[كتاب مصور] الَّلآلئ البهية في شرح العقيدة الواسطية لمعالي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ
للامانة العلمية الموضوع منقول |
||
[كتاب مصور] الَّلآلئ البهية في شرح العقيدة الواسطية لمعالي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ
للامانة العلمية الموضوع منقول |
||
السلام عليكم
هذه المحاضرة جديدة لفضيلة معالي الشيخ صالح بن محمد اللحيدان رئيس القضاء الأعلى سابقا وعضو كبار هيئة العلماء للشباب السلفي في مسجد الفرقان في السويد وفي غرفة الزاد النبوي علي شبكة الانترنت عبر الهاتف بتاريخ 2022.12.19 وهذا هو الرابط http://www.islamup.com/download.php?id=72807 |
||
لا تبخلوا علينا بمثل هذه المشاركات
اختكم المعلمة هناء
[فتاوى] (فتوى)في الإثراء السريع بالاحتكار الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس -حفظه الله –
السـؤال:
من المعلوم أنَّ الدولة نظَّمت معرض الكتاب ليستفيد منه عمومُ الناس، لكنَّ بعض المكتبات تستغلُّ هذه المناسبةَ لشراء الكتب جملةً لبيعها بعد ذلك بثمنٍ أغلى، مع الإشارة إلى أنَّ تنظيم المعرض يمنع ذلك ولا يسمح به.
فهل يجوز لهم فعلُ ذلك؟ وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
فلا يجوز لمسلمٍ أن يبيع ما اشتراه إلاَّ بعد أن يقبضه ويحوزه إلى رحله لما ثبت عن النبيِّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم أنه: «نَهَى أَنْ تُبَاعَ السِّلَعُ حَيْثُ تُبْتَاعُ، حَتَّى يَحُوزَهَا التُّجَّارُ إِلَى رِحَالِهِمْ»(٢) إِلاَّ خَاطِئٌ(٤). وعلَّة تحريمه الحرج والضرر الواقع على الناس بالاحتيال والحبس والتخزين، والحديث يدلُّ على تحريم الاحتكار ويتناول كلَّ سلعةٍ أو بضاعةٍ مطلقًا، سواءً كانت من قوتٍ أو من غيره عملاً بقاعدة أنَّ «المُطْلَقَ يَجْرِي عَلَى إِطْلاَقِهِ».
لذلك ينبغي للتاجر الأمين أن يترك عوامل الجشع والطمع التي تدفعه إلى الاحتكار واستغلال أموال الناس بفرض أسعارٍ مرتفعةٍ تخرج عن المعتاد، إغلاءً لما يحتاجه الناس في معاشهم ومعادهم.
وجديرٌ بالتنبيه أنَّ للتاجر أن يشتريَ ما شاء من السِّلَع والبضائع، وله أن يحبسها أو يخزِّنها إذا كانت الناسُ في غنًى عنها، بالنظر إلى انتفاء الضرر عنهم وهو علَّة المنع، وله أن يبذل لهم من الموادِّ والبضائع عند قيام الحاجة بما تتعارف عليه العادةُ في المكاسب، دفعًا للحرج والضرر عن المسلمين.
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين وصلَّى الله على محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلَّم تسليمًا.
الجزائر في: 07 من ذي القعدة 1443ﻫ
المـوافق ﻟ: 05 أكتــوبر 2022م
١- أخرجه أبو داود في «الإجارة»، باب في بيع الطعام قبل أن يستوفي (3499)، من حديث زيد بن ثابتٍ رضي الله عنه. والحديث صحَّحه ابن الملقِّن في «البدر المنير» (6/ 559).
٢- الاحتكار هو حبس السلعة لتقلَّ فتغلو [انظر: «النهاية» لابن الأثير (1/ 417)].
٣- خاطئٌ: هو العاصي الآثم المذنب [«النهاية» لابن الأثير (2/ 44)].
فهو من الثلاثي: «خَطِئَ، يَخْطَأُ» فهو خاطئٌ من الخطيئة، فمنه قوله تعالى: ﴿لا يَأْكُلُهُ إِلا الْخَاطِئُونَ﴾ [الحاقة: 37]، وقوله تعالى: ﴿لَقَدْ آثَرَكَ اللهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ﴾ [يوسف: 91]، وقوله تعالى: ﴿إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ﴾ [يوسف: 29]، وقوله تعالى: ﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ﴾ [القصص: 8].
بخلاف الخطإ الذي يقابل الصواب أو العمد فهو من الرباعي: «أخطأ، يُخطئ» وفاعله يُسمَّى مخطئًا من الخطإ، فمنه قوله تعالى: ﴿وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ﴾ [الأحزاب: 5]، وقوله تعالى: ﴿رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا﴾ [البقرة: 286].
٤- أخرجه مسلم في «المساقاة» (1605)، من حديث معمر بن عبد الله رضي الله عنه.
