وصف أهل السنة بـ " الجامية " وغيرها من الألقاب !
فضيلة العلامة د. صالح بن سعد السحيمي :
منذ فترة طويلة وأعداء الإسلام يزهدون الشباب في العلماء ، ومن مخططات الصهاينة والماسونية – قديمًا وحديثًا – إبعاد الشباب عن علماء الأمة ؛ لأنهم يعرفون أنهم إذا ابتعدوا عن العلماء سوف يسقطون في الغلو والإفراط ، أو في التفريط والإلحاد والعلمنة والبعد عن الله سبحانه وتعالى ، وهذا من مخططات اليهود قديمًا موجودة في " بروتوكولات حكماء صهيون " ، وهي " دَقُّ إسفينٍ " ، أو وضع هوة بين العلماء وبين الشباب ، أو بين العلماء وبين الأمة لأنهم يعلمون : أن الحفاظ على الدين إنما يكون بالتتلمذ على العلماء .
فإذا فصلوهم عنهم وأبعدوهم عن منهجهم استطاعوا أن يهدموا الدين ( يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) . [ التوبة : 32 ] .
وهذه خطة جهنمية بُدأ فيها من عشرات السنين في بلادنا بعد أن نجحت إلى حد كبير في بلاد أخرى ؛ ففصلوا الناس عن علمائهم وصار العلماء لا قيمة لهم في تلك البلاد ، ومنذ الثمانينات – كما مرت بنا تلك التجارب في المراحل الثانوية – ، وأصحاب النحل الخارجية الثورية يبذلون قصارى جهدهم في إبعاد الناس عن علمائهم بدعاوى كثيرة منها :
– أنهم لا يفقهون الواقع .
– ومنها : أنهم لا يعرفون إلا أحكام الحيض والنفاس .
– ومنها : أنهم عملاء للسلاطين .
– ومنها : أنهم لا يعرفون الشُّبه .
– ومنها : أنهم لا يدركون ما يحيط بالأمة الإسلامية من خطر .
ومنها .. ومنها .. شنشنة تعرف من أخزم – كما هو معروف – ، وأنا ممن مرّ بهذه المراحل حيث كان هنالك بعض الأساتذة الوافدين يجتمعون بنا في الخلوات والفلوات ونحن صغار ، وينفثون هذا الفكر في نفوسنا ؛ لولا أن قيض الله لنا علمائنا وفقهم الله ؛ فكانوا سببًا بعد فضل الله – عز وجل – في حمايتنا من هذا الفكر الدخيل ، وقد حصل لهم تأثير كبير ، فربوا الشباب على منهج معين يتلخص في بداية الأمر بالتشكيك في العلماء ثم انتقلوا إلى التنفير قبل التكفير بدعوى التباكي على الإسلام ، وبدعوى أن العلماء لم يتحركوا لإنقاذ الإسلام مما يتعرض له من هجمات شرسة .
هذا التنفير نتج عن تجمعات خلوية إما في بعض الكهوف ، أو تحت بعض الأشجار ، أو في بعض البيوت ولكوننا – مررنا بهذه المرحلة – حذرنا منهم منذ أكثر من خمس وثلاثين عامًا ، وكان البعض عندما نحذر يستغرب ، يقول هؤلاء أناس أفاضل ، وهؤلاء دعاة جاءوا من بعض السجون في بعض البلاد ، نفع الله بهم في رفعة الإسلام .
وهم والله ؛ كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( لا للإسلام نصروا ولا للفلاسفة كسروا ) .
وهؤلاء لا للدين رفعوا ولا للكفار قهروا ، بل كل ما نتج عن دعاواتهم المظللة القضاء على الشباب المسلم في ريعان شبابهم سواء من قبل أعداء الإسلام ، أو من قبل أذناب أعداء الإسلام ، أو من قبل تعريض هؤلاء الشباب بسبب بعض الفتاوى إلى البعد عن منهج العلماء الربانيين ، ومن ثم يهلكون وراء السراب .
وكنا على قلب رجل واحد في تعاون مع علمائنا وولاة أمرنا على البر والتقوى ، وفي التتلمذ عليهم . أي : العلماء الربانيين ، وفي الولاء لهذه البلاد وما قامت عليه من خير حيث قامت على التوحيد وعلى منهج الأنبياء والمرسلين ، على الدعوة السلفية المباركة التي جددها الإمامان الجليلان الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – والإمام الجليل محمد بن سعود – رحمه الله – ، واللذان نشرا هذه الدعوة المباركة ، وما زلنا نتفيؤ ظلالها إلى يومنا هذا ، نسأل الله أن يبارك فيها .
وازداد التلاحم يوم عاد الملك عبد العزيز – رحمه الله تعالى – ، فوحد الناس على التوحيد وتحت راية التوحيد ، وكانت الكلمة للعلماء ولولاة الأمور قبل أن يأتي أولئك المفسدون في الأرض الذين جروا بعض شبابنا إلى المنهج التكفيري ، وهؤلاء قلة – ولله الحمد والمنة – إذا قورنوا بمن ثبت على المنهج الحق الذي هو منهج الأنبياء والمرسلين .
هذه لمحة تاريخية عن الأسباب التي أدت إلى انحراف بعض الشباب حيث انتقلوا من مرحلة التشكيك إلى التنفير ثم التكفير ، ولا سيما التركيز على الحكام وولاة الأمور ، ووصف العلماء بأوصاف لا تليق بهم حتى إن أحدهم يغمز شيخنا الشيخ محمد الأمين الشنقيطي – رحمه الله تعالى – بقوله : ( نحن لا نريد علماء محنطين ، وإنه لا يعرف شبهة تعترض له ) .
وفات هذا المسكين – الذي هو من التلاميذ العاقين لهذا الشيخ ؛ مع أنه من خاصة تلاميذه في بادئ الأمر – لم يفهم : أن العلماء يجتمعون في كل دورة بمن فيهم شيخنا الشنقيطي لإزالة الشبه عن الأمة ، ولدراسة ما جد ويجد ، ومما يسمونه – الآن – بفقه الواقع ، واتخاذ القرارات اللازمة وفق هدي الكتاب والسنة وعلى فهم سلفنا الصالح .
أذكر على سبيل المثال من فهم الشيخ واستقلاليته : أنه كان له رأي في مسألة الطواف ، أو السعي في الدور الثاني – رحمه الله تعالى – ، وهذا دليل على التجرد لله – عز وجل – ، ثم يأتي أمثال هذا المسكين فينال من هذا الشيخ – رحمه الله تعالى – .
كانت هذه القضايا قبل حرب الخليج الثانية " كالجمر تحت الرماد " يعني لها وميض ، تدعو من طرف خفي إلى تلك المناهج الفاسدة التكفيرية ؛ لكن – كما قلت قبل الاعتداء الذي حصل على الكويت – لم تكن تلك الأفكار قد تطورت إلى مرحلة التفجير والتدمير ، فلما حصل ما حصل سنة 1411 هـ ، وظهر ما كان مستترًا ، وبدأت الأفكار التكفيرية تظهر على أشدها ، وحملوا جميعًا على المملكة وعلى الكويت ، ووقفوا مع الطاغية ومع الباطل على الرغم أنهم يعرفون أنهم على باطل .
لكن – سبحان الله – حبك للشيء يعمي ويَصِم ، وكراهيتك للشيء – أيضًا – تعمي وتصم عن الحق .
يقضى على المرء في أيام محنته … حتى يرى حسنا ما ليس بالحسن
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد … وينكر الفم طعم الماء مـن سقم
من هنا : أخذ أصحاب هذه الأفكار التي كانت وميضًا تحت الرماد يخرجون ويعلنون تكفيرهم للناس ، واعترضوا على ما وفق الله له علماء الأمة من الفتوى لولاة الأمر بالاستعانة عند الحاجة والضرورة ولو بغير المسلمين للقضاء على هذه الفتنة ، وبينوا الأدلة على ذلك ؛ فأخذوا يهزؤون بالعلماء ، وأخذوا يعدون العدة ليظهروا في الساحة ، وانتشرت أشرطتهم وكتبهم .
عند ذلك تصدى لهم كثير من أهل العلم ، وعلى رأسهم مشايخنا الكبار – رحم الله من توفى منهم وبارك الله في الموجودين – .
وأخذوا يعارضون العلماء بل أخذوا يغمزون ويلمزون ، وكثرت تجمعاتهم ، وعزلوا شريحة كبيرة من شبابنا عن العلماء ، وأثروا فيهم إلى درجة التكفير الذي انتهى فيهم المطاف – الآن – إلى التفجير والتدمير .
وكلمة " الجامية " ما ظهرت إلا بعد هذا ، وهذه الألقاب ظهرت بعد حرب الخليج ، وكل ما في الأمر : أن عالمًا جليلاً من علماء المسلمين ، تلميذ الشيخ ابن إبراهيم – رحمه الله – ، وتلميذ الشيخ ابن باز – رحمه الله – .
وهو شيخنا العالم العلامة محمد أمان بن علي الجامي – رحمه الله تعالى – وما نقم عليه الملقبون لمن يسير على الطريق الصحيح بـ " الجامية " ؛ إلا أنه يدعو إلى منهج السلف الصالح ، ويدعو إلى أن نلزم غرز العلماء، ويدعو إلى الثبات على البيعة لولي الأمر الذي نقض بيعته خيانة : ( ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ) .
