التصنيفات
الفقه واصوله

حكم التحجير في المساجد للشيخ سمير المبحوح

تعليمية تعليمية

حكم التحجير في المساجد للشيخ سمير المبحوح

بسم الله الرحمن الرحيم

حكم التحجير ( حجز الأماكن ) في المساجد

الحمد لله ربِّ العالمين , و الصلاة و السلام على نبينا محمد , و على آله و صحبه أجمعين.
فضّل الرسول – صلى الله عليه و سلم – الصلاة في الصف الأول و القـرب من الإمام عن باقي الصفـوف , فقال– صلى الله عليه وسلم–:" لو يعلم الناس ما في النداء و الصف الأول,ثم لم يجدوا إلا أنْ يستهموا عليه لاستهموا " ( متفق عليه )
و في روايةٍ أخرى :" لو تعلمون ما في الصف المقدّم لكانت قرعة "

( رواه مسلم )

و عن النعمان بن بشير – رضي الله عنه – قال :" سمـعـتُ رسـول الله – صلى الله عليه و سلم – يـقـول : " إنّ الله و ملائكته يصلّون على الصف الأول , و الصفوف الأولى "

( رواه أحمد و إسناده جيد )

و الصف الأول هو الصف المكتمل , قال سفيان الثوري – رحمه الله – :" بأنّ الصف الأول المتصل بين يدي المنبر , لا المقطوع بالمنبر " ( الثمر المستطاب 1 / 421 )
و عن قرّة بن إياس – رضي الله عنه- قال :" كـنا نُـنـْهَى أنْ نصف بيـن السواري على عـهـد رسـول الله – صـلى الله عليه و سلم – و نُطرَد عنها طرداً "

( رواه ابن ماجه و الحديث حسن صحيح )

و كان ابن مسعود – رضي الله عنه – يقول :" لا تصفّوا بين السواري "

( رواه البيهقي في الكبرى 3 / 104 )

و قال البيهقي – رحمه الله – :" و هذا – و الله أعلم – لأنّ الاسطوانة تحول بينهم و بين وصل الصف "

( المصدر نفسه )

و قال الإمام مالك – رحمه الله – :" لا بأس بالصفوف بين الأساطين إذا ضاق المسجد "

( المدونة الكبرى 1 / 106)

و للأسف الشديد هناك من المنابر ذوات الدرجات الكثيرة في كثير من المساجد المخالفة للسنة ( ثلاث درجات ) تقطع الصـف الأول , و لا خلاف في جواز الصلاة بين السواري عند الضيق , أو لمن يصلي لوحده , أما مع السعة فهي مكروهة .
و الأجر العظيم لمنْ صلىَّ في الصف الأول , لا يتحقق إلا لمن تقدم و سبق بنفسه , أما مَنْ وضع سجادة أو طاولة أو كتاباً و نحوه , وتأخر عن الحضور بنفسه مبكراً , فهذا مخالف للسنة , و لم يدرك فضيلة الصلاة في الصف الأول , و مَنْ اعتقد غير ذلك فقد أخطأ.
أما مَنْ جاء مبكراً للصلاة في الصف الأول , ثم قام للوضوء أو للحركة , أو لغير ذلك من الأمور , ثم رجع إلى مكانه فهو أحق به مِن غيره,لقوله – صلى الله عليه و سلم – إذا قام أحدكم مِن مجلسه ثم رجع إليه فهو أحق به "

( رواه مسلم )

و ليعلم الجميع أنّ المساجد لله , و الناس فيها سواء , و ليس لأحد فيها حق المكان , إلا إذا قدم مبكراً بنفسه , فإذا سبقه غيره فهو أحق منه بالمكان .
و هناك ظاهرة غريبة في بعض البلدان , أنّ هناك مَنْ يرسل خادمه , أو عامله ليحجز له مكاناً من صلاة العصر إلى صلاة التراويح في رمضان .
و مَنْ حجز مكاناً بهذه الصورة , فقد تعدى على حق مِن حقوق مَنْ جاء قبله , و هذا الفعل يوجب لصاحبه الكسل , و التأخر عن الحضور للصلاة مبكراً , لأنّه يعلم أنّ له مكاناً في الصف الأول , مع ما يقع فيه مِن الإثم مِن تخطي رقاب الناس و إيذائهم بالمـرور مِن أمـامـهم ليـقطع عليهم صـلاتهم , مـما يُحـدث الشـحناء و الـغضـاء و العـداوة و الخصـومة بين المصـلين في بيوت الله , قال – صلى الله عليه و سلم – :" لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه , لكان له أن يقف أربعين خيراً له مِن أنْ يمر بين يديه "

( متفق عليه )

قال أبو النضر – أحد رواة الحديث – : لا أدري أقال: أربعين يوماً أو شهراً أو سنة "
و قال – صلى الله عليه و سلم – :" إذا صلى أحدكم فليصلِّ إلى سترة و ليدنُ منها و لا يَدَعْ أحداً يمر بين يديه , فإن جاء أحد يمر فليقاتله فإنه شيطان "

( متفق عليه )

قال الإمام القرطبي – رحمه الله – :" أي يزيد في دفعه الثاني أشدُّ من الأول , و قال : وأجمعوا على أنه لا يلزمه أنْ يقاتله بالسلاح" (فتح الباري1 / 583 )
و مِن العجب أنّ أكثر مَنْ يقومون بهذا الفعل مِن حجز الأماكن , هم أناس لهم رغبة في الخير , و لا يعلمون أنّ الرغبة في الخير لا تتحقق بهذا , لنهيه – صلى الله عليه و سلم عن هذا الفعل , لحديث عبد الرحمن بن شبل قال :" نهى رسول الله – صـلى الله عليـه و سلم – عن نقرة الغراب و افتراش السبع و أن يوطِن الرجل المكان في المسجد كما يوطِن البعير " (رواه أبو داود و الحديث حسن )
قال ابن الأثير – رحمه الله – : "معناه أن يألف الرجل مكاناً معلوماً من المسجد , مخصوصاً به , يصلي فيه كالبعير , لا يأوي مِن عطن إلا إلى مبرك دمث قد أوطنه و اتخذه مناطاً "

( النهاية 5 / 204 , مادة وطن )

و أحق الناس في الصلاة في الصف الأول هم أولوا الأحلام و النهى مِن العلماء و الحفظة لكتـاب الله , لـقـوله – صلى الله عليـه و سلم – :" ليلني منكم أولوا الأحلام و النُهى , ثم الذين يلونهم و لا تختـلفوا فتختـلف قلوبـكم و إياكم و هيشات الأسواق " ( رواه مسلم )
قال ابن الأثير – رحمه الله – :" هيش , يريد القتيل يُقتل في الفتنة لا يدري مَنْ قتله "

( النهاية 5 / 287 مادة هيَشَ )

و قال الإمام النووي – رحمه الله – :" في هذا الحديث تقديم الأفضل فالأفضل إلى الإمام , لأنـه أولـى بالإكـرام , و لأنه ربما احتاج الإمام إلى استخلاف فيكون هو أولى , و لأنه يتفطن لتنبيه الإمام على السهو لما لا يتفطن له غيره …" ( شرح النووي 4 / 155 )
و عن قيس بن عباد – رحمه الله – قال :" بينما أنا بالمدينة في المسجد في الصف المقدّم قائماً أصلي , فجذبني رجل مِن خلفي جذبةً , فنحّاني و قام مقامي , و قال : فوالله ما عقلتُ صلاتي , فلما انصرف , فإذا هو أبيُّ بن كعب , فقال: يا فتى لا يسؤك الله , إنّ هذا عهد مِن النبي – صلى الله عليه و سلم – إلينا أنْ نليه , ثم استقبل القبلة , فقال : هلك أهل العقدة , و رب الكعبة ثلاثـاً , ثم قـال : و الله ما عليهم آسـى , و لكن آسـى عـن مَنْ ضلـوا , و قال : قلت : مَنْ تعني بهذا ؟ قال : الأمراء "

( رواه ابن خزيمة و إسناده حسن )

