا مظاهرات بالمدينة وكان هذا العلم مغاير لعلم الأمير وتميز بلون أخضر عليه هلال.

تعليمية

ونفس العلم كان مثلا في الراية التي رفعها المجاهدون إثر انتفاضة الجنوب القسنطيني سنة 1917. واشار إليه سنة 1920 النائب الفرنسي "موتييه" مخاطبا المنتخبين الجزائريين – الفرنسيين بقوله : إن سياستكم ستدفع بالمسلمين للتجمع خلف عملهم الأخضر".

تعليمية

ولم يظهر في الفترة ما بين 1910 و1926 غير ذلك العلم وبقى الحال كذلك إلى غاية ظهور العلم بشكله الحالي في مظاهرات 17 جويلية 1934 وهذا الأخير رفعه الجزائريون في مظاهرات 8 ماي عام 1945.

تعليمية

بعد مجازر 8 ماي 1945 أضح لدى الجزائريين قناعة بضرورة العمل المسلح لاسترجاع الحرية ومع اندلاع الثورة التحريرية المباركة في الفاتح نوفمبر عام 1954 تبنت جبهة التحرير الوطني العلم الذي يعود تصميمه لمصالي الحاج في الفترة ما بين 1954 و1962.

تعليمية
صورة نادرة لمصالي الحاج عام 1940 وهو يلف العلم الوطني بشكله الحالي على جسمه

ولم يأخذ العلم الوطني شكله النهائي إلا بعد الاستقلال وتم اعتماده الرسمي بألوانه وأشكاله الأخضر، الأبيض والأحمر والنجمة والهلال وفق مقاييس محددة في اجتماع مجلس الوزراء الحكومة الجزائرية يوم 03 أبريل عام 1962

تعليمية

. رمزية الألوان و الأشكال

ـ اللون الأبيض: في العلم يرمز للسلام والنقاء

ـ واللون الأخضر: يرمز للاسلام وثروات البلاد.
ـ أما اللون الأحمر: فيدل على دماء شهداء
ثورة التحرير (1954 إلى 1962).

تعليمية

تفاصيل

تعليمية
تركيبة العلم

عند رسم العلم يرعى ما يلي :

  • يأخذ العلم شكلا مستطيلا مقسوما إلى شطرين متساويين أبيض وأخضر. وفي قلبه هلال ونجمة حمراوين.
  • تركيبة اللون الأخضر تكون من أصفر وأزرق بنفس الدرجة. أما الأحمر فيكون خالصا نقيا.
  • طول العلم يجب أن يساوي مرة ونصف عرضه. يكون الأخضر الأقرب دائما لسارية العلم والأبيض في النصف الآخر.
  • ترسم النجمة الخماسية داخل دائرة وهمية نصف قطرها ثمن 1/8 عرض العلم. يلامس رأسين من النجمة منتصف العلم على أن تبقى داخل الجزء الأبيض منه.
  • أما الهلال فيرسم من تقاطع دائرتين كبيرة تتوسط العلم وأخرى صغيرة. يكون نصف قطر الدائرة الكبرى ربع 1/4 عرض العلم، أما الصغرى فخمسه 1/5.

تعليمية تعليمية




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .




و فيك بركو أخي

مشكور على المرور الطيب




شكرا على الموضوع المميز

تحيا الجزائر الغالية




بارك الله فيك ع الجلب المتميز




شكرااااااااااااااا موضوع رائع




شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .




التصنيفات
اسلاميات عامة

أهل العلم والزهد في الدنيا


كل من آثر الدنيا من أهل العلم واستحبها, فلا بد أن يقول على الله غير الحق في فتواه وحكمه, في خبره وإلزامه, لأن أحكام الرب سبحانه كثيرا ما تأتي على خلاف أغراض الناس, ولا سيما أهل الرئاسة. والذين يتبعون الشهوات فإنهم لا تتم لهم أغراضهم إلا بمخالفة الحق ودفعه كثيرا, فإذا كان العالم والحاكم محبين للرئاسة, متبعين للشهوات, لم يتم لهما ذلك إلا بدفع ما بضاده من الحق, ولا سيما إذا قامت له شبهة, فتتفق الشبهة والشهوة, ويثور الهوى, فيخفى الصواب, وينطمس وجه الحق. وإن كان الحق ظاهرا لا خفاء به ولا شبهة فيه, أقدم على مخالفته وقال: لي مخرج من التوبة. وفي هؤلاء وأشباههم قال تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَات} مريم 59. وقال تعالى فيهم أيضا:{ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ} الأعراف 169. فأخبر سبحانه أنهم أخذوا الغرض الأدنى مع علمهم بتحريمه عليهم وقالوا سيغفر لنا, وان عرض لهم عرض آخر أخذوه فهم مصرون على ذلك, وذلك هو الحامل لهم على أن يقولوا على الله غير الحق, فيقولون هذا حكمه وشرعه ودينه وهم يعلمون أن دينه وشرعه وحكمه خلاف ذلك, أو لا يعلمون أن ذلك دينه وشرعه وحكمه؟ فتارة يقولون على الله ما لا يعلمون, وتارة يقولون عليه ما يعلمون بطلانه, وأما الذين يتقون فيعلمون أن الدار الآخرة خير من الدنيا, فلا يحملهم حب الرئاسة والشهوة على أن يؤثروا الدنيا على الآخرة. وطريق ذلك أن يتمسكوا بالكتاب والسنة, ويستعينوا بالصبر والصلاة, ويتفكروا في الدنيا وزوالها وخستها, والآخرة وإقبالها ودوامها, وهؤلاء لا بد أن يبتدعوا في الدين مع الفجور في العمل فيجتمع لهم الأمران, فإن اتّباع الهوى يعمى عين القلب, فلا يميز بين السنة والبدعة, أو ينكسه فيرى البدعة سنة, والسنة بدعة. فهذه آفة العلماء إذا آثروا الدنيا, واتبعوا الرئاسات والشهوات. وهذه الآيات فيهم إلي قوله: { وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ* وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ } الأعراف 175-176.

فهذا مثل عالم السوء الذي يعمل بخلاف علمه.

وتأمّل ما تضمنته هذه الآية من ذمه, وذلك من وجوه: أحدها: أنه ضل بعد العلم, واختار الكفر على الإيمان عمدا لا جهلا. وثانيها: أنه فارق الإيمان مفارقة من لا يعود إليه أبدا, فإنه انسلخ من الآيات بالجملة, كما تنسلخ الحية من قشرها, ولو بقي معه منها شيء, لم ينسلخ منها. وثالثها: أن الشيطان أدركه ولحقه, بحيث ظفر به وافترسه, ولهذا قال: { فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَان}, ولم يقل تبعه, فإن معنى أتبعه أدركه ولحقه, وهو أبلغ من تبعه لفظا ومعنى. ورابعها: أنه غوي بعد الرشد. والغي: الضلال في العلم والقصد, وهو أخص بفساد القصد والعمل كما أن الضلال أخص بفساد العلم والاعتقاد. فإذا أفرد أحدهما دخل فيه الآخر, وإن اقترنا فالفرق ما ذكر. وخامسها: أنه سبحانه لم يشأ أن يرفعه بالعلم فكان سبب هلاكه, لأنه لم يرفع به فصار وبالا عليه, فلو لم يكن عالما لكان خيرا له وأخف لعذابه. وسادسها: أنه سبحانه أخبر عن خسة همته, وأن اختار الأسفل الأدنى على الأشرف الأعلى. وسابعها: أن اختياره للأدنى لم يكن عن خاطر وحديث نفس, ولكنه كان عن إخلاد إلى الأرض, وميل بكليّته إلى ما هناك, وأصل الإخلاد اللزوم على الدوام

كأنه قيل: لزم الميل إلى الأرض, ومن هذا يقال: أخلد فلان بالمكان إذا لزم الإقامة به, قال مالك بن نويرة

بأبناء حي من قبائل مالك وعمرو بن يربوع أقاموا فأخلدوا

وعبّر عن ميله إلى الدنيا بإخلاده إلى الأرض, لأن الدنيا هي الأرض وما فيها وما يستخرج منها من الزينة والمتاع. وثامنها: أنه رغب عن هداه, واتبع هواه, فجعل هواه إماما له, يقتدي به ويتبعه. وتاسعها: أنه شبهه بالكلب الذي هو أخس الحيوانات همة, وأسقطها نفسا, وأبخلها وأشدها كلبا, ولهذا سمي كلبا. وعاشرها: أنه شبه لهثه على الدنيا, وعدم صبره عنها, وجزعه لفقدها, وحرصه على تحصيلها, بلهث الكلب في حالتي تركه والحمل عليه بالطرد, وهكذا. هذا إن ترك فهو لهثان على الدنيا, وإن وعظ وزجر فهو كذلك. فاللهث لا يفارقه في كل حال كلهث الكلب. قال ابن قتيبة: كل شيء يلهث فإنما يلهث من إعياء أو عطش إلا الكلب في حال الكلال (الأكل), وحال الراحة, وحال الري, وحال العطش, فضربه الله مثلا لهذا الكافر فقال: إن وعظته فهو ضال, وإن تركته فهو ضال, وإن تركته فهو ضال كالكلب إن طردته لهث, وإن تركته على حاله لهث. وهذا التمثيل لم يقع بكل كلب, وإنما وقع بالكلب اللاهث, وذلك أخس ما يكون وأشنعه.

