التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

العبيكان .بيان في جواز الفطر للمشقة

تعليمية تعليمية

بيان في جواز الفطر للمشقة

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد
فقد سألني بعض الناس عمن أشتد عطشه لشدة الحر بسبب إنقطاع التيار الكهربائي وشق عليه الصوم , هل يجوز له الفطر؟ ثم يقضي بعد ذلك ؟
فأجبتهم : بأن من شق عليه الصوم لسبب من الأسباب فله أن يفطر ويقضي متى استطاع القضاء لقوله عزوجل : (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) سورة الحج آية 78 , وقوله تعالى 🙁 يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) سورة البقرة :آية 185
ولما روى أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :(يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا ) رواه البخاري ومسلم .
وللقاعدة الفقهية : (المشقة تجلب التيسير) , ولما نص عليه أهل العلم ومن ذلك فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية بالفطر للتقوي على الجهاد وفعله , وأفتى به لما نزل العدو دمشق في رمضان , قال : وهو أولى من الفطر في السفر .
ولما جاء في حاشية الروض المربع ج3/ص379ما نصه: ((ومثله من ذهب في طلب تائه، من مال، أو إنسان، أو مغصوب ليدركه، والحشاش والرعاة، ونحوهم، إذا اشتد بهم العطش، فلهم الفطر، فإن الضرورة تبيح مثل هذا، ولا يترك التكسب من أجل خوف المشقة، وقال الآجري: من صنعته شاقة. وتضرر بتركها، وخاف تلفًا، أفطر وقضى، وإن لم يضره تركها أثم، وإلا فلا. وقال: هذا قول للفقهاء رحمهم الله تعالى، وذكر الحنفية وغيرهم أنه لو ضعف عن الصوم لاشتغاله بالمعيشة، فله أن يفطر ويقضي، إن أدرك عدة من أيام أخر، وإلا أطعم عن كل يوم نصف صاع، وأنه لا شك في الحصاد ونحوه، إذا لم يقدر عليه مع الصوم، ويهلك الزرع بالتأخر مثلاً، جاز له الفطر، وعليه القضاء. اهـ. وكذا البناء ونحوه إذا خاف على المال إن صام، وتعذر العمل ليلاً، جزم به غير واحد)) ا. هـ .
قال الإمام النووي في "المجموع شرح المهذب":قال أصحابنا: شرط إباحة الفطر أن يلحقه بالصوم مشقة يشق احتمالها"
وقال أيضاً : "قال أصحابنا وغيرهم من غلبه الجوع والعطش فخاف الهلاك لزمه الفطر وان كان صحيحا مقيما لقوله تعالى : (ولا تقتلوا أنفسكم إنه كان بكم رحيما) وقوله تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) ويلزمه القضاء كالمريض والله أعلم" ا.هـ

والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل , وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .

أملاه الفقير إلى ربه المنان
عبدالمحسن بن ناصر العبيكان
***
الصدر:
www.al-obeikan.com

منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




نسأل الله العفو والعافية
بارك الله فيك على المجهود




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

مع جديد الطب بشأن الصوم

تعليمية
أظهرت دراسة طبية نفسية حديثة أجراها استشاري ‏ ‏نفسي عن

بيولوجيا الجهاز العصبيوالسلوك أثناء الصوم أن التحكم في ‏ ‏الشهوات وكبح الإحساس بالجوع أثناءالصيام له فوائد جمة على الإنسان، منها محاربة ‏ ‏الشعور بالاكتئاب وتحقيقالتوازن النفسي، وتعديل الحوار الذاتي،وذكر صاحب الدراسة رئيس وحدةالتأهيل بمستشفى الطب النفسي بالكويت الدكتور ‏ ‏رامز طه أن دراسته التيتحمل ‏ ‏عنوان "الإعجاز العلمي والنفسي في الصوم" تجيب على الكثير منالتساؤلات التي تدور ‏ في أذهان البعض حول الفائدة من الصيام والحكمة منحرمان النفس من غرائز وشهوات ‏ ‏ورغبات حللها الله لها طوال العام.‏ ‏وقال حكمة الصوم وفوائده تأكدت لي من خلال دراسة أكثر من عينة عشوائية من‏ ‏المتطوعين وأصحاب المشكلات النفسية، وأظهرت جوانب الإعجاز العلميوالنفسي في الصوم، ‏وفعاليته في تعديل التفكير والسلوك والتخلص من العاداتغير المرغوبة وتنمية ‏ ‏القدرة على الضبط الذاتي، وأضاف أن فوائد الصيامالتي توصل إليها من ناحية التنمية النفسية هي الضبط ‏ ‏الذاتي الذي يلتزمبه الصائم بيولوجيا ونفسيا وسلوكيا، حيث ثبت أن الصيام يمنح ‏ الإنسانتدريبا عاليا وقدرة جيدة على التحكم في المدخلات والمثيرات العصبية مع ‏‏القدرة على خفض المؤثرات الحسية ومنعها من إثارة مراكز الانفعال بالمخ.‏‏وأوضح أن هذه الحالة هي درجة من الحرمان الحسي وقد ثبت أن تقليل المؤثرات‏ ‏الحسية له تأثيرات إيجابية على النشاط الذهني والقدرة على التفكيرالمترابط ‏ ‏العميق والتأمل والإيحاء كما أنه يمنح الإنسان قدرات عاليةعلى الصفاء والحكمة ‏ ‏والتوازن النفسي‏ وأكد الدكتور طه أن تحمل ألم الجوع والصبر عليه يحسن من مستوى مادة ‏‏السيروتونين وكذلك ما يسمى "بمخدرات الألم الطبيعية" التي يقوم المخبإفرازها وهي ‏ ‏مجموعتان تعرفان بمجموعة الأندورفين ومجموعة الإنكفالين،وقال إن المجموعة الأولى تتركب من 31 حمضا أمينيا مستخلصا من الغدةالنخامية، ‏ ‏ولهذه المواد خواص في التهدئة وتسكين الألم أقوى عشراتالمرات من العقاقير ‏ ‏المخدرة والمهدئة الصناعية، أما المجموعة الثانيةفتتركب من خمسة أحماض أمينية ‏ ‏وتوجد في نهايات الأعصاب.‏ ‏وأضاف أنه لكي يستمر إفراز هذه المواد المهدئة والمسكنة والمزيلة لمشاعرالألم ‏ ‏والاكتئاب، لابد أن يمر الإنسان بخبرات حرمان ونوع من ألمالتحمل، وأن يمتنع عن ‏ ‏تناول المواد والعقاقير التي تثير البهجة وتخدرالألم خاصة (الأفيون) ومشتقاته ‏ ‏وبعض العقاقير المخدرة الحديثة، وبين أنالصوم يمثل تدريبا يوميا منظما يساعد الإنسان على تغيير أفكاره ‏‏واتجاهاته وسلوكه بصورة عملية تطبيقية تشمل ضبط وتنظيم المراكز العصبيةالمسؤولة ‏ ‏عن تنظيم الاحتياجات البيولوجية والغرائز من طعام وجنس وأيضاالدوائر العصبية ‏ ‏والشبكات الترابطية الأحدث التي تشمل التخيل والتفكيروتوجيه السلوك.‏ ‏وأوضح أن الصوم يساعد على حدوث تفكك نوعي في الحيل النفسية، وهي حيلوأساليب ‏ ‏لا شعورية يلجأ إليها الفرد لتشويه ومسخ الحقيقة التي لا يريدأن يقبلها أو ‏ ‏يواجهها بصدق، وذلك حتى يتخلص من المسؤولية ومن التوتروالقلق الناتج عن رؤية ‏ ‏الواقع الذي يهدد أمنه النفسي واحترامه لذاته.‏‏وأوضح الباحث أنه وجد أن أغلب هذه الحيل المعوقة للنمو الإنساني تضعف خلالالصوم ‏ ‏وأثناء جلسات العلاج النفسي، مبينا أن هذا الانهيار للحيلالدفاعية يحدث مع الصائم ‏ ‏العادي كلما ازداد خشوعه وصدقه‏، ‏‏ ‏وأشارإلى أنه لوحظ ارتباط ذلك باتساع دائرة الترابط بين التفكير ‏ ‏الواعيوالعقل الباطن بما يسمى بعملية إعادة تنسيق المعلومات على مستويات المخ ‏‏المختلفة، وهي تماثل إعادة برمجة العقلوأضاف أن الصوم يساعد أيضا على ممارسة خلوات علاجية وتأمل مما يساعد الفرد‏ ‏على الخروج من دوامة الصراعات اليومية والتوتر وإهدار الطاقات النفسيةوالذهنية ‏ ‏وإصدار أوامر للعقل بالتسامح والعفو، وأكد أنه يحدث أثناءالصيام تعديل مستمر للحوار الذاتي وما يقوله الفرد لنفسه ‏ ‏طوال اليوم منعبارات وجمل تؤثر في أفكاره وانفعالاته، حيث يمثل الصوم فرصة لغرس ‏ ‏معانوعبارات إيجابية، مع الاستعانة بالأذكار والدعاء وممارسة العباداتبانتظام.‏ ‏ وأوضح أن ذلك يحدث في إطار مبادئ علم النفس الحديثة حيث يتمالتعلم من خلال ‏ ‏التكرار واتباع قاعدة التعليم المتدرج والتعلمبالمشاركة الفعالة وأسلوب توزيع ‏ ‏التعلم.‏ ‏وبين أن كل ذلك يأتي في إطار منظومة متكاملة تسمح بإعادة برمجة حقيقيةللجهاز ‏ ‏العصبي والسلوكي وتعديل التفكير وتغيير العادات، حيث يصبح الصومعبادة وتأملاً، وأيضا ‏ ‏تعديلا للنفس البشرية والتخلص من الانفعالاتوالاضطرابات النفسية وإطلاقا لطاقات ‏ ‏العقل.‏ ‏واستعرض الباحث جانبا من دراسة أجراها الدكتور كانمان من جامعة برنستونالأمريكية ‏ أظهرت أن عدم خفض الاختيارات والتحكم في الرغبات قد أدىبالفعل حسب دراسته ‏ ‏الميدانية إلى تزايد الإحساس بالكآبة، بل وظهورمعدلات الاكتئاب بدرجة تتناسب ‏ ‏عكسيا مع وفرة وكثرة الاختيارات.‏ ‏وتطرق إلى دراسة غربية أخرى أجريت العام الحالي وأكدت على ارتفاع معدلاتمرض ‏ ‏الاكتئاب ومشاعر الإحباط والتعاسة نتيجة الإفراط في الاختياراتوعدم القناعة ‏ ‏وهذا اللفظ بدأ يدخل ضمن الاصطلاحات النفسية العلمية كماتوصل إلى أن أغلب أفراد ‏ ‏المجتمع لا يعرفون طريقة لضبط شهواتهم وخفض نهموشره رغباتهم.‏ ‏وأكد الباحث أن كل هذه الدراسات وغيرها تؤكد ضرورة أن يتدرب الإنسان ولولأسابيع ‏ ‏محددة على هذا الأسلوب من الضبط الذاتي للشهوات، وبالتاليللغرائز والانفعالات ‏ ‏والسلوك أي ضرورة أن يتعلم ضبط شهواته بالصوملفترة كافية




بارك الله فيك غاية الهدى …….




وفيك البركة شكرا على المرور

تعليمية




بارك الله فيك اختنا الغالية

جزاك الله خيرا

موضوع مميز

تقبلي تحياتي







شكرا لك امي غاية الهدى
بارك الله فيك
ولا تحرمينا من جديدك




تعليمية




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

الخلاف المذموم بين رؤية الآحاد للهلال وإتباع عموم الناس في الصوم

تعليمية تعليمية

قال الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة حديث رقم 224

( صحيح )
[ الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون والأضحى يوم تضحون ]

وقال بعد تخريجه للحديث :
فقه الحديث
———–
قال الترمذي عقب الحديث :
" و فسر بعض أهل العلم هذا الحديث ، فقال : إنما معنى هذا الصوم و الفطر مع
الجماعة و عظم الناس " . و قال الصنعاني في " سبل السلام " ( 2 / 72 ) :
" فيه دليل على أنه يعتبر في ثبوت العيد الموافقة للناس ، و أن المتفرد بمعرفة
يوم العيد بالرؤية يجب عليه موافقة غيره ، و يلزمه حكمهم في الصلاة و الإفطار
و الأضحية " .
و ذكر معنى هذا ابن القيم رحمه الله في " تهذيب السنن " ( 3 / 214 ) ، و قال :
" و قيل : فيه الرد على من يقول إن من عرف طلوع القمر بتقدير حساب المنازل جاز
له أن يصوم و يفطر ، دون من لم يعلم ، و قيل : إن الشاهد الواحد إذا رأى الهلال
و لم يحكم القاضي بشهادته أنه لا يكون هذا له صوما ، كما لم يكن للناس " .
و قال أبو الحسن السندي في " حاشيته على ابن ماجه " بعد أن ذكر حديث أبي هريرة
عند الترمذي :
" و الظاهر أن معناه أن هذه الأمور ليس للآحاد فيها دخل ، و ليس لهم التفرد
فيها ، بل الأمر فيها إلى الإمام و الجماعة ، و يجب على الآحاد اتباعهم للإمام
و الجماعة ، و على هذا ، فإذا رأى أحد الهلال ، و رد الإمام شهادته ينبغي أن لا
يثبت في حقه شيء من هذه الأمور ، و يجب عليه أن يتبع الجماعة في ذلك " .
قلت : و هذا المعنى هو المتبادر من الحديث ، و يؤيده احتجاج عائشة به على مسروق
حين امتنع من صيام يوم عرفة خشية أن يكون يوم النحر ، فبينت له أنه لا عبرة
برأيه و أن عليه اتباع الجماعة فقالت :
" النحر يوم ينحر الناس ، و الفطر يوم يفطر الناس " .
قلت : و هذا هو اللائق بالشريعة السمحة التي من غاياتها تجميع الناس و توحيد
صفوفهم ، و إبعادهم عن كل ما يفرق جمعهم من الآراء الفردية ، فلا تعتبر الشريعة

رأي الفرد – و لو كان صوابا في وجهة نظره – في عبادة جماعية كالصوم و التعبيد
و صلاة الجماعة ، ألا ترى أن الصحابة رضي الله عنهم كان يصلي بعضهم وراء بعض
و فيهم من يرى أن مس المرأة و العضو و خروج الدم من نواقض الوضوء ، و منهم من
لا يرى ذلك ، و منهم من يتم في السفر ، و منهم من يقصر ، فلم يكن اختلافهم هذا
و غيره ليمنعهم من الاجتماع في الصلاة وراء الإمام الواحد ، و الاعتداد بها ،
و ذلك لعلمهم بأن التفرق في الدين شر من الاختلاف في بعض الآراء ، و لقد بلغ
الأمر ببعضهم في عدم الإعتداد بالرأي المخالف لرأى الإمام الأعظم في المجتمع
الأكبر كمنى ، إلى حد ترك العمل برأيه إطلاقا في ذلك المجتمع فرارا مما قد ينتج
من الشر بسبب العمل برأيه ، فروى أبو داود ( 1 / 307 ) أن عثمان رضي الله عنه
صلى بمنى أربعا ، فقال عبد الله بن مسعود منكرا عليه : صليت مع النبي صلى الله
عليه وسلم ركعتين ، و مع أبي بكر ركعتين ، و مع عمر ركعتين ، و مع عثمان صدرا
من إمارته ثم أتمها ، ثم تفرقت بكم الطرق فلوددت أن لي من أربع ركعات ركعتين
متقبلتين ، ثم إن ابن مسعود صلى أربعا ! فقيل له : عبت على عثمان ثم صليت
أربعا ؟ ! قال : الخلاف شر . و سنده صحيح . و روى أحمد ( 5 / 155 ) نحو هذا عن
أبي ذر رضي الله عنهم أجمعين .
فليتأمل في هذا الحديث و في الأثر المذكور أولئك الذين لا يزالون يتفرقون في
صلواتهم ، و لا يقتدون ببعض أئمة المساجد ، و خاصة في صلاة الوتر في رمضان ،
بحجة كونهم على خلاف مذهبهم ! و بعض أولئك الذين يدعون العلم بالفلك ، ممن يصوم
و يفطر وحده متقدما أو متأخرا عن جماعة المسلمين ، معتدا برأيه و علمه ، غير
مبال بالخروج عنهم ، فليتأمل هؤلاء جميعا فيما ذكرناه من العلم ، لعلهم يجدون
شفاء لما في نفوسهم من جهل و غرور ، فيكونوا صفا واحدا مع إخوانهم المسلمين فإن
يد الله مع الجماعة .

منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




شكورة على الفائدة ةالمعلومات القيمة
جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك




شكرا وبارك الله فيك
تحياتي الخالصة




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

حكم استقبال رمضان والتهاني بقدومه

حكم استقبال رمضان والتهاني بقدومه


ما حكم استقبال رمضان والبشارة به والتهاني به من قبل الأصدقاء والرفاق؟

رمضان شهر عظيم ، شهر مبارك يفرح به المسلمون، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه يفرحون به ، كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يبشر أصحابه بذلك ، فإذا فرح به المسلمون واستبشروا به ، وهنأ بعضهم بعضاً بذلك فلا حرج في ذلك كما فعله السلف الصالح؛ لأنه شهر عظيم ومبارك يفرح به ، لما فيه من تكفير السيئات، وحط الخطايا والمسابقة إلى الخيرات، في أعمال صالحة أخرى.




جزاكم الله خيــــرا




وجزاكم الله بالمثل




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

مفسدات الصوم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخواني واخواتي هذا موضوع مهم حتى نتجنب مفسدات الصوم لعله يحص صومنا وتقبل الله منا ومنكم

خطبة ليوم سبت, 08/15/2009 – 17:59

مفسدات الصوم


ملخص الخطبة:

الخطبة الأولى:
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ به من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه، وعلى آله، وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيا أيها الناس: اتقوا الله تعالى حق التقوى.
عبادَ الله، أيّها الصائمون: شرِع لكم الصيامُ، لتزكية نفوسِكم، وطهارةِ قلوبِكم، وصِحّةِ أبدانكم، وقوّةِ صِلتِكم بربِّكم وخالقِكم.
أيّها الصائمون : شهرُكم هذا يسمَّى بشهرِ الصّبر، أجل إنّه الصبرُ بكلِّ ما تحمِله الكَلمة من مَعنى، إنّه صبرٌ على طاعةِ الله، وإنّه صبرٌ عن معاصي الله، وإنّه صَبر على أقدارِ الله المؤلِمَة. أجّل أيّها الصائم، فأنت بصيامِك تصبِر على الصومِ لكونك موقنًا بأنَّ هذا طاعةٌ لله، وأنّ صيامَك عبادةٌ لله، وأنَّ صيامك قربةٌ تتقرَّب بها إلى الله. إنك تصوم أيها المسلم، تصوم رمضان صبرًا عن معاصي الله التي حرَّمها عليك، فتصبر عنها في رمضانَ لتكون صابرًا عنها مدَى العام. صبرٌ على الأقدار المؤلمة، كلّما آلمك الجوع أو العطَش وتذكَّرتَ أن ذلك في سبيل الله صبرتَ على ذلك صبرَ الموقِنِ الراجي للثّوابِ الخائفِ من العقاب.
أيّها الصائم المسلم، في الصيامِ امتحانٌ لأمانَتِك التي حمِّلت إياها، فإنَّ الواجباتِ الشرعيّةَ أمانة في عنُق العبد، والله سائلُه عنها. إذًا أنت مؤتَمَنٌ على صيامِ رمضان، إنّه عبادَةٌ بينك وبين ربِّك، سِرّ بينك وبين ربِّك، لا يطَّلع عليه إلاَّ الله، فإذا حقَّقتَ تلك الأمانةَ نِلت الثوابَ العظيم في الدنيا والآخرة.
أيّها الصائم المسلم، الصومُ أمانةٌ؛ إذ الصوم تركُ مشتهياتِ النفس: من الطعام، من الشراب، من النساء، من طلوع الفجر الثاني إلى غروبِ الشمس.
أيّها الصائم، إنّ الصومَ أمانةٌ، فاتَّقِ الله وأدِّ الأمانة وحافِظ عليها محافظةَ المؤمِنِ الموقن.
أيّها الصائم المسلم، إنَّ تفقُّهَك في دين الله وعلمَك بما يفسِد صيامَك حتى تكون بعيدًا عن ذلك أمرٌ مهِمّ.

فاعلم ـ أخي الصائم ـ : أنّ الله جلّ جلاله بيَّن لنا في كتابِهِ العزيزِ أصولَ المفطِّرات التي أجمَع المسلمون إجماعًا قطعيًّا على أنها منافيةٌ للصّيام، وهي الأكل أو الشّربُ أو مواقعةُ النساء، فتلك أمورٌ أجمع المسلمون على أنها منافِيَة للصيام ومفسِدة للصّيام ولا تتَّفِق مع الصّيام.
إذًا فيا أخي المسلم، الأكلُ والشرب منافيانِ لحقيقةِ الصيام، لأنّ الله يقول: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ) [البقرة:187]، فأمَرَنا أن نتِمَّ الصيامَ إلى الليلِ، وجعل ميقاتَ الأكل والشّربِ إلى طلوع الفجر الثاني، وهو تبيُّن الخيط الأسود من الخيط الأبيض؛ وأمرنا أن نتِمَّ الصيام إلى الليل؛ إذًا فالأكل والشّرب مفسدان للصيام مهما كان نوعُ ذلك المأكولِ أو نوع ذلك المشروب، وسواء كان هذا الأكلُ والشّرب من طريق الفَمِ أو الأنفِ أو مِن أيِّ موضعٍ من البدَن إذا كان هذا طعامًا أو شرابًا فإنّ الصائمَ إذا تعاطاه متعمِّدًا بطَل صيامه وفسَد صيامه؛ لأنّ هذا منافٍ لحقيقةِ الصيام، ولذا قال النبيّ في حديث لقيط بن صبرة: "وأسبغ الوضوءَ، وبالِغ في الاستنشاق إلا أن تكونَ صائمًا"، مما يدلّ على أنّ الأنفَ منفَذٌ للجَوف، فإذا أدخِلَ الطعامُ أو الشراب من طريق الفمِ أو من طريق الأنف أو من أيِّ موضعٍ كان من البدَن وكان هذا يعطي وجبةَ طعامٍ أو شراب يتغذّى به الجسدُ فإنّ هذا منافٍ للصيام.
وثانيًا: الإبَر المغذِّيةُ التي توضَع في المريض لكي تكونَ مغنيةً له عن الطعام والشرابِ عندما يتعذَّر إدخاله من الفم ونحو ذلك فإنها أيضًا منافيَةٌ ومفسِدة للصيام.
أيها الصائم، إتيانُ الرجلِ امرأتَه في الصّيام مُنافٍ للصّيام، فإنّ الجماع في نهارِ رمضان منافٍ للصّيام بإجماع الأمّة؛ جاء رجلٌ إلى النبيِّ فقال: هلكتُ وأهلكت يا رسول الله، قال: "ما فعلت؟" قال: أتيت امرأتي في رمضانَ، قال: "هل تجد أن تعتِق رقبةً؟" قال: لا، قال: "هل تستطيع أن تصومَ شهرين متتابعين؟" قال: لا، قال: "هل تستطيعُ أن تطعِمَ ستين مسكينًا؟" قال: لا… الحديث". فدلَّ على أنّ إتيانَ الرجل امرأتَه مترتِّب عليه. أولاً: معصيةٌ لله وارتكابُ كبيرة من كبائرِ الذنوب، وثانيًا: إفسادُ ذلك اليومِ ووجوبُ الكفّارة المغلَّظة، والتوبةُ إلى الله من ذلك الذنبِ العظيم.
أيها المسلم، والمسلم يتوقَّى كلَّ وسيلةٍ يمكن أن تفضِيَ به إلى الحرامِ، فيتّقي اللهَ ويراقبُ الله في نهارِهِ كلِّه ليكونَ من المؤدِّين للأمانة على الحقيقةِ.
أيّها المسلم، ومما يفسِد الصيامَ حَقنُ الدّمِ لمن احتاج إليه، فإذا أُسعِف الصائم بدَمٍ لكون الدّمِ ناقصًا عنده فإنّ إدخالَ هذا الدمِ في الجوف ومعلومٌ أثرُه في صحَّةِ البدن فإنّ ذلك أيضًا مفسِد للصّيام.
أيّها الصائم، ومما يفسِد صيامَ المسلم تعمُّدُه إخراجَ القيء من جوفه، فإنّ تعمّدَ إخراجِ القيء من الجوف مفسِدٌ للصيام؛ لأنّ النبيَّ قال: "من استقاء وهو صائم فليقضِ، ومن ذَرَعه القيءُ فلا قضاء عليه"؛ احتلامُ الصائِمِ في رمضانَ لا يؤثِّر عليه؛ لأنّ هذا أمرٌ غالِب عليه ولا قدرةَ له على مَنعِه؛ تعمُّدُ الصّائمِ إخراجَ المادّة المنويّة بطريق العادَةِ المستهجَنَة السّريّة أو نحو ذلك هذا أمرٌ منافٍ للصّيام؛ لأنّ الصائمَ يدَع طعامه وشرابَه وشهوته، وهذا من إخراجِ الشهوة فذاك منافٍ للصيام.

أيّها الصائمُ المسلم، خروجُ دَمِ الحيض من المرأةِ مفسِدٌ لصيامِها ولو كان قبلَ الوقتِ بدقائقَ، وخروجُه بعد غروبِ الشمس لا يؤثِّر على صيامِها؛ لأنَّ الوقتَ قد انتهى لقوله: "إذا أقبل الليلُ من ها هنا وأدبر النهارُ من ها هنا وغربتِ الشمس فقد أفطر الصائم"؛ تعمُّد إخراجِ الدّمِ بطريق الحِجامة مفسِدٌ للصّومِ بنصِّ سنّة رسولِ الله حيثُ يقول: "أفطَر الحاجِمُ والمحجوم" .
أيّها المسلم، عندما يقَع الأكلُ أو الشّرب نِسيانًا فإنّ ذلك لا يؤثِّر على الصيام؛ لأنَّ النبيَّ قال: "من نسيَ فأكَلَ أو شرِب فليتِمَّ صومه؛ فإنما أطعمه الله وسقاه".
أيّها المسلم، تأكَّد في فطرِك من غروبِ الشمس، ووَسائِلُ التحقُّق الآنَ ممكِنة، بطريق الساعة، مِن طريق الهاتف، من طريق وسائِلِ الإعلام، فالأمرُ جليٌّ وواضِح، فعلى المؤذّنين أن يتأكَّدوا من غروبِ الشمس ويتحقَّقوا بالوسائل الممكِنَة حتى لا يقَعَ الصائمون في حرَجٍ في صيامهم.
أيّها الصائم، لعلَّك أن تتساءَل عن أمورٍ يضطرُّ لها الصائم في صيامِه:
أوّلاً: قد يحتاج الصائمُ إلى تحليل الدّم، إمَّا في آخر النّهار أو في أوّلِه أو عند غروب الشمس لا سيّما الأنسولين السكّري وأمثاله، فالجواب أنّ هذه الإبَر التي تؤخَذ لهذه الضّرورة فإنها لا تنافي الصيامَ؛ لأنها ليس إدخالَ شيء للجوف مأكولاً أو مشروبًا.
وثانيًا: لعلّك أن تتساءَلَ عن تحليلِ الدّم، فتحليلُ الدّمِ اليسير الذي لا يؤثِّر على الصائمِ ولا يضعِفُ قوّتَه فإن شاء الله أنّه لا ينافي الصّيامَ.
ولعلّك أن تتساءَل : قد يضطرّ الصائم يومًا إلى قلعِ سِنّه فما العمل؟ نقول: إذا اضطررتَ إليه، إن أمكَنَ التأخيرُ للّيلِ فهو أولى، وإن اضطررتَ إلى قلعِه في النهار فإنّ ذلك لا يؤثِّر على صومِك وإن قُدِّر خَرَج دمٌ؛ فإنه ليس المقصود إخراجَ الدّم، إنما المقصود علاجُ هذا السّنِّ بقلعه.
وقد تتساءَلُ عن حشوِ الأسنان أثناءَ الصيام، فإنّ ذلك أيضًا لا ينافي الصيامَ ولو أعطِيتَ بَنجًا لأجل قَلع الضِّرس، فإنّ ذلك لا ينافي صيامَك.
وقد تتساءلُ أيها الصائم، وقد أصاب الناسَ شيءٌ مِن أنواع الأمراض، فيضطرّون إلى البخّاخ لأنّ النفسَ يضيق أحيانًا، ويصيبُ المصابين بداءِ الربوِ أو غيرها، فإن تحتاجون إلى هذا البخّاخ الذي حقيقتُه توسيعُ قصَبات الهواء لراحةِ الإنسان وليس مقصودُه شيئًا يدخلُ الجسم ليقوّيَه مطعومًا أو مشروبًا، فالظاهرُ إن شاء الله أنّ ذلك لا يؤثِّر على الصيام لأنّه لا يُلحَق بما يؤكَل أو يشرَب.
أيّتها المرأة المسلمة، لا بدَّ من التفقُّه في الدِّين ومعرفةِ أحكامِ الشّرع في الطّهارة وعدمِها.
فاعلمي ـ أيتها المرأة المسلمة ـ : أنّ المرأةَ المسلمة الصائمة لو أصابها دمٌ وهي أثناء الحمل فإنّ هذا الدمَ لا يسمَّى حيضًا ولا ينافي الصيامَ؛ لأنّ المعروفَ أن الحاملَ لا تحيض، وما يخرُج منها من دمٍ فيعتَبَر دمًا فاسدًا؛ المرأةُ المسلِمة أحيانًا تتساءَل عَمّا يحصُل لدَى النساء من أمورٍ قد تكون سببًا في تأخيرِ الدّمِ أو نُزوله على فتراتٍ متعاقبة، كالنّسوة اللواتي يستعمِلنَ ما يسمَّى باللّولِب لأجل أمرٍ ما من الأمور، فإنّ ذلك قد يؤدِّي إلى استمرار خروجِ الدّم أيّامًا متعدِّدةً، وربما بلغتِ الشهرَ كلَّه، وهذا لا شكَّ أنه مما قد تحار فيه المرأةُ المسلمة، فإذا ثبتَ عندها ذلك فإنَّ الواجب عليها أن تتركَ الصلاة والصيامَ أثناءَ العِدّة المعتَبَرة قبل هذا التغيُّر، وأنّ هذا التغيّرَ لا اعتبارَ له.

ودلَّت سنّةُ رسول الله على أنّ المرأةَ المسلمة إذا رأَت شيئًا بعد طُهرِها أنَّ ذلك لا يؤثِّر عليها، ففي حديثِ أمّ عطيةَ أنّ النبيَّ أخبرهم أنّ الكدرةَ والصفرة بعد الطُّهر لا تعتَبَر شيئًا، قالت أمّ عطية: كنَّا لا نعُدّ الكدرَةَ والصفرةَ بعدَ الطّهرِ شيئًا ؛ ودلّت سنّةُ رسولِ الله على أنّ المرأة إذا أسقَطَت جنينًا قبل أن يتخلَّق أي: قبل أن يمضيَ عليه أكثرُ من ثمانين يومًا، فإنَّ هذا السّقطَ لا تعتَبِر المرأة نفسَها نفساء؛ لأنّه لم يتبيَّن فيه خلقُ إنسان ظاهرًا، ولأنّ ما أقلّ من الثمانين يومًا لا يمكن أن يبدوَ فيه خلقُ إنسان.
أيّها المسلم، تفقَّه في دينِك، وكن على بصيرةٍ في أمر دينك، وحافظ على أمانة صيامِك.
أسأل الله: لي ولكم التوفيقَ والسداد والعونَ على كلِّ خير، وأن يجعلَنا وإياكم من الصائمين الصادقين، إنه على كلِّ شيء قدير.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ) .
بارَكَ الله لي ولكم في القرآنِ العظيم، ونفعني وإيّاكم بما فيه من الآياتِ والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفِر الله العظيمَ الجليلَ لي ولكم ولسائر المسلمين من كلّ ذنب وخطيئةٍ، فاستغفِروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيّبًا مباركًا فيه كما يحبّ ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبِه، وسلّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدّين.
أمّا بعدُ:
فيا أيّها الناس : اتّقوا الله حقَّ التقوى.
عبادَ الله : إنّ تناوُلَ المسلم وهو صائمٌ للعطوراتِ وأنواعِ الطِّيب السائلة لا يؤثِّر على صيامه، فالعطوراتُ على اختلافِها لا تؤثِّر على الصّيام، إنما الذي ينبغِي أن يجتَنَب هو البخور، فالبَخور أثناءَ الصيام هو الذي يتأكَّد اجتنابُه والبُعد عنه، أمّا أنواعُ العطورات: فإنها لا تؤثِّر على الصائم؛ المرأةُ النُّفَساء إذا مضَى عليها عشرون يومًا أو نحو ذلك وانقطَعَ الدّم عنها انقطاعًا كاملاً ولم ترَ صفرةً ولا دمًا وجَب عليها أن تصومَ ولو لم تستكمِل أربعين يومًا؛ لأنَّ الأربعين هي أقصى حدٍّ، فإذا انقطَعَ الدّمُ ورأتِ الطهرَ الكامل وجَب عليها أن تغتسلَ وتصومَ وتصلّيَ ولا يضرُّها شيء.
أيّها المسلم، إنَّ سنّةَ نبيك تعجيلُ الفطر إذا تأكَّد الغروب، هذه سنّةُ نبيِّك ، يقول فيما صحَّ عنه: "أحبُّ عبادِ الله إلى الله أعجلُهم فطرًا"، وقال : "لا يزال الناسُ بخيرٍ ما عجَّلوا الفِطر"، وقال عن ربّه أنه قال: "أحبُّ عبادِي إليّ أعجلُهم فطرًا"؛ فكان يبادِر بالفطرِ متى تحقَّق غروبَ الشمس، هكذا هديُه ؛ بداءَته بالفطرِ قبل الصلاة؛ وكان من هديِ نبيِّكم أن يؤخِّرَ السحورَ إلى قُرب الوقت، هكذا هديُه ، تسحَّر زيدُ بن ثابتٍ مع النبيِّ فسأل أنَسٌ زيدًا: كم كان بين سحورِكم وإقام الصلاة؟ قال: مقدار خمسين آية؛ وكان نبيّكم يحثّ على السحور ويرَغِّب فيه ويقول: "فصلُ ما بين صيامِنا وصيامِ أهل الكتاب أكلَةُ السّحر"[5]، ويقول لنا : "تسحَّروا؛ فإنّ في السحور بركة"؛ بركةُ السّحور بركةُ الوقتِ والقيامِ في ذلك الوقتِ المفضَّل ليدعوَ الإنسان ربَّه ويتوسَّل إليه ويرجوَه ويطيعَه ويتضرَّع بين يدَيه، ويكون طائعًا لله متَرّقبًا لساعةِ إجابةِ الدعاء، وبركةُ أداء صلاةِ الفجر في وقتها، وبركة الاقتداء والتأسّي بمحمّدٍ .
أيّها الصائم، إنَّ النبيَّ يقول: "السَّحور بركةٌ فلا تدعوه، ولو أن يجرعَ أحدُكم جرعةً من ماء، فإنّ الله وملائكتَه يصلّون على المتسحِّرين"؛ إذًا فالمسلم يرتقِب السّحور ولو بشيءٍ قليل، وهو يقول: "نِعم سَحور المسلِمِ التّمر".
فيا أخي المسلم، هذه سنّةٌ أحيِها، ولو قُدِّر أنّ عشاءَك كان متأخِّرًا فأحيِ هذه السنّةَ بما تستطيع اقتداءً وتأسّيًا بمحمّد ؛ ونبيّكم كما أخبرنا عنه أنَس أنه كان يفطِر على رُطَب إن كان زمنَ رطب، وإلاَّ فعلى تمراتٍ إن كان في غيرِ زمن الرطب، وإذا لم يجد في بيته رُطبًا ولا تمرًا فإنّه يحسو حَسَواتٍ من ماء صلوات الله وسلامه عليه أبدًا دائمًا إلى يوم الدين[9]، بمعنى أنّه يمرّ به أيّامٌ من رمضانَ ليس في بيته ما يأكلُه الصائِم وينتفِع به، وإذا قارنّا أحوالَنا وموائدَنا وتنوّعَها وتفنُّنَنا فيما نتسحَّر وفيما نفطِر وفيما نتعشّى ورأينا تلك النعمَ العظيمة والخيراتِ الكثيرة ورأَينا ورأينا عُدنا إلى أنفسِنا لننظرَ: هل قمنا بحقِّ هذه النعمة؟ وهل شكرناها على الحقيقة؟ هل أدّينا واجبها؟ هل شكَرنا من تفضَّل وأنعم بها بقلوبِنا وألسنَتِنا وجوارحنا؟ فإنها نِعَم شاهدةٌ علينا، فلِلَّه علينا نِعَمٌ وآلاء عظيمة، نسأل الله شكرَ هذه النعمة والقيامَ بحقِّها، إنه على كل شيء قدير.
أخي الصائم، كُن عندَ الإفطار مقبِلاً على ربّك، فإنّ للصائم عند فِطره دعوةً لا ترَدّ، والصائم أحدُ الثلاثة الذين لا تُرَدّ دعوتهم، ففي الحديث: "ثلاثةٌ لا ترَدّ دعوتهم: المسافِر والصائِم والمظلوم"، فإنّ هؤلاء يجاب دعاؤهم بتوفيقٍ من الله، فكن عند إفطارِك خاضعًا لربّك مستقبِلَ القبلة رافعًا أكُفَّ الضراعة لذي الجلال والإكرام، اسأَله من فضلِه وكرَمِه وجودِه، فإنك في عبادةٍ وفِطرُك عبادة، فأنت فرِحٌ بفطرِك أن وافقتَ أمرَ الله فصمتَ، وفرِح بما تشتهيه نفسُك. إذًا فادعُ الله وأخلِص له الدينَ، وكن ذاكرًا شاكرًا لربّك نعمَه عليك، فكم نعمة من الله عليك، غيرُك يتمنّى أن يصومَ فحيل بينَه وبين الصيام، فاشكر اللهَ على هذا الفضل وعلى هذه النّعمة، نسأل الله أن يديمَ علينا وعليكم توفيقَه ونِعَمَه، وأن يجعَلَنا وإياكم ممن يستعملُها في طاعةِ الله وفيما يقرِّبنا إلى الله، إنه على كل شيء قدير.
أيّها المسلم، المريض الذي حِيلَ بينه وبين الصيام، اعلَم أنّكَ بنيَّتِك الصالحة وعزيمَتِك الصادِقة أنّ لك ثوابَ الصائمين وأجرَ الصّائمين، يقول : "إذا مَرِض العبدُ أو سَافَر كتَب الله له مَا كانَ يَعمَلُه صَحيحًا مقيمًا"، فإذا عَجزتَ عن الصّيام فلا تعجَز عن تلاوةِ القرآن، ولا تعجَز عن ذِكرِ اللهِ، ولا تعجَز عن نوافِلِ الطّاعة، فإنّ فضل الله واسِع وثوابه عظيم. أسأل الله أن يوفِّقَنا جميعًا لما يُرضيهِ، إنّه على كل شيء قدير.
واعلموا رحمكم : الله أن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة، وعليكم بجماعة المسلمين، فإن يد الله على الجماعة، ومن شذ، شذ في النار، وصلوا – رحمكم الله- على سيد الأولين، والآخرين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، سيدنا ونبينا محمد ابن عبد الله، الهاشمي، القرشي -صلى الله عليه وسلم-، امتثالا لأمر ربكم القائل: "إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا " .

اللهم صلي وسلم، وبارك على عبدك، ورسولك سيد ولد آدم، وارض اللهم عن خلفاءه الراشدين، أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين، وعن التابعين، وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك، وكرمك، وجودك، وإحسانك، يا أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام، والمسلمين، وأذل الشرك، والمشركين، ودمر أعداء الدين، وانصر عبادك الموحدين، واجعل اللهم هذا البلد آمنا مطمئناً، وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين .
اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا، وولاة أمرنا؛ اللهم وفقهم لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين؛ اللهم وفق إمامنا إمام المسلمين فهد بن عبد العزيز لكل خير، اللهم أمده بعونك وتوفيقك وتأييدك؛ اللهم أنصر به دينك، وأعلي به كلمتك، واجمع به قلوب الأمة على الخير والهدى.
اللهم وفق ولي عهده عبد الله بن عبد العزيز لكل خير، وسدده في أقواله وأعماله، واجعلهم أعواناً على البر والتقوى.

ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا، ربنا إنك رؤوف رحيم، ربنا ظلمنا أنفسنا، وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.
عباد الله: إن الله يأمر بالعدل، والإحسان، وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء، والمنكر، والبغي يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على عموم نعمه، يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

1- مقصد الصبر في الصيام. 2- الصوم أمانة. 3- أصول المفطرات. 4- مفسدات الصيام. 5- عذر النسيان. 6- أمور لا تفطر الصائم. 7- من أحكام صيام المرأة. 8- من آداب الصيام.




جزاكم الله خيرا
ولنا رجعة للموضوع للاضافة والاثراء باذن الله




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكوووووور اخي والله يعطيك الف عافيه




شكرا لمروركم على موضوعي وهذا شرف لي ووسام على صدري
وبارك الله فيكم على التعديل




مفسدات الصوم



مفسدات الصوم هي المفطرات ، وهي : الجماع ، والأكل والشرب، وإنزال المني بشهوة ، وما بمعنى الأكل والشرب، والقيء عمداً ، والحجامة ، وخروج دم الحيض والنفاس ، هذه ثمانية مفطرات.

أما الأكل والشرب والجماع: فدليلها قوله تعالى ( فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ)(البقرة: 187) .
وأما إنزال المني بشهوة : فدليله قوله تعالى في الحديث القدسي: " يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي".وإنزال المني شهوة ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " وفي بضع أحدكم صدقة" قالوا : يا رسول الله ، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال : " أرأيتم لو وضعها في حرام ، أكان عليه فيها وزر؟ فكذلك إذا وضعها في حلال كان له أجر" والذي يوضع إنما هو المني الدافق ، ولهذا كان القول الراجح أن المذي لا يفسد الصوم حتى وإن كان بشهوة.
الخامس : ما كان بمعنى الأكل والشرب، وهي الإبر المغذية التي يستغني بها عن الأكل والشرب ، لأن هذه وإن كانت ليست أكلاً ولا شرباً لكنها بمعنى الأكل والشرب حيث يستغنى بها عنه، وما كان بمعنى الشيء فله حكمه، ولذلك يتوقف بقاء الجسم على تناول هذه الإبر، بمعنى أن الجسم يبقى على هذه الإبر وإن كان لا يتغذى بغيرها ، أما الإبر التي لا تغذي ولا تقوم مقام الأكل والشرب ، فهذه لا تفطر سواء تناولها الإنسان في الوريد أو في العضلات أو في أي مكان في بدنه.
والسادس: القيء عمداً ، أي : أن يتقيأ الإنسان ما في بطنه حتى يخرج من فمه ، لحديث أبي هريرة رضي الله عنه ، أن الني صلى الله عليه وسلم قال : " من استقاء عمداً فليقض، ومن ذرعه القيء فلا قضاء عليه". والحكمة في ذلك أنه إذا تقيأ فرغ بطنه من الطعام ، واحتاج البدن إلى ما يرد عليه هذا الخلو ، ولهذا نقول : إذا كان الصوم فرضاً فإنه لا يجوز للإنسان أن يتقيأ، لأنه إذا تقيأ ضر نفسه وأفسد صومه الواجب.
وأما السابع : وهو خروج دم الحجامة ، فلقول النبي صلى الله عليه وسلم " أفطر الحاجم والمحجوم".
وأما خروج دم الحيض والنفاس ، فلقول النبي صلى الله عليه وسلم : " أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم"، وقد أجمع أهل العلم على أن الصوم لا يصح من الحائض ومثلها النفساء.
وهذه المفطرات وهي مفسدات الصوم لا تفسده إلا بشروط ثلاثة وهي : العلم ، والذكر ، والقصد، أي أن الصائم لا يفسد صومه بهذه المفسدات إلا بشروط ثلاثة:
أن يكون عالماً بالحكم الشرعي ، وعالماً بالوقت أي بالحال ، فإن كان جاهلاً بالحكم الشرعي أو بالوقت فصيامه صحيح ، لقول الله تعالى : ( رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا)(البقرة: 286)، ولقوله تعالى : ( وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ)(الأحزاب: 5)، ولثبوت السنة في ذلك ، ففي الصحيح من حديث عديث بن حاتم رضي الله عنه أنه صام فجعل تحت وسادته عقالين وهما الحبلان اللذان تشد بهما يد الجمل ، أحدهما أسود والثاني أبيض ، وجعل يأكل ويشرب حتى تبين له الأبيض من الأسود ثم أمسك ، فلما أصبح غدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك ، فبين له النبي صلى الله عليه أنه ليس المراد بالخيط الأبيض والأسود في الآية الخيطين المعروفين ، وإنما المراد بالخيط الأبيض بياض النهار، وبالخيط الأسود الليل أي : سواده ولم يأمره النبي صلى الله عليه وسلم بقضاء الصوم ، لأنه كان جاهلاً بالحكم يظن أن هذا هو معنى الآية الكريمة.
وأما الجهل بالوقت فلحديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها ، وهو في البخاري، قالت : أفطرنا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم في يوم غيم ثم طلعت الشمس ، ولم يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالقضاء ، ولو كان القضاء واجباً لأمرهم به ، ولو أمرهم به لنقل إلى الأمة ، لقول الله تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9) ، فلما لم ينقل مع توافر الدواعي على نقله ، علم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمرهم به ، ولما لم يأمرهم به – أي بالقضاء – علم أنه ليس بواجب ، وعلى هذا فلو قام الإنسان يظن أنه في الليل فأكل أو شرب ، ثم تبين له أن أكله وشربه كان بعد طلوع الفجر ، فإنه ليس عليه قضاء ، لأنه كان جاهلاً .
وأما الشرط الثاني : فهو أن يكون ذاكراً ، وضد الذكر النسيان ، فلو أكل أو شرب ناسياً فإن صومه صحيح ولا قضاء عليه لقول الله تعالى : ( رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا)(البقرة:286) ، ولحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه".
وأما الشرط الثالث وهو القصد ، فهو أن يكون الإنسان مختاراً لفعل هذا المفطر ، فإن كان غير مختار فإن صومه صحيح ، سواء كان مكرهاً أم غير مكره، لقول الله تعالى في المكره على الكفر: (مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (النحل:106) ، فإذا كان الحكم – حكم الكفر – يرتفع بالإكراه فما دونه من باب أولى ، وللحديث الذي يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أن الله رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه"، وعلى هذا فلو طار إلى أنف الصائم غبار ووجد طعمه في حلقه ونزل إلى معدته فإنه لا يفطر بذلك ، لأنه لم يتقصده، وكذلك لو أكره على الفطر فأفطر دفعاً للإكراه فإن صومه صحيح، لأنه غير مختار ، كذلك لو احتلم وهو نائم ، فإن صومه صحيح ، لأن النائم لا قصد له ، وكذلك لو أكره الرجل زوجته وهي صائمة فجامعها فإن صومها صحيح ، لأنها غير مختارة، وهاهنا مسألة يجب التفطن لها ، وهي أن الرجل إذا أفطر بالجماع في نهار رمضان ، والصوم واجب عليه ، فإنه يلزم في حقه أو يترتب عليه عدة أمور:
الأول : إثم .
والثاني : القضاء.
والثالث : الكفارة.
ويلزمه الإمساك بقية يومه، ولا فرق بين أن يكون عالماً بما يجب عليه في هذا الجماع أو جاهلاً ، يعني أن الرجل إذا جامع في صيام رمضان والصوم واجب عليه ولكنه لا يدري أن الكفارة تجب عليه فإن الكفارة واجبة، لأنه تعمد المفسد ، وتعمده مفسد تستلزم ترتب الأحكام عليه ، بل في حديث أبي هريرة أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، هلكت ، قال : " ما أهلكك؟" قال : وقعت على امرأتي في رمضان وأنا صائم ، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بالكفارة مع أن الرجل لا يعلم عنها.
وفي قولنا : فالصوم واجب عليه ، احتراز مما إذا جامع الصائم في رمضان وهو مسافر مثلاً ، فإنه لا تلزمه الكفارة ، مثل أن يكون الرجل مسافراً بأهله في رمضان وهما صائمان ، ثم يجامع أهله ، فإنه ليس عليه كفارة ، وذلك لأن المسافر إذا شرع في الصيام لا يلزمه إتمامه ، إن شاء أفطر وقضى ، وإن شاء استمر.

من كتاب الشرح الممتع لزاد المستقنع

لفظيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله




بارك الله فيك على هذا الاثراء القيم وجعله الله في ميزان حسناتك




شكرا لكي اختاه على جلبك الرائع
تحياتي




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

هل للحائض أن تتحرى ليلة القدر؟

فتوى للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله واحسن مثواه

مكتبة الفتاوى : فتاوى نور على الدرب (نصية) : الزكاة والصيام </b>


السؤال: أحسن الله إليكم وبارك فيكم هذه مستمعة من الطائف تسأل وتقول يا فضيلة الشيخ هل للحائض أن تتحرى ليلة القدر؟
الجواب

الشيخ: لو تحرت ليلة القدر لم تنتفع لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا) والحائض لا تقوم ليلة القدر لأنها ممنوعة من الصلاة لكن أرجو إذا دعت في تلك الليلة إذا دعت ربها عز وجل وتعلقت بفضله ورحمته أرجو ألا تخيب.




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

حكم صلاة الجمعة إذا صادفت يوم العيد

حكم صلاة الجمعة
إذا صادفت يوم العيد
لفضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله

س: ما حكم صلاة الجمعة إذا صادفت يوم العيد هل تجب إقامتها على جميع المسلمين أم على فئة معينة ، ذلك أن بعض الناس يعتقد أنه إذا صادف العيد الجمعة فلا جمعة إذا؟
ج: الواجب على إمام الجمعة وخطيبها أن يقيم الجمعة وأن يحضر في المسجد ويصلي بمن حضر ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقيمها في يوم العيد يصلي العيد والجمعة عليه الصلاة والسلام وربما قرأ في العيد وفي الجمعة جميعا بسبح والغاشية فيها جميعا ، كما قاله النعمان بن بشير رضي الله عنهما فيما ثبت عنه في الصحيح ، لكن من حضر صلاة العيد ساغ له ترك الجمعة ويصلي ظهرا في بيته أو مع بعض إخوانه إذا كانوا قد حضروا صلاة العيد ، وإن صلى الجمعة مع الناس كان أفضل وأكمل ، وإن ترك صلاة الجمعة لأنه حضر العيد وصلى العيد فلا حرج عليه لكن عليه أن يصلي ظهرا فردا أو جماعة . والله ولي التوفيق .

من برنامج (نور على الدرب) .
العدد المشترط لصلاة العيد
ولو صادف العيد يوم جمعة فما الحكم


س: هل يشترط لصلاة العيد عدد معين كصلاة الجمعة مثلا ، وما الحكم لو صادف العيد يوم الجمعة ، بالنسبة لصلاة الجمعة فقد سمعت أن صلاة الجمعة لا تجب على المأمومين بعكس الإمام ، فكيف تجب على الإمام لوحده؛ وكيف يقيمها بمفرده؟

ج: صلاة العيد وصلاة الجمعة من الشعائر العظيمة للمسلمين ، وكلتاهما واجبة ، الجمعة فرض عين ، والعيد فرض كفاية عند الأكثر ، وفرض عين عند بعضهم ، واختلف العلماء في العدد المشترط لهما ، وأصح الأقوال أن أقل عدد تقام به الجمعة والعيد ثلاثة فأكثر ، أما اشتراط الأربعين فليس له دليل صحيح يعتمد عليه. ومن شرطهما الاستيطان ، أما أهل البادية والمسافرون فليس عليهم جمعة ولا صلاة عيد ، ولهذا لما حج الرسول صلى الله عليه وسلم حجه الوداع صادف الجمعة يوم عرفة ولم يصل جمعة ولم يصل عيد يوم النحر ؛ فدل ذلك على أن المسافرين ليس عليهم عيد ولا جمعة ، وهكذا سكان البادية. وإذا وافق العيد يوم الجمعة جاز لمن حضر العيد أن يصلي جمعة وأن يصلي ظهرا؛ لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في هذا ، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه رخص في الجمعة لمن حضر العيد وقال: اجتمع في يومكم هذا عيدان فمن شهد العيد فلا جمعة عليه ولكن لا يدع صلاة الظهر ، والأفضل أن يصلي مع الناس جمعة ، فإن لم يصل الجمعة صلى ظهرا. أما الإمام فيصلي بمن حضر الجمعة إذا كانوا ثلاثة فأكثر منهم الإمام ، فإن لم يحضر معه إلا واحد صليا ظهرا.


من برنامج ( نور على الدرب ) الشريط رقم ( 69 ) .




جزاكم الله خيرا الجزاء

وهذا الاشكال الذي وقع عند الكثير في هذا الموسم




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

حمل: محاضرات مفرغة صفة الإحرام و أحكام الهدي و الأضاحي للشيخ صالح آل الشيخ

تعليمية تعليمية

تعليمية

محاضرات مفرغة

للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله

أعد المواد :

سالم بن محمد الجزائري غفر الله له و لوالديه

تعليمية

محاضرة صفة الإحرام للشيخ صالح آل الشيخ

الفهرس

مقدمة………………2

فوائد التكلم على أحكام الحج عند قرب موسمه………….2

دليل ركنية الحج………………… 3

الدخول في الإحرام……………… ….4

المواقيت المكانية…………….. .5

مستحبات الإحرام……………..6

اختلف العلماء هل للإحرام صلاة تخصه أم لا؟…………………. ….8

اختل فالعلماء في التلبية هل هي سنة أم ةشرط…………… 9

الصور الثلاث للحج………………… …. 9

اختلف العلماء هنا هل القارن يجب عليه دم أم لا؟ …………………..11

أحكام الإحرام للمرأة………………. ..13

أحكام الإحرام للصبي……………. 13

محظورات الإحرام……………… …14

أسئلة المحاضرة ……………………. 17

السؤال (01): هل صيام العشر سنة؟……………..18

السؤال 02: هل النظر إلى الأضحية في البيت سنة؟……………….19

السؤال (03): من تعدى الميقات ناسيا؟………….20

سؤال (04°: إذا تعدى المقات ونوى ثم رجع؟…………….20

السؤال (05): هل يدخل في الآية من نسي النية عند الميقات؟……….20

السؤال (06): لماذا لا تكون جدة ميقاتا؟…….21

السؤال (07° هل يجوز التوكيل في الحج النفل؟………………. ..23

السؤال (08: هل يجوز تأخير طواف الحج ليكون مع طواف الداع واحدا؟……………24

سؤال (09): هل يلزم للمتمتع أن يخلع لباس الإحرام بعد العمرة؟……………… …….24

السؤال (10): رجل وصيّ على ضحايا وهو ينوي حج هٰذا العام متمتعا إن شاء الله تعالى، هل يقصّر؟…………..25

السؤال (11):المرأة الحائض إذا لم تستطع الطواف للإفاضة للحيض هل تطوف إذا خافت فوات الركن؟…………..26

السؤال (12): هل يجوز أخذ عمرتين في سفرة واحدة عني وعن والدي؟……………..27

السؤال (13): ماذا يفعل طالب العلم عندما يسأل في المسائل الخلافية في الحج، هل يجيب باجتهاده؟……………. ….27

السؤال (14): ما حكم الذهاب إلى الحج في حملة من جهة حكومية بدون دفع المال لهم؟..28

الفهرس………………. 29

تعليمية

تعليمية

محاضرة أحكام الهدي والأضاحي للشيخ صالح آل الشيخ مخرجة الأحاديث بحواشي مهمة

تعليمية

تعليمية

محاضرة الحج دعوة و ميدان عبادة

تعليمية

تعليمية

تعليمية تعليمية




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

الحجة الكبرى لابن القيم رحمه الله

الحجة الكبرى
لابن القيم رحمه الله

ابيات من القصيدة الميمية لابن القيم رحمه الله

في وصف ( رحلة الحج )

إفاضة الحجيج


أما والذي حج المحبون بيته *** ولبوا له عند المهل وأحرموا


وقد كشفوا تلك الرؤوس تواضعا *** لعزة من تعنوا الوجوه وتسلم


يهلوان بالبيداء لبيك ربنا *** لك الحمد والملك الذي أنت تعلم


دعاهم فلبوه رضا ومحبة *** فلما دعوه كان أقرب منهم


تراهم على الأنضاء شعثا رؤوسهم *** وغبرا وهم فيها أسر وأنعم


وقد فارقوا الأوطان والأهل رغبة *** ولم تثنهم لذاتهم والتنعم


يسيرون في أقطارها وفجاجها *** رجالا وركبانا ولله أسلموا

رؤية البيت العتيق

ولما رأت أبصارهم بيته الذي *** قلوب الورى شوقا إليه تضرم


كأنهم لم ينصبوا قط قبله *** لأنهم شقاهم قد ترحل عنهم


فلله كم من عبرة مُهَراقة *** وأخرى على آثارها لا تقدم


إذا عاينته العين زال ظلامها *** وزال عن القلب الكئيب التألم


ولا عجبا من ذا فحين أضافه *** إلى نفسه الرحمن فهو المعظم


كساه من الإجلال أعظم حلة *** عليها طراز بالمُلاحة مُعْلم

الذهاب إلى عرفة


وراحوا إلى التعريف يرجون رحمة *** ومغفرة ممن يجود ويكرم


فلله ذاك الموقف الأعظم الذي *** كموقف يوم العرض بل ذاك أعظم

ويدن به الجبار جل جلاله *** يباهي بهم أملاكه فهو أكرم


يقول عبادي قد أتوني محبة *** وإني بهم بر أجود وأرحم


وأشهدكم أني غفرت ذنوبهم *** وأعطيتهم ما أملوه وأُنعم


فبشراكم يا أهل ذا الموقف الذي *** به يغفر الله الذنوب ويرحم


فكم من عتيق فيه كُمَّل عتقه *** وآخرَ يُستسعى وربك أرحم

ذلة الشيطان في ذلك اليوم


وما رُؤي الشيطان أحقر في الورى *** وأدحر منه عندها فهو ألوم


وذاك لأمر قد رآه فغاظه *** فأقبل يحثُ الترب عنه ويلطم


لما عاينت عيناه من رحمة أتت *** ومغفرة من عند ذي العرش تُقسم


بنى ما بنى حتى إذا ظن أنه *** تمكن من بنيانه فهو محكم


أتى الله بنيانا له من أساسه *** فخر عليه ساقطا يتهدم


وكم قدر ما يعلوا البناء وينتهي *** إذا كان يبنيه وذو العرش يهدم

الذهاب لمزدلفة


وراحوا إلى جَمْع فباتوا بمشعر الحرام *** وصلوا الفجر تم تقدموا


إلى الجمرة الكبرى يريدون رميها *** لوقت صلاة العيد تم تيمموا


منازلهم للنحر يبغون فضله *** وإحياء نسك من أبيهم يعظم


فلو كان يرضي الله نحر نفوسهم *** لجادوا بها طوعا وللأمر سلموا


كما بذلوا عند الجهاد نحورهم *** لأعدائه حتى جرى منهم الدم


ولكنهم دانوا بوضع رؤوسهم *** وذلك ذلك للعبيد ومِيسم

إلى طواف الإفاضة


ولما تقضّوا ذلك التفث الذي *** عليهم وأوفوا نذرهم ثم تمموا


دعاهم إلى البيت العتيق زيارة *** فيا مرحبا بالزائرين وأكرم


فلله ما أبهى زيارتهم له *** وقد حصلت تلك الجوائز تقسم


ولله أفضال هناك ونعمة *** وبر وإحسان وجود ومرحم

عودة إلى منى


وعادوا إلى تلك المنازل من منى *** ونالوا مناهم عندها وتنعموا


أقاموا بها يوما ويوما وثالثا *** وإذن فيهم بالرحيل وأُعلموا


وراحوا إلى رمي الجمار عشية *** شعارهم التكبير والله معْهم


ولو أبصرت عيناك موقفهم بها *** وقد بسطوا تلك الأكفُ ليرحموا


ينادونه يا ربِ يا ربِ إننا *** عبيدك لا نرجوا سواك وتعلم


وها نحن نرجو منك ما أنت أهله *** فأنت الذي تعطي الجزيل وترحم

إلى طواف الوداع


ولما تقضّوا من منى كل حاجة *** وسالت بهم تلك البطاح تقدموا


إلى الكعبة البيت الحرام عشية *** وطافوا بها سبعا وصلوا وسلموا


ولما دنا التوديع منهم وأيقنوا *** بأن التداني حبله متصرم


ولم يبق إلا وقفة لمودع *** فلله أجفان هناك تسجَّم


فلم تر إلا باهتا متحيرا *** وآخر يبدي شجوه يترنم


رحلت وأشواقي إليكم مقيمة *** ونار الأسى مني تشب وتضرم


أودعكم والشوق يثني أعنتي *** إليكم وقلبي في حماكم مخيم


هنالك لا تثريب يوما على امرئ *** إذا ما بدا منه الذي كان يكتم




لقد اقترب موسم الحج و نسأل الله أن يعيده على الحجاج بخير و نفرح به

أبيات رائعة أختي الكريمة أم همام

ننتظر جديدك بفارغ الصبر

تحياتي الخالصة




شكرا لكي اختي ام همام وجعله الله في ميزان حسناتك
تحياتي




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية و الهجرية

تعليمية


الحمد لله رب العالمين، و العاقبة للمتقين ، و لا عدوان إلا على الظالمين، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و أشهد أنّ محمدًا عبده و رسوله و بعد :
فيقول الله جل و علا في محكم التنزيل :﴿و الَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ و إِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} [الفرقان : 72].

قال ابن كثيرٍ رحمه الله في تفسيره لهذه الآية الكريمة : قال أبو العالية ، و طاوس، و محمد بن سيرين، ، و الضحاك، و الربيع بن أنس ، و غيرهم : (هي أعيادُ المشركين) .اهـ [تفسير بن كثير ج 3 ص 2097].
فعباد الرحمن حقاً هم الذين لا يشهدون ولا يحضرون أعياد المشركين فضلاً عن الاحتفال بها و إحيائها كل سنة تقليدًا للكفار و المشركين.

و عن أنس قال: ( قدم رسول الله المدينة ولهم يومان يلعبان فيهما، فقال: (( ما هذان اليومان؟ )) قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله : (( إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى، ويوم الفطر )) [رواه أبو داود و قال الإمام الألباني – رحمه الله – حديث صحيح].

فالرسول صلى الله عليه و سلّم لم يقرهم على أعياد الجاهلية، ولكنه أقرَّ أعياد الإسلام، لأن الإسلام هو الذي يقرر لا غيره.

وجاء في صحيح البخاري أن عمر رضي الله تعالى عنه و أرضاه قال: ( إجتنبوا أعداء الله في عيدهم ) وجاء في رواية صحيحة في البيهقي: (.. فإن السَّخْطَةَ تنزل عليهم ) .

فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثاني الخلفاء الراشدين الأربعة ينهى عن مخالطة الكفار في أعيادهم، و يأمر باجتنابهم و الابتعاد عنهم فإن السخطة تنزل عليهم!


و كذلك العلماء الأجلاء ، الكبار ، يحذرون من هذه العادة السيئة و البدعة النكراء، بفتاويهم السلفية السديدة المبنية على الدليل الصحيح ، و الحجج القوية ، و البراهين الساطعة ، فتجتمع كلمتهم بفضل الله على تحريمها و تسفيه فاعلها :

أولاً:

العلامة محمد بن براهيم -رحمه الله-

من محمد بن إبراهيم إلى ……سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
ذكر لنا أن بعض التجار في العام الماضي استوردوا هدايا خاصة بمناسبة العيد المسيحي لرأس السنة الميلادية من ضمن هذه الهدايا شجرة الميلاد المسيحي وأن بعض المواطنين كانوا يشترونها ويقدمونها للأجانب المسيحيين في بلادنا مشاركة منهم في هذا العيد.

وهذا أمر منكر ما كان ينبغي لهم فعله ولا نشك في أنكم تعرفون عدم جواز ذلك وما ذكره أهل العلم من الاتفاق على حظر مشاركة الكفار من مشركين وأهل كتاب في أعيادهم.

فنأمل منكم ملاحظة منع ما يرد بالبلاد من هذه الهدايا وما في حكمها مما هو خصائص عيدهم.

[فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله ج3ص105 ]

ثانيًا:

سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله –

س/ بعض المسلمين يشاركون النصارى في أعيادهم فما توجيهكم
ج/ لا يجوز للمسلم ولا المسلمة مشاركة النصارى أو اليهود أو غيرهم من الكفرة في أعيادهم بل يجب ترك ذلك لأن من تشبه بقوم فهو منهم والرسول عليه الصلاة والسلام حذرنا من مشابهتهم والتخلق بأخلاقهم فعلى المؤمن وعلى المؤمنة الحذر من ذلك ولا تجوز لهما المساعدة في ذلك بأي شئ لأنها أعياد مخالفة للشرع فلا يجوز الاشتراك فيها ولا التعاون مع أهلها ولا مساعدتهم بأي شئ لا بالشاي ولا بالقهوة ولا بغير ذلك كالأواني وغيرها ولأن الله سبحانه يقول ﴿وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب﴾ فالمشاركة مع الكفرة في أعيادهم نوع من التعاون على الإثم والعدوان.

[مجموع فتاوى ومقالات متنوعة 6/405 ]

و سُئل سماحته كذلك :

السؤال : ما حكم إقامة أعياد الميلاد ؟

الجواب:
الاحتفال بأعياد الميلاد لا أصل له في الشرع المطهر بل هو بدعة لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) متفق على صحته .

وفي لفظ لمسلم وعلقه البخاري رحمه الله في صحيحه جازما به : ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بمولده مدة حياته ولا أمر بذلك ، ولا علمه أصحابه وهكذا خلفاؤه الراشدون ، وجميع أصحابه لم يفعلوا ذلك وهم أعلم الناس بسنته وهم أحب الناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأحرصهم على اتباع ما جاء به فلو كان الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم مشروعا لبادروا إليه ، وهكذا العلماء في القرون المفضلة لم يفعله أحد منهم ولم يأمر به .

فعلم بذلك أنه ليس من الشرع الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم ، ونحن نشهد الله سبحانه وجميع المسلمين أنه صلى الله عليه وسلم لو فعله أو أمر به أو فعله أصحابه رضي الله عنهم لبادرنا إليه ودعونا إليه . لأننا والحمد لله من أحرص الناس على اتباع سنته وتعظيم أمره ونهيه . ونسأل الله لنا ولجميع إخواننا المسلمين الثبات على الحق والعافية من كل ما يخالف شرع الله المطهر إنه جواد كريم .

[مجلة البحوث الإسلامية العدد الخامس عشر ، ص 285 . ]

ثالثًا:


العلامة محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-
السؤال : ما حكم تهنئة الكفّار بعيد ( الكريسمس ) ؟ وكيف نرد عليهم إذا هنؤنا به ؟ وهل يجوز الذهاب إلى أماكن الحفلات التي يقيمونها بهذه المناسبة ؟ وهل يأثم الإنسان إذا فعل شيئاً مما ذُكر بغير قصد ؟ وإنما فعله إما مجاملة ، أو حياءً ، أو إحراجاً ، أو غير ذلك من الأسباب ؟ وهل يجوز التشبه بهم في ذلك ؟
الجواب : تهنئة الكفار بعيد الكريسمس أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق. كما نقل ذلك ابن القيم – رحمه الله – في كتابه " أحكام أهل الذمة " حيث قال : " وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق ، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم ، فيقول : عيد مبارك عليك ، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه ، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات. وهو بمنـزلة أن تهنئه بسجوده للصليب ، بل ذلك أعظم إثماً عند الله ، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس ، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه . وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ، ولا يدري قبح ما فعل ، فمن هنأ عبداً بمعصية ، أو بدعة ، أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه " انتهى كلامه -رحمه الله- .
وإنما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية حراماً وبهذه المثابة التي ذكرها ( ابن القيم ) لأن فيها إقراراً لما هم عليه من شعائر الكفر ، ورضى به لهم ، وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه ، لكن يحرم على المسلم أن يرضى بشعائر الكفر أو يهنئ بها غيره؛ لأن الله – تعالى- لا يرضى بذلك كما قال الله –تعالى- : ﴿ إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم ) [ الزمر : 27 ] وقال تعالى : ﴿ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ﴾[ المائدة : 3 ] ، وتهنئتهم بذلك حرام سواء كانوا مشاركين للشخص في العمل أم لا .
وإذا هنئونا بأعيادهم فإننا لا نجيبهم على ذلك؛ لأنها ليست بأعياد لنا ، ولأنها أعياد لا يرضاها الله تعالى لأنها إما مبتدعة في دينهم ، وإما مشروعة ، لكن نسخت بدين الإسلام الذي بعث الله به محمداً صلى الله عليه وسلم إلى جميع الخلق ، وقال فيه : ﴿ ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ﴾ [ آل عمران : 85 ] .
وإجابة المسلم دعوتهم بهذه المناسبة حرام؛ لأن هذا أعظم من تهنئتهم بها لما في ذلك من مشاركتهم فيها .
وكذلك يحرم على المسلمين التشبه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة ، أو تبادل الهدايا أو توزيع الحلوى ، أو أطباق الطعام ، أو تعطيل الأعمال ونحو ذلك ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " من تشبه بقوم فهو منهم " قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه : ( اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم ) : " مشابهتهم في بعض أعيادهم توجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل ، وربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء " انتهى كلامه – رحمه الله – .
ومن فعل شيئاً من ذلك فهو آثم ، سواء فعله مجاملة ، أو تودداً ، أو حياءً ، أو لغير ذلك من الأسباب؛ لأنه من المداهنة في دين الله ، ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بدينهم.
والله المسئول أن يعزّ المسلمين بدينهم ، ويرزقهم الثبات عليه ، وينصرهم على أعدائهم ، إنه قوي عزيز .

[ مجموع فتاوى ورسائل الشيخ / محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ ، ج3، ص 44 ]

رابعًا:

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء


فتوى رقم 2540

السؤال :
من فضلك يا شيخنا العزيز قد دخل بيني وبين إخواني المسليمن مناقشة دين الإسلام وهي أن بعض المسلمين في غانا يعظمون عطلات اليهود والنصارى ويتركون عطلاتهم حتى كانوا إذا جاء وقت العيد لليهود والنصارى يعطلون المدارس الإسلامية بمناسبة عيدهم وإن جاء عيد المسلمين لا يعطلون المدارس الإسلامية ويقولون إن تتبعوا عطلات اليهود والنصارى سوف يدخلون دين الإسلام يا شيخنا العزيز عليك أن تفهم لنا أفعلتهم هل هي صحيحة في الدين أو لا؟
الجواب :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه وبعد
أولا السنة إظهار الشعائر الدينية الإسلامية بين المسلمين وترك إظهارها مخالف لهدي الرسول صلى الله عليه وسلم وقد ثبت عنه أنه قال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها وعضواعليها بالنواجذ الحديث
ثانيا لا يجوز للمسلم أن يشارك الكفار في أعيادهم ويظهر الفرح والسرور بهذه المناسبة ويعطل الأعمال سواء كانت دينية أو دنيوية لأن هذا من مشابهة أعداء الله المحرمة ومن التعاون معهم على الباطل وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من تشبه بقوم فهو منهم والله سبحانه يقول ﴿وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب ﴾
وننصحك بالرجوع إلى كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه فإنه مفيد جدا في هذا الباب
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس :عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة :عبد الرزاق عفيفي
عضو :عبد الله بن قعود
عضو :عبد الله بن غديان

الاحتفال بعيد ميلاد المسيح

للشيخ الفاضل محمد علي فركوس -حفظه الله-

السؤال: ما رأي الإسلام فيما يعرف الآن باسم: (Bonne Année)؟ أجيبونا مأجورين.
الجواب: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وأصحابه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فيجدر التنبيه أولا إلى أنّه ليس للإسلام رأي في المسائل الفقهية والعقائدية على ما جاء في سؤالكم كشأن المذاهب والفرق وإنّما له حكم شرعي يتجلى في دليله وأمارته. ثمّ اعلم أنّ كلّ عمل يُراد به التقرب إلى الله تعالى ينبغي أن يكون وفق شرعه وعلى نحو ما أدّاه نبيه صلى الله عليه وآله وسلم مراعيا في ذلك الكمية والكيفية والمكان والزمان المعينين شرعا، فإن لم يهتد بذلك فتحصل المحدثات التي حذرنا منها النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله: "وإياكم ومحدثات الأمور فإنّ كلّ محدثة بدعة وكلّ بدعة ضلالة وكلّ ضلالة في النار"(۱) وقد قال تعالى: ﴿وَمَا آتَاكُم الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا﴾[الحشر:7]، وقوله تعالى: ﴿فَلْيَحْذَر الذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾[النور:63].

ومولد المسيح لا يختلف في حكمه عن الاحتفال بالمولد النبوي إذ هو في عرف النّاس لم يكن موجودا على العهد النبوي ولا في عهد أصحابه وأهل القرون المفضلة، وإنّ كلّ ما لم يكن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه دينا لم يكن اليوم دينا على ما أشار إليه مالك رحمه الله وقال: "من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أنّ محمدا صلى الله عليه وسلم قد خان الرسالة، وذلك لأن الله تعالى قال: ﴿اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلاَمَ دِيناً﴾ [المائدة:3]. فضلا عن أنّ مثل هذه الأعمال هي من سنن النّصارى من أهل الكتاب الذين حذّرنا الشرع من اتباعهم بالنصوص الآمرة بمخالفتهم وعدم التشبه بهم، لذلك ينبغي الاعتصام بالكتاب والسنة اعتقادا وعلما وعملا، لأنّه السبيل الوحيد للتخلص من البدع وآثارها السيئة.
والله أعلم وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على محمّـد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
الجزائر في: 24 شعبان 1416ﻫ
الموافق لـ: 15 يناير 1996م
-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
۱- أخرجه أبو داود في السنة(4609)، وأحمد(17608)، والدارمي(96)، من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه، وصححه الألباني في صحيح الجامع(2549)، والسلسلة الصحيحة(6/526) رقم(2735).

منقول للفائدة


بعض أقوال العلماء في التهنئة برأس السنة الهجرية السنة الهجرية:

1- سئل الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله :

نحن في مطلع العام الهجري الجديد، ويتبادل بعض الناس التهنئة بالعام الهجري الجديد، قائلين: (كل عام وأنتم بخير)، فما حكم الشرع في هذه التهنئة؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله، وخيرته من خلقه، وأمينه على وحيه، نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله، واهتدى بهداه إلى يوم الدين. أما بعد: فالتهنئة بالعام الجديد لا نعلم لها أصلاً عن السلف الصالح، ولا أعلم شيئاً من السنة أو من الكتاب العزيز يدل على شرعيتها، لكن من بدأك بذلك فلا بأس أن تقول وأنت كذلك إذا قال لك كل عام وأنت بخير أو في كل عام وأنت بخير فلا مانع أن تقول له وأنت كذلك نسأل الله لنا ولك كل خير أو ما أشبه ذلك أما البداءة فلا أعلم لها أصلاً.

2- و قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :

أيها المسلمون إننا في هذه الأيام نستقبل عاماً جديداً إسلاميا هجريا ليس من السنة أن نحدث عيداً لدخوله وليس من السنة أن نهنئ بعضنا بدخوله ولكن التهنئة إنما هي أمر عادي وليس أمراً تعبديا وليست الغبطة ليست الغبطة بكثرة السنين كم من إنسان طال عمره وكثرت سنواته ولكنه لم يزدد بذلك إلا بعداً من الله إن أسوأ الناس وشر الناس من طال عمره وساء عمله ليست الغبطة بكثرة السنين وإنما الغبطة بما أمضاه العبد من هذه السنين في طاعة الله عز وجل فكثرة السنين خير لمن أمضاه في طاعة ربه شر لمن أمضاه في معصية الله والتمرد على طاعته ……

و سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ما حكم التهنئة بالسنة الهجرية وماذا يرد على المهنئ ؟

فأجاب رحمه الله :

إن هنّأك أحد فَرُدَّ عليه ولا تبتديء أحداً بذلك هذا هو الصواب في هذه المسألة لو قال لك إنسان مثلاً نهنئك بهذا العام الجديد قل : هنئك الله بخير وجعله عام خير وبركه ، لكن لا تبتدئ الناس أنت لأنني لا أعلم أنه جاء عن السلف أنهم كانوا يهنئون بالعام الجديد بل اعلموا أن السلف لم يتخذوا المحرم أول العام الجديد إلا في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. انتهى

3 – و سئل فضيلة الشيخ العلامة الفوزان حفظه الله:

فضيلة الشيخ وفقكم الله ، يتبادل كثير من الناس التهاني بحلول العام الهجري الجديد ، فما حكم التهنئة بحلوله ، ومن العبارات قولهم : عام سعيد أو قولهم : وكل عام وأنتم بخير ، هل هذا مشروع ؟

" هذا بدعة، هذا بدعة ويشبه تهاني النصارى بالعام الميلادي، وهذا شيء لم يفعله السلف، وأيضا هو العام الهجري إنما هو اصطلاح الصحابة لأجل تأريخ المعاملات فقط ، ما حطوه على أنه عيد وعلى أنه يهنّأ به وعلى وعلى .. هذا لا أصل له ، الصحابة إنما جعلوه لأجل تاريخ المعاملات وضبط المعاملات فقط "

*** سحاب الخير***




جزاك الله وبارك الله فيك اختي سارة

انه والله حق فالمسلمين يحتفلوا فقط بعيد الاضحى وعيد الفطر

ام الاخرى فهيا اعياد لا اصل لها

شكرا لحرصك




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشاء الله موسوعة من الفتوى والادلة على بطلان الاحتفال براس السنة

شكرا على مجهوداتك اختي سارة وجزاك الله خير الجزاء

تقبلي المروري المتوضع




بارك الله فيك أخت سارة

موضوع هاام جدا

جزاك الله خيرا




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسلمة تعليمية
جزاك الله وبارك الله فيك اختي سارة

انه والله حق فالمسلمين يحتفلوا فقط بعيد الاضحى وعيد الفطر

ام الاخرى فهيا اعياد لا اصل لها

شكرا لحرصك

و فيكِ بارك الله و زادَ أخيتي..

بوركتِ على المرور الطيب




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نانو تعليمية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشاء الله موسوعة من الفتوى والادلة على بطلان الاحتفال براس السنة

شكرا على مجهوداتك اختي سارة وجزاك الله خير الجزاء

تقبلي المروري المتوضع

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

و خيرا جزاكِ أخيتي بورك فيكِ..

بل مروركِ على صفحتي شرف لي أخية..

وفقكِ الله.




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رنين تعليمية
بارك الله فيك أخت سارة

موضوع هاام جدا

جزاك الله خيرا

و فيكِ بارك الله تعالى و زادَ أختي رنين..

بورك فيكِ..