فعلى العوام و الجهلة مِن المصلين أنْ يتركوا الصلاة خلف الإمام في الصف الأول لأولي الأحلام و النهى , حـتـى لا يوقعوا أنفسهم في الحـرج .
قال العلاّمة محمد جمال القاسمي – رحمه الله -:" في أغلب المساجد الكبيرة جماعة يلازمون منها ما وراء الإمام قبالة المحراب , فيأتون المسجد قبل الصلاة و يأخذون مصافهم و أمكنتهم المعينة لأنّ كل واحد منهم له مكان مِن تلك البقعة معيّن لا يحيد عنه غالباً , فقد يتفق أن يأتي مِن الناس مَن يظن وجود فرجة هناك أو يأمل أن يُفسح له , فإن كان الآتي مِن ذوي الوجاهة في علم أو منصب , اغتُفر له , و إن كان من طبقة غيرها , فمنهم مَنْ يلصق في مكانه و لا يتفسح , و إن كان المكان قابلاً للتفسح , و منهم مَنْ إذا أحس بقدومه يتربع ليأخذ قدر الفراغ المظنون و يضيق عليه , فإذا أُقيمت الصلاة و دخل أحد , فإذا كان المكان فيه اتساع بعد الإقامة تسامحوا في هجومه , و إن لم يكن فيه اتساع كافٍ , إلا أنّه يمكن لهم أن يتفسحوا , فهناك لا تسل عن غرائبهم ,فمنهم مـََنْ يتـرك مـكانـه و يذهب للصف الثاني حرداً و قد مُليء غيظاً و غضباً , و منهم مَنْ يشير له بالرجوع و يـقـول مـا ثـم مكان , و منهم مَنْ يلغـط و يتأفف و يحوقل و يخاصم همساً و قد يكمل لغطه بعد الصلاة إذ يكون قدّر في نفسه و هو في الصلاة ما يقرِّعه به و يوبخه على فعله , و قد يتفق أن يأتي أحد يلازم معهم جديداً فقد يسبق أحدهم إلى مـكانـه و يجلس فيه , فإذا قدم هذا الملازم القديم و رأى مكانه أُُخِذ فتراه يحرد إلى آخر الصف و يلحظ مكانه بطرف خفي متأسفاً و متغيظاً على هذا الذي اغتصب مكانه و قد لا يسعه الصبر فتراه يجاهر و يقول له : يا أخي لسنا أولاد البارحة و اليوم في هذا الجامع , نحن من أربعين سنة نصلي في هذا المكان , فأين الذوق؟ " فتأمل ما يأتي به هؤلاء الجهلة ,و تأمل عبادتهم المحشوة رياءً و عُجْباً و كِبراً , و هل مثل هؤلاء للخشية في قلوبهم أثر أو لثمرة الصلاة فيهم وجود ؟ كلا , فما أحوجنا إلى مُربٍّ و مؤدبٍ و المستعان بالله "

( اصلاح المساجد ص 241 )

فالمؤمن الحريص على دينه إذا علم أنَّ فعله هذا مخالف لشرع الله , و ما فيه مِن المفاسد و المضار , فإنّه لا يُقْدِم عليه و لا يفعله , و يستغفر الله مما صدر منه , و يعزم على أنْ لا يعود إليه مرة أخرى.

و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
كتبه

سمير المبحوح

2 / ربيع الآخر / 1443 هـ

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




التصنيفات
الفقه واصوله

[تفريغ] حكم حجز الأماكن في المساجد

[تفريغ] حكم حجز الأماكن في المساجد

بسم الله الرحمن الرحيم

فهذه بعض أقوال مشايخنا الأفاضل حفظهم الله في حكم حجز الأماكن في المساجد

ـ الشيخ محمد على فركوس حفظه الله ـ

ـ السؤال : ماحكم حجز الأماكن في المساجد ؟
ـ الجواب : إذا فارق المصلي مكانه للحاجة ليعود إليه فهو أحق بمكانه سواء حجزه بشيء أم لم يحجزه لقوله صلى الله عليه وسلم " إذا قام أحدكم من مجلسه ثم رجع إليه فهو أحق به " غير أن الأحقية بالمجلس إنما تقرر بالمفارقة اليسيرة كالتوضؤ وقضاء الحاجة أو الشغل اليسير أولا , كما يكون أحق بمجلسه في تلك الصلاة وحدها دون غيرها كما صرّح به النووي في شرحه على مسلم ثانيا.
فإذا انتفى أحد شرطي الأحقية بالمجلس أو كلاهما انتفى المشروط , ولم يبق للمكان المحجوز أيُّ وجه للمطالبة والإستحقاق .
المصدر : فرائد القواعد لحل معاقد المساجد

ـ الشيخ عز الدّين رمضاني حفظه الله ـ

ـ المجالس أيضا لابد أن يتخللها ذكر الله سبحانه وتعالى ولو مرة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لأنه ما من قوم يضمهم مجلس لا يذكرون الله عزّوجلّ إلا وكان لهم ترة يوم القيامة إلا وسوف يندمون على ذلك المجلس الذي جلسوا فيه .
ــ من آداب المجالس أن يجلس الإنسان حيث ما انتهى به المجلس خاصة الجمعة لا يتخطى الرقاب بعض الناس يتخطى رقاب الناس في يوم الجمعة فالإنسان ينتهي حيث انتهى به المجلس .
ـ أيضا أن الإنسان إذا غادر مكانه فإنه أحق به إذا رجع إليه الإنسان كان في مجلس وذهب ليقضي حاجة ثم يعود إليها في الحين ليس كما يفعل بعض الناس أو بعض الإخوة للأسف الشديد يأتي ويحجز مكان ثم يذهب يبقى ساعة أوساعتين ( يأكل ويشرب و يتقهوى و يحوس ويغتسل ) وبعد يأتي إلى المسجد ويقول أنا صاحب المكان لا أنت خرجت من المسجد أنت أحق بالمكان إذا كنت في المكان ثم خرجت تتوضأ تجدد الوضوء أو أنت في المسجد تقرأ كتاب أو ناداك إنسان خرجت إليه تكلمت معه ورجعت أنت أحق به لكن أن تحجز المكان ثم تذهب ولا ترجع إلا بعد أربع ساعات أو ثلاث ساعات هذا ما ينبغي هذا[ ] وأكثر من ذلك أن بعض الناس لا يأتي هو وإنما الآن موجود الهاتف وكم فيه من خيرات وكم فيه من شرور فيه إجابيات وفيه سلبيات من بينها أنه يهاتف صاحبه ويقول احجز لي مكان هو لم يأتي بعد هو في البيت يأ كل ويشرب ثم يأتي على الواحدة يدخل ويتخطى الرقاب ثم يجلس لأن صاحبه حجزله المكان ويأتي الإنسان المبكر على العاشرة يأتي ليجلس يقولوا له ( هذه مشدودة و هذه مشدودة وهذه مشدودة وهذه فيها مصحف وهذه فيها قميص وهذه فيها سواك وهذه فيها …..) لا هذا تعدي وهذا ظلم فهذا لا ينبغي فأنت خذ مكانك الذي أنت فيه أما أن تحجز لغيرك فلا أن تحجز لغيرك لا فلهذا الإنسان يجلس حيث انتهى به المجلس .
ـ أيضا من آداب المجالس وهو مهم جدا أن الإنسان إذا كان في مجلس خير ومجلس خير لابد أن يبادر ويسارع أن يكون من الأولين لأن الإنسان الذي يجلس أمام الإمام وأمام الناصح وأمام العالم هذا يستفيد أكثرمن غيره ولهذا كان السلف إذا جاءوا إلى مجالس العلم يقتربون من الأئمة لماذا لسبب ماذا لأنه لا يأخذ عنه العلم فقط يأخذ عنه العلم ويأخذ عنه السمت ويأخذ عنه الأدب , يقول الإمام الذهبي رحمه الله أن الإمام أحمد رحمه الله كان يحضر حلقته خمسة ألاف من الطلاب خمس مائة كانوا يكتبون فقط والذين يأخذون منه ويتعلمون السمت والهدي أربعة ألاف وخمسمائة كلهم يأخذون منه الهدي فالإنسان لابد أن يتقدم ما أمكن إلى المجالس.

ـ الشيخ لزهر سنيقرة حفظه الله ـ

ـ هذا مستعجل جدا
ـ متعلق بأدب من آداب المساجد أو آداب المجالس في المساجد وهذا نبّهت عليه مرارا وتكرارا متعلق بالجلوس جلوس الإنسان إذا دخل المسجد أن يجلس حيث ما انتهى به المجلس لا يجوز له أن يؤذي إخوانه بأي نوع من أنواع الإذاء في هذا الباب.
ومن أنواع الإذاء حجز الأماكن في الصفوف المتقدمة هذا خطأ يا إخوان حجز الأماكن في الصفوف المتقدمة هذا على خلاف سنة , الإنسان إذا بكّر ولا شك أن التبكير فيه أجر عظيم كما بيّن هذا النبي صلى الله عليه سلم ووجد فرجة في الصفوف الأولى جلس فيها ومكث في مكانه يذكر الله عزّ وجلّ بأنواع الأذكار المسنونة خاصة المرغَّب فيها أو إليها يوم الجمعة حتى تحضر الصلاة أما أني آتي وأحجز مكان ثم نروح نسوَق أو ما أدري أو حتى المكتبة ويبقى مكاني هذا محجوز فهذا خطأ أو أني أكلف أحد إخواني أن يحجزلي مكانا في الصفوف المتقدمة أخشى أن يصبح حالنا كحال أولائك الأفارقة في المسجد الحرام يحجزون الأماكن ثم يبيعونها لجماعة الخليج يعطيه مائة ريال لأجل المكان في صحن البيت أو في الصفوف المتقدمة أخشى أن يصل حالنا إلى هذا .
فهذا الخير كل الخيرفي اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم وهدي النبي صلى الله عليه و سلم أن الإنسان يجلس حيث ما انتهى به المجلس لإن هذا من الحِكم لأن هذا قد يؤدي إلى مفاسد نزاع بين اثنين بين مسلمين والنزاع بين المسلم وأخيه حرام والصف الأول سنة فهذا من سفه العقول أننا لأجل فعل السنة نقع في المعصية والحرام هذا ما كان في هدي الأولين .

