التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

مكتبتان للشيخين عبد الحميد الجهني و يحيى الحجوري حفظهما الله

تعليمية تعليمية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله أما بعد:

فهذه مكتبتان للشيخين:

1. أبو مالك عبد الحميد الجهني حفظه الله
2. يحيى الحجوري حفظه الله

والملفات خاصة بالمكتبة الشاملة

حمل من هنا

الحجم 4.2 ميغابايت

منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




التصنيفات
رموز و شخصيات

عبد الحميد بن باديس تعريف مختصر

ولد الامام عبد الحميد بن باديس سنة 1889 بقسنطينة بالجزائر من أسرة معروفة بالعلم والجاه تعلم القرأن وحفظه في سن 13 سنة من عمره على يد الشيخ حمدان الونيسي سافر الى تونس سنة 1908 حيث واصل تعليمه العالي في جامعة الزيتونة وفي سنه 1913عاد الى الجزائر أين بدأنشاطه كمدرس في جامع الأخضر واهتم بنشر العلم والدين ___ سافر الى البقاع المقدسة ليؤدي فريضة الحج وهناك تعرف على الشيخ الابراهيمي ___ باشر عمله ونشاطه الاصلاحي جاعلا من المسجد منطلقا فاهتم بتعليم الصغار وتوعية الكبار واتخد من الصحافة وسيلة أخرى لنشر الوعي الديني والسياسي حارب الخرافات والبدع ورفض فكرة الادماج أي ادماج الجزائر بفرنسا في وقت الاحتلال الفرنسي وأعتبر كل من تجنس بالجنسية الفرنسية مرتدا ___اذالك ظهرت اشرافه عدة مجلات منها المنفد1925 والشهاب و البصائر وعمل على تفسير القرأن الكريم وفي سنة 1931 كان من البارزين في تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ___ كان عبد الحميد بن باديس مفكرا ومرشدا ومربيا سخر كل طاقاته المادية والبشرية لاصلاح أحوال المجتمع الجزائري وللحفاظ على الهوية الجزائرية الاسلام ديننا والعربية لغتنا والجزائر وطننا ___ تصدى لفكرة الادماج عن طريق اصدار الفتاوى ونجح في بناء جيل ساهم بقوة في ثورة نوفمبر1954 توفي الامام في 16 أفريل 1940 وأعتبر هدا اليوم 16 أفريل يوم العلم لاحياء ذكرى وفاة أحد أبناء وأبطال هذه الأرض الحبيبة الغالية الجزائر رحمه الله وأسكنه فسيحه جناته وعاشت الجزائر حرة مستقلةتعليمية




[بارك الله فيكم




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




جزاك الله خيرا.




بارك الله فيك وفي قلمك بالتوفيق
وننتظر المزيد من ابداعاتك




بارك الله فيك أختي الفاضلة على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق




التصنيفات
رموز و شخصيات

عبد الحميد بن باديس


د الحميد بن باديس في 05ديسمبر 1889 بقسنطينة من عائلة ميسورة الحال تعود أصولها إلى بني زيري التي ينتمي إليها مؤسس مدينة الجزائر بولكين بن منّاد ، تلقى تعليمه الأول بمدينة قسنطينة على يد الشيخ حمدان لونيسي و حفظ القرآن الكريم في صغره .انتقل بن باديس سنة 1908 إلى تونس لمواصلة تعليمه بجامع الزيتونة ، وبه تتلمذ على يد الشيخ الطاهر بن عاشور ، وتحصّل بعد 04 سنوات على إجازة الزيتونة . ومن تونس رحل إلى الحجاز لأداء فريضة الحج و استقر بالمدينة المنورة أين التقى معلمه الأول حمدان لونيسي و هناك واصل تلقي العلم حتى حاز درجة العالم ، و في طريق عودته إلى الجزائر عرّج على القاهرة و بها تتلمذ على يد الشيخ رشيد رضا .

2- النشاط الإصلاحي
بعد استقراره بقسنطينة بدأ الشيخ عبد الحميد بن باديس مهمته الإصلاحية بعد أن نضج وعيه الإسلامي و تأثر بأفكار الجامعة الإسلامية ، و أدرك أن طريق الإصلاح يبدأ بالتعليم لأنه لا يمكن للشعب الجاهل أن يفهم معنى التحرر و محاربة الاستعمار ، لذلك باشر بن باديس تأسيس المدارس و تولّى بنفسه مهمة التعليم ، و ركزّ على تعلم الكبار بفتح مدارس خاصة بهم لمحو الأمية ، كما اهتم بالمرأة من خلال المطالبة بتعليم الفتيات إذ أنشأ أول مدرسة للبنات بقسنطينة سنة 1918 ، واعتبر تعليم المرأة من شروط نهضة المجتمع لكن تعليم المرأة لا يعني تجاوز التقاليد و الأخلاق الإسلامية .وسع بن باديس نشاطه ليفتتح عدة مدارس في جهات مختلفة من الوطن بتأطير من شيوخ الإصلاح أمثال البشير الإبراهيمي و مبارك الميلي و غيرهم …كما ساهم في فتح النوادي الثقافية مثل نادي الترقي بالعاصمة ، وساعد على تأسيس الجمعيات المسرحية و الرياضية .
3- منهجه في الإصلاح
اعتمد بن باديس على عقلية الإقناع في دعوته إلى إصلاح أوضاع المجتمع ، وحارب الطرقية و التصوف السلبي الذي أفرز عادات و خرافات لا تتماشى و تعاليم الإسلام الصحيحة ، كما نبذ الخلافات الهامشية بين شيوخ الزوايا و دعا إلى فهم الإسلام فهما صحيحا بعيدا عن الدجّل و الشعوذة ورفض التقليد الأعمى و الارتباط بالإدارة الاستعمارية و قد اختصر مشروعه الإصلاحي في : "الإسلام ديننا ، و العربية لغتنا و الجزائر وطننا." . وقد وقف في وجه دعاة الاندماج و قاومهم بفكره و كتاباته ومحاضراته ، وعبّر عن أرائه في جريدة الشهاب و المنتقد و البصائر و اهتم بن باديس بنشر الثقافة الإسلامية من خلال بناء المدارس و المساجد و توسيع النشاط الدعوي والثقافي والصحافي، لذلك عمل مع أقرانه من أمثال الشيخ البشير الإبراهيمي، العربي التبسّي والطيب العقبي على تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في 05 ماي 1931 وانتخب رئيسا لها إلى غاية وفاته في 16 أفريل 1940، وهو في الواحدة والخمسين من عمره .شارك ضمن وفد المؤتمر الإسلامي سنة 1936 وسافر إلى باريس لتقديم مطالب المؤتمر إلى الحكومة الفرنسية، وبعد العودة ألقى خطابا متميزا في التجمع الذي نظمه وفد المؤتمر بتاريخ 02أوت 1936 لتقديم نتائج رحلته، وقد كان خطاب عبد الحميد بن باديس معبّرا عن مطالب الجزائريين




اتمنا ان يعجبكم




شكرا لك على موضوع




العفو اختي حلوم




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




بارك الله فيگ اختى
إن
هذه
الأمة
الجزائرية الإسلامية ليست هي فرنسا، ولا يمكن أن تكون
فرنسا، ولا تريد أن
تصير
فرنسا، ولا تستطيع أن تصير فرنسا ولو
أرادت… بل هي أمة بعيدة عن فرنسا كل
البعد.. في لغتها، وفي أخلاقها،
وفي دينها

