التصنيفات
القران الكريم

:: جمع لبعض تفاسير أهل العلم " آية آية من حزب المفصل من القرآن الكريم " ::

تعليمية تعليمية

:: جمع لبعض تفاسير أهل العلم " آية آية من حزب المفصل من القرآن الكريم " ::

أبدأ بسم الله مستعينة بنقل لبعض تفاسيرأهل العلم لآية تلو آية بإذن الله تعالى من تفسيرحزب المفصل من كلام الله عز وجل , راجية المولى عز وجل أن يتم علينا نعمه برحمته ومنه وفضله إنه جواد كريم.
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله فى مقدمة تفسير هذه السورة :

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد.

فإننا نبدأ بتفسير سور المفصل التي تبتدىء من سورة ( ق) عند بعض العلماء، أو من سورة الحجرات عند آخرين.

وسنتكلم على سورة الحجرات لما فيها من الآداب العظيمة النافعة التي ابتدأها الله بقوله تبارك وتعالى: ( يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم ) ا . هـ

قال الإمام أبو عبد الله محمد بن احمد الأنصارى القرطبى رحمه الله :

فيه ثلاث مسائل:

الأولى: قوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله } قال العلماء : كان في العربي جفاء وسوء أدب في خطاب النبي صلى الله عليه وسلم وتلقيب الناس.

فالسورة في الأمر بمكارم الأخلاق ورعاية الآداب. وقرأ الضحاك ويعقوب الحضرمي {لا تَقَدَّموا} بفتح التاء والدال من التقدم. الباقون {تُقدِموا}بضم التاء وكسر الدال من التقديم. ومعناهما ظاهر، أي لا تقدموا قولا ولا فعلا بين يدي الله وقول رسوله وفعله فيما سبيله أن تأخذوه عنه من أمر الدين والدنيا, ومن قدم قوله أو فعله على الرسول صلى الله عليه وسلم فقد قدمه على الله تعالى، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم إنما يأمر عن أمر الله عز وجل.

الثانية: واختلف في سبب نزولها على أقوال ستة :

الأول : ما ذكره الواحدي من حديث ابن جريج قال : حدثني ابن أبي مليكة أن عبدالله بن الزبير أخبره أنه قدم ركب من بني تميم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو بكر : أمر القعقاع بن معبد. وقال عمر : أمر الأقرع بن حابس. فقال أبو بكر : ما أردت إلا خلافي. وقال عمر : ما أردت خلافك. فتماديا حتى ارتفعت أصواتهما، فنزل في ذلك{ يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله – إلى قوله – ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم } . رواه البخاري عن الحسن بن محمد بن الصباح، ذكره المهدوي أيضا.

الثاني : ما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يستخلف على المدينة رجلا إذا مضى إلى خيبر، فأشار عليه عمر برجل آخر، فنزل{ يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله } . ذكره المهدوي أيضا.

الثالث : ما ذكره الماوردي عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه وسلم أنفذ أربعة وعشرين رجلا من أصحابه إلى بني عامر فقتلوهم، إلا ثلاثة تأخروا عنهم فسلموا وانكفؤوا إلى المدينة، فلقوا رجلين من بني سليم فسألوهما عن نسبهما فقالا : من بني عامر، لأنهم أعز من بني سليم فقتلوهما، فجاء نفر من بني سليم إلى رسول الله صلى فقالوا : ان بيننا وبينك عهدا، وقد قتل منا رجلان، فوداهما النبي صلى الله عليه وسلم بمائة بعير، ونزلت عليه هذه الآية في قتلهم الرجلين.

وقال قتادة : إن ناسا كانوا يقولون لو أنزل فيّ كذا، لو أنزل فيّ كذا؟ فنزلت هذه الآية.

ابن عباس : نهوا أن يتكلموا بين يدي كلامه.

مجاهد : لا تفتاتوا على الله ورسوله حتى يقضي الله على لسان رسوله، ذكره البخاري أيضا.

الحسن : نزلت في قوم ذبحوا قبل أن يصلي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمرهم أن يعيدوا الذبح.

ابن جريج : لا تقدموا أعمال الطاعات قبل وقتها الذي أمر الله تعالى به ورسوله صلى الله عليه وسلم.

قلت : هذه الأقوال الخمسة المتأخرة ذكرها القاضي أبو بكر بن العربي، وسردها قبله الماوردي.

قال القاضي : وهي كلها صحيحة تدخل تحت العموم، فالله أعلم ما كان السبب المثير للآية منها، ولعلها نزلت دون سبب، والله أعلم.

قال القاضي : إذا قلنا إنها نزلت في تقديم الطاعات على أوقاتها فهو صحيح، لأن كل عبادة مؤقتة بميقات لا يجوز تقديمها عليه كالصلاة والصوم والحج، وذلك بين, إلا أن العلماء اختلفوا في الزكاة، لما كانت عبادة مالية وكانت مطلوبة لمعنى مفهوم، وهو سد خلة الفقير، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم استعجل من العباس صدقة عامين، ولما جاء من جمع صدقة الفطر قبل يوم الفطر حتى تعطى لمستحقيها يوم الوجوب وهو يوم الفطر، فاقتضى ذلك كله جواز تقديمها العام والاثنين, فإن جاء رأس العام والنصاب بحاله وقعت موقعها, وإن جاء رأس العام وقد تغير النصاب تبين أنها صدقة تطوع.

وقال أشهب : لا يجوز تقديمها على الحول لحظة كالصلاة، وكأنه طرد الأصل في العبادات فرأى أنها إحدى دعائم الإسلام فوفاها حقها في النظام وحسن الترتيب.

ورأى سائر علمائنا أن التقديم اليسير فيها جائز، لأنه معفو عنه في الشرع بخلاف الكثير.

وما قاله أشهب أصح، فإن مفارقة اليسير الكثير في أصول الشريعة صحيح، ولكنه لمعان تختص باليسير دون الكثير, فأما في مسألتنا فاليوم فيه كالشهر، والشهر كالسنة.

فإما تقديم كلي كما قال أبو حنيفة والشافعي، وإما حفظ العبادة على ميقاتها كما قال أشهب.

الثالثة: قوله تعالى {لا تقدموا بين يدي الله} أصل في ترك التعرض لأقوال النبي صلى الله عليه وسلم، وإيجاب اتباعه والاقتداء به، وكذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه : (مروا أبا بكر فليصل بالناس), فقالت عائشة لحفصة رضي الله عنهما : قولي له إن أبا بكر رجل أسيف وإنه متى يقم مقامك لا يُسْمع الناس من البكاء، فَمُرْ عمر فليصل بالناس, فقال صلى الله عليه وسلم : (إنكن لأنتن صواحب يوسف, مروا أبا بكر فليصل بالناس). فمعنى قول (صواحب يوسف) الفتنة بالرد عن الجائز إلى غير الجائز. وربما احتج بُغَاةُ القياس بهذه الآية. وهو باطل منهم، فإن ما قامت دلالته فليس في فعله تقديم بين يديه. وقد قامت دلالة الكتاب والسنة على وجوب القول بالقياس في فروع الشرع، فليس إذاً تقدمٌ بين يديه.

{ واتقوا الله } يعني في التقدم المنهي عنه.

{ إن الله سميع } لقولكم { عليم } بفعلكم.

قال الإمام الجليل الحافظ عماد الدين أبى الفداء إسماعيل بن كثير رحمه الله :

هذه آيات أدّب اللّه تعالى بها عباده المؤمنين، فيما يعاملون به الرسول صلى اللّه عليه وسلم من التوقير والاحترام، والتبجيل والإعظام، فقال تبارك وتعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تقدّموا بين يدي اللّه ورسوله} أي لا تسرعوا في الأشياء بين يديه أي قبله، بل كونوا تبعاً له في جميع الأمور.

قال ابن عباس: نهوا أن يتكلموا بين يدي كلامه ""وروى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أن المراد من الآية الكريمة {لا تقدموا بين يدي اللّه ورسوله} لا تقولوا خلاف الكتاب والسنة .

والقول الآخر هو رواية العوفي عنه وهو الأقوى والأرجح""،

وقال مجاهد: لا تفتاتوا على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بشيء حتى يقضي اللّه تعالى على لسانه، وقال الضحّاك: لا تقضوا أمراً دون اللّه ورسوله من شرائع دينكم، وقال الحسن البصري: لا تدعوا قبل الإمام، وقال قتادة: ذكر لنا أن ناساً كانوا يقولون: لو أنزل في كذا وكذا، لو صح كذا، فكره اللّه تعالى ذلك، {واتقوا اللّه} فيما أمركم به {إن اللّه سميع} أي لأقوالكم {عليم} بنياتكم.

قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدى رحمه الله :

هذا متضمن للأدب، مع الله تعالى، ومع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ والتعظيم له ، واحترامه، وإكرامه، فأمر ‏[‏الله‏]‏ عباده المؤمنين، بما يقتضيه الإيمان، بالله وبرسوله، من امتثال أوامر الله، واجتناب نواهيه، وأن يكونوا ماشين، خلف أوامر الله، متبعين لسنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في جميع أمورهم، و ‏[‏أن‏]‏ لا يتقدموا بين يدي الله ورسوله، ولا يقولوا، حتى يقول، ولا يأمروا، حتى يأمر، فإن هذا، حقيقة الأدب الواجب، مع الله ورسوله، وهو عنوان سعادة العبد وفلاحه، وبفواته، تفوته السعادة الأبدية، والنعيم السرمدي، وفي هذا، النهي ‏[‏الشديد‏]‏ عن تقديم قول غير الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ على قوله، فإنه متى استبانت سنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وجب اتباعها، وتقديمها على غيرها، كائنا ما كان ثم أمر الله بتقواه عمومًا، وهي كما قال طلق بن حبيب‏:‏ أن تعمل بطاعة الله، على نور من الله، ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله، على نور من الله، تخشى عقاب الله‏.‏

وقوله ( إن الله سميع ) أى : لجميع الأصوات فى حميع الأوقات , فى خفى المواضع والجهات .

وقوله‏:‏ ‏{‏عَلِيمٌ‏}‏ بالظواهر والبواطن، والسوابق واللواحق، والواجبات والمستحيلات والممكنات وفي ذكر الاسمين الكريمين ـ بعد النهي عن التقدم بين يدي الله ورسوله، والأمر بتقواه ـ حث على امتثال تلك الأوامر الحسنة، والآداب المستحسنة، وترهيب عن عدم الامتثال‏.‏

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :

إعلم أن الله تعالى إذا ابتدأ الخطاب بقوله: { يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم } فإنه كما قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه : إما خير تُؤمر به، وإما شر تنهى عنه، فأرعه سمعك، واستمع إليه لما فيه من الخير، وإذا صدَّر الله الخطاب بـ{يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم } دل ذلك على أن التزام ما خوطب به من مقتضيات الإيمان، وأن مخالفته نقص في الإيمان.

