الوسم: الحميد
القول الحسن ﴿وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ للشيخ عبد الحميد بن باديس القول الحسن
﴿وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [الإسراء : 53] اللسان أداة البيان ، وترجمان القلب والوجدان ، والكلام به يتعارف الناس ويتقاربون ، وبه يتحاجون ويتفاوضون ، ولولاه لما ظهرت ثمرات العقول والمدارك ، ولما تلاقحت الأفكار والمشاعر ، ولما تزايدت العلوم والمعارف ، ولما ترقى الإنسان في درجات أنواع الكمالات ، ولما امتاز على بقية الحيوانات. فهو رابطة أفراد النوع الإنساني وعشائره وأممه ، وبريد عقله وواسطة تفاهمه . فإذا حسن قويت روابط الألفة ، وتمكّنت أسباب المحبة ، وامتد رواق السلام بين الأفراد والعشائر والأمم ، وتقاربت العقول والقلوب بالتفاهم ، وتشابكت الأيدي على التعاون والتوازر، و جنى العَالَمُ من وراء ذلك تقرر الأمن واطرد العمران . وإذا قبح كان الحال على ضدّ ذلك . فالكلام السيئ قاطع لأواصر الأخوة ، باعث على البغضاء والنفرة، يبعد بين العقول فتحرم الاسترشاد والاستمداد و التعاون، وبين القلوب فتفقد عواطف المحبة وحنان الرحمة ، وهما أشرف ما تتحلى به القلوب، وإذا بطلت الرحمة والمحبة بطلت الألفة والتعاون ، وحلت القساوة والعداوة، وتبعهما التخاصم والتقاتل ، وفي ذلك كلّ الشرّ لأبناء البشر. فالمحصل للناس سعادتهم وسلامتهم ، والمبعد لهم عن شقاوتهم وهلاكهم هو القول الحسن ، ولهذا أمر الله تعالى نبيه – صلى الله عليه وسلم – أن يرشد العباد إلى قول التي أحسن فقال تعالى : ﴿ وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ والعباد المأمورون هنا هم المؤمنون ، لوجهين : الأول أنهم أضيفوا إليه ، وهذه إضافة شرف لا تكون إلا للمؤمنين به . الثاني : أن الذين يخاطبون بهذا الإرشاد ، ويكون منهم الامتثال إنما هم من حصلوا على أصل الإيمان. والتي هي أحسن : هي الكلمة الطيبة ، والمقالة التي هي أحسن من غيرها ، فيعم ذلك ما يكون من الكلام في التخاطب العادي بين الناس حتى ينادي بعضهم بعضا بأحبّ الأسماء إليه ، وما يكون من البيان العلمي فيختار أسهل العبارات وأقربها للفهم ، حتى لا يحدث الناس بما لا يفهمون فيكون عليهم حديثه فتنة وبلاء ، وما يكون من الكلام في مقام التنازع والخصام فيقتصر على ما يوصله إلى حقه في حدود الموضع المتنازع فيه ، دون إذاية لخصمه ، ولا تعرض لشأن من شؤونه الخاصة به ، وما يكون من باب إقامة الحجة وعرض الأدلّة فيسوقها بأجلى عبارة وأوقعها في النفس ، خالية من السّبّ والقدح ، ومن الغمز والتعريض ، ومن أدنى تلميح إلى شيء قبيح.
وهذا يطالب به المؤمنون سواء كان ذلك فيما بينهم أو بينهم وبين غيرهم ، وقد جاء في الصحيح أنّ رهطا من اليهود دخلوا على النبي – صلى الله عليه وآله سلّم – فقالوا : السام عليكم ، ففهمتها عائشة -رضي الله عنها -، فقالت : وعليكم السام واللعنة . فقال لها رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – : مهلا يا عائشة ! إن الله يحب الرفق في الأمر كلّه . فقالت : ألم تسمع ما قالوا ؟ فقال: قد قلت : وعليكم . فكان الرد عليهم بمثل قولهم بأسلوب العطف على كلامهم ، وهو قوله : وعليكم أحسن من الرد عليهم باللعنة . فقال – صلى الله عليه وسلم – القولة التي هي أحسن ، وهذا هو أدب الإسلام للمسلمين مع جميع الناس. مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير للشيخ عبد الحميد بن باديس ص/ 150-155 . ط1 . وزارة الشؤون الدينية بالجزائر . 1402هـ |
||
تحياتي الخالصة
جزاكِ الله خيرا كثيرا على النقل الطيب و نفع بكِ الإسلام و المسلمين..