صدق عبد الحميد بن باديس




السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته :
بارك الله فيك




التصنيفات
السنة الثالثة ثانوي

خطاب عبد الحميد بن باديس ومصالي الحاج

تعليمية تعليمية
خطاب الشيخ عبد الحميد بن باديس

أيها الشعب الجزائري التاريخي القديم المسلم الصميم، كلمة الله، وإرادة الله، وقوته من قوة الله، أو ليست منذ شهر كوّنت مؤتمرا كما ينبغي أن يكون جلالا وروعة، فذلك مجلى إرادتك، ومظهر قوتك، و كوّنت هذا الوفد الكريم فحملته مطالبك، فاضطلع بها وأدى الأمانة في ثمانية أيام وهي لا تؤدّى إلا في أضعاف ذلك من الأيام وفد لعمر الله مثّلك في قوتك، وإرادتك، وحياتك، وكرامتك، وفد متعاون متساند. زار الوزارات والأحزاب و أرباب الصحف، فعّرفك إليها، ورفع إليها صوتك، ولقد كدت تكون أيها الشعب مجهولا عندهم تمام الجهل، لكن بأعمالك العظيمة، وبما قام به الوفد، صرت معلوما لدى من يعرف الحق، و يحترم الكريم، وينصف المظلوم.
أيها الشعب، إنك بعلمك العظيم لشريف برهنت على أنك شعب متعشق للحرية، هائم بها، تلك الحرية التي ما فارقت قلوبنا منذ كنا الحاملين للوائها. و سنعرف كيف نعمل لها و كيف نحيا و نموت لأجلها.
إننا مددنا إلى الحكومة الفرنسية أيدينا و فتحنا قلوبنا، فإن مدت إلينا يدها، وملأت بالحب قلوبنا فهو المراد، وإن ضيعت فرنسا فرصتها هذه فإننا نقبض أيدينا، ونغلق قلوبنا فلا نفتحها إلى الأبد.
أيها الشعب، لقد عملت و أنت في أول عملك، فاعمل، ودم على العمل، و حافظ على النظام، واعلم أن عملك هذا على جلالته، ما هو إلا خطوة ووثبة، ووراءه خطوات ووثبات، و بعدها إما الحياة وإما المماة"

تعليمية تعليمية

تعليمية تعليمية
خطاب مصالي الحاج في المؤتمر الإسلامي

سادتي .إخواني.
باسم نجم إفريقيا أحييّكم تحية الأخوة، وأحمل إليكة تضامن مائتي ألف شمال إفريقي يقيمون في فرنسا. واحتراما للغتنا الوطنية اللغة العربية التي كلنا نعتز بها، ونعجب بها.. و أيضا تقديرا لنبل هذا الشعب الجزائري الشجاع الكريم، فقد أردت أن أعبر أمامكم بعد نفي دام اثني عشر سنة بلغتي الأم.
أنا سعيد وجد راض إذ أتمكن اليوم من عقد اتصال رسمي بكم، و أستغل الفرصة التي أتيحت لي كي أقول لكم بأني سعيد و متأثر بوجودي على أرض الأجداد، و لكي أقول لكم: كم أنا متألم في قرارة نفسي لابتعادي عن وطني منذ مدة.
إخواني الأعزاء.
باسم نجم شمال إفريقيا قدمت للمشاركة في هذا الاجتماع الكبير لكي أشرك منظمتنا في هذا المظاهراة الضخمة. إن نجم شمال إفريقيا و كفاحه الذي قاده منذ عشر سنوات دفاعا عن مصالح الشعب الجزائري، و مع ذلك فإني سأغتنم هذه الفرصة التي اجتمعتم فيها بكثرة، بل بالآلاف لكي أذكر لكم بعض التفاصيل عن الدور الذي لعبـه، ومن الواجب علي أن أقول بأن المعركة كانت صعبة و مريرة.
وتحت حكومات من أكثر الحكومات رجعية، و في الوقت الذي كان فيه الناس في بلادنا صامتين، و تحت حكم استثنائي كان نجم شمال لإفريقيا هو الوحيد الذي تجرّأ على رفع الصوت للاحتجاج ضد كل سوء استعمال للسلطة و الظلم و الإجحاف، و ليقول أمام العالم: إن الجزائر تمت.. وأنها بإرادة أبنائها تريد أن تعيش حرة و سعيدة. و هذه الجرأة هي التي جرّت على مناضلي النجم المشاق التي لا مثيل لها، كما جرّت عليهم أكثر أنواع الحقد عنصرية.
لا لأننا كنا بباريس مدينة ثورة 1489 كنا في حماية من القمع الذي أحدث تدميراته في الجانب، و في الجانب الآخر من حوض البحر الأبيض المتوسط..لقد كنا على استعداد حين علمنا بأن المظالم، و مساوئ الاستعمار تمارس فوق الأرض الجزائرية .. بمجرد أن علمنا أسمعنا الصوت المكبوت لشعب يصرخ و ينادي الإنسانية لإغاثته.
لقد صدرت ضدنا أحكام بالسجن لمدة سنوات، مع التغريم بآلاف الفرنكات، و قد عرفنا النفي و التهجير، ولم يسلم أحد خلال هذا الكفاح .. و هناك أشخاص طردوا من معامل " سيطروان" و"رونو"لأنهم أعضاء بنجم شمال إفريقيا.. هناك عاطلون حرموا من المنح المقررة للعاطلين عن العمل بسبب أنهم حضرو اجتماعات منظمتنا.
إخواني. أخواتي.
بما أنني لاحظت في هذا التجمع و جود النساء جئن ليسمعن صوت الشعب يجب أن أقول لكم بأننا إذا غادرنا بلدا بحثا – تحت أي مناخ – عن الخبز و الحرية التي حرمنا منها في بلدنا، فإننا و جدنا في باريس بلدية مختلطة يوجد على رأسها قايد بشوّاشه.
و حتى هذا اليوم، و تحت حكومة الجبهة الشعبية، مازلنا نتعرض لسلسلة من الإجراءات الخاصة و القوانين الاستثنائية في قلب باريس. وهي اجراءات و قوانين لا تستعمل إلا ضدنا نحن فقط. في قلب باريس..هناك مستشفى بوبيني، و هو مستشفى خاص بنوع من الأمراض يبعث إليه كل العرب، وكأن بهم جميعا جربا يعدي الإنسانية.. نحن في كل الظروف، و في كل الأحوال كافحنا من أجل الحرية، ومن أجل إخواننا المحرومين.
من أجل ذلك اتهمونا أكثر من مرة بكوننا شيوعيين، و هابيين، و عملاء ألمانيا، و عملاء موسكو، وغيرهما من البلدان، ونحن نقول لكم بأننا لم نكن عملاء لا لهؤلاء، و لا لأولئك، لأننا كنا و مازلنا و سنظل دائما عملاء لخدمة للشعب الجزائري..لقد عزمنا على تحمل كل التضحيات من أجل أن تكون الجزائر حرة و مزدهرة و متعلمة.
و نخبركم بأننا أيضا توجهنا إلى وزارة الداخلية، وقدمنا للسيد راؤول أوبو (RAOUL AUBAUD) نائب كاتب الدولة قائمتين بالمطالب، إحداهما تخص الجزائريين المقيمين في فرنسا، و الأخرى تخص الشعب الجزائري، ونخبركم أيضا بأننا علمنا و سررنا بانعقاد المؤتمر الذي انعقد في بداية جوان بالعاصمة، وقد أيدناه رغم ملاحظتنا عليه ضعفه و تسرّعه. و عند وصول الوفد الجزائري ( إلى باريس ) المنبثق عن المؤتمر، سارعنا إلى تحيته والاتصال به، و تبادل الآراء معه حول مشكل بلادنا. ورغم موافقتنا و تأييدنا، بل وتهنئتنا لمنظمي هذا المؤتمر الذي سيكون نقطة تحول في تاريخ الجزائر ، فإننا نقول لكم بصراحة بأنه يجب علينا اليوم أن نقدم لكم توضيحات نراها ضرورية بدون شك. نحن نوافق على المطالب العاجلة التي هي في الواقع متواضعة و شرعية، و التي نصّ عليها ميثاق مطالب المؤتمر الذي قدم على الحكومة الجبهة الشعبية، و إننا سنؤيدها بكل قوانا حتى نراها منجزة، رغم ضعفها، لأن المطالب الطفيفة قد تنفع في النقاط الهامة حين تساعد على التخفيف من هذه التعاسة الشعبية.