وأخذ هو وسائر علمائنا يدعون الشباب إلى الثبات على الحق ، وإلى الجد والاجتهاد في طلب العلم الشرعي الذي يتحصنون به من هذه الأفكار الدخيلة .
وظهرت هذه الألقاب ، وأول من أظهرها أحد الموتورين في لندن ممن أثرى من هذه البلاد ، ومن الكويت في فترة من الفترات ؛ ثم قبع في لندن يسب العلماء ، ويخرج على منهج السلف الصالح ، وهو أول من تبنى كلمة " الجامية " ؛ ثم وزعت أوراق من بعض الموتورين ممن يقبع في جبال أفغانستان ، وهو أيمن الظواهري تصف من أسموهم بـ " الجامية " بأوصاف لا تنطبق إلا على اليهود والنصارى .
وهذا المبدأ إذا فتح سيأتي من يلقب المسلمين بـ " البازية " ، و " الألبانية " ، و " العثيمينية " ، و " الفوزانية " ، و " الغديانية " ، و " اللحيدانية " ، ونحو ذلك ؛ لأن هؤلاء هم مشايخنا الذين يبصرون الشباب من العماية التي يعيشون فيها من جراء تلك الأفكار الدخيلة ؛ وإلا فلا توجد فرقة بهذا المسمى ، أو بهذا الاسم الذي يلقبونهم بـ " الجامية " ، ولكن هذه معروفة من قديم الزمان ؛ فـ " المعتزلة " وأهل الكلام كانوا يلقبون أهل السنة والجماعة بألقاب شنيعة هم أولى بها وأهلها ، أعني أن الملقبين هم الذين يستحقون أن يكونوا تحت هذه الألقاب .
وقد يلقبون ببعض الأشخاص الذين لهم جهود في الدعوة إلى الله تعالى وفق منهج السلف الصالح ، وهذه كتب الشيخ محمد أمان الجامي – رحمه الله تعالى – ، وهذه أشرطته موجودة أتحدى أي واحد أن يأتيني بكلمة أو جملة فيها مخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة ، بل إن الشيخ – رحمه الله – لما أشتد به المرض بل في اليوم الأخير عندما أغمي عليه ثم أفاق كان من آخر وصاياه لأبنائه ، قاله : سلموا لي على المشايخ ، وقولوا لهم : العقيدة … العقيدة … العقيدة … فرحمه الله رحمة واسعة .
وأنا قد تتلمذت عليه ودرست عليه ، وله فضل عليَّ بعد الله هو وسائر علمائنا الأجلاء جزاهم الله خيرًا .
وأقول : إن الذين يرددون هذه الألقاب يعلمون أنه ليست هناك فرقة بهذا الاسم ، ولكنهم استباحوا الكذب في سبيل دعوتهم التكفيرية ، والكذب – عندهم – مشروع بل يرونه من وسائل الدعوة فيكذبون لترويج دعوتهم ، لأن الغاية – عندهم – تبرر الوسيلة ، ويظلمون مخالفيهم لمصلحة دعوتهم ، ويرسبون في الامتحان لمصلحة دعوتهم ، ويفترون على العلماء لمصلحة دعوتهم ، ويغالطون الحقائق لمصلحة دعوتهم الفاسدة .
وأنا أقول لكم يا إخواني ! : قارنوا بين أمرين ؛ قارنوا بين من يدعو إلى نهج علماء الأمة وإلى منهج السلف الصالح والذين أسموهم بـ " الجامية " ، وبين من يدعو إلى منهج التكفيريين والخوارج .
علمًا بأن هؤلاء الذين يدعون إليهم لهم فتاوى عجيبة في استحلال ما حرم الله ؛ فكثير من زعمائهم الذين يسيرون على نهجهم يبيحون الربا ، ويبيحون الغناء ، ويبيحون الاختلاط ، ويبيحون السرقة من الكفار من غير المسلمين وحتى من المسلمين الذين ينظرون إليهم نظرة أخرى ؛ لأن الغاية – عندهم – تبرر الوسيلة .
وانظروا إلى جواب مشايخنا الشيخ صالح الفوزان ، وشيخنا سماحة المفتي ، والشيخ صالح اللحيدان عندما سئلوا عن التسمية بـ " الجامية " انظروا إلى أجوبتهم أنه ليست هناك فرقة بهذا الاسم ، وثنائهم على الشيخ محمد أمان الجامي – رحمه الله تعالى – ؛ فلا تأخذوا العلم عن غير أهله .
عباد الله : إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم ، ومن العجب : أن نرى ذلك المسكين الذي كتب مقالاً في المحايد بعنوان : " الجامية على السفود " ، والذي وصف فيه من وصفهم بهذا اللقب بالكفر والزندقة ، والنفاق والإلحاد وفات هذا المسكين قول النبي – صلى الله عليه وسلم – : ( من قال لأخيه : يا كافر ؛ فقد باء بها أحدهما ) .
وقول النبي – صلى الله عليه وسلم – : ( من قال لأخيه : يا كافر إن لم يكن كذلك ، وإلا حار عليه ) . أو كما قال – صلى الله عليه وسلم – .
وكأنه لم يسمع بهذه الأحاديث يكفر علماء الأمة لأنه تربى على مدرسة معينة تكفيرية .
ومن علاماتها : الكذب والتهويل ، والتضخيم للجهلة حتى ولو كانوا من عباد القبور ؛ حتى ولو كانوا ممن يفتون بغير حق ؛ حتى ولو كانوا ممن يقول بجواز اختلاط الرجال بالنساء ؛ حتى ولو كانت مظاهرهم لا تمثل مظهر الإسلام ؛ حتى ولو كانوا من دعاة الشرك ومن دعاة عبادة القبور . ومن العجب أنه يلمع عبدة القبور ويسب إخوانه الذين هم معه على المنهج الحق في الأصل .
كفا بك داء أن ترى الموت شافيًا … وحسب المنايا أن يكن أمانيًا
وما هذه الحملة على هذه الدورات العلمية إلا من هذا القبيل ، ونحن نقول للأخوة – هداهم الله – الذين يحملون على هذه الدورات العلمية التي هي بتوجيه من مشايخنا – وفقهم الله – نقول لهم : عليكم أن تسمعوا ما يقال في هذه الدورات ، وما وجدتم فيها مخالفًا للمنهج السلفي القويم ؛ فاعترضوا عليه ، وبينوه ، وأخبروا به ولاة الأمر والمسؤولين والعلماء ؛ أما أن تقوموا بهذه الحملة ؛ فهذا من الصد عن سبيل الله والعياذ بالله ، وهذا من الإعراض عن الحق وليس الإعراض فقط بل الصد عنه بشتى الوسائل الخطيرة بالكذب بالإلزامات الفاسدة بالدعاوى المغرضة وبالتحايل والتشويه .
نقول لهؤلاء الأخوة : اتقوا الله تبارك وتعالى في إخوانكم ، واتقوا الله تبارك وتعالى في منهج علمائكم ، واتقوا الله تبارك وتعالى في ولاة أمركم ، واتقوا الله تبارك وتعالى في مقدرات بلادكم ، واتقوا الله تبارك وتعالى في أنفسكم ( اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن ) .
استمع إلى ما يقال – يا عبد الله – ، فإن سمعت شرًا أو باطلاً فأنكره ، أمَّا أن تهاجم من الخارج سواءً عبر زبالات الإنترنت ، أو عبر بعض الفضائيات ، وأنت لا تعلم ما يقال وليس عندك استعداد أن تسمع نقول :
وكم من عائب قـولاً صحيحًا … وآفته من الفهم السقيم
ولكن أين مراقبتك لله – عز وجل – !؟ أين ورعك الذي تدعيه !؟ أين التزامك بهدي الكتاب والسنة !؟ أين بعدك عن الغيبة والنميمة ، والكذب والإلزامات !؟ أين تطبيقك لما تدعيه من عدم اتهام النيات والدخول في النيات !؟ وها أنت تدخل في نيات طلبة العلم وتتهمهم بما ليس فيهم .
تعال واسمع – جزاك الله خيرًا – فإن سمعت خيرًا فاقبله ، وإن سمعت غير ذلك فأنكره .
أمَّا أن تحارب من بعيد عبر القنوات وتحمل على هذه الدورات المباركة التي تقام بتوجيه من مشايخنا – وفقهم الله – فهذا أمر في غاية الخطورة .
لكني أذكرك بالوقوف بين يدي الله ( يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ . إِلاَّ مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) . [ الشعراء : 88 – 89 ] .
( يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ ) . [ الحج : 2 ] .
وأذكرك بقول النبي – صلى الله عليه وسلم – فيما يرويه عن ربه – عز وجل – من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – : ( من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب ) .
وفي رواية : ( فقد بارزني بالمحاربة ) .
إذا سئلت – غدًا – لماذا تحذر من منهج السلف !؟ لماذا تكذب على إخوانك الذين يدعون إلى هذا المنهج ( وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ) . [ البروج : 8 ] .
لماذا تقبل الكذب أو تكذب أنت من أجل إنجاح منهجك الذي سرت عليه والذي استقيته من غير أهل السنة والجماعة !؟
كل ذلك ستسأل عنه ( يوم يسأل المرء عن شبابه فيما أبلاه ، وعن عمره فيما أفناه ، وعن ماله من أين اكتسبه وأين أنفقه ، وعن علمه ماذا عمل به ) .
اسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يبصرنا وإياكم في ديننا ، وأن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح ، وأن يجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه ، وأن يهدي ضال المسلمين .
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .
المصدر