من هنا بارك الله فيكم

بتصرف يسير جدا

وأرجوا من الإخوة بارك الله فيهم أن يجمعوا لنا أقوال أهل العلم في هذا الباب فقد عمّت به البلوى والله المستعان .

والحمد لله رب العالمين


منقول لتعم للفائدة والاجر




بارك الله فيك أم ليلى على هذا الموضوع المهم و المفيد تعليمية




بارك الله فيك على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق




التصنيفات
الفقه واصوله

[مقال] هل يشترط الإعتكاف في أحد المساجد الثلاثة

[مقال] هل يشترط الإعتكاف في أحد المساجد الثلاثة

هل يشترط الإعتكاف في أحد المساجد الثلاثة
للشيخ سليم أبي إسلام الجزائري
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
دل الكتاب والسنة والإجماع على استحباب الاعتكاف في المساجد .
قال تعالى : ( وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ) البقرة/125
ذهب جماهير العلماء إلى أن الاعتكاف لا يشترط له أن يكون في المساجد الثلاثة ، واستدلوا على ذلك بقوله تعالى : (وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ) البقرة/187. ولفظ المساجد في الآية عام فيشمل كل المساجد
قال البخاري رحمه الله تعالى
"بَاب الاعْتِكَافِ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ وَالاعْتِكَافِ فِي الْمَسَاجِدِ كُلِّهَا لِقَوْلِهِ تَعَالَى : ( وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ )" اهـ.
شرح حديث الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان
قَالَ حُذَيْفَةُ لِعَبْدِ اللَّهِ ابْنَ مَسْعُودٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ : عَكُوفًا بَيْنَ دَارِكَ وَدَارِ أَبِى مُوسَى وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : لاَ اعْتِكَافَ فِى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَوْ قَالَ فِى الْمَسَاجِدِ الثَّلاَثَةِ . فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : لَعَلَّكَ نَسِيتَ وَحَفِظُوا وَأَخْطَأْتَ وَأَصَابُوا
وهذا الحديث جاء عنه من طريق سفيان بن عيينة عن جامع بن أبي راشد عن أبي وائل : إلا أن أصحاب سفيان بن عيينة اختلفوا عليه :
فمنهم من رواه عنه من قول النبي صلى الله عليه وسلم:
محمد بن الفرج عند الإسماعيلي في "معجم شيوخه" . ومحمود بن آدم المروزي عند البيهقي في "السنن" ، وهشام بن عمار عند الطحاوي في "بيان مشكل الآثار" ، وسعيد بن منصور ، كما في "التحقيق في أحاديث الخلاف" لابن الجوزي
ومنهم من جعله من قول حذيفة:
عبد الرزاق في "المصنف" ، وسعيد بن عبد الرحمن ومحمد بن أبي عمر عند الفاكهي في "أخبار مكة".
والصواب أن الرواية موقوفة على حذيفة رضي الله عنه
و الذي يدل على أنه موقوف قول علي بن أبي طالب وعائشة وابن عباس كلهم يقولون بالاعتكاف في كل مسجد تقام فيه الجماعة ، ولم يكن هناك خلاف بين الصحابة بل كان هذا العمل مشهوراً بينهم في كل الأمصار
قول عائشة : لا اعتكاف إلا في مسجد جماعة
رواه البيهقي ، وصححه الألباني في رسالة "قيام رمضان" .
قول ابْن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما : لا اعْتِكَافَ إلا فِي مَسْجِدٍ تُقَامُ فِيهِ الصَّلاةُ .
"الموسوعة الفقهية" (5/212)
نقول أنه لا يصح رفع هذا الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنه من اجتهاد حذيفة رضي الله عنه و قوله هذا يخالف قول باقي الصحابة و قوله تعالى في الأية وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تدل على إطلاق محل الاعتكاف
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "الشرح الممتع":
" فكل مساجد الدنيا يُسن فيها الاعتكاف ، وليس خاصا بالمساجد الثلاث ، كما روي ذلك عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة ) فإن هذا الحديث ضعيف .
ويدل على ضعفه أن ابن مسعود رضي الله عنه وهَّنَه فقال : ( لعلهم أصابوا فأخطأت ، وذكروا فنسيت ) فأوهن هذا حكما ورواية .
أما حكما ففي قوله : ( أصابوا فأخطأت ) وأما رواية : ( فذكروا ونسيت ) والإنسان معرَّض للنسيان .
وإن صح هذا الحديث فالمراد به : لا اعتكاف تام ، أي أن المساجد الأخرى الاعتكاف فيها دون المساجد الثلاث ، كما أن الصلاة في المساجد فيها دون الصلاة في المساجد الثلاثة .
ويدل على أنه عام في كل مسجد قوله تعالى : ( وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ) ثم كيف يكون هذا الحكم في كتاب الله للأمة من مشارق الأرض ومغاربها ثم نقول : لا يصح إلا في المساجد الثلاثة ، فهذا بعيد أن يكون حكم مذكور على سبيل العموم للأمة الإسلامية ثم نقول إن هذه العبادة لا تصح إلا في المساجد الثلاثة " انتهى .
و قال أيضا في"الشرح الممتع":
المسجد الذي تقام فيه الجماعة ولا يشترط الذي تقام فيه الجمعة لأن المسجد الذي لا تقام فيه الجماعة لا يصدق عليه كلمة مسجد بالمعني الصحيح مثل أن يكون هذا المسجد قد هجره أهله أو نزحوا عنه اهـ
قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
يصح الاعتكاف في غير المساجد الثلاثة إلا أنه يشترط في المسجد الذي يعتكف فيه إقامة الجماعة فيه ، فإن كانت لا تقام فيه صلاة الجماعة لم يصح الاعتكاف فيه ، إلا إذا نذر الاعتكاف في المساجد الثلاثة فإنه يلزمه الاعتكاف بها وفاء لنذره" اهـ
"مجموع فتاوى ابن باز".
و صلى الله على محمد و أله وسلم

منقول لتعم للفائدة والاجر




بارك الله فيك على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق




التصنيفات
بلدان ومدن

صور أجمل المساجد

بسم الله الرحمن الرحيم
بمناسبة شهر رمضان المبارك
اليكم اجمل صور مساجد بالعالم
تعليميةاضغط هنا لعرض الصورة الكاملة.تعليمية

تعليميةاضغط هنا لعرض الصورة الكاملة.تعليمية
تعليميةاضغط هنا لعرض الصورة الكاملة.تعليمية
تعليميةاضغط هنا لعرض الصورة الكاملة.تعليمية
تعليميةاضغط هنا لعرض الصورة الكاملة.تعليمية
تعليميةاضغط هنا لعرض الصورة الكاملة.تعليمية
تعليميةاضغط هنا لعرض الصورة الكاملة.تعليمية
تعليميةاضغط هنا لعرض الصورة الكاملة.تعليمية
تعليميةاضغط هنا لعرض الصورة الكاملة.تعليمية
تعليميةاضغط هنا لعرض الصورة الكاملة.تعليمية
تعليميةاضغط هنا لعرض الصورة الكاملة.تعليمية
تعليميةاضغط هنا لعرض الصورة الكاملة.تعليمية
تعليميةاضغط هنا لعرض الصورة الكاملة.تعليمية
تعليميةاضغط هنا لعرض الصورة الكاملة.تعليمية
تعليميةاضغط هنا لعرض الصورة الكاملة.تعليمية
تعليميةاضغط هنا لعرض الصورة الكاملة.تعليمية
تعليميةاضغط هنا لعرض الصورة الكاملة.تعليمية
تعليميةاضغط هنا لعرض الصورة الكاملة.تعليمية
تعليميةاضغط هنا لعرض الصورة الكاملة.تعليمية
تعليمية
تعليميةاضغط هنا لعرض الصورة الكاملة.تعليمية
تعليمية
تعليميةاضغط هنا لعرض الصورة الكاملة.تعليمية
تعليميةاضغط هنا لعرض الصورة الكاملة.تعليمية
تعليميةاضغط هنا لعرض الصورة الكاملة.تعليمية
تعليميةاضغط هنا لعرض الصورة الكاملة.تعليمية
تعليميةاضغط هنا لعرض الصورة الكاملة.تعليمية
تعليميةاضغط هنا لعرض الصورة الكاملة.تعليمية
تعليميةاضغط هنا لعرض الصورة الكاملة.تعليمية
تعليميةاضغط هنا لعرض الصورة الكاملة.تعليمية
تعليميةاضغط هنا لعرض الصورة الكاملة.تعليمية
تعليميةاضغط هنا لعرض الصورة الكاملة.تعليمية
تعليميةاضغط هنا لعرض الصورة الكاملة.تعليمية
تعليميةاضغط هنا لعرض الصورة الكاملة.تعليمية
تعليميةاضغط هنا لعرض الصورة الكاملة.تعليمية
تعليميةاضغط هنا لعرض الصورة الكاملة.تعليمية
تعليميةاضغط هنا لعرض الصورة الكاملة.تعليمية
تعليميةاضغط هنا لعرض الصورة الكاملة.تعليمية
تعليميةاضغط هنا لعرض الصورة الكاملة.تعليمية
تعليميةاضغط هنا لعرض الصورة الكاملة.تعليمية

تعليميةاضغط هنا لعرض الصورة الكاملة.تعليمية
تعليميةاضغط هنا لعرض الصورة الكاملة.تعليمية




ويـــــــــــــــــــن الردود




ماشاء الله اختي رنين

صور مساجد رائعة

دوما متالقة اختي




بارك الله فيك على الصور




شكراا اخ عبدو ..سارة على المرور………….




صور جميلة الا انها من علامات الساعة




مشكور على المرور الطيب




التصنيفات
اسلاميات عامة

فضل المشي الى المساجد

1- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ من غدا إلى المسجد أو راح، أعد الله له في الجنة نُزًُلا كلما غدا أو راح"‏‏.‏ ‏
(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

2- وعنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏‏"‏من تطهر في بيته، ثم مضى إلى بيت من بيوت الله، ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطواته، إحداها تحط خطيئة، والأخرى ترفع درجة‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

3- وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن أعظم الناس أجرًا في الصلاة أبعدهم إليها ممشى، فأبعدهم، والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام أعظم أجرًا من الذي يصليها ثم ينام‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

4- وعن بريدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏بشروا المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه أبو داود والترمذي‏)‏‏)‏‏.‏

5 – وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات‏؟‏ ‏"‏ قالوا بلى يا رسول الله‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

6 – وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان، قال الله عز وجل ‏{ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِر‏}




جزاكم الله خيرا

ملاحظة:

الحديث الرابع: حديث صحيح من صحيح سنن أبي داود و صححه الشيخ الألباني رحمه الله تعالى..

الحديث السادس: حديث ضعيف من ضعيف سنن ابن ماجة و ضعفه الشيخ الألباني.




شكرا لك على الموضوع,ونتمنى مساجدنا مليئة بإذنه تعالى,ومشكورة اختي على الاضافة الطيبة




بارك الله فيك أم عبيد الله وشكرا للاخت على التوضيح




جزاكم الله خير




شكرا لك اخي على الجلب الطيب
و جازاك الله خيرا
واسال الله ان يزيدنا علما




شكرا لك أخي




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[مطوية] بهجة الصدور في تحريم الصلاة في المساجد التي بنيت على القبور

تعليمية تعليمية
[مطوية] بهجة الصدور في تحريم الصلاة في المساجد التي بنيت على القبور

المطويات الدعوية …112

بهجة الصدور في تحريم الصلاة في المساجد التي بنيت على القبور

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

فهذه مطوية في تحريم الصلاة في المساجد التي فيها قبور جمعتها من كلام أهل العلم وجعلتها على شكل سؤال وجواب حتى يسهل فهمها سائلا من الله أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم .

أبو أسامة سمير الجزائري

س:هل تصح الصلاة في المساجد التي يوجد فيها قبور؟

ج: المساجدالتي فيها قبور لا يصلى فيها .

س: ما الواجب تجاهها؟

ج: يجب أن تنبش القبور وينقل رفاتها إلىالمقابر العامة ويجعل رفات كل قبر في حفرة خاصة كسائر القبور .

س:هل يجوز أن تبقى القبور في المساجد ؟

ج: لا يجوز أنيبقى في المساجد قبور ، لا قبر ولي ولا غيره ؛ لأن الرسول صلى الله عليهوسلم نهى وحذر من ذلك ، ولعن اليهود والنصارى على عملهم ذلك ، فقد ثبت عنهصلى الله عليه وسلم أنه قال :" لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبورأنبيائهم مساجد قالت عائشة رضي الله عنها يحذر ما صنعوا " أخرجه البخاري (1330) ومسلم (529) .
وقال عليه الصلاة والسلام لما أخبرته أم سلمة وأمحبيبة بكنيسة في الحبشة فيها تصاوير فقال : " أولئك إذا مات فيهم الرجلالصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق عندالله " متفق على صحته (خ/ 427 ، م/ 528) .
وقال عليه الصلاة والسلام : " ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا فلاتتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك " خرجه مسلم في صحيحه (532) عنجندب بن عبد الله البجلي . فنهى عليه الصلاة والسلام عن اتخاذ القبور مساجدولعن من فعل ذلك ، وأخبر : أنهم شرار الخلق ، فالواجب الحذر من ذلك.

س: هل يجوز اتخاذ مسجد على القبر ؟
ج: معلومأن كل من صلى عند قبر فقد اتخذه مسجدا ، ومن بنى عليه مسجدا فقد اتخذهمسجدا ، فالواجب أن تبعد القبور عن المساجد ، وألا يجعل فيها قبور؛ امتثالالأمر الرسول صلى الله عليه وسلم ، وحذرا من اللعنة التي صدرت من ربنا عزوجل لمن بنى المساجد على القبور.

س: لماذا نهى الله عن اتخاذها مساجد ؟

ج: لأنه إذا صلى في مسجد فيه قبور قد يزين لهالشيطان دعوة الميت ، أو الاستغاثة به ، أو الصلاة له ، أو السجود له ،فيقع الشرك الأكبر ، ولأن هذا من عمل اليهود والنصارى ، فوجب أن نخالفهم ،وأن نبتعد عن طريقهم ، وعن عملهم السيئ .

س: ما الحل إذا كانت القبور قديمة ثم بني عليها المسجد؟

ج: لو كانت القبور هي القديمة ثمبني عليها المسجد ، فالواجب هدمه وإزالته ؛ لأنه هو المحدث ، كما نص علىذلك أهل العلم؛ حسما لأسباب الشرك وسدا لذرائعه . والله ولي التوفيق .

بتصرف من مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ ابن باز رحمه الله (10 / 246) .

س: ما توجيهكم لمن يقول أن قبر الرسول عليه الصلاة والسلام موجود داخل مسجده بالمدينة؟

ج:الجواب عن ذلك : أن الصحابة رضي الله عنهم لم يدفنوه في مسجده ، وإنمادفنوه في بيت عائشة رضي الله عنها ، فلما وَسَّعَ الوليد بن عبد الملك مسجدالنبي صلى الله عليه وسلم في آخر القرن الأول أدخل الحجرة في المسجد ، وقدأساء في ذلك ، وأنكر عليه بعض أهل العلم ، ولكنه اعتقد أن ذلك لا بأس بهمن أجل التوسعة .
فلا يجوز لمسلم أن يحتج بذلك على بناء المساجد علىالقبور ، أو الدفن في المساجد ؛ لأن ذلك مخالف للأحاديث الصحيحة ؛ ولأن ذلكأيضا من وسائل الشرك بأصحاب القبور " انتهى .

بتصرف من مجموع فتاوى الشيخ ابن باز

(5/388)
س: ما الجواب إذا كان المسجد هو السابق عن القبر وما جواب فضيلة العلامة ابن عثيمين عن قبر النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد النبوي ؟

ج: الصلاة في مسجد فيه قبر على نوعين :
الأول : أن يكون القبر سابقاً على المسجد ، بحيث يبنى المسجد على القبر ،فالواجب هجر هذا المسجد وعدم الصلاة فيه ، وعلى من بناه أن يهدمه ، فإن لميفعل وجب على ولي أمر المسلمين أن يهدمه .
والنوع الثاني : أن يكونالمسجد سابقاً على القبر ، بحيث يدفن الميت فيه بعد بناء المسجد ، فالواجبنبش القبر ، وإخراج الميت منه ، ودفنه مع الناس .
وأما المسجد فتجوز الصلاة فيه بشرط أن لا يكون القبر أمام المصلي ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة إلى القبور .
أماقبر النبي صلى الله عليه وسلم الذي شمله المسجد النبوي فمن المعلوم أنمسجد النبي صلى الله عليه وسلم بُنِيَ قبل موته فلم يُبْنَ على القبر ، ومنالمعلوم أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدفن فيه ، وإنما دفن فيبيته المنفصل عن المسجد ، وفي عهد الوليد بن عبد الملك كتب إلى أميره علىالمدينة وهو عمر بن عبد العزيز في سنة 88 من الهجرة أن يهدم المسجد النبويويضيف إليه حجر زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ، فجمع عمر وجوه الناسوالفقهاء وقرأ عليهم كتاب أمير المؤمنين الوليد فشق عليهم ذلك ، وقالوا : تَرْكُها على حالها أدعى للعبرة ، ويحكى أن سعيد بن المسيب أنكر إدخال حجرةعائشة ، كأنه خشي أن يتخذ القبر مسجداً فكتب عمر بذلك إلى الوليد فأرسلالوليد إليه يأمره بالتنفيذ فلم يكن لعمر بُدٌّ من ذلك ، فأنت ترى أن قبرالنبي صلى الله عليه وسلم لم يوضع في المسجد ، ولم يُبْنَ عليه المسجد ،فلا حجة فيه لمحتج على الدفن في المساجد أو بنائها على القبور ، وقد ثبت عنالنبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لعنة الله على اليهود والنصارىاتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " ، قال ذلك وهو في سياق الموت تحذيراً لأمتهمما صنع هؤلاء ، ولما ذكرت له أم سلمة رضي الله عنها كنيسة رأتها في أرضالحبشة وما فيها من الصور قال : " أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح ، أوالعبد الصالح بنوا على قبره مسجداً ، أولئك شرار الخلق عند الله " ، وعنابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن مِن شرارالناس مَن تدركهم الساعة وهم أحياء ، والذين يتخذون من القبور مساجد " أخرجه الإمام أحمد بسند جيد .
والمؤمن لا يرضى أن يسلك مسلك اليهود والنصارى ، ولا أن يكون من شرار الخلق .

"مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين بتصرف " (12/السؤال رقم 292) .

أعد المطويات أبو أسامة سمير الجزائري

قدم لها الشيخ علي الرملي حفظه الله المشرف العام على شبكة الدين القيم

مدونة المطويات
http://matwyat.eb2a.com/

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[مطوية] اتخاذ المساجد على القبور من الكبائر عند الأئمة الأربعة

تعليمية تعليمية
[مطوية] اتخاذ المساجد على القبور من الكبائر عند الأئمة الأربعة

المطويات الدعوية …115

اتخاذ المساجد على القبور من الكبائر عند الأئمة الأربعة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فهذه مطوية في التحذير من اتخاذ القبور مساجد لخصتها من "تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد "للعلامة الألباني رحمه الله سائلا الله أن ينفع بها.

أبو أسامة سمير الجزائري
إن كل من يتأمل في تلك الأحاديث الكريمة
التي تنهى عن اتخاذ القبور مساجد يظهر له بصورة لا شك فيها أن الاتخاذ المذكور يحرم بل كبيرة من الكبائر لأن اللعن الوارد فيها ووصف المخالفين بأنهم من شرار الخلق عند الله تبارك وتعالى لا يمكن أن يكون في حق من يرتكب ما ليس كبيرة كما لا يخفى
مذاهب العلماء في ذلك
وقد اتقفت المذاهب الأربعة على تحريم ذلك ومنهم من صرح بأنه كبيرة
وإليك تفاصيل المذاهب في ذلك :

1 – مذهب الشافعية أنه كبيرة
قال الفقيه ابن حجر الهيتمي في " الزواجر عن اقتراف الكبائر
( 1 / 120 ) :
الكبيرة الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة والثامنة والتسعون
اتخاذ القبور مساجد وإيقاد السرج عليها واتخاذها أوثانا والطواف بها واستلامها والصلاة إليها
ثم ساق بعض الأحاديث المتقدمة وغيرها ثم قال ( ص 111 ) :
[ تنبيه ] : عد هذه الستة من الكبائر وقع في كلام بعض الشافعية وكأنه
أخذ ذلك مما ذكرته من الأحاديث ووجه اتخاذ القبر مسجدا منها واضح لأنه لعن من فعل ذلك بقبور أنبيائه وجعل من فعل ذلك بقبور صلحائه شر الخلق عند الله تعالى يوم القيامة ففيه تحذير لنا كما في رواية :
يحذر ما صنعوا " أي يحذر أمته بقوله لهم ذلك من أن يصنعوا كصنع أولئك فيلعنوا كما لعنوا ومن ثم قال أصحابنا : تحرم الصلاة إلى قبور الأنبياء والأولياء تبركا وإعظاما ومثلها الصلاة عليه للتبرك والإعظام وكون هذا الفعل كبيرة ظاهرة من الأحاديث المذكورة لما علمت فقال بعض الحنابلة :

" قصد الرجل الصلاة عند القبر متبركا به عين المحادة لله ولرسوله صلى
الله عليه وسلم وابتداع دين لم يأذن به الله للنهي عنها ثم إجماعا فإن أعظم المحرمات وأسباب الشرك الصلاة عندها واتخاذها مساجد أو بناؤها عليها والقول بالكراهة محمول على غير ذلك إذ لا يظن بالعلماء تجويز فعل تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم لعن فاعله ويجب المبادرة لهدمها وهدم القباب التي على القبور إذ هي أضر من مسجد الضرار لأنها أسست على معصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه نهى عن ذلك وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بهدم القبور المشرفة وتجب إزالة كل قنديل أو سراج على قبر ولا يصح وقفه ونذره . انتهى "
هذا كله كلام الفقيه ابن حجر الهيتمي وأقره عليه المحقق الآلوسي في " روح المعاني " ( 5 / 31 ) وهو كلام يدل على فهم وفقه في الدين .

2 – مذهب الحنفية الكراهة التحريمية
والكراهة بهذا المعنى الشرعي قد قال به هنا الحنفية فقال الإمام محمد تلميذ أبي حنيفة في كتابه " الآثار " ( ص 45 ) :
لا نرى أن يزاد على ما خرج من القبر ونكره أن يجصص أو يطين أو يجعل عنده مسجدا
والكراهة عن الحنفية إذا أطلقت فهي للتحريم كما هو معروف لديهم وقد صرح بالتحريم في هذه المسألة ابن الملك منهم .

3 – مذهب المالكية التحريم
وقال القرطبي في تفسيره ( 10 / 38 ) بعد أن ذكر الحديث الخامس :

" قال علماؤنا : وهذا يحرم على المسلمين أن يتخذوا قبور الأنبياء والعلماء مساجد "

4 – مذهب الحنابلة التحريم
ومذهب الحنابلة التحريم أيضا كما في " شرح المنتهى " ( 1 / 353 ) وغيره بل نص بعضهم على بطلان الصلاة في المساجد المبنية على القبور ووجوب هدمها فقال ابن القيم في " زاد المعاد " ( 3 / 22 ) في صدد بيان ما تضمنته غزوة تبوك من الفقه والفوائد وبعد أن ذكر قصة مسجد الضرار الذي نهى الله تبارك وتعالى نبيه أن يصلي فيه وكيف أنه صلى الله عليه وسلم هدمه وحرقه قال :
ومنها تحريق أمكنة المعصية التي يعصى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فيها مسجد يصلى فيه ويذكر اسم الله فيه لما كان بناؤه ضررا وتفريقا بين المؤمنين ومأوى للمنافقين وكل مكان هذا شأنه فواجب على الإمام تعطيله إما بهدم أو تحريق وإما بتغيير صورته وإخراجه عما وضع له وإذا كان هذا شأن مسجد الضرار فمشاهد الشرك التي تدعو سدنتها إلى اتخاذ من فيها أندادا من دون الله أحق بذلك… وعلى هذا فيهدم المسجد إذا بني على قبر كما ينبش الميت إذا دفن في المسجد نص على ذلك الإمام أحمد وغيره فلا يجتمع في دين الإسلام مسجد وقبر بل أيهما طرأ على الآخر منع منه وكان الحكم للسابق فلو وضعا معا لم يجز ولا يصح هذا الوقف ولا يجوز ولا تصح الصلاة في هذا المسجد لنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك ولعنه من اتخذ القبر مسجدا أو أوقد عليه سراجا فهذا دين الإسلام الذي بعث الله به رسوله ونبيه وغربته بين الناس كما ترى ".
فتبين مما نقلناه عن العلماء أن المذاهب الأربعة متفقة على ما أفادته الأحاديث المتقدمة من تحريم بناء المساجد على القبور وأنه من الكبائر والله أعلم .

أعد المطويات أبو أسامة سمير الجزائري

قدم لها الشيخ علي الرملي حفظه الله المشرف العام على شبكة الدين القيم

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




mresçiiiiiiiiiiiiiiiiiiii iiiiiiiiiiiii




التصنيفات
الفقه واصوله

الأدلة لوقف النزاع في المساجد بسبب القبلة

تعليمية تعليمية

الأدلة لوقف النزاع في المساجد بسبب القبلة

الأدلة
لوقف النزاع في المساجد بسبب القبلة

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرورأنفسنا ، ومن سيئات أعمالنامن يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
)ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمو ن( آل عمران: (102) .
)ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيـرا و نساء واتقوا الله الذي تّسآءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا (النساء : (1 ) .
)يا أيـها الــذين آمنوا اتـقـوا الله وقـولوا قـولا سـديـدا يـصلح لكم أعمالكم ويـغفر لكم ذنـوبكم و من يطـع الله و رسوله فقد فاز فوزا عظيما( الأحزاب :(50/51).
أما بعـد:
فان أصدق الحديث كلام الله وخيرالهدي هدي محمد e ،وشر الأمورمحدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
استقبال القبلة :
قبلة المسلمين هي الكعبة المشرفة ، التي هي عنوان توحيدهم ووحدتهم ومتجه أنظارهم ، وملتقى قلوبهم وأراوحهم .