و هنا ألتزم باسم منظمتي و أمام الشيخ الجليل عبد الحميد بن باديس أن أعمل كل ما في وسعي لتأييد هذه المطالب،وخدمة القضية النبيلة التي ندافع عنها جميعا، لكنا نقول بصراحة و بشكل لا يقبل التراجع بأننا نتبرّأ من ميثاق المطالب بخصوص إلحاق بلادنا بفرنسا، وبخصوص التمثيل البرلماني. و الواقع، إن بلادنا اليوم ملحقة بفرنسا إداريا، وهي تابعة لسلطتها المركزية، ولكن هذا الإلحاق كان نتيجة غزو فظيع، تلاه احتلال عسكري يقوم اليوم على الفليق التاسع عشر . و الشعب لم يوافق عليه أبدا.
أما الإلحاق الذي نصّ عليه ميثاق المطالب فهو مطلوب إداريا باسم مؤتمر يقولون عنه إنه يمثل الشعب الجزائري . ومن ثمة فهناك فرق أساسي بين إلحاق لبلادنا حصل رغم إرادتنا ، و إلحاق إرادي مقبول عن طيب خاطر في المؤتمر الذي انعقد في السابع من جوان بالجزائر العاصمة ( مؤتمر مغلق لمدة ثلاث ساعات).
إننا أيضا أبناء الشعب الجزائري، و لن نقبل أبدا أن تكون بلادنا ملحقة ببلاد أخرى رغم إرادتها ، فنحن لا نستطيع مهما كانت الظروف أن نراهن على المستقبل الذي هو أمل الحرية الوطنية للشعب الجزائري .
إن هذا المستقبل يخص الجيل الصاعد. فهو و حده الذي يملك الحق في تقرير مصيره و قدره ونحن أيضا ضد التمثيل البرلماني لأسباب عديدة .إننا نؤيد إلغاء المجالس المالية ، ومنصب الوالي العام. ونقف مع إنشاء برلمان جزائري منتخب عن طريق الاقتراع العام بدون تمييز في العنصر أو في الدين.إن هذا البرلمان الوطني الجزائري الذي يتكون من عين المكان، سيعمل تحت مراقبة الشعب المباشرة، و من أجل الشعب. و نحن نعتقد من جهتنا بأن هذه هي الوسيلة الوحيدة التي تسمح للشعب الجزائري بأن يعبر عن نفسه بحرية و بصراحة بعيدا عن كل الضغوط والمناورات الإدارية.
إنه لا يمكنني في هذا الوقت القصير أن أقول لهذا الشعب الكريم في الجزائر كل ما يجب أن أقوله، خاصة و أني تجاوزت الوقت الذي حددته لي اللجنة المحترمة، بينما يجب أن ألفت انتباهكم طالبا من إخواني أن يتفهموا و أن يفكروا و أن يتأملوا جيدا، و بدون طيش في مشكل بلدنا المطروح أمامكم. و رغم أني متعب و منهك من سفرة شاقة، لأني نزلت الآن من الباخرة، فإني لا أغادر المنصة قبل أن أعبر لكم عن فرحتي و تأثري بوجودي بينكم، فوق تراب وطني.
و أخيرا، قبل أن أختتم تدخلي، أشكر اللجنة المحترمة التي أتاحت لي التكلم من هذه المنصة. سمعت منذ هنيهة الخطباء الذين سبقوني بأنهم قوبلوا باحترام و حفاوة في فرنسا من طرف حكومة الجبهة الشعبية.. لا أناقش، و لا أقلل من قيمة الجو الذي دارت فيه هذه اللقاءات، لكني أقول بأن على الشعب الجزائري أن يكون يقظا. إنه لا يكفي أن يرسل وفدا، و أن يتقدم بمطالب، ثم ينخدع بالاستقبالات منتظرا أن تتحقق الأمور تلقائيا.
إخواني.. لا يجوز النوم على الأذنين ظنا بأن الأعمال كلها انتهت، بل هي الآن ابتدأت.
يجب أن تنتظموا.. أن تتوحدوا في منظماتكم لتكونوا أقوياء، و لتكونوا محترمين وليسمع صوتكم القوي وراء البحر الأبيض المتوسط. من أجل الحرية و من أجل نهضة الجزائر تجمعوا أفواجا حول تنظيمكم الوطني نجم شمال إفريقيا الذي سيدافع عنكم و يقودكم في طريق التحرّر."

تعليمية تعليمية




بارك الله فيك و حفضك
لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحبه لنفسه




اسمح لي ابدي اعجابي بقلمك وتميزك واسلوبك الراقي وتالقك




merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiii iiii




شكرا وبارك الله فيك
جزاك الله كل خير
تحياتي الخالصة




التصنيفات
العلوم الاقتصادية والتجارية

محاضرات في الاقتصاد الكلي د.هدى خيري عبد الحميد

محاضرات في الاقتصاد الكلي
د.هدى خيري عبد الحميد

تعليمية

رابط التحميل:




This Account has been Closed . please contact – 002 01284535816 / 002 01008189175




التصنيفات
القران الكريم

القول الحسن ﴿وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ للشيخ عبد الحميد بن

تعليمية تعليمية

القول الحسن ﴿وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ للشيخ عبد الحميد بن باديس

القول الحسن
﴿وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [الإسراء : 53]
اللسان أداة البيان ، وترجمان القلب والوجدان ، والكلام به يتعارف الناس ويتقاربون ، وبه يتحاجون ويتفاوضون ، ولولاه لما ظهرت ثمرات العقول والمدارك ، ولما تلاقحت الأفكار والمشاعر ، ولما تزايدت العلوم والمعارف ، ولما ترقى الإنسان في درجات أنواع الكمالات ، ولما امتاز على بقية الحيوانات.
فهو رابطة أفراد النوع الإنساني وعشائره وأممه ، وبريد عقله وواسطة تفاهمه . فإذا حسن قويت روابط الألفة ، وتمكّنت أسباب المحبة ، وامتد رواق السلام بين الأفراد والعشائر والأمم ، وتقاربت العقول والقلوب بالتفاهم ، وتشابكت الأيدي على التعاون والتوازر، و جنى العَالَمُ من وراء ذلك تقرر الأمن واطرد العمران . وإذا قبح كان الحال على ضدّ ذلك .
فالكلام السيئ قاطع لأواصر الأخوة ، باعث على البغضاء والنفرة، يبعد بين العقول فتحرم الاسترشاد والاستمداد و التعاون، وبين القلوب فتفقد عواطف المحبة وحنان الرحمة ، وهما أشرف ما تتحلى به القلوب، وإذا بطلت الرحمة والمحبة بطلت الألفة والتعاون ، وحلت القساوة والعداوة، وتبعهما التخاصم والتقاتل ، وفي ذلك كلّ الشرّ لأبناء البشر.
فالمحصل للناس سعادتهم وسلامتهم ، والمبعد لهم عن شقاوتهم وهلاكهم هو القول الحسن ، ولهذا أمر الله تعالى نبيه – صلى الله عليه وسلم – أن يرشد العباد إلى قول التي أحسن فقال تعالى : ﴿ وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾
والعباد المأمورون هنا هم المؤمنون ، لوجهين : الأول أنهم أضيفوا إليه ، وهذه إضافة شرف لا تكون إلا للمؤمنين به . الثاني : أن الذين يخاطبون بهذا الإرشاد ، ويكون منهم الامتثال إنما هم من حصلوا على أصل الإيمان.
والتي هي أحسن : هي الكلمة الطيبة ، والمقالة التي هي أحسن من غيرها ، فيعم ذلك ما يكون من الكلام في التخاطب العادي بين الناس حتى ينادي بعضهم بعضا بأحبّ الأسماء إليه ، وما يكون من البيان العلمي فيختار أسهل العبارات وأقربها للفهم ، حتى لا يحدث الناس بما لا يفهمون فيكون عليهم حديثه فتنة وبلاء ، وما يكون من الكلام في مقام التنازع والخصام فيقتصر على ما يوصله إلى حقه في حدود الموضع المتنازع فيه ، دون إذاية لخصمه ، ولا تعرض لشأن من شؤونه الخاصة به ، وما يكون من باب إقامة الحجة وعرض الأدلّة فيسوقها بأجلى عبارة وأوقعها في النفس ، خالية من السّبّ والقدح ، ومن الغمز والتعريض ، ومن أدنى تلميح إلى شيء قبيح.

وهذا يطالب به المؤمنون سواء كان ذلك فيما بينهم أو بينهم وبين غيرهم ، وقد جاء في الصحيح أنّ رهطا من اليهود دخلوا على النبي – صلى الله عليه وآله سلّم – فقالوا : السام عليكم ، ففهمتها عائشة -رضي الله عنها -، فقالت : وعليكم السام واللعنة . فقال لها رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – : مهلا يا عائشة ! إن الله يحب الرفق في الأمر كلّه . فقالت : ألم تسمع ما قالوا ؟ فقال: قد قلت : وعليكم . فكان الرد عليهم بمثل قولهم بأسلوب العطف على كلامهم ، وهو قوله : وعليكم أحسن من الرد عليهم باللعنة . فقال – صلى الله عليه وسلم – القولة التي هي أحسن ، وهذا هو أدب الإسلام للمسلمين مع جميع الناس.
وأفاد قوله تعالى : (أحسن) بصيغة اسم التفضيل أن علينا أن نتخير في العبارات الحسنة ، فننتقي أحسنها في جميع ما تقدم من أنواع مواقع الكلام. فحاصل هذا التأديب الرباني هو اجتناب الكلام السيئ جملة ، والاقتصار على الحسن ، وانتقاء واختيار الأحسن من بين ذلك الحسن.
وهذا يستلزم استعمال العقل والروية عند كلّ كلمة تقال ولو كلمة واحدة ، فربّ كلمة واحدة أوقدت حربا ، وأهلكت شعبا ، أو شعوبا ، و ربّ كلمة واحدة أنزلت أمنا ، وأنقذت أمة أو أمما.
وقد بين لنا النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – مكانة الكلمة الواحدة من الأثر في قوله : الكلمة الطيبة صدقة ، واتقوا النار ولو بكلمة طيّبة.
و هذا الأدب الإسلامي – وهو التروي عند القول ، واجتناب السيئ ، واختيار الأحسن- ضروري لسعادة العباد و هنائهم . وما كثرت الخلافات ، وتشعبت الخصومات ، وتنافرت المشارب ، وتباعدت المذاهب ، حتى صار المسلم عدوّ المسلم ، والنبي – صلى الله عليه وآله وسلم – يقول : المسلم أخو المسلم ، إلا بتركهم هذا الأدب ، وتركهم للتروّي عند القول ، والتعمّد للسيئ بل للأسوإ في بعض الأحيان .
التحذير من كيد العدو الفتان
﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً ﴾
نزغ الشيطان : وسوسته ليهيج الشر والفساد . وعداوته باعتقاده البغض ، وسعيه في جلب الشر والضر . وإبانته لعداوته بإعلانه لها كما علمنا القرآن.
وهو يلقي للإنسان كلمة الشر والسوء ، ويهيج غضبه ليقوله ، ويهيج السامع ليقول مثلها ، وهكذا حتى يشتدّ المراء ، ويقع الشر والفساد . ولون آخر من نزغه ، وهو أنه يحسن للمرء قول الكلمة التي يكون فيها احتمال سوء ، ويلح عليه في قولها ، ويبالغ في تحسين الوجه السالم منه ، وفي تهوين أمر وجهها القبيح – حتى يقولها ، فإذا قالها أعاد لسامعه بالنزغ يطمس عنه الوجه السالم منها ، ويكبر له الوجه القبيح ، ولا يزال به يثير نخوته ، ويهيج غضبه ، حتى يثور ، فيقع الشر والفساد بينه وبين صاحبه.
فحذر الله تعالى عباده من كيده حتى يحترسوا منه إذا تكلموا وإذا سمعوا ، فيتباعدون عما فيه احتمال السوء فضلا عن صريحه ، ويحملون الكلام على وجهه الحسن عند احتماله له ، ويتجاوزون عن سيئه الصريح ما أمكن التجاوز .
المحاسنة على الحال والظاهر والتفويض إلى الله في العواقب والسرائر
رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً [الإسراء : 54]
أقوى الأحوال مظنة لكلمة السوء هي حال المناظرة والمجادلة ، وأقرب ما تكون إلى ذلك إذا كان الجدال في أمر الدين والعقيدة . فما أكثر ما يضلل بعضٌ بعضا أو يفسقه أو يكفره فيكون ذلك سببا لزيادة شقة الخلاف اتساعا ، وتمسك كلٍّ برأيه ونفوره من قول خصمه ، دع ما يكون عن ذلك من البغض و الشر . فذكّر الله تعالى عباده بأنه هو العالم ببواطن خلقه وسرائرهم وعواقب أمرهم ، فيرحم من يشاء بحكمته وعدله ، فلا يقطع لأحد أنه من أهل النار لجهل العاقبة ، سواء كان من أهل الكفر ، أو من أهل الفسق ، أو من أهل الابتداع ، كما لا يقطع لأحد بالجنة كذلك ، إلا من جاء نصّ بهم .
فلا يقال للكافر عند دعوته أو مجادلته أنك من أهل النار ، ولكن تذكر الأدلة على بطلان الكفر وسوء عاقبته. ولا يقال للمبتدع : يا ضال ، وإنما تبين البدعة وقبحها . ولا يقال لمرتكب الكبيرة : يا فاسق ، ولكن يبين قبح تلك الكبيرة وضررها وعظم إثمها . فتقبح الرذائل في نفسها ، وتجتنب أشخاص مرتكبيها ، إذْ رُبَّ شخص هو اليوم من أهل الكفر والضلال تكون عاقبته إلى الخير والكمال ، وربّ شخص هو اليوم من أهل الإيمان ينقلب- والعياذ بالله- على عقبه في هاوية الوبال .
وخاطب الله تعالى نبيه – صلى الله عليه وسلم – أنه لم يرسله وكيلا على الخلق ، حفيظا عليهم ، كفيلا بأعمالهم . فما عليه إلا تبليغ الدعوة ونصرة الحق بالحق ، والهداية والدلالة إلى دين الله وصراطه المستقيم . خاطبه بهذا ليؤكد لخلقه ما أمرهم به من قول التي هي أحسن للموافق والمخالف فلا يحملنهم بغض الكفر والمعصية على السوء في القول لأهلهما ، فإنما عليهم تبليغ الحق كما بلغه نبيهم – صلى الله عليه وآله وسلم – ولن يكون أحد أحرص منه على تبليغه ، فحسبهم أن يكونوا على سنته وهديه . أحيانا الله عليهما ، وأماتنا عليهما ، وحشرنا في زمرة أهلهما ، آمين .

مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير للشيخ عبد الحميد بن باديس ص/ 150-155 . ط1 . وزارة الشؤون الدينية بالجزائر . 1402هـ

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




جزاك الله كل خير على المجهود
تحياتي الخالصة




التصنيفات
اسلاميات عامة

صلاح التعليم أساس الاصلاح – الشيخ عبد الحميد بن باديس عليه رحمة الله

تعليمية تعليمية


تعليمية
تعليمية
لن يصلح المسلمون حتى يصلح علماؤهم(١- لا يراد بالعلماء في عرف الشرع علماء الدنيا وظواهرها المادية والطبيعية ولا الخبراء في تكنولوجيا وجيولوجيا وأصحاب التقنينات العالية في الأبحاث الفضائية، ولا أهل الاختصاصات في الطب والجراحة من أهل العرفان والدراية، وهذه العلوم وإن كانت مطلوبة التحصيل شرعا ومأمور بتحقيقها في إعداد المسلمين وتقوية شوكتهم إلاّ أنّها ليست مطلوبة لذاتها باستثناء ما كان منها وسيلة إلى العلم الشرعي الذي تعينه النصوص القرآنية والأحاديث النبوية، فحملة العلم الشرعي هو ورثة الأنبياء ورثوا منهم العلم وانطبع على أعمالهم ويدعون الناس إليه، نالوا تلك المنزلة بالاجتهاد والصبر وكمال اليقين قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ﴾[السجدة ٢٤] وقد عبّر عنهم الإمام ابن القيم -رحمه الله- في إعلام الموقعين: (١/٧) بقوله: <هم فقهاء الإسلام، ومن دارت الفتيا على أقوالهم بين الأنام، الذين خصوا باستنباط الأحكام، وعنوا بضبط قواعد الحلال والحرام>)، فإنّما العلماء من الأمّة بمثابة القلب، إذا صلح صلح الجسد كلّه، وإذا فسد فسد الجسد كلّه، وصلاح المسلمين إنّما هو بفقههم الإسلام وعملهم به، وإنّما يصل إليهم هذا على يد علمائهم، فإذا كان علماؤهم أهل جمود في العلم وابتداع في العمل فكذلك المسلمون يكونون، فإذا أردنا إصلاح المسلمين فلنصلح علماءهم.
ولن يصلح العلماء إلاّ إذا صلح تعليمهم، فالتعليم هو الذي يطبع المتعلم بالطابع الذي يكون عليه في مستقبل حياته وما يستقبل من علمه لنفسه وغيره فإذا أردنا أن نصلح العلماء فلنصلح التعليم، ونعني بالتعليم التعليم الذي يكون به المسلم عالما من علماء الإسلام يأخذ عنه الناس دينهم ويقتدون به فيه.
ولن يصلح هذا التعليم إلاّ إذا رجعنا به للتعليم النبوي في شكله وموضوعه في مادته وصورته فيما كان يعلم صلى الله عليه وآله وسلم وفي صورة تعليمه، فقد صح عنه صلى الله عليه وآله وسلم فيما رواه مسلم أنّه قال: (إنّما بعثت معلما)(٢- ليس في صحيح مسلم رواية بهذا اللفظ وإنّما رواها به الدارمي في سننه: (١/٩٩) وابن ماجه: (١/١٠١) والحديث ضعف إسناده العراقي في تخريج الإحياء، والألباني في السلسلة الضعيفة: (١/٢٢) رقم: (١١)، أمّا لفظ مسلم في صحيحه: (٤/١٨٧-١٨٨) رقم: (٣٧٦٣) فقد أخرجه من طريق أبي الزبير عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: (…إنّ الله لم يبعثني معنّتا ولا متَعنِّتا، ولكن بعثني معلِّما ميسِّرا) وأخرجه من نفس الطريق أحمد: (٣/٣٢٨)، والبيهقي: (٧/٣٨))، فماذا كان يعلم؟ وكيف كان يعلم؟
كان صلى الله عليه وآله وسلم يعلم الناس دينهم من الإيمان والإسلام والإحسان كما قال صلى الله عليه وآله وسلم في جبريل في الحديث المشهور: (هذا جبريل جاء ليعلم الناس دينهم)(٣- أخرجه البخاري:(١/١١٤) رقم: (٥٠) في الإيمان، باب: سؤال جبريل من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، ومن طريقه رواه مسلم: (١٠٨) بلفظ: (هذا جبريل أراد أن تعلموا إذا لم تسألوا) والحديث ورد من طريق عمر بن الخطاب وابن عباس وأبي ذر رضي الله عنهم (انظر إرواء الغليل للألباني: (١/٣٢-٣٤)).) وكان يعلمهم هذا الدين بتلاوة القرآن عليهم كما قال تعالى: ﴿إِنّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ البَلْدَةِ الذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْء وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ المُسْلِمِينَ وَأَنْ أَتْلُوَ القُرْآنَ﴾(٤- آية ٩١-٩٢ من سورة النمل)، وبما بينه لهم من قوله وفعله وسيرته وسلوكه في مجالس تعليمه، وفي جميع أحواله، فكان الناس يتعلمون دينهم بما يسمعون من كلام ربهم، وما يتلقون من بيان نبيهم، وتنفيذه لما أوحى الله إليه، وذلك البيان هو سنته التي كان عليها أصحابه والخلفاء الراشدون من بعده وبقية القرون الثلاثة المشهود لهم بالخيرية من التابعين وأتباع التابعين(٥- فهؤلاء وأتباعهم هم أئمة السنة وأهل الحديث والآثار هم صفوة الأمة وخيرتها لما أظهروه من قدرة على التمييز بين صحيح السنة وسقيمها، ولما عرفوا بشدة اتباعهم للسنة وحرصهم على تطبيقها فكانوا الحجة على النّاس في كلّ زمان ومكان، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في معرض تعيين الفرقة الناجية: <وبهذا يتبين أنّ أحق النّاس بأن تكون هي الفرقة الناجية أهل الحديث والسنة، الذين ليس لهم ينبوع يتعصبون له إلاّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهم أعلم النّاس بأقواله وأحواله، وأعظمهم تمييزا بين صحيحها وسقيمها، وأئمتهم فقهاء فيها وأهل معرفة بمعانيها واتباعا لها: تصديقا وعملا وحبا وموالاة لمن والاها ومعاداة لمن عاداها، الذين يروون المقالات المجملة إلى ما جاء من الكتاب والحكمة، فلا ينصبون مقالة ويجعلونها من أصول دينهم، وحمل كلامهم إن لم تكن ثابتة فيما جاء به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، بل يجعلون ما بعث به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من الكتاب والحكمة هو الأصل الذي يعتقدونه ويعتمدونه>(مجموع الفتاوى: ٣/٣٤٧)).
وإذا رجعت إلى موطأ(٦- هم أبو عبد الله مالك بن أنس بن أبي عامر الأصبحي الحمري المدني، إمام دار الهجرة، وأحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة، وإليه تنسب المالكية، وهو أحد أئمة الحديث وأدقهم في عصره، مناقبه كثيرة ومتعددة، له مصنفات أشهرها كتاب: "الموطأ" ورسالته في القدر والرد على القدرية وكتابه في النجوم ومنازل القمر، ورسالة في الأقضية، وأخرى إلى الليث بن سعد في إجماع أهل المدينة، توفي رحمه الله سنة: ١٧٩ﻫ. (انظر ترجمته في: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم: ١/١١، ترتيب المدارك للقاضي عياض: ١/١٠٢، طبقات الفقهاء للشيرازي: ٦٧، سير أعلام النبلاء للذهبي: ٨/٤٨، الديباج المذهب لابن فرحون: ١١، انظر المزيد من مصادر ترجمته على هامش مفتاح الوصول للتلمساني بتحقيقي: ٣٠٧)) مالك سيد أتباع التابعين، فإنّك تجده في بيان الدين قد بنى أمره على الآيات القرآنية، وما صح عنده من قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفعله، وما كان من عمل أصحابه(٧- هذه من أصول المذهب المالكي، وقد نص القرافي في تنقيح الفصول(١٨) على أنّ أدلة مالك رحمه الله هي: <القرآن والسنة وإجماع أهل المدينة والقياس وقول الصحابي والمصلحة المرسلة والعرف والعادة وسد الذرائع والاستصحاب والاستحسان>، وحصرها الشاطبي في الموافقات: (٣/٣٤٥) في أربعة: الكتاب والسنة والإجماع والرأي، فهو يعتبر عمل أهل المدينة من قبيل السنة، وأمّا الأدلة الأخرى فإنّه يشملها الرأي) الذي يأخذ منه ما استقر عليه الحال آخر حياته. لأنّهم كانوا يأخذون بالأحدث فالأحدث من أمره(٨- وجملة: <أنّ الصحابة كانوا يتبعون الأحدث فالأحدث من أمره> رواها مالك في "الموطإ" :(١/٢٧٥)، ومسلم: (٧/٢٣١)، من قول ابن عباس رضي الله عنهما، وفيه