التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

بمناسبة شهر رمضان إليكم الدروس والمحاضرات والفتاوى عن الصيام للشيخ العبيكان

تعليمية تعليمية

إليكم أخوتي حفظكم الله
شرح حقيقة الصيام لشيخ الإسلام
و
أخصر المختصرات في فقه أحمد بن حنبل كتاب الصيام
و
محاضرة توجيهات للصائمين
و
فتاوى الصيام صوتي
لمعالي الشيخ عبدالمحسن العبيكان
حفظه الله
على الرابط التالي:
http://al-obeikan.com/sound/17-دروس%20وفتاوى%20الـــــصـ ــــيام%20.html

منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




أنا استمعت الى المحاضرة وفعلا بها معاني قيمة
جزاك الله خيرا وجعلها في ميزان حسناتك




جزاك الله خيرا اختي نانو و كثر من امثالك تقبلي مروري و تحيتي موضوعك مميز.




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

كم تزن ؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم

كم تزن ؟؟؟
تعليمية
يا ترى حين توضع على الميزان
كم سيكون وزنك ؟؟؟
تعليمية
لا أقصد وزنك بالكيلوجرامات
!!!
!!
!
!
ولكن أقصد وزنك بالحسنات ؟؟؟
تعليمية
وروى الإمام أحمد عن ابن مسعود
: أنه كان يجني سواكاً من الأراك ، وكان دقيق الساقين ، فجعلت الريح تكفؤه ،
فضحك القوم منه ،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
مم تضحكون ؟
قالوا : يا نبي الله ، من دقة ساقية
فقال : والذي نفسي بيده ، لهما أثقل في الميزان من أحد .
(السلسلة الصحيحة 2750)
فكم تزن أنت عند الله ؟
هل جلست يوما تفكر فى ذلك ؟
كثيرا ما نجد الزوجة تسأل زوجها :
"كم مقدار حبك لي؟"
تريد أن تعرف كيف هي عند زوجها
ما هى منزلتها ؟
ما هى مكانتها في قلبه ؟
إلى أى مدى يحبها ؟
ولكن هل فكرت يوما من أنت عند الله ؟
كم تزن عند الله ؟
ما هى منزلتك عند الله ؟
كم يحبك ربك ؟
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال :
أنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة
لا يزن عند الله جناح بعوضة
وقال : اقرؤوا إن شئتم :
" فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً "
(متفق عليه)
إذا أردت أن تعرف مقامك عند ربك فانظر أين أقامك ؟
إذا كان الله يستعملك فى الخيرات
تعليميةهذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 936×624.تعليمية
فى الصالحات
فى الصوم و الصدقة و القيام
فى الدعوة لدينه و خدمة كتابه
إذا كان الله يحفظك من الشيطان و النفس الأمارة بالسوء
إذا كان الله يقيك السيئات
ولا يتركك تقع فيها
و إن حدث و وقعت فيها يمن عليك بالإنابة والتوبة و الندم على ما كان
فأبشر يا عبد الله
وأبشري يا أمة الله
أبشر بخير
وأبشري بخير
أما إذا كنت ممن قد غرقوا فى بحر المعاصى
ليله و نهاره شهوات ومتع من الدنيا الفانية
لا تتألم لمعصية وقعت فيها
ولا لطاعة فاتتك
فأنت تحيا كما يريد الشيطان منك
لا كما يريد الله
فاحذر
أنت على خطر عظيم
احذر أن تموت على ما أنت عليه
وبادر بالإنابة و التوبة
تعليمية
واسأل الله وقل
:
" يا حى يا قيوم برحمتك استغيث أصلح لى شأنى كله و لا تكلنى إلى نفسى طرفة عين أبدا "
……
….
..
.
.
قال صلى الله عليه وسلم
كلمتان خفيفتان على اللسان
حبيبتان إلى الرحمن
ثقيلتان في الميزان
" سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم "

(متفق عليه)

احلى حبتعليمية

تعليميةتعليمية




شكرا لك رنومة على الموضوع المميز تقبلي مروري و تحيتي.




شكراا على المرور شهد …………




شكرا على الموضوع المميز حبيبتي رنين
جزاك الله خيرا




مشكووووووووووووووووورة على مرورك نورت موضوعي




بارك الله فيك على الموضوع المميز وعلى التذكرة الطيبة من اخت طيبة

شكرا لك على كل ماتقومين به في هذا المجال




مشكوووووووووور أخ عبدو على المرور الكريم




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

الصيام والمعاصي .لا يلتقيان

بسم الله الرحمن الرحيم
لفائدة الموضوع نقلته لكم :


بقلم : عاهد ناصر الدين
تميزت الأمة الإسلامية عن سائر الأمم بانضباطها وامتثالها لأمر الله سبحانه في كل الأحكام الشرعية المتعلقة بأفعال العباد، ومنها ما كان يتعلق بعبادة الصيام؛

فشهر رمضان وما فيه من خيرات وبركات وقربات لله عز وجل، لتحصن المسلم من أن يقترب أو يصيبه شيء من المعاصي والآثام، فحرمات الله مصانة محفوظة ولا تعدي عليها ،{تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا} . فدوام مراقبة النفس المسلمة لعلاقتها بالله عز وجل والإمتثال لأحكام الله عز وجل تجنبها الوقوع في حبائل الشيطان والإرتماء في أحضانه، وبالتالي عدم ارتكاب المعاصي التي تغضب الله وتكون وبالا على صاحبها فيُضّيع الصائم صيامه كما ضيعت وفقدت الأمة هويتها وخصوصية رسالتها بفقدانها الخلافة حامية الدين وحافظته . إن الله سبحانه وتعالى فرض على الأمة الإسلامية الصيام بقوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }البقرة183 . والصيام ركن من أركان الإسلام فعن ابن عمر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (بُنِيَ الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان) متفق عليه. وقد جعل الله عزوجل حكمة للصيام وهي التقوى؛ فقال سبحانه {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}،وقد عرفها الإمام علي كرم الله وجهه " هي الخوف من الجليل سبحانه وتعالى، والعمل بالتنزيل،والاستعداد ليوم الرحيل". وإن الإنسان ليحرص في كل عمل أن يقطف ثمرة عمله ، وفي الصيام ينبغي للصائم أن يحرص على قطف ثمرة صيامه وعلى تحقيق حكمة الصيام التي أرادها الله عز وجل وهي التقوى . وبإمكانه أن يعرف ذلك؛ بل عليه أن يعرف هل زاده الصيام قربا وخشية لله – عز وجل- وطاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم واستعدادا للقائه . هل أكثر من فعل الخيرات والأعمال الصالحة ؟ هل ابتعد عن المعاصي ؟ وقد ورد في تفسير الجلالين في قول الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }البقرة183، (يا أيها الذين آمنوا كُتب) فرض (عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم) من الأمم (لعلكم تتقون) المعاصي فإنه يكسر الشهوة التي هي مبدؤها " وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم { من لم يَدَعْ قولَ الزُّور والعملَ به ، فليس لله حاجةٌ في أن يَدَع طعامَه وشرابَه } رواه البخاري وأبو داود والنَّسائي والترمذي وأحمد . ورواه ابن ماجة بلفظ { من لم يَدَعْ قولَ الزور والجهلَ والعملَ به فلا حاجة لله في أن يدع طعامه وشرابه }. وعن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { مَن لم يدع الخَنَا والكذب فلا حاجة لله أن يدع طعامَه وشرابَه } رواه الطبراني في المعجم الصغير وفي المعجم الأوسط . قال ابن حجر [ رجاله ثقات ] وفي المقابل قال الهيثمي [ وفيه من لم أعرفه ] قوله الخَنَا : هو الفُحْشُ في القول . وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { الصيام جُنَّة ، فلا يَرْفُثْ ولا يَجْهَلْ ، وإِن امرؤٌ قاتله أو شاتمه فلْيقلْ إِني صائم ، مرتين … }. رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنَّسائي وابن ماجة وأحمد . قوله فلا يرفث : أي فلا يتكلم بكلام فاحش ، فهو هنا بمعنى الخَنَا الوارد في الحديث المار قبل هذا . "إن الله سبحانه أمر الصائم أن يترك عدداً من المنهيَّات عنها مبيِّناً أنه إن لم يترك هذه المنهيَّات عنها فإنه لا حاجة به إلى ترك الطعام والشراب . وبعبارة أخرى : إنْ من لم يترك هذه المنهيَّات عنها فإنه لا حاجة به إلى الصيام . إن الشرع عندما يأمر المسلم بعبادة من العبادات فإنه يأمره بها من أجل أن يجنِيَ منها الثوابَ والأجرَ ، فإن قام المسلمُ بارتكاب معصيةٍ في أثناء هذه العبادة ، فإنه بذلك يكون قد خرق القصد من عبادته ، ولم يتنبه للغايةِ منها ، وهو بدلاً من أن يَجْنِيَ ثواب العبادة وأجرَها يقوم بجني الآثام والسيئات ، فيلغي بفعله هذا القصد من العبادة ، ولذا جاء النص الشرعي يحذر المسلم من أن يحصد إثماً ومعصية في موسم حصاد الأجر والثواب ، ليبقى موسمُ الأجرِ والثوابِ موسمَ أجرٍ وثوابٍ وتحصيل الحسنات". وإن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فقال آمين آمين آمين فسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن تأمينه فقال أتاني جبريل فقال رغم أنف أمريء ذكرت عنده فلم يصل عليك قل آمين فقلت آمين ثم قال (رغم أنف امريء أدرك رمضان فلم يغفر له فقل أمين فقلت أمين ثم قال رغم أنف امريء أدرك أبويه أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة فقلت أمين فقلت آمين) ومعنى رغم أنفه أي سقط في الرغامة والتراب وهذا كناية عن ذله وإهانته؛ فمن أدرك رمضان فلم يغفر له يرغم أنفه أي يصاب بالذل . فثمرة الصيام يجب أن تظهر في حسن عبودية المسلم لله –عز وجل- على صعيد الرجاء والخوف والثقة والتذلّل والحب والولاء والبراء، وعلى صعيد السلوك العملي من الإلتزام بحدود الله – تعالى- والعمل بأحكام الإسلام كلها. والمعاصي والآثام كثيرة منها عقوق الوالدين والغدر والكذب وقول الزور والخيانة والسرقة والحكم بغير ما أنزل الله والقعود عن تنصيب إمام للمسلمين وغير ذلك . هذه المعاصي التي تطفىء النور وتحرم الرزق ؛ فقد جلس الإمام الشافعي بين يدي الإمام مالك، وقرأ عليه فأعجبه ما رأى من وفور فطنته، وتوقد ذكائه، وكما فهمه، فقال إنى أرى الله قد ألقى على قلبك نوراً فلا تطفئه بظلمة المعصية . وفي المسند أن العبد ليحرم الرزق بالذنب الذي يصيبه . وقال عبد الله بن عباس إن للحسنة ضياء في الوجه، ونوراً في القلب ، وسعة في الرزق، وقوة في البدن ومحبة في قلوب الخلق، وإن للسيئة سواداً في الوجه وظلمة في القبر والقلب، ووهناً في البدن ونقصاً في الرزق، وبغضة في قلوب الخلق . فاللهم أغلق أبواب الشر وصفد كل شيطان مارد وافتح اللهم علينا من بركات هذا الشهر الكريم شهر الخيرات والبطولات والإنتصارات، بركات السماء وخيرات الأرض وبطولات الرجال الرجال وانتصارات لا تعرف الأمة الإسلامية بعدها الهزائم المتلاحقات. فالصوم جنة كما الإمام جنة، وفيهما الوقاية والحماية.




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

التحذير والنكير عن بدعة التغني والترتيل في قنوت رمضان والنوازل

تعليمية تعليمية

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد فأحببت أنقل موضوع الشيخ ماهر القحطاني من باب الدلالة على الخير والفائدة وما نقلته إلا بعدما قال الشيخ حفظه الله :
من كان له قدرة من إخواننا على إرسال رسالتنا هذه لشبكات أخرى فليفعل فالدال على الخير له مثل أجر فاعله
فلم اجد أحدا نقله فقلت أبادر بذلك وانقله اسال الله ان يستفيد منه من يقرأه
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد
فقد إنتشرت بدعة منكرة بين أئمة المساجد في مختلف بقاع العالم المسلم ربي عليها الصغير وهرم عليها الكبير واتخذها الناس سنة سرقها بعضهم عن بعض بلا دليل وإذا غيرت قالوا ربما غيرت السنة وهي أن أحدهم إذا دعا في قنوت وتر رمضان أو في قنوت النوازل رتل دعاءه كما يرتل القرآن وتغنى به وطرب حتى لو سمعه أعجمي ظن أنه يقرأ قرآنا وماهو من القرآن وهذا العمل بدعة عقلية محدثة منكرة لادليل عليه0 برهان ذلك من عدة أوجه :
الوجه الأول / أن الأصل في العبادات المنع لقوله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم من حد يث عائشة رضي الله عنها عنه من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد وفي رواية من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد وليس ذلك المنع في أصل العبادة فقط بل حتى في صفاتها وأسبابها وأو قاتها وأعدادها وأزمنتها وهيئاتها إذا ولو ثبت أصلها فدعاء القنوت في رمضان والنوازل عبادة مسنونة والأصل في صفاتها وأسبابها وهيئاتها0000 وما ذكرنا المنع فصفة الترتيل له في قنوت رمضان والنوازل ممنوع شرعا حتى يأتي دليل ولا دليل ولو كان خيرا لسبقونا إليه ولو سبقونا لكان مما تتوفر الدواعي لنقله فلما لم ينقل ترتيله في ذينك الموقفين علم أنه من محدثات الدين وقد قال رسول الله شر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة 0
الوجه الثاني / أن صفة التغني والترتيل خاصة بالقرآن لما رواه البخاري في صحيحه قال حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ وَزَادَ غَيْرُهُ يَجْهَرُ بِهِ
ولم يقل بالدعاء حتى التغني بالإستعاذة عند بدء القراءة فلم يرد عليها دليل فهي بدعة ولو كان التغني بالدعاء وتطريبه مأمور به أمر وجوب أو إستحباب لنقل ولكن لم يؤمر إلا بترتيل القرآن وكل خير في إتباع من سلف وكل شر في إبتداع من خلف0
الوجه الثالث / أنه قد جاء الذم في القرآن لفريق يلون ألسنتهم بالكتاب ليظن أنه من الكتاب وماهو من الكتاب كما أفادني من سمع ذلك الإستدلال من العلامة ابن عثيمين يذكر ذلك في دروس رمضان في الحرم المكي عندما سئل عن ذلك[1 ]وأقول إن طريقة الإستدلال عند الشيخ بهذه الأية لنهي هؤلاء عن ترتيل الدعاء ربما هي أن يقال إن هذا عندما يرتل الدعاء
قد يظن ظان أنه من الكتاب وما هو كذلك وإن كان لايقصد من ذلك الفعل التلبيس ولكن لما نهي عن التشبه في صورة العمل للكفار ولو لم يكن بقصد كما منع الشارع من الصلاة عند غروب الشمس ولو كانت نافلة مطلقة لأنها صلاة الكفار ولكن يحرم علينا فعلها ولو بغير قصد عبادة الشمس لأن التشبه في الظاهر يؤدي إلى التشبه في الباطن0

الوجه الرابع / أنه قد جاء في مد الدعاء مارواه النسائي في سننه قال أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ زُبَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُوتِرُ بِثَلَاثِ رَكَعَاتٍ كَانَ يَقْرَأُ فِي الْأُولَى بِسَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَفِي الثَّانِيَةِ بِقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ وَفِي الثَّالِثَةِ بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَيَقْنُتُ قَبْلَ الرُّكُوعِ فَإِذَا فَرَغَ قَالَ عِنْدَ فَرَاغِهِ سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ يُطِيلُ فِي آخِرِهِنَّ
فقوله يطيل في آخرهن يدل على مده لها ولو كان يفعله في غيرها من دعاءه لنقل فنبقى على مامد ونترك مالم يمد قال شيخ الإسلام فالترك الراتب من النبي صلى الله عليه وسلم سنة كما أن الفعل الراتب منه سنة قلت وقد ترك التغني في الدعاء تركا راتبا فكان ذلك الترتيل والتغني فيه سنة تركية العمل بها بدعة0
الوجه الخامس / ماذكره شيخ الإسلام من أن التلحين أثناء الدعاء في الصلاة أو قال مطلقا طريقة النصارى ومن تشبه بقوم فهو منهم0
الوجه السادس / ما أفادنا به الشيخ ربيع حفظه الله أن ترتيل الدعاء والتطريب فيه طريقة الشيعة وصدق فانظر إليهم في الحج وهم مجتمعون يرتلونه ويتغنون به ويطربون وكذلك بجوار البقيع عند قبور آل البيت زعموا ومن تشبه بقوم فهو منهم0
الوجه السابع / أنك لوسألت الذي يتغنى بالدعاء في القنوتين جماعة لو أنك دعوت في خطبة الجمعة أو عند قنوتك منفردا أو عند نزول كرب ألم بك هل ترتل أم يكون خطابا مؤدبا غير متكلف فيه فإن قال لك لاأفعل فقل له مالفرق فالشريعة كما قال شيخ الإسلام جاءت بالمتماثلات فلم تفرق بين متماثلين ألا يقال إن ذلك الذي على المنبر يسمى دعاء وهذا الذي في قنوت رمضان والنوازل كذلك فلماذا رتلت هنا وتغنيت وأعرضت هناك وقد ذكرت هذه الحجة لبعضهم وحجج أخرى فرجع والحمدلله عن ذلك التكلف المشين 0وإذا قال لك المناسبة العقلية تدل على الفرق فقل دين الله لايثبت بالمناسبات العقلية أو الأعمال التجريبية فدين الله إنما يثبت بالنقل الصحيح قال الإمام مالك من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة يراها برأيه فقد زعم أن النبي قد خان الرسالة إقرأوا قول الله تعالى اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا فمالم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا قال الشافعي من حسن فقد شرع وأحسن من هذا قول الله تعالى أم لم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به الله وقوله قل ءالله أذن لكم أم على الله تفترون0فالعقل ليس بحجة في التشريع وتقييد العبادات وتحسينها بلادليل0فقد قال علي رضي الله عنه لو كان الدين بالرأي لكان المسح على باطن الخفين أولى من الظاهر0