فهذا حال العالم المؤثر الدنيا على الآخرة, وأما العابد الجاهل فآفته من إعراضه عن العلم وأحكامه وغلبة خياله وذوقه ووجده وما تهواه نفسه. ولهذا قال سفيان بن عيينة وغيره: احذروا فتنة العالم الفاجر, وفتنة العابد الجاهل, فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون, فهذا بجهله يصد عن العلم وموجبه, وذاك بغيّه يدعو إلى الفجور. وقد ضرب الله سبحانه مثل النوع الآخر بقوله: { كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ* فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَاأَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ} الحشر 16-17, وقصته معروفة, فإنه بنى أساس أمره على عبادة الله بجهل, فأوقعه الشيطان بجهله, وكفّره بجهله. فهذا إمام كل عابد جاهل يكفر ولا يدري, وذاك إمام كل عالم فاجر, يختار الدنيا على الآخرة. وقد جعل سبحانه رضى العبد بالدنيا, وطمأنينته وغفلته عن معرفة آياته, وتدبرها والعمل بها, سبب شقائه وهلاكه, ولا يجتمع هذان, أعني الرضا بالدنيا والغفلة عن آيات الرب إلا في قلب من لا يؤمن بالمعاد, ولا يرجو لقاء رب العباد, وإلا فلو رسخ قدمه في الإيمان بالمعاد, لما رضي الدنيا, ولا اطمأن إليها, ولا أعرض عن آيات الله. وأنت إذا تأملت أحوال الناس وجدت هذا الضرب هو الغالب على الناس وهم عمّار الدنيا. وأقل الناس عددا من هو على خلاف ذلك, وهو من أشد الناس غربة بينهم, لهم شأن وله شأن, علمه غير علومهم, وإرادته غير إرادتهم, وطريقه غير طريقهم, فهو في واد وهم في واد, قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ* أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} يونس 8,7. ثم ذكر وصف ضد هؤلاء ومآلهم وعاقبتهم بقوله: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ}يونس 9. فهؤلاء إيمانهم بلقاء الله أورثهم عدم الرضا بالدنيا والطمأنينة إليها, ودوام ذكر آياته, فهذه مواريث الإيمان بالمعاد, وتلك مواريث عدم الإيمان به والغفلة عنه.

من كتاب الفوائد لبن قيم الجوزية رحمه الله




بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه شكرا




|||ردد معي|||~~~|||~~~|||الله||| ~~~|||أكبر|||
|||~~~|||~~~|||~~~اللهم ارزقنا الجــــــــــــــنه امين
|||ردد معي|||سبحان|||~~~|||الله| ||~~~|||وبحمده||

بارك الله فيك في ميزان حسناتك ان شاء الله

|||ردد معي|||~~~|||~~~|||الله||| ~~~|||أكبر|||
|||~~~|||~~~|||~~~اللهم ارزقنا الجــــــــــــــنه امين
|||ردد معي|||سبحان|||~~~|||الله| ||~~~|||وبحمده||




التصنيفات
الفقه واصوله

المجموع الثمين في جمع كلام أهل العلم بالابتعاد عن أكل لحوم أهل الكتاب الحاليين (اللحو




جزاكِ الله خيرا أختي

لكن أعيد التنبيه إلى أن بعض المواضيع التي تنقلينها تفقتقد للرابط الصحيح، فالرجاء التأكد من إدراج رابط المادة مباشرة إن لم يكن بالإمكان إدراجه ضمن العنوان

بالتوفيق إن شاء الله




جزاك الله كل خير على المجهود
تحياتي الخالصة




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




جزاك الله كل خير




التصنيفات
رموز و شخصيات

مقطع فيديو يتضمن حكاية العلم الوطني الجزائري

مقطع فيديو يتضمن حكاية العلم الوطني الجزائري ، تابعوا :

[youtube]




شكرا
وبارك الله فيك
موفق باذن الله




جزاك الله خيرا.




التصنيفات
اسلاميات عامة

باب بيان ما هو العلم الفرض

بسم الله الرحمن الرحيم ..

باب بيان ما هو العلم الفرض

أخرج ابن ماجة في "سننه" بسنده عن أنسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ »(1).

ولما كان الفهم عن الله تعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم مشروطاً فيه أن يكون على مرادِ الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لا على حسب الأهواء , كان لِزاماً أن يُنظر في مدلولِ اللفظِ الذي تلفَّظَ به الرسول صلى الله عليه وسلم , حتى يكون فهمُ اللفظِ على مراد الرسول صلى الله عليه وسلم , لذلك ننظر – إن شاء الله – في معنى : "الواجب", وفي معنى : "الفرض", ثم ننظر – إن شاء الله – في معنى "فرض العين", وفي معنى : "فرض الكفاية",حتى نكون على بيِّنةٍ من الأمر .

قال الشوكانيُّ رحمه اللهُ : " الواجبُ في الاصطلاح : ما يُمدح فاعلُه, ويُذَمُّ تاركُه, على بعض الوجوه, ويرادفُه الفرض عند الجمهور, وقيل : الفرض ما كان دليلُه قطعيّا, والواجب ما كان دليلُه ظنيّا, والأول أولى"(2).
فالفرض عند الجمهور هو ما طلب الشارع فعلَه على وجه اللزومِ, بحيث يُذَمُّ تاركُه, ومع الذمِّ العقابُ, ويمدح فاعلُه ومع المدحِ الثوابُ(3).

والواجب – وهو الفرض عند الجمهور – ينقسم على : " واجبٍ عيني, وواجب على الكفاية , فالواجب العينيُّ هو : ما ينظر فيه الشارع إلى ذات الفاعلِ; كالصلاة والزكاة والصوم, لأنًّ كلَّ شخصٍ تلزمه بعينه طاعةُ اللهِ عزَّ وجلَّ لقوله تعالى : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات : 56].

وأما الواجب على الكفاية فضابطه أنه ما ينظر فيه الشارعُ إلى نفس الفعلِ, بقطع النظرِ عن فاعلِهِ؛ كدفنِ الميت, وإنقاذِ الغريق ونحو ذلك, فإن الشارعَ لم ينظر إلى عينِ الشخصِ الذي يدفنُ الميتَ أو ينقذُ الغريقَ, إذ لا فرقَ عنده في ذلك بين زيدٍ وعمرٍو, وإنما ينظر إلى نفسِ الفعلِ الذي هو الدفنُ أو الإنقاذُ مثلاً "(4).

فالواجب العينيُّ: هو ما توجَّه فيه الطلبُ اللازم إلى كلِّ مكلَّفٍ, أي: هو ما طلب الشارعُ حصوله من كلِّ واحدٍ من المكلَّفين, فلا يكفي فيه قيامُ البعضِ دون البعضِ الآخرِ, ولا تبرأ ذِمَّةُ المكلَّفِ منه إلا بأدائِهِ؛ لأنَّ قصدَ الشارع في هذا الواجب, لا يتحقَّق, إلا إذا فعله كلُّ مكلَّفٍ, ومن ثَمَّ يأثم تاركُه ويلحقه العقابُ, ولا يُغني عنه قيامُ غيره به.

فالمنظورُ إليه في هذا الواجب: الفعلُ نفسُه والفاعلُ نفسُه, ومثالُه: الصلاةُ, والصيامُ, والوفاءُ بالعقودِ, وإعطاءُ كلِّ ذي حقٍّ حقَّه.

والواجبُ على الكفاية: هو ما طلب الشارعُ حصولُه من جماعةِ المكلَّفين, لا من كلِّ فردٍ منهم؛ لأنَّ مقصودَ الشارعِ حصولُه من الجماعةِ, أي: إيجادُ الفعلِ لا ابتلاءُ المكلَّفِ, فإذا فعله البعضُ سقط الفرضُ عن الباقيين؛ لأنَّ فعلَ البعضِ يقوم مقامَ فعلِ البعضِ الآخرِ, فكان التاركُ بهذا الاعتبارِ فاعلاً,وإذا لم يقم به أحدٌ أَثِمَ جميعُ القادرين. فالطلبُ في هذا الواجبِ مُنصبٌّ على إيجادِ الفعلِ لا على فاعلٍ معيَّنٍ, وأمَّا في الواجبِ العينيِّ فالمقصودُ تحصيلُ الفعل, ولكن من كلِّ مكلَّفٍ. وإنما يأثم الجميعُ إذا لم يحصل الواجب الكفائيُّ؛ لأنه مطلوب من مجموعِ الأمةِ, فالقادر على الفعلِ عليه أن يفعله, والعاجزُ عنه عليه أن يَحُثَّ القادرَ, ويحمله على فعله, فإذا لم يحصل الواجبُ كان ذلك تقصيرًا من الجميعِ: من القادرِ, لأنه لم يفعله, ومن العاجزِ, لأنه لم يحمل القادرَ على فعلِهِ ويحثُّه عليه(5).

وقد يَؤُول واجبُ الكفايةِ إلى أن يكون واجبًا عينيّا, فلو كانت البلدُ مضطرةً إلى قاضِيين, وكان هناك عشرةٌ يصلحون للقضاءِ؛ فإنَّ تولِّيه واجبٌ كفائيٌّ على العشرةِ.

وأمَّا إن لم يكن هناك غيرُ اثنين, فإنه يكون واجبًا عينيّا عليهما(6).

========================

رَجعٌ إلى حديثِ أنسٍ

عن أنسٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ ».

قال ابن عبد البرِّ رحمه اللهُ في كتاب "جامع بيان العلم", بعد أن روى هذا الحديثَ من عِدَّةِ طرقٍ ذكرها: "قد أجمع العلماءُ على أنَّ من العلمِ ما هو فرضٌ متعيَّنٌ على كلِّ امرئٍ في خاصَّة نفسِه, ومنه ما هو فرضٌ على الكفايةِ إذا قام به قائمٌ سقط فرضُه عن أهلِ ذلك الموضعِ, واختلفوا في تلخيصِ ذلك.

والذي يلزم الجميعَ فرضُه من ذلك: ما لا يسعُ الإنسانَ جهلُه من جُملةِ الفرائضِ المفترَضةِ عليه, نحو: الشهادةُ باللسانِ والإقرارُ بالقلب بأنَّ الله وحده لا شريك له, ولا شِبْهَ له ولا مِثْلَ, لم يلد ولم يُولد ولم يكن له كُفُوًا أحدٌ, خالقُ كلِّ شيءٍ, وإليه مرجعُ كلِّ شيءٍ, المحيي المميتُ, الحيُّ الذي لا يموتُ.

والذي عليه جماعةُ أهلِ السنةِ أنه لم يزل بصفاتِهِ وأسمائِهِ, ليس لأوَّليَّته ابتداءٌ, ولا لآخريتِهِ انقضاءٌ, وهو على العرشِ استوى.

والشهادةُ بأنَّ محمدًا صلى الله عليه وسلم عبدُهُ ورسولُهُ, وخاتمُ أنبيائِهِ, حقٌّ, وأنَّ البعثّ يغد الموتِ للمجازاةِ بالأعمالِ, والخلودَ في الآخرة لأهلِ السعادةِ بالإيمانِ والطاعةِ في الجنةِ, ولأهلِ الشقاوةِ بالكفرِ والجحودِ في السعير حقٌّ, وأنَّ القرآنَ كلامُ اللهِ, وما فيه حقٌّ من عند اللهِ يجب الإيمانُ بجميعِهِ واستعمالِ مُحْكَمِهِ, وأنَّ الصلواتِ الخمسَ فرضٌ, ويلزمه من علمها علمُ ما لا تتمُّ إلا به من طهارتها وسائرِ أحكامها, وأنَّ صومَ رمضان فرضٌ, ويَلْزَمُهُ علمُ ما يُفسِدُ صومَه وما لا يتمُّ إلا به, وإن كان ذا مالٍ وقدرةٍ على الحجِّ لزمه فرضًا أن يعرف ما تجب فيه الزكاةُ ومتى تَجِبُ وفي كم تجبُ, ويلزمه أن يعلم بأنَّ الحجَّ عليه فرضٌ مرَّةً واحدةً في دهرِهِ إن استطاع إليه سبيلاً, إلى أشياءَ يلزمُهُ معرفةُ جُمَلِهَا ولا يُعذر بجهلها, نحو: تحريمُ الزنا والربا, وتحريمُ الخمرِ والخنزيرِ وأكلِ الميتةِ والأنجاسِ كلِّها والغَضْبِ والرِّشوةِ على الحكمِ والشهادةِ بالزُّورِ وأكلِ أموالِ الناسِ بالباطلِ وبغيرِ طِيبٍ من أنفسِهم إلا إذا كان شيئًا لا يُتَشَاحُّ فيه ولا يُرْغَبُ في مِثْلِهِ, وتحريمُ الظُّلْمِ كلِّه, وتحريمُ نكاحِ الأمهاتِ والأخواتِ ومَنْ ذُكر معهنَّ, وتحريمُ قتلِ النفسِ المؤمنةِ بغيرِ حقٍّ, وما كان مثلَ هذا كلِّه مما قد نطقَ الكتابُ به وأجمعت الأمةُ عليه.
ثم سائرُ العلمِ وطلبِه والتفقُّهِ فيه وتعليمِ الناسِ إياه, وفتواهم به في مصالحِ دينهم ودنياهم فهو فرضٌ على الكفايةِ يلزم الجميع فرضُه, فإذا قام به قائمٌ سقط فرضُه عن الباقين, لا خلافَ بين العلماءِ في ذلك, وحجَّتُهُم فيه قولُ اللهِ عزَّ وجلَّ: {فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [التوبة : 122].

فألزم النفيرَ في ذلك البعضَ دون الكلِّ, ثم ينصرفون فيعلِّمون غيرهم, والطائفةُ في لسانِ العربِ: الواحدُ فما فوقه"(7).

وقد ساق ابن قدامة رحمه اللهُ حديثَ أنسٍ رضي الله عنه في فرضيةِ طلبِ العلمِ, ثم قال: "قال المصنِّفُ رحمه الله تعالى: اختلف الناسُ في ذلك:

فقال الفقهاءُ: هو علمُ الفقهِ؛ إذ به يُعرف الحلالُ والحرامُ.
وقال المفسِّرون والمحدِّثون: هو علم الكتابِ والسنَّةِ؛ إذ بهما يُتَوَصَّلُ إلى العلومِ كلِّها.
وقالت الصوفيةُ: هو علمُ الإخلاصِ وآفاتِ النفوسِ.
وقال المتكلِّمون: هو علمُ الكلامِ.
إلى غير ذلك من الأقوالِ التي ليس فيها قولٌ مَرْضِيٌّ, والصحيحُ أنَّه: علمُ معاملةِ العبدِ لربِّه.
والمعاملةُ التي كُلِّفَهَا (العبدُ) على ثلاثةِ أقسامٍ: اعتقادٌ, وفعلٌ, وتركٌ.

فإذا بَلَغَ الصبيُّ, فأولُ واجبٍ عليه تُعُلُّمُ كلمتي الشهادةِ وفهمُ معناها وإن لم يحصل ذلك بالنظرِ والدليلِ, لأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم اكتفى من أجلافِ العربِ بالتصديقِ من غيرِ تعلُّمِ دليلِ, فذلك فرضُ الوقتِ, ثم يجب عليه النظرُ والاستدلالُ(تعليمية.

فإذا جاء وقتُ الصلاةِ وَجَبَ عليه تعلُّمُ الطهارةِ والصلاةِ, فإذا عاش إلى رمضان وَجَبَ عليه تعلُّمُ الصومِ, فإن كان له مالٌ, وحال عليه الحَوْلُ وجب عليه تعلُّمُ الزكاةِ, وإن جاء وقتُ الحجِّ وهو مستطيعٌ وَجَبَ عليه تعلُّمُ المناسكِ.

وأمَّا التروكُ: فهو بحسب ما يتجدَّد من الأحوالِ, إذ لا يجب على الأعمى تعلُّمُ ما يَحْرُمُ النظرُ إليه, ولا على الأبكم تعلُّمُ ما يَحْرُم من الكلامِ, فإن كان في بلدٍ يُتعاطى فيه شُرب الخمرِ ولُبْسُ الحريرِ, وجب عليه أن يعرفَ تحريمَ ذلك.
وأمَّا الاعتقاداتُ: فيجب علمُهَا بحسبِ الخواطرِ, فإن خَطَرَ له شَكٌّ في المعاني التي تدلُّ عليها كلمتا الشهادةِ, وَجَبَ عليه تعلُّمُ ما يصل به إلى إزالةِ الشكِّ, وإن كان في بلدٍ قد كَثُرَتْ فيه البدعُ, وَجَبَ عليه أن يتلقَّن الحقَّ, كما لو كان تاجرًا في بلدٍ شاع فيه الربا, وجب عليه أن يتعلَّمَ الحذرَ منه. وينبغي أن يتعلَّم الإيمانَ بالبعثِ والجنةِ والنَّارِ…

فبَانَ بما ذكرنا أن المرادَ بطلبِ العلمِ الذي هو فرضُ عينٍ: ما يتعيَّنُ وجوبُهُ على الشخصِ.
وأما فرضُ الكفايةِ: فهو كلُّ علمٍ لا يُستغنى عنه في قِوَامِ أمورِ الدنيا؛ كالطبِّ: إذ هو ضروريٌّ في حاجةِ بقاء الأبدانِ على الصحةِ, والحسابِ: فإنَّه ضروريٌّ في قسمةِ المواريث والوصايا وغيرها فهذه العلومُ لو خَلا البلدُ عمَّن يقوم بها حَرِجَ أهلُ البلدِ, وإذا قام بها واحدٌ كفى وسقط الفرضُ عن الباقين"(9).

