التصنيفات
الفقه واصوله

الترغيب في حضور مجالس الذكر والاجتماع على ذكر الله تعالى ||||

تعليمية تعليمية

الترغيب في حضور مجالس الذكر والاجتماع على ذكر الله تعالى

2 – الترغيب في حضور مجالس الذكر والاجتماع على ذكر الله تعالى )

1502 – عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا هلموا إلى حاجتكم فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا
قال فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم ما يقول عبادي قال يقولون يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك
قال فيقول هل رأوني قال فيقولون لا والله يا رب ما رأوك قال فيقول فكيف لو رأوني قال يقولون لو رأوك كانوا أشد لك عبادة وأشد لك تمجيدا وأكثر لك تسبيحا
قال فيقول فما يسألوني قال يقولون يسألونك الجنة قال فيقول وهل رأوها قال يقولون لا والله يا رب ما رأوها
قال فيقول فكيف لو رأوها قال يقولون لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصا وأشد لها طلبا وأعظم فيها رغبة

قال فمم يتعوذون قال يتعوذون من النار
قال فيقول وهل رأوها قال يقولون لا والله ما رأوها
قال فيقول فكيف لو رأوها قال يقولون لو رأوها كانوا أشد منها فرارا وأشد لها مخافة
قال فيقول أشهدكم أني قد غفرت لهم قال يقول ملك من الملائكة فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة
قال هم القوم لا يشقى بهم جليسهم
رواه البخاري واللفظ له ومسلم
ولفظه قال إن لله تبارك وتعالى ملائكة سيارة فضلاء يبتغون مجالس الذكر فإذا وجدوا مجلسا فيه ذكر قعدوا معهم وحف بعضهم بعضا بأجنحتهم حتى يملؤوا ما بينهم وبين السماء فإذا تفرقوا عرجوا وصعدوا إلى السماء
قال فيسألهم الله عز وجل وهو أعلم من أين جئتم فيقولون جئنا من عند عبادك في الأرض يسبحونك ويكبرونك ويهللونك ويحمدونك ويسألونك
قال فما يسألوني قالوا يسألونك جنتك
قال وهل رأوا جنتي قالوا لا يا رب
قال وكيف لو رأوا جنتي قالوا ويستجيرونك قال ومم يستجيروني قالوا من نارك يا رب
قال وهل رأوا ناري قالوا لا يا رب
قال فكيف لو رأوا ناري قالوا ويستغفرونك
قال فيقول قد غفرت لهم وأعطيتهم ما سألوا وأجرتهم مما استجاروا
قال يقولون رب فيهم فلان عبد خطاء إنما مر فجلس معهم قال فيقول وله غفرت هم القوم لا يشقى بهم جليسهم


1503 – ( صحيح )
وعن معاوية رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه فقال ما أجلسكم قالوا جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ومن به علينا
قال آلله ما أجلسكم إلا ذلك قالوا آلله ما أجلسنا إلا ذلك قال أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم ولكنه أتاني جبرائيل فأخبرني أن الله عز وجل يباهي بكم الملائكة
رواه مسلم والترمذي والنسائي


1504 – ( صحيح لغيره )
وعنه ( يعني أنس بن مالك رضي الله عنه ) أيضا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله عز وجل لا يريدون بذلك إلا وجهه إلا ناداهم مناد من السماء أن قوموا مغفورا لكم قد بدلت سيئاتكم حسنات
رواه أحمد ورواته محتج بهم في الصحيح إلا ميمون المرائي وأبو يعلى والبزار والطبراني


1505 – ( صحيح لغيره )
ورواه البيهقي من حديث عبد الله بن مغفل


1506 – ( صحيح لغيره )
ورواه الطبراني عن سهل ابن الحنظلية رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جلس قوم مجلسا يذكرون الله عز وجل فيه فيقومون حتى يقال لهم قوموا قد غفر الله لكم وبدلت سيئاتكم حسنات


1507 – ( حسن لغيره )
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قلت يا رسول الله ما غنيمة مجالس الذكر قال غنيمة مجالس الذكر الجنة
رواه أحمد بإسناد حسن


1508 – ( حسن لغيره )
وعن عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين رجال ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغشى بياض وجوههم نظر الناظرين يغبطهم النبيون والشهداء بمقعدهم وقربهم من الله عز وجل
قيل يا رسول الله من هم قال هم جماع من نوازع القبائل يجتمعون على ذكر الله فينتقون أطايب الكلام كما ينتقي آكل التمر أطايبه
رواه الطبراني وإسناده مقارب لا بأس به


1509 – ( صحيح )
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبعثن الله أقواما يوم القيامة في وجوههم النور على منابر اللؤلؤ يغبطهم الناس ليسوا بأنبياء ولا شهداء
قال فجثا أعرابي على ركبتيه فقال يا رسول الله حلهم لنا نعرفهم قال هم المتحابون في الله من قبائل شتى وبلاد شتى يجتمعون على ذكر الله يذكرونه
رواه الطبراني بإسناد حسن


1510 – ( صحيح )
وعن أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما أنهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لا يقعد قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده
رواه مسلم والترمذي وابن ماجه


1511 – ( حسن لغيره )
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا
قالوا وما رياض الجنة قال حلق الذكر
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




التصنيفات
الفقه واصوله

بيان أهمية الفقه الإسلامي

بيان أهمية الفقه الإسلامي

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد الصادق الأمين ، وعلى آله وأصحابه ، ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين .

أما بعد :
فإن معرفة الفقه الإسلامي وأدلة الأحكام ، ومعرفة فقهاء الإسلام الذين يرجع إليهم في هذا الباب – من الأمور المهمة التي ينبغي لأهل العلم العناية بها ، وإيضاحها للناس؛ لأن الله سبحانه خلق الثقلين لعبادته ، ولا يمكن أن تعرف هذه العبادة إلا بمعرفة الفقه الإسلامي وأدلته ، وأحكام الإسلام وأدلته ، ولا يكون ذلك إلا بمعرفة العلماء الذين يعتمد عليهم في هذا الباب من أئمة الحديث والفقه الإسلامي .

فالعلماء هم ورثة الأنبياء ، والأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم ، فمن أخذه أخذ بحظ وافر ، ومن أسباب السعادة للعبد ، ومن علامات النجاة والفوز أن يفقه في دين الله ، وأن يكون فقيها في الإسلام ، بصيرا بدين الله على ما جاء في كتاب الله الكريم وسنة رسوله الأمين عليه الصلاة والسلام .

والعلماء قد بين الله شأنهم ورفع قدرهم ، وهم أهل العلم بالله وبشريعته ، والعاملون بما جاء عن الله وعن نبيه عليه الصلاة والسلام ، وهم علماء الهدى ، ومصابيح الدجى ، وهم العالمون بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وهم الذين قال فيهم جل وعلا 🙁 شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) وقال فيهم جل وعلا : (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ )وقال فيهم سبحانه 🙁 إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : من يرد الله يه خيرا يفقهه في الدين متفق على صحته .

فهذا الحديث العظيم يدلنا على فضل الفقه في الدين .

والفقه في الدين : هو الفقه في كتاب الله عز وجل ، والفقه في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو الفقه في الإسلام؛ من جهة أصل الشريعة ، ومن جهة أحكام الله التي أمرنا بها ، ومن جهة ما نهانا عنه سبحانه وتعالى ، ومن جهة البصيرة بما يجب على العبد من حق الله وحق عباده ، ومن جهة خشية الله وتعظيمه ومراقبته ، فإن رأس العلم خشية الله سبحانه وتعالى ، وتعظيم حرماته ، ومراقبته عز وجل فيما يأتي العبد ويذر .

فمن فقد خشية الله ومراقبته فلا قيمة لعلمه ، وإنما العلم النافع ، والفقه في الدين الذي هو علامة السعادة هو العلم الذي يؤثر في صاحبه خشية الله ، ويورثه تعظيم حرمات الله ومراقبته ، ويدفعه إلى أداء فرائض الله وإلى ترك محارم الله ، وإلى الدعوة إلى الله عز وجل ، وبيان شرعه لعباده ، فمن رزق الفقه في الدين على هذا الوجه فذلك هو الدليل والعلامة على أن الله أراد به خيرا ، ومن حرم ذلك وصار مع الجهلة والضالين عن السبيل ، المعرضين عن الفقه في الدين ، وعن تعلم ما أوجب الله عليه ، وعن البصيرة فيما حرم الله عليه ، فذلك من الدلائل على أن الله لم يرد به خيرا ، وقد وصف الله الكفار بالإعراض عما خلقوا له وعما أنذروا به؛ تنبيها لنا على أن الواجب على المسلم أن يقبل على دين الله ، وأن يتفقه في دين الله ، وأن يسأل عمل أشكل عليه ، وأن يتبصر ، قال عز وجل : وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ وقال سبحانه : وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ

فمن شأن المؤمن طلب العلم ، والتفقه في الدين ، والتبصر ، والعناية بكتاب الله ، والإقبال عليه وتدبره ، والاستفادة منه ، والعناية بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والتفقه فيها ، والعمل بها ، وحفظ ما تيسر منها ، فمن أعرض عن هذين الأصلين وغفل عنهما ، فذلك دليل وعلامة على أن الله سبحانه لم يرد به خيرا ، وذلك علامة الهلاك والدمار ، وعلامة فساد القلب وانحرافه عن الهدى ، نسأل الله السلامة والعافية من كل ما يغضبه .

فجدير بنا معشر المسلمين أن نتفقه في دين الله ، وأن نتعلم ما يجب علينا ، وأن نحرص على العناية بكتاب الله؛ تدبرا ، وتعقلا ، وتلاوة ، واستفادة ، وعملا بذلك ، وأن نعني بسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام حفظا وعملا وتفقها فيها ، وأن نعني أيضا بالسؤال عما أشكل علمنا ، فالإنسان يسأل عما أشكل عليه ، ويسأل من هو أعلم منه ليستفيد؛ عملا بقول الله سبحانه : فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ

وعليه أن يحضر حلقات العلم؛ ليستفيد ويتذاكر مع إخوانه الذين يرجو أن يكون عندهم علم حتى يستفيد من علمهم ، وحتى يضم ما لديهم من العلوم النافعة إلى ما لديه من العلم ، فيحصل له بذلك خير كثير ويحصل له بذلك الفقه في الدين ، ويحصل له بذلك البعد عن صفات المعرضين والغافلين ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين
وبما ذكرنا يعرف المؤمن فضل فقهاء الإسلام ، وأنهم قد أوتوا خيرا كثيرا ، وقد فازوا بحظ عظيم من أسباب السعادة وطرق الهداية؛ لأن العلم النافع من أسباب الهداية ، ومن حرم العلم حرم خيرا كثيرا ، ومن رزق العلم النافع فقد رزق أسباب السعادة ، إذا عمل بذلك واتقى الله في ذلك .

وعلى رأس العلماء بعد الرسل أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام ، فإنهم هم الفقهاء على الكمال ، الذين تلقوا العلم عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وتفقهوا في كتاب ربهم وسنة نبيهم عليه الصلاة والسلام ، ونقلوا ذلك إلى من بعدهم غضا طريا ، تفقهوا وعملوا ، ونقلوا العلم إلى من بعدهم من التابعين ، نقلوا كتاب الله إلى من بعدهم لفظا وتفسيرا وقراءة . إلى غير ذلك .

ونقلوا إلى من بعدهم أيضا ما بينه لهم نبيهم عليه الصلاة والسلام من معنى كلام الله عز وجل ، ونقلوا أيضا لمن بعدهم أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم التي سمعوها منه ، والتي رأوها منه عليه الصلاة والسلام ، والتي أقرهم عليها ، نقلوها إلى من بعدهم بغاية الأمانة والصدق ، نقلوها إلى الأمة بواسطة الثقات من التابعين ، حتى نقلت إلينا بالطرق المحفوظة الثابتة التي لا يتطرق إليها الشك ، نقلها الثقات عن الثقات ، والثقات عن الثقات ، حتى وصلت إلى هذا القرن وما بعد .

وهذا من إقامة الحجة من الله عز وجل على عباده ، فإن نقل العلم من طرق الثقات عن الرسول صلى الله عليه وسلم ثم عن الصحابة إلى من بعدهم؛ إقامة للحجة ، وإيضاح للمحجة ، ودعوة إلى الحق ، وتحذير من الباطل ، وتبصير للعباد بما خلقوا له من عبادة الله وطاعته جل وعلا .

وبهذا يعلم أن لهم من الحق على من بعدهم : الدعاء لهم بالرحمة والمغفرة والرضا ، والحرص على الاستفادة من علومهم ، وما جمعوه وألفوه من العلوم النافعة ، فإنهم سبقوا إلى خير عظيم ، وإلى علم جم ، سبقوا إلى الفقه في كتاب الله ، وإلى الفقه في سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام ، ونقلوا إلينا ما وصل إليهم من علم بالله ، وبكتابه ، وبسنة رسوله عليه الصلاة والسلام .

فوجب علينا أن نعرف لهم قدرهم ، وأن نشكرهم على علمهم العظيم ، وعلى ما قاموا به من حفظ رسالة الله وتفقيه الناس في دين الله ، وأن نستعين بما دونوه ، وخلفوه من الكتب المفيدة والعلوم النافعة ، حتى نعرف بذلك معاني كلام الله ، ومعاني كلام رسوله عليه الصلاة والسلام .

وإن من أعظم الفائدة ، ومن أكبر الخير الذي نقلوه إلينا أن حفظوا علينا سنة نبينا عليه الصلاة والسلام ، ونقلوها إلينا طرية غضة سليمة محفوظة ، وفيها تفسير كتاب الله ، وفيها بيان ما أجمل في كتاب الله ، وفيها بيان الأحكام التي جاء بها الوحي الثاني إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وهو الوحي من الله له إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو السنة المطهرة ، فإن الله جل وعلا أعطى نبيه صلى الله عليه وسلم القرآن ومثله معه ، كما قال النبي الكريم عليه الصلاة والسلام : ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه فعلى أهل العلم أن ينقلوا ما جاءت به السنة ، وأن يوضحوا ذلك للناس ، وأن يرشدوهم إلى معاني كلام ربهم وسنة نبيهم عليه الصلاة والسلام ، في الخطب والمواعظ والدروس وحلقات العلم ، وغير هذا من أسباب التوجيه والتعليم والإرشاد .

ولهذا ارتحل العلماء إلى الأمصار ، واتصلوا بالعلماء في كل قطر؛ للفائدة والعلم ، ففي عهد الصحابة سافر بعض الصحابة من المدينة إلى مصر والشام ، وإلى العراق واليمن ، وإلى غير ذلك؛ للفائدة ولنقل العلم ، فتجد الصحابة رضي الله عنهم – وهم أفضل الناس بعد الأنبياء – ينتقلون من بلاد إلى بلاد؛ ليسألوا عن سنة من سن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتتهم ولم يحفظوها ، فبلغهم ذلك عن صحابي آخر فيسافر أحدهم إليه؛ ليسمع ذلك منه ، ولينتفع بذلك ، ولينقله إلى غيره من إخوانه في الله التابعين لهم بإحسان .

ثم جاء العلماء بعدهم من التابعين ، هكذا فعلوا ، ارتحلوا في العلم ، وساروا في طلب العلم ، وتبصروا في دين الله ، وتفقهوا على الصحابة وسألوهم – رضي الله عنهم وأرضاهم – عما أشكل عليهم ، وعملوا بذلك ، ثم نقلوا ذلك إلى من بعدهم من أتباع التابعين رواية ودراية ، ثم هكذا أتباع التابعين نقلوه لمن بعدهم ، ثم ألفوا كتبا عظيمة في الحديث والتفسير واللغة العربية . . . وغير هذا من أنواع العلوم الشرعية ، حتى بصروا الناس ، وحتى أرشدوا إلى الطريق السوي ، وحتى علموهم القواعد الشرعية التي بها يعرف كتاب الله ، وبها تعلم معانيه ، وبها تحفظ السنة ، وبها تعلم معانيها .

وبذلك يحصل العمل بكتاب الله ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على بصيرة وعلى هدى وعلى نور ، فجزاهم الله عن ذلك خيرا وضاعف لهم الأجور ، وضاعف لهم الحسنات ، ونفعنا بعلومهم جميعا ، وأعاذنا جميعا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا .

ومما يتعلق بهذا حضور حلقات العلم؛ لأنها من طريقة أهل العلم ، وفي الحديث الصحيح : إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قيل يا رسول الله وما هي رياض الجنة؟ قال حلق الذكر وقال عليه الصلاة والسلام : من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة وقال عز وجل : فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ فهذه أشياء مهمة تتعلق بالفقه والفقهاء ، وبطلب العلم في المساجد ، وبالرحلة إلى البلدان التي فيها العلماء المعروفون بالاستقامة ، كل هذا من أسباب تحصيل العلم ، ومن الطرق التي توصل إليه ، وصاحبها يدخل في قوله صلى الله عليه وسلم : من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة فإذا سأل أهل العلم ، أو سافر إليهم في بلادهم ، أو زارهم في بيوتهم وفي المساجد فقد سلك طريقا يلتمس فيه علما . وذكر أهل العلم : أن من الطرق المعينة على حفظ العلم كتابته ، والعناية بحفظه ، كما فعل سلفنا الصالح رحمهم الله ومن بعدهم من أهل العلم ، كل هذا من وسائل تحصيل العلم ، ومن الطرق الموصلة إليه .

كما أن الرحلة والانتقال من بلد إلى بلد ، ومن مسجد إلى مسجد ، ومن حلقة إلى حلقة ، ومن بيت عالم إلى بيت عالم؛ لطلب العلم ، وللتفقه في الدين ، كل ذلك أنواع وطرق من طرق تحصيل العلم ، وهي داخلة في قوله صلى الله عليه وسلم : من سلك طريقا يلتمس فيه علما الحديث .

والله ولي التوفيق . وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وآله وصحبه .

المصدر: كلمة ألقاها سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في المسجد الجامع الكبير بالرياض بتاريخ 27 1400هـ وسبق أن نشرت في كتاب سماحته ( مجموع فتاوى ومقالات متنوعة) الجزء التاسع ص 128 – 141.




رحم الله الشيخ ابن باز وغر له ونفعنا بعلمه
جزاكم الله خيرا على النقل الطيب




تعليمية




التصنيفات
الفقه واصوله

النهي عن الصلاة بين السواري

تعليمية


النهي عن الصلاة بين السواري


فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الالباني رحمه الله :

قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة – الحديث رقم (335): (كُنَّا نُنْهَى أَنْ نَصُفَّ بَيْنَ السَّوَارِي عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنُطْرَدُ عَنْهَا طَرْدًا):

وهذا الحديث نص صريح في ترك الصف بين السواري ، وأن الواجب أن يتقدم أو يتأخر ، إلا عند الاضطرار ؛ كما وقع لهم .

وقد روى ابن القاسم في " المدونة " ( 1 / 106 ) ، والبيهقي ( 3 / 104 ) من طريق أبي إسحاق عن معدي كرب عن ابن مسعود أنه قال : (لا تصفوا بين السواري).
وقال البيهقي : (وهذا ـ والله أعلم ـ لأن الاسطوانة تحول بينهم وبين وصل الصف).
وقال مالك : (لا بأس بالصفوف بين الأساطين إذا ضاق المسجد).
وفي " المغني " لابن قدامة (2 / 220) : (لا يكره للإمام أن يقف بين السواري ، ويكره للمأمومين ؛ لأنها تقطع صفوفهم ، وكرهه ابن مسعود والنخعي ، وروي عن حذيفة وابن عباس ، ورخص فيه ابن سيرين ومالك وأصحاب الرأي وابن المنذر ؛ لأنه لا دليل على المنع ، ولنا ما روي عن معاوية ابن قرة . . . ولأنها تقطع الصف ، فإن كان الصف صغيراً قدر ما بين الساريتين ؛ لم يكره ؛ لأنه لا ينقطع بها).

وفي "فتح الباري" (1 / 477) : (قال المحب الطبري : كره قوم الصف بين السواري للنهي الوارد في ذلك ، ومحل الكراهة عند عدم الضيق ، والحكمة فيه إما لانقطاع الصف ، أو لأنه موضع النعال .انتهى . وقال القرطبي : روي في سبب كراهة ذلك أنه مصلى الجن المؤمنين).

قلت: وفي حكم السارية المنبر الطويل ذو الدرجات الكثيرة ، فإنه يقطع الصف الأول ، وتارة الثاني أيضاً ؛ قال الغزالي في " الإحياء " (2 / 139) : (إن المنبر يقطع بعض الصفوف ، وإنما الصف الأول الواحد المتصل الذي في فناء المنبر ، وما على طرفيه مقطوع ، وكان الثوري يقول : الصف الأول ، هو الخارج بين يدي المنبر ، وهو متجه ؛ لأنه متصل ، ولأن الجالس فيه يقابل الخطيب ويسمع منه).

قلت: وإنما يقطع المنبر الصف إذا كان مخالفاً لمنبر النبي صلى الله عليه وسلم ، فإنه كان له ثلاث درجات ، فلا ينقطع الصف بمثله ، لأن الإمام يقف بجانب الدرجة الدنيا منها ، فكان من شؤم مخالفة السنة في المنبر الوقوع في النهي الذي في هذا الحديث .

ومثل ذلك في قطع الصف المدافىء التي توضع في بعض المساجد وضعاً يترتب منه قطع الصف؛ دون أن ينتبه لهذا المحذور إمام المسجد أو أحد من المصلين فيه؛ لِـبُعْـد الناس أولاً عن التفقه في الدين ، وثانياً لعدم مبالاتهم بالابتعاد عما نهى عنه الشارع وكرهه.

وينبغي أن يُعلَم أن كل من سعى إلى وضع منبر طويل قاطع للصفوف، أو يضع المدفئة التي تقطع الصف ؛ فإنه يخشى أن يلحقه نصيب وافر من قول الرسول صلى الله عليه وسلم : (. . . ومن قطع صفاً قطعه الله ) ، أخرجه أبو داود بسند صحيح ؛ كما بينته في صحيح أبي داود (رقم 672)).

انتهى النقل




شكرا وبارك الله فيكم ونفع بكم

اللهم فقهنا في الدين




التصنيفات
الفقه واصوله

اللغة التي يتكلم بها الناس يوم البعث

اللغة التي يتكلم بها الناس يوم البعث
لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله


بسم الله الرحمن الرحيم

قَالَ شَيْخُ الإسلاَم ابن تيمية رحمه الله

سأل سائل: بماذا يخاطب الناس يوم البعث؟ وهل يخاطبهم الله تعالى بلسان العرب؟ وهل صح أن لسان أهل النار الفارسية، وأن لسان أهل الجنة العربية؟

فأجبته بعد الحمد لله رب العالمين.
لا يعلم بأي لغة يتكلم الناس يومئذ، ولا بأي لغة يسمعون خطاب الرب جل وعلا؛ لأن الله تعالى لم يخبرنا بشيء من ذلك، ولا رسوله عليه الصلاة والسلام ولم يصح أن الفارسية لغة الجهَنَّمِيِّين ولا أن العربية لغة أهل النعيم الأبدي، ولا نعلم نزاعًا في ذلك بين الصحابة رضي الله عنهم بل كلهم يكفون عن ذلك؛ لأن الكلام في مثل هذا من فضول القول، ولا قال الله تعالى لأصحاب الثرى، ولكن حدث في ذلك خلاف بين المتأخرين.
فقال ناس: يتخاطبون بالعربية.
وقال آخرون: إلا أهل النار، فإنهم يجيبون بالفارسية، وهي لغتهم في النار.
وقال آخرون: يتخاطبون بالسريانية؛ لأنها لغة آدم، وعنها تفرعت اللغات.
وقال آخرون: إلا أهل الجنة، فإنهم يتكلمون بالعربية.
وكل هذه الأقوال لا حجة لأربابها، لا من طريق عقل ولا نقل، بل هي دعاوي عارية عن الأدلة، والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم

فتاوى شيخ الاسلام المجلد الرابع




اها معلومة رائعة

لم أسأل هذا السؤال من قبل لكن الآن عرفت الإجابة

شكرااااااا




الحمد لله على نعمة الإسلام وعلى لغة القرآن وإن كنا لا نتكلمها كما ينبغي

أثابك الله على ما تثرين به المنتدى بأغنى الكلام وأطيبه

دمتي بكل الود والتقدير

أخوك الجــــــــــنرال




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرا لك على المعلومة

وبارك الله فيك وجزاك خيرا

تقبلي مروري

اخوك حمزة




التصنيفات
الفقه واصوله

في حدود مطالبة المرأة زوجها بسكن مستقل

السـؤال:
تسكن امرأة متزوجة مع عائلة زوجها، وكثيرًا ما تتفاجأ بدخول أقارب زوجها البيت من غير استئذان، بالإضافة إلى وقوعها في خلوة بين فترة وأخرى مع أخ الزوج الذي بدأت تظهر عليه علامات البلوغ، فما عليها فعله في مثل هذه الحالات؟ وما واجب الزوج؟ وهل يصح لها المطالبة ببيتٍ مُستقلٍّ ليزول عنها الحرج؟
الجـواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:

فالواجبُ على الزوجةِ أن تسترَ محاسنَها وكلَّ ما يكونُ سببًا في الفتنةِ، فإن كانت في بيتِها فلا يجوزُ للأجنبي ولو كانَ من أقاربِ الزوجِ الدخول عليها أو مباغتتها وهي غير متحجِّبةٍ، أو مع غير ذي محرم لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِيَّاكُمْ وَالدُخُولَ عَلَى النِّسَاءِ»، قَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: أَرَأَيْتَ الحمْوَ؟ قال: «الحمْوُ الموْتُ»(١)؛ ذلك لأنَّ الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، كما لا تجوز الخلوةُ بواحدٍ منهم، أو من غيرهم ممَّن ليسوا بمَحْرَمٍ لها لقوله صَلَّى الله عليه وآله وسلم: «لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلاَّ كَانَ ثَالِثَهُمَا الشَيْطَانُ»(٢)، فالخلوة بالأجنبية مثار شهوة، والشهوة الجنسية لا حدود لها، ولها الجلوس مع زوجها أو مع ذي محرم لها إن كانت مستترة بلباسٍ سابغٍ يخفي عورتها ولا يظهر مفاتنها ولو مع أقاربه، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلاَّ وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ»(٣).
هذا، وعلى المرأة –في هذه الوضعية الحرجة- أن تحترز قدر الإمكان عن الوقوع في هذه المحاذير التي لا يعبأ بها معظم العائلات والأسر، ويغفلون عن نتائجها الضارة، كما أنه لا ينبغي لها تكليفُ الزوج بتوفير مسكنٍ خاصٍ في الحال إذا كانت حدودُه الماليةُ لا تفي بهذه المطالبة، أو يكون الحجم المالي يُثقل كاهلَه لقوله تعالى: ﴿لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا﴾ [البقرة: 286]، ولقوله تعالى: ﴿فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾ [التغابن: 16].
فإن كان قادرًا على إزالةِ مفسدةِ الاختلاطِ والخلوةِ بتوفير مسكنٍ مستقلٍ وجب عليه ذلك في الحال ليصون فيه عرضه، ويحفظ أهله ويدفع الحرج عنهم، وإن لم يقدر وجب عليه تقليلُ المفسدة بأخذ الاحتياطات اللازمة لتجنب الخلوة والاختلاط في البيت، ونصيحة أقاربه بالحكمة والموعظة الحسنة، وتعريفهم بالحكم الشرعي وتعويدهم على التزامه، مع التعامل في تقديم النصيحة لهم بخلق الأناة والحلم والصبر إلى أن يفتح الله وهو خير الفاتحين.
والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.

الجزائر في: 10 صفر 1443ﻫ
الموافق ﻟ: 05 فبراير 2022م
من موقع الشيخ محمد علي فركوس حفظه الله
_________________________ _____

١- أخرجه البخاري كتاب «النكاح»، باب لا يخلون رجل بامرأة إلا ذو محرم والدخول: (4934)، ومسلم كتاب «السلام»: (5674)، من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه.

٢- أخرجه الترمذي كتاب «الفتن»، باب ما جاء في لزوم الجماعة: (2165)، وأحمد: (178)، من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه. والحديث صححه الألباني في «الإرواء»: (6/215). وانظر طرقه في: «البدر المنير» لابن الملقن: (8/257)، و«نصب الراية» للزيلعي: (2/249).

٣- أخرجه البخاري كتاب «الجهاد والسير»، باب من اكتتب في جيش فخرجت امرأته حاجة: (2844)، ومسلم كتاب «الحج»: (3274)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا جزيلا على هد الموضوع المهم جدا وجزاك الله كل خير




مشكور على الموضوع الرائع الله يعطيك العافية
ننتظر جديدك
تحياتي




بارك الله فيك أخي الفاضل على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق




التصنيفات
الفقه واصوله

[سنن مهجورة] "حثٌ على سنة التراص وإلصاق الكعب بالكعب"

[سنن مهجورة] "حثٌ على سنة التراص وإلصاق الكعب بالكعب"

وما أحسنَ ما نظم الإمام حافظ الحكمي في منظومته:
"السبل السوية لفقه السنن المروية":

«وواجـبٌ تسوية الصف على ** جماعة وأن يسدوا الخَلَلاَ
يلزق كعبه بكعب صـاحبه ** وهكذا منكبه بمنكبه
ففي الصحيح قد أتى الترغيب ** في ذا وجا عن تركه الترهيب
بالأمـر والفـعل من الرسول ** مما روى العدل عن العدول».

وقد قام العلامة: زيد المدخلي بشرح هذه المنظومة في درته: " الأفنـان النـدية شرح منظومة السبل السوية لفقه السنن المروية" قال – حفظه الله- (2-37/ 39) :

«قوله: وواجب تسوية الصف علىجماعة وأن يسدوا الخللا

أي: إنه ثبت شرعاً وجوب تسوية الصفوف كلها على جماعة المصلين وأن يهتموا بذلك؛ لأن تسوية الصفوف من تمام الصلاة.
ولا يجوز لهم أن يتهاونوا بذلك فيهدموا سنة كريمة طالما حـرص النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشـدون على إقامتها والاهتمام بشأنها؛ فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يسوي الصفوف بنفسه.
ويغضب إذا رأى من المصلين تقدماً أو تأخراً في الصفوف، ويذكرهم عقوبة ذلك.
وهكذا يجب على كل إمام أن يتفقد صفوف الجماعة قبل أن يشرع في التكبير ويقول: {أقيموا صفوفكم وتراصوا} (1) أو يقول: {استووا استووا} (2).

كما يجب على المصلين – إذا كانوا جماعة في مسجد أو غيره من الأمكنة التي يقيمون فيها صلواتهم- أن يسدوا الخلل؛ بحيث يلصق بعضهم ببعض، ولا يدعوا فرجاً للشياطين تدخل منها فتفسد على المصلين صلواتهم.

ثم بيَّن الناظم – رحمه الله- كيفية التراص وسد الخلل بقوله:
يلزق كعبه بكعب صاحبه وهكذا منكبه بمنكبه

أي: يجعل المصلي كعب رجله مساوياً لكعب رِجل أخيـه في الموقف ملصقاً منكبه بمنكبه مساوياً له، وبهذه العملية الشريفة في الصفوف تتحقق الأمور العظيمة التي كانت مرادة ومقصودة للشارع؛ ألا وهي استقامة الجوارح لتستقيم القلوب، وسد الأبواب التي تدخل منها الشياطين لتفسد صلاة المصلين، ثم التشبه بالملائكة الكرام حينما تصُفُّ عند خالقها وبارئها سبحانه وتعالى.

وقوله:
ففي الصحيح قد أتى الترغيـب في ذا وجا عن تركه الترهيب
بالأمر والفـعـل من الرسـول مما روى العدل عن العـدول

أي: كم من حديث ذي متن صريح، وسند صحيح قد ورد الترغيب فيه في تسوية الصفوف والتراص فيها وسد الخلل الكائن بينها، كما جاءت نصوص كريمة بأسانيد مرفوعة تحمل الترهيب بالعقوبات العاجلة والآجلة لمن زهد في تلك التعليمات الرفيعة القولية والفعلية، وتساهل في شأنها حتى بلغ به الأمر أنه لا يبالي كيفما وقف وعلى أي حال صف، بل ربما اقترب منه أخوه المصلي ليجعل كعبه مع كعبه ومنكبه مع منكبه – تنفيذاً لوصية الرسول الكريم، وتحقيقاً للمصالح التي ذكرتُ بعضها قريباً- فإذا هو يفر منه كفرار الصحيح من الـمجـذوم، وفـرار الخـائف مـن الأسـد، وبدعــوى أنـه لا يـطيـق المزاحمة !
ونحو ذلك من الحجج الضعيفة الواهية».

1- البخاري ومسلم.
2- النسائي وأحمد، وصححه الألباني "المشكاة" (1100).

قال العلامة النجمي/شرح كتاب الصلاة/عمدة الأحكام:

«العجيب أن الإمام يقول للمأمومين: سووا صفوفكم، تقاربوا، تراصوا – رحمكم الله- ويظل كل واحد متمسكاً بمكانه ! لا يتجاوب مع الإمام حتى يؤدي الواجب الذي عليه، وكأن أمر الإمام – هذا- كأنه أمر له هو ! وليس أمر من الله ورسوله صلى الله عليه وسلم يجب طاعته.
فالمأموم يأثم عندما يبقى لاصقاً في مكانه لا يتحرك إذا قال الإمام سووا صفوفكم، تقاربوا، تراصوا ليلصق الكعب بالكعب والمنكب بالمنكب».

الدورة العلمية الأولى بحفر الباطن/ شريط رقم: (5)

كما سئل -رحمه الله- شرح كتاب الصلاة/عمدة الأحكام:

السائل: هل من يرى التصاق الكعبين أثناء تسوية الصف هل هو مخطئ أو أنه مصيب في فعله؟

فأجاب: «بل مصيب؛ وهذه سـنـة قصّر الناس فيها كل التقصير، السنة أن يلتحم الناس بعضهم في بعض؛ بحيث يلتصق جنبه في جنبه، وفخذه في فخذه، وساقه في ساقه، وكعبه في كعبه، نعم هذه هي السنة.
ولقد كان شيخنا عبد الله بن محمد القرعاوي – رحمه الله – كان يحث على هذا دائماً.
وكان طلاب العلم – فيما أذكر- كانوا في الصفوف يتراصون؛ حتى أن الكعب يلصق في الكعب».

الدورة العلمية الأولى بحفر الباطن/ شريط رقم: (3)

قال العلامة: ربيع بن هادي المدخلي/ شرح عقيدة السلف أصحاب الحديث:

«قال عليه الصلاة والسلام: {لتسونَّ صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم} يعني: تلقى في نفوسهم أسباب البغضاء والشحناء بسبب إخلالهم بهذا الأمر.

وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: {استـووا} فيستوون في الصفوف، ويلصقون الكعاب بالكعاب، ويأمرهـم بسد الخلل.

وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الفرجات هذه تتَخللها الشياطين، الشيطان إذا دخل بينك وبين أخيك في الصف ماذا يصنع؟ لماذا يدخل؟ لشغِلَك ويسوِس لك ويلهيك.

وأنا جربت – والله – بعض الشباب يصلي ويلصق الكـعب بالكعـب فتجد راحة في صلاتك وطمأنيـنة، وإذا ابتعد إنسـان وترك فرجة بينه وبين أخيهِ في الصــف دخل الشيطـان في هـذه الفرجة، وكان لذلك أثره من السهو والوسوسة والاختلاف بين الوجوه.

وبعضهم يمكن يستغرب ويستنكر! كيف تلصق كعبك بكعب أخيك أو تحاول ذلك!!

وأنس رضي الله عنه لما روى حديث إلصاق الكعاب بالكعاب قال: (ولو أردتَ أن تفعل هذا اليوم لرأيت أحدهم ينفر كما ينفر البغل الشَّموس)والعياذبالله.

فـتـواصـوا بهذهالسنة – يا إخوة – فإنها من سنة نبينا التي حث عليها وطبقهاأصحابه».

سئل العلامة زيد المدخلي / العقد المُنَضَّد الجديد في الإجابة على مسائل في الفقه والمناهج والتوحيد:

السـائل: ما هي الكيفية السنـية في تسوية الصفــوف؟
وهل يجـوز التراص إلى أن يؤدي ذلك للتضييق على المصلين؟

فأجاب -حفظه الله-:
«الكيفية السنية الشرعية في تراص الصفوف تكون بـلـزق كعب الرجل إلى كعب أخيه ومنكبه مع منكبه، وسد الفرج والخلل بدون تضييق على المصلين، وبدون تساهل في التراص، بل وسط بين ذلك، وخير الأمر الوسط. والله أعلم».

كانـت هذه بعض النقول عن علمـاء السنة، متأسـين برسـولهم صلى الله عليه وسلم، مقتـدين بصـحابتـه رضي الله عنهم،الذين فهموا من قـوله صلى الله عليه وسلم: {سووا صفوفكم} أي: بإلصاق الـكعب بالكعب والمنكب بالمنكب.

لم يفهموا أن التسوية تكون بمجرد إلصاق رؤوس الأصابع.

· فالعجب ممن إذا وقفت بجـانبه – في الصلاة- تظنه يلزق كعبه، فإذا هو يكتفي بلزق رؤوس أصابعه!!

سئل الإمام الألباني:

السائل: التسوية المقصودة في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم هل تكون برؤوس أصابع الأقدام أم بالكعب؟

فأجـاب – رحمه الله-: «بالكعب».

.من سلسلة فتاوى رابغ/ شريط رقم: (5)

ــــــــــــ

كما سئل الإمام العثيمين عن كيفية تسوية الصف

فأجـاب – رحمه الله-:
«الصحــيح أن المعتمـد في تسـوية الصـف مـحــاذاة الكــعبين بعـضـهما بعـضاً، لا رؤوس الأصابع؛ وذلك لأن البدن مركب على الكعب، والأصابع تخـتلف الأقدام فيها، فهناك القدم الطويل وهناك القدم القصير، فـلا يمكن ضبط التسـاوي إلا بالكعب».

من فتاوى أركان الإسلام

ــــــــــــ

وقال العلامة النجمي/شرح كتاب الصلاة/ عمدة الأحكام:

«المساواة هي أن يُجعل الكعب في الكعب، ولا بأس أن يكون هذا القدم طويلاً وهذا القدم قصير، هذه هي المساواة، لأن بعض الناس ربما يفهم الكلام الذي قلناه سابقاً فيذهب على أنه يساوي رؤوس أصابعه برؤوس أصابع الذي إلى جنبه !! وحينئذٍ لا بد من الاختلاف، لكن لا؛ المساواة هي المساواة بالأكعب والسيقان والأفخاذ والمناكب».

الدورة العلمية الأولى بحفر الباطن/ شريط رقم: (5)

· لكـن الأعجب من ذلك أنه إذا ركع ألزق قدمه بقدمك !!
فهو لا يبالي بهذه السنة قائماً ويحرص عليها راكعاً!!

أما السنة فقد بينت أن التسوية في الصلاة تكون بلزق المنكب بالمنكب والكعب بالكعب، ولم تخصص الركوع باللزق دون القيام، فإن كان في هذا التخصيص سنة فلينبؤنا بها، وإن كان هذا عن تهاونٍ منهم فهذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين.

· ــــــــــــــ·

· كما إني أذكر الحريصين على سنة إلصاق الكعب بالكعب ألا يؤدي بهم هذا الحرص إلى ترك سنةإلصاق المنكب بالمنكب!

قال الإمام العثيمين/فتاوى أركان الإسلام:

«ومن الغلو في هذه المسألة ما يفعله بعض الناس من كونه يلصق كعبه بكعب صاحبه ويفتح قدميه فيما بينهما ! حتى يكون بينه وبين جاره في المناكب فرجة ! فيخالف السنة في ذلك، والمقصود أن المناكب والأكعب تتساوى».
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

وقال العلامة النجمي/ شرح كتاب الصلاة/ عمدة الأحكام:

«من المسـاواة أن تجعل بين قدميك شبراً – بس- فإذا جعلت بين قدمـيك شـبراً فإنه يكون مع القدمين بقدر منكبيك، لا تجـمع القدمين سـواء فتأخذ منكبـيك مساحةً أكثر من مساحة القدمين، ولا تجعل قدميك متباعدة؛ فإذا باعدت بين قدميك حينئذ لا يمكن أن يكون جارك يتمكن من وضع منكبه مع منكبك مساوياً له».
الدورة العلمية الأولى بحفر الباطن/ شريط رقم: (5)

ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ

وختامـا:

فهذه سنة نبيكم بين أيديكم، سنة كريمة ذات آثار عظيمة.

فلْنحافظ عليها، ولنتمسك بها، ولندعو إليها.

نسأل الله السميع أن يجعل صلاتنا على السنة.
عاملين بقول رسولنا صلى الله عليه وسلم: {صلوا كما رأيتموني أصلي}

فحينئذ يُنالُ المطلوب فتجتمع القلوب
وتنهانا صلاتنا عن الذنوب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

منقول من شبكة سحاب

منقول لتعم للفائدة والاجر




بارك الله فيك على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق




التصنيفات
الفقه واصوله

[تفريغ] مما نُهي عنه في الصلاة

[تفريغ] مما نُهي عنه في الصلاة


"أَنْ يَقُومَ الرَّجُلُ فِي الصَّفِّ الثَّانِي وَلَهُ فِي الصَّفِّ الْأَوَّلِ فُرْجَةٌ" لماذا؟ لأننا أمرنا بإتمام الصفوف، والتراص فيها، النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: (( سَوُّوا صُفُوفَكُمْ، فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصُّفُوفِ مِنْ إِقَامَةِ الصَّلاةِ )).

ويقول عليه الصلاة والسلام ((أَلَا تَصُفُّونَ كَمَا تَصُفُّ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا؟)) قالوا: بلى يا رسول الله قال:(( يُتِمُّونَ الصُّفُوفَ الأُوَلَ، وَيَتَرَاصُّونَ فِي الصَّفِّ)) فإتمام الصفوف مأمور به، فلا ينبغي للإنسان أن يقوم في الصف الثاني، وله في الصف الأول مكان، فإن الصف الثاني لا يُنشأ إلا بعد انتهاء الصف الأول.

المصدر
http://ar.miraath.net/fawaid/5572

منقول لتعم للفائدة والاجر




بارك الله فيك




جزاك الله كل الخير

بارك الله فيك




بارك الله فيك على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق




بارك الله فيك




التصنيفات
الفقه واصوله

[تحقيق] مشروعية رد السلام في الصلاة بالإشارة بالرأس فائدة عزيزة من الشيخ الألباني رحم

[تحقيق] مشروعية رد السلام في الصلاة بالإشارة بالرأس فائدة عزيزة من الشيخ الألباني رحمه الله

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
هذه فائدة طيبة من الشيخ الالباني رحمه الله حول مسألة رد السلام في الصلاة بالإشارة بالرأس
السائل
ذكرت أن الرسول صلى الله عليه وسلم في بداية الأمر أشار برأسه ثم في الحديث التاني أشار بيده هل نفهم أن الإشارة بالرأس منسوخه أو بقية على الأصل…؟
الشيخ الألباني رحمه الله يجيب
لا ليس هناك نسخ
النسخ كما لا يخفى على طلاب العلم من أمثالنا يكون عند وجود التعارض أما حينما لا يكون هناك تعارض وإنما هو كما يقول ابن تيمية رحمه الله هذا من اختلاف التنوع وليس من اختلاف التضاد بل أنا أقول إن هذا التنويع الذي شرعه الرسول صلى الله عليه وسلم في رد السلام في الصلاة فيه حكمه بالغة لأن الإشارة بالرأس ألطف وأليق بالمصلي الذي قد أُمر بقوله عليه السلام كما في صحيح مسلم عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال كنا إذا صلينا وراء النبي صلى الله عليه وسلم وسلمنا أشرنا بأيدينا فقال لهم عليه الصلاة والسلام مالي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيل شُمس في رواية وهذا الذي بيهمنا الأن أسكنوا في الصلاة فمعنى الرواية إنما يكفي أحدكم إذا سلم على أخيه أن يلتفت يمينًا ويقول السلام عليكم ورحمة الله ويسارًا السلام عليكم ورحمة الله لكن الرواية الأخر هي الشاهد أسكنوا في الصلاة أي لا تتعاطوا في الصلاة حركات لا تليق ولا تتناسب مع الخشوع والسكون في الصلاة أسكنوا في الصلاة وحينئد فمن القواعد الشرعية أن المسلم إذا أظطر أو كان بحاجة ما أن يأتي بحركة ما وهو قائم بين يدي الله تبارك وتعالى فينبغي أن يأتي بأقل من الحركة مما يحقق له قصده ورغبته
وأنا أتصور الأن أن رجلا يصلي أقبل الرجل إليه من القبلة وقال السلام عليكم ما في داعي يعمل هيك بالمروحه يرفع يده وإنما إشارة بالرأس وانتهى الأمر
كما أنه العكس تماما إذا دخل الرجل من وراء الصفوف وقال السلام عليكم ما يكفي ما يرفع أيده ويعمل هيك ,,, بيرفع للعلم حتى يفهم أن السلام وقع في محله مشروعا ونحن قد أجبناك عنه برفع الإشارة المعبرة والمفصحه فإذًا لكل من السنتين الفعلتين وهي الإشارة بالرأس والإشارة باليد محلها المناسب للصلاة
من هنا للإستماع

