سبُّ الله في الجزائر يكثر ولكن الشباب لا يقصدون سب الله ! الشيخ محمد بن هادي المدخلي
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا سؤال طُرح على فضيلة الشيخ محمد بن هادي المدخلي-حفظه الله-
السائل: طيب، شيخ سبُّ الله في الجزائر يكثر يا شيخ، ولكن الشباب لا يقصدون سب الله بذاته وإنما جرى على العادة !
لكن لو قلت له هذا كفر وأنت كفرت يقول معاذ الله أنا ما أقصد سبَّ الله وإنَّما هذا من سوء التربية !!
المادة الصوتية من هنا
التفريغ:
السائل: طيب، شيخ سبُّ الله في الجزائر يكثر يا شيخ، ولكن الشباب لا يقصدون سب الله بذاته وإنما جرى على العادة !
الشيخ: جرى على العادة سبُّ الله !
السائل: لكن لو قلت له هذا كفر وأنت كفرت يقول معاذ الله أنا ما أقصد سبَّ الله وإنَّما هذا من سوء التربية !!
الشيخ: هذا كلام باطل، وهذا نتن ، يعرف أنه سب ويعتذر عنه! كذَّاب هذا، دجَّال، أفَّاك .نعم!
انتهى كلام الشيخ
فالحذر الحذر من هذا الأمر الخطير الذي شاع في مجتمعاتنا
نسأل الله السلامة و العافية
بارك الله فيك أختي
و فيكِ بارك الله أخية
الجواب:
نحن في عصر العجائب وهذه الفتوى من العجائب إنْ كان المفتي مِن أهل العلم، فَكُفْرُ مَنْ سَبَّ الله ورسوله والدين الإسلامي محل إجماع ولا نعلم الخلاف في ذلك أبدا – قبل هذا المفتي- كائنا من كان – قبل هذا المفتي – أهل العلم مجمعون على أن مَنْ سب الله يعتبر كافر كفر بواحا ومن سب رسوله عليه الصلاة والسلام أو الدين الإسلامي أو سخر من الرسول أو سخر من الدين أو سخر من الله، فينبغي أن ننظر في المسألة نظرة عقلية، فالذي يسب الله أليس معنى ذلك يكره الله؟؟
شاب سألني البارحة أو قبل قال:"لو سب الله في حالة غضب، ما الحكم؟؟
الجواب:غَضِبَ على مَنْ؟؟!! يعني غضب على الله فسبه؟؟ وأراد الشاب أن يزيد – لعله دارس للفقه- قال:" على طلاق الغضبان"، الجواب:هذا قياس مع الفارق غضب زيد على امرأته لسوء عشرتها غضبا شديدا حتى فقد الشعور فطلقها لايقع الطلاق ؛ لكن تعالوا هل تتصورون عبدا من عبيد الله يغضب على رب العالمين فيسبه ؟ يسب الله!!، هل تسب من تحبه؟؟!! "لا"، إنما تسب من تبغضه هنا سر الكفر؛ لأنه يُبْغِضُ الله -كره اللهَ حتى سبه-!!!
إذا كره الله كفر لأن كراهة الله خراب القلب – حقيقة الكفر خراب القلب – ومن خرب قلبه و كره خالقه وسب الله لا يجوز لمسلمٍ أن يشك في كفره ومَنْ يشك في كفره فلم يُكَفِّرْه فَيَكْفُر هو الثاني.
فانظر إلى المسألة بعين البصيرة "محبة الله روح الإيمان" ومحبة رسول الله عليه الصلاة والسلام شعبة عظيمة من شعب الإيمان، فكيف يجرؤ مسلم أن يسب رسول الله عليه الصلاة والسلام؟؟!! ، رسول الله الذي أثنى عليه أبي طالب وهو لم يؤمنْ به وأثنى على دينه – يا سبحان الله- أبو طالب يقول وهو يعترف بصحة دين محمد عليه الصلاة والسلام:
وَلقد علمت بأن دين محمدٍ
لَولا المَلامَةُ أَو حِذارٌ مسُبَّةً
مِن خَيرِ أَديانِ البَرِيَّةِ دينا
لَوَجَدتَني سَمحاً بِذاكَ مُبينا
مَنَعَ أبا طالب من الإيمان خوفُ المسبة وخوفُ الملامة؛ ولكنه يُقَدِّرُ رسول الله عليه الصلاة والسلام ويستميت في الدفاع عنه فآزره حتى بلغ رسالة ربه.
و يأتي في هذا الوقت يفتي مفتٍ:"ولو سب الله ولو سب رسول الله عليه الصلاة والسلام طالما يصلي فهو فاسق ليس بكافر"!!!، وهل صلاته تقبل؟!!! وهل صلاة المرتد تقبل؟؟!! أليس من شرط قبول الأعمال الإيمان؟؟ فهذا ليس بمؤمن، لذلك لا ينبغي أن ننخدع إذا هفا عالم هفوة فلكل جوادٍ كبوة ولكل عالمٍ هفوة ولكنها زلة، "زَلةُ العالِم زلةُ العالَم" وخصوصا في هذا الوقت هذه الأشرطة أصبحت تنقل كل شيء من خير وشر إلى العالم في الداخل والخارج.
فكم يكون عيبا وعارا أن ينقل من عالم سني فتوى يفتي فيها بأن من سب الله ورسوله ليس بكافر، وقد اجمع العلماء قبله على ذلك(كفره) وسر الكفر واضح كما علمتم لأن سر ذلك خراب القلب فنسال الله لنا ولكم الثبات فالمسالة خطيرة ومن يتصدون للفتوى عليهم أن يراقبوا الله رب العالمين وإلا فموقفنا خطير.
منقول
"28" سؤالاً في الدعوة السلفية
لفضيلة الدكتور الشيخ العلامة:
محمد أمان بن علي الجامي -رحمه الله تعالى-
1349 هـ ـ 1416هـ
عميد كلية الحديث الشريف ورئيس شعبة العقيدة بالدراسات العليا
بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية سابقا
شكرا لك أختي أم عبيد الله على توضيح الأمر وعلى الموضوع القيم
جزيت الجنة
شكرا لك هذا مكان شائع حقا
الحمد لله تحسنت الاوضاع