تبيَّن مما سَبَقَ أنَّ من العلمِ ما هو فرضُ عينٍ, وهو ما لا يصحُّ اعتقادُ أحدٍ, ولا عبادتُه إلا به, ومنه ما هو فرضُ كفايةٍ, وهو علمُ ما ليس مفروضًا عليه في الوقتِ, وقد قام به قائمٌ فسقطت فرضيتُه في الوقت عنه

_________________________ _______________

(1) الحديثُ صحَّحه الألبانيُّ في "صحيح سنن ابن ماجة" رقم (183), واستوفى في "تخريج أحاديث مشكلة الفقر" طرقه بحثًا واستقراءً وتتبُّعًا, ثم قال: "فالحديثُ بمجموع ذلك صحيحٌ بلا ريب عندي", ثم نقل عن العراقي تصحيحَ بعضِ الأئمة لبعضِ طرقه, ونقل تحسينَ المزي والسيوطي للحديث, ثم قال: "والتحقيق أنه صحيح, والله أعلم".
ثم قال: "اشتهر الحديث في هذه الأزمنة بزيادة "مسلمة", ولا أصل لها ألبتة, وقد نبَّه على ذلك السخاوي فقال: "قد ألحق بعضُ المصنفين بآخر هذا الحديث و"مسلمة", وليس لها ذكرٌ في شيءٍ من طرقه, وإن كان معناها صحيحًا". ]انظر: تخريج أحاديث مشكلة الفقر, للألباني, ص48 – 62[.

(2) إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول للشوكاني. تحقيق الدكتور شعبان محمد إسماعيل(1/50).

(3) عند الأحناف أن "الفرض" غير "الواجب", ويوجد في بعض كلام غير الحنفية التفريقُ بين الفرض والواجب, على قلَّةٍ, والجمهور على ترادف اللفظين. ارجع في ذلك: "الإحكام في أصول الأحكام" للآمدي(1/139), و "أصول الفقه" للشيخ محمد أبو النور زهير(1/53), و "الوجيز في أصول الفقه" للدكتور عبد الكريم زيدان ص31, و "الواضح في أصول الفقه" للدكتور محمد سليمان الأشقر (ص24).

(4) مذكرة أصول الفقه للشيخ محمد الأمين الشنقطي (ص12).
(5) الوجيز في أصول الفقه للدكتور عبد الكريم زيدان (ص36).
(6) الواضح في أصول الفقه للدكتور محمد سليمان الأشقر (ص37).
(7) جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر (ص5 – 7).
(تعليمية في وجوب هذا النظر نظر.
(9) مختصر منهاج القاصدين لابن قدامة المقدسي. تحقيق علي حسن عبد الحميد (ص24).

من كتاب فضل العلم (ص15 – 20)

المصدر : موقع فضيلة الشيخ: محمد سعيد رسلان – حفظه الله تعالى –

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته




بارك الله فيكم ونفع بكم




موضوع قيم ومفيد

بارك الله فيكم

وجزاكم الخير المديد




التصنيفات
الفقه واصوله

:‏ أيما أفضل‏:‏ العلم، أو العقل ‏؟‏

سئل الشيخ ابن تيمية رحمه الله‏: أيما أفضل‏:‏ العلم، أو العقل ‏؟‏
فأجاب‏:‏
إن أريد بالعلم علم الله تعالى الذي أنزله الله تعالى، وهو الكتاب، كما قال تعالى‏:‏{‏فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ‏}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏ 61‏]‏، فهذا أفضل من عقل الإنسان؛ لأن هذا صفة الخالق والعقل صفة المخلوق، وصفة الخالق أفضل من صفة المخلوق‏.‏
وإن أريد بالعقل أن يعقل العبد أمره ونهيه، فيفعل ما أمر به ويترك ما نهى عنه، فهذا العقل يدخل صاحبه به الجنة، وهو أفضل من العلم، الذي لا يدخل صاحبه به الجنة، كمن يعلم ولا يعمل‏.‏
وإن أريد العقل الغريزة التي جعلها الله في العبد التي ينال بها العلم والعمل، فالذي يحصل به أفضل ؛ لأن العلم هو المقصود به، وغريزة العقل وسيلة إليه، والمقاصد أفضل من وسائلها‏.‏
وإن أريد بالعقل العلوم التي تحصل بالغريزة ،فهذه من العلم فلا يقال‏:‏ أيما


أفضل‏:‏ العلم أوالعقل، ولكن يقال‏:‏ أيما أفضل هذا العلم أو هذا العلم، فالعلوم بعضها أفضل من بعض، فالعلم بالله أفضل من العلم بخلقه؛ ولهذا كانت آية الكرسي أفضل آية في القرآن؛ لأنها صفة الله تعالى‏.‏ وكانت ‏{‏قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ‏}‏‏[‏سورة الإخلاص‏]‏ تعدل ثلث القرآن؛ لأن القرآن ثلاثة أثلاث‏:‏ ثلث توحيد، وثلث قصص، وثلث أمر ونهي، وثلث التوحيد أفضل من غيره‏.
والجواب في هذه المسألة مسألة العلم والعقل لابد فيه من التفصيل؛ لأن كل واحد من الاسمين يحتمل معان كثيرة، فلا يجوز إطلاق الجواب بلا تفصيل؛ ولهذا أكثر النزاع فيها لمن لم يفصل، ومن فصل الجواب فقد أصاب، والله أعلم‏
مجموع فتاوى ابن تيمية




جزاكم الله خيرا




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عبيد الله الأثرية تعليمية
جزاكم الله خيرا

بارك الله فيك على المرور وجزاك الله خير الجزاء
نسال الله ان يعلمنا علما نافعا ويهبنا عقلا راجحا ويجعلنا من عباده الصالحين




التصنيفات
رموز و شخصيات

ضحايا العلم

تعليمية

عالم الفلك الايطالى جاليليو (1564- 1642)

اسهم بتطويره التلسكوب بفتح افاق جديده امام العالم

الا انه نتيجة استخدام التلسكوب فى مراقبة النجوم, والشمس

قام بتدمير بصره واصيب بالعمى فى اخر سنوات حياته

كارل ويلهلم شيل(1742-1786)ا

الكيميائى السويدى … قام باكتشاف عدد هائل من

العناصر الكيماويه: الا انه كان من عادته تذوق او شم

هذه العناصر, رغم مافى هذه العاده من خطوره…وقد

كان من القلائل الذين تذوقوا سيانيد الهيدروجين

فمات متسمما

فروزييه (1756-1785)ا

عالم الطبيعه الفرنسى. استهواه الطيران .. فترك تجاربه

العلميه وشارك فى اول محاولات الطيران بالبالون.. واثناء

احدى محاولات الطيران بالبالون.. واثناء المحاولات التى

قام بها بنفسه انفجر البالون ولقى مصرعه من على ارتفاع 1700 قدم

روبرت ويلهلم بانس (1811-1899)ا

الكيميائى الالمانى بدأ حياته فى تجارب الكيمياء

العضويه.. ثم تحول الى الكيمياء غير العضويه

وفى احدى التجارب فقد عينيه خلال انفجار ماده كيماويه

السير همفرى ديفى(1778-182)ا

الكيميائى الانجليزى, الذى ابتكر التحليل الكهربائى

للمواد الكيماويه’اليكتروليت’ والعديد من الاكتشافات

الكيماويه .. وكانت معظم تجاربه يسفر عنها انفجارات

وقد ادى هذا الى انفجار افقده بصره

السير ديفيد بوستر( 1781- 1868)ا

عالم الطبيعه الاسكوتلندى , ومبتكر المشكال الذى ينتج صورا

والوانا متعدده داخل جهاز اشبه بالتلسكوب.. وصاحب

الابحاث الرائده فى البصريات واستقطاب الضوء.. وقد فقد

بصره سنة 1831 اثر انفجار اثناء قيامه باحدى

التجارب الكيماويه

اليزابيث اشيم (1859-1905)ا

خبيرة اشعة اكس الامريكيه.. كانت ضحية اشعاعات

فقد كانت تعرض نفسها لهذه الاشعه لتثبت للمرضى انه لاخطر

منها… وقد تعرضت لتغييرات

‘اشعة اكس’ مرضيه فى جلدها , واصيبت

بالسرطان, وقطع احدى ذراعيها

مارى كورى (1867-1934)ا

الكيميائيه الفرنسيه … البولندية المولد

تعد من اشهر ضحايا التسمم بالاشعاع.. وقد حصلت على

جائزة نوبل للعلوم.. وقد اكتشفت مارى هى وزوجها

الذى مات فى حادث سياره الاشعاع سنة 1898, وقد

كرست كل حياتها لدراسته

هل تصدق ان ابنة شكسبير البكر

كانت تجهل القراءاه والكتابه




تعليمية تعليمية
جزاك الله خيرا مبادرة جميلة فالعلم غاية الطلاب ..

