التصنيفات
الفقه واصوله

ماهي الطريقة المثلى لدراسة الفقه الإسلامي بدءا واستمرارا ؟ فضيلة الشيخ زيد بن هادي ال

تعليمية
تعليمية

ماهي الطريقة المثلى لدراسة الفقه الإسلامي بدءا واستمرارا ؟ فضيلة الشيخ زيد بن هادي المدخلي حفظه الله

ماهي الطريقة المثلى لدراسة الفقه الإسلامي بدءا واستمرارا ؟ فضيلة الشيخ زيد بن هادي المدخلي حفظه الله
بسم الله الرحمن الرحيم

السؤال : ماهي الطريقة المثلى لدراسة الفقه الإسلامي بدءا واستمرارا ؟

فضيلة الشيخ زيد بن محمد بن هادي المدخلي حفظه الله

الجواب : الطريقة الصحيحة حسب علمي تكاد تنحصر في شيئين اثنين :
الشيء الأول : اختيار المعلم .
حقا ؛ إن اختيار المعلم أمر مهم وإن شئت أن تزداد معرفة على معرفتك إلى أهميته فتأمل ـ رعاك الله ـ في اختيار الله ـ جل وعلا ـ للرسل الكرام والأنبياء العظام ، الذين اختارهم الله فبعثهم إلى أمم الأرض مبشرين ومنذرين وأمناء ناصحين ومعلمين مخلصين يدلون قومهم إلى الفضائل والخيرات ، ويحذرونهم من الرذائل والشرور والمآثم الموبقات ، ويحببون إليهم دار التحف والكرامات جنات النعيم نزلهم من الرب الرحيم ، كما يحببون إليهم موجبات الرضا من رب العالمين أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين ، ويبغضون إليهم طرائق أصحاب الجحيم لأنها تفضي بهم إلى السخط والمقت من الله العزيز الحكيم قال الله عز وجل : (( الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس إن الله سميع بصير )) [ الحج : 75 ] .
وحيث إن العلماء ورثة الأنبياء فعلى طالب العلم الناصح لنفسه والمشفق عليها أن يختار منهم للتفقه على يديه خير آخذ بهذا الميراث، فيأخذ عنه أصول دينه وفروعه وكبار مسائله وصغارها أقوالها وأفعالها ظاهرها وباطنها ، ألا وإن خير آخذ لميراث النبوة هو من منّ الله عليه بـ :
(أ) ـ صحة الإعتقاد على نهج الطائفة الناجية المنصورة أهل السنة والجماعة الأسلاف الصالحين ـ رضي الله عنهم ورحمهم أجمعين ـ وذلك فيما يتعلق بذات الله العلي العظيم وأسمائه الحسنى إنه هو البر الرحيم ، وصفاته العلى ذات الكمال اللائق بجلال العليم الحليم ، بل وفي كل ما يتعلق بما جاءت به رسل الله ونزلت به كتبه جملة وتفصيلا على مراد الله ـ عز شأنه ـ ومراد رسله الذين بلغوا رسالاته ونصحوا لكافة بريته ، بأفضاله عليهم ونصره لهم ولأتباعهم من خليقته .
(ب) ـ وغزارة العلم الشرعي الشريف الذي لا يحرزه ويتمكن من التوسع فيه إلا من بذل نفسه في تحصيله ابتغاء وجه الله والدار الآخرة ، واستفرغ جهده وضحى في سبيل ذلك بجل وقته وتطلعت نفسه الكبيرة وهمته العالية إلى احراز النصيب الوافر تأسيا بفحول العلماء ، الذين حرصوا على التأسي بصفوة الخلق الرسل والأنبياء الذين علمهم الله من لدنه علما وبعثهم للخلق معلمين وإليه داعين ، فالسعيد من تأسى بهم ودعا بدعوتهم وإنه لحري أن يحشر في زمرتهم فيسعد بأنسهم ومقيلهم .
(ت) ـ وخشية الله التي تتجلى بعمارة الباطن والظاهر بطاعة الله ـ جل وعز ـ وترك معاصيه والسعي الحثيث وفق مراده سبحانه ومراضيه .
قال الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ : " أصل العلم خشية الله " .
قلت : وكأنه قد تأول قول الحق عز شأنه : (( إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور )) [ فاطر : من الآية 28 ] .
وإذا كان الأمركذلك فإن سعادة الدارين لتكمن في بذل الجهد في طلب العلم على أشياخه المرضيين مع ملازمة خشية الله في السر والعلن ، فإن خير الخليقة على وجه الأرض بعد الرسل والأنبياء هو العالم الرباني الذي تفقه في الدين وعمل به ونشره صابرا على ما يناله من أذى في الأحوال كلها .
نعم أعود فأقول : إن اختيار المعلم الموصوف بما تقدم ذكره هو رأس الحكمة في الطلب ، والإتيان بأسباب الهداية والسلامة من أسباب الزيغ والغواية بل ومن أسباب النبوغ في علوم الشريعة الغراء ووسائلها ، وعلى العموم فإن ذلك الإختيار للعالم الرباني لأخذ العلم على يديه من أسباب سعادة الدنيا ونعيم الآخرة . بخلاف ما إذا تتلمذ الإنسان من ذكر وأنثى على أساتيذ من ذوي الإنحراف والبدع في الإعتقاد أو الشعائر التعبدية أو المنهج الدعوي أو غير ذلك من أبواب العلم والعمل فإنه سيتلقى حتما ما تنضح به أوعيتهم من الشر والفساد ، وهو خال الذهن غالبا فيضل بما تلقى عن سواء السبيل وهو في ذلك كله يحسب أنه على شيء تحمد عقباه ، ألا وإن التتلمذ على أصحاب البدع والإنحرافات يسبب انتشارها ويهيء حملة لها ، فتظل باقية متزايدة يرثها اللاحق عن السابق بهذا السبب والدليل على ذلك هو بقاء بدعة القدر والتجهم والإعتزال والجبر والإرجاء والرفض والخوارج والصوفية والتمشعر ونحوها من بقية النحل المخالفة لعقيدة أهل السنة والجماعة في دنيا البشر ، كما بقيت المذاهب الهدامة من بهائية وقاديانية وعلمانية ورأسمالية وباطنية وقرامطة ونصيرية ودرزية ونحوها بذلك السبب المذكور ، وقانا الله شر البدع وزيغ المبتدعين والحمد لله فإنه ما من بدعة تظهر ويعلنها أصحابها إلا ويهيء الله لها من علماء الكتاب والسنة من يردها ويفند شبه من أحدثها وجد في نشرها .