قصة. لكن الذي جزم به البخاري في صحيحه (٨/٣) أنّها زيادة مدرجة من قول الزهري، قال الحافظ في "الفتح" (٤/١٨١): <وظاهره أنّ الزهري ذهب إلى أنّ الصوم في السفر منسوخ ولم يوافَـق على ذلك>. وقد ترجم ابن خزيمة بابا بيانا للإدراج بقوله: <باب ذكر البيان على أنّ هذه الكلمة: "إنّما يؤخذ بالآخر" ليس من قول ابن عباس رضي الله عنهما> (صحيح ابن خزيمة: ٣/٢٦٢))، وكذلك إذا رجعت إلى كتاب: «الأمّ» لتلميذ مالك، الإمام الشافعي(٩- هو أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس القرشي المطلبي الشافعي المكي، الإمام المجتهد الفقيه صاحب المذهب وتلميذ مالك -رحمه الله-، مناقبه عديدة وله مصنفات منها: "الرسالة" في أصول الفقه، و"الأم" في الفقه، و"أحكام القرآن" و"اختلاف الحديث"، توفي سنة ٢٠٤ﻫ. (انظر ترجمته في: الفهرست للنديم: (٢٦٣)، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي: ٢/٥٦، وفيات الأعيان لابن خلكان: (٤/١٦٣)، البداية والنهاية لابن كثير: (١٠/٢٥١)، طبقات الحفاظ للسيوطي: (١٥٨)، وللمزيد من مصادر ترجمته انظر هامش الوصول للتلمساني: ٣٨٠))، فإنّك تجده قد بنى فقهه على الكتاب وما ثبت عنده من السنة(١٠- قال الشافعي في"الأم"(٧/٢٧٤): <لم أسمع أحدا نسبه للناس أو نسب نفسه إلى علم يخالف في أنّ فرض الله عزّ وجلّ اتباع أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والتسليم لحكمه بأنّ الله عزّ وجلّ لم يجعل لأحد بعده إلاّ اتباعه وأنّه يلزم قول بكل حال إلاّ بكتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنّ ما سواهما تبع لهما> وقال أيضا في "الرسالة" (٣٩): <ليس لأحد أبدا أن يقول في شيء: حَلَّ ولا حَرُم إلاّ من جهة العلم، وجهة العلم الخبر في الكتاب أو السنة أو الإجماع أو القياس>).
وهكذا كان التعلم والتعليم في القرون الفضلى، مبناها على التفقه في القرآن والسنة، روى ابن عبد البر في الجامع عن الضحاك في قوله تعالى: ﴿كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تَعْلَمُونَ الكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ﴾(١١- الآية 79 من سورة آل عمران) قال الضحاك: <حق على كلّ من تعلم القرآن أن يكون فقيها>(١٢- "جامع بيان العلم وفضله" لابن عبد البر: ٢/١٦٧، في باب "رتب الطلب والنصيحة في المذهب"(٢/١٦٦/١٧٥))، وروى عن عمر رضي الله عنه أنّه كتب إلى أبي موسى رضي الله عنه: <أمّا بعد، فتفقهوا في السنة وتفقهوا في العربية>(١٣- أخرجه ابن عبد البر في جامعه (٢/١٦٨) من حديث عمر بن زيد رحمه الله). وقال الإمام ابن حزم(١٤- هو أبو محمد علي بن سعيد بن حزم بن غالب الفارسي الأصل، الأندلسي القرطبي، تفقه على المذهب الشافعي، وانتقل إلى المذهب الظاهري، فكان قمة في علوم الإسلام، يجيد النقل ويحسن النظم والنثر، وكان فقيها مفسرا محدثا أصوليا، وطبيبا أديبا مؤرخا، عاملا بعلمه زاهدا في الدنيا، وترك مؤلفات قيمة منها: "الإحكام في أصول الأحكام" و"المحلى في شرح المحلى بالحجج والآثار"، و"الفصل في الملل والنحل"، و"جمهرة أنساب العرب"، توفي سنة ٤٥٦ﻫ. (انظر ترجمته في: وفيات الأعيان لابن خلكان: (٣/٣٢٥)، جذمة المقتبس للحميدي: (٣٠٨)، بغية الملتمس للضبي: (٤١٥)، الصلة لابن بشكوال: (٢/٤١٥)، سير أعلام النبلاء للذهبي: (١٨/١٨٤)، للمزيد من مصادر ترجمته انظر هامش مفتاح الوصول للتلمساني: ٦٢٠)) في كتاب الإحكام -وهو يتحدث عن السلف الصالح كيف كانوا يتعلمون الدين-: <كان أهل هذه القرون الفاضلة المحمودة -يعني القرون الثلاثة- يطلبون حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم والفقه في القرآن، ويرحلون في ذلك إلى البلاد، فإن وجدوا حديثا عنه عليه السلام عملوا به واعتقدوه> (١٥- "الإحكام" لابن حزم (٦/١١١٣)) ، ومن راجع كتاب العلم من صحيح البخاري(١٦- انظر كتاب العلم من صحيح البخاري: (١٠/١٤٠-٢٣٢)، رقم (٥٩-١٣٤)) ووقف على كتاب جامع العلم(١٧- وهو كتاب مطبوع ومتداول تحت عنوان: "جامع بيان العلم وفضله، وما ينبغي من روايته وحمله" وطبع الطبعة الأولى بتصحيحه وتقييد حواشيه وتقييد حواشيه إدارة الطباعة المنيرية. دار الكتب العلمية بيروت – ثمّ طبع سنة ١٣٩٨ﻫ/١٩٦٨م) للإمام ابن عبد البر(١٨- هو أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري الأندلسي، شيخ علماء الأندلس، وكبير محدثيها وأحفظ من كان فيها في وقته، له تآليف نافعة منها: "التمهيد لما في الموطإ من المعاني والأسانيد" و"الاستيعاب في معرفة الأصحاب"، توفي بشاطبة سنة ٤٦٣ﻫ. (انظر ترجمة في: فهرست ابن خير: ٢١٤، جذوة الاقتباس للحميدي: ٣٩٧، ترتيب المدارك للقاضي عياض: ٢/٨٠٨، سير أعلام النبلاء للذهبي: ١٨/١٥٣، وللمزيد من ترجمته ينظر في هامش مفتاح الوصول للتلمساني: ١٤١)) -عصري ابن حزم وبلديه وصديقه(١٩- وقد ذكر ابن حزم رحمه الله ابن عبد البر رحمه الله في: "جمهرة أنساب العرب" (٣٠٢) بقوله: <الفقيه الأندلسي أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم>، وقال أيضا في حقه: <لا أعلم في الكلام على فقه الحديث مثله فكيف أحسن منه ؟>(الصلة لابن بشكوال: (٢/٦٧٨)، بغية الملتمس للضبي: ٤٩٠) قال الذهبي في سير أعلام النبلاء: (٨/١٦٠) وقيل: <إنّ أبا عمر كان ينبسط إلى أبي محمد بن حزم، ويؤانسه، وعنه أخذ ابن حزم فنّ الحديث>)– عرف من الشواهد على سيرتهم تلك شيئا كثيرا.
هذا هو التعليم الديني السني السلفي، فأين منه تعليمنا نحن اليوم وقبل اليوم منذ قرون وقرون؟ فقد حصلنا على شهادة العالمية من جامع الزيتونة(٢٠- إنّ جامع الزيتونة يتبوأ منزلة خاصة بالنظر لأهميته الدينية والعلمية في تاريخ تونس، وكان منارة للعلم والتعليم على مرّ الزمن يرتحل إليه من مختلف أنحاء المغرب العربي وغيره طلبا للعلم والاستزادة منه، وقد اشتهر جامع الزيتونة المعمور في عهد الحفصيين بالفقيه ابن عرفة التونسي وابن خلدون المؤرخ والمبتكر لعلم الاجتماع، وقد ذكر الوزير السراج في "الحلل السندسية في الأخبار التونسية" (١/٥٥١-٨٢١) جملة من أئمة جامع الزيتونة ومدرسيه من العلماء والمصلحين. هذا، وبغض النظر عن عمارة بنيان الجوامع والمساجد، فإنّه لا يخفى أنّ العبرة فيها بتحقيق عمارة الإيمان القائمة على العلم الصحيح والاعتقاد السليم، والمعرفة الحقة، والقيم الإسلامية السمحة) ونحن لم ندرس آية واحدة من كتاب الله ولم يكن عندنا أي شوق أو أدنى رغبة في ذلك، ومن أين يكون لنا هذا ونحن لم نسمع من شيوخنا يوما منزلة القرآن من تعلم الدين والتفقه فيه ولا منزلة السنة النبوية من ذلك، هذا في جامع الزيتونة فدع عنك الحديث عن غيره ممّا هو دونه بعديد المراحل.
فالعلماء -إلاّ قليلا منهم- أجانب أو كالأجانب من الكتاب والسنة من العلم بهما والتفقه فيهما، ومن فطن منهم لهذا الفساد التعليمي الذي باعد بينهم وبين العلم بالدين وحملهم وزرهم ووزر من في رعايتهم، لا يستطيع -إذا كانت له همة ورغبة- أن يتدارك ذلك إلا في نفسه، أمّا تعليمه لغيره فإنّه لا يستطيع أن يخرج فيه عن المعتاد الذي توارثه عن الآباء والأجداد رغم ما يعلم فيه من فساد وإفساد.
ونحن بعد أن بينا تعليم الدين من سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومن عمل السلف الصالح من أهل القرون الفاضلة المحمودة -ومنهم إمامنا إمام دار الهجرة مالك- فإنّنا عقدنا العزم على إصلاح التعليم الديني في دروسنا حسب ما تبلغ إليه طاقتنا إن شاء الله تعالى.

