التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[مقتطف] سب أحد من الصحابةرحمه الله-

تعليمية تعليمية
[مقتطف] سب أحد من الصحابة-للإمام الحافظ شمس الدين الذهبي -رحمه الله-


ثبت في الصحيحين أن رسول الله -صلى الله عليه و سلم- قال : يقول الله تعالى :" من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب " ، و قال -صلى الله عليه و سلم- :" لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبًا ما بلغ مد أحدهم و لا نصفيه " (مخرج في الصحيحين) .
و قال -صلى الله عليه و سلم- :" الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضًا بعدي ، فمن أحبهم فبحبي أحبهم و من أبغضهم فببغضي أبغضهم ، و من آذاهم فقد آذاني و من آذاني فقد آذى الله ، و من آذى الله فقد أوشك أن يأخذه " أخرجه الترمذي .
ففي الحديث و أمثاله بيان حالة من جعلهم غرضًا بعد رسول الله -صلى الله عليه و سلم- و سبهم و افترى عليهم و كفرهم و اجترأ عليهم .

و قوله -صلى الله عليه و سلم- : " الله الله" كلمة تحذير و إنذار كما يقول المحذر النار النار أي : احذروا النار ، و قوله : " لا تتخذوهم غرضًا بعدي" أي لا تتخذوهم غرضًا للسب و الطعن ، كما يقال : اتخذ فلانًا غرضًا لسبه أي هدفًا للسب ، و قوله : " فمن أحبهم فبحبي أحبهم و من أبغضهم فببضغي أبغضهم " ، فهذا من أجل الفضائل و المناقب لأن محبة الصحابة لكونهم صحبوا رسول الله -صلى الله عليه و سلم- و نصروه و آمنوا به و عزروه و واسوه بالأنفس و الأموال ، فمن أحبهم فإنما أحب النبي -صلى الله عليه و سلم- .
فحب أصحاب النبي -صلى الله عليه و سلم- عنوان محبته و بغضهم عنوان بغضه ، كما جاء في الحديث الصحيح :" حب الأنصار من الإيمان و بغضهم من النفاق" ، و ما ذاك إلا لسابقتهم و مجاهدتهم أعداء الله بين يدي رسول الله -صلى الله عليه و سلم- و كذلك حب علي -رضي الله عنه- من الإيمان و بغضه من النفاق ، و إنما يعرف فضائل الصحابة -رضي الله عنهم- من تدبر أحوالهم و سيرهم و آثارهم في حياة رسول الله -صلى الله عليه و سلم- و بعد موته من المسابقة إلى الإيمان و المجاهدة للكفار و نشر الدين و إظهار شعائر الإسلام ، و إعلاء كلمة الله و رسوله و تعليم فرائضه و سننه ، و لولاهم ما وصل إلينا من الدين أصل و لا فرع ، و لا علمنا من الفرائض و السنن سنة و لا فرضًا و لا علمنا من الأحاديث و الأخبار شيئًا .
فمن طعن فيهم أو سبهم فقد خرج من الدين و مرق من ملة المسلمين ، لأن الطعن لا يكون إلا عن اعتقاد مساويهم و إضمار الحقد فيهم و إنكار ما ذكره الله تعالى في كتابه من ثنائه عليهم ، و ما لرسول الله -صلى الله عليه و سلم- من ثنائه عليهم و فضائلهم و مناقبهم و حبهم ، و لأنهم أرضى الوسائل من المأثور و الوسائط من المنقول ، و الطعن في الوسائط طعن في الأصل ، و الازدراء بالناقل ازدراء بالمنقول ، هذا ظاهر لمن تدبره و سلم من النفاق و من الزندقة و الإلحاد في عقيدته ، و حسبك ما جاء في الأخبار و الآثار من ذلك كقول النبي -صلى الله عليه و سلم- :" إن الله اختارني و اختار لي أصحابًا ، فجعل لي منهم وزراء و أنصارًا و أصهارًا فمن سبهم فعليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين ، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفًا و لا عدلاً ".
و عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال : قال أناس من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه و سلم- :" إنا نُسَبْ ، فقال رسول الله -صلى الله عليه و سلم- :" من سب أصحابي فعليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين ".
و عنه قال : قال رسول الله -صلى الله عليه و سلم- :" إن الله اختارني و اختار لي أصحابي و جعل لي أصحابًا و إخوانًا و أصهارًا ، و سيجيء قوم بعدهم يعيبونهم و ينقصونهم فلا تواكلوهم و لا تشاربوهم و لا تناكحوهم و لا تصلوا عليهم و لا تصلوا معهم ".
و عن ابن مسعود -رصي الله عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه و سلم- :" إذا ذكر أصحابي فأمسكوا ، و إذا ذكر النجوم فأمسكوا ، و إذا ذكر القدر فأمسكوا " .
قال العلماء : معناه من فحص عن سر القدر في الخلق ، و هو : أي الإمساك علامة الإيمان و التسليم لأمر الله ، و كذلك النجوم و من اعتقد أنها فعالة أو لها تأثير من غير إرادة الله عز و جل فهو مشرك ، و كذلك من ذم أصحاب رسول الله -صلى الله عليه و سلم- بشيء و تتبع عثراتهم و ذكر عيبًا و أضافه إليهم كان منافقًا .
بل الواجب على المسلم حب الله و حب رسوله ، و حب ما جاء به ، و حب من يقوم بأمره ، و حب من يأخذ بهديه ، و يعمل بسنته ، و حب آله و أصحابه و أزواجه و أولاده و غلمانه و خدامه ، و حب من يحبهم و بغض من يبغضهم ، لأن أوثق عرى الإيمان الحب في الله و البغض في الله .
قال أيوب السختياني -رضي الله عنه- :" من أحب أبا بكر فقد أقام منار الدين و من أحب عمر فقد أوضح السبيل و من أحب عثمان فقد استنار بنور الله و من أحب عليًا فقد استمسك بالعروة الوثقى ، و من قال الخير في أصحاب رسول الله -صلى الله عليه و سلم- برئ من النفاق ".
و أما مناقب الصحابة و فضائلهم فأكثر من أن تذكر ، و أجمعت علماء السنة العشرة المشهود لهم ، و أفضل العشرة : أبو بكر ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان ثم علي بن أبي طالب -رضي الله عنهم أجمعين- ، و لا يشك في ذلك إلا مبتدع منافق خبيث .
و قد نص النبي -صلى الله عليه و سلم- في حديث العرباض بن سارية قال : " عليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عضوا عليه بالنواجذ ، و إياكم و محدثات الأمور " الحديث .
و الخلفاء الراشدون هم : أبو بكر و عمر و عثمان و علي -رضي الله عنهم أجمعين- ، و أنزل الله في فضائل أبي بكر -رضي الله عنه- آيات من القرآن ،
قال تعالى : " و لا يَأْتَلْ أُولُوا الفَضْلِ منْكُم و السَّعَة أن يُؤْتُوا أُولِي القُرْبَى و المساكِين". الآية
لا خلاف في ذلك فيه ، فنعَته بالفضل -رضوان الله عليه- و قال تعالى :" ثاني اثنين إذْ هُمَا في الْغَارِ" الآية ، لا خلاف أيضًا أن ذلك في أبي بكر -رضي الله عنه- شهدت له الربوبية بالصحبة ، و بشّره بالسكينة ، و حلاه بثاني اثنين كما قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- :" من يكون أفضل من ثاني اثنين الله ثالثهما ؟"
و قال تعالى :" و الّذي جاءَ بالصِّدْقِ و صَدّقَ به أُولئِكَ هم المُتّقُونَ " .
قال جعفر الصادق : لا خلاف أن الذي جاء بالصدق رسول الله -صلى الله عليه و سلم- و الذي صدّق به أبو بكر -رضي الله عنه- و أي منقبة أبلغ من ذلك فيهم ؟ رضي الله عنهم أجمعين . أهـ

كتاب الكبائر

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[منهجية] جواب العلامة الوالد الناصح المجاهد شيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى

تعليمية تعليمية
[منهجية] جواب العلامة الوالد الناصح المجاهد شيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى حول الجمعيات والمؤسسات


السؤال:
بارك الله فيكم يتحرج بعض الاخوة السلفيين من أي عمل مؤسسي بحجة أن أغلب الجمعيات والمؤسسات حزبية أو أنها بدأت سلفية ثم انحرفت فلذلك لا يرون هذا العمل وإنما يكتفون بالدعوة الفردية فهل رأيهم صحيح؟