موفقة بحول الله
مرة أخرى أشكرك واقول لك بارك الله فيك وجزيتي خيرا على المواضيع المفيدة والفريدة
وأكثر مرة أقول لك شكرا على التنسيق الجميل و الترتيب الشامل لمواضيعك وا تحتويه
___))_((تقبلي مروري ))_((___
كل ودي واحترامي مع تحياتي أخوك zikouman "عبد الرزاق"
تحية خالصة
جزاك الله كل خير
[صوتية] تلاوات للقارئ/ عبد الحميد عبد الله الغويل الليبي بسم الله الرحمن الرحيم
هذه تلاوات للقارئ الليبي البارع/ عبد الحميد عبد الله الغويل من منطقة بوسليم – طرابلس وهو أحد أفضل قراء ليبيا وقد حصل الترتيب الأول في العديد من المسابقات المحلية والدولية أبرزُها: مسابقة دبي الدولية عام 1443 ه وهذا تسجيل مشاركته في مسابقة دبي ملاحظة: صوت التسجيل منخفض, ولا أدري من أين هذا الخلل, الشيخ عبد الحميد بعث لي به هكذا وهذه مشاركته في مسابقة الجامعات بمدينة البيضاء عام 1443 هـ – تقريبًا – يتبع – إن شاء الله – … |
||
حمل:كتاب وقفات منهجية في الذب عن السلفية للشيخ عبد الحميد العربي تصوير جيد وبرابط مباشر
الكتاب: وقفات منهجية في الذب عن السلفية
المؤلف: أبو عبد الباري عبد الحميد بن أحمد العربي الطبعة الثالثة: 1443 – 2022 عدد الصفخات: 310 الناشر: مجالس الهدى الصيغة: PDF الحجم: 5.90 م.ب حفظ الله مشايخنا من موقع الشيخ حفظه الله للامانة الموضوع منقول |
||
مناظرة بين سلفي ومعتزلي :: للشيخ المصلح المجدد عبد الحميد ابن باديس – رحمه الله –
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هذه قصة فريدة ذكرها الشيخ المصلح المجدد عبد الحميد بن باديس
ضمن آثاره (الجزء الثالث،ص155-158 )من مطبوعات وزارة الشؤون الدينية بالجزائر سنة 1405هـ/1984م، نترككم مع القصة ﮋ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﮊ[الحج] أنبه إخواني أنني نقلتها من الكتاب كما هي ولم أتصرف في النص إلا في أمور يسيرة جدا لا تؤثر في المضمون،
بل أحيانا تزيده وضوحا، وهذا يتمثل في الهمزة، إذ إن في الأصل كل الهمزات مرسومة على أنها همزة وصل، فأصلحتها بما رأيته صوابا، والله الهادي إلى سواء السبيل. مناظرة بين سلفي ومعتزلي
في مجلس الواثق
إن اختلاف الأفكار والطباع، مع اختلاط الأمم في الزمن الطويل- أدى الفرق الإسلامية إلى كثير من الاختلاف، وكان من بين ذلك-لا محالة- بدع دينية في الاعتقادات والأعمال، وكل ذي بدعة-لابد- معتقد فيها صوابا، وملتمس لها دليلا. ((ذكر صالح بن علي الهاشمي قال: حضرت يوما من الأيام جلوس المهتدي للمظالم، فرأيت من سهولة الوصول ونفوذ الكتب عنه إلى النواحي فيما يتظلم به إليه ما استحسنته، فأقبلت أرمقه ببصري إذا نظر في القصص، فإذا رفع طرفه إلي أطرقت، فكأنه علم ما في نفسي.
