التصنيفات
العقيدة الاسلامية

للشيخ محمد بن صالح آلعثيمين ـ رحمه الله ـ

تعليمية تعليمية
( طاعة ولي الأمر) للشيخ محمد بن صالح آلعثيمين ـ رحمه الله ـ

تعليمية

تعليمية

طاعة ولي الأمر

للشيخ

محمد بن صالح آلعثيمين ـ رحمه الله ـ

الحمد لله الحمد لله الملك القهار القوي العزيز الجبار ذلت لعظمته الصعاب وحصرت عن بلوغ غاية حكمته الألباب واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له له الأولى والآخرة واليه المآب واشهد أن محمد عبده ورسوله المصطفي المختار صلى الله عليه وعلى اله واصحابه والتابعين لهم بإحسان وسلم تسليما.
أما بعد
فيا أيها الناس اتقوا الله تعالي واعلموا إن الله شرع لعباده علي لسان افضل خلقه شريعة كاملة كاملة في نظامها وتنظيمها كاملة في العبادات والحقوق والمعاملات كاملة في السياسة والتدبير والولايات جعل الله تعالى الولاية فيها فرض كفاية سواء كانت في الشريعة كالقضاء بين الناس فيما يقتضيه الشرع أما في التنفيذ كالإمارة
فقال الله تعالى :

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ )
فأولي الأمر صنفان من الناس أحدهما العلماء والثاني الأمراء

فلا بد للامة من علماء يقودونها إلى شريعة الله بيانا وإيضاحا تعليما تربية ولابد للامة من أمراء يطاعون في غير معصية الله وإذا لم يكن للامة علماء ولم يكن للامة أمراء صارت في جهل عميق وفوضى شديدة وفسدت الأمة،
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم : ( لا يحل لثلاثة نفر يكونون بأرض فلاة الا أمروا عليهم أحدهم)

وقال صلى الله عليه وعلى اله وسلم: ( إذا خرج ثلاثة في سفر فليأمروا أحدهم)

فأوجب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم التأمير في السفر مع انه اجتماع عارض غير مستقر فكيف بالاجتماع الدائم المستمر المستقر إذاً لابد، لابد للامة من ولي أمر يبين لها الحق وذلك هم العلماء ولابد للامة من ولي أمر يلزمها بتنفيذ شريعة الله ويسوسها بما تقتضيه المصلحة ولهذا جاءت هذه الشريعة الكاملة جاءت هذه الشريعة الكاملة التي أوجبت الولاية لقيام الناس بالعدل جاءت بواجبات جاءت بواجبات علي الولاة وعلى الرعية وألزمت كل واحد منهما للقيام بهذه الواجبات حتى يستتب الآمن وحتى يحل النظام والتآزر بين الحاكمين والمحكومين أما حقوق الولاة على رعيتهم فهي النصح والإرشاد فهي النصح والإرشاد بالحكمة والموعظة الحسنة وذلك إن الولاة لا يمكن أن يحيطوا بكل شئ علما ولا يمكن ان يحيطوا بكل شئ قدرة فلا بد لهم من معينين يعينونهم على طاعة الله ينصحونهم ويوجهونهم ولكن بسلوك اقرب الطرق إلى توجيههم وارشادهم ولا يحل لاحد أن يتخذ من خطأ ولاة الأمور إذا اخطئوا وهم اعني ولاة الأمور معرضون للخطأ كغيرهم كل بني ادم خطأ وخير الخطاءون التوابون ولكن لا يجوز لاحد أن يتخذ من هذا الخطأ سلم للقدح فيهم ونشر عيوبهم بين الناس فان هذا يوجب التنفير عنهم وكراهتهم وكراهة ما يقومون به من أعمال ونظام وإن كانت حقا ويوجب بالتالي التمرد عليهم وعدم السمع والطاعة وربما يوجب الخروج عليهم كما جري في صدر هذه الأمة و لاشك لاشك إن في هذا تفكيك للمجتمع وأحداث للفوضي والفساد ولهذا جعل الله تعالي طاعة ولاة الأمور في غير معصية الله جعلها عبادة يتعبد بها الإنسان لله عز وجل لان الله تعالي أمر بها وكل شئ أمر الله به فانه عبادة سواء كان ذلك فيما يتعلق بمعاملة العبد مع خالقه أو بمعاملة العبد مع مخلوق أخر ومن حقوق الولاة على رعيتهم من حقوق الولاة على رعيتهم أن يسمعوا ويطيعوا أن يسمعوا ويطيعوا بامتثال ما أمروا به وترك ما نهوا عنه ما لم يكن في ذلك مخالفة شريعة الله فان أمر فان أمر ولاة الأمور بما يخالف شريعة الله فلا سمع لهم ولا طاعة لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وفي الصحيحين عن علي بن أبى طالب رضي الله عنه قال : (بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية واستعمل عليهم رجل من الأنصار فلما خرجوا غضب عليهم في شئ قال لهم أليس قد أمركم رسول الله صلى الله عليه وسلم بان تطيعوني قالوا بلي قال فاجمعوا لي حطبا فجمعوا له ثم دعا بنار فاضرمها فيه ثم قال عزمت عليكم لتدخلنها فقال شاب منهم إنما فررتم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من النار إنما فررتم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من النار فلا تعجلوا حتى تلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فان أمركم أن تدخلوها فادخلوها فرجعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لو دخلتموها ما خرجتم منها أبدا إنما الطاعة في المعروف)

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( السمع والطاعة على المرء المسلم فيما احب وكره ما لم يؤمر بمعصية فان أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة )

وقال عبادة بن الصامت رضي الله عنه: ( بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا أثرة علينا أن لا ننازع الأمر أهله قال الا أن تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان)
أيها الناي من طاعة ولاة الأمور التي أمر الله بها أن يتمشي المؤمن على قواعد وأنظمة حكومته المرسومة إذا لم تخالف الشريعة فمن تمشي علي ذلك كان مطيعا لله ولرسوله ومثابا على عمله ومن خالف ذلك كان عاصيا لله ورسوله وآثما بذلك فلا يحل لاحد أن يخالف تلك القواعد والأنظمة سواء كانت تتعلق بالتجارة وأحوال العمال أو بغير ذلك كالأنظمة المرورية ونحوها يجب على المؤمن أن ينفذ هذه الأنظمة على حسب ما سنه ولاة الأمر لأنه ليس فيها معصية أما لو كان فيها معصية لكنا من أول الناس الذين ينهون عن امتثالها ولقد ظن بعض الناس إن طاعة ولي الأمر إنما تجب فيما أمر الله به ورسوله فقط وهذا خطأ ظاهر هذا خطأ ظاهر فانه لو كان الأمر كذلك لم يكن للأمر بطاعة ولاة الأمور فائدة لان الطاعة فيما أمر الله به أثابه سواء أمر به ولاة الأمور أم لم يأمروا به بل لو أمر به أي واحد من الناس وهو ما أمر الله به ورسوله لكان امره مطاعا لكن ولاة الأمور ينظرون إلى أشياء لا يفهمها كثير من العامة ينظرون إلى العواقب الوخيمة تترتب على ما لم ينظموه فإذا نظموا شيئا فلا يشترط في طاعتهم أن نعرف وجهه النظر إنما علينا انسمع ونطيع وننفذ الأوامر ولا نخون ولي الأمر في شئ من ذلك
لقول الله تعالى : ( يا أيها الذين امنوا لا تخونوا الله ورسوله وتخونوا أماناتكم وانتم تعلمون )

إذاً إذا أمر ولي الأمر بشئ وجب علينا تنفيذه ولا يحل لنا التحيل عليه بأي نوع من الحيل لان ربنا وخالقنا امرنا بطاعتهم إذا لم يكن إذا لم يكن فيه معصية لله ورسوله ولقد اخطأ بعض الناس في تنفيذ بعض الأنظمة اخطئوا خطأ كبيرا بل اخطئوا في مخالفة الله عز وجل اخطئوا في تنفيذ هذا الأمر الإلهي اعني قوله : ( يا أيها الذين امنوا أطيعوا وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )

حيث وقعوا في مخالفة ولاة الأمور بحجة إن ذلك الشئ بعينه جائز في الأصل وغفلوا عن أمر الله بطاعة الولاة والوفاء بالعهد لذلك أيها الاخوة لا ضرر علينا ولا حرج علينا إذا نفذنا أمر الحكومة إذا لم يكن مخالفا للشرع والحكومة تنظر إلى أشياء بعيدة المدى لا يفهمها كثير من الناس يكون في عدم تنفيذها إضرار بالمجتمع والحاق للامة بالفوضي وقد يكون في ذلك مفاسد لا ينبغي أن نذكرها في هذا الموضع على كل حال لا يجوز لا أحد أن يتحيل على في مخالفة الأنظمة بل عليه أن ينفذها الا إذا أمر ولي الأمر بمعصية الله من المعلوم إن الأمر فوق أمر كل آمر فان أمر الله ورسوله لابد أن يكون مطاعا أما حقوق الرعية على رعاتهم أما حقوق الرعية على رعاتهم في المسئولية كبيرة والأمر خطير فليس المقصود بالولاية بسط السلطة ونيل المرتبة بل المقصود بها تحمل مسئولية عظيمة تتركز على إقامة الحق بين الخلق تتركز على إقامة الحق بين الخلق بنصر دين الله وإصلاح عباد الله دنيا ودينا فيجب على الولاة صغار أو كبار يجب عليهم إخلاص النية لله تعالي والاستعانة به في جميع أمرهم على ما حملهم من هذه الأمانة وعليهم أن يطبقوا أحكام شريعة الله بحسب استطاعتهم على الشريف والوضيع والقريب والبعيد ولا يحابوا شريفا لشرفه ولا قريب لقربه متمشين في ذلك على ما رسمه نبيهم صلى الله عليه وعلى اله وسلم حيث قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم معلنا حيث حيث قال معلنا ومقسما وهو البار الصادق بدون قسم :
( لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها )

فمن قام بالأمانة من ولاة الأمور الصغيرة أو الكبيرة كان مطيع لله مؤديا للأمانة التي يحملها نائلا لثواب الله ورضي الخلق عليه فإن الله تعالي يحب المقسطين
قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم ما ولوا ) أخرجه مسلم
وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( أهل الجنة ثلاثة أهل الجنة ثلاثة ذو سلطان مقسط موفق ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربي ومسلم وعفيف متعفف ذو عيال ) أخرجه الإمام مسلم .

أيها الاخوة المسلمون من ولاة ورعية قوموا بما أوجب الله عليكم ليستتب الآمن ويحصل التالف فان تفرطوا يسلط الله بعضكم على بعض فتسلط الولاة على الرعية بالظلم وإهمال الحقوق وتسلط الرعية على الولاة بالمخالفة والفوضي والاعتزاز بالرأي فلا ينضبط الناس ولا ينصلح لهم حال.
أيها المسلمون كرروا قول الله عز وجل : ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر ذلك خير واحسن تأويلا ) كرروا هذه الآية تتدبروا معناها وتأملوا ما تفيده من الأمور العظيمة في الحاضر والمستقبل ولهذا قال ذلك خير أي في الحال واحسن تأويلا أي مآلا أي في المستقبل ولا تغتروا بأهوائكم عليك بطاعة الله ورسوله في كل شئ واتقوا الله لعلكم تفلحون أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم .

الحمد لله حمدا كثيرا كما أمر واشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له ولو كره ذلك من أشرك به وكفر وشهد أن محمد عبده ورسوله سيد البشر الشافع المشفع في المحشر صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه خير صحب ومعشر وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد
فيا عباد الله عن الله تبارك وتعالي شرع لعباده شرع لعباده أن يكون لهم أئمة، أئمة في الدين وأئمة في تنفيذ الدين والإلزام به وأنني أ بين لكم مثلا واضحا في الصلاة الإمام يكون إماما لجماعة كثيرين عليهم أن يتابعوه في القيام والركوع والسجود والقعود والتسليم والتكبير يجب عليهم أن يتابعوه ولا يتقدموا عليه ولا يتأخروا عنه كثيرا لتحصل المتابعة التامة وانظروا إلى الرجل يدخل مع الإمام في صلاة الظهر مثلا في الركعة الثانية فيتشهد في الركعة الأولى له ويترك التشهد في الركعة الثانية كل ذلك متابعة للإمام وانظروا إلى الإمام يسهو فيقوم عن التشهد الأول فيلزم المأموم أن يتابعه ويدع التشهد الأول كل ذلك من اجل متابعة الإمام وانظروا إلى المأموم يطول ويقصر ما يشاء إذا كان منفردا ولكنه لا يطول ولا يقصر إذا كان مع الإمام ألا تبعا لإمامه وانظروا إلى المأموم إذا كان منفردا يكبر تكبيرة الإحرام الأول متي شاء ولكنه إذا كان مع الإمام فلا يكبر إلا إذا تم الإمام تكبيرة الإحرام فمن كبر قبل الإمام تكبيرة الإحرام أو وافق الإمام فابتدأ معه أو كبر قبل أن ينتهي الإمام من التكبيرة فانه لا صلاة له وانظروا إلى المأموم لا يسهو في صلاته ولكن إذا سها الإمام فان على المأموم أن يسابقه في سجود السهو إلى غير ذلك والحقيقة إن اجتماع الناس على الإمام في الصلوات هو كالصورة المصغرة على اتباع الإمام في جميع الأمور إذا لم يكن في معصية الله ولهذا لو قام الإمام لخامسة في الظهر مثلا فان المأموم لا يتابعه لأنه لا يحل للإمام أن يزيد في الصلاة ولهذا إذا قام الإمام لخامسة فاه يجب على المأمومين أن ينبهوه ويجب عليه أن يرجع إذا كانت هذه الخامسة زائدة يجب عليه أن يرجع حتى لو قرا الفاتحة بل حتى ولو ركع عليه أن يقطع ركوعه ويجلس لأنه لا تحل الزيادة وقد فهم بعض الأئمة فهما خاطئ في هذه المسالة فظن أن الإمام إذا قام إلى زائدة في الصلاة ثم شرع في القراء فانه لا يرجع وهذا يؤسف له كثيرا أن يكون الإمام يجهل مثل هذه الحال التي قد يفهمها كثير من العامة الحكم فيما ظنه هو في التشهد الأول فقط إذا قام الإمام عن التشهد الأول ناسيا ثم استنم قائما فانه لا يرجع أما الزيادة فانه يرجع عنها متى تبينت له ولا يحل له أن مضي في صلاته فان مضي في صلاته فان صلاته إن مضي في صلاته عامدا فان صلاته تبطل وقد علمت أيها الاخوة إن إتمام الناس بالإمام في الصلاة صورة مصغري من إتمام الناس في أئمتهم العلماء والأمراء إلا في معصية الله أيها الاخوة انتبهوا لهذا الأمر العظيم الشرع يريد من أن نكون أمة واحدة وان نأتم بأمر ولاة أمورنا ما لم يأمروا بمعصية ولا تأخذنا عاطفة ولا رحمه في هذه الأمور لان الرحمة حقيقة إنما هي في اتباع ما أمر به ولي الأمر إذا لم يكن معصية هذا ما دل عليه الشرع وهذا ما كان عليه سلف الأمة ولن يصلح أخر الأمة إلا ما اصلح أولها ولا يشترط ولا يشترط أن نعرف ما هو السر وما هي الحكمة فيما أصدره ولاة الأمور لأنهم يعرفون ما لا نعلم يأتيهم الخبر من كل مكان ويسبرون الأمور ويتابعونها أما نحن فليس لنا ألا ما ليس لنا ألا نعرف ما حولنا إن عرفناه وقد نكون غافلين عنه كثيرا أسال الله تبارك وتعالي أن يجعلني وإياكم من مَن اتبع الهدي أين ما كان اللهم اجعلنا من مًن اتبع الهدي أينما كان اللهم لا تجعل أهوائنا غالبه على هدانا يا رب العالمين واغفر لنا ذنوبنا انك أنت الغفور الرحيم والحمد الله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين .

للإستماع للخطبة
المصدر

للامانة الموضوع منقول




جزاك الله كل خير على المجهود
تحياتي الخالصة




جزاك الله كل خير وجعلها في ميزان حسناتك

سدد الله خطاك لما يحب و يرضى

تقبلي مروري




شكرا وبارك الله فيك
جزاك الله كل خير وجعلها في ميزان حسناتك

تقبلي مروري




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

ذكر صفة الله مع الإشارة إلى العضو-الشيخ أبو الحسن علي الرملي حفظه الله يجيب

تعليمية تعليمية
ذكر صفة الله مع الإشارة إلى العضو-الشيخ أبو الحسن علي الرملي حفظه الله يجيب

السلام عليكم شيخناأبو الحسن هل يجوز عند ذكر صفة من صفات الله مثل العينين أو الأصابع أن يشير الانسان الى عينيه أو الى أصابعه عند قوله أن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبهاكيف شاء… بالتفصيل بارك الله فيك شيخنا

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد ؛

فنعم يجوز ذلك بشرط عدم اعتقاد التشبيه ، وأن تامن على الحضور من اعتقاد التشبيه . أخرج أبوداود في سننه وغيره 4730 عن سليم بن جبير مولى أبى هريرة قال
سمعت أبا هريرة يقرأ هذه الآية (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها) إلى قوله تعالى (سميعا بصيرا) قال رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يضع إبهامه على أذنه والتى تليها على عينه قال أبو هريرة: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرؤها ويضع إصبعيه . قال ابن يونس : قال المقرئ: يعنى (إن الله سميع بصير) يعنى أن لله سمعا وبصرا. قال أبو داود وهذا رد على الجهمية.قلت : وهو حديث صحيح . والله أعلم
منقول من موقع الشيخ

للامانة الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




أحسن الله إليكِ و بارك فيكِ…




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

نصائح عامة مهمة للمسلمين للشيخ ابن باز رحمه الله

نصائح عامة مهمة للمسلمين

من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز إلى من يراه من المسلمين، سلك الله بي وبهم سبيل عباده المؤمنين، وأعاذني وإياهم من طريق المغضوب عليهم والضالين. آمين.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أما بعد، فالموجب لهذا هو النصيحة والتذكير عملا بقول الله تعالى: (وذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) الذاريات:55 وقوله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) المائدة:2 وقوله سبحانه: (والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) سورة العصر، وقول النبي صلى الله عليه و سلم : الدين النصيحة قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: (لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) رواه مسلم
ففي هذه الآيات المحكمات والحديث الشريف، صريح الدلالة على مشروعية التذكير والتناصح، والتواصي بالحديث الشريف، صريح الدلالة على مشروعية التذكير والتناصح، والتواصي بالحق والدعوة إليه، وذلك لما يترتب عليه من نفع المؤمنين، وتعليم الجاهل، وإرشاد الضال، وتنبيه الغافل، وتذكير الناس، وتحريض العالم على العمل بما يعلم، وغير ذلك من المصالح الكثيرة.
والله سبحانه وتعالى إنما خلق الخلق ليعبدوه ويطيعوه وأرسل الرسل مذكرين بذلك ومبشرين ومنذرين، كما قال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) الذاريات:56 وقال تعالى: (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين) التغابن:12 وقال تعالى: (رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل) النساء: 165 وقال تعالى: (فذكر إنما أنت مذكر) الغاشية:21
فالواجب على كل من لديه علم أن يذكّر بذلك، وأن يناصح في الله ويدعو إليه حسب الطاقة، أداءً لواجب التبليغ والدعوة، وتأسيا بالرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام، وحذرا من إثم الكتمان الذي قد أوعد الله عيه في محكم القرآن، كما قال تعالى: (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون) البقرة:159
وقد صح عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله) وقال عليه الصلاة والسلام: (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا) رواهما مسلم في صحيحه.
إذا عرف ما تقدم، فالذي أوصيكم به ونفسي: تقوى الله سبحانه في السر والعلانية، والشدة والرخاء، فإنها وصية الله وصية رسوله صلى الله عليه و سلم كما قال تعالى: (ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله) النساء: 131 وكان النبي صلى الله عليه و سلم يقول في خطبة: (أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة) .
والتقوى كلمة جامعة، مع الخير كله، وحقيقتها أداء ما أوجب الله، واجتناب ما حرمه الله على وجه الإخلاص له والمحبة، والرغبة في ثوابه، والحذر من عقابه، وقد أمر الله عباده بالتقوى ووعدهم عليها بتيسير الأمور، وتفريج الكروب، وتسهيل الرزق، وغفران السيئات والفوز بالجنات، قال تعالى: (يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم) الحج:1 وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون) الحشر:18 وقال تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا) الطلاق:2،3 وقال تعالى: (إن للمتقين عند ربهم جنات النعيم) القلم: 34 وقال تعالى: (ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا) الطلاق: 5 والآيات في هذا المعنى كثيرة.
فيا معشر المسلمين، راقبوا الله سبحانه، وبادروا إلى التقوى في جميع الحالات، وحاسبوا أنفسكم عند جميع أقوالكم وأعمالكم ومعاملاتكم، فما كان من ذلك سائغا في الشرع فلا بأس من تعاطيه، وما كان منها محظورا في الشرع فاحذروه وإن ترتب عليه طمع كثير، فإن ما عند الله خير وأبقى، ومن ترك شيئا اتقاء الله عوضه الله خيرا منه، ومتى راقب العباد ربهم واتقوه سبحانه بفعل ما أمر وترك ما نهى، أعطاهم الله سبحانه ما رتب على التقوى من العزة والفلاح والرزق الواسع، والخروج من المضايق، والسعادة والنجاة في الدنيا والآخرة.

ولا يخفى على كل ذي لب وأدنى بصيرة ما قد أصاب أكثر المسلمين من قسوة القلوب والزهد في الآخرة، والإعراض عن أسباب النجاة، والإقبال على الدنيا وأسباب تحصيلها بكل حرص وجشع من دون تميز بين ما يحل ويحرم، وانهماك الأكثرين في الشهوات، وأنواع اللهو والغفلة، وما ذلك إلا بسبب إعراض القلوب عن الآخرة، وغفلتها عن ذكر الله ومحبته، وعن التفكر في آلائه ونعمه، وآياته الظاهرة والباطنة، وعدم الاستعداد للقاء الله وتذكر الوقوف بين يديه والانصراف من الموقف العظيم إما إلى الجنة وإما إلى النار.

فيا معشر المسلمين تداركوا أنفسكم وتوبوا إلى ربكم، وتفقهوا في دينكم، وبادروا إلى أداء ما أوجب الله عليكم، واجتنبوا ما حرم عليكم، لتفوزوا بالعز والأمن والهداية والسعادة في الدنيا والآخرة، وإياكم والانكباب على الدنيا وإيثارها على الآخرة، فإن ذلك من صفة أعداء الله وأعدائكم من الكفرة والمنافقين، ومن أعظم أسباب العذاب في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى في صفة أعدائه: (إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوماً ثقيلا) الإنسان 27 وقوله تعالى (فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون) التوبة: 55 وأنتم لم تخلقوا للدنيا، وإنما خلقتم للآخرة، وأمرتم بالتزود لها، وخلقت الدنيا لكم، لتستعينوا بها على عبادة الله الذي خلقكم سبحانه، والاستعداد للقائه، فتستحقوا بذلك فضله وكرامته، وجواره في جنات النعيم.

فقبيح بالعاقل أن يعرض عن عبادة خالقه ومربيه، وعما أعده له من الكرامة، ويشتغل عن ذلك بإيثار شهواته البهيمية، والجشع على تحصيل عرض الدنيا الزائل، الذي قد ضمن الله له ما هو خير منه وأحسن عاقبة في الدنيا والآخرة، وليحذر كل مسلم أن يغتر بالأكثرين، ويقول: إن الناس قد ساروا إلى كذا واعتادوا كذا فأنا معهم، فإن هذه مصيبة عظمى قد هلك بها أكثر الماضين، ولكن- أيها العاقل- عليك بالنظر لنفسك ومحاسبتها والتمسك بالحق وإن تركه الناس، والحذر مما نهى الله عنه وإن فعله الناس، فالحق أحق بالاتباع كما قال تعالى: (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون) الأنعام:116 وقال تعالى: (وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين) يوسف:103 وقال بعض السلف رحمهم الله: لا تزهد في الحق لقلة السالكين، ولا تغتر بالباطل لكثرة الهالكين.

هذا ويسرني أن أختم نصيحتي هذه بخمسة أمور هي جماع الخير كله:
الأول: الإخلاص لله وحده في جميع القربات القولية والعملية، والحذر من الشرك كله دقيقه وجليله، وهذا هو أوجب الواجبات وأهم الأمور، وهو معنى شهادة أن لا إله إلا الله، ولا صحة لأعمال العبادة وأقوالهم إلا بعد صحة هذا الأصل وسلامته، كما قال تعالى: (ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين) الزمر: 65

الأمر الثاني: التفقه في القرآن وسنة الرسول صلى الله عليه و سلم والتمسك بهما، وسؤال أهل العلم عن كل ما أشكل عليكم في أمر دينكم، وهذا واجب على كل مسلم ليس له تركه والإعراض عنه والسير وراء رأيه وهواه بدون علم وبصيرة، وهذا معنى شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه و سلم فإن هذه الشهادة توجب على العبد الإيمان بأن محمدا صلى الله عليه و سلم هو رسول الله حقا، والتمسك بما جاء به وتصديقه فيما أخبر به، وألا يعبد الله سبحانه إلا بما شرع على لسان رسوله صلى الله عليه و سلم كما قال سبحانه: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله يغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم) آل عمران: 31 وقال سبحانه: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) الحشر: 7 وقال صلى الله عليه و سلم (من أحداث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) متفق على صحته، وقال أيضا صلى الله عليه و سلم : (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) أخرجه مسلم في صحيحه.

وكل من أعرض عن القرآن والسنة، فهو متابع لهواه عاص لمولاه مستحق للمقت والعقوبة كما قال تعالى: (فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ) القصص:50 وقال تعالى في وصف الكفار: (إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى ) النجم:23 واتباع الهوى – والعياذ بالله – يطمس نور القلب، ويصد عن الحق، كما قال تعالى: (ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله) ص:26

فاحذروا – رحمكم الله – اتباع الهوى، والإعراض عن الهدى، وعليكم بالتمسك بالحق والدعوة إليه، والحذر ممن خالفه، لتفوزوا بخيري الدنيا والآخرة.

الأمر الثالث : إقامة الصلوات الخمس والمحافظة عليها في الجماعة، فإنها أهم الواجبات وأعظمها بعد الشهادتين، وهي عمود الدين والركن الثاني من أركان الإسلام، وهي أول شيء يحاسب عليه العبد من عمله يوم القيامة، فمن حفظها فقد حفظ دينه، ومن تركها فارق الإسلام، فما أعظم حسرته وأسوأ عاقبته يوم الوقوف بين يدي الله . فعليكم – رحمكم الله – بالمحافظة عليها والتواصي بذلك، والإنكار على من تخلف عنها وهجره، لأن ذلك من التعاون على البر والتقوى، وقد صح عن النبي صلى الله عليه و سلم (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر) أخرجه الإمام أحمد وأهل السنن بسند صحيح، وقال النبي صلى الله عليه و سلم (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، وقال صلى الله عليه و سلم(من رأى منكم منكر فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) أخرجه مسلم في الصحيح.

الأمر الرابع: العناية بالزكاة والحرص على أدائها كما أوجب الله، لكونها الركن الثالث من أركان الإسلام. فيجب على كل فرد من المسلمين المكلفين إحصاء ما لديه من المال الزكوي، وضبطه وإخراج زكاته كلما حال عليه الحول، إذا بلغ نصاب الزكاة، ويكون طيب النفس بذلك، منشرح الصدر، أداءً لما أوجبه الله، وشكرا لنعمته، وإحسانا إلى عباد الله . ومتى فعل المسلم ذلك، ضاعف الله له الأجر، وأخلف عليه ما أنفق، وبارك له في الباقي، وزكاه وطهره، كما قال الله سبحانه: (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها) التوبة: 103 ومتى بخل بالزكاة وتهاون بأمرها، غضب الله عليه، ونزع بركة ماله وسلط عليه أسباب التلف والإنفاق في غير الحق، وعذبه به يوم القيامة، كما قال تعالى: (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم) التوبة: 34 وكل مال لا تؤدى زكاته فهو كنز يعذب به صاحبه يوم القيامة، أعاذنا الله وإياكم من ذلك.

أما غير المكلف من المسلمين، كالصغير، والمجنون، فالواجب على وليه العناية بإخراج زكاة ماله كلما حال عليه الحول، لعموم الأدلة من الكتاب والسنة الدالة على وجوب الزكاة في مال المسلم مكلفا كان أو غير مكلف.

الأمر الخامس: يجب على كل مكلف من المسلمين – ذكرا كان أو أنثى – أن يطيع الله ورسوله في كل ما أمر الله ورسوله: كصيام رمضان وحج البيت مع الاستطاعة وسائر ما أمر الله به ورسوله، وأن يعظم حرمات الله، ويتفكر فيما خلق لأجله وأمر به، ويحاسب نفسه في ذلك دائما، فإن كان قد قام بما أوجب الله عليه فرح بذلك، وحمد الله عليه، وسأله الثبات، وأخذ حذره من الكبر والعجب وتزكية النفس. وإن كان قد قصر فيما أوجب عليه، أو ارتكب بعض ما حرم الله عليه، بادر إلى الله بالتوبة الصادقة، والندم والاستقامة على أمر الله، والإكثار من الذكر والاستغفار والضراعة إلى الله سبحانه وسؤاله التوبة من سالف الذنوب، والتوفيق لصالح القول والعمل، ومتى وفق العبد لهذا الأمر العظيم فذلك عنوان ساعدته ونجاته في الدنيا والآخرة، ومتى غفل عن نفسه وسار وراء هواه وشهواته، وأعرض عن الاستعداد لآخرته فذلك عنوان هلاكه، ودليل خسرانه.

فينظر كل منكم لنفسه، وليحاسبها ويفتش عن عيوبها فسوف يجد ما يحزنه ويشغله بنفسه عن غيره، ويوجب له الذل لله والانكسار بين يديه وسؤاله العفو والمغفرة. وهذه المحاسبة وهذا الذل والانكسار بين يدي الله هو سبب السعادة والفلاح والعز في الدنيا والآخرة.

وليعلم كل مسلم: أن كل ما حصل له من صحة ونعمة وجاه رفيع، وخصب ورخاء فهو من فضل الله وإحسانه. وكل ما أصابه من مرض أو مصيبة أو فقر أو جدب أو تسليط عدو أو غير ذلك من المصائب، فهو بسبب الذنوب والمعاصي .

فجميع ما في الدنيا والآخرة من العذاب والآلام وأسبابهما: فبسبب معصية الله، ومخالفة أمره، والتهاون في حقه، كما قال تعالى: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) الشورى: 30 وقال تعالى: (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) الروم:41

فاتقوا الله عباد الله، وعظموا أمره ونهيه، وبادروا بالتوبة إليه من جميع ذنوبكم واعتمدوا عليه وحده، وتوكلوا عليه، فإنه خالق الخلق ورازقهم، ونواصيهم بيده سبحانه، لا يملك أحد منهم لنفسه ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا.

وقدموا – رحمكم الله – حق ربكم وحق رسوله على حق غيره وطاعة غيره كائنا من كان، وتآمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر، وأحسنوا الظن بالله، وأكثروا من ذكره واستغفاره، وتعاونوا على البر والتقوى، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، وخذوا على أيدي سفهائكم وألزموهم بما أمرهم الله به، وامنعوهم عما نهى الله عنه، وأحبوا في الله، وأبغضوا في الله، ووالوا أولياء الله وعادوا أعداء الله، واصبروا وصابروا حتى تلقوا ربكم فتفوزوا بغاية السعادة والكرامة والعزة والمنازل العالية في جنات النعيم.

والله المسؤول أن يوفقنا وإياكم لما يُرضيه، وأن يصلح قلوب الجميع، ويعمرها بخشيته ومحبته وتقواه، والنصح له ولعباده، وأن يعيذنا وإياكم من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، وأن يوفق ولاة أمرنا وسائر ولاة أمر المسلمين لما يرضيه، وأن ينصر بهم الحق ويخذل بهم الباطل، وأن يعيذ الجميع من مضلات الفتن، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته … وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

عبد العزيز بن عبد الله بن باز (رحمه الله تعالى)




رحم الله شيخنا الناصح ابن باز رحمة واسعة و نفعنا بعلمه..

جزاك الله خيرا و نفع بك




السلام عليكم و رحمة الله و بركآآته
بارك الله فيكم و نفـ ع بكم




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

كتب إسلامية أنصحكم باقتناءها

صحيح البخاري
المجلد الأول

تعليمية

المجلد الثاني

تعليمية
رياض الصالحين

تعليمية

زاد المستقنع

تعليمية

الأجرومية في النحو

تعليمية

لمعة الإعتقاد

تعليمية

المنظومة البيقونية

تعليمية

ثلاثة الأصول

تعليمية

كشف الشبهات

تعليمية

العقيدة السفارينية

تعليمية

نخبة الفكر

تعليمية

نظم الورقات

تعليمية

مقدمة في أصول التفسير

تعليمية

ألفية بن مالك

تعليمية

متن كتاب التوحيد

تعليمية

الفتوى الحموية الكبرى

تعليمية

يتبــــــــع ….




بارك الله فيك

اخي جزاك الله خير الجزاء واحسن اليك وجعل ما قدته في ميزان حسناتك




وإياك اختنا الغالية

دمي بكل الود

أخوك الـ GENERAL




شكرا اخي الكريم




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة djabernet تعليمية
شكرا اخي الكريم

العفو أخونا الغالي،فهذا واجبنا تجاه حضرتكم

أخوك الـ GENERAL




بارك الله فيك اخي عل ى هاته المجموعة من الكتب القيمة والمفيدة في عقيدة المسلم
واسمحلي اخي ان اضيف الى قائمتك هاته القائمة التي هي كذلك لاتقل اهمية عن سابقتها
لكنها ليست للتحميل وانما للاشارة اليها لمن اراد ان يقتنيها فيها منافع كبيرة
شرح العقيدة الواسطية للشيخ ابن عثيمين رحمه الله
تلبيس ابليس لبن الجوزي رحمه الله
الداء والدواء لبن قيم الجوزية رحمه الله
اغاثة اللهفان من مصائد الشيطان لبن قيم الجوزية رحمه الله
الفوائد لنفس المؤلف
اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم للشيخ ابن تيمية رحمه الله
السياسة الشرعية في اصلاح الراعي والرعية لنفس المؤلف




شكرا اخي جنرا ل على الجهد المبذول موضوع رائع تقبل مروووري




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

الحكمة من ترتيب الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- لأركان الإيمان بالتَّرتيب الوارد في

تعليمية تعليمية
الحكمة من ترتيب الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- لأركان الإيمان بالتَّرتيب الوارد في الأحاديث النبوية المشرفة

الحكمة من ترتيب أركان الإيمان في عدة أحاديث !
فضيلة العلامة د. صالح بن فوزان الفوزان

السُّؤال:

4 ـ رتب الرسول صلى الله عليه وسلم أركان الإيمان في عدة أحاديث – خاصة حديث جبريل – بأنها‏:‏ الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره؛ فهل هنا حكمة معلومة من هذا الترتيب ‏؟‏


الجواب:

هناك حكمة – والله أعلم – في ترتيب أركان الإيمان في الآيات والأحاديث ، وإن كانت الواو لا تقتضي ترتيبًا :
.
₪ فقد بدئت هذه الأركان بالإيمان بالله ؛ لأن الإيمان بالله هو الأساس ، وما سواه من الأركان تابع له .

.
₪ ثم ذكر الإيمان بالملائكة والرسل ؛ لأنهم الواسطة بين الله وخلقه في تبليغ رسالاته ، فالملائكة تنزل بالوحي على الرسل ، والرسل يبلغون ذلك للناس ، قال تعالى : ( يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ ) .

.
₪ ثم ذكر الإيمان بالكتب ؛ لأنها الحجة والمرجع الذي جاءت به الرسل من الملائكة والنبيين من عند الله للحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه ، قال تعالى : ( فَبَعَثَ اللهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ) .

.
₪ ثم ذكر الإيمان باليوم الآخر ؛ لأنه ميعاد الجزاء على الأعمال التي هي نتيجة الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله أو التكذيب بذلك ، فكان مقتضى العدالة الإلهية إقامة هذا اليوم للفصل بين الظالم والمظلوم ، وإقامة العدل بين الناس .

.
₪ ثم ذكر الإيمان بالقضاء والقدر لأهميته في دفع المؤمن إلى العمل الصالح ، واتخاذ الأسباب النافعة ، مع الاعتماد على الله سبحانه ، ولبيان أنه لا تناقض بين شرع الله الذي أرسل به رسله وأنزل به كتبه وبين قضائه وقدره ، خلافا لمن زعم ذلك من المبتدعة والمشركين الذين قالوا : ( لَوْ شَاءَ اللهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ ) ، سوغوا ما هم عليه من الكفر بأن الله قدره عليهم ، وإذا قدره عليهم ، فقد رضيه منهم – بزعمهم – ، فرد الله عليهم بأنه لو رضيه منهم ما بعث رسله بإنكاره ، فقال : ( فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ) .

المصدر:
المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
الجزء الأوّل – الفتوى رقم 4

إعداد موقع روح الإسلام

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




شكرا وبارك الله فيك أختي
جزاك الله كل خير




بارك الله فيك اختي ام ليلى على الموضوع القيم




بارك الله فيك على المعلومات القيمة
وحفظ الله الشيخ الفوزان ونفعنا بعلمه




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

الجمع بين حديث من قال لا إله إلا الله دخل الجنة ، وبين خلود المشركين في النار

تعليمية تعليمية
الجمع بين حديث من قال لا إله إلا الله دخل الجنة ، وبين خلود المشركين في النار .
السؤال:


كيف نجمع بين قول النبي صلى الله عليه وسلم : " ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة " ، وبين خلود المشركين والمنافقين في النار مع أنهم يقولون " لا إله إلا الله " ؟.

الجواب:

الحمد لله
قال الشيخ محمد ابن عثيمين – رحمه الله – :

الحديث يدل على أن القائل : " لا إله إلا الله " مؤمنٌ حقاً ؛ لكن سولت له نفسه ففعل بعض المعاصي أو بعض الكبائر من السرقة وغيرها .

وطريق أهل السنة والجماعة أن الإنسان المؤمن وإن فعل الكبيرة مآله الجنة ، وما قبل الجنة من العقوبة راجع إلى الله إن شاء عذبه ، وإن شاء غفر له ، ودليل ذلك قوله- تعالى- : { إن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } فصار جميع فاعلي المعاصي – وإن عظمت – إذا كانت دون الكفر لا تمنع من دخول الجنة فمآل فاعلها إلى الجنة ، لكن قد يُعذب بما فعل من ذنب ، وقد يغفر الله له ، والأمر راجع إلى الله ، أما المنافقون وأهل البدع المكفرة التي تكفرهم بدعهم فإنهم حقيقةً لم يقولوا لا إله إلا الله بقلوبهم ؛ لأن هذا النفاق الذي أدى إلى الكفر ينافي الإخلاص ، وقول لا إله إلا الله لا بد فيه من الإخلاص .

أما أن يقول : لا إله إلا الله وهو يعتقد أنه ليس هناك رب ولا إله ، أو يعتقد أن مع الله إلهاً آخر يدبر الكون ، أو يعتقد أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ارتدوا كلهم بعد موته عليه الصلاة والسلام أو ما أشبه ذلك من البدع المكفرة ، فهؤلاء لم يُخلصوا في قول : لا إله إلا لله ، فكانت بدعهم هذه تنافي قول الرسول عليه الصلاة والسلام : " من شهد ألا إله إلا الله أو من قال لا إله إلا الله دخل الجنة " .

فلا بد من الإخلاص في الشهادتين ، واستمع إلى قول الله – تبارك وتعالى – في المنافقين : { يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا } ، وفي نفس الآيات يقول : { إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا } ، ويقول عنهم : { إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله } ، هذه شهادة باللسان : { والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون } ، أي كاذبون في قولهم : " نشهد إنك لرسول الله " فهم يذكرون الله ويشهدون بالرسالة لرسوله لكن قلوبهم خالية مما تنطق به ألسنتهم . انتهى .



المرجع لقاء الباب المفتوح رقم 45

منقول

تعليمية تعليمية




جزاكِ الله خيرًا




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

هل هناك فرق بين قول الكلابية والأشاعرة أن القرآن حكاية أو عبارة عن كلام الله؟

تعليمية تعليمية

هل هناك فرق بين قول الكلابية والأشاعرة أن القرآن حكاية أو عبارة عن كلام الله؟

بسم الله الرحمن الرحيم


هل هناك فرق بين قول الكلابية والأشاعرة أن القرآن حكاية أو عبارة عن كلام الله؟


قال الكلابية في القرآن: إنه حكاية عن كلام الله عز وجل.

أما الأشاعرة فقد قالوا: بل هو عبارة عن كلام الله وليس حكايةً.

فهل هناك فرق بين القولين؟


بعض أهل العلم لم يفرق بين الحكاية والعبارة.

ففي فتاوى الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله:


س33: سئل الشيخ : ما الفرق بين العبارة والحكاية ؟

فقال الشيخ – رحمه الله – " ( عندي أن العبارة والحكاية شيء واحد ، ومن أراد التفرقة بينهما فعلية أن يظهر الفرق ، وقد أخطأ الأشعرى وابن كلاب قولهما إن القرآن عبارة أو حكاية عن كلام الله النفسى القديم " .


وبعض أهل العلم أظهر الفرق بينها

فقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرحه على الواسطية 2/97-98:


(( والكل[ أي: الكلابية والأشاعرة ] اتفقوا على أن هذا القرآن الذي في المصحف ليس كلام الله، بل هو إما حكاية أو عبارة،

والفرق بينهما:


أن الحكاية: المماثلة، يعني: كأن هذا المعنى الذي هو الكلام عندهم حُكي بمرآة، كما يحكي الصدى كلام المتكلم.

أما العبارة؛ فيعني بها أن المتكلم عبر عن كلامه النفسي بحروف وأصوات خلقت )).


وهذا التفريق منقول عن أبي حامد الإسفراييني رحمه الله، وقد نقله عنه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في درء تعارض العقل والنقل: 1/289 فقال:


(( قال [ أي أبي حامد الإسفراييني ]: وكان ابن كلاب عبد الله بن سعيد القطان يقول : هي حكاية عن الأمر.

وخالفه أبو الحسن الأشعري في ذلك فقال : لا يجوز أن يقال : ( إنها حكاية ) لأن الحكاية تحتاج إلى أن تكون مثل المحكي ولكن هو عبارة عن الأمر القائم بالنفس )).

منقول

تعليمية تعليمية




جزاكم الله خيرا

سئل الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله :


ما الفرق بين قول الأشعرية 🙁 القرآن عبارة عن كلام الله ) وقول الكلابية : ( القرآن حكاية عن كلام الله ) ؟

فأجاب :

كله كلام باطل ! القرآن كلام الله ,والأشعرية والكلابية يقولون : الكلام هو الكلام النفسي القائم بذات الله ولا يتعدد ولا يتجزأ وإن تُكُلم به فهو شيء واحد ؛إن تكلم به بالعبرية فهو توراة وإن تكلم به بالسريانية فهو الإنجيل وإن تكلم به باللغة العربية فهو القرآن فهو شيء واحد ومعنى هذا أنّ ( تبت يدا أبي لهب ) وآية الكرسي شيء واحد!! ,هذا ضلال والعياذ بالله !
فالقرآن كلام الله تكلم الله به سبحانه وتعالى سمعه جبريل من رب العالمين وسمعه محمد من جبريل وبلغه محمد هذه الأمة فهو كلام الله تكلم الله به سبحانه وتعالى وأنزله خلال ثلاث وعشرين سنة وفيه أوامر وفيه نواهٍ وفيه أخبار وفيه حلال وفيه حرام ,فعلى قول الأشاعرة : الحلال والحرام شيء واحد ! والزنا والنكاح شيء واحد مذكور في القرآن ! وآية ( قل هو الله أحد ) وآية الكرسي و( تبت يدا أبي لهب ) شيء واحد !! ضلال والعياذ بالله .
الشاهد : أن قولهم : (حكاية) تهرب ! يعني هم عندهم: القرآن مخلوق ؛هذا الموجود عندنا في المصاحف ويتلوه الناس في المساجد ويحفظونه …الخ هذا عندهم مخلوق وهذا إنما هو دلالة على ما في نفس الله تبارك وتعالى ؛كلام سخيف وكذب على الله واضح !
فالقرآن بمعانيه وحروفه كلام الله تكلم الله به, ونادى الله موسى (وكلم الله موسى تكليما) وكلم جبريل ويكلم الناس يوم القيامة ويتكلم سبحانه وتعالى متى شاء وإذا شاء ومن كلامه هذه الكتب المنزلة وأشرفها القرآن كلامه معانيه وحروفه تكلم الله به

.


صفة الكلام لله عز و جل
لفضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

كتاب مصور

تعليمية تعليمية
كتاب (التوضيح المفيد لمسائل كتاب التوحيد) مصور.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه ومن والآه

أما بعد:أقدم لأخواني أهل السنة هدية ثمينة وهي كتاب لأحد علمائنا المعاصرين وهو الشيخ العلامة المحدث عبد الله بن محمد بن أحمد الدويش-رحمه الله-

التوضيح المفيد لمسائل كتاب التوحيد

والله أسأل أن ينفع به الحميع إنه سميع مجيب

والحمد لله رب العالمين

الرابط


للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




شكرا لك الأخت أم ليلى
جراك الله خيرا
وجعل ماتقدمينه في ميزان حسناتك




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

العبادة هي توحيد الله وطاعته

الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد[1]:
فقد قال الله عز وجل في كتابه الكريم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[2].

ربنا جل وعلا يأمر عباده المؤمنين في آيات كثيرات بتقوى الله؛ لأن التقوى جماع الدين، وهي العبادة التي خلق الناس لها وأمروا بها في قوله تعالى:( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [3]، وقال تعالى:( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)[4]، وهي العبادة التي بعث به الرسل عليهم الصلاة والسلام، يقول سبحانه: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ)[5].

هذه العبادة هي توحيد الله وطاعته، وهي التقوى والإيـمان، وهي البر والهدى؛ كما قال سبحانه: (وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى[6]، وقال تعالى: وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى[7]، وقال: وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ)[8] الآية.
فالواجب على جميع المكلفين من الجن والإنس، والعرب والعجم، والذكور والإناث، الواجب عليهم جميعاً أن يتقوا الله، وذلك بتوحيده والإخلاص له، واتباع رسوله عليه الصلاة والسلام، هذه العبادة التي خُلِقُوا لها، وأصلها وأساسها: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، هذا أساس الدين وأصله؛ الشهادتان: شهادة أن لا إله إلا الله، معناها: لا معبود حق إلا الله، يشهد المؤمن والمؤمنة بأنه لا معبود حق إلا الله، ويشهد أن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي العربي، المكي ثم المدني هو رسول الله، صلى الله عليه وسلم حقاً، وأن الواجب اتباعه والإيـمان بما جاء به وتصديقه، واتباع شريعته، هذا هو الواجب على الجميع، قال تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ)[9]، وقال سبحانه: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء)[10].

هذه العبادة التي خُلقوا لها، أن يخصوا الله بالعبادة: بدعائهم وخوفهم ورجائهم، وذبحهم واستغاثتهم وصلاتهم وغير هذا، وعليهم مع هذا أن يشهدوا أن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، هو رسول الله حقاً إلى جميع الثقلين، جنهم وإنسهم، عربهم وعجمهم، ذكورهم وإناثهم، على جميع المكلفين أن يشهدوا بذلك، يشهدوا أنه لا إله إلا الله، أي لا معبود حق إلا الله، ويشهدوا أن محمد بن عبد الله هو رسول الله حقاً إلى جميع الثقلين الجن والإنس، وأنه خاتم الأنبياء ليس بعده نبي، كما قال تعالى:( مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ)[11]، وقال تعالى: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا)[12]، وبعد ذلك أيضاً يلزم الإيـمان، وبقية أركان الإسلام: الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان وحج البيت))[13] هذه الأركان لا بد منها مع الإيـمان بالله، وملائكته وكتبه ورسله، واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره، هذه أصول الإيـمان الستة، ويتبع ذلك جميع ما أمر الله به ورسوله يتبع الإيـمان والإسلام كل ما أمر الله به ورسوله، كما يدخل في ذلك ترك كل ما نهى الله عنه ورسوله، كله داخل في الإسلام والإيـمان، فعلى جميع المكلفين أن يؤمنوا بالله ورسوله، وأن يؤمنوا بالأركان الستة للإيـمان، وأن يعملوا بالأركان الخمسة للإسلام: الشهادتين، الصلاة، الزكاة، الصيام، والحج، ويؤمنوا بأنها فرض على الجميع، كما أن عليهم أن يؤمنوا بأن الله حرم عليهم الشرك، وحرم عليهم جميع المعاصي التي بينها الله في كتابه، وبينها رسوله عليه الصلاة والسلام، من الزنا والسرقة وشرب المسكر والربا، وغيرها مما حرمه الله، يجب على جميع المكلفين الإيـمان بكل ما أوجبه الله، والإيـمان بكل ما حرمه الله، وعليهم العمل، وذلك بأداء فرائض الله، وترك محارم الله، والوقوف عند حدود الله، يرجون ثواب الله ويخشون عقابه، ويشرع لهم المسارعة إلى الخيرات، في النوافل؛ لأنها يكمل بها الفرائض.
يشرع لكل مؤمن ومؤمنة المسارعة إلى الخيرات، صلاة النافلة، صدقة النافلة، الإكثار من ذكر الله، حج النافلة، عمرة النافلة، إلى غير ذلك مما شرع الله من النوافل، ومتى سارع المؤمن إلى ذلك وسابق إلى ذلك، صار من المقربين مع الطبقة العليا، فإن طبقات المسلمين ثلاث:
الطبقة الأولى: الظالم لنفسه، صاحب المعاصي.
الطبقة الثانية: المقتصد، الذي أدى الفرائض وترك المحارم.
الطبقة الثالثة: المقربون، وهم السابقون للخيرات، مع أداء الفرائض، يسارعون إلى الطاعات والأعمال الصالحات التي لا تجب عليهم، يرجون ثواب الله ويخشون عقابه.
فالوصية لأبنائي الطلبة، ولجميع المستمعين أن يتقوا الله في كل مكان، وفي كل حال، وفي كل زمان، وأن يستقيموا على دين الله، وأن يحذروا محارم الله، وأن يقفوا عند حدود الله يرجون ثواب الله ويخشون عقابه، عملاً بقوله سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ)[14] يعني ما تطلبون.( نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ)[15]، وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (13) أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[16]، وقال سبحانه لنبيه عليه الصلاة والسلام: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ)[17].

فالواجب على جميع المكلفين الاستقامة، يعني الثبات على الحق، والسير عليه من أداء الفرائض، وترك المحارم حتى الموت، هذا الواجب على الجميع، أن يتقوا الله ويلزموا حقه، يلزموا أداء الفرائض وترك المحارم عن إيـمان بالله ورسوله، وعن رغبة فيما عند الله، وعن إخلاص وصدق، يرجون ثواب الله ويخشون عقابه، حتى الموت، ولهذا قال الله سبحانه لنبيه:( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)[18]، وقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)[19].

هذا الواجب على الجميع أن يتقوا الله وأن يستقيموا على دينه، وأن يتركوا محارمه وأن يحبوا في الله وأن يبغضوا في الله، ويوالوا في الله ويعادوا في الله، لهذا خُلِقُوا وبهذا أُمروا، وذلك هو العبادة التي هم مخلوقون لها، في قوله سبحانه: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)[20] وهي العبادة التي خُلِقُوا لها في قوله: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ)[21].

فالواجب المجاهدة في هذا، سؤال الله التوفيق، كل واحد يسأل ربه التوفيق والإعانة، يقول الله سبحانه:( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)[22]، ويقول سبحانه: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)[23]، ويقول: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا)[24]، ويقول: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا)[25]، ويقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ)[26].
فمن اتقى الله، وحفظ لسانه، واستقام أصلح الله له العمل، وغفر له الذنب، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً، هذه هي التقوى، من يطع الله ورسوله، هذه هي التقوى، وهذا دين الله، وهذا هو الإيـمان بالله ورسوله، (وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[27].
نسأل الله أن يوفق الجميع للعمل النافع، والعمل الصالح، وأن يمنحنا وإياكم جميعاً الفقه في دينه، وأن يعيذنا وإياكم من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.

والوصية مرة أخرى: العمل بما ذكرنا، والدعوة إلى الله أن تعملوا وأن تكونوا دعاة إلى الله، في كل مكان ترجون ثواب الله وتخشون عقاب الله، عملاً بقوله سبحانه: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)[28]، وعملاً بقوله سبحانه: ( ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)[29].
هكذا أمرنا ربنا جل وعلا، وقال تعالى: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)[30].
نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أتباع الرسول على بصيرة، وأن يعيذنا وإياكم من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله على رسولنا ونبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم.

للشيخ ابن باز رحمه الله

_________________________ ____________
___
[1] محاضرة عبر الهاتف ألقاها سماحته في إحدى الجمعيات الخيرية بدولة الكويت بتاريخ 20/8/1418هـ.
[2] سورة الأحزاب، الآيتان 70، 71.
[3] سورة الذاريات، الآية 56.
[4] سورة البقرة، الآية 21.
[5] سورة النحل، الآية 36.
[6] سورة النجم، الآية 23.
[7] سورة البقرة، الآية 189.
[8] سورة البقرة، الآية 177.
[9] سورة الإسراء، الآية 23.
[10] سورة البينة، الآية 5.
[11] سورة الأحزاب، الآية 40.
[12] سورة الأعراف، الآية 158.
[13] أخرجه الترمذي في كتاب الإيـمان، باب ما جاء بني الإسلام على خمس برقم 2609.
[14] سورة فصلت، الآية 30 ، 31.
[15] سورة فصلت، الآية 32.
[16] سورة الأحقاف، الآيتان 13 ، 14.
[17] سورة هود، الآية 112.
[18] سورة الحجر، الآية 99.
[19] سورة آل عمران، الآية 102.
[20] سورة الذاريات، الآية 56.
[21] سورة البقرة، الآية 21.
[22] سورة العنكبوت، الآية 69.
[23] سورة الطلاق، الآيتان 2، 3.
[24] سورة الطلاق، الآية 4.
[25] سورة الطلاق، الآية 5.
[26] سورة الأحزاب، الآيتان 70، 71.
[27] سورة الأحزاب، الآية 71.
[28] سورة فصلت، الآية 33.
[29] سورة النحل، الآية 125.
[30] سورة يوسف، الآية 108.




تعليمية




بارك الله فيك اخي على هاته الحكمة




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

أدب العلم والعلماء للماوردي رحمه الله

أدب العلم والعلماء

اعْلَمْ أَنَّ الْعِلْمَ أَشْرَفُ مَا رَغَّبَ فِيهِ الرَّاغِبُ، وَأَفْضَلُ مَا طَلَبَ وَجَدَّ فِيهِ الطَّالِبُ، وَأَنْفَعُ مَا كَسَبَهُ وَاقْتَنَاهُ الْكَاسِبُ؛ لِأَنَّ شَرَفَهُ يُثْمِرُ عَلَى صَاحِبِهِ، وَفَضْلَهُ يُنْمِي عَلَى طَالِبِهِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَاَلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ} فَمَنَعَ الْمُسَاوَاةَ بَيْنَ الْعَالِمِ وَالْجَاهِلِ لِمَا قَدْ خُصَّ بِهِ الْعَالِمُ مِنْ فَضِيلَةِ الْعِلْمِ. وَقَالَ تَعَالَى: {وَمَا يَعْقِلُهَا إلا الْعَالِمُونَ} فَنَفَى أَنْ يَكُونَ غَيْرُ الْعَالِمِ يَعْقِلُ عَنْهُ أَمْرًا، أَوْ يَفْهَمُ مِنْهُ زَجْرًا. وَرُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: {أُوحِيَ إلَى إبْرَاهِيمَ عليه السلام أَنِّي عَلِيمٌ أُحِبُّ كُلَّ عَلِيمٍ}. وَرَوَى أَبُو أُمَامَةَ قَالَ: {سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا عَالِمٌ والآخر عَابِدٌ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ رَجُلاً}. وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه: النَّاسُ أَبْنَاءُ مَا يُحْسِنُونَ. وَقَالَ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ: تَعَلَّمْ الْعِلْمَ فَإِنْ يَكُنْ لَك مَالٌ كَانَ لَك جَمَالا وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَك مَالٌ كَانَ لَك مَالا. وَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ لِبَنِيهِ: يَا بَنِيَّ تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ فَإِنْ كُنْتُمْ سَادَةً فُقْتُمْ، وَإِنْ كُنْتُمْ وَسَطًا سُدْتُمْ، وَإِنْ كُنْتُمْ سُوقَةً عِشْتُمْ. وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: الْعِلْمُ شَرَفٌ لاَ قَدْرَ لَهُ، والأدب مَالٌ لاَ خَوْفَ عَلَيْهِ. وَقَالَ بَعْضُ الأدباء: الْعِلْمُ أَفْضَلُ خَلَفٍ، وَالْعَمَلُ بِهِ أَكْمَلُ شَرَفٍ. وَقَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ: تَعَلَّمْ الْعِلْمَ فَإِنَّهُ يُقَوِّمُك وَيُسَدِّدُك صَغِيرًا، وَيُقَدِّمُك وَيُسَوِّدُك كَبِيرًا، وَيُصْلِحُ زَيْفَك وَفَاسِدَك، وَيُرْغِمُ عَدُوَّك وَحَاسِدَك، وَيُقَوِّمُ عِوَجَك وَمَيْلَك، وَيُصَحِّحُ هِمَّتَك، وَأَمَلَك. وَقَالَ عَلِيٌّ رضي الله تعالى عنه: قِيمَةُ كُلِّ امْرِئٍ مَا يُحْسِنُ. فَأَخَذَهُ الْخَلِيلُ فَنَظَّمَهُ شَعْرًا فَقَالَ: لاَ يَكُونُ الْعَلِيُّ مِثْلَ الدَّنِيِّ لاَ وَلاَ ذُو الذَّكَاءِ مِثْلَ الْغَبِيِّ قِيمَةُ الْمَرْءِ قَدْرُ مَا يُحْسِنُ الْمَرْءُ قَضَاءٌ مِنْ الإمام عَلِيِّ وَلَيْسَ يَجْهَلُ فَضْلَ الْعِلْمِ إلا أَهْلُ الْجَهْلِ؛ لِأَنَّ فَضْلَ الْعِلْمِ إنَّمَا يُعْرَفُ بِالْعِلْمِ. وَهَذَا أَبْلَغُ فِي فَضْلِهِ؛ لِأَنَّ فَضْلَهُ لاَ يُعْلَمُ إلا بِهِ. فَلَمَّا عَدِمَ الْجُهَّالُ الْعِلْمَ الَّذِي بِهِ يَتَوَصَّلُونَ إلَى فَضْلِ الْعِلْمِ جَهِلُوا فَضْلَهُ، وَاسْتَرْذَلُوا أَهْلَهُ، وَتَوَهَّمُوا أَنَّ مَا تَمِيلُ إلَيْهِ نُفُوسُهُمْ مِنْ الأموال الْمُقْتَنَاةِ، وَالطُّرَفِ الْمُشْتَهَاةِ، أَوْلَى أَنْ يَكُونَ إقْبَالُهُمْ عَلَيْهَا، وَأَحْرَى أَنْ يَكُونَ اشْتِغَالُهُمْ بِهَا. وَقَدْ قَالَ ابْنُ الْمُعْتَزِّ فِي مَنْثُورِ الْحِكَمِ: الْعَالِمُ يَعْرِفُ الْجَاهِلَ؛ لِأَنَّهُ كَانَ جَاهِلاً، وَالْجَاهِلُ لاَ يَعْرِفُ الْعَالِمَ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ عَالِمًا. وَهَذَا صَحِيحٌ، وَلِأَجْلِهِ انْصَرَفُوا عَنْ الْعِلْمِ، وَأَهْلِهِ انْصِرَافَ الزَّاهِدِينَ، وَانْحَرَفُوا عَنْهُ وَعَنْهُمْ انْحِرَافَ الْمُعَانِدِينَ؛ لِأَنَّ مَنْ جَهِلَ شَيْئًا عَادَاهُ. وَأَنْشَدَنِي ابْنُ لَنْكَكَ لِأَبِي بَكْرِ بْنِ دُرَيْدٍ: جَهِلْت فَعَادَيْت الْعُلُومَ وَأَهْلَهَا كَذَاك يُعَادِي الْعِلْمَ مَنْ هُوَ جَاهِلُهْ وَمَنْ كَانَ يَهْوَى أَنْ يُرَى مُتَصَدِّرًا وَيَكْرَهُ لاَ أَدْرِي أُصِيبَتْ مَقَاتِلُهْ وَقِيلَ لِبَزَرْجَمْهَرَ: الْعِلْمُ أَفْضَلُ أَمْ الْمَالُ ؟ فَقَالَ: بَلْ الْعِلْمُ. قِيلَ: فَمَا بَالُنَا نَرَى الْعُلَمَاءَ عَلَى أَبْوَابِ الأغنياء وَلاَ نَكَادُ نَرَى الأغنياء عَلَى أَبْوَابِ الْعُلَمَاءِ ؟ فَقَالَ: ذَلِكَ لِمَعْرِفَةِ الْعُلَمَاءِ بِمَنْفَعَةِ الْمَالِ وَجَهْلِ الأغنياء لِفَضْلِ الْعِلْمِ. وَقِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ: لِمَ لاَ يَجْتَمِعُ الْعِلْمُ وَالْمَالُ ؟ فَقَالَ: لِعِزِّ الْكَمَالِ. فَأَنْشَدْت لِبَعْضِ أَهْلِ هَذَا الْعَصْرِ: وَفِي الْجَهْلِ قَبْلَ الْمَوْتِ مَوْتٌ لِأَهْلِهِ فَأَجْسَامُهُمْ قَبْلَ الْقُبُورِ قُبُورُ وَإِنْ امْرَأً لَمْ يَحْيَ بِالْعِلْمِ مَيِّتٌ فَلَيْسَ لَهُ حَتَّى النُّشُورِ نُشُورُ وَوَقَفَ بَعْضُ الْمُتَعَلِّمِينَ بِبَابِ عَالِمٍ ثُمَّ نَادَى: تَصَدَّقُوا عَلَيْنَا بِمَا لاَ يُتْعِبُ ضِرْسًا، وَلاَ يُسْقِمُ نَفْسًا. فَأَخْرَجَ لَهُ طَعَامًا وَنَفَقَةً. فَقَالَ: فَاقَتِي إلَى كَلاَمِكُمْ، أَشَدُّ مِنْ فَاقَتِي إلَى طَعَامِكُمْ، إنِّي طَالِبُ هُدًى لاَ سَائِلُ نَدًى. فَأَذِنَ لَهُ الْعَالِمُ، وَأَفَادَهُ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلَ عَنْهُ فَخَرَجَ جَذِلاً فَرِحًا، وَهُوَ يَقُولُ: عِلْمٌ أَوْضَحَ لَبْسًا، خَيْرٌ مِنْ مَالٍ أَغْنَى نَفْسًا. وَاعْلَمْ أَنَّ كُلَّ الْعُلُومِ شَرِيفَةٌ، وَلِكُلِّ عِلْمٍ مِنْهَا فَضِيلَةٌ، والإحاطة بِجَمِيعِهَا مُحَالٌ. قِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ: مَنْ يَعْرِفُ كُلَّ الْعُلُومِ ؟ فَقَالَ: كُلُّ النَّاسِ. وَرُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: مَنْ ظَنَّ أَنَّ لِلْعِلْمِ غَايَةً فَقَدْ بَخَسَهُ حَقَّهُ، وَوَضَعَهُ فِي غَيْرِ مَنْزِلَتِهِ الَّتِي وَصَفَهُ اللَّهُ بِهَا حَيْثُ يَقُولُ: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إلا قَلِيلاً}. وَقَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: لَوْ كُنَّا نَطْلُبُ الْعِلْمَ لِنَبْلُغَ غَايَتَهُ كُنَّا قَدْ بَدَأْنَا الْعِلْمَ بِالنَّقِيصَةِ، وَلَكِنَّا نَطْلُبُهُ لِنَنْقُصَ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ الْجَهْلِ وَنَزْدَادَ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ الْعِلْمِ. وَقَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: الْمُتَعَمِّقُ فِي الْعِلْمِ كَالسَّابِحِ فِي الْبَحْرِ لَيْسَ يَرَى أَرْضًا، وَلاَ يَعْرِف طُولاً وَلاَ عَرْضًا. وَقِيلَ لِحَمَّادٍ الرَّاوِيَةِ: أَمَا تَشْبَعُ مِنْ هَذِهِ الْعُلُومِ ؟ فَقَالَ: اسْتَفْرَغْنَا فِيهَا الْمَجْهُودَ، فَلَمْ نَبْلُغْ مِنْهَا الْمَحْدُودَ، فَنَحْنُ كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ: إذَا قَطَعْنَا عِلْمًا بَدَا عِلْمُ وَأَنْشَدَ الرَّشِيدُ عَنْ الْمَهْدِيِّ بَيْتَيْنِ وَقَالَ أَظُنُّهُمَا لَهُ: يَا نَفْسُ خُوضِي بِحَارَ الْعِلْمِ أَوْ غُوصِي فَالنَّاسُ مَا بَيْنَ مَعْمُومٍ وَمَخْصُوصِ لاَ شَيْءَ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا نُحِيطُ بِهِ الا إحَاطَةَ مَنْقُوصٍ بِمَنْقُوص.




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا

فالعلم نور والجهل ظلال




شكرا لكي اختاه على جلبك المميز
مع انتظار جديدك
تحياتي




: يَا نَفْسُ خُوضِي بِحَارَ الْعِلْمِ أَوْ غُوصِي فَالنَّاسُ مَا بَيْنَ مَعْمُومٍ وَمَخْصُوصِ لاَ شَيْءَ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا نُحِيطُ بِهِ الا إحَاطَةَ مَنْقُوصٍ بِمَنْقُوص.
شكرااااااااااااا
اختي على الموضوع القيم
قال الامام ابن حنبل :
اذا جادلني عالم غلبته
واذا جادلني جاهل غلبني