التصنيفات
القران الكريم

تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان

تعليمية



الكتاب :

تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان

تعليمية


المؤلف :

عبد الرحمن بن ناصر بن السعدي

تعليمية

المحقق :

عبد الرحمن بن معلا اللويحق

تعليمية

الناشر :

مؤسسة الرسالة

تعليمية

الطبعة :

الأولى 1420هـ -2000 م

تعليمية

عدد الأجزاء : 1

تعليمية

مصدر الكتاب :

موقع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف

تعليمية

التحميل :



هـــنـــا

تعليمية




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




التصنيفات
القران الكريم

[مقتطف] صفة إرم ذات العماد ||||

تعليمية تعليمية

[مقتطف] صفة إرم ذات العماد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( إرم ذات العماد بين صنعاء وحضرموت من بناء شدًاد بن عاد )

روي أن شدًاد بن عاد كان جباراً من الجبابرة لما سمع بالجنة وما وعد الله فيها أولياءه من قصور الذهب والفضة والمساكن التي تجري من تحتها الأنهار والغرف التي فوقها غرف قال‏:‏ إني متخذ في الأرض مدينة على صفة الجنة فوكل بذلك مائة رجل من وكلائه تحت يد كل وكيل ألف من الأعوان وأمرهم أن يطلبوا أفضل فلاة من أرض اليمن ويختاروا أطيبها تربة‏.‏
ومكًنهم من الأموال ومثل لهم كيفية بنائها وكتب إلى عماله في سائر البلدان أن يجمعوا جميع ما في بلادهم من الذهب والفضة والجواهر فجمعوا منها صبراً مثل الجبال فأمر باتخاذ اللبن من الذهب والفضة وبنى المدينة بها وأمر أن يفضض حيطانها بجواهر الدر والياقوت والزبرجد وجعل فيها غرفاً فوقها غرف أساطينها من الزبرجد والجزع والياقوت‏.‏
ثم أجرى إليها نهراً ساقه إليها من أربعين فرسخاً تحت الأرض فظهر في المدينة فأجرى من ذلك النهر سواقي في السكك والشوارع وأمر بحافتي النهر والسواقي فطليت بالذهب الأحمر وجعل حصاه أنواع الجواهر الأحمر والأصفر والأخضر ونصب على حافتي النهر والسواقي أشجاراً من الذهب وجعل ثمارها من الجواهر واليواقيت‏.‏وجعل طول المدينة اثني عشر فرسخاً وعرضها مثل ذلك وصير سورها عالياً مشرفاً وبنى فيها ثلاثمائة ألف قصر مفضضاً بواطنها وظواهرها بأصناف الجواهر‏.‏
ثم بنى لنفسه على شاطيء ذلك النهر قصراً منيفاً عالياً يشرف على تلك القصور كلها وجعل بابه يشرع إلى واد رحيب ونصب عليه مصراعين من ذهب مفضض بأنواع اليواقيت‏.‏
وجعل ارتفاع البيوت والسور ثلاثمائة ذراع‏.‏
وجعل تراب المدينة من المسك والزعفران‏.‏
وجعل خارج المدينة مائة ألف منظرة أيضاً من الذهب والفضة لينزلها جنوده‏.‏
ومكث في بنائها خمسمائة عام فبعث الله تعالى إليه هوداً النبي عليه السلام فدعاه إلى الله تعالى فتمادى في الكفر والطغيان‏.‏
وكان إذ ذاك تم ملكه سبعمائة سنة فأنذره هود بعذاب الله تعالى وخوفه بزوال ملكه فلم يرتدع عما كان عليه‏.‏
وعند ذلك وافاه الموكلون ببناء المدينة وأخبروه بالفراغ منها فعزم على الخروج إليها في جنوده وخرج في ثلاثمائة ألف رجل من أهل بيته وخلف على ملكه مرثد بن شداد ابنه وكان مرثد فيما يقال مؤمناً بهود عليه السلام‏.‏
فلما انتهى شداد إلى قرب المدينة بمرحلة جاءت صيحة من السماء فمات هو وأصحابه وجميع من كان في أمر المدينة من القهارمة والصناع والفعلة وبقيت لا أنيس بها فأخفاها الله لم يدخلها بعد ذلك إلا رجل واحد في أيام معاوية يقال له عبد الله بن قلابة فإنه ذكر في قصة طويلة ملخصها أنه خرج من صنعاء في طلب إبل ضلت فأفضى به السير إلى مدينة صفتها ما ذكرنا فأخذ منها شيئاً من المسك والكافور وشيئاً من الياقوت وقصد الشام وأخبر معاوية بالمدينة وعرض عليه ما أخذه من الجواهر وكانت قد تغير بطول الزمان‏.‏

فأحضر معاوية كعب الأحبار وسأله عن ذلك فقال‏:‏ هذا إرم ذات العماد التي ذكرها الله تعالى في كتابه بناها شداد بن عاد لا سبيل إلى دخولها ولا يدخلها إلا رجل واحد صفته كذا وكذا‏.‏
وكانت تلك الصفة صفة عبد الله ابن قلابة فقال له معاوية‏:‏ أما أنت يا عبد الله فأحسنت النصح ولكن لا سبيل لها‏.‏
وأمر له بجائزة‏.‏
وحكي أنهم عرفوا قبر شداد بن عاد بحضرموت وذلك أنهم وقعوا في حفيرة وهي بيت في جبل منقورة مائة ذراع في أربعين ذراعاً وفي صدره سرير عظيم من ذهب عليه رجل عظيم الجسم وعند رأسه لوح فيه مكتوب‏:‏ اعتبر يا أيّها المغرور بالعمر المديد أنا شدّاد بن عادٍ صاحب القصر المشيد وأخو القوّة والبأساء والملك الحسيد فدعانا لو قبلناه إلى الأمر الرّشيد فعصيناه ونادينا‏:‏ ألا هل من محيد فأتتنا صيحةٌ تهوي من الأفق البعيد فشوينا مثل زرعٍ وسط بيداءٍ حصيد.
والله الموفق للصواب‏.‏

المرجع

آثار البلاد وأخبار العباد
لزكريا بن محمد بن محمود القزويني

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




ارم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد

اظن هي اجمل حديقة بنيت على الارض




شكرا على الموضوع




التصنيفات
القران الكريم

[صوتيا] المصحف المرتل لمجموعة من القراء بتحميل مباشر ||||

تعليمية تعليمية

[صوتيا] المصحف المرتل لمجموعة من القراء بتحميل مباشر

تعليمية
تعليمية

أقدم لكم إخوانى وأخواتى الكرام
المصحف المـُرتل للعديد من قراَء

العالم الإســـلامى
بجودة عالية

تعليمية

تعليمية
اليكم روابط التحميل بإذن الله
تحميل مباشر live
And now you, God willing, Downloads
االمصحف المرتل كاملا للمقريء ماهر المعيقلي برواية حفص عن عاصم
المصحف المرتل كاملا للقارىء سعد الغامدي برواية حفص عن عاصم
المصحف المرتل كاملا للشيخ القارىء سعود الشريم برواية حفص عن عاصم
المصحف المرتل كاملا للمقريء شيرزاد طاهر برواية حفص عن عاصم
المصحف المرتل للقارئ عادل ريان برواية حفص عن عاصم
المصحف المرتل للقارئ محمد جبريل برواية حفص عن عاصم
المصحف المرتل للقارئ صلاح البدير برواية حفص عن عاصم
المصحف المرتل للقارئ صلاح الهاشم برواية حفص عن عاصم
المصحف المرتل للقارئ صلاح بوخاطر برواية حفص عن عاصم
المصحف المرتل للقارئ محمد اللحيدان برواية حفص عن عاصم