المصدر:الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس -حفظه الله –
عنوان المقال: العبرة في شهر الصوم
فضيلة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد، فهذه المحاضرة: العبرة في شهر الصوم، فأقول: الدنيا دار ابتلاء وامتحان خلق الله عباده ليعبدوه وحده لا شريك له وقال في كتابه العزيز: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُون﴾ [الذاريات:56]، وأرسل رسله الكرام ليرسموا لهم طريق العبادة، وقال: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ﴾ [النحل:36]، وجعل حياتهم الدنيوية موطنا لابتلائهم وامتحانهم أيهم أحسن عملاً، وقال: ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا﴾ [الملك:2]، ثم قال: ﴿وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُور﴾ مبيناً أن هؤلاء الممتحنين منهم من يحسن في عمله فيجازي بما يقتضيه اسمه الغفور ومنهم من يسيء فيكون مستحقاً للعقوبة بما يقتضيه اسمه العزيز وذلك كقوله تعالى: ﴿نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيم وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيم﴾ [الحجر:49-50]. موسم من مواسم الآخرة وكما فضل الله بعض البشر على بعض وبعض الأماكن على بعض، فضّل بعض الزمان على بعض، ومن ذلك تفضيل شهر رمضان المبارك وتمييزه على غيره واختياره ليكون محلاً لإيجاب الصوم على الناس ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ﴾ [القصص:68]. فلقد فضل الله هذا الشهر وجعله موسماً من مواسم الآخرة يتنافس فيه بعبادة الله المتنافسون ويتسابق فيه لتحصيل الفوز والزلفى عند الله المتسابقون، يتقربون فيه إلى ربهم بصيام النهار وقيام الليل وتلاوة كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، ويتقربون إلى الله بهذا وغيره من الطاعة مع الحذر والبعد عن المعصية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور. زيادة في الخير ولما فرض الله على العباد صيام شهر رمضان رغبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد إنهائه بصيام ست من شوال ليعظم لهم الأجر وليكونوا كمن صام الدهر، فعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر». قال الحافظ المنذري: رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه والطبراني. وزاد وقال: قلت: بكل يوم عشرة. قال: «نعم». ورواته رواة الصحيح. انتهى. وذلك أن السنة أقصى حد لها ثلاثمائة وستون يوماً، فإذا أضيف إلى شهر رمضان ستة أيام من شوال وصيام كل يوم بعشرة أيام لأن الحسنة بعشر أمثالها يكون المسلم كأنه صام السنة كلها، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «كان كصيام الدهر» وذلك فضل عظيم من الله فله الحمد والشكر على نعمه التي لا تحصى ولا تعد. من خير إلى خير ومن فضل الله وإحسانه إلى عباده أن يسر لهم الأسباب التي ترفع في درجاتهم وتجعلهم على صلة وثيقة دائمة بعبادة ربهم فإذا مرت بهم أيام وليالي شهر رمضان التي يكفر الله فيها السيئات ويرفع الدرجات ويقيل العثرات تقربوا فيها إلى ربهم فإذا ما تصرمت أيامه وانتهت تلتها مباشرة أشهر الحج إلى بيت الله الحرام فإن يوم عيد الفطر الذي هو أول يوم من شهر شوال هو أول يوم في أشهر الحج التي قال الله تعالى فيها: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَاب﴾ [البقرة:197]. نعم إذا انتهت أيام شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن المبارك الذي تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار وتصفد الشياطين، أيام الصيام التي قال الله تعالى عنها في الحديث القدسي: «كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها إلاَّ الصوم فإنه لي وأنا أجزي به»، إذا انتهت هذه الأيام جاءت بعدها أيام الحج الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه». رواه البخاري ومسلم وغيرهما، وقال عنه صلى الله عليه وسلم: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلاَّ الجنة». رواه البخاري ومسلم وغيرهما، فلا يكاد المسلم يودع موسما من مواسم الآخرة إلاَّ ويستقبل موسماً آخر ليكون على صلة مستمرة بعبادة خالقه وبارئه الذي أوجده من العدم وأسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنة. العبرة من شهر الصوم وهذا الموسم المبارك من مواسم الآخرة قد ودعته الأمة الإسلامية منذ أيام فطوبى لمن وفقه الله فيه للأعمال الصالحة وتفضل عليه بقبولها ويا خسارة من مرت به أيامه دون أن يقدم فيها لنفسه صالحاً يلقاه إذا غادر هذه الدار وما أعظم مصيبته إن كان قد شغل أيامه بما يرضي الشيطان ويتفق مع ما تهواه النفس الأمارة بالسوء والعياذ بالله. وهذا الموسم العظيم الذي مرت بنا أيامه يشتمل على فوائد جمّة وعلى عبر وعظات تبعث في النفس محبة الخير ودوام التعلق بطاعة الله كما تكسب النفس بغض المعصية والبعد من الوقوع فيما يسخط الله عز وجل. وسأحاول في هذه الكلمات تسجيل بعض تلك العبر والعظات التي يخرج بها المسلم معه من شهر الصيام والتي هي الحصيلة الطيبة له في تلك الأيام المباركة فأقول مستمداً من الله التوفيق والتسديد: أوّلاً: إن أيام شهر رمضان إذا مرت بالمسلم فهي فرصة من فرص العمر قد تسنح له هذه الفرصة مرة أخرى أو أكثر وقد يوافيه الأجل المحتوم قبل بلوغ ذلك، والمهم في الأمر أن تكون هذه الفرصة قد انتهزت بشغلها في الطاعة والبعد من المعصية وأهم من ذلك أن تحصل المداومة على ذلك، فإن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها كما أن من العقوبة على السيئة السيئة بعدها وذلك أن المسلم الناصح لنفسه إذا وفق لبلوغ هذا الشهر المبارك شغله في طاعة ربه الذي خلقه لعبادته وأسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنة فارتاحت نفسه للأعمال الصالحة وتحرك قلبه للآخرة التي هي المستقر والمنتهى والتي لا ينفع الإنسان فيها إلاَّ ما قدمت يداه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاَّ من أتى الله بقلب سليم، نعم إذا ألفت النفس الطاعة في تلك الأيام المباركة رغبة فيما عند الله وكفت عن المعصية خوفاً من عقاب الله فالفائدة التي يكتسبها المسلم من ذلك والعبرة التي يجب أن تكون معه بعد ذلك أن يلازم فعل الطاعات واجتناب المنهيات لأن الله تعبد عباده حتى الممات ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِين﴾ [الحجر:99]، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون﴾ [آل عمران:102]، فلا يليق بالمسلم وقد ذاق طعم الطاعة في شهر الصيام أن يحل محل تلك الحلاوة مرارة المعصية، ولا يسوغ له إذ أرغم عدوه في شهر الصيام أن يدخل عليه السرور في شهر شوال وما بعده من الشهور وليس من صفات المسلم الناصح لنفسه أن يودع فعل الخيرات مع توديع شهر الصيام فيستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير فالمعبود في رمضان وغير رمضان حي لا يموت قيوم لا ينام، يرفع إليه عمل النهار قبل عمل الليل وعمل الليل قبل عمل النهار، لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجراً عظيما. ثانياً: الصيام سر بين العبد وبين ربه لا يطلع على حقيقته إلاَّ هو سبحانه وتعالى ولهذا جاء في الحديث الصحيح يقول الله تعالى: «كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها إلاَّ الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه وشرابه من أجلي»، وذلك أن بإمكان العبد أن يختفي عن الناس ويغلق على نفسه الأبواب ويأكل ويشرب ثم يخرج إلى الناس ويقول إنه صائم ولا يعلم ذلك إلاَّ الله تبارك وتعالى، ولكن يمنعه من ذلك اطلاع الله عليه ومراقبته له وهذا شيء يحمد عليه الإنسان والعبرة من ذلك أن يدرك أيضاً أن الذي يخشى إذا أخل الإنسان بصيامه هو الذي يخشى إذا أخل الإنسان بصلاته وزكاته وحجه وغير ذلك مما أوجبه الله، فالذي فرض الصيام هو الذي فرض الصلاة، والصلاة هي أعظم أركان الإسلام بعد شهادة أن لا إله إلاَّ الله وأن محمداً رسول الله، ولعظم شأنها وكونها هي الصلة المستمرة ليلا ونهارا بين العبد وبين ربه افترضها الله على نبيه ليلة عرج به إلى السماء فإذا وجد المسلم أن إخلاله بالصيام كبير وعظيم، فيجب أن يجد ويدرك أن حصول ذلك منه في الصلاة أكبر وأعظم وتلك من أجل الفوائد وأعظم العبر التي يستفيدها المسلم من شهر الصيام. ثالثاً: إنَّ مما يشرح الصدر ويدخل السرور على النفوس الطيبة أن تكون المساجد عامرة بالمصلين في شهر رمضان ويكون انشراحها أعظم والسرور أكبر في المداومة على ذلك، فالفائدة التي يليق بالمسلم بعد الذي شاهده في تلك الأيام من اكتظاظ المساجد بالمصلين أن يعقد العزم ويصمم على أن يكون ممن يداوم على هذا الخير ليكون من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلاَّ ظله، فإن من بينهم الرجل الذي يكون قلبه معلقاً بالمساجد، كما ثبت ذلك في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. رابعاً: وجوب الصيام عن الطعام والشراب وسائر المفطرات محله شهر رمضان، أما الصيام عن الحرام فمحله طيلة عمر الإنسان فالمسلم يصوم في أيام شهر رمضان عن الحلال والحرام ويصوم طيلة حياته عن الحرام، فالصيام عن الحلال والحرام معا قد مرت أيامه أما الصيام عن الحرام فهو مستمر دائم، وذلك أن الصوم في اللغة: الإمساك عن الشيء، والصوم الشرعي: هو الإمساك عن الأكل والشرب وسائر المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، والمعنى الشرعي جزء من جزئيات المعنى اللغوي فكما يطلق المعنى اللغوي على المعنى الشرعي فهو يشمله ويشمل غيره ومن ذلك الامتناع عن الحرام، فامتناع العين واللسان والأذن واليد والرجل والفرج عما منعت منه هو صيام من حيث اللغة وذلك أن الله تفضل على العباد بهذه النعم التي لا غنى لهم عنها ولكن الله كما امتن عليهم بها أوجب عليهم استعمالها فيما يرضيه وحرم عليهم استعمالها فيما يسخطه، ومن أعظم شكر الله على هذه النعم أن يكون المسلم مستعملاً لها حيث أمر أن يستعملها فيه ممتنعا عن استعمالها في معصية من تفضل بها وبكل نعمة ظاهرة وباطنة سبحانه وتعالى. فالعين شرع استعمالها في النظر إلى ما أحل الله ومنع من استعمالها في النظر إلى الحرام وامتناعها عن ذلك صيامها وحكمه مستمر دائم. والأذن شرع استعمالها في استماع ما أبيح لها وحرم على العبد استعمالها في سماع ما لا يجوز سماعه، وامتناعها عن ذلك صيامها وحكمه مستمر دائم. واليد شرع استعمالها في تعاطي ما هو مباح ومنع من استعمالها في كل حرام وامتناعها من ذلك صيامها وحكمه مستمر دائم. والرجل شرع استعمالها في المشي إلى كل خير ومنع من المشي فيها إلى الحرام وامتناعها عن ذلك صيامها وحكمه مستمر دائم. والفرج أبيح استعماله في الحلال ومنع من استعماله في الحرام وامتناعه من ذلك صيامه وحكمه مستمر دائم. وقد وعد الله من شكر هذه النعم واستعملها حيث أمر الله أن تستعمل وعده بالثواب الجزيل وتوعد من لم يحافظ عليها ولم يراع ما أريد استعمالها فيه بل أطلقها فيما يسخط الله ولا يرضيه بل يرضي الشيطان الذي هو عدو الله وعدو المخلصين من عباد الله، توعده بعقابه وأخبر أن هذه الجوارح مسؤولة يوم القيامة عنه وهو مسؤول عنها فقال تعالى: ﴿وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولا﴾ [الإسراء:36]، وقال تعالى: ﴿الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون﴾ [يس:65]، وقال تعالى: ﴿وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاء اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُون حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُون وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُون﴾ [فصلت:19-21]. وقال صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه بعد أن أمره بحفظ اللسان. وقال له معاذ: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال عليه الصلاة والسلام: «ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلاَّ حصائد ألسنتهم؟». رواه الترمذي. وقال صلى الله عليه وسلم: «من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة». رواه البخاري في صحيحه من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه، ورواه الترمذي وحسنه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ولفظه: «من وقاه الله شر ما بين لحييه وما بين رجليه دخل الجنة». وقال صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت». رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه وأخرجا من حديث أبي موسى رضي الله عنه مرفوعاً: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده». وقال صلى الله عليه وسلم: «إنَّ المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار». رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: «حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات». أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. والحاصل أنَّ الله أوجب على العبد أن يصون لسانه وفرجه وسمعه وبصره ويده ورجليه عن الحرام وهو صيام من حيث اللغة، وهذا الصيام لا يختص بوقت دون آخر بل يجب الاستمرار عليه حتى الممات طاعة لله تعالى ليفوز برضى الله ويسلم من سخطه وعقوبته، فإذا أدرك المسلم أنه في شهر الصيام امتنع عما أحل الله له، لأن الله حرم عليه تعاطي ذلك في أيام شهر رمضان فالعبرة من ذلك أن يدرك أن الله قد حرم عليه الحرام مدة حياته وعليه الكف عن ذلك والامتناع منه دائما خوفا من عقاب الله الذي أعده لمن خالف أمره وفعل ما نهى عنه. وقد أخبر عليه الصلاة والسلام في الحديث القدسي عن ربه أن للصائم فرحتين، فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه، فالصائم يفرح عند فطره؛ لأنه قد وفق لإنهاء الصيام الذي جزاؤه عظيم عند الله ويفرح الفرحة الكبرى عند لقاء ربه حيث يجازيه على صيامه الجزاء الأوفى. ومن حفظ لسانه عن الفحش وقول الزور وفرجه عما حرم الله عليه ويده من تعاطي ما لا يحل تعاطيه وسمعه من سماع ما يحرم سماعه وبصره عما حرم الله النظر إليه واستعمل هذه الجوارح فيما أحل الله من حفظها وحافظ عليها حتى توفاه الله، فإنه يفطر بعد صيامه هذا على ما أعده الله لمن أطاعه من النعيم وأول ما يلاقيه من ذلك ما بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يجري للمؤمنين عند الانتقال من هذه الدار إلى الدار الآخرة حيث يأتيه في آخر لحظاته في الدنيا ملائكة كأن على وجوههم الشمس معهم كفن من الجنة وحنوط من الجنة يتقدمهم ملك الموت فيقول: «يا أيتها النفس الطيبة أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان»، فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء إلى آخر ما بينه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم مما يجري بعد ذلك، وهذه هي البوادر الطيبة التي يجدها أمامه من حرص على سعادة نفسه وسعى في خلاصها مما يفضي بها إلى الهلاك والدمار، ولهذا أرشد النبيُّ صلوات الله وسلامه عليه الرجل الذي سأله عن قيام الساعة إلى ما هو أهم من قيامها وهو الاستعداد لها بالأعمال الصالحة فإنه صلى الله عليه وسلم قال لمن سأله عن قيامها: «وماذا أعددت لها»، مبينا أن الإنسان في حياته الدنيوية عليه الاستعداد لحياته الأخروية وقد قال الله تعالى: ﴿وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَاب﴾ [البقرة:197]، وذلك أن كل سفر لابد فيه من زاد يناسبه والسفر إلى الآخرة زاده تقوى الله والعمل بطاعته والسير على النهج القويم الذي جاء به رسوله الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. كلمة ختامية وأختم هذه المحاضرة بكلمة تخصنا معشر الذين امتن الله عليهم بسكنى طيبة الطيبة دار الهجرة والعاصمة الأولى للمسلمين فأقول: إن شهر رمضان المبارك شهر شرفه الله وخصه بخصائص لا توجد في غيره وقد ودعناه نحن وسائر الأمة الإسلامية منذ أيام، ونرجو أن نكون جميعاً ممن فاز برضى الرب جلّ جلاله والذي أحب أن أذكره هنا هو أنه إذا كان هذا الوقت المفضل والزمن المقدس قد مضى وذهب عنا وعن سائر المسلمين في كل مكان فإن لدينا ولله الحمد والمنة المكان المقدس، فقد جمع الله لنا في شهر رمضان بين شرف الزمان وشرف المكان وإذ ذهب شرف الزمان فإن شرف المكان باق موجود، فها هي بين أيدينا سوق من أسواق الآخرة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فقد قال صلى الله عليه وسلم: « صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلاَّ المسجد الحرام »، إنه لفضل عظيم من الله، صلاة في هذا المسجد المبارك مسجد الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام تفوق ألف صلاة في سائر المساجد سوى المسجد الحرام، إن المشتغلين في التجارة الدنيوية يتحرون المواسم التي تنفق فيها السلع وتروج فيها التجارة فيتجشمون الأخطار ويقطعون الفيافي وينتقلون بتجارتهم من مكان إلى آخر إذا علموا أن السلعة التي تساوي ريالاً واحداً قد تباع بريالين اثنين، هذا أمر لا مرية فيه ولا شك، ونحن في هذا البلد الطيب الصلاة الواحدة في مسجد سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام لا تساوي صلاتين أو ثلاثا أو عشراً أو مائة فحسب بل تفوق ألف صلاة في غيره سوى المسجد الحرام. سبحان