فقال (الواثق): يا شيخ أجب أبا عبد الله أحمد بن دؤاد عما يسألك عنه، فقال: يا أمير المؤمنين أحمد يصغر ويضعف ويقل عند المناظرة، فرأيت الواثق وقد صار مكان الرحمة غضبا عليه، فقال: أبو عبد الله يصغر ويضعف ويقل عند مناظرتك؟ فقال: هون عليك يا أمير المؤمنين، أتأذن لي في كلامه؟ فقال له الواثق: قد أذنت لك. للامانة الموضوع منقول |
||
جزاك الله كل خير
تحية طيبة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
التعريف بالعلامة عبد الحميد بن باديس رحمه الله تعالى و غفر له
الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره، و نعوذ به من شرور أنفسنا و سيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وصلى الله على نبينا محمد الذي أدبه ربه فأحسن تأديبه، ووفّر من كل خيرٍ و كمالٍ على جميع العالمين نصيبه، و على آله الطاهرين، و أصحابه الهادين
المهتدين، و التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين أمــابعدُ:
فهذه نبذة تعريفية مختصرة لعالم من أعلام الجزائر وهو العلامة السلفي عبد الحميد بن باديس رحمه الله تعالى و غفر له وفاءًا ببعض حقه علينا –
(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)
إسمه و نسبه:
هو عبد الحميد بن محمد بن مكي بن باديس الصنهاجي.
و ينتهي نسبه إلى المعز بن باديس مؤسس الدولة الصنهاجية الأولى التي خلفت الأغالبة على مملكة القيروان.
مولده:
ولد عبد الحميد بن باديس بمدينة قسنطينة يوم الأربعاء 10 ربيع الثاني 1308 الوافق لـ 4 / 12/ 1889م.
ووالده: محمد مصطفى بن باديس، صاحب مكانة مرموقة و شهرة واسعة.
و أمّــــه: السـيدة زهيرة بنت علي الأكحل بن جلول.
– نشأته العلمية و أعماله:
– حفظ القرآن الكريم على الشيخ المدّسي ، و لَمَّا يبلغ الثالثة عشر من عمره.
– أخذ مبادئ العلوم الشرعية و العربية على الشيخ حمدان الونّيسي.
– سافر إلى جامع الزيتونة بتونس و غيرهما ليلقي بعض الدروس في (الجامع الكبير) بقسنطينة من كتاب (الشفاء) للقاضي عياض رحمه الله، لكنه سرعان ما مُنع.
– في عام 1913م غادر قسنطينة متوجهًا إلى الحجاز لأداء فريضة الحج.
– في المدينة التقى بأستاذه حمدان الونّيسي، كما تعرّف على الشيخ محمد البشير الإبراهيمي.
– رجع ابن باديس إلى قسنطينة ليباشر التعليم في : ( جامع الأخضر) بسعي من والده لدى الحكومة.
– وفي (الجامع الأخضر) ختم تفسير القرآن تدريسًا في ربع قرن، كما أتمَّ شرح كتاب (الموطأ) لإمام دار الهجرة مالك ابن أنس رحمه الله تعالى تدريسًا أيضًا.
أصدر بعد تأسيس ( المطبعة الجزائرية الإسلامية) عدّة جرائد من أشهرها:
المنتقد، الشهاب، السنة، الشريعة، الصراط، البصائر، لتبليغ الدعوة الإصلاحية السلفية.
وفي سنة 1931م تمّ تأسيس (جمعية العلماء المسلمين الجزائريين) فعين الشيخ عبد الحميد رئيسًا لها.
-أسس بموازاة إخوانه المصلحين المساجد و المدارس الحرّة و النوادي العلمية في شتى أنحاء القطر الجزائري.
شيوخه:
من أشهرهم بقسنطينة: الشيخ حمدان الونيسي، و بتونس: العلامة محمد النخلي، و الشيخ الطاهر بن عاشور، و محمد بن القاضي، و محمد الصادق النيفر، و بلحسن النجار، و غيرهم من علماء الزيتونة الأعلام.
و بالمدينة الشيخ أحمد الهندي.
و بمصر: شيخاه بالإجازة: العلامة محمد بخيت المطيعي، و الشيخ أبو الفضل الجيزاوي.
تلاميذته:
وهم كثيرون، من أبرزهم: العلامة الشيخ مبارك الميلي مؤلف (رسالة الشرك و مظاهره) و (تاريخ الجزائر)، و الشيخ الفضيل الورتلاني، و موسى الأحمدي و الهادي السنوسي ، و باعزيز بن عمر، ومحمد الصالح بن عتيق ، و محمد صالح رمضان و غيرهم.