يقول الله عز وجل: {لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم } قيل: معنى {لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم } أي: لا تتقدموا بين يدي الله ورسوله، والمراد: لا تسبقوا الله ورسوله بقولٍ أو بفعل.

وقيل: المعنى لا تقدموا شيئاً بين يدي الله ورسوله. وكلاهما يصبان في مصب واحد، والمعنى: لا تسبقوا الله ورسوله بقولٍ ولا فعلٍ، وقد وقع لذلك أمثلة، فمن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : « لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين » لأن الذي يتقدم رمضان بصوم يوم أو يومين كأنه تقدم بين يدي الله ورسوله، فبدأ بالصوم قبل أن يحين وقته، ولهذا قال عمار بن ياسر رضي الله عنهما : « من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم » .

ومن التقدُّم بين يدي الله ورسوله البدع بجميع أنواعها، فإنها تقدم بين يدي الله ورسوله؛ بل هي أشد التقدم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، وإياكم ومحدثات الأمور ». وأخبر بأن « كل بدعة ضلالة » .

وصدق – عليه الصلاة والسلام – فإن حقيقة حال المبتدع أنه يستدرك على الله ورسوله ما فات، مما يدعي أنه شرع، كأنه يقول: إن الشريعة لم تكمل، وأنه كملها بما أتى به من البدعة، وهذا معارض تماماً لقوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم }.

فيقال لهذا الرجل الذي ابتدع: أهذا الذي فعلته كمال في الدين؟ إن قال: نعم، فإن قوله هذا يتضمن أو يستلزم تكذيب قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم }،

وإن قال: ليس كمالاً في الدين، قلنا: إذن هو نقص؛ لأن الله يقول: { فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون } فالبدعة كما أنها ضلالة في نفسها فهي في الحقيقة تتضمن الطعن في دين الله، وأنه ناقص، وأن هذا المبتدع كمله بما ادعى أنه من شريعة الله – عز وجل – فالمبتدعون كلهم تقدموا بين يدي الله ورسوله، ولم يبالوا بهذا النهي حتى وإن حسن قصدهم؛ فإن فعلهم ضلالة، وقد يُثاب على حسن قصده، ولكنه يؤزر على سوء فعله، ولهذا يجب على كل مبتدع علم أنه على بدعة أن يتوب منها، ويرجع إلى الله – عز وجل – ويلتزم سنة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده .

والبدعة أنواع كثيرة: بدع في العقيدة، وبدع في الأقوال، وبدع في الأفعال.

أما البدع في العقيدة ، فإنها تدور على شيئين:

إما تمثيل، وإما تعطيل.

فالتمثيل أن يثبت لله تعالى الصفات، لكن على وجه المماثلة، فإن هذا بدعة؛ لأنه لم يكن من طريق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وخلفائه الراشدين، فيكون بدعة، فمثلاً يثبت أن لله وجهاً ويجعله مماثلاً لأوجه المخلوقين، أو أن لله يداً ويجعلها مماثلة لأيدي المخلوقين، وهلم جرا، فهؤلاء مبتدعة بلا شك، وبدعتهم تكذيب لقوله تعالى: { ليس كمثله شيء } ولقوله: { ولم يكن له كفواً أحد }. ولقوله تعالى: { هل تعلم له سمياً } .

أما التعطيل فهو أن ينكر ما وصف الله تعالى به نفسه، فإن كان إنكار جحد وتكذيب، فهو كفر، وإن كان إنكار تأويل فهو تحريف وليس بكفر إذا كان اللفظ يحتمله، فإن كان لا يحتمله فلا فرق بينه وبين إنكار التكذيب، فمثلاً إذا قال إنسان: إن الله سبحانه وتعالى قال: { بل يداه مبسوطتان } والمراد باليدين النعمة نعمة الدين ونعمة الدنيا، أو نعمة الدنيا ونعمة الآخرة، فهذا تحريف؛ لأن النعمة ليست واحدة، ولا ألف ولا ملايين، { وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها } فليست النعمة اثنتين لا بالجنس ولا بالنوع، فيكون هذا تحريفاً وبدعة، لأنه على خلاف ما تلقاه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه، والأئمة الهداة من بعدهم.
أما البدعة في الأقوال : فمثل أولئك الذين يبتدعون تسبيحات أو تهليلات أو تكبيرات، لم ترد بها السنة، أو يبتدعون أدعية لم ترد بها السنة، وليست من الأدعية المباحة.
وأما بدع الأفعال : فمثل الذين يصفقون عند الذكر، أو يهزون رؤوسهم عند التلاوة تعبداً، أو ما أشبه ذلك من أنواع البدع، وكذلك الذين يتمسحون بالكعبة في غير الحجر الأسود والركن اليماني، وكذلك الذين يتمسَّحون بحجرة النبي صلى الله عليه وسلم، حجرة قبره الشريف، وكذلك الذين يتمسَّحون بالمنبر الذي يقال إنه منبر النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد النبوي، وكذلك الذين يتمسحون بجدران مقبرة البقيع أو بغير ذلك.
والبدع كثيرة: العقدية والقولية والفعلية، وكلها من التقدم بين يدي الله ورسوله، وكلها معصية لله ورسوله، فإن الله يقول: { لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم } والنبي – عليه الصلاة والسلام – يقول: «إياكم ومحدثات الأمور» .

ومن البدع ما يُصنع في رجب، كصلاة الرغائب التي تُصلَّى ليلة أول جمعة من شهر رجب، وهي صلاة ألف ركعة يتعبدون لله بذلك، وهذا بدعة لا تزيدهم من الله إلا بعداً؛ لأن كل من تقرَّب إلى الله بما لم يشرعه فإنه مبتدع ظالم، لا يقبل الله منه تعبده، لما ثبت في الصحيحين وغيرهما عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد» . ومن التقدم بين يدي الله تعالى ورسوله أن يقول الإنسان قولاً يُحكم به بين عباد الله أو في عباد الله، وليس من شريعة الله، مثل أن يقول: هذا حرام، أو هذا حلال، أو هذا واجب، أو هذا مستحب بدون دليل، فإن هذا من التقدم بين يدي الله ورسوله، وعلى من قال قولاً وتبين له أنه أخطأ فيه أن يرجع إلى الحق حتى لو شاع القول بين الناس وانتشر وعَمِلَ به مَن عمل من الناس، فالواجب عليه أن يرجع وأن يُعلن رجوعه أيضاً، كما أعلن مخالفته التي قد يكون معذوراً فيها إذا كانت صادرة عن اجتهاد ، فالواجب الرجوع إلى الحق، فإن تمادى الإنسان في مخالفة الحق فقد تقدم بين يدي الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

{ واتقوا الله } هذا تعميم بعد تخصيص؛ لأن التقدم بين يدي الله ورسوله مخالف للتقوى، لكن نص عليه وقدمه لأهميته، ومعنى { واتقوا الله } أي اتخذوا وقاية من عذاب الله – عز وجل – وهذا لا يتحقق إلا إذا قام الإنسان بفعل الأوامر وترك النواهي، بفعل الأوامر تقرُّباً إلى الله تعالى، ومحبة لثوابه، وترك النواهي خوفاً من عذاب الله – عز وجل – ، ومن الناس من إذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم، وتصاعد في نفسه وعز في نفسه، وأوغل في الإثم، وانتفخت أوداجه، وقال: أمثلي يُقال له: اتق الله! وما علم المسكين أن الله خاطب من هو أشرف منه ومن هو أتقى عباد الله لله، فأمره بالتقوى، قال الله تبارك وتعالى: { يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن الله كان عليماً حكيماً }.

وقال الله تعالى: {واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه }. ومن الذي لا يستحق أن يُؤمر بتقوى الله؟ فكل واحد منَّا يستحق أن يؤمر بتقوى الله – عز وجل – والواجب أنه إذا قيل له: اتق الله , أن يزداد خوفاً من الله ، وأن يراجع نفسه ، وأن ينظر ماذا أمر به ، إنه لم يؤمر أن يتقي فلاناً وفلاناً، إنما أمر أن يتقي الله عز وجل، وإذا فسرنا التقوى بأنها اتخاذ وقاية من عذاب الله بفعل أوامره، تقرباً إليه ومحبة لثوابه، وترك نواهيه خوفاً من عقابه، فإن أي إنسان يترك واجباً فإنه لم يتق الله، وقد نقص من تقواه بقدر ما حصل منه من المخالفة، فالتقوى مخالفتها تختلف،فقد تكون مخالفتها كفراًًً وقد تكون دون ذلك، فترك الصلاة مثلاً ترتفع به التقوى نهائياً؛ لأن تارك الصلاة كافر، كما دلَّ على ذلك كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأقوال الصحابة رضي الله عنهم، حتى إن بعض العلماء حكى إجماع الصحابة على أن تارك الصلاة كافر كفراً مخرجاً عن الملة، ومنهم التابعي المشهور عبدالله بن شقيق – رحمه الله – حيث قال: ( كان أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة ) .

وكذلك نقل إجماعهم إسحاق بن راهويه، ولم يصح عن أي صحابي أنه قال عن تارك الصلاة: إن تارك الصلاة في الجنة، أو إنه مؤمن، أو ما أشبه ذلك، والزاني لم يتق الله؛ لأنه زنا فخالف أمر الله وعصاه، والسارق لم يتق الله، وشارب الخمر لم يتق الله، والعاق لوالديه لم يتق الله، والقاطع لرحمه لم يتق الله، والأمثلة على هذا كثيرة، فقوله تعالى: { واتقوا الله } كلمة عامة شاملة تشمل كل الشريعة { إن الله سميع عليم } هذه الجملة تحذير لنا أن نقع فيما نهانا عنه من التقدُّم بين يدي الله ورسوله، أو أن نخالف ما أمر به من تقواه { سميع } أي سميع لما تقولون { عليم } أي عليم بما تقولون وما تفعلون؛ لأن العلم أشمل وأعم، إذ إن السمع يتعلق بالمسموعات، والعلم يتعلق بالمعلومات، والله تعالى محيط بكل شيء علماً، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، يقول العلماء – رحمهم الله -: إن السمع الذي اتصف به ربنا – عز وجل – ينقسم إلى قسمين: سمع إدراك وسمع إجابة، فسمع الإدراك معناه أن الله يسمع كل صوت خفي أو ظهر، حتى إنه – عز وجل – يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم: { قد سمع الله قول التى تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركمآ إن الله سميع بصير }. قالت عائشة – رضي الله عنها -: ( الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات، لقد كنت في الحجرة – أي حجرة النبي صلى الله عليه وسلم – والمرأة تجادله وهو يحاورها وإنه ليخفى عليَّ بعض حديثها ) .

والله – عز وجل – أخبر بأنه سمع كل ما جرى بين هذه المرأة وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا سمع إدراك .

ثم إن سمع الإدراك قد يُراد به :

بيان الإحاطة والشمول، وقد يراد به التهديد، وقد يُراد به التأييد.

فهذه ثلاثة أنواع.

الأول: يراد به بيان الإحاطة والشمول مثل هذه الآية.

الثاني: يُراد به التهديد مثل قوله تعالى: {لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأَنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق }. وانظر كيف قال: { سنكتب ما قالوا} حين وصفوا الله تعالى بالنقص ، قبل أن يقول : { وقتلهم الأَنبياء} مما يدلّ على أن وصف الله بالنقص أعظم من قتل الأنبياء.

الثالث: سمع يُراد به التأييد، ومنه قوله – تبارك وتعالى – لموسى وهارون : { لا تخافآ إننى معكمآ أسمع وأرى }، فالمراد بالسمع هنا التأييد يعني: أسمعك وأؤيدك ، يعني أسمع ما تقولان وما يُقال لكما.

أما سمع الإجابة فمعناه : أن الله يستجيب لمن دعاه، ومنه قول إبراهيم : {إن ربي لسميع الدعاء }. أي مجيب الدعاء، ومنه قول المصلي: ( سمع الله لمن حمده ) يعني استجاب لمن حمده فأثابه، ولا أدري أنحن ندرك معنى ما نقوله في صلاتنا أو أننا نقوله تعبداً ولا ندري ما المعنى؟! عندما نقول: الله أكبر، تكبيرة الإحرام يعني أن الله أكبر من كل شيء – عز وجل – ولا نحيط بذلك ؛ لأنه أعظم من أن تحيط به عقولنا.

وعندما نقول: سمع الله لمن حمده. يعني استجاب الله لمن حمده ، وليس المعنى أنه يسمعه فقط ، لأن الله يسمع من حمده ومن لا يحمده إذا تكلم ، لكن المراد أنه يستجيب لمن حمده بالثواب ، فهذا السمع يقتضي الاستجابة لمن دعاه .

أما قوله تعالى: { عليم } فالمراد أنه ذو علم واسع، قال الله تعالى: { لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما }. فعندما تؤمن بأن الله سميع ، وأن الله عليم ، هل يمكن وأنت في عقلك الراشد أن تقول ما لا يرضيه ؟ لا ، لأنه يسمع ، فلا ينبغي لك أن تُسمِع الله ما لا يرضاه منك ، أسمِعْهُ ما يحبه ويرضاه إذا كنت مؤمناً حقًّا بأن الله سميع، وأعتقد لو أن أباك نهاك عن قول من الأقوال فهل تتجرأ أن تسمعه ما لا يرضاه أو أن تسمعه ما نهاك عنه؟

فالله أعظم وأجلّ، فاحذر أن تسمع الله ما لا يرضاه منك، وإذا آمنت بأنه بكل شيء عليم وهذا أعم من السمع؛ لأنه يشمل القول والفعل وحديث النفس حتى ما توسوس به نفسك يعلمه – عز وجل – إذا علمت ذلك هل يمكن أن تفعل شيئاً لا يُرضيه؟

لا، لأنه ليس المقصود من إخبار الله لنا بأنه عليم بكل شيء، أن نعلم هذا وأن نعتقده فقط. بل المقصود هذا، والمقصود شيء آخر، وهو الثمرة والنتيجة التي تترتب على أنه بكل شيء عليم، فإذا علمنا بأنه بكل شيء عليم فهل نقول بما لا يرضى؟

لا، لأنه سوف يعلمه، وإذا علمنا بأنه على كل شيء عليم هل نعتقد ما لا يرضى؟

لا، لأننا نعلم أنه يعلم ما في قلوبنا، قال الله تعالى: { واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه }. وقال تعالى: { واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه}، يحول بينك وبين قلبك ، فيجب علينا إذا مر بنا اسم من أسماء الله تعالى ، أو صفة من صفات الله أن نؤمن بهذا الاسم ، وهذه الصفة، وأن نقوم بما هو الثمرة من الإيمان بهذا الاسم ، أو الصفة .

وما تضمنته الآية الكريمة من أدب عظيم وجه الله تعالى عباده إليه.

وهذا هو الأدب الأول .


إنتهى تفسير أول آية من سورة الحجرات

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




بوركت على الجلب الطيب جزاك الله خيرا




جزاك الله كل خير ع الطرح الموضوع القيم




بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين وعليه التكلان من الخذلان
اللهم صلي على المبعوث رحمة للعالمين
وآله وصحبه أجمعين ومن دعا بعوته إلى يوم الدين




تعليمية




شكرا جزيلا وبارك الله فيك




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

طريقة سهلة لختم القرآن

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مقدماً أُبارك لكم الشهر الفضيل جعلنا الله و إياكم من صُوامه وقُوامه وعُتقائه..
رمضان فرصة لا تتكرر إلا مرة في السنة .. و لا يُدركه إلا ذو حظٍ عظيمـ..!!

لا يخفاكم أن من أعظم العبادات في هذا الشهر الفضيل هي قراءة القرآن
هذه طريقة سهلة جداً لختم القرآن كاملاً في رمضان :

عدد صفحات القرآن = تقريباً 600 صفحة
600 صفحة ÷ 30 يوم = 20 صفحة يومياً
20 صفحة يومياً ÷ 5 صلوات = 4 صفحات بعد كل صلاة فقط أربع صفحات بعد كل صلاة

والنتيجة : ختم القرآن الكريم..!! ، ، ،

و من أراد ختم القرآن مرتين في الشهر أيضاً الطريقة سهلة جداً
يقرأ 4 صفحات قبل كل صلاة و 4 صفحات بعد كل صلاة و النتيجة : ختمتين للقرآن في الشهر الفضيل..!!ما أعظمه من أجر..!




بارك الله فيك على الطريقة الرائعة والمميزة

وعملية حسابية دقيقة وان اضفة صفحة او نصف صفحة كل مرة تجد نفسك متشوق دوما للاتمام

شكرا اختي سارة دوما حريصة على فعل الخير




شكرا لمرورك على موضوعي اخ عبدو بارك الله فيك




جعل الله موضوعك هذا في ميزان حسناتك

بوركت يا صاره

مشكوره




جزاك الله خيرا و جعله في ميزان حسناتك




مشكورة اخت مؤمنة واخت رنين على المور
بارك الله فيكما




تعليمية




التصنيفات
القران الكريم

فضل حفظ القرآن الكريم

فضل حفظ القرآن

السؤال :

إنني كثيرا ما أحفظ آيات من القرآن الكريم، ولكن بعد فترة أنساها، وكذلك عندما أقرأ آية لا أعلم هل قراءتي صحيحة أم لا؟ ثم أكتشف بعد ذلك أنني كنت مخطئا، دلوني لو تكرمتم.

الجواب :
المشروع لك يا أخي أن تجتهد في حفظ ما تيسر من كتاب الله، وأن تقرأ على بعض الإخوة الطيبين في المدارس أو في المساجد أو في البيت، وتحرص على ذلك، حتى يصححوا لك قراءتك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)) رواه البخاري رحمه الله في صحيحه، فخيار الناس هم أهل القرآن الذين تعلموه وعلموه الناس، وعملوا به ولقول النبي صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه: ((أيحب أحدكم أن يذهب إلى بطحان فيأتي بناقتين عظيمتين في غير إثم ولا قطيعة رحم)) فقالوا: يا رسول الله: كلنا يحب ذلك، فقال عليه الصلاة والسلام: ((لأن يغدو أحدكم إلى المسجد فيتعلم آيتين من كتاب الله خير له من ناقتين عظيمتين وثلاث خير من ثلاث وأربع خير من أربع ومن أعدادهن من الإبل)) أو كما قال عليه الصلاة والسلام. وهذا يبين لنا فضل تعلم القرآن الكريم، فأنت يا أخي عليك بتعلم القرآن على الإخوان المعروفين بإجادة قراءة القرآن حتى تستفيد وتقرأ قراءة صحيحة. أما ما يعرض لك من النسيان فلا حرج عليك في ذلك، فكل إنسان ينسى، كما قال عليه الصلاة والسلام: ((إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون)) وسمع مرة قارئا يقرأ فقال: ((رحم الله فلان لقد أذكرني آية كذا كنت أسقطتها)) أي أنسيتها، والمقصود أن الإنسان قد ينسى بعض الآيات ثم يذكر، أو يذكره غيره، والأفضل أن يقول: ((نُسِّيت)) بضم النون وتشديد السين، أو: أنسيت، لما ورد أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يقولن أحدكم نسيت آية كذا بل هو نسي)) يعني أنساه الشيطان، أما حديث: ((من حفظ القرآن ثم نسيه لقي الله وهو أجذم)) فهو حديث ضعيف عند أهل العلم لا يثبت عن النبي، والنسيان ليس باختيار الإنسان وليس في طوقه السلامة منه، والمقصود أن المشروع لك حفظ ما تيسر من كتاب الله عز وجل، وتعاهد ذلك، وقراءته على من يجيد القراءة حتى يصحح لك أخطاءك.
وفقك الله ويسر أمرك.

المصدر :
مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء السادس
عبد العزيز بن باز فضائل القرآن الكريم




شكرا لك على الموضوع القيم والمفيد

نفع الله بكم وباعمالكم ونسال الله ان يجعلها في ميزان حسناتكم

تقبلوا مرور اختكم وزميلتكم أسماء




بسم الله الرحمن الرحيم

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .




التصنيفات
القران الكريم

*** العناية بالقرآن الكريم في العهد

العناية بالقرآن الكريم في العهد النبوي الشريف إعداد
يوسف بن عبد الله الحاطي
الباحث بمركز البحوث والدراسات الإسلامية بالرياض
ملخص البحث
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ، أما بعد :
فهذا بحث موجز حاولت أن أُبيِّن فيه
باختصار العناية التي كان يلقاها القرآن الكريم في عهد النبي صلى الله
عليه وسلم من النبي صلى الله عليه وسلم ومن صحابته الكرام رضي الله عنهم
أجمعين ، وقد جعلت هذا البحث في مقدمة وفصلين ، الفصل الأول جعلته بعنوان
: حول القرآن الكريم ، وتحدثت فيه عن مباحث عامة حول القرآن الكريم كتعريف
القرآن الكريم والفرق بينه وبين الحديث القدسي والحديث النبوي ، ثم ذكرت
طرفًا من فضائل القرآن الكريم عمومًا وفضائل بعض السور خصوصًا ، وأثر
تلاوة القرآن الكريم على الفرد والجماعة ، وتحدثت فيه كذلك عن كتّاب
القرآن الكريم وقرائه من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم .

أما الفصل الثاني فقد جعلته عن
عناية النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن الكريم فبينت فيه شدة اهتمامه صلى
الله عليه وسلم بالقرآن ، ومن ذلك مثلًا حرصه على تلقي القرآن من الوحي ،
وأمره بحفظ القرآن والمحافظة عليه من النسيان ، وأمره بتحسين الصوت بقراءة
القرآن ، وغير ذلك من المباحث التي تدل على عنايته صلى الله عليه وسلم .

المقدّمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ، أما بعد :
فالقرآن كلام الله سبحانه وتعالى
الذي تكلم به وأوحاه إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة الملك جبريل
عليه السلام ، فهو الهدى والنور وهو الشفاء ، وهو الذكر الذي به تطمئن
القلوب ، من حكم به عدل ، ومن استهدى به هدي ، ومن استشفى به شفي بإذن
الله ، عزَّ به أول هذه الأمة ، ولا يعز آخرها إلا به ، قال صلى الله عليه
وسلم : تعليمية تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما : كتاب الله وسنتي ، ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض تعليميةتعليمية وعن علي رضي الله عنه قال : تعليمية
أما إني قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "ألا إنها ستكون
فتنة" فقلت : فما المخرج منها يا رسول الله؟ قال : "كتاب الله فيه نبأ ما
كان قبلكم ، وخبر ما بعدكم ، وحكم ما بينكم ، وهو الفصل ليس بالهزل ، من
تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله ، وهو حبل
الله المتين ، وهو الذكر الحكيم ، وهو الصراط المستقيم ، هو الذي لا تزيغ
به الأهواء ، ولا تلتبس به الألسنة ، ولا يشبع منه العلماء ، ولا يخلق عن
كثرة الرد ، ولا تنقضي عجائبه ، وهو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا
: تعليمية إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا تعليمية يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ تعليمية من قال به صدق ، ومن عمل به أجر ، ومن حكم به عدل ، ومن دعا إليه هَدَى إلى صراط مستقيم" . تعليمية
تعليمية .
ولقد اهتم السلف والخلف من هذه
الأمة بكتاب ربها ، فتلقاه النبي صلى الله عليه وسلم من الوحي ، وتلقفه
الصحابة رضي الله عنهم فحفظوه وفهموه وعملوا به ، ثم جاءت من بعدهم
الأجيال المتعاقبة ، جيل من بعد جيل ، فألفت فيه التآليف الكثيرة ، فكتب
في أول ما نزل وآخر ما نزل ، وأخرى في ناسخه ومنسوخه وأخرى في محكمه
ومتشابهه ، وكتبٌ في التفسير بأنواعه ، بالإضافة إلى كتب في فضائله ، ولو
رجعنا إلى محتوى أي كتاب من هذه الكتب لوجدنا الأبواب والفصول الكثيرة
التي لا تكاد تحصى ، حتى إنه لم يترك شيئا يتعلق بالقرآن الكريم إلا دُرس
وألِّف فيه ، وما ذلك الحفظ إلا لحفظ الله له الذي ذكره بقوله : تعليمية
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ تعليمية (الحجر : 9) .
وإني في هذا البحث الموجز – الذي
أقدمه لهذه الندوة المباركة : "عناية المملكة العربية السعودية بالقرآن
الكريم وعلومه" التي يعقدها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة
المنورة – حاولت جمع ما تيسر لي من الآيات والأحاديث التي تبين العناية
بالقرآن الكريم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، سواءً كانت تلك العناية
منه صلى الله عليه وسلم أو من صحابته رضوان الله عليهم أجمعين ، ولم يكن
هدفي استقصاء جميع طرق الحديث ورواياته ، بل الاستدلال للمسألة التي أنا
بصدد الحديث عنها ، فإذا وجدت حديثًا في صحيح
البخاري مثلًا
اكتفيت به ولم أبحث عن بقية طرقه ، ولقد بذلت وسعي لئلا أستدل في أصل هذا
البحث إلا بحديث صحيح قدر المستطاع ، وقد تم لي ذلك ولله الحمد والمنة ،
غير أحاديث في آخر مبحث منه رأيت أنها في مجموع طرقها لا تنزل عن درجة
الحسن أي أنها ليست ضعيفة .

وقد يلحظ القارئ الكريم تكرار
الأدلة في مباحث هذا البحث وما ذلك إلا لأن بعض الأدلة فيه دلالة على عدة
مسائل ، وهذا ما يجعلني أكرر الدليل أو بعضه عند كل مسالة ، وقد يكون ذلك
أدى إلى بعض الطول في البحث ، ولكن هذا الطول غير ممل ، إذ القارئ لن يجد
في هذا البحث – غالبًا – إلا كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ،
وقد حاولت أن لا أكثر من الشرح خشية الإطالة والملل ، وما أدليت بدلوي إلا
بتقديم بين يدي الدليل أو إشارة إلى بعض ما يحتويه من المعاني .

أما من ترجمت لهم من الصحابة فقد
نقلت تراجمهم من سير أعلام النبلاء للذهبي والإصابة لابن حجر كما هي ، مع
الإشارة إلى ذلك في الحاشية ، وقد اعتمدت في هذا البحث على عدد من المراجع
أثبتها في آخره .

وإني أقدم إليك أخي الكريم عذري عن
كل سهو أو تقصير وقع في هذا البحث ، فالنقص والنسيان صفتان ملازمتان
للإنسان ، ولو أعدت النظر في هذا البحث مرات ومرات لعدلت وبدلت وقدمت
وأخّرت في كل مرة .

فسبحان الله المنزّه عن النقص
والعيب ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على
نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .

الفصل الأول : حول القرآن

[size=9][size=16]وفيه مباحث :
1- تعريف القرآن الكريم .
2- الفرق بينه وبين الحديث القدسي والحديث النبوي .
3- فضل القرآن الكريم وفضل تلاوته وأثر ذلك في حياة الناس .
4- ذكر فضائل بعض السور والآيات .
5- فضل تعلم القرآن وتعليمه .
6- فضل حفظ القرآن غيبًا .
7- إثم من راءى بالقرآن أو تأكَّل به .
8- كُتَّاب القرآن الكريم .
9- وسائل الكتابة .
10- القرَّاء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .

تعريف القرآن الكريم


[size=16]لقد
بذل العلماء قديمًا وحديثًا كل وسعهم لإيجاد تعريف للفظة القرآن فتناولوها
من الجانبين اللغوي والاصطلاحي كما هو معهود عند كل تعريف ، وأوردوا في
ذلك أقوالًا وآراء يكاد يكون كل واحد منها تكرارًا للآخر ، غير أن كل واحد
من أولئك العلماء الأجلاء رجح رأيًا استحسنه ومال إليه ، ومن هنا رأيت في
بحثي هذا المتواضع أن أضرب عن التعريف اللغوي صفحًا ، إذ لا حاجة ولا
فائدة من ذكره هنا ، أما التعريف الاصطلاحي فسأذكره لأنني فيما بعد سأتعرض
للجانب الآخر من الوحي ألا وهو الحديث بقسميه : القدسي والنبوي وذلك عند
ذكر الفرق بينهما وبين القرآن الكريم .

وسبب تناولي لهذه التعريفات أن
الرسول صلى الله عليه وسلم – كما سيأتي- نهى عن كتابة شيء عنه غير القرآن
وذلك زيادة اهتمام منه صلى الله عليه وسلم بالقرآن حتى لا يختلط به غيره
من الحديث بنوعيه ، ويعلم من ذلك أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يفرقون
بين ما هو قرآن يجب عليهم كتابته وتدوينه ، وما هو غير قرآن نهوا عن
كتابته .

التعريف الاصطلاحي للقرآن الكريم


وردت
عن العلماء تعريفات كثيرة للقرآن الكريم وهذه التعريفات تتفاوت من ناحية
الشمول ، فبعضها أشمل من بعض ، وتتفاوت كذلك من ناحية الألفاظ ، وإني –
وإن قل الاعتداد بكثرة ألفاظ التعريف أو قلتها – أقر بأن التعريف ينبغي أن
يكون دالًّا على جميع أجزاء المعرف بأقل لفظ ممكن ، مهما كثرت ألفاظه .

وعند الرجوع إلى كتب علوم القرآن
لمعرفة التعريف الاصطلاحي وجدت كما أشرت سابقًا عدة تعريفات فالشيخ مناع
القطان رحمه الله قال نقلًا عن العلماء – كما يقول- : (كلام الله المنزل
على محمد صلى الله عليه وسلم المتعبد بتلاوته) تعليمية .

وقال الشيخ صبحي الصالح رحمه الله :
(هو الكلام المعجز المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم المكتوب في
المصاحف المنقول عنه بالتواتر المتعبد بتلاوته) تعليمية .

ثم قال بعد ذلك : وتعريف القرآن على هذا الوجه متفق عليه بين الأصوليين والفقهاء وعلماء العربية" .
وأما الشيخ محمد سالم محيسن فعرفه
نقلًا عن إرشاد الفحول قائلًا : (هو كلام الله تعالى المنزل على نبينا
محمد صلى الله عليه وسلم المكتوب في المصاحف المنقول إلينا نقلًا متواترًا
المتعبد بتلاوته المتحدى بأقصر سورة منه) تعليمية .

أما الشيخ الصابوني فقد عرفه بأنه :
(كلام الله المعجز المنزل على خاتم الأنبياء والمرسلين بواسطة الأمين
جبريل عليه السلام المكتوب في المصاحف المنقول إلينا بالتواتر المتعبد
بتلاوته المبدوء بسورة الفاتحة المختتم بسورة الناس) تعليمية .

وقد خرجت من مجموع هذه التعريفات
بتعريف أرى أنه أجمع من غيره وهو : "القرآن كلام الله الذي أوحاه إلى
نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يقظة بلفظه ومعناه ، المعجز والمتعبد بهما
والمنقول إلينا تواترًا والمحفوظ بين دفتي المصحف"
تعليمية .
وهذه العبارات التي يحتوي عليها التعريف منتقاة من مجموع التعريفات .

الفرق بين القرآن والحديث القدسي والحديث النبوي



[size=16]لقد نطق الرسول صلى الله عليه وسلم
بالقرآن الكريم كما نطق بالحديث القدسي والحديث النبوي وكان الصحابة رضي
الله عنهم حريصين على تسجيل كل ذلك وتدوينه ، إذ إن كل ذلك دين ينبغي
الحرص عليه ، ولكن لما كان من الممكن أن يختلط القرآن بغيره نهى النبي صلى
الله عليه وسلم عن كتابة أي شيء عنه غير القرآن وقد أوردت مبحثًا خاصًّا
حول هذا النهي .

