التصنيفات
العقيدة الاسلامية

هل الردود العلمية تقسي القلوب الشيخ الفوزان حفظه الله

تعليمية تعليمية
هل الردود تقسي القلوب … الشيخ الفوزان حفظه الله تعالى


رابط المادة

http://www.4shared.com/file/21866464…/1_online.html

للامانة الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




جزاكم الله خيرا على النقل الطيب




التصنيفات
الفقه واصوله

قال الشيخ صالح الفوزان : ( يُسمّي عند الوضوء ولو كان في دورة المياه )‏

بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ ، يقول السائل : ( ما حكم أو القول الراجح في البسملة عند الوضوء ، وكيف يُبسمِل إذا كان داخل الحمام ) ؟

ج : التسمية عند الوضوء ورد فيها حديث تعددت رواياته وإن كان ضعيفا ؛ لكن كثرة رواياته ومخارجه يعضد بعضها بعضا وهو قوله – صلى الله عليه وسلم – : ( لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه ) وبناء على ذلك الإمام أحمد يرى أن التسمية واجبة من واجبات الوضوء ، إن تركها متعمدا لم يصح وضوؤه ، وإن تركها ناسيا أو جاهلا صحّ وضوؤه ، والجمهور على أنها سنة ، جمهور أهل العلم على أن التسمية للوضوء سنة ، وليست واجبة .

وأن معنى النفي : " لا وضوء " يعني نفي الكمال عندهم لا نفي الأصل ، هذا يُؤوِّلون الحديث بهذا ، والتسمية بالحمّام الذي ليس فيه نجاسة ، إنما هو مجرد مكان لقضاء الحاجة ، ثم يُرسل عليها الماء وتذهب ، ولا يبقى لها أثر ، فهذا لا ، يأخذ حكم ( الكُـنُـف والحُشوش ) ؛ لأن الحشوش والكنف هي التي تكون النجاسة موجودة فيها ولا تذهب .

أما مسألة دورات المياه اليوم فهذه اختلفت ، صارت تَنظُف ويذهب البول والغائط ، يذهب مع الماء ولا يبقى لهما أثر ، فالأمر في هذا أخذ ، يُسمّي عند الوضوء ولو كان في دورة المياه ، نعم ) .

( شرح عمدة الأحكام ) للشيخ ( صالح الفوزان ) الشريط الأول ، الوجه الثاني .




بارك الله فيكم ونفع بكم




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن الأثري تعليمية
بارك الله فيكم ونفع بكم
و فيك بارك أخي عبد الرحمن




بارك الله فيك على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

قول للشيخ الفوزان حفظه الله

تعليمية تعليمية
قول ( الإيمــــــــــان في القلـــــــــب ) للشيخ الفوزان حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قول (الإيمان في القلب)
نص السؤال ما قولكم لمن إذا قيل له‏:‏ اتق الله في نفسك من بعض المعاصي مثل حلق اللحية وشرب الدخان وإسبال الثياب، يقول‏:‏ الإيمان في القلب، وليس الإيمان في تربية اللحية وترك الدخان ولا في إسبال الثياب، ويقول‏:‏ إن الله لا ينظر إلى أجسامكم يقصد ‏(‏اللحية والدخان وإسبال الثياب‏)‏ ولكن ينظر إلى قلوبكم‏؟
نص الإجابة هذه الكلمة كثيرًا ما يقولها بعض الجهال أو المغالطين، وهي كلمة حق يراد بها باطل‏؛ لأن قائلها يريد تبرير ما هو عليه من المعاصي؛ لأنه يزعم أنه الإيمان الذي في القلب عن عمل الطاعات وترك المحرمات، وهذه مغالطة مكشوفة، فإن الإيمان ليس في القلب فقط، بل الإيمان – كما عرفه أهل السنة والجماعة – ‏:‏ قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح‏. قال الإمام الحسن البصري رحمه الله‏:‏ ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني، ولكنه ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال‏.‏ وعمل المعاصي وترك الطاعات دليل على أنه ليس في القلب إيمان أو فيه إيمان ناقص‏.‏ والله تعالى يقول‏:‏ ‏{ ‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا‏ }‏ ‏[‏سورة آل عمران‏:‏ آية130‏]‏ ‏{ ‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ‏ } ‏ ‏[‏سورة المائدة‏:‏ آية35‏]‏ ‏{ ‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ‏ }‏ ‏[‏سورة المائدة‏:‏ آية95‏]‏ ‏{ ‏إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ‏ } ‏ ‏[‏سورة البقرة‏:‏ آية 277‏]‏ ‏{ ‏ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا‏ }‏ ‏[‏سورة البقرة‏:‏ آية 62‏]‏ فالإيمان لا يسمى إيمانًا كاملًا إلا مع العمل الصالح وترك المعاصي‏.‏ ويقول تعالى‏:‏ ‏{ ‏وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ‏ }‏ ‏[‏سورة العصر‏:‏ الآيات 1-3‏]‏ ‏{ ‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ‏ }‏ ‏[‏سورة النساء‏:‏ آية 59‏]‏ ‏{ ‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ‏ }‏ ‏[‏سورة الأنفال‏:‏ آية 24‏]‏ فلا يكفي العمل الظاهر بدون إيمان بالقلب؛ لأن هذه صفة المنافقين الذين هم في الدرك الأسفل من النار‏. ولا يكفي الإيمان بالقلب دون نطق باللسان وعمل بالجوارح؛ لأن هذا مذهب المرجئة من الجهمية وغيرهم، وهو مذهب باطل بل لا بد من الإيمان بالقلب والقول باللسان والعمل بالجوارح، وفعل المعاصي دليل على ضعف الإيمان الذي في القلب ونقصه؛ لأن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية‏.‏

http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Fata…spx?PageID=415

للامانة الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




جزاكِ الله خيرا أخيتي و أحسن إليكِ

موضوع مهم للغاية، حفظ الله شيخنا صالح الفوزان و نفعنا بعلمه

موفقة بإذن الله




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

ما حكم صلاة التراويح وصلاة التهجد‏؟ فضيلة الشيخ الفوزان حفظه الله

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله …

هذا سؤال أجاب عنه الشيخ صالح فوزان حفظه الله ,..

السؤال :
ما حكم صلاة التراويح وصلاة التهجد‏؟‏ وما هو وقت صلاة التهجد‏؟‏ وما عدد ركعاتها‏؟‏ وهل يجوز لمن صلى الوتر بعد الانتهاء من التراويح أن يصلي التهجد أم لا‏؟‏ وهل لابد من اتصال صلاة التراويح بصلاة العشاء بأن تكون بعدها مباشرة، أم أنه يجوز لو اتفق الجماعة على تأخيرها بعد صلاة العشاء ثم تفرقوا وتجمعوا مرة أخرى لصلاة التراويح‏؟‏ أم أن ذلك لا يجوز‏؟‏

الجواب
أما صلاة التراويح؛ فإنه سنة مؤكدة، وفعلها بعد صلاة العشاء وراتبتها مباشرة، هذا هو الذي عليه عمل المسلمين‏.‏
أما تأخيرها كما يقول السائل إلى وقت آخر، ثم يأتون إلى المسجد ويصلون التراويح؛ فهذا خلاف ما كان عليه العمل، والفقهاء يذكرون أنها تُفعل بعد صلاة العشاء وراتبتها، فلو أنهم أخروها؛ لا نقول أن هذا محرم، ولكنه خلاف ما كان عليه العمل، وهي تفعل أول الليل، هذا هو الذي عليه العمل‏.‏
أما التهجد؛ فإنه سنة أيضًا، وفيه فضل عظيم، وهو قيام الليل بعد النوم، خصوصًا في ثلث الليل الآخر، أو في ثلث الليل بعد نصفه في جوف الليل؛ فهذا فيه فضل عظيم، وثواب كثير، ومن أفضل صلاة التطوع التهجد في الليل، قال تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءًا وَأَقْوَمُ قِيلاً‏}‏ ‏[‏سورة المزمل‏:‏ آية 6‏]‏، واقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