ثناء أهل العلم و الفضل عليه:
قال الشيخ محمد البشير الإبراهيمي: " باني النهظتين الفكرية و العلمية بالجزائر، وواضع أسسها على صخرة الحق و قائد زحوفها المغيرة إلى الغايات العليا، و إمام الحركة السلفية، و منشئ(الشهاب) مرآة الإصلاح و على التفكير الصحيح، و محيي دوارس العلم بدروسه الحية، ومفسّر كلام الله على الطريقة السلفية في مجالس انتظمت ربع قرن، وغارس بذور الوطنية الصحيحة وملقّن مباديها، عالم البيان وفارس المنابر، الأستاذ الرئيس الشيخ عبد الحميد بن باديس" مجلة
– و قال الشيخ مبارك الميلي:" الأستاذ العظيم و المرشد الحكيم، عدّتنا العلمية و عمدتنا الإصلاحية".
– – و قال الشيخ الطيب العقبي: " المصلح الفذّ، و العلامة الذي ما أنجبت الجزائر- منذ أحقاب- مثله إلا قليلاً"
عقـــيــدتـــه:
كان العلامة ابن باديس سلفيًّا، متمسكًا بالكتاب الكريم و السنّة الصحيحة، مُعتدًّا بفهم السلف الصالح لهما، وقد قرّر ذلك في أكثر من مناسبة، منها ما حرّره في خاتمة(رسالة جواب سؤال عن سوء مقال) حين قال رحمه الله: " .. الواجب على كل مسلم في كل مكانٍ و زمانٍ أن يعتقد عقدًا يتشرّبه قلبُه، و تسكن له نفسه، و ينشرح له صدرُه، و يلهج به لسانُه، و تنبني عليه أعمالُه، أنّ دين الله تعالى من عقائد الإيمان و قواعد الإسلام و طرائق الإحسان، إنّما هو في القرآن و السنّة الصحيحة و عمل السلف الصالح، من الصحابة و عمل السلف الصالح، من الصحابة و التابعين و أتباع التابعين، و أن كلّ ما خرج عن هذه الأصول و لم يحظ لديها بالقبول –قولًا كان أو عملاً أو عقدًا أو حالاً- فإنّه باطل من أصله ، مردود على صاحبه، كائنًا من كان، في كل زمان أو مكان … "
آثـــــــــاره:
لم يصل إلينا منها سوى:
1 – (تفسير ابن باديس) أو (مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير).
2 – (من هدي النبوة) أو (مجالس التذكير من كلام البشير النذير صلى الله عليه و سلم).
3 – (رجال السلف و نساؤه).
4 – (القصص الهادف).
5- (العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية).
6 – (مبادئ الأصول).
7 – (رسالة جواب سؤال عن سوء مقال).
8 – (العواصم من القواصم لأبي بكر بن العربي المالكي) تحقيق و تقديم.
كما جُمعت مقالاته في (الشهاب) و (البصائر) غيرهما و نشرت ضمن آثاره غير مرّة.
وفــــــاتــــه:
توفي الشيخ عبد الحميد بن باديس – بعد حياة حافلة بجلائل الأعمال –مساء الثلاثاء 8 ربيع الأول سنة 1359هـ الموافق لـ 16 / 4 / 1940م، و دفن في روضة أسرته، بحي الشهداء قرب مقبرة قسنطينة.
رحمه الله رحمة واسعة و غفر له.
جزاكـِ الله خيرا
نترقب المزيد
بالتوفيق
ما في عنايتنا برمضان الكريم
من مغزى لو تفهمناه، ولولا الإسراف ما أحرانا بالاكتفاء في تأدية هذه العبادة الشريفة بالفائدة الدينية الروحية المحضة، ألا وهي، تقديس أمر الله وتعظيمه، وابتغاء مرضاته، لكن نزوغ الفكر الجديد إلى تعليل كل ظاهرة دينية أو فنية قد لا يقتنع بغير إظهار ما يرمى إليه غرض الشارع في مثل هذه الشعيرة المقدسة، معتمدًا في ذلك على أن الإسلام من مبادية تدعيم تعاليمه بالعقل والتفكير، ونحن مع تقديرنا لجانب من يكتفي بالفائدة الروحية، ولجانب من يسمو بفكره إلى الفوائد الأخرى مما يتصل الأخلاق والاجتماع لا غنى لنا عن بحث هذه الظاهرة الدينية، سواء من ناحيتها الأخلاقية، أو الاجتماعية، وعن الإلمام بما يكتنفها من منافع ربما راءها المتجددون مضارا، ومن مضار ربما حسبها البسطاء منافع أو جهلوها بالمرة. إن الظهور بمثل هذه الظاهرة الدينية لما يزيد في أحكام الرابط الملي وتوثيقه، وإن الشعب كلما كان دءوبًا على القيام بمقدساته كان بعيدًا عن الاندغام، وقويا على مقاومة العوامل الهدامة وعلى الجوانب المادية البحتة التي أمعنت في إغراء الشبان الناشئين، وحسب الشعب في ذلك أن يدلل على أن فيه حياة قومية سامية، وقوة ملية دافعة، وهذا، ما يحدو بنا إلى اليقين بأن التمسك بالمقدسات والقيام بها جميعها مما يرضى الرب، ويجلب الخير العميم للشعب، ويقوي الشعور، ويحي ميت الآمال، بل هذا مما يستحث همم الشبان على التمسك بمقدساتهم دون أن تأنف أنفسهم، أو تعاف الوقوف بجانب المحافظين المتمسكين بها المتصلبين فيها، وحسبهم في الثغلب على تيار المادة الجارف وعلى سلطان الفكر الجديد الجبار النازق أن يلقوا نظرة فاحصة على انكلترا لا تأنف نفسها – رغم تفوقها في مضمار المدينة – من تخويل القانون قسيس لندن أن يفتتح جلسة البرلمان البريطاني في كل دورة بالدعوات الدينية، إن كلا من قوتها المادية والعلمية لم تحل المِلِّية التي تتوسل لإظهارها بكل وسيلة. ولعلنا لا نخطئ المرمى إذا قلنا، إن قيامنا بمقدستنا – كيفما كان شأنها وخطرها وشأننا معها – لمن أسمى الأغراض في مثل هذا العصر الذي طغى فيه تيار الغرام بالاندغام، والكفر بالقومية، والجحود لمزايا الماضي، وكثر الزيغ عن تعاليم الإسلام، وهذا التمسك هو البقية الباقية بأيدينا – ولنعمت الباقية الصالحة هي – زيادة على البقية الأخرى التي شعر بها شاعر النيل حافظ، فعبر عنها في بيته : أجل، إن محافظة المسلم عموما، أو صلابته الدينية وقوة شكيمته أمام مقدساته – رغم ما في محافظته وما إليها في بعض الدعائم من ايغال وشطط حينا، وسخافة خرافية أحيانا – لما يجهد عليه وينال من يعرفون ويدركون مغازي الصلابة والمحافظة، حتى في العرف الشائع والتقاليد الوراثية. إن محافظة المسلم الجزائري خصوصا، وصلابته الدينية في جميع مقدساته – رغم ما يكتنف ذلك من أوضاع أكثرها قشور وعزاء، ورغم أننا لا نحمد له كل غلو يضيع الغرض الأسمى – مما ينبغي أن يكون مثلا أعلى لكل أمة لم يبق بيدها سوى تلك القوة الروحية، ولمن موجبات التفاؤل بالمستقبل السعيد، أو ببقاء الروح الملية وخلودها على الأقل. إن الجزائري متشبع بهذه الروح الوثابة أمام شعائره الدينية عموما، ربما بلغت به هذه الروح إلى حد التطرف، لكن ربما حلت روح التساهل محل روح ذلك التطرف في غير فريضة الصيام، أما فيها فلا هوادة ولا مساومة، ولا تأويل ولا تحوير، ولا منزلة بين الكفر والإيمان، ولا يقتنع الجزائري بدون هذا التصلب، ولو كان في مكان من السذاجة، والانهماك والدعارة والإباحية، فإذا رأيته دءوبا على غشيان المساجد في شهر رمضان فثق بأنه غدا يصلي إكراما لرمضان، على أن هذه الصلاة تنتهي بانتهاء شهر رمضان، وإذا شاهدته في الحمام فتيقن أنه راح يتطهر إجلالا لرمضان، بيد أنه على نية العودة إلى الطهارة، لكن عندما يدور الحول، بل لا يفتأ يرفه البخيل نفسه ويسخو عليها وعلى المعوزين، ويهجر المدمن المستهتر الخمر أم الخبائث، ويتعفف الحشاش، ويتواضع المتحذلق الشامخ بأنفه، وغاية كل واحد من هذه الطهارة والقداسة تعظيم جانب رمضان، واعتبار القائم به قائما بالإسلام كله، واعتبار المنتهك حرمته وحرمة أية شعيرة فيه منتهكا لحرمة الإسلام بتمامه. ولعل الوصول إلى هذا الحد في تمجيد فريضة الصيام والاحتفال به عندنا دون ما هو أوكد من الدعائم الإسلامية الأخرى، وفي العناية في الشرق بفريضة الصلاة أكثر من العناية بفريضة الصيام، لعل مثل ذلك ناشئ عن تغلب العرف والعادة، أو عوامل أخرى نحن في غنى عن بحثها لبيان موقف المسلم العارف الذي يجب أن يقفه إزاءها. حقًا، إن القيام بشعيرة رمضان على المنوال الذي سارت عليه مثل بلادنا مما يدل على وجود استعداد فطري لمصادمة ومقاومة ما هو أكبر من آلام الجوع اللاذعة، وعلى وجود قوة روحية، بيد أن الكثير يجهلون كل ذلك تبعا لجهلهم ما يترتب عليه من الفوائد الاجتماعية التي يغنمها الصائم، منها، تلقيه درسا حكيما في الصبر والجلد والثبات وقوة العزيمة، وفضيلة الدأب على العمل وقد عرف ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، في حديث رواه الترمذي : "الصبر نصف الصوم". ومنها شعور – إذا كان مثريا – بالألم الذي يلذع الجائع حينما يقف الفقير المطعون بالخصاصة أمامه. ومنها شعوره عند انتهاء رمضان بجفاف الرطوبات البدنية وتضاؤل المواد الرسوبية التي وقع الاكتشاف عليها في الغرب حديثا، وما إليها مما ينهك وينشئ أمراضا، وتلك الرطوبات ونحوها متولدة – كما قال ابن سينا الحكيم الإسلامي – من الطعام، بل وبإبراء المصابين بأمراض مستعصية، مثل المرض السكري والحصى، ونحو ذلك مما ألف فيه كثير من علماء الغرب بعد إجراء تجارب عملية في أنفسهم. ومنها، قسر المترفين والجاؤهم إلى مساواة البائسين في فقدهم معا متع الحياة وشهواتها ولذائذها. إن سير المسلم الجزائري على ذلك النحو مما يحمد عليه، لو كان بصيرا خبيرا بما دون ذلك من المرامي، ولو لا ما يتخلل سلوكه في هذا الشهر من مفاسد ربما كان أثرها السيء يفوق ما توخاه من المثوبة، ومن عواقب لا تحمد، ونتائج قد تعسر معالجتها، والسبب في الانحراف عن طريق التوفيق هو جهل الصائم الهدف الذي هدانا الله إلى معرفته من طريق العقل والتفكير، وعدم تفهمه ما ينطوي عليه تعريف الصوم من أنه : "الإمساك عن شهوتَيِ الفرج والبطن"، وافاده عن معنى حديث رواه البخاري ومسلم وغيرهما من أن كما الصوم في كف جميع الجوارح عن شهواتها ولذائذها، وإليك الحديث : "إنما الصوم جنة، فإذا كان أحدكم صائما فلا يرفث ولا يجهل، فإن امرؤ قاتلة أو شاتمة فليقل، إني صائم إني صائم". إن الصائم عندنا قد وطن نفسه حقا على هجران الشهوتين، لكن لم يقو على هجران ما هو أشد خطورة وأسوأ نتيجة، إنه يعنى بالصلاة والطهارة الحسية، ويسخو بكل عزيز، لكن لا كعناية بما هو أسمى لديه، ولا كسخائه بما هو أنفس في نظره، إنه يريد الظهور بمظهر المسلم الصميم في هذا الشهر، ولا يريد أن يعرف أن الخير بتمامه يتطلب شيئًا من التضحية، يروم أن يكون صائما بكل ما في الكلمة من قوة، لكن الرعونة، وقلق النفس، والنزق والطيش، والقذع، وما إلى ذلك مما يتخلق به في هذا الشهر شأن مأجور منتظر مزية، كل ذلك لا يدعه أن يحقق كل أو بعض ما يروم ويصبو إليه. ومن السخف أن يظل الإنسان صائما، ثم يفطر على الحرام، الزاني والزانية على السفاح، والمقامر على الميسر، والنهم على مائدة لا يفارقها مدى الليل، يلتهم فيها ما لا قبل لمعدته به. بل ما يرهقها والأمعاء. ومن المخجل أن نرى المترفين لا يغيرون في هذا الشهر سوى مواقيت الأكل بجعلها في الليل. وأن يمعن العامل خصوصا في السهر المضني، وأن لا يتحرج الصائمون من الإسراف في رمضان إلى حد الإنفاق بما لا يطاق. وبما يدعه مدينا مدة السنة. وأن يلهوا على تكظمه أقلام العناصر الأخرى من النقد المر لكل ما لا يتفق ومبادئ الحياة. وعما يصرح به بعض أقلامهم النزيهة في زعمهم من أن الصيام أصبح لا جدوى له، اعتمادا على سلوك الصائمين الذي ألمعنا إلى بعض آثاره السيئة. أخطرها ارتكاب ما ينافي مبدأ التوفير، وإنهاك القوى الجسمانية. والإسراف والإسفاف. واستهلاك دخل العام برمته في نفقات شهر واحد، ونحن لئن شايعنا النقدة في حملات بتلك اللهجة فإننا لا نشايعهم بحال فيما يكظمون في أنفسهم من المرامي البعيدة. أقربها للفهم الحيلولة بين الصائمين وبين ما يرمى إليه غرض الشارع الأساسي. أو بين ما تعتز به الملية وتتدعم. كما لا نشايعهم في نفي كل فائدة عن الصوم. ومعتمدون أن الضعف والذبول الناجمين عن الجوع لا يمكن أن نسميهما صحة. وأن ما ينشد من العلاج بالجوع ينشد في هذا العصر العلمي بدون ذلك من الوسائل الطبية الكيماوية. وتنظيم الأكل تنظيما علميا، كما أن معتمدنا – إذا لم نشايعهم في هذه الناحية وما إليها – أن ما يعقب الضعف والذبول من القوة وسرعة النمو نظرا لقاعدة رد الفعل أكثر مما ذهب ضحية الجوع. ونزيد، أن من أمانينا أن ينشد الصائم ما يتفق وغرض الوازع الديني، وما يمكن أن يكون كمثل عليا للعالم. وأن يتخطى الصائم المحتسب ما يصادمه، وما يمكن أن يكون كمثل عليا للعالم. وأن يصومه صوم مسلم صميم يراعي المغزى والغاية ويتطلبها عن اقتناع صحيح وإيمان صادق، وأن يكتفي في مثل بلادنا على الأقل ولو بما ينجم عن القيام بهذه المقدسة من أحكام الرباط الملي، وجعل الوحدة القومية في حرز حريز وفي نجوة مما يلتهما ويدمجها في غيرها. وأن يناضل الأفكار المسمومة التي يناوينا بها من أرصد قلمه لنقد كل حركة تبدو منا حتى ينتصر عليها ويستعيض عنها بأفكار نيرة يستثمرها وأمته ماديا وأدبيا. وأن يؤمن بأن وصولنا إلى هذه الغاية النبيلة متوقف على القيام بشعائرنا ومقدساتنا بتمامها، فهلموا إليها وجددوا عهدكم بأن تقوموا بها أتم قيام. وأن تلاحظوا دائما أن ذلك هو رمز الإسلام الذي يهدي الله إليه من يشاء من الأنام(1). 1- الشهاب : ج2، م7، غرة شوال 1349 هـ/مارس 1931 م |
||
إن الصائم عندنا قد وطن نفسه حقا على هجران الشهوتين، لكن لم يقو على هجران ما هو أشد خطورة وأسوأ نتيجة، إنه يعنى بالصلاة والطهارة الحسية، ويسخو بكل عزيز، لكن لا كعناية بما هو أسمى لديه، ولا كسخائه بما هو أنفس في نظره، إنه يريد الظهور بمظهر المسلم الصميم في هذا الشهر، ولا يريد أن يعرف أن الخير بتمامه يتطلب شيئًا من التضحية، يروم أن يكون صائما بكل ما في الكلمة من قوة، لكن الرعونة، وقلق النفس، والنزق والطيش، والقذع، وما إلى ذلك مما يتخلق به في هذا الشهر شأن مأجور منتظر مزية، كل ذلك لا يدعه أن يحقق كل أو بعض ما يروم ويصبو إليه.
ومن السخف أن يظل الإنسان صائما، ثم يفطر على الحرام، الزاني والزانية على السفاح، والمقامر على الميسر، والنهم على مائدة لا يفارقها مدى الليل، يلتهم فيها ما لا قبل لمعدته به. بل ما يرهقها والأمعاء. ومن المخجل أن نرى المترفين لا يغيرون في هذا الشهر سوى مواقيت الأكل بجعلها في الليل. وأن يمعن العامل خصوصا في السهر المضني، وأن لا يتحرج الصائمون من الإسراف في رمضان إلى حد الإنفاق بما لا يطاق. وبما يدعه مدينا مدة السنة. وأن يلهوا على تكظمه أقلام العناصر الأخرى من النقد المر لكل ما لا يتفق ومبادئ الحياة. وعما يصرح به بعض أقلامهم النزيهة في زعمهم من أن الصيام أصبح لا جدوى له، اعتمادا على سلوك الصائمين الذي ألمعنا إلى بعض آثاره السيئة. أخطرها ارتكاب ما ينافي مبدأ التوفير، وإنهاك القوى الجسمانية. والإسراف والإسفاف. واستهلاك دخل العام برمته في نفقات شهر واحد، ونحن لئن شايعنا النقدة في حملات بتلك اللهجة فإننا لا نشايعهم بحال فيما يكظمون في أنفسهم من المرامي البعيدة.
بورك فيك على هذا الأنتقاء القيم لشخصية مميزة في تاريخ الجزائر الحبيبة
فالصيام وعي وتقرب قبل أن يكون كف عن الأكل والشرب وأرى هنا
بن باديس يحلل هذه الأمور بمنطق العقل فيدخل في أعماق الآفات فيرصدها
ثم يخرجها للمعني بالأمر ليدعها ويفهم حقيقة الصيام.
جزاك الله خيرا وننتظر منك المزيد من الفوائد .تحيــــــــــــــــــــا تي.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله أما بعد: فهذه مكتبتان للشيخين: 1. أبو مالك عبد الحميد الجهني حفظه الله والملفات خاصة بالمكتبة الشاملة الحجم 4.2 ميغابايت |
||
عبد الحميد بن باديس تعريف مختصر
ولد الامام عبد الحميد بن باديس سنة 1889 بقسنطينة بالجزائر من أسرة معروفة بالعلم والجاه تعلم القرأن وحفظه في سن 13 سنة من عمره على يد الشيخ حمدان الونيسي سافر الى تونس سنة 1908 حيث واصل تعليمه العالي في جامعة الزيتونة وفي سنه 1913عاد الى الجزائر أين بدأنشاطه كمدرس في جامع الأخضر واهتم بنشر العلم والدين ___ سافر الى البقاع المقدسة ليؤدي فريضة الحج وهناك تعرف على الشيخ الابراهيمي ___ باشر عمله ونشاطه الاصلاحي جاعلا من المسجد منطلقا فاهتم بتعليم الصغار وتوعية الكبار واتخد من الصحافة وسيلة أخرى لنشر الوعي الديني والسياسي حارب الخرافات والبدع ورفض فكرة الادماج أي ادماج الجزائر بفرنسا في وقت الاحتلال الفرنسي وأعتبر كل من تجنس بالجنسية الفرنسية مرتدا ___اذالك ظهرت اشرافه عدة مجلات منها المنفد1925 والشهاب و البصائر وعمل على تفسير القرأن الكريم وفي سنة 1931 كان من البارزين في تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ___ كان عبد الحميد بن باديس مفكرا ومرشدا ومربيا سخر كل طاقاته المادية والبشرية لاصلاح أحوال المجتمع الجزائري وللحفاظ على الهوية الجزائرية الاسلام ديننا والعربية لغتنا والجزائر وطننا ___ تصدى لفكرة الادماج عن طريق اصدار الفتاوى ونجح في بناء جيل ساهم بقوة في ثورة نوفمبر1954 توفي الامام في 16 أفريل 1940 وأعتبر هدا اليوم 16 أفريل يوم العلم لاحياء ذكرى وفاة أحد أبناء وأبطال هذه الأرض الحبيبة الغالية الجزائر رحمه الله وأسكنه فسيحه جناته وعاشت الجزائر حرة مستقلة