المصحف المرتل للقارئ عبد العزيز الأحمد برواية حفص عن عاصم
المصحف المرتل للقارئ عبد الرحمن السديس برواية حفص عن عاصم
المصحف المرتل – بصوت فضيلة الشيخ (محمد العشر )
المصحف المرتل كاملا للقارىء محمود خليل الحصري برواية ورش عن نافع
المصحف المرتل للشيخ سليمان أبو قمر بصوت نقى وجودة عالية من صلاة القيام لعام 1443
المصحف المرتل لقراء إذاعة الزيتونة للقرآن الكريم من تونس برواية قالون عن نافع
المصحف المرتل كاملاً لفضيلة الشيخ على الحذيفى جودة عالية
المصحف المرتل كامل للشيخ ناصر القطامي
لمصحف المرتل للقارئ الشيخ أحمد العجمي بجودة عالية جدا
لمصحف المرتل للقارئ الشيخ محمد صديق المنشاوي بجودة عالية
المصحف المرتل للقارئ الشيخ محمد محمود الطبلاوي بجودة عالية
المصحف المرتل للقارئ الشيخ محمود علي البنا بجودة عالية جدا
المصحف المرتل للقارئ الشيخ مشاري بن راشد العفاسي بجودة عالية جدا
المصحف المرتل للقارئ الشيخ نبيل الرفاعي بجودة عالية جدا
المصحف المرتل للقارئ الشيخ ياسر الدوسري بجودة عالية جدا
المصحف المرتل للقارئ الشيخ فارس عبّاد بجودة عالية جدا
المصحف المرتل للقارئ الشيخ عبد البارئ الثبيتي بجودة عالية جدا
المصحف المرتل للقارئ الشيخ عبد الباسط عبد الصمد بجودة عالية جدا
المصحف المرتل للقارئ الشيخ أبو بكر الشاطري بجودة عالية جدا
المصحف المرتل للقارئ هاني الرفاعي بجودة عالية جدا
المصحف المرتل للشيخ لعيون الكوشي بجودة عالية جدا
المصحف المرتل للقارئ رشيد بالعالية رواية ورش
المصحف المرتل للشيخ يحيى حوى رواية حفص عن عاصم
المصحف المرتل للشيخ العشري عمران رواية حفص عن عاصم
المصحف المرتل للشيخ ياسر القرشي رواية حفص عن عاصم
المصحف المرتل للشيخ زكى داغستانى رواية حفص عن عاصم
المصحف المرتل للشيخ عماد زهير حافظ
المصحف المرتل للشيخ حامد سنان رواية حفص عن عاصم
المصحف المرتل للشيخ إبراهيم الأخضر رواية حفص عن عاصم
المصحف المرتل للشيخ خليفة الطنيجى رواية حفص عن عاصم
المصحف المرتل للشيخ عمر القزابري رواية ورش عن نافع
المصحف المرتل للشيخ ياسين الجزائري رواية ورش عن نافع
المصحف المرتل للشيخ عادل بن سالم الكلباني رواية حفص عن عاصم
المصحف المرتل للشيخ عادل عبد الله ريان رواية حفص عن عاصم
المصحف المرتل للشيخ جمال شاكر عبد الله رواية حفص عن عاصم
المصحف المرتل للمقرئ مالك شيبة
تعليمية
تعليمية

وهذا بفضل الله تعالى
منقول وتم تحديثه بتوفيق الله جل وعلا

منقول





سلامـ الله عليكمـ

باركـ الله فيكـ أختى أم ليلى وجزآكـ الفردوس

جاري التحميل

تحيآتي




بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




التصنيفات
القران الكريم

[فوائد مستخلصة] فائدة رائعة للعلامة السعدي رحمه الله في تفسيره ( معنى اسم الله الشكور

تعليمية تعليمية

[فوائد مستخلصة] فائدة رائعة للعلامة السعدي رحمه الله في تفسيره ( معنى اسم الله الشكور-التطوع بالبدع )

قال رحمه الله عند قوله تعالى : (( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ )) البقرة 158 :
( وقوله: {وَمَنْ تَطَوَّعَ} أي: فعل طاعة مخلصا بها لله تعالى {خَيْرًا} من حج وعمرة، وطواف، وصلاة، وصوم وغير ذلك {فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ} فدل هذا، على أنه كلما ازداد العبد من طاعة الله، ازداد خيره وكماله، ودرجته عند الله، لزيادة إيمانه.
ودل تقييد التطوع بالخير، أن من تطوع بالبدع، التي لم يشرعها الله ولا رسوله، أنه لا يحصل له إلا العناء، وليس بخير له، بل قد يكون شرا له إن كان متعمدا عالما بعدم مشروعية العمل.
{فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} الشاكر والشكور، من أسماء الله تعالى، الذي يقبل من عباده اليسير من العمل، ويجازيهم عليه، العظيم من الأجر، الذي إذا قام عبده بأوامره، وامتثل طاعته، أعانه على ذلك، وأثنى عليه ومدحه، وجازاه في قلبه نورا وإيمانا وسعة، وفي بدنه قوة ونشاطا، وفي جميع أحواله زيادة بركة ونماء، وفي أعماله زيادة توفيق.
ثم بعد ذلك، يقدم على الثواب الآجل عند ربه كاملا موفرا، لم تنقصه هذه الأمور.
ومن شكره لعبده، أن من ترك شيئا لله أعاضه الله خيرا منه، ومن تقرب منه شبرا، تقرب منه ذراعا، ومن تقرب منه ذراعا، تقرب منه باعا، ومن أتاه يمشي، أتاه هرولة، ومن عامله، ربح عليه أضعافا مضاعفة.
ومع أنه شاكر، فهو عليم بمن يستحق الثواب الكامل، بحسب نيته وإيمانه وتقواه، ممن ليس كذلك، عليم بأعمال العباد، فلا يضيعها، بل يجدونها أوفر ما كانت، على حسب نياتهم التي اطلع عليها العليم الحكيم ) أ.هـ

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




التصنيفات
القران الكريم

[تفريغ] تفريغ تفسير سورة القلم – من سلسلة للشيخ محمد سعيد رسلان

تعليمية تعليمية

[تفريغ] تفريغ تفسير سورة القلم – من سلسلة (تفسير معاني القرآن) للشيخ محمد سعيد رسلان

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا تفريغ لأغلب ما ذكره الشيخ محمد سعيد رسلان -حفظه الله- في تفسير معاني سورة القلم.

~§§ سورة القلم §§~

– سورة القلم بدأها ربنا-تبارك وتعالى- بحرف من الحروف المُقَطَّعة.
والحروف المقطعة اختلف فيها قول أهل العلم فقال بعضهم: إن {ن} هنا هي آخر حروف الرحمن. وهذه رواية عكرمة عن ابن عباس.
وقال الحسن وقتادة والضحاك: النون الدواب.
وقيل: هو قسم أقسم الله به.
وقيل: فاتحة السورة.
والحق أنه لابد من التوقيف هنا, فلا يقال في هذه الحروف المُقطعة إلا قول قد ثبت صحيحاً عن المعصوم-صلى الله عليه وسلم-, ولذلك قال العلماء: الحروف المقطعة في أوائل السور التي وَرَدَت الحروف المقطعة فيها, يقولون: الله أعلم بمراده.
وهذا أسلم شيء.
وقال جملة من العلماء من السلف والخلف: هو بيان لإعجاز القرآن العظيم, لأن الله-تبارك وتعالى- تحداهم بالقرآن أن يأتوا بمثل أقصر سورة فيه, والقرآن عربي مبين, والعربية لغتهم التي قد تملكوا ناصيتها والتي صاروا فيها بحيث لا يوجد فوق ما وصلوا إليه مُرتقى في العصر الذي أنزل الله رب العلمين القرآن فيه, فإذا كان القرآن العظيم عربياً مبيناً بحروف لغتكم الذي حذِقتموها, فاتوا إذا بمثل اقصر سورة فيه, {ن} هذا حرف من هذه الحروف التي تتكون منها كلمات لغتكم, فهذا من التحدي لهم وهو لإظهار الإعجاز في القرآن العظيم, هذا قول.
– {وَالْقَلَمِ}: هو الذي كتب الله به الذكرى, أو هو القلم الذي أجراه الله بالقدر حين كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة.
والظاهر أنه جنس القلم الذي يُكْتَبُ به, فهو قسم منه تعالى وتنبيه لخلقه على ما أنعم به عليهم من تعليمهم الكتابة والعلم.
– {وَمَا يَسْطُرُونَ}: يعني وما يكتبون أي وما تكتب الملائكة الحفظة من أعمال بني آدم أو ما يَسْطُرُهُ بالأقلام بنو آدم, على حسب توجيه القلم في ما مر من معانيه.
– {مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ}: أي بنبوة {رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ}: هذا جواب لقولهم {يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ}, فأقسم الله-تبارك وتعالى- بالقلم وما يكتب القلم من الأعمال إنك لا تكون مجنوناً وقد أنعم الله عليك بالنبوة والحكمة.
وقيل: {مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ}: أي بعصمة ربك.
وقيل: هو كما يقال ما أنت بمجنون والحمد لله. {مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ}ما أنت والحمد لله بمجنون. فجعل{بِنِعْمَةِ رَبِّكَ}كأنها حمد لله-تبارك وتعالى-كأنه جعلها جملة اعتراضية.
وقيل: معناه ما أنت بمجنون والنعمة لربك, كقولهم سبحانك اللهم وبحمدك أي والحمد لك.
– {وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ}: أي وإن لك لثواباً غير منقوص ولا مقطوع بصبرك على افترائهم عليك.
فممنون بمعنى مقطوع, وإن لك لثواباً غير منقوص ولا مقطوع رِفْدُهُ عنك بل هو متتابع عليك.
أو وإن لك لأجراً غير ممنون لا يُمَنُّ به عليك, فتكون من المِنَّة لا من القطع.
{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}: قال ابن عباس ومجاهد: لعلى دين عظيم لا دين أحب إلي ولا أرضى عندي منه.
قال الشيخ محمد سعيد رسلان: لعل الذي قال هذا نظر إلى قول عائشة-رضي الله عنها- وقد سُئِلت عن خُلُقِ رسول الله-صلى الله عليه وسلم- فقالت: كانت خُلُقُه القرآن.
قال الحسن: هو آداب القرآن.
قال قتادة: ما كان يَأتَمِرُ به من أمر الله وينتهي عنه من نهي الله.
والمعنى: إنك يا محمد -صلى الله عليه وسلم- لعلى الخلق الذي أمرك الله به في القرآن.
وقيل: سمى الله خلقه عظيما لأنه امتثل تأديب الله إياه بقوله: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ }.
وقالت عائشة -رضي الله عنها- وقد سئلت عن خُلُقِ النبي -صلى الله عليه وسلم-: كان خُلُقُهُ القرآن.
– {فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ}: يعني فستراه يا محمد ويَرَوْه, يعني أهل مكة إذا نزل بهم العذاب عندما ينكشف عنهم الغطاء.
– {بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ}: قيل المفتون مفعول بمعنى المصدر, فتكون المفتون بمعنى الجنون يعني بأيكم الجنون.وقيل الباء بمعنى في, فستبصر ويبصرون في أي الفريقين المجنون.
وقيل {بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ} وهو الشيطان الذي فَتَنَ بالجنون وفُتِنَ به, وهذا قول مجاهد.
وقال آخرون: الباء فيه زائدة, فستبصر ويبصرون أيكم المفتون أي المجنون الذي فُتِنَ بالجنون, هذا قول قتادة.
– {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ}: أي يعلم من هو في الحقيقة الضال, بل هم الضالون.
– {وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}إلى سبيله الموصل إلى السعادة العاجلة والآجلة.

– {فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ}: يعني مُشركي مكة, فإنهم كانوا يدعونه إلى دين آبائه فنهاه أن يطيعهم وأن يلاينهم لأنهم دعوا على المُلايَنَةِ والمُصانَعَة.

– {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ}: يعني أحبوا لو تُلاينُهُم وتُصانِعُهُم فيلاينونك ويصانعونك.

{وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ}: قال الضحاك: لو تكفر فيكفرون.
وقال الكَلْبي: لو تلين لهم فيَلينون لك.
قال الحسن: لو تصانعهم في دينك فيصانعوا في دينهم.
قال زيد بن أسلم: لو تنافق وترائي فينافقون.

قال الشيخ محمد سعيد رسلان: والأولى حَمْلُ ذلك على الملاينة والمصانعة, ويدخل في الملاينة والمصانعة الكفر والنفاق وما أشبه.
– {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ}: حلاف: كثير الحلف بالباطل.
قال مقاتل: يعني الوليد بن المغيرة.
وقيل: الأسود بن عبد يغوث.
وقال عطاء: هو الأخنس.

مهين: ضعيف حقير.
قيل: هو فعيل من المهانة وهي قلة الرأي والتمييز.
وقال ابن عباس: مهين: كذاب. وهو قريب من الأول لأن الإنسان إنما يكذب لمهانة نفسه عليه.
– {هَمَّازٍ}: مغتاب يأكل لحوم الناس بالطعن والغيبة.
وقال الحسن: هو الذي يغمز بأخيه في المجلس كقوله: هُمَزة.

– {مَّشَّاء بِنَمِيمٍ}: قتّادٍ يسعى بالنميمة بي الناس ليفسد بينهم.

وصيغة المبالغة للدلالة على كثرة وقوع ذلك منه.
– {مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ}: بخيل بالمال.
قال ابن عباس:
{مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ} أي للإسلام.
يمنع ولده وعشيرته عن الإسلام, يقول: لئن دخل واحد منكم في دين محمد-صلى الله عليه وسلم- لا أنفعه بشيء أبدا.
– {مُعْتَدٍ}: ظلوم يتعدى الحق.
– {أَثِيمٍ}: فاجر.
– {عُتُلٍّ}: العُتُلُّ: الغليظ الجافي.

وقال الحسن:
هو الفاحش الخَلق السيئ الخُلُق.
وقال الفراء: هو الشديد الخصومة في الباطل.

وقال الكلبي: هو الشديد في كفره.

وكل شديد عند العرب عُتُل, وأصله من العَتْلِ وهو الدفع بالعنف.
– {بَعْدَ ذَلِكَ}: أي مع ذلك.
يريد مع ما وصفناه به من قوله تعالى.
– {زَنِيمٍ}: هو الدَّعِيُّ المُلْصَق بالقول وليس منه.
قال عطاء عن ابن عباس: يريد مع ذلك هو دَعِيُّ في قريش وليس منه.
وقال مُرَّةُ الهمداني: إنما ادعاه أبوه بعد ثمان عشرة سنة.

وقيل الزنيم الذي له زَنَمةٌ كزَنَمَة الشاة.

وروى عكرمة عن ابن عباس أنه قال: في هذه الآية نَعَتَ من لا يُعرف
-يعني في قوله{وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ(10) هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ(11) مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ(12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ}- حتى قال {زَنِيمٍ} فعُرف وكانت له زَنَمَة في عنقه يُعرف بها.
وقال سعيد بن جُبير عن ابن عباس: يُعرف بالشر كما تُعرف الشاة بزنمتها.
قال ابن قتيبة: لا نعلم أن الله -تبارك وتعالى- وصف أحداً ولا ذكر من عيوبه ما ذكر من عيوب الوليد بن المغيرة.
– {أَن كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ}: قرأ أبو جعفر وابن عامر وحمزة وأبو بكر ويعقوب: (أأن) بالاستفهام, وقرأ الآخرون بلا استفهام على الخبر {أن كان}, وأما من قرأ بالاستفهام (أأن كان ذا مال وبنين).

فمن قرأ بالاستفهام فمعناه: أَلِئَن كان ذا مال وبنين {إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ}:أي جعل مجازاة النعم التي خُوِّلها من البنين والمال الكفر بآياتنا.
وقيل معناه: أَلِئَن كان ذا مال وبنين تطيعه.
ومن قرأ على الخبر {أَن كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ}: فمعناه لا تطع كل حلاف مهين لأن كان ذا مال وبنين, أي لا تطعه لماله وبنيه.
– إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ}, ثم أوْعَدَه فقال: {سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ}: الخرطوم: الأنف.
قال أبو العالية ومجاهد: أي سنسود وجهه فنجعل له علما في الآخرة يُعرف به وهو سواد الوجه.

وقال الفراء: خصَّ الخرطوم بالسِّمة
-أي بالعلامة, سنسمه بالوَسْمِ بأن نجعل له على الخرطوم علامة- وأنه في مذهب الوجه لأن بعض الشيء يُعَبَّرُ به عن كله.
فجعل العلامة للأنف وهي شاملة للوجه.
وقال ابن عباس: سنحطمه بالسيف.
وقد فعل ذلك يوم بدر.
وقال قتادة: يعني سنضربه على أنفه حتى نَحْطِمَ أنفه بالسيف.
وقد وقع ذلك له يوم بدر.

وقال قتادة
: سنلحق به شيئاً لا يفارقه.
وقد ألحق الله بما ذكر من عيوبه به عاراً لا يفارقه في الدنيا والآخرة كالوَسْمِ على الخرطوم.

وقال الضحاك والكسائي
: سنكويه على وجهه.

الملفات المرفقة تعليمية تفريغ تفسير سورة القلم-للشيخ رسلان.doc‏ (92.0 كيلوبايت)

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




التصنيفات
القران الكريم

[شرح] لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا

تعليمية تعليمية

[شرح] لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ

لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ {123النساء}

عمدة التفاسير (تحقيق احمد شاكر)

قال قتادة :ذُكر لنا أن المسلمين و أهل الكتاب افتخروا فقال أهل الكتاب : نبينا قبل نبيكم و كتابنا قبل كتابكم فنحن أولى بالله منكم , و قال المسلمون : نحن أولى بالله منكم و نبينا خاتم النبيين و كتابنا يقضى على الكتب التى كانت قبله . فـأنزل الله " ليس بأمانيكم و لا أمانى أهل الكتاب و من يعمل سوءاً يجز به" و "من أحسن ديناً ممن أسلم وجهه لله و هو محسن و اتبع ملة إبراهيم حنيفاً " فأفلج الله حجةّ المسلمين على من ناوأهم من أهل الأديان"(1) . و كذا ورى عن السدى و مسروق و الضحاك و أبى صالح و غيرهم . و المعنى في هذه الآية : أن الدين ليس بالتحلى و لا بلتمنى و لكن ما وقر في القلوب و صدّقته الأعمال , و ليس كل من ادّعى شيئاً حصل له بمجرد دعواه و لا كل من قال إنه هو المُحِقّ سمع قوله بمجرد ذلك حتى يكون له من الله برهان.
و لهذا قال تعالى "ليس بأمانيكم و لا أمانى أهل الكتاب " أي : ليس لكم و لا لهم النجاة بمجرد التمنى بل العبرة بطاعة الله سبحانه , و اتباع ما شرعه على ألسنة الرسل الكرام. و لهذا قال بعده " من يعمل سوءاً يجز به" كقوله { فمن يعمل مثقال ذرّة خيراً يره و من يعمل مثقال ذرة شراَّ يره} . و قد روُى أن هذه الآية لما نزلت شق ذلك على كثير من الصحابة : فروى الإمام أحمد عن أبى بكر : أنه قال " يا رسول الله , كيف الفلاح بعد هذه الآية " ليس بأمانيكم و لا أمانى أ هل الكتاب . من يعمل سوءاً يجز به " فكل سوء عملناه جزُينا به ؟ ألست تنصب ؟ ألست تحزن؟ ألست تصيبك الأواء ؟ قال : بلى قال : فهو مما تجزون به " . رواه سعيد بن منصور و ابن حبان في صحيحه و الحاكم (2). و روى ابن مردويه عن مسروق قال : قال أبو بكر الصديق : يا رسول الله ما أشد هذه الآية " من يعمل سوءاً يجز به"!

(1): رواه الطبرى : 10493. وهو مرسل . و إسناده الطبرى إلى قتادة إسناد صحيح. و رواه أيضاً عبد بن حميد و ابن المنذر , كما في الدرر المنثور 225:2
(2) المسند : 68 ـــــ 71 . و إبن حبان 502:4 (مخطوط الإحسان المصورة ).
و الحاكم 3: 74- 75 , و صححه و وافقه الذهبي . و رواه أيضاً الطبرى : 10523- 10528 .
و زاد السيوطى 2 :226 نسبته لابن المنذر و ابن السنى و البهيقى في الشعب . و في إسناده انقطاع بين التابعى أبى بكر بن أبى زهير الثقفي – وراية عن أبى بكر الصديق – و بين أبي بكر . و لكن الشواهد الآتية تؤيد صحته . و انظر شرح الطحاوية بتحقيقنا , ص 263.

_________________________

فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : المصائب و الأمراض و الأحزان في الدنيا جزاء"(1). و روى سعيد بن منصور عن عُبيد بن عمير عن عائشة : " أن رجلاً تلا هذه الآية " من يعمل سوءاً يجز به " فقال : إنا لنجزى بكل ما عملنا؟ هلكنا إذن فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : نعم يُجْزَ به المؤمن في الدنيا في نفسه في جسده فيما يؤذيه"(2).
و روى ابن أبى حاتم عن ابن أبى مُليكة عن عائشة قالت : قلت : يا رسول الله إني لأعلم أشدَّ آية في القرآن فقال ما هى يا عائشة؟ قلت :من يعمل سوءاً يجز به" فقال : هو ما يصيب العبدّ المؤمن حتى النكبة يُنْكبُّها " . رواه أبو داود و ابن جرير (3).
وروى أبو داود الطيالسى عن أمية :" أنها سألت عائشة عن هذه الآية " من يعمل سوءاً يجز به " ؟ فقالت : ما سألنى عن هذه الآية أحد منذ سألت عنها رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا عائشة هذه متابعة الله للعبد مما يصيبه من الحمى و النكبة و الشوكة , حتى البضاعة يضعها في كمه فيفزع لها. فيجدها في جيبه. حتى إن المؤمن ليخرج من ذنوبه كما يخرج التبر الأحمر من الكير "(4) . روى الإمام احمد عن عائشة قالت : قالو "اللأواء" بفتح اللام و الواو بينهما همزة ساكنة و بالمد – : المشقة و الشدة .

(1)و رواه الطبرى : 10529 , بلفظ : " إن المصيبة في الدنيا جزاء " . و ذكره السيوطى 226:2-227 بمثب لفظ ابن مردوية , و نسبه لسعيد بن منصور و هناد و إبن جرير و أبى نغيم في الحلة و ابن مردويه "عن مسروق" , و لكن الذي وقع في نسخ الطبرى بحذف "عن مسروق ". الراجح عندى أنه سقط سهواً من الناسخين . و هو في الحلية 119:8 على الصواب .
(2)إسناده صحيح . و رواه أحمد في المسند 65:6 -66 (حلبى). و رواه البخارى في التاريخ الكبير 4/2/371 مختصراً . و هو في مجمع الزوائد 12:7 , و قال :"رواه أحمد و أبو يعلى, و رجالهما رجال الصحيح". و زاد السيوطى 227:2 نسبته لابن جرير و البهيق في شعب الإيمان " بسند صحيح" . و لم أجده في الطبرى.
(3)إسناده صحيح . و هو في الطبرى 10532 . و رواية أبى داود : 3093 أطول قليلا. و رواه الطبرى بأطول منه : 10531 . و قد فصل أخى السيد محمود شاكر تخريجه هناك.
(أم الرزان)وقد جاء بهذا اللفظ في صحيح مسلم

عن أبى هريرة قال لما نزلت (من يعمل سوءا يجز به) بلغت من المسلمين مبلغا شديدا فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « قاربوا وسددوا ففى كل ما يصاب به المسلم كفارة حتى النكبة ينكبها أو الشوكة يشاكها ». قال مسلم هو عمر بن عبد الرحمن بن محيصن من أهل مكة.

(4) مسند الطيالسى : 1584 . و قد رواه الطبرى في تفسير هذه الآية , برقم : 10531. ورواه قبل ذلك برقم : 6495 , و فصلنا تخريجه فيه . و قد مضى في كتابنا هذا , ج 2 ص 210- 211
(أم الرزان): هذا ما ورد في ج 2 ص 210- 2022 : و قوله متابعة الله العبد" يعني: ما يصيب الإنسان مما يؤلمه ، يتابعه الله به ليكفر عنه من ذنوبه . و هذا هو الثابت في المسند و الطبري . و ثبت هنا في المخطوطة و المطبوعة "مبايعة" ! و هو تصحيف.
(أم الرزان):وقال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة:

عن أمية أنها سألت عائشة عن هذه الآية : ( وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله ) وعن هذه الآية ( من يعمل سوءا يجز به ) ؟ فقالت : ما سألني عنهما أحد منذ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما ، فقال :" يا عائشة ! هذه متابعة الله عز وجل العبد بما يصيبه من الحمة والنكبة والشوكة ، حتى البضاعة يضعها في كمه فيفقدها فيفزع لها فيجدها في ضينه ، حتى إن المؤمن ليخرج من زنوبه كما يخرج التبر الأحمر من الكير " .اخرجه أحمد ( 6/218 ) ، وابن جرير ( 10531 ) .وهذا إسناد ضعيف أيضا ؛ فإنه مع ضعف ابن جدعان ؛ لا يعرف حال أمية هذه .وتابعه أبو عامر الخزاز قال : حدثنا ابن أبي مليكة عن عائشة به مختصرا بلفظ :
قالت : قلت : يا رسول الله ! إني لأعلم أشد آية في القرآن . فقال : ما هي يا عائشة ؟ قلت : هي هذه الآية يا رسول الله ( من يعمل سوءا يجز به ) ، فقال :" هو ما يصيب العبد المؤمن حتى النكبة ينكبها " .أخرجه ابن جرير ( 10530و 10532 ) .وأبو عامر هذا اسمه صالح بن رستم المزني ؛ وفيه ضعف .وللحديث شاهد قوي من حديث أبي هريرة قال :" لما نزلت ( من يعمل سوءا يجز به ) بلغت من المسلمين مبلغا شديدا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قاربوا وسددوا ، ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة ، حتى النكبة بنكبها ، أو الشوكة يشاكها " .أخرجه مسلم ( 7/16 ) ، والترمذي ( 4/94 ) ، وأحمد ( 2/248 ) ، وابن جرير ( 10520 ) ؛ وقال الترمذي :" حسن غريب " .وأخرج أبو نعيم في " الحلية " ( 8/119 ) من طريق محمد بن عبد بن عامر : حدثنا يحيى النيسابوري : حدثنا الفضيل بن عياض عن سليمان بن مهران الكاهلي عن مسلم بن صبيح عن مسروق بن الأجدع قال : قال أبو بكر الصديق : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" المصائب والأمراض والأحزان في الدنيا جزاء " .وقال أبو نعيم :" عزيز من حديث فضيل ، ما كتبته إلا من هذا الوجه " .قلت : ورجاله ثقات رجال الشيخين ؛ غير محمد بن عبد بن عامر هذا ؛ وهو السمر قندي ؛ قال الذهبي :" معروف بوضع الحديث " .لكنه لم يتفرد به ؛ فقد أخرجه ابن جرير ( 10529 ) من طريقين عن أبي معاوية عن الأعمش به ؛ إلا أنه لم يذكر في سنده مسروقا ، فلا أدري إذا كان سقط من قلم الناسخ ، أو هكذا وقعت الرواية لابن جرير ! . ويؤيد الأول أن السيوطي في " الدر المنثور " ( 2/226-227 ) عزاه لابن جرير في آخرين من طريق مسروق فقال :" وأخرج سعيد بن منصور وهناد وابن جرير ,ابو نعيم في " الحلية " وابن مردويه عن مسروق قال : قال أبو بكر : يا رسول الله ما أشد هذه الآية ( من يعمل سوء يجزبه ) ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : المصائب … " .وسعيد بن منصور من طبقة يحيى بن يحيى النيسابوري ، فهو متابع له متابعة تامة أو قاصرة ، وبذلك يسلم الحديث من السمر قندي المذكور ، وقد رواه ابن مردويه – كمافي ابن كثير ( 2/558 ) – من طريق محمد بن عامر السعدي : حدثنا يحيى بن يحيى النيسابوري به . فيبدو لأول وهلة أن السعدي متابع للسمرقندي هذا ، ولكن الظاهر أنهما واحد ، تحرف السمرقندي إلى السعدي ، ونسب الى جده عامر ، فبدا أنه غيره ، وهو هو . والله أعلم .وجملة القول في هذه الطريق ؛ أن رجالها ثقات ، وأن لا علة فيها إلا الإرسال ، وهو صحيح بالشواهد التي قبله .وأما حديث الترجمة ؛ فيبدو أن نصفه الأول قوي بها ، وأما النصف الآخر فلم أجد ما يشهد له ، فيبقى على ضعفه .ثم رأيت في " المستدرك " ( 2/308 ) من طريق أبى المهلب قال :" رحلت إلى عائشة رضي الله عنها في الآية ( ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ) ؟ قالت : هو ما يصيبكم في الدنيا " . وقال :" صحيح على شرط الشيخين " . ووافقه الذهبي .

_________________________

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا كثرت ذنوب العبد و لم يكن له ما يكفًّرها [من العمل] ابتلاه الله بالحزن ليكفرهما عنه" (1) . و روى سعيد بن منصور عن أبى هريرة قال : لما نزلت " من يعمل سوءاً " شق ذلك على المسلمين فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم : سَدَّدوا و قاربوا, فإن في كل ما يصاب به المسلم كفارة , حتى الشوكة يشاكها و النكبة ينكبها" . و رواه احمد و مسلم و الترمذى و النسائي (2) . و عن أبى سعيد و أبى هريرة أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول " ما يصيب المعلم من نَصَب و لا وَصَب و لا سقم و لا حزن , حتي الهمّ يهمه , إلا كفر الله من سيئاته " . اخرجاه (3) . و روى الإمام أحمد عن أبى سعيد الخدرة , قال : قال رجل لرسول الله صلى الله عليه و سلم : أرأيت هذه الأمراض التي تصيبما ما لنا بها؟ قال : كفارات قال أبى : و إن قلت ؟ قال : حتى الشوكة فما فوقها , قال : فدعا أبيٌّ على نفسه أنه لا يفارقه الوعك حتى يموت , في أن لا يشغله عن حج و لا عمرة, و لا جهاد في سبيل الله و لا صلاة مكتوبة في جماعة فما مسَّه إنسان حتى وجد حَرَّه , حتى مات" . تفرد به أحمد (4) . و روى ابن جرير عن الحسن : من يعمل سوءاً يجز به " قال : الكافر , ثم قرأ { و هل نُجازى إلا الكفور}(5) . و هكذا روى عن ابن عباس و سعيد بن جبير : أنهما فسرا السوء ههنا بالشرك أيضاً.

(1)المسند 157:6 , و زذنا منه قوله [من العمل]. و ذكره الهيثمى في الزوائد ـــ دون هذه الزيادة ـــــ 192:10, و قال :" رواه أحمد و البزار , و إسناده حسن"
(2)المسند : 7380 , و فصلنا تخريجه هناك . و راه أيضا الطبرى : 10520, من هذا الوجه , بنحوه . و كذلك رواه البيهقى 373:3 . و زاد السيوطى 227:2 نسبته لابن أبى شيبة و ابن المنذر و ابن مردويه.
(3) البخارى 92:10 (فتح) . و مسلم . و مسلم 282:2 . و رواه ايضا احمد : 8014. و البهيقى 373:3.
(4)المسند : 11201 . و هو في الزوائد 301:2-302 , و قال : رواه أحمد و أبو يعلى , و رجاله ثقات".
(5) الطبرى : 10511.

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




التصنيفات
القران الكريم

[تفريغ] التفريغ الكامل لشرح أصول في التفسير للإمام ابن عثيمين للشيخ الدكتور سعد بن نا

تعليمية تعليمية

[تفريغ] التفريغ الكامل لشرح أصول في التفسير للإمام ابن عثيمين للشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري

السلام عليكم ورحمة الله

يسعدني أن أقدم لإخواني الكرام التفريغ الكامل لشرح أصول في التفسير للعلامة الإمام محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – ، لفضيلة الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري – حفظه الله – .

وقد بذلت فيه وسعي كي يظهر في أحسن حلة ، وقمت بتخريج أحاديثه بواسطة برنامج الجامع للحديث النبوي الشريف .

والمرجو من إخواني ممن له علاقة بالشيخ أن يتفضل بإيصاله للشيخ لكي يراجعه وله مني جزيل الشكر .

تنبيه : جميع الحقوق متاحة للتصرف الشخصي دون الأمور التجارية ، فيرجع فيها للشيخ .

أخوكم المحب أبو عبد الأعلى حاتم فتح الله المغربي .

والآن مع الرابط
http://www.4shared.com/document/0y_3MRWS/____.html

وأرجو من المشرفين نقله ليكون رابط نباشر على الموقع لأني لم أستطع ذلك .

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




التصنيفات
القران الكريم

[كتاب] و(الروض الباسم في أصول رواية

تعليمية تعليمية

[كتاب] (الملخص المفيد النافع لأصول رواية قالون عن نافع) و(الروض الباسم في أصول رواية حفص عن عاصم)

بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحمدَ لله, نحمَده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, مَن يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له, ومَن يُضْلِلْ فلا هاديَ له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه.
أما بعد, فإن الدارسَ لعلمٍ من العلوم التي تكثر فيها التقاسيم والتفريعات قد يجد نفسه محتاجاً إلى وجودِ ملخَّصٍ فيه يتضمن رؤوسَ أقلام عن مباحثه لكي يستوعب من خلاله تلك المباحث ويكونَ عوناً له على تذكُّر تفاصيلِها وما فيها من تقاسيمَ وتفريعاتٍ, ومِن أجملِ وأنفَعِ الأساليبِ في عمل الملخصات في العلوم المذكورة هو أسلوبُ التقسيمات الشجرية, فإنه يفيد كثيراً في تحصيل هذا المقصود.
وقد قام بعض علماء التجويد والقراءات في هذا العصر باستخدام هذا الأسلوب في التأليف في التجويد والقراءات, وقد نفع الله بتلك المؤلَّفات كثيراً, إلا أنَّ أكثرَ تآليف أولئك العلماء التي استخدَموا فيها هذا الأسلوب الرائع في علم القراءات كانت في رواية حفص عن عاصم, وذلك بسبب كونِها الروايةَ الأكثرَ انتشاراً في العالم الإسلامي, وقلَّما نجد لهم تآليفَ في غيرها من الروايات, لا سِيَّما روايتَيْ قالون وورش عن نافع, فإن هاتين الروايتين في عدد من البلاد الإسلامية – ومنها بلادُنا الحبيبة ليبيا بلادُ المليون حافظٍ – هما أكثرُ الروايات انتشاراً, مما كان شجعني على عمل ملخصاتٍ بأسلوب التقسيمات الشجرية لأصول عدد من الروايات من طريق الشاطبية؛ مساهمةً مني – مع بُعْدِ الشُّقَّة وقلة الزاد – في تقريبِ وتبسيطِ هذا العلم الشريف للناس.
وقد كانت أولُ رواية بدأتُ بتلخيص أصولها هي رواية قالون عن نافع, وذلك في كتابي: (الملخص المفيد النافع لأصول رواية قالون عن نافع), وقد وَجَدَ – ولله الحمد – رواجاً وقبولاً من كثير من الناس في عدد من البلدان, ثم أتبعتُه بكتاب: (الرَّوض الباسم في تلخيص أصول رواية حفص عن عاصم) بأسلوب يختلف قليلاً عما أُلِّفَ على طريقته, وأضفت إليه أصول رواية حفص من طريق الفيل من كتاب المصباح من طريق طيبة النشر.
وهاأنا أقدمهما لكم على هذا المنتدى الطيب عسى أن تنتفعوا بهما وأن ينالا إعجابكم.
وإنني أنصح طلاب هذا العلم إلى أن دراسة الرواية – أصولاً وفرشاً – دراسةً نظريةً أمرٌ مهم؛ فإن من ثمارها: تمييزُ المرء بين طرق تلك الرواية, واستيعابُ أوجهها, ومعرفةُ ما يُقرَأُ به منها وما لا يُقرَأُ به. ويزداد الأمر أهميةً إن كان المقامُ مقامَ إجازة؛ فمن المعلوم لدينا أن الإجازة القرآنية هي أعلى مرتبة يصل إليها المرء في تلاوة القرآن الكريم, ولذا فإن الذي يرُومُ نَيْلَ الإجازة في روايةٍ ما فإن من الأمور التي لابد منها: أن يكون متقناً لتلك الرواية من الناحيتين النظرية والعملية.
أسأل الله الكريم أن ينفع بهذا العمل, وأن يرزقه القبول, وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم, إنه سميعٌ قريبٌ مجيبٌ.

تنبيه: من لم تظهر عنده الخطوط فليخبرني أرسل إليه المجلد المحتوي على الخطوط

الملفات المرفقة تعليمية الملخص المفيد النافع.pdf‏ (1.02 ميجابايت) تعليمية الروض الباسم.pdf‏ (1.13 ميجابايت)

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




التصنيفات
القران الكريم

[صوتية وتفريغها] القرآن كتاب السعادة الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله ||-القران وعلو

التصنيفات
القران الكريم

المراد من هذين الاستثنائين في قوله تعالى ( خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ

المراد من هذين الاستثنائين في قوله تعالى ( خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ…..)
للشيخ ابن باز رحمه الله

قال تعالى في سورة هود:

(يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105) فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (107) وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (108)).
هل يفهم من هذا أن من دخل النار و مثله من دخل الجنة يخرج منها إذا شاء الله؟؟؟؟
قال الشيخ محمد الأمين الجكني الشنقيطي في "دفع إيهام الإضطراب عن آيات الكتاب" : "قوله تعالى: {قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاّ مَا شَاءَ اللهُ}، هذه الآية الكريمة يفهم منها كون عذاب أهل النار غير باق بقاء لا انقطاع له أبدا ونظيرها قوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ, خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاّ مَا شَاءَ رَبُّك}، وقوله تعالى: {لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَاباً}، وقد جاءت آيات تدل على أنّ عذابهم لا انقطاع له كقوله: {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً}.

والجواب عن هذا من أوجه:

أحدها: أن قوله تعالى: {إِلاّ مَا شَاءَ اللهُ} معناه إلا من شاء الله عدم خلوده فيها من أهل الكبائر من الموحدين، وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة أن بعض أهل النار يخرجون منها وهم أهل الكبائر من الموحدين، ونقل ابن جرير هذا القول عن قتادة والضحاك وأبي سنان وخالد بن معدان واختاره ابن جرير وغاية ما في هذا القول إطلاق ما ورد ونظيره في القرآن {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ}.

الثاني: أن المدة التي استثناها الله هي المدة التي بين بعثهم من قبورهم واستقرارهم في مصيرهم قاله ابن جرير أيضا.

الوجه الثالث: أن قوله {إِلاّ مَا شَاءَ اللهُ} فيه إجمال وقد جاءت الآيات والأحاديث الصحيحة مصرحة بأنهم خالدون فيها أبداً, وظاهرها أنه خلود لا انقطاع له, والظهور من المرجحات, فالظاهر مقدم على المجمل كما تقرر في الأصول.

ومنها: أنّ "إِلاّ" في سورة هود بمعنى: "سوى ما شاء الله من الزيادة على مدة دوام السماوات والأرض".

و قال في نفس المرجع في قوله تعالى: {لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَاباً} قال: " تقدم وجه الجمع بينه هو والآيات المشابهة له كقوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ} مع الآيات المقتضية لدوام عذاب أهل النار بلا انقطاع كقوله: {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدا} في سورة الأنعام في الكلام على قوله تعالى: {قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّه} الآية فقد بينا هناك أن العذاب لا ينقطع عنهم وبينا وجه الاستثناء بالمشيئة وأما وجه الجمع بين الأحقاب المذكورة هنا مع الدوام الأبدي الذي قدمنا الآيات الدالة عليه فمن ثلاثة أوجه:

الأول: وهو الذي مال إليه ابن جرير وهو الأظهر عندي لدلالة ظاهر القرآن عليه هو أن قوله لابثين فيها أحقابا متعلق بما بعده أي لابثين فيها أحقابا في حال كونهم لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا إلا حميما وغساقا فإذا انقضت تلك الأحقاب عذبوا بأنواع أخر من أنواع العذاب غير الحميم والغساق ويدل لهذا تصريحه تعالى بأنهم يعذبون بأنواع أخر من أنواع العذاب غير الحميم والغساق في قوله: {هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ}. وغاية ما يلزم على هذا القول تداخل الحال وهو جائز حتى عند من منع ترادف الحال كابن عصفور ومن وافقه. وإيضاحه أن جملة: لا يذوقون: حال من ضمير اسم الفاعل المستكن ونعني باسم الفاعل قوله لابثين الذي هو حال ونظيره من اتيان جملة فعل مضارع منفي بلا حالا في القرآن قوله تعالى: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً} أي في حال كونكم لا تعلمون.

الثاني: أن هذه الأحقاب لا تنقضي أبدا رواه ابن جرير عن قتادة والربيع بن أنس وقال إنه أصح من جعل الآية في عصاة المسلمين كما ذهب إليه خالد بن معدان .

الثالث: أنا لو سلمنا دلالة قوله أحقابا على التناهي والانقضاء فإن ذلك إنما فهم من مفهوم الظرف والتأبيد مصرح به منطوقا والمنطوق مقدم على المفهوم كما تقرر في الأصول. وقوله خالد بن معدان أن هذه الآية في عصاة المسلمين يرده ظاهر القرآن لأن الله قال وكذبوا بآياتنا كذابا: وهؤلاء الكفار". (من نفس المرجع السابق).

قال البغوي في تفسيره : "(ما دامت السموات والأرض)، قال الضحاك: ما دامت سموات الجنة والنار وأرضهما وكل ما علاك وأظلك فهو سماء، وكل ما استقرت عليه قدمك فهو أرض. قال أهل المعاني: هذا عبارة عن التأييد على عادة العرب، يقولون لا آتيك ما دامت السموات والأرض، ولا يكون كذا ما اختلف الليل والنهار، يعنون: أبدا".

و قال ابن كثير في تفسيره (قلت): ويحتمل أن المراد بما دامت السموات والأرض الجنس لأنه لا بد في عالم الاَخرة من سموات وأرض كما قال تعالى {يوم تبدّل الأرض غير الأرض والسموات} ولهذا قال الحسن البصري في قوله: {ما دامت السموات والأرض} قال: يقول: سماء غير هذه السماء وأرض غير هذه فما دامت تلك السماء وتلك الأرض. وقال ابن أبي حاتم ذكر عن سفيان بن حسين عن الحكم عن مجاهد عن ابن عباس قوله: {ما دامت السموات والأرض} قال: لكل جنة سماء وأرض, وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: ما دامت الأرض أرضا والسماء سماء. وقوله {إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد} كقوله {النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم} وقد اختلف المفسرون في المراد من هذا الاستثناء على أقوال كثيرة حكاها الشيخ أبو الفرج بن الجوزي في كتابه زاد المسير, وغيره من علماء التفسير, ونقل كثيراً منها الإمام أبو جعفر بن جرير رحمه الله في كتابه واختار هو ما نقله عن خالد بن معدان والضحاك وقتادة وابن سنان ورواه ابن أبي حاتم عن ابن عباس والحسن أيضاً أن الاستثناء عائد على العصاة من أهل التوحيد ممن يخرجهم الله من النار بشفاعة الشافعين, من الملائكة والنبيين والمؤمنين, حتى يشفعون في أصحاب الكبائر ثم تأتي رحمة أرحم الراحمين فتخرج من النار من لم يعمل خيراً قط وقال يوماً من الدهر لا إله إلا الله كما وردت بذلك الأخبار الصحيحة المستفيضة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمضمون ذلك من حديث أنس وجابر وأبي سعيد وأبي هريرة وغيرهم من الصحابة ولا يبقى بعد ذلك في النار إلا من وجب عليه الخلود فيها ولا محيد له عنها, وهذا الذي عليه كثير من العلماء قديماً وحديثاً في تفسير هذه الاَية الكريمة. وقد روي في تفسيرها عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وابن مسعود وابن عباس وأبي هريرة وعبد الله بن عمرو وجابر وأبي سعيد من الصحابة, وعن أبي مجلز والشعبي وغيرهما من التابعين, وعن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وإسحاق بن راهويه وغيرهما من الأئمة في أقوال غريبة وورد حديث غريب في معجم الطبراني الكبير عن أبي أمامة صدي بن عجلان الباهلي ولكن سنده ضعيف والله أعلم. وقال قتادة: الله أعلم بثنياه, وقال السدي هي منسوخة بقوله {خالدين فيها أبداً}". اهـ

أما الإستثناء الذي جاء في حق أهل الجنة، فقد قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره : "معنى الاستثناء ههنا أن دوامهم فيما هم فيه من النعيم ليس أمراً واجباً بذاته بل هو موكول إلى مشيئة الله تعالى فله المنة عليهم دائماً ولهذا يلهمون التسبيح والتحميد كما يلهمون النفس. وقال الضحاك والحسن البصري هي في حق عصاة الموحدين الذين كانوا في النار ثم أخرجوا منها وعقب ذلك بقوله {عطاء غير مجذوذ} أي غير مقطوع قاله مجاهد وابن عباس وأبو العالية وغير واحد لئلا يتوهم متوهم بعد ذكره المشيئة أن ثم انقطاعاً أو لبساً أو شيئاً بل حتم له بالدوام وعدم الانقطاع كما بين هناك أن عذاب أهل النار في النار دائماً مردود إلى مشيئته وأنه بعدله وحكمته عذبهم ولهذا قال {إن ربك فعال لما يريد} كما قال: {لا يسأل عما يفعل وهم يسألون} وهنا طيب القلوب وثبت المقصود بقوله: {عطاء غير مجذوذ} وقد جاء في الصحيحين «يؤتى بالموت في صورة كبش أملح فيذبح بين الجنة والنار ثم يقال يا أهل الجنة خلود فلا موت, ويا أهل النار خلود فلا موت", وفي الصحيح أيضاً «فيقال يا أهل الجنة إن لكم أن تعيشوا فلا تموتوا أبداً وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبداً وإن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبداً وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبداً»".

سئل الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى : أرجو شرح قوله تعالى : (فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ) سورة هود الآية 107 (خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ) سورة هود الآية 108 (وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ) سورة هود الآية 106 ، هل يفهم من هذا أن من دخل الجنة يخرج منها إذا شاء الله ، وهل نسخت هاتان الآيتان بشيء من القرآن إذ إنهما وردتا في سورة مكية ؟

ج : الآيتان ليستا منسوختين بل محكمتان ، وقوله عز وجل : (إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ) سورة هود الآية 107 اختلف أهل العلم في معنى ذلك مع إجماعهم على أن نعيم الجنة دائم أبدا لا ينقضي ولا يزول ولا يخرجون منها ؛ ولهذا قال تعالى : (عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ) سورة هود الآية 108، لإزالة بعض ما قد يتوهم بعض الناس أن هناك خروجا فهم خالدون فيها أبدا؛ ولهذا قال سبحانه : ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) (ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ) سورة الحجر الآية 46، يعني آمنين من الموت ، وآمنين من الخروج ، وآمنين من الأمراض ؛ ولهذا قال عز وجل بعد ذلك : ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ) سورة الحجر الآية (لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ ) سورة الحجر الآية 48 ، فهم فيها دائمون ولا يخرجون ولا يموتون ، قال تعالى 🙁 إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ) سورة الدخان الآية 51 (فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) سورة الدخان الآية 52 (يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ) سورة الدخان الآية 53 (كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ) سورة الدخان الآية 54 ( يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ) سورة الدخان الآية 55 ( لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ) سورة الدخان الآية 56 (فَضْلًا مِنْ ربِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) سورة الدخان الآية 57 ، فأخبر سبحانه أن أهل الجنة في مقام أمين لا يعتريه خراب ولا زوال وأنهم آمنون أيضا لا خطر عليهم من موت ولا مرض ولا خروج ولا يموتون أبدا .

فقوله : (إلا ما شاء ربك) قال بعض أهل العلم : معناه مدة مقامهم في القبور ليسوا في الجنة ، وإن كان المؤمن في روضة من رياض الجنة لكنها ليست هي الجنة ولكنه شيء منها فإنه يفتح للمؤمن وهو في قبره باب إلى الجنة يأتيه من ريحها وطيبها ونعيمها وينقل بعد ذلك إلى الجنة فوق السماوات في أعلى شيء .

وقال بعضهم : (إلا ما شاء ربك) يعني مدة إقامتهم في موقف القيامة للحساب والجزاء وذلك بعد خروجهم من القبور فإنهم بعد ذلك ينقلون إلى الجنة ، وقال بعضهم : مجموع الأمرين مدة بقائهم في القبور ومدة بقائهم في الموقف ومرورهم على الصراط في كل هذه الأماكن ليسوا في الجنة لكنهم ينقلون منها إلى الجنة . ومن هذا يعلم أن المقام مقام واضح ليس فيه شبهة ولا شك ، فأهل الجنة في الجنة أبد الآباد ولا موت ولا مرض ولا خروج ولا كدر ولا حزن ولا حيض ولا نفاس بل في نعيم دائم وخير دائم ، وهكذا أهل النار يخلدون فيها أبد الآباد ولا يخرجون منها كما قال عز وجل في حقهم : (لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ) سورة فاطر الآية 36 ، والآيات في هذا المعنى كثيرة ، أما قوله عز وجل في حقهم : (إلا ما شاء ربك) فقيل : إن المراد بذلك مقامهم في القبور ، وقيل : مقامهم في الموقف وهم بعد ذلك يساقون إلى النار ويخلدون فيها أبد الآباد كما قال تعالى في حقهم في سورة البقرة : ( كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ) ، وقال سبحانه في سورة المائدة : (يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ) ، والله ولي التوفيق .

مجلة البحوث الإسلامية
من فتاوى الشيخ ابن باز رحمه الله




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




شكرا على الموضوع