وقد اتخذ علماء السلف وأتباعهم في دحض البدع منهجين :
الأول : منهج الرد : وذلك بعرض شبهات المبتدعين الخادعة وبيان الحق حيالها مدعما بالأدلة النقلية من الكتاب العزيز والسنة المطهرة وأقوال الصحابة وأقوال التابعين وغيرهم من أئمة العلم والدين في كل زمان ومكان .
الثاني : منهج العرض : وهو عرض العقيدة الصحيحة من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين لهم بإحسان .
ويمثل هذين المنهجين اللذين يعتبر كل واحد منهما حسنا في موضعه ، كتب مؤلفه للعلماء القدامى والمعاصرين ليس هذا موضع سردها لكثرتها وقد أوردت نموذجا منها في رسائل مستقلة منها المطبوع ومنها المخطوط .
أقول : حقا أن المعلم الذي ذكرت بعض صفاته آنفا هو الذي يستطيع أن يرسم لطالب العلم الطريقة الصحيحة المثلى لكيفية الأخذ من كل فن بطرف ، وتوجيهه إلى الأهم فالمهم من ذلك ويعلمه صغار العلم قبل كبارها ، ورحم الله القائل : " إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم " . ثم ورحم الله من قال : " من أتاه رجل فشاوره فدله على مبتدع فقد غش الإسلام " وقال :" لا تجلس إلى صاحب بدعة فإني أخاف أن تنزل عليك اللعنة " وعدلا ما قال أيوب ـ رحمه الله ـ :" إن من سعادة الحدث والأعجمي أن يوفقهما الله لعالم من أهل السنة " .
الشيء الثاني : اختيار الكتب العلمية :
لا شك أن اختيار الكتب العلمية في شتى الفنون والتدرج في قراءتها أمر مهم ، وذلك بمشورة العالم بالله وبأمره سواء كان ذلك في علم التفسير أو في الحديث أو علم التوحيد أو علم الفرائض أو علم الفقه وأصوله أو علم التأريخ والسير أو علوم اللغة العربية أو غير ذلك من فنون علوم الشريعة ، فإن الطالب يبدأ في كل فن من الفنون المذكورة بقراءة متونه ومختصراته ثم ينتقل إلى المطولات متدرجا وآخذا بمشورة أهل العلم بتلك الفنون .
فمثلا علم التفسير : يبدأ بقراءة مختصر ابن كثير للشيخ محمد نسيب الرفاعي ، وكتاب التفسير للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي ، وبعد أن يتمكن فإنه ينتقل إلى تفسير ابن جرير وتفسير البغوي وغيرهما بحسب الحاجة .
وفي فن التوحيد : يكون البدأ بالأصول الثلاثة وأدلتها والقواعد الأربع ، ثم كشف الشبهات ومسائل الجاهلية فكتاب التوحيد وجميعها لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ ثم ينتقل إلى العقيدة الواسطية وشروحها السلفية فالحموية ثم التدمرية ثلاثتها لشيخ الإسلام الإمام بن تيمية ـ رحمه الله ـ ثم ينتقل إلى الطحاوية وشرحها لابن أبي العز ثم النونية لابن القيم مع شرحها القيم لمحمد خليل هراس ـ رحمهما الله ـ ثم بعد ذلك يواصل القراءة في كتب السنة كشرح السنة للبربهاري ، وشرح السنة للإمام أحمد ، وشرح السنة لابنه عبد الله ، وشرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للحافظ اللالكائي ، والسنة للخلال ، والسنة لابن أبي عاصم ، وكتاب الشريعة للآجري ، وكتاب التوحيد لابن خزيمة وغيرها من كتب العقائد التي ستجر إلى معرفتها هذه الكتب المدونة .
وفي الفرائض : يبدأ الطالب بمتن الرحبية وبعض شروحها المختصرة ، ثم الفوائد الجليلة لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ـ حفظه الله ـ ثم النور الفائض لفضيلة الشيخ الحافظ الحكمي ـ رحمه الله ـ ثم التحقيقات الفرضية للشيخ صالح الفوزان ـ حفظه الله ـ ونحوها من كتب العلم الذي روي في الأثر أنه نصف العلم .
وفي كتب الحديث : يبدأ الطالب بحفظ الأربعين النووية وبعض شروحها المختصرة ، ثم عمدة الأحكام فبلوغ المرام ورياض الصالحين ، وهذه الكتب تفتح له الباب للوصول إلى قراءة متون الصحاح والسنن والمسانيد بحسب القدرة والإستطاعة .
ولا يستغني عن أصول علم الحديث رواية ودراية من كتبها المشهورة المعتبرة كنخبة الفكر مع شرحها نزهة النظر وقصب السكر وغيرها من الكتب المعاصرة .

وفي كتب التاريخ والسير : يبدأ بقراءة مختصر السيرة النبوية للشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ ثم بأصلها لابن هشام وهكذا يقرأ ما كتبه شيخ الإسلام بن القيم في هذا الفن في زاد المعاد ، ثم ينتقل إلى المطولات من كتب التاريخ والسير وأشملها مما هو بين أيدينا البداية والنهاية لابن كثير والكامل لابن الأثير ـ رحمهما الله ـ .
وفي فن الفقه : يحسن البدأ بآداب المشي إلى الصلاة إن وجدت وهي للشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ ثم كتاب العدة شرح العمدة في فقه إمام السنة أحمد بن حنبل ـ رحمه الله ـ تأليف بهاء الدين عبد الرحمن بن ابراهيم المقدسي ـ رحمه الله ـ ثم الإحكام شرح أصول الأحكام لعبد الرحمن بن محمد قاسم النجدي ، ثم الروض مع حاشية المذكور ، ثم يتدرج في كتب شروح هذا الفن كالخرقي وشرحه المغني ، ونحو ذلك مما يحتاج إليه من كتب المذاهب الأربعة لا سيما إذا كان أهلا للبحث والنظر .
وفي كتب أصول التفسير يكتفي بكتاب الإتقان للحافظ السيوطي وكتاب البرهان للعلامة الزركشي والمقدمة لشيخ الإسلام بن تيمية وهناك كتب معاصرة يلتمسها الطالب للإستفادة منها .
وفي أصول الفقه يبدأ بقراءة نظم الورقات للجويني ، فروضة الناظر وشرح مختصرالروضة ، وإرشاد الفحول ، وغيرها من كتب هذا الفن .
وفي كتب النحو والصرف يكون البدأ بالآجرومية، ثم ملحة الإعراب للحريري ، فقطر الندى لابن هشام ، ثم ألفية ابن مالك مع شرحها لابن عقيل ، وهكذا ينتقل إلى المطولات بحسب القدرة والحاجة .
وقبل هذا ومعه العناية بكتاب الله تلاوة وحفظا حتى يحقق طالب العلم معنى قول الله عز وجل : (( الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حقّ تلاوته )) [ البقرة : من الآية 121 ] . وقوله ـ تبارك وتعالى ـ : (( إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا ممّا رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور )) [ فاطر : 29 ] .
وفي كل ذلك فإنه يجمل بالسالك في طريق الطلب أن تكون علاقته بأشياخه قائمة واستشارته إياهم دائمة ، وليحذر أن يكون كتابه هو شيخه فتلك طريق الخطأ والزلل ومظنة فحش الغلط والخطأ ، وقديما قيل من دخل في العلم وحده خرج وحده ، والمعنى أن من دخل في طلب العلم بلا شيخ خرج منه بلا علم ، وما ذلك إلا لأن الأصل في طلب العلم هو تلقيه من أفواه ذويه ، إذ العلم بمنزلة الصنعة وحملته بمنزلة الصناع ولابد للجاهل بصنعة ما من عالم بها يعلمه إياها .
ولا يفوتني أن أنبه هنا عن شرف الرحلة في طلب العلم عند الحاجة إلى ذلك ، حقا إن الرحلة في طلب العلم الشرعي الشريف ووسائله طريق مألوف لسلفنا الصالحين وكل من تأسى بهم في محبة العلم وإجلال العلماء ، وهي في نفس الوقت عمل جليل كثر فيه تنافس العلماء الأولين طمعا منهم في الوعد الصادر ممن لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم حيث قال :" من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة " رواه البخاري وغيره من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه ، وفي رواية :" ما سلك عبد طريقا يقتبس منه علما إلا سلك الله به طريقا إلى الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا عنه ، وإنه ليستغفر للعالم من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في البحر " . وجاء في حديث صفوان بن عسال الذي قال فيه : " أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله ، إني جئت أطلب العلم ، فقال : مرحبا يا طالب العلم ، إن طالب العلم لتحفه الملائكة وتظله بأجنحتها ثم يركب بعضهم بعضا حتى يلمسوا سماء الدنيا من حبهم لما يطلب " .
