التصنيفات
العقيدة الاسلامية

من ضحك الشيطان على الصوفية :: للشيخ الفاضل محمد بن عبد الوهاب العقيل

تعليمية تعليمية

من ضحك الشيطان على الصوفية :: للشيخ الفاضل محمد بن عبد الوهاب العقيل



بسم الله الرحمن الرحيم


استدل الصوفية على باطلهم في ابتداع الأذكار ومنها الذكر بلفظ الجلالة [ الله ، الله ] بحديث الذي رواه مسلم في صحيحه


(( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا يُقَالَ فِي الْأَرْضِ اللَّهُ اللَّهُ ))


فأجاب عن هذا الشيخ الفاضل محمد بن عبد الوهاب العقيل بالقول :

استمع للجواب عبر المرفقات


التحميل:


الملفات المرفقة تعليمية ضحك الشيطان على الصوفية م.mp3‏ (2.89 ميجابايت)

منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




جزاكِ الله خيرا و بارك فيكِ أخيتي أم ليلى




السلام عليكم و رحمة الله و بركآآته
بارك الله فيك و جزاك خيرا




شكرا على الموضوع وجزاك الله خيرا




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

بعض الآثار الواردة عن الإمام الشافعي في الصوفية||||

تعليمية تعليمية
بعض الآثار الواردة عن الإمام الشافعي في الصوفية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فقد وقفت على بعض الآثار الواردة عن الإمام الشافعي في فرقة الصوفية فأحببت أن أضعها بين يدي إخواني لتعم الفائدة .

روى البيهقي في كتاب ( المناقب 2/207)
بسنده عن يونس بن عبد الأعلى قال سمعت الإمام الشافعي يقول ( لو أن رجلاً تصوف من أول النهار لم يأتي عليه الظهر إلا وجدته أحمق )

وقال الإمام الشافعي في وصف الصوفي (لا يكون الصوفي صوفياً حتى يكون فيه أرع خصال : كسول أكول شؤوم كثير الفضول ) المناقب (2/207)

ونقل صاحب الحلية في الحلية ( 9/136)
قال الإمام الشافعي ( أس الصوفية الكسل )

وقال الإمام الشافعي عن بعض أعمالهم ( خلفت بالعراق شيئاً أحدثه الزنادقة يسمونه التغبير يشغلون به الناس عن القران ) كتاب (المناقب /10173)

منقول…

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

موقف الإمامين ابن تيمية وابن القيم من الصوفية


موقف الإمامين ابن تيمية وابن القيم من الصوفية





وأما شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- فيرى أنَّ سبب تسلُّط الأعداء إنَّما يكمن في ظهور النِّفاق والبدع والفجور حيث قال : ( فلما ظهر النفاق والبدع والفجور المخالف لدين الرسول سُلِّطتْ عليهم الأعداء ،فخرجت الروم النصارى إلى الشام والجزيرة مرة بعد مرة، وأخذوا الثغور الشامية شيئًا بعد شيء إلى أن أخذوا بيت المقدس في أواخر المائة الرابعة، وبعد هذا بمدة حاصروا دمشق، وكان أهل الشام بأسوأ حال بين الكفار النصارى والمنافقين الملاحدة، إلى أن تولى نور الدين الشهيد، وقام بما قام به من أمر الإسلام وإظهاره والجهاد لأعدائه ،ثم استنجد به ملوك مصر بنو عبيد على النصارى فأنجدهم ،وجرت فصول كثيرة إلى أن أخذت مصر من بني عبيد أخذها صلاح الدين يوسف بن سادي وخطب بها لبني العباس ،فمن حينئذ ظهر الإسلام بمصر بعد أن مكثت بأيدي المنافقين المرتدين عن دين الإسلام مائة سنة‏ .‏
فكان الإيمان بالرسول والجهاد عن دينه سببًا لخير الدنيا والآخرة، وبالعكس البدع والإلحاد ومخالفة ما جاء به سبب لشر الدنيا والآخرة‏ .‏
فلما ظهر في الشام ومصر والجزيرة الإلحاد والبدع سلط عليهم الكفار ،ولما أقاموا ما أقاموه من الإسلام وقهر الملحدين والمبتدعين نصرهم اللّه على الكفار تحقيقًا لقوله‏: ( ‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ )( ‏[‏الصف‏:‏10 ـ 13‏]‏‏.‏
وكذلك لما كان أهل المشرق قائمين بالإسلام كانوا منصورين على الكفار المشركين من الترك والهند والصين وغيرهم، فلما ظهر منهم ما ظهر من البدع والإلحاد والفجور سلط عليهم الكفار، قال تعالى‏:‏‏ ( ‏وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا (‏ ‏[‏الإسراء‏:‏ 4-8‏]‏‏‏ )(5) اهـ.
وقال شيخ الإسلام في كلامه عن ضلالهم الصوفية وبُعدهم عن حقيقة التوحيد :

( ومنهم من لا يعرف ابتداء إلا طريقة الرياضة، والتجرد والتصوف، ككثير من الفقراء الذين وقعوا في الاتحاد، والتأله المطلق، مثل‏:‏ عبد الله الفارسي، والعفيف التلمساني ونحوهما‏.‏
ومنهم من قد يجمع كالصدر القوْنَوِي ونحوه‏.‏ والغالب عليهم عالم التوهم‏.‏
فتارة يتوهمون ما له حقيقة، وتارة يتوهمون ما لا حقيقة له ،كتوهم إلهية البشر ،وتوهم النصارى ،وتوهم المنتظر ،وتوهم الغوث المقيم بمكة أنه بواسطته يدبر أمر السماء والأرض، ولهذا يقول التلمساني ‏:‏ ثبت عندنا بطريق الكشف ما يناقض صريح العقل‏.‏
ولهذا أصيب صاحب الخلوة بثلاث توهمات‏ :‏
أحدها‏ :‏ أن يعتقد في نفسه أنه أكمل الناس استعداداً‏.‏
والثاني‏ :‏ أن يتوهم في شيخه أنه أكمل من على وجه الأرض‏.‏
والثالث ‏:‏ أنه يتوهم أنه يصل إلى مطلوبه بدون سبب ،وأكثر اعتماده على القوة الوهمية ،فقد تعمل الأوهام أعمالا لكنها باطلة ،كالمشيخة الذين لم يسلكوا الطرق الشرعية النبوية ،نظراً أو عملاً ،بل سلكوا الصابئية‏.‏
ويشبه هؤلاء من بعض الوجوه‏ :‏ أكثر الأحمدية، واليونسية، والحريرية، وكثير من العدوية، وأصحاب الأوحد الكرماني، وخلق كثير من المتصوفة والمتفقرة بأرض المشرق؛ ولهذا تغلب عليهم الإباحة ،فلا يؤمنون بواجبات الشريعة ومحرماتها‏.‏ وهم إذا تألهوا في تألهٍ مطلقٍ ،لا يعرفون من هو إلههم بالمعرفة القلبية، وإن حققه عارفوهم الزنادقة، جعلوه الوجود المطلق ‏.‏
ومنهم من يتأله الصالحين من البشر، وقبورهم ونحو ذلك‏.‏
فتارة يضاهئون المشركين ،وتارة يضاهئون النصارى ،وتارة يضاهئون الصابئين وتارة يضاهئون المعطلة الفرعونية ،ونحوهم من الدهرية ،وهم من الصابئين ،لكن كفار في الأصل‏.‏ والخالص منهم يعبد الله وحده، لكن أكثر ما يعبده بغير الشريعة القرآنية المحمدية، فهم منحرفون، إما عن شهادة أن لا إله إلا الله، وإما عن شهادة أن محمداً رسول الله، وقد كتبته في غير هذا‏ ) اهـ.‏

-أقول : وأهل البدع من الروافض والجهمية والصوفية معروف عنهم أنَّهم يتعاونون مع الكفَّار الغازين المحتلِّين في قديم الزمان وحديثه !!
وقصَّة تعاون الروافض مع التتار ومع اليهود والنصارى معروفة مذكورة في كتب التاريخ وغيرها ,وأظهر تعاون لهم مع التتار كان في إسقاط الخلافة العباسية وإدخالهم بغداد وقتلهم لأهلها .
وانظر تعاون الجهمية والصوفية مع التتار وغيرهم في كتابه ( الفرقان بين الحق والباطل ) قال شيخ الإسلام-رحمه الله- : ( فمنتهى الجهمية المجبرة إما مشركون ظاهرًا وباطنًا، وإما منافقون يبطنون الشرك؛ ولهذا يظنون باللّه ظن السوء، وأنه لا ينصر محمدًا وأتباعه، كما قال تعالى‏:‏ ( ‏وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا‏ (‏ ‏[‏الفتح‏:‏6‏]‏
وهم يتعلقون بقوله‏:‏ ( ‏لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ‏ (‏ ‏[‏الأنبياء‏:‏32‏]‏، وبأنه ‏( ‏يَفْعَلُ مَا يَشَاء‏ ( ‏[‏آل عمران‏:‏40‏]‏، ولذلك لما ظهر المشركون التتار وأهل الكتاب كثر في عبادهم وعلمائهم من صار مع المشركين وأهل الكتاب ،وارتد عن الإسلام إما باطنًا وظاهرًا، وإما باطنًا وقال‏:‏ إنه مع الحقيقة، ومع المشيئة الإلهية ،وصاروا يحتجون لمن هو معظم للرسل عما لا يوافق على تكذيبه بأن ما يفعله من الشرك والخروج عن الشريعة وموالاة المشركين وأهل الكتاب والدخول في دينهم ومجاهدة المسلمين معهم هو بأمر الرسول، فتارة تأتيهم شياطينهم بما يخيلون لهم أنه مكتوب من نور ،وأن الرسول أمر بقتال المسلمين مع الكفار ،لكون المسلمين قد عصوا‏.‏
ولما ظهر أن مع المشركين وأهل الكتاب خفراً لهم من الرجال المسمين برجال الغيب -وأن لهم خوارق تقتضي أنهم أولياء اللّه- صار الناس من أهل العلم ثلاثة أحزاب‏ : حزب يكذبون بوجود هؤلاء ،ولكن عاينهم الناس ،وثبت ذلك عمن عاينهم، أو حدثه الثقاة بما رأوه ،وهؤلاء إذا رأوهم أو تيقنوا وجودهم خضعوا لهم‏.‏ وحزب عرفوهم ورجعوا إلى القدر، واعتقدوا أن ثم في الباطن طريقًا إلى اللّه غير طريقة الأنبياء‏.‏ وحزب ما أمكنهم أن يجعلوا أولياء اللّه خارجين عن دائرة الرسول، فقالوا‏:‏ يكون الرسول هو ممدًا للطائفتين لهؤلاء وهؤلاء، فهؤلاء معظمون للرسول، جاهلون بدينه وشرعه، والذين قبلهم يجوزون اتباع دينٍ غير دينه وطريق غير طريقه‏.‏ وكانت هذه الأقوال الثلاثة بدمشق لما فتحت عَكَّة، ثم تبين بعد ذلك أن هؤلاء من أتباع الشياطين، وأن رجال الغيب هم الجن، وأن الذين مع الكفار شياطين، وأن من وافقهم من الإنس فهو من جنسهم شيطان من شياطين الإنس أعداء الأنبياء، كما قال تعالى‏:‏ ( ‏وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا‏ (‏ ‏[‏الأنعام‏:‏112‏]‏‏.‏
وكان سبب الضلال عدم الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، وأصله قول الجهمية الذين يسوون بين المخلوقات، فلا يفرقون بين المحبوب والمسخوط ،ثم إنه بعد ذلك جرت أمور يطول وصفها‏.‏
ولما جاء قازان وقد أسلم دمشق انكشفت أمور أخرى، فظهر أن اليونسية كانوا قد ارتدوا وصاروا كفارًا مع الكفار‏ ) اهـ .
– أقول : هذه بعض مخازي أهل البدع من الروافض والصوفية وغيرهم في الأزمان الغابرة !
وفي تاريخنا الحديث تتكرر تلك المخازي منهم بأبشع صورها ؛فلا ينسى أحد تجنيد الاستعمار البريطاني للصوفية من أجل إسقاط دولة التوحيد التي أقامها الإمام المجاهد أحمد بن عرفان وإخوانه في ( بيشاور ) .
ومعروف عند الجميع تعاون مع الحكومة الشيوعية في أرض (عدن) اليمنية.
ولا يخفى على من استقرأ التاريخ الحديث ما كان من علاقة وطيدة وحميمة بين الاستعمار الفرنسي وطرق
الصوفية بأنواعها في أرض (الجزائر) وهو الذي كان يمدها بكل الوسائل المادية والمعنوية !!
فأيُّ وحدة إسلامية تقوم على كواهل مثل هؤلاء ؟!
وأيُّ نصرٍ للإسلام يتحقَّق بهم ؟!

ومن يريد نصرة الإسلام وعزَّته فليعلم هذه الحقائق ,وليبذل أقصى ما يمكن من جهدٍ لجمع المسلمين على كتاب ربهم تبارك وتعالى وسنَّة نبيِّهم صلى الله عليه وسلم على فهم سلفهم الصالح : عقيدةً ومنهجاً وعبادةً وسلوكاً …
– الوقفة السادسة :
عند قوله : " وقد شدَّد الدكتور المدخلي على أن
الصوفية ليسوا من أهل السنة والجماعة بل اتهمهم بما هو أقبح وأدهى من ذلك بقوله : " قد صحح علماء أهل السنة والجماعة كل ما فسد من دين الصوفية عقيدة وعبادة ومنهجا " .
فأقول : يتضمن كلامه هذا أمرين :
أحدهما : إنكار ما عند
الصوفية من فساد عقائدي ومنهجي وعبادي .
وهذه مكابرة عظيمة وإنكار لواقع يمتد من عهد الأئمة أحمد بن حنبل وأبي زرعة وإخوانهم في ذلك العصر إلى عهد ابن تيمية وما بعده إلى عهد الإمام محمد بن عبد الوهاب والصنعاني والشوكاني ومن بعدهم إلى يومنا هذا ذلك الواقع الذي من آثاره مؤلفات من عهد الحارث المحاسبي إلى أبي عبد الرحمن السلمي وأبي طالب المكي إلى القشيري والغزالي إلى ابن عربي وابن سبعين وابن الفارض وإلى رؤوس الرفاعية والشاذلية والنقشبندية والسهروردية والتيجانية والمرغنية إلى الشعراني ودحلان والنبهاني والحداد وغيرهم وغيرهم .
ومن آثاره هذه القبور المنتشرة في العالم الإسلامي والتي تتجاوز الآلاف تقدسها الصوفية ومن انخدع بهم ولها سدنة وصناديق نذور ولها في بعض البلدان إدارة تدير شئون هذه القبور تعادل وزارات الأوقاف وريعها الشركي يصب في كروش
الصوفية .
ولقد رأيت أنا وغيري من يطوف بهذه القبور ويسجد لها ويعتكف عندها وهم في غاية الخشوع والخضوع إلى أعمال يندى لها الجبين ويضحك منها اليهود والنصارى والهندوك .
أهذه الأعمال الشركية تُحافظ على
الصوفية وتُبقيهم في دائرة أهل السنة والجماعة يا (خادم الحديث ببلد الله الحرام)!
لا يدَّعي هذا إلاَّ من لا يعرف عقيدة أهل الحديث أو يعرفها ويحاربُها دفاعاً عن هذه الضلالات .
وأنا أسألك ما رأيك فيمن يعطل صفة علو الله على عرشه وغيرها من صفات الله عز وجل التي ألف في شأنها العلماء كتباً وحرروا مقالات وساقوا لها الأدلة الشرعية والعقلية .
ما رأيك فيمن يقول بالحلول ووحدة الوجود ؟
ما رأيك فيمن يستغيث بغير الله ويذبح له وينذر له ويطوف بالقبور ؟
ما رأيك في طائفة البريلوية التي تشكل حوالي 80% في الهند وباكستان ؟
ما رأيك في الطرق التي مرَّ ذكرها ؟
هل هذه الأصناف وأعمالها وعقائدها تجعلهم في طليعة أهل السنة أو في طليعة أهل الضلال والبدع الكبرى ومنها البدع الشركية .
– الوقفة السابعة :
عند قوله : " ولا أدري عن الدكتور المدخلي ( ومعروف عنه أنه من غلاة السلفية المبدعين المكفرين ) هل يجهل ما قاله أئمة السلفية كالإمام أحمد بن حنبل وشيخ الإسلام ابن تيمية والحافظ ابن القيم والإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مدح التصوف والصوفية وأنهم من صميم أهل السنة والجماعة أم أنه يعلم كل ذلك ولكن العناد والكبر والبغض المذموم هو الباعث لادعاءاته الباطلة وكلا الأمرين مصيبة .
الجواب :
1- عن قوله : " ومعروف عنه أنه من غلاة السلفية المبدعين المكفرين " .
أقول : المعروف عند أهل السنة السلفيين أنني أحارب الغلو في التبديع والتكفير وهذه كتبي وأشرطتي منتشرة فأثبت هذا منها ,وإلاَّ فأنت من غلاة الملبسين والمقاومين لأهل السنة الدعاة إلى توحيد الله والناهين عن الشرك والبدع والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر السائرين على طريقة الأنبياء والمصلحين في تغيير المنكرات البدعية والشركية .
والآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تكلفهم القيام بهذه الواجبات كثيرة والآيات والأحاديث التي تذم وتتوعد من يكتم الحق أو لا ينكر المنكر كثيرة ولا يتسع المقام لسردها وقد ذكرت بعضها فيما سلف وأذكرك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان "
وفي الحديث الآخر : " وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل " .
فهل سمعت بهذه الآيات والأحاديث التي أشرت إليها أو أنك تتجاهلها وتعاند ؟ والكبر هو غمط الناس ورد الحق لا الدعوة إلى الحق وإنكار المنكر ورد الباطل ,فافهم ولا أريد أن أتنازل معك إلى السب والاتهامات ولكني أذكرك لعلك تتذكر أو تخشى .
2- أما من ذكرت من الأئمة فلا تتمسح بهم .
وأنصحك أن تدرس عقائدهم ومناهجهم ومواقفهم من البدع ومن بدع الصوفية بالذات وجهادهم ضدها فإذا فعلت ذلك فسر على مناهجهم وعقائدهم ,ثم انقل عنهم وأنا واثق بأنك إن فعلت هذا وقمت به على الوجه المطلوب فستدرك أنك على خطأ جسيم في هذا النقل وهذه الدعاوى التي تصور فيها هؤلاء الأئمة المجاهدين ضد
الصوفية وقبوريتهم بأنهم من جنود الصوفية يمدحونهم ويدافعون عنهم ويعدونهم من صميم أهل السنة والجماعة أيصِّحُ نقلك عنهم بهذا التعميم في مدح الصوفية والتصوف .
أَئِذَا ذكر ابن تيمية بعض أفراد
الصوفية الذين لا يمثلون قطرة في بحرالصوفية في فترة معينة انتهت وانقضت ,قبل أن يولد بقرون تنسب إليه أنَّه يمدح الصوفية والتصوف بهذا العموم ؟!
ألاَ تعلم أنَّ الأحكام في شريعة الله إنَّما تُبنَى على الغالب لا على الأمور النادرة ؟!
بأي عقل وبأي لغة تخاطب الناس ؟ وبأي عقل وعلى أي أساس تلصق بأئمة السلفية هذه الدعاوى العريضة التي ينكرها كل من عرف هؤلاء الأئمة وعرف مناهجهم ومواقفهم من
الصوفية وهدمهم لأباطيلهم وضلالاتهم ؟.
وأتحفك بشيء من نقد الإمام ابن القيم للصوفية وهو قليل من كثير قال : في "إغاثة اللهفان " : " فصل ومن كيده : ما ألقاه إلى جهال المتصوفة من الشطح والطامات وأبرزه لهم في قالب الكشف من الخيالات فأوقعهم في أنواع الأباطيل والترهات وفتح لهم أبواب الدعاوي الهائلات وأوحى إليهم : أن وراء العلم طريقا إن سلكوه أفضى بهم إلى كشف العيان وأغناهم عن التقيد بالسنة والقرآن فحسن لهم رياضة النفوس وتهذيبها وتصفية الأخلاق والتجافي عما عليه أهل الدنيا وأهل الرياسة والفقهاء وأرباب العلوم والعمل على تفريغ القلب وخلوه من كل شيء حتى ينتقش فيه الحق بلا واسطة تعلم فلما خلا من صورة العلم الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم نقش فيه الشيطان بحسب ما هو مستعد له من أنواع الباطل وخيله للنفس حتى جعله كالمشاهد كشفا وعيانا فإذا أنكره عليهم ورثة الرسل قالوا : لكم العلم الظاهر ولنا الكشف الباطن ولكم ظاهر الشريعة وعندنا باطن الحقيقة ولكم القشور ولنا اللباب فلما تمكن هذا من قلوبهم سلخها من الكتاب والسنة والآثار كما ينسلخ الليل من النهار ثم أحالهم في سلوكهم على تلك الخيالات وأوهمهم أنها من الآيات البينات وأنها من قبل الله سبحانه إلهامات وتعريفات فلا تعرض على السنة والقرآن ولا تعامل إلا بالقبول والإذعان
فلغير الله لا له سبحانه ما يفتحه عليهم الشيطان من الخيالات والشطحات وأنواع الهذيان وكلما ازدادوا بعدا وإعراضا عن القرآن وما جاء به الرسول كان هذا الفتح على قلوبهم أعظم " (1/139ـ 140) ط . الحلبي .
وقال رحمه الله في (1/249) : ( قال أبو بكر الطرطوشي : وهذه الطائفة (11) مخالفة لجماعة المسلمين لأنهم جعلوا الغناء دينا وطاعة ورأت إعلانه في المساجد والجوامع وسائر البقاع الشريفة والمشاهد الكريمة وليس في الأمة من رأى هذا الرأي .
– قلت : ومن أعظم المنكرات : تمكينهم من إقامة هذا الشعار الملعون هو وأهله في المسجد الأقصى عشية عرفة ويقيمونه أيضا في مسجد الخيف أيام منى وقد أخرجناهم منه بالضرب والنفي مرارا ورأيتهم يقيمونه بالمسجد الحرام نفسه والناس في الطواف فاستدعيت حزب الله وفرقنا شملهم ورأيتهم يقيمونه بعرفات والناس في الدعاء والتضرع والابتهال والضجيج إلى الله وهم في هذا السماع الملعون باليراع والدف والغناء .
فإقرار هذه الطائفة على ذلك فسق يقدح في عدالة من أقرهم ومنصبه الديني
وما أحسن ما قال بعض العلماء وقد شاهد هذا وأفعالهم :

ألا قل لهم قول عبد نصوح *** وحق النصيحة أن تستمع
متى علم الناس في ديننا *** بأن الغناء سنة تتبع
وأن يأكل المرء أكل الحمار *** ويرقص في الجمع حتى يقع
وقالوا : سكرنا بحب الإله *** وما أسكر القوم إلا القصع
كذاك البهائم إن أشبعت *** يرقصها ريها والشبع
ويسكره الناى ثم الغنا *** ويس لو تليت ما انصدع
فيا للعقول ويا للنهى *** ألا منكر منكم للبدع
تهان مساجدنا بالسماع *** وتكرم عن مثل ذاك البيع.اهـ

– قلتُ : فمن النصح للمسلمين أن تبين هذه الأدواء المهلكة حتى يحذروها ويسلموا من غوائلها ، فإن حماية الناس من الأمراض الفتاكة بالعقول والأديان أوجب من حمايتهم من الأمراض التي تفتك بالأبدان .
– الوقفة الثامنة :
– عند قوله : " إن من المتفق عليه بين أهل التصوف والسنة سلفاً وخلفا
شرقا وغربا في كل عصر ومكان أن الصوفي والسالك يجب عليه قبل أي أمر أن يصلح عقيدته حتى تكون موافقة لعقائد أهل السنة والجماعة وكتبهم ومقالاتهم مشحونة بهذا المعنى " .
– الجواب : هذه دعوى لا تستطيع إثباتها عمليا .أما أن زعماء
الصوفية يضحكون على جهالهم بمثل هذا الكلام فهذا موجود وأما الحقيقة والواقع فإن عقائد الصوفية فمن أبعد العقائد عن عقائد أهل السنة والجماعة وهات كتب عقائدهم في مشارق الأرض ومغاربها من عهد القشيري والغزالي إلى عهد شيوخ البريلوية والديوبندية والتجانية والمرغنية إلى يومنا هذا ,هات كتبهم لنقارنها بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومؤلفات أهل السنة الموجودة في كتب العقائد كالسنة لعبد الله بن أحمد وأصول السنة لأحمد ولابن أبي حاتم والسنة للخلال والشريعة للآجري والإبانتين لابن بطة وشرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي وكتب ابن تيمية وهي كثيرة وكتب ابن القيم وكتب أئمة الدعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب ومن سار على نهجه فإن وافقتها في توحيد الأسماء والصفات وتوحيد العبادة وتوحيد الربوبية وفي الدعوة إلى التمسك بالكتاب والسنة سلمنا لك أنهم من أهل السنة والجماعة ثم نهضنا جميعاً إلى دعوة الطوائف الصوفية إلى التمسك بما حوته هذه الكتب من عقائد ,ودعوناهم إلى تطهير عقولهم وقلوبهم من العقائد الفاسدة المخالفة لما في هذه الكتب وبذلك يسهل علينا وعليهم تحقيق وحدة الصَّف .
وإن عجزتَ عن ذلك ولابد أن تعجز فلن تجد مؤلفات وعقائد ومناهج
الصوفية موافقة لمؤلفات وعقائد ومناهج أهل السنة والجماعة وحينئذ فما عليك إلا أن تتوب إلى الله من هذه الدعاوى الباطلة وأن تنصح للمسلمين على طريقة الأنبياء والمصلحين بوجوب تصحيح عقائدهم ومناهجهم وعباداتهم وذلك لا يتم إلا بالاعتصام الجادِّ بالكتاب والسنة لا بالدعاوى الفارغة التي يدَّعيها حتى القاديانية والرافضة ولن تُغني عنهم شيئاً لا في الدنيا ولا في الآخرة ولا ينفعهم التلبيس ولا أقوال الملبسين بأنهم من صميم أهل السنة والجماعة .

وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمد
وعلى آله وصحبه
وسلَّم

وكتب :
ربيع بن هادي عمير المدخلي
– كان الله له –
مكة : 14/5/1426 هـ


بتصريف يسير




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

كتاب الطرق الصوفية بقلم البشير الإبراهيمي ((مصوّراً لأوّل مرة))

تعليمية تعليمية

عنوان الكتاب :

الطــــــــــــرق الــــــــصوفـــــية
مقتطفات من تصدير نشرة جمعية علماء المسلمين الجزائريين

بقلم :

درّة علماء الجزائر الشيخ محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله تعالى

الطبعة : الأولى

الدار : مكتبة الغرباء الأثرية – الجزائر-
تعليمية

التحميل :

صفحة الكتاب على الأرشيف

الواجهة ملونة

رابط مباشر للكتاب

تعليمية تعليمية




بارك الله فيك وسدد خطاك وجعلك من اهل الجنة

كتب قيمة وثمينة جدا

جاري التحميل ونترقب دوما مثل هذه الاصدارات الهامة

اختك وزميلتك هناء




اللَّهم آمين ، و إياكـِ أخيتي
أبشري أختي ، إن شاء الله كلما توفر الجديد نضعه في المنتدى.
وفقكِـ الله و رعاكـِ




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[مقال] الصوفية وموقف الإمام مالك من السماع عند الصوفية

تعليمية تعليمية
[مقال] الصوفية وموقف الإمام مالك من السماع عند الصوفية


اختلف في اسم الصوفية ما أصله والى أيّ شيء ينسب ؟ و أرجح الأقوال : أنه نسبة الى لبس الصوف ،لأنه كان الغالب على من ينتسب إلى الصوفية في بادئ الأمر ، وكان ذلك في أوائل القرن الثاني الهجري ، وكان من يسلك طريق الزهد والتقشف ولبس الصوف ينعت بذلك .

قال شيخ الإسلام : وقيل –وهو المعروف-أنه نسبة إلى لبس الصوف ،فإنه أول ما ظهرت الصوفية من البصرة وكان في البصرة من المبالغة في الزهد والعبادة والخوف ونحو ذلك.
وهؤلاء نسبوا إلى اللبسة الظاهرة وهي لباس الصوف فقيل في أحدهم :صوفي وليس طريقهم مقيدا بلباس الصوف ،ولا هم أوجبوا ذلك ولا علقوا الأمر به ، لكن أضيفوا إليه لكونه ظاهر الحال(1) .

وكانت الصوفية في أول ظهورها تعني الزهد والعبادة ، لكن لما ظهرت البدع وادعى أصحابها الزهد وادعى أصحابها الزهد والعبادة تسمى هؤلاء بالصوفية انفراداً عن أهل البدع وإنما داخلتها المفاسد وتطرقت اليها البدع من جهة قوم تأخرت أزمانهم عن عهد ذلك السلف الصالح ، وادعوا الدخول فيها من غير سلوك شرعي ولا فهم لمقاصد أهلها ، وتقوّلوا عليهم ما لم يقولوا به حتى صارت في هذا الزمان الأخير كأنها شريعة أخرى غير ما أتى به محمد صلى الله عليه وسلم و أعظم من ذلك أنهم يتساهلون في إتباع السُّنة ، ويرون اختراع العبادات طريقاً للتعبد صحيحاً (2) .

ومن تلك الاختراعات المحدثة المبتدعة وما يسمونه بالسماع ، وهو الإستماع إلى الغناء والرقص والوجد ، واعتقاد جِلِّ ذلك و أنه من الدين ، لأنه يحيي القلوب.
قال أبو العباس القرطبي : فأما الصوفية فمتقد موهم كانوا يطلقون السماع على فهم يقع لأحدهم بغتة ، يكون عنده وجد وغيبة ، سواء كان ذلك في نظم أو نثر أو غيرهما(3)،وأما عند الملقبين اليوم بالصوفية في هذه الديار ، فهو عبارة عن مجموع أمور جديرة بالإنكار ، وذلك أنهم يستدعون المعروفين بصنعة الغناء – وإن كانوا مشتهرين بالمفاسد والفحشاء – ومعهم الآت اللهو والمعروفة عند أهل البطالة والمجون واللغو ؛ كالمزامير والشبابات والصلاصل والطارات ، حتى إذا غصّت المجالس بسكانها وأحضرت الأطعمة والحلاوات بألوانها ، فأكلوا ملء بطونهم حتى لا يجدوا مساغاً لنفسهم ولا لمغنيهم ،قد شغلتهم استلذاذ تلك المآكل والنهم الذي هو أشغل شاغل عن اتقاء الحرام وخبث المواكل ، فاندفع المغنون بتلكك الأصوات و النغمات ، وحركوا على مطابقته تلك المزامير والآلات ، فحينئذ يذهب الحياء والوقار ، ويختلف الشيوخ بالصغار ، ويقوم الحاضرون على قدم ، ويطربون طرب من شرب بنت الكرم ، مع بنات الكرم ، فمنهم المشمر الأكمام ، والمتحرك بالأردان ، والراقص برقص المجان ، ومنهم من يكون له زعيق وزئير و ﴿إن انكر الأصوات لصوت الحمير﴾[لقمان19].
لاسيما إن كان هناك شاهد ،فكلهم له ساجد ،وعليه متواجد ،لحظ النفس الشهوانية واجد ولتقوى الله والحياء منه فاقد، فيا للإسلام لهذا الداء العقام ،كيف يرتاب أحد من عقلاء الأنام في أن مجموع هذا السماع حرام ، وأن حضوره من الذنوب العظام ، وان هؤلاء على القطع والبت ،كما قال الله تعالى﴿سمَّاعُون للكذب أكَّالون للسُّحت ﴾[المائدة42].لكن من غلبت عليه الهواء ركب عمياء ، وخبط خبط عشواء ، ومن منع الأسماع والأبصار واستوى في حقه الليل والنهار . (4).
قال عبد الله بن يوسف(5) : " كنا عند مالك بن أنس فقال له رجل من أهل نصيبين (6)
يا أبا عبد الله ، عندنا قوم يقال لهم الصوفية يأكلون كثيراً ،فإذا أكلوا أخذوا في القصائد ثم يقومون فيرقصون ، فقال مالك : هم مجانين ؟ فقال له :لا،قال هم صبيان؟ قال:لا هم مشايخ عقلاء ، قال مالك : ما سمعنا أن أحدا من أهل الإسلام يفعل هكذا ،قال الرجل :بل يأكلون ثم يقومون فيرقصون ،يلطم بعضهم رأسه وبعضهم وجهه ،فضحك مالك وقام إلى منزله ،فقال أصحاب مالك للرجل :يا هذا أدخلت والله مشقة على صاحبنا ، لقد جالسناه نيفاً وثلاثين سنة فما رأيناه يضحك إلا هذا اليوم (7) .
ـــــــــــــــــــــــ
(1) – (الفتاوى 6/11-16).
(2) – (الإعتصام للشاطبي 89/1-90).
(3) -(الرسالة القشيرية (ص153)، وإحياء علوم الدين (268/2-306)).
(4) -كشف القناع عن حكم الوجد والسماع (44-45).
(5) -عبد الله بن يوسف التنيسي ،أبو محمد الكلاعي ، أصبه من دمشق ، ثقة متقن ، من أثبت الناس قي الموطأ،مات سنة 218هـ.التقريب (ص330) .
(6) – هي مدينة عامرة من بلاد الجزيرة على جادة القوافل بين الشام والموصل وهي أيضا قرية من نواحي حلب ، وهي أيضاً مدينة على شاطئ الفرات.معجم البلدان لياقوت الحموي ( 5/288-289 )والروض المعطار للحميري (ص577).
(7) – القاضي عياض في ترتيب المدارك (54/2)، والزواوي في مناقب مالك (ص.157) .
ــــــــ
يتبع إن شاء الله
نقلته لكم من كتاب منهج الإمام مالك رحمه الله تعالى في إثبات العقيدة
وهذا الكتاب من اعداد سُعود بن عبد العزيز الدّعجَان
تحت اشراف
فضيلة الشيخ حماد بن محمد الأنصاري
فضيلة الشيخ الدكتور علي بن عبد الرحمن الحذيفي
فضيلة الشيخ الدكتور عبد الكريم بن مُرار الأثري
ابو عبد الرحمان رشيد البركاني

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

تصويب قذائف المدفعية إلى عقائد الصوفية

تعليمية تعليمية

تصويب قذائف المدفعية إلى عقائد الصوفية

الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله فهذه سلسلة "تصويب قذائف المدفعية إلى عقائد الصوفية " إنطلقت فيها في الثلث الاخير من الليل بعد إستخارة الله عز و جل وبمساعدة زوجتي بارك الله فيها و في علمها و هذه السلسلة عبارة عن إختصار و ترتيب و تقريب أهم الردود و الفوائد على هذه الفرقة فالفضل فيها بعد الله جل و علا يرجع إلى اصحابها فأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يغفر لي ما تقدم وما تأخر من ذنبي وأن يجعل هذا العمل عملا متقبلا مبرورا تنشرح له الصدور وتحبه القلوب ولا تمل من قراءته العيون والعقول.

أموت ويبقى ما كتبته … فيا ليت من قرا دعاليا
عسى الإله أن يعفو عني … ويغفر لي سوء فعاليا

أبو جهاد الجزائري

أهم الشخصيات الصوفية :

الذين دعوا إلى عقيدة الحلول والاتحاد:

1. البسطامي (261هـ):

أبو يزيد طيفور بن عيسى البسطامي كان جده مجوسيا فاسلم هو أول من استخدم لفظ الفناء بمعناه الصوفي الذي يقصد منه الاتحاد بذات الله

2. الحلاج (309هـ):

هو الحسين بن منصور الحلاج صوفي فيلسوف تبرأ منه سائر الصوفية والعلماء لسوء سيرته يدعي حلول الإله فيه أي الله سبحانه وتعالى عما يقول استمر في نشر فكره الحلولي حتى استفحل أمره فألقي القبض عليه لتتم مناظرته ومناقشته بحضره القضاة وبعد أن تيقن السلطان (المقتدر) أمره أمر بقتله.

3. الغزالي (450 ـ 505هـ):

أبو حامد محمد بن احمد الطوسي الملقب بحجة الاسلام ولد بطوس من إقليم خرسان نشأ في بيئة كثرت فيها الآراء والمذاهب مثل علم الكلام والفلسفة والباطنية والتصوف أورثه ذلك حيرة وشكا ألف عددا من الكتب أهمها تهافت الفلاسفة والمنقذ من الضلال وأهمها على الإطلاق إحياء علوم الدين يعد الغزالي رئيس مدرسة الكشف في المعرفة في آخر حياته اقبل على حديث الرسول في هذه المرحلة ألف كتابه "إلجام العوام عن علم الكلام" الذي ذم فيه علم الكلام وطريقته وانتصر لمذهب السلف, ويقال انه رجع عن القول بالكشف وإدراك خصائص النبوة.

4. ابن الفارض (566 ـ 632):

هو أبو حفص عمر بن علي الحموي الأصل المصري المولد لقب بشرف الدين من الغلاة الموغلين في وحدة الوجود يزعم انه منذ القدم كان الله ثم تلبس بصورة النفس نص شيخ الاسلام ابن تيمية على أنه من أهل الإلحاد القائلين بالحلول الاتحاد ووحدة الوجود..

5. ابن عربي (560 ـ 638هـ):

هو أبو بكر محيي الدين محمد بن علي بن عربي الحاتمي الطائي الأندلسي الملقب بالشيخ الأكبر عند الصوفية رئيس مدرسة وحدة الوجود يعتبر نفسه خاتم الأولياء استقر في دمشق حيث مات ودفن وله فيها قبر يزار طرح نظرية الإنسان الكامل التي تقوم على أن الإنسان وحده من بين المخلوقات يمكن أن تتجلى فيه جميع الصفات الإلهية إذا تيسر له الاستغراق في وحدانية الله واتفق علماء الاسلام شرقا وغربا على ذمه

6. ابن سبعين (614 ـ 669هـ):

هو قطب الدين أبو محمد عبد الحق بن إبراهيم بن محمد بن سبعين الاشبيلي المرسي احد الفلاسفة المتصوفة القائلين بوحدة الوجود التي يرى أنها تعني أن وجود الحق هو الثابت بدءا وانه مادة كل شيء والخلق منبثق منه فائض عنه يقول ابن تيمية: إن ابن سبعين وان قال بان الوجود واحد فهو يقول بالاتحاد والحلول من هذا الوجه لان معنى كلامه أن الحق محل للخلق. يرى ابن سبعين أن الله هو الوجود كله ولا شيء معه إلا علمه والكائنات هي عين علمه. يقول ابن تيمية "هذا من أبطل الباطل وأعظم الكفر والضلال".

7. العفيف التلسماني (610 ـ 690هـ):

هو سليمان بن علي الكومي التلمساني يلقب بعفيف الدين يقول عنه الذهبي انه احد زنادقة الصوفية يقول ابن كثير "وقد نسب هذا الرجل إلى عظائم في الأقوال والاعتقاد في الحلول والاتحاد والزندقة والكفر المحض " ومن أقواله الشنيعة التي توضح كفره: القرآن ليس فيه توحيد بل القرآن كله شرك ومن اتبع القرآن لم يصل إلى التوحيد من فكره الفاسد ما حكاه شيخ الاسلام من أن الشيرازي قال لشيخه التلمساني وقد مر بكلب أجرب ميت فقال: هذا أيضا من ذات الله؟! فقال: وهل ثم خارج عنه!؟ قال ابن تيمية: هذا من أعظم الكفر. يعد من رواد وحدة الوجود الكبار ومن المصنفين المكثرين في تقرير هذه العقيدة الفاسدة ونشرها.

8. النابلسي (1050 ـ 1143هـ):

هو عبد الغني بن إسماعيل الدمشقي النابلسي الحنفي النقشبندي القادري آمن بالطريقة النقشبندية الذين يؤمنون بعقيدة الفناء ووحدة الوجود.


منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

عبدالقادر الجيلاني بين أهل السنة والصوفية

تعليمية تعليمية
عبدالقادر الجيلاني بين أهل السنة والصوفية

عبدالقادر الجيلاني بين أهل السنة والصوفية

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، أما بعد:

فاطلالة على سيرة الشيخ عبدالقادر من مظانها السنية ، كطبقات الحنابلة وكتب شيخ الإسلام .. لا من يفتري عليه كأصحاب الجبات الصوفية والقائمين على المزارات الشركية قاتلهم الله ..

من هو الشيخ عبدالقادر الجيلاني؟!

الشيخ الزاهد عبدالقادر الجيلاني .. أحد علمـاء الحنابلة .. لهُ كــتاب "الغنية" في مذهب أحمد ..

هذا الشيخ المظلوم .. وقد ظلمه أصحــــاب التصوف والقبوريون فكذبوا عليه .. حتى وصل ببعضهم أن يستغيثون به من دون الله .. وسنرى .. أن هؤلاء المشركون هم أنفسهم يخالفون الشيخ عبدالقادر من الكتب التي عندهم وينسبونها للشيخ ..

تنبيه: أن التصوف عند السلف بمعنى الزهد، أما اليوم فهي الابتداع بالدين واختراع طرق واتباع بدع وتشريع ما لم يشرع الله .. أنظر –بعد قليل – كيف يقرر الشيخ عبدالقادر عقيدة السلف وأنظر للقادرية ومن ينتسبون لعبدالقادر كيف يشركون بالله ويخالفون أمر الله الذي قرره وأكد عليه الشيخ في كتبه؟!!
أنظر كيف يطوفون بقبره ويصيرونه نداً لله.. قاتل الله أصحاب الجبايات الذين يضلون الناس ليكسبوا من هذه المزارات الدراهم الكثيرة..

سئل الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي :
هل كان عبد القادر الجيلاني على عقيدة أهل السنة والجماعة وأن تلاميذه عظموه بعد وفاته؛ لأنني قرأت هذا في بعض الكتب؟

فأجـاب :
نعم عبد القادر الجيلاني من الصالحين، ومن الحنابلة ولكن الناس عكفوا على قبره، وغلوا فيه ودعوه من دون الله، وهو لا يرضى بذلك، وهو من العلماء الأفاضل – من علماء الحنابلة وذكره شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – وله كتاب الغنية، ومن ذلك ما ذكر شيخ الإسلام عنه قصة:
وهو أن الشياطين تستولي على بعض الناس، وتغريهم بالشرك، وتتسلط على المشركين، ومن ذلك أن بعض الشياطين تدخل في القبور، وتخاطب من يدعوها من دون الله، ويسمع منها الصوت مثل العزى، كان يسمع منها الصوت، فيظن المشرك إذا دعاه، وقد يقضي له حاجته، فيظن أن الميت هو الذي دعاه، وقد ينشق القبر، ثم يخرج الشيطان في صورة الميت، ويسلم عليه، ويقول: أنا أقضي لك حوائجك حتى يغريه بالشرك، ويشجعه على الشرك، هكذا ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – يأتي ويقول: ذكر عني أنه رآني شخص بصورتي في البلد الفلاني، وأنا في البلد الفلاني، هذا شيطان تشبه به.

ومن ذلك ما يحصل من الشياطين ما حصل لعبد القادر الجيلاني قال: رأيت عرشًا بين السماء والأرض، فناداني صوت قال: يا عبد القادر أنا ربك قد أسقطت عنك الفرائض، وأبحت لك المحارم كلها، أسقطت عنك جميع الواجبات، قال: فقلت له: اخسأ يا عدو الله، فتمزق ذلك العرش، وذلك النور، وقال: نجوت مني بحلمك وعلمك يا عبد القادر وقد فتنت بهذه الفعلة سبعين صديقا أو كما قال. قيل له: كيف عرفت يا عبد القادر أنه شيطان. قال: عرفت بقوله: أسقطت عنك الواجبات، وأبحت لك المحرمات، وعرفت أن الواجبات لا تسقط عن أحد إلا من فقد عقله، وقال: إنه لم يستطع أن يقول: أنا الله، بل قال: أنا ربك.

فهذه من القصص التي ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – عن عبد القادر الجيلاني – رأى عرشًا بين السماء والأرض ويخاطبه. فالشياطين لهم شيطنة يتسلطون على بعض الناس، وعباد القبور وغيرهم، يشجعونهم على الشرك، ويؤذونهم، حتى إذا ترك الشرك يؤذيه الشيطان حتى يفعل الشرك إذا تأخر عن الشرك آذاه ولو ما يذبح لغير الله آذاه، وتسلط عليه، قال الله تعالى: فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ حتى إن بعضهم – بعض عباد القبور – يزحف أو يأتي كأنه ساجد حتى يصل إلى القبر، يقول، ولا يستطيع يمشي وهو مستقيم، لو يمشي وهو مستقيم سقط خبطه الشيطان، حتى يمشي وهو راكع، أو يزحف على ركبتيه، وإذا غير هذه الحالة ما استطاع.

وهذا مشاهد وواقع في قصص كثيرة من هذا، وأنا ذكر لي بعض المصريين الحجاج يقول: إنه يذبح للسيد البدوي وبعضهم يقول: يذبح في العام مرة، ويقول: علي ذبيحة لأهل الله، هذا ولي لأهل الله، علي ذبيحة لأهل الله، ويقول: إني أردت مرة أن أترك الذبح، أو تأخرت عن الذبح، فجاءني في الليل جمل فتح فاه، يريد أن يأكلني فما تخلصت حتى ذبحت – حتى ذبح للبدوي – فهذا من تلاعب الشياطين، والشياطين تتسلط عليهم كما قال الله: إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية :

((قُلْت : وَلِهَذَا يَقُولُ الشَّيْخُ عَبْدُ الْقَادِرِ – قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ –
كَثِيرٌ مِنْ الرِّجَالِ إذَا وَصَلُوا إلَى الْقَضَاءِ وَالْقَدَرِ أَمْسَكُوا وَأَنَا انْفَتَحَتْ لِي فِيهِ رَوْزَنَةٌ فَنَازَعْتُ أَقْدَارَ الْحَقِّ بِالْحَقِّ لِلْحَقِّ وَالرَّجُلُ مَنْ يَكُونُ مُنَازِعًا لِقَدَرِ لَا مُوَافِقًا لَهُ وَهُوَ – رضي الله عنه – كَانَ يُعَظِّمُ الْأَمْرَ وَالنَّهْيَ وَيُوصِي بِاتِّبَاعِ ذَلِكَ وَيَنْهَى عَنْ الِاحْتِجَاجِ بِالْقَدَرِ )) ( 8/303)

وقال:

(( وَأَمَّا أَئِمَّةُ الصُّوفِيَّةِ وَالْمَشَايِخُ الْمَشْهُورُونَ مِنْ الْقُدَمَاءِ :
مِثْلُ الجنيد بْنِ مُحَمَّدٍ وَأَتْبَاعِهِ وَمِثْلُ الشَّيْخِ عَبْدِ الْقَادِرِ وَأَمْثَالِهِ فَهَؤُلَاءِ مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ لُزُومًا لِلْأَمْرِ وَالنَّهْيِ وَتَوْصِيَةً بِاتِّبَاعِ ذَلِكَ وَتَحْذِيرًا مِنْ الْمَشْيِ مَعَ الْقَدَرِ كَمَا مَشَى أَصْحَابُهُمْ أُولَئِكَ وَهَذَا هُوَ " الْفَرْقُ الثَّانِي " الَّذِي تَكَلَّمَ فِيهِ الجنيد مَعَ أَصْحَابِهِ . وَالشَّيْخُ عَبْدُ الْقَادِرِ كَلَامُهُ كُلُّهُ يَدُورُ عَلَى اتِّبَاعِ الْمَأْمُورِ , وَتَرْكِ الْمَحْظُورِ وَالصَّبْرِ عَلَى الْمَقْدُورِ وَلَا يُثْبِتُ طَرِيقًا تُخَالِفُ ذَلِكَ أَصْلًا لَا هُوَ وَلَا عَامَّةُ الْمَشَايِخِ الْمَقْبُولِينَ عِنْدَ الْمُسْلِمِينَ وَيُحَذِّرُ عَنْ مُلَاحَظَةِ الْقَدَرِ الْمَحْضِ بِدُونِ اتِّبَاعِ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ )) ( 8/366)

وهنا أنظر الصوفيين مع هذا الشيخ الجليل وكيف يصيرونه وثناً يعبدونهُ من دون الله بالطواف على قبره والصلاة إليه والذبح وتقديم القرابين والاستغاثة به وغير ذلك .. ثم نتبع بكلامه الذي يفضح ادعاءات الصوفية ويبين كذب اتباعهم لهُ.

يقول الشيخ عبدالرحمن بن حسن في كشفه (كشف ما ألقاهُ إبليس من البهرج والتلبيس) ص261-264:

"وكذلك ما كان يفعلهُ أهل العراق ، والمغرب، والسواحل، من البناء على قبر عبدالقادر الجيلاني ، وبناء المشاهد لعبادة عبدالقادر ، كالمشهد الذي في أقصى المغرب ، وينادونه من مسافة أشهر ؛ بل سنة لتفريج كرباتهم ، وإغاثة لهفاتهم ، ويعتقدون أنهُ من تلك المسافة يسمع داعية ، ويجيب مناديه.
يقول قائلهم:إنه يسمع ومع سماعه ينفع .
وهو لما كان حياً يسمع ويبصر ، لم يعتقد أحد فيه أنه يسمع من ناداهُ من وراء جدار ، ثم بعد موته صار منهم ما صار ، وهل هذا إلا لاعتقادهم أنهُ يعلم الغيب ، ويقدر على ما لا يقدر عليه إلا الله؟

فلو جاز في حق عبدالقادر لجاز في حق من هو أفضل منهُ بأضعاف ، من الخلفاء الراشدين ، والسابقين الأولين ، والأئمة المهتدين ، أن يدعى من تلك المسافة ، ويستجيب ، لكن الله تعالى صان أولياءهُ ، وخيــار أهل الإيمان أن يفعل معه مثل هذا ، فأين اعتقاد من اعتقد في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الإلهية ، فخدَّ لهم الأخاديد ، وألقى فيها من الحطب ، وأضرم فيها النار فقذفهم فيها.

قال ابن عباس: "إنهم يقتلون بالسيف" ، وفِعْلُهُ أمير المؤمنين لشدةِ غيرته على التوحيد ، وشدةِ إنكاره للشرك والتنديد.
وهذا الذي يفعلهُ هؤلاء مع من ذكرنا إنما هو من تألهِ القلوب بهم ، وشدة اعتقادهم فيهم ، وصرف خصائص الربوبية والإلهية لهم.

وعبدالقادر –رحمه الله- لاشك أنه لهُ فضل ودين ، وهو حنبلي المذهب ، وأكثر أصحاب الإمام أحمد أفضل منه في العلم ، وكذلك الإمام أحمد ، ومن في طبقته من أئمة المحدثين والفقهاء أفضل من عبدالقادر بالاتفاق ، فلو جازت هذه الأمور في حق عبدالقادر لجاز أن تفعل في حق أحد من هؤلاء ، بل وفي حق من هو أفضل من الكل كأعيان التابعين ومن قبلهم من الصحابة كالخلفاء الراشدين.

وعبدالقادر من سائر أهل مذهبه ، وله كتـاب "الغنية" في مذهب أحمد ، ولهُ زهد وعبادة ، وليس أفضل من الفضيل بن عياض ، وبشر بن الحافي والجنيد ، بل أهل العلم يعلمون أن هؤلاء أفضل منه ، فهو فاضل بالنسبة لمن دونه ، مفضول بالنسبة إلى من ذكرنا من الأئمة قبله ، وإن كان يُذْكَرُ لَهُ كرامات الله أعلم بصحة ذلك ، وما آفة الأخبــار إلا رواتها ، فإن صح منها شيء فكرامات الصحابة أعظم ، كما وقع لعمر وعلي وغيرهما ، فلم يعبدوا لأجل ما وقع لهم من كرامات.

والكرامة فعل الله تعالى ، وليست فعلاً لمن وقعت لهُ ، ومن أحسنِ مناقبِ عبدالقادر أن إبليس تراءى لهُ في غمامة فقال: أنا ربك وقد أبحت لك المحارم،فقال لهُ: اخسأ أنت إبليس ، إن الله لا يأمر بالفحشــاء ، أو قال: {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن} فرحم الله عبدالقادر ، فلقد كان لا يرضى بما قد كانوا يفعلونهُ معه ، ولا بمثل قطرة منه.

وأعظم المحارم التي ينكرها ما كان يُفعلُ اليوم وقبلهُ عند ضريح من الشرك الذي لا يغفره الله ، فإنه أعظم ذنب عصى الله به ، لا يرتاب في هذا مؤمن.

وهذا الذي ذكرناهُ على سبيل التمثيل ، وإلا فبناء المساجد ، والمشاهد على القبور وعبادتها ، قد عمت به البلوى في كثير ، وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من فعل ذلك ، كما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر ما فعلوا)) ، وقال لأمِ سلمةَ لما ذكرت لهُ كنيسة بأرضِ الحبشة ، وما فيها من الصور قال: ((أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح أو العبد الصالح بنوا على قبره مسجداً ، وصوروا فيه تلك الصور ، أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة)) .

فما أعظم ما وقع من الشرك في كثير من هذه الأمة ، فقد ربا على شرك أهل الجاهلية ، فإن أولئك أقروا بتوحيد الربوبية وجحدوا توحيد الإلهية ، وهؤلاء صرفوا خصائص الربوبية والإلهية لغير الله ، فالله المستعان. "اهـ

قال الشيخ عبدالقادر الجيلاني في كتابه الفتح الرباني:
" يـــــا من يشكو الخلق مصائبه ، ايش ينفعك شكواك إلى الخلق؟!!
لا ينفعونك ولا يضرونك وإذا اعتمدت عليهم اشركت في باب الحق عزّ وجلّ يبعدونك ، وفي سخطهِ يوقعونك! ..
ويلك أما تستحيي أن تطلب من غير الله وهو أقرب إليك من غيره".

ويقول:
"لا تدعو مع الله أحداً كما قال {فلا تدعو مع الله أحداً} "

وقال لولده عند مرضِ موته:
" لا تخف أحداً ولا ترجه ، وأوكل الحوائج كلها إلى الله ، واطلبها منه ، ولا تثق بأحدٍ سوى الله عز وجل ، ولا تعتمد إلا عليه سبحانه ، التوحيد ، وجماع الكل التوحيد"

من كتــاب الفتح الرباني والفيض الرحماني ص117-118،159،373 نقلاً عن موسوعة أهل السنة للشيخ أبو عبيدة عبدالرحمن محمد سعيد

قول الشيخ الإمام العارف قدوة العارفين الشيخ عبد القادر الجيلاني قدس الله روحه

قال في كتابه تحفة المتقين وسبيل العارفين في باب اختلاف المذاهب في صفات الله عز وجل وفي ذكر اختلاف الناس في الوقف عند قوله {وما يعلم تأويله إلا الله} قال إسحاق في العلم إلى أن قال: والله تعالى بذاته على العرش علمه محيط بكل مكان والوقف عند أهل الحق على قوله إلا الله وقد روى ذلك عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا الوقف حسن لمن اعتقد أن الله بذاته على العرش ويعلم ما في السموات والأرض إلى أن قال ووقف جماعة من منكري استواء الرب عز وجل على قوله: {الرحمن على العرش استوى} وابتدأوا بقوله استوى له ما في السموات وما في الأرض يريدون بذلك نفي الاستواء الذي وصف به نفسه وهذا خطأ منهم لأن الله تعالى استوى على العرش بذاته وقال في كتابه الغنية أما معرفة الصانع بالآيات والدلالات على وجه الاختصار فهو أن تعرف وتتيقن أن الله واحد أحد إلى أن قال وهو بجهة العلو مستو على العرش محتو على الملك محيط علمه بالأشياء إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون ولا يجوز وصفه بأنه في كل مكان بل يقال أنه في السماء على العرش استوى قال الله تعالى الرحمن على العرش استوى وساق آيات وأحاديث ثم قال وينبغي إطلاق صفة الاستواء من غير تأويل وأنه استواء الذات على العرش ثم قال وكونه على العرش مذكور في كل كتاب أنزل على كل نبي أرسل بلا كيف . هذا نص كلامه في الغنية
من كتاب اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم 1/175

قال الناظم رحمه الله تعالى
فصل:

هذا وخامس عشرها الإجماع من ** رسل الإله الواحد المنان
فالمرسلون جميعهم مع كتبهم ** قد صرحوا بالفوق للرحمن
وحكى لنا إجماعهم شيخ الورى ** والدين عبد القادر الجيلاني
شرح قصيدة ابن القيم 1/432-433

وأبو الوليد المالكي أيضا حكى ** إجماعهم واني ابن رشد الثاني
وكذا أبو العباس أيضا قد حكى ** إجماعهم علم الهدى الحراني
وله إ طلاع لم يكن من قبله ** لسواه من متكلم بلسان

قال الشيخ الإمام شيخ الإسلام سيد الوعاظ أبو محمد عبد القادر ابن الجيلي في كتاب الغنية له :
أما معرفة الصانع بالآيات والإختصار فهو أن يعرف ويتيقن أن الله واحد أحد إلى أن قال وهو بجهة العلو مستو على العرش يحنو على الملك محيط علمه بالأشياء إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون ولا يجوز وصفه بأنه في كل مكان بل يقال إنه في السماء على العرش كما قال {الرحمن على العرش استوى } وذكر آيات وأحاديث إلى أن قال وينبغي إطلاق صفة الإستواء من غير تأويل وإنه إستواء الذات على العرش قال وكونه على العرش مذكور في كل كتاب أنزل على كل نبي أرسل بلا كيف وذكر كلاما طويلا

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : (( فأمر الشيخ عبد القادر ( الجيلاني ) وشيخه حماد الدباسي وغيرهما من المشايخ أهل الاستقامة رضي الله عنهم : بأنه لا يريد السالك مراداً قط ، وأنه لا يريد مع إرادة الله عز وجل سواها ، بل يجري فعله فيه ، فيكون هو مراد الحق )) .

ثم قال : (( فأما المستقيمون من السالكين كجمهور مشائخ السلف : مثل الفضيل بن عياض ، وإبراهيم بن أدهم ، وأبي سليمان الداراني ، ومعروف الكرخي ، والسري السقطي ، والجنيد بن محمد ، وغيرهم من المتقدمين ومثل الشيخ عبد القادر ، والشيخ حماد ، والشيخ أبي البيان وغيرهم من المتأخرين ، فهم لا يسوغون للسالك ولو طار في الهوى أو مشى على الماء أن يخرج عن الأمر والنهي الشرعيين بل عليه أن يفعل المأمور ، ويدع المحظور إلى أن يموت ، وهذا هو الحق الذي دل عليه الكتاب والسنة وإجماع السلف ، وهذا كثير في كلامهم .

وقال شيخ الإسلام أيضاً : (( والثابت الصحيح عن أكابر المشايخ يوافق ما كان عليه السلف ، وهذا هو الذي كان يجب أن يذكر .

فإن في الصحيح الصريح المحفوظ عن أكابر المشايخ مثل بن عياض ، وأبي سليمان الداراني، ويوسف بن أسباط ، وحذيفة المرعشى ، ومعروف الكرخي ، إلى الجنيد بن محمد ، وسهل بن عبد الله التستري ، وأمثال هؤلاء ما يبين حقيقة مقالات المشايخ .

وقال ابن تيمية عن الجيلاني : (( والشيخ عبد القادر ونحوه من أعظم مشائخ زمانهم أمراً بالتزام الشرع ، والأمر والنهي ، وتقديمه على الذوق والقدر ، ومن أعظم المشائخ أمراً بترك الهوى والإرادة النفسية .

من مقال للدكتور يحيى اليحيى حفظه الله ..
فالشيخ يقر بكرامــات الأوليــاء والصالحين ، وما لهم من المكاشفات ، وهم على صلاحهم رضي الله عنهم ، وهو كما قال الله فيهم: {ألا إنَّ أوليــاء الله لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون} .

إلا أنهم لا يستحقون من حق الله شيئاً ، ولا يطلب منهم ما لا يقدر عليه إلا الله ، وهم بريئون ممَّن أشرك بالله كبراءة عيسى من النصارى ، وموسى من اليهود ، وعلي من الرافضة ، وكذلك عبدالقادر الجيلاني رحمه الله بريء من أتباع الشيطان الذين ينتسبون إليه ويتسمون بالفقراء الجيلانية.

ثم يبين الشيخ أن هؤلاء الذين يزعمون حب الصالحين ، وهم يخالفونهم ، ويشركون مع الله في الدعــاء والنذر والذبح وغير ذلك من العبادة التي لا تصلح إلا لله ، إن هؤلاء في الحقيقة أعــداء الصالحين ، أما من هداهُ الله ، فلم يدع إلا الله ؛ فهو والله الذي يحبهم ؛ لأن من أحبَ قوماً أطاعهم ، فمن أحب الصالحين حقيقة يطيعهم ، فلا يعتقد إلا في الله كما في طريقتهم.

———————————-
[وبإمكانك مراجعة المصادر التالية للاطلاع على أقوال الشيخ رحمه والتي ملخصها ما سبق ذكره،ومن أراد التفصيل يرجع إلى المراجع المدونة بالأسفل:
"مؤلفات الشيخ" القسم الأول/الشخصية:رقم21 ص147.
== = = == = :رقم8 ص54-55.
= = = = = :رقم15 ص101.
"مؤلفات الشيخ" القسم الثالث/مختصر السيرة:ص296.
"مؤلفات الشيخ" القسم الرابع/التفسير: ص282-183.
"مؤلفات الشيخ" القسم الأول/العقيدة –كشف الشبهات-:ص169.
= = = -ستة الأصول العظيمة-:ص395-396]
————————————

وهذا غيض من فيض .. ولو أردنا التفصيل لطال بنا الحديث
ولم أُرد أن أقف كثيراً مع الصوفيين في كلامهم عن ما يتعقدونه بالجيلاني وادعاء الكرامات منها أنه قاسم الأرزاق ومغيث الملهوف ومجيب الدعاء ومن كراماته أنه يحتلم في ليلة أربعين ليلة … إلى غير ذلك من الضلال ..

رحم الله الشيخ عبدالقادر فوالله أنه لا يرضى بما يفعله أدعياء ااتباع الطريقة القادرية!!
رحم الله الشيخ فقد أهان سيرته وكال الكذب عليه بني صوفان لا كثرهم الله!!

المصدر

شبكة سحاب

تعليمية

للامانة الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




بارك الله فيك غاليتي ام ليلى .
طرح مميز للموضوع .
دمت و دام قلمك معطاء لهذا المنتدى .




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

انحراف الصوفية,, لابن الجوزي.

تعليمية تعليمية
انحراف الصوفية,, لابن الجوزي.


انحراف الصوفية

للإمام ابن الجوزي

"تأملت أحوال الصوفية و الزهاد ، فرأيت أكثرها منحرفاً عن الشريعة ، بين جهل بالشرع ، و ابتداع بالرأي . يستدلون بآيات لا يفهمون معناها ، و بأحاديث لها أسباب ، و جمهورها لا يثبت .
فمن ذلك ، أنهم سمعوا في القرآن العزيز 🙁و ما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور) (إنما الحياة الدنيا لعب و لهو و زينة )
ثم سمعوا في الحديث :" للدنيا أهون على الله من شاة ميتة على أهلها"[ رواه مسلم].

فبالغوا في هجرها من غير بحث عن حقيقتها .
و ذلك أنه ما لم يعرف حقيقه الشيء فلا يجوز أن يمدح و لا أن يذم .
فإذا بحثنا عن الدنيا رأينا هذه الأرض البسيطة التي جعلت قراراً للخلق ، تخرج منها أقواتهم ، و يدفن فيها أمواتهم .
و مثل هذا لا يذم لموضع المصلحة فيه.
و رأينا ما عليها من ماء ، و زرع ، و حيوان ، كله لمصالح الآدمي ، و فيه حفظ لسبب بقائه .
و رأينا بقاء الآدمي سبباً لمعرفة ربه ، و طاعته إياه ، و خدمته . و ما كان سبباً لبقاء العارف العابد ، يمدح و لا يذم .
فبان لنا أن الذم إنما هو لأفعال الجاهل ، أو العاصي في الدنيا .
فإنه إذا اقتنى المال المباح ، و أدى زكاته ، لم يلم .

فقد علم ما خلف الزبير ، و ابن عوف و غيرهما .
و بلغت صدقة علي ـ رضي الله عنه ـ أربعين ألفاً .
و خلفت ابن مسعود تسعين ألفاً .
و كان الليث ابن سعد يستغل كل سنة عشرين ألفاً.
و كان سفيان يتجر بمال .
و كان ابن مهدي يستغل كل سنة ألفى دينار .


* و إن أكثر من النكاح و السراري ، كان ممدوحاً لا مذموماً..

فقد كان للنبي صلى الله عليه وسلم زوجات و سراري .

و جمهور الصحابة ، كانوا على الإكثار من ذلك .

و كان لعلي بن أبي طالب أربع حرائر ، و سبع عشرة أمة .

و تزوج ولده الحسن ، نحو أربعمائة .

فإن طلب التزوج للأولاد ، فهو الغاية في التعبد ، و إن أراد التلذذ فمباح ، يندرج فيه من التعبد ما لا يحصى ، من إعفاف نفسه و المرأة ، إلى غير ذلك . و قد أنفق موسى ـ عليه السلام ـ من عمره الشريف عشر سنين في مهر بنت شعيب .

فلولا أن النكاح من أفضل الأشياء ، لما ذهب كثير من زمان الأنبياء فيه .

و قد قال ابن عباس رضي الله عنهما : [ خيار هذه الأمة أكثرها نساء ] .

و كان يطأ جارية له ، و ينزل في أخرى .
و قالت سرية الربيع بن خيثم : كان الربيع يعزل .

*و أما المطعم : فالمراد منه تقوية هذا البدن لخدمة الله عز وجل ، و حق على ذي الناقة أن يكرمها لتحمله .

و قد كان النبي ، يأكل ما وجد, فإن وجد اللحم أكله , و يأكل لحم الدجاج ، و أحب الأشياء إليه الحلوى و العسل ، و ما نقل عنه أنه امتنع من مباح .

و جيء علي _ رضي الله عنه_بفالوذج فأكل منه ، و قال : " ما هذا " ؟ قالوا : يوم النوروز ، فقال : " نوروزا كل يوم " .

و إنما يكره الأكل فوق الشبع ، و اللبس على وجه الاختيال و البطر .

* و قد اقتنع أقوام بالدون من ذلك ، لأن الحلال الصافي لا يكاد يمكن فيه تحصيل المراد ، و إلا فقد لبس النبي حلة اشتريت له بسبعة و عشرين بعيراً .

وكان لتميم الداري حلة اشتريت بألف درهم ، يصلي فيها بالليل .

فجاء أقوام ، فأظهروا التزهد ، و ابتكروا طريقة زينها لهم الهوى ، ثم تطلبوا لها الدليل .

و إنما ينبغي للإنسان أن يتبع الدليل ، لا أن يتبع طريقاً و يتطلب دليلها .

ثم انقسموا :

فمنهم :

_ متصنع في الظاهر ، ليث الشرى في الباطن ، يتناول في خلواته الشهوات ، و ينعكف على اللذات . و يري الناس بزيه أنه متصوف متزهد ، و ما تزهد إلا القميص ، و إذا نظر إلى أحواله فعنده كبر فرعون .

_ و منهم : سليم الباطن ، إلا أنه في الشرع جاهل .

_ و منهم : من تصدر ، و صنف ، فاقتدى به الجاهلون في هذه الطريقة ، و كانوا كعمي اتبعوا أعمى .

و لو أنهم تلمحوا للأمر الأول ، الذي كان عليه الرسول و الصحابة _رضي الله عنهم _ لما زلوا .

و لقد كان جماعة من المحققين ،لا يبالون بمعظم في النفوس إذا حاد عن الشريعة ، بل يوسعونه لوما .

* فنقل عن أحمد أنه قال له المروذي : ما تقول في النكاح ؟ فقال : " سنة النبي صلى الله عليه وسلم " .

فقال : قد قال إبراهيم .

قال : فصاح بي و قال : "جئتنا ببنيات الطريق ؟ "
*و قيل له : إن سريا السقطي قال : لما خلق الله تعالى الحروف ، و قف الألف و سجدت الباء ، فقال :" نفروا الناس عنه ".

* و اعلم أن المحقق لا يهوله اسم معظم ، كما قال رجل لعلي بن أبي طالب : أتظن أنا نظن أن طلحة و الزبير ، كانا على الباطل ؟ فقال له : " إن الحق لا يعرف بالرجال ، أعرف الحق تعرف أهله " .

و لعمري أنه قد وقر في النفوس تعظيم أقوام ، فإذا نقل عنهم شيء فسمعه جاهل بالشرع قبله ، لتعظيمهم في نفسه .

كما ينقل عن أبي يزيد ، أنه قال : " تراعنت علي نفسي فحلفت لا أشرب الماء سنة ".

و هذا إذا صح عنه ، كان خطأ قبيحاً , و زلة فاحشة ، لأن الماء ينفذ الأغذية إلى البدن ، و لا يقوم مقامه شيء . فإذا لم يشرب فقد سعى في أذى بدنه . و قد كان ُيستعذب الماء لرسول الله صلى الله عليه و سلم .

أفترى هذا فعل من يعلم أن نفسه ليست له ، و أنه لا يجوز التصرف فيها إلا عن إذن مالكها .

و كذلك ينقلون عن بعض الصوفية ، أنه قال : "سرت إلى مكة على طريق التوكل حافياً ، فكانت الشوكة تدخل في رجلي فأحكها بالأرض و لا أرفعها ، و كان علي مسح ، فكانت عيني إذا آلمتني أدلكها بالمسح فذهبت إحدى عيني " .

و أمثال هذا كثير ..

و ربما حملها القصاص على الكرامات ، و عظموها عند العوام ، فيخايل لهم أن فاعل هذا أعلى مرتبة من الشافعي ، و أحمد .

و لعمري ، إن هذا من أعظم الذنوب و أقبح العيوب ، لأن الله تعالى قال و لا تقتلوا أنفسكم.
و قال النبي عليه الصلاة و السلام :" إن لنفسك عليك حقاً" [ متفق عليه] .
و قد طلب أبو بكر، في طريق الهجرة للنبي ، ظلا ، حتى رأى صخرة ففرش له في ظلها[ رواه البخاري] .

* و قد نقل عن قدماء هذه الأمة بدايات هذا التفريط ، و كان سببه من وجهين :

أحدهما : الجهل بالعلم .

و الثاني : قرب العهد بالرهبانية .

* و قد كان الحسن يعيب فرقد السبخي ، و مالك بن دينار ، في زهدهما فرئي عنده طعام فيه لحم ، فقال: " لا رغيفي مالك ، و لا صحني فرقد " .

و رأى على فرقد كساء ، فقال : "يا فرقد إن أكثر أهل النار أصحاب الأكسية " .

وكم قد ذوق قاص مجلسه بذكر أقوام خرجوا إلى السياحة بلا زاد و لا ماء و هو لا يعلم أن هذا من أقبح الأفعال ، و أن الله تعالى لا يجرب عليه .

فربما سمعه جاهل من التائبين فخرج فمات في الطريق ، فصار للقائل نصيب من إثمه .
* و كم يروون عن ذي النون : أنه لقي امرأة في السياحة فكلمها و كلمته ، و ينسون الأحاديث الصحاح : "لا يحل لامرأة أن تسافر يوماً و ليلة إلا بمحرم" .[متفق عليه]
* و كم ينقلون : أن أقواماً مشوا على الماء .. و قد قال إبراهيم الحربي :" لا يصح أن أحداً مشى على الماء قط " .
فإذا سمعوا هذا قالوا : أتنكرون كرامات الأولياء الصالحين ؟
فنقول : لسنا من المنكرين لها ، بل نتبع ما صح ، و الصالحون هم الذين يتبعون الشرع ، و لا يتعبدون بآرائهم .

و في الحديث : "إن بني إسرائيل شددوا فشدد الله عليهم ".[ رواه أبو داود]

و كم يحثون على الفقر حتى حملوا خلقاً على إخراج أموالهم ، ثم آل بهم الأمر إما إلى التسخط عند الحاجة ، و إما إلى التعرض بسؤال الناس .

و كم تأذى مسلم بأمرهم الناس بالتقلل ، و قد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ثلث طعام ، و ثلث شراب ، و ثلث نفس ".[رواه أحمد]

فما قنعوا حتى أمروا بالمبالغة في التقلل .
فحكى أبو طالب المكي في " قوت القلوب " : أن فيهم من كان يزن قوته بكربة رطبة ، ففي كل ليلة يذهب من رطوبتها قليل ، و كنت أنا ممن اقتدى بقوله في الصبا ، فضاق المعي و أوجب ذلك ، مرض سنين .
أفترى هذا شيئاً تقتضيه الحكمة ، أو ندب إليه الشرع ؟
و إنما مطية الآدمي قواه ، فإذا سعى في تقليلها ، ضعف عن العبادة .
_ ولا تقولن : الحصول على الحلال المحض مستحيل, لذلك وجب الزهد تجنبا للشبهات, فإن المؤمن حسبه أن يتحرى في كسبه هو الحلال, ولا عليه من الأصول التي نبتت من هذه الأموال.

فإنا لو دخلنا ديار الروم ، فوجدنا أثمان الخمور و أجرة الفجور ، كان لنا حلالاً بوصف الغنيمة .

أفتريد حلالاً ، على معني أن الحبة من الذهب لم تنتقل مذ خرجت من المعدن ، على وجه لا يجوز ؟

فهذا شيء لم ينظر فيه رسول الله .

أو ليس قد سمعت أن الصدقة عليه حرام ، فلما تصدق على بريرة بلحم فأهدته ، جاز له آكل تلك العين لتغير الوصف .
و قد قال أحمد بن حنبل "أكره التقلل من الطعام ، فإن أقواماً فعلوه فعجزوا عن الفرائض " .
و هذا صحيح . فإن المتقلل لا يزال يتقلل إلى أن يعجز عن النوافل ثم الفرائض ، ثم يعجز عن مباشرة أهله و إعفافهم ، و عن بذل القوى في الكسب لهم ، و عن فعل خير قد كان يفعله .

*و لا يهولنك ما تسمعه من الأحاديث التي تحث على الجوع ، فإن المراد بها إما الحث على الصوم , و إما النهي عن مقاومة الشبع .

فأما تنقيص المطعم على الدوام ، فمؤثر في القوى ، فلا يجوز .

ثم في هؤلاء المذمومين من يرى هجر اللحم ، و النبي كان يود أن يأكله كل يوم.

و اسمع مني بلا محاباة : لا تحتجن علي بأسماء الرجال ، فتقول : قال بشر ، و قال إبراهيم بن أدهم. فإن من احتج بالرسول _ عليه السلام- و أصحابه ـ رضوان الله عليهم ـ أقوى حجة . على أن لأفعال أولئك وجوهاً نحملها عليهم بحسن الظن .
و لقد ذاكرت بعض مشايخنا ما يروى عن جماعة من السادات ، أنهم دفنوا كتبهم فقلت له : ما وجه هذا ؟ فقال : "أحسن ما نقول أن نسكت" ، يشير إلى أن هذا جهل من فاعله .
و تأولت أنا لهم ، فقلت : لعل ما دفنوا من كتبهم ، فيه شيء من الرأي ، فما رأوا أن يعمل الناس به .
و لقد روينا في الحديث ، عن أحمد بن أبي الحواري : أنه أخذ كتبه فرمى بها في البحر ، و قال :" نعم الدليل كنت ! و لا حاجة لنا إلى الدليل بعد الوصول إلى المدلول " .
و هذا ـ إذا أحسنا به الظن ـ قلنا : كان فيها من كلامهم ما لا يرتضيه .
فأما إذا كانت علوماً صحيحة ، كان هذا من أفحش الإضاعة ، و أنا و إن تأولت لهم هذا ، فهو تأويل صحيح في حق العلماء منهم ، لأنا قد روينا عن سفيان الثوري : أنه قد أوصى بدفن كتبه _ و كان ندم على أشياء كتبها عن قوم ، و قال : حملني شهوة الحديث .
و هذا لأنه كان يكتب عن الضعفاء و المتروكين ، فكأنه لما عسر عليه التمييز أوصى بدفن الكل .
و كذلك من كان له رأي من كلامه ثم رجع عنه ، جاز أن يدفن الكتب التي فيها ذلك ، فهذا وجه التأويل للعلماء .
فأما المتزهدون ، الذين رأوا صورة فعل العلماء ، و دفنوا كتباً صالحة لئلا تشغلهم عن التعبد ، فإنه جهل منهم ، لأنهم شرعوا في إطفاء مصباح يضيء لهم ، مع الإقدام على تضييع مال لا يحل تضييعه .
و من جملة من عمل بواقعة دفن كتب العلم ، يوسف بن أسباط ، ثم لم يصبر عن التحديث فخلط ، فعد في الضعفاء .
أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك ، قال : أخبرنا محمد بن المظفر الشامي ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي ، قال : حدثنا يوسف بن أحمد ، قال : حدثنا محمد بن عمرو العقيلي قال : حدثنا محمد بن عيسى ، قال : أخبرنا أحمد بن خالد الخلال . قال : سمعت شعيب بن حرب يقول : قلت ليوسف بن أسباط : كيف صنعت بكتبك ؟ قال : " جئت إلى الجزيرة ، فلما نضب الماء دفنتها حتى جاء الماء عليها ، فذهبت " .
قلت : ما حملك على ذلك ؟
قال : " أردت أن يكون الهم هماً واحداً " .
قال العقيلي : و حدثني آدم ، قال : سمعت البخاري قال : قال صدقة : "دفن يوسف بن أسباط كتبه ، و كان يغلب عليه الوهم فلا يجيء كما ينبغي " .
قال المؤلف : قلت : الظاهر أن هذه كتب علم ينفع ، و لكن قلة العلم أوجبت هذا التفريط ، الذي قصد به الخير ، و هو شر .
فلو كانت كتبه من جنس كتب الثوري ، فإن فيها عن ضعفاء و لم يصح له التمييز ، قرب الحال . إنما تعليله يجمع الهم هو الدليل على أنها ليست كذلك ، فانظر إلى قلة العلم ، ماذا تؤثر مع أهل الخير .
و لقد بلغنا في الحديث عن بعض من نعظمه ، و نزوره ، أنه كان على شاطئ دجلة ، فبال ثم تيمم ، فقيل له : الماء قريب منك ، فقال : خفت ألا أبلغه ! !.
و هذا و إن كان يدل على قصر الأمل ، إلا أن الفقهاء إذا سمعوا عنه مثل هذا الحديث تلاعبوا به ، من جهة أن التيمم ، إنما يصح عند عدم الماء .
فإذا كان الماء موجوداً كان تحريك اليدين بالتيمم عبثاً . و ليس من ضرورة وجود الماء أن يكون إلى جانب المحدث ، بل لو كان على أذرع كثيرة ، كان موجوداً فلا فعل للتيمم و لا أثر حينئذ .

*و من تأمل هذه الأشياء ، علم أن فقيهاً واحداً ـ و إن قل أتباعه و خَفَتَ إذا مات أشياعه ـ أفضل من ألوف تتمسح العوام بهم تبركاً ، و يشيع جنائزهم ما لا يحصى .

و هل الناس إلا صاحب أثر نتبعه ، أو فقيه يفهم مراد الشرع و يفتي به ؟ نعوذ بالله من الجهل ، و تعظيم الأسلاف تقليداً لهم بغير دليل !

فإن من ورد المشرب الأول ، رأى سائر المشارب كدرة .

و المحنة العظمى مدائح العوام ، فكم غرت ! !
كما قال علي: " ما أبقى خفق النعال وراء الحمقى من عقولهم شيئاً ".
و لقد رأينا و سمعنا من العوام ، أنهم يمدحون الشخص ، فيقولون : لا ينام الليل ، و لا يفطر النهار ، و لا يعرف زوجة ، و لا يذوق من شهوات الدنيا شيئاً ، قد نحل جسمه ، و دق عظمه حتى أنه يصلي قاعداً ، فهو خير من العلماء الذين يأكلون و يتمتعون .
ذلك مبلغهم من العلم ، و لو فقهوا علموا أن الدنيا لو اجتمعت في لقمة فتناولها عالم يفتي عن الله ، و يخبر بشريعته ، كانت فتوى واحدة منه يرشد بها إلى الله تعالى خيراً و أفضل من عباده ذلك العابد باقي عمره! .
و قد قال ابن عباس : " فقيه واحد ، أشد على إبليس من ألف عابد " .

× و من سمع هذا الكلام فلا يظنن أنني أمدح من لا يعمل بعلمه .

و إنما أمدح العاملين بالعلم ، و هم أعلم بمصالح أنفسهم . فقد كان فيهم من يصلح على خشن العيش ، كأحمد بن حنبل . و كان فيهم من يستعمل رقيق العيش ، كسفيان الثوري مع ورعه ، و مالك مع تدينه ، و الشافعي مع قوة فقهه .

و لا ينبغي أن يطالب الإنسان بما يقوى عليه غيره ، فيضعف هو عنه .

فإن الإنسان أعرف بصلاح نفسه . و قد قالت رابعة : " إن كان صلاح قلبك في الفالوذج ، فكله " .
و لا تكون أيها السامع ممن يرى صور الزهد . فرب متنعم لا يريد التنعم و إنما يقصد المصلحة .
و ليس كل بدن يقوى على الخشونة ، خصوصاً من قد لاقى الكد و أجهده الفكر ، و أمضه الفقر ، فإنه إن لم يرفق بنفسه ، ترك واجباً عليه من الرفق .

فهذه جملة لو شرحتها بذكر الأخبار و المنقولات لطالت ، غير أني سطرتها على عجل حين جالت في خاطري ، و الله ولي النفع برحمته .

[صيد الخاطر صـ66].

ولا يفهم من هذا التقعيد عدم الحث على الزهد والتقلل من فضولات المباحات.. والصبر على القليل..

وإنما جاء ما ذكر في معرض الرد على من غلى وابتدع.

والله أعلم.

للامانة الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




جزاك الله خيرا غاليتي ام ليلى على الجلب الطيب للموضوع
دوما مميزة




بارك الله فيك ع الجلب المتميز