الله ما أعظم فضله وأوسع جوده وإحسانه فله الحمد والشكر على نعمه. ولا يفوتني أن أقول: كما أن النعمة من الله علينا في سكنى طيبة الطيبة عظيمة والمنة جسيمة، فإن علينا أن لا ننسى أنه على قدر النعمة تكون المسؤولية فكما أن الإحسان في هذا المكان المقدس أجره عظيم عند الله فإن الإساءة فيه ليست كالإساءة في الأمكنة الأخرى التي لا تفضيل فيها، فمن يعصي الله بعيدا عن الحرم ليس كمن يعصيه في الحرم وليس من يرتكب الحرام وهو في المشرق والمغرب كمن يقترف الذنوب في مكة المكرمة أو المدينة المنورة فإن البون شاسع بين هذا وذاك، فالمدينة المنورة أعز مكان وأقدس بقعة على وجه الأرض بعد مكة المكرمة فهي تلي مكة في الفضل ويليها المسجد الأقصى وهذه المدينة المباركة هي منطلق الرسالة ومنها شع النور إلى سائر أنحاء الأرض وهي المركز الرئيسي والعاصمة الأولى للمسلمين في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم منذ هاجر إليها وفي زمن أبي بكر وعمر وعثمان وبعض من عهد عليّ رضي الله عن الجميع، وفيها قُبِر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وكثير من الصحابة رضوان الله عليهم، وعلى هذه الأرض نزل جبريل عليه السلام بالوحي من الله إلى محمد عليه الصلاة والسلام وهي الأرض المشتملة على أول جامعة إسلامية أبرز خريجيها أبو بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان ذو النورين وعليّ أبو الحسنين رضي الله عنهم وعن سائر الصحابة أجمعين، وهي الأرض التي مستها أقدام صفوة الصفوة وخلاصة الخلاصة من البشر بعد الأنبياء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم أجمعين، فجدير بنا وقد أكرمنا الله بالبقاء فيها أن نتزود فيها من الأعمال الصالحة التي تنفعنا بعد الموت وأن نكون على حذر من الوقوع فيها بما يسخط الله عز وجل. وأسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعاً ممن تقبل الله صيامه وقيامه وأن يرزقنا في هذا البلد الطيب طيب الإقامة وحسن الأدب وأن يحسن لنا الختام، كما أرجوه سبحانه أن يمن على المسلمين في سائر أنحاء الأرض بالرجوع إلى كتاب ربهم وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم ليفوزوا بسعادة الدنيا والآخرة إنه سميع مجيب وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله وخليله وخيرته من خلقه محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن سلك سبيله واهتدى بهديه إلى يوم الدين. منقول من موقع راية الإصلاح
http://www.rayatalislah.com/Ramadhan…ticle.php?id=4
|
||
الشاعر الموريتاني " أحمد ولد طالب عثمان " لمجلة الحقيقة:
" الشعر مقدس في موريتانيا… و الجزائر بلد الحضارة بامتياز"
*أسعى لنشر مجموعتين شعريتين لكي لا تبقى كتاباتي حبيسة الأدراج
*الشعر موروث ثقافي و على الجميع الحفاظ عليه
" أحمد ولد طالب عثمان "هو شاعر أتانا من موريتانيا و في جعبته الكثير ليسرده لنا و ذلك من خلاله إبداعاته الشعرية الذي حاول جاهدا منذ سنوات أن يضع بصمته الخاصة به تحت عنوان " الشعر العربي الأصيل " و قد حاولت مجلة " الحقيقة " أن تتعرف عليه أكثر في اللقاء الذي جمعها به حيث تطرقت إلى أبرز المحطات التي كانت عاملا هاما في صياغة أسلوبه المميز و هذه مجمل تفاصيل الحوار.
حاورته: نسرين عوادي
الاخراج الفوتوغرافي:هدى باسي
أولا نرحب بكم سيدي الكريم في بلدكم الثاني الجزائر و مشكورين على تلبيتكم دعوتنا ؟؟؟
أنا الذي أشكركم سيدتي الكريمة من خلال هذا المنبر الإعلامي و الذي جعل صوتي يصل إلى الجزائر الحبيبة.
عرف بنفسك لقراء مجلة الحقيقة؟
أنا السيد " أحمد ولد طالب عثمان" شاعر موريتاني من مواليد سنة 1977عضو باتحاد الأدباء و الكتاب الموريتانيين و أشغل حاليا منصب مدرس في صنف التعليم الأساسي.
منذ متى بدأت بكتابة الشعر؟
لما كنت أستاذا بولاية أدرار سنة 1999 انطلقت في الكتابة الشعرية و قد كانت مجرد كتابات متواضعة عن بلدي موريطانيا من جانبها السياسي، و ككل شاعر تعثرت في بدايتي لكني تداركت الأمر بعد ذلك.
ما هي المواضيع التي تتطرق إليها في شعرك؟.
أتطرق في كتابتي للشعر إلى جميع المواضيع بما فيها السياسي و الاجتماعي ….حيث أعارض النقاد في عصرنا الحديث الذين يعتبرون أن أغراض الشعر باتت مهمشة فالشعر هو شعر بكل مقاييسه ، و كل موضوع يتطلب غرضا شعريا معينا كالمدح و الوصف و الهجاء و غيرها، فالشعر في الأول و الأخير هو تراث و لا بد من الحفاظ عليه.
على ذكركم التراث ، حدثنا قليلا عن الشعر الموريتاني؟
الشعر الموريتاني شعر حافل و لا يمكني أن أتكلم عليه في بضع دقائق، حيث نملك شعراء مميزون و لدينا كوكبة من الشباب يبدعون بأقلامهم في كل مرة بكتابة أشعار رائعة و أحييهم من هذا المنبر و أتمنى أن يواصلوا على هذا المنوال كما أريد أن أنوه إلى نقطة أن الكل يحفظ الشعر من الصغير إلى الكبير فالشعر مقدس في موريتانيا.
هل كانت لك مشاركات في مهرجانات الشعر على غرار مسابقة أمير الشعراء من تنظيم هيئة أبوظبي للثقافة و التراث بالإمارات العربية المتحدة، حدثنا عن هذه التجربة؟
أكيد شاركت في العديد من مهرجانات الشعر و على رأسها المهرجان السنوي للشعر الذي يقام في موريتانيا بحيث يعتبر فرصة للقاء الشعراء و بالأخص الشباب أين يتم الأخذ و العطاء فيما بيننا ، كما شاركت في التصفيات الأولى لمسابقة أمير الشعراء من تنظيم هيئة أبوظبي للثقافة و التراث بالإمارات العربية المتحدة فقد كنا 13 مشاركا من موريتانيا لكن لم يسعفني الحظ للذهاب هناك لأن 7 منا هم من تحصلوا على التأشيرة و شرفوا بلدي في ذلك الحدث الثقافي و لا يفوتني بالمناسبة إلا أن أحيي هيئة أبو ظبي للثقافة و التراث على عطائها الفذ و اهتمامها بالشعر و تشجيع الهواة و خاصة الشباب.
كتبت شعرا للشيخ محمد بن راشد الهاشمي من أين استوحيت الفكرة؟، و ما هو دافعك؟
في بادئ الأمر كنت أتابع قناة الحقيقة الفضائية الشائعة في موريتانيا و إذا بي أرى عطاءا إنسانيا لا مثيل له و لا ينكره إلا جاحد من خلال شخص اسمه " محمد بن راشد الهاشمي " فراسلته عبر البريد الإلكتروني و قد بدأت رسالتي بقصيدة بعنوان " وجه الصبح " و رد علي بكل لباقة و احترام فلم يكن ذلك الإنسان المتكبر المتعالي بل متواضع لأقسى الحدود و من ثم جاءتني الفكرة لأكتب في هذا الشخص شعرا يليق بمقامه الحسن فهو إنسان خلوق و ذو قيم عالية.
نستوقفك لحظة، و لنتركك تمتعنا بمقطع من القصيدة التي كتبتها في الشيخ الهاشمي
القصيدة بعنوان اعتراف الطائي
إليك القوافي مضمر ..وسؤول
فأنت وفاء الخيرين ..فعــــــــــــول
حبست كلامي في مخابئ لفظه
فدوى حياء مبحر و مديـــــــــــــــــل
زرعت على الأفواه بشرى منحتها
فجاءت نضارات تفت تديــــــــــــــل
إلى النبل تحدو بالنفاسة مركبا
فما تهت يوما والكريم صـــــــــــؤول
حفرت بسفر للمكارم محتدا
يوافي مسرات ألم يطيـــــــــــــــــــل
إليك القوافي أزهرت وتطاولت
تفيض على هاماتها وتسيـــــــــــــــل
و ماذا عن المنشورات، يعني هل شعر أحمد ولد طالب عثمان متوفر في المكتبات؟
نعم لدي منشورات عديدة نذكر منها ديواني الشعري بعنوان عناق الشمس الذي نشر سنة 2022 و ذلك بدعم من اتحاد الكتاب و الأدباء الموريتانيين ��ما لدي عمل نثري بعنوان " المطالعة الموريتانية في أدب الطفل " في جزئه الأول و لا يزال الجزء الثاني قيد الطبع بحول الله كما لدي العديد من المقالات المنشورة سنة 2022 و هي متوفرة بالمكتبات، و أنا شخصيا أسعى لنشر كل ما تبدعه أناملي لأن نشر تلك الأعمال تصبح جزء من التراث الحضاري التي تساهم في تدعيم الثقافة و تثري الساحة الشعرية و تمكن من تواصل الأجيال.
إذا تحدثنا عن الشعر الجزائري فما هي الأسماء التي تأثر بها السيد " أحمد ولد طالب عثمان"؟
بصراحة لم أطلع كثيرا على الشعر الجزائري لكني قرأت للأمير عبد القادر في القصيدة التي تقول:
"مصابي جليل و العزاء جميل و ظني بأن الله سوف يديل "
و قصيدة أخرى كتبها عن بساطة المعيشة في البداوة و قد أثرت فيا كثيرا.
هل من مشاريع في المستقبل بحول الله تعالى؟
أسعى في المستقبل القريب لنشر مجموعتين شعريتين، الأولى بعنوان " إمعان في النظر " و الثانية بعنوان " الظلال "، بالإضافة لمجموعة قصصية نثرية في أدب الطفل بعنوان " المطالعة الموريتانية " في جزئها الثاني بحول الله تعالى.
كلمة تريد توجيهها للشيخ محمد الهاشمي في الختام؟
أريد أن أشكر الطاقم الصحفي لقناة الحقيقة الفضائية جزيل الشكر و أرسل تحياتي من بلد الحضارة و الكرم و حسن ضيافة شعبها العظيم كما أشكر و أحيي الشيخ محمد بن راشد الهاشمي داعيا له بدوام الصحة و العافية و مسك الختام أن أقرأ هذه القصيدة على مسامعكم الطيبة التي كتبتها لأجل هذا الشخص الطيب حيث تقول القصيدة:
أيا هاشمي العز صفوة ماجد
تدور بذا أيامنا وتجــــــــــــــــــــــ ول
حفظت عهود الآل حيث بثثتها
تتالت على مر الزمان تصـــــــــــول
بسطت نوال الخير حتى تداخلت
بأطياف كل المعدمين تحـــــــــــــــول
إليك القوافي كلها قد تناثرت
ثناء .. وعاد القول وهو كليــــــــــــل
تروي قفارا إذ غدوت سقاية
تلاشى بها يأس النفوس أفـــــــــــــول
أنرت بدرب للهداية سالكا
فكنت كضوء ثاقب ..ومزيــــــــــــل ..
مددت أكف الصدق تدني تسامحا
تهادت مروءات بها فتــــــــــــــــهول..
إليك القوافي كلها قد تقاصرت
فتسمو علاء فوقها وتــــــــــــؤول ..
ألا يا سماء قصر الطرف دونها
أمد حروفي أنملا فأطيــــــــــــــــل ..
أفتش عن مكنون يمن سدلته
لباسا لسوءات علون يـــــــــــزيل ..
فطاولت ذكرا كل علياء شيدت
أياد بأثواب الصباح تطـــــــــــــول
تجر سطور الوشي تضفي ستائرا
تجاوز هامات السماء تــــــــــــدول
إليك القوافي من سطور تمردت
تبوح بأشواق لها فتطيــــــــــــــل ..
السلام عليكم أستاذ بن الشيخ ، لقد وضعت بالأمس تطبيق خاص بمؤسسة سوناطراك حول التتثبيتات ، اريد استفسار عن الفرع الأخير حول الخطوة الواجب اتباعها عند استبدال العنصر السابع ، هل نعتبرها هل نعتبرها خسارة القيمة ام ماذا ، اريد التوضيح لانني لم اتطلع بعد على الكتاب الجديد ، رغم انني في الجامعة دائما احب اتطلع على مواضيعك لأنني استفدت منها عندما كنت في المرحلة الثانوية ، لذا اهتم بمواضيعك واقدمها للمقبلين على شهادة البكالوريا ، انتظر التوضيح يا أستاذ
بخصوص المعالجة المحاسبية لعملية المراجعة التي تحملتها المؤسسة بقيمة 5.000.000 دج فإن المبدأ العام للنفقات التي تدفع لاحقا على الأصول الثابتة تسجل كنفقات رأسمالية إذا سمحت بزيادة المنافع الاقتصادية المستقبلية بصفة جوهرية ، أما إذا لم تحقق هذا الشرط فتعتبر كنفقات جارية تتحملها الدورة مرة واحدة في الدورة المالية.
السلام عليكم ورحمة الله
سوف تجدون إن شاء الله في المرفقات الاختبار الثاني مع التصحيح لولاية النعامة.
اختبار الثلاثي الثاني.pdf (579.1 كيلوبايت, المشاهدات 3386) | |
التصحيح النموذجي للاختبار الخاص بالثلاثي الثاني الموضوع الأول.pdf (943.5 كيلوبايت, المشاهدات 3089) |
اختبار الثلاثي الثاني.pdf (579.1 كيلوبايت, المشاهدات 3386) | |
التصحيح النموذجي للاختبار الخاص بالثلاثي الثاني الموضوع الأول.pdf (943.5 كيلوبايت, المشاهدات 3089) |
اختبار الثلاثي الثاني.pdf (579.1 كيلوبايت, المشاهدات 3386) | |
التصحيح النموذجي للاختبار الخاص بالثلاثي الثاني الموضوع الأول.pdf (943.5 كيلوبايت, المشاهدات 3089) |
اختبار الثلاثي الثاني.pdf (579.1 كيلوبايت, المشاهدات 3386) | |
التصحيح النموذجي للاختبار الخاص بالثلاثي الثاني الموضوع الأول.pdf (943.5 كيلوبايت, المشاهدات 3089) |
السلام عليكم ورحمة الله
سوف تجدون إن شاء الله في المرفقات الاختبار الثاني مع التصحيح لولاية النعامة. |
ونحتسب عند الله ان يجعل اعمالك النيرة في ميزان حسناتك
اختبار الثلاثي الثاني.pdf (579.1 كيلوبايت, المشاهدات 3386) | |
التصحيح النموذجي للاختبار الخاص بالثلاثي الثاني الموضوع الأول.pdf (943.5 كيلوبايت, المشاهدات 3089) |
اختبار الثلاثي الثاني.pdf (579.1 كيلوبايت, المشاهدات 3386) | |
التصحيح النموذجي للاختبار الخاص بالثلاثي الثاني الموضوع الأول.pdf (943.5 كيلوبايت, المشاهدات 3089) |
اختبار الثلاثي الثاني.pdf (579.1 كيلوبايت, المشاهدات 3386) | |
التصحيح النموذجي للاختبار الخاص بالثلاثي الثاني الموضوع الأول.pdf (943.5 كيلوبايت, المشاهدات 3089) |
بصيغة mp3 و rm
الصّبر سر الظفر ومفتاح الفرَج
ذكر ابن القيِّم أنّ من أسباب اندفاع شر الحاسد:
«الصّبر على عدوِّه، وأن لا يقابله ولا يشكوه، ولا يحدِّث نفسَه بأذاه أصلاً، فما نُصِرَ على حاسده وعدوه بمثل الصبر عليه والتَّوكُّل على الله، ولا يستطِلْ تأخيرهُ وبغيَه، فإنّه كلما بغى عليه كان جندا وقوَّةً للمبغي عليه المحسود، يقاتل به الباغي نفسَه وهو لا يشعرُ، فبغيه سهامٌ يرميها من نفسه إلى نفسه، ولو رأى المبغيُّ عليه ذلك لسَرَّه بغيُهُ عليه، ولكن لضعفِ بصيرته لا يرى إلاّ صورة البغي دون آخره ومآله، وقد قال تعالى:﴿ ذَلِكَ وَمَنْ عَاَقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ الله﴾ [الحج: 60] فإذا كان الله قد ضمن له النصر مع أنّه قد استوفى حقَّهُ أولاً، فكيف بمن لم يستوفِ شيئا من حقِّه؟ بل بُغِي عليه وهو صابر!؟ وما من الذُّنوب ذنبٌ أسرع عقوبةً من البغي وقطيعة الرّحم، وقد سبقت سُنَّة الله: أنّه لو بغى جبلٌ على جبل جعل الباغِيَ منهما دَكَّا»
[«بدائع الفوائد» لابن القيِّم: (2/766)].
نقلته للفائدة
السؤال: أطلب من فضيلتكم السماح لي والدعاء بالمغفرة والتوفيق لأنني قد اغتبتك في عدة مجالس والآن أنا أتوب إلى الله فاسمح لي؟ دروس وفتاوى الحرم المدني لعام 1416هـ الشريط [7،6] |
||
إشاره في محـــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــلها……
إنّ اللبيب من الإشارة يفهم
الحمد لله، هذا الحديث حديث ابن عباس أو أثر ابن عباس-رضي الله عنهما-في قصته مع نوف البكاري، وذلك حينما حدثه وكان يتشاغل-رضي الله عنه-عن حديثه، فقال له: (عجبًا يا ابن عباس أحدثك عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-ولا تسمع لي؟)، أو كلمة نحوها، فقال له عبد الله بن عباس-رضي الله عنهما-هذا الأثر.
وذلك أن الناس إذا نزلت بهم الفتن، وحَلَّتْ النوازل واختلطت فيها الأمور، فإن الأخذ والسماع إنما يكون عن الموثوقين في العلم والدين، لأنه يقتدى بفعالهم ويؤخذ بأقوالهم.
وهذا بابٌ معروف عند أئمة الدين، (باب تجنب الرواية عن أهل الأهواء والبدع وتحمل العلم عنهم) معروف، فإنه قد تكاثر حتى تواتر عنهم قولهم: (إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم).
ولقد ذكر طرفًا من هذا الإمام مسلم في مقدمة صحيحه التي نقلت منها هذا الخبر، ولا شك أنه في زمن انتشار البدع والأهواء، وتشعب الآراء، واختلاف الطرق في المسلمين، فإن المرء يجب عليه ألَّا يأخذ إلا عن أهل السنة والجماعة، المعروفين بذلك، المشهود لهم بذلك، المقتفين لآثار رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، الصادقين في قولهم وفعالهم، لأنهم مأمونون وهم أمناء على حمل الشريعة، وهم أهل الحديث والخبر، ونَقَلَة الآثار عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، هم المأمونون في هذا، لأنهم يخافون الله-سبحانه وتعالى-ويتقونه، وبهم حفظ الله الْمِلَّة والشريعة، وأقام الصراط لهذه الأمة كما تركها عليه رسول الله-صلى الله عليه وسلم-.
فأين أمثال الحسن وابن سيرين، أيوب السختياني، والْحَمَّادَيْن، والْسُفْيانَيْن، والإمام مالك، والإمام الشافعي، والإمام أحمد، واسحق بن راهويه، والإمام أبا داوود، وغيرهم من بقية أصحاب الكتب الستة، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، وابن أبي حاتم ووالده أبو حاتم، وأبو زرعة الدمشقي، وغيرهم كثير حَدِّثْ عنهم ولا حرج، وأيضًا في المشرق، من أمثال الإمام الذي جمع الله فيه جميع خصال الخير-عبد الله بن المبارك-، رضي الله عنهم جميعًا وأرضاهم.
فإن أمثال هؤلاء كانوا في أزمانهم القدوة وبهم الأسوة، وبهم عصم الله-سبحانه وتعالى-الأمم، كُلٌ منها في منطقتها، أو في جهتها، أو في قطرها وعصرها من الفتن، ومن الأهواء التي ظهرت في أعصارهم وأمصارهم، حتى أسلم الله-سبحانه وتعالى-الدين غلى من جاء بعدهم، وسَلَّمَه أيضًا من عبث العابثين ولعب اللاعبين.
وهذا هو الوعد الذي قطعه الله-سبحانه وتعالى-على نفسه في قوله: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)(الحجر:9).
والذِكْر ذِكْرَان:
ذِكْرٌ مَتْلو: وهو كتاب الله العظيم، وكلامه الْمُنَزَّل-القرآن الكريم-.
ذِكْرٌ غير مَتْلو: وهو بيان هذا الكتاب الْمُنَزَّل، وهو السنة النبوية المطهرة، فهي وحيٌ من الله كالقرآن، شاهده في سورة النجم (فاحفظه ولا تهن)كما ذلك شيخ شيوخنا الشيخ حافظ-رحمه الله تعالى-في ميميته في وصاياه لطالب العلم في الآداب التي يجب أن يتحلى بها، في قوله: (وحيٌ من الله كالقرآن، شاهده في سورة النجم فاحفظه ولا تهن)يعني قول الله-سبحانه وتعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6))النجم، فهذه السنة وحيٌ يوحى، فهي وحيٌ من الله كالقرآن.
وقولنا كالقرآن هذا قول النبي-صلى الله عليه وسلم-: (ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه) يعني: السنة النبوية.
فحفظ الله القرآن بحفظه له-سبحانه وتعالى-، وحفظ الله-سبحانه وتعالى-السنة النبوية المطهرة، بتهيئة هؤلاء الجهابذة الأعلام، فحفظوها حتى بلغوها إلينا.
وإذا كان هذا حال الأسلاف-رضي الله عنهم-، (إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم)في زمن الفتنة التي حصلت في زمن الخوارج، حدوث الفتنة في عهد عثمان، ثم خروج الخوارج، وتشيع الشيعة، إذا كان هذا قولهم مع قربهم من عهد النبي-صلى الله عليه وسلم-وتواكل كثير من الصحابة.
فما بالنا نحن في هذه الأعصار المتأخرة، وما عسى أن نقول نحن، إننا يجب علينا مرات ومرات أن نقول بمقالهم هذا وهو أن نحترز لأنفسنا، فلا نأخذ هذا العلم إلا عمن عرفنا صدقه، وأمانته، وديانته، واستقامته، وإخلاصه، وإتباعه لرسول الله-صلى الله عليه وسلم-بحقٍ وصدقٍ وعدل، لا بالدعاوى والجعجعة التي لا دليل ولا برهان عليها.
قام بتفريغه: أبو عبيدة منجد بن فضل الحداد
الاثنين الموافق: 3/ جمادى الآخر/ 1443 للهجرة النبوية الشريفة. لسماع المادة الصوتية:
وحظ الله الشيخ محمد بن هادي المدخلي ونفعنا بعلمه
قال الإمام البربهاري رحمه الله: واحذر ثم احذر أهل زمانك خاصة، وانظر مَن تجالس وممن تسمع، وممن تصحب فإن الخلق كأنهم في ردة إلا مَن عصمه الله منهم.
وقال أيضًا رحمه الله: والمحنة في الإسلام بدعة، وأما اليوم فيمتحن بالسنة لقوله: (إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذوا دينكم)، (ولا تقبلوا الحديث إلا ممن تقبلون الشهادة)، فننظر فإن كان صاحب سنة له معرفة صدوق كتبت عنه وإلا تركته.(كتاب: شرح السنة للبربهاري ).
وقال الإمام ابن العربي رحمه الله: فما زال السلف يزكون بعضهم بعضًا ويتوارثون التزكيات خلفًا عن سلف، وكان علماؤنا لا يأخذون العلم إلا ممن زُكِّي وأخذ الإجازة من أشياخه.
وقال الإمام النووي رحمه الله: ولا يتعلم إلا ممن كملت أهليته وظهرت ديانته وتحققت معرفته واشتهرت صيانته، فقد قال محمد بن سيرين ومالك بن أنس وغيرهما من السلف:( هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم).