التصنيفات
اسلاميات عامة

وصية ابن القيم لصاحب السنة

وصية ابن القيم لصاحب السنة مع تعليق الشيخ ابن عثيمين -رحمهما الله-

القارئ:


لا تُوحِشَنَّكَ غربةٌ بين الورى ** فالناس كالأمواتِ فى الحسبان
أو ما علمت بأن أهل السنة الـ ** غرباء حقًا عند كل زمان
(مداخلة للشيخ ابن عثيمين-رحمه الله-: (اللهم اجعلنا منهم)
قل لي متى سَلِمَ الرسول و صحبه ** والتابعون لهم على الإحسان
من جاهل ومعاند ومنافق ** ومحارب بالبغي والطغيان
وتظن أنك وارث لهم وما ** ذقت الأذى فى نصرة الرحمن
كلا ولا جاهدت حق جهاده ** في الله لا بيد و لا بلسان
مَنَّتْكَ والله المحال النفس فاسـ ** ــتحدث سوى ذا الرأي والحسبان
لو كنت وارثه لآذاك الأُلى ** ورثوا عِداه بسائرِ الألوان

الشيخ:
(لا توحشنك غربة بين الورى) الله أكبر!

يعني: إذا ضل الناس وأنت على هدى؛ فلا تستوحش؛ لأن الإنسان حقيقةً إذا لم يرى معه أحدًا ربما يستوحش ويتوقف أو يرجع أنه ما عليه من الهدى؛ ولهذا أخبر النبي عليه الصلاة والسلام عن أيام الصبر أن العامل فيهن له أجر خمسين من الصحابة، أجر خمسين من الصحابة، لماذا؟ لأن الصحابة إذا رأى الإنسان من حوله وإذا هم كلهم على الطريق؛ فلا يستوحش، ولا يتعب ولا يُعَيَّر ولا يُذَل، ولكن أيام الصبر كل الناس على صِدام؛ فَتصعُبُ عليه الطاعة، تَصعُب عليه الطاعة وتشق؛ لكنه صابر، راسخ القدمين؛
فهو يقول –رحمه الله-: (لا تُوحِشنَّكَ غربة بين الورى) وهذا والله هو الحق، ما دمت على نور من الله؛ فمن أين تأتيك الوحشة؟! لا وحشة؛ أنت على دين، أنت على حق، لا يهمنك أحد، أنت ستدفن وحدك، وهم سيدفون وحدهم، وستبعث يوم القيامة لا مال ولا بنون.
(فالناس كالأموات في الحسبان) :
الناس كالأموات وصاحب الحق حي؛ بل إن صاحب الحق حيٌّ بعد موته؛ كما قال عز وجل: ((أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا)) [الأنعام: 122]
أهل العلم الآن أحياء بيننا؛ ألسنا كل يوم نقرأ كتاب لشيخ الإسلام مثلاً؟ هو يُعلِّمُنَا، هو شيخنا، أستاذنا، حيٌّ، وهذه هي الحياة؛ ولهذا قال الشاعر: (ذكر الفتى عمره الثاني)، فهذه هي الحياة الحقيقية؛ أما بقاؤك في الدنيا فهو ساعات وأيام تمشي وتمضي.

(أوما علمت بأن أهل الـ ** سنة الغرباء حقًا)؟
الجواب: بلى، والله أهل السنة هم الغرباء حقًا، أهل الدين هم الغرباء حقًا في كل زمان، ولو تأملت التاريخ لوجدت الأمر كذلك؛ الخلافات والآراء والعقائد والملل وتجد صاحب السنة كغُرَّةِ وجه الفرس؛ غريب بين الناس.
(قل لي متى سَلِمَ الرسول وصحبه ** والتابعون لهم على إحسان؟)
الجواب: لم يسلم، ما سَلِمَ الرسول ولا الصحابة، وثلاثة من خلفائه قُتِلُوا على أيدي أعدائهم؛ عمر، عثمان، وعلي –رضي الله عنهم- كلهم قُتِلُوا على أيدي أعدائهم؛ فما سَلِمَ الرسول ولا صحبه من الأذى؛ من جاهل، ومعاند وهو عالم، ومنافق يأخذ بالتَقيِّة، ومحارب معلن بالعداوة ومحارب بالبغي والعدوان، فهذه أصناف: الجاهل، المعاند، المنافق، المحارب أربعة، كل هؤلاء مستعدون لأذى الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه وأتباعه.
(وتظن أنك وارث لهم وما ** ذقت الأذى في نصرة الرحمن)
والله هذا ظن، ظن خاطئ (خائب)؛ يعني: تظن أنك وارث الرسول عليه الصلاة والسلام ولم يصبك ما أصابه؛ أين الإرث؟! إذا لم يصبك شيء منه أو من نوعه؛ فإنك قاصر في إرث الرسول صلى الله عليه وسلم قاصر، ولا يمكن أن تُفرش الأرض زهورًا وورودًا لإنسان متمسك بالسنة كما ينبغي، أبدًا، من رام ذلك فقد رام المحال، وفتش في التاريخ، ما من إنسان قام لله عز وجل بحق إلا وجد أذى، لكن هذا الأذى يختلف، قد يكون من يريد الأذى لا يتمكن بقوة السلطان مثلاً، أو لا يتمكن لشرف الرجل وجاهه عند الناس، أو لما هو نحوه، ولكن لابد أن يجد أذى؛
يقول: (وتظن أنك وارث لهم وما ** ذقت الأذى فى نصرة الرحمن
كلا ولا جاهدت حق جهاده ** فى الله لا بيد و لا بلسان)
اللسان: بالقول، واليد: بالسنان والرمح والقلم.
فجهاد اليد: بالقلم، بالسيف، بالرمح، بالقوس
يقول: (منَّتْكَ والله المحال النفس)؛ يعني: النفس تُمنِّيكَ المحال المستحيل، ما هي الأمنية التي تمنيه هنا؟ ألا يتأذى من أعداء الله وهو قائم بنصرة دين الله؛ أبدًا هذا محال، لابد أن يتأذى ولكن كما قلت لكم: الأذية قد تختلف، وقد يوجد أحد الموانع، ولكن لابد منها.
(منَّتك والله المحال النفس فاسـ ** ــتحدث سوى ذا الرأي والحسبان)
يعني: دور عن غير هذا
(لو كنت وارثه- وارث من؟ وارث الرسول صلى الله عليه وسلم- لآذاك الأُلى ** ورثوا عداه بسائر الألوان)
بسائر: متعلق بالأذى، يعني بسائر الألوان من الأذى، وصدق رسول الله؛ لقول الله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ) [ الفرقان: 31]
كل نبي له عدو من المجرمين، ولأتباعهم عدو من المجرمين؛ لأن هؤلاء المجرمين الذين عادوا الرسول عليه الصلاة والسلام لم يعادوه لأنه محمد بن عبد الله؛ وإنما عادوه لدينه، فمن تمسك بدينه فقد ورث، فلابد أن يكون لأعدائه الذين آذوه وارث، وارث يؤذي ورثة الرسول عليه الصلاة والسلام، وهذا مُشاهد.
الإمام أحمد ماذا حصل له؟ حصل أذية، يجر بالبغلة في الأسواق، ويضرب بالسياط حتى يغمى عليه، وحُبِس، وشيخ الإسلام كذلك وغيرهم كثير، غيرهم كثير.
كل من كان أقوم لله وأصدع للحق؛ فإنه سيكون أعداؤه أكثر، وإن شئت الدليل، فكم من بني آدم يضل؟ تسعمئة وتسع وتسعين في الألف؛ أتظن أن هؤلاء الضالين يحبون المهتدين؟! أبدًا لا يحبونهم، وإن أظهروا المحبة لهم فهو نفاق؛ كيف تحبهم وهم على غير طريقك؟ هذا مستحيل.

من شرح الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- لنونية ابن القيم-رحمه الله




تعليمية




بارك الله فيك




تعليمية




بسم الله الرحمن الرحيم
مشكوووووور
والله يعطيك
الف عافيه




التصنيفات
اسلاميات عامة

عــــــــــواقب المعاصي

عــــــــــواقب المعاصي

لابن الجوزي رحمه الله

ينبغي لكل ذي لب وفطنة أن يحذر عواقب المعاصي. فإنه ليس بين الآدمي وبين الله تعالى قرابة ولا رحم، وإنما هو قائم بالقسط، حاكم بالعدل. وإن كان حلمه يسع الذنوب. إلا أنه إذا شاء عفا فعفا كل كثيف من الذنوب، وإذا شاء أخذ وأخذ باليسير، فالحذر الحذر. ولقد رأيت أقواما من المترفين كانوا يتقلبون في الظلم والمعاصي باطنة وظاهرة فتعبوا من حيث لم يحتسبوا. فقلت أصولهم. ونقص ما بنوا من قواعد أحكموها لذراريهم. وما كان ذلك إلا لأنهم أهملوا جانب الحق عز وجل، وظنوا أن ما يفعلونه من خير يقاوم ما يجري من شر، فمالت سفينة ظنونهم. فدخلها من ماء الكيد ما أغرقهم. ورأيت أقواما من المنتسبين إلى العلم أهملوا نظر الحق عز وجل إليهم في الخلوات. فمحا محاسن ذكرهم في الخلوات. فكانوا موجودين كالمعدومين، لا حلاوة لرؤيتهم، ولا قلب يحن إلى لقائهم. فالله الله في مراقبة الحق عز وجل. فإن ميزان عدله تبين فيه الذرة، وجزاؤه مراصد للمخطئ ولو بعد حين. وربما ظن أنه العفو وإنما هو إمهال وللذنوب عواقب سيئة. فالله الله الخلوات الخلوات. البواطن البواطن. النيات النيات. فإن عليكم من الله عيبا ناظرة. وإياكم والاغترار بحلمه وكرمه، فكم قد استدرج. وكونوا على مراقبة الخطايا، مجتهدين في محوها. وما شيء ينفع كالتضرع مع الحمية عن الخطايا، فلعله… وهذا فصل إذا تأمله المعامل لله تعالى نفعه. ولقد قال بعض المراقبين لله تعالى: قدرت على لذة وليست بكبيرة. فنازعني نفسي إليه، اعتمادا على صغرها، وعظم فضل الله تعالى وكرمه. فقلت لنفسي: إن غلبت هذه فأنت أنت، وإذا أتيت هذه فمن أنت؟ وذكرتها حالة أقوام كانوا يفسحون لأنفسهم في مسامحة كيف انطوت أذكارهم، وتمكن الإعراض عنهم. فارعوت، ورجعت عما همت به، والله الموفق

صيد الخاطر ــ لابن الجوزي ـ رحمه الله ـ.




جزاك الله خيرا على الموضوع

أتابع مواضيعك الشيقة باهتمام أختي
لأن مواضيع القسم رائعة ما شاء الله
بالاضافة الى أعضاء أخرين




جزاك الله خيرا أختي أم همام




بارك الله فيك وجعل في ميزان حسناتك
تعليمية




جزاك الله خير الجزاء على الموضوع




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




تعليمية




التصنيفات
اسلاميات عامة

سنه مهجورة

سُـنـَّة مفقودة أو مهجورة عند الكثيرين

نبدأ بسم الله ،

…… !!

عند صعودك على السُـلـَّم / الدّرج،.

أو نزولك مِن السُـلـَّم / الدّرج .. ، ماذا تفعل؟

تعليميةتعليمية

أو صعودك في المِـصعد ..أو نزولك فيه
تعليميةتعليمية
أتعرف أنّ حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم

إذا صعد أو نزل هضبة أو جبلاً ماذا كان يقول ؟؟ !!

عند صعوده كان يُـكـَـبِّـر ‘ الله اكبر

وعند نزوله كان يُسَـبِّـح ‘ سبحان الله’

اقرؤوا معي هذه الأحاديث..

عن جابر رضي الله عنه قال‏:‏

[ كـُـنـّا إذا صعدنا كبـَّرنا، وإذا نزلنا سبَّحْـنا‏]‏ (‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.‏

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال‏:‏

[..وكان النبي صلى الله عليه وسلم وجيوشـُه إذا عـَـلـَوْا الثــّـنايا كبَّـروا وإذا هـَـبَـطوا سبَّـحوا]‏(‏‏(‏رواه أبو داود بإسناد صحيح))‏

سُـنـَّة مفقودة، أليس كذلك ؟؟ !!

لكن نحنُ (أحباب رسول الله صلى الله عليه وسلم)

إن شاء الله سوف ننشـُرُها




بارك الله فيك و جزاك الله خيرا و بالتوفيق انشاء الله




آمين يارب,جزاك الله خير ومشكور على المرور والتعليق الطيب




جزاك الله خيرا




جزاك الله كل الخير




بسم الله الرحمن الرحيم
حكم التسبيح والتكبير في الصعود والهبوط في غير السفر
عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال :
( كُنَّا إِذَا صَعِدْنَا كَبَّرْنَا وَإِذَا نَزَلْنَا سَبَّحْنَا )
رواه البخاري
احسن الله إليكم فضيلة الشيخ :
جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم يكبر إذا صعد شرفاً ويسبح إذا نزل وادياً ، وهل هذا التسبيح والتكبير خاص بالسفر ؟ أم أنه يكبر ويسبح للصعود مثلاً في البيت للدور الثانية والثالثة ؟
كان النبي صلى الله عليه وسلم في أسفاره إذا علا صعداً كبر ، وإذا نزل وادياً سبح ، وذلك أن العالي على الشيء قد يتعاظم في نفسه فيرى أنه كبير، فكان من المناسب أن يكبر الله عز وجل فيقول الله أكبر ، وأما إذا نزل فالنزول السفول فناسب أن يسبح الله عزوجل عن السفول ،هذه هي المناسبة ، ولم ترد السنة بأن يُفعل ذلك في الحضر ، والعبادات مبنية على التوقيف ، ويقتصر فيها على ما ورد ، وعلى هذا أنه إذا صعد الإنسان الدرجة في البيت فإنه لا يكبر ، وإذا نزل منها فإنه لا يسبح ، وإنما يختص ذلك في الأسفار .
سلسلة لقاء الباب المفتوح –102a
العلامة الشيخ / محمد بن صالح العثيمين

رحمه الله تعالى

******************
هل التكبير في الطلوع والتسبيح في النزول حتى ولو كنا في غير السفر داخل المدينة ؟
الذي ورد أنه في السفر ، أما إذا كان في البلد وكان في طلوع ونزول لا اعلم شيء يدل عليه ، وإنما هذا جاء في الأسفار .
سنن الترمذي / كتاب الدعوات
العلامة الشيخ / عبد المحسن العباد

حفظه الله تعالى




بارك الله فيك اختاه.تقبلي مروري.وجزاك الله خيرا اختاه ام عبيد الله على التكملة المكملة.وفقك الله وسدد خطاكم.




التصنيفات
اسلاميات عامة

روائع الشافعي

هذه هي الدنيا
تموت الأسد في الغابات جوعا … ولحم الضأن تأكله الكــلاب
وعبد قد ينام على حريـــر … وذو نسب مفارشه التــراب

دعوة إلى التنقل والترحال
ما في المقام لذي عـقـل وذي أدب … من راحة فدع الأوطان واغتـرب
سافر تجد عوضـا عمن تفارقــه … وانْصَبْ فإن لذيذ العيش في النَّصب
إني رأيت ركـود الـماء يفســده … إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطب
والأسد لولا فراق الغاب ما افترست … والسهم لولا فراق القوس لم يصب
والشمس لو وقفت في الفلك دائمة … لملَّها الناس من عجم ومن عـرب
والتِّبرُ كالتُّـرب مُلقى في أماكنـه … والعود في أرضه نوع من الحطب
فإن تغرّب هـذا عـَزّ مطلبـــه … وإن تغرب ذاك عـزّ كالذهــب

الضرب في الأرض
سأضرب في طول البلاد وعرضها … أنال مرادي أو أموت غريبـا
فإن تلفت نفسي فلله درهــــا … وإن سلمت كان الرجوع قريبا

آداب التعلم
اصبر على مـر الجفـا من معلم … فإن رسوب العلم في نفراته
ومن لم يذق مر التعلم ساعــة … تجرع ذل الجهل طول حياته
ومن فاته التعليم وقت شبابــه … فكبر عليه أربعا لوفاتــه
وذات الفتى والله بالعلم والتقى … إذا لم يكونا لا اعتبار لذاته

متى يكون السكوت من ذهب
إذا نطق السفيه فلا تجبه … فخير من إجابته السكوت
فإن كلمته فـرّجت عنـه … وإن خليته كـمدا يمـوت

عدو يتمنى الموت للشافعي
تمنى رجال أن أموت ، وإن أمت … فتلك سبيـل لـست فيها بأوحــد
وما موت من قد مات قبلي بضائر … ولا عيش من قد عاش بعدي بمخلد
لعل الذي يرجـو فنـائي ويدّعي … به قبل موتـي أن يكون هو الردى

لا تيأسن من لطف ربك
إن كنت تغدو في الذنـوب جليـدا … وتخاف في يوم المعاد وعيـدا
فلقـد أتاك من المهيمـن عـفـوه … وأفاض من نعم عليك مزيـدا
لا تيأسن من لطف ربك في الحشا … في بطن أمك مضغة ووليـدا
لو شــاء أن تصلى جهنم خالـدا … ما كان أَلْهمَ قلبك التوحيــدا

الصديق الصدوق
إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا … فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة … وفي القلب صبر للحبيب وإن جفا
فما كل من تهواه يهواك قلبه … ولا كل من صافيته لك قد صفا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة … فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله … ويلقاه من بعد المودة بالجفا
وينكر عيشا قد تقادم عهده … ويظهر سرا كان بالأمس قد خفا
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها … صديق صدوق صادق الوعد منصفا

التوكل على الله
توكلت في رزقي على الله خـالقي … وأيقنـت أن الله لا شك رازقي
وما يك من رزقي فليـس يفوتني … ولو كان في قاع البحار العوامق
سيأتي بـه الله العظـيم بفضلـه … ولو، لم يكن من اللسـان بناطق
ففي اي شيء تذهب النفس حسرة … وقد قسم الرحـمن رزق الخلائق

لمن نعطي رأينا
ولا تعطين الرأي من لا يريده … فلا أنت محمود ولا الرأي نافعه

كتمان الأسرار
إذا المـرء أفشـى سـره بلسانـه
ولام عليـه غيـره فهـو أحمـق
إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه
فصدر الذي يستودع السر أضيـق

لما عفوت ولم أحقد على أحدٍ
أرحت نفسي من هم العداوات
إني أحيي عدوي عند رؤيتـه
أدفع الشر عنـي بالتحيـات
وأظهر البشر للإنسان أبغضه
كما أن قد حشى قلبي محبات
الناس داء ودواء الناس قربهم
وفي اعتزالهم قطع المـودات

الإعراض عن الجاهل
أعرض عن الجاهل السفيه
فكل مـا قـال فهـو فيـه
ما ضر بحر الفرات يومـاً
إن خاض بعض الكلاب فيه

السكوت سلامة
قالوا اسكت وقد خوصمت قلت لهم
إن الجـواب لبـاب الشـر مفتـاح
والصمت عن جاهلٍ أو أحمقٍ شرف
وفيه أيضاً لصون العرض إصـلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ؟
وال*** يخسى لعمري وهـو نبـاح

كم هي الدنيا رخيصــة .. قال الإمام الشافعي
يا من يعانق دنيا لا بقاء لها ….. يمسي ويصبح في دنياه سافرا
هلا تركت لذي الدنيا معانقة ….. حتى تعانق في الفردوس أبكارا
إن كنت تبغي جنان الخلد تسكنها ….. فينبغي لك أن لا تأمن النارا

وفي مخاطبــة السفيــه قال
يخاطبني السفيه بكل قبح ….. فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة فأزيد حلما ….. كعود زاده الإحراق طيبا

الحكمة
دع الأيام تفعل ما تشاء ….. وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالي ….. فما لحوادث الدنيا بقاء
وكن رجلا على الأهوال جلدا ….. وشيمتك السماحة والوفاء
وإن كثرت عيوبك في البرايا ….. وسرك أن يكون لها غطاء
تستر بالسخاء فكل عيب ….. يغطيه كما قيل السخاء
ولا تر للأعادي قط ذلا ….. فإن شماتة الأعدا بلاء
ولا ترج السماحة من بخيل ….. فما في النار للظمآن ماء
ورزقك ليس ينقصه التأني ….. وليس يزيد في الرزق العناء
ولا حزن يدوم ولا سرور ….. ولا بؤس عليك ولا رخاء
إذا ما كنت ذا قلب قنوع ….. فأنت ومالك الدنيا سواء
ومن نزلت بساحته المنايا ….. فلا أرض تقيه ولا سماء
وأرض الله واسعة ولكن ….. إذا نزل القضا ضاق الفضاء
دع الأيام تغدر كل حين ….. فما يغني عن الموت الدواء

إن المحب لمن يحب مطيـع
تعصي الإله وأنت تظهر حبه … هذا محال في القياس بديـع
لو كان حبك صادقا لأطعتـه … إن المحب لمن يحب مطيـع
في كل يوم يبتديك بنعمــة … منه وأنت لشكر ذلك مضيع

أبواب الملوك
إن الملوك بـلاء حيثما حـلـوا … فلا يكن لك في أبوأبهم ظــل
ماذا تؤمل من قوم إذا غضبـوا … جاروا عليك وإن أرضيتهم ملوا
فاستعن بالله عن أبوأبهم كرمـا … إن الوقوف على أبوابهــم ذل

فــرجـــت
ولرب نازلة يضيق لها الفتى ….. ذرعا وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ….. فرجت وكنت أظنها لا تفرج

مناجياً رب العالمين
قلبي برحمتك اللهم ذو أنس ….. في السر والجهر والإصباح والغلس
ما تقلبت من نومي وفي سنتي ….. إلا وذكرك بين النفس والنفس
لقد مننت على قلبي بمعرفة ….. بأنك الله ذو الآلاء والقدس
وقد أتيت ذنوبا أنت تعلمها ….. ولم تكن فاضحي فيها بفعل مسي
فامنن علي بذكر الصالحين ولا ….. تجعل علي إذا في الدين من لبس
وكن معي طول دنياي وآخرتي ….. ويوم حشري بما أنزلت في عبس

دعوة إلى التعلم
تعلم فليس المرء يولد عالـمــا … وليس أخو علم كمن هو جاهـل
وإن كبير القوم لا علم عـنـده … صغير إذا التفت عليه الجحافل
وإن صغير القوم إن كان عالما … كبير إذا ردت إليه المحـافـل

إدراك الحكمة ونيل العلم
لا يدرك الحكمة من عمره … يكدح في مصلحة الأهـل
ولا ينــال العلم إلا فتى … خال من الأفكار والشغـل
لو أن لقمان الحكيم الذي … سارت به الركبان بالفضل
بُلي بفقر وعـيـال لمـا … فرق بين التبن والبقــل

الدعاء
أتهزأ بالدعــاء وتزدريــه *** وما تدري بما صنع القضــاء
سهــام الليل لا تخطــي *** لها أمد ، وللأمــد ، انقضـاء

العلم رفيق نافع
علمي معي حـيثمــا يممت ينفعني … قلبي وعاء لـه لا بطــن صـنـدوق
إن كنت في البيت كان العلم فيه معي … أو كنت في السوق كان العلم في
السوق

تول أمورك بنفسك
ما حك جلدك مثل ظفرك … فتـول أنت جميع أمرك
وإذا قصدت لحـاجــة … فاقصد لمعترف بفضلك

فتنة عظيمة
فســاد كبيـر عالم متهتك … وأكبر منه جـاهل متنسك
هما فتنة في العالمين عظيمة … لمن بهما في دينه يتمسك

العيب فينا
نعيب زماننا والعيب فينا … وما لزمانا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب … ولو نطق الزمان لنا هجانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب … ويأكل بعضنا بعضا عيانا

يا واعظ الناس عما أنت فاعله
يا واعظ الناس عما أنت فاعله … يا من يعد عليه العمر بالنفس
احفظ لشيبك من عيب يدنسه … إن البياض قليل الحمل للدنس
كحامل لثياب الناس يغسلها … وثوبه غارق في الرجس والنجس
تبغي النجاة ولم تسلك طريقتها …إن السفينة لا تجري على اليبس
ركوبك النعش ينسيك الركوب على … ما كنت تركب من بغل و من فرس
يوم القيامة لا مال ولا ولد … وضمة القبر تنسي ليلة العرس

حسن الخلق
إذا سبنـي نـذل تزايـدت رفعـة
وما العيب إلا أن أكـون مساببـه
ولو لم تكن نفسـي علـى عزيـزة
مكنتهـا مـن كـل نـذل تحاربـه

من روائع الإمام الشافعي
ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي ***** جعلت الرجا منى لعفوك سلما
تعاظمنى ذنبي فلما قرنتــــــــه ***** بعفوك ربي كان عفوك اعظما
فما زلت ذا عفوعن الذنب لم تزل**** تجود وتعفو منة وتكرمــــــــا
فلولاك لمايصمد لابليس عابـــد **** فكيف وقد اغوى صفيك ادمــا
فلله در العارف النــــــــدب انه ***** تفيض لفرط الوجد اجفانــه دما
يقيم اذا ما الليل مـــد ظلامـــــه ***** على نفسه من شدة الخوف مأتما
فصيحا اذا ماكان في ذكر ربــه ***** وفي ماسواه في الورى كان اعجما
ويذكر اياما مضت من شبابــــه ***** وماكان فيها بالجهالة اجرمـــــا
قصار قرين الهم طول نهـــاره ***** اخا الشهد والنجوى اذا الليل اظلما
يقول حبيبي انت سؤلى وبغيتى *****كفى بك للراجين سؤلا ومغنما
الست الذي غذيتنى وهديتنــــى ***** ولازلت منانـا على ومنعــــــما
عسى من له الاحسان يغفر زلتى ***** ويستر اوزارى وما قد تقدمــــا

إذَا رُمْتَ أَنْ تَحيَا سليمًا مِنَ الرَّدَى
وَدِينـُكَ مَوفُورٌ وَعِرْضُكَ صيّنُ
فَلا يَنطِقَن مِنْكَ اللســان بِسَوءةٍ
فَــكلكَ سَوْءَاتٌ وللنَّاسِ أَلْسُنُ
وَعَيْنَاكَ إِنْ أَبْدَتْ إِلَيْكَ مَعَـايبًــا
فَدَعْهَا، وَقُلْ يَا عَيْنُ للنَّاسِ أَعْيُنُ
وَعَاشِرْ بِمَعْرُوفٍ وَسَامِحْ مَنِ اعْتَدَى
وَدَافِـعْ وَلَكِنْ بِالَّتِي هِيَ أحْـسَنُ

الدَّهْرُ يَـومَانِ ذَا أمْنٍ وذَا خَطَرٍ
والعيشُ عيشانِ ذا صفو وذا كدرُ
أَمَا تَرَى البحرَ تَعلُو فوقه جِيَفٌ
وتَسْتَقِرُّ بأقْصَى قـــاعِهِ الدُّرَرُُ
وفِـي السَّمَاءِ نجومٌ لا عدادَ لَهَا
وليس يُكسَفُ إلا الشمس والقـمر

من روائع الإمام الشافعي
أحب من الإخوان كل مـُوَاتـي
وكل غضيض الطرف عن عثراتي
يوافقني في كـل أمــر أريـــده
ويحفــظني حيـًّّـا وبـــعــد ممـاتـــي
فمن لي بهذا؟ ليت أني أصبته
لقاســمته مالــــــي من الحســنــات
تصفحت إخواني فكان أقلهم
على كــــثرة الإخوان أهلُ ثـِقاتــــي

من روائع الإمام الشافعي
إن الطبـيب بِطبه وَدَوائـِــــه
لا يستطيع د ِفـَاع مقــدُور ِ القـضى
ما للطبيب يموت بالداء الذي
قد كان يـبرىء مثــله فيمــــا مضـى
هلك المُدَاوِي والمُدَاوََى والذي
جَلـَبَ الدّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّ ّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّ َّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّواء َ وَباعهُ وَمن ِ اشــــتـَرى

الله حسبي
أنت حسبي وفيك للقلب حسب*** وبحسبي إن صح لي فيك حسب
لا أبالي متى ودادك لي صـح *** من الدهر ما تعرض لي خطـب

قلة الإخوان عند الشدائد
ولما اتيت الناس اطلـب عندهـم *****أخـا ثقـةٍ عنـد أبتـداء الشدائـد
تقلبت في دهـري رخـاء وشـدة*****وناديت في الأحياء هل من مساعد؟
فلم أر فيما ساءني غيـر شامـتٍ***** ولم أر فيما سرنـي غيـر جامـد

مساءة الظن
لا يكـن ظـنـك إلا سيـئـاً ****إن الظن مـن أقـوى الفطـن
ما رمى الإنسان في مخمصةٍ****غير حسن الظن والقول الحسن

دخل المزني على الإمام الشافعي في مرضه
الذي توفي فيه فقال له :كيف أصبحت يا أبا عبدالله ؟!
فقال الشافعي :
أصبحت من الدنيا راحلا, و للإخوان مفارقا , و لسوء عملي ملاقيا , ولكأس المنية شاربا , و على الله واردا , و لا أدري أروحي تصير إلى الجنة فأهنيها , أم إلى النار فأعزيها

ثم أنشأ يقول :
و لما قسـا قلبي و ضاقـت مذاهبي جـعـلت رجـائي نحـو عفـوك سلـما
تعاظـمــني ذنبــي فلـمــا قرنتــه بعـفــوك ربـي كـان عفوك أعظـما
فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل تجــود و تعـفـــو منــة و تكــرمـا




التصنيفات
اسلاميات عامة

كيف يعرف الرجل البلاء إذا نزل به من المصيبة ؟

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

سؤال: كيف يُعرف ، أو كيف يَعرف الرجل البلاء ، إذا نزل به من المصيبة ؟

الشيخ: يعني إذا نزل بالعبد شيء هل يعتبره بلاء ، أم يعتبره مصيبة؟ ، وبالواقع أراد أن يقول: هل هو بلاء أم عقوبة؟ فيما يظهر ، أم هو بلاء أم مصيبة؟ ، هو يكون بلاء ، وهو مصيبة في نفس الوقت ، لأن المصيبة يبتلى بها ، ولكن الذي يقارن ، يقال: هل هو بلاء أم عقوبة؟ هذا الذي افهم ، أليس كذلك؟ ، ليشتبه هل هذا بلاء أم عقوبة؟ ، هل هو ابتلاء أم عقوبة؟

أما المصيبة الله جل وعلا يبتلي بالمصائب ، كما هو معلوم.

الأصل أن المسلم ما يصيبه ابتلاء لقول النبي عليه الصلاة والسلام: (عجباً لأمر المؤمن إن أمرَه كله له خير ، إن أصابته سراءُ شكر ، فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر ، فكان خيراً له)(10) ، السراء ، والضراء صارت خيراً للمؤمن ، وتكون إذاً من الابتلاء ، ابتلي بالسراء ، فشكر ، فكانت حيراً له ، وابتلي بالضراء ، فصبر ، فكانت خيراً له.
هذا الأصل في المسلم أنه يُبتلى بذلك ، ويقال: يُخشى أن تكون عقوبة ، فإن كان المسلم في نفسه يعلم أنه من أهل العصيان ، فقد يترجح له أنها عقوبة ، كما قال بعض السلف حينما أصيب يمرضٍ شديد ، في آخر عمره ، قال: مما أصيبت بهذا؟ ، فجعل يتذكر عله ذنب يعاقب عليه ، فتذكر ، فقال: ربما كانت من نظرة نظرتها وأنا شاب.
فهذا مما يخشاه العبد ، يخشى أن يكون ما أصابه عقوبة ، وهو ابتلاء يصبر عليه ، فإذا كان ذلك تذكر معصيته ، وذنبه فليبادر للتوبة ، والإنابة ، لأن هذه المصائب كفارات ، وتُذكر العبد ، وتمحو الخطايا ، ولا يزال البلاء بالمؤمن ، حتى يدعه وليس عليه خطيئة ، وقد جاء في البخاري وغيره: (من يرد الله به خيراً يصب منه)(11).

فإذاً نقول: الأصل أنه ابتلاء ولكن ما يجوز أن تقول: هذه عقوبة ، عاقب الله فلاناً ، لأن هذا ما تدري عنه ، عاقب الله أهل البلد الفلانية ، ما تدري هل هي عقوبة أم لا ، لأن هذا علمها عند الله جل وعلا ، تحديد هل هي ابتلاء أم عقوبة ، قد تكون ابتلاء ، وقد تكون عقوبة ، وقد تكون هذه ، وهذه ، في حق البعض كذا ، وفي حق البعض كذا.

نكتفي بهذا القدر ، وأسأل الله جل وعلا لي ولكم العلم النافع ، والعمل الصالح ، والهدى والاهتداء.

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.

الأجوبة الأصولية على العقيدة الواسطية
الشيخ صالح آل الشيخ
تفريغ : أبو تقي الدين ناصر الدين الجزائري
الجزائر: 28/محرم/1425 الموافق لــ
19/03/2004

وقال أيضا حفظه الله:

من كان ذا نعمة فليشكر الله وليستقم على أمره،

ومن كان ذا مصيبة فليتفكر في نفسه:

إن كان مقيما على الإيمان فليصبر وليحتسب، وليعلم أن ذلك زيادة في إيمانه لتصديقه ويقينه:

ومن كان ضد ذلك فليعلم أن تلك عقوبة يعاقب الله بها من خالف أمر الله، فهي إما ابتلاء وإما عقوبة. " شريط حقيقة الابتلاء"

و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات




اللهم لك الحمد حمدا كثيرا كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ونستغفرك ونتوب اليك
شكرا

تعليمية




رائعة كعادتك ومميزة في طرحك فدام لنا نبضك

تحياتي لك ولحسن اختيارك




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جميلة فوق السحاب تعليمية
اللهم لك الحمد حمدا كثيرا كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ونستغفرك ونتوب اليك
شكرا

تعليمية

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الواجهة الزجاجية تعليمية
رائعة كعادتك ومميزة في طرحك فدام لنا نبضك

تحياتي لك ولحسن اختيارك


بارك الله فيكما و وفقكما لكل خير ،،




التصنيفات
اسلاميات عامة

على ما يجري في الامة من حوادث وانتحار للشيخ علي فركوس

تعليمية
على ما يجري في الأمّة من حوادث وانتحار
"إدارة موقع الشّيخ أبي عبد المعزّ محمّد عليّ فركوس -حفظه الله-"

الحمد لله وحده، والصّلاة والسّلام على من لا نبيّ بعده، وعلى آله وصحبه وأتباعه ومن سار على منهجه إلى يوم الدّين، أمّا بعد:
فإنّ الله سبحانه وتعالى شرّف بني آدم بعبوديّته، وكرّمهم بطاعته، وفضّلهم على كثير من خلقه بأنْ صوّرهم على أحسن الهيئات وأكملها، قال تعالى ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾ [التين: 4]، وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ. الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ. فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ﴾[الانفطار: 6-8]، وقال أيضا: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً﴾ [الإسراء: 70]. وأمرهم بالمحافظة على هذه النّعمة، ونهاهم عن التّعدّي على أنفسهم وأرواحهم فقال سبحانه: ﴿وَلاَ ‏تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾[النساء : 29]، وقال أيضًا: ﴿وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾[البقرة: 195]، فسبحان الذي خلق فسوّى والذي قدّر فهدى.
كما رتّب الشرع عقوبةً جسيمةً على من يعتدي على نفسه قتلاً، فعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:«كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ بِهِ جُرْحٌ، فَجَزِعَ، فَأَخَذَ سِكِّينًا فَحَزَّ بِهَا يَدَهُ، فَمَا رَقَأَ الدَّمُ حَتَّى مَاتَ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: بَادَرَنِي عَبْدِي بِنَفْسِهِ، حَرَّمْتُ عَلَيْهِ الجَنَّةَ»(١ )، وجعل عذابَه يوم القيامة بما قتل به نفسه، ففي حديث ثابت بن الضّحّاك رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «… وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيءٍ فِي الدُّنْيَا عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ …»(٢ ) الحديث، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: «مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ؛ فَهُوَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ يَتَرَدَّى فِيهِ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ تَحَسَّى سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ؛ فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ؛ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَجَأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا»(٣ ).‏
وقد ترك النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم الصّلاة على المنتحر، عقوبةً له، وزجرًا لغيره أن يفعل مثله، فعن جابر بن سَمُرَةَ رضي الله عنه قال: «أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ قَتَلَ نَفْسَهُ بِمَشَاقِصَ(٤ )، فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ»(٥ ).
هذا، ويزداد الأمر شناعةً أن يُقْدِمَ المسلم على قتل نفسه حرقًا، ومعلومٌ أنّه لا يعذّب بالنّار إلاّ الله تعالى، لقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «… فَإِنَّهُ لاَ يُعَذِّبُ بِالنَّارِ إِلاَّ رَبُّ النَّارِ»(٦ ).
كما شرع الله لعبده من المناهج السّويّة ما يضمن حياته واستقامته ونجاحه، قال تعالى: ﴿أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى﴾ [القيامة: 36]، وقال تعالى:﴿وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ﴾ [المؤمنون: 17]، فأمره بالحرص على ما ينفعه في معاشه ومعاده، والابتعاد عمّا يعود عليه بالضّرر والأذى في غير مرضاة الله، قال تعالى: ﴿فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾ [الملك: 15].
ونهاه سبحانه وتعالى عن اليأس والقنوط، وأخبر أنّ ذلك من ‏صفات أهل الضّلال، فقال:﴿وَلاَ تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ ‏اللهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾ [يوسف:87]، وقال تعالى: ﴿قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّالُّونَ﴾ ‏‏[الحجر:56]‏.

هذا، وإنّ إدارة موقع الشّيخ أبي عبد المعزّ محمّد عليّ فركوس -حفظه الله- تُنكر أشدّ الإنكار على قوالب التّدنّي والانحطاط التي ابتدعتها الحضارة والمدنيّة المعاصرة من الانتحار بإزهاق النّفس وتدمير الأجسام الحيّة بالإحراق كحلٍّ قاتلٍ وتعبيرٍ يائسٍ عن سخطهم على الأوضاع السّياسيّة والاجتماعيّة، الأمر الذي سلكه -في الآونة الأخيرة- بعض أبناء جلدتنا في تقليدهم لهم بسبب ما آلت إليه ظروفهم المعيشيّة الصّعبة، وانعكست سلبا على نفسيّاتهم المتدهورة، وما أعقب الحادث من تخريب وتدمير ونهب وفساد ﴿وَاللهُ لاَ يُحِبُّ الْفَسَادَ﴾ [البقرة: 205].
إنّ التّبعيّة العمياء للمدنيّة المعاصرة في هدم الأبدان وسفك الدّماء وإزهاق الأرواح واتّخاذ وسيلة الانتحار أسلوب إنكارٍ تنافي تعاليم ديننا الحنيف في عقيدته وأحكامه وأخلاقه، ولا مطمع في غايةٍ حسنةٍ وسيلتها محرّمةٌ، والمقاصد مهما عَظُمَ حسنها لا تزكّي الوسائل المحرّمة بحالٍ، إذ تقرّر في القواعد أنّ «الغَايَة لاَ تُبَرِّرُ الوَسِيلَةَ».
إنّ تطبيع شباب أمّتنا المسلمة بهذه الأخلاقيّات المستوردة البشعة لَتتفطّر لها القلوب حسرةً، وتتصدّع لها النّفوس ألمًا، وبغضّ النّظر عمّن يقف وراء هذه الأحداث ويغذّي الشّعوب الإسلاميّة بمثل هذه الأساليب المنكرة، فإنّ إدارة الموقع تذكّر الجميع أنّ واجب المسلم إن أُصيب بأمرٍ من غير فعله فعليه بالصّبر عليه، ولا يجزع منه ولا يقنط من رحمة الله تعالى، فينظر إلى القَدَرِ ولا يتحسّر على الماضي، بل يعلم «أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ، وَأَنَّ مَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ»(٧ )، وعليه بالتّقوى والصّبر والاستغفار، فإنّها مفاتيح الخير والبركة، قال تعالى: ﴿وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ﴾ [آل عمران: 186]، وقال تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ﴾ [الطلاق: 2-3]، وقال تعالى: ﴿إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [يوسف: 90]، وقال تعالى: ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ﴾ [غافر: 55]، وكما ذكر أهل العلم فإنّ واجب المسلم النّظر إلى القَدَرِ عند المصائب والاستغفار عند المعايب.
هذا، والعبد مأمورٌ بفعل الأسباب وترك العجز مع الاستعانة بالله والتّحلّي بالصّبر، فالأخذ بالأسباب سيرٌ مع الشرع، وترك الأسباب مُنافٍ للأمر الشّرعيّ والحكمة ونقصٌ في العقل، قال صلّى الله عليه وآله وسلّم:«احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلاَ تَعْجَزْ»(٨ ).
كما نذكّر بأنّ المسلم وإن وجب عليه طاعة ولاة الأمر في المعروف، فإنّ الواجب على ولاة الأمر من جهةٍ أخرى أن يَسُوسُوا الأمّة بالحقّ المنزّل، ويُنعشوها بالإسلام، ويُنقذوا أمّتهم من الظّلم والإلحاد ونهب الثّروات وتضييع الحقوق وغيرها من المخازي والمهالك، وينشروا العدل والأمن بما يقتضيه واجب التّقوى، ويملؤوا أوطانهم عدلاً بعد أن امتلأت ظلمًا وجورًا، فإنّ سالكي المنهج الرّبّانيّ يرفعهم الله من الحضيض ويمكّنهم في الأرض ليكونوا سادة الدّنيا وقادتها وأساتذتها، قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [النّور: 55].

وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.

الجزائر: 13 صفـر 1443ﻫ

الموافق ﻟ: 17 جانفي 2022م

ـــــــــ

١- أخرجه البخاريّ في «أحاديث الأنبياء»، باب ما ذُكر عن بني إسرائيل (3463)، من حديث جندب بن عبد الله رضي الله عنه.

٢- أخرجه البخاريّ في «الأدب»، باب ما يُنهى من السّباب واللّعن (6047)، ومسلم في «الإيمان» (110)، من حديث ثابت بن الضّحّاك رضي الله عنه.
٣- أخرجه البخاريّ في «الطّبّ»، باب شرب السّمّ والدّواء به وبما يُخاف منه والخبيث (5778) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
٤- جمع مِشْقَص: نصل السّهم [حديدته] إذا كان طويلاً غير عريضٍ، فإذا كان عريضًا فهو المِعْبَلَة.
٥- أخرجه مسلم في «الجنائز» (978)، من حديث جابر بن سمرة رضي الله عنهما.
٦- أخرجه أحمد (16034)، وأبو داود في «الجهاد»، باب كراهية حرق العدوّ بالنّار (2673)، عن حمزة بن عمرو الأسلميّ، وصحّحه الألبانيّ في «السّلسلة الصّحيحة» (1565).
٧- جزء من حديث أخرجه التّرمذيّ في «القدر»، باب ما جاء في الإيمان بالقدر خيره وشرّه (2144)، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وصحّحه الألبانيّ في «السّلسلة الصّحيحة» (2439)، وصدره: «لاَ يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ، حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ، وَأَنَّ مَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ».
٨- أخرجه مسلم في «القدر» (2664)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.





اللهم اهدهم واهدينا شكرا لك ننتضر جديدك




اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا و لا مبلغ علمنا
بورك فيك




التصنيفات
اسلاميات عامة

أدعية يُظنُّ أنَّها تعين على المذَاكرةِ والنَّجاحِ

أدعية يُظنُّ أنَّها تعين على المذَاكرةِ والنَّجاحِ

الفتوى رقم ( 21350 ) من فتاوى اللجنة الدائمة

السؤال:
أبعث إليكم ورقة أرسلتها إلي إحدى المعلمات، وقد وجدتها متداولة بين بعض الطالبات أثناء فترة الاختبارات الدراسية، هذه الورقة بعنوان:
(دعاء المذاكرة والنجاح -بإذن الله-)،
وتشتمل هذه الورقة على أدعية وأوراد افتعلها كاتبها،

وأخذها إما من بعض آيات قرآنية أو أحاديث نبوية،
ولكنه جعل لها مواضع تقال فيها،
لم يرد بها دليل أو أثر،
أرفعها إليكم لعلي أن أحظى منكم بتنبيه أو توعية للناس
على خطأ هذا الكلام الذي جاء بهذه الصورة.
جعلكم الله عونا للحق وناشرين له،
وجعلكم ذخرا للإسلام والمسلمين،
وقد جاء في الورقة المذكورة ما يلي:

(بسم الله الرحمن الرحيم ، دعاء المذاكرة والنجاح – بإذن الله-
قال الله تعالى:
﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾
وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-:
(لا أحمل هم الإجابة ولكني أحمل هم الدعاء، فإذا وفقت في الدعاء أعطيت الإجابة)
ونحن على أبواب الامتحان هداني الله لجمع هذه الأدعية والتوجه بها إلى الله في أوقات المذاكرة، وعند الامتحان، وفي حال النسيان.


دعاء قبل المذاكرة: اللهم إني أسألك فهم النبيين وحفظ المرسلين والملائكة المقربين، اللهم اجعل ألسنتنا عامرة بذكرك، وقلوبنا بخشيتك، وأسرارنا بطاعتك، إنك على كل شيء قدير، وحسبنا الله ونعم الوكيل.


عند دخول الامتحان: رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا.


دعاء بعد المذاكرة: اللهم إني استودعتك ما قرأت وما حفظت وما تعلمت فرده عند حاجتي إنك على كل شيء قدير.


عند بداية الإجابة: رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي، باسم الله الفتاح، اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا يا أرحم الراحمين.

عند التوجه للامتحانات: اللهم إني توكلت عليك وفوضت أمري إليك ولا ملجأ ولا منجى إلا إليك.

عند تعسر الإجابة: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين.


عند النسيان: اللهم يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه اجمع علي ضالتي.

بعد أن ينتهي من الإجابة يقول: الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.


الجواب:

هٰذه الأدعية الموضوعة للمُذاكرة والنَّجاح والمنوَّعة لكلِّ حالةٍ تعرض للطالب أثناء المذاكرة أدعية مبتدعة، لم يردُ في تخصيصها بما ذَكَر دليل من كتاب الله أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وما ذُكِرَ فيها من آيات قرآنية أو أحاديث نبوية أو آثار، إنما وردت لأسباب: إمَّا خاصة بها، أو عامَّة لسؤال الله ودعائه والتضرع له والالتجاء إليه والتوكل عليه سبحانه في كل أمور الإنسان التي تعرض له.
أما تخصيصها بما ذُكِر فلا يجوز، ويجب ترك العمل بها لهٰذا الخصوص، وعدم اعتقاد صحتها فيما ذكر، والدعاء عبادة لله، فلا يصح إلا بتوقيف.
وينبغي لكلِّ مُسلمٍ ومُسلمةٍ أنْ يدعو الله بأنَّ يُيسِّر له أموره كلها، وأنْ يزيده علمًا وفقهًا في الدين، وأنْ يُلهمَه الصَّواب، ويُذكِّره مَا نَسِيَ، ويُعلِّمه ما جَهِلَ، ويُوفِّقهُ لكلِّ خيرٍ، ويُذلِّل له كل صَعب، دون أنْ يجعلَ لكلِّ حالة دعاء مبتدعًا يواظب عليه، وذٰلك أسلم له في دينه وأحرى أنْ يستجيب الله لدعائه، ويوفِّقه لكلِّ خير، فالله -سبحانه وتعالىٰ- وعد من دعاه بالإجابة والتوفيق للهداية والرشاد، وشرط لذٰلك الاستجابة لما شرع الله والإيمان به سبحانه، والاستقامة علىٰ دينه كما جاء عن الله وعن رسوله صلَّى الله عليه وسلم؛ قال الله تعالىٰ: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾[1].
وبالله التوفيق، وصلَّى الله علىٰ نبيِّنَا محمَّدٍ وآله وَصحْبِه وَسَلَّم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو … بكر أبو زيد
عضو …صالح الفوزان
عضو …عبد الله بن غديان
. الرئيس …عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ

[1] [البقرة: 186].




مشكورة أختي الفاضلة على هذه الأدعية، جزاك الله خيرا




مشكورة اختي الغالية على الموضوع

بارك الله فيك




اللهم اهدهم واهدينا شكرا لك ننتضر جديدك




جزاك الله كل خير




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




شكراااااااااااااااااااااا ااااااااااااااا




التصنيفات
اسلاميات عامة

كلمة الإصلاح لذوي الإصـلاح الشيخ عبد المالك رمضاني

كلمة الإصلاح لذوي الإصـلاح
الشيخ عبد المالك رمضاني

الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
كم هي عظيمة مصيبة المسلمين اليوم وهم يلاقون ما يلاقون من الحاقدين عليهم المبغضين لديـنهم؛ في كل يوم تسقط لهم راية، وتنحسر خريطتهم قرية بعد قرية، وتتداعى عليهم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فتستنزف ثرواتهم، وتهدر كرامتهم، ويعتدى على دينهم جهارا نهارا، وهذه بلية سـوداء، وداهية دهياء، لا ينجي منها إلا الاعتصام بالله الذي لا يغلبه شيء، والاعتصام به هو الرجوع إلى وحيه.
وانطلاقا من هذا الواقع المرير، أتقدم بالنصح الصادق لمن أكرمهم الله فجعلهم دعاة إلى سبيله بأن يجعلوا نصوص الكتاب والسنة نصب أعينهم وهدي سادة المصلحين عليهم الصلاة والسلام أول مثال لدعوتهم، وأن يكرّسوا جهودهم للعمل بمقاصد هذا الدين حتى تزكو ثمرات أعمالهم، فترتكز عليها دعوتهم، فيحيوا في الناس مقصد «الإخلاص والاتباع» حتى يكونوا من أهل التوحيد والسنة حقيقة، فلا يكن همكم أن تكثر لكم الأتباع، وتشنف لكم الأسماع، وتشرئب لكم الأعنـاق، وتضرب إليكم آباط النياق، ولكن وطنوا أنفسكم على إرضاء ربكم، وهذا هو الإخلاص، ولن ترضو ربكم إلا باقتفاء أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في طريقة الإصلاح، وهذا هو الاتباع، وأن تحيوا فيهم مقصد «إصلاح الباطن والظاهر»؛ فتستوي بواطنهم بظواهرهم حتى يكونوا من أهل الصدق، وتحيوا فيهم مقصد «الذكر والشكر» حتى يكـونوا من أوليـاء الله الصالحين، وجماع ذلك «تقوى الله» التي ينبغي أن تشغلوا السـاحة الدعوية بالحديث عنها، بدءا بحق الله الأعظم الذي هو التوحيد وتركيزا عليه وعلى ما يتبعه؛ فإن من نصر حق الله نصره الله، وأن رائد ذلك كله العلم، ولذلك قال ابن تيمية في «مجموع الفتاوى» (20/131): «القرآن من أوله إلى آخره يأمر بالتقوى ويحض عليها، حتى لم يذكر في القرآن شيء أكثر منها(1)، وهي وصيـة الله إلى الأوّليـن والآخرين، وهي شعار الأولياء، وأول دعوة الأنبياء، وأهل أصحاب العاقبة، وأهل المقعد الصدق، إلى غير ذلك من صفاتها».
وقد ذكر الكلبي في «التسهيل لعلوم التنزيل» (1/36) خمسة عشر فضلا من فضائل التقوى في القرآن، فليرجع إليه من شاء.
ومن كلمات السلف في التقوى ما نقله عنهم ابن القيم في كتابه «الفوائد» (ص71)، قال رحمه الله: «ودَّع ابن عون رجلا فقال: عليك بتقوى الله؛ فإن المتقي ليست عليه وحشة، وقال زيد بن أسلم: كان يقال: من اتقى الله أحبه الناس وإن كرهوا، وقال الثوري لابن أبي ذئب: إن اتقيت الله كفاك الناس، وإن اتقيت الناس لن يغنوا عنك من الله شيئا، وقال سليمان بن داود: أوتينا مما أوتي الناس ومما لم يؤتوا، وعلمنا مما علم الناس ومما لم يعلموا، فلم نجد شيئا أفضل من تقوى الله في السر والعلانية، والعدل في الغضب والرضا، والقصد في الفقر والغنى».
ثم أعـود فأقـول للدعاة: وإن كنتم تأتـون السلاطين فتحدِّثونهم عن الحكم بالشريعة فجزاكم الله خيرا وسدد ألسنتكم في ذلك إلى محاسن الآداب، ورزقكم الحكمة وفصل الخطـاب، لكن يـجب أن تكونوا أول المتحاكمين إلى شريعة الله فيما تأتون وتذرون.
وكونوا مقتصدين في مثالب الحكام ولا تكونو فيها من المسرفين فيسلِّطهم الله عليكم بأشد مما تحذرون، وقبل أن تجتهدوا في توعية الناس بمصابهم في حكامهم، اجتهدوا في توعيتهم بمصـابهم في أنفسهم؛ فإنكم لم تؤتوا من قبلهم بقدر ما أوتيتم من قبل أنفسكم؛ قال الله ـ عز وجل ـ لخير الخلق صلى الله عليه وسلم: ﴿مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ﴾[النساء:79]، وقال لخير الأتباع رضي الله عنهم: ﴿قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ﴾[آل عمران:165]، فشرور الأنفس وسيئات الأعمال هي أصل كل بلية لو كان الدعاة يعقلون، فلذلك كان سيد المصلحين لا يزيد في افتتاح خطبه على التعوذ منها، فيقول: «…ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا» رواه أصحاب السنن وصححه الألباني في تحقيقه لها.
ولا تحرِّضوا الناس على مجاهدة عدوهم قبل تحريضهم على مجاهدة أنفسهم؛ فمن عجز عن نفسه التي بين جنبيه كيف يقدر على غيرها؟!
ولابن كثير ـ رحمه الله ـ كلام متين في «تفسيره» عند قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِين﴾[التوبة:123]، قال فيه: «وقوله: ﴿وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِين﴾ أي: قاتلوا الكفار وتوكّلوا على الله واعلموا أن الله معكم إن اتقيتموه وأطعتموه، وهكذ الأمر لما كانت القرون الثلاثة الذين هم خير هذه الأمة في غاية الاستقامة والقيام بطاعة الله تعالى، لم يزالوا ظاهرين على عدوهم، ولم تزل الفتوحات كثيرة، ولم تزل الأعداء في سفال وخسار، ثم لـما وقعت الفتن والأهواء والاختلاف بين الملوك، طمع الأعداء في أطراف البلاد وتقدموا إليها، فلم يمانعوا لشغل الملوك بعضهم ببعض، ثم تقدموا إلى حوزة الإسلام، فأخذوا من الأطراف بلدانا كثيرة، ثم لم يزالوا حتى استحـوذوا على كثير من بلاد الإسلام، ولله سبحانه الأمر من قبل ومن بعد، فكلما قام ملك من ملوك الإسلام وأطاع أوامر الله وتوكل عليه فتح الله عليه من البلاد واسترجع من الأعداء بحسبه، وبقدر ما فيه من ولاية الله، والله المسئول الـمؤمول أن يمكن المسلمين من تـواصي أعدائه الكافرين، وأن يعلي كلمتهم في سائر الأقاليم، إنه جواد كريم».
وللقرطبي الـمفسر ـ رحمه الله ـ كلام عظيـم في «الجامع لأحكام القرآن» عند قوله تعالى من سورة البقرة (249): ﴿كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ﴾، قال فيه (3/255): «وفي قولهم رضي الله عنهم ﴿كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ﴾ الآية، تحريض على القتال واستشعار للصبر واقتداء بمن صدق ربه، قلت: هكذا يجب علينا نحن أن نفعل؛ لكن الأعمال القبيحة والنيـات الفـاسدة منعت من ذلك حتى ينكسر العدد الكبير منا قدام اليسير من العدو كما شاهدناه غير مرة، وذلك بما كسبت أيدينا؛ وفي «البخاري»، قال أبو الدرداء: «إنما تقاتلون بأعمالكم»، وفيه مسند أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «هل ترزقون وتنصرون إلا بضعفائكم؟!»، فالأعمال فاسدة، والضعفاء مهملون، والصبر قليل، والاعتماد ضعيف، والتقوى زائلة، قال الله تعالى: ﴿اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ﴾[آل عمران:200]، وقال: ﴿وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ﴾[المائدة:23]، وقال: ﴿إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُون﴾[النحل:128]، وقـال: ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ﴾[الحج:40]، وقـال: ﴿إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُون﴾[الأنفال:45].
فهذه أسباب النصر وشروطه، وهي معدومة عندنا غير موجودة فينا، فإنا لله وإنا إليه راجعون على ما أصابنا وحلَّ بنا، بل لم يبق من الإسلام إلا ذكره، ولا من الدين إلا رسمه؛ لظهور الفساد ولكثرة الطغيان وقلة الرشـاد، حتى استولى العدو شرقا وغربا، برا وبحرا، وعمت الفتن وعظمت المحن، ولا عاصم إلا من رحم».
فانظروا إلى دقة هذا الكلام؛ ما أصدقه على الواقع، وما أسعد صاحبه بالنص! واعرفوا به أهل زمانكم، تدركوا من خلاله سبب تخلف النصر، ويتيسر لكم فهم ما يذكره العلماء الراسخون عن حكم الجهاد في ديار مسلمة قد استولت الشبهات والشهوات على أهلها إلا فئة قليلة من الغرباء، نسأل الله أن يؤنس غربتها، ويفرج كربتها.
وكونوا وقّافين عند النصوص، فبين أيديكم آيات من الكتاب بالـحق ناطق، وبيان من السنة صادق، واستنباط عالم، وشهادة عوالم، فالزموه ول تأخذكم به في الله لومة لائم، قال ابن القيم في «إعلام الموقعين» (2/159): «ونكتة المسألة أن تجريد التوحيدين في أمر الله لا يقوم له شيء البتة، وصاحبه مؤيّد منصور ولو توالت عليه زمر الأعداء».
وكونوا مشفقين على أرواح إخوانكم المسلمين وأعراضهم وأموالهم، فلا تعرضوها للتلف بفتوى دموية يرتجلها اللسان في ساعة فورة غضبية عمياء؛ فإن المسلم الغيور بقدر ما يحزنه أن يرى هذا الواقع الـمر يـحزنه أن يرى اليد الآثمة تتلقف إخـوانه لتذبّحهم بسبب عجلة من لا ينظر في المآل كما ينظر إلى سوء الحال؛ فإن النظر في المآلات والعواقب يعصم من كثير من الطيش والمعاطب، بل هو ميزان صحة الأعمال؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالخَوَاتِيمِ» متفق عليه.
فافهم هذا أيها المصلح؛ كي لا تكون أداة في يد العدو يستعملك له وأنت لا تشعر، ويستميلك إليه باستدراجك إلى حرب غير متكافئة لتُهدي له أرواح إخوانك بلا ثمن ولا نكاية فيه، يلتهمهم ثم يستفزّك ناظرا منك أن تقدّم له مجموعة أخرى ممن ربّيت على بعض الاستقامة، فينتقم منها ويورثك حسرة وندامة، وهكذا دواليك، حتى لا يبقي لك فرصة للإعداد إلا بعثر لك ما حواليك، قال الشيخ صالح الفوزان في «الـجهاد: أنواعه وأحكامه» (ص92): «كم يقتل من المسلمين بسبب مغامرة جاهل أغضب الكفار ـ وهم أقوى منه ـ فانقضوا على المسلمين تقتيلا وتشريدا وخرابا، ولا حول ولا قوة إلا بالله! ويسمون هذه المغامرة بالجهاد!! وهذا ليس هو الجهاد؛ لأنه لم تتوفر شروطه، ولم تتحقق أركانه، فهو ليس جهادا، وإنما هو عدوان لا يأمر الله ـ عز وجل ـ به».
واعلموا أنه كما يعد الإقدام في المعركة شجاعة ونصرا، فإن الإحجام ـ عند غلبة مفسدة الإقدام ـ يعد شجـاعة ونصرا؛ فقد خلص الله موسى وهارون ـ عليهما الصلاة والسلام ـ من فرعون من غير أن يقاتلاه، بل أهلكه الله وهما هاربان منه، فسمى الله خلاصهما انتصارا مع أنهما لم يواجهاه، ولا واجهه أحد من رعيتهما، فهذا الذي يعتبره الـمتهورون ذلا ومهانة سمـاه الله انتصارا، فقال: ﴿وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُون، وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيم، وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِين﴾[الصافات:114 ـ 116]
فتأملـوا كيف سماه نجاة ونصرا على الرغم من حرصهما على ترك المواجهة! بل أكد ذلك فوصفهم بالغلبة، فلماذا لا تجنبون ـ أيها الدعاة! ـ المسلمين اليوم عدوهم وقد عرفتم ـ بفقهكم للواقع!! ـ شراسته كما عرفتم ضعف إخوانكم؟! قـال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله في «تفسير سورة الصافات» (ص267): «والتخلص من العدو يسمى نصرا وفتحا وغلبة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة مؤتة حين كانت الراية مع زيد بن حارثة، ثم كانت مع جعفر بن أبي طالب، ثم كانت مع عبد الله بن رواحة، وكلهم قتلوا رضي الله عنهم، قال: «ثم أخذها خالد ففتح الله على يديه»، وخالد رضي الله عنه لم ينتصر على الروم ولم يغلبهم ولكن نجا منهم، فسمى النبي صلى الله عليه وسلم هذه النجاة فتحا، كما سمى الله تعالى هنا نجاة موسى وهارون وقومه من فرعون أنها نصر وغلبة».
وذكر ابن النحاس في «مشارع الأشواق إلى مصارع العشاق» (2/891) رواية فيها أن خالدا رضي الله عنه انحاز بالجيش عن القتال في مؤتة، ورجح أن ذلك عد نصرة للمسلمين؛ واعتبره من جهة حفظ من بقي من المسلمين.
هذا، وقد صد النبي صلى الله عليه وسلم عام الحديبية عن البيت الحرام، وسماه الله فتحا على الرغم من أن النبي صلى الله عليه وسلم جنب المؤمنين القتال، فقال: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا﴾[الفتح:1]، وجعله سببا للنصر، فقـال: ﴿وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا﴾[الفتح:3]، ولذلك كان البراء يقول: «تعدون أنتم الفتح فتح مكة، وقد كان فتح مكة فتحا، ونحن نَعُدُّ الفتحَ بيعةَ الرضوان يوم الحديبية…» رواه البخاري (4150)، وكان الزهري يقول: «لم يكن في الإسلام فتح قبل فتح الحديبية أعظم منه»، انظر «الفتح» (7/441)، قالوا هذا مع أن ما كان في الصلح هو ظلم صريح للمسلمين؛ إذ لم يكتف المشركون بطردهم عن أوطانهم، حتى صدوهم عن مجرد زيارة خفيفة له بأداء العمرة، مع ما فيه من منع مستضعفي مكة من الالتحاق بالرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة، وإجبار المسلمين على تسليم الفارين إليهم لمشركي مكة، والله المستعان.
وما كان من نصر في مثل هذه الحالات العصيبة إنما يحصـل بسبب صبر المؤمنـين وحرصهم على الطاعة ولو كانت النفس تنزع إلى الانتقام، فإن الصبر عند العجز من أقوى جند الله ـ عز وجل ـ، قال ابن القيم في «شفاء العليل» (ص64): «وزاد عناد القوم وطغيانهم، وذلك من أكبر العون على نفوسهم، وزاد صبر المؤمنين واحتمالهم والتزامهم لحكم الله وطاعة رسوله، وذلك من أعظم أسباب نصرهم، إلى غير ذلك من الأمور التي علمها الله ولم يعلمها الصحابة، ولهذا سماه فتحا».
فهذا من استنباط هذين العظيمين: البراء رضي الله عنه والزهري رحمه الله، وذاك الذي مضى في سورة الصافات من استنباط عظيم من علماء هذه الأمة: ابن عثيمين رحمه الله، لو كان المهمومون بالجهاد يهتمون بفقه الجهاد ويعرفون للعلماء قدرهم!

(1) عددتها فوجدتها ذكرت خمسا وثلاثين مرة ومائتي مرة، عدا المحتمل منها أو المشتق منها لغير معناها.




جزاكم الله خيرًا




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




بارك الله فيك




جزاكم الله كل خير




جزى الله خيرا كل من مر من هنا و دعا لنا.
بارك الله فيكم.




|||ردد معي|||~~~|||~~~|||الله||| ~~~|||أكبر|||
|||~~~|||~~~|||~~~اللهم ارزقنا الجــــــــــــــنه امين
|||ردد معي|||سبحان|||~~~|||الله| ||~~~|||وبحمده||

بارك الله فيك في ميزان حسناتك ان شاء الله

|||ردد معي|||~~~|||~~~|||الله||| ~~~|||أكبر|||
|||~~~|||~~~|||~~~اللهم ارزقنا الجــــــــــــــنه امين
|||ردد معي|||سبحان|||~~~|||الله| ||~~~|||وبحمده||




التصنيفات
اسلاميات عامة

كيف تصبر على البلاء ؟

كيف تصبر على البلاء ؟

للإمام ابن قيّم الجوزية رحمه الله

الصبر على البلاء ينشأ من أسباب عديدة:

أحدها : شهود جزائها وثوابها.

الثاني : شهود تكفيرها للسيئات ومحوها لها.

الثالث : شهود القدر السابق الجاري بها، وأنّها مقدّرة في أمّ الكتاب قبل أن تخلق، فلا بدّ منها؛ فجزعه لا يزيده إلا بلاءً.

الرابع : شهوده حقِّ الله عليه في تلك البلوى، وواجبه فيها الصبرُ بلا خلاف بين الأمة، أو الصبر والرضا على أحد القولين. فهو مأمور بأداء حقِّ الله وعبوديته عليه في تلك البلوى، فلا بدَّ له منه، وإلا تضاعفت عليه.

الخامس : شهود ترتّبها عليه بذنبه، كما قال الله تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ فهذا عامٌّ في كلّ مصيبة دقيقة وجليلة، فشغله شهود هذا السبب بالاستغفار الذي هو أعظم الأسباب في رفع تلك المصيبة. قال علي بن أبي طالب: ( ما نزل بلاءٌ إلاّ بذنب، ولا رُفِع بلاءٌ إلاّ بتوبة ).

السادس : أن يعلم أنّ الله قد ارتضاها له واختارها وقسَمها، وأنّ العبودية تقتضي رضاه بما رضي له به سيّدُه ومولاه. فإن لم يُوفِ قدر هذا المقام حقَّه، فهو لضعفه؛ فلينزل إلى مقام الصبر عليها. فإن نزل عنه نزل إلى مقام الظلم وتعدّى الحق.

السابع : أن يعلم أنّ هذه المصيبة هي دواءٌ نافع ساقه إليه الطبيبُ العليمُ بمصلحته الرحيمُ به، فليصبرْ على تجرعه، ولا يتقيأْه بتسخّطه وشكواه، فيذهبَ نفعه باطلاً.

الثامن : أن يعلم أنّ في عُقبى هذا الدواءِ من الشفاءِ والعافية والصحة وزوال الألم ما لا تحصل بدونه. فإذا طالعت نفسه كراهية هذا الداءِ ومرارته فلينظر إلى عاقبته وحسن تأثيره. قال تعالى: ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ وقال الله تعالى: ﴿فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًاوفي مثل هذا القائل:

لعلَ عتَبك محمودٌ عواقبُه وربّما صحّت الأجسامُ بالعِلَلِ

التاسع : أن يعلم أنّ المصيبة ما جاءَت لِتُهلِكَه وتقتلَه، وإنما جاءَت لتمتحن صبره وتبتليه، فيتبيّن حينئذ هل يصلح لاستخدامه وجعله من أوليائه وحزبه أم لا؟ فإن ثبت اصطفاه واجتباه، وخلع عليه خِلَع الإكرام، وألبسه ملابس الفضل، وجعل أولياءَه وحزبه خدَماً له وعوناً له. وإن انقلب على وجهه ونكص على عقبيه طُرِدَ، وصُفِع قفاه، وأُقصي، وتضاعفت عليه المصيبة. وهو لا يشعر في الحال بتضاعفها وزيادتها، ولكن سيعلم بعد ذلك بأن المصيبة في حقه صارت مصائب، كما يعلم الصابر أن المصيبة في حقه صارت نعماً عديدة. وما بين هاتين المنزلتين المتباينتين إلا صبر ساعة، وتشجيع القلب في تلك الساعة. والمصيبة لا بد أن تقلع عن هذا وهذا، ولكن تقلع عن هذا بأنواع الكرامات والخيرات، وعن الآخر بالحرمان والخذلان. لأن ذلك تقدير العزيز العليم، وفضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.

العاشر : أن يعلم أنّ الله يربي عبده على السرّاءِ والضرّاءِ، والنعمة والبلاءِ؛ فيستخرج منه عبوديته في جميع الأحوال، فإنّ العبد على الحقيقة من قام بعبودية الله على اختلاف الأحوال. وأما عبد السراء والعافية الذي يعبد الله على حرف، فإن أصابه خير اطمأنّ به، وإن أصابته فتنةٌ انقلب على وجهه؛ فليس من عبيده الذين اختارهم لعبوديته. فلا ريب أن الإيمان الذي يثبت على محكّ الابتلاءِ والعافية هو الأيمان النافع وقت الحاجة، وأما إيمان العافية فلا يكاد يصحب العبدَ ويبلّغه منازلَ المؤمنين، وإنّما يصحبه إيمانٌ يثبت على البلاء والعافية.

فالابتلاء كيرُ العبد ومحكّ إيمانه: فإمَّا أن يخرج تِبراً أحمر، وإما أن يخرج زَغَلاً محضاً، وإما أن يخرج فيه مادتان ذهبية ونحاسية، فلا يزال به البلاءُ حتى يخرج المادة النحاسية من ذهبه، ويبقى ذهبا خالصا.

فلو علم العبد أن نعمة الله عليه في البلاء ليست بدون نعمة الله عليه في العافية لشغلَ قلبه بشكره، ولسانه بقوله: ( اللّهم أعنِّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ). وكيف لا يشكر مَن قيَّضَ له ما يستخرج به خَبَثه ونحاسه، ويُصيّره تِبراً خالصاً يصلح لمجاورته والنظر إليه في داره؟.

فهذه الأسباب ونحوها تثمر الصبرَ على البلاءِ، فإنْ قويت أثمرت الرضا والشكر.

فنسأل الله أن يسترنا بعافيته، ولا يفضحنا بابتلائه بمنه وكرمه.

من كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين ( 2 / 600 )




جزاك الله خيرا

حقا كم نحن محتاجون لمثل هذه المواضيع

شكرا لك




الله يعطيك العافية اختي سارة الاثرية

جزاك الله كل الخير وجعلها الله في ميزان حسناتك
وما أكثر إبتلائاء الانسان في هذه الدنيا

أخوك فارس البرايجي




جزاك الله خيرا اختي سارة الاثرية




و أنتم من أهل الخير و الجزاء.. بورك فيكم على مروركم العطر




تعليمية

الله يجازيك خيرا غاليتي سارة على الطرح المميز .
واصلي تميزك .




جزاك الله خيرا ..في ميزان حسناتك




التصنيفات
اسلاميات عامة

التَّغيير المطلوب بقلم : فضيلة الشَّيخ توفيق عمروني الجزائري [مدير مجلَّة الإصلاح ]

التَّغيير المطلوب
بقلم :

فضيلة الشَّيخ توفيق عمروني الجزائري – حفظه الله ورعاه

بسم الله الرحمن الرحيم


ها هي مجلَّة " الإصلاح " تستقبل عامَها الخامس ، وأوطانٌ عربيَّةٌ وإسلاميَّةٌ تستفيقُ على وقع أحداث متتابعة متَسارعة كأمواج البَحر المتلاطمَة ، وانتفاضات ( شبابيَّة ) ، وثورات شعوب على حكَّامها، رافعة شعار التَّغيير ، وقد يُوافق ذلكَ مجرى السُّنن الكونيَّة من النِّهاية الوخيمة والعاقبة السَّيئة للظُّلم والجور والاستبداد ، لكن هذا لا يسوِّغ الخروج في هذه الثَّورات العارمة ، والمظاهرات الحاشدة ، لأنَّها ليسَت مِن أساليبِ الشَّريعة في المناصحة ، ولا من طرائق تَغيير المنكر ، ودفع الظُّلم ودَرئه ، كما قرَّره العلماء المحقِّقون من أهل السُّنَّة والجماعة.

إنَّ منَ المعلوم قطعًا أنَّ تغيير الأحوال بيد الله تعالى وحدَه ، يصرِّف الأمُور وفقَ مشيئتِه وإرادتِه ، يعزُّ ويذلُّ ، ويرفع ويضع ، ويؤتي الملك مَن يشاء وينـزعُه ممَّن يشاء ، لكن الله جعلَ لهذا التَّغيير سنَّةً كونيَّةً ، فلا تتحوَّل الأمَّة من حال الضَّيق والضَّنك إلى حال السَّعة والعزِّ والنِّعمة والـمَنعة ونحوها ، إلاَّ إذا أحدث أفرادُها التَّغيير في أنفُسهم ، قال الله تعالى : ﴿ إنَّ الله لاَ يُغَيّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمّ ،فليس منَ الحكمَة أن يعيشَ أحدٌ عمرًا طويلاً لا يسأمُ فيه منَ المطالبة باستِبدال حاكم أو تغيير حكومَةٍ ، ولا يلتفتُ يومًا إلى نفسه يعاتبُها ويلومُها ، ويُغيِّر ما بها من سُوءٍ ويطهِّرها ممَّا علق بها من شرور ، ويُصلح ما بينَه وبين ربِّه سبحانه .

وقد علَّمنا التَّاريخ أنَّ هذه الثَّورات قَد تحملُ معَها رياح التَّغيير ، فأطيحت أنظمة ، وأسقطت دول ، وقام على أنقاضها دولٌ بإيديولجيَّات وضعيَّة ، وفلسفات لائكيَّةٍ ، ونُظم علمانيَّةٍ غيَّبت الدِّين تغييبًا ، إلاَّ أنَّها لم تحقِّق للنَّاس ما كانوا يؤمِّلون ، وخابت معها الظُّنون .

إنَّ الَّذي دعا إليه الأنبياء والرُّسل – عليهم السَّلام – وعلى رأسهم خاتم النَّبييِّن صلى الله عليه وسلم ، هو التَّغيير النَّافع لكلِّ مجتمَع في أيِّ مكان وفي أيِّ زمان ، وهو الاجتماع على أنَّه لا إله إلاَّ الله ولا معبودَ بحقٍّ سواه ، ونبذ الشِّرك ومظاهره ، وأن يكونَ غرسُ التَّوحيد في نفوس أفراد الأمَّة هو القضيَّة الَّتي يقوم عليها النِّظام ، وبهذا يكون الإصلاح ويتحقَّق العدل ، وأمَّا التَّغيير الَّذي لا يضَع ذلك في حُسبانه ، ويجعل أمر التَّوحيد والدِّين هو آخرَ اهتماماتِه فهُو الخسرانُ بعينِه .

وعليه ، فأيُّ تغيير لا يأخُذُ بزمامِه ورثةُ الأنبياءِ ، يعني العُلماء الرَّبَّانيِّين فهو عُرضة للاضطراب والاختلال ، وقد يستَغرب هذا الكلام مَن لم تلتصق ثقافتُه بالوحي أو مَن صار لُقمةً سائغةً لوسائل الإعلام تصقُل ذهنَه وأفكارَه وتصوُّراتِه ، وأمَّا مَن لازمَ كتابَ الله وسنَّةَ رسوله صلى الله عليه وسلم علم
يقينًا أنَّه هو التَّغيير المطلوب .

المصدر : العدد الرابع والعشرون لمجلَّة الإصلاح الجزائرية
صانها الله من كل سوء
نقله على الجهاز في مجلس الواحد قبيل المغرب ليوم الإثنين :
7 جمادى الأولى 1443هـ الموافق لـ : 11 أفريل 2022 م
سفيان ابن عبد الله الجزائري – غفر الله له




تعليمية




اللهم اهدهم واهدينا شكرا لك ننتضر جديدك




جزاك الله كل خير




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




شكراااااااااااااااااااااا ااااااااااااا




|||ردد معي|||~~~|||~~~|||الله||| ~~~|||أكبر|||
|||~~~|||~~~|||~~~اللهم ارزقنا الجــــــــــــــنه امين
|||ردد معي|||سبحان|||~~~|||الله| ||~~~|||وبحمده||

بارك الله فيك في ميزان حسناتك ان شاء الله

|||ردد معي|||~~~|||~~~|||الله||| ~~~|||أكبر|||
|||~~~|||~~~|||~~~اللهم ارزقنا الجــــــــــــــنه امين
|||ردد معي|||سبحان|||~~~|||الله| ||~~~|||وبحمده||