وعلى هذا رأيت أن أذكر -باختصار- الفرق بين القرآن وغيره مما كان ينطق به الرسول صلى الله عليه وسلم .
قلت : والمقصود هنا ذكر فروق القرآن
عن نوعي الحديث دون حاجة إلى ذكر الفروق بين هذين النوعين ، ومن تعريف
القرآن الكريم وتعريف نوعي الحديث تتضح لنا فروق القرآن عنها ، وهي :

1 . القرآن الكريم نزل بلفظه ومعناه أما الحديث فنزل بمعناه دون لفظه على الصحيح .
2 . القرآن الكريم معجز بلفظه ومعناه ، بخلاف الحديث فليس فيه صفة الإعجاز والتحدي .
3 . القرآن الكريم جميعه منقول بالتواتر وهو قطعي الدلالة ، أما الحديث ففيه المتواتر والآحاد .
4 . القرآن الكريم تصح به الصلاة ولا تصح بغيره .
5 . القرآن الكريم متعبد بلفظه
ومعناه فمجرد تلاوته عليها أجر عظيم منصوص عليه في الحديث الصحيح ، ولا
يجري هذا الأجر على الحديث بنوعيه ، وإن كانت قراءته عليها أجر عام غير
محدد .




بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين وعليه التكلان من الخذلان
اللهم صلي على المبعوث رحمة للعالمين
وآله وصحبه أجمعين ومن دعا بعوته إلى يوم الدين




جزاك الله كل خير ع الطرح الموضوع القيم




جزاك الله كل خير




بارك الله فيكم وسدد خطاكم وجعلكم من اهل الجنة ومن الطيبن يارب العالمين




التصنيفات
القران الكريم

القواعد الذهبية لحفظ القرآن الكريم

القواعد الذهبية لحفظ القرآن الكريم

القرآن كتاب الله الخالد المعجز المنزل على عبده ورسوله وخاتم رسله محمد صلى الله عليه وسلم والذي أذن الله بحفظه من أن يغير أو يبدل، أو يزاد فيه، أو ينقص منه: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } وهو الكتاب الذي بين أيدينا في مشارق الأرض ومغاربها، الكتاب الذي تلقاه الرسول من جبريل، وجبريل من رب العزة تبارك وتعالى، والذي علمه رسوله الله إلى أصحابه الأطهار، وحمله الدين السفرة البررة الكرام، والذي جمعه الصديق بإشارة الفاروق، ودونه ذو النورين عثمان، وأجمعت الأمة المسلمة عليه.
هذا الكتاب هو دستور المسلمين وشريعتهم وصراطهم المستقيم، وحبل الله المتين، وهدايته الدائمة وموعظته إلى عباده، آية صدق رسوله الباقية إلى آخر الدنيا، وهو سبيل عز المسلمين في كل العصور والدهور، ولما كان القرآن كذلك تعبدنا الله بتلاوته، وجعل خيرنا من تعلمه وعلمه، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من قرا حرفاً واحداً منه كان له به عشر حسنات. (رواه الترمذي والدارمي وصححه الألباني في الصحيحة 2327).
وان من قرأ وهو يتعتع فيه فله أجران، ومن كان ماهراً به كان من السفرة الكرام البررة من الملائكة يوم القيامة (متفق عليه)، وأن قارئ القرآن الحافظ له يقال له يوم القيامة: {اقرأ وأرق ورتل كما كنت ترتل في دار الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها} (رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني في صحيح الجامع 8122)
فلا يزال يرقى في منازل الجنة حتى ينتهي آخر حفظه، وهذه منزلة عظيمة ليست لأحد إلا لحافظ القرآن.
ولما كان هذا فضل حفظ القرآن فإني أحببت أن أضع بين يدي إخواني بعض القواعد العامة التي تساعدهم في حفظ القرآن ولينالوا هذه المنزلة العظيمة أو بعضهاً منها، وما لا يدرك كله فلا بأس بإدراك بعضه أو جله، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.

القاعدة الأولى: الإخلاص
وجوب إخلاص النية، وإصلاح القصد، وجعل حفظ القرآن والعناية به من أجل الله سبحانه وتعالى والفوز بجنته وحصول مرضاته، ونيل تلك الجوائز العظيمة لمن قرأ القرآن وحفظه، قال تعالى: {فاعبد الله مخلصاً له الدين، ألا لله الدين الخالص}. وقال تعالى: {قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصاً له الدين}.. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [قال الله تعالى "أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه} (رواه مسلم)
فلا أجر ولا ثواب لمن قرأ القرآن وحفظه رياء أو سمعة، ولا شك أن من قرأ القرآن مريداً الدنيا طالباً به الأجر الدنيوي فهو آثم.

القاعدة الثانية: تصحيح النطق والقراءة
أول خطوة في طريق الحفظ بعد الإخلاص هو وجوب تصحيح النطق بالقرآن، ولا يكون ذلك إلا بالسماع من قارئ مجيد أو حافظ متقن، والقرآن لا يؤخذ إلا بالتلقي، فقد أخذه الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أفصح العرب لساناً من جبريل شفاهاً، وكان الرسول نفسه يعرض القرآن على جبريل كل سنة مرة واحدة في رمضان، وعرضه في العام الذي توفي فيه عرضتين. (متفق عليه)
وكذلك علمه الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه شفاهاً وسمعه منهم بعد أخذ القرآن مشافهة من قارئ مجيد، وتصحيح القراءة أولاً بأول، وعدم الاعتماد على النفس في قراءة القرآن حتى لو كان الشخص ملماً بالعربية وعليماً بقواعدها، وذلك إن في القرآن آيات كثيرة قد تأتي على خلاف المشهور من قواعد العربية.

القاعدة الثالثة: تحديد نسبة الحفظ كل يوم
يجب على مريد حفظ القرآن أن يحدد ما يستطيع حفظه في اليوم: عدداً من الآيات مثلاً، أو صفحة أو صفحتين من المصحف أو ثمناً للجزء وهكذا، فيبدأ بعد تحديد مقدار حفظه وتصحيح قراءته بالتكرار والترداد، ويجب أن يكون هذا التكرار مع التغني، وذلك لدفع السآمة أولاً، وليثبت الحفظ ثانياً. وذلك أن التغني بإيقاع محبب إلى السمع يساعد على الحفظ، ويعود اللسان على نغمة معينة فتتعرف بذلك على الخطأ رأساً عندما يختل وزن القراءة والنغمة المعتادة للآية، فيشعر القارئ أن لسانه لا يطاوعه عند الخطأ، وأن النغمة اختلت فيعاود التذكر، هذا إلى جانب أن التغني بالقرآن فرض لا يجوز مخالفته لقوله صلى الله عليه وسلم: [من لم يتغن بالقرآن فليس منا] (رواه البخاري)..

القاعدة الرابعة: لا تجاوز مقررك اليومي حتى تجيد حفظه تماماً:
لا يجوز للحافظ أن يتنقل إلى مقرر جديد في الحفظ إلا إذا أتم تماماً حفظ المقرر القديم وذلك ليثبت ما حفظه تماماً في الذهن، ولا شك إن ما يعين على حفظ المقرر أن يجعله الحافظ شغله طيلة ساعات النهار والليل، وذلك بقراءته في الصلاة السرية، وإن كان إماماً ففي الجهرية، وكذلك في النوافل، وكذلك في أوقات انتظار الصلوات، وفي ختام الصلاة، وبهذه الطريقة يسهل الحفظ جداً ويستطيع كل أحد أن يمارسه ولو كان مشغولاً بأشغال كثيرة لأنه لن يجلس وقتاً مخصوصاً لحفظ الآيات وإنما يكفي فقط تصحيح القراءة على القارئ، ثم مزاولة الحفظ في أوقات الصلوات، وفي القراءة في النوافل والفرائض وبذلك لا يأتي الليل إلا وتكون الآيات المقرر حفظها قد ثبتت تماماً في الذهن، وإن جاء ما يشغل في هذا اليوم فعلى الحافظ ألا يأخذ مقرراً جديداً بل عليه أن يستمر يومه الثاني مع مقرره القديم حتى يتم حفظه تماماً.

القاعدة الخامسة: حافظ على رسم واحد لمصحف حفظك
مما يعين تماماً على الحفظ أن يجعل الحافظ لنفسه مصحفاً خاصاً لا يغيره مطلقاً وذلك أن الإنسان يحفظ بالنظر كما يحفظ بالسمع، وذلك أن صور الآيات ومواضعها في المصحف تنطبع في الذهن مع كثرة القراءة والنظر في المصحف فإذا غير الحافظ مصحفه الذي يحفظ فيه، أو حفظ من مصاحف شتى متغيرة مواضع الآيات فإن حفظه يتشتت، ويصعب عليه الحفظ جداً، ولذلك فالواجب أن يحافظ حافظ القرآن على رسم واحد للآيات لا يغيره.

القاعدة السادسة: الفهم طريق الحفظ:
من أعظم ما يعين على الحفظ فهم الآيات المحفوظة ومعرفة وجه ارتباط بعضها ببعض.
ولذلك يجب على الحافظ أن يقرأ تفسيراً للآيات التي يريد حفظها، وأن يعلم وجه ارتباط بعضها ببعض، وأن يكون حاضر الذهن عند القراءة وذلك لتسهل عليه استذكار الآيات، ومع ذلك فيجب أيضاً عدم الاعتماد في الحفظ على الفهم وحده للآيات بل يجب أن يكون الترديد للآيات هو الأساس، وذلك حتى ينطلق اللسان بالقراءة وإن شت الذهن أحياناً عن المعنى وأما من اعتمد على الفهم وحده فإنه ينسى كثيراً، وينقطع في القراءة بمجرد شتات ذهنه، وهذا يحدث كثيراً وخاصة عند القراءة الطويلة.

القاعدة السابعة: لا تجاوز سورة حتى تربط أولها بآخرها
بعد تمام سورة ما من سور القرآن لا ينبغي للحافظ أن ينتقل إلى سورة أخرى إلا بعد إتمام حفظها تماماً، وربط أولها بآخرها، وأن يجري لسانه بها بسهولة ويسر، ودون إعناء فكر وكد في تذكر الآيات، ومتابعة القراءة، بل يجب أن يكون الحفظ كالماء، ويقرأ الحافظ السور دون تلكؤ حتى لو شت ذهنه عن متابعة المعاني أحياناً، كما يقرأ القارئ منا فاتحة الكتاب دون عناء أو استحضار، وذلك من كثرة تردادها، وقراءتها، ومع أن الحفظ لكل سور القرآن لن يكون كالفاتحة إلا نادراً، ولكن القصد هو التمثيل، والتذكير بأن السورة ينبغي أن تكتب في الذهن وحدة مترابطة متماسكة، وألا يجاوزها الحافظ إلى غيرها إلا بعد اتقان حفظها.

القاعدة الثامنة: التسميع الدائم
يجب على الحافظ ألا يعتمد على حفظه بمفرده، بل يجب أن يعرض حفظه دائماً على حافظ آخر، أو متابع في المصحف، حبذا لو كان هذا مع حافظ متقن، وذلك حتى ينبه الحافظ بما يمكن أن يدخل في القراءة من خطأ، وما يمكن أن يكون مريد الحفظ قد نسيه من القراءة وردده دون وعي، فكثير ما يحفظ الفرد منا السورة خطأ، ولا ينتبه لذلك حتى مع النظر في المصحف لأن القراءة كثيراً ما تسبق النظر، فينظر مريد الحفظ المصحف ولا يرى بنفسه موضع الخطأ من قراءته، ولذلك فيكون تسميعه القرآن لغيره وسيلة لاستدراك هذه الأخطاء، وتنبيهاً دائماً لذهنه وحفظه.

القاعدة التاسعة: المتابعة الدائمة
يختلف القرآن في الحفظ عن أي محفوظ آخر من الشعر أو النثر، وذلك أن القرآن سريع الهروب من الذهن، بل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [والذي نفسي بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها] (متفق عليه)
فلا يكاد حافظ القرآن يتركه قليلاً حتى يهرب منه القرآن وينساه سريعاً، ولذلك فلا بد من المتابعة الدائمة والسهر الدائم على المحفوظ من القرآن، وفي ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: [إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة، إن عاهد عليها أمسكها، وإن أطلقها ذهبت] (متفق عليه) وقال أيضاً: [تعاهدوا القرآن فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفصياً من الإبل في عقلها] (متفق عليه)
وهذا يعني أنه يجب على حافظ القرآن أن يكون له ورد دائم أقله جزء من الثلاثين جزءاً من القرآن كل يوم، وأكثره قراءة عشرة أجزاء لقوله صلى الله عليه وسلم: [لا يفقه القرآن في أقل من ثلاث] (رواه أبو داود بهذا اللفظ، وأصله في الصحيحين من حديث عبدالله بن عمرو)
وبهذه المتابعة الدائمة، والرعاية المستمرة يستمر الحفظ ويبقى، ومن غيرها يتفلت القرآن.

القاعدة العاشرة: العناية بالمتشابهات
القرآن متشابه في معانيه وألفاظه وآياته. قال تعالى: {الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله}.
وإذا كان القرآن فيه نحواً من ستة آلاف آية ونيف فإن هناك نحواً من ألفي آية فيها تشابه بوجه ما قد يصل أحياناً حد التطابق أو الاختلاف في حرف واحد، أو كلمة واحدة أو اثنتين أو أكثر.
لذلك يجب على قارئ القرآن المجيد أن يعتني عناية خاصة بالمتشابهات من الآيات، ونعني بالتشابه هنا التشابه اللفظي، وعلى مدى العناية بهذا المتشابه تكون إجادة الحفظ، ويمكن الاستعانة على ذلك بكثرة الاطلاع في الكتب التي اهتمت بهذا النوع من الآيات المتشابهة ومن اشهرها:
1) درة التنزيل وغرة التأويل – بيان الآيات المتشابهات في كتاب الله العزيز – للخطيب الإسكافي.
2) أسرار التكرار في القرآن – لمحمود بن حمزة بن نصر الكرماني.

القاعدة الحادية عشر: اغتنم سني الحفظ الذهبية
الموفق حتماً من اغتنم سنوات الحفظ الذهبية من سن الخامسة إلى الثالثة والعشرين تقريباً فالإنسان في هذه السن تكون حافظته جيدة جداً بل هي سنوات الحفظ الذهبية فدون الخامسة يكون الإنسان دون ذلك وبعد الثالثة والعشرون تقريباً يبدأ الخط البياني للحفظ بالهبوط ويبدأ خط الفهم والاستيعاب في الصعود، وعلى الإنسان أن يستغل سنوات الحفظ الذهبية في حفظ كتاب الله أو ما استطاع من ذلك. والحفظ في هذا السن يكون سريعاً جداً، والنسيان يكون بطيئاً جداً بعكس ما وراء ذلك حيث يحفظ الإنسان ببطء وصعوبة، وينسى بسرعة كبيرة ولذلك صدق من قال: "الحفظ في الصغر كالنقش في الحجر، والحفظ في الكبر كالنقش على الماء"..
فعلينا أن نغتنم سنوات الحفظ الذهبية، إن لم يكن في أنفسنا ففي أبنائنا وبناتنا.




شكراااا لك اخي




شكرا لمرورك الكريم




جزاك الله كل خير أخي مينو على الموضوع




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




السلام عليكم بارك الله وجزاكم خير الجزاء على هذا الموضوع المفيد لمن اراد ان يحفظ القران