الوجه الثامن / قولهم إن العرب كانوا يرتلون والدعاء يقرأ بلغة العرب فنقول أثبتوا ذلك عن العرب أولا ثم أن هذه الصفة لو كانت تفعل في الدعاء خصوصا لنقلت كما نقل ماكان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم عند الفراغ من وتره كما تقد عندما يقول ثلاثا سبحان الملك القدوس فمد الأخيرة ولم يمد ماقبلها فهل يسن لنا مدها كلها بزعم أن العرب كانوا يصنعون ذلك 0
الوجه التاسع / أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن أقواما سيعتدون في الدعاء كما روا أبوداود في سننه حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَعِيلَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ عَنْ أَبِي نَعَامَةَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُغَفَّلٍ سَمِعَ ابْنَهُ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْقَصْرَ الْأَبْيَضَ عَنْ يَمِينِ الْجَنَّةِ إِذَا دَخَلْتُهَا فَقَالَ أَيْ بُنَيَّ سَلْ اللَّهَ الْجَنَّةَ وَتَعَوَّذْ بِهِ مِنْ النَّارِ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّهُ سَيَكُونُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ قَوْمٌ يَعْتَدُونَ فِي الطَّهُورِ وَالدُّعَاءِ
ولم يخبرنا كيف يكون التعدي فكل دعاء خرج على غير الصفة المشروعة المعروفة في السنة وماوسع فيه السلف فهو تعدي لأن التعدي في الدعاء مجاوزة الحد المشروع فيه وهذه صفة محدثة فصاحبها متعد في الدعاء وخاصة مانسمعه من التفنن المحدث والتطريب المتكلف المسجوع فيه والصعود تارة والنزول تارة أخرى فكيف لايسمى مثل هذا النمط في الدعاء تعدي 0فإن النص إذا أحتمل دخلت فيه جميع المعاني المحتملة إلا بقرينة فإذا سألت عن التعدي هل هو دعاء الله بالمستحيل أم بما هوتفصيل لما يمكن إجماله كما جاء في السنن عن رجل أنه قال اللهم إني أعوذ بك من النار وزقزمها وسلاسلها والآخر يقول اللهم ارزقني البيت اأو القصر الذي على يمين باب الجنة 000فأنكر عليهم من قبل الصحابة وذكر أحدهم حديث النهي عن التعدي في الدعاء أم هو الإبتداع في صفته وأداءه لكان الجواب أنها أوجه محتملة لاتخصيص فيها لوجه دون وجه إلا بدليل وليس عندنا دليل يخصص الصفة فكل تعدي منهي عنه لأنه عام يشمل الصفة والأداء وغير ذلك والله أعلم 0
الوجه العاشر / أنهم لو قالوا نفعل مثل ذلك لترقيق القلوب وقد سمعت الشيخ عبدالرحمن السديس إذا جاء موضع ذكر فلسطين أثناء قنوته في رمضان يغير اللحن فيجعله تطريبا ولحنا حزينا يبكي الناس ويحزن القلوب لقيل لهم إن أولى الناس بهذا الخير الذي تريدونه النبي وأصحابه فقد قال ما من خير يقربكم من الله ويباعدكم من النار إلا دللتكم عليه أو كما ققال كما في مسند الشافعي فأين تطريبه وترتله في الدعاء عموما والقنوت خصوصا وكذلك الخلفاء الراشدين من بعده 0 فلو كان يفعله لما كتم ذلك الأمناء على وحيه من صحابته الصادقون رضي الله عنهم ويلحق بذلك بدعة ترتيل التلبية في الحج0
الوجه الحادي عشر / سألت قبل حوالي خمسة عشر الشيخ السبيل
والشيخ السديس يسمع قبل الصلاة وهم في الصف الأول وبجانبهم وقتئذ الشيخ عبدالباري الثبيتي هل كان من هدي النبي هذا الترتيل في الدعاء أو التغني فيه أو كما قلت فأجابني والشيخ السديس يسمع قال ماودنا يفعلون هذا يطلعون وينزلون( أي نحن لانريهم يصنعون مثل هذا التكلف) 000وكان وقتئذ رئيسا للحرمين فجزاه الله خيرا على الصدع بكلمة الحق فالساكت عن الحق شيطان أخرس 0
الوجه الثاني عشر / أنه ليس كل من فعل بدعة مبتدع كما قرر شيخ الإسلام في رسالته المعارج لإحتمال التأويل والإعتماد على حديث يظن صحته وهو ضعيف وغير ذلك من أوجه العذرإذا عرف العالم بالسنة والدفاع عنها فراجع رسالته فإنها عظيمة النفع0
الوجه الثالث عشر / أن الحكم على عمل علم أن لاأصل له بأنه بدعة لايحتاج إلى سبق إمام لأن البدع كما قال العلامة المحدث الفقيه الألباني تتجدد وقد قال النووي رحمه الله عن المسح على الرقبة أنه بدعة ولم يذكر أحدا سبقه بالرغم من تصحيح الروياني لحديث رواه في مسنده وهو المسح على الرقبة أمان من الغل يوم القيامة 0 وقد نقل لي الأخ علي الهوساوي أمام مسجد الخلفاء الراشدين بالطائف أنه سمع الشيخ عبدالعزيز ابن باز ينكر هذا العمل في المذياع في نور على الدرب وقد كان يقول الحق في صدور أهل العلم أعظم من آراء الناس واجتهاداتهم فرحمه الله من إمام سنة00
الوجه الرابع عشر / إذا علم أن الدعاء خطاب طلب من الله فهل يليق أن يطرب ويتغنى بذلك الطلب أم هو سوء أدب مع الله فهل يقبل هؤلاء أن يتغنون ويطربون إذا طلبوا من ملك من ملوك الدنيا حاجة من الحاجات فكيف تقبل فطرهم تطريبهم وتغنيهم أثناء الطلب من ملك الملوك وإننا نخشى على هذا الذي يضاهي الدعاء بالقرآن فيتغنى به بل ويطرب أن يرد دعاءه 0
الوجه الخامس عشر / لايشترط عند الحكم على عمل لم يعمله الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه
من بعده أن يجمع العلماء على انه بدعة فيستدل بإختلافهم على التساهل في فعلها بل إذا اختلفوا في إنكار بدعة فالحق مع النافي حتى يأتي المثبت بدليل يسوغ له العمل بها لأن الأصل في العبادات المنع قال شيخ الإسلام ابن تيمية إذا اختلف العلماء فلا يجعل قول عالم حجة على عالم إلا بالأدلة الشرعية وقال ابن عبدالبر لايحتج بالخلاف إلا جاهل وأحسن من هذا قول ربنا تعالى فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ذلك خير وأحسن تأو يلا وقد قال الشافعي رحمه الله وأجمعت الأمة من لدن رسول الله أن من تبينت له سنة فليس له أن يدعها لقول أحد كائنا من كان وليس في الأجماع الذي نقله رحمه الله فرق بين السنة التركية والعملية فالسنة التركية تقدم على من خالفها من العلماء فأفتى متأولا بجوازها فكلام العلماء يحتج له ولا يحتج به وقد سمعت بعض المنتسبين للعلم يسلكون العمل بالبدع لإختلاف العلماء فيها وبذلك سلكوا بدعة التمثيليات الإسلامية وغيرها وعلى قوله فيلزمه تجويز بدعة المولد لأن بعض العلماء كالسخاوي قال بجوازها ولا قائل بذلك إن كان سلفيا 0
الوجه السادس عشر / أن إنتشار البدعة بين الناس لايعني أن يكون لها أصل في الشرع قال تعالى إن تطع أكثر من في الأرض يضلوك000الآية ولأن الناس ليسوا مشرعين إنما المشرع هوالله والزمن الذي يكون الإقرار فيه حجة هو زمن رسول الله وأصحابه 0 قال مسلم في صحيحه حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ وَابْنُ أَبِي عُمَرَ جَمِيعًا عَنْ مَرْوَانَ الْفَزَارِيِّ قَالَ ابْنُ عَبَّادٍ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ كَيْسَانَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ0
ألم ترى أنهم إذا صعدوا في هذا العصر على الصفا والمروة يرفعون إيدهم ثلاث مرات يشيرون إلى القبلة وهي بدعة منكرة كما أفاده العلامة بن عثيمين0ويشترطون لإكمال طوافهم الدوس على الخط الأسود يخشون أنهم إذا جاوزوه دون أن يشيروا أن يفوتهم الطواف إلى الحجر ظنا أن الشوط سيفوتهم إذا لم يصنعوا ذلك وهذا الشرط بدعة وقد قالت عائشة عن رسول الله أي شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط بل المشروع أن يشير إذا حاذى بلا تكلف كما جاء عن أنس أنه إذا حاذى الحجر الأسود إلتفت إليه وأشار كما في المصنف من غير إعتبار علامة وهذا منتشر بينهم ولا أصل له وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف0
الوجه السابع عشر / أن ترتيل دعاء القنوتين رمضان والنوازل تكلف وقد جاء النهي عن التكلف عاما كما روى البخاري في صحيحه قال حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ فَقَالَ نُهِينَا عَنْ التَّكَلُّفِ
وفي سنن الدارمي قال حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ فَأَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ مَنْ عَلِمَ مِنْكُمْ عِلْمًا فَلْيَقُلْ بِهِ وَمَنْ لَمْ يَعْلَمْ فَلْيَقُلْ لِمَا لَا يَعْلَمُ اللَّهُ أَعْلَمُ فَإِنَّ الْعَالِمَ إِذَا سُئِلَ عَمَّا لَا يَعْلَمُ قَالَ اللَّهُ أَعْلَمُ وَقَدْ قَالَ اللَّهُ لِرَسُولِهِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُتَكَلِّفِين َقَالَ نُهِينَا عَنْ التَّكَلُّفِ 0

والله أسأل أن يهدي إخواننا للسنة والعمل بها وتحكيمها في جميع شؤون حياتهم كلها دقيقها وجليلها وقد قيل للحسن إن الناس لايرضون قولك هذا أي الذي ذكره بدليله من السنة فقال ومتى كان الناس حكاما على السنة فالسنةحكم عليهم0 أو كما قال رحمه الله
كتبه / أبو عبدالله ماهر بن ظافر القحطاني0
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
[1] فشجعني هذا الكلام أن أنظر في تفسير الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في تفسير هذه الآية كما في سورة آل عمران آية 78 وهو قوله تعالى ( وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب … ) الآية فقال الشيخ رحمه الله اللي معناه : العطف ومنه لي الحبل فمعنى يلوون ألسنتهم أي يعطفونها واللي هنا يشمل اللي اللفظي واللي المعنوي واللي اللفظي تارة يأتون بكلام من عندهم ويقرأونه قراءة الكتاب المنزل فيتوهم من يسمعه من الناس أنه من الكتاب المنزل يعني يلحن الكلام كما يلحن القرآن فيظنه السامع أنه من عند الله هذا نوع . وذكر الشيخ رحمه الله أن اللي ثلاث أقسام الأول : لي باللفظ لكنه لا يتعلق بنفس الكتاب المنزل إنما يأتي بكلام من عنده فيأتي به يتغنى به كما يتغنى بالكتاب المنزل فيظن السامع أنه من عند الله . وذكر الشيخ رحمه الله من الفوائد على هذه الآية : 5 – الحذر ممن اتصف بصفاتهم من هذه الأمة فصاروا يلوون ألسنتهم بالكتاب وإنما قلنا ذلك لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لتركبن سنن من كان قبلكم فإذا كان في أهل الكتاب من يلوون ألسنتهم بالكتاب فسيوجد في هذه الأمة أيضا من يلوي لسانه بالكتاب . ج 1 ص 477 ، 448 ، 457 ،458 . فليرجع له وإنما نقلت الشاهد على الكلام .
وأحب أن ينقل الأخوة ما سمعوه من كلام أهل العلم على مسألة ترتيل الدعاء كي تعم الفائدة للجميع وجزاكم الله خيرا .

منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

كيف تكسب ليله القدر؟

تعليمية

تعليمية

كيف تكسب ليلة القدر؟

تعليمية
د. لطيفة بنت عبد الله الجلعود

الحمد لله الذي فرض صيام هذا الشهر وسنَّ لنا قيامه، والصلاة على خيرة خلقه محمد صلى الله عليه وسلم والذي لم يترك خيراً إلا ودل أمته عليه، فروى عنه أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه- أنه صلى الله عليه وسلم قال:"من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه"(1)وروي عنه أيضاً أنه قال:"من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه"(2)وإن من الحرمان أن نرى كثيراً من المسلمين يقضون هذه اللحظات والفرص النادرة فيما لا ينفعهم، فإذا جاء وقت القيام كانت أحوالهم ما بين:
(أ) نائمون.
(ب) يتسامرون ويقعون في غيبة إخوانهم المسلمين.
(ج) يقضون أوقاتهم في المعاصي من مشاهدة القنوات الفضائية الهابطة، ومشاهدة الأفلام والمسلسلات الرمضانية – كما يسمونها- وحاشا رمضان أن يكون له أفلام، أو مسلسلات مع ما فيها من اختلاط النساء بالرجال، والموسيقى، وما هو أشنع من ذلك.

لذلك لا بد من تجديد التوبة في هذا الشهر، فهذه فرصتنا للأسباب التالية:
أ. لأن مردة الشياطين تصفد، كما روى أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه- مرفوعاً "أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم"(3).
ب. الإقبال النفسي على فعل الخيرات في هذا الشهر ما لا تستطيعه في الأشهر الأخرى.
ج. أن الصوم في نهار رمضان يمنع من القيام بكثير من المعاصي.
ولو كان أمام أعيننا أنه قد يكون آخر رمضان نصومه لسهلت علينا التوبة، فكم من شخص مات قبل أن يبلغه، أما نحن فقد بلغناه الله عز وجل فلندعوه أن يعيننا على صيامه وقيامه.
مقارنة بين أعمارنا وأعمار الأمم السابقة:
قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه أبو هريرة رضي الله تعالى عنه:"أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم من يجوز ذلك"(4).
كان أعمار السابقين مئات السنين، فهذا نوح -عليه السلام- لبث في قومه يدعوهم ألف سنة إلا خمسين عاماً، وعن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال صلى الله عليه وسلم نحن الآخرون السابقون يوم القيامة".
فكيف يكون لنا السبق، ونحن أقل أعماراً؟! يكون ذلك باستغلال الفرص والتسابق عليها كما يتسابق الناس على الوظائف، والتسجيل في الجامعات، وعلى التخفيضات أيضاً.
ومن أعظم هذه الفرص، الحرص على ليالي العشر الأواخر من رمضان، فإن لم يكن، فعلى الأقل ليلة 21، 23، 25، 27، 29 لأن ليلة القدر لن تتعدى إحدى هذه الليالي كما قال صلى الله عليه وسلم:"تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان".
إلا إذا كان هناك اختلاف بين دول العالم الإسلامي في دخول رمضان، فإن الأحوط العمل كل ليالي العشر.
قال سبحانه وتعالى:"ليلة القدر خير من ألف شهر".
منذ أن يؤذن المغرب إلى أن يؤذن الفجر في الغالب لا يتجاوز 12 ساعة.
فكم سنة تعدل ليلة القدر؟ أكثر من ثلاث وثمانين سنة!! فلو حرصت كل الحرص على هذه الليلة فلا تفوتك، وذلك بقيام كل ليالي العشر الأخيرة، واستغلال كل ليلة منها كأحسن ما يكون الاستغلال كقدوتنا وحبيبنا محمد -صلى الله عليه وسلم- كما روت عنه عائشة رضي الله عنها:"أنه إذا دخل العشر شد المئزر وأحيا ليله وأيقظ أهله".
ولنحسب عمر واحد منا حرص على القيام في ليالي الوتر لمدة عشر سنوات، إن هذا يساوي أكثر من 830 سنة بإذن الله، ولو عشت عشرين سنة بعد بلوغك، وكنت ممن يستغل كل ليالي العشر بالعبادة، لكان خير من 1660 سنة بإذن الله، وبهذا نحقق السبق يوم القيامة، وذلك باستغلال فرص لم تكن للأمم السابقة من اليهود والنصارى.
لذلك منذ أن يدخل شهر رمضان ادع الله أن يعينك ويوفقك لقيام ليلة القدر، فمن أعانه الله فهو المعان، ومن خذله فهو المخذول.

ماذا تفعل في هذه الليلة؟
– الاستعداد لها منذ الفجر، فبعد صلاة الفجر تحرص على أذكار الصباح كلها، ومن بينها احرص على قول:"لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" مئة مرة، لماذا؟ لما رواه أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مئة مرة كان له عدل عشر رقاب، وكتبت له مئة حسنة، ومحيت عنه مئة سيئة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك"(5).
الشاهد: "كانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي" حتى لا يدخل عليك الشيطان فيصرفك عن الطاعة.
– احرص على أن تفطر صائماً، إما بدعوته، أو بإرسال إفطاره، أو بدفع مال لتفطيره، وأنت بهذا العمل تكون حصلت على أجر صيام شهر رمضان مرتين لو فطرت كل يوم منذ أن يدخل الشهر إلى آخره صائماً لما رواه زيد بن خالد الجهني عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:"من فطر صائماً كتب له مثل أجره لا ينقص من أجره شيء"(6).
– عند غروب الشمس ادع أيضاً أن يعينك ويوفقك لقيام ليلة القدر.
– جهز صدقتك لهذه الليلة من ليالي العشر، وليكن لك ادخار طوال السنة لتخريجه في هذه الليالي الفاضلة فلا تفوتك ليلة من ليالي الوتر إلا وتخرج صدقتها، فالريال إذا تقبله الله في ليلة القدر قد يساوي أكثر من ثلاثين ألف ريال، و 100 ريال تساوي أكثر من 300 ألف ريال وهكذا، وقد روى أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب، وإن الله يتقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبه كما يربي أحدكم فلوه(7)، حتى تكون مثل الجبل"(8) وروى أبو هريرة أيضاً قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أي الصدقة أعظم أجراً؟ قال:" أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر، وتأمل الغنى ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا، ولفلان كذا، وقد كان لفلان"(9).
فإن أخفيتها كان أعظم لأجرك فتدخل بإذن الله ضمن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، لما رواه أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله.. ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه" (10).
– منذ أن تغرب الشمس احرص على القيام بالفرائض والسنن، فمثلاً منذ أن يؤذن ردد مع المؤذن ثم قل: وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً، فمن قال ذلك غُفر له ذنبه كما روي عنه صلى الله عليه وسلم مرفوعاً(11) ثم قل: اللهم رب هذه الدعوة التامة… إلخ، لما رواه جابر بن عبد الله أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة"(12).
– ثم بكر بالفطور احتساباً، وعند تقريبك لفطورك ليكن رطباً محتسباً أيضاً، ولا تنس الدعاء في هذه اللحظات، وليكن من ضمن دعائك: اللهم أعني ووفقني لقيام ليلة القدر، ثم توضأ وضوء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم بادر بالنافلة بين الأذان والإقامة؛ لما رواه أنس -رضي الله تعالى عنه- أنه قال: كان المؤذن إذا أذن قام ناس من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يبتدرون السواري حتى يخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- وهم كذلك يصلون الركعتين قبل المغرب، ولم يكن بين الأذان والإقامة شيء"(13). ثم صل صلاة مودع(14)كلها خشوع واطمئنان، ثم اذكر أذكار الصلاة، ثم صل السنة الراتبة، ثم اذكر أذكار المساء -إن لم تكن قلتها عصراً- ومنها "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" مئة مرة؛ لتكون في حرز من الشيطان ليلتك هذه حتى تصبح، كما سبق أن ذكرنا، ثم نوِّع في العبادة:
– لا يفتر لسانك من دعائك بـ "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني".
– إن كان لك والدان فبرهما وتقرب منهما، واقض حوائجهما وافطر معهما.
– ثم بادر بالذهاب إلى المسجد قبل الأذان، لتصلي سنة دخول المسجد، ولتتهيأ بانقطاعك عن الدنيا ومشاغلها علك تخشع في صلاتك، ثم إذا أذن ردد معه وقل أذكار الأذان ثم صل النافلة، ثم اذكر الله حتى تقام الصلاة، أو اقرأ في المصحف، واعلم أنك ما دمت في انتظار الصلاة فأنت في صلاة كما روى ذلك أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:"إن أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه، والملائكة تقول اللهم اغفر له وارحمه، ما لم يقم من صلاته أو يحدث"(15).
– ثم إذا أقيمت الصلاة صل بخشوع، فكلما قرأ الإمام آية استشعر قراءته، وكن مع كلام ربك حتى ينصرف الإمام.
– ثم عد إلى بيتك، ولا يكن هذا هو آخر العهد بالعبادة حتى صلاة القيام، بل ليكن في بيتك أوفر الحظ والنصيب من العبادة سواء بالصلاة أو بغيرها.
– ولا تنس -قبل خروجك من المسجد- أن تضع صدقة هذه الليلة، وإذا كان يصعب عليك إخراج صدقة كل ليلة من هذه الليالي فمن الممكن أن تعطي كل صدقتك قبل رمضان أو قبل العشر الأواخر جهة خيرية توكلها بإخراج جزء منها كل ليلة من ليالي العشر.
– ولا تنس وأنت في طريقك من وإلى المسجد أن يكون لسانك رطباً من ذكر الله، ولا تنس سيد الاستغفار هذه الليلة:"اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. قال صلى الله عليه وسلم:"من قاله فمات من يومه أو ليلته دخل الجنة"(16)، وما بين تهليل وتسبيح وتحميد وتكبير وحوقلة؛ لما رواه أبو سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" استكثروا من الباقيات الصالحات، قيل وما هن يا رسول الله؟ قال: التكبير والتهليل والتسبيح والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله"(17)وما بين صلاة على رسولنا محمد -صلى الله عليه وسلم- ثم الدعاء بخيري الدنيا والآخرة، فإذا دخلت بيتك تلمَّس حاجة من هم في البيت، سواء والداك أو زوجتك أو إخوانك أو أطفالك، فقم بخدمة الجميع بانشراح الصدر واحتساب واستغل القيام بحوائجهم بقراءة القرآن عن ظهر قلب، فقل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن في الأجر، كما روى أبو الدرداء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:"أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن؟ قال:"وكيف يقرأ ثلث القرآن؟ قال: قل هو الله أحد ثلث القرآن"(18). فإذا قرأتها ثلاث مرات حصلت على أجر قراءة القرآن كاملاً، ولكن ليس معنى هذا هجر القرآن، ولكن هذا له أوقات وهذا له أوقات، وقل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرآن في الأجر(19)، وآية الكرسي أعظم آية في كتاب الله، أخرجه سعيد بن منصور في سننه، كما قاله عبد الله موقوفاً، ثم قل:" لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" مئة مرة؛ ليكون لك عدل عشر رقاب، ولتكتب لك مئة حسنة، وتمحى عنك مئة سيئة، ولتكن حرزاً لك من الشيطان حتى تصبح ولم يأت بأفضل مما جئت به إلا أحد عمل أكثر من ذلك، واحرص على كل ما ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- من الأذكار ذات الأجور العظيمة، كما قال صلى الله عليه وسلم لعمه:"ألا أدلك على ما هو أكثر من ذكرك الله الليل مع النهار تقول: الحمد لله عدد ما خلق، الحمد لله ملء ما خلق، الحمد لله عدد ما في السموات والأرض، الحمد لله عدد ما أحصى كتابه، الحمد لله ملء ما أحصى كتابه، الحمد لله عدد كل شيء والحمد لله ملء كل شيء وتسبح مثلهن، ثم قال: تعلمهن وعلمهن عقبك من بعدك"(20) وقال صلى الله عليه وسلم:"من قال سبحان الله وبحمده مئة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر"(21)وعن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال -صلى الله عليه وسلم-: "من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مئة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه"(22)وفي بعض الروايات "سبحان الله العظيم وبحمده مئة مرة" (23)وكلما ذُكرت الكفارة أو الغفران – غفران الذنوب- وحط الخطايا، فالمقصود بها الصغائر، أما الكبائر فلا بد من التوبة، أما إن كانت هذه الكبيرة متعلقة بحقوق الآدميين فلا بد من الاستحلال مع التوبة أو المقاصة يوم القيامة؛ لما رواه أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه-:"من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه"(24)ولا يغرك في الغيبة ما يردده البعض أن كفارة من اغتبته أن تستغفر له، فهذا حديث أقل أحواله أنه شديد الضعف، وهو يعارض الحديث السابق الصحيح، ومن أعظم حقوق الآدميين: الغيبة والنميمة والسخرية، والاستهزاء والسب، والشتم وشهادة الزور، قال صلى الله عليه وسلم:"الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر" (25).
فإذا فرغت من خدمة الجميع والأعمال البدنية، ليكن لك جلسة مع كتاب ربك فتقرأه، وليكن لك قراءتان في شهر رمضان إحداهما سريعة "الحدر" والأخرى بتأمل مع التفسير إذا أشكل عليك آية، قال ابن عباس رضي الله تعالى عنه:"لأن أقرأ سورة أرتلها أحب إلي من أن أقرأ القرآن كله.
فإذا أنهك جسدك فألقه على السرير وأنت تذكر ربك بالتهليل والتسبيح والتحميد والحوقلة والتكبير والاستغفار والصلاة والسلام على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
– فإن نمت فأنت مأجور -بإذن الله- ثم استيقظ لصلاة قيام الليل في المسجد، وليكن لك ساعة خلوة مع ربك ساعة السحر فتفكر في عظمة خالقك، ونعمه التي لا تحصى عليك مهما كنت فيه من حال أو شدة فأنت أحسن حالاً ممن هو أشد منك كما قال صلى الله عليه وسلم:"انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلا من هو فوقكم، فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله"(26).
– وتذكر هادم اللذات علها تدمع عينك فتكون من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله كما قال صلى الله عليه وسلم:"ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه.." (27).
– وتذكر ما رواه جابر بن سمرة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:"أتاني جبريل، فقال: يا محمد من أدرك شهر رمضان فمات فلم يغفر له فأدخل النار فأبعده الله، قل آمين. فقلت: آمين…" (28) الحديث. فهذه العشر هي والله الغنيمة الباردة، وفي هذا الشهر فرص ومواسم من لم يستغلها تذهب ولا ترجع..
– أخيراً وقبيل الفجر لا بد من السحور ولو بماء، مع احتساب العمل بالسنة؛ لما رواه أنس رضي الله تعالى عنه، قال: قال صلى الله عليه وسلم:"تسحروا فإن في السحور بركة"(29) ثم تسوك وتوضأ واستعد لصلاة الفجر وأنت إما في ذكر أو دعاء أو قراءة قرآن.

– ولا بد من التنبيه على بعض الأخطاء، ومنها:
1- أن البعض قد يشيع في ليلة 23 أو 25 أن فلاناً رأى رؤياً، وأن تعبيرها أن ليلة القدر مثلاً ليلة 21 أو 23. فماذا يفعل البطالون؟ يتوقفون عن العمل باقي ليالي العشر، حتى أن البعض قد يكون في مكة فيعود، لماذا؟ انقضت ليلة القدر في نظره. وفي هذا من الأخطاء ما فيها، ومنها: أن هذا قد يكون حلماً وليس رؤياً. أن المعبر حتى وإن عبرها بأنها ليلة 21 أو 23 أو غيرها ليس بشرط أن يكون أصاب، فهذا أبو بكر الصديق -رضي الله تعالى عنه- عبر رؤيا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له: أصبت بعضاً وأخطأت بعضاً"(30) فإذا كان أبو بكر وهو خير الخلق بعد الأنبياء يصيب ويخطئ، فما بالك بغيره. والذي يظهر لي أن هذا من تلبيس إبليس، ليصد المؤمنين عن العمل باقي ليالي العشر. والله أعلم.
وأخيراً.. الأيام معدودة، والعمر قصير، ولا تعلم متى يأتيك الأجل، ولا تدري لعلك لا تبلغ رمضان، وإن بلغته لعلك لا تكمله، وإن أكملته لعله يكون آخر رمضان في حياتنا.
فهذا يخرج من بيته سليماً معافى فينعى إلى أهله، وهذا يلبس ملابسه ولا يدري هل سينزعها أم ستنزع منه؟
لذلك كله علينا أن نستحضر هذه النعمة العظيمة أن بلغنا رمضان ووفقنا لصيامه وقيامه وصالح الأعمال، فكم من شخص مات قبل أن يبلغه، وكم من مريض مر عليه رمضان كغيره من الشهور، وكم من عاص لله ضال عن الطريق المستقيم ما ازداد في رمضان إلا بعداً وخساراً، وأنت يوفقك الله للصيام والقيام، فاحمد الله على هذه النعمة الجليلة، واستغلها أيما استغلال.

🙂 مــــنـــقـــول 🙂

:(تحياتي للجميع:(

:eek:اللهم بلغنا ليله القدر:eek:




جــزاك الله خيراا و جعله في ميزان حسناتك
مؤمنة تقبلي مروري




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

علامات تساعد على معرفة ليلة القدر !

تعليمية تعليمية
تعليمية


فضيلة العلامة محمد ناصر الدين الألباني :

ذلك أمر وجداني يشعر به كل من أنعم الله – تبارك وتعالى – عليه برؤية ليلة القدر ؛ لأن الإنسان في هذه الليلة يكون مقبلاً على عبادة الله – عز وجل – ، وعلى ذكره والصلاة له ، فيتجلى الله – عز وجل – على بعض عباده بشعور ليس يعتاده حتى الصالحون ، لا يعتادونه في سائر أوقاتهم ، فهذا الشعور هو الذي يمكن الاعتماد عليه ؛ بأن صاحبه يرى ليلة القدر .

والسيدة عائشة – رضي الله عنها – قد سألت الرسول – عليه الصلاة والسلام – سؤالاً ينبئ عن إمكان شعور الإنسان برؤيته لليلة القدر ، حينما توجهت بسؤالها للنبي – عليه الصلاة والسلام – بقولها : ( يا رسول الله ! إذا أنا رأيت ليلة القدر ماذا أقول !؟ قال : قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ) . ففي هذا الحديث فائدتان :

– الفائدة الأولى : أن المسلم يمكن أن يشعر شعورًا ذاتيًا شخصيًا بملاقاته لليلة القدر .

– والفائدة الثانية : أنه إن شعر بذلك فخير ما يدعو به هو هذا الدعاء : ( اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ) .

وقد جاء في هذه المناسبة في كتابنا هذا " الترغيب " في بعض الدروس المتأخرة : أن خير ما يسأل الإنسان ربه – تبارك وتعالى – هو العفو والعافية في الدنيا والآخرة .

نعم . هناك لليلة القدر بعض الأمارات والعلامات المادية ، لكن هذا قد لا يمكن أن يرى ذلك كله من يرى ويعلم ليلة القدر ، إلا أن هذه العلامات بعضها يتعلق بالجو العام الخارجي ، كأن تكون – مثلاً – الليلة ليست بقارة ولا حارة ، فهي معتدلة ليست باردة ولا هي حارة ، فقد يكون الإنسان في جو لا يمكنه من أن يشعر بالجو الطبيعي في البلدة ، كذلك هناك علامة لكن هي بعد فوات وقت ليلة القدر ، تلك العلامة تكون في صبح تلك الليلة حين تطلع الشمس ، حيث أخبر – عليه الصلاة والسلام – بأنها تطلع صبيحة ليلة القدر كالطست – كالقمر – ليس له شعاع ، هكذا تطلع الشمس في صبيحة ليلة القدر ، وقد رُئي هذا من بعض الناس الصالحين ممن كان يهمهم رؤية أو ملاحظة ذلك في كثير من ليالي القدر .

ليس المهم بالنسبة للمتعبد التمسك بمثل هذه الظواهر ؛ لأن هذا الظواهر هي عامة ، هذه طبيعة الجو ، لكن لا يستوي كل من عاش في ذلك الجو ليرى ليلة القدر ، ومن عاش في صفاء النفس في لحظة من تلك اللحظات في تلك الليلة المباركة ، بحيث أن الله – عز وجل – يتجلى عليه برحمته وفضله ، فيلهمه ويؤيده بما سبق وبغيره .

والعلامات المادية هي علامات لا تدل على أن كل من شاهدها أو لمسها قد رأى ليلة القدر ، وهذا أمر واقعي ، ولكن الناحية التي يجدها الإنسان في نفسه من الصفاء الروحي ، والشعور برؤيته لليلة القدر ، وتوجهه إلى الله بسؤاله بما شرع ، هذه هي الناحية التي ينبغي أن ندندن حولها ونهتم بها ؛ لعل الله – عز وجل – أن يتفضل بها علينا .

انتهى

تعليمية تعليمية




وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك اختي الكريمه

أنه إن شعر بذلك فخير ما يدعو به هو هذا الدعاء : ( اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ) .




نشكرك اختي على هذه معلومة
بارك لله فيك




الف شكر لكي اختي على المعلومات
تحياتي لكي




بوركتم على المرور الطيب

أسأل الله تعالى أن يبلغنا رمضان و يوفقنا لصيامه و قيامه و يرزقنا الإخلاص و القبول




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

تحري ليلة القدر رؤية و علانات

تحري ليلة القدر .. رؤية و علانات

فضيلة العلامة محمد ناصر الدين الألباني :

ذلك أمر وجداني يشعر به كل من أنعم الله – تبارك وتعالى – عليه برؤية ليلة القدر ؛ لأن الإنسان في هذه الليلة يكون مقبلاً على عبادة الله – عز وجل – ، وعلى ذكره والصلاة له ، فيتجلى الله – عز وجل – على بعض عباده بشعور ليس يعتاده حتى الصالحون ، لا يعتادونه في سائر أوقاتهم ، فهذا الشعور هو الذي يمكن الاعتماد عليه ؛ بأن صاحبه يرى ليلة القدر .

والسيدة عائشة – رضي الله عنها – قد سألت الرسول – عليه الصلاة والسلام – سؤالاً ينبئ عن إمكان شعور الإنسان برؤيته لليلة القدر ، حينما توجهت بسؤالها للنبي – عليه الصلاة والسلام – بقولها : ( يا رسول الله ! إذا أنا رأيت ليلة القدر ماذا أقول !؟ قال : قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ) . ففي هذا الحديث فائدتان :

– الفائدة الأولى : أن المسلم يمكن أن يشعر شعورًا ذاتيًا شخصيًا بملاقاته لليلة القدر .

– والفائدة الثانية : أنه إن شعر بذلك فخير ما يدعو به هو هذا الدعاء : ( اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ) .

وقد جاء في هذه المناسبة في كتابنا هذا " الترغيب " في بعض الدروس المتأخرة : أن خير ما يسأل الإنسان ربه – تبارك وتعالى – هو العفو والعافية في الدنيا والآخرة .

نعم . هناك لليلة القدر بعض الأمارات والعلامات المادية ، لكن هذا قد لا يمكن أن يرى ذلك كله من يرى ويعلم ليلة القدر ، إلا أن هذه العلامات بعضها يتعلق بالجو العام الخارجي ، كأن تكون – مثلاً – الليلة ليست بقارة ولا حارة ، فهي معتدلة ليست باردة ولا هي حارة ، فقد يكون الإنسان في جو لا يمكنه من أن يشعر بالجو الطبيعي في البلدة ، كذلك هناك علامة لكن هي بعد فوات وقت ليلة القدر ، تلك العلامة تكون في صبح تلك الليلة حين تطلع الشمس ، حيث أخبر – عليه الصلاة والسلام – بأنها تطلع صبيحة ليلة القدر كالطست – كالقمر – ليس له شعاع ، هكذا تطلع الشمس في صبيحة ليلة القدر ، وقد رُئي هذا من بعض الناس الصالحين ممن كان يهمهم رؤية أو ملاحظة ذلك في كثير من ليالي القدر .

ليس المهم بالنسبة للمتعبد التمسك بمثل هذه الظواهر ؛ لأن هذا الظواهر هي عامة ، هذه طبيعة الجو ، لكن لا يستوي كل من عاش في ذلك الجو ليرى ليلة القدر ، ومن عاش في صفاء النفس في لحظة من تلك اللحظات في تلك الليلة المباركة ، بحيث أن الله – عز وجل – يتجلى عليه برحمته وفضله ، فيلهمه ويؤيده بما سبق وبغيره .

والعلامات المادية هي علامات لا تدل على أن كل من شاهدها أو لمسها قد رأى ليلة القدر ، وهذا أمر واقعي ، ولكن الناحية التي يجدها الإنسان في نفسه من الصفاء الروحي ، والشعور برؤيته لليلة القدر ، وتوجهه إلى الله بسؤاله بما شرع ، هذه هي الناحية التي ينبغي أن ندندن حولها ونهتم بها ؛ لعل الله – عز وجل – أن يتفضل بها علينا .




بارك الله فيكم وجزاكم خير الجزاء




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

صلاة العشاء خلف من يصلي التراويح

تعليمية

تعليمية

صلاة العشاء خلف من يصلي التراويح

وسئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء : ما هو العمل عندما يأتي الفرد بعد صلاة العشاء وقد انتهت ، وقام الإمام يصلي التراويح ، فهل يأتم بالإمام وينوي العشاء ؟ أم يقيم ويصلي منفردا أو مع جماعة إن وجدت ؟
فأجابوا: “يجوز أن يصلي العشاء جماعة مع من يصلي التروايح ، فإذا سلم الإمام من ركعتين قام من يصلي العشاء وراءه وصلى ركعتين ، إتماما لصلاة العشاء” .
“فتاوى اللجنة الدائمة” .
وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله : إذا جاء المسلم إلى المسجد ووجد الجماعة يصلون التراويح وهو لم يصل العشاء فهل يصلي معهم بنية العشاء ؟
فأجاب : “لا حرج أن يصلي معهم بنية العشاء في أصح قولي العلماء ، وإذا سلم الإمام قام فأكمل صلاته” “مجموع فتاوى الشيخ ابن باز” .




صلاة العشاء خلف من يصلي التراويح


تعليمية

السؤال:

فاتتني صلاة العشاء مع الجماعة في شهر رمضان، ودخلت المسجد والإمام يصلي التراويح، فدخلت معه على نية صلاة العشاء، ولما سلم الإمام وقفت للركعة الثالثة وقد وقف الإمام للصلاة؛ فأكملت معه الركعتين التاليتين من صلاة التراويح، فأصبحت في حقي أربع ركعات، هل يجوز ذلك


الجواب:


كان الذي ينبغي لك لما سلم تقوم تكمل صلاتك، إذا سلم من الثنتين تقوم أنت وتكمل صلاتك وحدك، كالذي يصلي مع إنسان فاته بعضها فيقوم بعد سلام إمامه ويكمل، والصواب أن الصلاة صحيحة، وأن صلاة المفترض خلف المتنفل صحيحة، هذا هو الأرجح من قولي العلماء أنه يجوز للمفترض أن يصلي خلف المتنفل، كما كان معاذ – رضي الله عنه- يصلي بأصحابه العشاء وهو قد صلاها مع النبي – صلى الله عليه وسلم – – فيصلي بهم متنفلاً وهم مفترضون، أما هذه الحالة التي سلم إمامك ثم قمت وتابعته في الركعتين الأخريين حتى كملت أربعاً في صحتها نظر، والأقرب والله أعلم أنها صحيحة إن شاء الله ليس عليك إعادة هذا هو الأقرب إن شاء الله ولكن في المستقبل إذا كان مثل هذا فالأحوط لك إذا سلم أن تقضي وحدك ما بقي عليك.

الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله




تعليميةألفتعليمية شكرتعليمية وياركتعليمية اللهتعليمية فيكتعليمية




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم على الفوائد القيمة




شكرا لكي اختاه وبارك الله فيكي




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

اداب العيد




بارك الله فيكم واحسن اليكم

مطوية قيمة




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

الحج فضله وفوائده

الحج فضله وفوائده

بقلم الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد – المدرس في كلية الشريعة بالجامعة


الحج عبادة من العبادات افترضها الله وجعلها إحدى الدعامات الخمس التي يرتكز عليها الدين الإسلامي والتي بينها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله في الحديث الصحيح: (
بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام ).

وقد حج بالناس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في السنة العاشرة من الهجرة حجته التي رسم لأمته فيها عملياً كيفية أداء هذه الفريضة وحث على تلقي ما يصدر منه قول وفعل فقال صلى الله عليه وسلم: (
خذوا عني مناسككم فلعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا). فسميت حجته -صلى الله عليه وسلم- "حجة الوداع" وقد رغّب صلى الله عليه وسلم أمته في الحج وبَيَّن فضله وما أعد الله لمن حج وأحسن حجه من الثواب الجزيل فقال -صلى الله عليه وسلم-: (من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه) رواه البخاري ومسلم، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلاّ الجنة) متفق عليهمن حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وفي الصحيحين -أيضاً- عنه رضي الله عنه. قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل؟ قال: ( إيمان بالله ورسوله)، قيل: ثم ماذا ؟ قال: (الجهاد في سبيل الله)، قيل ثم ماذا ؟ قال: (حج مبرور).
وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمرو بن العاص رضي الله عنه عند إسلامه: (أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها وأن الحج يهدم ما كان قبله…). وروى البخاري في صحيحه عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد ؟ قال لا ولكن أفضل الجهاد حج مبرور). ويتضح من هذه الأحاديث وغيرها فضل الحج وعظم الأجر الذي أعده الله للحجاج ويتضح أن هذا الثواب العظيم إنما هو لمن كان حجه مبروراً. فما هو بر الحج الذي رتب الله عليه ذلك الثواب العظيم ؟.

إن برّ الحج أن يأتي المسلم بحجه على التمام والكمال خالصاً لوجه الله وعلى وفق سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وأن يحافظ فيه على امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه، وامتثال الأوامر واجتناب النواهي لازم للمسلم. دائماً وأبداً ولكنه يتأكد في الأزمنة والأمكنة الفاضلة؛ لأن الله خلق الخلق لعبادته؛ وهي: طاعته بامتثال أوامره واجتناب نواهيه. قال الله تعالى:{
الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً..} وقال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ }.

فيكون المسلم ملازماً للطاعة وبعيداً عن المعصية حين حجه وقبله وبعده؛ ليوافيه الأجل المحتوم وهو على حالة حسنة؛ فتكون نهايته طيبةً وعاقبته حميدةً كما قال تعالى: {
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } وقال تعالى:{ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ } وقال -صلى الله عليه وسلم-:(وإنما الأعمال بالخواتيم).

ومن البر في الحج أن يحرص أثناءه على التأمل في أسراره وعبره، والوقوف على ما فيه من فوائد عاجلة وآجلة، وهي كثيرة أجملها الله تعالى في قوله:{
لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ } وفيما يلي إشارة إلى بعض هذه الفوائدوالأسرار التي تضمنتها هذه الجملة من الآية:

أولاً:
إن صلة المسلم ببيت الله الحرام صلة وثيقة تنشأ هذه الصلة منذ بدء انتمائه لدين الإسلام وتستمر معه ما بقيت روحه في جسده. فالصبي الذي يولد في الإسلام أول ما يطرق سمعه من فرائض الإسلام أركانه الخمسة التي أحدها حج بيت الله الحرام. والكافر إذا شهد شهادة الحق لله بالوحدانية ولنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- بالرسالة الشهادة التي كان بها من عداد المسلمين، أول ما يوجه إليه من فرائض الإسلام بقية أركانه بعد الشهادتين وهي إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام. وأول أركان الإسلام بعد الشهادتين الصلوات الخمس التي افترضها الله على المسلمين في كل يوم وليلة وجعل استقبال بيت الله الحرام شرطاً من شروطها، فصلة المسلم ببيت الله الحرام مستمرة في كل يوم وليلة يستقبله مع القدرة في كل صلاة يصليها فريضة كانت أو نافلة. كما يستقبله في الدعاء.


وهذه الصلة الوثيقة التي حصل بها الارتباط بين قلب المسلم وبيت ربه بصفة مستمرة تدفع بالمسلم -ولا بد- إلى الرغبة الملحة في التوجه إلى ذلك البيت العتيق ليتمتع بصره بالنظر إليه ولأداء الحج الذي افترضه الله على من استطاع السبيل إليه. فالمسلم متى استطاع الحج بادر إليه؛ أداء للفريضة ورغبة في مشاهدة البيت الذي يستقبله في جميع صلواته وليشهد المنافع التي نوه الله بشأنها في قوله:{ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ }. فإذا وصل المسلم إلى بيت ربه رأى بعيني رأسه أشرف بيت وأقدس بقعة على وجه الأرض الكعبة المشرفة ملتقى وجهات المسلمين في صلاتهم في مشارق الأرض ومغاربها ورأى المسلمين مستديرين حول هذا البيت في صلواتهم وأصغر دائرة هي التي تلي الكعبة ثم التي تليها وهكذا حتى تكون أكبر دائرة في أطراف الأرض فالمسلمون في صلواتهم مستقبلين بيت ربهم يشكلون نقاط محيطات لدوائر صغيرة وكبيرة مركزها جميعاً الكعبة المشرفة.

ثانياً:
إذا يسر الله للمسلم التوجه إلى بيت ربه ووصل إلى الميقات الذي وقته -رسول الله صلى الله عليه وسلم- للإحرام تجرد من ثيابه ولبس أزاراً على نصفه الأسفل ورداء على نصفه الأعلى مما دون رأسه وفي هذه الهيئة من اللباس يستوي الحجاج لا فرق بين الغني والفقير والرئيس والمرؤوس وتساويهم في ذلك يذكر بتساويهم في لباس الأكفان بعد الموت. فإن الكل يجردون من ملابسهم ويلفون بلفائف لا فرق فيها بين الغني والفقير. فإذا تجرد الحاج من لباسه ولبس الإحرام تذكر الموت الذي به تنتهي الحياة الدنيوية وتبتدئ الحياة الأخروية فاستعد لما بعده بالأعمال الصالحة والابتعاد عن المعاصي وهذا الاستعداد هو الزاد الذي لا بد منه في سفره إلى الآخرة وهو الزاد الذي نوه الله بذكره في قوله:{
وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}؛ ولهذا لما سأل رجل النبي -صلى الله عليه وسلم- قائلاً متى الساعة ؟ قال صلى الله عليه وسلم له: (وماذا أعددت لها ؟…) منبهاً بذلك -صلوات الله وسلامه عليه- إلى أن أهم شيء للمسلم أن يكون معيناً بما بعد الموت مستعداً له في جميع أحواله بفعل المأمورات واجتناب المنهيات..

ثالثاً:
إذا دخل المسلم في النسك لَبَّى بالتوحيد قائلاً -كما قال صلى الله عليه وسلم في تلبيته-: (
لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك). يقولها وهو مستشعر لما دلت عليه من إفراد الله بالعبادة وأنه وحده الذي يخص بها دون ما سواه، فكما أنه سبحانه وتعالى المتفرد بالخلق والإيجاد فهو الذي يجب أن تفرد له العبادة دون غيره كائناً من كان، وصرف شيء منها لغير الله هو أظلم الظلم وأبطل الباطل. وهذه الكلمة يقولها المسلم إجابة لدعوة الله عباده لحج بيته الحرام.. فيستشعر المسلم عظمة الداعي، وعظم أهمية المدعو إليه فيسعى في الإتيان بما دعى إليه على الوجه الذي يرضي ربه تعالى مع استيقانه بأن المدار في هذه العبادة وغيرها من العبادات على الإخلاص لله كما دلت عليه كلمة التوحيد التي تضمنتها هذه التلبية وعلى المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم كما أرشد إلى ذلك -صلى الله عليه وسلم- في حجته حيث قال: (خذوا عني مناسككم).

رابعاً:
وإذا وصل المسلم إلى الكعبة المشرفة يشاهد عبادة الطواف حولها وهي عبادة لا تجوز في الشريعة الإسلامية إلا في المكان، وكل طواف في غير ذلك المكان إنما هو من تشريع الشيطان ويدخل فاعله في جملة من عناهم الله بقوله:{
أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ }.


ويشاهد أيضاً تقبيل الحجر الأسود واستلامه واستلام الركن اليماني، ولم تأت الشريعة بتقبيل أو استلام شيء من الأحجار والبنيان إلاّ في هذين الموضعين، ولما قبل عمر بن الخطاب رضي الله عنه الحجر الأسود بيّن أنه فعل ذلك متبعاً للرسول صلى الله عليه وسلم في تقبيله إياه وقال: (
ولو لا أني رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقبلك ما قبلتك).
خامساً:
ويشهد الحاج في حجه أعظم تجمع إسلامي وذلك في يوم عرفة، في عرفة إذ يقف الحجاج جميعاً فيها ملبين مبتهلين إلى الله يسألونه من خير الدنيا والآخرة.


وهذا الاجتماع الكبير يذكر المسلم بالموقف الأكبر يوم القيامة الذي يلتقي فيه الأولون والآخرون ينتظرون فصل القضاء؛ ليصيروا إلى منازلهم حسب أعمالهم، إن خيراً فخير وإن شراً فشر. فيشفع لهم جميعاً إلى الله عبده ورسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- ليقضي بينهم فيشفعه الله. وذلك هو المقام المحمود الذي يحمده عليه الأولون والآخرون، وهي الشفاعة العظمى التي يختص بها رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يشاركه فيها ملك مقرب ولا نبي مرسل.


وفي هذا التجمع الإسلامي الكبير في عرفة -وكذا في بقية المشاعر- يلتقي المسلمون في مشارق الأرض بالمسلمين في مغاربها؛ فيتعارفون ويتناصحون، ويتعرف بعضهم على أحوال بعض؛ فيتشاركون في الأفراح والمسرات كما يشارك بعضهم بعضاً في آلامه ويرشده إلى ما ينبغي له فعله ويتعاونون جميعاً على البر والتقوى كما أمرهم الله سبحانه بذلك..

سادساً:

ويشهد الحاج مظهراً عجيباً من مظاهر التعاون؛ إذ يرى أرض منى كلها مغطاة بالخيام فلا يكاد يمضي يوم النفر الأول إلا وقد عادت كما كانت تقريبا،ً وذلك لقيام كل بما يخصه فإذا أقام كل مسلم بما يقدر عليه في خدمة الإسلام وتعاونوا على ذلك فإن المجهودات الفردية وإن قلت تكون كثيرة بضم بعضها إلى بعض.
وهذه الفوائد القليلة التي أشرت إليها إشارة هي من جملة المنافع الكثيرة التي أجمل ذكرها في قوله تعالى: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ}. وإن أعظم فائدة للمسلم بعد إنهاء حجه أن يكون حجه مقبولاً وأن يكون بعده خيراً منه قبله وأن يحدث ذلك تحولاً في سلوكه وأعماله فيتحول من السيئ إلى الحسن ومن الحسن إلى الأحسن.

والله المسؤول أن يوفق المسلمين جميعاً للفقه في دينه والثبات عليه وأن يمكن لهم في الأرض وينصرهم على عدوه وعدوهم إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه.




جزاكم الله خيرا على الموضوع المهم