جواب العلامة الوالد الناصح المجاهد شيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى
: التعاون مطلوب سواء على مستوى الأفراد أو على مستوى الجماعات يعني هذه المجموعة في هذه البلدة وهذه المجموعة في هذه البلدة يتعاونون جميعا في ترتيب أمور الدعوة, وترتيب أمور الدورات و أمور الدراسة, والحلقات التي تنظم هذا مطلوب, وأنا أخاف والله من المؤسسات هذه التي تقوم فإنه كما ذكر السائل أو ذكرفي السؤال تبدأها بكذا وتنتهي بالتحزب, لكن إذا كان العقد في الولاء والبراء إنما هو على السنة فلا بأس إذا دعت الحاجة إلى قيام هذه المؤسسة بحيث إن الدعوة في بلد ما لا تقوم ولا تنتظم إلا بفتح هذه المراكز والمؤسسات فلا بأس ,ولكن نحن نحذر إخواننا السلفيين من أن يكون عقد الولاء والبراء على هذه الجمعية أو على هذه المؤسسة أو على هذه الجماعة, وإنما يكون عقد هذا الولاء والبراء على دين الله – تبارك وتعالى -وعلى سنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فمن قال الحق وجب قبول قوله ولو لم يكن مندرجا ضمن هؤلاء الأشخاص الذين أسسوا هذه الجمعية أو هذه المؤسسة فيجب عليهم أن يأخذوا بقوله لأنه ناصح لهم و أخ لهم, ومشفق عليهم ومسدد ومصوب لهم فلا يقدم قول من كان في الجمعية ,أوفي هذه المؤسسة إذا كان خطأ على قوله لا لشيء إلا لأنه في هذه الجمعية, ولا يرد الحق إذا جاءهم من خارجها, أو ممن ليس معهم في تأسيسها باعتبار أنه أو بدعوى أنه,بدعوى وزعم أنه لا يعرف المصالح والمفاسد التي تراعيها هذه الجمعية, الحق واحد يجب أن يقبل ممن قاله, داخل هذه المؤسسة أو خارجها, فإذا قامت المؤسسة على هذا النحو فلا بأس.
ولكني أخاف والله كل الخوف من هذا فكم قد رأينا من مؤسسات بدأت كما يقال وكما ذكر في السؤال سلفية وانتهت بعد ذلك حزبية, نسأل العافية والسلامة
من محاضرة غربة السنة و أهلها ضمن اللقاءات السلفية القطرية الدقيقة : 103
ملفات مرفقة

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[مطوية] زيارة القبور عند الشيعة أعظم من الحج

تعليمية تعليمية
[مطوية] زيارة القبور عند الشيعة أعظم من الحج

المطويات الدعوية …180
زيارة القبور عند الشيعة أعظم من الحج

بسم الله والصلاة والسلام على خير خلق الله وعلى آله ومن والاه وبعد:

فتعتقد الشيعة بأن زيارة مشاهد وقبور أئمتهم أعظم من الحج إلى بيت الله العتيق، قال شيخهم وأمامهم الكليني في فروع الكافي صفحة59 مانصه: (إن زيارة قبر الحسين تعدل عشرين حجة، وأفضل من عشرين عمرة وحجة).
وسأبين لكم إخواني في الله، مدى ما وصل إليه الشيعة الاثنا عشرية من غلوٍ فاحش، في أئمتهم، وزيارة قبور أئمتهم، وذلك عندما أقرأ عليكم بعض أبواب وفهارس، الكتب المعتمدة عند الشيعة الاثنا عشرية، والتي تبين غلوهم في أئمتهم، ومن هذه الكتب ما يأتي:
فهارس كتاب الكافي لمحمد بن يعقوب الكليني
دار التعارف – بيروت.
من فهارس هذا الكتاب ما يأتي:
* باب: أن الأئمة عليهم السلام ولاة أمر الله وخزنة علمه.
* باب أن الأئمة عليهم السلام نور الله عز وجل.
* باب أن الأئمة عليهم السلام إذا شاءوا أن يعلموا علموا.
* باب أن الأئمة عليهم السلام يعلمون متى يموتون وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم.
* باب أن الأئمة عليهم السلام يعلمون علم ما كان وما يكون وأنه لا يخفى عليهم شيء.
* باب عرض الأعمال على النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام.
* باب أن الأئمة معدن العلم وشجرة النبوة ومختلف الملائكة.
* باب أن الأئمة ورثوا علم النبي وجميع الأنبياء والأوصياء الذين من قبلهم.
* باب أن الأئمة عليهم السلام عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله عز وجل وأنهم يعرفونها على اختلاف ألسنتها.
* باب أنه لم يجمع القرآن، كله إلا الأئمة عليهم السلام.
* باب أن الأئمة عليهم السلام يعلمون جميع العلوم التي خرجت إلى الملائكة والأنبياء والرسل عليهم السلام.
فهارس كتاب بحار الأنوار لمحمد باقر المجلسي
طبعة دار إحياء التراث العربي – بيروت.
من فهارس هذا الكتاب ما يأتي:
* باب: أنه الله تعالى يرفع للإمام عموداً ينظر إلى أعمال العباد.

* باب: أنه لا يُحجب عنهم شيء من أحوال شيعتهم وما تحتاج إليه الأئمة من جميع العلوم، وأنهم يعلمون ما يصيبهم من البلايا ويصبرون عليها، وأنهم يعلمون ما في الضمائر وعلم المنايا والبلايا وفصل الخطاب والمواليد.
* باب: أن عندهم جميع علوم الملائكة والأنبياء وأنهم أعطوا ما أعطاه الله الأنبياء، وأن كل إمام يعلم جميع علم الإمام الذي قبله.
* باب: أنهم أعلم من الأنبياء عليهم السلام.
* باب: أنهم يعلمون متى يموتون وأنه لا يقع ذلك إلا باختيارهم.
* باب: أحوالهم بعد الموت وأن لحومهم حرام على الأرض، وأنهم يُرفعون إلى السماء.
* باب: أنهم يظهرون بعد موتهم ويظهر منهم الغرائب.
* باب: أن أسماءهم عليهم السلام مكتوبة على العرش والكرسي واللوح وجباه الملائكة وباب الجنة وغيرها.
* باب: أن الجن خدامهم يظهرون لهم ويسألونهم عن معالم دينهم.
* باب: أنهم يقدرون على إحياء الموتى وإبراء الأكْمه والأبرص وجميع معجزات الأنبياء عليهم السلام.
* باب: أن الملائكة تأتيهم وتطأ فُرُشَهم، وأنهم يرونهم صلوات الله عليهم أجمعين.
* باب: أنهم عليهم السلام لا يُحجب عنهم علم السماء والأرض، والجنة والنار، وأنه عرض عليهم ملكوت السموات والأرض، ويعلمون علم ما كان، وما يكون إلى يوم القيامة.
كتاب (بصائر الدرجات) لأبي جعفر محمد بن الحسن الصفار
طبعة الأعلمي – إيران.
من فهارس هذا الكتاب ما يأتي:
* باب: الأعمال تعرض على رسول الله والأئمة عليهم السلام.
* باب: عرض الأعمال على الأئمة الأحياء والأموات.
* باب: في أن الإمام يرى ما بين المشرق والمغرب.
* باب: في الأئمة أنهم يحيون الموتى ويبرءون الأكمه والأبرص بإذن الله.
* باب: في أمير المؤمنين أن الله ناجاه بالطائف غيرها، ونزل بينهما جبريل.
* باب: في علم الأئمة بما في السموات والأرض، والجنة والنار، وما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة.
*
كتاب (كامل الزيارات) لإمامهم
جعفر بن محمد

وهذه بعض الأبواب من الفهرس طبعة دار السرور – في بيروت عام 1997م.
* باب: من زار الحسين كان كمن زار الله في عرشه.
* باب: إن زيارة الحسين والأئمة عليهم السلام تعدل زيارة قبر رسول الله وآله.
* باب: إن زيارة الحسين تحط الذنوب.
* باب: إن زيارة الحسين تعدل عمرة.

* باب: إن زيارة الحسين تعدل حجة.
* باب: إن زيارة الحسين تعدل حجة وعمرة.
* باب: إن زيارة الحسين يُنفس بها الكرب، ويقضي بها.
* باب: ما يستحب من طين قبر الحسين وأنه شفاء.
* باب: إن طين قبر الحسين شفاء وأمان.
* باب: ما يقول الرجل إذا أكل طين قبر الحسين.
* باب: إن زائري الحسين يدخلون الجنة قبل الناس.
كتاب (نور العين في المشي إلى زيارة قبر الحسين) لمحمد ابن حسن
طبعة دار الميزان – بيروت
أبواب الفهارس:

* باب: من زار قبر الحسين عليه السلام كان كمن زار الله فوق عرشه.
* باب: من زار قبر الحسين عليه السلام كان كمن زار الله فوق كرسيه.
* باب: من زار الحسين عليه السلام كتبه الله في أعلى عليين.

فماذا أبقى الشيعة لله بعد كل هذا نسأل الله العافية فكل صفات الربوبية والألهية أعطوها لأئمتهم فهل بعد هذا الكفر كفر آخر !

وهذه فهارس فقط فليت شعري لو قرأت كل الكتب لرأيت العجب العجاب وإن شاء الله سنتعرض لبعض ولا أقول كل كفرياتهم ومن كتبهم حتى يحي من حي عن بينة ويهلك من هلك عن بينة والحمد لله رب العالمين.

من كتاب موسوعة فرق الشيعة

أعد المطويات: أبو أسامة سمير الجزائري

قدم لها الشيخ: علي الرملي حفظه الله المشرف العام على شبكة الدين القيم

مدونة المطويات
http://www.ahlos-sunnah.com/matwyat

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




موضوع قيم استفدنا منه كثيرا




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

حتى تكوني أبهى فتاة في الكون

تعليميةتعليميةتعليميةتعليميةتعليميةتعليميةتعليميةتعليميةتعليميةتعليميةتعليمية
تعليمية حتى تكوني أبهى فتاة في الكون تعليمية
تعليميةتعليميةتعليميةتعليميةتعليميةتعليميةتعليميةتعليميةتعليميةتعليميةتعليمية

تعليمية


أنت بجمالك أبهى من الشمس
وبأخلاقك أزكى من المسك
وبتواضعك أرفع من البدر, وبحنانك أهنأ من الغيث
فحافظي على الجمال بالإيمان… وعلى الرضا بالقناعة
وعلى العفاف بالحجاب
واعلمي أن حليّك ليس الذهب والفضة والألماس
بل ركعتان في السحر.. وظمأ الهواجر صياماً لله
وصدقة خفية لايدري بها إلا الله.. ودمعة حارة تغسل الخطيئة
وسجدة طويلة على بساط العبودية..وحياء من الله عند داعي الشيطان
فالبسي لباس التقوى ..فأنت أجمل إمرأة في العالم
وارتدي عباءة الحشمة .. فأنت أبهى إنسانة في الكون

تعليمية




بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

يسعدني ان اكون اول المتواجدين في موضوعك
تعليميةالجنرال تعليمية

بارك الله لك وجعلها بميزان حسناتك

ان شــاء الله

كل الود والاحترام

تعليميةالغزالة تعليمية




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الغزالة تعليمية
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

يسعدني ان اكون اول المتواجدين في موضوعك
تعليميةالجنرال تعليمية

بارك الله لك وجعلها بميزان حسناتك

ان شــاء الله

كل الود والاحترام

تعليميةالغزالة تعليمية

أسعدني اكثر تواجدك بالموضوع ووضع بصمتك الغالية عليه
وفيك بارك الرحمان وإياك إن شاء الله
والاحترام متبادل مع التقدير

لا تحرمينا من تواجدك




كلماااات روووووووووعة
من اخ لا أعرف ماأقول فيه
بارك الله فيك ويسعدني ان اكون ثاني المتواجدين بابداعك الراقي والرائع
شكرا لك




دُمتَمْ بِهذآ الع ـطآء أإلمستَمـرٍ يُسع ـدني أإلـرٍد على مـوٍأإضيعكًـ أخي منعمـ وٍأإألتلـذذ بِمـآ قرٍأإتْ وٍشآهـدتْ تـقبلـوٍ خ ـآلص احترامي لآرٍوٍآح ـكُم أإلجمـيله




بارك الله فيك، جرى نقل الموضوع الى أحد المنتديات بالأقسام الشرعية ليعم به نفعن و أظنك لا تعارض هذا.
جعله الله في ميلزان حسناتك.




جزاكم الله خيرا

علاقة الصورة بالشرك بالله
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .
أما بعد :
فإن مما عمّت به البلوى في هذا الزمان كثرة التصاوير وتهاون بعض الناس فيها إن لم يكن أكثر الناس بحجة أنها صور ( فوتوغرافية ) .
بل تساهلوا في الصور التي لم يقع فيها الخلاف كالصور التي تـُـرسم باليد أو التماثيل .
ورأيت في بعض المنتديات من يجعل الصورة في توقيعه !
وقد رأيت أن أكتب في هذه المسألة بحثا مختصرا مقتصِرا فيه على أحاديث الصحيحين ( صحيح البخاري وصحيح مسلم ) أو أحدهما .

أولاً : لا بُدّ أن يُعلم أن الصور هي أساس البلاء وأُسّ الشرك ، وقد يُظنّ أن هذا من المبالغة والتهويل ، وليس كذلك .
فقد روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد ؛ أما ودّ فكانت لكلب بدومة الجندل ، وأما سواع فكانت لهذيل ، وأما يغوث فكانت لمراد ثم لبني غطيف بالجوف ثم سبأ ، وأما يعوق فكانت لهمدان ، وأما نسر فكانت لحمير لآل ذي الكلاع . أسماء رجال صالحين من قوم نوح ، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصابا وسموها بأسمائهم ففعلوا فلم تعبد حتى إذا هلك أولئك ، وتنسخ العلم عُـبِـدَتْ .

وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا كنيسة رأينها بالحبشة فيها تصاوير ذكرنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدا ، وصوروا فيه تلك الصور ، أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة .

وعن عائشة رضي الله عنها أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير ، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على الباب فلم يدخل فعرفت في وجهه الكراهية ، فقلت : يا رسول الله أتوب إلى الله وإلى رسوله فماذا أذنبت ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما بال هذه النمرقة ؟ فقالت : اشتريتها لك تقعد عليها وتوسدها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أصحاب هذه الصور يُعذّبون ، ويُقال لهم : أحيوا ما خلقتم ، ثم قال : إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة . رواه البخاري ومسلم .

وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الذين يصنعون الصور يُعذبون يوم القيامة يقال لهم أحيوا ما خلقتم .

فَـمَـنْ لـه طاقــة بهــذا التحدّي الإلهي ؟

وليس بنافخ الـروح في الصورة .
وهذا إنما هو من باب التحدّي والتعجيز ، كما أن يكذب في رؤياه يؤمر أن يعقد بين شعيرتين ، وليس بعاقد .
إن كثيراً من الناس جلبوا المشكلات إلى بيوتهم يوم طردوا الملائكة الكرام وادخلوا الشياطين .
ألم تسمع قول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم : لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب ولا صورة . متفق عليه .
وفي رواية : ولا تصاوير .
وفي رواية : ولا تماثيل .
وإني أحسب أن أكثر المشكلات الزوجية سببها وجود الصور والتماثيل وبالتالي تواجد الشياطين وتكاثرها ، على حساب سعادة أسرة كانت آمنة ، وحياتـها مستقرّة ، ويلحق بذلك المعاصي والمنكرات من الأغاني والمسلسلات ونحوها ، وإخـراج الملائكة الذين يأتون بالرحمـة و البركـة ويستغفرون للمؤمنين والمؤمنات .

ولما وَاعَدَ رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام في ساعة يأتيه فيها فجاءت تلك الساعة ولم يأته ، وفي يده صلى الله عليه وسلم عصا ، فألقاها من يده ، وقال ما يخلف الله وعده ولا رسله ، ثم التفت فإذا جرو كلب تحت سريره ، فقال : يا عائشة متى دخل هذا الكلب ههنا ؟ فقالت : والله ما دريت ، فأمر به ، فأُخرج ، فجاء جبريل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : واعدتني ، فجلست لك فلم تأت ، فقال : منعني الكلب الذي كان في بيتك . إنـّـا لا ندخل بيتاً فيه كلب ولا صورة . رواه البخاري ومسلم .

والمصوّرون أشد الناس عذابا يوم القيامة . كما في الصحيحين .
ولعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المصوّرين . كما عند البخاري .

أما صورة ما لا نفس له ولا روح ، فلا بأس به .

روى البخاري ومسلم عن سعيد بن أبي الحسن قال : كنت عند ابن عباس رضي الله عنهما إذ أتاه رجل فقال : يا أبا عباس إني إنسان إنما معيشتي من صنعة يدي ، وإني أصنع هذه التصاوير ؟ فقال ابن عباس : لا أحدثك إلا ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول . سمعته يقول : من صوّر صورة فإن الله معذبه حتى ينفخ فيها الروح ، وليس بنافخ فيها أبدا ، فرَبَا الرجل ربوة شديدة واصفر وجهه ، فقال : ويحك ! إن أبيت إلا أن تصنع فعليك بهذا الشجر كل شيء ليس فيه روح .
وفي رواية لمسلم : كل مصور في النار يـُـجعل له بكل صورة صورها نفسا فتعذبه في جهنم .

وإذا علمت خطورة الصور وتأثيرها على العقيدة تبيّن لك لماذا يُوردها العلماء في كتب العقائد دون كتب الفقه ؛ لأن تعلقها بالعقائد أكثر من تعلقها بالفقه .

فهذه الأحاديث الصحيحة تدل على تحريم الصور والتصاوير والتماثيل
ولا يَرِد اللعن – وهو الطرد والإبعاد عن رحمة الله – إلا على كبيرة من كبائر الذنوب .

وأما من فرّق بين الصورة اليدوية التي تـُرسم باليد والصورة الشمسية ( الفوتوغرافية ) التي تلتقط بالآلة ( الكاميرا ) فقد فرّق بين المتماثلين ، وعليه الدليل لأجل أن يُقبل هذا التفريق .
فإن من حرّم بعض أفراد ما جاء به الدليل دون بعض لزمه الدليل النقلي الصحيح للتفريق بين المتماثلين .
فالصورة صورة ، ويلزم من قال : إنها مجرد حبس ظل ، يلزمه الدليل لإخراج المصوّر الذي يُصوّر تلك الصور من الوعيد الشديد .
بمعنى أنه لا بُـدّ من دليل يستثني الصورة الفوتوغرافية من الوعيد الذي تقدّم بعضه .
فالوعيد الشديد ورد في حق المصورين ، ومن صوّر صورة
فنحتاج إلى دليل من الكتاب أو من السنة يُخرج المصوِّر الذي يُصوّر بالآلة من ذلك الوعيد .
ولم أرَ عند من قال بذلك سوى الدليل العقلي !
والتعليل بأن ذلك حبس ظل ، وأن المصوّر لا يعدو كونه مُشغـّـل آلة !
وفي النهاية هو مُصوّر رضوا أم لم يرضوا !
وبالتالي سوف يُخرج لنا صورة !

فالصورة هي الصورة ! سواء كانت باليد أو بالآلة .
والجدير بالذكر أن الناس إلى يومنا هذا يُسمونها ( صورة ) بجميع أشكالها .
ولو تغيّرت الأسماء فإن الحقائق لا تتغيّر ولا تتبدّل .
ولذا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن أقوام يشربون الخمر يُسمونها بغير اسمها ، وذلك لا يُغيّر من الخمر شيئا ، فهي هي ، سواء سُمّيت خمرا أو مشروبات روحية أو ( وسكي ) !

قال الإمام النووي – رحمه الله – : قال أصحابنا وغيرهم من العلماء : تصوير صورة الحيوان حرام شديد التحريم ، وهو من الكبائر ؛ لأنه متوعد عليه بهذا الوعيد الشديد المذكور في الأحاديث وسواء صنعه بما يمتهن أو بغيره فصنعته حرام بكل حال ، لأن فيه مضاهاة لخلق الله تعالى وسواء ما كان في ثوب أو بساط أودرهم أو دينار أو فلس أو إناء أو غيرها ، وأما تصوير صورة الشجر ورحال الإبل وغير ذلك مما ليس فيه صورة حيوان فليس بحرام . هذا حكم نفس التصوير، وأما اتخاذ المصوَّر فيه صورة حيوان فان كان معلقا أو ثوبا ملبوسا أو عمامة ونحو ذلك مما لا يُعدّ ممتهنا فهو حرام ، وإن كان في بساط يداس ومخدة ووسادة ونحوها مما يمتهن فليس بحرام … ولا فرق في هذا كله بين ماله ظل وما لا ظل له .
وقال أيضا : وقال بعض السلف : إنما يُنهى عما كان لـه ظل ، ولا بأس بالصور التي ليس لها ظل ، وهذا مذهب باطل ، فإن السّتر الذي أنكر النبي صلى الله عليه وسلم الصورة فيه لا يشك أحد أنه مذموم وليس لصورته ظل .
وأما الاستثناء الوارد في قوله صلى الله عليه وسلم : إلا رقما في ثوب فهذا في الصور الممتهنة ، كما فعله عليه الصلاة والسلام حينما قطّعت عائشة رضي الله عنها تلك النمرقة فاتكأ عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ومما يستدل به بعض الناس إذا اشترى ستارة أو وسادة أو ثياباً فيها تصاوير
يقول : إن عائشة رضي الله عنها قطّعت النمرقة – الستارة – وجعلتها وسائد !
فيُقال لمن قال ذلك : هل اشترتها عائشة ابتداء وأقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
أم أنه عليه الصلاة والسلام أنكر عليها ثم قطعتها وجعلتها وسائد ؟
لا شك أنه الثاني ، وهذا ينطبق على من اشترى شيئا من ذلك فاتضح له أن فيه صورة ، فيقطعها عند ذلك ويتخذها وسادة كحال عائشة رضي الله عنها .

قال الشيخ الألباني – رحمه الله – : لا يجوز لمسلم عارف بحُكم التصوير أن يشتري ثوبا مُصوَّراً – ولو للامتهان – لما فيه من التعاون على المنكر ، فمن اشتراه ولا علم له بالمنع ؛ جاز له استعماله ممتهناً ، كما يدلّ عليه حديث عائشة .

قال الشوكاني – رحمه الله – : وليس من أثبت الأحكام المنسوبة إلى الشرع بدون دليل بأقل إثماً ممن أبطل ما قد ثبت دليله من الأحكام ، فالكل إما من التقوّل على الله تعالى بما لم يَـقـُل ، أو من إبطال ما قد شرعه لعباده بلا حُجة .

ومما رأيت تساهل الناس به كذلك التصوير باليد ، ومن يتهاون في ذلك يزعم أن المُحرّم هو التماثيل !
وقد ناقشت مرة بعض من يصنع التماثيل فقال : المحرّم أن يُصنع على هيئة الإنسان بطوله وعرضه !
ولو ناقشت من يصنع تماثيل بحجم الإنسان لأجابك : المحرَّم ما كان يُطابق الواقع بأن يكون له أعين حقيقية ونحو ذلك !!!
وهكذا كلٌ يلوي أعناق النصوص بما يُوافق هواه ، ونخلص في النهاية إلى أنه ليس ثمّ محرّم في هذا الباب !!
وبالتالي تـُـلغى النصوص الواردة في الوعيد الشديد في هذه المسألة وفي غيرها من المسائل التي لا تُوافق أهوائهم وآرائهم .
وتـُـدرج المسألة ضمن كتاب ( الحلال والحلال ) !!

فنسأل الله الثبات والسداد .

ومن الناس من ينسب القول بجواز التصوير والاحتفاظ بها للذكرى ينسبه للشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – ، وهذا من الغلط على الشيخ .
فقد قال الشيخ العثيمين – رحمه الله – في الصور :
اقتناء الصور للذكرى محرّم ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة ، وهذا يدلّ على تحريم اقتناء الصور في البيوت .

وقال أيضا :
تعليق الصور على الجدران محرّم ، ولا يجوز ، والملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة .
وقال رحمه الله : لا نرى لأحد أن يقتني الصور للذكرى كما يقولون ، وأنّ مَنْ عِنده صور للذكرى فإن الواجب عليه أن يُتلفها، سواء كان قد وضعها على الجدار ، أو في ألبوم ، أو في غير ذلك ، لأن بقاءها يقتضي حرمان أهل البيت من دخول الملائكة بيتهم .

وأفتى رحمه الله بحرمة الصور على ثياب الصغـار .

وسُئل رحمه الله :
هناك أنواع كثيرة من العرائس منها ما هو مصنوع من القطن ، وهو عبارة عن كيس مفصل برأس ويدين ورجلين ، ومنها ما يُشبه الإنسان تماماً ، ومنها ما يتكلم أو يبكي أو يمشي ، فما حكم صنع أو شراء مثل هذه الأنواع للبنات الصغار للتعليم والتسلية ؟
فأجاب رحمه الله :
أما الذي لا يوجد فيه تخطيط كامل ، وإنما يوجد فيه شيء من الأعضاء والرأس ولكن لم تتبيّن فيه الخلقة فهذا لا شك في جوازه ، وأنه من جنس البنات اللاتي كانت عائشة رضي الله عنها تلعب بهن .
وأما إذا كان كامل الخلقة وكأنما تُشاهد إنسانا ولا سيما إن كان له حركة أو صوت فإن في نفسي من جواز هذه الأشياء شيئاً ، لأنه يُضاهي خلق الله تماماً …. وإذا أراد الإنسان الاحتياط في مثل هذا فليقلع الرأس أو يُحميه على النار حتى يلين ثم يضغطه حتى تزول معالمه . انتهى .

وإن كان للشيخ رأي حول التصوير الحديث بالآلة ( الكاميرا ) فإن المؤدّى والحصيلة واحدة طالما أن الشيخ – رحمه الله – يرى أنه لا يجوز الاحتفاظ بالصور للذكرى ولا وضعها على ملابس الصغار .

وكنت أريده مخـتـَصـــراً … فصـــار مُطـــوّلاً !!

كتبه الشيخ
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[شرح] الإيمان بالله ما يتضمنه وثمراته الجليلة للعلامة محمد بن صالح العثيمين -رحمه الل

تعليمية تعليمية
[شرح] الإيمان بالله ما يتضمنه وثمراته الجليلة للعلامة محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فهذا مقتطف من شرح العلامة محمد بن صالح العثيمين للثلاثة أصول للإمام محمد بن عبد الوهاب -رحمهما الله- أسأل الله أن ينفع به:

((( المرتبة الثانية (1) : الإيمان (2) ، وهو بضع (3) وسبعون شعبة (4) ، فأعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى (5) عن الطريق، والحياء (6) شعبة من الإيمان، وأركانه ستة: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره، والدليل على هذه الأركان الستة قوله تعالى: ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ﴾[البقرة:177]. )))

شرح العلامة محمد بن صالح العثيمين:

(1) أي مراتب الدين.
(2) الإيمان في اللغة التصديق.
وفي الشرع "إعتقاد بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح وهو بضع وسبعون شبعة".
(3) البضع: بكسر الباء من الثلاثة إلى التسعة.
(4) الشبعة: الجزء من الشيء.
(5) أي إزالة الأذى وهو ما يؤذي المارة من أحجار وأشواك، ونفايات وقمامة وما له رائحة كريهة ونحو ذلك.
(6) الحياء صفة إنفعالية عند الخجل وتحجز المرء عن فعل ما يخالف المروءة.
والجمع بين ما تضمنه كلام المؤلف رحمه الله تعالى من أن الإيمان بضع وسبعون شعبة وأن الإيمان أركانه ستة أن نقول: الإيمان الذي هو العقيدة أصوله ستة وهي المذكورة في حديث جبريل عليه الصلاة والسلام حينما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان فقال: "الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره"(1)

وأما الإيمان الذي يشمل الأعمال وأنواعها وأجناسها فهو بضع وسبعون شبعة ولهذا سمى الله تعالى الصلاة إيمانا في قوله: { وما كان الله ليضيع إيمانكم } {سورة البقرة، الآية: 143} قال المفسرون يعني صلاتكم إلى بيت المقدس لأن الصحابة كانوا قبل أن يؤمروا بالتوجه إلى الكعبة يصلون إلى بيت المقدس.

(1) الإيمان بالله يتضمن أربعة أمور:

الأول: الإيمان بوجود الله تعالى:
وقد دل على وجوده تعالى: الفطرة والعقل والشرع والحس.

1- أما دلالة الفطرة على وجوده: فإن كل مخلوق قد فطر على الإيمان بخالقه من غير سبق تفكير أو تعليم، ولا ينصرف عن مقتضى هذه الفطرة إلا من طرأ على قلبه ما يصرفه عنها لقول النبي صلى الله عليه وسلم : "ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه" (2).

2- وأما دلالة العقل على وجود الله تعالى: فلأن هذه المخلوقات سابقها ولاحقها لابد لها من خالق أوجدها إذ لا يمكن أن توجد نفسها بنفسها، ولا يمكن أن توجد صدفة.
لا يمكن أن توجد نفسها بنفسها لأن الشيء لا يخلق نفسه، لأن قبل وجوده معدوم فكيف يكون خالقا؟
ولا يمكن أن توجد صدفة، لأن كل حادث لابد له من محدث، ولأن وجودها على هذا النظام البديع، والتناسق المتآلف، والإرتباط الملتحم بين الأسباب ومسبباتها، وبين الكائنات بعضها مع بعض يمنع منعا باتا أن يكون وجودها صدفة، إذ الموجود صدفة ليس على نظام في أصل وجوده فكيف يكون منتظما حال بقائه وتطوره؟!
وإذا لم يمكن أن توجد هذه المخلوقات نفسها بنفسها، ولا أن توجد صدفة تعين أن يكون لها موجد وهو الله رب العالمين.
وقد ذكر الله تعالى هذا الدليل العقلي والبرهان القطعي في سورة الطور، حيث قال: { أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون } {سورة الطور، الآية: 35} يعني أنهم لم يخلقوا من غير خالق، ولا هم الذين خلقوا أنفسهم، فتعين أن يكون خالقهم هو الله تبارك وتعالى، ولهذا لما سمع جبير بن مطعم رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة الطور فبلغ هذه الآيات: { أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون * أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون * أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون } {سورة الطور، الآيات: 35-37} وكان جبير يؤمئذ مشركا قال: "كاد قلبي أن يطير، وذلك أول ما وقر الإيمان في قلبي" رواه البخاري مفرقا (3).

ولنضرب مثلا يوضح ذلك، فإنه لو حدثك شخص عن قصر مشيد، أحاطت به الحدائق، وجرت بينها الأنهار ، وملئ بالفرش والأسرة، وزين بأنواع الزينة من مقوماته ومكملاته، وقال لك: إن هذا القصر وما فيه من كمال قد أوجد نفسه، أو وجد هكذا صدفة بدون موجد، لبادرت إلى إنكار ذلك وتكذيبه، وعددت حديثه سفها من القول، أفيجوز بعد ذلك أن يكون هذا الكون الواسع بأرضه وسمائه، وأفلاكه وأحواله، ونظامه البديع الباهر، قد أوجد نفسه، أو وجد صدفة بدون موجد؟!

3- وأما دلالة الشرع على وجود الله تعالى: فلأن الكتب السماوية كلها تنطق بذلك، وما جاءت به من الأحكام المتضمنة لمصالح الخلق دليل على أنها من رب حكيم عليم بمصالح خلقه، وما جاءت به من الأخبار الكونية التي شهد الواقع بصدقها دليل على أنها من رب قادر على إيجاد ما أخبر به.

4- وأما أدلة الحس على وجود الله فمن وجهين:

أحدهما: أننا نسمع ونشاهد من إجابة الداعين، وغوث المكروبين، ما يدل دلالة قاطعة على وجوده تعالى، قال الله تعالى: { ونوحاً إذ نادى من قبل فأستجبنا له } {سورة الأنبياء، الآية: 76} وقال تعالى: { إذ تستغيثون ربكم فأستجاب لكم } {سورة الأنفال، الآية: 9} وفي صحيح البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه : "أن أعرابيا دخل يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب، فقال: يا رسول الله هلك المال ، وجاع العيال ، فادع الله لنا ، فرفع يديه ودعا فثار السحاب أمثال الجبال فلم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته. وفي الجمعة الثانية قام ذلك الأعرابي أو غيره فقال : يارسول الله تهدم البناء وغرق المال، فادع الله لنا، فرفع يديه وقال: "اللهم حوالينا ولا علينا"، فما يشير إلى ناحية إلا أنفرجت" (4).
وما زالت إجابة الداعين أمرا مشهودا إلى يومنا هذا لمن صدق اللجوء إلى الله تعالى وأتى بشرائط الإجابة.

الوجه الثاني: أن آيات الأنبياء التي تسمى (المعجزات) ويشاهدها الناس، أو يسمعون بها، برهان قاطع على وجود مرسلهم، وهو الله تعالى، لأنها أمور خارجة عن نطاق البشر، يجريها الله تعالى تأييدا لرسله ونصرا لهم.

مثال ذلك: آية موسى صلى الله عليه وسلم حين أمره الله تعالى أن يضرب بعصاه البحر، فضربه فانفلق أثنى عشر طريقا يابسا، والماء بينها كالجبال، قال الله تعالى: { فأوحينا إلى موسى أن أضرب بعصاك البحر فأنفلك فكان كل فرق كالطود العظيم } {سورة الشعراء، الآية: 63}.
ومثال ثان: آية عيسى صلى الله عليه وسلم حيث كان يحيى الموتى، ويخرجهم من قبورهم بإذن الله، قال الله تعالى: { وأحي الموتى بإذن الله } {سورة آل عمران، الآية: 49} وقال: { وإذ تخرج الموتى بإذني } {سورة المائدة، الآية: 110}.
ومثال ثالث: لمحمد صلى الله عليه وسلم حين طلبت منه قريش آية، فاشار إلى القمر فأنفلق فرقتين فرآه الناس، وفي ذلك قوله تعالى { أقتربت الساعة وأنشق القمر * وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر } {سورة القمر، الآيتين: 1-2}. فهذه الآيات المحسوسة التي يجريها الله تعالى تأييدا لرسله، ونصرا لهم ، تدل دلالة قطعية على وجوده تعالى.

الثاني: الإيمان بربوبيته:
أي بأنه وحده الرب لا شريك له ولا معين.
والرب: من له الخلق والملك، والأمر، فلا خالق إلا الله، ولا مالك إلا هو، ولا أمر إلا له، قال تعالى : { ألا له الخلق والأمر } {سورة الأعراف، الآية: 54} وقال: { ذالكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير } {سورة فاطر، الآية: 13}.
ولم يعلم أن أحدا من الخلق أنكر ربوبية الله سبحانه، إلا أن يكون مكابرا غير معتقد بما يقول،
كما حصل من فرعون حين قال لقومه: { أنا ربكم الأعلى } {سورة النازعات، الآية: 24} وقال: { يأيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري } {سورة القصص، الآية: 38} لكن ذلك ليس عن عقيدة، قال الله تعالى: { وجحدوا بها وأستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا } {سورة النمل، الآية: 14}
وقال موسى لفرعون فيما حكى الله عنه: { لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر وإني لأظنك يافرعون مثبورا } { سورة الإسراء، الآية: 102}.
ولهذا كان المشركون يقرون بربوبية الله تعالى، مع إشراكهم به في الألوهية، قال الله تعالى: { قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون * سيقولون لله قل أفلا تذكرون * قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم * سيقولون لله قل أفلا تتقون * قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون * سيقولون لله قل فأنى تسحرون } {سورة المؤمنون، الآيات: 84-89}.
وقال الله تعالى: { ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم } {سورة الزخرف، الآية: 9} وقال: { ولئن سألتهم من خلقهن ليقولن الله فأنى يؤفكون } {سورة الزخرف، الآية: 87}.
وأمر الرب سبحانه شامل للأمر الكوني والشرعي فكما أنه مدبر الكون القاضي فيه بما يريد حسب ما تقتضيه حكمته، فهو كذلك الحاكم فيه بشرع العبادت وأحكام المعاملات حسبما تقتضيه حكمته، فمن اتخذ مع الله تعالى مشرعا في العبادات أو حاكما في المعاملات فقد أشرك به ولم يحقق الإيمان.

الثالث: الإيمان بألوهيته:
أي ( بأنه وحده الإله الحق لا شريك له) و "الإله" بمعنى المألوه" أي "المعبود حيا وتعظيما،
وقال الله تعالى: { وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم } {سورة البقرة، الآية: 163}
وقال تعالى: { شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم } {سورة آل عمران، الآية: 18}.
وكل ما اتخذ إلها مع الله يعبد من دونه فألوهيته باطلة، قال الله تعالى: { ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير } {سورة الحج، الآية: 62}
وتسميتها آلهة لا يعطيها حق الألوهية قال الله تعالى في اللات والعزى ومناة : { إن هي إلا اسماء سميتموها أنتم واباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان } {سورة النجم، الآية: 23}
وقال عن هود أنه قال لقومه: { اتجادلونني في أسماء سميتموها أنتم وأباؤكم ما نزل الله بها من سلطان } {سورة الأعراف، الآية: 71}
وقال عن يوسف أنه قال لصاحبي السجن: { أرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار * ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وءاباؤكم ما انزل الله بها من سلطان } {سورة يوسف، الآيتين: 39-40}
ولهذا كانت الرسل عليهم الصلاة والسلام يقولون لأقوامهم { أعبدوا الله ما لكم من إله غيره } ولكن أبى ذلك المشركون، واتخذوا من دون الله آلهة، يعبدونهم مع الله سبحانه وتعالى، ويستنصرون بهم، ويستغيثون.

وقد أبطل الله تعالى اتخاذ المشركين هذه الآلهة ببرهانين عقليين:
الأول: أنه ليس في هذه الآلهة التي أتخذوها شيء من خصائص الألوهية، فهي مخلوقة لا تخلق، ولا تجلب نفعا لعابديها، ولا تدفع عنهم ضررا، ولا تملك لهم حياة ولا موتا، ولا يملكون شيئا من السماوات ولا يشاركون فيه.
قال الله تعالى: { واتخذوا من دونه ءالهة لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً ولا يملكون موتاً ولا حياة ولا نشورا } {سورة الفرقان، الآية: 3}.
وقال تعالى: { قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ومالهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير * ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له } {سورة سبأ، الآيتين: 22-23}.
وقال: { أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يخلقون * ولا يستطيعون لهم نصراً ولا أنفسهم ينصرون } {سورة الأعراف، الآيتين: 191-192}.
وإذا كانت هذه حال تلك الآلهة، فإن اتخاذها آلهة من أسفه السفه وأبطل الباطل.
الثاني: أن هؤلاء المشركين كانوا يقرون بأن الله تعالى وحده الرب الخالق الذي بيده ملكوت كل شيء، وهو يجير ولا يجار عليه، وهذا يستلزم أن يوحوده بالألوهية
كما قال تعالى: { يأيها الناس أعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون * الذي جعل لكم الأرض فراشاً والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون } {سورة البقرة ، الآيتين: 21-22}
وقال: { ولئن سأتلهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون } {سورة الزخرف، الآية: 87}
وقال: { قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون * فذلك الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون } {سورة يونس، الآيتين: 31-32}.

الرابع: الإيمان بأسمائه وصفاته:

أي ما أثبته الله لنفسه في كتابه، أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات على الوجه اللائق به من غير تحريف ولا تعطيل ، ولا تكييف ولا تمثيل،
قال الله تعالى: { ولله الأسماء الحسنى فأدعوه به وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون } {سورة الأعراف، الآية: 180}
وقال: { وله المثل الأعلى في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم } {سورة الروم، الآية: 27}
وقال: { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } {سورة الشورى، الآية: 11}.

وقد ضل في هذا الأمر طائفتان:

إحداهما: (المعطلة) الذين أنكروا الأسماء والصفات أو بعضها، زاعمين أن إثباتها يستلزم التشبيه، أي تشبيه الله تعالى بخلقه، وهذا الزعم باطل لوجوه منها:
الأول: أنه يستلزم لوازم باطلة كالتناقض في كلام الله سبحانه، وذلك أن الله تعالى أثبت لنفسه الأسماء والصفات، ونفى أن يكون كمثله شيء، ولو كان إثباتها يستلزم التشبيه لزم التناقض في كلام الله، وتكذيب بعضه بعضا.
الثاني: أنه لا يلزم من أتفاق الشيئين في أسم أو صفة أن يكونا متماثلين، فأنت ترى الشخصين يتفقان في أن كلا منهما إنسان سميع، بصير، متكلم، ولا يلزم من ذلك أن يتماثلا في المعاني الإنسانية، والسمع والبصر، والكلام، وترى الحيوانات لها أيد وأرجل، وأعين ولا يلزم من أتفاقها هذا أن تكون أيديها وأرجلها، وأعينها متماثلة.
فإذا ظهر التباين بين المخلوقات فيما تتفق فيه من أسماء، أو صفات، فالتباين بين الخالق والمخلوق أبين وأعظم.

الطائفة الثانية: ( المشبهة) الذين أثبتوا الأسماء والصفات مع تشبيه الله تعالى بخلقه زاعمين أن هذا مقتضى دلالة النصوص، لأن الله تعالى يخاطب العباد يفهمون وهذا الزعم باطل لوجوه منها:
الأول: أن مشابهة الله تعالى لخلقه أمر باطل يبطله العقل والشرع، ولا يمكن أن يكون مقتضى نصوص الكتاب والسنة أمرا باطلا.

الثاني: أن الله تعالى خاطب العباد بما يفهمون من حيث أصل المعنى، أما الحقيقة والكنه الذي عليه ذلك المعنى فهو مما استأثر الله تعالى بعلمه فيما يتعلق بذاته وصفاته.
فإذا اثبت الله لنفسه أنه سميع، فإن السمع معلوم من حيث أصل المعنى ( وهو إدراك الأصوات) لكن حقيقة ذلك بالنسبة إلى سمع الله تعالى غير معلومة، لأن حقيقة السمع تتباين حتى في المخلوقات، فالتباين فيها بين الخالق والمخلوق أبين وأعظم.
وإذا أخبر الله تعالى عن نفسه أنه أستوى على عرشه فإن الإستواء من حيث أصل المعنى معلوم، لكن حقيقة الإستواء التي هو عليه غير معلومة بالنسبة إلى استواء الله على عرشه فإن الإستواء تتباين في حق المخلوق، فليس الإستواء على كرسي مستقر كالإستواء على رحل بعير صعب نفور، فإذا تباينت في حق المخلوق، فالتباين فيها بين الخالق والمخلوق أبين وأعظم.

والإيمان بالله تعالى على ما وصفنا يثمر للمؤمنين ثمرات جليلة منها:
الأولى: تحقيق توحيد الله تعالى بحيث لا يتعلق بغيره رجاء ولا خوفا، ولا يعبد غيره.
الثانية: كمال محبة الله تعالى وتعظيمه بمقتضى أسمائه الحسنى وصفاته العليا.
الثالثة: تحقيق عبادته بفعل ما أمر به، واجتناب ما نهى عنه.

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

(1)
رواه مسلم، كتاب الإيمان، باب الإيمان والإسلام.
(2) أخرجه البخاري، كتاب الجنائز، باب: إذا أسلم الصبي فمات هل يصلى عليه. ومسلم، كتاب القدر، باب: ما من مولود يولد إلا على الفطرة.
(3) أخرجه البخاري، كتاب التفسير، سورة الطور ج4، ص1839.
(4) أخرجه البخاري، كتاب الجمعة، باب: رفع اليدين في الدعاء. ومسلم، كتاب الإستسقاء، باب: الدعاء في الإستسقاء.

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[فتاوى] الانتماء إلى الأحزاب السلفية الشيخ محمد بن عبد الله الإمام حفظه الله- عقيدة

تعليمية تعليمية
[فتاوى] الانتماء إلى الأحزاب السلفية الشيخ محمد بن عبد الله الإمام حفظه الله

س: ما حكم الانتماء والمشاركة في الأحزاب المؤسسة، والتي تحت التأسيس والتي يقال عنها إنها أحزاب للسلفيين، وأين يقف الشيخ محمد منها؟

ج: نحن نتبرأ من الحزبيات كما تبرأ الرسول عليه الصلاة والسلام، جاء عن أم سلمة jعند الإمام أحمد أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (أنا بريء ممن فرق دينه واحتزب) بل الله عز وجل يقول في كتابه الكريم: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)، فربنا بين أن الرسول يتبرأ في الآخرة ممن فرق الدين، وهذا ما أكثر ما يكون إما بالتحزب وإما بالتعصب، فليحذر المسلم من الوقوع في هذا الذي يسبب له البراءة من الرسول صلى الله عليه وسلم، فيلقى الله عز وجل وقد تبرأ منه الرسول، والله سبحانه وتعالى خصمه يوم القيامة، فنحذر من الحزبيات ونتبرأ منها، والله المستعان.
ولو تسمى بعضهم بأنه سلفي، وأنه كذا، فالسلفية هنا قد جعلت ذريعة ووسيلة إلى الدخول في الفتن العظام، فكلمة (سلفية) لا تسعفه بما تريد، ولا تنجيه مما يحذر ومما يذم بسببه، ويعاقب عليه، فالحزبية هي حزبية مما حاول أصحابها أن يبرروا حزبيتهم، فلا يجوز لمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يدخل في التحزب، ولو ادعى من ادعى أن هذا التحزب سلفي، لا يوجد في الإسلام تحزب إسلامي ولا في تحزب سلفي، المسلمون كلهم أمة واحدة، وكلهم حزب واحد، أما أن يقال: هذا التحزب إسلامي، كن حزبًا، وهذا التحزب إسلامي، كن حزبًا ثانيًا، وثالثًا وعاشرًا، هذه من الفتن العظام ومما جاء به الأعداء، وإنما أرادوا أن يجعلوا المسلمين في محن لا تكاد تنتهي وفي مصائب لا تكاد تتوقف، فهذا هو الحاصل.
فهذه التحزبات قبلت عن طريق غفلة، وعن طريق جهالة، وعن طريق أطماع دنيوية، ونظر إلى المال والجاه والملك، فلما جاء الأعداء وقالوا: من تحزب سنعطي له الملك، سنعطي له كذا، أن يكون بعد حين الملك، وأن يكون الرئيس، بعضهم مفتون بحب الدنيا، وبحب الملك، فظن أن هذا صحيح. حتى ولو وصل إلى هذا، يصل إليه بعد ما يرتكب من الجرائم والشنائع ما يرتكب، وبعدما يستحل من المحرمات ما يستحل، وبعدما يسفك من الدماء ويزهق من الأرواح ويغير ما يغير من أمر الدين ومن الحق إلى الباطل وبعدما يوالي أعداء الإسلام ويناصرهم، فنعوذ بالله، لأن يخر الشخص من السماء إلى الأرض أهون من أن يدخل في الحزبية والله المستعان.

الملف الصوتي في المرفقات

الملفات المرفقة

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




جزاك الله خيرا على المعلومات القيمة ونسال الله ان يجزيك خيرا




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[قصيدة] القصيدة اللامية لشيخ الإسلام إبس العبّاس ابن تيمية الحرّاني ـ رحمه الله .- عق

تعليمية تعليمية
[قصيدة] القصيدة اللامية لشيخ الإسلام إبس العبّاس ابن تيمية الحرّاني ـ رحمه الله .


للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[شرح] معنــى حديــث: ( أَرْبَـعٌ مَـنْ كُـنَّ فِيـهِ كَـانَ مُنَـافِقًا )

تعليمية تعليمية
[شرح] معنــى حديــث: ( أَرْبَـعٌ مَـنْ كُـنَّ فِيـهِ كَـانَ مُنَـافِقًا..)

تعليمية

معنى حديث:
( أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا..)

۞۞۞۞۞

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.

أما بعد: فهنا معَنا حديث يتعلق بمسألة من مسائل الإيمان الذي أشكل فهمه على البعض وهو حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
( أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ ).
أخرجه البخاري (34، 2327)، ومسلم (58).

۞۞۞۞۞

نبدأ بالتمهيد؛ بتعريف النفاق لغة وشرعاً، وعلاماته، وأنواعه، ثم نشرع في معنى الحديث.

۞۞۞۞۞

تعريف النفاق

معنى النفاق لغةً واصطلاحاً

النفاق في اللغة: النفاق فعل المنافق يقال: نافق ينافق منافقة ونفاقًا، أما أصله فقد اختلف فيه علماء اللغة على قولين:
الأول: قيل إن ذلك نسبةً إلى النفق وهو السرب في الأرض، لأن المنافق يستر كفره ويغيبه، فتشبه بالذي يدخل النفق يستتر فيه.
الثاني: وقيل سمي به من نافقاء اليربوع، فإن اليربوع له جحر يقال له: النافقاء، وآخر يقال له: القاصعاء، فإذا طلب من القاصعاء قصع فخرج من النافقاء، كذا المنافق يخرج من الإيمان من غير الوجه الذي يدخل فيه، وقيل: نسبة إلى نافقاء اليربوع أيضاً، لكن من وجه آخر وهو إظهاره غير ما يضمر، وذلك: أنه يخرق الأرض حتى إذا كاد يبلغ ظاهر الأرض ترك قشرة رقيقة حتى لا يعرف مكان هذا المخرج، فإذا رابه ريب دفع ذلك برأسه، فخرج، فظاهر جحره تراب كالأرض، وباطنه حفر، فكذلك المنافق ظاهره إيمان وباطنه كف.
"لسان العرب" (10/358)، "تاج العروس" (13/463)، "مقاييس اللغة" (5/454)، "شرح السنة للبغوي" (1/71ـ72) ، مفردات القرآن" (ص: 819).

ولعل النسبة إلى نافقاء اليربوع أرجح من النسبة إلى النفق "لأن النفق ليس فيه إظهار شيء، وإبطال شيء آخر، كما هو الحال في النفاق، وكونه مأخوذاً من النافقاء باعتبار أن المنافق يظهر خلاف ما يبطن، أقرب من كونه مأخوذاً منه باعتبار أنه يخرج من غير الوجه الذي دخل فيه، لأن الذي يتحقق فيه الشك الكامل بين النافقاء والنفاق هو إظهار شيء وإخفاء شيء آخر، إضافة إلى أن المنافق لم يدخل في الإسلام دخولاً حقيقياً حتى يخرج منه".
"المنافقون في القرآن" (ص: 13).

النفاق في الاصطلاح: هو ستر الكفر وإظهار الإسلام .

وقد يسمى المنافق زنديقًا كما يفعله بعض الفقهاء وقد يسمى النفاق الاعتقادي وهو النفاق الأكبر.
"مجلة البحوث الإسلامية" (83/172).

النفاق في الاصطلاح الشرعي هو: "القول باللسان أو الفعل بخلاف ما في القلب من القول والاعتقاد".
"عارضة الأحوذي" (10/97).

أو هو الذي يستر كفره ويظهر إيمانه، وهو اسم إسلامي لم تعرفه العرب بالمعنى المخصوص به، وإن كان أصله في اللغة معروفاً" ـ كما سبق ـ.
"النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير (5/98)، وكتاب "الإيمان" لابن تيمية (ص: 284).

والمنافق لابد وأن تختلف سريرته وعلانيته وظاهره وباطنه، ولهذا يصفهم الله في كتابه بالكذب كما يصف المؤمنين بالصدق،

قال تعالى: ( وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ) [البقرة:10]،

وقال: ( وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ) [المنافقون:1]،

وأمثال هذا كثير.

إذنْ أخص وأهم ما يميز المنافقين؛ الاختلاف بين الظاهر والباطن، وبين الدعوى والحقيقة، كما قال تعالى: ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ) [البقرة:8].

قال الإمام الطبري رحمه الله:
أجمع جميع أهل التأويل على أن هذه الآية نزلت في قوم من أهل النفاق، وأن هذه الصفة صفتهم.
"تفسير الطبري" (1/268).

وقد يطلق بعض الفقهاء لفظ الزنديق على المنافق، قال شيخ الإسلام – رحمه الله-:
"ولما كثرت الأعاجم في المسلمين تكلموا بلفظ (الزنديق) وشاعت في لسان الفقهاء وتكلم الناس في الزنديق: هل تقبل توبته؟ …والمقصود هنا: أن (الزنديق) في عرف هؤلاء الفقهاء، هو المنافق الذي كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أن يظهر الإسلام ويبطن غيره، سواء أبطن ديناً من الأديان: كدين اليهود والنصارى أو غيرهم، أو كان معطلاً جاحداً للصانع، والمعاد، والأعمال الصالحة…".
"مجموع الفتاوى" (7/471).

وقال الإمام ابن القيم – رحمه الله – في بيان مراتب المكلفين في الدار الآخرة وطبقاتهم:
الطبقة الخامسة عشر: طبقة الزنادقة، وهم قوم أظهروا الإسلام ومتابعة الرسل، وأبطنوا الكفر ومعاداة الله ورسله، وهؤلاء المنافقون، وهم في الدرك الأسفل من النار.
"طريق الهجرتين" لابن القيم (ص: 662) تحقيق عمر ابو عمر ط. دار ابن القيم.

۞۞۞۞۞

علامات النفاق

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:
( آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ ).
أخرجه البخاري (33)، ومسلم (220).

قال الله سبحانه وتعالى: ( فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ )
أي: شك ونفاق.

وقال الله عز وجل في منافق الكفار: ( وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ ).

وقال الله سبحانه وتعالى: ( وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ )

وقال الله سبحانه وتعالى ( مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ )
أي: مترددين، لا إلى المسلمين، ولا إلى الكفارين، والمذبذبُ: المضطربُ الذي لا يبقى على حالة مستقلة.

"شرح السنة للبغوي" (1/71).

۞۞۞۞۞

أنواع النفاق

ينقسم النفاق إلى نوعين :
أحدهما: النفاق الأكبر، وهو النفاق الاعتقادي، أي في أصل الدين، وهو مخرج من الإسلام، وصاحبه في الدرك الأسفل من النار، وعامة الآيات القرآنية يقصد بها هذا المعنى.
والثاني: النفاق الأصغر، وهو النفاق العملي وهو من أكبر الذنوب، وهو دون الكفر، لكنه اختلاف بين السريرة والعلانية، فمن أظهر أنه صادق أو موفٍ أو أمين، وأبطن الكذب والغدر والخيانة ونحو ذلك فهذا هو النفاق الأصغر الذي يكون صاحبه فاسقًا، لا أن يبطن في قلبه كفرًا وشكًا وتكذيبًا يخفيه عن الناس، ويظهر إسلامًا لا حقيقة له. وهذا النوع من النفاق جاءت به السنة.

والأصل فيه ما ثبت في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمرو وأبي هريرة وغيرهما من الصحابة – رضي الله عنهم – في ذكر آية المنافق، فحديث أبي هريرة – رضي الله عنه – قد تقدم.

وحديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
( أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ ).
أخرجه البخاري (34، 2327)، ومسلم (58).

فهذه كلها أعمال إذا كان فاعلها مؤمنًا بالله وحده، قد سلم اعتقاده مما يخرجه من الدين، فنفاقه نفاق أصغر، وهذه الخصال قد توجد في المسلم الصادق الذي ليس فيه شك.

قال النووي – رحمه الله – عند شرح هذا الحديث:
" هَذَا الْحَدِيث مِمَّا عَدَّهُ جَمَاعَة مِنْ الْعُلَمَاء مُشْكِلًا مِنْ حَيْثُ إِنَّ هَذِهِ الْخِصَال تُوجَد فِي الْمُسْلِم الْمُصَدِّق الَّذِي لَيْسَ فِيهِ شَكٌّ.

وَقَدْ أَجْمَع الْعُلَمَاء عَلَى أَنَّ مَنْ كَانَ مُصَدِّقًا بِقَلْبِهِ وَلِسَانه وَفَعَلَ هَذِهِ الْخِصَال لَا يُحْكَمُ عَلَيْهِ بِكُفْرٍ، وَلَا هُوَ مُنَافِق يُخَلَّد فِي النَّار.

وَهَذَا الْحَدِيث لَيْسَ فِيهِ بِحَمْدِ اللَّه تَعَالَى إِشْكَال، وَلَكِنْ اِخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِي مَعْنَاهُ.

فَاَلَّذِي قَالَهُ الْمُحَقِّقُونَ وَالْأَكْثَرُونَ وَهُوَ الصَّحِيح الْمُخْتَار: أَنَّ مَعْنَاهُ؛ أَنَّ هَذِهِ الْخِصَال خِصَال نِفَاق، وَصَاحِبهَا شَبِيه بِالْمُنَافِقِ فِي هَذِهِ الْخِصَال، وَمُتَخَلِّق بِأَخْلَاقِهِمْ. فَإِنَّ النِّفَاق هُوَ إِظْهَار مَا يُبْطِن خِلَافه، وَهَذَا الْمَعْنَى مَوْجُود فِي صَاحِب هَذِهِ الْخِصَال، وَيَكُون نِفَاقه فِي حَقّ مَنْ حَدَّثَهُ، وَوَعَدَهُ، وَائْتَمَنَهُ، وَخَاصَمَهُ، وَعَاهَدَهُ مِنْ النَّاس، لَا أَنَّهُ مُنَافِق فِي الْإِسْلَام فَيُظْهِرُهُ وَهُوَ يُبْطِنُ الْكُفْر. وَلَمْ يُرِدْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا أَنَّهُ مُنَافِق نِفَاق الْكُفَّار الْمُخَلَّدِينَ فِي الدَّرْك الْأَسْفَل مِنْ النَّار، فَهَذَا هُوَ الْمُخْتَار فِي مَعْنَى الْحَدِيث ".
"شرح مسلم" (2/46ـ47).

قَالَ أَبُو عِيسَى الترمذي:
"هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وَإِنَّمَا مَعْنَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ نِفَاقُ الْعَمَلِ وَإِنَّمَا كَانَ نِفَاقُ التَّكْذِيبِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَكَذَا رُوِىَ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِىِّ شَيْئًا مِنْ هَذَا أَنَّهُ قَالَ النِّفَاقُ نِفَاقَانِ نِفَاقُ الْعَمَلِ وَنِفَاقُ التَّكْذِيبِ".

"جامع الترمذي" (5/19) تحت حديث:(2632).

قال النووي:
" وَقَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا ) مَعْنَاهُ شَدِيد الشَّبَه بِالْمُنَافِقِينَ بِسَبَبِ هَذِهِ الْخِصَال.

قَالَ بَعْض الْعُلَمَاء: وَهَذَا فِيمَنْ كَانَتْ هَذِهِ الْخِصَال غَالِبَة عَلَيْهِ. فَأَمَّا مَنْ يَنْدُر فَلَيْسَ دَاخِلًا فِيهِ. فَهَذَا هُوَ الْمُخْتَار فِي مَعْنَى الْحَدِيث.

وَقَدْ نَقَلَ الْإِمَام أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ مَعْنَاهُ عَنْ الْعُلَمَاء مُطْلَقًا فَقَالَ: إِنَّمَا مَعْنَى هَذَا عِنْد أَهْل الْعِلْم نِفَاقُ الْعَمَل.

وَقَالَ جَمَاعَة مِنْ الْعُلَمَاء: الْمُرَاد بِهِ الْمُنَافِقُونَ الَّذِينَ كَانُوا فِي زَمَن النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَدَّثُوا بِإِيمَانِهِمْ، وَكَذَبُوا، وَاُؤْتُمِنُوا عَلَى دِينهمْ فَخَانُوا، وَوَعَدُوا فِي أَمْر الدِّين وَنَصْره فَأَخْلَفُوا، وَفَجَرُوا فِي خُصُومَاتهمْ. وَهَذَا قَوْل سَعِيد بْن جُبَيْر، وَعَطَاء بْن أَبِي رَبَاح. وَرَجَعَ إِلَيْهِ الْحَسَن الْبَصْرِيُّ رَحِمَهُ اللَّه بَعْد أَنْ كَانَ عَلَى خِلَافه. وَهُوَ مَرْوِيٌّ عَنْ اِبْن عَبَّاس وَابْن عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ، وَرَوَيَاهُ أَيْضًا عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْقَاضِي عِيَاض رَحِمَهُ اللَّه: وَإِلَيْهِ مَال كَثِير مِنْ أَئِمَّتنَا.

وَحَكَى الْخَطَّابِيُّ رَحِمَهُ اللَّه قَوْلًا آخَر أَنَّ مَعْنَاهُ التَّحْذِير لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَعْتَاد هَذِهِ الْخِصَال الَّتِي يُخَاف عَلَيْهِ أَنْ تُفْضِي بِهِ إِلَى حَقِيقَة النِّفَاق" .
"شرح مسلم" (2/47).

۞۞۞۞۞

كتبتُ هذا لأني سمعت من يجعل هذا الحديث وحديث أبي هريرة رضي الله عنه؛ من النفاق الأكبر المخرج من الملّة، فعلى علمه وتفسيره وشرحه الحديث؛ قد أخرج أعداداً هائلة من المسلمين ـ الصادقين الذين ليس فيهم شك ـ من الإسلام بسبب جهله وتعجله، فمن ذا الذي يسلم من تلك الخصال ناهيك عن أحدها ؟؟

قال النووي:
" فَإِنَّ إِخْوَة يُوسُف صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَعُوا هَذِهِ الْخِصَال . وَكَذَا وُجِدَ لِبَعْضِ السَّلَف وَالْعُلَمَاء بَعْض هَذَا أَوْ كُلّه".
"شرح مسلم" (2/46).

فاللهم فقهنا في الدين وجنبنا التعالم والتشبع بما لم نعط.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين،،،

۞۞۞۞۞

كتبه
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي
الخميس 4/ 4 / 1443هـ.

المصدر: منتديات نور اليقين


المصغرات المرفقة تعليمية

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[فوائد مستخلصة] الإيمان باليوم الآخر

تعليمية تعليمية
[فوائد مستخلصة] الإيمان باليوم الآخر


تعليمية


الإيمان بما يجري فيه من الأمور من اجتماع الخلائق كلها في صعيدٍ واحد حفاةً عراةً غرلًا بهمًا، كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم إنكم محشرون إلى الله حُفاةً :أي غير منتعلين، عُراةً: غير مستورين، غرلًا: غير مختونين، بُهمًا: لا أموال معكم وإنما العمل إما صالح وإما طالح، ومحاسبة الخلائق التي لابد منها ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّ‌ةٍ خَيْرً‌ا يَرَ‌هُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّ‌ةٍ شَرًّ‌ا يَرَ‌هُ﴾.

وتتطاير الصحف بالأيدي، ثم انقسام الخلق إلى فريقين فريق في الجنة وفريق في السعير وهذا مما يدعو المكلفين أن يبذلوا جهودهم في صالح العمل وأن ينبذوا المخالفات في الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة لأنها سبب الخسران ويحرص العبد أن يستلم صحيفته مملوءة بالحسنات أقوالها وأفعالها ظاهرها وباطنها، يكون مؤمنًا بقول الحق ﴿وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَ‌هُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِ‌جُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورً‌ا اقْرَ‌أْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا﴾ فهو يقرأ صحيفة عمله لا ينقص منها شيء أبدًا، فطوبى لمن أحسن العمل فإنه يكون مسرورًا يوم القيامة، ومن أساء العمل يكون حزينًا ونادمًا وهيهات أن ينفعه الحزن أوالندم، وهذه الحياة غنيمة من الغنائم، حياةٌ الدنيا القصيرة حياة العمل والمسارعة فيها إلى الخيرات والبعد عن موجبات غضب الله من أقوالٍ وأفعال، حتى يقدُم العبد بعد عمره القصير على الله تبارك وتعالى وقد امتلأت صحيفته بالحسنات وصارت سببًا في رضا الله وفي دخوله ﴿وَجَنَّةٍ عَرْ‌ضُهَا كَعَرْ‌ضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْ‌ضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَرُ‌سُلِهِ﴾ فوجب الانتباه وإن حصل التقصير قبل ذلك وانتبه العبد إذا ذُكر وتذكر فهو إلى خير وفي خير، ولوبقي من أجله القليل، وقد أغفل الله الآجال على الأمة ليزدادوا من العمل وليكثروا من التوبة والاستغفار ويتلافوا القصور ويبتعدوا عن موجبات غضب الله تبارك وتعالى.

مستفاد من: شرح اللؤلؤ والمرجان – الدرس 02 | للشيخ: زيد بن محمد بن هادي المدخلي

تعليمية

المصغرات المرفقة تعليمية تعليمية

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




بارك الله فيكي

جزاكي الخير




بارك الله فيك
وجزاك خيرا ان شاء الله




بارك الله فيك




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[خطبة جمعة] للشيخ رضا بوشامة وفقه الله تعالى

تعليمية تعليمية
[خطبة جمعة] (التطير والتشاؤم وعلاجه) للشيخ رضا بوشامة وفقه الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه وبعد

التصنيف: خطبة جمعة (التطير والتشاؤم وعلاجه)
– الشيخ رضا بوشامة حفظه الله : إمام خطيب مسجد الوئام
مكان الإلقاء: مسجد الوئام ، سعيد حمدين ، الجزائر
تاريخ الإلقاء: 26/04/2013
الجودة: عالية
المدة: 00:23:33

لتحميل الصوتية من هنا

الملفات المرفقة

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية