التصنيفات
الفقه واصوله

ماهي الطريقة المثلى لدراسة الفقه الإسلامي بدءا واستمرارا ؟ فضيلة الشيخ زيد بن هادي ال

تعليمية تعليمية

ماهي الطريقة المثلى لدراسة الفقه الإسلامي بدءا واستمرارا ؟ فضيلة الشيخ زيد بن هادي المدخلي حفظه الله

ماهي الطريقة المثلى لدراسة الفقه الإسلامي بدءا واستمرارا ؟ فضيلة الشيخ زيد بن هادي المدخلي حفظه الله
بسم الله الرحمن الرحيم

السؤال : ماهي الطريقة المثلى لدراسة الفقه الإسلامي بدءا واستمرارا ؟

فضيلة الشيخ زيد بن محمد بن هادي المدخلي حفظه الله

الجواب : الطريقة الصحيحة حسب علمي تكاد تنحصر في شيئين اثنين :
الشيء الأول : اختيار المعلم .
حقا ؛ إن اختيار المعلم أمر مهم وإن شئت أن تزداد معرفة على معرفتك إلى أهميته فتأمل ـ رعاك الله ـ في اختيار الله ـ جل وعلا ـ للرسل الكرام والأنبياء العظام ، الذين اختارهم الله فبعثهم إلى أمم الأرض مبشرين ومنذرين وأمناء ناصحين ومعلمين مخلصين يدلون قومهم إلى الفضائل والخيرات ، ويحذرونهم من الرذائل والشرور والمآثم الموبقات ، ويحببون إليهم دار التحف والكرامات جنات النعيم نزلهم من الرب الرحيم ، كما يحببون إليهم موجبات الرضا من رب العالمين أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين ، ويبغضون إليهم طرائق أصحاب الجحيم لأنها تفضي بهم إلى السخط والمقت من الله العزيز الحكيم قال الله عز وجل : (( الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس إن الله سميع بصير )) [ الحج : 75 ] .
وحيث إن العلماء ورثة الأنبياء فعلى طالب العلم الناصح لنفسه والمشفق عليها أن يختار منهم للتفقه على يديه خير آخذ بهذا الميراث، فيأخذ عنه أصول دينه وفروعه وكبار مسائله وصغارها أقوالها وأفعالها ظاهرها وباطنها ، ألا وإن خير آخذ لميراث النبوة هو من منّ الله عليه بـ :
(أ) ـ صحة الإعتقاد على نهج الطائفة الناجية المنصورة أهل السنة والجماعة الأسلاف الصالحين ـ رضي الله عنهم ورحمهم أجمعين ـ وذلك فيما يتعلق بذات الله العلي العظيم وأسمائه الحسنى إنه هو البر الرحيم ، وصفاته العلى ذات الكمال اللائق بجلال العليم الحليم ، بل وفي كل ما يتعلق بما جاءت به رسل الله ونزلت به كتبه جملة وتفصيلا على مراد الله ـ عز شأنه ـ ومراد رسله الذين بلغوا رسالاته ونصحوا لكافة بريته ، بأفضاله عليهم ونصره لهم ولأتباعهم من خليقته .
(ب) ـ وغزارة العلم الشرعي الشريف الذي لا يحرزه ويتمكن من التوسع فيه إلا من بذل نفسه في تحصيله ابتغاء وجه الله والدار الآخرة ، واستفرغ جهده وضحى في سبيل ذلك بجل وقته وتطلعت نفسه الكبيرة وهمته العالية إلى احراز النصيب الوافر تأسيا بفحول العلماء ، الذين حرصوا على التأسي بصفوة الخلق الرسل والأنبياء الذين علمهم الله من لدنه علما وبعثهم للخلق معلمين وإليه داعين ، فالسعيد من تأسى بهم ودعا بدعوتهم وإنه لحري أن يحشر في زمرتهم فيسعد بأنسهم ومقيلهم .
(ت) ـ وخشية الله التي تتجلى بعمارة الباطن والظاهر بطاعة الله ـ جل وعز ـ وترك معاصيه والسعي الحثيث وفق مراده سبحانه ومراضيه .
قال الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ : " أصل العلم خشية الله " .
قلت : وكأنه قد تأول قول الحق عز شأنه : (( إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور )) [ فاطر : من الآية 28 ] .
وإذا كان الأمركذلك فإن سعادة الدارين لتكمن في بذل الجهد في طلب العلم على أشياخه المرضيين مع ملازمة خشية الله في السر والعلن ، فإن خير الخليقة على وجه الأرض بعد الرسل والأنبياء هو العالم الرباني الذي تفقه في الدين وعمل به ونشره صابرا على ما يناله من أذى في الأحوال كلها .
نعم أعود فأقول : إن اختيار المعلم الموصوف بما تقدم ذكره هو رأس الحكمة في الطلب ، والإتيان بأسباب الهداية والسلامة من أسباب الزيغ والغواية بل ومن أسباب النبوغ في علوم الشريعة الغراء ووسائلها ، وعلى العموم فإن ذلك الإختيار للعالم الرباني لأخذ العلم على يديه من أسباب سعادة الدنيا ونعيم الآخرة . بخلاف ما إذا تتلمذ الإنسان من ذكر وأنثى على أساتيذ من ذوي الإنحراف والبدع في الإعتقاد أو الشعائر التعبدية أو المنهج الدعوي أو غير ذلك من أبواب العلم والعمل فإنه سيتلقى حتما ما تنضح به أوعيتهم من الشر والفساد ، وهو خال الذهن غالبا فيضل بما تلقى عن سواء السبيل وهو في ذلك كله يحسب أنه على شيء تحمد عقباه ، ألا وإن التتلمذ على أصحاب البدع والإنحرافات يسبب انتشارها ويهيء حملة لها ، فتظل باقية متزايدة يرثها اللاحق عن السابق بهذا السبب والدليل على ذلك هو بقاء بدعة القدر والتجهم والإعتزال والجبر والإرجاء والرفض والخوارج والصوفية والتمشعر ونحوها من بقية النحل المخالفة لعقيدة أهل السنة والجماعة في دنيا البشر ، كما بقيت المذاهب الهدامة من بهائية وقاديانية وعلمانية ورأسمالية وباطنية وقرامطة ونصيرية ودرزية ونحوها بذلك السبب المذكور ، وقانا الله شر البدع وزيغ المبتدعين والحمد لله فإنه ما من بدعة تظهر ويعلنها أصحابها إلا ويهيء الله لها من علماء الكتاب والسنة من يردها ويفند شبه من أحدثها وجد في نشرها .
وقد اتخذ علماء السلف وأتباعهم في دحض البدع منهجين :
الأول : منهج الرد : وذلك بعرض شبهات المبتدعين الخادعة وبيان الحق حيالها مدعما بالأدلة النقلية من الكتاب العزيز والسنة المطهرة وأقوال الصحابة وأقوال التابعين وغيرهم من أئمة العلم والدين في كل زمان ومكان .
الثاني : منهج العرض : وهو عرض العقيدة الصحيحة من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين لهم بإحسان .
ويمثل هذين المنهجين اللذين يعتبر كل واحد منهما حسنا في موضعه ، كتب مؤلفه للعلماء القدامى والمعاصرين ليس هذا موضع سردها لكثرتها وقد أوردت نموذجا منها في رسائل مستقلة منها المطبوع ومنها المخطوط .
أقول : حقا أن المعلم الذي ذكرت بعض صفاته آنفا هو الذي يستطيع أن يرسم لطالب العلم الطريقة الصحيحة المثلى لكيفية الأخذ من كل فن بطرف ، وتوجيهه إلى الأهم فالمهم من ذلك ويعلمه صغار العلم قبل كبارها ، ورحم الله القائل : " إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم " . ثم ورحم الله من قال : " من أتاه رجل فشاوره فدله على مبتدع فقد غش الإسلام " وقال :" لا تجلس إلى صاحب بدعة فإني أخاف أن تنزل عليك اللعنة " وعدلا ما قال أيوب ـ رحمه الله ـ :" إن من سعادة الحدث والأعجمي أن يوفقهما الله لعالم من أهل السنة " .
الشيء الثاني : اختيار الكتب العلمية :
لا شك أن اختيار الكتب العلمية في شتى الفنون والتدرج في قراءتها أمر مهم ، وذلك بمشورة العالم بالله وبأمره سواء كان ذلك في علم التفسير أو في الحديث أو علم التوحيد أو علم الفرائض أو علم الفقه وأصوله أو علم التأريخ والسير أو علوم اللغة العربية أو غير ذلك من فنون علوم الشريعة ، فإن الطالب يبدأ في كل فن من الفنون المذكورة بقراءة متونه ومختصراته ثم ينتقل إلى المطولات متدرجا وآخذا بمشورة أهل العلم بتلك الفنون .
فمثلا علم التفسير : يبدأ بقراءة مختصر ابن كثير للشيخ محمد نسيب الرفاعي ، وكتاب التفسير للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي ، وبعد أن يتمكن فإنه ينتقل إلى تفسير ابن جرير وتفسير البغوي وغيرهما بحسب الحاجة .
وفي فن التوحيد : يكون البدأ بالأصول الثلاثة وأدلتها والقواعد الأربع ، ثم كشف الشبهات ومسائل الجاهلية فكتاب التوحيد وجميعها لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ ثم ينتقل إلى العقيدة الواسطية وشروحها السلفية فالحموية ثم التدمرية ثلاثتها لشيخ الإسلام الإمام بن تيمية ـ رحمه الله ـ ثم ينتقل إلى الطحاوية وشرحها لابن أبي العز ثم النونية لابن القيم مع شرحها القيم لمحمد خليل هراس ـ رحمهما الله ـ ثم بعد ذلك يواصل القراءة في كتب السنة كشرح السنة للبربهاري ، وشرح السنة للإمام أحمد ، وشرح السنة لابنه عبد الله ، وشرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للحافظ اللالكائي ، والسنة للخلال ، والسنة لابن أبي عاصم ، وكتاب الشريعة للآجري ، وكتاب التوحيد لابن خزيمة وغيرها من كتب العقائد التي ستجر إلى معرفتها هذه الكتب المدونة .
وفي الفرائض : يبدأ الطالب بمتن الرحبية وبعض شروحها المختصرة ، ثم الفوائد الجليلة لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ـ حفظه الله ـ ثم النور الفائض لفضيلة الشيخ الحافظ الحكمي ـ رحمه الله ـ ثم التحقيقات الفرضية للشيخ صالح الفوزان ـ حفظه الله ـ ونحوها من كتب العلم الذي روي في الأثر أنه نصف العلم .
وفي كتب الحديث : يبدأ الطالب بحفظ الأربعين النووية وبعض شروحها المختصرة ، ثم عمدة الأحكام فبلوغ المرام ورياض الصالحين ، وهذه الكتب تفتح له الباب للوصول إلى قراءة متون الصحاح والسنن والمسانيد بحسب القدرة والإستطاعة .
ولا يستغني عن أصول علم الحديث رواية ودراية من كتبها المشهورة المعتبرة كنخبة الفكر مع شرحها نزهة النظر وقصب السكر وغيرها من الكتب المعاصرة .

وفي كتب التاريخ والسير : يبدأ بقراءة مختصر السيرة النبوية للشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ ثم بأصلها لابن هشام وهكذا يقرأ ما كتبه شيخ الإسلام بن القيم في هذا الفن في زاد المعاد ، ثم ينتقل إلى المطولات من كتب التاريخ والسير وأشملها مما هو بين أيدينا البداية والنهاية لابن كثير والكامل لابن الأثير ـ رحمهما الله ـ .
وفي فن الفقه : يحسن البدأ بآداب المشي إلى الصلاة إن وجدت وهي للشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ ثم كتاب العدة شرح العمدة في فقه إمام السنة أحمد بن حنبل ـ رحمه الله ـ تأليف بهاء الدين عبد الرحمن بن ابراهيم المقدسي ـ رحمه الله ـ ثم الإحكام شرح أصول الأحكام لعبد الرحمن بن محمد قاسم النجدي ، ثم الروض مع حاشية المذكور ، ثم يتدرج في كتب شروح هذا الفن كالخرقي وشرحه المغني ، ونحو ذلك مما يحتاج إليه من كتب المذاهب الأربعة لا سيما إذا كان أهلا للبحث والنظر .
وفي كتب أصول التفسير يكتفي بكتاب الإتقان للحافظ السيوطي وكتاب البرهان للعلامة الزركشي والمقدمة لشيخ الإسلام بن تيمية وهناك كتب معاصرة يلتمسها الطالب للإستفادة منها .
وفي أصول الفقه يبدأ بقراءة نظم الورقات للجويني ، فروضة الناظر وشرح مختصرالروضة ، وإرشاد الفحول ، وغيرها من كتب هذا الفن .
وفي كتب النحو والصرف يكون البدأ بالآجرومية، ثم ملحة الإعراب للحريري ، فقطر الندى لابن هشام ، ثم ألفية ابن مالك مع شرحها لابن عقيل ، وهكذا ينتقل إلى المطولات بحسب القدرة والحاجة .
وقبل هذا ومعه العناية بكتاب الله تلاوة وحفظا حتى يحقق طالب العلم معنى قول الله عز وجل : (( الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حقّ تلاوته )) [ البقرة : من الآية 121 ] . وقوله ـ تبارك وتعالى ـ : (( إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا ممّا رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور )) [ فاطر : 29 ] .
وفي كل ذلك فإنه يجمل بالسالك في طريق الطلب أن تكون علاقته بأشياخه قائمة واستشارته إياهم دائمة ، وليحذر أن يكون كتابه هو شيخه فتلك طريق الخطأ والزلل ومظنة فحش الغلط والخطأ ، وقديما قيل من دخل في العلم وحده خرج وحده ، والمعنى أن من دخل في طلب العلم بلا شيخ خرج منه بلا علم ، وما ذلك إلا لأن الأصل في طلب العلم هو تلقيه من أفواه ذويه ، إذ العلم بمنزلة الصنعة وحملته بمنزلة الصناع ولابد للجاهل بصنعة ما من عالم بها يعلمه إياها .
ولا يفوتني أن أنبه هنا عن شرف الرحلة في طلب العلم عند الحاجة إلى ذلك ، حقا إن الرحلة في طلب العلم الشرعي الشريف ووسائله طريق مألوف لسلفنا الصالحين وكل من تأسى بهم في محبة العلم وإجلال العلماء ، وهي في نفس الوقت عمل جليل كثر فيه تنافس العلماء الأولين طمعا منهم في الوعد الصادر ممن لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم حيث قال :" من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة " رواه البخاري وغيره من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه ، وفي رواية :" ما سلك عبد طريقا يقتبس منه علما إلا سلك الله به طريقا إلى الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا عنه ، وإنه ليستغفر للعالم من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في البحر " . وجاء في حديث صفوان بن عسال الذي قال فيه : " أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله ، إني جئت أطلب العلم ، فقال : مرحبا يا طالب العلم ، إن طالب العلم لتحفه الملائكة وتظله بأجنحتها ثم يركب بعضهم بعضا حتى يلمسوا سماء الدنيا من حبهم لما يطلب " .
وكم لهذين الحديثين من نظائر تدل على هذا المعنى بمنطوقها ، أعني : الترغيب العظيم في الرحلة في طلب العلم والتشويق الكريم الباعث على الصبر على تجشم المصاعب في سبيل نيل أغلى المطالب ، ألا وهو العلم الشرعي الشريف الذي تحيا به القلوب وتطمئن به النفوس ، ومن ثم تعرف إلهها العظيم وفاطرها السميع العليم رب السموات والأرض ورب العرش الكريم ، فتقدره حق قدره وتفرده بالعبادة وحده دون سواه مخلصة له الدين ترجو ثوابه وتخشى عقابه : (( ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين )) [ الأنعام : من الآية 62 ] . ولقدعرف أسلافنا الأوائل وأتباعهم من أولياء الله الصالحين قدر الرحلة في طلب العلم فرحلوا رجالا وركبانا وبرا وبحرا في طلبه غير مبالين ببعد المكان ومشقة السفر ، وذلك دليل على مدى فهمهم لعظم شأن العلم وجلالة قدره ، وأن أمم الأرض لا يطيب عيشها ولا تصفو حياتها ولا تبصر طريق مرضاة خالقها ومولاها إلا بالعلم الشرعي الشريف ، وبدونه لا طيب للعيش ولا صفاء للحياة ولا معرفة لطريق الحق الموصلة إلى الله . فهذ جابر بن عبد الله رحل من المدينة إلى الشام ليسمع حديثا واحدا من أخيه عبد الله بن أنيس حيث قال جابر :" بلغني حديث عن رجل سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتريت بعيرا ثم شددت عليه رحلي فسرت إليه شهرا حتى قدمت عليه الشام ، فإذا عبد الله بن أنيس فقلت للبواب قل له جابر على الباب فقال : ابن عبد الله ؟ قلت : نعم ، فخرج يطأ ثوبه فاعتنقني واعتنقته فقلت : حديث بلغني عنك أنك سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم في القصاص فخشيت أن تموت أو أموت قبل أن أسمعه ، فقال ابن أنيس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " يحشر الناس يوم القيامة أو قال العباد عراة غرلا بهما . قال : قلنا : وما بهما ؟ قال : ليس معهم شيء ثم يناديهم بصوت يسمعه من قرب : أنا الملك ، أنا الديان ، ولا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وله عند أحد من أهل الجنة حق اقصه منه ، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عنده حق حتى أقصه منه حتى اللطمة قال : قلنا : كيف وإنا إنما نأتي الله عز وجل عراة غرلا بهما ؟ قال : بالحسنات والسيئات "
هذا يا أخي الكريم وكم للعلماء الأجلاء قديما وحديثا من رحلات في الأقطار من أجل طلب العلم والتوسع في فنونه والتدوين لكتبه والبحث عن أوعيته في مشارق الأرض ومغاربها كما تحدثت عن ذلك كتب التأريخ والتراجم بما لا مزيد عليه ،فراجعها إن شئت والله يحفظك ويعينك ويتولاك إنه خير حافظا وهو أرحم الراحمين وهو مع المؤمنين ويتولى الصالحين .
ويطيب لي أن أختم جواب هذا السؤال بأبيات لها علاقة متينة به وصلة قوية ببعض معانيه فأقول :

يا سائلا عن طريق العلم ملتمسا ـ ـ ـ تبيانه راغبا في فضله العمــــم
وباحثا جـــاهدا للخيــر مقــتبسا ـ ـ ـ يؤويك ربي عظيم الشأن والنعم
قدم وجوبا علوم الشرع إن بها ـ ـ ـ بين نهج العلى من موجب النـقم
وبـالأهم المـــهم ابدأ لتـــحرزه ـ ـ ـ والنص قدم كذا الإجماع فاحتـرم
وأخر الرأي كل الـرأي تتــركه ـ ـ ـ إن جاء نص من الوحيين فالتزم
ما العــلم إلا كتاب الله أو أثـــر ـ ـ ـ يضيء دوما لأهل الأرض كلــهم
ما ثم علم سوى هذا ولا قصص ـ ـ ـ يبدد الجـهل والأسواء بالحـــكم
وما استمد من الوحيين نعرضه ـ ـ ـ عليــها حــكما فافـــهم ولا تـهم
ومنهج (1) الخير لا تبغي به بدلا ـ ـ ـ إن المناهج (2) قد صالت بلا ندم
وحــامل الـعلم إن تحسن سريرته ـ ـ ـ يظفــر بذخر ألا طـــوبى لمقتسم
والرب صلى وأهل الأرض قاطبة ـ ـ ـ ورقعة الأرض من فيها من الأمم
على الـذي ينشر العلم القويم فقد ـ ـ ـ رقى على الكل في دين وفي قيــم
يــكفيه فــضلا بــأن الله يـــرفعه ـ ـ ـ بفـــضله الجـم في الجنــات والنعم
والحمد لله في سر وفي علن ـ ـ ـ وعز ربي إله اللوح والقلم
ثم الصلاة على الهادي مباركة ـ ـ ـ ما رفرف البرق بالأضواء في الظلم
معها سلام كعد الودق أبعثه ـ ـ ـ مع الكرام إلى المختار ذي القيم
واآل والصحب نهديهم تحيتنا ـ ـ ـ نعم الهداة دعاة الحق والشيم

(1) : أعني به المنهج السلفي
(2) : أعني بها المناهج التي تخالف المنهج السلفي في قليل أو كثير

كتب الجواب : الفقير إلى عفو ربه التواب
زيد بن محمد بن هادي المدخلي
1419/8/10هـ

المصدر :
الأجوبة السديدة على الأسئلة الرشيدة تأليف فضيلة الشيخ زيد بن محمد بن هادي المدخلي حفظه الله [ ج 6 ص 477 ] .

تعليمية

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




جزاك الله خيــرا على هذا الإ نجــــاز المتميز , وشكرا جزيلا لك.




طبت و طاب منقولك

بارك الله فيك و جزاك خيرا

بانتظار المزيد




التصنيفات
الفقه واصوله

بيان أهمية الفقه الإسلامي

بيان أهمية الفقه الإسلامي

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد الصادق الأمين ، وعلى آله وأصحابه ، ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين .

أما بعد :
فإن معرفة الفقه الإسلامي وأدلة الأحكام ، ومعرفة فقهاء الإسلام الذين يرجع إليهم في هذا الباب – من الأمور المهمة التي ينبغي لأهل العلم العناية بها ، وإيضاحها للناس؛ لأن الله سبحانه خلق الثقلين لعبادته ، ولا يمكن أن تعرف هذه العبادة إلا بمعرفة الفقه الإسلامي وأدلته ، وأحكام الإسلام وأدلته ، ولا يكون ذلك إلا بمعرفة العلماء الذين يعتمد عليهم في هذا الباب من أئمة الحديث والفقه الإسلامي .

فالعلماء هم ورثة الأنبياء ، والأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم ، فمن أخذه أخذ بحظ وافر ، ومن أسباب السعادة للعبد ، ومن علامات النجاة والفوز أن يفقه في دين الله ، وأن يكون فقيها في الإسلام ، بصيرا بدين الله على ما جاء في كتاب الله الكريم وسنة رسوله الأمين عليه الصلاة والسلام .

والعلماء قد بين الله شأنهم ورفع قدرهم ، وهم أهل العلم بالله وبشريعته ، والعاملون بما جاء عن الله وعن نبيه عليه الصلاة والسلام ، وهم علماء الهدى ، ومصابيح الدجى ، وهم العالمون بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وهم الذين قال فيهم جل وعلا 🙁 شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) وقال فيهم جل وعلا : (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ )وقال فيهم سبحانه 🙁 إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : من يرد الله يه خيرا يفقهه في الدين متفق على صحته .

فهذا الحديث العظيم يدلنا على فضل الفقه في الدين .

والفقه في الدين : هو الفقه في كتاب الله عز وجل ، والفقه في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو الفقه في الإسلام؛ من جهة أصل الشريعة ، ومن جهة أحكام الله التي أمرنا بها ، ومن جهة ما نهانا عنه سبحانه وتعالى ، ومن جهة البصيرة بما يجب على العبد من حق الله وحق عباده ، ومن جهة خشية الله وتعظيمه ومراقبته ، فإن رأس العلم خشية الله سبحانه وتعالى ، وتعظيم حرماته ، ومراقبته عز وجل فيما يأتي العبد ويذر .

فمن فقد خشية الله ومراقبته فلا قيمة لعلمه ، وإنما العلم النافع ، والفقه في الدين الذي هو علامة السعادة هو العلم الذي يؤثر في صاحبه خشية الله ، ويورثه تعظيم حرمات الله ومراقبته ، ويدفعه إلى أداء فرائض الله وإلى ترك محارم الله ، وإلى الدعوة إلى الله عز وجل ، وبيان شرعه لعباده ، فمن رزق الفقه في الدين على هذا الوجه فذلك هو الدليل والعلامة على أن الله أراد به خيرا ، ومن حرم ذلك وصار مع الجهلة والضالين عن السبيل ، المعرضين عن الفقه في الدين ، وعن تعلم ما أوجب الله عليه ، وعن البصيرة فيما حرم الله عليه ، فذلك من الدلائل على أن الله لم يرد به خيرا ، وقد وصف الله الكفار بالإعراض عما خلقوا له وعما أنذروا به؛ تنبيها لنا على أن الواجب على المسلم أن يقبل على دين الله ، وأن يتفقه في دين الله ، وأن يسأل عمل أشكل عليه ، وأن يتبصر ، قال عز وجل : وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ وقال سبحانه : وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ

فمن شأن المؤمن طلب العلم ، والتفقه في الدين ، والتبصر ، والعناية بكتاب الله ، والإقبال عليه وتدبره ، والاستفادة منه ، والعناية بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والتفقه فيها ، والعمل بها ، وحفظ ما تيسر منها ، فمن أعرض عن هذين الأصلين وغفل عنهما ، فذلك دليل وعلامة على أن الله سبحانه لم يرد به خيرا ، وذلك علامة الهلاك والدمار ، وعلامة فساد القلب وانحرافه عن الهدى ، نسأل الله السلامة والعافية من كل ما يغضبه .

فجدير بنا معشر المسلمين أن نتفقه في دين الله ، وأن نتعلم ما يجب علينا ، وأن نحرص على العناية بكتاب الله؛ تدبرا ، وتعقلا ، وتلاوة ، واستفادة ، وعملا بذلك ، وأن نعني بسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام حفظا وعملا وتفقها فيها ، وأن نعني أيضا بالسؤال عما أشكل علمنا ، فالإنسان يسأل عما أشكل عليه ، ويسأل من هو أعلم منه ليستفيد؛ عملا بقول الله سبحانه : فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ

وعليه أن يحضر حلقات العلم؛ ليستفيد ويتذاكر مع إخوانه الذين يرجو أن يكون عندهم علم حتى يستفيد من علمهم ، وحتى يضم ما لديهم من العلوم النافعة إلى ما لديه من العلم ، فيحصل له بذلك خير كثير ويحصل له بذلك الفقه في الدين ، ويحصل له بذلك البعد عن صفات المعرضين والغافلين ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين
وبما ذكرنا يعرف المؤمن فضل فقهاء الإسلام ، وأنهم قد أوتوا خيرا كثيرا ، وقد فازوا بحظ عظيم من أسباب السعادة وطرق الهداية؛ لأن العلم النافع من أسباب الهداية ، ومن حرم العلم حرم خيرا كثيرا ، ومن رزق العلم النافع فقد رزق أسباب السعادة ، إذا عمل بذلك واتقى الله في ذلك .

وعلى رأس العلماء بعد الرسل أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام ، فإنهم هم الفقهاء على الكمال ، الذين تلقوا العلم عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وتفقهوا في كتاب ربهم وسنة نبيهم عليه الصلاة والسلام ، ونقلوا ذلك إلى من بعدهم غضا طريا ، تفقهوا وعملوا ، ونقلوا العلم إلى من بعدهم من التابعين ، نقلوا كتاب الله إلى من بعدهم لفظا وتفسيرا وقراءة . إلى غير ذلك .

ونقلوا إلى من بعدهم أيضا ما بينه لهم نبيهم عليه الصلاة والسلام من معنى كلام الله عز وجل ، ونقلوا أيضا لمن بعدهم أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم التي سمعوها منه ، والتي رأوها منه عليه الصلاة والسلام ، والتي أقرهم عليها ، نقلوها إلى من بعدهم بغاية الأمانة والصدق ، نقلوها إلى الأمة بواسطة الثقات من التابعين ، حتى نقلت إلينا بالطرق المحفوظة الثابتة التي لا يتطرق إليها الشك ، نقلها الثقات عن الثقات ، والثقات عن الثقات ، حتى وصلت إلى هذا القرن وما بعد .

وهذا من إقامة الحجة من الله عز وجل على عباده ، فإن نقل العلم من طرق الثقات عن الرسول صلى الله عليه وسلم ثم عن الصحابة إلى من بعدهم؛ إقامة للحجة ، وإيضاح للمحجة ، ودعوة إلى الحق ، وتحذير من الباطل ، وتبصير للعباد بما خلقوا له من عبادة الله وطاعته جل وعلا .

وبهذا يعلم أن لهم من الحق على من بعدهم : الدعاء لهم بالرحمة والمغفرة والرضا ، والحرص على الاستفادة من علومهم ، وما جمعوه وألفوه من العلوم النافعة ، فإنهم سبقوا إلى خير عظيم ، وإلى علم جم ، سبقوا إلى الفقه في كتاب الله ، وإلى الفقه في سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام ، ونقلوا إلينا ما وصل إليهم من علم بالله ، وبكتابه ، وبسنة رسوله عليه الصلاة والسلام .

فوجب علينا أن نعرف لهم قدرهم ، وأن نشكرهم على علمهم العظيم ، وعلى ما قاموا به من حفظ رسالة الله وتفقيه الناس في دين الله ، وأن نستعين بما دونوه ، وخلفوه من الكتب المفيدة والعلوم النافعة ، حتى نعرف بذلك معاني كلام الله ، ومعاني كلام رسوله عليه الصلاة والسلام .

وإن من أعظم الفائدة ، ومن أكبر الخير الذي نقلوه إلينا أن حفظوا علينا سنة نبينا عليه الصلاة والسلام ، ونقلوها إلينا طرية غضة سليمة محفوظة ، وفيها تفسير كتاب الله ، وفيها بيان ما أجمل في كتاب الله ، وفيها بيان الأحكام التي جاء بها الوحي الثاني إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وهو الوحي من الله له إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو السنة المطهرة ، فإن الله جل وعلا أعطى نبيه صلى الله عليه وسلم القرآن ومثله معه ، كما قال النبي الكريم عليه الصلاة والسلام : ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه فعلى أهل العلم أن ينقلوا ما جاءت به السنة ، وأن يوضحوا ذلك للناس ، وأن يرشدوهم إلى معاني كلام ربهم وسنة نبيهم عليه الصلاة والسلام ، في الخطب والمواعظ والدروس وحلقات العلم ، وغير هذا من أسباب التوجيه والتعليم والإرشاد .

ولهذا ارتحل العلماء إلى الأمصار ، واتصلوا بالعلماء في كل قطر؛ للفائدة والعلم ، ففي عهد الصحابة سافر بعض الصحابة من المدينة إلى مصر والشام ، وإلى العراق واليمن ، وإلى غير ذلك؛ للفائدة ولنقل العلم ، فتجد الصحابة رضي الله عنهم – وهم أفضل الناس بعد الأنبياء – ينتقلون من بلاد إلى بلاد؛ ليسألوا عن سنة من سن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتتهم ولم يحفظوها ، فبلغهم ذلك عن صحابي آخر فيسافر أحدهم إليه؛ ليسمع ذلك منه ، ولينتفع بذلك ، ولينقله إلى غيره من إخوانه في الله التابعين لهم بإحسان .

ثم جاء العلماء بعدهم من التابعين ، هكذا فعلوا ، ارتحلوا في العلم ، وساروا في طلب العلم ، وتبصروا في دين الله ، وتفقهوا على الصحابة وسألوهم – رضي الله عنهم وأرضاهم – عما أشكل عليهم ، وعملوا بذلك ، ثم نقلوا ذلك إلى من بعدهم من أتباع التابعين رواية ودراية ، ثم هكذا أتباع التابعين نقلوه لمن بعدهم ، ثم ألفوا كتبا عظيمة في الحديث والتفسير واللغة العربية . . . وغير هذا من أنواع العلوم الشرعية ، حتى بصروا الناس ، وحتى أرشدوا إلى الطريق السوي ، وحتى علموهم القواعد الشرعية التي بها يعرف كتاب الله ، وبها تعلم معانيه ، وبها تحفظ السنة ، وبها تعلم معانيها .

وبذلك يحصل العمل بكتاب الله ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على بصيرة وعلى هدى وعلى نور ، فجزاهم الله عن ذلك خيرا وضاعف لهم الأجور ، وضاعف لهم الحسنات ، ونفعنا بعلومهم جميعا ، وأعاذنا جميعا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا .

ومما يتعلق بهذا حضور حلقات العلم؛ لأنها من طريقة أهل العلم ، وفي الحديث الصحيح : إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قيل يا رسول الله وما هي رياض الجنة؟ قال حلق الذكر وقال عليه الصلاة والسلام : من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة وقال عز وجل : فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ فهذه أشياء مهمة تتعلق بالفقه والفقهاء ، وبطلب العلم في المساجد ، وبالرحلة إلى البلدان التي فيها العلماء المعروفون بالاستقامة ، كل هذا من أسباب تحصيل العلم ، ومن الطرق التي توصل إليه ، وصاحبها يدخل في قوله صلى الله عليه وسلم : من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة فإذا سأل أهل العلم ، أو سافر إليهم في بلادهم ، أو زارهم في بيوتهم وفي المساجد فقد سلك طريقا يلتمس فيه علما . وذكر أهل العلم : أن من الطرق المعينة على حفظ العلم كتابته ، والعناية بحفظه ، كما فعل سلفنا الصالح رحمهم الله ومن بعدهم من أهل العلم ، كل هذا من وسائل تحصيل العلم ، ومن الطرق الموصلة إليه .

كما أن الرحلة والانتقال من بلد إلى بلد ، ومن مسجد إلى مسجد ، ومن حلقة إلى حلقة ، ومن بيت عالم إلى بيت عالم؛ لطلب العلم ، وللتفقه في الدين ، كل ذلك أنواع وطرق من طرق تحصيل العلم ، وهي داخلة في قوله صلى الله عليه وسلم : من سلك طريقا يلتمس فيه علما الحديث .

والله ولي التوفيق . وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وآله وصحبه .

المصدر: كلمة ألقاها سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في المسجد الجامع الكبير بالرياض بتاريخ 27 1400هـ وسبق أن نشرت في كتاب سماحته ( مجموع فتاوى ومقالات متنوعة) الجزء التاسع ص 128 – 141.




رحم الله الشيخ ابن باز وغر له ونفعنا بعلمه
جزاكم الله خيرا على النقل الطيب




تعليمية




التصنيفات
الفقه واصوله

ما حكم التعامل مع البنك الإسلامي .؟

الشيخ : – لأنه ما بيجوز التعامل مع البنك إطلاقا

السائل : طيب ، بالنسبة للبنك الإسلامي . بيقولوا المعاملة معه إنه الواحد بياخذ منه مثلا بضاعة وبياخذ عليها أرباح ما بيسموها فوايد ، يعني مثلا أنا بدي أشتري سيارة ..
الشيخ :- معروف المثال ، لإنه من كتر ما حكوا فيه اهترىء .
يا أخي هذا يسمونه ربح و بيسموه مرابحة. هذا من باب الإحتيال علي حرمات الله عز و جل ، السيارة اللي ثمنها 5000 بيحسبوها عليك 6000 ، ليش ؟ ها الألف السادسة بيسموها هم ربح ، منين اجه الربح ؟ الربح للتاجر .التاجر هو اللي يربح ، أما هو فادخل نفسه وسيط ، حتي أنت ما تدفع ، بيدفع البنك عنك 5000 و يأخذ منك 6000 و هو لا باع و لا إشتري ، شو معني بيسميها ربح ، بل هذا هو الربا بعينها .
و بعدين لا تنسى الربا اليوم – وين ما رحت – حتى في دروس المشايخ ما بتسمع – بها المناسبة – لفظة الربا ، إنما بتسمع لفظة الفائدة ، إن حكوا بيقولوا فائدة حرام ، أنا أقول فائدة حرام ، أي تاجر يبيع و بيشتري مو منشان يستفيد؟؟
السائل :طبعا

الشيخ : طيب ، الفائدة حرام؟؟ لا، لكن هاي بيقضوا كلمة الفائدة ربا. ليش عم بيسموا الفائدة ربا؟؟ هيك الجو الربوي ،أوحي إليهم الشيطان إنه بلاش يستعملوا كلمة ربا لإنها كلمة مخيفة و كلمة بتعبيرهم ها دول كلمة رجعية ،كلمة دينية تعصب هالأ الزمن ما بيناسبنا إنه تيجى إنه نقول هذا حرام هذا ربا ، لكن قولوا هذه فائدة فالبنك بيأخذ فوائد ، البنك بياخذ ربا . و المشايخ لما بيقرروا القضية بيفوتهم التنبيه علي الشعب إياكم ان تستعملوا كلمة الفائدة مكان الربا لسببين اثنين : السبب الأول : إن الله سماها ربا ما سماها فائدة ، و السبب الثاني : إن الفائدة ما هي محرمة في اللإسلام ، و لذلك الذين استعملوا الكلمة هذه علشان تضليل الناس إنه هاى مو محرمة ،فائدة هاى، منين بيدوا يعيش البنك ؟الرئيس و المرؤس إلي آخره من الفوائد .هذه محرمة أشد التحريم ، كما قال صلي الله عليه و سلم ( درهم ربا يأكله الرجل أشد عند الله من ستة و ثلاثين زنية. ) فأكل الربا من الكبائر.و الله تعالى لعن اليهود بأكلهم الربا و أكلهم السحت المحرم . لا إله إلا الله.
السائل : شيخنا مثلا واحد تاجر وعنده محل تجاري ، معرض إنه ينهار في شغله و إذا ما أخذ مصاري من واحد .أخذ مصاري دين أو أي أحد ينهار المحل و يصبح بالشارع و لازمه مصاري مثلا كذا ، و البنوك بنقول عنها بتأخذ ربا ، إذا إضطر و أخذ من بنك فما حكمها في الإسلام؟؟ ما فيش لها أي فتوي؟؟
الشيخ :- من عندي ما لك أي فتوي ، لإن قولك إضطر بنقول إحنا ما فيه ضرورة لإرتكاب الحرام . لا إله إلا الله .

يقول الرسول ( ياأيها الناس إن الله طيب و لا يقبل إلا طيب ، و إن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال يا أيها الرسل كلوا من الطيبات و أعملوا صالحا )ثم ذكر الرسول السفر، ( ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يقول يا ربي يا ربي (يدعو) ومأكله من حرام و مشربه من حرام و ملبسه حرام و غُذي من حرام فأني يستجاب لذاك ) و بيقول في بعض أحاديث أخري ( إن نفسا لن تموت حتي تستكمل رزقها و أجلها فاجملوا في الطلب فإن ما عند الله لا ينال بالحرام.) الناس اليوم إعتادوا علي الكسب للمال بأي طريق إن كان ، ما بيسألوا حرام حلال ، المهم هات ، الغاية تبرر الوسيلة عندهم ، و قد أنبأنا رسول الله بهذه الحقيقة التي نلمسها اليوم لمس اليد حينها قال : ( اتي زمان علي أمتي لا يبالي المرء أمن حلال اكل أم من حرام ) فالناس ما في عندهم طريقة لحل مشاكلهم الإقتصادية إلا علي الطريقة الأوربية الكافرة ، البنك ، بينما لو كان هناك مسلمين حقا ، و كانت الرابطة الإيمانية تربطهم بعضا ببعض حقا وصدقا، ما كان هناك مشكلة يضطر المسلم أن يقول للضرورة حتي ما ينهار محله ، بدوه يضطر يستقرض من البنك ، ثم يا ريت تكون نتيجة إسقتراضه أن ينتعش، في كثير من الأحيان {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ }كل ماله هذا الذي أخذ الربا تتراكم عليه الربا و بالتالي ينهار محله تماما ، بينما الطريقة الإسلامية بسيطة جدا ، و هو ما يسمي عند العلماء بالمضاربة .

الإنسان عنده نشاط عنده عمل بيقدر يتاجر لكن ما عنده سيولة ، بيقدر يتفق مع راجل تانى عنده سيولة لكن ما بيقدر يشتغل بياخذ منه عملة مضاربة ، مش بالربا كما يفعل بعض الناس ، إنهم ياخذوا منه مثلا كمية علي أساس كل شهر يعطيه شيء مقطوع كذا ، هذا هو الربا بذاته ، لكن خذ يا فلان هدي 1000 دينار هدي 5000 دينار ، روح إشتغل بعملك تاجر ضارب شوف شغلك ، ثم اللي بتربحه مناصفة متلاتة مرابعة أو حسب ما يتفقون عليه ، خسر خسر صاحب المال ماله و خسر المضارب تعبه وجهده ، هذه معاملة شرعية و معقولة جدا ، لكن الناس أولاً أصبحوا ما بيثقوا في بعضهم ببعض ، ولذالك بيستقربوا الطريقة المحرمة ، و البنك بيقيده بالأغلال…….

سلسلة الهدى والنور الشريط 323
للشيخ الالباني رحمة الله




جزاكم الله خيرا ونفع بكم

رحم الله الشيخ وكم نحن مشتاقون له خصتا في هذه الايام حيث اصبحت مراجع الناس العلمية هي الجرائد وقنوات الفتنة

اما في مايخص الربا فما اكثر الربا هذه الايام خصتا في ضل القروض التي منحتها الدولة بارك الله فيها لكن لو وجدت حل لنسبة الفائدة الموجودة في القروض وتمنح امتيزات للبرنوك لالغاء هذه الفائدة التي تدمر البيوت

من يريد ان يحارب الله ويبدء حياته بالحرام

بارك الله فيكم




بارك الله فيك على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق




بارك الله فيك




بارك الله فيك وفي قلمك

وننتظر المزيد

بالتوفيق




التصنيفات
الرجيم والصحة الجسدية

الرجيم الإسلامي

تعليمية تعليمية
تعليمية

تعليمية الرجيم الإسلامي تعليمية

أختي المسلمة :

إليكِ هذه المقالة التي تدلك علي علاج السمنة والنحافة

الرجيم الإسلامي

***********

كثر الحديث عن الرشاقة وأهميتها والريجيم وطرقه العديدة والأضرار الصحية والجمالية للبدانة.. وظهرت طرق لا حصر لها لإنقاص الوزن.. إلا أن غالبية هذه الطرق أدت إليى متاعب صحية وعصبية.. بل إلى زيادة في الوزن في آخر المطاف..

ولو أن كل مسلم ومسلمة حرصا على تعاليم الإسلام وعباداته وأسلوبه في الحياة لتحسنت حالته النفسية والعصبية والبدنية وتخلص من السمنة ورضي الله عنه ورسوله. يوم الدين..

* فهل تعلمي أختي المسلمة أن الإقبال على الله في الصلاة وإعطاء كل حركة حقها بالمحافظة على تمام الركوع وتمام السجود وتمام القيام بعدد الفرائض 17 ركعة ثم الحرص على السنن الراتبة اثنين قبل الصبح واثنين أو أربعة قبل الظهر، واثنين بعده واثنين قبل العصر، واثنين قبل المغرب واثنين بعده واثنين قبل العشاء واثنين بعده مع ثلاثة وتر بالإضافة إلى اثنين تحية المسجد يوم الجمعة قبل الصلاة واثنين في البيت أو أربعة في المسجد… ذلك بالإضافة إلى صلاة الضحى ومن أراد قيام الليل ليصلي 8 ركعات ثم الوتر

لو أننا حرصنا على ذلك لا نظن إلا أن نصل إلى المرونة والليونة والنشاط وتمام الحركة إلى كل مفاصل الجسم وذلك عبر نشاط الدورة الدموية.. والأعظم من ذلك رضا الله ثم رضا الإنسان عن نفسه..

* هل تعلمين أختي المسلمة لو أننا حرصنا على صيام الاثنين والخميس من كل أسبوع وصيام ثلاثة أيام من كل شهر عربي 13، 14، 15… وصمنا صيام التطوع قبل يوم عرفة ويوم عاشوراء وتحرينا أفضل الصيام بعد رمضان وذلك في شهر الله المحرم وصيام أكثر شعبان وأفضل من ذلك صيام دواد وهو صيام يوم وأفطار يوم وهو أفضل الصيام ولا أفضل منه… والله لو اتبعنا ذلك لحققنا السنة وأرحنا المعدة ونلنا خير الجزاء ويكفي الحديث القدسي "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به " ولكن يجب الأخذ في الاعتبار أن النية هي مدار العمل فيجب أن تكون النية هي الطاعة أولا ثم تقويم أجسامنا بطريقة شرعية نثاب عليها بدلا من أن يكون رفض الطيبات من الرزق وحرمان النفس من المتع التي سخرها الله بلا ثواب بل نطيع ونؤجر من الله…

" اللهم اجعلنا من الصائمين والصائمات " آمين آمين آمين…

هل تعلمين أختي المسلمة أن إتقان العمل ما هو إلا رياضة ذهنية وبدنية. فإتقان العمل يحتاج إلى حركة جادة ومستقيمة ومحافظة على الوقت ونوم مبكر واستيقاظ مبكر ومجهود يبذله الإنسان بنفس راضية مرضية وفي نفس الوقت اتباع للرسول صلى الله عليه وسلم في الحث على إتقان العمل…

* ابتعدي تماما عما يسمي ريجيم النوع الواحد من الطعام فذلك يسبب اضطرابا كبيرا في سيطرة الفرد على أعصابه وأعماله المنزلية والخارجية وبعد مدة يبدأ الضعف والإصفرار والبقع البيضاء تظهر في الوجه. بل اتبعي الغذاء المتكامل دون إسراف أو تبذير.

* ابتعدي تماما عما يسمي ريجيم "بأقراص الشبع " والتي تعطي إشارات بالشبع الكاذب مع حدوث حالة من النشاط غير العادي في عدم الرغبة في النوم فهذه الأقراص تؤدي إلى الذبول والإرهاق والهالات السوداء وحول العين والاكتئاب.. فعليك بالغذاء الجيد المتوازن.

* إياك والألعاب الرياضية العنيفة لأنها تؤدي إلي آلام مبرحة في العمود الفقري أو تعريض الفقرات للانزلاق..

* وإياك والاعتماد علي ما يسمي "بريجيم الحوامض " والذي يعتمد على شرب كوب من الجريب فروت قبل الإفطار في الصباح.. فذلك يؤثر على جدار المعدة ويعرضها لآلام القرحة.

ولعلاج السمنة والنحافة يتبع الآتي

علينا بهذه الآية الكريمة {فلينظر الإنسان إلي طعامه} ثم تنفذ الوصايا الصحية الآتية:

1- لا تسرفي في الأكل كما ونوعا.

2- اشتمال الغذاء اليومي علي البروتين الحيواني أو النباتي.

3- اشتمال الغذاء اليومي علي الخضر والفاكهة الطازجة.

4- اشتمال الغذاء اليومي علي اللبن أو أحد منتجاته.

5- تجنبي كثرة الزيوت والدهون والأغذية الغنية بها.

6- تجنب كثرة الملح والأغذية الغنية به.

7- تجنب السكر والأغذية الغنية به.

8- مراقبة الوزن باستمرار.

9- تناول الغذاء برضا وعدم تسخط مع الحرص علي آداب الطعام الإسلامية كما في السنة الصحيحة وحمد الله علي هذه النعمة.

10- ذكر الله عند الطعام والشراب بالأحاديث الصحيحة في ذلك وأصحها ما رواه البخاري من حديث أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع مائدته قال: "الحمد لله كثيرا طيبا مباركا فيه غير مكفي ولا مودع ولا مستغني عنه ربنا"

من كتاب العناية بجمال المرأة المسلمة وزينتها

تعليمية تعليمية




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




بارك الله فيك مواضيعك دوما متميزه




التصنيفات
ادارة المتوسطات والأساتذة والأولياء

كفاءات المعلم في الفكر التربوي الإسلامي

كفاءات المعلم في الفكر التربوي الإسلامي

كفاءات المعلم في الفكر التربوي الإسلامي:
تنقسم كفايات المعلم إلى كفايات علمية و مهنية و أخلاقية و جسدية
1. الكفاءات العلمية:

و يقصد بها إلمام المعلم بتخصصه العلمي و مادته التدريسية، فاهما لمعانيه، ليس مدعيا لذلك بل متحققا من ذلك، فإذا تم له الإلمام بمادته حيث محتواها من تفاصيل و فروع، مستوعبا لها متفهما لأمورها، يمكنه ممارسة مهنة التعليم.و يشير ابن جماعة لضرورة تنمية الكفاءة العلمية أثناء الخدمة، فينصح المعلم ” بدوام الحرص على الازدياد بملازمية الجهد و الاجتهاد و لاشتغال قراءة و إقراء و مطالعة و تعليقا و حفظا و بحثا و لا يضيع شيئا من أوقات عمره في غير ما هو بصدده من العلم إلا بقدر الضرورة “.و لم يكتف المفكرون بذلك يل طالبوا المعلم ان يكون ذا ثقافة واسعة في غير تخصصه ايضا و ربما كانت هذه شائعة في العصور الإسلامية الأولى حيث كانت الموسوعية سمة العلماء و المفكرين ، فينصح ابن جماعة بالمعلم لأن يكون مبدعا في فن من الفنون ليخرج من عداوة الجهل.
و أن يكون غزير المادة العلمية ، يعرف ما يعلمه أتم معرفة و أعمقها و على المعلم ألا ينقطع عن التعليم و أن يداوم على البحث و الدراسة و تحصيل المعرفة دوام الحرص على الازدياد بملازمة الجد و الاجتهاد و الاشتغال قراءة و إقراء و مطالعة و تعليقا و حفظا و تصنيفا و بحثا و لا يضيع شيئا من أوقات عمره في غير ما هو بصدده من العلم إلا بقدر الضرورة
و يستدل ابن جماعة بقول سعد بن جبير (( لا يزال الرجل عالما ما تعلم ، فإذا ترك التعليم و استغنى ، و اكتفى بما عنده فهو أجهل ما يكون ))
يقول بعض العرب في إنشادهم:
و ليس العمى طول السؤال و إنما تمام العمى طول السكوت على الجهل
فالمعلم إذا شاء أن ينجح في تعليمه فلا مفر له على أن يقبل على الاستزادة من العلم بمادته و تخصصه و لتكن همته في طلب العلم عالية و عليه أن يبادر أوقات عمره إلى التحصيل و لا يغتر بخدع التسويف و التأمل.
2. الكفاءة المهنية:
و يقصد بها مهارات التدريس التي يجب توافرها في المعلم لكي يستطيع أن يؤدي عمله على أكمل وجه لتحقيق أهدافه التربوية. و من هذه المهارات
(أ) استثارة الدافعية عند التلاميذ و وجودها عنده، فالمفكرون التربويون ينصحون المعلم بأن يثير دافعية المتعلم و أن يرغيه في العلم في أكثر الأوقات بذكر ما أعد الله للعلماء من منازل الكرامات و أنهم ورثة الأنبياء و على منابر من نور يغبطهم الأنبياء و الشهداء، و يحبذ الزرنوجي أن تكون الدافعية نابعة من المتعلم بنفسه” فينبغي للمتعلم أن يبعث نفسه على التحصيل ” و يقول : “و كفى بلذة العلم و الفقه و الفهم داعيا و باعثا للعاقل على تحصيل العلم”
(ب)مراعاة الفروق المهنية: فلا ينبغي للمعلم أن يشرك الطالب عالي التحصيل مع متدني التحصيل و ذلك لاختلاف قدرة كل منهما، ففي ذلك عدم إنصاف
و يؤكد الغزالي بقوله بضرورة ” ضرورة مخاطبتهم على قدر عقولهم”.
(ج) طريقة التدريس: حيث أشار المفكرون لأهمية طريقة التدريس للمعلم بأن لا ينقلهم من علم إلى علم حتى يحكموه فإن ازدحام الكلام في القلب مشغلة للفهم.
و يؤكد ابن جماعة على المعلم أن يقرب المعنى للتلاميذ و يحتسب إعادة الشرح و تكراره و يبدأ بتصوير المسائل و توضيحها بالأمثلة، و ما ورد في مجامع العرب بأن العلم هو ( ما حوته الصدور لا ما طوته السطور) مع عدم الحفظ الصم دون وعي و إجادة.
فقل لمن يدعي في العلم فلسفة حفظت شيئا و غابت عنك أشياء
و من طرق التعليم التي استخدمها المعلمون المسلمون أمثال ابن سينا هو التعليم التعاوني فيقول ” إن الصبي عن الصبي ألقن و هو عنه أخذ به و آنس”
(د)إدارة الصف: و هي مهارة يجب أن يتمتع بها المدرس حني يستطيع تحقيق أهدافه في أحسن جو و أن يصون مجالس درسه في الغوغاء و اللغط و سوء الأدب و أن يعامل طلابه بأدب، فهذا ابن سحنون يروي عن الرسول صلى الله عليه و سلم بأنه قال: ” أريما مؤدب ولى ثلاثة صبية من هذه الأمة و لم يعاملهم بالسوية فقيرهم و غنيهم حشر يوم القيامة مع الخائنين”
(هـ) الثواب و العقاب: و هناك مسألة خلافية كبيرة بين مفكرين العصر و مفكرين الثقافة الإسلامية حيث أن الإسلاميين وضعوا ضوابط للعقاب حتى لا يساء استخدامه من قبل المعلم و أن لا يلجأ للعقوبة البدنية إلا عند الضرورة القصوى و يجب أن لا يكثر من استخدامها حتى لا تكون روتينا عند التلاميذ فتفقد أهميتها، و أن يكون مؤدبا في عقابه رحيما.
و قد وضح الإسلام العلاقة بين المعلم و المتعلم في ضوء الفكر التربوي الإسلامي، فقد أخذ القابسي بالقاعدة التي تقول:” إن الله ليملي للظالم حتى يأخذه أخذ عزيز مقتدر، فالعفو أسبق من العقاب، و الصبر مقدمة الحساب.
فأمر المعلمين بالرفق مع الصبيان و إن كان العفو مع الذنبين من الكبار واردا، فهو مع الصبيان واجب لصغر سنهم و طيش أعمارهم وضيق حلومهم و قلة مداركهم.
فالمعـلم ينزل من الصبيان منزلة الوالد، فهو المأخوذ بآدابهم و القـائم على زجرهم و هو الذي يوجههم إلى ما منه مصلحة أنفسهم وهذا التوجيه يحتاج إلى سياسة و رياضة حتى يصل المعلم بالطفل مع الزمن إلى معرفة الخير و الشر.
3. الكفاءات الأخلاقية: و من الكفايات الأخلاقية التي يجب توافرها في المعلم المسلم:
( أ )القدوة يقول الشاعر
لا تنه عن خلق و تأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيما
يجب أن يكون المعلم قدوة حسنة لتلاميذه في تعليمه للأخلاق، فالمعلم في فكر التربوي الإسلامي بإشراط الغزالي على المعلم أن يعمل بعلمه و استشهد بقوله تعالى:
” أتأمرون الناس بالبر و تنسون أنفسكم “
و يشير ابن جماعة إلى أثر القدوة الحسنة بقوله ” و يسلك – أي التلميذ – في الهدي مسلكه – أي مسلك العلم – و يراعي في العلم و الدين عاداته و عبادته و يتأدب بآدابه و لا يدع الإقتداء به”
و لقد حرص الغزالي على أن يبين أن التمسك بالمبادئ و العمل على تحقيقها يجب أن يكونا من صفات المعلم المثالي، فنصح المعلم بأن لا ينادي بمبدأ و يأتي أفعالا تتناقض مع هذا المبدأ و لا يرتضي المعلم لنفسه من الأعمال ما ينهى عنه تلاميذه، و إلا فالمعلم يفقد هيبته و يصبح مثارا للسخرية و الاحتقار فيفقد بذلك قدرته عل قيادة تلاميذه و يصبح عاجزا على توجيههم و إرشادهم.
يقول الغزالي: “مثل المرشد من المسترشدين مثل النفس من الطين بما لا نقش فيه و متي يستوي الظل و العود أعوج ؟؟ “
(ب) الزهد و التواضع
و يتمثل ذلك في أن يقتصد المعلم في ملبسه و مطعمه و مسكنه و حدها ابن جماعة بأن يكون ( من غير ضرر على نفسه و عياله).
فالتواضع من صفة العلماء و أن لا يستنكف أن يستفيد ما لا يعلمه ممن يعلمه سواء كان دونه منصبا أو نسبا أو سنا.
(ج) الوقار و الهيبة
ينصح ابن جماعة المعلم بأن يتجنب مواضع التهم و إن بعدت و لا يفعل شيئا يتضمن نقص مروءته أو ما يستنكر ظاهرا و إن كان جائزا باطنا فإنه يعرض نفسه للتهمة و عرضة للوقيعة.
و أن لا يضحك مع الصبيان و لا يباسطهم لئلا يفضي ذلك إلى زوال حرمته عندهم، كذلك ف، مشية المعلم يجب أن تكون مشية العلماء و أن ينزه نفسه عن المهن الوضيعة و أن يصطحب الوقار و الهيبة مع إخلاصه في العمل ليكون رزقه حلالا.
و يظهر ذلك جليا في أفكار المسلمين الأوائل فعند أخوان الصفا المعلم له شروط و صفات أوجزها في ( الزهد في الدنيا و قلة الرغبة في ملاذها مع التهيؤ الفعلي في العلوم و الصنائع، صارفا عنايته كلها إلى تطهير نفسه قادرا على تحمل كافة المشاق من أجل العلم و أن يكون مشتملا برداء الحلم، حسن العبادة أخلاقه رضية، و آدابه ملكية، معتدل الخلقة، صافي الذهن خاشع القلب)
4. الكفاءات الجسدية:
يهتم الفكر التربوي الإسلامي اهتماما بالغا في الجانب الجسدي عند المعلم فيصف القلقشندي المعلم بأنه” حسن القد، واضح الجبين، واسع الجبهة ”
و يبدوا أن ابن جماعة كان أكثر موضوعية كان أكثر موضوعية حيث وصف المعلم أن يكون دائما بالمظهر المناسب من حيث نظافته ونظافة ثيابه و تطيبه لإزالة كريه الرائحة ، فالمدرس إذا عزم على مجلس التدريس تطهر من الخبث و تنظف و تطيب ولبس أحسن ثيابه اللائقة به بين أهل زمانه قاصدا بذلك تعظيم العلم
و يبدو أن ذلك مستوحى من اهتمام الدين الإسلامي بالصحة و النظافة بشكل عام فالوضوء و الاغتسال و أخذ الزينة عند كل مسجد مظاهر تأثر بها المفكرون في التربية الإسلامية و حرصوا عليها لأن النظافة من الإيمان.
فقد قال ابن جماعة مختصرا المعلم بأنه:” هو الذي كملت أهليته و كان أحسن تعلما – أي كفايته العلمية- و أجود تفهما – أي الكفاية المهنية – و ظهرت مروءته و عرفت عفته – أي الكفاية الأخلاقية-
و لعلنا مما سبق عرضه لاحظنا بأن النظريات العلمية و الإنسانية الحديثة قد ظهرت عند علماء التربية العرب و المسلمين منذ مئات السنين حيث ظهرت إسهاماتهم جلية بعيدة عن اجتهاد الجهال و نزوات المخلفين، بل بذلوا عصارة فكرهم في بيان أصول التربية و فلسفتها و طرق تدريسها فظهرت عدة خلاصات و إيضاحات منها:
1. النظرة الخاطئة نحو التعليم كوسيلة ارتزاق حيث بين الإسلام أهمية هذه المهنة و وظيفتها.

2. بيان أهمية مهنة التعليم في الإسلام بعد أن تحقرت عند المجتمعات كمهنة إنشاءات و خطابات.
3. توضيح العلاقة بين الكم و الكيف في إعداد المعلم في ظل الفكر التربوي الإسلامي

لكاتبه د/راضي فوزي حنفي

جلبته لفائدته كما أرى فأرجو أنْ يُحضى بالإطلاع .




التصنيفات
الماجستير

موت المولود بعد استهلاله وأثره في الفقه الإسلامي

المملكة العربية السعودية

وزارة التعليم العالي

جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

المعهد العالي للقضاء

قسم الفقه المقارن

تعليمية</SPAN>

بحث تكميلي لنيل درجة الماجستير

إعداد/ صالح بن عبد اللطيف بن صالح العامر .

مشرف البحث / د. سعد بن عمر الخراشي

عام 1443 – 1443هـ

<H6 style="DIRECTION: ltr; unicode-bidi: embed; TEXT-ALIGN: center" align=center>مقدمة</H6>

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا .
) يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ((1)
يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ((2)
) يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ((3)
أما بعــد (4):

(1) سورة آل عمران :102

(2) سورة النساء : 1

(3) سورة الأحزاب : 70- 71

(4)هذه خطبة الحاجة التي كان رسول الله r يعلم أصحابه أن يجعلوها بين يدي كلامهم ؛ في أمور دينهم ، سواء كان خطبة نكاح أو جمعة أو غير ذلك ، أخرجها :
أحمد في المسند برقم (3720، 3721، 4116)و أبو داود في السنن برقم (2118) والترمذي في الجامع برقم (1105) والنسائي في المجتبى برقم (1404) وابن ماجة في السنن برقم (1892) والدارمي في سننه برقم (2248) كلهم من طرق عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود به ومن طريق أبي الأحوص عن ابن مسعود به .

"فإن الله سبحانه وتعالى نوع أحكامه على الإنسان من حين خروجه إلى هذه الدار إلى حين يستقر في هذا القرار، وقبل ذلك وهو في الظلمات الثلاث كانت أحكامه القدرية جارية عليه ومنتهية إليه فلما انفصل عن أمه تعلقت به أحكامه الأمرية وكان المخاطب بها الأبوين أومن يقوم مقامهما في تربيته والقيام عليه فلله سبحانه أحكام قيمة أمر بها ما دام تحت كفالته(5) ، فهو المطالب بها دونه حتى إذا بلغ حد التكليف تعلقت به الأحكام وجرت عليه الأقلام ، وحكم له بأحكام أهل الكفر وأهل الإسلام ، وأخذ في التأهب لمنازل السعداء أو دار الأشقياء ، فتطوى به مراحل الأيام والليالي إلى الدار التي كتب من أهلها ويسر في مراحله تلك لأسبابها واستعمل بعملها ، فإذا انتهى به السير إلى آخر مرحله أشرف منها على المسكن الذي عمر له قبل إيجاده ، إما منزل شقوته وإما منزل سعادته ، فهناك يضع عصا السفر عن عاتقه ويستقر نواه ، وتصير دار العدل مأواه أو دار السعادة مثواه ".[1] ومن ضمن هذه المراحل التي جعلها الله عز وجل في حياة الإنسان مرحلة الولادة وما يتعلق بها من أحكام فإن المولود إذا ولد وحيا حياة مستقرة تعلقت به الأحكام وفي هذا البحث أستعرض تلك الأحكام التي ترتبط بموت المولود بعد استهلاله وذلك بعد أن أبين أمارات الحياة التي بها يحكم بحياة المولود أو عدمها .
ومن أبرز الأسباب لاختيار هذا الموضوع الآتي :
1- كون هذا الموضوع يجمع مسائل مهمة ، لم تجمع في بحث واحد فجمعها ييسر للباحثين والمطلعين الرجوع إليها .
2- أهمية هذا الموضوع حيث يشتمل على مسائل مهمة في العبادات وغيرها قد يجهلها كثير من الناس .
3- كونه يسد فراغا في المكتبة الإسلامية أسعى إلى سده بتوفيق الله تعالى.

(5) الضمير هنا يعود على من يقوم بكفالة الطفل سواء كان من الأبوين أو من يقوم مقامهما .

[1] تحفة الودود بأحكام المولود لابن قيم الجوزية (12)

الدراسات السابقة في الموضوع :
لم أجد من جمع هذا الموضوع في بحث واحد سواء كان بحث رسالة أو غيره وإنما هي مسائل متفرقة في بطون الكتب ،
وقد حرصت على البحث عن مواضيع سابقة في الموضوع فلم اهتد لذلك سبيلا وذلك بعد جهد جهيد رجعت من خلاله إلى مكتبة الملك فهد الوطنية ، ومركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية ،
وكذا رجعت إلى مكتبة المعهد وتفحصت دليل رسائل الماجستير والدكتوراه فلم أجد هذا البحث قد سبقت إليه، وأيضا رجعت إلى دليل رسائل كلية الشريعة ولم أجد أثراً لهذا البحث وبسؤال بعض المهتمين بهذا وجدت أن هذا الموضوع بهذه الصيغة لم يتطرق إليه أحد من قبل. اللهم إني اطلعت على رسالة ماجستير بعنوان أحكام المولود مقدمة إلى كلية الشريعة فتصفحت فهرسها فلم أجد فيها بيانا لأحكام الاستهلال التي ذكرتها ،غير أنها تطرقت لموضوع الصلاة على المولود ودفنه إذا مات وقد ذكرت هاتين المسألتين في خطتي وبينهما فرق كما هو ظاهر إذ حكم الصلاة على المولود إذا حيا حياة مستقرة يختلف عن حكمه إذا استهل ثم مات وذلك للخلاف في علامات الاستهلال فبعض العلامات محل خلاف في كونها دليلا على الحياة .
وفي الجملة فبحث أحكام موت المولود بعد استهلاله أخص من بحث أحكام المولود .
فاستعنت بالله لأكتب هذه الخطة لهذا البحث وأسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق والسداد .

وبعد قبول خطة هذا البحث من مجلس القسم ثم من مجلس المعهد العالي للقضاء بدأت مستعيناً بالله وحده في إنجاز هذا البحث مستضيئاً بتوجيهات الدكتور سعد بن عمر

الخراشي المشرف علي في هذا البحث والذي كان صدره واسعاً للملاحظات التي أبديها ، ولم يأل جهداً في تذليل الصعاب وتسهيل المهمة علي فبارك الله فيه وجزاه خيراً .
كما لا أنسى فضل والدي علي حيث هيئا لي المناخ الملائم ، وأعاناني بما يستطيعان في سبيل إنجاز هذا البحث فأجزل الله لهم المثوبة ، وأعظم الله لهما الأجر .وكذا لا أنسى فضل إخوتي وفقهم الله وبارك فيهم .
ولا أنسى أيضاً زوجتي الفاضلة التي وقفت بجانبي ،وشجعتني على المضي قدماً لإتمام هذا البحث مع ما مر بي في بعض الفترات من ظروف حالت بيني وبين تسليم البحث مبكراً فبارك الله فيها ووفقها لكل خير .
ولا يفوتني أيضاً أن أشكر جامعة الإمام ممثلة في كلية الشريعة والمعهد العالي للقضاء والتي كانت لي بمثابة المربي والمعلم وقد فتحت أمامنا أبواب التعلم والمعرفة فالحمد لله على توفيقه.
وأما منهجي في البحث فهو كالآتي :
تصور المسألة المراد بحثها تصوراً دقيقاً قبل بيان حكمها ، ليتضح المقصود من دراستها.
1- إذا كانت المسألة من مواضع الاتفاق أذكر حكمها بدليلها مع توثيق الاتفاق من مظانه المعتبرة .
2- إذا كانت المسألة من مسائل الخلاف ، فأتبع ما يلي :
Ý- تحرير محل الخلاف إذا كانت بعض صور المسألة محل خلاف ، وبعضها محل اتفاق .
ȝ- ذكر الأقوال في المسألة وبيان من قال بها من أهل العلم ، ويكون عرض الخلاف حسب الاتجاهات الفقهية .
ج- الاقتصار على المذاهب الفقهية المعتبرة ، مع العناية بذكر ما تيسر الوقوف عليه من أقوال السلف الصالح ، وإذا لم أقف على المسألة في مذهب ما فأسلك بها مسلك التخريج .
د- توثيق الأقوال من كتب أهل المذهب نفسه .
هـ- استقصاء أدلة الأقوال مع بيان وجه الدلالة ، وذكر ما يرد عليها من مناقشات وما يجاب به عنها إن كانت.
و- الترجيح مع بيان سببه ، وذكر ثمرة الخلاف إن وجدت .
4- الاعتماد على أمهات المصادر والمراجع الأصيلة في التحرير والتوثيق والتخريج والجمع .
5- التركيز على موضوع البحث وتجنب ا لاستطراد .
6- العناية بضرب الأمثلة خاصة الواقعية .
7- تجنب الأقوال الشاذة .
8- العناية بدراسة ما جد من القضايا مما له صلة واضحة بالبحث .
9- ترقيم الآيات وبيان سورها.
10 -تخريج الأحاديث،وبيان ما ذكره أهل الشأن في درجتها- إن لم تكن في الصحيحين
أو أحدهما -، فإن كانت كذلك فيكتفى حينئذ بتخريجها .
11-تخريج الآثار من مصادرها الأصلية ،والحكم عليها.
12-التعريف بالمصطلحات وشرح الغريب.
13-العناية بقواعد اللغة العربية والإملاء ،وعلامات الترقيم .
14- تكون الخاتمة عبارة عن ملخص للرسالة يعطي فكرة واضحة عما تضمنه الرسالة ،
مع إبراز أهم النتائج.
15 -ترجمة للأعلام غير المشهورين.
16- اتباع الرسالة بالفهارس الفنية المتعارف عليها ، وهي : ـ
– فهرس الآيات القرآنية .
– فهرس الأحاديث والآثار .
– فهرس الأعلام.
– فهرس المراجع والمصادر
– فهرس الموضوعات .

<H6 style="DIRECTION: ltr; unicode-bidi: embed; TEXT-ALIGN: center" align=center>وأما خطة البحث فهي مكونة من مقدمة وتمهيد وثلاثة فصول وخاتمة وهي كالآتي:</H6><H6 style="DIRECTION: ltr; unicode-bidi: embed; TEXT-ALIGN: center" align=center>المقدمة وتشتمل على الآتي:</H6><H6 style="DIRECTION: ltr; unicode-bidi: embed; TEXT-ALIGN: center" align=center>أ) أهمية الموضوع .</H6><H6 style="DIRECTION: ltr; unicode-bidi: embed; TEXT-ALIGN: center" align=center>ب) أسباب اختيار الموضوع .</H6><H6 style="DIRECTION: ltr; unicode-bidi: embed; TEXT-ALIGN: center" align=center>ج) الدراسات السابقة في الموضوع.</H6><H6 style="DIRECTION: ltr; unicode-bidi: embed; TEXT-ALIGN: center" align=center>د) منهجي في البحث.</H6><H6 style="DIRECTION: ltr; unicode-bidi: embed; TEXT-ALIGN: center" align=center>هـ)خطة البحث .</H6>

التمهيد: في تعريف
مفردات العنوان وفيه مبحثان :
المبحث الأول : تعريف الاستهلال
المبحث الثاني : المقصود بالأثر

الفصل الأول : في أمارات الحياة وفيه مبحثان :
المبحث الأول : أمارة متفق عليها( الصياح)
المبحث الثاني : أمارات مختلف فيها وفيه مطالب :
المطلب الأول :العطاس
المطلب الثاني : الارتضاع .
المطلب الثالث : التنفس .
المطلب الرابع : الحركة وفيه مسألتان :
المسألة الأولى : الحركة اليسيرة .
المسألة الثانية : الحركة الطويلة .
المطلب الخامس: الاختلاج.

الفصل الثاني : أثر الاستهلال في العبادات وفيه أربعة مباحث:

المبحث الأول : غسل المستهل إذا مات .
المبحث الثاني: الصلاة على المستهل إذا مات ودفنه .
المبحث الثالث: زكاة الفطر عن المستهل .
المبحث الرابع :تسمية المستهل والعقيقة عنه .

الفصل الثالث : أثر الاستهلال في غير العبادات وفيه خمسة مباحث:
المبحث الأول: أثر الاستهلال في الإرث .
المبحث الثاني:أثر الاستهلال في استحقاق الوصية .
المبحث الثالث: الجناية على الجنين إذا مات بعد استهلاله وفيه مطلبان :
المطلب الأول : الجناية على الجنين قبل الانفصال .
المطلب الثاني : الجناية على الجنين بعد الانفصال .
المبحث الرابع: الشهادة على الاستهلال وفي مطلبان :
المطلب الأول : شهادة الرجال على الاستهلال
المطلب الثاني: شهادة النساء على الاستهلال
المبحث الخامس : إذا علق طلاقها على ولادتها فهل تطلق بالاستهلال ؟

<H6 style="DIRECTION: ltr; unicode-bidi: embed; TEXT-ALIGN: center" align=center> </H6><H6 style="DIRECTION: ltr; unicode-bidi: embed; TEXT-ALIGN: center" align=center>الخاتمة وفيها أبرز نتائج البحث .</H6><H6 style="DIRECTION: ltr; unicode-bidi: embed; TEXT-ALIGN: center" align=center>الفهارس العامة .</H6><H6 style="DIRECTION: ltr; unicode-bidi: embed; TEXT-ALIGN: center" align=center>فهرس الآيات .</H6><H6 style="DIRECTION: ltr; unicode-bidi: embed; TEXT-ALIGN: center" align=center>فهرس الأحاديث .</H6><H6 style="DIRECTION: ltr; unicode-bidi: embed; TEXT-ALIGN: center" align=center>فهرس الآثار .</H6>

فهرس الأعلام المترجم لهم .

<H6 style="DIRECTION: ltr; unicode-bidi: embed; TEXT-ALIGN: center" align=center>فهرس المصادر والمراجع .</H6><H6 style="DIRECTION: ltr; unicode-bidi: embed; TEXT-ALIGN: center" align=center>فهرس الموضوعات .</H6>

أحمد الله سبحانه على ما يسر لي من إتمام هذا البحث ، وإخراجه بهذه الصورة على ما فيه من قصور ، فما كان فيه من صواب فهو من الله وحده ، وما كان فيه من خطأ فهو من نفسي والشيطان وأستغفر الله منه .
وقد بذلت في هذا البحث جهداً حثيثاً من حيث الرجوع إلى المصادر الأصيلة واستخراج المعلومات منها على أن مباحث هذا البحث متفرقة مشتتة في كتب الفقهاء .
وقد توصلت إلى نتائج كثيرة من هذا البحث من أبرزها:
– أن الاستهلال هو كل صوت يوجد من المولود يعلم به حياته من صياحٍ أو عطاسٍ أوبكاء.
– أن الصياح بعد خروج الطفل كاملاً أمارة يقينية من أمارات الحياة باتفاق أهل العلم.
– أن العطاس والارتضاع أمارتان من أمارات الحياة عند جمهور العلماء.
– أن التنفس إذا كان طويلا يعد من أمارات الحياة .
– أجمع العلماء على أن الطفل إذا مات بعد استهلاله فإنه يغسل .
– أن الطفل إذا سقط بعد أربعة أشهر بعد نفخ الروح فيه فإنه يغسل وإن لم يستهل صارخاً .
– أجمع الفقهاء على أن الطفل إذا عرفت حياته واستهل صلي عليه .
– إذا خرج الطفل ميتاً وقد نفخ فيه الروح فإنه يصلى عليه على الصحيح من أقوال أهل العلم.
– أن زكاة الفطر تجب على الصغير في أصح قولي الفقهاء
– أنه يشرع تسمية المولود قبل السابع عند أكثر أهل العلم .
– أن العقيقة لا تشرع عن المولود قبل سابعه .
– اتفق أهل العلم على أن الطفل إذا استهل صارخاً فإنه يرث ويورث

-أن الجنين إذا خرج من بطن أمه بسبب جناية على أمه ومات فإنه لا يرث كما هو قول جمهور العلماء .
– لو ضرب الجاني بطن الأم فألقت جنيناً حياً فاستهل ثم مات بسبب ضرب الجاني ففيه دية كاملة بإجماع أهل العلم والكفارة على القاتل إذا كان الاعتداء خطئاً.
– إذا انفصل المولود من بطن أمه فجني عليه فمات كان حكم قتله حكم قتل الكبير وهذا قول العلماء كافة .
– اتفق الفقهاء على قبول شهادة رجلين أو رجل وامرأتين على الاستهلال .
– وتقبل شهادة الرجل الواحد على الاستهلال في الصحيح من أقوال أهل العلم .
– تقبل شهادة النساء منفردات على الاستهلال وهو قول أكثر الفقهاء .
– أن العدد المشترط في شهادة المرأة على الاستهلال هو امرأة واحدة في الصحيح من أقوال هل العلم .
– أنه إذا علق طلاق المرأة على ولادتها فإنها تطلق بوضعه حياً أو ميتاً كما هو قول جمهور العلماء.
هذه أبرز النتائج العلمية التي خرجت بها من هذا البحث ، أما النتائج الأخرى التي خرجت بها منه فهي كثيرة لو لم يكن منها إلا الإطلاع والغوص في بطون الكتب ، والبحث في الأحاديث والآثار لكفى بها فائدة .
وبعد فإني أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم ، وأن ينفع به باحثه، وكاتبه ، وقارئه .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

فهرس الموضوعات
الموضــــــــــوع رقم الصفحة
_ المقدمة ……………………. ……………………. ….. 2
_ التمهيد ……………………. ……………………. …. 11
_ المبحث الأول : التعريف بمفردات عنوان البحث ……………. 12
_ المطلب الأول : تعريف التشريح ……………………. …… 12
_ المطلب الثاني : تعريف الجثة ……………………. ………. 18
_ المطلب الثالث : الألفاظ ذات الصلة بمفردات عنوان البحث …. 19
_ المبحث الثاني : نشأة علم التشريح ……………………. … 23
_ المبحث الثالث : أقسام التشريح ……………………. ….. 30
_ المطلب الأول : التشريح المرضي ……………………. …. 31
_ المطلب الثاني : التشريح التعليمي ……………………. …. 34
_ المطلب الثالث : التشريح الجنائي ……………………. …. 36
_ الفصل الأول : الأحكام المتعلقة بعملية التشريح ………. 39
_ المبحث الأول : بيان حرمة المسلم ووجوب تكريمه حيا وميتا .. 40
_ المبحث الثاني : شراء الجثة للتشريح ……………………. . 47
_ المبحث الثالث : عملية التشريح التعليمي ……………….. 51
_ المبحث الرابع : عملية التشريح المرضي ………………….. 67
_ المبحث الخامس : عملية التشريح الجنائي ………………… 72

_ الفصل الثاني : الأحكام المتعلقة بالشخص القائم
بعملية التشريح ( الطبيب ) ……………………. ………. 78
_ المبحث الأول : التعريف بالشخص القائم بعملية التشريح …. 79
_ المبحث الثاني : شروط المشرح ……………………. …. 82
_ المطلب الأول : شروط المشرح في التشريح المرضي ……….. 83
_ المطلب الثاني : شروط المشرح في التشريح التعليمي ………….. 87
_ المطلب الثالث : شروط المشرح في التشريح الجنائي ………….. 88
_ المبحث الثالث : نقض التشريح للطهارة …………………… 92
_ المطلب الأول : نقض التشريح للطهارة الصغرى ……………. 93
_ المطلب الثاني : نقض التشريح للطهارة الكبرى …………….. 98
_ المبحث الرابع : النظر إلى عورة الميت أثناء عملية التشريح ……. 107
_ المبحث الخامس : مس جثة الميت أثناء عملية التشريح ………. 113
_ الفصل الثالث : أثر تقرير التشريح في سير القضايا الجنائية ..116
_ المبحث الأول : مفهوم تقرير التشريح …………………… 117
_ المبحث الثاني : تقرير التشريح في المحاكم الشرعية …………. 124
_ الفصل الرابع : تطبيقات قضائية من المحاكم الشرعية …… 127
_ التطبيق الأول ……………………. ………………… 128
_ التطبيق الثاني ……………………. ………………… 133
_ التطبيق الثالث ……………………. ……………….. 137