ولو أن الإنسان صلى التراويح، وأوتر مع الإمام، ثم قام من الليل وتهجد؛ فلا مانع من ذلك، ولا يعيد الوتر، بل يكفيه الوتر الذي أوتره مع الإمام، ويتهجد من الليل ما يسر الله له، وإن أخر الوتر إلى آخر صلاة الليل؛ فلا بأس، لكن تفوته متابعة الإمام، والأفضل أن يتابع الإمام وأن يوتر معه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏من قام مع الإمام حتى ينصرف؛ كتب له قيام ليلة‏)‏ ‏[‏رواه أبو داود في سننه ‏(‏2/51‏)‏، ورواه الترمذي في سننه ‏(‏3/147، 148‏)‏، ورواه النسائي في سننه ‏(‏3/83، 84‏)‏، ورواه ابن ماجه في سننه ‏(‏1/420، 421‏)‏‏]‏، فيتابع الإمام، ويوتر معه، ولا يمنع هذا من أن يقوم آخر الليل ويتهجد ما تيسر له‏.‏

من كتاب المنتقى لفتاوى الفوزان / الجزء الثالث / السؤال رقم 116




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرا لاخت ام عبيد الله على التوضيح

وجزاك الله خيرا اختاه




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

باب قول: اللهم اغفر لي إن شئت للشيخ صالح الفوزان

تعليمية تعليمية
باب قول: اللهم اغفر لي إن شئت للشيخ صالح الفوزان -حفظه الله-

حكم قول اللهم اغفر لي إن شئت
في الصحيح عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: تعليمية لا يقل أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة؛ فإن الله لا مكره له تعليمية .
ولمسلم : "وليعظم الرغبة؛ فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه" .

هذا الباب من جنس الباب الذي قبله، لأن الذي يدعو الله -تعالى- يجب أن يعزم الدعاء، ولا يعلقه بالمشيئة، لأنه إذا علقه بالمشيئة تضمن ذلك أمرين:

الأمر الأول: أن هذا يدل على فتوره في طلب الدعاء من الله -سبحانه وتعالى، كأنه غني عن الله، يقول: إن حصل شيء وإلا ما هو بلازم، فكأنه فاتر في طلبه، وكأنه غني عن الله -سبحانه وتعالى .

ولا شك أن العبد مفتقر إلى الله -جل وعلا- في كل أحواله، لأنه فقير إلى الله، ولا ينظر إلى ما عنده من الأسباب ومن الإمكانيات، فإن هذه الإمكانيات يمكن أن تزول في لحظة، لا ينظر إليها ولا يعتمد عليها، فهو فقير إلى الله مهما كان، ولو كان من أكثر الناس مالا وأولادا وملكا فهو فقير إلى الله في أن يبقي عليه هذه النعمة وأن ينفعه بها، وإلا فهي عرضة للزوال في أسرع وقت، هذا معنى .

والأمر الثاني: كأنه يرى بأن الله -جل وعلا- قد يجيب الدعاء وهو كاره، فـ"إن شئت"؛ معناه: أنا لست ملزما لك، أخشى أن يشق عليك، لكن إن شئت اغفر لي وارحمني، وهذا لا يليق بالله -سبحانه وتعالى- لأنه تنقص له، والله -جل وعلا- لا مكره له، وهذا المعنى دل عليه قوله -صلى الله عليه وسلم: "فإن الله لا مكره له" .

"في الصحيح" أي: في "الصحيحين" .

"عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: تعليمية لا يقل أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، وليعزم المسألة فإن الله لا مكره له تعليمية علل النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا النهي بأمرين:
الأمر الأول: أن هذا يدل على الفتور من السائل، والمطلوب من السائل العزم: "وليعزم المسألة" .

الأمر الثاني: أن هذا يشعر بأن السائل يخاف أن الله يفعل هذا وهو كاره من باب المجاملة، والله -جل وعلا- لا مكره له، يفعل ما شاء ويختار -سبحانه، لا أحد يكرهه أو يؤثر عليه، أو أنه يجامل أحدا، أو يخاف من أحد .

"وفي رواية

لمسلم : "وليعظم الرغبة" مثل: "وليعزم المسألة" يعني: يلح على الله في الدعاء .

"فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه" يعطي -سبحانه وتعالى- ما يشاء ما لا يعلمه إلا هو، بلا حصر ولا حساب، ولا تنفد خزائنه سبحانه، بخلاف المخلوق فإنه قد يعطي العطاء ولكن هذه العطية تكون ثقيلة عليه وتجحف بماله، قد يكون معسرا ليس عنده شيء .

أما الله -جل وعلا- فإنه غني لا يتعاظمه شيء أعطاه، ولذلك: يعطي الجنة التي هي غاية المطالب، ويعطي الدنيا والآخرة -سبحانه وتعالى، يعطي بلا حساب، ولا تنفد خزائنه، كما في الحديث القدسي: تعليمية يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد ما سألني ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، ذلك بأني جواد واجد ماجد عطائي كلام وعقابي كلام، أفعل ما أشاء تعليمية هذا شأنه -سبحانه وتعالى .
فدل هذا الحديث على مسائل:

المسألة الأولى: النهي عن أن يقول: اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت" والنهي للتحريم .

المسألة الثانية: بيان علة النهي، وهي أن الله -جل وعلا- لا مكره له حتى يحتاج إلى أن تقول: "إن شئت" ولا يتعاظمه شيء أعطاه ولو كان كثيرا، فإن هذا بالنسبة لله كلا شيء، خزائنه ملأى لا تغيض مع كثرة الإنفاق، كل ما في الدنيا والآخرة فإنه من جوده -سبحانه وتعالى، ومع هذا لا تغيض خزائنه -سبحانه وتعالى: تعليمية وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ تعليمية كل ما في الدنيا وكل ما في الآخرة وكل ما في السماوات وكل ما في الأرض من الخيرات والنعم فإنه من خزائن الله -سبحانه وتعالى .

المسألة الثالثة: في الحديث دليل على كمال غناه -سبحانه وتعالى، وأن خزائنه لا تنقص مع كثرة الإنفاق وإعطاء السائلين، أرأيتم ماذا أنفق منذ خلق السماوات والأرض فإنه لم يغض ما في يمينه -سبحانه وتعالى، كما في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم .

من موقع الشيخ صالح الفوزان حفظه الله

للامانة الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




بارك الله فيك و جزاك خيرا




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

دروس شهر رمضان للشيخ صالح بن فوزان الفوزان

تعليمية

تعليمية

الحمد لله الذي شرع لعباده صيام شهر رمضان وجعله أحد أركان الإسلام، والصلاة والسلام على نبينا محمد أفضل من صلى وصام وعلى آله وأصحابه البررة الكرام، وبعد:

فلا يفصلنا عن شهر رمضان إلا أيام معدودات ، و سيكون هذا الموضوع متسلسلا

يحوي دروسا تتضمن التذكير بفضائل هذا الشهر المبارك والحث على الجد والاجتهاد فيه، واغتنام أيامه ولياليه مع الإشارة إلى بعض الأحكام الفقهية المتعلقة بالصيام والقيام، قصدت بكتابتها تذكير نفسي وإخواني سائلا الله أن ينفع بها من كتبها ومن قرأها ومن سمعها من المسلمين وأن يغفر لي ما وقع فيها خطأ أو تقصير… وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.




الدرس الأول:

في بيان متى فُرض صوم شهر رمضان على الأمة ؟

الحمد لله ذي الفضل والإنعام، شرع الصيام لتطهير النفوس من الآثام، والصلاة والسلام على نبينا محمد، خير من صلى وصام، وداوم على الخير واستقام، وعلى آله وأصحابه ومن اقتدى به على الدوام، أما بعد:

قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} [البقرة 183].

والآيات بعدها، فقد ذكر الله سبحانه في هذه الآيات الكريمة أنه كتب الصيام على هذه الأمة كما كتب على من قبلها من الأمم، وكتب بمعنى فرض فالصيام مفروض على هذه الأمة وعلى الأمم قبلها.

قال بعض العلماء في تفسير هذه الآية: عبادة الصيام مكتوبة على الأنبياء وعلى أممهم من آدم إلى آخر الدهر.

وقد ذكر الله ذلك لأن الشيء الشاق إذا عم سهل فعله على النفوس وكانت طمأنينتها به أكثر.