وكم لهذين الحديثين من نظائر تدل على هذا المعنى بمنطوقها ، أعني : الترغيب العظيم في الرحلة في طلب العلم والتشويق الكريم الباعث على الصبر على تجشم المصاعب في سبيل نيل أغلى المطالب ، ألا وهو العلم الشرعي الشريف الذي تحيا به القلوب وتطمئن به النفوس ، ومن ثم تعرف إلهها العظيم وفاطرها السميع العليم رب السموات والأرض ورب العرش الكريم ، فتقدره حق قدره وتفرده بالعبادة وحده دون سواه مخلصة له الدين ترجو ثوابه وتخشى عقابه : (( ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين )) [ الأنعام : من الآية 62 ] . ولقدعرف أسلافنا الأوائل وأتباعهم من أولياء الله الصالحين قدر الرحلة في طلب العلم فرحلوا رجالا وركبانا وبرا وبحرا في طلبه غير مبالين ببعد المكان ومشقة السفر ، وذلك دليل على مدى فهمهم لعظم شأن العلم وجلالة قدره ، وأن أمم الأرض لا يطيب عيشها ولا تصفو حياتها ولا تبصر طريق مرضاة خالقها ومولاها إلا بالعلم الشرعي الشريف ، وبدونه لا طيب للعيش ولا صفاء للحياة ولا معرفة لطريق الحق الموصلة إلى الله . فهذ جابر بن عبد الله رحل من المدينة إلى الشام ليسمع حديثا واحدا من أخيه عبد الله بن أنيس حيث قال جابر :" بلغني حديث عن رجل سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتريت بعيرا ثم شددت عليه رحلي فسرت إليه شهرا حتى قدمت عليه الشام ، فإذا عبد الله بن أنيس فقلت للبواب قل له جابر على الباب فقال : ابن عبد الله ؟ قلت : نعم ، فخرج يطأ ثوبه فاعتنقني واعتنقته فقلت : حديث بلغني عنك أنك سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم في القصاص فخشيت أن تموت أو أموت قبل أن أسمعه ، فقال ابن أنيس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " يحشر الناس يوم القيامة أو قال العباد عراة غرلا بهما . قال : قلنا : وما بهما ؟ قال : ليس معهم شيء ثم يناديهم بصوت يسمعه من قرب : أنا الملك ، أنا الديان ، ولا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وله عند أحد من أهل الجنة حق اقصه منه ، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عنده حق حتى أقصه منه حتى اللطمة قال : قلنا : كيف وإنا إنما نأتي الله عز وجل عراة غرلا بهما ؟ قال : بالحسنات والسيئات "
هذا يا أخي الكريم وكم للعلماء الأجلاء قديما وحديثا من رحلات في الأقطار من أجل طلب العلم والتوسع في فنونه والتدوين لكتبه والبحث عن أوعيته في مشارق الأرض ومغاربها كما تحدثت عن ذلك كتب التأريخ والتراجم بما لا مزيد عليه ،فراجعها إن شئت والله يحفظك ويعينك ويتولاك إنه خير حافظا وهو أرحم الراحمين وهو مع المؤمنين ويتولى الصالحين .
ويطيب لي أن أختم جواب هذا السؤال بأبيات لها علاقة متينة به وصلة قوية ببعض معانيه فأقول :

يا سائلا عن طريق العلم ملتمسا ـ ـ ـ تبيانه راغبا في فضله العمــــم
وباحثا جـــاهدا للخيــر مقــتبسا ـ ـ ـ يؤويك ربي عظيم الشأن والنعم
قدم وجوبا علوم الشرع إن بها ـ ـ ـ بين نهج العلى من موجب النـقم
وبـالأهم المـــهم ابدأ لتـــحرزه ـ ـ ـ والنص قدم كذا الإجماع فاحتـرم
وأخر الرأي كل الـرأي تتــركه ـ ـ ـ إن جاء نص من الوحيين فالتزم
ما العــلم إلا كتاب الله أو أثـــر ـ ـ ـ يضيء دوما لأهل الأرض كلــهم
ما ثم علم سوى هذا ولا قصص ـ ـ ـ يبدد الجـهل والأسواء بالحـــكم
وما استمد من الوحيين نعرضه ـ ـ ـ عليــها حــكما فافـــهم ولا تـهم
ومنهج (1) الخير لا تبغي به بدلا ـ ـ ـ إن المناهج (2) قد صالت بلا ندم
وحــامل الـعلم إن تحسن سريرته ـ ـ ـ يظفــر بذخر ألا طـــوبى لمقتسم
والرب صلى وأهل الأرض قاطبة ـ ـ ـ ورقعة الأرض من فيها من الأمم
على الـذي ينشر العلم القويم فقد ـ ـ ـ رقى على الكل في دين وفي قيــم
يــكفيه فــضلا بــأن الله يـــرفعه ـ ـ ـ بفـــضله الجـم في الجنــات والنعم
والحمد لله في سر وفي علن ـ ـ ـ وعز ربي إله اللوح والقلم
ثم الصلاة على الهادي مباركة ـ ـ ـ ما رفرف البرق بالأضواء في الظلم
معها سلام كعد الودق أبعثه ـ ـ ـ مع الكرام إلى المختار ذي القيم
واآل والصحب نهديهم تحيتنا ـ ـ ـ نعم الهداة دعاة الحق والشيم

(1) : أعني به المنهج السلفي
(2) : أعني بها المناهج التي تخالف المنهج السلفي في قليل أو كثير

كتب الجواب : الفقير إلى عفو ربه التواب
زيد بن محمد بن هادي المدخلي
1419/8/10هـ

المصدر :
الأجوبة السديدة على الأسئلة الرشيدة تأليف فضيلة الشيخ زيد بن محمد بن هادي المدخلي حفظه الله [ ج 6 ص 477 ] .

تعليمية

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




جزاك الله خيــرا على هذا الإ نجــــاز المتميز , وشكرا جزيلا لك.




طبت و طاب منقولك

بارك الله فيك و جزاك خيرا

بانتظار المزيد




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.