وقد جعل الله هذه الكعبة قياما للناس في أحوال دينهم ودنياهم ، وأمنا لهم عند الشدائد ، يجدون في ظلها الطمأنينة والأمن والإيمان ، وبقاؤها تُحج وتزار هو علامة بقاء الدين وقيامه وبقاء الأمة على خير ، وهدمها هدم للدين ، وذهاب للأمة ،ولا شك أن للقبلة في نفوس المسلمين مكانة عظيمة ، إذ يتجهون إليها في صلواتهم المفروضة والنافلة وأنساكهم كذلك،ولا يختلفون في هذا بل أجمعوا عليه قال الشيخ العلامة الألباني في كتابه الفريد صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم [ص55] وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتقبل القبلة في الفرض والنفل .. قال عقبه : وهذا لاشك أنه مقطوع فيه لتواتر الأدلة على ذلك .
ونقل غير واحد من العلماء الإجماع على ذلك ، انظر الشرح الممتع للشيخ العتيمين [ج1/ 501] وتسير العلام شرح عندة الأحكام لشيخنا عبد بن عبد الرحمن البسام .
لكن استقبال القبلة وإصابة عينها لمن كان بعيدا عنها من أهل البلدان الإسلامية أصبح مشكلا كبيرا في كثير من المساجد عندنا في الجزائر وفي كثير من بلاد الإسلام حيث انقسموا إلى طوائف ، بعضهم يقول نصلي هكذا وهذه هي جهة عين القبلة ، وبعضهم ينكر ذلك ، ويقول : بل القبلة من هاهنا ونكتفي بالتوجه إلى جهتها… وبقي النزاع قائما وهجر الكثير منهم المسجد بسبب أن المسجد بني منحرفا في نظرهم عن عينها، والبعض الآخر أراد أن يجمع بين الفريقين ، فسنوا شيئا آخر وهو أن يستقبل الإمام القبلة ، والبقية ممن يصلي وراءه يصلون إلى الاتجاه الذي وضع فيه المسجد
وزاد البعض الآخر خطا في الأرض للمأمومين وحرفوه قليلا إلى اتجاه القبلة التي تنازعوا فيها،بعد رصدهم القبلة بهذه الآلات الاصطناعية بما يسمى البوصلة ، هذا النزاع الشديد الذي وصل إلى حد التقاتل في كثير من المساجد بين المصلين عموما ، بعضهم مع بعض وبين السلفيين وبعض عوام الناس أو بعض الحزيبيين خصوصا ، سببه ضيق عطن بعضهم ،وعدم الرجوع إلى العلماء ،وإذا حدث وأن رجع بعضهم إلى طائفة من العلماء فالبقية الأخرى لم يرضوا بفتاوى أولئك العلماء المرجوع إليهم، ولا حول ولاقوة إلا بالله ، وهذا هو عين التعصب الذي ينبغي تركه ، وإلا فالسني يكفيه دليل واحد من أي كان ممن جاء به فكيف بالعلماء الذين أمرنا بطاعتهم في قوله تعالى :{{ …وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمرمنكم }}فأولوا الأمر منا هم العلماء والأمراء ، وعدم الرجوع إليهم ، أو عدم قبول قولهم هو عين الضلال واستكبار ، لهذا كله أردت أن أشارك في هذه المسألة بهذا البحث المتواضع الذي ليس لي فيه إلا الجمع والنقل إلا ما تطلب إلى زيادة بسط او توضيح ، لعله يكون سببا في القضاء على كثير من النزاع القائم أو يقلله إلى حد الخلاف المستساغ الذي لا يفسد للود قضية ، ويجمع الشمل ، ونتجاوز بذلك هذه المحنة والبلاء الذي تسبب فيه التعصب ، والجهل ،والتجرأ ، والاندافع بالتعالم في كثير من الأحيان والأحوال.والله أسأل يوفقنا وإخواننا جميعا لمرضاته والوقوف عند حدوده .

استقبال الكعبة:
لاشك أن استقيل القبلة وهي- الكعبة – شرط من شروط الصلاة ،وليس في هذا خلاف بين أهل الإسلام ، كما ذكرت آنفا فيجب على المصلي أن يتوجه بوجهه وبدنه نحو الكعبة ، ثبت ذلك بالكتاب والسنة . فلا خلاف بين العلماء في استقبال القبلة ،ولكن الخلاف في كونها شرط صحة أو شرط وجوب ، والذي رجحه كثير من المحققين كصديق حسن خان في الروضة ، والشوكاني في نيل الأوطار ، والصنعاني ، والشيخ الألباني رحمهم الله أنها أنه شرط وجوب وليست شرط صحة . وهذا ليس موضوع بحثنا ، لذلك نتجاوزه إلى الأدلة على استقبال القبلة وكيف كانت ثم نأتي إلى بيت القصيد وهو هل استقبال القبلة لمن كان بعيدا عنها فرض عليه استقبال جهتها أم عينها ؟وهي المسألة التي طال فيها النزاع كما أشرت ، وهنا سأنقل بعض الأدلة على استقبال القبلة وأنها إلى بيت الله الحرام – الكعبة – بعد أن كانت إلى بيت المقدس ثم أتطرق إلى المسألة التي من أجلها كان هذا المسطور ، وهي إصابة عين الكعبة أم جهتها لمن كان بعيدا عنها .
أما الكتاب فقوله تعالى :{{ سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم }}فقد أخرج البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا وكان يعجه أن تكون قبلته قبل البيت [ أي الكعبة ]…[ح4486]واللفظ له .
وقوله تعالى :{{ قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره }} [ البقرة :144]
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية : قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما : كان أول ما نسخ من القرآن القبلة ، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة ، وكان أكثر أهلها اليهود ،فأمره أن يستقبل بيت المقدس ،ففرحت يهود فاستقبلها رسول الله بضعة عشر شهرا ، وكان يحب قبلة إبراهيم فكان يدعو إلى الله وينظر إلى السماء فأنزل الله :{{ قد نرى تقلب وجهك …}}.
إلى قوله :{{ فولوا وجوهكم شطره }}فارتابت من ذلك اليهود وقالوا : {{ ما ولاهم عن قبلتم التي كانوا عليها }}فأنزل الله :{{ قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم }}وقال سبحانه : {{ فأينما تولوا فثم وجه الله }}البقرة :115].
قال الشيخ الألباني رحمه الله في كتابه الثمر المستطاب في فقه السنة والكتاب [ج1/836]: وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وهو بمكة نحو بيت المقدس والكعبة بين يديه ، وبعدما هاجر إلى المدينة صلى ستة عشر شهرا ، ثم انصرف إلى الكعبة .
الحديث من روية ابن عباس رضي الله عنهما ، أخرجه الإمام أحمد [ج1/325]ثنا أبو عوانة عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس به.وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين وسكت عليه الحافظ في الفتح [1/399]وقال الهيثمي في المجمع [ج2/12]رواه أحمد والطبراني في الكبير ، والبزار ورجاله رجال الصحيح ، وقد أخرجه البيهقي [ج2/3] من هذا الوجه.
وأما السنة وهي كثيرة مستفيضة فأقتصر على بعض منها : ففي الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : بينما الناس بقباء في صلاة الصبح إذ جاءهم آت فقال : إن النبي صلى الله عليه وسلم قد انزل عليه الليلة قرآن ، وقد أمر أن يستقبل الكعبة . فاستقبلوها وكانت وجوههم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة .البخاري [ح 403 – 4488 -4491 ] ومسلم [ج2/ 5 / 10].
وفي البخاري من حديث أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله : [ح391-392- 393].
وفيه عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :.قلت : وذكره البغوي في شرح السنة [ج2/330] وقال عقبه : وهو قول مالك رحمه الله .
الثانية : قوله :{{ شطر المسجد الحرام }} الشطر له محامل ، يكون الناحية والجهة ،كما في هذه الآية وهو ظرف مكان كما تقول : تلقاءه وجهته . وقال داود بن هند إن في حرف ابن مسعود > قال الشاعر :

أقول لأم زنباع أقيمي *** صدور العيس شطر بني تميم

الثالثة : لا خلاف بين العلماء أن الكعبة قبلة في كل أفق ، وأجمعوا على أن من شاهدها وعاينها فرض عليه استقبالها ، وأنه إن ترك استقبالها وهو معاين لها وعالم بجهتها فلا صلاة له ، أي صلاته باطلة ، وأجمعوا على أن كل من غاب عنها أن يستقبل ناحيتها وشطرها وتلقاءها…
الرابعة : واختلفوا هل فرض الغائب استقبال العين أو الجهة ، فمنهم من قال بالأول .يعني فرض استقبال عينها .
قال ابن العربي رحمه الله في كتابه الأحكام عند هذه الآية : وهذا القول ضعيف لأنه تكليف بما لا يصل إليه ، لأنه غير ظاهر بل غائب .
قلت : وتضعيف ابن العربي لهذا القول صحيح موافق لمقاصد الشرع ، منها قوله تعالى : {{ لايكلف الله نفسا إلا وسعها }}، ومنها قوله تعالى :{{ ما جعل عليكم في الدين من حرج }}.
ومنها فعله صلى الله عليه وسلم حيث < وفي رواية من غير خوف ولا مطر> فقيل لابن عباس لماذا فعل ذلك ؟ قال لرفع الحرج عن أمته . رواه مسلم .
قال القرطبي رحمه الله : ومنهم من قال : يستقبل الجهة يعني جهة المسجد الحرام وهو الصحيح لثلاثة أوجه :
الوجه الأول: أنه الممكن الذي يرتبط به التكليف .
قلت : إذ لاتكليف إلا بقدرة ، وهذا لايقدر على استقبال عين الكعبة ، أما الإعتماد على الآلات المحدثة مما يسمى البوصلة فلا يجوز الاعتماد عليها لما فيه من التضييق والمشقة على المسلمين إذ لايمكنهم جميعا امتلاكها ولا معرفة العمل بها … ويمكن أن تكون غير دقيقة ، وأنها من صنع الكفار وعدالتهم ساقطة ، فإذا كان الأصل في الراوي المسلم الجهالة حتى تثبت عدالته فكيف بكافر لايدرى عينه يخترع أمرا يقاس عليه أمرا معلوما من الدين بالضرورة ، هذا لايجوز ولا يصح الأخذ به ، وقد نقل الباجي في المنتقى شرح الموطأ، وشيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى وصجيق حسن خان في الروضة الإجماع على عدم جواز الاعتماد في العبادات على الحساب الفلكي والآلات الفلكية ، ونقلت عنهم ذلك في رسالتي كشف الإلتباس عن وقت صلاة الصبح للناس.
الوجه الثاني : أنه المأمور به في القرآن الكريم لقوله تعالى :{{ فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم }} يعني من الأرض من شرق أو غرب ، فولوا وجوهكم شطره .
الوجه الثالث : أن العلماء احتجوا بالصف الطويل الذي يعلم قطعا أنه أضعاف عرض البيت أحكام القرآن للقرطبي [ج2/ 159 – 160].
قال ابن عبد البر رحمه الله في التمهيد[موسوعة شروح الموطأ[ج6/521-524]:وكذلك يشهد النظر لقول من قال في المنحرف عن القبلة يمينا أو شمالا ، ولم يكن انحرافه ذلك فاحشا فيشرّق أو يغرّب أنه لاشيء عليه ، لأن السعة في القبلة لأهل الآفاق مبسوطة مسنونة ، وهذا معنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وقول أصحابه رضي الله عنهم :> وسيأتي تخريج هذا الأثر- إن شاء الله – ثم ذكر ابن عبد البر رحمه الله طرق هذا الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى من صح من الصحابة نسبته إليهم ، فقال حدثنا سعيد بن نصر وبسنده إلى أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :> أخرجه ابن أبي شيبة [2/362]والترمذي [344] من طريق معلى بن منصور به ،وأخرجه الطبراني في الأوسط [790]من طريق عبد الله بن جعفر به .
وبسنده إلى عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال : قال عمر رضي الله عنه :>أخرجه عبد الرزاق [3633 -3634]وابن أبي شيبة لأج2/361-362]والبيهقي [ج2/9]من طريق عبيد الله بن عمر وينظر علل الدارقطني [2/31-33].
وبسندة إلى محمد بن فضاء عن أبيه عن جده قال سمعت عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول :.
وبسنده إلى أبي عبد الرحمن السلمي عن علي رضي الله عنه قال: > أخرجه ابن أبي شيبة [2/362]من طريق اسرائيل به بزيادة عامر الشعبي بين عبد الأعلى وبين أبي عبد الرحمن .
وبسنده إلى سعيد بن جبير عن ابن عباس ، وعبد العلى عن محمد بن الحنفية قالا :> أخرجه ابن أبي شيبة من طريق إسرائيل به مقتصرا على قول ابن عباس .
وقال أبو بكر الأثرم : سمعت أبا عبد الله – يعني أحمد بم حنبل – يقول: هذا في كل البلدان . قال وتفسيره أن هذا المشرق – وأشار بيساره – وهذا المغرب – وأشار بيمينه .قال: وهذه القبلة فيما بينهما ، وأشار تلقاء وجهه ، قال : وهكذا في كل البلدان إلا مكة عند البيت .ألا ترى أنه إذا استقبل الركن وزال عنه شيئا –وإن قل –فقد ترك القبلة ؟ قال: وليس كذلك قبلة البلدان .
قيل لأبي عبد الله :فإن صلى رجل فيما بين المشرق والمغرب ، ترى صلاته جائزة ؟ قال نعم صلاته جائزة إلا أنه ينبغي له أن يتحرى الوسط .وقيل لأبي عبد الله .قبلة أهل بغداد على الجدي ؟- وهو نجم في السماء –
فجعل ينكر الجدي ويقول ليس على الجدي ،ولكن على حديث عمر :>.
وقال ابن عبد البر رحمه الله :أخبرني عبد الرحمن بن يحي ويحي بن عبد الرحمن قالا : حدثنا
أحمد ابن سعيد قال:قال لنا أحمدبن خالد في قول عمر بن الخطاب :> في هذا سعة للناس أجمعين . قيل له أنتم تقولون : إنه في أهل المدينة . قال : نحن وهم سواء ، والسعة في القبلة للناس كلهم .
قال ابن عبد البر رحمه الله في الاستذكار [موسوعة شروح الموطأ [ج6/527]:أما حديث مالك في هذا الباب عن نافع أن عمر بن الخطاب ، قال : > إذا توجه قبل البيت ، فقد وصله عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال : عمر …به وتقدم تخريجه .
قال : وكذلك قال عثمان بن عفان ،وعلي بن أبي طالب ، وعبد الله بن عباس ،ومحمد بن الحنفية [رضي الله عنهم] وقد ذكرنا أسانيد عنهم في التمهيد . ونقل هذه الأقوال عنهم البغوي رحمه الله في كتابه شرح السنة [ج2/ 328].
وقال: وأما تفسير قول أحمد بن حنبل : هذا في كل البلدان يريد أن البلدان كلها لأهلها من السعة في قبلتهم مثل ما لمن كانت قبلته بالمدينة الجنوب ،التي تقع لهم فيها الكعبة فيستقبلون جهتها ويتسعون يمينا وشمالا فيها ما بين المغرب والمشرق ، يجعلون المغرب عن أيمانهم والمشرق عن يسارهم وكذلك يكون لأهل اليمن من السعة في قبلتهم مثل ما لأهل المدينة ما بين المشرق والمغرب ، إذا توجهوا أيضا قبل البيت ، إلا انهم يجعلون المشرق عن أيمانهم ، والمغرب عن يسارهم ، وكذلك أهل العراق وخرسان لهم السعة في استقبال القبلة بين الجنوب والشمال مثل ما كان لأهل المدينة من السعة بين المشرق والمغرب ، وكذا أهل العراق على ضد ذلك .
وإنما تضيق القبلة كل الضيق على أهل المسجد الحرام ، وهي لأهل مكة أوسع قليلا ، ثم لأهل الحرم أوسع قليلا ، ثم هي لأهل الآفاق من السعة على حسب ما ذكرنا .وهذا صحيح لا مدفع له ، ولا خلاف بين أهل العلم فيه .
قلت : يؤيده ما أورده القرطبي بقوله قد روى ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: >.فإن صح هذا فهو نص في موضع الخلاف ، فلا نحتاج إلى قول أحد بعده .
قال الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله في كتابه الثمر المستطاب في فقه السنة والكتاب [ج2 /847 – 851] : وأما من كان غير مشاهد لها ولم يعرف موضعها فيكفيه أن يستقبل الجهة التي هي فيها لقوله تعالى :{{ لا يكلف الله نفسا إلا وسعها }} وقوله عليه الصلاة والسلام : >. الحديث من رواية أبي هريرة وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما .
أما الأول :فأخرجه الترمذي [2/171] وابن ماجة [1/317]من طريق أبي معشر نجيح عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عنه مرفوعا به . وأبو معشر ضعيف ، قال الترمذي : وقد تكلم بعض أهل العلم في أبي معشر من قبل حفظه .
قلت: أي الشيخ الألباني :لكنه يتقوى بمتابعة غيره له بإسناد آخر ، فقال الترمذي [ج2/173] ثنا الحسن بن أبي بكر المروزي ثنا المعلى بن منصور ثنا عبد الله بن جعفر المخرمي عن عثمان بن
محمد الأخنس عن سعيد المقبري عن أبي هريرة مرفوعا به . وقال :حديث حسن صحيح ، قال البخاري :هو أقوى من حديث أبي معشر وأصح .
قلت : أي- الشيخ الألباني :ورجاله ثقات غير شيخ الترمذي : الحسن بن أبي بكر ، كذا هو في السنن ، حتى في النسخة التي صححها أحمد شاكر القاضي ، وهو خطأ والصواب الحسن بن بكر بحذف لفظة [ أبي ] كذلك هو في كتب الرجال ، ك [ التهذيب ]و[ التقريب ]و[ الخلاصة].
وهو الحسن بن بكر بن عبد الرحمن المروزي أبو علي نزيل مكة ، وقال مسلمة : [ مجهول ] كما في[ التقريب ].وذكر فيه جمعا من الثقات رووا عنه ، وكأنه لذلك قال في [ التقريب ]:[ إنه صدوق ].والله اعلم .
وبالجملة ، فالحديث بهذين الطريقين حسن ، وهو صحيح بشاهديه ، وهو حديث ابن عمر رضي الله عنهم . وله طريقان أيضا :
الأول : عن يزيد بن هارون : اخبرنا محمد بن عبد الرحمن المجبر عن نافع عنه مرفوعا به .أخرجه الدارقطني [101] والحكام [1/ 206] وعنه البيهقي [ 2/9] وقال الحاكم : [ صحيح ، وإبن مجبر ثقة ]. ووافقه الذهبي .
وهو عجيب منه ، فإنه قد أورد في[ الميزان ] ابن مجبر هذا ، ونقل أقوال الأثمة في تضعيفه ، ولم يحك ولا قولا واحدا في توثيقه ، وأقره الحافظ في [ اللسان ] ، وذلك يدل على انه ضعيف اتفاقا وان توثيق الحاكم له مما لايعتد به .
لكن قد تابعه عبيد الله بن عمر عن نافع به .أخرجه الدارقطني ، وعنه الضياء المقدسي في [ المختارة ] ، والحاكم [1/ 205] وعنه البيهقي من طريق أبي يوسف يعقوب بن يوسف الواسطي : ثنا شعيب بن أيوب : ثنا عبد الله بن نمير عن عبيد الله بن عمر به .
وقال الحاكم : [ صحيح على شرط الشيخين ، فإن شعيب بن أيوب ثقة وقد أسنده ]. ووافقه الذهبي أيضا .
قلت : أي الشيخ الألباني : ولكن شعيبا لم يخرج له أحد الشيخين ، وإنما هو من رجال أبي داود فقد ، وهو صدوق يدلس كما في [ التقريب ] وقد صرح بالتحديث كما ترى ، فالإسناد صحيح إن كان الراوي عنه يعقوب بن يوسف الواسطي ثقة ، فإني لم أجد له ذكرا في كتب الرجال التي عندي.وقد قال البيهقي بعد أن ساقه من طريقين :[ تفرد بالأول ابن مجبر ، وتفرد بالثاني يعقوب بن يوسف الخلال ، والمشهور رواية الجماعة حماد بن سلمة ، وزائدة بن قدامة ، ويحي بن سعيد القطان ، وغيرهم عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر عن عمر من قوله .قال: وروي عن أبي هريرة مرفوعا ، وروى يحي بن أبي كثير عن أبي قلابة عن النبي صلى الله عليه وسلم ].
قلت : فهذا شاهد آخر مرسل . ثم قال البيهقي :[ والمراد به – والله أعلم – أهل المدينة ومن كان قبلته على سمت من أهل المدينة فيما بين المشرق والمغرب ، وذلك ينطبق على من كان في الشمال والجنوب ، وأما من كان في الشرق والغرب فقبلته ما بين الشمال والجنوب .
وقال الصنعاني :في سبل السلام :والحديث دليل على أن الواجب استقبل الجهة لا العين في حق من تعذر عليه العين ، وقد ذهب إليه جماعة من العلماء لهذا الحديث .
قلت :أي الألباني وعليه علماؤنا الحنفية ، قال في المجموع :[3/ 208- 209]: وحكاه الترمذي عن عمر بن الخطاب ، وعن علي ابن أبي طالب وابن عباس ، وابن عمر ، وابن المبارك .
وقد نقل القرطبي في تفسيره : [2/160] إجماع العلماء على ذلك ،وفيه نظر ، فقد ذكر النووي أن الصحيح عند الشافعية أن الواجب إصابة عين الكعبة .
قال : وبه قال بعض المالكية ، ورواية عن أحمد .
قلت :أي الألباني : وهذا مخالف للمنقول عن الصحابة ولهذا الحديث . ثم قال الصنعاني : ووجه الاستدلال به على ذلك أن المراد أن بين الجهتين قبلة لغير المعاين ومن كان في حكمه ،لأن المعاين لاتنحصر قبلته بين الجهتين المشرق والمغرب، بل كل الجهات في حقه سواء، متى قابل العين أو شطرها.
وقال العلامة أبو الطيب صديق حسن في الروضة الندية [ص 83-84] ما نصه : أقول : استقبال القبلة هو من ضروريات الدين ، فمن أمكنه استقبل القبلة تحقيقا فذلك الواجب عليه ، مثل القاطن حولها ، المشاهد لها من دون قطع مسافة ولا تجشّم مشقة ، ومن لم يكن كذلك ففرضه استقبال الجهة ، وليس المراد من تلك الجهة على الخصوص ، بل المراد ما أرشد إليه صلى الله عليه وسلم من كون بين المشرق والمغرب قبلة ، فمن كان في جهة اليمن وعرف جهة المشرق وجهة المغرب توجه بين الجهتين ، فإن تلك الجهة هي القبلة ، وكذلك من كان بجهة الشام يتوجه بين الجهتين من دون إتعاب للنفس في تقدير الجهات .
وبوب البغوي رحمه الله في كتابه العظيم شرح السنة [ج2/327] : باب قبلة من غاب عن مكة :
ثم استدل بقوله تعالى : {{ وحيث ما كنتم فولوا وجوهم شطره }}[ البقرة : 144] وبسنده إلى أبي هريرة من طريق الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:> مضى تخريجه قريبا.
قلت : وهذا يؤيده قوله تعالى :{{ ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله }}فقوله : فثم وجه الله : حكى المزني عن الشافعي رحمه الله أنه قال في هذه الآية : فثم الوجه الذي وجهكم الله إليه .وقال مجاهد : فثم وجه الله : أي قبلة الله .شرح السنة للبغوي [ج2/327].
قال ابن الثيم رحمه الله في كتابه مفتاح دار السعادة [ج2/30 -32] تحت عنوان الحِكم البالغة في القبلة وتحويلها : ثم أن له المشرق والمغرب ، وأنه سبحانه لعظمته وإحاطته حيث استقبل المصلي فثم وجهه تعالى فلا يظن الظان أنه إذا استقبل البيت الحرام خرج عن كونه مستقبلا ربه وقبلته ، فإن الله واسع عليم .ثم ذكر حكما دقيقة رائعة ، انفرد بها عن غيره من أهل العلم ،رحمه الله تعالى ، فيما اطلعت عليه ، فهو مبحث ماتع ، فأنظره غير مأمور ،إن أردت أن تعلم الحِكم في تحويل القبلة إلى بيت الله الحرام وتستفيد منها .موسوعة الأعمال الكاملة لابن القيم ، جامع الفقه ، ليسرى السيد [ج2/189 -191].
قال البغوي : والتوجه إلى عين الكعبة واجب لمن كان بمكة ، أما من غاب عنها فإن كان في بلد أو قرية اتفق أهلها المسلمون على جهة ليس له أن يجتهد في الجهة فيها بل عليه أن يتوجه إلى الجهة التي اتفقوا عليها .وليس له أن يجتهد في الانحراف يمنة أو يسرة .
قلت : فكيف إذا عيّنها ولي الأمر واجتهد أهل الحل والعقد في إقرارها ومضى على ذلك أجيال وأجيال ، ثم يأتي من يشكك للمسلمين في قبلتهم الواسعة ، هذا خروج على الإمام وعلى هذه الأجيال كلها ، وهو عين الفتنة فاحذروها .
وجاء في زاد المستقنع قوله : وفرض من قرب من القبلة إصابة عينها ، ومن بعُد جهتها :قال الشيخ العثيمين في الشرح الممتع [ج1/ 507] وقوله : من بعُد جهتها ، أي من بعد عن الكعبة بحيث لايمكنه المشاهدة ،فعليه إصابة الجهة ، والجهة حددها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : .متفق عليه لما قال شرقوا أو غربوا يريد بذلك عكس القبلة ، وعلى هذا يكون ما بين المشرق والمغرب لأهل المدينة ومن كان في جهتم كله قبلة ، فالجنوب كله قبلة لهم ، ليس قبلتهم ما ساوى الكعبة فقط وبهذا نعرف أن الأمر واسع لأهل البلدان الذين غابوا عن الكعبة ولايمكنهم معاينتها ولو رأينا شخصا يصلي منحرفا يسيرا عن مسافة القبلة فإن ذلك لايضر لأنه لم يزل متجها إلى جهة القبلة ، مالم يتعمد ترك جهة القبلة .
وجهة القبلة لمن كان شمالا عن الكعبة ما بين المشرق والمغرب ، ولمن كان شرقا عن الكعبة ، ما بين الشمال والجنوب ، ولمن كان غربا عنها ، ما بين الشمال والجنوب ، ولمن كانوا جنوبا عن الكعبة ما بين المشرق والمغرب فالجهات أربع وهذا مقتضى الحديث .
قلت: فأين الذين يتكلفون ما ليس في وسعهم مما لم يكفهم الله به ، في أمر جعل لهم فيه سعة ، ورفع عنهم فيه الحرج ،وهذه أدلة العلماء وأقوالهم تكاد تكون متطابقة متآلفة غير مختلفة ، فليتقوا الله وليعود إلى الحق ،ولا يتعصبوا – لا نقول للباطل- وإنما للأمر المرجوح .
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وادفع عنا التعصب المقيت ، وطهر قلوبنا من الحسد والبغضاء ، ولاتزغ قلوبنا بعد إذ هدينتا إنك سميع عليم مجيب .
وصلي اللهم وسلم على عبدك ورسولك محمد المبعوث بالرحمة والألفة ، وعلى أله الأطهار وصحبه الأخيار وعلى من تبعهم بإحسان من عبادك الأبرار وعنا معهم بعفوك وكرمك يا عزيز يا غفار وسلم تسليما كثيرا إلى دار القرار .

وكتبه:
محب العلم والإنصاف *** على طريقة صالح الأسلاف
أبو بكر يوسف لعويسي
الدويرة الجزائر العاصمة [25/1/ 1443هـ
الموافق ل:11/ 1/ 2022م

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




بارك الله فيك




بارك الله فيكم وسدد خطاكم

ننتظر المزيد من مثل هذه المواضيع المفيدة

شكرا لك

المعلمة هناء