بارك الله فيكم يا احبائي




التصنيفات
القران الكريم

[مقال] تدبر القرآن واتباعه للشيخ محمد الوزاني ||||

تعليمية تعليمية

[مقال] تدبر القرآن واتباعه للشيخ محمد الوزاني -حفظه الله-

تدبر القرآن واتباعه
فضيلة الشيخ محمد لوزاني

الحمد لله أولا وآخرا وصلى الله وسلم على نبيه محمد الشَّفيع المشفَّع في الآخرة، وعلى آله وصحبه أولي البصائر النيِّرة، والقلوب الطَّاهرة، أمَّا بعد:
فإنَّ الكلام عن القرآن الكريم أمرٌ له شأن عظيم؛ إذ هو حديث عن كلام ربِّ العالمين ذي القوَّة المتين، الَّذي له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما، وهو على كلِّ شيءٍ قدير، وهو حديث عن كلامٍ وصفَهُ المتكلِّم به فقال: ﴿لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21)﴾ [الحشر: 21].
ومن آثار ذلك: أنَّ الَّذي يخوض فيه برَأيه دون استِنادٍ إلى علم صحيح فهو على شفا تهلكة، ومن تعلَّمه وعلَّمه فهو خيرُ النَّاس كما قال النَّبي ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ، والَّذي يتعلَّم ولو آيةً منه له مِن الأجر عند الله سبحانه ما يربُو على أضعاف ما يتنافس فيه أهلُ الدُّنيا ممَّا يعدُّونه أغلى وأنفس المكاسِب، قال رسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ لبعض أصحابه ذات يومٍ وهم في الصُّفَّة: «أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ إِلَى بُطْحَان أَوِ العَقِيقِ فَيَأْتِي كُلَّ يَوْمٍ بِنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ زَهْرَاوَيْنِ (1) يَأْخُذُهُمَا فِي غَيْرِ إِثْمٍ وَلَا قَطِيعَةِ رَحِمٍ؟»، قالوا: كلُّنا يا رسول الله يحبُّ ذلك، فقال رسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ: «فَلَأَنْ يَغْدُوَ أَحَدُكُمْ إِلَى المسْجِدِ فَيَتَعَلَّم آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ وَثَلَاثٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ لَهُ وَمِنْ أعدَادِهِنَّ مِنَ الإِبِلِ»(2).
وإني لآمل ـ وأنا أتحدَّث في هذا الموضوع ـ أن لا يفوتَني هذا الفَضلُ، وأن يكون حديثي عن القُرآن من باب تعلِيمه وتعلُّمه والدَّعوة إليه.
كلُّنا يعلم بأنَّ القرآن إنما أُنزِل لنتدبَّر آياتِه ونتفقَّه فيها، ولنتَّبِعه ونعمَل بما تضمَّنه من أحكامٍ، قال الله تعالى: ﴿وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155)﴾ [الأنعام: 155].
وقال: ﴿هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (52)﴾ [إبراهيم: 52].
وقال سبحانه: ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29)﴾ [ص: 29].
فالآيات صريحةٌ في بيان الحكمة الَّتي من أجلها أُنزِل القرآن؛ ألا وهي التدبُّر والتذكُّر والاتِّباع، ودلالتها على ذلك واضِحةٌ لا تحتاج إلى شرحٍ ولا بيانٍ.
بل إنَّ أعظمَ حقوقِ القُرآن علينا تدبُّرُ آياته والعملُ بأحكامه، وقد ضَمِن اللهُ لمن حقَّق ذلك بأن لا يضِلَّ ولا يشقَى؛ فقال سبحانه: ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123)﴾ [طه: 123]، وأن لا يخافَ ولا يحزَن؛ فقال: ﴿فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38)﴾ [البقرة: 38].
فالقراءة المقرونة بالتدبُّر والاتِّباع تلك هي التِّلاوة الحقيقِيَّة التي أثنى اللهُ تعالى على أهلِها في قوله: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (121)﴾ [البقرة: 121].
فمن هم هؤلاء المؤمنون الَّذين يتلونه حقَّ تِلاوته يا تُرى؟
قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ: يتَّبِعونه حقَّ اتِّباعه، ثمَّ قرأ: ﴿وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2)﴾ [الشمس: 2] يقول: اتَّبَعها(3).
ولا يُتصوَّر اتِّباعٌ وعملٌ مِن غير تدبُّرٍ ولا فَهمٍ لما يراد العملُ به.
ولكن مع الأسف! فإنَّ هذا الجانِب قد ناله الإهمالُ والتَّفريط لدى كثِيرٍ من المسلِمين؛ فقَد انصرف أكثرُهم عن تلاوة القرآن وضبطه واستِظهاره، والَّذين قاموا بذلك منهم وحقَّقوه فإنَّ القلِيل منهم الَّذين يتدبَّرون آياته ويتفقَّهون فيها، والأقلُّ منهم الَّذين يعمَلون بما فيها من أحكام، ناهيك بأولئك الَّذين اتَّخذوا تلاوتَه حِرفةً ومهنةً، واشتروا بآياته ثمنًا قليلاً، فلا يعرِفون كتاب الله إلاَّ لقراءته على الموتى في مقابِل ثمنٍ بخسٍ دراهمَ معدودةٍ، وعرض من حُطام الدُّنيا قليل.
فمن الواجب التنبِيه على هذا الحقِّ والتذكيرُ به دائمًا، والدِّلالة على مواقعه من آيات الكتاب الكريم، والسُّنة النَّبوية على صاحبها أزكى الصَّلاة وأتمُّ التَّسلِيم، وأن يختار له أصرَح الآيات والأحاديث في معناه، وأظهر الجُمل في الدِّلالة عليه، وأقرب الألفاظ لتقرِيره في الأذهان.
معنى التَّدَبُّر وفوائده:
تدبر الكلام أن ينظر القارئ أو السامع في أوله وآخره ثم يعيد نظره مرة بعد مرة، ولهذا جاء على وزن تفعُّل المشعر بالتكرار كالتّجرُّع والتّفهُّم والتّبيُّن، وإذا قارنَّا بينه وبين التّذكُّر علمنا بأنَّ لكلٍّ منهما فائدةً غير فائدة الآخر، فالتَّذكر يفيد تَكرار القلب على ما علمه وعرفه ليرسخ فيه ويثبُت، ولا ينمحي فيذهب أثرُه من القلب جملةً، والتفكُّر يفيد تكثير العِلم واستِجلاب ما ليس حاصلاً عند القلب، فالتفكُّر يحصله والتذكُّر يحفظه، ويذكر في هذا المعنى عن الحسن أنَّه قال: «إنَّ أهل العَقل لم يزالوا يعُودون بالذِّكر على الفِكر وبالفِكر على الذِّكر حتَّى استيقظت قلوبُهم فنطقت بالحِكمة»(4).
فتدبُّر القرآن إذن هو تحديق نظَر القلب إلى معانيه، وجمع الفِكر على تعقُّله والنَّظر في معاني آياته وإعادة الفِكر فيها مرَّةً بعد مرَّة، وبذلك يستخرج علمها وأسرارها وحكمها، وتحصل بركةُ التِّلاوة وخيرها، وأعظمُ فائدة يصِل إليها المتدبِّر للقرآن أن يعلَم ويوقِن بأنَّه كلامُ الله؛ لأنَّه يراه يصدِّقُ بعضُه بعضًا، ويوافق أولُه آخرَه، فيرى الأحكام والقصص والأخبار تعاد في القرآن في عدَّة مواضع، كلُّها متوافِقة متعاضدة، لا ينقض بعضُها بعضًا، ولا يخالف أولُها آخرَها، ومن ثَمَّ يدرك كمالَ القرآن، وأنَّه لا يمكن أن يأتي إلاَّ مِن عند الله المتفرِّد بالكمال والجلال، الَّذي أحاط علمُه بالجهر وما يخفى، إذ لو كان من كلام البشر لما سلِمَ من عَيبٍ، ولَوُجِد فيه من النَّقائص كالتَّناقض والاِضطراب والاِختلاف والخطأ ما يناسِبُ طبيعة البَشر وصفاتهم الَّتي لا تنفكُّ عن النَّقص، فلذلك قال الله تعالى: ﴿وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82)﴾ [النساء: 82] أي: لما كان من عند الله لم يكن فيه اختلاف أصلاً.
وقد عدَّد ابنُ القيم ـ رحمه الله تعالى ـ فوائد تدبُّر القرآن فقال:
«فليس شيءٌ أنفعَ للعبد في مَعاشه ومعاده وأقربَ إلى نجاتِه مِن تدبُّر القرآن، وإطالة التَّأمُّل، وجمع فيه الفكر على معاني آياته، فإنَّها تُطلِع العبد على معالم الخير والشر بحذافِيرهما، وعلى طرقاتِهما وأسبابهما وغاياتهما وثمراتهما ومآل أهلهما، وتَتُلُّ في يده مفاتيح كنوز السَّعادة والعلوم النَّافعة وتثبت قواعد الإيمان في قلبه، وتشيِّد بنيانه، وتوطِّد أركانه، وتريه صورة الدُّنيا والآخرة، والجنَّة والنَّار في قلبه، وتحضره بين الأمم، وتريه أيَّام الله فيهم، وتبصره مواقِع العِبَر، وتشهده عدل الله وفضله، وتعرِّفه ذاته، وأسماءَه وصفاتِه وأفعاله، وما يحبُّه وما يبغِضه، وصراطه الموصِل إليه، وما لسالِكيه بعد الوصول والقدوم عليه، وقواطِع الطَّريق وآفاتها، وتعرفه النَّفس وصفاتها، ومفسِدات الأعمال ومصحِّحاتها، وتعرِّفه طريق أهل الجنَّة وأهل النَّار وأعمالهم، وأحوالهم وسيماهم، ومراتِب أهل السَّعادة وأهل الشَّقاوة، وأقسام الخَلق واجتماعهم فيما يجتمعون فيه، وافتِراقهم فيما يفترِقون فيه.
وبالجملة تعرِّفه الربَّ المدعوَّ إليه، وطريق الوُصول إليه، وما له من الكَرامة إذا قدم عليه، وتعرفه في مقابل ذلك ثلاثة أخرى: ما يدعو إليه الشَّيطان والطَّريق الموصِلة إليه، وما للمستجِيب لدعوته مِن الإِهانة والعذاب بعد الوصول إليه»(5).
وقد أنكر الله تعالى على المعرِضين عن تدبُّر القرآن في مواضع كثيرة فقال: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82)﴾ [النساء: 82].
وقال: ﴿أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ (68)﴾ [المؤمنون: 68].
وقال: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24)﴾ [محمد: 24].
ولنَستمع إلى ذلك الوعيد الشَّديد الَّذي توعَّد به رسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ من يقرأ القرآن ولا يتفكَّر في آياته.
فعن عطاء قال: «دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة فقالت لعبيد بن عمير: قد آن لك أن تزورنا؟! فقال: أقول يا أُمَّهْ! كما قال الأوَّل: زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا، قال: فقالت: دَعُونا من رَطانتِكم هذه، قال ابن عمير: أخبِرينا بأعجب شيءٍ رأيتِه من رسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ، قال: فسكتت، ثمَّ قالت: لما كان ليلة مِن اللَّيالي، قال: «يَا عَائِشَةُ! ذَرِينِي أَتَعَبَّدُ اللَّيْلةَ لرَبِّي» ، قلت: والله إنِّي لأحبُّ قربَك وأحبُّ ما سَرَّكَ، قالت: فقام فتطهَّر، ثمَّ قام يصلِّي، قالت: فلم يزل يبكي حتَّى بلَّ حِجرَه، قالت: ثمَّ بكى، فلم يزل يبكِي حتَّى بلَّ لحيَتَه، قالت: ثمَّ بكى، فلم يزل يبكِي حتَّى بلَّ الأرض، فجاء بلال يُؤْذِنه بالصَّلاة، فلما رآه يبكي قال: يا رسول الله! لِمَ تبكي وقد غفر اللهُ لك ما تقدَّم وما تأخَّر؟ قال: «أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا، لَقَدْ نَزَلَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ آيَةٌ، وَيْلٌ لِمَنْ قَرَأَهَا وَلَمْ يَتَفَكَّرْ فِيهَا ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190)﴾ الآية»(6).
كما أنَّه تعالى ذمَّ المعرِضين عن القرآن في آياتٍ كثيرَةٍ، كقوله تعالى: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا﴾ [الكهف: 57] الآية، وقوله تعالى: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا﴾ [السجدة: 22].
ومعلومٌ أنَّ كلَّ من لم يشتغِل بتدبُّر آيات القُرآن العظيم؛ بتصَفُّحها وتفهُّمِها، وإدراك معانِيها والعملِ بها فإنَّه معرِضٌ عنها بحسَب ما ترَك مِن ذلك، فيستَحقُّ الإنكارَ والتَّوبيخ المذكور في الآيات، إن كان اللهُ أعطاه فهمًا يقدِر به على التدبُّر، وقد اشتكى النَّبيُّ ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ إلى ربِّه مِن هجر قومِه للقرآن، كما قال تعالى: ﴿وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (30)﴾ [الفرقان: 30].
اتباع القرآن:
أمَّا الاتِّباع فهو ثمْرةُ التدبُّر، وهو الَّذي لا تتحقَّق الغاية التي يرمي إليها القرآنُ إلاَّ به، وقد تكرَّر ذِكرُه في القرآن في معارِض شتَّى تدلُّ المتأمِّلَ فيها على أنَّه هو سِرُّ الدِّين وغايته العُظمى، وأنَّه المحقِّق للكمال، والعاصِم من الهلاك والضَّلال، فليتدبَّر التالي هذه الأمثلة من الآيات القرآنية.
قال الله تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31)﴾ [آل عمران: 31].
وقال ـ عزَّ وجلَّ ـ: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)﴾ [الأنعام: 153].
وقال سبحانه: ﴿اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (3)﴾ [الأعراف: 3].
وقال: ﴿فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123)﴾ [طه: 123].
وقال: ﴿ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (18)﴾ [الجاثية: 18].
وأُلفِت نظر القارِئ هنا إلى ملاحظةِ السرِّ البديع في الجَمع بين الأمر بالاتِّباع والأمر بالتدبُّر، وهو أنَّ الاتِّباع ضَربٌ مِن قَفوِ أثر غيرِه، وترسُّم خطاه، والانقياد له، والاشتراك معه في النتِيجة خيرًا كانت أو شرًّا، وهذا من المعاني المذمومَة والمستهجَنة في الاتِّباع؛ لأنَّه ينافي الاستِقلال الفكري والذَّاتي، فتجِد القرآن يدفَع عنك أيُّها المسلِم أثرَ هذا المعنى المستهجَن العارض فيأمرُك بالتدبُّر واستِعمال الحواسِّ الظَّاهرة والباطنة في وظائفها الفِطرية قبل أن يأمرَك بالاتِّباع حتَّى تطمئِنَّ إلى أنك إنما تتَّبِع فيما هو حقٌّ وخيرٌ ورحمةٌ، ثمَّ إذا أمرَك بالاتِّباع فإنَّما ذاك فيما يتعالى عن فِكرك إدراكُه ويعسُر عليك تمييزُه، أو يخاف فيه غلبةُ الهوى عليك.
وحتَّى يؤكِّد سبحانه هذا المعنى الإيجابي للاتِّباع، ويوضِّح الحقَّ الَّذي ينبغي أن يتَّبَع، ينهى ـ بعد الأمر بالاتِّباع ـ عن اتِّباع الهوى المضِلِّ عن الحقِّ، وعن اتِّباع أهواء الَّذين لا يعلمون، وعن اتِّباع خطوات الشَّيطان، وعن اتِّباع السُّبل المتفرِّقة الَّتي ما من سبِيلٍ إلاَّ وعليه شيطانٌ يدعو إليه، والآياتُ في ذلك كثِيرةٌ ومعروفةٌ.
فالنَّتيجة الحتمِيَّة الَّتي يصِل إليها النَّاظر في القرآن المتدبِّر في آياته أن يطمئِنَّ ويوقِن بأنَّ الاتِّباع الَّذي يدعو إليه القُرآن إنَّما هو تحرُّرٌ من رقِّ العبودِيَّة للأهواء والشَّهوات، وتخلُّصٌ من ذلِّ الانقياد لشياطين الجنِّ والإنس الَّذين يوحِي بعضُهم إلى بعضٍ زخرُفَ القول غرورًا.
فالإِعراض عن النَّظر في كتاب الله وتفهُّمه والعمل به وبالسُّنة الثَّابتة المبيِّنة له من أعظم المنكرات وأشنَعها، ومثله أو أشدُّ ما شاع في وسط كثيرٍ مِن المسلمين من القَول بمنع العملِ بكتاب الله وسنَّة رسوله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ، بحجَّة انتفاء الحاجة إلى تعلُّمهما لوجود ما يكفِي ويغني عنهما من مذاهِب الأئمَّة المدوَّنة والاكتِفاء بتقليدها.
فهذا مخالِفٌ لكتاب الله وسنَّة رسوله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ وإجماعِ الصَّحابة، ومخالِفٌ لأقوال الأئمَّة الأربعة أصحاب المذاهِب أنفسهم، فمُرتكِبه مخالفٌ لله ولرسوله ولأصحابِه جميعًا وللأئمَّة رحمهم الله.
ــــــــــــــ

(1) ناقة كَوْماء: عَظيمة السَّنام طويلته وهي من خيار مال العرب.

(2) رواه مسلم (1/ 552) وابن حبان (1/321) والنسائي (1/ 542) وأبو داود (2/71) وأحمد (4/ 54) والطبراني (17/290) والبيهقي في «الشعب» (2/325) من حديث عقبة بن عامر الجهني.

(3) أخرجه ابن أبي حاتم في «التفسير» (1/319).

(4) أخرجه أبو نعيم في «الحلية» (10/19).

(5) «مدارج السالكين» (1/451).

(6) أخرجه ابن حبان (2/386) والطحاوي في «المشكل» (11/203) وأبو الشيخ في «أخلاق النبي» (ص200) من طرق عن عطاء به، وهو في «الصحيحة» (1/106).

من موقع راية الإصلاح

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مشكور والله يعطيك الف عافيه




جزاكم الله خيررررررا




بارك الله فيك




التصنيفات
القران الكريم

[بيان] موقع مهم لضبط متشابهات القرآن ||||

تعليمية تعليمية

[بيان] موقع مهم لضبط متشابهات القرآن

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تم بحمد الله عودة موقع الوحي لخدمة القرآن الكريم وهو يقدم للمسلمين خدمة جديدة
تساعد الحافظ على تثبيت حفظه بمشيئة الله تعالى .

http://www.alwa7y.com

مصحف التشابهات اللفظية في القرآن الكريم فكرته كالآتي :

ستجد عرضاً للقرآن الكريم كما بمصحف المدينة وتستطيع الانتقال من صفحة لأخرى
ومن سورة لأخرى كما لو أنك تمسك المصحف بيديك.
بعد ذلك ستجد آيات أو كلمات تحتها خطوط حمراء وأخرى تحتها خطوط زرقاء …
و هذه هي مواضع التشابه اللفظي. واستخدام هذين اللونين إنما هو للفصل بين الموضع والذي يليه .

اضغط على ما تحته خط أرزق أو أحمر لتظهر لك في نفس الصفحة بالأسفل
جميع الآيات المتشابهة في هذا الموضع بأرقام الآيات وأسماء السور ..
فإذا أردت أن تنتقل للصفحات التي بها هذه المواضع ما عليك إلا أن تضغط عليها
فتظهر الصفحة بالأعلي , وهكذا ,,,,

مثال ..
إذا كنت تتصفح مثلا سورة الأنفال :

تعليميةنقره على هذا الشريط لتكبير الصورةتعليمية

لو ضغطت على الآية رقم 10 ستجد بالأسفل :

تعليميةنقره على هذا الشريط لتكبير الصورةتعليمية

حيث يتبين أوجه التشابه والاختلاف بين الآية رقم 121 من سورة آل عمران والآية رقم 10 من سورة الأنفال .

أرجو أن ينال الموقع استحسانكم و أن يكون في مفضلتكم و أن تعملوا على نشره والإعلان عنه.
أعانكم الله على حمل كتابه و تثبيته في عقولكم و قلوبكم و جزاكم الله كل خير .

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




شكرا لك يا اختي ام ليلى




|||ردد معي|||~~~|||~~~|||الله||| ~~~|||أكبر|||
|||~~~|||~~~|||~~~اللهم ارزقنا الجــــــــــــــنه امين
|||ردد معي|||سبحان|||~~~|||الله| ||~~~|||وبحمده||

بارك الله فيك في ميزان حسناتك ان شاء الله

|||ردد معي|||~~~|||~~~|||الله||| ~~~|||أكبر|||
|||~~~|||~~~|||~~~اللهم ارزقنا الجــــــــــــــنه امين
|||ردد معي|||سبحان|||~~~|||الله| ||~~~|||وبحمده||




التصنيفات
القران الكريم

[برنامج] القرآن الكريم مجود و مرتل بصوت عدد هائل من القرآء في برنامج صغير ||-القران و

تعليمية تعليمية

[برنامج] القرآن الكريم مجود و مرتل بصوت عدد هائل من القرآء في برنامج صغير

السلام عليكم
أهدي لكم هذا البرنامج الصغير في الحجم و الكبير في المضمون
بارك الله فيكم و لا تنسونا من دعوة صالحة

– يشتمل البرنامج على أربعة قوائم رئيسية وهي:

المصحـف المرتل:
وتحتوي القائمة على القرآن الكريم كاملاً مرتلاً بأصوات أفضل المقرئين
حيث يشتمل على أكثر من ستين قارئاً وعلى ثلاثة سيرفرات مختلفة:
الأول: سيرفر "طريق الإسلام".. جودة صوتية متوسطة.. معدل البث/ 23 ك ب/ ث
الثاني: سيرفر "نداء الإسلام".. جودة صوتية عالية.. معدل البث/ 128 ك ب/ ث
الثالث: سيرفر "المكتبة الصوتية".. جودة صوتية عالية.. معدل البث/ 128 ك ب/ ث

المصحف المجود:
وتحتوي القائمة على القرآن الكريم كاملاً مجوداً لمجموعة من مشايخ القراء:
محمد صديق المنشاوي ـ عبد الباسط عبد الصمد ـ محمود خليل الحصري ـ محمود علي البنا ـ مصطفى إسماعيل ـ أحمد نعينع ـ محمد جبريل ـ عبد الله بصفر ـ عبد الرازق الدليمي

المصحـف المعلم:
وتحتوي القائمة على المصحف المعلم في نسختين:
1- المصحف كاملاً: للشيخ المنشاوي والشيخ الحصري والشيخ العزازي
2- جـزء عـمَّ فقط: لمجموعة مـن القـراء المتميزيـن

راديــو الـقــرآن:
وتحتوي القائمة على إذاعات بث مباشر على مدار اليوم في مجموعتين:
1- مجموعة إذاعـات لبعـض القـراء المتميـزيـن
2- مجموعة من المحطات الإذاعية للقرآن الكريم

تعليمية
تعليمية

تعليمية

التحميل من هذا الرابط

http://www.4shared.com/rar/7euwCgup/E-Quran.html

أنشروها بارك الله فيكم لتعم الفائدة

الصور المصغرة للصور المرفقة تعليمية تعليمية تعليمية

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

اللفظ بالقرآن هل يصح أن نقول: إنه مخلوق، أو غير مخلوق، أو يجب السكوت؟

تعليمية تعليمية
اللفظ بالقرآن هل يصح أن نقول: إنه مخلوق، أو غير مخلوق، أو يجب السكوت؟

لفضيلة الشيخ الفقيه الإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

فصل في اللفظ والملفوظ
الكلام في هذا الفصل يتعلق بالقرآن فإنه قد سبق أن القرآن كلام الله غير مخلوق، لكن اللفظ بالقرآن هل يصح أن نقول: إنه مخلوق، أو غير مخلوق، أو يجب السكوت؟
فالجواب أن يقال: إن إطلاق القول في هذا نفياً أو إثباتاً غير صحيح وأما عند التفصيل فيقال: إن أريد باللفظ التلفظ الذي هو فعل العبد فهو مخلوق، لأن العبد وفعله مخلوقان، وإن أريد باللفظ الملفوظ به فهو كلام الله غير مخلوق، لأن كلام الله من صفاته، وصفاته غير مخلوقة، ويشير إلى هذا التفصيل قول الإمام أحمد رحمه الله: " من قال : لفظي بالقرآن مخلوق يريد به القرآن فهو جهمي " فقوله : يريد به القرآن يدل على أنه إن أراد به غير القرآن وهو التلفظ الذي هو فعل فليس بجهمي. والله أعلم.
كتاب فتح رب البرية بتلخيص الحموية (فتاوى ابن عثيمين ج4)

للامانة الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




جزاكِ الله خيرا و نفع بكِ..




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا على المعلومات القيمة يا ام ليلى وجعل العمل في ميزان حسناتك




شكرا على المرور ويارب ينتفع الجميع




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

استخدام الجداول لختم القرآن أكثر من مرة

استخدام الجداول لختم القرآن أكثر من مرة
طبعا ختم القرآن حسب الاجزاء سهل جدا وبامكانك مع التعود على قراءة القرآن كثيرا ختم الجزء في نصف ساعه
يكون افضل بكثير من قضائها فيما ليس له فائده بالدنيا والآخره…..

جدول لختم القرآن كل ثلاث ايام بقراءة 10 اجزاء يوميا….

تعليمية

جدول ختم القرآن في 5 ايام

تعليمية

جدول ختم القران في 10 ايام

تعليمية

وطبعا اذا قرات 5 اجزاء تختم في 6 ايام……
واذا قرات جزأين من القرآن الكريم تختم في 15 يوما….

تعليمية

واذا قرات جزءا من القرآن الكريم يوميا تختمه في شهر…….

أعاننا الله و إياكم على ذكره و شكره و حسن عيادته
تقبل الله منا و منكم




بارك الله فيكم وسدد خطاكم

موضوع قيم اخت نجود

ان شاء الله يستفيد منه الكثير في هذا الشهر المبارك




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك




مشكورة اختاه والله يجزيك الف خير




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نبارك لكم حلول شهر رمضان المبارك ونسأل الله أن يعيننا على صيامه وقيامه
ويكتبنا عنده من المقبولين.
وكل عام وأنتم بخير وبصحةوعافية..
أعاده الله علينا وعلى الأمة الإسلامية جمعاء بالخير والسلام والأمنوالأمان في بلداننا العربية الإسلامية




بارك الله فيك اخت