الأخ :أبوحذيفة كمال

شبكة سحاب السلفية

منقول لتعم للفائدة والاجر




أجزل الله لكِ المثوبة




بارك الله فيك على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق




التصنيفات
الفقه واصوله

[مقطع صوتي] مسألة في اصطلاحات السنة . – فقه

[مقطع صوتي] مسألة (2) في اصطلاحات السنة – أن فاعلها مثاب وتاركها ليس بمعاقب -.

الحمد لله أولا وآخرا .
أما بعد :
فهذه مادة علمية لشيخنا الإمام ابن باز – رحمه الله – يعلق تعليقا خفيفا على ما اصطلحه الفقهاء في معنى السنة قولهم : " ما أثيب فاعله ولم يعاقب تاركه " .
والله من وراء القصد .

الملفات المرفقة تعليمية توجيه حول القول السنة يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها.mp3‏ (156.8 كيلوبايت)

منقول لتعم للفائدة والاجر




بارك الله فيك على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق




التصنيفات
الفقه واصوله

الغيبة والنميمة في نهار رمضان

س: هل الغيبة والنميمة تفطران الصائم في نهار رمضان؟


ج: الغيبة والنميمة لا تفطران، ولكنهما تنقصان الصوم.. قال الله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصّيام كما كُتب على الَّذين من قبلكم لعلَّكم تتَّقون } [البقرة: 183].

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه » .

[الشيخ ابن عثيمين كتاب الدعوة: 1/ 166].

س: هل الغيبة والنميمة- التي ابتلي بها كثير من الناس- تبطل الصيام؟

ج: هذه الأمور محرمة في كل الأوقات، وخاصة في رمضان فإن الصائم مأمور بأن يحفظ صيامه عما يجرحه من الغيبة والنميمة وقول الزور. يقول صلى الله عليه وسلم : « ليس الصّيام من الطعام والشراب، إنما الصيام من اللغو والرفث » .
وروى أحمد في مسنده: أن امرأتين صامتا، فكادتا أن تموتا من العطش فذكرتا للنبي صلى الله عليه وسلم فأعرض عنهما، ثم ذكرتا له فدعاهما وأمرهما أن يتقيآ فقاءتا ملء قدح قيحاً ودماً وصديداً فقال: «إن هاتين صامتا عن ما أحل الله لهما؛ وأفطرتا على ما حرَّم الله؛ جلست إحداهما إلى الأخرى، فجعلتا يأكلان لحوم الناس » .
وقال صلى الله عليه وسلم : « ربّ صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، وربّ قائم حظُّه من قيامه السّهر » .

فالحاصل: أن هذه الأشياء مما تخل بالصيام وإن كانت غير مبطلة له إبطالاً كلياً، ولكنها تنقص ثوابه.
وعلى الصائم أن يحفظ جوارحه عن الخصومة إذا سابَّه أحد أو شاتمه. لذلك يقول عليه الصلاة والسلام: « إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ولا يصخب فإن امرؤٌ سابّه أو شاتمه فليقل إني صائم » . وفي رواية: «إنِّي امرؤٌ صائم » .
فعلى الصائم أن يجعل لصيامه ميزة، فعن جابر- رضي الله عنه- أنه قال: "إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الغيبة والنميمة، ودع أذى الجار، وليكن عليك السكينة والوقار ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء" أو كما قال.

فإذا لم يكن الصيام كذلك فإنه يكون كما قال بعضهم:

إذا لم يكن في السمع مني تصاون *** وفي بصري غضُّ وفي منطقي صمت

فحظي إذاَ من صومي الجوع والظمأ *** وإن قلت أني صمت يومي فما صمتُ

[الشيخ ابن جبرين، فتاوى الصيام ص: 51].

س: هل اغتياب الناس يفطر في رمضان؟

ج: الغيبة لا تفطر الصائم، وهي: ذكر الإنسان أخاه بما يكره، وهي معصية لقول الله- عزّ وجلّ-: { ولا يغتب بعضكم بعضاً } [الحجرات:12].
وهكذا النميمة والسب والشتم والكذب كل ذلك لا يفطر الصائم، ولكنها معاصي يجب الحذر منها واجتنابها من الصائم وغيره، وهي تجرح الصوم وتضعف الأجر؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: « من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه » [رواه البخاري في صحيحه].
ولقوله صلى الله عليه وسلم: « الصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل إني صائم » [متفق عليه] والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
[الشيخ ابن باز- رحمه الله- مجموع الفتاوى: 3/ 253].




يجب تقوية الإيمـان+مجاهـدة النفـس على ترك مثل هذي الأشياء..

لكن للأسف مهما تعلمنا الا اننا مانطبق

شهوات الدنيا تغلب الإنسان أحيانا

يعيش اليوم على المعاصي ويقول:سأتوب وأهتدي غداً! وكأن الواحد ضامن عمره!

الله المستعان!

الله يهدي الجميع

شكرا لك اخي على الموضوع القيم




بارك الله فيكم




يعطيكي العافية عالموضوع الجميل وننتظر جديدك




بارك الله فيكم … يُرْفَعُ للفَائِدَة ،،




بارك الله فيك على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق