التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

الحج فضله وفوائده

الحج فضله وفوائده

بقلم الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد – المدرس في كلية الشريعة بالجامعة


الحج عبادة من العبادات افترضها الله وجعلها إحدى الدعامات الخمس التي يرتكز عليها الدين الإسلامي والتي بينها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله في الحديث الصحيح: (
بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام ).

وقد حج بالناس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في السنة العاشرة من الهجرة حجته التي رسم لأمته فيها عملياً كيفية أداء هذه الفريضة وحث على تلقي ما يصدر منه قول وفعل فقال صلى الله عليه وسلم: (
خذوا عني مناسككم فلعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا). فسميت حجته -صلى الله عليه وسلم- "حجة الوداع" وقد رغّب صلى الله عليه وسلم أمته في الحج وبَيَّن فضله وما أعد الله لمن حج وأحسن حجه من الثواب الجزيل فقال -صلى الله عليه وسلم-: (من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه) رواه البخاري ومسلم، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلاّ الجنة) متفق عليهمن حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وفي الصحيحين -أيضاً- عنه رضي الله عنه. قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل؟ قال: ( إيمان بالله ورسوله)، قيل: ثم ماذا ؟ قال: (الجهاد في سبيل الله)، قيل ثم ماذا ؟ قال: (حج مبرور).
وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمرو بن العاص رضي الله عنه عند إسلامه: (أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها وأن الحج يهدم ما كان قبله…). وروى البخاري في صحيحه عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد ؟ قال لا ولكن أفضل الجهاد حج مبرور). ويتضح من هذه الأحاديث وغيرها فضل الحج وعظم الأجر الذي أعده الله للحجاج ويتضح أن هذا الثواب العظيم إنما هو لمن كان حجه مبروراً. فما هو بر الحج الذي رتب الله عليه ذلك الثواب العظيم ؟.

إن برّ الحج أن يأتي المسلم بحجه على التمام والكمال خالصاً لوجه الله وعلى وفق سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وأن يحافظ فيه على امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه، وامتثال الأوامر واجتناب النواهي لازم للمسلم. دائماً وأبداً ولكنه يتأكد في الأزمنة والأمكنة الفاضلة؛ لأن الله خلق الخلق لعبادته؛ وهي: طاعته بامتثال أوامره واجتناب نواهيه. قال الله تعالى:{
الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً..} وقال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ }.

فيكون المسلم ملازماً للطاعة وبعيداً عن المعصية حين حجه وقبله وبعده؛ ليوافيه الأجل المحتوم وهو على حالة حسنة؛ فتكون نهايته طيبةً وعاقبته حميدةً كما قال تعالى: {
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } وقال تعالى:{ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ } وقال -صلى الله عليه وسلم-:(وإنما الأعمال بالخواتيم).

ومن البر في الحج أن يحرص أثناءه على التأمل في أسراره وعبره، والوقوف على ما فيه من فوائد عاجلة وآجلة، وهي كثيرة أجملها الله تعالى في قوله:{
لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ } وفيما يلي إشارة إلى بعض هذه الفوائدوالأسرار التي تضمنتها هذه الجملة من الآية:

أولاً:
إن صلة المسلم ببيت الله الحرام صلة وثيقة تنشأ هذه الصلة منذ بدء انتمائه لدين الإسلام وتستمر معه ما بقيت روحه في جسده. فالصبي الذي يولد في الإسلام أول ما يطرق سمعه من فرائض الإسلام أركانه الخمسة التي أحدها حج بيت الله الحرام. والكافر إذا شهد شهادة الحق لله بالوحدانية ولنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- بالرسالة الشهادة التي كان بها من عداد المسلمين، أول ما يوجه إليه من فرائض الإسلام بقية أركانه بعد الشهادتين وهي إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام. وأول أركان الإسلام بعد الشهادتين الصلوات الخمس التي افترضها الله على المسلمين في كل يوم وليلة وجعل استقبال بيت الله الحرام شرطاً من شروطها، فصلة المسلم ببيت الله الحرام مستمرة في كل يوم وليلة يستقبله مع القدرة في كل صلاة يصليها فريضة كانت أو نافلة. كما يستقبله في الدعاء.


وهذه الصلة الوثيقة التي حصل بها الارتباط بين قلب المسلم وبيت ربه بصفة مستمرة تدفع بالمسلم -ولا بد- إلى الرغبة الملحة في التوجه إلى ذلك البيت العتيق ليتمتع بصره بالنظر إليه ولأداء الحج الذي افترضه الله على من استطاع السبيل إليه. فالمسلم متى استطاع الحج بادر إليه؛ أداء للفريضة ورغبة في مشاهدة البيت الذي يستقبله في جميع صلواته وليشهد المنافع التي نوه الله بشأنها في قوله:{ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ }. فإذا وصل المسلم إلى بيت ربه رأى بعيني رأسه أشرف بيت وأقدس بقعة على وجه الأرض الكعبة المشرفة ملتقى وجهات المسلمين في صلاتهم في مشارق الأرض ومغاربها ورأى المسلمين مستديرين حول هذا البيت في صلواتهم وأصغر دائرة هي التي تلي الكعبة ثم التي تليها وهكذا حتى تكون أكبر دائرة في أطراف الأرض فالمسلمون في صلواتهم مستقبلين بيت ربهم يشكلون نقاط محيطات لدوائر صغيرة وكبيرة مركزها جميعاً الكعبة المشرفة.

ثانياً:
إذا يسر الله للمسلم التوجه إلى بيت ربه ووصل إلى الميقات الذي وقته -رسول الله صلى الله عليه وسلم- للإحرام تجرد من ثيابه ولبس أزاراً على نصفه الأسفل ورداء على نصفه الأعلى مما دون رأسه وفي هذه الهيئة من اللباس يستوي الحجاج لا فرق بين الغني والفقير والرئيس والمرؤوس وتساويهم في ذلك يذكر بتساويهم في لباس الأكفان بعد الموت. فإن الكل يجردون من ملابسهم ويلفون بلفائف لا فرق فيها بين الغني والفقير. فإذا تجرد الحاج من لباسه ولبس الإحرام تذكر الموت الذي به تنتهي الحياة الدنيوية وتبتدئ الحياة الأخروية فاستعد لما بعده بالأعمال الصالحة والابتعاد عن المعاصي وهذا الاستعداد هو الزاد الذي لا بد منه في سفره إلى الآخرة وهو الزاد الذي نوه الله بذكره في قوله:{
وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}؛ ولهذا لما سأل رجل النبي -صلى الله عليه وسلم- قائلاً متى الساعة ؟ قال صلى الله عليه وسلم له: (وماذا أعددت لها ؟…) منبهاً بذلك -صلوات الله وسلامه عليه- إلى أن أهم شيء للمسلم أن يكون معيناً بما بعد الموت مستعداً له في جميع أحواله بفعل المأمورات واجتناب المنهيات..

ثالثاً:
إذا دخل المسلم في النسك لَبَّى بالتوحيد قائلاً -كما قال صلى الله عليه وسلم في تلبيته-: (
لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك). يقولها وهو مستشعر لما دلت عليه من إفراد الله بالعبادة وأنه وحده الذي يخص بها دون ما سواه، فكما أنه سبحانه وتعالى المتفرد بالخلق والإيجاد فهو الذي يجب أن تفرد له العبادة دون غيره كائناً من كان، وصرف شيء منها لغير الله هو أظلم الظلم وأبطل الباطل. وهذه الكلمة يقولها المسلم إجابة لدعوة الله عباده لحج بيته الحرام.. فيستشعر المسلم عظمة الداعي، وعظم أهمية المدعو إليه فيسعى في الإتيان بما دعى إليه على الوجه الذي يرضي ربه تعالى مع استيقانه بأن المدار في هذه العبادة وغيرها من العبادات على الإخلاص لله كما دلت عليه كلمة التوحيد التي تضمنتها هذه التلبية وعلى المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم كما أرشد إلى ذلك -صلى الله عليه وسلم- في حجته حيث قال: (خذوا عني مناسككم).

رابعاً:
وإذا وصل المسلم إلى الكعبة المشرفة يشاهد عبادة الطواف حولها وهي عبادة لا تجوز في الشريعة الإسلامية إلا في المكان، وكل طواف في غير ذلك المكان إنما هو من تشريع الشيطان ويدخل فاعله في جملة من عناهم الله بقوله:{
أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ }.


ويشاهد أيضاً تقبيل الحجر الأسود واستلامه واستلام الركن اليماني، ولم تأت الشريعة بتقبيل أو استلام شيء من الأحجار والبنيان إلاّ في هذين الموضعين، ولما قبل عمر بن الخطاب رضي الله عنه الحجر الأسود بيّن أنه فعل ذلك متبعاً للرسول صلى الله عليه وسلم في تقبيله إياه وقال: (
ولو لا أني رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقبلك ما قبلتك).
خامساً:
ويشهد الحاج في حجه أعظم تجمع إسلامي وذلك في يوم عرفة، في عرفة إذ يقف الحجاج جميعاً فيها ملبين مبتهلين إلى الله يسألونه من خير الدنيا والآخرة.


وهذا الاجتماع الكبير يذكر المسلم بالموقف الأكبر يوم القيامة الذي يلتقي فيه الأولون والآخرون ينتظرون فصل القضاء؛ ليصيروا إلى منازلهم حسب أعمالهم، إن خيراً فخير وإن شراً فشر. فيشفع لهم جميعاً إلى الله عبده ورسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- ليقضي بينهم فيشفعه الله. وذلك هو المقام المحمود الذي يحمده عليه الأولون والآخرون، وهي الشفاعة العظمى التي يختص بها رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يشاركه فيها ملك مقرب ولا نبي مرسل.


وفي هذا التجمع الإسلامي الكبير في عرفة -وكذا في بقية المشاعر- يلتقي المسلمون في مشارق الأرض بالمسلمين في مغاربها؛ فيتعارفون ويتناصحون، ويتعرف بعضهم على أحوال بعض؛ فيتشاركون في الأفراح والمسرات كما يشارك بعضهم بعضاً في آلامه ويرشده إلى ما ينبغي له فعله ويتعاونون جميعاً على البر والتقوى كما أمرهم الله سبحانه بذلك..

سادساً:

ويشهد الحاج مظهراً عجيباً من مظاهر التعاون؛ إذ يرى أرض منى كلها مغطاة بالخيام فلا يكاد يمضي يوم النفر الأول إلا وقد عادت كما كانت تقريبا،ً وذلك لقيام كل بما يخصه فإذا أقام كل مسلم بما يقدر عليه في خدمة الإسلام وتعاونوا على ذلك فإن المجهودات الفردية وإن قلت تكون كثيرة بضم بعضها إلى بعض.
وهذه الفوائد القليلة التي أشرت إليها إشارة هي من جملة المنافع الكثيرة التي أجمل ذكرها في قوله تعالى: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ}. وإن أعظم فائدة للمسلم بعد إنهاء حجه أن يكون حجه مقبولاً وأن يكون بعده خيراً منه قبله وأن يحدث ذلك تحولاً في سلوكه وأعماله فيتحول من السيئ إلى الحسن ومن الحسن إلى الأحسن.

والله المسؤول أن يوفق المسلمين جميعاً للفقه في دينه والثبات عليه وأن يمكن لهم في الأرض وينصرهم على عدوه وعدوهم إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه.




جزاكم الله خيرا على الموضوع المهم




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

صلاة الرجال والنساء مختلطين في المسجد الحرام – ما حكم صلاة الرجال والنساء مختلطين في

– ما حكم صلاة الرجال والنساء مختلطين في المسجد الحرام وما حكم السترة فيه؟. ( 00:38:16 )

السائل: ما حكم الصلاه في المسجد الحرام مع التصاق الرجال والنساء وحكم السترة فيه ؟.

الشيخ: لا شك أن هذه من الأمور التي يتساهل فيها بعض الناس، سواء كانوا رجالا أو نساء والغالب أن الخطأ من النساء وليس من الرجال لأنهن يتقدمن ويختلطن مع الرجال، ومن المعلوم أن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – كان يقول: «خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها»؛ ففي هذا الحديث حض النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – النساء على أن يتأخرنَّ عن الرجال مهما وسعهم الأمر واتسعت بهن أرض المسجد. فإذا ما تعدت النساء صفوفهن وتقدمن إلى صفوف الرجال وكما قيل قديماً -اختلط الحابل بالنابل- حينئذ فالمسئولية إنما تقع على المعتدي فإذا كان المعتدي إنما هي المرأة كما هو الغالب، فالإثم عليها وإذا كان المعتدي هو الرجل؛ بمعنى هو الذي خالط صف النساء أو صفوفهن فيكون الإثم عليه.
أما الصلاة ففي كل من الحالتين أي سواء كان المعتدي المرأة أو الرجل فالصلاة صحيحة؛ لأنه لا يوجد في السنة فضلاً عن الكتاب، بل ولا في الآثار السلفية التي نستنير بها في فهم الكتاب والسنة -كما نذكر دائماً أبداً- لا يوجد في شيء من ذلك ما يدل على بطلان صلاة من حاذ المرأة أو من حاذتة المرأة، لا شيء من ذلك سوى مخالفة نظام تسوية الصفوف؛ هذا النظام الذي سمعتموه آنفاً في حديث: «خير صفوف الرجال أولها؛ وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها؛ وشرها أولها»، هذه المخالفة تستلزم الإثم والمعصية ولا تستلزم بطلان الصلاة، لأن البطلان حكم مستقل لابد له من دليل خاص، وهذا فيما علمنا مما لا وجود له نقول هذا ذاكرين أن هناك في بعض المذاهب المعروفة اليوم من مذاهب أهل السنة أن المرأة إذا وقفت حتى لو كانت هي المعتدية لو حاذت الرجل بطلت صلاة الرجل!، لكن هذا إنما هو الرأي ولا دليل عليه في الشرع فحسبنا إذن أن نذكر الرجال والنساء معاً ألا يقعن في الإثم وفي مخالفة حديث الرسول – عليه السلام – وبخاصة وهم جميعاً قد خرجوا للحج إلى بيت الله الحرام هذا الحج الذي لا يستفيد منه إلا من التزم أحكام الشرع كما قال تعالى في القرآن الكريم: ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ﴾[البقرة : 197]، وقال عليه الصلاة والسلام بياناً لمن إلتزم هذا النهج القرآني فلا رفث، ولا فسوق، ولا جدال في الحج، قال – عليه الصلاة والسلام مبينا فضيلة هذا الذي التزم هذا النهج بقوله – صلى الله عليه وآله وسلم -: «من حج فلم يرفث، ولم يفسق، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه»؛ فالمقصود من كل الحجاج رجالا ونساءً، كبارا وصغارا، إذا قصدوا الحج أن يكون غايتهم من وراء ذلك أن يعودوا إلى بلادهم كما ولدتهم أمهاتهم؛ أتقياء أنقياء من كل الذنوب والآثام، لا أن يعود أحدهم إلى بلده مفتخراً بأنه حج إلى بيت الله الحرام، واكتسب لقب الحاج فصار الناس ينادونه بالحاج فلان.

إن من يبتغي الحصول بسبب الحج على هذا اللقب فهذا يخشى عليه أن يعود من حجته بخفي حنين أو كما قال ذلك الأعرابى لزميله يوم رجع من حجته وما حججتَ ولكن حجتِ الإبل، فالمقصود من الحج أن يعود المسلم تقيا نقيا كما ذكرنا وليس متشرفا بلقب الحاج فهذا مما يبطل العمل لأن الله – عز وجل – يقول: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴾[البينة : 5].

السائل: بالنسبة للسترة في المسجد الحرام.

الشيخ: بقي السترة، أما السترة فقضية السترة أصبحت في اليوم نسياً منسياً في بلاد الإسلام كلها إلا القليل جداً منها أما في المسجد الحرام فقد كُسيت ثوبا لا يليق بها؛ لأن هذا الثوب قضى على شرعيتها لقد جاءت عن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – أحاديث عدة فيها الأمر باتخاذ المصلي السترة في أي مكان كان على الإطلاق، سواء كان في الصحراء؛ أو كان في البنيان أو كان في مسجد أو في مسجد جامع ولو كان المسجد الحرام، فقد جاءت أولاً الأحاديث مطلقة أو عامة يقول -عليه الصلاة والسلام- في بعضها: «إذا صلى أحدكم فليصلِّ إلى سترة لا يقطع الشيطان عليه صلاته»، آنفاً حينما خرجت من خيمتي إلى الصلاة رأيت بعضهم يصلي لا إلى سترة، والسترة هي أي عمود بل لو كان هناك شخص جالس فيمكن للمصلي أن يتخذه سترة يصلي إلى هذا الشخص، فقوله – عليه السلام -: « إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة »، لماذا؟، يأتي الجواب مباشرة خشية أن يقطع الشيطان عليه صلاته, لا يقطع الشيطان عليه صلاته أي خشية أن يقطع الشيطان عليه صلاته، ومعنى هذا أن هناك وسائل شرعية لا يمكن للعقل البشري أن يدرك تأثيرها, هذه الوسائل تحول بين المصلي وبين أن يتعرض الشيطان للإخلال بصلاته على الأقل أو لإبطالها من أصلها، فنحن نسمع رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – يقول في هذا الحديث آمراً لكل مصلٍّ أن يصلي إلى سترة، وهنا أدب آخر جاء بيانه في رواية أخرى فينبغي التنبه لها ألا وهو قوله – صلى الله عليه وآله وسلم -: « إذا صلى أحدكم فليدن من سترته »، الحديث الأول أو الرواية الأولى كانت فليصلِّ إلى سترة, لكن قد يسأل الإنسان إذا صليت أنا هنا والسترة هناك فهل هذه سترة؟، الجواب في الرواية الثانية :« إذا صلى أحدكم فليدن من سترته »، فلابد أن يكون قريباً منها؛ وهذا القرب جاء بيانه أيضاً في السنة، وهكذا السنة يكمل بعضها بعضا، فهل يقترب المصلي من السترة بحيث أنه يكاد أن يمس برأسه السترة التي بين يديه أم لابد أن يكون بين رأسه وبين سترته فسحة وفراغ؟, الجواب: نعم؛ لابد أن يكون بين موضع سجود المصلي وبين السترة ممر شاة, جاء في الحديث: "أن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – كان بين مصلاه؛ -أي: موضع سجوده- وبين السترة ممر شاة", فإذاً لا يبتعد عنها ولا يدن منها بحيث يكاد ينطحه برأسه؛ لا .. وإنما يجعل بينه وبينها ممر شاه تقريباً شبراً أو قريباً من شبر.
إن من أهمية هذه السترة كما سيظهر لكم تظهر هذه الأهمية في المسجد الحرام لكثرة ابتلاء المصلين بالمارة بين أيديهم وبخاصة مرور النساء فقد قال عليه الصلاة والسلام: « يقطع صلاة أحدكم إذا لم يكن بين يديه مثل مؤخرة الرحل : المرأة والحمار والكلب الأسود »، فإذاً للسترة هذه وظيفتان الوظيفة الأولى عامة، وهي أنها تحول بين الشيطان وبين أن يعرض صلاة هذا المصلي وراء السترة لشيء من النقصان .
والأهمية الأخرى هي أن هذه السترة تحول بين المصلي وبين بطلان صلاته إذا مر بين يديه واحد من الأمور الثلاثة المرأة أو الحمار أوالكلب الأسود؛ أما إذا كان يصلي إلى سترة فلا يضره بعد ذلك ما مر بين يديه سواء كان جنسا من هذه الأجناس الثلاثة أو كان شيئا آخر أما الذي يصلي إلى لا سترة ولو في المسجد الحرام فصلاته معرضة للنقصان أو للبطلان على حسب الجنس الذي يمر بين يدى المصلي.
هذا ما ينبغي أن نذكره بمناسبة السترة وأنها واجبة في كل مسجد حتى المسجد الحرام، ولذلك كان بعض السلف إذا صلى في المسجد الحرام وضع بين يديه سترة ومنهم عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما كنت ذكرت ذلك ونحوه في كتابي تحذير الساجد من إتخاذ القبور مساجد . نعم .

من مادة الشريط 385 مفرغة للعلامة الألباني -رحمه الله-


من هنا المصدر




شكرا وبارك الله فيك
جزاك الله خير الجزاء




تعليمية




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

أفضــل أيــام الدنيــا

أفضــل أيــام الدنيــا
للشيخ محمد سعيد رسلان حفظه الله

الحمد لله رب العالمين والصلاة السلام على أشرف المرسلين

فهذا شريط عنوانه أفضل أيام الدنيا مفرغ للشيخ محمد رسلان حفظه الله
فيه أشياء تحث على العمل في هذه الأيام التي هي على الأبواب وهي العشر الأول من شهر ذي الحجة فنسأ ل الله أن يتقبل منا ومنكم وأن
يبارك في كل من فرغها او ساعد في تفريغها أو نشرها وكذلك لا ننسى أن ندعوا لشيخنا الشيخ محمد رسلان بالتوفيق والسداد في الاقوال والاعمال وهذه الخطبة ألقاها الشيخ حفظه الله في الجمعة 30 من ذي القعدة 1443هـ الموافق ل 28 نوفمبر 2022

بسم الله الرحمان الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات اعمالنا
من يهده الله فلا مظل له ومن يظلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} (102) سورة آل عمران
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (1) سورة النساء
{}يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا{يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} (71) سورة الأحزاب (70)
أما بعد :
فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير والهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم

وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
أما بعد :
فقد أخرج البزار من رواية جابر رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم
قال : أفضل أيام الدنيا أيام العشر وأخرج الحديث إبن حبان وصححه الألباني وفي الحديث أن أيام العشر هي أفضل أيام الدنيا
بلا استثناء وأن البخاري في صحيحه من رواية عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الايام يعني : أيام العشر قيل ولا الجهاد في سبيل الله يا رسول الله.قال : ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيئ وفي هذا الحديث أيضا ذلك المعنى الذي هو في حديث جابر رضي الله عنه لأنه إذا كانت الأعمال في الأيام العشر أحب إلى الله تبارك وتعالى و أفضل في ميزان الشريعة من نظائرها في غير أيام العشر فلا شك أن هذا الزمان محبوب عند الله تبارك وتعالى مفضل والله جلت قدرته فاضل بين الأزمان فجعل ليلة القدر خير الليالي وجعل يوم النحر أفضل الأيام عند الله جل وعلا وقيل هو يوم عرفة لأنه مارؤيا الشيطان أذل ولا أدحر منه في ذلك اليوم وإن الله جل وعلى ليدنو عشية عرفة يباهي بأهل الموقف الملائكة يقول ما أراد هؤلاء.
ولكن الذي إليه المصير عند أهل العلم أن يوم النحر أفضل أيام العام لأن الحديث الذي ورد فيه سالم من المعارضة وفضل الله رب العاملين العشر الأول من شهر ذي الحجة على سائر أيام العام وفضل الله رب العالمين بعض الأمكنة على بعض فجعل الصلاة في المسجد الحرام بمئة ألف صلاة فضلا وأجرا وجعل الصلاة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بألف صلاة . فاضل الله رب العالمين بين الأماكن , وفاضل الله رب العالمين بين الأزمان وفاضل الله رب العالمين بين الملائكة فجبريل فهو مقدم الملائكة وهو الأمين صاحب الوحي إلى الأنبياء والمرسلين من لدن رب العاملين وفاضل الله رب العالمين بين الأنبياء والمرسلين فجعل أشرفهم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهو خير الرسل وأفضلهم وهو الذي صلى بهم صلى الله عليه وعلى آله وسلم في ليلة المعراج فهو صلى الله عليه وعلى آله وسلم إمامهم ومقدمهم وهو صاحب الشفاعة العظمى صلى الله عليه وعلى آله وسلم, وفاضل الله رب العالمين بين الناس فجعل أكرمهم عنده اتقاهم وميزهم بالتقوى والطاعة والإنابة لوجهه الكريم بعضهم على بعض وفضل الله رب العالمين الكتب المنزلة من لدنه سبحانه بعضها على بعض فالقرآن العظيم هو أشرف ما أنزل الله رب العالمين من الكتب لأن الله رب العالمين أوحى بهذا القرآن العظيم إلى نبيه الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم لخير أمة أخرجت للناس فقد فاضل الله رب العالمين بين الأمم فجعل أمة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم آخر الأمم زمانا وأولها وأعلاها مقاما فالحمد لله الذي جعلنا من أمة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما في حديث المسند وغيره وهو ثابت صحيح قال: ( والذي نفسي بيده لو كان موسى حيا ما وسعه إلا أن يتبعني ) فلو كان من امة محمد صلى الله عليه وسلم زمانا ووجودا ما وسعه إلا أن يتبع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ففضل الله رب العالمين هذه الأيام العشر على سائر أيام العام ,النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ( أفضل أيام الدنيا أيام العشر) ويقول صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله تعالى من هذه الأيام يعني العشر الأول من شهر ذي الحجة ) فقال الصحابة رضي الله عنهم وقد استشكلوا ذلك بعض الاستشكال فأرادوا أن يعلموا مقصد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله يعني لو ان عمل دون الجهاد وقع في هذه الأيام هو خير من الجهاد في غير هذه الأيام يا رسول الله فهذا وجه عند شراح الحديث ووجه آخر وهو أن الجهاد في هذه الأيام يفوت الحج والجهاد في غيرها لا يفوته فضن الصحابة رضوان الله عليهم أن الجهاد في غير هذه الأيام يكون أفضل من الجهاد في هذه الأيام إذ يفوت الحج على المجاهد فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (ولا الجهاد في سبيل الله ) ثم بين النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حالة هي خارج المقارنة قال : ( إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيئ ) و في رواية( إلا من عقر جواده وأهريق دمه) وهي بمعنى في الرواية الأولى( ثم لم يرجع من ذلك بشيئ ) فبين النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عظم العمل الصالح في الأيام العشر الأول من شهر ذي الحجة وبين النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنها لا يضارعها أمثالها تقع في غيرها بحال , والعلماء قد وقعوا في مسألة المقارنة بين العشر الأول من شهر ذي الحجة والعشر الأواخر من شهر رمضان لوقوع ليلة القدر فيهن وتوسط العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى فقال : إن أيام العشر الأول من شهر ذي الحجة أفضل من أيام العشر الأواخر من شهر رمضان وليالي العشر الأواخر من شهر رمضان خير من ليالي العشر الأول من شهر ذي الحجة والمحققون من العلماء على غير ذلك لأنهم يقولون أن الأيام إذا أطلقت دخلت فيها الليالي والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : ( ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله تعالى من هذه الأيام ) فأطلق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم, فدخلت الليالي تبعا وموطن المقارنة, أن العشر الأول من ذي الحجة فيها يوم التروية, وهو اليوم الثامن من هذا الشهر, حيث يتروى الحجيج قبل ذهابهم إلى منى أو كما قال بعض أهل العلم إنما سمي بيوم التروية لأنهم كانوا يأتون فيه بالماء على ظهور الروايا جمع راوية وهي النوق يؤتى بالماء على ظهورها محمولا في القرب من الأبار وحيث هو, فكانوا يتزودون بالماء قبل أن يذهبوا إلى منى في هذا اليوم وهو اليوم الثامن من شهر ذي الحجة فسمي بيوم التروية ويذهب فيه الحجيج إلى منى يصلون الظهر والعصر قصرا من غير جمع ويصلون المغرب والعشاء قصرا للعشاء من غير جمع ثم يبيتون بمنى ثم إذا ما طلعت الشمس وقد صلوا الفجر توجهوا إلى عرفات في اليوم التاسع وهو يوم عظيم فضله كبير أجر من صامه لله جل وعلى حيث بين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك كما في حديث أبي قتادة الذي أخرجه مسلم في صحيحه و أخرجه غيره أن النبي صلى الله عليه وعلى آله مسلم أخبر (أن صيام يوم عرفة يكفر سنة ماضية وسنة باقية) و أن النبي صلى الله عليه وسلم كما في الرواية الأخرى( يحتسب على الله تبارك وتعالى أن من صام يوم عرفة كفر الله رب العالمين عنه ذنوب سنة مضت وذنوب سنة بقيت) وفي هذا اليوم كما أخبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وروت ذلك عنه عائشة رضي الله عنها وأخرجه مسلم في صحيحه قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( ما في يوم أكثر من أن يعتق فيه الله عبدا من النار من يوم عرفة) فهذا هو أكبر موسم يعتق الله رب العالمين فيه اهل الطاعة وهؤلاء الذين هم مذكورون في هذا الحديث من أولئك الذين تركوا ديارهم وخلفوا اهليهم و أحبابهم وراءهم وخرجوا لله رب العالمين ملبين وتجمعوا في صعيد عرفات يدعون الله تبارك وتعالى مخلصين .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( وإنه سبحانه ليدنو عشية عرفة يباهي بهم الملائكة يقول ما اراد هؤلاء) , وصفة الدنو حق على حقيقتها على الكيفية التي تليق بالله جل وعلى وإن الله تبارك وتعالى يعتق في هذا اليوم العظيم من خلقه المؤمنين الموحدين المسلمين المنيبين المخبتين ما لا يقع مثله في أيام العام كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم, ففي العشر الأول من شهر ذي الحجة يوم التروية وفيها يوم عرفة فهم يوم عظيم جليل القدر جدا وفيها يوم النحر وهو اليوم العاشر وفيه ينحر الحجيج بعد ان يدفعوا من المشعر الحرام إلى منى بعد أن تسفر الشمس يضلون في الدعاء لله رب العلمين حتى إذا ما دنى الإسفار جدا دفعوا إلى منى لرمي الجمرة جمرة العقبة الكبرى وعندها تنقطع التلبية, وفي هذا اليوم العظيم اعمال للحج هي معظم ما في الحج من أعمال, فالذين نظروا إلى الأيام قالوا إن ذلك إنما يقع في الأيام العشر الأول من شهر ذي الحجة وأما في العشر الأواخر من شهر رمضان ففيها ليلة لا تقاوم في فضلها هي خير من الف شهر لمن قامها لله رب العالمين إمانا واحتسابا متبتلا منيبا خاشعا وقد نص على فضلها القرآن العظيم ,((ليلة القدر خير من ألف شهر )), ولذلك وقع التفاضل بين العشر الأول من شهر ذي الحجة والعشر الاواخر من شهر رمضان والذي في الحديث , النبي صلى الله عليه وسلم إطلاق لا تقييد فيه, فدخلت الليالي في الأيام تبعا, فهذا موسم عظيم جدا بل هو أكبر مواسم الطاعات في العام, وهو العشر الأول من شهر ذي الحجة, وسعيد بن جبير الذي روى عن ابن عباس رضي الله عنهما كان إذا دخل العشر, اجتهد في العبادة بما لا يستطيع أن يزيد عليه, وهذا من فقهه للحديث الذي رواه وتلقاه عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم والعمل الصالح يدخل فيه الصلاة والصدقة والصيام والدعاء والذر وتلاوة القرآن والعطف على المساكين والايتام وصلة الأرحام ومذاكرت العلم وبثه …إلى غير ذلك وكل ذلك يدخل في العمل الصالح فكل ما هو محبوب عند الله تبارك وتعالى مشروع إذا أتى به العبد وقد توفر فيه شرطا قبول العمل عند الله تبارك وتعالى إذا ما وقع ذلك على هذه الصفة وهو أحب العمل إلى الله تبارك وتعالى كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم والعمل لا يتقبل عند الله جل وعلى إلا إذا كان لله خالصا فلم تخالطه سمعة ولا شهوة بإراءة الناس العمل واطلاعهم عليه وهو الرياء وكذلك التسميع حيث يسمع من يسمع بما أتى من عمل صالح فالتسميع للسمع والرياء للرؤيا فإذا جاء العمل خالصا لله رب العالمين ليس لغير الله فيه شيئ وتوفر فيه الشرط الثاني وهو متابعة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان مقبولا عند الله رب العالمين فهذه الفرصة اللائحة إذا مرت قد لا تعود لأن الإنسان لا يدري ما يكون في غد ولا يعلم أحد عمره الذي قدره الله رب العالمين له مضروبا عليه بالأجل الحتم اللازم الذي لا بد منه فإذا آتى الله رب العالمين مسلما هذه الفرصة فعليه أن يجتهد في اقتناصها واهتبالها وعليه أن يكون حثيث السعي لتحصيلها وعدم تفويتها فعليه أن يقبل على رب العالمين بالتوبة والإنابة وينخلع وينسلخ من المعاصي والذنوب و أن يرد المظالم إلى أربابها وأن يسترضي الخصوم وأن يجتهد في أن يكون مخلصا لله رب العالمين متبعا لنبيه الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم دلنا على أمر من الأمور التي يغفل عنها كثير من الناس من المسلمين الطيبين, فالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد رغب في الأضحية وحث عليها بقوله وفعله وإقراره صلى الله عليه وعلى آله وسلم والأظهر عند أهل العلم انها واجبة على القادر عليها أن الأضحية واجبة وهذا مذهب الثوري والأوزاعي وهو مذهب أبي حنيفة وإليه مال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى أن الأضحية و الإضحية وكذلك الضحية والأضحات ففيها أربع لغات أن الأضحية واجبة على القادر والجمهور على أنها سنة مأكدة لمن كان قادرا والصواب أنها واجبة على القادر عليها ورغب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيها وأتى بها فعلا وحث عليها قولا وأقرها إقرارا صلى الله عليه وعلى آله وسلم فثبتت مشروعيتها في الكتاب والسنة وثبتت مشرعيتها في بالسنة بجميع صورها قولا وفعلا وإقرارا بإجماع الأمة وحض النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على أمر يغفل عنه الناس يتعلق بهذه الشعيرة الظاهرة من شعائر الإسلام العظيم (( ذلك ومن يعظم شعائر الله )) ومن شعائر الله الظاهرة ومن سنن الله رب العالمين التي سنها لنا نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم سنة شرعية في دين الله جل وعلى تتبع وهي واجبة هذه الأضحية النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أخبر كما في حديث أم سلمة الذي أخرجه مسلم في صحيحه أنه إذا أهل هلال الحجة وكان لأحدكم ذبح فلا يأخذ من شعره ولا من ظفره شيئ حتى يضحي والأظهر أن هذا النهي للتحريم وان الإنسان إذا كان مضحيا فعليه ان يجتنب الأخذ إذا أهل هلال الحجة ودخل الشهر ان لا يأخذ من ظفره ولا من شعره شيْء ما دام مضحيا حتى يضحي فالنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن هذا الامر وأظهر الاقوال عند أهل العلم أن النهي للتحريم واختلفوا هل يلزم ذلك من كان مضحيا ومن كان مضحا عنه ام أن ذلك يلزم المضحية وحده قولان وعند كثير من أهل العلم أن من كان مضحيا وأن من يضحى عنه عليهم جميعا أن يمسكوا عن الاخذ من الأشعار والأبشار والأظفار حتى يضحي المضحي والأضحية إنما تبدأ من بعد صلاة العيد في الأمصار عند صلاة العيد أو بمرور زمن يوازي ذلك في الأماكن التي لا يصلى فيها العيد كأهل البوادي وغيرهم فلا بد من مراعات الوقت لأن الذي يذبح قبل الوقت إنما قدم لأهله لحما كما قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فمن ذبح قبل الصلاة فإنما هو لحم قدمه لأهله وأمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما انصرف أمر من كان قد ذبح قبل الصلاة أن يعيد غيرها مكانها فبين النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الزمن الذي تقع فيها هذه الشعيرة العظيمة من شعائر الله رب العالمين وأن ذلك يبدأ بعد صلاة العيد والخطبة لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان إذا ما فرغ قدم أضحيته صلى الله عليه وسلم و كان يأتي بها مذبوحة هنالك عند المصلى ويبدأ الناس في الذبح بعد فالعلماء على أن الأفضل أن ينتظر إلى ما بعد الخطبة إلى بعد ذبح الإمام إن كان ذابحا مضحيا عند المصلى ثم يضحي الناس بعد ويمتد أوان الذبح إلى غروب الشمس من اليوم الثالث من أيام التشريق وهو اليوم الرابع فإن اليوم الأول هو الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر وقبل ذلك اليوم العاشر وهو يوم العيد فزمان النحر أربعة أيام من بعد صلاة العيد إلى غروب الشمس من آخر أيام التشريق وهو رابع أيام العيد في عرف المعاصرين وهو اليوم الثالث من أيام التشريق كانت تذبح ضحى وهذا هو الأفضل وأن يقع الذبح في يوم النحر ضحى ومنه اشتق اسمها فهي الأضحية وهي الأضحات والضحية والإضحية وكل ذلك إنما اشتق من وقت الضحى وأن الملابسات كان العرب يأخذون منها تسمية كما سمو الدفع إلى المزدلفة وما يكون هنالك من الجمع سموها جمعا لأن الحجيج عندما يفيضون من عرفات إلى المشعر الحرام يجتمعون هنالك في المزدلفة فسميت جمعا وهي المزدلفة والمشعر الحرام, فإذن هذه تذبح ضحى.
النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم دلنا على ان من كان مضحيا وأهل هلال الحجة ودخل الشهر أن يمسك عن أظفاره وشعره حتى يضحي فإذا وقعت أضحيته فإنه حين إذ يأخذ ما شاء من أظفاره ويأخذ ما شاء من شعره على حسب ما سنه له رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم, العمل الصالح في الأيام العشر الأول من ذي الحجة كثير ومتنوع وأعلى ذلك وأجلاه أن يطهر المرء اعتقاده لله من درن الشرك والكفران وأن يحصل التوحيد الحق مقبلا على الله رب العالمين بإخلاص وأن يعلم ان الله رب العالمين أسس الملة على هذا الأصل العظيم وهو توحيد رب العالمين فلا يصح عمل ولا يقبل عند الله تبارك وتعالى لم يكن مؤسسا على هذا الأصل الأصيل الذي لأجله خلق الله رب العالمين الخلق فإن الله رب العالمين خلق الخلق لتوحيده بعبادته وصرف العبادة له وحده جل وعلى, فأعظم ما يأتي به العبد في كل حين وحال ويتأكد ذلك في هذه الأيام إذ هي أفضل أيام الدنيا كما قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأفضل ذلك أن الإنسان يجتهد في تحرير إعتقاده لله رب العالمين وحده وأن يجتهد في تعلم التوحيد, يقبل عليه ويحصله وفي معرفة الشرك ليبتعد عنه وليجتنبه وليحذر وينفر منه لان الإنسان إذا أقبل على الله رب العالمين بالعمل الصالح من غير توحيد فهذا بنا على غير أساس وهذا كالذي يقيم بناءه على شفى جرف هار أو كالذي يبني لا على متحرك الرمال بل إنه يبني على الماء وهذا لايمكن أن يأتي من عمله خير لأن العمل لا يكون صالحا متقبلا عند الله رب العالمين إلا إذا توفر فيه الشرطان أن يكون خالصا مبنيا على التوحيد لله رب العالمين وحده بريئا من الشرك ومن الرياء ومن السمعة ومن ملاحظة الخلق بعين البصيرة وإنما يكون خالصا لله رب العالمين ويكون العبد فيه متبعا فيه لنبيه الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم فعلى الإنسان أن يحرر هذا بدأ لكي يبني على أساس متين لأنه إن بنا على غير هذا الأساس فلا قيمة لعمله بالمرة بل إنه ربما كان معاقبا عليه مؤاخذا به والله رب العاملين إنما خلقنا لتحقيق هذا الأصل الكبير وهو إفراد الله رب العالمين بالعبادة وإخلاص العبادة لله رب العالمين وحده وتوحيد الله رب العالمين فالملة مؤسسة على هذين الأصلين : ألا يعبد إلا الله وألا يعبد الله إلا بما شرع ، ألا يعبد إلا الله: أشهد أن لا إله إلا الله ـ وأن لا يعبد إلا بما شرع : أشهد أن محمداً رسول الله، فهذا هو دين الإسلام العظيم يقوم على هذين الأصلين ؛ على التوحيد و الإتباع وعلى العبد أن يجتهد في تحقيق هذا الأصل ثم فلْيبْن بعد ذلك عليه ما شاء من عملٍ صالح على قانون محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم متبعاً فيه هدي نبيه ،غير مبتدعٍ في شيء من أموره ،وإنما يسير خلف الرسول صلى الله عليه وسلم يقتفي أثره ، ولا يمكن أن يكون العمل خالصا لله رب العالمين وقد خالطه الرياء وداخلته السمعة ، ولا يمكن أن يكون العمل صالحاً وقد مازجته البدعة ، ومن أجل أن يكون العمل على قانون الاتباع ؛ ينبغي أن تتوفر فيه ستة شروط :
وهي أن يكون خالصا في
سببه
وجنسه
وزمانه
ومكانه
وكمه
وكيفه
؛ فلا بد أن يكون في جنسه مشروعاً فلا يتعبد عبد بالرهبانية ويقول إني أتقرب بها إلى الله فجنس العمل لا بد أن يكون مشروعاً ، ولابد أن يكون مما شرعه الله رب العالمين على لسان رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، لو أن إنسانا أراد أن يضحي بفرس نقول له ابتدعت وما أحسنت ولا يجزئ عنك ، والجنس الذي حدده الله رب العالمين هو بهيمة الأنعام من الإبل والبقر والغنم من المعز والضأن على حسب السن والخلوّ من العيوب التي لا تجزئ الأضحية إذا ما تلبست بها أو بأحدها فلابد أن يأتي بالجنس الذي شرعه الله رب العالمين ، فإذا تجاز ما شرعه الله رب العالمين إلى غير ما شرعه الله فقد ابتدع في دين الله رب العالمين وعمله مردود عليه لأنه لم يحقق فيه شرط الاتباع لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا بد أن يكون السبب الدافع للعمل الشرعي مشروعاً في أصله ،مشروعاً في فصله ، وأن يكون مشروعا في جنسه وكمه وكيفه وزمانه ومكانه ، فإذا اختل واحد من هذه الستة لا يكون العبد الذي يأتي بالعمل متبعاً لرسول الله بل يكون متبعاً لهواه ويكن مبتدعاً في دين الله ، فلو أن إنسانا دعاه شيطانه إلى أن يتعبد لله رب العالمين في مناسبة يقول هذه مناسبة فاضلة : سأصوم يوم التحرير سأقوم ليلة عيد النصر أو يقول في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب سوف أقوم وأذكر وأتلو وأركع وأسجد ؛ هذا سبب غير شرعي فلابد أن يكون السببُ مشروعاً كما الجنسُ سواءً بسواءٍ فيكون مشروعاً في جنسه مشروعاُ في سببه مشروعاُ في كمّه : فلو صلى الظهر ستَّ ركعاتٍ لم يصحّ ، ولو صلى الظهر ركعةً لم تصحّ ، وكذلك في سائر الأعمال التي نُصَّ فيها على المقدار لا يجوز أن يقع المرء دونه ولا أن يتجاوزه بحال ، وكذلك ما يتعلق بالكيف فلو قدم في الصلاة السجود على الركوع أو أتى بالتشهد قائما أو أتى بالفاتحة في موطن التشهد إذا ما أخل بأمثال هذه المسائل كمَّا وكيفاً كان مبتدعاً لا متبعاً لا متبعا ، وكذلك إذا لم يراع الزمان فذهب إلى عرفات في اليوم الثامن فوقف بعرفات قبل الزحام فهذا كما ترى قد أخل ـ وإن أخذ بشرط المكان ـ أخل بشرط الزمان وكذلك إذا ما وقف بالمزدلفة في اليوم التاسع في يوم عرفة أو وقف خارج حدود عرفات فخالف في المكان وخالف في الزمان فإنه حينئذ يكون مبتدعا لا متبعاً فمن أجل أن تكون متبعاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم فينبغي عليك حينئذ أن تراعي هذه الشروط وهي الجنس والسبب والكم والكيف والزمان والمكان وفقك الله إلى ما يحبه ويرضاه .
الإنسان ينبغي عليه أن ينتهز هذه الفرصة و هي هذه الأيام التي هي أفضل أيام الدنيا كما قال رسول الله ، وهي الأيام التي لا يضارعها أيام في وقوع العمل الصالح فيها ، فالعمل الصالح فيها أحب إلى الله رب العالمين فيها من سائر أيام العام ولياليه وعلى الإنسان أن يجتهد في تحصيل هذا الأمر لأنه حياته الباقية (وإن الدار الخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون ) فعليه أن يقدم لنفسه وعليه أن يقبل على شأنه وعليه أن يفتش ضميره وأن يراجع قلبه وأن ينظر في أطواء فؤاده وأن يتأمل في أخلاقه وأن يفحص في حقيقة عقيدته وتوحيده وأن ينظر في أصل اتباعه وأن يتأمل في مسيرة حياته وأن يتلبث قليلاً متروياًّ من أجل أن ينظر ما فات كيف فات وهذه السنون المتطاولات لا يحصل منها المرء اليوم إلا خيالاً عابراً أو طيفاً حائلاً أو برقاً خُلًّباً فقد مضت ، فإن قست ما بقى وهو قليل بالنسبة إلى ما مضى والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : " أعمار أمتي بين الستين والسبعين وقليل من يجاوز " فإذا تأمل المرء ما مضى وقد مضى بما فيه من لذةٍ وعذاب ، وسرورٍ واكتئاب ، مرَّ بما فيه من معاناة وتمتع ، مرّ بما فيه مما يؤلم القلب ويضني الفؤاد ، ويلذع الكبد ويأتي بالسهاد ، مرّ هذا كله ثم صار إلى ماذا؟ إلى المساءلة والمحاسبة ، لأن الله رب العالمين أمر الحفظة بكتابة كل شيء فذلك مقيد(( أحصاه الله ونسوه)) ، فعلى المرء أن يقف وقفة متأنية وأن يتأمل في مكسبه ماهو؟ وكيف هو؟ أمن حلالٍ هو ؟يحصِّل من طريق صحيح هذا المال أم من طريق فيه شبهة؟ لا أقول من طريق حرام فهذا معلوم يتورع عنه ما كان لله رب العالمين متقيا ومن عذاب النار متقيا ومن لهيبها خائفا ، وإنما يتوقف ناظرا: هذا الذي أحصله من كسب هذه الحياة ما فيه؟ أفيه شبهة؟ فضلا عن أن يكون من حرام ، فعليه أن يتحرى مطعمه وعليه أن يتحرى إنفاق لحظات حياته وثوانيها وأن يتأمل في أطوائها وخفاياها وأن ينظر في دوافعه وبواعثه وعليه أن يجتهد في أن يركز في قلبه وضميره وخاطره ونفسه حقيقة اللائحة لا يعشُ عن سناها إلا من طمس الله على بصيرته ولا يعمى عن حقيقتها إلا من كان خائباً خاسرًا فاشلا ًهذه الحقيقة هي أن أغمض ما تعالجه وأصعب ما تزاوله وأعتى وأعنف وأقسى ما تعالجه في الحياة نيّتُك كما قال الصالحون : ما عالجت شيئا هو أشق عليّ من نيتي ، وكان الواحد منهم إذا ما أراد أن يخرج إلى عمل من الأعمال الصالحة يتلبث حتى يحرر النية يسأل نفسه لم تذهب؟ كما يسأل نفسه لم لا تذهب؟ ويسأل نفسه لم تتكلم؟ كما يسأل نفسه لم لا تتكلم؟ وفتش في ضميره وينقب عن حقيقة دوافعه فإن الدوافع معقدة ولأن الأحداث متراكبة ولأن خطى الحياة متسارعة ولأن الوقائع في الحياة متداخلة متشابكة ولأن الناس في أمر مريج والله رب العالمين بعد محاسب كل أحد على ما قدم وأخر ؛ على ما قدمه أمامه من عمل وما أخره وراءه مما يتبعه الناس فيه من بدعة ابتدعها أو أصل منحرف أصّله فما تزال أوزار القوم وآثامهم منصبة عليه حتى ينقطع ذلك لا ينقص ذلك من أوزارهم شيء كما قال رسول الله ، ما قدم وما أخر ، فهذه فرصة قد لا تعود إن مضت قد لا تعود والعبد دائما على وجلٍ من غده لا يدري أتشرق عليه شمسه أو تأتي وهو في ظلام رمسه ، والله عز وجل أسأل أن يرحمنا برحمته وأن يتغمدنا برحمته التي وسعت كل شيء وهو على شيء قدير وصلى الله وسلم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .

الخطبة الثانية :

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له هو يتولى الصالحين وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلاة وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين
أما بعد:
فلا شك أن الصيام من العمل الصالح والرسول صلى الله عليه وسلم رغّب في العمل الصالح في العشر الأُوَل من شهر ذي الحجة والصيام من أعلى العبادات ومن أجلها قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم :" عليك بالصوم فإنه لا عِدْل له " وبمعنى ذلك في الحديث الآخر "عليك بالصوم فإنه لا مِثل له " لا مِثل له : لا عِدل له ، فالصيام لله تبارك وتعالى وحده يجزي عليه بلا حساب ويؤتي ربنا تبارك وتعالى الصائمين أجورهم موفورة لا يُقادَر قدرها ولا تحصى عدتها وهو ذو الفضل والمنة وهو على كل شيء قدير ، فالصيام في العشر الأول تغليباً إذا ورد لأن اليوم العاشر يحرم صيامه بإجماع فإنه يحرم صوم يوم العيد أضحى وفِطراً فهذا لا خلاف عليه والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم دل على فضيلة العمل الصالح في العشر الأُول يدخل فيه الصلاة والذكر تهليلاً وتحميداً وتسبيحاً وتكبيراً ويدخل فيه تلاوة القرآن ويدخل فيه طلب العلم وبثه وإذاعته بين الناس ، ويدخل فيه الصيام والزكاة والصدقة وبر الوالدين والعطف على الأيتام والمساكين وصلة الرحم وحسن الجوار وما أشبه من الأعمال الصالحات فيدخل الصيام ، غير أن مسلماً رحمه الله تعالى أخرج في صحيحه من رواية عائشة رضي الله عنها قالت " ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم صائما العشر قط" وفي رواية " ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم صائماً في العشر قط" فأخبرت رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم ما رأته هي " ما رأيت النبي" فالمنفيُّ رؤيتُها " ما رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم صائماً في العشر قط " أو " العشرَ قط" ، تمسك بعض الناس بهذا الحديث وقالوا : صيام العشر وهو تغليب كما هو في اللغة الشريفة التي أنزل الله بها كتابه ونطق بها النبي صلى الله عليه وسلم بيانه وهو تغليب للتِّسع منحّاةً مع إظهار العشر وإنما ينصب ذلك على التسع لأن العاشر لا يصام بيقين فمحرمٌ صيامه إجماعاً ، فالنبي صلى الله عليه وسلم أخبرت عائشة عن عدم رؤيتها له صائما في هذه الأيام التسع الأول من شهر ذي الحجة فتمسك بعض الناس بذلك وقالوا صيام هذه الأيام مكروه ، وكثير من الناس عندما ينظرون إلى الحقيقة ينظرون إليها من قفاها فلا يبصرون منها شيئا ذا طائل وإنما ما هنالك من قفا الحقيقة وأما وجهُها فبمَبعَدة وكثير ممن تطفل على هذا العلم الشريف الذي خط لنا ربنا تبارك وتعالى سبيله ووضّح لنا منهاجه كثيرٌ ممن تطفل على هذا العلم لم يدخله من بابه ولم يتسور عليه محرابه وإنما بعضهم يتلصص مسترقاً للسمع يوشك أن يلحقه شهاب راسد ، وبعضهم يحفر تحت الأرض خندقاً ليفاجئ أهل البيت إلى غير ذلك من وسائل لا تُرضي ولاتُرضَى , وأما أهل العلم الذين ينظرون في حقائق الشرع فإنهم يجمعون الأدلة في المسألة الواحدة وينظرون فيها نظر المحققين إن كانوا بتلك المثابة وإلا فيكل المرء الأمرَ إلى أهله ويسأل عنه عالماً لكي يخرج من التَّبِعة ،أما أن يتهجم على ما لا يحسنه ! والعلم يا صاحبي في هذا العصر يتيم يلطمه كل من آتاه الله قدرة على تحريك كفه ، صار لطيمة في هذا العصر يتكلم فيه كل من ملك لساناً فصار كلأً مستباحاً ، ولم يفرق المسلمون بين الثقافة الدينية يحصّلها الرجل والعلم على أسسه وأصوله وقواعده ، فظل كل من عرف شيئا في دين الله عالماً ومفتياً فوقع الناس في أمر عظيم ، إلى الله المشتكى ، ناسُ يوعظون فيظنون الوعظَ العلمَ ! هذا خطأ مبين ، والوعاظ طائفة معروفة يرققون القلوب ويسيلون المدامع ويقربون الناس إلى الجادة وللعلماء عملهم ، أما أن يصير الواعظ عالما يؤخذ منه ويحصل ما عنده ويُستفتى فهذا فتق في ثوب الشرع لا يُرتق ،هذه عظيمة من العظائم التي فُتقت في الديانة ، كما جلس بعض سلفنا الصالحين من الأئمة الكبار ناحيةً يبكي فقيل ما يبكيك ، قال : استُفتي اليوم من لا علم عنده ووقع في دين الله أمر عظيم . الذين يجمعون الأدلة ويحصّلون أقول أهل العلم وينظرون نظر المحققين والرجل قد يكون ناطقا بالعربية وهو أعجمي القلب والفهم ولا يدري سر العربية ولا ينفذ إلى حقيقة ألفاظها وعباراتها وتراكيبها فتجد الواحد منهم أضل من حمار أهله عندما يتكلم في مسائل الشرع يخبِط ههنا وهناك لا يدري من أمر نفسه شيئا وكأنما مسّته من الجِنة ما يجعله متلذذا على أحر من الجمر والعاطفة الدينية بالحماسة الشرعية وحدها لا تكفي بل هي تكون أحيانا أضرّ على دين الله وأضلّ لأهلها من غيرها ,,لو وقعت منضبطة بقواعد الشريعة المكينة المتينة . على كل حال تمسك من تمسك بحديث مسلم من رواية عائشة ، عند أحمد وأصحاب السنن بلفظ وقع فيه اختلاف: عن حفصة رضي الله عنها" أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم العشر" ووقع التعارض ظاهراً ، وعند النسائي عن أم سلمة رضي الله عنها " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم العشر الأُوَل " تعني من شهر ذي الحجة ، وفي رواية لها في ذات الموضع "أنه كان يصوم التسع" وقد صحح الروايتين الشيخ ناصر رحمه الله تعالى وغيره ، فلما نظر الأئمة لهذا التعارض كانت لهم مسالك : منها أن الإمام أحمد قال: إن حديث عائشة قد ورد متصلاً ومرسلاً فكأنما طعن فيه ،قد يقول قائل من الظرفاء : الإمام أحمد ضعف حديثا رواه مسلم يعني أن الإمام أحمد رحمه الله أخذ صحيح مسلم فنظر فيه فضعّف الحديث ! هل كان هنالك مسلم بصحيحه عند أحمد ؟! لا بأس هذا يقع ، هذا يقع بلا خلاف ومنه كثير ، على كل حال الإمام أحمد لما نظر في هذا الحديث قال إن هذا الحديث فيه شيء وقد ورد موصولا مرفوعا وورد مرسلا ولكنّه ثابت صحيح ، هو ثابتُ صحيح .
هنالك مسلك آخر قالوا: إن المثبِت مقدم على النافي ، ومن عنده مزيد علم مقدم على من لا علم عنده ، وحديث حفصة وحديثا أم سلمة فيهما مزيد علم على ما ذكرته عائشة رضي الله عنها من نفي علمها ورؤيتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم صائما في العشر ، فلعلها لم تر ذلك منه صلى الله عليه وسلم لعارض عرض له فأفطر أو لسفر كان فيه أو لأنها لم تعلم ذلك ، وعلى كل حال فالمثبت مقدم على النافي ولذلك لما بوّب بعض أهل العلم لهذا الحديث جعلوه تحت فضل صيام العشر الأول من شهر ذي الحجة وقالوا تحت هذا العنوان فيما بوّبوه" عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام فجعلوا هذا الحديث كما صنع النووي رحمه الله وقال :هي مستحبة استحباباً شديداً وكان لاحظاً ملاحظاً للخلاف فقال : ولا كراهة فيها فهو يعلم أن هناك من يقول بالكراهة وهو شارح لصحيح مسلم وحديث عائشة فيه وفي الموضع نفسه عند شرحه ينص على أنه لا كراهة فيها وغيره من أهل العلم الكبار الأفذاذ .
إذا توقفت عند حديث عائشة رضي الله عنها فما تعديت ولكن لا تجبر الناس على ما اخترت وما وقف عنده علمك ، تماما كما ستسمع أن صوم يوم السبت في غير الفرض حرام حرام حرام! وحديث عبد الله بن بُسر عن أخته الصماء وقع فيه اضطراب كما هو معلوم بل إن المتن نفسه مراجع فيه لان فيه : لو لم يجد أحدكم إلا لحاء كرمة ـ أي عنبة ـ في معنى ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم فليفطر عليه : فليمضغه ، والصائم إذا أراد الإفطار لا يحتاج إلى هذا ، فنظروا في المتن فتكلموا فيه ، قالوا يكفي أن يفسخ ذلك عقداً ونيةً ليصير مفطراً وهذا معلوم لا ينازع فيه أحد من أهل العلم يكفي لفسخ الصوم أن تذهب نيتك بالصوم فإذا أنت مفطر وإن لم تأكل ولم تشرب ، فنظروا في المتن فلحظوا هذا وأما الإسناد فوقع فيه الاضطراب فمرةً يروي عبد الله بن بسر عن أخته الصماء ومرة عن أبيه أوعن عمه ، وقع اضطراب في الرواية ، في هذه الرواية اضطراب كبير حتى أن أبا داوود قال: هذا منسوخ وقال مالك : هذا كذب، وليس كذلك في الحقيقة بل الحديث ثابت ولكن أهل العلم يجمعون الأدلة ، النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما مر على إحدى أمهات المؤمنين وجدها صائمة في يوم الجمعة فقال لها " أصمتِ الأمس ؟" قالت : لا ، قال :"تصومين غدا ؟" قالت: لا ، قال :"إذن فأفطري" . والغد هو السبت أم تراه غيره ، لا شك أنه السبت قال " أتصومين غدا" قالت:لا ، قال: "فأفطري" . قال النبي صلى الله عليه وسلم : "أحب الصيام إلى الله صيام داوود يصوم يوما ويفطر يوما" ولم يرد مطلقا أنه : إلا في يوم السبت ، فإذا جاء، فأنت تصوم يوما وتفطر يوم فإذا جاء يوم سبت إياك أن تفطر لم يرد هذا قط . فجمع الأئمة رحمة الله عليهم الأحاديث ونظروا وقالوا إنما الكراهة منصبة على من أفرد السبت بالصيام من غير أن يصوم يوماَ قبله ولا يوماً بعده ؛ أن يفرده وحده ثم قالوا إن المرء إذا فعل ذلك فقد كان هذا الفعل تعظيما لهذا اليوم وهو يوم تعظّمه اليهود ولا بد من مخالفتهم فيه فلا يجوز أن يصوم أحد السبت في غير فرض كما قالوا، وأما أهل العلم لما جمعوا قالوا : إنما المكروه هو التخصيص والإفراد فإذا وقع في صيام أحدكم كأن يصوم يوماً ويفطر يوماً فلا حرج عليه ، وكذلك لو أنه صام قبله يوما كما قال رسول الله لأم المؤمنين " أتصومين غدا " وكانت قد أنشأت الصوم في يوم الجمعة فلما قالت لا قال :" إذن أفطري " ولا تفردي الجمعة بصيام كما النهي عن إفراد ليلها بقيام ، العلماء لما نظروا والحديث لم نجده نحن ولم يقع في أيدي أسلافنا من المحدثين وإلا فكيف جاء لقد مر على قوافل المحدثين منذ الصحابة إلى يوم الناس هذا وتكلموا في الحديث بما تكلموا فيه وأعلم أن الحبر الكبير والعلامة الخطير الشيخ الألباني رحمة الله عليه صححه كما في الإرواء وجمع طرقه وقال بحرمة صيامه في غير الفرض أعلم ، ولكن ما الحرج من أن يصير المرء إلى الصواب لا شيء، أعلم أنه فعل ذلك وهو من هو رحمة الله عليه وتابعه بعض إخواننا من تلامذته وصنف في ذلك مصنفاً وهو محسن في ما جمع غير مسيء فقد أحسن من توقف عند حدود ما علم ، وعليه فإذا ترجح عندك ما قاله العلامة الشيخ ناصر فلا حرج عليك أن تتبعه فقد قال يحرم صومه في غير الفرض ولو وافق بقدر الله يوم عرفة فعليك أن تفطر في يوم عرفة إذا كان موافقا ليوم السبت وأجرك محفوظ لاتباعك لرسول الله ؛ كلامه رحمه الله تعالى . فمن صح عنده الحديث فلا حرج ، أما تُحمل الأمة في غير ما فرض الله عليها على قول واحد فلم يكن ولن يكون ، إنما أدى إلى الاختلاف بين الشبيبة المسلمة وطلاب العلم التحجر على بعض الأمور من غير نظر ومعلوم أن من تتبع رخص أهل العلم احتمع فيه الشر كله ، ولكن لا بد من النظر في كلام أهل العلم سلفاً وخلفاً ، هذا مالك يقول : حديث كذب ، وليس كذلك رحمه الله تعالى ، أفيسعنا أن نخالف مالكاً في رميه للحديث بالتكذيب ولا يسعنا أن نخالف الشيخ الألباني رحمه الله في قوله بحرمة صيامه في غير الفرض ! هذا أمر كبير ، ومقامه رحمة الله عليه محفظ فهو المحدث الجليل والعلامة الخطير ، ومن بعث الله على يديه السنة في هذا العصر أسأل الله أن يرحمه رحمة واسعة . ولكن اخرجوا من المضائق رحمكم الله وكفوا عن التهريج والتهويش وأقبلوا على العلم الصحيح ولا يتحجرن أحد على شيء فقد خالف ما ذهب إليه الشيخ عبد العزيز من القبض على الصدر بعد الرفع من الركوع وقال بدعةٌ ضلالةٌ أو بدعةُ ضلالةٍ على الإضافة ، لا حرج وأما الشيخ عبد العزيز فيقول : وأخونا الشيخ ناصر رحمه الله لا نعلم تحت أديم السماء أحدا هو أعلم بحديث رسول الله منه ولكنه أخطأ في هذا القول ، فكان ماذا؟ لا شيء ، ثم قال: لا ينبغي أن يقع عقد الولاء والبراء على أمثال هذه الأمور فمن ترجح عنده القبض فليقبض ، ومن ترجح عنده الإرسال بعد الرفع من الركوع فليرسل وأما التثريب والتبديع في مثل هذه الأمور فشيء كبير إدٌّ لا يقع فيه إلا المغفلون الذين يحاربون
الدين ويعاندون مسيرة المسلمين وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ، والشافعي رحمه الله أخبر أن الأمة لن تجتمع في الفروع على قول واحد أبداً ، ومالكٌ قال لمن أراد أن يحمل الناس على الموطأ حملاً : إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تفرقوا في الأمصار وعند كلٍٍّ علم ،فنحّى حب النفس جانبا ولم يقبل حمل الناس بحدّ السيف ووقع السوط على الموطأ الذي قال فيه الشافعي قبل البخاري ومسلم: ما تحت أديم السماء كتاب هو أصح بعد كتاب الله من موطأ مالك ، فالأمر يسير ما دمت لا تتبع الهوى وإنما على قواعد العلم الصحيح تسير والله المستعان وعليه التكلان وصلى الله وسلم على نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
رابط المادة

المصدر




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

رسالة قيام رمضان

رسالة قيام رمضان

فضله وكيفية أدائه ومشروعية الجماعة فيه

ومعه بحث قيم عن الاعتكاف



تأليف / الشيخ محمد ناصر الدين الألباني


طبعة المكتبة الإسلامية


الطبعة السادسة 1413 هـ


دعوة لاخيك بظهر الغيب مستجابة …………….فلا تحرمونا منها فهي لا تكلف الكثير


الملفات المرفقة
نوع الملف: zip رسالة قيام رمضان.zip‏ (30.0 كيلوبايت, المشاهدات 92)


رسالة قيمة جزاكم الله خيرا على النقل
وبالخصوص المرفق الخاص بالاعتكاف هاته السنة التي أندثرت وأصبحنا ،قرأ عنها في كتب الفقه ولا نشاهد من يفعلها
نسأل الله أن يوفقنا الى قيام رمضان وأغتنام أوقاته في طاعة الله


الملفات المرفقة
نوع الملف: zip رسالة قيام رمضان.zip‏ (30.0 كيلوبايت, المشاهدات 92)


بارك الله فيك جاري التحميل


الملفات المرفقة
نوع الملف: zip رسالة قيام رمضان.zip‏ (30.0 كيلوبايت, المشاهدات 92)


مشكور على الموضوع يا مبدع


الملفات المرفقة
نوع الملف: zip رسالة قيام رمضان.zip‏ (30.0 كيلوبايت, المشاهدات 92)


بارك الله فيكِ … يُرْفَعُ و يُثّبَّتُ للفَائِدَة ،،


الملفات المرفقة
نوع الملف: zip رسالة قيام رمضان.zip‏ (30.0 كيلوبايت, المشاهدات 92)


التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

كلام أهل العلم في مسألة الطعام والفجرين

تعليمية تعليمية

قال النووي -رحمه الله-: قال أصحابنا: والأحكام كلها معلقة بالفجر الثاني، فيه يدخل وقت صلاة الصبح ,ويخرج وقت العشاء ,ويدخل في الصوم ,ويحرم به الطعام والشراب على الصائم ,وبه ينقضي الليل ويدخل النهار ,ولا يتعلق بالفجر الأول ((الكاذب)) شيء من الأحكام بإجماع المسلمين)). [المجموع (3/44)]وقال أبو عمر بن عبد البر: ((أجمع العلماء؛ على أن وقت صلاة الصبح طلوع الفجر الثاني إذا تبين طلوعه، وهو البياض المنتشر من أفق المشرق، والذي لا ظلمة بعده)). [الإجماع ص46]
وقال ابن حزم: ((ولا يجزئ لها الأذان الذي كان قبل الفجر، لأنه أذان سحور، لا أذان للصلاة، ولا يجوز أن يؤذن لها قبل المقدار الذي ذكرناه.وروى بسنده عن الحسن البصري أن رجلاً قال: يا أباسعيد، الرجل يؤذن قبل الفجر يوقظ الناس؟ فغضب وقال: علوج فراغ، لو أدركهم عمر بنالخطاب لأوجع جنوبهم! من أذن قبل الفجر فإنما صلى أهل ذلك المسجد بإقامة لا أذان فيه)) وفي رواية: ((أنه سمع مؤذناً أذن بليل فقال: ((علوج تباري الديوك، وهل كان الأذان على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا بعد ما يطلع الفجر)).
وعن إبراهيم النخعي قال: سمع علقمة ابن قيس مؤذناً بليل فقال: لقد خالف هذا سنة من سنة أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لو نام على فراشه لكان خيراً له))، وفي رواية عن النخعي قال: كانوا إذا أذن المؤذن بليل قالوا له: اتق الله وأعد أذانك)). [المحلى 3/117-118]وقال محمد بن رشد: ((واختلفوا في أوله (الإمساك)، فقال الجمهور: هو طلوع الفجر الثاني المستطير الأبيض، لثبوت ذلك عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعني ,حده بالمستطير [بداية المجتهد (1/288)].قال ابن قدامة : وجملته ؛ أن وقت الصبح يدخل بطلوع الفجر الثاني إجماعاً، وقد دلت عليه أخبار المواقيت، وهو البياض المنتشر في الأفق، ويسمى الفجر الصادق, لأنه صدقك عن الصبح وبينه لك. [المغني (1/385) طبعة دار الإفتاء]وقال شمس الدين السرخسي: ((والفجر فجران؛كاذب تسميه العرب ذنب السرحان، وهو البياض الذي يبدو في السماء طولاً، ويعقبه ظلام، والفجر الصادق وهو البياض المنتشر في الأفق، فبطلوع الفجر الكاذب لا يدخل وقت الصلاة, ولا يحرم الأكل على الصائم ما لم يطلع الفجر الصادق…)). [كتاب المبسوط (1/141) طبعة دار الفكر]وقال كمال الدين بن الهمام: ولا معتبر بالفجر الكاذب،وهو البياض الذي يبدو طولاً ثم يعقبه الظلام لقوله عليه الصلاة والسلام: (( لايغرنكم أذان بلال ولا الفجر المستطيل)) وإنما الفجر في الأفق)) أي المنتشر فيه. [فتح القدير (1/219)] وقال قبل ذلك: ثم صلى الفجر حين برق الفجر، وحرم الطعام على الصائم (1/218).

التقاويم وضعت على وقت الفجر الكاذب .
والمشكلة نشأت من أن معظم الفلكيين والخبراء الجغرافيين والعسكريين لا يفرقون بين الفجرين، لأن هذا لا يهمهم ، ولأنهم يرون أن أول ضوء هو الفجر عندهم، فلذلك وضعوا التقاويم بناءً على ذلك. وأما في الشرع؛ فالضوء الأول هو الفجر الكاذب، ومن هنا وقع الخطأ، وكان مقداره مقدار ما بين الفجرين، وهو عشرون دقيقة، تزيد ثلاثة دقائق أو تنقص حسب طول الليل والنهار.وقد قامت عدة مشاهدات وشهادات من فضلاء ، وتمت عدة دراسات تبين بالدليل العلمي، والرؤية الواقعية، أن معظم التقاويم ومنها تقويم أم القرى، قد وقعت في هذا الخطأ، إذ وُقِّت الفجر فيها على الفجر الكاذب .وهذا أمر بالغ الخطورة،حيث يصلي كثير من المسلمين ـ وبخاصة النساء في البيوت ـ والمتعجلون من الأئمة،يصلون بُعيد أذان الفجر الكاذب، أي: قبل طلوع الفجر الصادق، مما يترتب على ذلك فساد الصلاة على من علم ذلك، كما لا يخفى على كل مسلم.لذا وجب على المسلم التنبه إلى هذه المسألة، والنظر فيها نظر علم، واتباع، وتمحيص، لا نظر تقليد، لا يفرق بين دليل وتزيين، واتباع وتقليد، ولا يجوز له الاعتماد على تقويـم مُعَدٍّ على حساب فلكي، لايُدرى عن واضعيه، مقدار علمهم الشرعي، واتباعهم للسنة، بخاصة وقد تبين بالدليل القطعي خطؤه، وشهد على ذلك العلماءالعدول.

أدلة الذين يرون خطأ التقاويم وشهاداتهم على ذلك:
الأول: شهادة الحافظ العسقلاني في ذلك:وهو دليل واضح قوي، يبين فيه سبب الـخطأ، وبدايته، وهو ما قاله الـحافظ ابن حجر في [فتح الباري: ( 4/ 199)]: (تنبيه)من البدع المنكرة ما أحدث في هذا الزمان من إيقاع الأذان الثاني قبل الفجر بنحو ثلث ساعة في رمضان، وإطفاء المصابيح التي جعلت علامة لتحريم الأكل والشرب على من يريد الصيام، زعماً ممن أحدثه: أنه للاحتياط في العبادة، ولا يعلم بذلك إلا آحاد الناس، وقد جرهم ذلك إلى أن صاروا لا يؤذنون إلا بعد الغروب بدرجة،لتمكين الوقت زعموا، فأخروا الفطر، وعجلوا السحور، وخالفوا السنة، فلذلك قل عنهم الخير، وكثر فيهم الشر، والله المستعان ))، والدرجة تقدر من 4- 4.45دقيقة.

الثاني: شهادة العلامة القرافي -رحمه الله- قال( جرت عادة المؤذنين, وأرباب المواقيت بتسيير درج الفلك إذا شاهدوا المتوسط من درج الفلك, أوغيره من درج الفلك الذي يقتضي أن درجة الشمس قربت من الأفق قرباً يقتضي أن الفجر طلع، أمروا الناس بالصلاة والصوم مع أن الأفق يكون صاحياً لا يخفى فيه طلوع الفجر لو طلع، ومع ذلك لا يجد الإنسان للفجر أثراً البتة، وهذا لا يجوز، فإن الله تعالى إنما نصب سبب وجوب الصلاة ظهور الفجر فوق الأفق ولم يظهر، فلا تجوز الصلاة حينئذ،فإنه إيقاع للصلاة قبل وقتها، وبدون سببها)). [الفروق (2/3)، 301]

الثالث: شهادة العلامة محمد رشيد رضا:قد قرر هذه الحقيقة، وأشار إلى أن هذا الخطأ وقعحين وُضع التقويم: الشيخ محمد رشيد رضا في تفسيره "المنار" عند قوله تعالى: ( حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر(. [البقرة(187)]، قال (2/184 ): ( ومن مبالغة الخلف في تحديد الظواهر مع التفريط في إصلاح الباطن من البـر والتقوى،أنهم حددوا الفجر، وضبطوه بالدقائق، وزادوا عليه في الصيام، إمساك عشرين دقيقة تقريباً، وأما وقت المغرب، فيزيدون فيه على وقت الغروب التام خمس دقائق على الأقل، ويشترط بعض الشيعة فيه ظهور بعض النجوم. وهذا نوع من اعتداء على حدود الله تعالى…. بيد أنه يجب إعلام المسلميـن… بأن وقت الإمساك الذي يرونه في التقاويم ( النتائج ) والصحف، إنما وضع لتنبيه الناس إلى قرب طلوع الفجر الذي يجب في بدءالصيام… وأن من أكل، وشرب حتى طلوع الفجر الذي تصح فيه صلاته، ولو بدقيقة واحدة،فإن صيامه صحيح.. )). قلت: والذي يظهر من كلام الحافظ، وكلام محمد رشيد رضا أن تقديم الأذان إلى الفجر الكاذب كان في رمضان أول الأمر، ثم صار مع مرور الزمن في أشهر السنة كافة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

الرابع: شهادة العلامة تقي الدين الهلالي: قام بعض العلماء في بلاد المغرب, وفي مقدمتهم الشيخ تقي الدين الهلالي باستطلاع الفجر, وتبين لهم كما تبين لإخوانهم, وقد أصدر الشيخ الهلالي بيانًا بذلك.( ( اكتشفت بما لا مزيد عليه من البحث والتحقيق، والمشاهد المتكررة من صحيح البصر .. أن التوقيت لأذان الصبح لا يتفق مع التوقيت الشرعي، وذلك أن المؤذن يؤذن قبل تبين الفجر تبيناً شرعياً)). [رسالة بيان الفجر الصادق وامتيازه عن الفجر الكذاب ص2]

الخامس: شهادة الشيخ الألباني:قام أخوة في بلاد الشام،وعلى رأسهم العلامة الألباني -رحمه الله – باستطلاع الفجر، وتبيـن لهم ما ذكرنا،وصرح الشيخ بذلك في شريط مسجل وذكر ذلك في كتابه سلسلة الأحاديث الصحيحة (5/52) رقم (2031) .(( وقد رأيت ذلك بنفسي مراراً من داري في جبل هملان -جنوب شرق عمان- ومكنني ذلك من التأكد من صحة ما ذكره بعض الغيورين على تصحيح عبادة المسلمين ؛ أن أذان الفجر في بعض البلاد العربية يرفع قبل الفجر الصادق بزمن يتراوح بين العشرين والثلاثين دقيقة، أي قبل الفجر الكاذب أيضاً، وكثيراً ما سمعت إقامة صلاة الفجر من بعض المساجد مع طلوع الفجر الصادق، وهم يؤذنون قبلها بنحو نصف ساعة، وعلى ذلك فقدصلوا سنة الفجر قبل وقتها، وقد يستعجلون بأداء الفريضة قبل وقتها في شهر رمضان…وفي ذلك تضييق على الناس بالتعجيل بالإمساك عن الطعام، وتعريض لصلاة الفجر للبطلان، وما ذلك إلا بسبب اعتمادهم على التوقيت الفلكي , وإعراضهم عن التوقيت الشرعي , كما جاء في قوله سبحانه وتعالى: ((وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر)) وحديث: ((فكلوا واشربوا حتى يعترض لكم الأحمر))، وهذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين)). [السلسلة الصحيحة (5/52) حديث رقم (2031)]

السادس: شهادة شيوخ من المملكة:قام أخوة شيوخ فضلاء من طلبةا لعلم في السعودية، باستطلاع الفجر، في أكثر من مجموعة أكثر من مرة ، وتبيـن لهم صحة ما ذكرنا. – وبرفقه تقرير من بعضهم -ومنهم الشيخ:عمر بن عبد العزيزالعثمان ، عبد الـمحسن العبيكان, عبد العزيز السدحان،، وغيـرهم وكنت مع بعضهم،

شهادة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-( بالنسبة لصلاة الفجر؛ المعروف أن التوقيت الذي يعرفه الناس ليس بصحيح، فالتوقيت مقدم على الوقت بخمس دقائق على أقل تقدير،وبعض الإخوان خرجوا إلى البر فوجدوا أن الفرق بين التوقيت الذي بأيدي الناس وبين طلوع الفجر نحو ثلث ساعة، فالمسألة خطيرة جداً، ولهذا لا ينبغي للإنسان في صلاةا لفجر أن يبادر في إقامة الصلاة، وليتأخر نحو ثلث ساعة أو (25) دقيقة حتى يتيقن أن الفجر قد حضر وقته)). [شرح رياض الصالحين (3/216)]

منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




مشكورة على الموضوع المميز




يُرفع للفائدة




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

بدع وأحكام العيد من فتاوى العلامة الرباني محمد ناصر الدين الألباني

بدع وأحكام العيد

من فتاوى العلامة الرباني

محمد ناصر الدين الألباني
رحمه الله

رقم الشريط 057 :

رقم الفتوى 02 :

2 – هل يجب أن يكون مصلى العيد خارج البلد ؟ و ما حكم إقامتها في ملاعب كرة القدم .؟ ( 00:07:04 )

http://alalbany.net/fatawa_view.php?id=524

رقم الشريط 029 :

رقم الفتوى07 :

7 – هل تسقط صلاة الجمعة عن الإمام والمأموم لمن صلى العيد في يومها ؟ ( 00:45:09 )

http://alalbany.net/fatawa_view.php?id=350

رقم الشريط 298 :

رقم الفتوى 08 :

8 – هل هناك ركعتان تحية المسجد في مصلى العيد . ( 00:36:20 )

http://alalbany.net/fatawa_view.php?id=2523

رقم الشريط 319 :

رقم الفتوى 04 :

4 – وهل يجوز أن يجعل خطبتين في يوم العيد قياساً على خطبة الجمعة. ( 00:14:30 )

http://alalbany.net/fatawa_view.php?id=2747

رقم الشريط 319:

رقم الفتوى 05 :

5 – ما حكم زيارة القبور يوم العيد ( 00:17:47 )

http://alalbany.net/fatawa_view.php?id=2748

رقم الشريط 322 :

رقم الفتوى 21 :

21 – ما حكم صلاة العيد في المصلى . ( 00:48:38 )

http://alalbany.net/fatawa_view.php?id=2799

رقم الشريط 376 :

رقم الفتوى 15 :

15 – من فاتته صلاة العيد كيف تقضى.؟ ( 00:16:23 )

http://alalbany.net/fatawa_view.php?id=3382

رقم الشريط 527 :

رقم الفتوى 13 :

13 – ما حكم تزاور الإخوان يوم العيد.؟ وهل تشرع زيارة القبور يوم العيد .؟ ( 00:50:09 )

http://alalbany.net/fatawa_view.php?id=4597

رقم الشريط 530 :

رقم الفتوى 09 :

9 – ما حكم تخصيص يوم العيد بزيارة الأقارب والأصدقاء الأحياء منهم والأموات .؟ ( 01:02:21 )

http://alalbany.net/fatawa_view.php?id=4641

رقم الشريط 531 :

رقم الفتوى 01 :

1 – تتمة الكلام حول حكم تخصيص يوم العيد بزيارة الأقارب والأصدقاء الأحياء منهم والأموات . ( 00:00:46 )

http://alalbany.net/fatawa_view.php?id=4642

رقم الشريط 542 :

رقم الفتوى 15 :

15 – ما حكم زيارة النساء المقابر في العيد وغيره .؟ ( 00:45:17

http://alalbany.net/fatawa_view.php?id=4733

رقم الشريط 618 :

رقم الفتوى 02 :

2 – كيف يكون التكبير في أيام العيد ؟ ( 00:08:09 )

http://alalbany.net/fatawa_view.php?id=5123

رقم الشريط 679 :

رقم الفتوى 08 :

8 – هل يجزىء إخراج زكاة الفطر قبل صلاة العيد والشمس ساطعة .؟ ( 00:17:58 )

http://alalbany.net/fatawa_view.php?id=5744

رقم الشريط 679 :

رقم الفتوى 15 :

15 – هل هناك دليل نقلي عل عدم جواز تخصيص زيارة القبور يوم العيد .؟ ( 00:21:36 )

http://alalbany.net/fatawa_view.php?id=5751




بارك الله فيك أختي على الموضوع القيم




بارك الله فيكي اختي




يُرْفَعُ وَ يُثَبَّتُ لِلفَائِدَة ، رَفَعَ اللهُ قَدْرَكِ وَ رَدَّكِ إِلَيْنَا سَالِمَةً غَانِمَةً أُخَيَّتِي أُمَّ هَمَّام ..




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

شرح مناسك الحج والعمرة 2022 شروحات فلاشية

شرح فلاشي وكل ما يتعلق بمناسك الحج
2011 – 2022

عرض فلاشي جميل و يسير و تلقائي العمل لتبيين مناسك الحج و العمرة:

الحج والعمرة خطوة خطوة وبشروحات مفصلة بالصور والمخططات

تحميل الفلاش على جهازك

اضغط هنا

ان شاء الله تعم الفائدة للجميع

لا تنسوني من خالص الدعاء

اختكم المعلمة هناء




بارك الله فيك هناء على الجلب النافع

دمت ودام نفعك

تقديري




فيك بارك الله استاذة

يارب يكون الموضوع قد اعجبك ويفيدك ان شاء الله عند زيارة البقاع المقدسة




ما شاء الله !

بارك الله فيك أختي هناء و جزاك كل خير

أرجو أن ينتفع به الجميع

أختك تمام المنة




بارك الله فيك

ان شاء الله يستفيد الجميع من هذا الموضوع القيم

وحج مبرور لجميع زوار وحجاج بيت الله الحرام




موضوع ولا اروع قيم ومفيد بارك الله فيكي وسدد خطاكي
تحياتي




جزاك الله خير الجزاء.




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

فضل القيام في شهر رمضان

فضل القيام في شهر رمضان

فضيلة العلامة محمد بن صالح العثيمين :

الحمد لله رب العالمين ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . أما بعد :

فإن قيام رمضان سنة ، سنه الرسول – عليه الصلاة والسلام – . والمشروع أن يكون قيام رمضان جماعة ؛ لأن الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم – قام في الناس جماعة ثلاث ليالٍ ، ثم تأخر وقال : ( إني خشيت أن تفرض عليكم ) . فبقي الناس بعد ذلك يصلي الرجلان والثلاثة والرجل الواحد ، كل على حدة ، وفي خلافة عمر خرج ذات يوم فوجد الناس أوزاعًا هذا يصلي وحده والرجلان على حده والثلاثة على حده . فرأى – رضي الله عنه – أن يجمع الناس على إمامٍ واحد ، فجمعهم على تميم الداري وأبي بن كعب ، هذا يصلي أحيانًا وهذا أحيانًا ، وأمرهما أن يصليا بالناس بإحدى عشرة ركعة ، هكذا ثبت في " موطأ مالك " – رحمه الله – ؛ كما كان الرسول – عليه الصلاة والسلام – : ( لا يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة ) .
وهذا هو العدد الأكمل والأفضل ، فالإحدى عشرة أفضل من ثلاث وعشرين ولكن لا تكون الإحدى عشرة بالسرعة المعهودة عند كثير من الأئمة ، لا تجد فيها طمأنينة ولا دعاءً ولا تسبيحًا ، غاية ما يكون أن يأتوا بالواجب حتى في التشهد ، أكثر الأحيان إذا وصلت إلى أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله ، قال : السلام عليكم . انتظر صل على النبي ، تعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ، دع الناس يدعون الله – عز وجل – ، يقول : لا دعنا نمشي على طول لكي ننتهي قبل المساجد الأخرى ، وإذا فعلنا ذلك فإن الناس يأتون إلينا كثيرًا ، لكن هذا غلط ، نقول : اطمئن يا أخي ، متى يحصل للإنسان رمضان !؟ دع الناس يطمئنون ويدعون الله – عز وجل – وبدلاً من أن تخرج في ساعة ، اخرج في ساعة ونصف
والذي ينبغي لنا أن نصلي مع الإمام حتى ينصرف من أجل أن ننال أجر الليلة كاملاً ، لقول النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – : ( من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ) . وإن كان نائمًا على فراشه ، فكونك تبقى مع الإمام حتى ينصرف أفضل من كونك تنصرف قبل أن يتم ، ثم في آخر الليل تقوم ، ما دام الله يسر فصل ، إذا صليت مع الإمام قيام ليلة كاملة ، فاحمد الله على هذه النعمة وقم مع الإمام حتى ينصرف ، لكن إذا قال الإنسان : أنا أريد أن أتهجد في آخر الليل ، لإن لي عادة بذلك أو أرغب أن أناجي الله – عز وجل – في آخر الليل قلنا : لا بأس ، لكن إذا أوتر الإمام وسلم من وتره ، فقم وأت بركعة ليكون الوتر في حقك شفعًا ويكون وترك أنت آخر الليل ، لقول النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – : ( اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترًا ) . وقال : ( من خاف ألا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله ، ومن طمع أن يقوم من آخر الليل ، فليوتر آخر الليل فإن صلاة آخر الليل مشهودة ) وذلك أفضل .
فإذا قال قائل : كيف أخالف الإمام والإمام صلى واحدة وأنا صليت اثنتين !؟
فالجواب : أن هذا جائز ، أليس الرجل إذا كان مقيمًا وصلى خلف إمام مسافر وسلم المسافر ، ماذا يفعل !؟ يتم ، يأتي بركعتين أكثر من إمامه ، يزيد على إمامه ، وهذا مما جاءت به الشريعة . هذا الرجل زاد على إمامه لأنه ما نوى الوتر ، نوى أن يصلي شفعًا ليجعل وتره في آخر الليل .
والمهم : أننا نوصي هنا بوصيتين :
الوصية الأولى : للأئمة .
والوصية الثانية : لسائر الناس .
أما الأئمة فإننا نوصيهم بتقوى الله – عز وجل – ، وأن يرفقوا بمن ورائهم ، وأن يعطوا من وراءهم مهلة من أجل أن يذكروا الله ويسبحوه ويدعوه ، وإذا اقتصروا على إحدى عشرة ركعة مع الطول كان خيرًا من ثلاث وعشرين ركعة مع السرعة الفادحة . حدثني من أثق به أن رجلاً دخل المسجد في رمضان وهم يصلون صلاة التراويح – التراويح على العهد السابق – فقام يصلي معهم لكن كانوا في الأول يعجلون عجلة شديدة ، يقول : فلما نام من الليل رأى في المنام أنه دخل هذا المسجد فوجد الجماعة يحندون ويرقصون ، والحند معناه ( كل واحد يأخذ جسمه وينزل ) ويرقصون ، إشارة إلى أن هذه الصلاة لعب ، لا يطمئنون فيها ، ولا يتمكنون من دعاء أو ذكر ، لكن الآن – ولله الحمد – خفت المسألة ، صار كثير من الأئمة يطمئنون في القراءة ، يطمئنون في الركوع ، في القيام بعد الركوع ، في السجود ، في الجلوس بين السجدتين ، فيحصل خير كثير .
أما الوصية الثانية : فهي لعامة الناس أن يحرصوا على هذه التراويح ، وأن يقوموا مع الإمام حتى ينصرف ، أما ما يفعله بعض الناس – ولا سيما فيما سبق من عهد – يصلي في هذا المسجد ركعتين ، وفي المسجد الثاني ركعتين ، والثالث ركعتين ، فهذا ضياع ، نقول : إذا صليت مع الإمام صلاة العشاء ، فاجلس في المسجد إلى أن تُتم التراويح .
أسأل الله تعالى أن يتمم علينا وعليكم نعمته ، وأن يجعلنا ممن يصومون رمضان ويقومونه إيمانًا واحتسابًا ، إنه جواد كريم .




بارك الله فيكِ … يُرْفَعُ للفَائِدَة ،،




جزاكم الله خيرا




جزاكم الله خير

للرفع بمناسبة قدوم شهر رمضان 2022

اعاده الله علينا بالاجر والثواب




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

فضل الصيام والقرأن من صحيح الترغيب والترهيب لشيخ المحدث الألباني رحمه الله

تعليمية تعليمية

كتاب الصوم

1 الترغيب في الصوم مطلقا وما جاء في فضله وفضل دعاء الصائم

978(1) (صحيح) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
قال الله عز وجل كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم إني صائم والذي نفس محمد بيده لخلوف الصائم أطيب عند الله من ريح المسك للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه
رواه البخاري واللفظ له ومسلم
وفي رواية للبخاري
يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي الصيام لي وأنا أجزي به والحسنة بعشر أمثالها
وفي رواية لمسلم
كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف
قال الله تعالى إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع شهوته وطعامه من أجلي للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك
وفي أخرى له أيضا و لابن خزيمة
وإذا لقي الله عز وجل فجزاه فرح ، الحديث
ورواه مالك وأبو داود والترمذي والنسائي بمعناه مع اختلاف بينهم في الألفاظ
وفي رواية للترمذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن ربكم يقول كل حسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف والصوم لي وأنا أجزي به والصوم جنة من النار ولخلوف الصائم أطيب عند الله من ريح المسك وإن جهل على أحدكم جاهل وهو صائم فليقل إني صائم إني صائم
وفي رواية لابن خزيمة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يعني قال الله عز وجل كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فهو لي وأنا أجزي به الصيام جنة والذي نفس محمد بيده لخلوف الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك
للصائم فرحتان إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه
وفي أخرى له (صحيح)

قال كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف
قال الله إلا الصوم فهو لي وأنا أجزي به يدع الطعام من أجلي ويدع الشراب من أجلي ويدع لذته من أجلي ويدع زوجته من أجلي ولخلوف الصائم أطيب عند الله من ريح المسك وللصائم فرحتان فرحة حين يفطر وفرحة حين يلقى ربه
الرفث بفتح الراء والفاء يطلق ويراد به الجماع ويطلق ويراد به الفحش ويطلق ويراد به خطاب الرجل والمرأة فيما يتعلق بالجماع
وقال كثير من العلماء إن المراد به في هذا الحديث الفحش ورديء الكلام
والجنة بضم الجيم هو ما يجنك
أي يسترك ويقيك مما تخاف ومعنى الحديث إن الصوم يستر صاحبه ويحفظه من الوقوع في المعاصي
والخلوف بفتح الخاء المعجمة وضم اللام هو تغير رائحة الفم من الصوم
وسئل سفيان بن عيينة عن قوله تعالى كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي فقال إذا كان يوم القيامة يحاسب الله عز وجل عبده ويؤدي ما عليه من المظالم من سائر عمله حتى لا يبقى إلا الصوم فيتحمل الله
ما بقي عليه من المظالم ويدخله بالصوم الجنة هذا كلامه وهو غريب
وفي معنى هذه اللفظة أوجه كثيرة ليس هذا موضع استيفائها
وتقدم حديث الحارث الأشعري فيه وآمركم بالصيام ومثل ذلك كمثل رجل في عصابة معه صرة مسك كلهم يحب أن يجد ريحها وإن الصيام أطيب عند الله من ريح المسك
الحديث
رواه الترمذي وصححه إلا أنه قال
وإن ريح الصائم أطيب عند الله من ريح المسك
وابن خزيمة في صحيحه واللفظ له وابن حبان والحاكم
وتقدم بتمامه في الالتفات في الصلاة

979(2) (صحيح) وعن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
إن في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد
رواه البخاري ومسلم والنسائي والترمذي، وزاد
ومن دخله لم يظمأ أبدا
وابن خزيمة في صحيحه إلا أنه قال (حسن صحيح)
فإذا دخل أحدهم أغلق من دخل شرب ومن شرب لم يظمأ أبدا

980(3) (حسن لغيره) وروي عن أبي هريرة عن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال الصيام جنة وحصن حصين من النار
رواه أحمد بإسناد حسن والبيهقي

981(4) (حسن لغيره) وعن جابر رضي الله عنه عن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال الصيام جنة يستجن بها العبد من النار
رواه أحمد بإسناد حسن والبيهقي

982(5) (صحيح) وعن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الصيام جنة من النار كجنة أحدكم من القتال وصيام حسن ثلاثة أيام من كل شهر
رواه ابن خزيمة في صحيحه

983(6) (صحيح لغيره) وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له
ألا أدلك على أبواب الخير
قلت بلى يا رسول الله
قال الصوم جنة والصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النار
رواه الترمذي في حديث وصححه ويأتي بتمامه في الصمت إن شاء الله وتقدم حديث كعب بن عجرة وغيره بمعناه

984(7) (حسن صحيح) وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام أي رب منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه
ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه قال فيشفعان
رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجاله محتج بهم في الصحيح
ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب الجوع وغيره بإسناد حسن والحاكم
وقال صحيح على شرط مسلم

985(8 )(صحيح) وعن حذيفة رضي الله عنه قال
أسندت النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدري فقال
من قال لا إله إلا الله ختم له بها دخل الجنة ومن صام يوما ابتغاء وجه الله ختم له به دخل الجنة ومن تصدق بصدقة ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة
رواه أحمد بإسناد لا بأس به
والأصبهاني ولفظه (صحيح لغيره)
يا حذيفة من ختم له بصيام يوم يريد به وجه الله عز وجل أدخله الله الجنة

986(9) (صحيح) وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال
قلت يا رسول الله مرني بعمل قال عليك بالصوم فإنه لا عدل له
قلت يا رسول الله مرني بعمل قال عليك بالصوم فإنه لا عدل له
قلت يا رسول الله مرني بعمل قال عليك بالصوم فإنه لا مثل له
رواه النسائي وابن خزيمة في صحيحه هكذا بالتكرار وبدونه وللحاكم وصححه
وفي رواية للنسائي (صحيح) قال
أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله مرني بأمر ينفعني الله به قال عليك بالصيام فإنه لا مثل له
ورواه ابن حبان في صحيحه (صحيح) في حديث قال قلت يا رسول الله دلني على عمل أدخل به الجنة قال عليك بالصوم فإنه لا مثل له
قال فكان أبو أمامة لا يرى في بيته الدخان نهارا إلا إذا نزل بهم ضيف

987(10) (صحيح) وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله تعالى إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا
رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي

988(11) (صحيح لغيره) وعن عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من صام يوما في سبيل الله بعدت منه النار مسيرة مائة عام
رواه الطبراني في الكبير والأوسط بإسناد لا بأس به

989(12) (صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
من صام يوما في سبيل الله زحزح الله وجهه عن النار بذلك اليوم سبعين خريفا
رواه النسائي بإسناد حسن والترمذي من رواية ابن لهيعة وقال حديث غريب ورواه ابن ماجه من رواية عبد الله بن عبد العزيز الليثي وبقية الإسناد ثقات

990(13) (حسن لغيره) وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من صام يوما في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقا كما بين السماء والأرض
رواه الطبراني في الأوسط والصغير بإسناد حسن

991(14) (حسن صحيح) وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صام يوما في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقا كما بين السماء والأرض
رواه الترمذي من رواية الوليد بن جميل عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة وقال حديث غريب ورواه الطبراني إلا أنه قال من صام يوما في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار مسيرة مائة عام ركض الفرس الجواد المضمر
وقد ذهب طوائف من العلماء إلى أن هذه الأحاديث جاءت في فضل الصوم في الجهاد
2 الترغيب في صيام رمضان احتسابا وقيام ليله سيما ليلة القدر وما جاء في فضله

992(1) (صحيح) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه مختصرا
وفي رواية للنسائي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه
قال وفي حديث قتيبة وما تأخر
قال الحافظ انفرد بهذه الزيادة قتيبة بن سعيد عن سفيان وهو ثقة ثبت وإسناده على شرط الصحيح ورواه أحمد بالزيادة بعد ذكر الصوم بإسناد حسن إلا أن حمادا شك في وصله أو إرساله
قال الخطابي قوله إيمانا واحتسابا أي نية وعزيمة وهو أن يصومه على التصديق والرغبة في ثوابه طيبة به نفسه غير كاره له ولا مستثقل لصيامه ولا مستطيل لأيامه لكن يغتنم طول أيامه لعظم الثواب
وقال البغوي قوله احتسابا أي طلبا لوجه الله تعالى وثوابه يقال فلان يحتسب الأخبار ويتحسبها أي يتطلبها

993(2) (صحيح) وعنه قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة ثم يقول
من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي

994(3) (صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر
رواه مسلم
قال الحافظ وتقدم أحاديث كثيرة في كتاب الصلاة وكتاب الزكاة تدل على فضل صوم رمضان فلم نعدها لكثرتها فمن أراد شيئا من ذلك فليراجع مظانه

995(4) (صحيح لغيره) وعن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
احضروا المنبر فحضرنا فلما ارتقى درجة قال
آمين
فلما ارتقى الدرجة الثانية قال
آمين فلما ارتقى الدرجة الثالثة قال
آمين فلما نزل قلنا يا رسول الله لقد سمعنا منك اليوم شيئا ما كنا نسمعه قال
إن جبريل عليه السلام عرض لي فقال بعد من أدرك رمضان فلم يغفر له قلت آمين فلما رقيت الثانية قال بعد من ذكرت عنده فلم يصل عليك فقلت آمين فلما رقيت الثالثة قال بعد من أدرك أبويه الكبر عنده أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة قلت آمين
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد

996(5) (صحيح لغيره) وعن مالك بن الحسن بن مالك بن الحويرث عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فلما رقي عتبة
قال آمين ثم رقي أخرى فقال آمين ثم رقي عتبة ثالثة فقال آمين ثم قال أتاني جبريل عليه السلام فقال يا محمد من أدرك رمضان فلم يغفر له فأبعده الله فقلت آمين قال ومن أدرك والديه أو أحدهما فدخل النار فأبعده الله فقلت آمين
قال ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فأبعده الله فقلت آمين
رواه ابن حبان في صحيحه

997(6) (حسن صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فقال آمين
آمين
آمين
قيل يا رسول الله إنك صعدت المنبر فقلت آمين آمين آمين فقال إن جبريل عليه السلام أتاني فقال من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فدخل النار فأبعده الله قل آمين فقلت آمين
الحديث رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحه واللفظ له

998(7) (صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين
رواه البخاري ومسلم
وفي رواية لمسلم
فتحت أبواب الرحمة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين
رواه الترمذي وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه والبيهقي كلهم من رواية أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة ولفظهم (حسن ) قال
إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وقال ابن خزيمة الشياطين مردة الجن بغير واو وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة
قال الترمذي حديث غريب ورواه النسائي والحاكم بنحو هذا اللفظ وقال الحاكم صحيح على شرطهما
صفدت بضم الصاد وتشديد الفاء أي شدت بالأغلال

999(8) (صحيح لغيره) وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أتاكم شهر رمضان شهر مبارك فرض الله عليكم صيامه تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم
رواه النسائي والبيهقي كلاهما عن أبي قلابة عن أبي هريرة ولم يسمع منه فيما أعلم
قال الحليمي
وتصفيد الشياطين في شهر رمضان يحتمل أن يكون المراد به أيامه
خاصة وأراد الشياطين التي مسترقة السمع ألا تراه قال مردة الشياطين لأن شهر رمضان كان وقتا لنزول القرآن إلى السماء الدنيا وكانت الحراسة قد وقعت بالشهب كما قال تعالى وحفظا من كل شيطان مارد الصافات 7
فزيدوا التصفيد في شهر رمضان مبالغة في الحفظ والله أعلم ويحتمل أن يكون المراد أيامه وبعده
والمعنى أن الشياطين لا يخلصون فيه من إفساد الناس إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره لاشتغال المسلمين بالصيام الذي فيه قمع الشهوات وبقراءة القرآن وسائر العبادات

1000(9) (حسن صحيح) وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال دخل رمضان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر من حرمها فقد حرم الخير كله ولا يحرم خيرها إلا محروم
رواه ابن ماجه وإسناده حسن إن شاء الله تعالى

1001(10) (حسن صحيح) وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لله عز وجل عند كل فطر عتقاء
رواه أحمد بإسناد لا بأس به والطبراني والبيهقي وقال هذا حديث غريب في رواية الأكابر عن الأصاغر وهو رواية الأعمش عن الحسين بن واقد

1002(11) (صحيح لغيره) وروي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن لله تبارك وتعالى عتقاء

1003(12) (صحيح) وعن عمرو بن مرة الجهني رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وصليت الصلوات الخمس وأديت الزكاة وصمت رمضان وقمته فممن أنا قال من الصديقين والشهداء
رواه البزار وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما واللفظ لابن حبان

1004(13) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه
الحديث أخرجاه في الصحيحين
وتقدم في رواية لمسلم قال من يقم ليلة القدر فيوافقها وأراه قال إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه.

صحيح الترغيب والترهيب ج1ص579 إلى583

منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
دمت لنا مفيدة ومستفيدة
حفظك الله ورعاك




جزاك الله خيرا و جعله في ميزان حسناتك




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

ارشادات للاباء حول تغذية الطفل الصائم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..

إرشادات للأباء حول تغذية الطفل الصائم

تناول خبراء وعلماء التغذية خلال شهر رمضان، تغذية الصائم الصغير، وأكدوا أنه يجب عدم منع أي طفل من ممارسة شعائر الصيام الجميلة بل يجب تعويد الطفل على الصيام منذ الصغر لفترات صغيرة في البداية تتراوح لعدة ساعات أولاً وتتدرج إلى أن تصل إلى صيام يوم بعد يوم، حتى يصل لسن العاشرة ويكون قادراً على صيام كل أيام الشهر الكريم.
ويقدم الخبراء إرشادات للطفل الصائم أهمها التعجيل بتناول وجبة الإفطار وتأخير تناول وجبة السحور قدر الإمكان، حتى يتمكن من مواصلة الصيام في اليوم التالي دون إرهاق، وضرورة التأكيد على الطفل بالإكثار من تناول السوائل والحرص على المضغ الجيد للطعام.
كما يجب على الأم أن تقدم لطفلها في الإفطار وجبة خفيفة على المعدة وسهلة الهضم، ويمكن لتحقيق ذلك أن تبدأ بتقديم كوب من عصير البرتقال أو أي من عصير الفاكهة الطبيعية التي يفضلها الطفل مع بضع حبات التمر، أو تمر مع اللبن قبل البدء في وجبة الإفطار الرئيسة.
ويؤكد خبراء التغذية ضرورة أن تحتوي وجبة الإفطار على نسبة عالية من الكربوهيدرات مثل الخبز، الأرز،المكرونة، وهي التي تزود جسم الطفل بالطاقة، مع الأغذية المحتوية على البروتينات لأنها مهمة لبناء عضلات الطفل وتحميه من الإصابة بوهن العضلات بعد فترة الصيام.
كما يجب استخدام الدهون غير المشبعة في طعام الطفل والحرص على تعويد الطفل على تناول السلطة الخضراء.
ويضيف الخبراء أنه يجب تقديم وجبة صغيرة للطفل بعد أربع ساعات من وجبة الإفطار، مثل طبق المهلبية أو الأرز باللبن أو الكريم كراميل، ويقولون إنه يفضل وضع المكسرات عليها، نظراً لما تحتويه من نسبة عالية من البروتينات والأملاح المعدنية والكثير من الفيتامينات التي يحتاج إليها جسم الصغير.
وبالنسبة للطفل نحيف الجسم، فيجب الحرص على أن يأخذ هذا الطفل قسطاً كافيا من الراحة يومياً بعد انتهاء اليوم الدراسي، وألا يبذل مجهودا بدنياً أكثر من اللازم حتى لا يتم حرق المزيد من السعرات الحرارية خاصة مع فترة الصيام التي يتم خلالها حرق السعرات المخزنة في الجسم.
كما ينصح الخبراء في هذه الحالة بتقديم وجبات صغيرة إضافية للطفل النحيف بين وجبتي الإفطار والسحور، لكي تساعد الجسم على تخزين أكبر كمية من السعرات المطلوبة لمواجهة فترة الانقطاع عن الأكل




بارك الله فيك على النصائح القيمة والهامة جدا لصحة اطفالنا

بوركتي يا اغلى اخت




شكرا لمرورك على موضوعي اخ عبدو
بارك الله فيك