فالصيام إذا فريضة على جميع الأمم، وإن اختلفت كيفيته ووقته،
قال سعيد بن جبير: كان صوم من قبلنا من العتمة إلى الليلة القابلة، كما كان في ابتداء الاسلام، وقال الحسن: كان صوم رمضان واجبا على اليهود، لكنهم تركوه وصاموا يوما في السنة زعموا أنه يوم غرق فرعون وكذبوا في ذلك، فإن ذلك اليوم يوم عاشوراء، وكان الصوم أيضا واجبا على النصارى لكنهم بعد أن صاموا زمانا طويلا صادفوا فيه الحر الشديد فكان يشق عليهم في أسفارهم ومعايشهم، فاجتمع رأي علمائهم ورؤسائهم على أن يجعلوا صيامهم في فصل من السنة بين الشتاء والصيف فجعلوه في الربيع، وحولوه إلى وقت لا يتغير، ثم قالوا عند التحويل: زيدوا فيه عشرة أيام كفارة لما صنعوا، فصار أربعين.

وقوله تعالى {لعلكم تتقون}: أي بسبب الصوم، فالصوم يسبب التقوى لما فيه من قهر النفس وكسر الشهوات، وقوله تعالى {فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين} قيل هي أيام من غير رمضان وكانت ثلاثة أيام، وقيل هي أيام رمضان، لأنه بينها في الآية التي بعدها بقوله {شهر رمضان}.

قالوا: وكانوا في أول الإسلام مخيرين بين الصوم والفدية لقوله تعالى {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم} [البقرة 184] ثم نسخ التخيير بإيجاب الصوم عينا بقوله {فمن شهد منكم الشهر فليصمه} [البقرة 185]، وحكمة ذلك التدرج في التشريع والرفق بالأمة لأنهم لما لم يألفوا الصوم كان تعيينه عليهم ابتداء فيه مشقة، فخيروا بينه وبين الفدية أولا، ثم لما قوي يقينهم واطمأنت نفوسهم وألفوا الصوم وجب عليهم الصوم وحده، ولهذا نظائر في شرائع الإسلام الشاقة، فهي تشرع بالتدريج، لكن الصحيح أن الآية منسوخة في حق القادر على الصيام، وأما في حق العاجز عن الصيام لكبر أو مرض لا يرجى برؤه فالآية لم تنسخ في حقهم، فلهم أن يفطروا ويطعموا عن كل يوم مسكينا، وليس عليهم قضاء.

أما غيرهم فالواجب عليهم الصوم، فمن أفطر لمرض عارض أو سفر فإنه يجب عليه القضاء لقوله تعالى {فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر} [البقرة 185]

وقد فرض صيام شهر رمضان في السنة الثانية من الهجرة وصام رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة رمضانات وصار صوم رمضان حتما وركنا من أركان الإسلام من جحد وجوبه كفر، ومن أفطر من غير عذر وهو مقر بوجوبه فقد فعل ذنبا عظيما يجب تعزيره وردعه وعليه التوبة إلى الله، وقضاء ما أفطر.

هذا وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

يتبع إن شاء الله




الدرس الثاني:

في بيان ما يثبت به دخول شهر رمضان المبارك

الحمد لله الذي جعل الأهلة مواقيت للناس، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان، أما بعد:

قال الله تعالى: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه} [البقرة 185] فقد أوجب الله سبحانه في هذه الآية على عباده صوم شهر رمضان كله من أوله إلى آخره، وأوله يعرف بأحد أمرين:

الأمر الأول:
رؤية هلاله لما رواه الشيخان وغيرهما عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا رأيتم الهلال فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا فإن غم عليكم فاقدروا له" [أخرجه البخاري رقم 1900، ومسلم رقم 1080/8].

وروى الإمام أحمد والنسائي عن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه" [أخرجه البخاري رقم 1906، ومسلم رقم 1080/3، واللفظ لهما وفيه عندهما زيادة وهي الجملة الأخيرة في الحديث السابق وهي قوله "فإن غم عليكم فاقدروا له" كما في البخاري "فإن أغمى عليكم فاقدروا له" وهي عند مسلم]، وروى الطبراني عن طلق بن علي رضي الله عنه: "أن الله جعل هذه الأهلة مواقيت فإذا رأيتموه فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا" [أخرجه الطبراني في معجمه الكبير 8/397 رقم 8237].

وروى الحاكم عن ابن عمر رضي الله عنهما: "جعل الله الأهلة مواقيت للناس فصوما لرؤيته وأفطروا لرؤيته" [أخرجه الحاكم في المستدرك 1/423 وأحمد في المسند 4/ 23 والدارقطني في سننه 2/163 وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي].

ففي هذه الأحاديث الشريفة تعليق وجوب صوم رمضان برؤية هلاله، والنهي عن الصوم بدون رؤية الهلال، وأن الله جعل الأهلة مواقيت للناس بها يعرفون أوقات عبادتهم ومعاملاتهم، كما قال تعالى: {يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج} [البقرة 189] وهذا من رحمة الله بعباده وتيسيره لهم، حيث علق وجوب الصيام بأمر واضح وعلامة بارزة يرونها بأعينهم، وليس من شرط ذلك أن يرى الهلال كل الناس بل إذا رآه بعضهم ولو كان شخصا واحدا لزم الناس كلهم الصيام.

قال ابن عباس: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني رأيت الهلال، يعني هلال رمضان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أتشهد أن لا إله إلا الله"قال: نعم، قال: "يا بلال أذن في الناس أن يصوموا غدا" رواه أبو داود.

وروى أيضا عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "تراءى الناس الهلال فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم، إني رأيته فصام وأمر الناس بصيامه" [أخرجه أبو داود رقم 2342].

الأمر الثاني:
مما يثبت به دخول شهر رمضان إذا لم يُر الهلال إكمال عدة شعبان ثلاثين يوما، قال عليه الصلاة والسلام: "فإن غم عليكم فاقدروا له " متفق عليه، ومعنى "غم عليكم" أي إذا غطى الهلال شيء حال دون رؤيته ليلة الثلاثين من شعبان ـ من غيم أو قتر، فقدروا عدد شهر شعبان تاما بأن تكملوه ثلاثين يوما، كما يدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر: "فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين" متفق عليه، ومعنى هذا تحريم صوم يوم الشك وقد قال عمار بن ياسر رضي الله عنه: "من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم " [أخرجه أبو داود رقم 2334 والترمذي 686 والنسائي 2190 وابن ماجه 1645 وقال أبو عيسى الترمذي: حسن صحيح].

فالواجب على المسلم اتباع ما جاء عن الله ورسوله في صيامه وفي عبادته كلها، وقد حدد الله ورسوله معرفة دخول شهر رمضان بإحدى علامتين ظاهرتين يعرفهما العامي والمتعلم: رؤية الهلال أو إكمال عدة شعبان ثلاثين يوما، فمن جاء بشيء يزعم أنه يجب به الصوم غير ما بينه الشارع فقد عصى الله ورسوله [وزاد على ما شرعه الله ورسوله وابتدع في الدين ماليس منه "وكل بدعة ضلالة"] كالذي يقول إنه يجب العمل بالحساب الفلكي في دخول شهر رمضان، هذا مع أن الحساب عرضة للخطأ وهو أمر خفي لا يعرفه كل أحد.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "إني رأيت الناس في شهر صومهم وفي غيره أيضا منهم من يصغي إلى ما يقوله بعض الجهال أهل الحساب من أن الهلال يرى أو لا يرى، ويبني على ذلك إما في باطنه وإما في باطنه وظاهره حتى بلغني أن من القضاة من كان يرد شهادة العدد من العدول لقول الحاسب الجاهل الكاذب أنه يرى أو لا يرى فيكون ممن كذّب بالحق لما جاءه" إلى أن قال: "فإنا نعلم بالاضطرار من دين الاسلام أن العمل في رؤية هلال الصوم أو الحج أو العدة أو الايلاء أو غير ذلك من الأحكام المعلقة بالهلال بخبر الحاسب أنه يرى أو لا يرى لا يجوز، والنصوص المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك كثيرة، وقد أجمع المسلمون عليه ولا يعرف فيه خلاف قديم أصلا ولا خلاف حديث" انتهى [فتاوى شيخ الاسلام 25 / 131، 132].

وفي هذا مشقة على الأمة وحرج، وقد قال الله تعالى: {وما جعل عليكم في الدين من حرج} [الحج 78] فالواجب على المسلمين الاقتصار على ما شرعه الله ورسوله، كما يجب على المسلمين الاقتصار على ما شرعه الله في غير شأن الهلال، والتعاون على البر والتقوى، والله ولي التوفيق.

يتبع بإذن الله




الدرس الثالث:

في فضائل شهر رمضان وما ينبغي أن يستقبل به

الحمد لله أهل علينا شهر الصيام، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، كانوا يفرحون بحلول شهر الصيام والقيام، أما بعد:

فإن الله سبحانه وتعالى اختص شهر رمضان من بين الشهور بفضائل عديدة، وميزه بميزات كثيرة، قال تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر} [البقرة 185].

ففي هذه الآية الكريمة ذكر الله لشهر رمضان ميزتين عظيمتين:

الميزة الأولى: إنزال القرآن فيه، لأجل هداية الناس من الظلمات إلى النور وتبصيرهم بالحق من الباطل بهذا الكتاب العظيم، المتضمن لما فيه صلاح البشرية وفلاحها، وسعادتها في الدنيا والآخرة.

الميزة الثانية: إيجاب صيامه على الأمة المحمدية حيث أمر الله بذلك في قوله: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه} [البقرة 185].

وصيام رمضان هو أحد أركان الإسلام، وفرض من فروض الله معلوم من الدين بالضرورة وإجماع المسلمين، من أنكره فقد كفر، فمن كان حاضرا صحيحا وجب عليه صوم الشهر أداء، كما قال الله تعالى: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه} [البقرة 185] فتبين أنه لا مناص من صيام الشهر، إما أداء وإما قضاء، إلا في حق الهرم الكبير، والمريض المزمن ـ اللذين لا يستطيعان الصيام قضاء ولا أداء فلهما حكم آخر سيأتي بيانه إن شاء الله.

ومن فضائل هذا الشهر ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة كما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا جاء رمضان فُتحت أبواب الجنة وغُلّقت أبواب النار وصُفدت الشياطين" [أخرجه البخاري 1898، 1899، ومسلم 1079].

فدل هذا الحديث على مزايا عظيمة لهذا الشهر المبارك:

الأولى: أنه تفتح فيه أبواب الجنة، وذلك لكثرة الأعمال الصالحة التي تشرع فيه، والتي تسبب دخول الجنة، كما قال تعالى: {ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون} [النحل 32].

الثانية: إغلاق أبواب النار في هذا الشهر، وذلك لقلة المعاصي التي تسبب دخولها، كما قال تعالى: {فأما من طغى * وآثر الحياة الدنيا * فإن الجحيم هي المأوى} [النازعات 37 ـ 39 ] وقال تعالى: {ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا} [الجن: 23].

الثالثة: أنه تصفد فيه الشياطين، أي تغل وتوثق، فلا تستطيع إغواء المسلمين وإغراءهم بالمعاصي، وصرفهم عن العمل الصالح، كما كانت تفعل في غير هذا الشهر، ومنعها في هذا الشهر المبارك من مزاولة هذا العمل الخبيث إنما هو رحمة بالمسلمين لتتاح لهم الفرصة لفعل الخيرات وتكفير السيئات.

ومن فضائل هذا الشهر المبارك أنه تضاعف فيه الحسنات، فروي أن النافلة تعدل فيه أجر الفريضة، والفريضة تعدل فيه أجر سبعين فريضة، ومن فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجر ذلك الصائم من غير أن ينقص من أجره شيء، وكل هذه خيرات وبركات ونفحات تحل على المسلمين بحلول هذا الشهر المبارك، فينبغي للمسلم أن يستقبل هذا الشهر بالفرح والغبطة والسرور ويحمد الله على بلوغه ويسأله الإعانة على صيامه وتقديم الأعمال الصالحة فيه، إنه شهر عظيم، وموسم كريم، ووافد مبارك على الأمة الإسلامية، نسأل الله أن يمنحنا من بركاته ونفحاته.. إنه سميع مجيب، والحمد لله رب العالمين.


يتبع إن شاء الله




الدرس الرابع:

بيان ما ينبغي أن تشغل به أوقات رمضان المبارك



الحمد لله على فضله وإحسانه، تفضل علينا ببلوغ شهر رمضان، ومكننا فيه من الأعمال الصالحة التي تقربنا إليه، والصلاة والسلام على نبينا محمد كان أول سابق إلى الخيرات، وعلى آله وأصحابه الذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه، أولئك هم المفلحون.. أما بعد:

فأوصيكم ونفسي في هذا الشهر المبارك بتقوى الله، وفي غيره من الشهور، ولكن هذا الشهر له مزية خصه الله بها، فهو موسم الخيرات، وقد روي أنه صلى الله عليه وسلم كان يدعو الله ببلوغ رمضان، فكان يقول إذا دخل شهر رجب: "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان" [ أخرجه البيهقي في شعب الايمان 7/398 رقم 3534، والبزار في مسنده 1/294ـ295 رقم 616 ـ كشف الأستار، وأبو نعيم في الحلية 6/269، وابن عساكر كما في كنز العمال رقم 18049 وضعفه الألباني في ضعيف الجامع رقم 4395 وكذا ضعفه محقق الشعب].

وروي أنه صلى الله عليه وسلم كان يبشر أصحابه بقدومه، ويبين لهم مزاياه، فيقول: "أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك" [فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتاكم رمضان شهر مبارك، فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم" أخرجه أحمد 2/230، 425 وعبد بن حميد في المنتخب رقم 1443 والنسائي 4 / 129]..

ويحث أصحابه على الاجتهاد فيه بالأعمال الصالحة من فرائض ونوافل، من صلوات وصدقات، وبذل معروف وإحسان، وصبر على طاعة الله، وعمارة نهاره بالصيام، وليله بالقيام، وساعاته بتلاوة القرآن وذكر الله عز وجل، فلا تضيعوه بالغفلة والإعراض كحال الأشقياء الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم، فلا يستفيدون من مرور مواسم الخير ولا يعرفون لها حرمة، ولا يقدرون لها قيمة، كثير من الناس لا يعرفون هذا الشهر إلا أنه شهر لتنويع المآكل والمشارب، فيبالغون في إعطاء نفوسهم ما تشتهي، ويكثرون من شراء الكماليات من الأطعمة والأشربة، ومعلوم أن الإكثار من المآكل والمشارب يكسل عن الطاعة، والمطلوب من المسلم أن يقلل من الطعام والشراب حتى ينشط للطاعة، وبعض من الناس لا يعرف شهر رمضان إلا أنه شهر النوم في النهار والسهر في الليل على ما لا فائدة فيه أو ما فيه مضرة، فيسهر معظم ليله أو كله ثم ينام النهار حتى عن الصلوات المفروضة فلا يصلي مع الجماعة ولا في أوقات الصلاة، وفئة من الناس تجلس على مائدة الإفطار تترك صلاة المغرب مع الجماعة، هذه الفئات من الناس لا تعرف لشهر رمضان قيمة، ولا تتورع عن انتهاك حرمته بالسهر الحرام، وترك الواجبات، وفعل المحرمات، وإلى جانب هؤلاء جماعة لا يعرفون شهر رمضان إلا أنه موسم للتجارة، وعرض السلع وطلب الدنيا العاجلة، فينشطون على البيع والشراء فيلازمون الأسواق ويهجرون المساجد، وإن ذهبوا إلى المساجد فهم على عجل ومضض لا يستقرون فيها، لأن قرة أعينهم في الأسواق، وصنف آخر من الناس لا يعرف شهر رمضان إلا أنه وقت للتسول في المساجد والشوارع فيمضي معظم أوقاته بين ذهاب وإياب وتجوال هنا وهناك وانتقال من بلد إلى بلد لجمع المال عن طريق السؤال، وإظهار نفسه بمظهر المحتاج وهو غني، وبمظهر المصاب في جسمه وهو سليم، يجحد نعمة الله عليه بالغنى والصحة، ويأخذ المال بغير حقه، ويضيع وقته الغالي فيما هو مضرة عليه فما بقي لرمضان من مزية عند هذه الفئات.

عباد الله لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في هذا الشهر أكثر مما يجتهد في غيره، وإن كان عليه الصلاة والسلام مجدا في العبادة في جميع أوقاته فكان يتفرغ في هذا الشهر من كثير من المشاغل التي هي في الحقيقة عبادة، لكنه يتفرغ من العمل الفاضل لما هو أفضل منه، وكان السلف الصالح يقتدون به في ذلك فيخصون هذا الشهر بمزيد اهتمام ويتفرغون فيه للأعمال الصالحة، ويعمرون ليله بالتهجد ونهاره بالصيام والذكر وتلاوة القرآن، ويعمرون المساجد بذلك، فلنقارن بين حالنا وحالهم وما هو مبلغ شعورنا بهذا الشهر، ولنعلم أنه كما تضاعف فيه الحسنات فإنها تغلظ السيئات فيه وتعظم عقوبتها، فلنتق الله سبحانه ونعظم حرماته {ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه} [الحج 30].

وفق الله الجميع لصالح القول والعمل، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.





الدرس الخامس:
في بيان بداية الصيام اليومي ونهايته

الحمد لله رب العالمين حدد للعبادات مواقيت زمانية ومكانية تؤدى فيها، وقد بينها لعباده أتم بيان، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه الذين تمسكوا بسنته واهتدوا بهديه.. أما بعد:

فقد قال الله تعالى: {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل} [البقرة 187].

فقد حدد الله سبحانه في هذه الآية الكريمة بداية الصوم اليومي ونهايته بحدود واضحة يعرفها كل أحد، فحد بدايته بطلوع الفجر الثاني، وحد نهايته بغروب الشمس، كما حدد بداية صوم الشهر بحد واضح يعرفه كل أحد، وهو رؤية الهلال، أو إكمال عدة شعبان ثلاثين يوما، وهكذا ديننا دين اليسر والسهولة {وما عليكم في الدين من حرج} [الحج 78] فلله الحمد والمنة، وهذا تخفيف من الله على عباده عما كان عليه الحال من قبل تمديد الصيام فترة أطول، فقد روى البخاري عن البراء قال:

كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إذا كان الرجل صائما فحضر الإفطار فنام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسي، وأن قيس بن صرمة الأنصاري كان صائما، وفي رواية كات يعمل في النخيل بالنهار وكان صائما، فلما حضر الإفطار أتى امرأته فقال لها: أعندك طعام، قالت له: لا ولكن أنطلق فأطلب لك، وكان يومه يعمل، فغلبته عيناه فجاءته امرأته فلما رأته قالت: خيبة لك أنمت؟ فلما انتصف النهار غشي عليه فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت هذه الآية: {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم} [البقرة 187] ففرحوا فرحا شديدا، ونزلت: {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر} [البقرة 187] [أخرجه البخاري رقم 1915].

وفي البخاري أيضا عن البراء قال: لما نزل صوم رمضان كانوا لا يقربون النساء رمضان كله، وكان رجال يختانون أنفسهم، فأنزل الله تعالى: {علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب الله عليكم وعفا عنكم} [البقرة 187]، [أخرجه البخاري رقم 4508].

يقال خان واختان بمعنى، أي تخونون أنفسكم بالمباشرة في ليالي الصوم، فتاب عليكم أي قبل توبتكم مما حصل، وعفا عنكم: فلم يؤاخذكم وسهل عليم ويسر لكم فأباح لكم النساء والطعام والشراب من غروب الشمس إلى طلوع الفجر الثاني، وعند ذلك يبدأ الصائم بالامتناع عن هذه الأشياء وغيرها مما لا يجوز للصائم إلى غروب الشمس، لقوله تعالى: {ثم أتموا الصيام إلى الليل} [البقرة 187] و{إلى} غاية إذا كان ما بعدها ليس من جنس ما قبلها فإنه لا يدخل فيه، والليل ليس من جنس النهار فالصوم ينتهي عند بداية الليل بغروب الشمس كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا أقبل الليل من ههنا وأدبر الليل من ههنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم" [أخرجه البخاري رقم 1954 ومسلم رقم 1100].

وبعض الناس يخالفون الوجه الشرعي في السحور والإفطار فطائفة من الناس أو كثير منهم يسهرون الليل، فإذا كان آخر الليل وأرادوا النوم تسحروا قبل الفجر، ثم ناموا وتركوا صلاة الفجر في وقتها مع الجماعة، فيرتكبون عدة أخطاء:

أولا: أنهم صاموا قبل وقت الصيام.

ثانيا: يتركون صلاة الفجر مع الجماعة.

ثالثا: يؤخرون الصلاة عن وقتها فلا يصلونها إلا بعدما يستيقظون ولو عند الظهر، والمبتدعة يؤخرون الإفطار عن غروب الشمس ولا يفطرون إلا عند اشتباك النجوم.

وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة.

نسأل الله أن يرزقنا التمسك بالسنة ومجانبة البدعة وأهلها، وصلى الله على محمد.




الدرس السادس:
في بيان حكم النية في الصيام

الحمد لله المطلع على الضمائر والخفيات، والصلاة والسلام على نبينا القائل: "إنما الأعمال بالنيات"، وعلى آله وأصحابه ذوي المناقب والكرامات.. أما بعد:

اعلموا أن النية في الصوم لا بد منها، وهي شرط لصحته، كما أنها شرط لصحة كل العبادات لقوله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى" وذلك بأن يعتقد عند بداية الصوم أنه يصوم من رمضان أو من قضائه أو أنه يصوم نذرا أو كفارة.

ووقت النية لهذا الصوم الواجب بأنواعه من الليل سواء كان من أوله أو وسطه أو آخره، لما روى الدارقطني بإسناده عن عمرة عن عائشة مرفوعا: "من لم يبيت الصيام قبل طلوع الفجر فلا صيام له" [أخرجه الدارقطني في سننه 2/ 172 والبيهقي في سننه الكبرى 4/202 وقال: إسناده كلهم ثقات].

وعن ابن عمر عن حفصة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له" وفي لفظ "ومن لم يجمع" أي: يعزم "الصيام من الليل فلا صيام له" [أخرجه أحمد في المسند 6 / 287 وأبو داود رقم 2454 والترمذي رقم 730] ولأن جميع النهار يجب فيه الصوم فإذا فات جزء من النهار لم توجد فيه النية لم يصح صوم جميع اليوم لأن النية لا تنعطف على الماضي.

والنية في جميع العبادات محلها القلب ولا يجوز التلفظ بها، لأن ذلك لم يرد عن النبي صلى الله عليه ولا عن أصحابه أنهم كانوا يقولون: نويت أن أصوم، نويت أن أصلي وغير ذلك، فالتلفظ بها بدعة محدثة، ويكفي في النية الأكل والشرب بنية الصوم.

قال الشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله: "هو حين يتعشى يتعشى عشاء من يريد الصوم ولهذا يفرق بين عشاء ليلة العيد وعشاء ليالي رمضان"، وقال أيضا: "كل من علم أن غدا من رمضان وهو يريد صومه فقد نوى وهو فعل عامة المسلمين" انتهى.

وأما صوم النفل فإنه يصح بنية من النهار بشرط أن لا يوجد مناف للصوم فيما بين طلوع الفجر ونيته من أكل وغيره، لقول عائشة رضي الله عنها "دخل عليَّ النبي صلى الله عليه ذات يوم فقال "هل عندكم من شيء؟" فقلنا: لا، قال "فإني إذاً صائم" رواه الجماعة إلا البخاري، [أخرجه مسلم رقم 1154].

فدل طلبه للأكل على أنه لم يكن نوى الصيام قبل ذلك، ودل قوله "فإني إذا صائم" على ابتداء النية من النهار، فدل على صحة نية صوم النفل من النهار فيكون ذلك مخصصا لحديث: "من لم يبيت الصيام قبل طلوع الفجر فلا صيام له" وما ورد بمعناه بأن ذلك خاص بالفرض دون النفل، وذلك بشرط أن لا يفعل قبل النية ما يفطره اقتصارا على مقتضى الدليل.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وأما النفل فيجزئ بنية من النهار كما دل عليه قوله صلى الله عليه وسلم: "إني إذاً صائم"، والتطوع أوسع من الفرض، كما أن الصلاة المكتوبة يجب فيها من الأركان كالقيام والاستقرار على الأرض [بخلاف النفل فإنه يصح على الراحلة ومن الماشي] ما لا يجب في التطوع توسيعا من الله على عباده طرق التطوع، فإن أنواع التطوعات دائما أوسع من أنواع المفروضات وهذا أوسط الأقوال" انتهى.

وصحة نية التطوع من النهار مروية عن جماعة من الصحابة منهم معاذ وابن مسعود وحذيفة، وفعله أبو طلحة وأبو هريرة وابن عباس وغيرهم.. والله أعلم.

والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه.




التصنيفات
القران الكريم

لا يجوز تفسير القرآن بما يسمى : الإعجاز العلمي / للعلامتين ابن عثيمين والفوزان

لا يجوز تفسير القرآن بما يسمى ( الإعجاز العلمي )
ــــــــــــــــــ

قال العلامة فضيلة الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – :

… أولئك الذين فسروا القرآن بما يسمي بالإعجاز العلمي

حيث كانوا يحملون القرآن أحياناً ما لا يتحمل

صحيح أن لهم استنباطات جيدة

تدل على أن القرآن حق ومن الله عز وجل

وتنفع في دعوة غير المسلمين إلي الإسلام

ممن يعتمدون على الأدلة الحسية في تصحيح ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام

كنهم أحياناً يحملون القرآن ما لا يتحمله

مثل قولهم :

إن قوله تعالي : ( يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا

لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ) (الرحمن : 33 )

إن هذا يعني الوصول إلى القمر وإلى النجوم وما أشبه ذلك

لأن الله قال : ( لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ) والسلطان عندهم العلم

وهذا لا شك أنه تحريف

وأنه حرام ان يفسر كلام الله بهذا

لأن من تدبر الآية وجدها تتحدث عن يوم القيامة، والسياق كله يدل على هذا

ثم إنه يقول : ( أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا)

وهؤلاء ما نفذوا من أقطار السموات ، بل ما وصلوا إلي السماء

وأيضاً يقول : ( يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ ) (الرحمن : 35 )

وهؤلاء لم يرسل عليهمالحاصل

أن من الناس من يتجاوز ويغلو في إثبات أشياء من القرآن ما دل عليها القرآن

ومنهم من يفرط وينفي أشياء دل عليها القرآن

لكن يقول هذا ما قاله العلماء السابقون ولا نقبله. لا صرفاً ولا عدلاً

وهذا خطأ أيضاً

فإذا دل القرآن على ما دل عليه العلم الآن من دقائق المخلوقات

فلا مانع من أن نقبله وأن نصدق به إذا كان اللفظ يحتمله

أما إذا كان اللفظ لا يحتمله فلا يمكن أن نقول به

ــــــــــــــــــــ
و سئل :

ما المقصود بالعلماء في قوله تعالى :

( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) (فاطر : 28 )؟

فأجاب بقوله :

المقصود بهم العلماء الذين يوصلهم علمهم إلى خشية الله

وليس المراد بالعلماء من علموا شيئاً من أسرار الكون

كأن يعلموا شيئاً من أسرار الفلك وما أشبه ذلك أو ما يسمى بالإعجاز العلمي

فالإعجاز العلمي في الحقيقة لا ننكره

لا ننكر أن في القران أشياء ظهر بيانها في الأزمنة المتأخرة

لكن غالى بعض الناس في الإعجاز العلمي

حتى رأينا من جعل القرآن كأنه كتاب رياضة وهذا خطأ

فنقول :

إن المغالاة في إثبات الإعجاز العلمي لا تنبغي

لأن هذه قد تكون مبنية على نظريات والنظريات تختلف

فإذا جعلنا القرآن دالاً على هذه النظرية ثم تبين بعد أن هذه النظرية خطأ

معنى ذلك أن دلالة القرآن صارت خاطئة، وهذه مسألة خطيرة جداً

.. ولذلك فأنا أخشى من انهماك الناس في الإعجاز العلمي أن يشتغلوا به عما هو أهم

إن الشي الأهم هو تحقيق العبادة لأن القرآن نزل بهذا

قال الله تعالى: ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) (الذاريات : 56 )

أما علماء الكون الذين وصلوا إلى ما وصلوا إليه

فننظر

إن اهتدوا بما وصلوا إليه من العلم واتقوا الله عز وجل

وأخذوا بالإسلام صاروا من علماء المسلمين الذين يخشون الله

وإن بقوا على كفرهم وقالوا إن هذا الكون له محدث

فإن هذا لا يعدو أن يكونوا قد خرجوا من كلامهم الأول إلى كلام لا يستفيدون منه

كل يعلم أن لهذا الكون محدثاً

لأن هذا الكون إما أن يحدث نفسه

وإما أن يحدث صدفة

وإما أن يحدثه خالق وهو الله عز وجل

فكونه يحدث نفسه مستحيل ؛ لأن الشيء لا يخلق نفسه

لأنه قبل وجوده معدوم فكيف يكون خالقاً ؟!

ولا يمكن أن تُوجد صدفة

لأن كل حادث لابد له من محدث

ولأن وجوده على هذا النظام البديع، والتناسق المتآلف، والارتباط الملتحم

بين الأسباب ومسبباتها، وبين الكائنات بعضها مع بعض

يمنع منعاً باثاً أن يكون وجوده صدفة

إذ الموجود صدفة ليس على نظام في أصل وجوده

فكيف يكون منتظماً حال بقائه وتطوره ؟ !

وإذا لم يمكن أن توجد هذه المخلوقات نفسها بنفسها

ولا أن تُوجد صدفة تعين أن يكون لها موجد

وهو الله رب العالمين

ـــــــــــــــ

شرح مقدمة التفسير
من الموقع الرسمي للعلامة ابن عثيمين

منقول

[/b]

[/SIZE]




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي عبد الحفيظ بارك الله فيك على هذا الموضوع الذي جهله الكثير من الناس
جعلها الله في ميزان حسناتك ورحم الله العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
وحفظ الشيخ الفوزان واطال الله عمره وجعله في خدمة الاسلام والمسلمين
الهم أمين




شكرا لك على الموضوع القيم والمفيد

نفع الله بكم وباعمالكم ونسال الله ان يجعلها في ميزان حسناتكم

تقبل مرور اختك وزميلتك أسماء




جزاكم الله خيرا




شكرا لمروركم

اللهم فرج همنا ويسر امرنا




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

العقيدة الصحيحة للشيخ الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
أما بعد
فان العقيدة هي أصل الدين ، العقيدة الصحيحة المبنية عل الكتاب والسنة هي أصل الدين وأساسه فإذا صحت العقيدة وسلمت مما يفسدها أو ينقصها فان بقية الدين ينبني عليها أما إذا اختلت العقيدة فانه لا فائدة من الأعمال ، ولا يستقيم الدين إلا بالعقيدة الصحيحة المبنية عل كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما سار عليه سلف الأمة من الصحابة والتابعين ومن تبعهم من الأئمة والدعاة إلى الله عز وجل ، ولهذا أول ما يبدأ به الرسل دعوتهم تصحيح العقيدة فأول ما يبدأ به الرسل دعوتهم تصحيح العقيدة ، فأول ما يقول الرسول لقومه يا قوم أعبدوا الله ما لكم من إله غيره ، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم ختم النبيين وإمام المرسلين لما بعثه الله عز وجل يدعوا إلى الله ، أول ما بدا به تصحيح العقيدة ، فكان يدعوا الناس إلى أفراد الله جلا وعلا بالعبادة وترك عبادة ما سواه من الأصنام والأشجار والأحجار والأحياء والأموات وغير ذلك من المخلوقين ، وبفي في مكة ثلاثة عشر سنة يدعوا الناس إلى توحيد الله والى تصحيح العقيدة قبل أن تفرض عليه الصلاة والزكاة والصيام والحج مما يدل على أن هذه الأعمال لا تصح إلا إذا بنيت على عقيدة صحيحة وهي إفراد الله جلا وعلا بالعبادة وترك عبادة ما سواه ، لان هذا هو الذي خلق الله الخلق من أجله قال تبارك وتعالى : (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (الذاريات 56)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحق العباد على الله إذا فعلوا ذلك أن لا يعذبهم ) فالخلل في العقيدة اذا كان يناقضها فانه لا يغتفر قال الله تعالى (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً ) (النساء 48) أي ما دون الشرك لمن يشاء ، فهذا دليل على أن العقيدة هي الأصل وهي الأساس وهي التي يجب أن يتعلمها الإنسان كما جاءت في القرآن وفي السنة ، لأنه إذا كان يجهل العقيدة فقد يقع فيما يخالفها خصوصا وان كثير من الناس يمارسون أشياء تخل بالعقيدة وقد تفسدها وتبطلها وتنقصها ،فإذا كان لا يعرف العقيدة الصحيحة ولم يتعلمها فانه حري ان يقع في الخلل في عقيدته وهو لا يدري ، مجاراتا لما يفعله بعض الناس أو إتباعا لدعاة الضلال الذين يدعون الناس إلى إفساد عقيدتهم كما قال تعالى 🙁 اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) ( البقرة 257) يخرجونهم من النور إلى الظلمات ، من العقيدة الصحيحة والهداية إلى الظلمات إلى الشرك والبدع والمحدثات وهي ظلمات والعياذ بالله .
فهذا فيه تحذير للمسلم من أن تختل عقيدته وهو لا يشعر أو أن يثق بدعاة الضلال وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون) وما أكثرهم اليوم لا كثرهم الله من هنا يتبين انه يجب على المسلم أن يعتني بعقيدته وان يتعلمها من مصادرها الصحيحة .
نعم هناك ممارسات يمارسها كثير من الناس ، وقد يتسمون بالإسلام ويتصفون بالعلم ويمارسون أشياء تخالف العقيدة ، من ذلك الشرك الأكبر والأصغر
الشرك الأكبر مثل دعاء غير الله من الأولياء والصالحين والموتى وغير ذلك لان الدعاء هو العبادة ، هو أعظم أنواع العبادة لأنه يتضمن كل أنواع الافتقار والتضرع لله تعالى ، والعلم انه لا ينفع و لا يضر إلا الله ، والتوكل على الله والرجوع إلى الله فالدعاء يتضمن كل هاته الأمور ولهذا قال تعالى 🙁 وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً ) ( الجن : 18) وقال سبحانه وتعالى 🙁 وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ) (غافر: 60) وقال ايضا (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (غافر 13)
للدعاء أهمية عظيمة
وكثير من الناس من يدعوا غير الله في المهمات والملمات والشدائد ،يدعوا وينادي ويستغيث بغير الله سبحانه وتعالى على المسلم أن يتنبه لهذا الأمر فانه خطير جدا ، ومن الناس من يذبح لغير الله للتقرب الى المخلوق والى الأموات إلى الأضرحة ، فيشرك بالله الشرك الأكبر لان التقرب بالذبيحة إنما يكون لله عز وجل لا يتقرب بذلك الى غير الله قال تعالى ( قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) (الأنعام: 162 ، 163)
والنسك هو الذبيحة قال تعالى (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) (الكوثر: 2) فجعل النسك قرين للصلاة وجعل النحر قرين للصلاة ، وكما لا يصلى لغير الله لا يذبح لغير الله ، بعض الناس يذبح لغير الله من اجل أن ينفعوه أو يدفعوا عنه الضرر أو يشفوا المرض الذي فيه أو في أولاده ، يدبج لهم من اجل الشفاء والعلاج كما يزين لهم شيطان الإنس والجن يذبحوا لغير الله عز وجل وفي السنة ( لعن الله من ذبح لغير الله ) كما في حديث علي رضي الله عنه
فالشرك الأكبر يبطل العقيدة من أساسها وذلك بان يصرف نوع من أنواع العبادة لغير الله عز وجل من دعاء أو ذبح أو نذر أو غير ذلك وما أكثر ما تقع هاته الأمور عند الأضرحة الموجودة في كثير من بلاد المسلمين وربما يغتر الجاهل بذلك ولا سيما وانه يرغب ويقال له يحصل لك كذا ويحصل لك كذا ، فيذبح لغير الله وينذر لغير الله ويقول هذا من باب التوسل بالصالحين وهذا شرك وان سميته توسلا ولأسماء لا تغير الحقائق .
وكذلك مما يخل بالعقيدة الشرك الأصغر يكون بالأقوال الظاهرة مثل الحلف بغي الله عز وجل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من حلف بغير الله كفر أو أشرك ) وقال أيضا عليه الصلاة والسلام ( لا تحلفوا بآبائكم ومن كان حالفا فل يحلف بالله ) فالحلف بغير الله شرك لكنه شرك اصغر إلا إذا قصد به تعظيم المخلوق به كما يعظم الله عز وجل فانه يكون شرك اكبر وهذا مما يجري على كثير من الألسنة ( الحلف بالنبي ،بالكعبة ، بالأمانة ) وهذا كله شرك قد يكون شرك اكبر وقد يكون شرك اصغر بحسب ما يكون في نية الحالف ، وهو واقع وكثير من من لا يعرفوا بحقيقة التوحيد ولا يقرؤون النهي عن الحلف بغير الله عز وجل .
ومن ذلك ما يكون في القلوب من الرياء ، الرياء في الأعمال بان يؤدي العبد العبادة صورتها أنها لله وهو يرائي بها الناس ليمدحوه أو ليثنوا عليه وغير ذلك من المقاصد فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال ؟ فقلنا بلى يا رسول الله فقال الشرك الخفي أن يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل ) والشرك الخفي هو الرياء لانه في القلب لا يعلمه الا الله قال تعالى (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * لَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ) ( 4، 5، 6، 7 الماعون )
الرياء خطير قد خافه النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه ، لان كل إنسان يحب الثناء ويحب المدح ويحب المظهر الحسن وربما يحمله ذلك على الرياء في العبادات
وكذلك السمعة مثل الرياء ، وهي أن يحب أن يسمعه الناس ، يسمعون دعائه ويسمعون أقواله التي ظاهرها أنها طيبة وهو يريد أن يمحونه ويقولون فلان كثير الذكر ، يجمل صوته بالقراءة من اجل أن يمدحه الناس كل هذا من السمعة ومن راآى راآى ومن سمع سمع الله به الجزاء من جنس العمل (يقول أول الناس يقضى لهم يوم القيامة ثلاثة رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها قال قاتلت فيك حتى استشهدت قال كذبت ولكنك قاتلت ليقال فلان جريء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن قال كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال قارئ فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله فأتي به فعرفه نعمه فعرفها فقال ما عملت فيها قال ما تركت من سبيل تحب قال أبو عبد الرحمن ولم أفهم تحب كما أردت أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك قال كذبت ولكن ليقال إنه جواد فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه فألقي في النار )
هذا هو الرياء عباد الله فلنحذر أن يدخل الرياء أعمالنا ويفسدها علينا

مفرغة من شريط العقيدة الصحيحة للعلامة صالح الفوزان الفوزان حفظه الله




جزاكم الله خيرا




تعليمية




التصنيفات
اسلاميات عامة

العلامة: صالح الفوزان على رسلكم أيها الصحافيون! دفاعا عن الشيخ سعد بن ناصر الشثري

تعليمية تعليمية

على رسلكم أيها الصحفيون!

طالعتنا الصحف المحلية في آخر الأسبوع الماضي بضجة عارمة استهدفت معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري – عضو هيئة كبار العلماء .. بسبب إجابته في قناة المجد لما سئل عما يُشاع من أن جامعة الملك عبدالله التقنية سيكون في اختلاط بين الرجال والنساء؛ كما صرح به بعض منسوبيها، فكانت إجابته وفقه الله بأن هذا عمل لا يجوز ولا يقره ولاة أمور هذه البلاد وعلماؤها وفي مقدمتهم خادم الحرمين حفظه الله؛ لأن الاختلاط بين الرجال والنساء على وجه يثير الفتنة أمر محرم بالكتاب والسنة والإجماع.. فماذا على الشيخ سعد – حفظه الله – إذا أجاب بتحريم ذلك ووجوب منعه ونصح لولي الأمر حفظه الله بمنعه؟

وهؤلاء الصحفيون المشنّعون على الشيخ سعد لم ينفوا أنه قد يحصل اختلاط في الجامعة وإنما شنعوا على من أنكره وطالب بمنعه وهم كل العلماء المعتبرين وأهل الخير الغيورين وليس الشيخ سعد بن ناصر الشثري فقط، فلا يرضون باختلاط النساء بالرجال في مقاعد الدراسة وصالات الامتحان واللقاءات والاحتفالات ومجالس الجامعات لما يجره ذلك من الفتنة ويسببه من الشر وما امتازت هذه البلاد حماها الله إلا بتمسكها بالمنهج السليم وإبعاد رجالها ونسائها عن مواطن الفتنة وهو منهج ستبقى عليه بإذن الله لا تأخذها فيه لومة لائم.

وإليكم بعض الأدلة من الكتاب والسنة على تحريم الاختلاط:

1- قال الله تعالى في قصة موسى عليه الصلاة والسلام: (وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنْ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمْ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ * فَسَقَى لَهُمَا)..إلى قوله تعالى: (فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا) فهاتان المرأتان أبت عليهما حشمتهما أن تزاحما الرجال على الماء وانتظرتا حتى يصدر الرعاء حتى يستطيعا سقي أغنامهما من غير مزاحمة، وحينما أرسل أبوهما إحداهما إلى موسى لتبلغه طلب حضوره إليه جاءت تمشي على استحياء من موسى عليه السلام. وانتهى الأمر بأن اختارها الله سبحانه زوجة لرسوله وكليمه موسى نتيجة لتمسكها بالحياء والحشمة والبعد عن مخالطة الرجال كما قال تعالى: (الطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ) جاءت هذه القصة في القرآن الكريم لتتخذ منها المؤمنات قدوة صالحة إلى يوم القيامة.

2- قال النبي صلى الله عليه وسلم في صفوف الصلاة: "خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها" دل هذا الحديث الشريف أولاً على انعزال النساء عن الرجال في صفوف خاصة بهن منعا لاختلاطهن مع الرجال في أثناء العبادة وفي المساجد فكيف يجوز لهن الاختلاط في الجامعات؟
ثانيا: دل الحديث على أن خير صفوفهن آخرهن لأنه أبعد عن الرجال مع ما يلزم من ذلك من بعدهن عن الإمام وعدم تمكنهن من سماع صوته حفاظا عليهن وعلى الرجال من الفتنة؛ لأن درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة.

3- كانت النساء تحضر صلاة العيد مع رسول الله في مكان خاص خلف الرجال، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب الرجال أولا ثم يذهب إلى النساء في مكانهن فيخطبهن ويأمرهن وينهاهن فلماذا لا يترك النساء مع الرجال ويخطب الجمع خطبة واحدة إلا لأجل منع الاختلاط المسبب للفتنة؟.

4- لماذا المرأة إذا صلت وحدها مع الرجال تكون خلفهم منفردة مع أن الرجل لا يجوز له أن يقوم وحده خلف الصف إلا لأن اختلاط المرأة بالرجال لا يجوز. قال أنس رضي الله عنه: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقمت أنا ويتيم خلفه وقامت أم سليم خلفنا).

وأخيرا: أختم بأنه كان قد صدر الأمر السامي ذو الرقم 11651 وتاريخ 16/5 / 1403هـ والمؤكد عليه بالأمرين الكريمين ذي الرقم 2966 وتاريخ 19/9/1404هـ وذي الرقم 759/8 وتاريخ 5/10/1421هـ والمتضمن (أن السماح للمرأة بالعمل الذي يؤدي إلى اختلاطها بالرجال ونحوها في الإدارات الحكومية أو غيرها من المؤسسات العامة أو الخاصة أو الشركات أو المهن ونحوها أمر غير ممكن سواء كانت سعودية أو غير سعودية؛ لأن ذلك محرم شرعا ويتنافى مع عادات وتقاليد هذه البلاد وإذا كان يوجد دائرة تقوم بتشغيل المرأة بغير الأعمال التي تناسب طبيعتها أو في أعمال تؤدي إلى اختلاطها بالرجال فهذا خطأ يجب تلافيه وعلى الجهات الرقابية ملاحظة ذلك والرفع عنه).

هذا آخر ما أردت إيضاحه مما يبين أن الشيخ سعداً وفقه الله لم يقل منكرا من القول وزورا حتى تُثار ضده هذه الضجة.
وأسأل الله للجميع التوفيق لما فيه الخير والصلاح. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
كتبه: صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء

التوثيق من موقع الشيخ الفوزان -حفظه الله-

منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

كيف يكون الإنسان متوكلاً على الله ‏؟ الشيخ صالح الفوزان حفظه الله

تعليمية


كيف يكون الإنسان متوكلاً على الله ‏؟‏

يكون الإنسان متوكلاً على الله؛ بأن يصدق الاعتماد على ربه عز وجل؛ حيث يعلم أنه سبحانه وتعالى بيده الخير، وهو الذي يدبر الأمور، ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عباس‏:‏ ‏(‏يا غُلام‏!‏ إني أُعلّمُكَ كلماتٍ، احفظِ الله؛ يحفظك، احفظ الله؛ تجِدهُ تُجَاهكَ، إذا سألت؛ فاسأل الله، وإذا استعنتَ؛ فاستعن بالله، واعلم أنّ الأمّة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء؛ لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء؛ لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك‏)‏ ‏[‏رواه الإمام أحمد في ‏"‏مسنده‏"‏ ‏(‏1/293‏)‏ من حديث عبد الله بن عباس، ورواه الترمذي في ‏"‏سننه‏"‏ ‏(‏7/203‏)‏ من حديث عبد الله بن عباس‏.‏ (15)]‏‏.‏
بهذه العقيدة يكون الإنسان معتمدًا على الله جل وعلا، لا يلتفت إلى من سواه‏.‏
ولكن حقيقة التوكل لا تنافي فعل الأسباب التي جعلها الله تبارك وتعالى سببًا، بل إن فعل الأسباب التي جعلها الله تعالى سببًا – سواء كانت شرعية أم حسية – هي من تمام التوكل، ومن تمام الإيمان بحكمة الله عز وجل؛ لأن الله تعالى قد جعل لكل شيء سببًا، وهذا النبي صلى الله عليه وسلم – وهو سيد المتوكلين – كان يلبس الدروع في الحرب، ويتوقى البرد، ويأكل ويشرب؛ لإبقاء حياته ونمو جسمه، وفي أُحد لبس درعين (16).‏
فهؤلاء الذين يزعمون حقيقة التوكل تكون بترك الأسباب والاعتماد على الله عز وجل هم في الواقع خاطئون؛ فإن الذي أمر بالتوكل عليه له الحكمة البالغة في تقديره وفي شرعه، قد جعل للأمور سببًا تحصل به‏.‏
ولهذا؛ لو قال قائل‏:‏ أنا سأتوكل على الله تعالى في حصول الرزق، وسأبقى في بيتي، لا أبحث عن الرزق‏!‏ قلنا‏:‏ عن هذا ليس بصحيح، وليس توكلاً حقيقيًا؛ فإن الذي أمرك بالتوكل عليه هو الذي قال‏:‏ ‏{‏هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ‏}‏ ‏[‏الملك‏:‏ 15‏]‏‏.‏
ولو قال قائل‏:‏ أنا سأتوكل على الله في حصول الولد أو في حصول الزوجة، ولم يسع في طلب الزوجة وخطبتها‏!‏ لعده الناس سفيهًا، ولكان فعله هذا منافيًا لما تقتضيه حكمة الله عز وجل‏.‏
ولو أن أحدًا أكل السم، وقال‏:‏ إني أتوكل على الله تعالى في ألا يضرني هذا السم‏!‏ لكان هذا غير متوكل على الله حقيقة؛ لأن الذي أمرنا بالتوكل عليه سبحانه وتعالى هو الذي قال لنا‏:‏ ‏{‏وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏ 29‏]‏‏.‏
والمهم أن فعل الأسباب، التي جعلها الله أسبابًا، لا ينفي كمال التوكل، بل هو من كماله، وأن التعرض للمهلكات لا يعد هذا من توكل الإنسان على الله، بل هو خلاف ما أمر الله عز وجل به، بل مما نهى الله عنه‏.

المنتقي من فتاوي الفوزان ج1




بارك الله فيك اختي الطيبة "ام عبيد الله ".. على الموضوع القيم .
و سدد خطاك …و رزقك الفردوس الاعلى .
شكراا لك …و جزاك الله خير الجزاء.




السلام عليكم و رحمة الله و بركآآته
جزاك الله خيرا أختي




جزاك الله خير اختي ام عبيد الله مواضيعك مميزة واصلي وحفظ الله شيخنا الفوزان




بورك فيك وفي مشاركتك القيمة

تحياتي




جزاك الله خيرا مزيد من الفوائد يارب نستفيد جميعا




جزاك الله خيرا