ربما هم ضحايا لكن هم ضحايا العلم .. المرغوب فيه

ضحايا المسعى الذي نسعى الى الرقي فيه وطلبه بجد

لأن العلم في حياتنا كالنور يبين لنا اتجاهنا الواضح

و علينا أن نطلب العلم من المهد الى اللحد ….

أو نأتي به حتى لو كان في الصين أو في أخر العالم

بارك الله فيك أختي مريم و ننتظر جديدك المميز

تـــــــحـــــــــــ الأميرة ــــــــــــياتــي

تعليمية تعليمية




السلام عليكم

مشكورة على الموضوع الرائع

العلم يستحق التضحية من أجله

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: اطلبو العلم و لو في الصين

تقبلي مروري




بارك الله فيك أختي الفاضلة على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق




التصنيفات
اسلاميات عامة

الاخلاص بركة العلم وسر التوفيق

تعليمية

الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فإنّ اكتساب مادة كلّ علمٍ ينبغي أن تكون وَفق أسس يبني عليها طالب العلم مسيرته التحصيلية، والعلم الشرعيُّ لا يخرج عن هذا المعنى؛ لأنّ الأصل في الإنسان الجهل، لقوله تعالى: ﴿وَاللهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا﴾ [النحل: 78]، لكنه مأمور بطلبه في قوله تعالى: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ﴾ [محمّد: 19]، وقوله عزّ وجلّ: ﴿اعْلَمُواْ أَنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ وَأَنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [المائدة: 98]، وكلّ ما أمر اللهُ عزّ وجلّ به فهو عبادة، فيكون طلب العلم في طليعة العبادات وأجلِّها، بل جعله الله قسيمًا للجهاد في سبيل الله(١)، وهو منه قال الله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾ [التوبة: 122]، ذلك لأنّ العلمَ الشرعيَّ سببُ الهداية، وقائدٌ إلى تقوى الله، وسبيلُ النجاة والوقاية من النار، قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا﴾ [التحريم: 6]، ووقاية النفس والأهل من النار إنما تكون بالإيمان والعمل الصالح، ولا يتمُّ ذلك إلاّ بالعلم الشرعي الصحيح حتى يتمكّن من أدائه والقيام به على الوجه المطلوب شرعًا، لذلك كان من حَظِيَ برزقِ اللهِ له للعلم الشرعي فقد فتح الله عليه به، وأراد اللهُ به خيرًا، ومَنْ مُنِعَ فقد حُرِم الخير(٢)، قال صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ»(٣).
ولما كان العلم الشرعي عبادةً فإنه ينبغي طلبه ضمن هيئةٍ راسخةٍ في نفس الطالب ليُؤْثِرَ بها الحقّ والفضيلة، ويرغب في رفع الجهل عنه وإزالته عن غيره، وحبّ المعروف وترسيخه، تلك الهيئةُ المطلوبةُ هي النيةُ الخالصة الصادقة التي تتكيّف بها جميع الأعمال صحّةً وفسادًا تبعًا لها إذ «الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى»(٤)، والنية في الطلب يجب فيها الإخلاص لله سبحانه فهو شرطُ العبادة وركنُ التوحيد، قال تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ﴾ [البينة: 5]، وقال تعالى: ﴿فَاعْبُدِ اللهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ﴾ [الزمر: 2].
هذا، وسبيل الإخلاص في الطلب إنما يتأتى بنية التقرّب إلى الله تعالى بكلّ ما يستلزم محبّتَه ورضاه، من العلمِ به سبحانه وبصفاته، وما يجب له من القيام بأمره، وتنـزيهه من العيوب والنقائص، وبمعرفة ما يجب على المكلّف من أمر دينه في عباداته ومعاملاته، ومعرفة حلاله من حرامه، ساعيًا في ذلك بعزمٍ في رفع الجهل عن نفسه، وحفظ شريعة الله تعالى بالتعلّم وضبط حفظه في الصدر وتقييده بالكتابة، والعمل بما حفظه وضبطه امتثالاً لأوامر الشرع والوقوف عند حدوده؛ لأنّ ثمرة العلم العمل، وبقاءُ العلم ببقاء العمل، بل هو من لوازم الإخلاص وسببُ نمائه وزيادتِه، قال صلى الله عليه وآله وسلم: «مَثَلُ العَالِمِ الَّذِي يُعَلِّمُ النَّاسَ الخَيْرَ وَيَنْسَى نَفْسَهُ كَمَثَلِ السِّرَاجِ يُضِيءُ لِلنَّاسِ وَيُحْرِقُ نَفْسَهُ»(٥)، ذلك لأنّ العمل هو شُكْرُ الله على نعمةِ العلم، وقد قال تعالى: ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ﴾ [إبراهيم: 7]، ومن عمل بما عَلِمَ ورَّثه اللهُ عِلمَ ما لم يعلم، ومن لم يعمل بعلمه لم يكن صادقًا في طلبه وعُوقب بنسيان العلم وضياع معارِفِه وحرمانه من الخير، واستحقّ المقتَ والآفات، قال تعالى: ﴿فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ﴾ [المائدة: 13]، ويتبيّن من الآية أنّ ترك العمل بالعلم يورِّثُ فشلاً في الطلب ومَحْقًا للبركة ونسيانًا ذِهنيًّا وعمليًّا بترك النهوض به والقيام بلوازمه، قال الثوري: «العِلْمُ يَهْتِفُ بِالعَمَلِ، فَإِنْ أَجَابَهُ وَإِلاَّ ارْتَحَلَ»(٦)، من أجل ذلك كان الصدقُ خُلقًا مقترنًا بالإخلاص يتحلّى به الطالب قبل العلم ولا يتحقّق الارتقاء في مدارج الكمال والعلم إلاّ لصادق، قال الأوزاعي رحمه الله: «تَعَلَّمِ الصِّدْقَ قَبْلَ أَنْ تَتَعَلَّمَ العِلْمَ»، وقال وكيع رحمه الله: «هَذِهِ الصَّنْعَةُ لاَ يَرْتَفِعُ فِيهَا إِلاَّ صَادِقٌ»(٧).
هذا، وكما أنّ من الإخلاص أن ينوي رفعَ الجهلِ عن نفسه أن يستتبِعَه -أيضًا- بنيةِ رفعِ الجهل عن غيره، وذلك بالدعوة إلى الله تعالى بتبليغ العلم للناس وبيانِ ذكر الله وما نزل من الحقّ، ونشرِه ليحصل به النفع والهدى مصداقًا لقول الله تعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾ [يوسف: 108]، وقوله تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ﴾ [آل عمران: 187]، ويعمل على حماية جناب التوحيد، وصيانة كمال الدين مما قد يُقحم فيه ما ليس منه، والدفاع عن شريعة الله التي جاء بها المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وحِفظها من زيادة المبتدعين، واستدراكات المستدركين.
فمن صاحبته هذه النية الخالصة الصادقة بالعمل الصالح كان على هُدًى وبصيرة، وخير ونعمة وتقى، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ﴾ [محمّد: 17]، وفتح الله له أبواب الخير، وأتته الدنيا راغمة، وحصل له ثواب الآخرة، لسلامة قصده وصلاح نيّته، قال تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾ [النحل: 97]، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ كَانَتِ الآخِرَةُ هَمَّهُ جَعَلَ اللهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ»(٨)، وقال إبراهيمُ النَّخَعِيُّ رحمه الله: «مَنِ ابْتَغَى شَيْئًا مِنَ العِلْمِ يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللهِ آتَاهُ اللهُ مِنْهُ مَا يَكْفِيهِ»(٩).
أمّا مَن أُصيبت نيَّتُه في صميم صِدْقِ طَلَبِ العلم بِكَدَرٍ وَزَغَلٍ، وجعل تحصيلَه له مطيةً لأغراض وأعراض: مِن طلب الدنيا والمالِ والرئاسةِ والظهورِ والتفوّقِ والسمعةِ والرياء والمحمدة وغيرها من المقاصد السيّئة فإنّ إرادته تشوبها شوائبُ الفساد والبطلان، وتزول من جرائها بركة العلم وترتفع خيريته، قال صلى الله عليه وآله وسلم: «مَن تَعلَّمَ عِلْمًا مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللهِ تَعَالَى، لاَ يَتَعَلَّمُهُ إِلاَّ لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضًا مِنَ الدُّنْيَا، لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الجَنَّةِ يَوْمَ القِيَامَةِ»(١٠) يعني: ريحها. وفي حديث آخر: «مَنْ طَلَبَ العِلْمَ لِيُجَارِيَ بِهِ العُلَمَاءَ، أَوْ لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ، وَيَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ، أَدْخَلَهُ اللهُ النَّارَ»(١١)، وقد ينال بعلمه ما يبتغيه بنيته الفاسدة في إحراز دنياه، ولا يحصل منها إلاّ ما كُتب له، لكنّ جزاءَه الفقرُ والتشتيتُ والغفلةُ والضياع في الدنيا، وكان عاقبة أمره خُسرًا، قال الله تعالى: ﴿مَن كَانَ يُرِيدُ الحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ﴾ [هود: 15]، فمن جرَّد قصده إلى الدنيا يعطه الله تعالى بعمله ثواب الدنيا إذا شاء سبحانه كما جاء تقييد الآية في قوله تعالى: ﴿مَّن كَانَ يُرِيدُ العَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاَهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا﴾ [الإسراء: 18]، وليس له أن يطلب بالعلم الشرعي أمرًا غير ما شرع له؛ لأنه عبادة، ومن ابتغى بالعبادة غير ما شرعت له فقد ناقض الشريعة، وجزاء من ناقضها بطلان العمل، وقد يعامل بنقيض مقصوده، قال صلى الله عليه وآله وسلم: «وَمَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ مَا قَدْ قُدِّرَ لَهُ»(١٢)، قال الحسن بن أبي الحسن البصري -رحمه الله-: «مَنْ طَلَبَ شَيْئًا مِنْ هَذَا العِلْمِ فَأَرَادَ بِهِ مَا عِنْدَ اللهِ يُدْرِكْ إِنْ شَاءَ اللهُ، وَمَنْ أَرَادَ بِهِ الدُّنْيَا فَذَاكَ حَظُّهُ مِنْهُ»(١٣)، ذلك لأنه استعمل العبادة فيما لم تشرع لأجله، واتخذها مطية لتحصيل غرضه، فكان ظلمًا لله في حقِّه على عباده، وتلاعبًا بالشريعة بوضع الأمور في غير مواضعها، فاستوجب أن يكون أوّلَ الناس يُقضى يوم القيامة: ثلاثة أجهدوا أنفسهم في الطاعات والعبادات ولم تنفعهم طاعتهم وعبادتهم وإنما صارت عذابًا، لأنهم لم يبتغوا بها وجه الله تعالى، فمن هؤلاء: «…وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ العِلمَ وَعَلَّمَهُ، وَقَرَأَ القُرآنَ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ، فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فيهَا؟ قَالَ: تَعَلَّمْتُ العِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ، وَقَرَأْتُ فِيكَ القُرْآنَ، قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ لِيُقَالَ: عَالِمٌ، وَقَرَأْتَ القُرْآنَ لِيُقَالَ: قَارِئٌ، فَقَدِ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ، فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ»(١٤).
وصنف آخر تعيَّنت دوافعُ طلبه في غير المقاصد الدنيوية، وإنما قَصَرَ نِيَّةَ الطلب على تحصيل العلم في ذاته، والظفرِ بالحكمة مجرّدةً عن العمل، وهذا -أيضًا- يشوب صفاء الإخلاص بِكَدَرٍ؛ لأنه لم يخلص لله تعالى من جهة، وجعل طلبَ العلم وسيلةً لعبادة لم تُقِرَّها الشريعة، إذ لا يخفى أنّ العلم المطلوبَ الذي نحتاج إليه وأخبرنا الله تعالى به، وعلّمنا إياه، هو: ما كان وسيلةً إلى العمل به، والعملُ بما يقتضيه العلم من الإيمان به والإقبال على الطاعات والقيام بها بامتثال أوامره واجتناب نواهيه وغيرها من الأعمال، فإنّ ذلك العلم مطلوبٌ لا في ذاته ولكن لثمرته وهي العملُ به، فمن عَلِمَ ولم يَعْمَلْ فقد شابَه اليهود المغضوبَ عليهم، ومن عَمِلَ بلا علم فقد شابَه النصارى الضالين، ومن جمع بين العلم النافع والعمل الصالح واتصف بهما ﴿فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا﴾ [النساء: 69]، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-:
«ونظير هذا ما يُذكر أنّ بعض الناس بَلَغَه أنه: «مَنْ أَخْلَصَ للهِ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا تَفَجَّرَتْ يَنَابِيعُ الحِكْمَةِ مِنْ قَلْبِهِ عَلَى لِسَانِهِ»(١٥) فأخلص في ظنِّه أربعين صباحًا لينال الحكمة فلم ينلها، فشكى ذلك بعضَ حكماء الدِّين فقال: إنك لم تخلصْ لله سبحانه وإنما أخلصتَ للحكمة، يعني أنّ الإخلاص لله سبحانه وتعالى إرادةُ وجهه، فإذا حصل ذلك حَصَلت الحكمة تبعًا، فإذا كانت الحكمةُ هي المقصودةُ ابتداءً لم يقع الإخلاص لله سبحانه وإنما وقع ما يظنّ أنه إخلاصٌ لله تعالى، وكذلك قولُه صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ للهِ إِلاَّ رَفَعَهُ اللهَ»(١٦)، فلو تواضع ليرفعه الله سبحانه لم يكن متواضعًا فإنه يكون مقصوده الرفعة وذلك ينافي التواضع»(١٧).
هذا، ومن أقوال بعض السلف في باب العمل بالعلم وحسن النية فيه قول معاذ بن جبل رضي الله عنه: «اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ بَعْدَ أَنْ تَعْلَمُوا فَلَنْ يَأْجُرَكُمُ اللهُ بِالعِلْمِ حَتَّى تَعْمَلُوا»(١٨)، وقول أبي الدرداء رضي الله عنه: «إِنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ القِيَامَةِ عَالِمٌ لاَ يَنْتَفِعُ بِعِلْمِهِ»(١٩)، وقال أيضًا: «مَا أَخَافُ عَلَى نَفْسِي أَنْ يُقَالَ لِي: مَا عَلِمْتَ، وَلَكِنْ أَخَافُ أَنْ يُقَالَ لِي مَاذَا عَمِلْتَ؟»(٢٠).
ومع ذلك فإنّ مبتغي العلمِ المحبَّ له الطامعَ في تحصيله قد يَرُدُّهُ العلم إلى النية الصالحة فيفتح الله تعالى عليه باب العمل والخير والنفع، فقد جاء عن مجاهدِ بنِ جَبْرٍ -رحمه الله- قوله: «طَلَبْنَا العِلْمَ وَمَا لَنَا فِيهِ كَبِيرُ نِيَّةٍ، ثُمَّ رَزَقَ اللهُ بَعْدُ فِيهِ نَيَّةً»(٢١)، وقال مَعْمَر بن راشد -رحمه الله-: «كَانَ يُقَالُ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَطْلُبُ العِلْمَ لِغَيْرِ اللهِ، فَيَأْبَى عَلَيْهِ العِلْمُ حَتَّى يَكُونَ للهِ»(٢٢).
وقد ورد في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه تمثيل الانتفاع بالهدى والعلم الذي جاء عن المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ممَّن لا ينتفع به بما يقرب شَبَهًا بأصحاب النِّيات على اختلاف البواعث والدوافع في تحصيل العلم الشرعي، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللهُ بِهِ مِنَ الهُدَى وَالعِلْمِ كَمَثَلِ الغَيْثِ الكَثِيرِ أَصَابَ أَرْضًا، فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ قَبِلَتِ المَاءَ، فَأَنْبَتَتِ الكَلأَ وَالعُشْبَ الكَثِيرَ، وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتِ المَاءَ، فَنَفَعَ اللهُ بِهَا النَّاسَ، فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا، وَأَصَابَتْ مِنْهَا طَائِفَةً أُخْرَى، إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ(٢٣) لاَ تُمْسِكُ مَاءً، وَلاَ تُنْبِتُ كَلأً، فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللهِ وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي اللهُ بِهِ، فَعَلِمَ وَعَلَّمَ، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا، وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ»(٢٤).
قال ابن حجر: «قال القرطبي وغيرُه: ضَرَب النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم لما جاء به من الدين مثلاً بالغيث العامّ الذي يأتي الناسَ في حال حاجتهم إليه، وكذا كان حال الناس قبل مبعثه، فكما أنّ الغيث يحيي البلدَ الميت فكذا علومُ الدين تُحيي القلب الميت، ثمّ شبه السامعين له بالأرض المختلفة التي ينـزل بها الغيث، فمنهم العالم العامل المعلِّمُ فهو بمنـزلة الأرض الطيِّبة شربت فانتفعت في نفسها وأنبتت فنفعت غيرَها، ومنهم الجامع للعلم المستغرق لزمانه فيه غير أنه لم يعمل بنوافله أو لم يتفقّه فيما جمع لكنه أدّاه لغيره، فهو بِمَنْزلة الأرض التي يستقرّ فيها الماء فينتفع الناس به، وهو المشار إليه بقوله: «نَضَّرَ اللهُ امْرَءًَا سَمِعَ مَقَالَتِي فَأَدَّاهَا كَمَا سَمِعَهَا»(٢٥)، ومنهم من يسمع العلم فلا يحفظه ولا يعمل به ولا ينقله لغيره، فهو ِبمَنْزلة الأرض السَّبْخَة أو الملساء التي لا تقبل الماء أو تفسده على غيرها، وإنما جمع في المثل بين الطائفتين الأوليين المحمودتين لاشتراكهما في الانتفاع بهما، وأفرد الطائفة الثالثة المذمومة لعدم النفع بها»(٢٦).
هذا، ومن علامات محقِّق الإخلاص والصدق:
• حُبّه للدين والتواصي بالحقّ والصبر عليه، وإذا ما خيّر بين أمرين عُرضا عليه: أحدهما لله، والآخر للدنيا، اختار نصيبه من الله وآثره على الدنيا لفنائها وبقاء الآخرة، وهو يعلم أنّ الباقية خير من الفانية، ﴿وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى﴾ [الضحى: 4]، ﴿وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾ [الأعلى: 17]، ﴿قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى﴾ [النساء: 77]، ومن علاماته:
• أن ترضيه كلمة الحقّ له أو عليه، وتغضبه كلمة الباطل له أو عليه، فهو لا يعمل لنفسه، وإنما يسعى لإرضاء ربه سبحانه، ولو أدّى ذلك إلى سخط الناس عليه وسقوط قدره في قلوبهم، وصغره في أعينهم من أجل إصلاح قلبه مع الله تعالى، «والجزاء من جنس العمل»، و«المعاملة بنقيض القصد»، قال صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ أَرْضَى اللهَ بِسَخَطِ النَّاسِ، كَفَاهُ اللهُ النَّاسَ، وَمَنْ أَسْخَطَ اللهَ بِرِضَى النَّاسِ، وَكَلَهُ اللهُ إِلَى النَّاسِ»(٢٧)، قال ابن القيم -رحمه الله-: «لما كان المتزين بما ليس فيه ضدّ المخلص، فإنه يظهر للناس أمرًا، وهو في الباطن بخلافه، عامله بنقيض قصده، فإن المعاقبة بنقيض القصد ثابتة شرعًا وَقَدَرًا، ولما كان المخلص يُعجّل له من ثواب إخلاصه الحلاوة والمحبّة في قلوب العباد، عُجِّل للمتزيِّن بما ليس فيه من عقوبته أن شانه اللهُ بين الناس، لأنّه شان باطنَه عند الله، وهذا مُوجِب أسماء الربِّ الحُسنى وصفاتِه العُلْيَا وحِكمته في قضائِه»(٢٨).
ومن علاماته:
• أن يكره المخلِصُ أن يطَّلعَ غيرُه على عمله أو يُنسبَ إليه، قال الشافعي -رحمه الله-: «وددت أنّ الخلق تعلّموا هذا العلم على ألاّ يُنْسَبَ إليَّ منه حرفٌ»(٢٩)
• وَيَوَدُّ -في ميدان تعليم الناس الخير وإفتائهم بالحقّ- أن يكفيَه غيرُه مؤونةَ الفتوى والبيانِ، وإذا استوجبَ المقامُ تصدِّيه للفتوى والتوجيه حرص على تجرّده للحقّ بسلوك سبيلِهِ، مُعْرِضًا عن حظوظ النفس والاعتزاز بها، مترفّعًا عن الهوى وشِرَاكِهِ.
• وإن خاصم غيرَهُ فلا يعملُ على غَلَبة خصمه بالشبهات والباطل؛ لأنه يعلم أنه ليس من التقوى والإخلاص، قال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسلم: «مَنْ خَاصَمَ فِي بَاطِلٍ -وَهُوَ يَعْلَمُهُ- لَمْ يَزَلْ فِي سَخَطِ اللهِ حَتَّى يَنْزِعَ عَنْهُ»(٣٠)، وإنما يتمنَّى أن يُظهِرَ اللهُ الحقَّ على لسان مُنَاظِرِهِ، قال الشافعيُّ -رحمه الله-: «ما ناظرتُ أحدًا قطُّ إلاَّ أحببتُ أن يُوفَّقَ ويُسدَّدَ ويُعانَ، ويكون عليه رعاية من الله وحفظ، وما ناظرت أحدًا إلاَّ ولم أُبَالِ بَيَّنَ اللهُ الحقَّ على لساني أو لسانِهِ»(٣١)
وذكر أبو حامد الغزالي علاماتٍ أخرى للصادق المخلصِ حيث قال: «فاعلم أنّ لذلك علامات:
– إحداها: إنه لو ظَهَرَ من هو أحسن منه وَعْظًا أو أَغْزَرُ منه عِلْمًا، والناس له أشدُّ قبولاً، فرح به ولم يحسده…
– والأخرى: إن الأكابر إذا حضروا مجلسَهُ لم يتغيّر كلامه بل بقي كما كان عليه، فينظر إلى الخلق بعين واحدة.
– والأخرى: أن لا يحبَّ اتباعَ الناس له في الطريق، والمشيَ خلفه في الأسواق، ولذلك علامات كثيرة يطول إحصاؤها»(٣٢).
إنّ الصدقَ في الإخلاصِ أشقُّ الأعمال صعوبةً على النفس وأشدُّها على القلب لاستبقائه سالِمًا من المقاصد السيّئة، بعيدًا عن أغراض الدنيا وشهواتها؛ ذلك لأنّ القلوبَ كثيرةُ التقلُّبِ والتحوُّل في نواياها وقصودها فلا تثبتُ على حالٍ، لذلك بيَّن النبيُّ صَلَّى الله عليه وآله وسلم حقيقةَ تحوُّلِ القلبِ في وجهته وقصدِه، فكثيرًا ما كان يدعو بالتثبيت على الدِّينِ حيثُ قال: «مَا مِنْ قَلْبٍ إِلاَّ وَهُوَ مُعَلَّقٌ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ، إِنْ شَاءَ أَقَامَهُ، وَإِنْ شَاءَ أَزَاغَهُ، وَالِمِيزَانُ بِيَدِ الرَّحْمَنِ، يَرْفَعُ أَقْوَامًا، وَيَخْفِضُ آخَرِينَ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ»(٣٣)، وكان يقول في دعائه: «يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ»(٣٤)، ويكثر في قَسَمِهِ عبارةَ: «لاَ، وَمُقَلِّبِ القُلُوبِ»(٣٥).
فالإخلاصُ شديدٌ، وقد لاقى كثيرٌ من العلماء والصالحين معاناةً لعلاج نيّتهم به، فيُؤْثَرُ عن سفيانَ الثوريِّ -رحمه الله- أنه قال: «مَا عَالَجْتُ شَيْئًا أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْ نِيَّتِي، إِنَّهَا تَتَقَلَّبُ عَلَيَّ»(٣٦)، وسأل الفضلُ بنُ زيادٍ -رحمه الله- الإمامَ أحمد -رحمه الله- فقال: «كيف النية؟ قال أحمد: يُعَالِجُ نَفْسَهُ إِذَا أَرَادَ عَمَلاً يُرِيدُ بِهِ النَّاسَ»(٣٧).
ولَمَّا كانت النفسُ بِطَبْعِهَا تميلُ إلى الشرِّ، وتفر من الخير، وتأمر بالسوء، وتنجرف مع الهوى، وتركن إلى الشهوات، والعبدُ قد يُؤْتَى من جهله أو من قِلَّةِ حَذَرِهِ كان لزامًا عليه معرفة ما يضادّ الإخلاص وينافيه ليتحرّز منه، ويعمل على أن يأخذ نفسَهُ بمراقبة الله تعالى حتى يتيقَّن أنه سبحانه عالِمٌ بِسِرّهِ، رقيبٌ على أعماله، شاعر بالراحة في الاستعانة به وعلى طاعته، مُحِسٌّ بالأُنْسِ في ذِكْرِهِ والتعوّذِ به من كلِّ قَبيحة ورذيلة، ويعمل على محاسبة نفسه على عمل يومه، فإن رأى ظلمًا ندم عليه واستغفر وأناب وعمل من الخير ما يراه مصلحًا لِمَا أفسدَ، في تواصل وصَبْرٍ -جهادًا في ذات الله سبحانه- لتطهُرَ نفسُه وتَزْكُوَ حتى يصبحَ أهلاً لكرامة الله ورضاه و يسلكَ بها سبيل المؤمنين المخلصين الصادقين من أهل الصبر واليقين مقتديًا بهم ومقتفيًا آثارَهم.
نسألُ اللهَ تعالى أن يَهَبَنَا العلمَ والإيمانَ، وهما أسمى هِبَاتِ الرحمن، وأهلهما هم خُلاصةُ الوجود ولُـبُّه، وأهل التأهيل للمراتب العُلْيَا والدرجات الرفيعة، قال ابن القيم -رحمه الله-: «أفضلُ ما اكتسبته النفوسُ، وحصَّلَتْهُ القلوبُ، ونال به العبدُ الرِّفعةَ في الدنيا والآخرة هو العلمُ والإيمانُ، ولهذا قَرَنَ بينهما سبحانه في قوله تعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ وَالإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللهِ إِلَى يَوْمِ البَعْثِ﴾[الروم: 56]، وقوله تعالى: ﴿يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾[المجادلة: 11](٣٨)
نسألُ اللهَ تعالى أن يَعْصِمَنَا من الخطأ والزَّلَلِ، وأن يوفِّقَنَا إلى حقِّ العلم وخير العلم وأكمل العمل، إنه وَلِيُّ ذلك والقادرُ عليه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على محمَّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليما.

۱- قد يفضّل طلب العلم على الجهاد أفضلية مطلقة لا بالنسبة للأشخاص لحاجة الناس كلّهم إليه في كلّ وقت بينما يفضّل الجهاد في القوي وكذا الأحوال والأزمنة والأمكنة، لذلك نقل عن الإمام أحمد أنّ: «العلم لا يعدله شيء لمن صحّت نيته»، وعنه قال: «الناس يحتاجون إلى العلم مثل الخبز والماء؛ لأنّ العلم يحتاج إليه في كل ساعة، والخبز والماء في كلّ يوم مرة أو مرتين».

۲- قال ابن حجر في الفتح (1/165): «ومفهوم الحديث أنّ من لم يتفقّه في الدين -أي بتعلّم قواعد الإسلام وما يتصل بها من الفروع- فقد حرم الخير».

٣- أخرجه البخاري في «العلم» (1/164) باب من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين، ومسلم في «الزكاة» (7/128) باب النهي عن المسألة، من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما.

٤- متفق عليه: أخرجه البخاري في «بدء الوحي»: (1/9) باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومسلم في «الإمارة»: (13/35) باب قوله صلى الله عليه وآله وسلم إنما الأعمال بالنيات، وأبو داود في «الطلاق»: (2/651) باب فيما عني به الطلاق والنيات، والترمذي في «الجهاد» (4/179) باب ما جاء فيمن يقاتل رياءً وللدنيا، والنسائي في «الطهارة»: (1/58) باب النية في الوضوء، وابن ماجه في «الزهد» (2/1413) باب النية، وأحمد: (1/25، 43) من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

٥- أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير»: (2/165، 167)، وابن أبي شيبة في «المصنف»: (7/182)، والشيباني في «الآحاد والمثاني»: (4/293 من حديث جندب بن عبد الله الأزدي رضي الله عنه. والحديث صحّحه الألباني في «صحيح الترغيب والترهيب»: (2/289) برقم: (2328).

٦- الموافقات للشاطبي: (1/75).

٧- المجموعة العلمية لبكر: (182).

٨- أخرجه الترمذي في «صفة القيامة»: (4/642) باب (30)، من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، وأخرجه ابن ماجه في «الزهد»: (2/1375) باب الهمّ بالدنيا من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه. والحديث صحّحه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (2/670)، رقم (949، 950).

٩- سنن الدارمي: (1/82).
١٠- أخرجه أبو داود في «العلم» (4/71) باب طلب العلم لغير الله تعالى، وابن ماجه في «المقدمة»: (1/92) باب الانتفاع بالعلم والعمل به، وابن حبان: (1/279 (78))، والحاكم: (1/160 (279)) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، والحديث صحّحه الألباني في صحيح «الترغيب والترهيب»: (1/153) برقم: (105).

١١- أخرجه الترمذي في «العلم» (5/32)، باب ما جاء فيمن يطلب بعلمه الدنيا، وابن أبي الدنيا في «كتاب الصمت»: (1/105 (141)) و«كتاب الغيبة والنميمة»: (1/15 (3)) من حديث كعب بن مالك رضي الله عنه. والحديث صحّحه الألباني في «صحيح الترغيب والترهيب»: (1/153) برقم: (106).

١٢- تقدم تخريجه.

١٣- «سنن الدارمي»: (1/80).

١٤- أخرجه مسلم في الإمارة: (13/50) باب من قاتل للرياء والسمعة استحق النار، والنسائي في «الجهاد»: (6/32) باب من قاتل ليقال فلان جريء، والحاكم: (1/107، 2/110)، والبيهقي: (9/168) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

١٥- أخرجه القضاعي في «مسند الشهاب»: (1/285) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعًا، وأبو نعيم في «الحلية»: (5/189) من حديث أبي أيوب الأنصاري مرفوعًا. والحديث ضعّفه الألباني في «الجامع الصغير وزيادته»: (5/155 (5375)) وفي «ضعيف الترغيب والترهيب»: (1/20) برقم: (6)، وفي «السلسلة الضعيفة» (1/55) برقم: (38).

١٦- أخرجه مسلم في «البر والصلة والآداب»: (16/141) باب استحباب العفو والتواضع، والترمذي في «البر والصلة» (4/376)، باب ما جاء في التواضع، وابن خزيمة في «صحيحه»: (4/97)، والبيهقي في «السنن الكبرى»: (4/187) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

١٧- الفتاوى الكبرى لابن تيمية: (6/272).

١٨- أخرجه الدارمي في «سننه»: (1/81)، باب العمل بالعلم وحسن النية فيه.

١٩- المصدر السابق الجزء نفسه (ص: 82).

٢٠- المصدر السابق الجزء والصفحة نفسها، وأخرجه عبد الرزاق في «المصنف» بهذا المعنى في باب العلم: (10/238) عن أبي الدرداء رضي الله عنه.
۲۱-أخرجه الدارمي في «سننه»: (1/101) باب من طلب العلم بغير نية فرده العلم إلى النية.

٢٢- أخرجه عبد الرزاق في «مصنفه»: (10/239) باب العلم برقم: (20642).

٢٣- جمع قاع، وهو الأرض المستوية الملساء التي لا تنبت. (النهاية لابن الأثير: 4/133 لسان اللسان لابن منظور: 2/429).

٢٤- أخرجه البخاري في «العلم»: (1/175)، باب فضل من عَلِمَ وَعَلَّمَ، ومسلم في «الفضائل»: (15/45-46) باب بيان مثل ما بعث به النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الهدى والعلم، من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.

٢٥- أخرجه أبو داود في «العلم»: (4/64) باب فضل نشر العلم، والترمذي في «العلم»: (5/33) باب ما جاء في الحثّ عن تبليغ السَّماع، وابن ماجه في «المقدّمة»: (1/84) باب من بلغ علمًا من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه. والحديث صحّحه الألباني في «صحيح سنن أبي داود» برقم: (3660) وفي «صحيح الترغيب» برقم: (90).

٢٦- انظر «فتح الباري» لابن حجر: (1/177).

٢٧- أخرجه ابن حبان في «الإمارة» برقم: (1541) باب فيمن يرضي الله بسخط الناس، والبغوي في «شرح السنة» في «الرقاق»: (14/412) باب: قال الله سبحانه وتعالى: ﴿فَلاَ تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ﴾ من حديث عائشة رضي الله عنها والحديث صحّحه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (5/392) برقم: (2311).

٢٨- «أعلام الموقّعين» لابن القيم: (2/180).
٢٩- انظر: «حلية الأولياء» للأصفهاني: (9/88)، و«الإحياء» للغزالي: (1/26)، و«صفة الصفوة» لابن الجوزي: (2/251)، و«جامع العلوم والحكم» لابن رجب: (1/23).

٣٠- أخرجه أبو داود في «الأقضية»: (4/23) باب فيمن يعين على خصومة من غير أن يعلم أمرها، والحاكم في «المستدرك»: (2/27)، والبيهقي في «السنن الكبرى»: (6/82) وفي «شعب الإيمان»: (5/304)، وأحمد في «مسنده»: (2/70) من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، والحديث صحّحه الألباني في «سلسلة الأحاديث الصحيحة»: (1/2/178) برقم: (438) وفي «صحيح سنن أبي داود»: (2/396 (3597)).

٣١- «حلية الأولياء» للأصفهاني: (9/88)، و«الإحياء» للغزالي: (1/26)، و«صفة الصفوة» لابن الجوزي: (2/51)، و«فيض القدير» للمناوي: (3/90).

٣٢- «إحياء علوم الدين» للغزالي: (3/329).

٣٣- أخرجه ابن ماجه في «المقدمة»: (1/72) باب فيما أنكرت الجهمية، وابن حبان في «صحيحه»: (3/222)، والحاكم في «مستدركه»: (1/706، 4/357)، وأحمد في «مسنده»: (4/182) من حديث النواس بن سمعان الكلابي رضي الله عنه، والحديث صحّحه الألباني في «ظلال الجنة»: (1/98 (219))، وفي «صحيح ابن ماجه»: (1/86 (166).

٣٤- جزء من حديث نواس بن سمعان السابق (انظر المصادر الحديثية السابقة).

٣٥- أخرجه البخاري في «الأيمان والنذور»: (11/532) باب كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأبو داود في «الأيمان والنذور»: (3/577) باب ما جاء في يمين النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما كانت؟ والترمذي في «الأيمان والنذور»: (4/113) باب ما جاء كيف كان يمين النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والنسائي في «الأيمان والنذور»: (7/2)، من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.

٣٦- «حلية الأولياء» للأصفهاني: (7/5، 62)، «الجامع لأخلاق الراوي» للبغدادي: (1/317)، «جامع العلوم والحكم» لابن رجب: (1/13).

٣٧- «جامع العلوم والحكم» لابن رجب: (1/10).

٣٨- «الفوائد» لابن القيم: (103)

المصدر




بارك الله فيك و نفع بك

و حفظ الله الشيخ أبي عبد المعزّ محمّد علي فركوس و نفعنا بعلمه




موضوع قيم ومفيد

بارك الله فيكم

وجزاكم الخير المديد