من آثار الإمام عبد الحميد ابن باديس -رحمه الله-
غرة رجب 1353ﻫ
الموافق لـ: 10 أكتوبر 1934م

تعليمية

الثلاثاء 22 رمضان 1443ﻫ
الموافق ﻟ: 25 أكتوبر 2022م

تعليمية تعليمية




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكِ الله خيرا كثيرا على النقل الطيب و نفع بكِ الإسلام و المسلمين..




اختاه اخترت فابدعت
موفقة بحول الله




ماشاء الله إبداع وتفوق ، اجتهاد وإفادة

مرة أخرى أشكرك واقول لك بارك الله فيك وجزيتي خيرا على المواضيع المفيدة والفريدة
وأكثر مرة أقول لك شكرا على التنسيق الجميل و الترتيب الشامل لمواضيعك وا تحتويه

___))_((تقبلي مروري ))_((___
كل ودي واحترامي مع تحياتي أخوك zikouman "عبد الرزاق"




شكرا وبارك الله فيك
تحية خالصة

جزاك الله كل خير




التصنيفات
القران الكريم

[صوتية] تلاوات للقارئ/ عبد الحميد عبد الله الغويل الليبي ||||

تعليمية تعليمية

[صوتية] تلاوات للقارئ/ عبد الحميد عبد الله الغويل الليبي

بسم الله الرحمن الرحيم
هذه تلاوات للقارئ الليبي البارع/ عبد الحميد عبد الله الغويل
من منطقة بوسليم – طرابلس
وهو أحد أفضل قراء ليبيا
وقد حصل الترتيب الأول في العديد من المسابقات المحلية والدولية
أبرزُها: مسابقة دبي الدولية عام 1443 ه

وهذا تسجيل مشاركته في مسابقة دبي

ملاحظة: صوت التسجيل منخفض, ولا أدري من أين هذا الخلل, الشيخ عبد الحميد بعث لي به هكذا

وهذه مشاركته في مسابقة الجامعات بمدينة البيضاء عام 1443 هـ – تقريبًا –

يتبع – إن شاء الله – …

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

حمل:كتاب وقفات منهجية في الذب عن السلفية للشيخ عبد الحميد العربي تصوير جيد وبرابط مبا

تعليمية تعليمية
حمل:كتاب وقفات منهجية في الذب عن السلفية للشيخ عبد الحميد العربي تصوير جيد وبرابط مباشر

الكتاب: وقفات منهجية في الذب عن السلفية
المؤلف: أبو عبد الباري عبد الحميد بن أحمد العربي
الطبعة الثالثة: 1443 – 2022
عدد الصفخات: 310
الناشر: مجالس الهدى
الصيغة: PDF
الحجم: 5.90 م.ب
حفظ الله مشايخنا
من موقع الشيخ حفظه الله

للامانة الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

مناظرة بين سلفي ومعتزلي :: للشيخ المصلح المجدد عبد الحميد ابن باديس

تعليمية تعليمية
مناظرة بين سلفي ومعتزلي :: للشيخ المصلح المجدد عبد الحميد ابن باديس – رحمه الله –

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هذه قصة فريدة ذكرها الشيخ المصلح المجدد عبد الحميد بن باديس
ضمن آثاره (الجزء الثالث،ص155-158 )من مطبوعات وزارة الشؤون الدينية بالجزائر
سنة 1405هـ/1984م، نترككم مع القصة
ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ ﯴ
ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ [الحج]

أنبه إخواني أنني نقلتها من الكتاب كما هي ولم أتصرف في النص إلا في أمور يسيرة جدا لا تؤثر في المضمون،
بل أحيانا تزيده وضوحا، وهذا يتمثل في الهمزة، إذ إن في الأصل كل الهمزات مرسومة على أنها همزة وصل،
فأصلحتها بما رأيته صوابا، والله الهادي إلى سواء السبيل.
مناظرة بين سلفي ومعتزلي
في مجلس الواثق

إن اختلاف الأفكار والطباع، مع اختلاط الأمم في الزمن الطويل- أدى الفرق الإسلامية إلى كثير من الاختلاف، وكان من بين ذلك-لا محالة- بدع دينية في الاعتقادات والأعمال، وكل ذي بدعة-لابد- معتقد فيها صوابا، وملتمس لها دليلا.
ولا يقف بالجميع عند حد واحد، إلا دليل واحد، وهو التزام الصحيح الصريح مما كان عليه النبي r وكان عليه أصحابه، فكل قول يراد به إثبات معنى ديني لم نجده في كلام أهل ذلك العصر نكون في سعة من رده وطرحه وإماتته وإعدامه، كما وسعهم عدمه، ولا وسع الله على من لم يسعه ما وسعهم، وكذلك كل فعل ديني لم نجده عندهم وكذلك كل عقيدة، فلا نقول في ديننا إلا ما قالوا، ولا نعتقد فيه إلا ما اعتقدوا ولا نعمل فيه إلا ما عملوا، ونسكت عما سكتوا، فهم-كما قال الشافعي في رسالته البغدادية-: ((أدوا إلينا سنن رسول الله r وشاهدوه والوحي ينزل عليه فعلموا ما أراد رسول الله r عاما وخاصا وعزما وإرشادا وعرفوا من سنته ما عرفنا وجهلنا وهم فوقنا في كل علم واجتهاد وورع وعقل وأمر استدرك به علم واستنبط به وآراؤهم لنا أحمد وأولى بنا من رأينا عند أنفسنا)).
ونرى كل فتنة بين الفرق الإسلامية ناشئة عن مخالفة هذا الأصل، ومنها فتنة القول بخلق القرآن التي نقلها في المناظرة عليها القصة التالية عن كتاب ((الاعتصام)) للإمام الشاطبي، وقد كان الفلج فيها لمن التزم هذا الأصل على من خالفه.
ذكر أبو إسحق الشاطبي أن هذه القصة حكاها المسعودي، وحكاها الآجري -في كتاب الشريعة- بأبسط مما ذكره المسعودي، ونقلها هو عن المسعودي-قال- مع إصلاح بعض الألفاظ، قال:

((ذكر صالح بن علي الهاشمي قال: حضرت يوما من الأيام جلوس المهتدي للمظالم، فرأيت من سهولة الوصول ونفوذ الكتب عنه إلى النواحي فيما يتظلم به إليه ما استحسنته، فأقبلت أرمقه ببصري إذا نظر في القصص، فإذا رفع طرفه إلي أطرقت، فكأنه علم ما في نفسي.
فقال لي: يا صالح أحسب أن في نفسك شيئا تحب أن تذكره-قال- فقلت: نعم يا أمير المؤمنين، فأمسك، فلما فرغ من جلوسه أمر أن لا أبرح، ونهض فجلست جلوسا طويلا، فقمت إليه وهو على حصير الصلاة فقال لي: يا صالح أتحدثني بما في نفسك؟ أم أحدثك؟ فقلت: بل هو من أمير المؤمنين أحسن.
فقال: كأنني بك وقد استحسنت من مجلسنا، فقلت: أي خليفة خليفتنا! إن لم يكن يقول بقول أبيه من القول بخلق القرآن، فقال(المهتدي): قد كنت على ذلك برهة من الدهر، حتى أقدم علي الواثق شيخا من أهل الفقه والحديث من ((اذنه)) من الثغر الشامي، مقيدا طوالا، حسن الشيبة، فسلم غير هائب، ودعا فأوجز، فرأيت الحياء منه في حماليق عيني الواثق والرحمة عليه.

فقال (الواثق): يا شيخ أجب أبا عبد الله أحمد بن دؤاد عما يسألك عنه، فقال: يا أمير المؤمنين أحمد يصغر ويضعف ويقل عند المناظرة، فرأيت الواثق وقد صار مكان الرحمة غضبا عليه، فقال: أبو عبد الله يصغر ويضعف ويقل عند مناظرتك؟ فقال: هون عليك يا أمير المؤمنين، أتأذن لي في كلامه؟ فقال له الواثق: قد أذنت لك.
فأقبل الشيخ على أحمد فقال: يا أحمد إلى مَ دعوت الناس؟ فقال أحمد: إلى القول بخلق القرآن، فقال له الشيخ: مقالتك (1) هذه التي دعوت الناس إليها من القول بخلق القرآن أداخلة في الدين فلا يكون الدين تاما إلا بالقول بها؟ قال: نعم، قال الشيخ: فرسول الله r دعا الناس إليها أم تركهم؟ قال: لا، قال له: يعلمها أم لم يعلمها؟ قال: علمها، قال: فلم دعوت الناس إلى ما لم يدعهم إليه رسول الله r وتركهم منه؟ فأمسك، فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين هذه واحدة.
ثم قال له: أخبرني يا أحمد، قال الله تعالى في كتابه العزيز:ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ[المائدة: ٣] الآية. فقلت أنت: الدين لا يكون تاما إلا بمقالتك بخلق القرآن، فالله تعالى Uصدق في تمامه وكماله أم أنت في نقصانك؟ فأمسك، فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين! وهذه ثانية.
ثم قال بعد ساعة: أخبرني يا أحمد، قال الله Uﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ[المائدة: ٦٧] فمقالتك هذه التي دعوت الناس إليها، فيما بلغه رسول الله rإلى الأمة أم لا؟ فأمسك، فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين! وهذه ثالثة.
ثم قال بعد ساعة: أخبرني يا أحمد! لما علم رسول الله r مقالتك هذه التي دعوت الناس إليها: أتسع له من أن أمسك عنهم أم لا؟ قال أحمد: بل اتسع له ذلك، فقال الشيخ: وكذلك لأبي بكر؟ وكذلك لعمر؟ وكذلك لعثمان؟ وكذلك لعلي؟ رحمة الله عليهم، قال: نعم، فصرف (الشيخ) وجهه إلى الواثق وقال: يا أمير المؤمنين! إذا لم يتسع لنا ما اتسع لرسول الله r ولأصحابه فلا وسع الله علينا، فقال الواثق: نعم! لا وسع الله علينا إذا لم يتسع لنا ما اتسع لرسول الله r ولأصحابه فلا وسع الله علينا.
ثم قال الواثق: اقطعوا قيوده، فلما فكت جاذب (2) عليها فقال الواثق: دعوه، ثم قال: يا شيخ لم جاذبت عليها؟ قال لأني عقدت في نيتي أن أجاذب عليها، فإذا أخذتها أوصيت أن تجعل بين يدي (3) وكفني، ثم أقول: يا ربي! سل عبدك: لم قيدني ظلما وارتاع (4) بي أهلي؟ فبكى الواثق والشيخ وكل من حضر، ثم قال له: يا شيخ! اجعلني في حل، فقال: يا أمير المؤمنين! ما خرجت من منزلي حتى جعلتك في حل إعظاما لرسول الله r، ولقرابتك منه، فتهلل وجه الواثق وسر، ثم قال له: أقم عندي آنس بك، فقال له: مكاني في ذلك الثغر أنفع، وأنا شيخ كبير، ولي حاجة، قال: سل ما بدا لك، قال: يأذن أمير المؤمنين في رجوعي إلى الموضع الذي أخرجني منه هذا الظالم (5)، قال: قد أذنت لك، وأمر له بجائزة فلم يقبلها (6) : فرجعت من ذلك الوقت عن تلك المقالة، وأحسب أيضا أن الواثق رجع عنها.
قال أبو إسحق الشاطبي بعد نقل ما تقدم:
((فتأملوا هذه الحكاية ففيها عبرة لأولي الألباب، وانظروا كيف مأخذ الخصوم (7) في إحجامهم لخصومهم بالرد عليهم بكتاب الله وسنة نبيه r(8).
ــــــــــــــــــ
1 ((ش)):كلام الشيخ على مقالة ابن أبي دؤاد ينطبق على كل مقالة لم يدع إليها النبي r، وقام لها من بعده دعاة.
2- ((ش)): أبي أن يتركها. قلت (أبو مالك): كذا بالأصل وأظنها: أبى.
3- كذا بالأصل والظاهر بين بدني وكفني.
4- الصواب أراع أو روع.
5- يعني ابن أبي دؤاد.
6- هذا قول المهتدي بعد تمام الحكاية.
7- كذا بالأصل والظاهر افخامهم. قلت (أبو مالك): كذا بالأصل والظاهر إفحامهم.
8- ش: ج 11، م5، غرة رجب 1348 هـ ديسمبر 1929 م.

للامانة الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




شكرا وبارك الله فيك
جزاك الله كل خير

تحية طيبة